You are on page 1of 4

‫مدخل مقترح للتكامل بين نظام التكلفة على أساس األنشطة الموجه بالوقت و نظم‬

‫تخطيط موارد المنشاة لتحسين األداء في قطاع مياه الشرب في مصر‬

‫اعداد‬

‫أ‪.‬د‪.‬محمد عبد الرحمن العايدى‬


‫أستاذ المحاسبة والمراجعة‬
‫والعميد األسبق لكلية التجارة‪-‬جامعة بور سعيد‬

‫د ‪ /‬مدحت محمد على فرحات‬


‫‪ $‬والتعليم باالسكندرية‬
‫التربية‬

‫‪2018‬‬
‫نظرا للمشاكل التي تواجه قطاع مياه الشرب في مصر من سياسة تسعير ‪ ،‬او‬
‫زيادة كمية الفاقد من المياه ‪ ،‬او لوجود مشكلة التحصيل من مستخدمي مياه‬
‫الشرب السيما العمالء المنتمين لقطاعات حكومية ‪ ،‬او الزيادة فى تكاليف انتاج‬
‫مياه الشرب علي ايرادتها ‪ ،‬سواء كان ذلك يرجع لالعتماد علي االقتراض او لعدم‬
‫تنوع مصادر توريد المواد الخام من جهة ‪ ،‬او لتطبيق نظام تكاليف تقليدي داخل‬
‫شركة مياه الشرب التزاما بالدليل المحاسبي الوارد بالنظام المحاسبي الموحد و‬
‫الذي من مقوماته تخصيص عناصر التكاليف علي مراكز التكلفة ‪ ،‬و من مالمح‬
‫نظام التكاليف المطبق عدم الفصل بين تكاليف مراكز االنتاج و تكاليف مراكز‬
‫الخدمات مما يترتب عليه عدم امكانيه اجراء تحليالت و توزيعات للتكاليف على‬
‫اماكن االستفادة منها بالتخصيص و التعيين وفق قدر االستفادة منها ‪ ،‬ومن ثم‬
‫‪ .‬غياب الدقة فى قياس التكلفة ‪ ،‬و كذلك غياب الرقابة الفعالة على التكاليف‬
‫و نظرا الن نسبة تغطية التكاليف الكلية من االيرادات الكلية ليست كافية لتحقيق‬
‫استرداد التكلفة حيث بلغت نسبة تغطية التكاليف الكلية من االيرادات الكلية ‪%84‬‬
‫و ذلك ‪ 2011 – 2010‬و بالتالى تنخفض كفاءة االداء و يتاخر االنتاج لعدم‬
‫‪ .‬توافر استثمارات راسمالية‬
‫هذا كله في ظل االنخفاض المستمر في نصيب الفرد السنوي من المواد المائية‬
‫المتجددة بشكل كبير من اكثر من ‪ 2500‬متر مكعب في عام ‪ 1950‬الي اقل من‬
‫‪ 900‬متر مكعب في عام ‪ ، 2000‬و من المتوقع انخفاضه الي ‪ 500‬متر مكعب‬
‫عام ‪ ، 2050‬و نظر لمواجهة مصر حاليا خلال بين النمو في االحتياجات السكانية‬
‫و تنمية مواردها و ال سيما الموارد المائية‪ ،‬تطلب ذلك استخدام الطرق و االساليب‬
‫العلمية و التكنولوجية الحديثة و ضرورة تطويعها للمساهمة في مواجهة هذا‬
‫الخلل ‪ ،‬لرفع و تحسين الكفاءة في االداء من جهة و تدنية التكاليف المتعلقة‬
‫بانتاج مياه الشرب من جهة اخري ‪ ،‬اضافة الي ترشيد كمية المياة من خالل تقليل‬
‫الفاقد ‪ .‬و الن الفكر المحاسبي و بخاصة التكاليف و المحاسبة االدارية شهد تطورا‬
‫سريعا و لمواكبة بيئة االنتاج من تغيرات مؤثرة و متالحقة ‪ ،‬و لتوفير ما يلزم من‬
‫معلومات كافية و مالئمة الدارة قطاع مياه الشرب‪ ،‬أصبح من الضروري التنسيق‬
‫بين ممارسات المحاسبة االدارية و ممارسة بيئة انتاج مياه الشرب ‪ ،‬و هو ما‬
‫يمكن تحقيقة من خالل تطبيق مدخل تكاملي بين كال من نظامي التكلفة علي اساس‬
‫النشاط الموجة بالوقت و الذي يركز بشكل أساسي علي تحديد الطاقة العملية‬
‫للموارد كاساس لحساب التكلفة تجنبا للمبالغات في التكلفة نتيجة تحميل الطاقة‬
‫غير المستغلة‪ ،‬كما يركز علي تحديد الوقت الالزم لتنفيذ كل نشاط ‪ ،‬و معه تتحقق‬
‫اقل تكلفة في التطوير و الصيانة ‪ ،‬و يعمل النظام علي تزويد المنظمة بالمعرفة و‬
‫القدرة علي تطوير سياية التسعير للمنتجات و الخدمات المقدمة للعمالء و امكانية‬
‫‪.‬تحليل مسار التكلفة الحقيقية لكل خدمة بالمقارنة مع تكلقة كل نشاط‬
‫و رغم سهوله تطبيق نظام التكاليف علي اساس االنشطة الموجه بالوقت و‬
‫لتنفيذه بنجاح و الستخدام المعلومات الناتجة منه بفاعلية ‪ ،‬كان البد من ضرورة‬
‫تكامله مع نظم تخطيط موارد المنشاة كنظام لتزويد البيانات التشغيلية ‪ ،‬و التى‬
‫عرفها البعض علي أنها مجموعة من تطبيقات الحاسب األلي توفر كل المعلومات‬
‫التى تحتاجها المنشاة و تخدم كل المجاالت الوظيفية داخل المنشاة مثل المحاسبة ‪،‬‬
‫عمليات التصنيع‪ ،‬المبيعات ‪ ،‬التسويق ‪ ،‬و الموارد البشرية و تستند الي قاعدة‬
‫بيانات مركزية ‪ .‬و بتطبيق نظم تخطيط موارد المنشاة بنجاح تتحقق بعض المنافع‬
‫منها التشغيليه و االدارية و التنظيمية و االستراتيجية و منافع اخري تخص البيئة‬
‫االساسية لتكنولوجيا المعلومات ‪ ،‬كما تتحقق منافع خاصة بانشطة سلسلة القيمة‬
‫وأنشطة العمليات التشغيلية و أنشطة التسويق و البيع و التوزيع ‪ ،‬و أيضا تطبيقه‬
‫له اثر على االداء المالي للشركاء و على تطبيق ممارسات المحاسبة االدارية‬
‫‪ .‬الحديثة‬
‫و بالتالي تطبيق مدخل تكاملى لكال من نظام التكاليف علي اساس االنشطة الموجه‬
‫بالوقت مع نظم تخطيط موارد المنشاة يعمل علي تحسين االداء داخل شركة مياه‬
‫‪ .‬الشرب‬

You might also like