You are on page 1of 22

‫جملة اإلنسان واجملال‬

‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬


‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫دير* أطلس بين مالل من املركزية التارخيية إىل التهميش املعاصر‪.‬‬

‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬


‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مبراكش‬
‫وكلية العلوم اإلجتماعية باجني‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫الربيد االلكرتوني ‪abdofinigue@gmail.com :‬‬

‫تاريخ اإلرسال‪2018 /10 /09 :‬؛ تاريخ القبول‪2018 /12 /21 :‬‬

‫امللخص‪:‬‬

‫تـوا ا املنمومـة اجملاليـة‪،‬‬ ‫تشكل اجملـاال الديريـة الـاال مهمـة جـدا‬


‫حبكم موقعها اجلغرا كحلقة وصل بني العالية والسافلة‪ ،‬وكمجال انتقالي بني‬
‫القمــم اجلبليــة وصــعوبة التوــاريس واملنــاطب املنبســوة بالســهول‪ ،‬وديــر أطلــس بــين‬
‫مالل حبكم موقعه االسرتاتيجي بني جبال األطلس املتوسط اجلنوبي وسـهل تـادال‪،‬‬
‫العقــود‬ ‫تــاريخ املنوقــة غاصــة واملغــرب ككــل‪ ،‬لكــن‬ ‫لعــأ أدوارا روريــة‬
‫األغ ـ و وبلعــل التحــوال ال ـ عرفهــا انتقــل الــدير مــن الــال مركــز قــادر عل ـ‬
‫طرد سكانه حنو‬ ‫حتقيب التنمية إىل الال ثانو بل يعيش أ مة حقيقية ساهمت‬
‫املدارا املسقية للسهل‪.‬‬
‫الكلما امللتاحية‪ :‬الدير؛ اجلبل؛ السهل؛ التنمية اجملالية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The areas of the Dir (Piedmont) are very important areas in the‬‬
‫‪equilibrium of the space system, because of its geographical position as a‬‬
‫‪link between the high peaks and areas of the plain and the Dir Atlas Béni‬‬

‫الدير ‪ :‬كلمـة أما يغيـة تولـب علـ ا ـزام أو علـ صـدرية اللـرز الـ يتـزين بهـا أو الـ حتمـي‬ ‫*‬

‫اللارز وا مولة من السقوط‪ ،‬ومن الناحية اجلغرافية فهي تولب عل "قدم اجلبل" لتعرب عن ا زام‬
‫اللاصل بني العالية والسافلة‪.‬‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪167‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬
‫‪Mellal due to its strategic location between the southern mid-Atlas‬‬
‫‪Mountains and the Tadla Plain. It has played very important roles in the‬‬
‫‪history of the region in particular, and Morocco in general, but the‬‬
‫‪transformation of Dir in recent decades has grown from a central zone able‬‬
‫‪to develop to a secondary zone, and knows a real crisis, that facilitated the‬‬
‫‪expulsion of its population towards the irrigated lands.‬‬
‫‪Keywords: Dir(piemont); mountan; plain; landscape development.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أدى اجملـــــال الـــــدير عـــــرب التـــــاريخ عـــــدو أدوار وو ـــــا ‪ ،‬واملقصـــــود‬


‫كـــل ااـــدما والعالقـــا الــ كـــاا يقـــدمها‬ ‫هـــاا الصـــدد بـــاألدوار والو ـــا‬
‫منيـــة اتللـــة للمجتمـ ـ السـ ـاكنة احملليـــةل للدولـــة‬ ‫هـــاا اجملـــال غـــالل فـــرتا‬
‫ولالقتصاد‪ ،‬وذلك من غالل تتب مسار التنميم اجملالي للدير‪.‬‬

‫واهلدف من هاا الرصد هـو حتديـد مكانـة الـدير اـمن املنمومـة اجملاليـة‬
‫العالية‪ ،‬الدير‪ ،‬السافلةل بصلة عامة‪ ،‬ودير أطلس بين مالل بصـلة غاصـة ونسـع‬
‫من غالل هاا اللصل إىل الوقوف عند أهم التغي ا والتوورا ‪ ،‬ال عرفتها هـا‬
‫م راولة تلس ها‪ ،‬كما نسع إىل حتديد العالقا بـني الـدير‬ ‫األدوار والو ا‬
‫تنمــيم‬ ‫وبــاقي مكونــا الالــه اجلغــرا ‪ ،‬وحتديــد مكوناتــه القبليــة ودورهــا‬
‫الاهلا وتـدب املتـوفر مـن مـوارد ‪ ،‬كمـا سـنعاة مسـتلة االسـتمرارية والقويعـة‬
‫ــل التحــوال ال ـ يعيشــها الــدير غاصــة واملغــرب عامــة‪،‬‬ ‫أدوار الــدير وهويتــه‬
‫وكي حتول الال الدير من املركزية التارخيية إىل اهلامشـية املعاصـروف فمـا هـي‬
‫الديرف وما العوامل امللسرو هلاا التحولف‬ ‫مماهر التحول ال عرفتها و ا‬

‫التارخيية للدير‪:‬‬ ‫‪- 1‬الو ا‬

‫يستوجأ الوقوف عند الدور التارخيي جملال معني‪ ،‬االاوالع عل املراج‬


‫التارخييـــة والكتابـــا اجلغرافيـــة القدلـــة وكتـــأ الـــرحال وكتـــأ املســـالك‬
‫واملماليك ال متـدنا مبعلومـا قيمـة رشـم ـحها وتشـتتها‪ ،‬تولـأ منـا األمـر جهـدا‬
‫هـا املسـتلة‪ ،‬وعنـد عودتنـا هلـا املراجـ‬ ‫لرتتيبها ومتحيصها للخروج مبا يليـدنا‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪168‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫نالحظ أنها عل العموم ال تلصـل منوقـة الـدير عـن انتما هـا اجلهـو إلقلـيم تـادال‪،‬‬
‫فكـل املراجـ الـ تورقـت للمنوقـة تتحـدل عـن الـدير كجـز ال يتجـزأ مـن جهـة‬
‫تــادال‪ ،‬لكنهــا تلصــله كمجــال متميــز عــن الســهل مــن حيـ ااصــا ص الوبيعيــة‬
‫والبشرية وكالك من حي الو يلة ال يؤديها كل من اجملالني‪ ،‬كما أنها تعتـرب‬
‫الـدير الـاال متميــزا عـن بـاقي مكونــا اجلهـة سـوا األعــالي اجلبـلل أو البســيط‬
‫السهلل‪ ،‬من حي التنوع االقتصـاد فالحـة ورـارو بـل وحتـ صـناعة‪ ،‬كمـا أنـه‬
‫الال اسـتقرار بشـر تنتشـر بـه العديـد مـن املراكـز ا وـرية الـ كـاا هلـا دور‬
‫تــدب الشــتا العــام بالــدير‪ ،‬إاــافة إىل أهميــة املــوارد الوبيعيــة مــا ‪،‬‬ ‫أساســي‬
‫مراعي‪ ،‬تربة‪ ،‬شابة‪..‬ل‪.‬‬

‫اللعــل التــارخيي‬ ‫كــل هــا العوامــل جعلــت الــدير اتــل منزلــة الريــادو‬
‫باملنوقة‪ ،‬حي كاا اجملال األكثر اسـتقوابا وإشـرا ا لكـل الـدول املتعاقبـة علـ‬
‫حكم املنوقة منا املماليك األما يغية القدلة‪ ،‬فقـد عـرف اسـتقرارا بشـريا قـدلا‬
‫جـدا ســابب لللــرتو اإلســالمية ــارل دو فوكـو يشـ إىل " انتشــار العديــد الكهــوف‬
‫القدلة عل طول الشـريط اللاصـل بـني أفـزا وصـوال إىل دا الـ كـاا يسـكنها‬
‫السكاا القدام " وكـاا وصـوال إىل كـل الـدول اإلسـالمية املتعاقبـة علـ حكـم‬
‫يـ‬ ‫املغرب‪ ،‬وذلك نمـرا للموقـ اجليوسـرتاتيجي الـا اتلـه الـدير‪ ،‬الـا جعـل‬
‫القــوى املتعاقبــة عل ـ حكــم املغــرب تســع جاهــدو مــن أجــل الســيورو عل ـ تــادال‪،‬‬
‫وبالوبط املراكز ال تنتشر عل طول منوقة الدير‪ ،‬نمرا ملا تكتسيه من أهمية‬
‫اجلنوب وبني القبلة‬ ‫الشمال ومراكش‬ ‫محاية املبادال التجارية‪ ،‬بني فاز‬
‫التوفيـب أمحـد‪،‬‬ ‫الشرقل حي اجلنوب الشرقي والغـرب حيـ السـاحل األطلـن‬
‫‪236 :1978‬ل‪.‬‬

‫وقـــد أ ـــار بعـــإ املـــؤرغني إىل أا الـــدور التـــارخيي الـــا لعبـــه الـــدير‬
‫املنوقة‪ ،‬يستمد من الدور الا منحه املخزا هلاا الشريط ا يـو الوـيب‪ ،‬حيـ‬
‫ســـهل تـــادال‬ ‫مايـــة الالـــه ا يـــو املتمثـــل‬ ‫جعلـــه مبثابـــة "اللـــيمس" أو اجلـــدار‬
‫والوريــب التجاريــة " الوريــب الســلوانية " بــني فــاز ومــراكش وهــو مــن الناحيــة‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪169‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫التارخيية يعترب مبثابة ا د اللاصل بني اجملاال السا بة التابعة للقبا ل‪ ،‬واجملـاال‬
‫النا بة ال ختو جلربو السلواا‪.‬‬

