You are on page 1of 23

‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫ال ـن ـزاع‬
‫بين حكام آل سعود والمسلمين‬
‫والسبيل إلى حله‬
‫للشيخ اإلمام‬
‫أبي عبد اهلل‪ ،‬اسامة بن‬
‫الدن‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا حممد وآله وصحبه أمجعني‪*.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإلى المسلمين في بالد الحرمين خاصة والى المسلمين في غيرها عامة؛‬

‫فهذه رساله حول اخلالف والنزاع بني حكام الرياض وأهل البالد‪ ،‬والسبيل حلله‪.‬‬

‫فقد ك* * * **ثر احلديث يف بالد احلرمني عن ض* * * **رورة األمن واألم* * * **ان وعن حرمة دم* * **اء‬
‫املس**لمني واملس**تأمنني‪ ,‬وعلى أمهية األلفة واالجتم**اع وخط**ورة الفرقة وال**نزاع‪ ،‬وزعم**وا أن‬
‫اجملاهدين يتحملون ما آلت إليه األمور يف بالد احلرمني‪.‬‬

‫وحمض احلقيقة الواض* * * **حة؛ أن املس* * * **ؤولية تقع على ع* * * **اتق النظ* * * **ام‪ ,‬حيث ف* * * **رط يف‬
‫الش* **روط املطلوبة للمحافظة على األمن وال* **دماء‪ ,‬واأللفة واالجتم* **اع‪ ,‬وذلك بعص* **يانه هلل‬
‫تع* * * * **اىل وارتكابه الكب* * * * **ائر اليت تع* * * * **رض البالد لوعيد اهلل وعقاب* * * * **ه‪ ,‬وقد ذكر اهلل لنا قصص‬
‫العصاة وعقاهبم لنعترب؛‬

‫ت ِآمنَ*ةً ُمطْ َمِئنَّةً يَْأتِ َيها ِر ْز ُق َها َر َغ* ً*دا ِم ْن‬‫بِ اللَّهُ َمثَاًل َقْريَ*ِةً َ*ك*انَ ْ‬
‫َ‬ ‫ض*َر‬
‫ق**الٍ اهلل تع**اىل‪َ { :‬و َ‬
‫مِب‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫*ل َم َ*ك **ان فَ َك َ*ف **ر ْ ِ ِ َّ‬
‫ص* *َنعُو َن}‬ ‫*وع َواخْلَ* * ْ*وف َا َ*ك **انُوا يَ ْ‬ ‫ت ب * *َأْنعُم الله فََأ َذا َق َها اللهُ لبَ* * َ‬
‫*اس اجْلُ* * ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ*ك * ِّ‬
‫ين طَغَ* ْ*وا يِف الْبِاَل ِد * فَ*َأ ْكَثُروا فِ َيها الْ َف َس* َاد *‬ ‫َّ ِ‬
‫[س**ورة النح**ل‪ ،]112 :‬وق**ال اهلل تع**اىل‪{ :‬الذ َ‬
‫ص ِاد} [سورة الفجر‪.]14 – 11 :‬‬ ‫اب * ِإ َّن ربَّ َ ِ‬
‫ك لَبِالْم ْر َ‬ ‫َ‬
‫ك سو َط َع َذ ٍ‬ ‫ص َّ ِ‬
‫ب َعلَْيه ْم َربُّ َ َ ْ‬ ‫فَ َ‬

‫كما أن املوالني للنظ * * **ام املداهنني له وك * * **ذا القاع * * **دين عن إنك * * **ار املنكر يتحمل * * **ون‬
‫املس**ؤولية أيض *اً‪ ,‬وقد ق**ال اهلل تع**اىل‪{ :‬لُعِن الَّ ِذين َك َف**روا ِمن بيِن ِإس *راِئيل علَى لِس * ِ‬
‫ان َد ُاو َد‬ ‫َ َ ُ ْ َ َْ َ َ َ‬
‫ص ْوا َو َكانُوا َي ْعتَ ُدو َن} [سورة املائدة‪.]78 :‬‬ ‫و ِعيسى اب ِن مرمَي ذَلِ َ مِب‬
‫ك َا َع َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬

‫(‪)1‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫وقد صح عن نبينا عليه الص **الة والس **الم انه ق **ال‪( :‬وما مل حتكم أئمتهم بكت **اب اهلل‬
‫عز وجل‪ ،‬ويتحروا فيما انزل اهلل‪ ،‬إال جعل اهلل بأسهم بينهم) [رواه احلاكم]‪.‬‬

‫وق**ال أيض *اً‪( :‬إن الن**اس إذا رأوا الظ**امل ومل يأخ**ذوا على يديه أوشك ان يعمهم اهلل‬
‫بعقاب منه) [رواه أبو داوود]‪.‬‬

‫وق**ال الن**ووي رمحه اهلل‪( :‬واعلم أن ه**ذا الب**اب من ب**اب األمر ب**املعروف والنهي عن‬
‫املنكر قد ض * **يع أك * **ثره من أزم * **ان متطاولة ومل يبق منه يف ه * **ذه األزم * **ان إال رس * **وما قليلة‬
‫عم العق*اب الص*احل والط*احل‪،‬‬ ‫جدا‪ ،‬وهو باب عظيم به قوام األمر ومالكه‪ ,‬فإذا كثر اخلبث ّ‬
‫ين خُيَ**الُِفو َن‬ ‫وإذا مل يأخذوا على يد الظامل أوشك ان يعمهم اهلل تع**اىل بعقابه‪َ { ،‬ف ْلي * ِ َّ ِ‬
‫ح َذر الذ َ‬‫َْ‬
‫صيبهم ع َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم} [سورة النور‪ )]63 :‬انتهى كالمه‪.‬‬ ‫َع ْن َْأم ِر ِه َأ ْن تُص َيب ُه ْم فْتنَةٌ أو يُ َ ُ ْ َ ٌ‬
‫اب َأل ٌ‬
‫ومن أبيات احلكم‪:‬‬

‫إذا كنت ذا نعمة فإرعها فإن املعاصي تزيل النعم‬

‫فاملعاصي اليت ارتكبها النظ*ام عظيمة ج*دا‪ ،‬فقد جتاوز الكب*ائر واملوبق*ات إىل ن*واقض‬
‫اإلسالم اجلليّات‪.‬‬

‫جتاوز ظلم العب **اد وهضم حق **وقهم واالس **تهانة بك **رامتهم‪ ,‬واالس **تخفاف بعق **وهلم‪,‬‬
‫ومش **اعرهم والعبث مبال األمة الع **ام‪ ,‬يف الي **وم يع **اين من الفقر واحلرم **ان ماليني من الن **اس‬
‫مقابل أن ت**دخل املاليني من الري**االت إىل حس**ابات املتنف**ذين من كب**ار األس**رة‪ ,‬فضال عن‬
‫ت*دين اخلدمات واغتص**اب األراض**ي‪ ,‬ومش**اركه الن**اس يف جتارهتم عن**وة بغري ع**وض‪ *...‬واىل‬
‫ما هنالك‪ ،‬ف * **أن النظ* **ام قد جتاوز ذلك كله إىل ن* **واقض اإلس* **الم اجللي * **ات‪ ,‬فت* **وىل أمريكا‬
‫الك**افرة وناص**رها ضد املس**لمني وجعل من نفسه ن**دا هلل تع**اىل يش**رع للن**اس حتليال وحترما‬
‫من دون اهلل‪.‬‬

‫ومعل* * **وم ان ذلك من ن* * **واقض االس* * **الم العش* * **رة‪ ،‬وقد اش* * **رنا إىل بعض املظ* * **امل اليت‬
‫ارتكبها النظ**ام يف ام**ور ال**دين وال**دنيا بش**يء من التفص**يل يف البي**ان الس**ابع عشر ومن ش**اء‬
‫فلريجع إليه‪.‬‬

‫وهذا الذي تقدم من اهم أس**باب اخلالف بني املس**لمني وحك**ام الري**اض‪ ,‬وحل ه**ذا‬
‫االمرس**هل معل**وم يف دين اهلل تع**اىل إن ص**دق احلاكم يف أرادته لإلص**الح ‪ -‬ان ك**ان ميلك‬
‫االرداة اصال ‪-‬‬

‫(‪)2‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫اما حنن فعلم اهلل اننا نريد اإلص**الح ما اس**تطعنا ونس**عى اليه‪ ،‬وما خرجنا من ديارنا‬
‫إال رغبة فيه‪ ،‬وماكنا نش* * * **تكي نقص* * * * *اً يف ام* * * **ور ال* * * **دنيا وهلل احلمد واملنة‪ ،‬وما بنا عن بالد‬
‫احلرمني تشوق إىل غريها‪ ،‬وقد طال املقام بعيدا عنها‪ ,‬ولكنه يف سبيل اهلل يسري‪.‬‬

‫ولكن الوالة هبا ذئاب‬ ‫حجاز حبها يف عمق قليب‬


‫وعند اهلل لألرزاق باب‬ ‫ويف األفغان يل دار وصحب‬

‫وقد قيل‪:‬‬

‫وإن كثرت يف عني من ال جيرب‬ ‫فما اخليل إال كالصديق قليلة‬


‫وكل مكان ينبت العز طيب‬ ‫وكل امريء يويل اجلميل حمبب‬

‫ومن توكل على اهلل كف**اه‪ ,‬والكيّس من مل تغ**ره دني**اه‪ ،‬وال معىن للحي**اة إن مل تكن‬
‫يف طاعه اهلل‪ ،‬فأسأل اهلل الثبات وحسن اخلتام‪.‬‬

‫وخالصة هذه المسألة؛ ان س*بيل النجاة امنا هو باإلص**الح واالس**تقامة على أمر اهلل‬
‫*اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َو َم ْن تَ* َ‬
‫تع**اىل وامر رس**وله عليه الص**الة والس**الم‪ ،‬ق**ال اهلل تع**اىل‪{ :‬فَا ْس *تَق ْم َك َما *ُأم ْ*ر َ‬
‫{و َما َك**ا َن‬ ‫ِ‬ ‫ِإ مِب‬
‫*ك َواَل تَطْغَ * ْ*وا نَّهُ َا َت ْع َملُ **و َن بَص *ريٌ} [س **ورة ه **ود‪ ،]112 :‬وق **ال تع **اىل‪َ :‬‬ ‫َم َع* َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صل ُحو َن} [سورة هود‪.]117 :‬‬ ‫ك الْ ُقَرى بِظُْل ٍم َو َْأهلُ َها ُم ْ‬
‫ك لُي ْهل َ‬‫َربُّ َ‬

‫وقال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬قل؛ آمنت باهلل مث استقم)‪.‬‬

‫فصالح ه*ذه األمة مبا ص*لح به أوهلا‪ ،‬وقد ك*انت جزي*رة الع*رب أم*واج متالطمة من‬
‫القتل واجلور واخلوض يف اجلاهلية‪ ،‬فلما بعث اهلل نبينا حممد ص* * **لى اهلل عليه وس* * **لم وان * **زل‬
‫القرآن واستقام الناس معه على اإلس*الم ص*لح ح*اهلم وحسن معاش*هم‪ ,‬ف*أعزهم اهلل بعد ان‬
‫ك**انوا اذالء وألف بينهم بعد ع**داء‪ ,‬فجمعهم بعد فرق**ة‪ ,‬واطعمهم بعد ج**وع‪ ،‬وآمنهم بعد‬
‫خ* **وف‪ ،‬ق* **ال اهلل تع* **اىل‪{ :‬وَألَّف ب ُقلُ* **وهِبِم لَ* **و َأْن َف ْقت ما يِف اَأْلر ِ ِ‬
‫ض مَج ًيعا َما َألَّْف َ‬
‫ت َبنْي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ َنْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِإ‬ ‫هِبِ ِ‬
‫يم} [سورة األنفال‪.]63 :‬‬ ‫ُقلُو ْم َولَك َّن اللَّهَ َألَّ َ‬
‫ف َبْيَن ُه ْم نَّهُ َع ِز ٌيز َحك ٌ‬
‫وحل الخالف بين الراعي والرعية‪:‬‬

‫خلصه اخلليفة االول للخليفة الث **اين رضي اهلل عنهما بكلمة ق **ال ل **ه‪( :‬اس **تقم تس **تقم‬
‫لك رعيتك) ‪ ،‬فهذا كالم الراشدين رضي اهلل عنهم‪ ،‬عليه نور مقتبس من النور املبني‪.‬‬

‫ف **إذا اس **تقام األمري على ش **رع اهلل اس **تقامت الرعي* *ة ووجب عليها الس **مع والطاعة‬
‫ب**أمر اهلل تع**اىل‪ ،‬واما إذا ارتد االمري وخ**رج عن ش**رع اهلل وجب على الرعية ان خترج عليه‬

‫(‪)3‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫ب**أمر اهلل تع**اىل أيض *اً‪ ,‬فطاعته ليست مطلق *ة‪ ,‬وامنا مقي**دة يف املع**روف‪ ,‬وقد اكد أهل العلم‬
‫على ارتباط االجتماع والالفة بالطاعة هلل تعاىل‪.‬‬

