Professional Documents
Culture Documents
جــــــامــعة غــــــــــزني
كـلــــية اللــــغات واآلداب
قســـــــم اللـغــة العــربــيـة
هلل الحمد والسنة والمنة والشكر والثناء كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلطانه أول اوقبل كل
شيء ،فجزى هللا عني خير الجزاء والدي ووالدتي الكريمين ( حفظهما هللا تعالى ) فقد سهرا
على تربيتي وتعليمي وكان دعاؤهما خير العون في إنجاز هذا البحث ،فإني أتوجه بالشكر
الجزيل لجامعة غزني التي أتاحت لي فرصة إكمال الدراسة في مرحلة الليسانس ،وباألخص
وأخص بالشكر الجزيل والتقدير األستاذ الفاضل المشرف عبدالكريم " رحيمي " الذي بذل
كثيرا من العناية ،واالهتمام والرعاية الصادقة في توجيهي وإرشادي ،واعترف أني أخذت
وفي األخير أتقدم بالشكر والتقدير لبعض األصدقاء الذين ساعدوني في إنجاز هذا الموضوع
ولم يبخلوا على في توفير ما احتجت إليه من كتب ودوريات في إكمال هذا البحث فلهم جزيل
1
المقدمة
إن الحمدهلل نحمده ونستعينه ونؤمن به ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،من
يهديه هللا فال مضل له ،ومن يضلل فال هادي له ،والصالة والسالم على سيدنا ومعلمنا أبي
القاسم محمد بن عبدهللا وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أوال :أشكر هللا سبحانه وتعالى على التوفيق بإتمام هذه الرسالة القصيرة بعنوان ( الفعل
الماضي ودالال ته في سورة الفجر ) من القرآن الكريم ن وكان سبب اختيار هذا الموضوع
أن المقاالت والبحوث التي نكتبها عن علم الصرف والنحو لها فائدة كبيرة وأهمية بالغة ،
وعلينا أن نطبق ما نتعلمه من القواعد في القرآن الكريم ،الذي صان اللغة العربية عن التشتت
والخطأ ،وكتب لها خلودا .
وعلى الباحث أن يفهم الموضوعات الصرفية والنحوية بصورة جيدة ،ألن لها أهمية كبيرة
في فهم القرآن الكريم وحفظ اللغة العربية .
كتبت هذا البحث عما يتعلق بعلم الصرف والنحو بعنوان ( الفعل الماضي ودالالته في سورة
الفجر ) دراسة نظرية تطبيقية .
وفي اللغة أهمية خاصة لعلم النحو والصرف وأهمية هذا الموضوع الذي اخترته في هذا
البحث هو فهم الفعل الماضي في سورة ( الفجر ) من القرآن الكريم وداللته .
وما وجدت الدراسات السابقة بهذا العنوان الجميل ،ولكن اللغويين درسوا هذه السورة من
نواحي اخرى .
2
التمهيد
سورةٌ مكية ،اسْ ُتفتحت بال َقسم من هللا عز وجل ،ثم تحدثت عن ثالثة أمور:
ترتيبها في القران الكريم هي التاسع والثمانون وعدد آياتها ثالثون آية .
هذه السورة في عمومها حلقة من حلقات هذا الجزء في الهتاف بالقلب البشري إلى اإليمان
والتقوى واليقظة والتدبر ..ولكنها تتضمن ألوانا ً شتى من الجوالت واإليقاعات والظالل.
ألوانا ً متنوعة تؤلف من تقرقها وتناسقها لحنا ً واحداً متعدد النغمات موحد اإليقاع .
في بعض مشاهدها جمال هادئ رقيق ندي السمات واإليقاعات ،بمشاهده الكونية الرقيقة ،
ويظل العبادة والصالة في ثنايا تلك المشاهد ( ..والفجر .وليال عشر .والشفع والوتر ) .