‫ل الك جند علـ امتـداد الـدير حصـوا وقـالع عسـكرية‪ ،‬اهلـدف منهـا هـو‬
‫ا د من التمدد املسـتمر للقبا ـل األما يغيـة السـاكنة باجلبـال حنـو أرااـي السـهل‬
‫التــادلي‪ ،‬كمــا تش ـ املصــادر التارخييــة‪ ،‬إىل كــوا مراكــز الــدير مبثابــة أســواق‬
‫للتبـادل التجـار بـني سـاكنة السـهل واجلبـل )‪،(RIBOULAT, R.B 1949 :48‬‬
‫أكثر من كونها مراكز تعتمد عل اللالحة نمرا للوع التقين الا تعاني منـه‬
‫ســاكنة املغــرب عامــة‪ ،‬أاــ إىل أا الســاكنة تعتمــد علــ الرعــي‪ ،‬أكثــر مــن‬
‫الزراعــة نمــرا لوــيب املســاحا الزراعيــة بالــدير‪ ،‬فكــاا مــن احملــتم عل ـ القبا ــل‬
‫املنــاطب اجلبليــة القريبــة‪ ،‬و الســهول مــن غــالل‬ ‫"الــديارو" البح ـ عــن املراعــي‬
‫العديد من التعاقدا ‪ ،‬وتبادل املصلحة بني القبا ل املتجـاورو واملتعايشـة بوكـار ‪،‬‬
‫‪99 : 1992‬ل‪.‬‬

‫‪ - 1- 1‬الدير الال استقرار بشر ومتدين قدلني‪:‬‬

‫ها النقوة‪ ،‬هو ما الا جيعل الدير‬ ‫إا السؤال الا ينبغي اإلجابة عنه‬
‫الال التادلي يتميز بنمط الرتحال وعدم االستقرارف سهال قبا ـل‬ ‫الال استقرار‬
‫بين هالل العربيةل‪ ،‬ال تعيش عل الرتحال حبثا عن الكال لقوعانها‪ ،‬بني الـدير‬
‫واهلوـبة الوسـو مـرورا ببسـيط تـادال ‪BARHOMI 1988 : 168‬ل‪ ،‬وكـالك‬
‫اجلبــل أملــول‬ ‫اجلبــل جنــد القبا ــل األما يغيــة‪ ،‬ال ـ تتنقــل بــني مراعــي الصــي‬
‫الدير والسهل أ اشارلف‬ ‫ومراعي الشتا‬

‫العديد من املواقـ ‪ ،‬إىل أا منوقـة الـدير كانـت‬ ‫تش املصادر التارخيية‬


‫تعرف انتشار العديـد مـن املراكـز منـا القـديم‪ ،‬حيـ وجـد الـدول املتعاقبـة علـ‬
‫منوقة الدير العديد من املراكز ا ورية القدلة سابقة للتواجد‬ ‫حكم املغرب‬
‫اإلسالمي كمركز "دا " الا كاا يلعأ منا ذلك التاريخ دورا اجتماعيا وثقافيا‬
‫واقتصاديا مهما‪.‬‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪170‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫أسـلل جبـل غـارج مـن‬ ‫ووص الشري اإلدريسي مدينة دا بتنها " تق‬
‫جبـــــل درا‪ ،‬وهـــــي صـــــغ و لكنهـــــا كـــــث و العمـــــراا‪ ،‬والقوافـــــل عنهـــــا واردو‬
‫وصادرو‪. ،...‬ويزرع بها وبتراـها كـث مـن القوـن كمـا هـو بتـادال وبهـاتني البلـدتني‬
‫أر اق ومعــايش وغصــأ ونعــم ــت وأهلــها أغــالط مــن الرببر األمــا يغل " الشــري‬
‫االدريسي ‪ 221 :‬و ‪240‬ل يدل هاا القول أا مدينة دا ال هي " بـين مـالل" حاليـا‬
‫عل األرجح‪ ،‬كانت تلعأ الموعة من األدوار بلعل موقعها املهم الا حتتله املدينة‬
‫كثـرو العمـراا أ‬ ‫منوقة الدير‪ ،‬عالوو عل الـدور اإلجتمـاعي‪ ،‬الـا يتمثـل‬
‫كثــرو املبــاني ومــا يعــين ذلــك مــن كثــرو ســكانها‪ ،‬ثــم إا املدينــة عبــارو عــن ســوق‬
‫للتجارو‪ ،‬ترد إليها القوافل من كل اجلها ‪.‬‬

‫ويعرب هاا عل القوو والنلوذ اللاين كانت تتمت بهما مراكز الدير غـالل‬
‫القرا ‪ 16‬م‪ ،‬حي أا فشـتالة مـثال كانـت مدينـة كـب و اـيط بهـا سـور عمـالق‪،‬‬
‫وأا ها املدينة ارتقت إىل مستوى العواصم اجلهوية آنااك‪ ،‬وهاا وااـح مـن غـالل‬
‫نلوذهــا علــ بــاقي املراكــز األغــرى داغــل تــادال ســهال وجبــاال و االرــا حنــو‬
‫اجلنوب‪ ،‬جند أا الدير مل يكن فارشا من السكاا واملدا‪ ،‬فقد أورد العديد من‬
‫املصادر أغبارا كث و عن حاارو "بزو"‪ ،‬ال ا تهر بقدمها منـا عهـد املـرابوني‬
‫واملوحدين‪ ،‬ومت استيوانها من طـرف قبا ـل هسـكورو أحـد بوـوا املصـامدو‪ ،‬وقـد‬
‫ا ــتهر املدينــة بكونهــا ســوق راريــة‪ ،‬لتبــادل ســل اجلبل املوا ــيل ومنتوجــا‬
‫السهل ا بوبل‪.‬‬

‫‪ - 2- 1‬الدير كمجال إ عاع ثقا كب ‪:‬‬

‫أ ـــارنا ســـابقا إىل أا الـــدير عـــرف متـــدنا قـــدلا‪ ،‬لـــالك مـــن البـــديهي أا‬
‫كب ‪ ،‬مارسته املراكز السابقة علـ ريوهـا‬ ‫يصاحأ ها الماهرو إ عاع ثقا‬
‫التــادلي‪ ،‬فاملدينــة حســأ التعري ـ اجلغــرا تعــرف بكونهــا مســتوطنة بشــرية ذا‬
‫متعـــددو متـــارز مـــن غالهلـــا إ ـــعاعا‬ ‫كثافـــة ســـكانية مرتلعـــة‪ ،‬وتقـــدم و ـــا‬
‫واســتقوابا وتــتط ا للســاكنة احمليوــة بهــا‪ .‬هــا ااصــا ص كانــت متــوفرو مبــدا‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫اإل ـعاع الثقــا‬ ‫الـدير القدلـة كـدا وتلـزو وبـزو‪ ،‬الـ كـاا هلـا دور كـب‬
‫باجلهة ككل‪ ،‬فقد أصبحت ها املراكـز عامـل جـاب لوـالع العلـم واملريـدين‪،‬‬
‫مـن غــالل تواجــد العديـد مــن الزوايــا كالزاويــة الدال يـة والزاويــة الصــومعية و اويــة‬
‫فشتالة و اوية سيد الصغ بن منيار‪ ،...‬وال تعد فروعا للزاويـة الناصـرية بدرعـة‬
‫والسماللية بسوز‪.‬‬

‫وها الزوايا كاا الناز يلدوا إليها من السهول واجلبال‪ ،‬طلبا للعلـم مـن‬
‫املنوقة‪ ،‬حيـ جنـد عبـد العزيـز اللشـتالي‪ ،‬الـا‬ ‫علما ها الكثر‪ ،‬الاين بر وا‬
‫عاش وعاصر أمحد املنصور الاهع تو ‪1603‬ل‪ ،‬وكاا اعرا للسـلواا ومـدير‬
‫ديوانه غـالل القـرا نهايـة ‪ 16‬م‪ ،‬وألـ العديـد مـن الكتـأ واأل ـعار‪ ،‬ثـم جنـد إبـن‬
‫الزيــا مؤلـ كتــاب " التشــوف إىل رجــال التصــوف "‪ ،‬وكــالك أمحــد الصــومعي‬
‫مناقأ الشيخ أبي يعزى" وش هم كث ممـن سـاهموا‬ ‫صاحأ كتاب " املعزى‬
‫إشنا املشهد الثقا املغربي‪ ،‬إاافة إىل بعإ النوا ل اللقهية حول املا وقوايا ‪.‬‬

‫يدل تواجد هؤال اللقها عل أا املدا بالدير‪ ،‬وصلت إىل مستوى مهـم مـن‬
‫التمدا والتحور‪ ،‬حي كانت ها املدا حتج إليهـا القبا ـل للتـربك والـتعلم‪ ،‬هـاا‬
‫ما تش إليه املصادر واملراج التارخيية‪ ،‬إىل أا الزوايا الـ ا دهـر مبـدا الـدير‪،‬‬
‫كانـت تقـدم غــدما التعلـيم للعديـد مــن الولبـة بهـا املراكــز‪ ،‬واملنـاطب اجملــاورو‬
‫ال ترسل العديد من طالع العلم للتعلم عل يد فقها الدير‪.‬‬

‫ل الـال يعـاني مـن‬ ‫وبالك تكوا مراكز الدير‪ ،‬مبثابة منارا ثقافية‬
‫الغالأ‪ ،‬لالك يومحل فيها االهتمام باجلانأ الثقا ‪،‬‬ ‫سيادو قبا ل ش مستقرو‬
‫هـاا‬ ‫وهو األمر الا حاولت مراكز الدير أا توفر ‪ ،‬وقد جنحت إىل حد كـب‬
‫املســع ‪ ،‬وهكــاا تكــوا مراكــز الــدير القدلــة دا ‪ ،‬تلــزا‪ ،‬بــزو‪ ،‬دال ‪..‬ل‪ ،‬قــد‬
‫ا ياو الثقافية للمجال التادلي‪ ،‬وما إليه من اجلبال واهلوـاب‬ ‫لعبت دورا روريا‬
‫اهلوــبة الوســو ل‪ ،‬لكــن مراجعــة كتــاب الزاويــة الدال يــة ل رمــد حجــيل‬
‫هاا الصدد‪.‬‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪172‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫‪ - 2‬الدور االقتصاد لدير أطلس بين مالل‪:‬‬