‫ق* **ال ش * **يخ اإلس* **الم ابن تيمية رمحه اهلل‪( :‬إ ّن س * **بب االجتم* **اع واأللفة مجع ال * **دين‬
‫حظ مما أمر العبد به والبغي بينهم)‪.‬‬ ‫والعمل به كله‪ ،‬وسبب الفرقة َتر ُك ٍ‬
‫ْ‬
‫وق**ال أيض *اً‪( :‬وه**ذا التض**ييق ال**ذي حصل من االمه وعلماءها ومش**ائخها وأمراءها‬
‫وكرباءه **ا‪ ،‬هو ال **ذي اوجد تس **لط االع **داء عليها‪ ،‬وذلك ب **رتكهم العمل بطاعه اهلل تع **اىل‬
‫ورسوله عليه الصالة والسالم) انتهى كالمه‪.‬‬

‫فالجماعة كما عرفها السلف‪:‬‬

‫ان تك* * * **ون على ما ك* * * **انت علية اجلماعة األوىل رس* * * **ول اهلل ص* * * **لى اهلل عليه وس* * **لم‬
‫واص**حابه رضي اهلل عنهم‪ ,‬فب**ذلك تك**ون من الفرقة الناجي**ة‪ ,‬واجلماعة أن تك**ون على احلق‬
‫ولو كنت وحدك ‪ -‬كما ثبت عن ابن مسعود رضي اهلل عنه ‪-‬‬

‫والشاهد؛ انه مىت ترك الناس بعض ما أم**رهم اهلل به وقعت بينهم الع**داوة والبغض**اء‪،‬‬
‫فتسلط عليهم األعداء‪ ،‬وهذا ما حنن فيه‪ ,‬والحول والقوة إال باهلل‪.‬‬

‫هل يس * **تطيع احلك* * **ام ان يس * **تقيموا على أمر اهلل لتس * **تقيم الرعي * **ة‪ ,‬فيهنأ الن * **اس يف‬
‫حياهتم يف أمور دينهم ودنياهم؟‬

‫بعض الن * **اس يقول * **ون؛ نعم! يس * **تطيعون فقد ب * **دأوا بـ "مركز احلوار الوطين"‪ ,‬كما‬
‫بدأوا باالنتخابات البلدية‪.‬‬

‫لكن ذلك مل يغري ش* * * * **يئا من اس* * * * **اس ال* * * * **داء‪ ,‬ورأس البالء‪ ,‬وأحسن اح* * * * **واهلم اهنم‬
‫س*يدخلون يف لعبة االنتخاب*ات كما يف اليمن أو االردن أو مصر وي*دورون يف حلقة مفرغة‬
‫لعشرات السنني‪ ،‬ناهيك عن حرمه دخول اجملالس التشريعية الشركية‪.‬‬

‫ل* **ذا ف* **إذا اردنا حل اخلالف حال ص* **حيح علميا وعملي * *اً؛ ينبغي ان نع* **رف حقيقته‬
‫وج* **ذوره وابع* **اده‪ ،‬فه* **ذا الص* **راع يف ج* **زء منه ص* **راع قط* **ري داخلي ولكنه يف االبع* **اد‬
‫االخرى ص*راع بني الكفر الع*املي ‪ -‬ومعه املرت*دون الي*وم ‪ -‬بزعامة أمريكا الي*وم من جه*ه‪،‬‬
‫وبني األمة االسالميه وطليعتها ‪ -‬سرايا اجملاهدين ‪ -‬من جهة اخرى‪.‬‬

‫وه**ذه االسر احلاكمة العميلة الظاملة يف املنطقة الي**وم اليت تقمع كل حركة إص**الحية‬
‫وتف* * * **رض على الش* * * **عوب سياس* * * **ات ضد دينها ودنياها إمنا هي نفس األسر اليت ناص* * * **رت‬

‫(‪)4‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫الص **ليبيني ضد املس **لمني قبل ق **رن من الزم **ان‪ ،‬وهي امنا تق **وم ب **ذلك بالوكال* *ة عن أمريكا‬
‫وحلفائها‪ ،‬وهذا يشكل امتداداً للحروب الصليبية السابقة على العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫وبنظ* * * **رة على السياس* * * **ات الداخلية لبالدن* * * **ا‪ ,‬يتضح لنا م* * * **دى الس* * * **يطرة الص* * * **ليبية‬
‫الصهيونية عليها‪ ,‬فالتدخل األمريكي يف الش**ؤون الداخلية؛ ح*دث عنه والح**رج‪ ،‬فال ميكن‬
‫تع**يني ملك أو ن**ائب له إال مبوافقة أمريك **ا‪ ,‬وه **ذا بن **اء على اتفاقي **ات بني املل **وك الس **ابقني‬
‫واحلكومة األمريكية‪.‬‬

‫كما أن مهزلة احلكم الق**ائم الي**وم يف بالد احلرمني هي مبوافقة أمريك**ا‪ ,‬لتح**ول دون‬
‫انفالت الوض**ع‪ ،‬فتص**اعد خالف**ات األم**راء إىل االس**وء وخاصة يف ه**ذه الس**نوات االخ**رية‬
‫احلرجة‪.‬‬

‫فحالة احلكم ه* * **ذه يف بالد احلرمني حالة ال يع* * **رف هلا الت* * **اريخ ش* * **بيهاً‪ ،‬فقد حيكم‬
‫الشعب بعد موت احلاكم لساعات أو أليام بامسه كما يف حادثة شجرة الدر‪ ،‬اما ان حتكم‬
‫البالد بطوهلا وبعرض**ها باسم ملك مل يعد يعلم بعد علم ش**يئا يف عقد من الزم**ان فه**ذا من‬
‫العجائب!‬

‫فهو مل تس**قط واليته ش**رعا فقط الرتكابه ن**واقض يف االس**الم‪ ,‬بل س**قطت وال يته‬
‫أيض* * * * *اً لعج* * * **زه وفق* * * **ده الق* * * **درة العقلية الالزمة إلدارة أدىن األم* * * **ور فضال عن ادارة البالد‬
‫والعب* * **اد‪ ,‬فينبغي على أش* * **قاءه ان ال حيمل* * **وه ما ال يطي* * **ق‪ ,‬وهم امنا يص* * * **رون على بق* * **اءه‬
‫لرفضهم ان يصبح اخوهم من ابيهم عبد اهلل ملكا على البالد فتتقلص ص**الحياهتم ويس**تأثر‬
‫باألمر من دوهنم‪.‬‬

‫وهو ال يستطيع ان يتجاوزهم لس**يطرهتم على زم**ام االم**ور‪ ،‬وخاصة وزاريت ال**دفاع‬
‫والداخلية وك* * * * **ذلك االس* * * * **تخبارات‪ ,‬واهم من ذلك س* * * * **يطرهتم على ال* * * * **ديوان امللكي‪ ,‬مما‬
‫ميكنهم من اصدار مرسوم ملكي من ويل االمر املزعوم لعزله وتنصيب بديل عنه‪.‬‬

‫وه* * **ذا االختالف احلاد داخل االس* * **رة‪ ،‬فضال عن ظلمهم للش* * **عب مكن أمريكا من‬
‫ان تب* * **الغ يف اب* * **تزاز االم* * **راء املتنافسني‪ ،‬وخاصة األمري عبد اهلل ملطالبه* * **ا‪ ،‬وهو يعلم علم* * *اً‬
‫مؤك **دا انه لو مل يس **تجب ألوامرها فمص **ريه يف احسن االح **وال الع **زل على اي **دي اخوانه‬
‫كما عزل* * **وا اخ* * **اهم امللك س* * **عود من قبل‪ ،‬فهو على علم ب* * **ان منافس* * **يه أص* * **حاب جتارب‬
‫سابقة‪ ,‬واهنم مستعدون للقيام مبا هو اكرب من العزل ان لزم االمر‪.‬‬

‫ومن أراد مث**اال حي *اً قريبا على دور أمريكا يف ق**رار الع**زل‪ ،‬فلينظر إىل االمري احلسن‬
‫بن طالل يف االردن‪ ،‬فبعد ان بقي لبض* * * **عة عق* * * **ود نائب* * * *اً للملك‪ ،‬رجع اخ* * * **وه احلسني من‬

‫(‪)5‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫أمريكا قبل وفاته بأي* * **ام ومعه ق* * **رار الع* * **زل الخيه وعزله‪ ،‬فاس* * **تكان لالمر واص* * **بح س* * **طرا‬
‫سياس * **يا‪ ،‬وه * **ذا ما خييف االمري عبد اهلل ان عصى ولية ام * **ره أمريكا‪ ،‬وبالت* * **ايل ال خيفى ان‬
‫اصحاب القرار يف االمور العظام هم يف أمريكا‪.‬‬

‫ومما ي**دل على عمق الس**يطرة الص**ليبية على بالدنا؛ تنفيذ ه**ؤالء ال**وكالء للتغي**ريات‬
‫اليت يفرض * **ها املوكل حىت يف مناهجنا التعليمي * **ة‪ ,‬بغ * **رض مسخ شخص * **ية األم * **ة‪ ,‬وتغ * **ريب‬
‫أبنائها‪ ,‬وهو مشروع قدمي قد بدء منذ عقود يف مناهج األزهر مبصر‪.‬‬

‫مث ط * * * **البت أمريكا بقية ال * * * **دول العميلة بتغيري مناهجها لتجفيف ما تس * * * **ميه من * * * **ابع‬
‫الصحوة‪ ,‬فقد طالبت اليمن بإغالق املعاهد العلميه قبل أكثر من عقدين من الزمان‪.‬‬

‫كما ط* * **البت أمريكا حك * **ام الري* * **اض بتغيري املن* * **اهج الديني* * **ة‪ ,‬فتم ذلك ن* * **زوال عند‬
‫رغبتها‪ ،‬ه* * **ذا كله قبل غ* * **زويت نيوي* * **ورك وواش* * **نطن ب* * **أكثر من عقد ونص* * **ف‪ .‬فضال عن‬
‫التغ **ريات االض **افية اجلدي **دة اليت اعتم **دها النظ **ام أيض* *اً‪ ,‬إض **افة إىل ع **زل االئمة واخلطب **اء‪،‬‬
‫وه**ذا الت**دخل الص**لييب يف تغيري املن**اهج هو من اخطر الت**دخالت يف ش**ؤوننا على االطالق‬
‫ألنه باختص**ار تغيري لل**دين‪ ،‬وال**دين كل ال يتج**زأ‪ ،‬فمن آمن ببعض الكت**اب وكفر ببعض؛‬
‫فهو كافر حقاً‪.‬‬

‫واملش* **ركون هم املش * **ركون‪ ،‬تش* **اهبت قل* **وهبم‪ ،‬ق* **ال اهلل تع* **اىل‪َ { :‬وِإذَا ُتْتلَى َعلَْي ِه ْم‬
‫ت بُِق**ر ٍ‬
‫آن َغرْيِ َه* َذا أو بَ ِّدلْ**هُ قُ* ْ*ل َما يَ ُ*ك*و ُن يِل َأ ْن‬ ‫*ال الَّ ِذين اَل ير *ج*و َن لَِقاءنَا اْئ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آيَا ُتنَا َبِّينَ**ات قَ* َ َ َ ْ ُ‬
‫اب َي * ْ*وٍم‬
‫ت َريِّب َع* * َذ َ‬
‫ص* *ْي ُ‬‫*اف ِإ ْن َع َ‬ ‫َأخ* ُ‬‫*وحى ِإيَلَّ ِإيِّن َ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِإ‬
‫ُأبَ ِّدلَ **هُ م ْن ت ْل َق**اء َن ْفس* *ي ْن َأتَّبِ * ُ*ع اَّل َما يُ * َ‬
‫َع ِظي ٍم} [سورة يونس‪.]15 :‬‬

‫ولكن حكام الري*اض خ*افوا أمريكا وب*دلوا املنهج‪ ،‬فال خيفى ان حمص*لة تغيري املن*اهج‬
‫الدينية هو خسارة الدين والدنيا‪.‬‬

‫اما الدين؛ فقد عرفتم أهنا ردة جاحمة‪.‬‬

‫وأما ال*دنيا؛ ف*ان املن*اهج س**وف خترج للبالد عبي*داً متعلمني‪ ،‬يوال**ون أمريكا وي*بيعون‬
‫مص* * * **احل البالد وحيس* * * **نون التبسم يف وجه األم* * * **ريكي‪ ,‬وهو حيتل األرض ويفسد الع* * * **رض‪،‬‬
‫بذريعة احلرية واملساواة وقوانني األمم املتحدة‪.‬‬

‫فهذا منوذج من التدخل األمريكي يف السياسية الداخلية‪.‬‬

‫فإما ت**دخلهم يف السياسة اخلارجية؛ ف**ان األسر احلاكمة قد اس**تجابت ألمريكا وهي‬
‫تؤدي دورها خبياناهتا‪.‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬
‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فه * **ذا امللك حسني قد واصل مس * **رية اخليانة اليت ب * **دأها ج * **ده عبد اهلل بن الش * **ريف‬
‫حسني وابوه أيضاً ضد فلسطني‪ ،‬فهذا ابنه عبد اهلل الثاين من بعد يف نفس املسرية‪.‬‬

‫وه **ذا حممد الس **ادس يف املغ **رب يسري على خط اخليانه نفس **ها اليت س **ار عليها أب **وه‬
‫وج**ده من قبل‪ ،‬وم**ازال تنفي**ذهم للم**ؤامرات الص**ليبية مس**تمرة‪ ،‬ففي ه**ذه العجاله ال يتسع‬
‫اجملال الستقصائها‪ ,‬فإمنا نذ ّكر ببعضها ألمهيتها‪.‬‬