,في بعض مشاهدها شد وقصف .سو اء مناظرها أو موسيقاها كهذا المشهد العنيف المخيف (
كال إذا دكت األرض دكا ً دكا وجاء ربك والملك صفا ً صفا .وجيء يومئذ بجهنم .يومئذ
يتذكر اإلنسان وأنى له الذكرى يقول :ياليتنى قدمت لحياتي .فيومئذ اليعذب عذابه أحد وال
3
وفي بعض مشاهدها نداوة و رقة ورضي وطمأنينة .تتناسق فيها المناظر واألنعام ،كهذا
الختام (يا أيتها النفس المطمئنة ،ارجعي إلى ربك راضية مرضية ،فادخلي في عبادي
وادخلي جنتي )
وفي السورة إشارات سريعة لمصارع الغابرين المتجبرين ( :ألم تر كيف فعل ربك بعاد .
إرم ذات العماد .التي لم يخلق مثلها في البالد .وثمود الذين جابوا الصخر بالواد .وفرعون
ذي األوتاد الذين طغوا في البالد فأكثروا فيها الفساد .فصب عليهم ربك سوط عذاب .إن
وفي السورة بيان لتصورات اإلنسان اإليمانية وقيمة غير اإليمانية .وهي ذات لون خاص
في السورة تعبيراً وإيقاعا ً ( :فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول :ربي
أكرمن .وأما إذا ما ابتاله فقدر عليه رزقه فيقول :ربي أهانن ) ..والرد على هذه التصورات
ببيان حقيقة حالهم وهي تشمل لونين من ألوان العبارة والتنغيم ( :كال بل التكرمون اليتيم .
ويالحظ وال حتاضون على طعام املسكني .وتأكلون الرتاث أكالً ملا ،وحتبون املال حباً مجاً )
أن هذا اللون األخير هو قنطرة بين تقرير حالهم وما ينتظرهم في مآلهم فقد جاء بعده ( :كال
إذا دكت األرض دكا ً دكا ...الخ ) ..فهو وسط بين التقرير األول والتهديد األخير.
ومن هذا االستعراض السريع تبدو األلوان المتعددة في مشاهد السورة ..وإيقاعها في تعبيرها
وفي تنغيمها ...كما يبدو تعدد الفواصل وتغير حروف القوافي .
4
الفصل األول
البحث النظري
5
)1تعريف الفعل وأقسامه
. 1/1تعريف الفعل
الفعل عند ( اللغوين ) هو ما دل على حدث .وعند ( النحويين ) هو ما يدل بنفسه حدث
مقترن وضعا بأحد األزمنة الثالثة " الماضي والحال والمستقبل " )8( .
الفعل هو ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمان ن وعالمته أن يقبل " قد " ،أو السين أو
سوف ،أو تار التأنيث الساكنة ،أو ضمير الفاعل ن أو نون التوكيد .مثل ك قد قام ،قد
يقوم ،سوف نذهب ،قامت ،قمت ،ليكتبن )2(.
.2/1أقسام الفعل
. 1/2/1أقسام الفعل باعتبار زمانه
ينقسم الفعل باعتبار زمانه إلى ثالثة أفسام ،هي :
أ) فعل الماضي هو ما دل على معنى في نفسه مقترن بالزمان الماضي.
َ
كتبت ن كتبتما وعالمته " أن يقبل تاء التأنيث الساكنة " ،كتبت ،أو " تاء الضمير " ،مثل :
،كتبتن)9(.
وهو يعين للحال باإلنشاء ن مثل بعتك الد ار ن يعني لإلستقبال أو واقع بعد"إذا"أو"إن
الشرطيتين " ،مثل :إذا زرتني أزورك ،أو دخل عليه حرف نفي بعد قسم مثل :وحياتك ال
ُ
دمت حيا َ )4(. نكثت عهدك ما
ب) فعل المضارع
فعل المضارع هو ما دل على معنى في نفسه مقترن بزمان يحتمل الحال واالستقبال ،
وعالمته أن يقبل " السىين " أو " سوف " أو " لم " أو "لن " مثل :سيقول ،لم أكسل ()1
وهو يعين للحال بالم االبتداء ن وبليس ،أو بما النافية مثل :إن األستاذ َليشرح الدرس
أو يعين لالستقبال متى تضمن طلبا مثل :يرحمك هللا )1( .
