You are on page 1of 5

‫الفصــــــــــل الثاني‬

‫السياق اللغوي ودراسة الزمن‬


‫سم دراسته‬‫عرض د‪ .‬محمد رجب الوزير الدراسة النظرية للزمن‪ ،‬واستشهد ببعض األمثلة لكل األزمنة‪ ،‬وق ّ‬
‫إلى عدة عناصر هي‪ :‬أهمية البحث‪ :‬وجود اتجاهين معاصرين في دراسة الزمن‪ ،‬وسيدرس أحدهما‪.‬‬
‫مادته‪ :‬نصوص عربية عديدة وكلها مصادر‪ ،‬وجمل مستعملة في اللغة اليومية‪.‬‬
‫هدف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -1‬توضيح األساس الذي يقوم عليه كل اتجاه‪.‬‬
‫‪ -2‬صوغ الدالالت الزمنية الرئيسة لصيغ األفعال واألسماء التي تشبهها‪:‬‬
‫(كالمصدر واسم الفاعل واسم المفعول) وبعض التراكيب‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقة بين الداللة الزمنية للصيغة‪ ،‬وما يجاورها من دالالت زمنية أخرى في النص‪.‬‬
‫‪ -4‬إظهار جهد العلماء (العرب والمستشرقين) في هذا الموضوع‪.‬‬
‫األبعاد التي أضافها ‪ -‬وكان األفضل ْ‬
‫أن تؤخر نهاية الدراسة ‪ -‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬حصر أسماء العلماء وأعمالهم‪ -2 .‬تحليل دراستهم‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة خصائص االتجاه الزمني‪ ،‬والتطبيق على نصوص منه‪.‬‬
‫‪-4‬بيان حد الثراء الزمني‪ ،‬حيث يضيف أربعة أزمنة‪( :‬ماقبل ال ُمضي وما بعده‪ ،‬ماقبل المستقبل وبعده)‬
‫‪ -5‬عرض آراء جديدة‪.‬‬
‫منهج التحليل‪:‬‬
‫‪ -1‬ترتيب أسماء أعالم العرب والمستشرقين طبقا للترتيب الزمني إلصدار أعمالهم‪.‬‬
‫ذكر مثا ٍل واحد كشاهد على الداللة الزمنية‪.‬‬
‫‪ُ -2‬‬
‫‪ -3‬تقديم نمط الجملة البسيطة على المركبة‪ -4 .‬تقديم صيغ األفعال على األسماء مع ترتيبها‪ ،‬بدءا بالفعل‬
‫الماضي‪ ،‬فالمضارع‪ ،‬فاألمر‪ ،‬وكذلك صيغ األسماء‪.‬‬
‫‪ -6‬توضيح مواضع التمثيل واالستشهاد‪.‬‬ ‫‪ -5‬إلقاء الضوء على مناسبة النص‪.‬‬
‫‪ -7‬إكمال أجزاء الشعر الناقصة أو النثر‪ -8 .‬نقل المصطلح األجنبي تاما غير مبتور‪.‬‬
‫تُقسم الدراسة إلى مدخل ومحورين‪:‬‬
‫المدخل‪ :‬يوجد في دراسة الزمن اتجاهان معاصران‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أولهما‪ :‬اتجاه يقوم على أساس الداللة الزمنية للصيغ والتراكيب في ضوء السياق اللغوي‪ ،‬وقد ارتضاه‬
‫الوزير لمراعاته للواقع اللغوي‪ ،‬واعتماده على نصوص متنوعة‪ ،‬وانتشاره‪ .‬وثانيهما‪ :‬اتجاه يقوم على أساس‬
‫وضع جداول زمنية للصيغ والتراكيب الدالة على الزمن في العربية‪ ،‬ويقصد به علماء النحو الذين قعدّوا‬
‫للزمن‪ ،‬فوضعوا معايير للصيغ والتراكيب‪ ،‬فنظريتهم ال تتكئ على أمثلة من النصوص العربية المختلفة‪،‬‬
‫ومنهم‪ :‬تمام حسان‪ ،‬ومهدي المخزومي‪ ،‬وإبراهيم السامرائي‪ ،‬ومالك المطلبي‪ ،‬والريحاني‪ ،‬ثم استشهد‬
‫ببعض أعمالهم‪ ،‬وحلل الدراسات التي قاموا بها‪ ،‬وأخيرا انتقد طريقتهم قائال‪ " :‬الحظ المؤلف اختالف‬