‫فه **ذه حكومة الري **اض دخلت يف حلف ع **املي مع الكفر الص **لييب بقي **ادة ب **وش ضد‬
‫اإلس*الم وأهله‪ ،‬وكما وقع يف أفغانس*تان‪ ،‬وك**ذلك ه*ذه م*ؤامرات يف الع**راق قد ب*دأت ومل‬
‫تنت * ِ*ه بعد‪ ،‬فقد فتح **وا قواع **دهم للق **وات األمريكية لكي تغ **زو الع **راق مما س **اعدهم وس **هل‬
‫عليهم احتالهلا‪ ،‬وخ **رج يومها وزير ال **دفاع الس **عودي مس **تخفا ب **دين املس **لمني ودم **اءهم‬
‫وعقوهلم معرتفا بان حكومته فتحت مطاراهتا لألمريكيني لألغراض اإلنسانية كما زعم‪.‬‬

‫فه **اهم الي **وم قد اظه **روا لنا حلقة جدي **دة من سلس **لة م **ؤامراهتم مع أمريكا‪ ،‬مسوها‬
‫مب* **ادرة ارس* **ال ق* **وات عربيه واس* **المية حلفظ االمن يف الع* **راق! وه* **ذه خيانة ك* **ربى‪ ،‬فلم‬
‫يكتف**وا مبناص**رة الكف**ار الحتالل بالد اإلس**الم حىت ج**اؤوا هبذه املب**ادرة يف إس**باغ الش**رعية‬
‫على االحتالل األمريكي‪ ،‬فحسبنا اهلل عليهم ونعم الوكيل‪.‬‬

‫ومما زاد األمر س **وءاً واملص **يبة فداحة عند الن **اس؛ ان كث **ريا منهم ك **انوا يظن **ون أن‬
‫األمري عبد اهلل ابن عبد العزيز عن* * **دما تص* * **در إلدارة البالد انه س* * **وف ينق* * **ذها من أوح* **ال‬
‫املعاصي والفس**اد اإلداري واملايل واإلعالمي‪ ...‬وغ**ريه‪ ،‬ومن التبعية ألمريك**ا‪ ,‬ولكنه وبينما‬
‫الن **اس ينتظ **رون خ **ريا ج **اءهم بش **ره‪ ,‬ففي ال **وقت اليت ك **انت أمريكا تبعث جبيوش **ها إىل‬
‫اخلليج لغزو الع*راق ك*ان نظ*ام الري*اض خيادع األمة بتص*رحياته‪ ,‬ويق*ول انه ي*رفض اس*تخدام‬
‫أمريكا للق **وة ضد الع **راق‪ ،‬وقبل الغ **زو بف **رتة وج **يزه ق **دم االمري عبد اهلل مب **ادرة زعم اهنا‬
‫انسانية! وهي أن خيرج صدام إىل املنفى حقنا للدماء كما قال‪ ،‬وبعب**ارة واض**حة؛ ان يس**لم‬
‫العراق ألمريكا بكل ما فيه على طبق‪ ،‬غنيمة باردة‪.‬‬

‫ومث**ال ه**ذا؛ كمج**رم‪ ،‬قطع عليك الطريق‪ ،‬وق**دم إليك أحد عبي**ده بص**وره املص**لح‬
‫الناصح وق* **ال لك؛ "أنا انص * **حك ان ت* **رتك أهلك ومالك وتنجو بنفسك"! وهك* **ذا يأخذ‬
‫اللص أم**وال الن**اس يف الع**راق ويتع**دى على أرض**هم وعرض**هم ب**دون عن**اء‪ ،‬ب**دعم ونصح‬
‫الأمري الأعرايب‪.‬‬

‫ص* * **حيح ان ص* * **دام لص ومرتد‪ ،‬ولكن ال يك* * **ون احلل أبدًا بنقل الع* * **راق من اللص‬
‫احمللي إىل اللص ال* * **دويل‪ ،‬الن متكني الك* * **افر ومناص * * **رته الخذ أرض املس* * **لمني والس* * **يطرة‬
‫عليهم من نواقض الإسالم العشرة‪.‬‬

‫(‪)7‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫وقبل الغ* **زو أيض* *اً؛ خ* **رج االمري عبد اهلل ابن عبد العزيز على املأل ليص* **رح تص* **رحيا‬
‫م**اكرا خمادعا‪ ،‬حيث ق**ال؛ "ان احلش**ود االمريكيه ليست للح**رب"! واعتقد ال**ذين حيس**نون‬
‫الظن به اهنا غفلة من غفالته – وما اكثرها ‪ -‬ولكن مل ميض إال سنة أو بض **عة أش **هر حىت‬
‫فض* **حه اهلل تع* **اىل على رؤوس اخلالئق واظهر كذبه وخداعه وغ* **دره وخيانته لالم* *ة‪ ،‬ليس‬
‫بشبه أو قرائن وامنا برباهني دامغة وبأدلة ناطقة‪.‬‬

‫كما نطق االمري طالل ابن عبد العزيز من قبل على املأل‪ ،‬ق* * * * * **ائال؛ "ان اب* * * * * **اه ك* * * * **ان‬
‫يتقاضى ام **واال من االجنل **يز حلاجه يف انفس **هم"‪ ،‬وهو ب **ذلك يؤكد على احلق **ائق والوث **ائق‬
‫اليت تثبت ان اباه كان عميال لالجنليز‪.‬‬

‫فك **ذلك الي **وم نطق هبا ابن اخيه ‪ -‬س **فريه يف أمريكا ‪ -‬بن **در بن س **لطان ام **ام املأل‬
‫بانه اجتمع مع ن* **ائب ال* **رئيس االم* **ريكي ووزير دفاعه وقائد هيئة االرك* **ان واطلع* **وه على‬
‫اخلرائط الس * **رية لغ * **زو الع * **راق‪ ...‬واىل ما هنال * **ك‪ ,‬وك * **ان ه * **ذا الكالم خالل تعليقه بعد‬
‫صدور كتاب يفضح االمري عبد اهلل وهو يتعهد بتقدمي الدعم ألمريكا ويستحثها على غ**زو‬
‫العراق‪.‬‬

‫وأتت تص* * **رحيات س* * **ابقة قبل الغ* * **زو‪ ،‬مبا فيها قوله؛ "أن احساسه ان ه* * **ذه الق* * **وات‬
‫االمريكي *ة اليت وص **لت إىل اخلليج ليست للح **رب"!‪ *،‬فهو اذن امنا ك **ان يك **ذب على األمة‬
‫عن علم متعم * **دا ليخادعها ويرجف هبا‪ ،‬وهو ب * **ذلك يك * **ون قد ق * **ام جبزء أول من احلرب‬
‫النفس **ية نيابة عن أمريكا ضد الع **راق واهله‪ ،‬ليس **تكينوا وال يس **تعدوا للح **رب‪ ،‬وحىت يبث‬
‫فيها مع **اين اخلن **وع واالستس **الم لع **دوها‪ ،‬وحىت ال تتع **رض الق **وات االمريكيه ألي مقاومة‬
‫تذكر‪.‬‬

‫يا للع **ار والش **نار‪ ...‬يا للكفر واخليان* *ة‪ ...‬يا للغ **در والعمال* *ة‪ ...‬ف **ان الن **اس م **ازالو‬
‫يت* **ذكرون حض* **ور الوفد الع* **راقي يف م* **ؤمتر ب* **ريوت واالعالن عن املص* **احلة بني البل* **دين مث‬
‫يغ **در وي **ذهب بليل ليتفق مع أمريكا على غ **زو الع **راق ويتعهد ب **دفع ملي **ار دوالر مس **امهة‬
‫منه يف دعم تلك احلرب‪.‬‬

‫أهلذه الدرجة وص**لت حبك*ام الري*اض االم*ور؟! مث ي*زعم املن*افقون اهنم أولي*اء أم**ور؟!‬
‫يك* * * * * * * * * * * * * **ذبون على األمة وخيادعوهنا من اجل دراهم مع* * * * * * * * * * * * * **دودة عليهم من اهلل مجيعها ما‬
‫يستحقون‪.‬‬

‫وهنا ينبغي للعقالء ان يقف **وا وقفه مع انفس**هم‪ ،‬فيت**دبروا يف تص **رفات احلك **ام‪ ،‬ف**ان‬
‫حجم اخللل عظيم جدا‪ ،‬وال جيوز ملسلم ان يرضى هبؤالء حكاماً عليه‪.‬‬

‫(‪)8‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫أما فكر العقالء املص**لحون ال**ذين يري**دون اإلص**الح عرب ه**ؤالء‪ ،‬كيف ميكن هلم ان‬
‫يقوم**وا باإلص**الح وهم يس**بحون يف وسط حبر ه**ائج من ه**ذه الص**فات الذميمة؟ فه**ذا ال‬
‫ميكن الن الغ*رق ينتظ*رهم‪ ،‬وال ميكن لعاقل ان يرضى ملن ه*ذه ص*فاته ان يك*ون ش*ريكه يف‬
‫أي عمل من االعم * **ال مهما ص* * *غر‪ ،‬فكيف وحنن نتح * **دث عن عظ * **ائم الأم * **ور املهم* * *ة من‬
‫قضايا األمة‪.‬‬

‫ومن تدبر مساعي الناصحني وحواراهتم يرى ان النتيج*ة ال شيء على أرض الواقع‪،‬‬
‫وان اختلفت اس* * **اليب احلاكم بني املماطلة أو الك* * **ذب أو االغ* * **راء واالغ* * **واء‪ ،‬أو الس* * **جن‬
‫واالقص* * * **اء‪ ،‬واهلدف الث* * * **ابت الوحيد للح* * * **اكم من ح* * * **واره مع كل دع* * * **وة إص* * * **الحية هو‬
‫اجهاض **ها ولو بعد حني‪ ،‬وه **ذا ما ملس **ته بنفس **ي‪ ,‬وقد ناص **حت احلكومة قبل عق **دين من‬
‫الزمن بواسطة كبار العلماء‪ ،‬إال إن االوضاع مل تتغري‪.‬‬

‫مث قبل عقد ونصف ت* * * **وجهت بالنصح مباش* * * **رة لن* * * **ائب وزير الداخلية واخربته عن‬
‫الكبائر العظام اليت ينبغي على الدولة ان تزيلها وعن خطورة بقائها ولكن دون جدوى‪ ,‬مث‬
‫التقيت بن* **ائب وكيل ال* **وزارة للش* **ؤون األمني* **ة‪ ,‬فع* **اتبين بش* **دة ألين نص* **حت ن* **ائب وزير‬
‫الداخلية وأخذ يردد على مسمعي الكبائر اليت أخربت األمري هبا‪ ،‬مث يق**ول‪( :‬ه**ذا مع**روف‪،‬‬
‫ما نبغي احد يعلمنا)!‬

‫وهذه الكبائر اليت ناصحتهم فيها قد مضى عليها عشرات السنني وقد نصحهم فيها‬
‫قبلي كثري‪ ،‬فهي ما زالت موج **ودة إىل الي **وم وهم ي **دافعون عنها ومل **تزمون هبا‪ ،‬ألن امللك‬
‫ش **رعها‪ ،‬كما نل **تزم حنن ما ش **رعه اهلل لن **ا‪ ،‬ه **ذا يعين ان الس **يادة والطاعة املطلق **تني للملك‬
‫وتش**ريعاته‪ ،‬فليس *ت ل *دين اهلل تع**اىل‪ ،‬وه**ذه هي احلقيقة اخلط**رية‪ ،‬وه**ذه هي عقي**دة الق**وم‪،‬‬
‫واليت عرب عنها ن* **ائب الوكيل بقوله‪( :‬ه* **ذا مع* **روف ما "نيب" حد يعلمن* **ا)‪ ،‬فما ذكرته هلم‬
‫من كب**ائر هم يعرف**ون اهنا حمرمة يف دين اهلل‪ ،‬ولكن ال يري**دون من احد ان ينكرها لس**بب‬
‫بس * * **يط‪ ،‬وهو؛ اهنا غري حمرمة يف دين امللك! فيتعجب * * **ون منّا كيف ننكرها‪ ،‬بل يطالبوننا ان‬
‫ال نعلمهم حبرمتها‪ ،‬فامللك قد اصدر مراسيم وتشريعات يبيحها وحيميها‪.‬‬

‫وكلمة الدين تعين فيما تعين؛ القوانني اليت يش**رعها امللك أو احلاكم‪ ،‬ق*ال اهلل تع*اىل‪:‬‬
‫*ل‬
‫*ات َم ْن نَ َش*اءُ َو َف ْ*و َق ُك ِّ‬ ‫{ما َكا َن لِيْأ *خ َذ َأخ*اه يِف ِدي ِن الْملِ ِ‬
‫*ك ِإاَّل َأ ْن ي َش*اء اللَّه َنرفَ*ع درج ٍ‬
‫َ َ ُ ْ ُ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫يم} [سورة يوسف‪ ،]76 :‬قال أهل التفسري؛ أي حكم امللك‪.‬‬ ‫ِذي ِع ْل ٍم علِ‬
‫َ ٌ‬
‫من ن* * **ور اهلل بص* * **ريته فتب * **در يف تص* * **رفات النظ* * **ام وجد ه* * **ذه احلقيقة ماثلة امامه يف‬
‫الش* * **ؤون الداخلية واخلارجية س* * **واء‪ ،‬فالس * **يادة والطاعه ألمر امللك وليست هلل تع* * **اىل‪ ,‬فما‬