‫‪ - 1- 2‬النشاط الزراعي أساز االقتصاد احمللي بالدير ‪:‬‬

‫جعل وجـود الينـابي املا يـة والرتبـة ااصـبة وإعتـدال اإلحنـدارا ‪ ،...‬إاـافة‬
‫إىل تــراكم ااــربو الزراعيــة لــدى اللــالم الــدير ‪ ،‬مــن النشــاط الزراعــي مزدهــرا‬
‫تقويـة اإلقتصـاد احمللـي‪ ،‬بـل جعلـه معروفـا علـ املسـتوى‬ ‫بشكل كب ويسـاهم‬
‫الوطين‪.‬‬

‫وإذا عـــدنا إىل املصـــادر واملراجـ ـ التارخييـــة‪ ،‬فلنهـــا متـــدنا بـــالكث مـــن‬
‫اإل ارا حول النشاط الزراعي بالدير‪ ،‬ولعل أبر ها ما ورد لدى البكر ‪ ،‬والو اا‬
‫ثم ابن غلدوا‪ ،‬و ارل دو فوكو‪ ،‬ومارمول كارخبال‪ ،‬والتقارير العسكرية للـرتو‬
‫ا ماية‪ ،‬فقد أ ار "الو اا" أثنا حديثه عن أفزا مدينة تاكزير حاليـال " ويوجـد‬
‫شاية اجلمال مليئة جبميـ أنـواع األ ـجار‬ ‫ها التالل عل الة النهر‪ ،‬حدا ب‬
‫شايـة الكـرم والمـرف‪،‬‬ ‫املثمرو الـ تشـتهيها األنلـس‪ ،‬وأصـحاب هـا ا ـدا ب‬
‫حبي يدغل كـل تـاجر شريـأ إىل حـدا قهم‪ ،‬فيتكـل مـن مارهـا مـا يشـا " وهـاا‬
‫دليل عل مد ى كوا ها املنوقـة شنيـة بنشـاطها الزراعـي‪ ،‬ومـدى الكـرم وحلـاوو‬
‫قـرب أفـورار ا اليـة إىل‬ ‫حديثـه عـن أيـت عيـا‬ ‫سكانها بالوي ‪ ،‬وقد ذكـر‬
‫املدينة عـدو عيـوا رتمـ مياههـا لتكـوا جـدوال يسـيل حتتهـا‪ ،‬وتقـوم‬ ‫أنه " ينب‬
‫عل التيه بساتني عديدو للخور واللواكه تنتج أصنافا جيدو مـن العنـأ والـتني‪،‬‬
‫ـل أ ـجار‬ ‫وفيها أ جار جـو باسـقة‪ ،‬بينمـا متثـل حـدور اجلبـل أراـا مغروسـة بت‬
‫الزيتوا" الو اا ‪284 : 1983‬ل‪.‬‬

‫وإذا عــدنا إىل الرحالـــة األوربــيني‪ ،‬الـــاين اروا املنوقــة غـــالل القـــرا ‪19‬م‬
‫ومول القـرا ‪ 20‬م‪ ،‬جنـدهم يعـربوا عـن هـاا الغنـ الزراعـي ملنوقـة الـدير‪ ،‬فمـثال‬
‫ار املنوقــة مــ الســنوا األوىل مــن ا مايــة‪ ،‬يصــ الثــروو‬ ‫جن ـ د "ب ونــي" الــا‬
‫الشجرية بدير أطلس بين مالل‪ " ،‬متتد عند قدم األطلس‪ ،‬حي تتوفر ميـا السـقي‬
‫بساتني غالبة تواهي بساتني صلرو‪ ،‬فلىل جانأ أ جار الزيتـوا واللـو ‪ ،‬الكـث و‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪173‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫الســلوم الــدنيا مــن اجلبــال‪ ،‬تنمــو أ ــجار الربتقــال واملشــمش والــتني‬ ‫االنتشــار‬
‫شــرام لعــالم وتــاكزير وفرياطــة وفــم‬ ‫والتــو ‪ ،‬وبعــإ أ ــجار النخيــل غاصــة‬
‫هـور را عـة يـرتاوم لونهـا‬ ‫العنصر وبين مالل‪ ،‬وإىل جانبهـا تنمـو ـج ا ورود ذا‬
‫بــني األصــلر واألمحــر")‪ ، (PEYRONNET, R. 1919, :.49-62‬ونالحــظ مــن‬
‫غـالل هـا الشـهادو‪ ،‬أا "ب ونـي" الـا عــاش باملنوقـة وقتـا مـن الـزمن‪ ،‬قـد صــن‬
‫البدايــة‪ ،‬وهــاا نــاب مــن كــوا أ ــجار الزيتــوا كانــت‬ ‫األ ــجار وواـ الزيتــوا‬
‫كل الدير املمتد من دمنا إىل صـلرو‪ ،‬ومل تكـن صـادرا‬ ‫غالل القرا ‪19‬م‪،‬‬
‫القرا ‪19‬م ختلو منه إال نادرا‪ ،‬إما مصربا أو يتا أو طريا ‪(MIEGE. J.L‬‬ ‫املغرب‬
‫)‪.1965 :214‬‬