‫أصحاب هذا االتجاه في استخدام المصطلح‪ :‬آثر تمام حسان (الزمن) ووافقه مالك المطلبي ‪ ...‬فضّل‬
‫أن يُو ّحد المصطلح‪".‬‬‫المخزومي والسامرائي (الزمان) واستخدم الريحاني كال المصطلحين‪ ،‬وكان األجدر ْ‬
‫(‪ )1‬كما التزم هؤالء العلماء بالتقسيم الثالثي للزمن؛ ما أبعدهم عن الواقع اللغوي‪ ،‬وأيضا أكثر الريحاني من‬
‫ذكر االفتراضات واالحتماالت‪ ،‬واعتمد على نظام التقليب في حصر أشكال التراكيب الفعلية الدالة على‬
‫الزمن‪ ،‬كذلك انتقد الريحاني المطلبي ألنه أهمل المشبهات باألفعال للتعبير عن األحداث‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬يمثل أصحاب االتجاه المعاصر في دراسة الزمن في ضوء السياق اللغوي‪ ،‬وقام بعمل‬
‫ببليوجرافيا لهم وألعمالهم‪ ،‬مرتبة ترتيبا تاريخيا‪ ،‬وكانوا عربا ومستشرقين‪ ،‬وقد بلغوا سبعة عشر عالما‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬خصائص هذا االتجاه‪ :‬له خمس خصائص يمتاز بها‪:‬‬
‫الخصيصة األولى‪ :‬دراسة الداللة الزمنية في ضوء سياقات لم يكن كثير منها مألوفا لدى النحاة واللغويين‬
‫القدامى‪ ،‬نحو‪:‬أ‪ -‬نصوص من اإلذاعة والصحف والمجالت غير موثقة‪ ،‬اعتمد فيها على نص من اإلذاعة‬
‫لألستاذ حامد عبد القادر‪ ،‬ويطلق عليها اللغة المعاصرة‪ .‬ب‪ -‬كما يلجأ إلى بروكلمان وفيشر في االعتماد على‬
‫الجمل المستعملة في اللغة اليومية‪ ،‬وأظن أن العرب المعاصرين أكثر تعبيرا عن لغتهم من المستشرقين‪.‬‬
‫الخصيصة الثانية‪ :‬إظهار حد الثراء الزمني الذي يفوق القسمة الثالثية إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫أ‪( -‬ما قبل الزمن الماضي) وهو مصطلح أضافه الوزير إلى الدالالت الزمنية لصيغة الفعل الماضي‪ ،‬لكن‬
‫هذا المصطلح مأخوذ من اللغة الالتينية‪ " :‬وفي الجمل المر ّكبة وعند اختيار الزمن النسبي‪ ،‬توجد قواعد‬
‫ملزمة‪ ،‬ونجد نظام األزمنة اآلتية‪ ،‬وهو مأخوذ من اللغة الالتينية‪ :‬قبل زمن الحدث‪ ،‬الحاضر‪ ،‬بعد زمن‬
‫الحدث‪ ،‬المستقبل‪ )2( ".‬هما عنصران‪:‬‬
‫(ولَقَ ْد‬
‫ماض‪ ،‬كقوله تعالى‪َ " :‬‬ ‫ٍ‬ ‫متلوا بصيغة‬ ‫‪ -1‬مع الماضي " إذا وردت صيغة الماضي قبل الحرف (حتى) ّ‬
‫ت اللَّ ِّه َولَقَ ْد َجا َء َك ِّمن‬ ‫علَى َما ُك ِّذّبُواْ َوأُوذُواْ َحتَّى أَت َا ُه ْم نَ ْ‬
‫ص ُرنَا َوالَ ُمبَ ِّ ّد َل ِّل َك ِّل َما ِّ‬ ‫صبَ ُرواْ َ‬
‫س ٌل ِّ ّمن قَ ْب ِّل َك فَ َ‬
‫ت ُر ُ‬ ‫ُك ِّذّبَ ْ‬
‫سلِّينَ ) األنعام ‪ .34‬فقد وقع إيذاء المكذبين بالرسل لهم قبل مجيء نصر الله لهم في الماضي‪) ( ".‬‬
‫‪3‬‬
‫نَّبَإ ِّ ْال ُم ْر َ‬
‫ماض دالة على الزمن الماضي‪ ،‬نحو‬
‫ٍ‬ ‫‪-2‬مع المصدر العامل‪ ،‬إذا ورد مجرورا بالباء‪ ،‬وتعلق بصيغة فعل‬
‫ض ِّهم ِّ ّمي َٰث َقَ ُه ۡم لَعَ َٰنَّ ُه ۡم) المائدة ‪ ،13‬فنقض بني إسرائيل الميثاق حدث وقع في ما قبل‬‫قوله تعالى‪( " :‬فَبِّ َما ن َۡق ِّ‬
‫الزمن الماضي (لعناهم)‬