‫(‪)9‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫حيلله امللك يص* **بح حالال وما حيرمه يص* **بح حرام * **ا‪ ،‬فللمك احلق يف نظ * **رهم ان حيلل شيئاً‬
‫عاما وحيرمه عاما‪.‬‬

‫وسأضرب أمثلة لذلك؛‬

‫*ل اللَّهُ‬
‫َأح * َّ‬
‫ف ــإن حرمة الربا معلومةـ من ال ــدين بالض ــرورة‪ :‬وقد ق* **ال اهلل تع* **اىل‪َ { :‬و َ*‬
‫الربَا} [سورة البقرة‪ ،]275 :‬ولكن النظ**ام اص**در مراس**يماً وتش**ريعات تبيحه‬ ‫الَْبْي َع َو َحَّر َم ِّ‬
‫و ُت َقنِّنُ* * **هُ وتع* * **اقب من أراد ان مينع* * **ه‪ ,‬أو امتنع عن دفع ما احت* * **الوا على تس* * **ميته بالفائ* * **دة‪،‬‬
‫ومعل * **وم ان أكل الربا كب * **رية من الكب * **ائر‪ ،‬وأما التش * **ريع والتحليل من دون اهلل تع * **اىل فهو‬
‫ناقض من نواقض اإلسالم‪.‬‬

‫وأما المثال الثاني فهو تولي الكافرين‪ :‬فعلى سبيل املثال؛ فان النظام االردين نظام‬
‫ج **اهلي ك **افر‪ ،‬ولكن حك **ام الري **اض ك **انوا يتول **ون امللك حسني‪ ،‬فلو وص **فه* خطيب أو‬
‫كاتب بأنه عميل لليهود فانه يتعرض للعق*اب من قبل نظ**ام الري*اض عرب ق**وانني قد ش*رعت‬
‫يف مثل هذا الغرض‪ ،‬ولكن ملا دخل امللك حسني يف حلف صدام عندما غزا الكويت‪ ،‬ت*ربأ‬
‫امللك فهد من وليه الس* * **ابق ف* * **امتألت ص * **ور الري * **اض بالوث* * **ائق والص* * **ور اليت تثبت عماله‬
‫حسني ابن طالل لليه* * * * **ود‪ ،‬وه* * * * **ذا حق فهو ك* * * * **ذلك‪ ,‬وباملقابل امتألت ص* * * * **حف االردن‬
‫بالوث * **ائق والص * **ور اليت تثبت عمالة حك* * **ام الري * **اض لألجنل * **يز مث ألمريك * **ا‪ ،‬وه* * **ذا حق هم‬
‫كذلك‪.‬‬

‫لذا ‪ -‬ورغم مصيبتنا الكبرية يف حكام املنطقة العمالء ‪ -‬إال ان مص**يبتنا يف كثري من‬
‫قي**ادات الع**امل االس**المي اكرب‪ ،‬فهم يص**رون على وصف ه**ؤالء الط**واغيت ب**أهنم والة امر‪،‬‬
‫فبعض الن**اس يظن**ون اهنم س**فينة النج**اة‪ ،‬وهم يف احلقيقة س**فينة الغ**رق‪ ،‬واحد اوجه النظ**ام‬
‫ولكن باسم ال **دين ك* **ذبا وزورا‪ ،‬فينبغي على الص* **ادقني يف ه* **ذه اجلماع* **ات ختليص العمل‬
‫االسالمي منهم‪.‬‬

‫فما بعد ه**ذه الوث**ائق الكب**رية املوثقة اش**ارت أمريكا على امللك فهد باس**تقبال امللك‬
‫حس * **ني‪ ،‬فاس* **تقبله وتناسى املاض * **ي‪ ،‬مث ملا م * **ات حضر ام* **راء آل س * **عود جنازته مع الوفد‬
‫االسرائيلي واالم*ريكي‪ ...‬وغ*ريهم‪ ،‬مث أمر باقامة ص*الة الغ*ائب عليه ب*احلرم‪ ،‬وال ح*ول وال‬
‫قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ف **الوالء وال **رباء اوثق ع **رى االميان‪ ،‬ن **وايل من واىل اهلل تع **اىل ورس **وله عليه الص **الة‬
‫والسالم‪ ،‬ونعادي من عادى اهلل تع**اىل ورس**وله عليه الص**الة والس**الم‪ ,‬ولكن املن**افقني عبيد‬
‫ال **درهم وال **دينار يتبع **ون امللك حقا فعل ام ب **اطالً‪ ،‬يوال **ون من واىل ويع **ادون من ع **ادى‪،‬‬

‫(‪)10‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فهل يبقى االنس* * * * **ان انس* * * * **اناً س* * * * **وياً وهو يغري عقله هبذه الطريقة املهينة اجلارح* * * * *ة؟! ام ان‬
‫املفروض ان يتخلى املسلم عن دينه ويدوس على عقله‪ ،‬ليصبح مواطنا صاحلا؟!‬

‫فقس على ذلك عبد الناصر والسادات والقذايف وصدام‪.‬‬

‫فعبد الناصر ك * **ان قد دخل معهم يف خص * **ومة فكف * **روه من على منرب احلرم املكي‪،‬‬
‫وهو كذلك‪ ,‬فاما ملا اصطلح معهم اصبح مسلما‪.‬‬

‫وك* **ذا احلال مع الق* **ذايف؛ خالل ثالثة عق* **ود إذا ش* **تمهم فهو ك* **افر‪ ،‬واذا اص* **طلح‬
‫معهم ذلك الزنديق اصبح مسلما‪ ،‬ويدخلونه الكعبة املشرفة‪.‬‬

‫وه**ذا الس**ادات عن**دما وقع مب**ادرة االستس**الم مع اليه**ود اهتمه حك**ام الري**اض وبقية‬
‫ال **دول العربيه باخليانة والعمال **ة‪ ،‬فهو ك **ذلك‪ ،‬ف **امتألت ص **حفهم بذمه وش **تمه‪ ،‬مث ملا ق **ام‬
‫األمري عبد اهلل بنفس العمالة واخليانة يف مبادرة بريوت مدحه املنافقون وأيدوه‪.‬‬

‫فعلم * * * **اء الس * * * **وء واص * * * **حاب االقالم املأجورة؛ ي * * * **دورون مع احلاكم حيث ما دار‪,‬‬
‫ويرتدون معه حيث ما تردى من اجل املال‪ ،‬مث يدعون العلم واملعرفة واهلدى والرشاد‪.‬‬

‫اذا؛ فمما س* * * * **بق يتضح ان احلاكم له دين آخر‪ ،‬وإنما هو يت* * * * **اجر ب* * * * **دين االس* * * * **الم‬
‫وخيادع الن* **اس ب* **ه‪ ،‬وبعد ان ظهر ما ظهر من كل حك* **ام املنطقة عموما وحك* **ام الري* **اض‬
‫خصوصا عمالء مرت**دين فضال عن ص**فات الس**وء االخ**رى‪ ،‬وظهر ان اخلالف خالف بني‬
‫منهجني ونزاع عميق بني عقيدتني؛‬

‫ن**زاع بني املنهج الرب**اين املتكامل‪ ،‬ال**ذي اس**لم االمر كله هلل تع**اىل يف مجيع الش**ؤون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫*اي َومَمَ *ايِت لِلَّ ِه َر ِّ‬ ‫ِ‬ ‫منهج‪{ ،‬قُ**ل ِإ َّن َ يِت‬
‫ني * اَل َش * ِر َ‬
‫يك لَ**هُ َوبِ * َذل َ‬
‫ك‬ ‫ب الْ َع**الَم َ‬ ‫ص *اَل َونُ ُس *كي َوحَمْيَ* َ‬ ‫ْ‬
‫ني} [س**ورة األنع**ام‪ ،]163 *– 162 :‬منهج "ال اله إال اهلل حممد‬ ‫ِ*ُأم*رت وَأنَا ََّأو ُل الْمس*لِ ِ‬
‫م‬
‫ُْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫رسول اهلل" بكل دالالهتا ومقتضياهتا‪.‬‬

‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫وبني املنهج العلم* * * **اين الص* * * **ارخ‪ ،‬منهج ال* * * **ذين؛ {خُيَ* * * **ادعُو َن اللَّهَ َوالذ َ‬
‫ين َآمنُ* * * **وا َو َما‬
‫خَي ْ َدعُو َن ِإاَّل َأْن ُف َس ُه ْم َو َما يَ ْشعُُرو َن} [سورة البقرة‪ ،]9 :‬منهج ال**ذين؛ يتخذ بعض**هم بعض*اً‬
‫اربابا من دون اهلل‪ ،‬منهج ال**ذين ق**ال اهلل فيهم‪َ { :‬وِإذَا قِي* َ*ل هَلُ ْم َت َع**الَ ْوا إىل َما َأْن* َ*ز َل اللَّهُ َوِإىَل‬
‫ودا} [سورة النساء‪.]61 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ص ُد ً‬
‫ك ُ‬ ‫صدُّو َن َعْن َ‬
‫ني يَ ُ‬
‫ت الْ ُمنَافق َ‬
‫الر ُسول َرَأيْ َ‬

‫وبع **دما اتضح ه**ذا‪ ،‬ف**إن احلل إلص**الح األوض**اع هو كما وض **حه الش **رع‪ ،‬ف**ذلك‬
‫خبلع احلاكم من االم * **ارة‪ ،‬ف * **إن اىب وامتنع وجب القي * **ام عليه بالس * **الح وخلعه‪ ،‬وه * **ذا هو‬
‫حكم الشرع الذي حيفظ للناس دينهم ودنياهم‪.‬‬
‫(‪)11‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬
‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فالنظ* **ام من جانبه قد ع* **رض حال مش* **اهبا يف حفظ تش* **ريعاته ودين* **اه‪ ،‬فع* **رض على‬
‫املص* **لحني ان خيض * **عوا لتش * **ريعات امللك ومراس* **يمه ب* **دون قيد أو ش * **رط‪ ،‬واما ان يك * **ون‬
‫احلوار بالس **يف والبندقي **ة‪ ،‬كما ق **ال وزير الداخلية‪ ،‬فمعل **وم ان كل ص* **احب دين ‪ -‬حقا‬
‫ك **ان ام ب **اطال ‪ -‬ال بد من س **الح يقيم دين **ه‪ ،‬فكيف جيوز لعاقل وهو ي **رى احلاكم املرتد‬
‫وجن **وده م **دججني بالس **الح مث ي **زعم انه يريد اإلص **الح واحلل الس **لمي؟! فه **ذا من اعظم‬
‫الباطل‪ ،‬وه* **ذا تخ* **ذيل عن اقامة احلق‪ ,‬فنحن هنا ال نتح * *دث عن ح* **اكم فيه بعض الفسق‬
‫والفجور‪ ,‬فامنا نتحدث عن ردة وعماله للكفار‪.‬‬

‫فكامنا ال ف * * **رق بني "برمير" احلاكم االم * * **ريكي الس * * **ابق يف بغ * * **داد‪ ،‬وعالوي احلاكم‬
‫احلايل يف تنفيذ سياس**ات أمريكا يف الع**راق‪ ،‬فانه ال ف**رق بني "برمير" وب**اقي حك**ام املنطق *ة‬
‫يف تنفيذ سياسة أمريكا‪.‬‬

‫وقد امجع علم* * **اء االس* * **الم على ان الوالية ال تنعقد لك* * **افر‪ ،‬ف* * **اذا ط* * **رأ عليه الكفر‬
‫س**قطت واليته ف**وجب القي**ام عليه بالس**الح‪ ،‬ق**ال القاضي عي**اض رمحه اهلل‪( :‬امجع العلم**اء‬
‫على ان اإلمامة ال تنعقد لكافر‪ ،‬وعلى انه لو طرأ عليه الكفر انعزل)‪ ،‬وقال أيضاً‪( :‬لو طرأ‬
‫عليه كفر وتغيري للش* * * **رع أو بدعه خ* * * **رج عن حكم الوالية وس* * * **قطت بيعته ووجب على‬
‫املس* * **لمني القي* * **ام عليه وخلعه ونصب إم* * **ام ع* * **ادل إذا امكنهم ذلك‪ ،‬ف* * **ان مل يقع ذلك إال‬
‫لطائفه وجب عليهم القيام خبلع الكافر)‪.‬‬

‫اذن ف* **القول ب* **اخلروج على االم* **ام الك* **افر ليس قولنا‪ ،‬وامنا هو ق* **ول امجاع االئم* *ة‪،‬‬
‫وهذا هو حكم الشرع يف مثل حالنا‪ ،‬لذا جيب على املس*لمني مجيعا ان يتحرك*وا لإلص*الح‬
‫اخ* **ذين باالعتب* **ار حجم اخلالف وأبع* **اده وان ه* **ذه االنظم* * *ة ما هي إال ج* **زء من منظومة‬
‫الكفر العاملي‪.‬‬