‫‪ - 2- 1- 2‬مارست ساكنة الدير الرعي كنشاط اقتصاد ثانو ‪:‬‬


‫يعــد الرعــي أحــد األنشــوة االقتصــادية الثانويــة‪ ،‬الــ كانــت متارســها‬
‫الــدير‪ ،‬وال تــزال إىل يومنــا هــاا‪ ،‬وأمــام شيــاب دراســا متخصصــة‬ ‫الســاكنة‬
‫هاا اجملال‪ ،‬نصبح أمام إجباريـة العـودو إىل املصـادر التارخييـة الـ تناولـت املنوقـة‬
‫ال ال تزودنـا إال بل ـارا قليلـة جـدا‪ ،‬بـل ومتلرقـة ممـا تولـأ منـا الهـودا أكـرب‬
‫املااي يعـد الـاال للرعـي بامتيـا ‪ ،‬نمـرا‬ ‫جلمعها ومتحيصها‪ ،‬فلذا كاا السهل‬
‫طـاب املنـا‬ ‫لعوا ب طبيعية باألساز مهـد رمـد ‪66 : 2013‬ل‪ ،‬والـ تتجلـ‬
‫اجلــاف والشــبه اجلــاف واــع اجلريــاا الســوحي‪ ،‬كــاا اإلنســاا التــادلي يســع‬
‫ملواجهتهـا مــن غـالل ممارســة الرعــي كنشـاط اقتصــاد ر يسـي‪ ،‬إىل جانــأ بعــإ‬
‫الزراعا السنوية البورية كالشع والقمح‪ ،‬وكانت ها األنشوة االقتصادية حال‬
‫مال ما‪ ،‬للتتقلم م اإلكراها الوبيعية‪ ،‬وكاا لعامل سياسي إجتمـاعي‪ ،‬يتجلـ‬
‫انعدام األمن والصراع بني القبا ل واملخزا والقبا ل فيما بينها‪.‬‬
‫هـــاا إذا واقــ الرعـــي بصـــلة عامـــة داغـــل إقلـــيم تـــادال بســـيوا ووعـــرا‬
‫الــدير فــالرعي حســأ كــل املصــادر ال ـ مت‬ ‫)‪ ،(Peyronnet ,1919,:23‬أمــا‬
‫اإلطــالع عليهــا‪ ،‬يبق ـ نشــاطا فالحيــا ثانويــا‪ ،‬ورشــم هــاا فهــو ينتشــر عل ـ طــول‬
‫مراكز ‪ ،‬وقد أ ار "ا سن الو اا" إىل هاا األمر عندما كاا يتحدل عن منوقـة‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪174‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫السهل غصبة كالك تنتج كل أصناف ا بـوب‪،‬‬ ‫حي يورد أا " أر‬ ‫أيت عيا‬
‫اجلبل جيدو إلنبا الشع ورعي املـاعز" )الـو اا ‪ (325: 1983‬وهـاا دليـل‬ ‫وأر‬
‫عل أا الرعي كاا من األنشوة اإلقتصادية ال لارسها اإلنساا الدير ‪.‬‬
‫وعموما فالدير مل يغأ عنـه نشـاط الرعـي‪ ،‬سـوا مـن طـرف القبا ـل الـ‬
‫الشـتا ‪ ،‬مـن طـرف قبا ـل‬ ‫تقونه‪ ،‬أو حتـ الـ رـاور حيـ تشـد إليـه الرحـال‬
‫اجلبل هربا من جحيم الربد‪ ،‬بينما تنتج إليه قبا ل السهل هربا مـن هجـ الشـمس‬
‫تادال قد ارتكز أساسا عل الرعي‪،‬‬ ‫ا ارقة صيلا‪ ،‬وإذا كاا استعمال األر‬
‫بني الزراعـة الـ كانـت األسـاز إىل جانـأ الرعـي‪ ،‬فـلا‬ ‫عكس الدير الا‬
‫تو ي ـ القويــ يعكــس لنــا طبيعــة امللكيــة واملكانــة اإلجتماعيــة‪ ،‬ويعــرب تركــز‬
‫ملكيــة قوي ـ األشنــام عــن تلــاو كــب بــني اللئــا املالكــة للقوعــاا الكــب و‪،‬‬
‫واللئــا املالكــة لقوعــاا صــغ و وفئــا الرعــاو املســخرين لرعايتهــا‪ ،‬وقــد كانــت‬
‫التمييز بـني اللئـا اإلجتماعيـة‪ ،‬ألنـه كـاا‬ ‫قيمة القوي أكثر من قيمة األر‬
‫مصــدرا للثــروو‪ ،‬لــالك يــدع القوي ـ لــدى القبا ــل األما يغيــة ب " املــال " والســلوة‬
‫الرواية الشلوية ‪2014‬ل‪ .‬ولعل هاا راج إىل كوا القوي أفوـل وسـيلة السـتثمار‬
‫الوسط الوبيعي واإلنتلاع مبقوماته ال يغلأ عليه طاب اجللاف و ـح املـا بنعلـي‬
‫عبــد الــرحيم ‪349: 2004‬ل‪ ،‬وال تــزال القبا ــل الديريــة متــارز نشــاط الرعــي حت ـ‬
‫منوقــة بــزو واملنــاطب الـ تقــل فيهــا الزراعــة كارفالــة‪ ،‬فــم‬ ‫يومنــا هــاا‪ ،‬غاصــة‬
‫العنصر‪ ،‬لكن عل العمـوم لقـد تراجـ هـاا النشـاط اإلقتصـاد مـن غـالل تقلـص‬
‫مســاحة املراعــي بلعــل التمــدين الســري وانتشــار امللكيــة اللرديــة‪ ،‬وتلويــت أرااــي‬
‫اجلموع‪.‬‬
‫دير أطلس بين مالل نشاط إقتصاد‬ ‫الصناعيل‬ ‫‪ - 2- 2‬النشاط ا ر‬
‫قديم‪:‬‬
‫فـرتا ســابقة للقــرا‬ ‫تـاكر الدراســا واملصــادر الـ تناولــت املنوقــة‬
‫‪19‬م‪ ،‬أنه كانت تنتشر عل طول دير أطلس بين مالل مراكز ومدا مهمـة‪ ،‬كمـا‬
‫ســبقت اإل ــارو إىل ذلــك‪ ،‬وأا هــا املراكــز تعــرف تواجــد العديــد مــن األنشــوة‬
‫بـالد‬ ‫الصناعية‪ ،‬ال كاا هلا هرو واسعة عل املستوى الوطين‪ ،‬وحت الـدولي‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪175‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫الســوداا وأوربــا إيواليــال‪ ،‬فقــد أورد الــو اا أثنــا حديثــه عــن مدينــة تلــزو فشــتالة‬
‫صــناعة‬ ‫حاليــال وأفــزا تــاكزير حاليــال‪ ،‬بــتا نســا هــا املدينــة كــن يــربعن‬
‫فـــاز‬ ‫الــربنس واملنتجـــا الصــوفية كـــالزرابي واألكســية‪ ،‬الــ كانــت تبـــاع‬
‫إسبانيا وإيواليا‪ ،‬وكالك ذكـر أا مدينـة بـزو كانـت تصـدر‬ ‫ومراكش وحت‬
‫يت الزيتوا‪ ،‬حي انتشر املعاصر ا جرية للزيتوا‪ ،‬وكاا األشوية واجللود إىل‬
‫بالد السوداا‪ ،‬وتصدر هـا املدينـة أيوـا اجللبـاب البزيـو واملنسـوجا الصـوفية‪،‬‬
‫ال ـ تتميــز بهــا منــا القــرا ‪16‬م وال تــزال إىل اليــوم‪ ،‬وقــد ا دهــر هــا "ا يويــة‬
‫الصــناعية"‪ ،‬ال ـ عرفتهــا مــدا الــدير غاصــة‪ ،‬بلعــل تــوفر املــواد األوليــة األساســية‬
‫لصـــناعة النســـيج كالصـــوف ووبـــر املعـــز‪ ،‬كمـــا متـــت صـــناعة األدوا اللالحيـــة‬
‫كـــاحملرال ااشـــع‪ ،‬وانتشـــر املوـــاحن املا يـــة‪ ،‬الـ ـ كانـــت تـــدار بقـــوو املـــا‬
‫كسواقي عني أسردوا مثال‪ ،‬عالوو علـ انتشـار صـناعة ا ـدادو لصـناعة األدوا‬
‫اللالحية كاللؤوز واملعاول وحوافر الدواب من مح وبغال وغيول‪.‬‬
‫وعرفــت املنوقــة بلنتــاج ا صــا ر النباتيــة غاصــة م ـ انتشــار نبــا الــدوم‪،‬‬
‫ويرب "ب وني" أا " يهود بين مالل يشـتغلوا بصـناعة اجملـوهرا اللوـية والاهبيـة‪،‬‬
‫بين مالل هي صناعة الزرابي واألغبيـة"‬ ‫إال أا ا رفة ال كانت تبدو مزدهرو‬
‫)‪ (Peyronnet,1919 : 20‬ومل تكـن هـا ا ـرف منممـة‪ ،‬بـل كانـت تـتم حتـت‬
‫الولــأ‪ ،‬كمــا أ ــار الــو اا وش ـ ‪ ،‬باســتثنا الدباشــة ال ـ كانــت حرفــة قا مــة‬
‫بين مالل القدلة حتمل‬ ‫الاا ‪ ،‬مثل باقي املدا املغربية القدلة‪ ،‬وال تزال أحيا‬
‫سـافلة عـني أسـردوا لتـوف امليـا‬ ‫نلس االسم " دار الدباشني"‪ ،‬ويوجد هاا ا ي‬
‫الدباشـة ومملحـا اجللـد إىل يومنـا هـاا‪،‬‬ ‫الكافية لغسل اجللـود‪ ،‬وتوجـد أحـوا‬
‫لكنها تعراـت إلهمـال كـب وتوـرر العديـد مـن مرافـب هـا الصـناعة‪ ،‬كمـا‬
‫جند ها ا رفة مبدينة القصيبة‪.‬‬
‫لكــن القــول أنــه ورشــم هــاا النشــاط ا ــر املهــم‪ ،‬فقــد كــاا نشــاطا‬
‫ثانويــا لــدى ســاكنة الــدير مقارنــة باللالحــة‪ ،‬ولــالك مل يصــل إىل درجــة النشــاط‬
‫املـدا القدلـة بـاملغرب‪ ،‬ولـالك كانـت التجـارو اـرورية‪ ،‬ألنهـا‬ ‫ا ر املوجـود‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪176‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫عني املكاا‪ ،‬فما هو دور الـدير‬ ‫توفر ما ال لكن ا صول عليه من منتجا‬
‫النشاط التجار احمللي والوطين وحت الدوليف‬
‫‪ - 3- 2‬األهمية التارخيية للنشاط التجار بالدير‪:‬‬
‫أا تادال كانت ممـرا للتجـارو السـلوانية‪ ،‬الـ كانـت‬ ‫ليس هناك ك‬
‫التجارو عل‬ ‫تربط بني العاصمتني فاز ومراكش‪ ،‬وقد كاا للدير دور أساسي‬
‫املستوى ااـارجي‪ ،‬حيـ أنـه كـاا مبثابـة حـاجز واقـي للوريـب التجاريـة مـن كـل‬
‫التهديدا األمنية ال لكن أا تشكلها القبا ل األما يغية باجلبال‪ ،‬وكاا ملرور‬
‫الورق والقوافل التجارية من الدير له عدو نتـا ج إجيابيـة‪ ،‬حيـ أا الـدير مل يكـن‬
‫ممرا فقط أو الاال لراحة التجار‪ ،‬بل انتشر كما رأينا سـابقا‪ ،‬علـ طـول الـدير‬
‫العديد من املراكز ال كانت مبثابة أسواق يـتم فيهـا نشـاط رـار مهـم‪ ،‬حيـ‬
‫تنميــة إمكانياتهــا‬ ‫أنهـا تشــكل نقــط تبــادل وتلاعــل وإســتلاد مــن هــاا الواـ‬
‫احمللية وتنوي منتوجاتها‪ ،‬حت ال تبق الرد مستهلك للتجارو والسل ااارجية‪.‬‬
‫كمـــا اعتـــرب هـــا األســـواق مبثابـــة مراكـــز لتنمـــيم اجملـــال اجلهـــو‬
‫والتماســك اجلهــو )‪ ،(MOHAINE. A 1997 :154‬ومتــدنا املصــادر وكتــأ‬
‫الرحالــة واجلغــرافيني الــاين اروا املنوقــة مبعلومــا مهمــة حــول النشــاط التجــار‬
‫حديثه عن تلزو فشـتالة حاليـال أا " معمـم‬ ‫مبراكز الدير‪ ،‬حي ذكر "الو اا"‬
‫دار لليهود‪ ،‬يقصد تلزو عدد وافر من‬ ‫سكانها رار وصناع‪ ،‬أثريا فيها حنو ما‬
‫الت جـــار الغربـــا يبـــاع بتلـــزو علــ ااصـــوس أدوا مصـــنوعة بلـــاز‪ ،‬كاألقمشـــة‬
‫والسـكاكني والسـيوف والسـروج والشـكا م اللجـمل‪ ،‬فـلذا أراد التجـار بيـ هـا‬
‫األ يا عن طريب املبادلة سهل‪ ،‬عليهم ذلك ألا ألهل البالد بوـا رليـة اتللـة‪،‬‬
‫كالرقيب واايل والربانس والنيلة واجللد والقرطع‪ ،..‬وإذا أرادوا بيعها نقدا كـاا‬
‫ــبيهة باملثاقيــل‬ ‫علــيهم أا خيلوــوا الــثمن كــث ا‪ ،‬وتــؤدى هلــم حينئــا ذهبــا بقو ـ‬
‫هـا الناحيـة " الـو اا‪: 1983،‬‬ ‫لكنها ش مسكوكة‪ ،‬وال تروج نقـود اللوـة‬
‫‪ 32‬ل‪.‬‬
‫يـ ـ النـــواحي‪ ،‬وســـكانها أشنيـــا‬ ‫رتـــاب هـــا البوـــاعة التجـــار مـــن‬
‫يلــة وثيابــا أغــرى تســم فشــتالة حتمــل إىل فــاز ومــراكش"‬ ‫يصــنعوا أقمصــة‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪177‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫مارمول كارخبال‪ ،‬س‪ 117‬وقد أ ار )‪ (R.B.Riboulat 1949 :36‬أا مدينـة بـين‬