-1أحمد الهاشمي ،القواعد األساسية للغة العربية ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،دون السنة ،ص . 11
-2مصطفى الغالييني ،جامع الدروس العربية ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ن 1994م ،ص . 11
-4جورج متري عبد المسيح ،معجم قواعد اللغة العربية في جدوال ولوحات ،مكتبة لبنان ،سنة 1991م ،ص . 114
-6أحمدالهاشمي ،القواعد األساسية للغة العربية ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان ،دون السنة ،ص114
6
ج ) فعل األمر
فعل األمرهو ما دل على طلب وقوع الفعل من الفاعل المخاطب بغير الم األمر،وعالمته أن
يدل على الطلب الصيغة،مثل :اجتهدي)8(.
ب ) الفعل المزيد
الفعل المزيد هو ما كان بعض أحرف ماضيه زائد على األصل ن مثل:أذهب ن تدحرج،
وهو قسمين:
-مزيد فيه الثالثي:ما زيد على أحرف ماضيه الثالثة حرف واحد أو حرفان أو ثالثة أحرف
مثل:أكرم،أطلق،استغفر.
-مزيد فيه الرباعي :ما زيد فيه على أحرف ماضيع األربعة األصلية حرف واحد أو حرفان
،مثل:تزلزل احرنجم .
9
1
)2حروف الزيادة
.1/2تعريف حروف الزيادة
الزيادة لغة يعني النمو
في كتاب يقال على أن الزيادة هي أن يضاف إلى أصل الكلمة حرف أو أكثر ،مثل :أقدم ،
تقدم ن وقد تكون هذه الزيادة بالتكرير أو بغير التكرير .الزيادة بالتكرير هي تكرير حرف
أو أكثر من أصل الكلمة ،مثل ّ
عظم ،وأما الزيادة بغير التكرير هي زيادة حرف أو أكثر
من حروف الزيادة ( سألتمونيها ) على أصول الكلمة،مثل أحضر)8(.
* الفعل المهموز :وهو الفعل الذي يكون فيه همزة إما مهموز الفاء أو مهموز العين أو مهموز
االم،مثل:أمر،سأل،قرأ .
*الفعل المعتل:وهو الفعل الذي يكون في أحرفه األصلية حرف من حروف العلة وأنواعه:
-8معتل الفاء،مثل:وعد،يسر .
-2معتل العين:مثل:قال،باع .
-9معتل الالم،مثل:ولى،سعى .
وإن اجتعمت حروف العلة في فعل واحد فيقال له لفيف وهو على قسمين :
-لفيف مقرون،مثل:طوى .
-لفيف مفروق،مثل:ولى .
-4الفعل المضعف :وهو الفعل الذي يكون في حروفه األصلية حرفان من جنس واحد،مثل
:فرّ ،سرّ ،ع ّد،زلزل،وسوس .
9
ينقسم الفعل من حيث بنائه للفاعل أو المفعول إلى قسمين :
-8الفعل المبني للمعلوم:وهو ما ذكر فاعله مثل :كتب محمدالدرس،حفظ محمد القرآن الكريم
.
-2الفعل المبني للمفعول ويسمى مجهوال :وهو ما حذف فاعله وأنيب عنه غيره مثلُ :كت َ
ِب
الدسُ ُ ،حفِظ الدرسُ .
واسم الفعل ثالثة أقسام:اسم فعل الماضي،واسم فعل المضارع،واسم فعل األمر .
-1شيخ أحمد الحمالوي ،شذ العرف في فن الصرف ،دار النشر /مكتبة الرشيدية ن بشاور باكستان :ص . 41
-2عباس حسن ،النحو الوافي ،دار النشر ،قديمي كتاب خانه ،كراتشي باكستان 41/1.
-حاالت الفعل الماضي من ناحية الزمن )1( .