‫ويك* **ون اإلص* **الح وفق ش* **رع اهلل‪ ،‬واال فهو االع* **راض عن ش* **رع اهلل واالس* **تنزاف‬
‫لالوق **ات واجله **ود والتيه والض **ياع‪ ،‬ه **ذا إذا ك **انت حس **نة النوايا‪ ،‬أو ال **دجل واخلداع إذا‬
‫كانت االخرى‪*.‬‬

‫فال**ذين يرفض**ون احلوار املس**لح من أبن**اء البالد مع احلكوم**ات الس**رتجاع احلق**وق‪،‬‬


‫ه**ؤالء يغ**الطون مغالطة ك**ربى‪ ,‬فال ميكن اس**رتجاع احلق**وق من النظ**ام عن**دما يرتد احلاكم‬
‫ويرفض التنحي باللني إال بقوة السالح‪.‬‬

‫وهم ومن على ش**اكلتهم من أص**حاب ه**ذا املذهب يف ض**الل م**بني‪ ،‬س**واءاً ال**ذين‬
‫قد دع* **وا ص* **راحة إىل ارتك* **اب ن* **اقض من ن* **واقض اإلس* **الم وذلك مبس* **اعدة الكف* **ار على‬
‫احتالل بالد اإلس* * * * **الم كما ص* * * * **رح بعض* * * * **هم ب* * * * **ذلك حتت غط* * * * **اء وخدعة املس* * * * **اعدة يف‬

‫(‪)12‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫اس * **تخالص حقوقنا من احلك * **ام‪ ،‬أو القسم اآلخر ال * **ذين خيلط * **ون احلق بالباطل ويرفض * **ون‬
‫التع* **اون مع الكف* **ار الحتالل البالد ‪ -‬وه* **ذا حق ‪ -‬ويرفض* **ون خلع احلاكم املرتد ب* **القوة‬
‫أيضاً ‪ -‬وهذا باطل ‪ -‬حمصلة منهجهم واحدة‪.‬‬

‫فهؤالء منهجهم غاية في الخطورة لوجهين‪:‬‬

‫اوال؛ أهنم على خطر عظيم‪ ،‬الهنم زامحوا ش * **رع اهلل ب* **أهوائهم‪ ،‬وه * **ذه من الكب* **ائر‬
‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض*ى اللَّهُ َو َر ُس*ولُهُ‬
‫العظ*ام يف ما ال خيفى‪ ،‬ق*ال اهلل تع*اىل‪َ { :‬و َما َك*ا َن ل ُ*م ْؤ م ٍن َواَل ُمْؤ منَ*ة إذا قَ َ‬
‫ِ‬
‫ك‬‫ْ*َأم ً*را َأ ْن يَ ُك**و َن هَلُ ُم اخْلَِي* َ*رةُ ِم ْن َْأم* ِره ْم} [س**ورة األح**زاب‪ ،]36 :‬وق**ال تع**اىل‪{ :‬فَاَل َو َربِّ َ‬
‫مِم‬ ‫ِ‬ ‫اَل ي ِمن* * **و َن حىَّت حُي ِّك *م* * َ ِ‬
‫ت‬ ‫يما َش* * * َجَر َبْيَن ُه ْم مُثَّ اَل جَيِ* * * ُ*دوا يِف َأْن ُفس* * * ِه ْم َحَر ًجا َّا قَ َ‬
‫ض* * *ْي َ‬ ‫*وك ف َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ُْؤ ُ‬
‫ِ‬
‫يما} [سورة النساء‪.]65 :‬‬ ‫َويُ َسلِّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫ثانيا؛ إن ه * * **ؤالء يش * * **اركون يف صد الن * * **اس عن منهج اهلل وفتنتهم يف دينهم‪ ،‬حيث‬
‫مينع**وهنم من اخذ حق**وقهم ب**الطرق اليت ش**رعها اهلل‪ ،‬مما ي**دفع املن**افقني واجلهلة إىل التفكري‬
‫باألخذ مبذهب التحالف الشمايل وامثاله ‪ -‬كعالوي ومن معه ‪ -‬فهذا ال جيوز بأي حال‪.‬‬

‫وقبل الختام؛ نرد على بعض اتهامات النظــام الــتي أزعج بها النــاس بتكرارها في‬
‫الصباح والمساء خالل السنتين الماضيتين‪:‬‬

‫‪ )1‬فقد اتهم المجاهدين بمذهب الخوارج‪:‬‬

‫وهم يعلم* * **ون اننا بريئون من ه * **ذا املذهب‪ ،‬وه* * **ذه خطاباتنا وه* * **ذا واقعنا يش * **هد‬
‫بذلك‪ ،‬وهل اقتحم علينا دارنا بالسالح يف السودان ليقتلونا إال اخلوارج؟!‬

‫وحنن نعتقد ان املعاصي اليت هي دون الكفر ال خيرج هبا املؤمن من الإميان‪ ،‬فلو‬
‫ك **انت كب **رية كالقتل وش **رب اخلمر ف **ان م **ات ص **احبها ومل يتب منها ف **أمره إىل اهلل‪ ،‬إن‬
‫شاء عفا عنه وان شاء عذبه مث مصريه إىل اجلنة‪ ,‬وحنن ال نكفر الناس بالعموم‪ *,‬وال نس*تبيح‬
‫دم **اء املس **لمني‪ ،‬ف **ان قتل بعض املس **لمني اثن **اء عملي **ات اجملاه **دين ف **نرجو اهلل ان ي **رمحهم‪،‬‬
‫وامنا هو كما يف "مسألة التترس"‪ ،‬القتل اخلطأ‪ ،‬ونستغفر اهلل منه ونتحمل املسؤولية عنه‪.‬‬

‫ولكن أقول لحاكم الرياض؛‬

‫ان ش* * **ئت ح* * **دثتك عن قاتل املس* * **لمني‪ ,‬فهم ق* * **اتلهم من قبل ومن ف* * * ّ*رق مجاعتهم‪،‬‬
‫وأحدثك عمن يكفر بالعموم ويستبيح دم*اء املس*لمني‪ ,‬ف*أبوكم عبد العزيز هو ال*ذي خ*رج‬
‫وناصر اإلجنل* * * * **يز ضد الدولة العثمانية وواليها ابن الرش* * * * **يد يف حائ* * * * **ل‪ ،‬وانتم أنفس* * * * **كم قد‬

‫(‪)13‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫خرجتم بقوة الس*الح على اخيكم امللك س*عود وك*ادت حتصل بينكم جمزرة ل*وال اهلل تع*اىل‬
‫مث ت* **دخل من تط* **اردون الي* **وم‪ ,‬ومل يقل علم* **اؤكم عن أبيكم وعنكم أنكم خ* **وارج‪ ،‬ولو‬
‫فتحنا ملف جمزرة الط* * * **ائف الرهيبة لعلمنا من هو ال* * * **ذي يكفر ب* * * **العموم‪ ،‬تلك اجملزرة اليت‬
‫غرر فيها أبوكم جنودة وقال هلم؛ "ان أهل احلجاز كف**ار وان قت*اهلم جه*ادا يف س*بيل اهلل"‪،‬‬
‫وهو ب* * * **ذلك يك* * * **ذب عليهم‪ ،‬ولو حتدثنا عما وقع يف الط* * * **ائف من فظ* * * **ائع هلانت جبوارها‬
‫مصائب النظام جدا‪.‬‬

‫وُأج ِ‬
‫*راءهم‬ ‫فينبغي على اخلص**وم ان يل**تزمو ب**اداب اخلالف والقت**ال‪ ،‬ويكف**وا انفس**هم َ*‬
‫عن الكذب والبهتان‪ ,‬فذلك خري هلم‪ ,‬فل**وال انك مطمئن مهما واص**لت الك**ذب علينا باننا‬
‫لن نك **ذب عليك لطمأنتك‪ ،‬إال ان س **ألتين عن مس **لم اختبأ عن **دي وتريد ان تظلمه أو ان‬
‫تس* * **فك دمه بغري حق فعن* * **دها يك* * **ون الك* * **ذب واجب * * *اً‪ ,‬كما ذكر ذلك أهل العلم ‪ -‬على‬
‫افرتاض ان احلاكم مسلم ‪-‬‬

‫وكما تتهمون الشباب جبهل يف مسائل؛ كل املسلمني فيها علماء‪.‬‬

‫ق **ال الن **ووي رمحه اهلل‪( :‬مث أنه انما ي **أمر وينهى من ك **ان عاملا به مبا ي* *أمر به وينهى‬
‫عنه‪ ،‬وذلك خيتلف ب * * **اختالف الشئ‪ ،‬ف* * * *إن ك * * **ان من الواجب * * **ات الظ * * **اهرة ‪ -‬كاحملرم * * **ات‬
‫املش * * **هورة كالص * * **الة والص * * **يام والزنا واخلمر وحنوها ‪ -‬فكل املس * * **لمني علم * * **اء هبا) انتهى‬
‫كالمه‪.‬‬

‫هل جيهل احد من املس* * **لمني حرمة مناص* * **رة الك* * **افر على املس* * **لم أو حرمة تش* * **ريع‬
‫الربا؟ فان هذا معل*وم من ال*دين بالض*رورة‪ ,‬فهو ك*العلم حبرمة اخلمر والزن*ا‪ ،‬هل جيهل ه*ذا‬
‫أحد ام انكم تري**دون ان جتعل**وا يف االس**الم كهنوتا؟! فتجعل هيئة "كب**ار علم**اء الس**لطان"‬
‫مثل بعض النص **ارى‪ ,‬وحتتك **رون فهم ال **دين‪ ,‬وحتل **ون ما ح **رم اهلل‪ ,‬وحترم **ون ما احل اهلل‪،‬‬
‫وتص **درون ص **كوك الغف **ران ملن تش **اءون‪ ,‬وتص **فون الش **باب أيض *اً ب **اهنم اص **حاب الفكر‬
‫الضال‪ ,‬والزمرة الفاسدة‪.‬‬

‫فمن هم اصحاب الفكر الضال؟‬

‫أهم ال* **ذين أتبع* **وا ق* **ول رس* **ول اهلل ص* **لى اهلل عليه وس* **لم بوج* **وب إخ* **راج اليه **ود‬
‫والنص **ارى من جزي **رة الع **رب‪ ،‬كما ورد عنه يف ص **حيح البخ **اري حيث ق **ال‪( :‬أخرج **وا‬
‫املش**ركني من جزي**رة الع**رب)‪ *،‬وق**ال‪( :‬ال جيتمع يف جزي**رة الع**رب دين**ان)‪ ،‬وق**ال أيض *اً يف‬
‫ح **ديث آخ **ر‪( :‬قاتل اهلل اليه **ود والنص **ارى اختذوا قب **ور أنبي **ائهم مس **اجد‪ ،‬ال يبقني دين **ان‬
‫ب**أرض الع**رب)‪ ،‬وق**ال أيض*اً‪( :‬ألخ**رجن اليه**ود والنص**ارى من جزي**رة الع**رب حىت ال أدعُ‬
‫إالَّ مسلما) [رواه مسلم]‪.‬‬

‫(‪)14‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫أم هم الذين يستهزؤون بأح*اديث رس*ول اهلل ص*لى اهلل عليه وس*لم؟ وحيت*الون عليها‬
‫كأص* **حاب الس* **بت؟ كما فعل األمري عبداهلل عن* **دما ق* **ال عن حجتنا إهنا واهي* **ة‪ ،‬واألجنيب‬
‫ج**اء ليخ**دم‪ ،‬وحنن حجتنا ه**ذه األح**اديث الص**حيحة الص**رحية بوج**وب إخ**راج املش**ركني‪،‬‬
‫خدم‪.‬‬ ‫وليس فيها استثناء إن جاء ِ‬
‫ليخدم أو ليُ َ‬

‫أحنن أصحاب الفكر الضال؟ أم الذين غدروا باألمة‪ ،‬وأباحوا جزيرة حممد صلى اهلل‬
‫عليه وس**لم لليه**ود والنص**ارى ومكن**وهم منه**ا؟ وأعط**وهم فيها القواعد العس**كرية‪ ،‬فض *الً‬
‫عن غدركم بالعراق‪ ،‬والغدر حيرم حىت مع الكافر‪.‬‬

‫وقد ق**ال رس**ولنا عليه الص**الة والس**الم " لكل غ**اد ٍر ل**واء ي**وم القيامة يرفع له بق**در‬
‫غدرته إال وال غادر أعظم غدرا من أمري عامة " [رواه مسلم]‪.‬‬

‫فمن هم أص **حاب الفكر الض **ال والزم **رة الفاس **دة؟ أهم ال **ذين ي **أمرون ب **املعروف‪*،‬‬
‫وينه**ون عن املنك**ر‪ ,‬ويؤمن**ون باهلل؟ أم هم ال**ذين يفس**دون املس**لمني بسياس**اهتم وإعالمهم‬
‫حىت يف البلد احلرام ويف الش **هر احلرام وح **ول املس **جد احلرام؟ وال ح **ول وال ق **وة إال باهلل‪،‬‬
‫اب َألِي ٍم} [س **ورة احلج‪،]25 :‬‬ ‫*اد بِظُْل ٍم نُ ِذقْ **هُ ِمن َع* * َذ ٍ‬
‫ْ‬
‫ق **ال اهلل تع **اىل‪{ :‬ومن ي * *ِرد فِي * ِ*ه بِِإحْل * ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ ُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ِإ َّن الْ ُملُ َ‬
‫وها َو َج َعلُ*وا َأع َّ*ز َة َْأهل َها َأذلَّةً َو َ*ك َذل َ‬
‫ك‬ ‫وك إذا َد َخلُ*وا َق ْريَ*ةً َأفْ َس* ُد َ‬ ‫وقال تعاىل‪{ :‬قَالَ ْ‬
‫َي ْف َعلُو َن} [سورة النمل‪.]34 :‬‬