‫مالل غالل فرتو ا ماية وقبلها كانت مركزا راريا مهما لتبادل منتوجا اجلبـل‬
‫مــــن املوا ــــي‪ ،‬ومنتوجــــا الســــهل مــــن ا بــــوب‪ ،‬كمــــا أكــــد ‪1916 :142‬‬
‫‪E.F.Gautier‬ل عل ـ وجــود نشــاط رــار مهــم مبدينــة دا ‪ ،‬مــن غــالل عثــور عل ـ‬
‫عمال حناسية تعود إىل أ منة قدلة‪.‬‬
‫وخنلص من غالل هاا التحليـل أا ديـر أطلـس بـين مـالل‪ ،‬مل يكـن الـرد‬
‫ممــر لعبــور القوافــل التجاريــة‪ ،‬بــل هــو الــال لتواجــد وانتشــار العديــد مــن املراكــز‬
‫التجارية املهمة‪ ،‬ال تلاعلت وتكاملت م القوافل اآلتيـة مـن الشـمال فـازل حنـو‬
‫اجلنــوب مــراكشل أو مــن اجلنــوب حنــو الشــمال‪ ،‬وأا منوقــة الــدير متكنــت مــن‬
‫توــوير رــارو وصــناعة رليــتني‪،‬‬ ‫اســتثمار عا ــدا هــا التجــارو البعيــدو املــدى‬
‫التبادل التجار ‪ ،‬وهلا طلأ ومسعة وطنية‬ ‫قادرتني عل توف سل ذا قيمة مهمة‬
‫و دوليــة بتوربــا وبــالد الســوداال‪ ،‬وغصوصــا وأا كــل املــواد األوليــة متــوفرو لقــوو‬
‫النشاط اللالحي راعة وتربية املوا ي بالدير‪ ،‬عالوو عل تراكم ااربو الصناعية‬
‫اجملتم الدير ‪ ،‬غاصة من طرف اليهود والساكنة احمللية‪.‬‬ ‫والتجارية‬
‫‪- 3‬الرتكيبة القبلية وآليا تنميم ا ياو العامة بالدير‪:‬‬
‫‪- 1- 3‬الدير الال استقرار العديد من القبا ل‪:‬‬
‫إستقر بالدير منا قروا غلت العديد من القبا ل‪ ،‬فنجد عل امتـداد هـاا‬
‫اجملــال‪ ،‬تواجــد قبا ــل كانــت تقســم اجملــال‪ ،‬وفقــا ألعــراف وقــوانني غاصــة ووفــب‬
‫متنـاول‬ ‫الـدير لـيس بـاألمر السـهل ومل يكـن‬ ‫معاي غاصة‪ ،‬ذلـك أا التواجـد‬
‫كل القبا ل‪ ،‬إذ يستوجأ ذلك الكث من القوو والدفاع عـن منـاطب النلـوذ والثقـل‬
‫الدلغرا الكب من أجل القـدرو علـ مواجهـة األغوـار الـ لكـن أا تتعـر‬
‫هلا ها القبا ل سـوا مـن طـرف السـلوة املركزيـة املخـزال الـا يقـوم حبركاتـه‬
‫الغالأ تتصارع حول االستلادو من‬ ‫املتكررو‪ ،‬أو اد قبا ل املنوقة‪ ،‬ال كانت‬
‫املــوارد املتاحــة ‪ :‬ميــا وتربــة ومراعــي الــدير‪ ،‬محايــة الوــرق التجاريــة التوفيــب‪ ،‬أ‪.‬‬
‫‪215 :1978‬ل‪.‬‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪178‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫هويــة القبا ــل ال ـ اســتوطنت بــدير أطلــس بــين‬ ‫ومــن الصــعأ ا ســم‬
‫مــالل‪ ،‬لكــوا املنوقــة واملغــرب بصــلة عامــة عــرف حتركــا وتــنقال متواصــلة‬
‫للقبا ل بلعل عوامـل متعـددو أقيـوم ا سـني ‪54 : 2005‬ل‪ ،‬لكـن مـن األكيـد أا‬
‫هــا املنوقــة عرفــت تعاقــأ العديــد مـــن القبا ــل‪ ،‬الــ عرفــت حركــة وديناميــة‬
‫متواصــلة حبي ـ كانــت هنــاك قبا ــل تمهــر وختتلــي لتخللهــا قبا ــل أغــرى‪ ،‬بلعــل‬
‫الصـــراع واغـــتالل مـــوا ين القـــوو لصـــاو الوـــرف األقـــوى أو بلعـــل تـــوالي األوبئـــة‬
‫الوـاعوال أو اجملاعـا بلعـل اجللـاف كربـوط رمـد‪4133 :2000 ،‬ل‪ ،‬الـ‬
‫تدعيم قوو العلويني مبنوقة الدير‪.‬‬ ‫ساهمت مثال غالل منتص القرا ‪17‬م‬
‫عمومــا لكــن اإل ــارو إىل القبا ــل ال ـ تعــيش بالــدير منــا القــرا ‪17‬م‪،‬‬
‫فلي اجلنوب جند إحتادية هسكورو "إسـكورا" الـ تنتمـي إىل أمـا يغ مصـمودو‪،‬‬
‫كلت األصل العرقي للدولة املوحدية‪ ،‬ويرجح أا يكوا عهـد املوحـديني هـو‬ ‫ال‬
‫بداية تواجد ها القبا ل مبنوقـة ديـر أطلـس بـين مـالل‪ ،‬وتسـتقر هـا القبا ـل منـا‬
‫قروا‪ ،‬مقارنة م باقي القبا ل األغـرى‪ ،‬علـ طـول الـدير نمـرا إل ـتغاهلا بالزراعـة‬
‫بزو والنتيلا وارفالة‪ ،‬ثم جند قبا ل‬ ‫والتجارو البعيدو املدى‪ ،‬وتتواجد ها القبا ل‬
‫تصـــنيلها‪ ،‬لكـــن الـــراجح وحســـأ املراجـ ـ‬ ‫الـ ـ ختتلـ ـ املراجـ ـ‬ ‫بـــين عيـــا‬
‫املتخصصة أنها من قبا ل صهناجة‪ ،‬وإذا ارهنا حنو الشمال جند قبا ل أيت بو يد‪،‬‬
‫الغالأ من القبا ل املصـموديةل‪ ،‬الـ كـاا‬ ‫ال تستقر بتفورار وتيموليلت وهي‬
‫استقرارها قدلا نوعا ما باملنوقة املالكي بن اجلياللي‪265 : 2014 ،‬ل‪.‬‬
‫أيت عوا الملل‪ ،‬وهم الـاين يسـكنوا‬ ‫ثم جند قبيلة أيت عوا نومالو أ‬
‫السلوم الغربية ألطلس الكب األوسط واألطلس املتوسط مسوا كالك للتمييز‬
‫بني قبا ل أيت عوا ا لقبلت أيت عوا القبلةل‪ ،‬وهي مـن قبا ـل صـنهاجة األما يغيـة‬
‫حلــت مــن اجلنــوب الشــرقي للمغــرب‪ ،‬هربــا مــن اجللــاف وحبثــا عــن مراعــي‬ ‫ال ـ‬
‫كافيــة لقوعانهــا‪ ،‬ولعبــت المــروف املناغيــة وقســاوو ــروف العــيش‪ ،‬عــامال دافعــا‬
‫للسكاا حنو الدير‪ ،‬نمرا ملا يوفر من روف مال مة للعـيش كـاملراعي وا وـأ‬
‫عمليـة مـرور الرعـاو‪،‬‬ ‫وميا الر والزراعة‪ ،‬وقد كاا لللجاج واألودية دورا بالغـا‬
‫من قمم اجلبال األطلس الكب وصوال إىل دير أطلس بين مـالل ع‪ .‬مـون ‪: 2004‬‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪179‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫‪26‬ل‪ ،‬وقد إنولقت ها القبا ل مـن منوقـة األطلـس الصـغ جببـال بوشـافر‪ ،‬حيـ‬
‫موطنها األصـلي‪ ،‬وهـي قبا ـل متنقلـة وقليلـة اإلسـتقرار لكونهـا كانـت تبحـ عـن‬
‫واويزشــت‪ ،‬كعمــب‬ ‫املراعــي لقوعانهــا‪ ،‬وحاليــا تســتقر قبا ــل أيــت عوــا نومــالو‬
‫إسرتاتيجي وسط جبال األطلس‪.‬‬
‫وإىل جانأ ها القبا ل جنـد قبا ـل صـنهاجية أغـرى‪ ،‬ومنهـا أيـت سـخماا‬
‫ال تعد من القبا ل الصنهاجية‪ ،‬وال استقر باملنوقـة منـا قـروا عديـدو‪ ،‬وهـا‬
‫الرعــي‬ ‫املنــاطب اجلبليــة بــاألطلس الكــب ‪ ،‬وتشــتغل‬ ‫القبا ــل إســتقر أساســا‬
‫والزرا عة عل طول جوانـأ األوديـة‪ ،‬وتعـد مـن أكثـر القبا ـل الثـا رو علـ املخـزا‪،‬‬
‫"أدو " وفــم العنصــر وصــوال إىل عــني أســردوا‪ ،‬الـ‬ ‫وتســتقر هــا القبا ــل حاليــا‬
‫كانت حتت سيورو أيت سعيد وعلي حتـ عهـد قريـأ الروايـة الشـلوية ‪2013‬ل‪،‬‬
‫ولعل قصة تسمية العني بعني أسردوا حتمل إجابـة علـ هـا السـيورو لقبا ـل أيـت‬
‫ـال منوقـة ديـر أطلـس بـين‬ ‫أقصـ‬ ‫سخماا عل عني أسردوا‪ ،‬ثم أغـ ا جنـد‬
‫مالل حي تستوطن قبا ل أيت سـر وهـي األغـرى إحـدى قبا ـل صـنهاجة اسـتقر‬
‫باملنوقة منا القرا ‪17‬م‪.‬‬
‫وتتكــوا هــا القبا ــل مــن أيــت أم البخ ـ بزاويــة الشــيخ‪ ،‬ثــم أيــت ويــرا‬
‫الــال أيــت ســر ‪ ،‬ثــم أيــت‬ ‫بالقصــيبة وإمه ـ واش وهــم مــن فــروع أيــت ســخماا‬
‫عبــدلولي بتــاكزير ‪ ،‬وهلــا إمتــداد كــب يصــل إىل قمــم جبــال األطلــس املتوســط‬
‫مبنوقـــة بنشـــرو ونـــاوور‪ ،‬حيـ ـ كانـــت تلجـــت إىل هـــا املنـــاطب صـــيلا الســـتغالل‬
‫"إكدالا" أو املراعـي اجلماعيـة لرعـي قوعـاا املا ـية‪ ،‬أو هربـا مـن جيـوش املخـزا‬
‫)‪ (BELLAIRE.M 1909 :74‬وإىل جانأ ها القبا ل األما يغية ال استقر‬
‫دير أطلس بين مالل‪ ،‬فقد إستقر كالك قبا ـل عربيـة مـن قبيـل قبيلـة بـين مـالل‬
‫وأوالد امبارك العربية‪ ،‬ال تعود أصـوهلا للقبا ـل الرعويـة بـين جـابر مـن بـين جشـم‬
‫ومن قبا ل بين هالل العربية )البش بوسالم‪185 :1991 ،‬ل‪ ،‬ال مت إدغاهلـا إىل‬
‫عهد يعقوب املنصور بهـدف محايـة‬ ‫املغرب غالل القرا ‪12‬م أيام حكم املوحدين‬
‫ســهل تــادال‪ ،‬وبهــدف غلــب التــوا ا بــني قبا ــل الســهل واجلبــل اــماا ألمــن الوريــب‬
‫السلوانية‪ ،‬وقد كانـت قبيلـة بـين مـالل مـن قبا ـل كـيش أيـت الربـ ‪ ،‬الـ كـاا‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪180‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫املخزا يكللها حبماية السهول التادلية من اإلكتسـاحا املتكـررو لقبا ـل اجلبـال‬