-3محمد محي الدين عبد الحميد ،هامش شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ن دار النشر :المكتبة الحقانية ،بشاور باكستان .15/1 ،
9
األولى :وهو األصل الغالب أن يتقين معناه في زمن فات وانقضى أي قبل الكالم سواء أكان
انقضاؤه قريبا من وقت الكالم أم بعيدا،وهذا هو الماضي لفظا ومعنا،ولكن إذا سبقته
( قد )دلت ع لى أن انقضاء زمنه قريب من الحال،مثل (:خرج الصاحبان )يحتمل الماضي
القريب والبعيد،بخالف( قد خرج الصاحبان ) فإن ذلك االحتمال يمتنع ،ويصير زمن الماضي
قريبا من الحال،بسبب وجود( قد ) واذا وجت قبله( ما ) النافية كان معناه منفيا ،وكان زمنه
قريبا من الحال،مثل (:قد سافر علي )فتجيب( ماسافر علي )فكلمة( قد )أفادته في الجملة
األو ل المثبتة قريب من الزمن الحال،وجاءت( ما )النافية فنفت المهنى،وأفادته القرب من
الزمن الحالي أيضا،وال سيما مع القرينة الحالية السابقة،وكذلك يكون زمنه ماضيا قريبا من
الحال إذ ا كان الفعل فعال ماضيا من أفعال( المقاربة )مثل( كاد )فإن زمنه ماض قريب من
الحال،بل شديد القرب من الحال ن ليساير المعنى المراد.
الثانية:أن يتيقن معناه في زمن الحال أي وقت الكالم،وذلك إذا قصد بالفعل الماضي اإلنشاء
،فيكون ماضي اللفظ دون المعنى،مثل:بعت،واشتريت ووهبت،وغيرها من ألفاظ العقود التي
يراد ب كل لفظ منها إحداث معنى في الحال،يقارنه في الوجود الزمني ،ويحصل معه في وقت
واحد ،أو كان من األفعال الدالة على(الشروع ) مثل(:طفق وشروع ) وغيرها .
الثالثة :أن يتيقن معناه في زمن المستقبل،أي:بعد الكالم ،فيكون ماضي اللفظ دون المعنى –
كالذي سبق – وذلك إن اقتضى طلبا ،نحو(:ساعدك هللا و رفعك مكانا عليا) وأمثال هذا من
عبارات الدعاء فإنه ال يتحقق إال في المستقبل.
ومما يفيد الطلب (:عزمت عليك إال سافرت) أو(عزمت عليك لما سافرت)،بمعنى أقسمت
عليك تركك كل شي إال السفر في المستقبل.
-1محمد مرسي عامر ،زكي علي سلوم ،عبدالسميع السنباطي تيسير الصرف ،دار النشر :التوفيقية .14/1 ،
12
2
-2مزيد بحرفين وله خمسة أوزان ( ) 1
* انفعل ،بزيادة الهمزة والنون قب الفا ،مثل :اندفع ،انقاد .
* افتعل ،بزيادة الهمزة قبل الفاء والتاء بعدها ،مثل :اجتمع ،اشترك .
* افع َّل ،بزيادة الهمزة قبل الفاء وتضعيف الالم ،مثل :ابيضّ ،احمرَّ .
* تفاعل ،بزيادة التاء قبل الفاء واأللف بعدها ،مثل :تشارك ،تسابق .
* تفعّل ،بزيادة التاء قبل الفاء وتضعيف العين ،مثل :تص َّدق ،تسمَّى .
أوزان الرباعي
وينقسم إلى قسمين :
* الرباعي المجرد ن وله وزان واحد وهو ( :فعلل ) مثل :زخرف ،بعثر ،وزلزل .
* الرباعي المزيد فيه :وهو على قسمين :
-مزيد بحرف واحد ،وله وزان واحد وهو :تفعلل ،مثل :تبعثر ،تدحرج .
ّ
اشمأز ،وافعنلل ،مثل :احرنجم . -مزيد بحرفين ،وله وزنان وهما :افعل ّل ،مثل :
-1محمد مرسي عامر ،زكي علي سلوم ،عبدالسميع السنباطي تيسير الصرف ،دار النشر :التوفيقية .16/1،
13
أحوال بناء الفعل الماضي
أحوال بناء الفعل الماضي ثالثة ( . ) 8
ورحب به)
َ صافح محمد ضيفه ،
َ * يبنى على الفتح في آخره إذا لم يتصل به شيء ،مثل ( :
وكذلك يبنى على الفتح إذا اتصلت به تاء التأنيث الساكنة ،أو ألف اإلثنين ،مثل ( قالت
فاطمة الحق ) و ( الشاهدان قاال ما عرفا ) ،الفتح في األمثلة السابقة ظاهرة وقد يكون مقدرا
إذا كان الماضي معتل اآلخر باأللف مثل ( :دعا العابد ربه ) .