‫‪ - 1‬السياق اللغوي ودراسة الزمن في اللغة العربية‪ :‬محمد رجب الوزير‪ ،‬عالم الكتب ‪2115‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬قاموس قاسم للمصطلحات اللغوية (إنجليزي – عربي – ألماني) ‪ :‬محمود قاسم‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫‪- 3‬السياق اللغوي‪ :‬الوزير‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪2‬‬
‫ب‪(-‬الزمن الماضي) وتدل عليه صيغة الماضي والمضارع والمصدر واسم الفاعل واسم المفعول‪ ،‬حيث‬
‫يسرد األمثلة لكل نوع‪.‬‬
‫ت‪(-‬ما بعد الزمن الماضي) وهو مصطلح اكتشفه إبراهيم أنيس‪ ،‬كما في قوله تعالى‪( :‬فَت ََولَّى ِّف ْر َ‬
‫ع ْو ُن فَ َج َم َع‬
‫أن تولى فرعون‪.‬‬ ‫َك ْي َدهُ ث ُ َّم أَت َى) طه ‪ ،61‬فاإلتيان وقع بعد ْ‬
‫ث‪(-‬الزمن الحاضر) تدل عليه صيغة الماضي والمضارع واسم الفاعل‪ ،‬ممثال له‪.‬‬
‫ج‪(-‬ما قبل الزمن المستقبل) يسميه حامد عبد القادر‪( :‬الزمن االستقبالي)‬
‫وهو نادر االستعمال‪ ،‬مثل‪( :‬حينما تكون الساعة العاشرة‪ ،‬تكون الحفلة قد انتهت) ويمثلها التركيب (يكون قد‬
‫فعل) فقوله‪ :‬تكون الحفلة قد انتهت (تدل على ما قبل الزمن المستقبل) الظاهر في‪( :‬حينما تكون الساعة‬
‫العاشرة) وهذا االستعمال نادر الوجود‪.‬‬
‫ح‪(-‬الزمن المستقبل) تدل عليه‪ :‬صيغة الماضي والمضارع واألمر والمصدر واسم الفاعل‪ .‬وبالنسبة لصيغة‬
‫األمر فقد اختُلف فيها‪ :‬فالسكاكي رأى أنها تدل على الحال‪ ،‬وتمام حسان يراها تدل على الحاضر والمستقبل‬
‫بقرينة لفظية‪ ،‬يقول‪ " :‬افعل اآلن‪ ،‬افعل غدا‪ )4( ".‬أما المطلبي فيقول‪ " :‬وهكذا نخلص إلى ّ‬
‫أن صيغة األمر‬
‫(ار ِّجعُواْ ِّإلَى أ َ ِّبي ُك ْم فَقُولُواْ ) يوسف ‪ ،81‬فداللة صيغتي‬
‫صيغة فعلية مفرغة من الزمن‪ ،‬نحو قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫(ارجعوا) و(قولوا) ال تنطويان على زمن‪ )5( ".‬اختار الوزير الزمن المستقبل لصيغة األمر‪ ،‬وسكت عن‬
‫ذكر هذه اآلراء المهمة‪ ،‬وأرى أن األمر مفرغ من الزمن؛ لكونه طلبا‪.‬‬
‫خ‪(-‬ما بعد الزمن المستقبل) يدل عليه‪ :‬صيغة الماضي والمضارع‪ ،‬ففي الماضي تكون في سياق الشرط‪،‬‬
‫اتقيت اللهَ أدخلك الجنة‪ " .‬الزمن‪ :‬يدل الزمن القواعدي – عكس الزمن الطبيعي – على فئة‬ ‫َ‬ ‫كقولك‪ْ :‬‬
‫إن‬
‫صرفية قواعدية أساسية للفعل تميز العالقة الزمنية بين فعل الكالم‪ ،‬والحقيقة التي يسميها اإلخبار‪ ،‬أو‬
‫باألحرى يضع كل حدث منطوق في عالقة من منظور المتحدث‪ .‬وتختلف األزمنة من لغة إلى أخرى‪،‬‬
‫أن يوجد في نظام الزمن الواحد الفرق بين المضارع والماضي‪ ،‬ثم يُستكمل‬ ‫وكصفة عالمية أو عامة يمكن ْ‬
‫هذا النظام الثنائي بزمن المستقبل‪) ( ".‬‬
‫‪6‬‬