‫والدير أيـت سـخماا وأيـت عوـا نومـالو حتـ القـرا ‪19‬م البشـ بوسـالم‪:1991 ،‬‬
‫‪289‬ل‪.‬‬
‫فكي يتم تنميم العالقا بني القبا ل لوماا اإلسـتمرارية والتـوا ا بـني‬
‫كــل املكونــا القبليــة بالــديرف وكي ـ يــتم تنمــيم العالقــا بــني أفــراد القبيلــة‬
‫الواحدوف‬
‫‪ - 2- 3‬آليا التنميم القبلي بالدير‪:‬‬
‫‪ - 1- 2- 3‬تااا‪ :‬أداو لتخلي الصراع حول املوارد بالدير‪:‬‬
‫إا حركــة التنقــل ال ـ اقتوــتها الوبيعــة البيئيــة ‪-‬االقتصــادية والوبيعــة‬
‫ا اجة‬ ‫املواجهة وا ار املستمرين‪ ،‬قد أبر‬ ‫السياسية لقبا ل الدير‪ ،‬كقبا ل‬
‫إىل وا قـوانني وأعـراف وآليـا ‪ ،‬مـن أجـل الـدفاع عـن وجودهـا‪ ،‬ومصـادر عيشـها‬
‫املراعــي واألرااــي الزراعيــة‪ ،‬واملــوارد املا يــةل‪ ،‬واــمانا للتعــايش واالســتقرار‬
‫الـــال يعـــد متميـــزا لكنـــه رـــدود بشـــكل وااـــح‪ ،‬وال يســـتوي اســـتيعاب كـــل‬
‫القبا ل‪ ،‬وتعد "تااا" وتعين "الرااعة"‪ ،‬من أهم وسا ل إرسا عالقا التحال بني‬
‫قبيلــتني أو أكثــر‪ ،‬يــدعم قــوو هــا الــروابط طابعهــا الشــبه الــديين واملقــدز‪ ،‬إذ ال‬
‫لكــن أا خيــرج أحــد الوــرفني عــن هــاا اإللتــزام‪ ،‬ألنــه يــنجم عنــه ــؤم كــب‬
‫)‪BARHOUMI,M 1988 :139‬ل‪ ،‬وتعرب "تااا" عن حتال بـني مكونـا القبيلـة‬
‫الواحدو أو قبيلتني أو الموعة من القبا ل‪ ،‬وذلك من غالل تبادل ا ليأ بني أفـراد‬
‫ــرف‬ ‫"التااــا " عل ـ‬ ‫القبا ــل أو ذبــح الكــبش مــن طــرف القبيلــة‪ ،‬ال ـ ترشــأ‬
‫القبلية املراد التآغي معها‪ ،‬وعند قبول هـا األغـ و‪ ،‬يصـبح أفـراد القبيلـتني مبثابـة‬
‫اإلغـــوو‪ ،‬وعلـــيهم اإللتـــزام باإللتزامـــا نلســـها‪ ،‬الـ ـ تقتوـــيها الـــروابط العا ليـــة‬
‫ا قيقيــة داغــل العا لــة نلســها‪ ،‬مــن محايــة األ واللجــو إليــه وقــت الشــدو " بورقيــة‬
‫رمحــة ‪96: 1991‬ل‪ ،‬وتعــد "التااــا " وســيلة لكســأ الوــاب األبــو واألغــو‬
‫اجلبل أو البسيط‪.‬‬ ‫العالقا ‪ ،‬بني قبا ل الدير فيما بينها‪ ،‬أو م القبا ل اجملاورو‬
‫الغالــأ عــادو وتقليــدا أما يغيــا ــا عا عنــد العديــد مــن‬ ‫تعتــرب هــا اآلليــة‬
‫الصحرا ‪ ،‬و األطلس املتوسط عنـد‬ ‫القبا ل األما يغية‪ ،‬فنجدها عند أيت عوا‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪181‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫أيــت ســخماا وعنــد بــين موــر و مــور‪ ،...‬كمــا وجــد كــالك بعــإ النمــاذج‬
‫كل عقد مكتوب‪ ،‬بني أيت‬ ‫السهل‪ ،‬لدى قبا ل أوالد إيعيش املاللية‪ ،‬لكن عل‬
‫غويا األما يغية وقبيلة أوالد مومن العربية ‪ ،‬وتسم أيوا عل املسـتوى احمللـي لـدى‬
‫القبا ـــل العربيـــة‪ ،‬ب"الرفـــود" أ عهـــد با مايـــة والـــدفاع املشـــرتك بـــني األطـــراف‬
‫األسـواق‪ ،‬واـماا حريـة التجـارو بـني‬ ‫املتعاقدو‪ ،‬اد أ تهديد غارجي والتعـاوا‬
‫أفراد القبا ل املتحاللة البش بو سالم‪64 : 1991 ،‬ل‪.‬‬
‫عموما فلا تااا كانت وسـيلة دفاعيـة‪ ،‬تعاونيـة وتنميميـة‪ ،‬كانـت تلجـت‬
‫إليهــا قبا ــل الــدير‪ ،‬بغايــة التخليـ مــن تــتث المــروف املناغيــة أساســا علـ الــال‬
‫الشـتا هربـا مــن‬ ‫عيشـها‪ ،‬حيـ كانــت قبا ـل الـدير تســمح بنـزول قبا ـل اجلبــل‬
‫حالـة اجللـاف واجملاعـا إىل املنـاطب‬ ‫الثلوج وكاا ت سـمح بصـعود قبا ـل السـهل‬
‫اجلبلية‪ ،‬كما أنها تعترب وسيلة لكسـأ ا مايـة والـدفاع والقـوو مـن طـرف القبيلـة‬
‫اد قبا ل أكثر قوو وعتادا أو اد املخزا البش بوسالم‪69 : 1991 ،‬ل‪.‬‬
‫التقين‬ ‫‪ - 2- 2- 3‬تنميم العمل داغل القبيلة‪ :‬تويزا كآلية ملواجهة الوع‬
‫بالدير‪:‬‬
‫أمام الوع التقين الا كانت تعاني منه الساكنة بالدير‪ ،‬عل مسـتوى‬
‫وســا ل اإلنتــاج اللالحــي‪ ،‬جــرا اإلعتمــاد عل ـ احملــرال ااشــع والــدواب‪ ،‬وبلعــل‬
‫طاب الرتحال واع اإلسـتقرار‪ ،‬كـاا لزامـا علـ القبيلـة الديريـة أا توـور آليـا‬
‫عملـــها‪ ،‬ومـــن هـ ـ ا اآلليـــا جنـــد " تـــويزا " وهـــو مصـــولح أمـــا يغي يعـــين "العمـــل‬
‫النشــــاط اللالحــــي راعــــة‬ ‫اجلمــــاعي"‪ ،‬وقــــد كانــــت تــــويزا توبــــب غاصــــة‬
‫ورعيل وكاا يتم اللجو إىل "تـويزا" مـن أجـل القيـام باألعمـال اللالحيـة كـا رل‬
‫إجنــا هــا األعمــال‬ ‫وا صــاد والــدرز ويســاعد أفــراد القبيلــة بعوــهم الــبعإ‬
‫الشاقة‪ ،‬وكانت القبيلة تقدم يد املساعدو‪ ،‬ملن يولأ منها ذلك‪ ،‬حي كـاا يـابح‬
‫باب املسجد أو الوريح‪ ،‬ويتم إقامـة وليمـة غاصـة بـالتويزا‪ ،‬تقبـل‬ ‫لصاو القبيلة‬
‫مــن غالهلــا القبيلــة مســاعدو اللــالم‪ ،‬الــا طلــأ منهــا ذلــك‪ ،‬إمــا لكونــه لتلــك‬
‫اســعة وال يقــدر عل ـ حرثهــا أو حصــدها مبلــرد وإمكانياتــه اااصــة"‬ ‫حيــا ا‬
‫التوفيب‪ ،‬أ‪192: 1978 .‬ل‪ ،‬كما كانت القبيلة غاصة تلك ال كانت ترحل‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪182‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫ارا اجلبل صيلا‪ ،‬تلجت إىل "التـويزا" مـن أجـل حصـاد مـا رعتـه مـن حبـوب ربيعيـة‬
‫أعمال‬ ‫ي أفراد القبيلة يشاركوا‬ ‫هربا من أ حركة ازنية رتملة وكاا‬
‫احملصول‪.‬‬ ‫ا صاد والدرز و‬
‫وقــد ــهد هــاا النمــام اإلجتمــاعي التكــافلي التعــاوني حتــوال كــب و‬
‫القبيلـة‪،‬‬ ‫التـدهور غاصـة بـني اللالحـني الصـغار‬ ‫غالل القرا ‪ 20‬م‪ ،‬حي بـدأ‬
‫واقتصر عل بعـإ القـواد الكبـار و ـيو القبيلـة الـاين يسـتليدوا مـن "التـويزا"‬
‫فـرتو ا مايـة والعقـود األوىل بعـد اإلسـتقالل‪،‬‬ ‫وال حتولت إىل "الكللة" غاصة‬
‫املنــاطب اجلبليـــة‪ ،‬نمــرا لقــوو العالقـــا القبليــة بـــني‬ ‫رشــم أنهــا بقيـــت مســتمرو‬
‫الســاكنة‪ ،‬وقــد ــهد " عهــد ا مايــة توــور العالقــا اإلجتماعيــة والنــزوع حنــو‬
‫اللردانية وتوور التعامل النقد واإلقتصاد الرأمسالي‪ ،‬ويعترب هـور العمـل املـتجور‬
‫تراج آليا التويزا " حواش‪ ،‬رمد‪2014 .‬ل‪.‬‬ ‫واألجر الشهر ‪ ،‬سببا ر يسيا‬
‫‪- 4‬عالقا الدير مبحيوه العام‪ :‬الدير الال لتلاعال حيو ‪.:‬‬
‫‪- 1- 4‬عالقة الدير باجلبل‪ :‬الدير حاجز طبيعي للمنوقة اجلبلية‪:‬‬
‫ما تارخيية كث و غاصة أثنـا‬ ‫كاا اجلبل ملجت آمنا لقبا ل الدير‬
‫الكل والورا أ لصاو‬ ‫ا ركا املخزنية ال كانت تستهدف باألساز‬
‫املخزا‪ ،‬أو تتديأ بعإ القبا ل الثا رو‪.‬‬
‫وســرد الـــو اا مــا حـــدل ملدينـــة تلــزو‪ ،‬الــ حاصــرتها جيـــوش الســـلواا‬
‫املريين‪ ،‬ومت فك ا صار بعد حصول قا د اجليش عل أموال طا لة بلغت ما ـة ألـ‬
‫مثقال من الـاهأ‪ ،‬مل اصـل عليهـا السـلواا مـن قبـل حسـأ تعـب الـو اا‪ ،‬كمـا‬
‫كانت اجلبال ملجت لقبا ل الدير‪ ،‬أثنا الزح االستعمار لللرنسيني‪ ،‬بل ودافعت‬
‫القبا ل اجلبل ية اد احتالل مراكـز الـدير‪ ،‬كمـا فعلـت قبا ـل أيـت سـخماا وأيـت‬
‫عوا دفاعا عـن مدينـة بـين مـالل حتـ ‪ ،1916‬بـل وإسـتمر رـاوال حتريـر بـين‬
‫مالل من يد اللرنسيني حت ‪ ،1920‬وكالك دافعت قبا ل أيت ويرا عل القصـيبة‬
‫إىل شايــة ‪ ، 1922‬وتعــد القبا ـــل اجلبليــة عمقــا دلغرافيـــا لقبا ــل الــدير حيــ أا‬
‫الروابط الدموية ال رم بني القبا ل‪ ،‬إاـافة إىل عالقـا املصـاهرو الـ جعلـت‬
‫صـراعها مـ قبا ـل السـهل‪ ،‬كمـا‬ ‫دعـم قبا ـل الـدير‬ ‫قبا ل اجلبـل ال تتقـاعس‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪183‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫حدل غالل نهاية القرا ‪19‬م بني قبا ل أيت عوا الدير‪ ،‬ال طلبـت مسـاعدو قبا ـل‬