‫من هم أص**حاب الفكر الض**ال والزم**رة الفاس**دة؟ أهم ال**ذين ي**دافعون عن املس**لمني‬
‫وأعراض **هم وأم **واهلم يف الع **راق وفلس **طني وأفغانس **تان وكش **مري والشيش **ان؟ أم هم ال **ذين‬
‫دخلوا يف حلف الكفر العاملي ضد املسلمني فضالً عن هنب مال األمة العام؟‬

‫ويكفي للت* **دليل على ذلك؛ اإلش* **ارة إىل ص* **فقة الس* **الح الك* **ربى ‪ -‬أو قل الس* **رقة‬
‫الك * **ربى وكالمها س * **واء ‪ -‬املس * **ماة ب "عقد اليمامة" واليت بلغت قيمتها أك * **ثر من ثالثني‬
‫مليار دوالر وكان ذلك قبل حرب اخلليج خبمس س**نني‪ ،‬فلما حص**لت احلرب مل يظهر أي‬
‫أثر اجيايب هلذه الص* **فقة وال لغريها من مئات الص* **فقات‪ ،‬فعن* **دما ن* **زحت من بالدي دفاعا‬
‫عنكم وك**ان يومها ع**دد الع**اطلني عن العمل حمدودا فلو ق**در مبئة الف عاطل فقس**منا قيمة‬
‫الص* **فقة ثالثني ملي* **ارا على مئة الف لك* **ان نص* **يب الواحد منهم ال يس* **اوي ملي* **ون ومئة‬
‫ومخس وعش * **رين الف لاير‪ ,‬فلو جعلت ه * **ذه االم * **وال يف ش * **ركات مس * **امهة الس * **تثمارها‬
‫بطريقة شرعية وتوظيف الع*اطلني عن العمل فاالنف*اق منها على اهلها ك*الفقراء واملس*اكني‬
‫والغارمني‪ ،‬لتحسنت احوال الناس‪.‬‬

‫واما عن اغتص*اب اراضي الن*اس وش*هوة حك*ام الري*اض يف بن*اء القص*ور‪ ،‬ف*ان امللك‬
‫فهد قد أمر ببناء "قصر السالم" وقد انفق على القصر وألجله أربعه مليار لاير‪.‬‬

‫(‪)15‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فاما "قصر ذهب**ان" وما ادراك ما "قصر ذهب**ان"؟! فح**دث عنه وال ح**رج‪ ،‬فهو على‬
‫بعد اربعني كيلو م* * * * * **رتا‪ ،‬على طريق ج* * * * * **دة ‪ /‬املدينة‪ ،‬على س* * * * * **احل البحر االمحر‪ ,‬ويكفي‬
‫لتصور مس*احته املغص*وبة انه لو ج*اءت مملكة البح*رين يف فن*اءه اخللفي ملا ش**عر أهل القصر‬
‫هبا‪ ،‬مع العلم ان البحرين يسكن فيها قريبا من مليون نسمة ومساحتها أكثر من مئة مليون‬
‫مرت مربع‪ ،‬فلو ج* **اء أهل ال* **دنيا بقص* **ور مل* **وكهم ورؤس* **اءهم وجيء بقصر امللك ه* **ذا يف‬
‫"ذهب**ان"‪ ,‬لغُلِب**وا‪ ،‬فهل ع**رف الت**اريخ س**فهاً أك**ثر من ه**ذا؟! مث يص**فهم املن**افقون باالمانة‬
‫واحلكمة والرش* * * * **اد‪ ،‬ق* * * * **ال اهلل تع* * * * **اىل يف امثاله‪{ :‬وك* * * * **ان ورائهم ملك يأخذ كل س* * * * **فينة‬
‫غصبا}‪.‬‬

‫من هم أص* **حاب الفكر الض* **ال والزم* **رة الفاس* **دة؟! ال* **ذين يس* **تبيحون البلد احلرام‬
‫ويقتل**ون املس**لمني يف مكة املكرم**ة‪ ،‬أهم "خالد احملض**ار" و"ن**واف احلازمي" وأخ**وه "س**امل"‬
‫ال **ذين خرج **وا من مكة املكرم **ة‪ ،‬وض **ربوا أمريكا يف عقر دارها دفاع* *اً عن اإلس **الم يف أم‬
‫القرى وما حوهلا؟! أم هو فهد بن عبدالعزيز الذي استباح حرمة احلرم؟‬

‫وكان ميكن حل تلك األزمة بغري قتال‪ ,‬كما اتفق العقالء يف ذلك احلني‪ ،‬وإمنا ك**ان‬
‫املوقف حيت**اج إىل بعض ال**وقت‪ ،‬وخاصة أن املوج**ودين يف احلرم بضع عش**رات وأس**لحتهم‬
‫ص * *رون‪ ،‬ولكن ع* **دو اهلل فهد فعل‬ ‫خفيفة‪ ،‬أكثرها بن* **ادق ص* **يد‪ ،‬وذخ* **ريهتم قليلة‪ ،‬وهم حما َ‬
‫م **امل يفعله "احلج **اج" من قب **ل‪ ،‬فعاند وخ **الف اجلمي **ع‪ ،‬ودفع ب **اجملنزرات واملص **فحات إىل‬
‫داخل احلرم‪ ،‬وال زلت أذكر أثر اجملنزرات على بالط احلرم‪ ،‬وال ح* * **ول وال ق* * **وة إال باهلل‪،‬‬
‫والزال الن**اس يت**ذكرون املآذن‪ ،‬ك**انت تكس**وها الس**واد بعد قص**فها بال**دبابات‪ ،‬انا هلل وان‬
‫اليه راجعون‪.‬‬

‫من ال**ذي اس**تباح حرمة البلد احلرام ودم**اء املس**لمني؟ أهم الش**باب؟ أم ق**وات األمن‬
‫اليت قتلت املس* **اكني والفق* **راء يف "حي الرص* **يفة" مبكة املكرم* **ة‪ ،‬وأخ* **رجت من بقي حي * *اً‬
‫بقوة السالح من بيوهتم وحجراهتم الضيقة املبنية بالصفيح‪ ،‬ليهنأ ب**االرض أم**ريهم يف وزارة‬
‫الداخلي * * **ة‪ ،‬وقد علم ب * * **ذلك علم* * **اء وخطب * * **اء احلرم ومل يتكلم* * **وا بكلمة عن حرمة دم * **اء‬
‫املسلمني يف البلد احلرام‪ ،‬ألن هؤالء املعتدى عليهم كانوا فقراء مساكني‪.‬‬

‫من هم أص* **حاب الفكر الض* **ال والزم* **رة الفاس* **دة؟ أهم اجملاه* **دون؟! أم هم ال* **ذين‬
‫سامهوا مع أمريكا يف قتل أكثر من ملي**ون طفل خالل بضع س**نني‪ ،‬يف أكرب جمزرة لألطف**ال‬
‫عرفتها البشرية أثناء حصاركم الظامل للعراق‪.‬‬

‫(‪)16‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫عن ايب هري **رة رضي اهلل عنه ق **ال‪ :‬ق **ال رس **ول اهلل ص **لى اهلل عليه وس **لم‪( :‬دخلت‬
‫ام* **رأة الن* **ار يف ه* **رة ربطتها فلم تطعمها ومل ت* **دها تأكل من خش* **اش االرض حىت م* **اتت)‬
‫[متفق عليه]‪.‬‬

‫وان ال**ذين يتول**ون النظ**ام ويؤيدونه هم ش**ركاء يف ه**ذا ال**ذنب العظيم كل حبس**به‪،‬‬
‫ويف ح**ديث آخر أيض *اً ق**ال رس**ول اهلل ص**لى اهلل عليه وس**لم‪( :‬لو اجتمع أهل الس**ماوات‬
‫واألرض على قتل رجل مسلم ألكبهم اهلل يف النار)‪.‬‬

‫ب اللَّهُ َعلَْي* ِ*ه‬ ‫ِ‬ ‫ج*زا ه جهن ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َّم َخال * ً*دا ف َيها َو َغض* َ‬
‫ق**ال تع**اىل‪َ { :‬و َمِْن َي ْقتُ* ْ*ل ُمْؤ منًا ُمَت َع ِّم ًدا فَ َ* َ ُؤ ُ َ َ ُ‬
‫يما} [سورة النساء‪.]93 :‬‬ ‫َأع َّد لَهُ َع َذابًا َعظ ً‬
‫َولَ َعنَهُ َو َ‬

‫وقد ثبت يف الص**حيحني عن ابن مس**عود رضي اهلل عنه ق**ال‪ :‬ق**ال رس**ول اهلل ص**لى‬
‫اهلل عليه وسلم‪( :‬اول مايقضى بني الناس يف ال**دماء)‪ ،‬ويف ح**ديث آخر ق**ال‪( :‬ل**زوال ال**دنيا‬
‫أهون عند اهلل من قتل رجل مس*لم)‪ ،‬وعن ابن عب*اس رضي اهلل عنه يف الح*ديث الص**حيح‪،‬‬
‫ق* **ال‪ :‬ق* **ال رس* **ول اهلل ص* **لى اهلل عليه وس* **لم‪( :‬جييئ ب* **املقتول والقاتل ي* **وم القيامة ناص* **يته‬
‫ورأسه بي* * **ده وأوداجه تس* * **كب دما‪ ،‬فيق* * **ول ؛ يا رب سل ه* * **ذا فيما قتلين؟ حىت يدنيه من‬
‫العرش) [رواه الرتمذي]‪.‬‬

‫ه**ذا مقت**ول واحد يتعلق بقاتل**ه‪ ،‬فكيف بتعلق ملي**ون طفل بق**اتليهم كل واحد منهم‬
‫آخذ ناص* * * * * **يته ورأسه بي * * * * **ده‪ ،‬فهم يقول* * * * * **ون؛ يا رب سل ه * * * * **ؤالء فيما قتلونا؟ اكرب جمزرة‬
‫لالطفال يف تاريخ البشرية‪.‬‬

‫فهذا ظلم عظيم وجرم كبري جيب على املس*لمني أن يتوب**وا منه وين**دموا عليه ويت**ربؤا‬
‫من هذه احلكومات الكافرة الفاجرة الظاملة اليت كانوا يوالوهنا ويؤيدوهنا‪ ،‬وينبغي عليهم ان‬
‫يفت**دوا انفس**هم من اولي**اء املقت**ولني‪ ،‬ق**ال اهلل تع**اىل‪َ { :‬و َما َ*ك*ا َن ا ْس *تِ ْغ َف ُار ِإْب**ر ِاهيم َأِلبِي* ِ*ه ِإاَّل‬
‫َ َ‬
‫َع ْن َم ْو ِع* َ*د ٍة َو َع* َ*د َها ِإيَّاهُ َفلَ َّما َتَبنَّي َ لَ**هُ َأنَّهُ َع* ُ*د ٌّو لِلَّ ِه َتَب* َّ*رَأ ِمْن**هُ} [س**ورة التوب**ة‪ ]114 :‬وق**ال‬
‫ِ ِ ِ ِإ‬ ‫ِإ‬ ‫اهلل تع**اىل‪{ :‬قَ* ْد َ*ك*انَت لَ ُكم ُأس*وةٌ حس*نةٌ يِف ِإب**ر ِاه َّ ِ‬
‫ين َم َع**هُ ْذ قَ**الُوا ل َق* ْ*ومه ْم نَّا بُ*َ*رآَءُ‬ ‫يم َوالذ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ ْ َ َ ََ‬
‫ِمْن ُكم ومِم َّا َتعب ُدو َن ِمن د ِ ِ‬
‫ض*اءُ َأبَ* ً*دا َحىَّت‬‫ون اللَّه َك َف ْرنَا بِ ُك ْم َوبَ َدا َبْيَننَا َو َبْينَ ُك ُم الْ َع* َ*د َاوةُ َوالَْب ْغ َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ َ ُْ‬
‫ُتْؤ ِمنُوا بِاللَّ ِه َو ْح َدهُ}‪.‬‬

‫ومع ه* **ذه اجملزرة الرهيبة اليت اس* **تمرت بضع س* **نني مل نس* **مع كلمة وال فت* **وى من‬
‫علم* * **ائكم اجلهاب* * **ذة وخطب* * **ائكم املف* * **وهني عن حرمة دم* * **اء املس* * **لمني‪ ،‬ولكن عن* * **دما قتل‬
‫الشباب ذلك العسكري األمريكي احملارب ارتفع صوت أولئك العلماء والكتبة األج**راء يف‬
‫الليل والنه **ار‪ ،‬متح **دثني عن حرمة دم املس **تأمن ‪ -‬وما هو مبس **تأمن ‪ -‬ولكن يف فقه "دين‬

‫(‪)17‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫امللك" ومن معه من املنافقني‪ ،‬يكون قتل مليون مس*لم ويك*ون قتل ملي**ون طفل مس*ألة فيها‬
‫نظر‪ ،‬وقتل صلييب واحد جرمية ال تغتفر! حسيب اهلل عليكم أمجعني‪.‬‬