* يبنى على السكون في آخره إذا اتصلت به ( التاء المتحركة ) التي هي ضمير فاعل ،أو(
نا ) التي هي ضمير فاعل ،أو ( نون النسوة ) التي هي كذلك ،مثل ( :أكرمت الصديق
وفرحت به ) ومثل ( خرج نا في رحلة طيبة وركبنا فيها السيارة ،أما الطالبات فقد ركبن
القطار ) .
* يبنى على الضم في آخره إذا اتصلت به واو الجماعة ،مثل ( :الرجال خرجوا ألعمالهم
).
الفعل المضارع بمعنى الماضي ( ) 2
يأتي الفعل المضارع بمعنى الماضي في األمور اآلتية :
-إذا سبقته ( لم ) أو ( لما ) الجازمتين مثل قوله تعالى عن نفسه (ِلَ ْمِيَل ْدِولَ ْمِيولَ ْدِوِلَ ْمِيَك ْنِلَهِِ
َح ٌِد ) (. )9
كف ًواِأ َ
فزمن المضارع هنا ماض ومثل ( :لما يحضر ضيفنا ) .
-إذا وقع بعد ( إذا ) نحو :أطربني كالمك ،إذا تقول للغني تصدق بمعنى َ :
قلت .
-أو وقع بعد ( ربما ) نحو ( فاتني القطار فتألمت فأدركني صديقي بسيارته ،فوصلنا قبل
القطار ،فالحمدهلل ،ربما أكره هذا األمر وفيه خيري ونفعي ) أي ربما كرهت .
-أو وقع بعد ( قد ) التي تفيد التقليل بقرينة ،كأن تقول لمن حملك على السفر كرها ( قد
أسافر مكرها ،فماذا ع ليك لو تركتني بعيدا عن المشقة التي صرفتها ) بخالف ( قد ) التي
للتكثير .
-أو وقع المضارع مع مرفوعه خبرا في باب ( كان ) وأخواتها الناسخة ،إذا وقع الناسخ
في هذا الباب بصيغته الماضي ،ولم توجد قرينة تصرف زمنه عن الماضي إلى زمن آخر
،مثل ( :كان سائق السيارة يترفق بركابها حتى وصلوا )...أي ( ترفق ) ،وال يدخل في
– 1عباس حسن ،النحو الوافي ،دار النشر :قديمي كتاب خانه ،كراتشي باكستان .16/1 .
14
هذا ما عرفناه من النواسخ التي تدل على ( الحال ) كما أفعال الشروع مثل ( طفق وشرع )
أو التي تدل على ( االستقبال ) فقط ،كأفعال الرجاء .
15
الفصل الثاني
الفعل الماضي ودالالته في سورة ( الفجر )
دراسة تطبيقية
فعل :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الفتحة الظاهرة ألنه لم يتصل به شيء صيغة الواحد
المذكر الغائب المعلوم.
جابوا :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الضمة الظاهرة ألنه اتصل به واو الجماعة،
صيغة الجمع المذكر الغائب المعلوم.
َط َغ ْوا :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الضمة المحذوفة مع الحرف ألنه كان في األصل
َ
(ط َغي ُْوا)
وبعد أن كانت الضمة ثقيلة على اليآء و حرف اليآء ضعيف التستطع أن تتحمل الحركة الثقيلة
ألن الحركة الضمة أثقل في الحركات ،وبنأ َ ألجل الثقل حُ ِذ َفت الضمة،
وبعد أن جاءت التقآء الساكنين بين اليآء والواو ،وحذفت الياء وأصبحت ( َط َغ ْوا) ،وطغوا
صيغة الجمع المذكر الغائب للمعلوم وهي أي صيغة طغوا من المعتل.
16
ادِ﴿ِ )11
فَأَ ْكثَ رواِف َيهاِالْ َف َِ َ
فأكثروا :
أَ ْك َث ْ
رُوا :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الضمة الظاهرة ألن اتصل به واو الجماعة،
صيغة الجمع المذكر الغائب للمعلوم مفرده أكثر من باب
ثالثي مزيد بحرف يعني من باب اإلفعال وهي اي صيغة أكثروا من الصحيح.