‫أيت عوا اجلبل اد قبا ل السهل العربية‪.‬‬
‫الوقـــت الـــا يشـــكل فيـــه الـــدير ااوـــوو األوىل‪ ،‬ملـــرور القبا ـــل‬ ‫هـــاا‬
‫اجلبليــة حنــو الســهول مــن أجــل الرعــي واإلنتجــاع‪ ،‬فالــدير عبــارو عــن ممــر للرعــاو‬
‫للوصــول إىل ســهل تــادال‪ ،‬غاصــة لقبا ــل أيــت عوــا نومــالو وأيــت ســخماا مــون‬
‫عزيــــز‪ 36 : 1999،‬ل‪ ،‬والتــــزود بــــاملواد الوــــرورية للعــــيش كالشــــا والســــكر‬
‫والزيو ‪ ،‬ال كاا الدير يوفرها من غالل الموعة من األسواق األسبوعية‪.‬‬
‫وهكاا فالدير تربوه عالقا وطيدو باجلبل‪ ،‬ذلك أا اجلبل يعد عنصرا‬
‫حــني أنــه يعــد بوابــة اجلبــل‬ ‫تكــوين وتوــور الــدير‪ ،‬وأســاز شنــا ‪،‬‬ ‫أساســيا‬
‫للتخلص من العزلة الوبيعية‪ ،‬كما يعترب مبراكز ا ورية الاال روريا وجاذبـا‬
‫للســاكنة الريليــة‪ ،‬الــ تعــاني اللقــر وا اجــة والبوالــة واألميــة‪ ،‬لــالك تســع‬
‫الرفـ‬ ‫لتحسني روف عيشها من غالل اهلجرو حنو مراكز الـدير‪ ،‬ممـا يسـاهم‬
‫من حجم السكاا فيها‪.‬‬
‫‪ - 2- 4‬عالقة الدير بالسهل‪ :‬الدير جسر طبيعي للسهل‪:‬‬
‫تش العديد من الدراسـا الـ اهتمـت بالـدير‪ ،‬إىل أنـه أقـرب مـن السـهل‬
‫أكثر من إىل اجلبل من حي الشكل املورفلوجي‪ ،‬فالدير يبدو من غالل املشاهدو‬
‫البسيوة للسوح‪ ،‬أنه مبثابة سوح هوـع تتخللـه تـالل ومـراوم بلعـل نشـاط عميلـة‬
‫التعرية ‪ (SALOMON J-N, 2007 : 59‬ويتميز م السهل بعالقة تلاعـل حقيقيـة‪،‬‬
‫ـبه اجلـاف وقلـة التسـاقوا كـاا‪ ،‬ومنـا قـروا غلـت‪،‬‬ ‫حي أا السـهل ذو املنـا‬
‫العديد من األمور‪ ،‬يعتمـد علـ العيـوا املا يـة واألنهـار املومسيـة‬ ‫يعتمد عل الدير‬
‫الـ كانـت تنبـ مـن الـدير كمـورد أساسـي لسـقي احملاصـيل الزراعيـة‪ ،‬وال يــزال‬
‫جز كب مـن سـهل بـين موسـ الشـرقيني إىل يومنـا هـاا‪ ،‬يعتمـد علـ ميـا عيـوا‬
‫وأنهار الدير‪.‬‬
‫كما لثل بوابة ملرور املوارد الوبيعية اآلتيـة مـن اجلبـل حنـو السـهل‪ ،‬فعـرب‬
‫السـهل ‪(LAOUINA, A‬‬ ‫منخلوـا‬ ‫الدير متر امليـا ومنقـوال التعريـة لترتسـأ‬
‫إطار تغاية العالية للسافلة باملواد الرسابية‪ ،‬وبالتـالي تسـاهم‬ ‫)‪،2010 :208‬‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪184‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫شن الرتبـة وغصـوبتها‪ ،‬كمـا متـر األغشـاب وا وـأ مـن اجلبـل حنـو السـهل عـرب‬
‫الدير‪.‬‬
‫ومــن الناحيــة التارخييــة كــاا الــدير بالنســبة للســهل الــال محايــة‪ ،‬وحــدا‬
‫فاصال بني السهل والقبا ل األما يغية‪ ،‬ذلك أا املخزا كما رأينا سابقا أقام العديد‬
‫من القالع وا صوا العسكرية‪ ،‬من أجـل محايـة سـهل تـادال مـن القبا ـل اجلبليـة‪،‬‬
‫وكــالك قــام بتــوطني القبا ــل العربيــة بالســهل غدمـة هلــاا اهلــدف الر يســي قبا ــل‬
‫الكيشل‪ ،‬فلي عهد املوحدين مت جلأ القبا ل العربية كبين جابر وبـين هـالل مـن‬
‫إفريقية تونسل‪ ،‬من أجل تتدية ها الو يلة كقبا ل أيت الرب أ نسـبة إىل أربعـة‬
‫قبا ل وهي قبيلة مسكت وقبيلة كواية وقبيلة بين معداا وقبيلة بين مـاللل وإىل‬
‫قسمة ا جملال واملا عل أربعة أجزا ‪ ،‬الـ دام وجودهـا ونشـاطها كقبا ـل كيا ـة‬
‫حت نهاية القـرا ‪ 19‬م‪ ،‬كمـا كانـت مراكـز الـدير مبثابـة أسـواق راريـة تصـرف‬
‫فيها قبا ل السهل بوا عها من شنم وحبوب‪ ،‬والتـزود باملنسـوجا مـن غيـام وسـروج‬
‫مــــدا ومراكــــز الــــدير )التوفيــــب‪،‬‬ ‫و ــــكا م وأوانــــي فخاريــــة‪ ،‬الــ ـ تصــــن‬
‫أمحد‪(359 :1978 ،‬‬
‫غامتة‪:‬‬
‫الــدير وبلعــل موقعــه اجلغــرا املتميــز ومؤهالتــه الوبيعيــة املهمــة‪ ،‬أهلتــه‬
‫تـاريخ إقلـيم تـادال واملغـرب‪ ،‬وذلـك بلوـل املراكـز ا وـرية‬ ‫ليلعأ دورا روريا‬
‫ا يـاو االقتصـادية‬ ‫الاله‪ ،‬وال ساهمت بشـكل كـب‬ ‫املهمة ال انتشر‬
‫والثقافية والروحيـة باملنوقـة‪ .‬كمـا أا الـدير كانـت لـه أدوار تارخييـة مهمـة غاصـة‬
‫الــدور العســكر الــا منحــه لــه املخــزا‪ ،‬حي ـ كــاا مبثابــة حــاجز دفــاعي عــن‬
‫الوريــب التجاريــة للســلواا‪ ،‬كمــا أنــه لعــأ أدوارا إقتصــادية مهمــة‪ ،‬فالــدير الــال‬
‫اللالحة والرعي والتجـارو وا ـرف‪ ،‬كـل هـاا جعـل مـن مراكـز الـدير ذا صـيت‬
‫املنـــاطب اجملـــاورو ديـــرا وســـهال‪ ،‬و منـــاطب بعيـــدو مـــن املغـــرب بلـــاز‬ ‫ومسعـــة‬
‫إيواليا‪ ،‬والسوداا‪ .‬إاافة إىل أا الـدير يتكـوا مـن عناصـر‬ ‫ومراكش‪ ،‬وحت‬
‫قبلية متعددو ‪ :‬قبا ل صنهاجية وأغرى مصمودية‪ ،‬إاافة إىل جز يس مـن القبا ـل‬
‫العربية‪ ،‬وأا ها القبا ل مل يكن استقرارها بالدير أمرا متيسرا بل من غالل بدل‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪185‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫اجلهد والتكثل والتحال واالحتاد بني أفرادها‪ ،‬ملواجهة األغوار احملدقة واملهـددو‬
‫لوجودها‪ ،‬وذلك من غـالل توـوير اتلاقيـا مشـرتكة للتحـال والـدفاع تااـا ل‪،‬‬
‫ألا الدير عـرب تارخيـه الـال للصـراع قـوى متعـددو‪ ،‬كمـا أا القبا ـل طـور آليـا‬
‫للتعاوا تاويزال ملواجهـة الوـع الـتقين لـدى السـاكنة احملليـة‪ .‬و ااتـام فالـدير‬
‫بنيتــه ومكوناتــه اجملاليــة‪ :‬كرتاجــ اجملــاال‬ ‫عــرف ويعــرف حتــوال كــب و‬
‫ااورا واغتلا "حـزام الزيتـوا"‪ ،‬بلعـل حـ التمـدين السـري والعشـوا ي‪ ،‬وبـدأ‬
‫الدير يعيش اغتالال اجتماعية كتحزمة اللقر والبوالة والسكن العشوا ي‪ ،‬مما‬
‫املااــي‬ ‫الوقــت الــا كانــت‬ ‫جعــل بعــإ مراكــز تعــرف طــردا للســكاا‪،‬‬
‫القريأ والبعيد مناطب جاذبة للسكاا‪.‬‬
‫قا مة املراج ‪:‬‬
‫‪ -‬أقيــوم ا ســني‪2005 ،‬ل‪ :‬النمــام ا وــر وتنمــيم اجملــال مبنوقــة درعــة‪،‬‬
‫أطروحــة لنيــل دكتــورا الدولــة‪ ،‬جامعــة القااــي عيــا ‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم‬
‫االنسانية‪ ،‬بين مالل‪.‬‬
‫تـــادال‪ :‬مـــن التوـــور البليوربـــاعي إىل‬ ‫‪-‬بنعلـــي عبـــد الـــرحيم‪2004 ،‬ل‪ :‬حـــو‬
‫االستغالل اهليدروفالحي املستحدل‪ ،‬أطروحة لنيل دكتورا الدولة‪ ،‬جامعة رمد‬
‫ااامس‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم االنسانية أكدال‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪-‬بوســالم رمــد بــن البش ـ ‪1991 ،‬ل‪ :‬تــاريخ قبيلــة بــين مــالل ‪1916- 1854‬‬
‫جوانــأ مــن تــاريخ ديــر األطلــس املتوســط ومنوقــة تــادال‪ ،‬الربــاط‪ :‬موبعــة املعــارف‬
‫اجلديدو‪.‬‬
‫‪-‬بوكـــار أمحـــد‪1992 ،‬ل‪ :‬مالحمـــا حـــول كتابـــة تـــاريخ منوقـــة تادلـــة‪،‬‬
‫منشــورا كليــة اآلداب والعلــوم االنســانية‪ ،‬بــين مــالل‪ ،‬سلســلة‪ :‬نــدوا ومنــا را‬
‫رقم ‪ ،1‬الدار البيوا ‪ :‬موبعة النجام اجلديدو‪.‬‬
‫الثابت واملتحول‬ ‫‪ -‬بورقية رمحة‪1991 ،‬ل‪ :‬الدولة والسلوة واجملتم دراسة‬
‫املغرب‪ ،‬ب و ‪ :‬دار الوليعة للوباعة والنشر‪.‬‬ ‫عالقة الدول بالقبا ل‬
‫النــدوو وطنيــة حــول املؤسســا اجلماعيــة بــاملغرب‬ ‫‪ -‬حــواش رمــد‪ ،‬مداغلــة‬
‫‪ 2014‬مل تنشر بعد‪.‬‬
‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪186‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫ديسمرب ‪.2018‬‬ ‫عدد‪8 :‬‬ ‫جملد‪4 :‬‬
‫عنوان املقال‪ :‬دير أطلس بين مالل‬