‫الخصيصة الثالثة‪ :‬إعادة النظر في أقسام الجملة العربية بإضافة ما يُسمى بالجملة الزمنية‪ .‬وهي جملة‬
‫بسيطة أو مركبة ُمصدّرة بظرف زمان‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫راض يحيى األمر ذلّ ْ‬
‫ت صعابُهُ) ← جملة مركبة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫(ما دمتُ حيا) ← جملة بسيطة‪( .‬إذا‬
‫الخصيصة الرابعة‪ :‬توضيح الداللة عن طريق ذكر ترجمتها إلى اإلنجليزية واأللمانية‪ ،‬وهي ميزة تخص‬
‫اللغتين األجنبيتين‪ ،‬إفادة لدارس العربية بهما‪.‬‬
‫الخصيصة الخامسة‪ :‬ربط الزمن النحوي باألدب خاصة القصة واألمثال‪.‬وأنا ال أستوعب هذه النتيجة؛ ألنه‬
‫يمكننا التعبير عن الزمن في كل أنواع اللغة المكتوبة‪ ،‬سواء لغة علمية أو جغرافية أو تاريخية‪ ،‬لكننا‬
‫أن نأتي ببعض الشواهد‪.‬‬ ‫قصرناها على نوعين من السياق األدبي ففيه إجحاف لباقي األنواع‪ ،‬لمجرد ْ‬

‫‪- 4‬اللغة العربية (معناها ومبناها)‪ :‬تمام حسان‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪1713 ،‬م‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪- 5‬الزمن واللغة‪ :‬مالك المطلبي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪1786‬م‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -6‬قاموس قاسم للمصطلحات اللغوية (إنجليزي – عربي – ألماني) ‪ :‬محمود قاسم‪ ،‬ص ‪.514‬‬