‫‪ )2‬ومن أعجب العجائب والكذب؛ اتهام النظام للشباب بما فيه من الكبائر‪،‬‬
‫كقوله؛ "إن الصهيونية هي التي تقف خلف المجاهدين"!‬

‫ف**أي دجل ه**ذا‪ ،‬وأي هبت**ان ه**ذا وأي اس**تخفاف بعق**ول الن**اس ه**ذا؟! ف**إن القاصي‬
‫وال**داين من املس**لمني والكف**ار يعلم أن أع**دى أع**داء الص**هيونية هم ش**باب اجله**اد‪ ،‬ولكن‬
‫النظ * **ام رمانا مبا في * **ه‪ ،‬ق * **ال اهلل تع * **اىل‪{ :‬ومن يكسب خطيئة مث ي * **رمي به بريئا فقد احتمل‬
‫هبتانا وامثا مبينا}‪ ،‬وهو كما قيل ؛ رمتين بدائها وانسلت‪.‬‬

‫و هنا أذكر وأسأل حكام الرياض‪:‬‬

‫‪ -‬من الذي دعم عرفات مبئة مليون دوالر لقمع انتفاضة اجملاهدين األوىل؟!‬

‫‪ -‬من الذي ناصر اليهود على املستضعفني يف "شرم الشيخ" عام ‪96‬؟!‬

‫‪ -‬من الذي فتح القواعد العسكرية لغزو العراق؟!‬

‫‪ -‬من ال * **ذي تكفل ب * **دفع تك * **اليف ت * **دريب الش * **رطة العراقية حملاربة اجملاه * **دين يف‬
‫العراق؟!‬

‫‪ -‬ألست أنت صاحب مبادرة بريوت اليت اعرتفت فيها بالصهاينة واحتالهلم ألرض‬
‫فلسطني؟!‬

‫ف* * * * **أين ذهب عقلك يا رئيس "احلرس الوطين"؟ وأين ذهب م* * * * **اء وجهك حىت تتهم‬
‫اجملاه **دين هبذه االهتام **ات الكاذبة الس **اقطة؟! وقد ق **ال رس **ول اهلل ص **لى اهلل عليه وس **لم‪:‬‬
‫(ثالثة ال يكلمهم اهلل ي**وم القيامة والي**زكيهم وال ينظر اليهم وهلم ع**ذاب اليم؛ ش**يخ زان‪،‬‬
‫وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكرب) [رواه مسلم]‪.‬‬

‫وها أنت قد هنيت األئمة عن ال * * **دعاء للمجاه * * **دين يف الشيش * * **ان‪ ،‬وب * * **دالً من ذلك‬
‫أم*رهتم بال*دعاء على ش*باب اجله*اد يف بالد احلرمني ‪ -‬عمالء الص*هاينة كما ت*زعم ‪ -‬وأنت‬
‫تك* * **ذب وتعلم أنك تك* * **ذب‪ ،‬واخلطب* * **اء والش* * **عراء ال* * **ذين يؤي* * **دون افرتاءاتك هم أيض * * *اً‬
‫يك* **ذبون‪ ،‬ويعلم* **ون أنك ك* **اذب وخ* **ائن‪ ،‬ولكن ما أش* **به ه* **ذه الس* **نوات بالس* **نوات اليت‬
‫ُأخربنا هبا‪ ،‬فعن أيب هري * **رة رضي اهلل عنه ق * **ال‪ :‬ق * **ال رس * **ول اهلل ص * **لى اهلل عليه وس * **لم‪:‬‬
‫(سيأيت على الناس سنوات خداعات‪ ،‬يصدق فيها الك*اذب ويك*ذب فيها الص*ادق‪ ،‬وي*ؤمتن‬

‫(‪)18‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فيها اخلائن‪ ،‬وخيون فيها األمني‪ ،‬وينطق فيها الرويبضة)‪ ،‬قيل‪ :‬وما الرويبض**ة؟ ق**ال‪( :‬الرجل‬
‫التافه يتكلم يف أمر العامة) [رواه االمام امحد]‪.‬‬

‫وانا ارجو من املس**لمني عامة ان ي**دعوا على الص**هاينة وعمالءهم‪ ،‬كما اطلب منك‬
‫ان كنت صادقاً ان تدعوا انت ومن يطيعك هبذا الدعاء يف احلرمني وباقي املساجد‪:‬‬

‫"اللهم عليك بالتح* * * **الف االم* * * **ريكي الص* * * **هيوين ومن واالهم وعمالئهم‪ ،‬اللهم دمر‬
‫كي* **اهنم واقصم ظه **رم وان **زع ملكهم وش **تت مشلهم وف **رق مجعهم ورمل نس **ائهم واجعل‬
‫بأسهم بينهم وتتبع عوراهتم كما يتتبعون عورات اجملاهدين وافضحهم على رؤوس اخلالئق‬
‫واكفناهم مبا شئت"‪.‬‬

‫ثم اني اخص اخواني المجاهدين بهذه الكلمات فأقول لهم‪:‬‬

‫وقفتم لنص* * **رة ال * **دين ي* * **وم قل الواقف* * **ون‪ ،‬وجاه* * **دمت ي* * **وم قعد اخلطب* * **اء واحملدثون‪،‬‬
‫وص **دعتم ب **احلق ي **وم س **كت اخلائفون الط **امعون‪ ،‬غ **ريكم ق **ال كما ق **ال الس **حرة قبل أن‬
‫ِ‬ ‫يؤمنوا‪{ :‬وجاء َّ ِ‬
‫ني} [سورة األع**راف‪:‬‬ ‫َأَلجًرا ِإ ْن ُكنَّا حَنْ ُن الْغَالبِ َ‬
‫الس َحَرةُ ف ْر َع ْو َن قَالُوا ِإ َّن لَنَا ْ‬ ‫َََ‬
‫ني} [س**ورة األع**راف‪ ،]114 :‬وأما‬ ‫ِ‬‫ب‬ ‫ر‬‫ق‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِإ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ع‬‫ن‬ ‫{‬ ‫الطاغية‪:‬‬ ‫هلم‬ ‫‪ ،]113‬فقال‬
‫َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َّ َ‬
‫انتم؛ ف**األجر والق**رب من ال**رمحن ترج**ون‪ ,‬ذقتم حالوة اإلميان فلم تغ**ركم حالوة ال**دنيا ‪-‬‬
‫أحسبكم كذلك واهلل حسيبكم وال أزكي على اهلل أحدا ‪ -‬وجزاكم اهلل خري اجلزاء‪.‬‬

‫وحطمتم األوهام والوهم يُكسر‬ ‫وقفتم وما يف املوت شك لواقف‬


‫ختوضون حبر املوت ال ترهبونه ومن ال يهاب املوت ال شيء حيذر‬

‫حطمتم اهلاالت امللق* **اة على الطغ* **اة منذ عق* **ود ك* **ذبا وزورا‪ ،‬فهنيئا لكم أن أن* **رمت‬
‫الس* **بيل ب* **دمائكم للماليني من األجي* **ال الناش* **ئة لتس* **تقم على الص * *راط املس* **تقيم ولتجتنب‬
‫س **بيل الطغ **اة اجملرمني‪ ،‬ففي احلديث‪( :‬فواهلل ألن يه **دي اهلل بك رجال واح **دا خري لك من‬
‫محر النعم) [رواه البخاري]‪.‬‬

‫ي* * * **رحم اهلل إخواننا الش* * * **هداء يف كل مك* * * **ان‪ ،‬يف فلس* * * **طني والع* * * **راق وبالد احلرمني‬
‫واملغ**رب* وكش**مري وأفغانس**تان والشيش**ان ونيجرييا وإندونيس**يا والفلي**بني وتايالند‪ ،‬وي**رحم‬
‫اهلل الش* * * **يخ يوسف العي* * * **ريي وابو علي احلارثي وخالد احلاج وعبد العزيز املق* * * **رن وعيسى‬
‫العوشن وإخواهنم مجيعا‪ ،‬ونرجو اهلل أن يرحم سبحانه وتعاىل اجملاهدين ال**ذين اقتحمو على‬
‫قنصلية األمريكان يف جدة‪.‬‬

‫(‪)19‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫كيف يري**دون ان ينعم**وا ب**االمن وهم يوزع**ون ال**دماروالقتل واخلراب على اهلنا يف‬
‫فلس **طني وعلى اهلنا يف الع **راق؟! فه **ؤالء ليس **وا اهاّل ً لألمن يف أي مك **ان يف الع **امل‪ ،‬وأما‬
‫وج* * * **ودهم يف بالد احلرمني ‪ -‬بل يف كل جزي* * * **رة الع* * * **رب ‪ -‬فهو حمرم ش* * * **رعاً كما ذكرنا‬
‫األدلة على ذلك‪ ،‬هؤالء الذين قتلوا من إخواننا نرجو اهلل ان يتقبلهم يف الشهداء‪.‬‬

‫وأق **ول إلخواننا وأهلنا؛ ان هلل مأخذ وله ما اعطى‪ ،‬فكل ش* *يء عند بأجل مس **مى‪،‬‬
‫ض َواَل يِف‬ ‫فلتصربوا ولتحتسبوا‪ ،‬وأذك**ركم بق**ول اهلل تع**اىل‪{ :‬ما َأص* ِ ِ ٍ‬
‫اب م ْن ُمص*يبَة يِف ْ‬
‫اَأْلر ِ‬ ‫َ َ َ‬
‫*ك َعلَى اللَّ ِه يَس*ريٌ} [س*ورة احلدي*د‪،]22 :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫*اب ِم ْن َقْب ِ*ل َأ ْن َنْبَر ََأها ِإ َّن ذَل * َ‬
‫َأْن ُف ِس ُكم ِإاَّل يِف كِتَ* ٍ‬
‫ْ‬
‫فكيف ال يصرب املس **لم املس **تخدم للحق س **بحانه وتع **اىل‪ ،‬وه **ذا موالنا خ **الق اخللق يق **ول‬
‫َأعيُنِنَا‬ ‫لقائد املس **رية علية الص **الة والس **الم اليت حنن يف ركبه **ا‪{ :‬وا حِل‬
‫َّك بِ ْ‬ ‫ص *رِب ْ ُ ْك ِم َربِّ َ‬
‫ك فَِإن َ‬ ‫َ ْ‬
‫وم} [سورة الطور‪.]48 :‬‬ ‫وسبِّح حِب م ِد ربِّ َ ِ‬
‫ني َت ُق ُ‬‫كح َ‬ ‫َ َ ْ َْ َ‬
‫ول‬‫وقد ق**ال اهلل تع**اىل بعد غ**زوة االح**زاب واهواهلا أيض *اً‪{ :‬لََق* ْد َك**ا َن لَ ُكم يِف رس * ِ‬
‫ْ َُ‬
‫ُأس َوةٌ َح َسنَةٌ لِ َم ْن َكا َن َيْر ُجو اللَّهَ َوالَْي ْو َم اآْل ِخَر َوذَ َكَر اللَّهَ َكثِ* ً*ريا * َولَ َّما َرَأى الْ ُمْؤ ِمنُ**و َن‬ ‫اللَّه ْ‬
‫ِ‬
‫ص* * * َد َق اللَّهُ َو َر ُس * * *ولُهُ َو َما َز َاد ُه ْم ِإاَّل ِإميَانًا‬
‫اب قَ* * **الُوا َه* * * َذا َما َو َع* * * َ*دنَا اللَّهُ َو َر ُس * * *ولُهُ َو َ‬
‫اَأْلح* * َ*ز َ‬
‫ْ*‬
‫يما} [س**ورة األح**زاب‪ ،]22 * - 21 :‬وقد ق**ال رس**ولنا عليه الص**الة والس**الم‪( :‬ان‬ ‫ِ‬
‫َوتَ ْس *ل ً‬
‫ِعظم اجلزاء مع ِعظم البالء‪ ،‬وان اهلل تع* * * **اىل إذا احب قوما ابتالهم‪ ،‬فمن رضي فله الرضا‪،‬‬
‫الس ْخط) [رواه الرتمذي واحلاكم]‪.‬‬ ‫ومن سخط فله َ‬
‫ومتثلوا قول القائل‪:‬‬

‫وحسبك ان اهلل اثىن على الصرب‬ ‫واين لصبار على ما ينوبين‬


‫اذا كانت العلياء يف جانب الفقر‬ ‫ولست بنذار إىل جانب الغين‬

‫فواص**لوا املس**ري‪ ،‬وال هتابوا العس**ري‪ ،‬وطه**روا جزي**رة الع**رب من املش**ركني والزنادقة‬
‫*اء الْ َق* ْ*وِم ِإ ْن تَ ُكونُ**وا تَ *ْألَ ُمو َن فَ *ِإن َُّه ْم‬
‫وامللح**دين وال هتن**وا‪ ،‬ق**ال اهلل تع**اىل‪{ :‬واَل هَتِن**وا يِف ابتِغ* ِ‬
‫َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يما َحكيمًا} [س **ورة‬ ‫يَ* *ْألَ ُمو َن َك َما تَ* *ْألَ ُمو َن َو َت ْر ُج**و َن م َن اللَّه َما اَل َيْر ُج**و َن َو َك**ا َن اللهُ َعل ً‬
‫َّ‬
‫النساء‪.]104 :‬‬