‫‪-‬التوفيب أمحد‪1978 ،‬ل‪ :‬اجملتم املغربي غالل القـرا ‪ :19‬إينولتـاا ‪- 1850‬‬


‫‪ ،1912‬الدار البيوا ‪.‬‬
‫اغـرتاق اآلفـاق‪ ،‬مكتبـة الثقافـة الدينيـة‪،‬‬ ‫‪-‬الشري االدريسـي‪ ،‬نزهة املشتاق‬
‫اجمللد األول اجلز الساب ‪.‬‬
‫ــــة‪ :‬رمــــد حجــــي وأغــــروا‪،‬‬ ‫‪-‬كرخبـــال مــــارمول‪1984 ،‬ل ‪ :‬إفريقيــــا ‪ ،‬تر‬
‫الرباط‪ ،‬اجلز األول‪.‬‬
‫‪ -‬بين مالل ‪:‬‬ ‫‪-‬مون عبد العزيز‪1999 ،‬ل‪ :‬اجلها ا ور لدير أطلس دمنا‬
‫حتول بوي ‪ ،‬دبلوم الدراسا العليا‪ ،‬جامعة رمد ااامس‪ ،‬كلية‬ ‫مدا صغرى‬
‫اآلداب والعلوم االنسانية‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ -‬مهــد رمــد‪2013 ،‬ل‪ :‬رعــاو األطلــس االنتــاج الرعــو القــانوا والوقــوز‪،‬‬
‫ة عياد أبالل وإدريس احملمد ‪ ،‬الوبعة األوىل‪ ،‬الدار البيوا ‪ :‬موبعة النجام‬ ‫تر‬
‫اجلديدو‪.‬‬
‫‪-‬امللكي املالكي بن اجلياللي‪2014 ،‬ل‪ :‬ثورو القبا ل اد االحتالل‪ ،‬منشورا‬
‫املندوبية السامية لقدما املقـاومني وأعوـا جـيش التحريـر‪ ،‬موبعـة دار أبـي رقـراق‬
‫للوباعة والنشر‪ ،‬اجلز األول‪.‬‬
‫ـــة‪ :‬رمـــد حجـــي ورمـــد‬ ‫‪-‬الـــو اا ا ســـن‪1983 ،‬ل ‪ :‬وصـ ـ افريقيـــا تر‬
‫األغور‪ ،‬دار الغرب االسالمي‪ ،‬ج‪.1.‬‬

‫‪- BARHOUMI, M (1988) : Structures agraires et changement social‬‬


‫‪dans la region de beni mellal, Maroc, thèse de Doctorat Sociologie Paris‬‬
‫‪5.‬‬
‫‪- BELLAIRE.M (1909) : Au Maroc les amputations et la loi religieuse,‬‬
‫‪Note : Extr de : R.M.M IX. 99-103 Edition : S.I Paris p74‬‬
‫‪- LAOUINA, A (2010) : Gestion durable de l'eau et des sols au Maroc,‬‬
‫‪Gestion durable des eaux et des sols au Maroc, valorisation des‬‬
‫‪techniques traditionnelles méditerranéennes, édi, IRD, Marseille, pp‬‬
‫‪195-233.‬‬
‫‪- MIEGE. J.L (1965) : Le Maroc et l’Europe (1830-1894). Presse‬‬
‫‪universitaire de France, Paris 1961.p214‬‬

‫‪ISSN: 2477-9865‬‬
‫‪EISSN: 2602-5167‬‬
‫‪187‬‬ ‫‪Revue ELINSAN WA ELMADJAL‬‬
‫‪N.D.L: 2015-6187‬‬
‫‪DOI:‬‬
‫ذ‪ .‬فنـيك عبد الواحد‪.‬‬ ‫الُمرْسِل‪:‬‬ ‫‪Vol.4 N°: 8 Décembre 2018‬‬
‫جملة اإلنسان واجملال‬
Revue ELINSAN WA ELMADJAL
.2018 ‫ديسمرب‬ 8 :‫عدد‬ 4 :‫جملد‬
‫ دير أطلس بين مالل‬:‫عنوان املقال‬
- MOHAINE. A (1997) : Les souks et l'organisation de l'espace
régional dans le Souss (Maroc). Geography. Universite Francois
Rabelais - Tours, Tome1. pp 154-183.
- PEYRONNET, R. (1919) : Histoire du Tadla des origines à 1910, dans:
Bulletin de la Société de Géographie d'Alger et de l'Afrique du Nord,
n° 24, pp.49-62
- RIBOULAT, R.B (1949): Béni Mellal centre d’échange entre la plaine
et la montagne, mémoires de contrôle civiles , archi, diplom. Nante. pp
48-65.
- SALOMON J-N, ( 2007) : Cônes d’éboulis, de déjection, glacis, et
piémont : essai de définitions , Études de Géographie Physique, n°
XXXIV, p 59

****************************

ISSN: 2477-9865
EISSN: 2602-5167
188 Revue ELINSAN WA ELMADJAL
N.D.L: 2015-6187
DOI:
.‫ فنـيك عبد الواحد‬.‫ذ‬ :‫الُمرْسِل‬ Vol.4 N°: 8 Décembre 2018

You might also like