ِع َذ ٍ
ابِ﴿ِ ِ﴾11 ِس ْو َط َ
ُ َ
ِربُّ َ
بِعَلَْيه ْم َ
ص َّ
ِفَ َ
ب: َف َ
ص َّ
صبَّ :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الفتحة الظاهرة ألنه لم يتصل بأخره شيء مثل
َ
واو الجماعة ونون النسوة وتآء المتحركة ،صيغة المفرد المذكر الغائب مبني للمعلوم وهي
صبَّ .
ب وبعد اإلدغام أصبحت َ
ص َب َ
صبَّ من المضعف ألن كان في األصل َ
أي صيغة َ
ا ْب َت َاله :
ا ْب َت َال :فعل ماض مبني للمعلوم مبني للفاعل مبني على الفتحة المقدرة ألن في آخره ألف
مقلوب من اليآء وكان في أألصل ا ْب َت َل َي وبعد طبقا ً للقاعدة كانت اليآء المتحركة وقبلها فتحة
وب َّدلنا اليآء باأللف أصبحت ا ْب َت َال ،
11
ا ْب َت َال ،صيغة المفرد المذكر الغائب من أبواب الثالثي المزيد بحرفين يعني يكون من باب
االفتعال وهي أي صيغة ا ْب َت َال من المعتل.
فأكرمه :أكرم :فعل ماض مبني للمعلوم مبني للفاعل مبني على الفتحة الظاهرة في آخره
ألنه لم يتصل به شيء صيغة الواحد المذكر الغائب من باب الثالثي المزيد بحرف من باب
اإلفعال وهي أي صيغة أكرم من الصحيح.
أكرم :علي الشرح السابق وضمير فيه مستتر المعبر عنه بهو وهو فاعل أكرم فعل مع
الفاعل جملة مثبة خبرية.
ابتال :علي الشرح السابق و ضمير فيه مستتر وهو .هو .وهو فاعل ابتال فعل مع الفاعل
مع المفعول جملة فعلية مثبة خبرية.
19
أهَا َنن :
أَ َه َ
ان :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على الفتحة الظاهرة إلتصاله بنون الخفيفة ومصدره
إهانة على وزن إفالة وكانت في األصل إهْ َوانٌ على وزن إ ْف َعا ٌل يعني هذه الصيغة من باب
اإلفعال .
وبعد طب َقا للقاعدة كانت الواو متحركة وقبلها حرف الصحيح الساكن ونقلت حركة الواو إلي
ماقبلها وبقيت الواو ساكن وبعد جاءت التقاء الساكنين بين الواو واأللف وحذفنا الواو وجئنا
بالتاء في اخرالكلمة عوضا َ عن الواو وأصبحت إهانة.
ان أيضا َ كانت في األصل أَه َْو َن على وزن أَ ْف َع َل وبعد طب َقا للقاعدة كانت الواو
وصيغة أَ َه َ
متحركة وقبلها حرف الصحيح الساكن ونقلت حركة الواو إلي ماقبلها وبقيت الواو ساكن
وقبلها مفتوح .
وبعد طب َقا للقاعدة األخرى ،وهي أن الواو حينما يكون ساكن وقبلها مفتوح يُقلب الواو باأللف
أيضا قلبت
ألجل المناسبة األلف مع الفتحة ألن األلف متركب من فتحتين وفي الصيغة أهون َ
الواو باأللف وأصبحت أهان .وهي أي صيغة أهان من الصحيح وأيضا َ متعدي.
19
ِاْل َْرضِ َدًّكاِ َدًّكاِ﴿ِ )11
َك ََّلِإذَاِدَّكت ْ
د َّكت :
ُد ًّك ْ
ت :فعل ماض مبني للمفعول مبني على الفتحة الظاهرة إلتصاله بالتاء التأنيث الساكنة
وأعطيت الكسرة للتاء ألجل دفع اإللتقاء الساكنين وكانت في األصل ُدك َ
ِك وبعد اإلدغام
ك من المضعف . أصبحت ُد ّ
ك صيغة الواحد المذكر الغائب للمجهول وهي أي صيغة د ّ
اء :
َو َج َ
جاء :فعل ماض مبني للفاعل مبني على الفتحة الظاهرة ألنه لم يتصل به شيء وكانت في
األصل َج َي َء.