‫وال يغ*رنكم ك*ثرة املخ* ّذلني واملخ*الفني‪ ،‬فقد ق*ال رس*ولنا عليه الص*الة والس*الم كما‬
‫يف ص* **حيح مس* **لم‪( :‬الت* **زال عص* **ابة من اميت يق* **اتلون على أمر اهلل ق* **اهرين لع* **دوهم‪ ،‬ال‬
‫يضرهم من خالفهم حىت تأتيهم الساعة وهم على ذلك)‪.‬‬

‫(‪)20‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فنق * **ول للطاغيه كما ق * **ال املؤمن * **ون من قب * **ل‪{ :‬قَ * **الُوا لَ ْن نُ* * *ْؤ ثَِر َك َعلَى َما َجاءَنَا ِم َن‬
‫ض* *ي َه* ِ*ذ ِه احْلَيَ **ا َة ال * ُّ*د ْنيَا} [س **ورة ط **ه‪:‬‬
‫*اض ِإمَّنَا َت ْق ِ‬
‫ت قَ * ٍ‬ ‫*ات َوالَّ ِذي فَطََرنَا فَ **اقْ ِ‬
‫ض َما َأنْ َ‬
‫الْبِّينَ * ِ‬
‫َ‬
‫‪.]72‬‬

‫فيا ايها المجاهدون‪:‬‬

‫اص **ربوا وص **ابروا واحتس **بوا‪ ,‬فه **ذا طريق االنبي **اء؛ هج **رة ودم **اء‪ ,‬وقت **ال وأش **الء‪,‬‬
‫ختيفون العدو وخييفكم‪.‬‬

‫وال خيفى عليكم أن أك**ثر قض**ايا األمة الي**وم س**خونة؛ اجله**اد يف فلس**طني والع**راق‪،‬‬
‫فاحرصوا كل احلرص على نصرهتم‪.‬‬

‫وان اس**تنزاف أمريكا الي**وم يف الع**راق اقتص**اديا وبش**ريا ومعنويا؛ فرصة ذهبية ن**ادرة‬
‫فال تضيعوها فتندموا‪.‬‬

‫كما ان من اكرب األسباب الدافعه ألع*داءنا للهمينة على بالدنا س*رقة نفطن*ا‪ ,‬فاب*ذلوا‬
‫كل ما تستطيعون اليقاف اكرب س**رقه تتم يف الت**اريخ من ث**روات االجي**ال احلاض**رة واجي**ال‬
‫املس* * * **تقبل ب* * * **التواطئ بني ال* * * **دخالء والعمالء‪ ،‬فهم يأخذونه بثمن خبس‪ ،‬مع العلم ان مجيع‬
‫الس **لع تض **اعفت اس **عارها ع **دة م **رات‪ ,‬إال النفط! فهو اس **اس الص **ناعة اخنفضت اس **عاره‬
‫ع*دة م*رات‪ ،‬فبعد ان ك**ان يب*اع قبل عق**دين ب*أربعني دوالرا‪ ,‬بيع بتس*عة دوالرات يف العقد‬
‫املاضي‪ ،‬بينما ينبغي ان يكون سعرة الي*وم على اقل تق*دير ‪ 100‬دوالر‪ ،‬فاجته*دوا وحول*وا‬
‫بينهم وبينه‪ ،‬وركزوا عملياتكم عليه وخاصة يف العراق واخلليج‪ ،‬فذلك حتفهم‪.‬‬

‫وفي الختـ ـ ــام‪ ،‬اوجه رسـ ـ ــالة مختصـ ـ ــرة لحكـ ـ ــام الريـ ـ ــاض‪ ،‬وأخـ ـ ــرى الهل الحل‬
‫والعقد‪ ،‬اقول لكم‪:‬‬

‫إن اإلم* * * **ارة عقد بني ال* * * **راعي والرعية‪ ،‬ي* * * **رتتب عليه حق* * * **وق وواجب* * * **ات على كال‬
‫الط**رفني‪ ،‬وله ن**واقض؛ منها أن خيون ال**راعي ملته وأمته‪ ،‬وه**ذا ما وقع منكم‪ ،‬على اف**رتاض‬
‫إن أساس العقد كان قبل قرن من الزمان كان صحيحا‪ ،‬واحلقيقة غري ذلك فقد وثبتم على‬
‫رق* * * **اب الن* * * **اس دون رضى منهم أو مش* * * **ورهتم‪ ,‬وإمنا ب* * * **دعم اإلجنل* * * **يز‪ ،‬ودائما ما ت* * * **دعون‬
‫حرص**كم على ال**وطن واملواطن ورمحتكم ب**ه‪ ,‬وال خيفى عليكم؛ أن الن**اس قد اس**تيقظوا من‬
‫غفلتهم‪ ,‬وت* * * **بني هلم حجم االس* * * **تبداد والفس* * * **اد ال* * * **ذي متارس* * * **ونه يف العبث يف حق* * * **وقهم‬
‫وأم* * **واهلم‪ ,‬وان املس* * **لمني يف بالد احلرمني مص* * **رون على اس* * **رتجاع حق* * **وقهم مهما كلف‬
‫الثمن‪.‬‬

‫(‪)21‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫فبناء عليه أمامكم طريقان‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬أن ت* **ردو األمان* **ات إىل أهلها بطريقه س* **لميه‪ ،‬وت* **رتكو أهل البالد وش* **أهنم يف‬
‫اختيار حاكم مسلما حيكمهم بكتاب واهلل وسنة رسوله عليه والصالة والسالم‪.‬‬

‫ثانيـ ــا‪ :‬أن ترفضو إرج * **اع احلق* * **وق إىل أهلها وتواص * **لو بغيكم على الن * **اس وس * **لب‬
‫حقوقهم وتسخرون بعض أبناء الشعب مبا تدفعونه هلم من مال األمه العام ليضربوا ويقتلوا‬
‫إخ**واهنم وأبن**اء عم**ومتهم ال**ذين كف**روا ب**واليتكم‪ ,,‬ولكن ينبغي أن تعلم**وا أن األمر شب‬
‫عن الط * **وق وان الش * **عوب عن * **دما تتح * **رك للمطالبة حبقوقها ال ميكن ان توقفها االجه * **زه‬
‫االمني* * **ه‪ ,‬وينبغي أن ال يغيب عن أعينكم مصري "ش* * **اه إي* * **ران" رغم ش* * **هرة وق* * **وة وخ* * **ربة‬
‫أجهزته األمنية‪ ،‬وك**ذالك مصري "تشاوشس**كو" يف رومانيا‪ ،‬ذلك احلال املف**زع ال**ذي آل له‬
‫هو وأسرته مبا فعله هبم العوام‪ ,‬فردوا األمانات إىل أهلها خري لكم‪.‬‬

‫وانتم تعلم* * **ون أننا ‪ -‬يف تنظيم القاع* * **دة ‪ -‬ال ننافس* * **كم على حط* * **ام ال* * **دنيا‪ ،‬ولكنا‬
‫ساءنا ارتكابكم نواقض الدين‪ ،‬ومنها احلكم بغري ما انزل اهلل وتويل الكافرين‪.‬‬

‫ثم اني اوجه خط ـ ـ ـ ــابي ألهل الحل والعقد من العلم ـ ـ ـ ــاء الص ـ ـ ـ ــادقين والزعم ـ ـ ـ ــاء‬
‫المطاعين واألعيان والوجهاء والتجار‪:‬‬

‫ب* * **أن يت* * **داركوا األمر قبل ف* * **وات األوان‪ ،‬ف* * **ان األم* * **ور تسري بس* * **رعة غري عاديه حنو‬
‫االنفج* * **ار‪ ،‬فاب* * **ذلوا ما يف وس* * **عكم لس* * **حب فتيل األزم* * **ة‪ ,‬مع العلم ان اجملاه* * **دين يف بالد‬
‫احلرمني مل يب* **دأوا القت* **ال بعد ضد النظ* **ام‪ ,‬ولو ب* **دأوا فعال لك* **ان يف رأس القائمة التخلص‬
‫من َأِئ َّمةَ الكفر احمللي ‪ -‬حك* **ام الري* **اض ‪ -‬ولكن ال* **ذي جيري ما هو إال امت* **دا للقت* **ال مع‬
‫التحالف الصلييب األمريكي الذي يقاتلنا يف كل مكان ونقاتله يف كل مكان كذلك‪ ،‬مبا يف‬
‫ذلك بالد احلرمني‪ ،‬وحنن نسعى إلخراجهم منها بإذن اهلل‪.‬‬

‫فيا أهل الحل والعقد‪:‬‬

‫أتق **وا اهلل يف أنفس **كم ويف أمتكم‪ ،‬وليه **اجر ال **ذين يس **تطيعون فيتح **رروا من القي **ود‬
‫الومهية وما يفرضه النظ **ام من ض **غوط نفس **يه‪ ،‬ليتسىن لكم القي **ام ب **واجبكم بتوجيه األم **ة‪,‬‬
‫وت **رتيب األولوي **ات املهم **ة‪ ,‬ف **إن ت **أخركم يزيد األم **ور تعقي **دا واملش **اكل عمقا وتش **عبا‪،‬‬
‫ويفتح الب**اب للش**باب ليجته**دوا دونكم باختاذ ق**رار الب**دء بالقي**ام املس**لح على احلاكم‪ ,‬إذا‬
‫ب* **دا هلم أهنم قد أع* **دوا ما يل* **زم ل* **ذلك وغلب على ظنهم أن ما أع* **دوه كافيا خللع احلاكم‬
‫املرت* **د‪ ,‬مع أن ال* **واجب أن تتحد جه* **ود الص* **ادقني للقي* **ام هبذا األمر العظيم‪ ،‬ولكن ختاذل‬

‫(‪)22‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬


‫النزاع بني حكام آل سعود واملسلمني‬

‫بعض **هم‪ ،‬ف **إن واجب القي **ام على احلاكم ال يس **قط‪ ،‬وقد نص **حت م **رارا من قبل ولكن مل‬
‫تعط األمور حقها‪ ،‬فقوموا بواجبكم وسارعوا يف استدراك املوقف‪.‬‬

‫ولقد كان االقتتال قاب قوسني أو أدىن قبل عقود بني حك**ام الري**اض الي**وم وأخيهم‬
‫امللك س* **عود‪ ،‬فتم التوسط بينهم وإقن* **اع امللك س* **عود بالتن* **ازل عن امللك‪ ،‬وب* **ذلك مت حل‬
‫اخلالف‪ ،‬وه*ذا هو ال*دور الي*وم؛ أن تقنع*وا ه*ؤالء البغ*اة ال*ذين وثب*وا على رق*اب الن*اس ب*أن‬
‫ي**ردوا األمان**ات إىل اهلها‪ ،‬ف**إن الن**اس مل يطلبو ب**اطالً‪ ،‬فه**ذا حقهم‪ ،‬وقد قيل؛ درهم وقاية‬
‫خري من قنطار عالج‪.‬‬

‫ثم إني أتوجه إلى اهلل بالدعاء فأقول‪:‬‬

‫اللهم ربنا آتنا يف ال**دنيا حس**نه ويف اآلخ**رة حس**نة وقنا ع**ذاب الن**ار‪ ،‬اللهم أرنا احلق‬
‫حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل ب * * * **اطال وارزقنا اجتنابه‪ ،‬اللهم ألف بني قل * * * **وب املس * * * **لمني‬
‫وامجع مشلهم ووحد ص* **فهم‪ ,‬وارحم ض* **عفهم واجرب كس* **رهم‪ ،‬اللهم اب* **رم لأمتنا أمر رشد‬
‫يعز فيه أهل طاعتك وي **ذل فيه أهل معص **يتك وي **ؤمر فيه ب **املعروف وينهى فيه عن املنكر‪،‬‬
‫واللهم حبب إلينا اإلميان وزينه يف قلوبنا وك* * * * **ره إلينا الكفر والفس* * * * **وق والعص* * * * **يان‪ ،‬اللهم‬
‫اش **رح ص **دور ش **بابنا وفتياتنا لإلل **تزام ب **دينك وارزقنا اهلدى التقى والعف **اف والغىن‪ ،‬اللهم‬
‫ثبت أق* **دامنا ي* **وم ت* **زل األق* **دام‪ ،‬اللهم ثبتنا وثبت اجملاه* **دين يف كل مك* **ان‪ ,‬وال س* **يما يف‬
‫فلسطني والعراق وكشمري والشيشان وأفغانستان وبالد احلرمني‪ ،‬اللهم س**دد رميهم واربط‬
‫على قلوهبم ومدهم مبدد من عندك وانص**رهم على ع**دوك وع**دوهم‪ ،‬فإنه ال ناصر لنا وهلم‬
‫إال أنت يا قوي يا عزيز‪.‬‬

‫ب َعلَى َْأم ِر ِه َولَ ِك َّن أكثر الن ِ‬ ‫ِ‬


‫َّاس اَل َي ْعلَ ُمو َن} [سورة يوسف‪.]21 :‬‬ ‫{ َواللَّهُ َغال ٌ‬
‫وصل اللهم وبارك على حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‬

‫ذو القعدة‪ 1425/‬هـ‬

‫(‪)23‬‬ ‫منرب التوحيد واجلهاد‬

You might also like