‫‪3‬‬
‫نقد االتجاه األول‪:‬‬
‫‪-1‬كان أصحاب هذا االتجاه أقرب إلى الواقع اللغوي من الثاني‪.‬‬
‫‪-2‬اختلف العلماء في المصطلحات‪ ،‬فالبعض اختار لفظة (صيغة) أضافها لكل األزمنة مثل‪( :‬صيغة‬
‫الماضي) وهذا أكثر ثباتا‪ ،‬والبعض منهم‪ ،‬نحو( حسن عون) آثر األوزان فقال‪( :‬فعَ َل للماضي) (ويفعَ ُل‬
‫عرضة للتغيير أوللضياع عند الكتابة وحينئ ٍذ تختلط صيغ األفعال باألسماء‪ ،‬لكني أرى أنهم‬‫وا ْفعَ ْل) وهي ُ‬
‫أن الحركات القصيرة ال تكفي إلظهار الصيغة‪،‬‬ ‫صاروا على النهج الصرفي في استعمال األوزان‪ ،‬ولو ظننا ّ‬
‫لكان حري بنا أن نلغي (علم الصرف) المبني على الحركات‪ ،‬فأنا أخالفه هنا‪.‬‬
‫‪-3‬لم يُرجع بعض أصحاب هذا االتجاه النصوص إلى مظانها‪ ،‬ولم ينسبوها إلى قائليها‪.‬‬
‫‪-4‬معظم نصوصهم ترجع إلى عصور قديمة ووسطى‪ ،‬وكان من األجدر ْ‬
‫أن تعتمد على‬
‫ت الوزير بنصوص منطوقة‪ ،‬بل اكتفى بمثال‬
‫نصوص حديثة ومعاصرة‪ ،‬منطوقة ومكتوبة‪ ،‬ومع ذلك لم يأ ِّ‬
‫مكتوب باللغة المعاصرة الفصحى‪ .‬أالحظ أنه انتقد االتجاهين‪.‬‬
‫وأخيرا‪ :‬خاتمة البحث‪.‬‬
‫توصل إليه من نتائج عامة‪ ،‬ونتائج لم تُطرح من قبل‪ ،‬وهذا أهم ما ينماز به البحث‪ ،‬ثم‬
‫يسرد فيها أهم ما ّ‬
‫يسرد أهم المصادر والمراجع‪.‬‬
‫لم يشر الوزير إلى عنصرين من عناصر الزمن اللغوي‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪-1‬الصيغ المفرغة من الزمن‪ :‬هناك نوع من تفريغ بعض الصيغ الفعلية من الزمن‪ ،‬وقد رفضه الوزير‬
‫إن وقوع الصيغ المتغايرة في مستوي تركيبي واحد يعني تفريغ صيغة ما دون‬ ‫وأقره المطلبي‪ ،‬يقول‪ّ " :‬‬
‫ّ‬
‫غيرها من الزمن حيث تشير إلى وجه من وجوه دالاللتها الحديثة‪ ،‬وهنا يكون من الخطأ إسناد الزمن إلى‬
‫مثل هذه الصيغ بوصفها (شكال زمنيا) ّ‬
‫ألن الزمن يُكتسب من قرائن السياق اللفظية والمعنوية‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫( يَ ْق ُد ُم قَ ْو َمهُ يَ ْو َم ْال ِّقيَا َم ِّة فَأ َ ْو َر َد ُه ُم النَّار) هود ‪ ،78‬إ ّن ظرف االستقبال (يوم القيامة) ‪ +‬النار (جهنم) =‬
‫أن المستقبل هو زمن اآلية‪ ،‬أما الفعل المضارع (يقدم) فهو مفرغ من الزمن‪ ،‬يؤدي معنى‬ ‫إشارات تعني ّ‬
‫استحضار صورة حدثه‪ ...‬وكذا الفعل (أورد) فعل تام أي يؤدي معنى القطع والتأكيد بوقوع الحدث‪) ( ".‬‬
‫‪7‬‬

‫‪-2‬الصيغة الفعلية الدالة على كل األزمنة‪ :‬أغفل الوزير هذه الصيغة‪ ،‬نحو‪( " :‬يقو ُم المسجد بدور كبير في‬
‫توعية الناس) (يقو ُم) يدل على كل األزمنة‪ ...‬يقول تعالى‪ ( :‬و َكانَ اللهُ غ ُ‬
‫َفو َرا َر ِّحي َما) النساء ‪ ،111‬أي كان‬
‫ويكون وهو كائن‪ )8( ".‬أي صيغة المضارع (يقو ُم) تدل على كل األزمنة وال تعبر عن الحال أو االستقبال‬
‫فقط‪ ،‬وكذلك (كان) وقد أطلق العلماء عليها‪ :‬مصطلح (الماضي الدائم)‬

‫‪- 7‬الزمن واللغة‪ :‬مالك المطلبي‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪-8‬دور السياق في داللة الفعل على الزمن (دراسة في نونية ابن زيدون)‪ :‬ناصر علي عبد رب النبي‪ ،‬آداب بنها‪ ،‬ص ‪ ،11‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تكليف لطلبة الدراسات العليا‪:‬‬
‫على كل طالب ْ‬
‫أن يطبق دراسة الزمن على أحد األعمال‪ ،‬كاآلتي‪:‬‬
‫سورة قرآنية قصيرة‪ - .‬بعض األحاديث النبوية‪ -.‬قصيدة شعرية‪ ،‬من الشعر العمودي‪ ،‬أو ال ُحر‪.‬‬
‫قصة قصيرة‪ - .‬مقالة حديثة‪.‬‬
‫وتُقدم في فايل‪ ،‬ويُظهر رأيه فيها‪ ،‬وبعد مناقشتها‪ ،‬يتم تدارك األخطاء‪ ،‬ثم تُطبع ويحتفظ بها الدكتور في ملف‬
‫اإلنجاز‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like