وبعد طب َقا للقاعدة كانت الياء المتحركة وقبلها مفتوح وقلبت الياء باأللف وأصبحت جاء وهو
من باب ثالثي مجرد واجوف يائي .
َوج ْي َء :
ِجيْ َء :فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتحة الظاهرة ألنه لم يتصل به شيئ وهو
أجوف يائي.
21
يَقولِيَاِلَْيتَنيِقَ َّد ْمتِل َحيَاتيِ﴿ِ ﴾12
َق ْ
دَّمت :
َق َّدم ُ
ْت :فعل ماض مبني للمعلوم مبني على السكون ألنه اتصلت به تاء المتحركة وهذه التاء
ضميربارز مرفوع متصل للفاعل المتكلم وهي أي صيغة قدمت من ثالثي مزيد بحرف يعني
من باب تفعيل،وهي أي صيغة قدمت من المضعف وأيضا ً متعدي.
﴾ِارجعيِ
َح ٌِدِ﴿ِ﴾16يَاِأَيَّت َهاِالنَّ ْفسِالْمط َْمئنَّةِ﴿ْ 11
ِوثَاقَهِأ َ
﴾ِوََلِيوثق َ
َح ٌدِ﴿َ 11 فَ يَ ْوَمئ ٍذ ََِلِي َع ِّذب َ
ِع َذابَهِأ َ
يِجنَّتيِ﴿﴾12
﴾ِوا ْدخل َ
ِم ْرضيَّةًِ﴿ِ﴾11فَا ْدخليِفيِعبَاديِ﴿َ 19
ِراضيَةً َ
ِربِّ ُ َ
إلَ ٰى َ
21
الخاتمة
تناولت في هذه الرسالة الفعل الماضي ،وتطبيقه في سورة ( الفجر ) بطريقة نظرية علمية.
وفي اللغة العربية أخمية خاصة لعلم الصرف والنحو وأهمية هذا الموضوع الذي اخترته في
هذا البحث هو فهم الفعل الماضي في سورة الفجر من القرآن الكريم ،كذلك يهدي علم
الصرف والنحو إلى أن يخاطب األمي بما يخاطب به العالم الملم بلغة العرب وأسرارها .
وإذا تأملت في القرآن الكريم فستجد أنه خاطب العرب واألعراب بإيجاز وإذا خاطب بني
إسرائيل أو حُ ِك ي عنهم وهذا القرآن الكريم يدرسنا علم النحو والصرف مع كل الجزئيات
االخرى .
وأرجو من قارئ هذا البحث أن يستفيد من هذا البحث بطريقة جيدة ألنني اجتهدت كثيرا
ورجعت إلى الكتب المعتبرة باستعانة األساتذة الكرام في قسم اللغة العربية ورتبت هذه الرسالة
وأخيرا أمل أن يشكل هذا البحث حافز الباحثين في تناول موضوعات مشابهة ،مستفيدين
من طريقة هذا البحث وتفاصيله ،وأرجو هللا أن ينفع به المكتبة العربية ،فهذا يسر هللا
دراسته التي بذلت فيها جهدي المستمر ،فما كان فيه من صواب فمن لطف الرحمن ن
وماكان فيه من خلل فمني ومن زلل الشيطان ،أسأل هللا أن يعفو عن الزلة ،وأن يقبل العثرة
،وأن يجعله من العلم النافع الخاص الباقي ،وصلى هللا على نبينا محمد صلى هللا عليه وسلم
22
وفي األخير أشكر جامعة غزني وكلية اللغات واألداب على أنها فتحت أمامي أبواب العلم ،
وأخص بالشكر قسم اللغة العربية وأساتذته الكرام على توجيهاتهم وإرشاداتهم القيمة منذ اربع
سنوات ،فكل ما تعلمت من العلوم واكتسبت من الفضائل كان نتيجة إرشاد األساتذة الكرام
ووفي االخير اشكر االستاذ المعظم المشرف عبدالكريم " رحيمي " على أنه إختار
لي هذا الموضوع وساعدني في ترتيب هذا البحث ومراجعته له وإرشاداته القيمة حول كل
جزئيات البحث بأدق المعلومات .
23
المصادر والمراجع
24