Professional Documents
Culture Documents
Cours - Philosophie الخصوصية والكونية - Bac Lettres (2019-2020) Mr الهادي عبد الحفيظ - ابوناظم المرزوقي
Cours - Philosophie الخصوصية والكونية - Bac Lettres (2019-2020) Mr الهادي عبد الحفيظ - ابوناظم المرزوقي
درس
1
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
تندرج هذه المسألة في فضاء إشكالي عام هو مطلب الكوني باعتباره رهانا لإلنساني
في واقع محكوم بالصراع والهيمنة وموجه بمبادئ وقيم وضعية باتت تهدد وحدة
االنسانية .للتفكير في امكان "العيش المشترك"ضمن افق حوار إيتيقي تشرع له
فلسفة االختالف واالنثربولوجيا البنيوية اليوم .
ـ إحراجات:
2
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
السؤال عن الهوية وان ودل من رمح الفلسفة اليواننية اال انه ودل والدة منطقية فقد اكن
سؤال الهوية هو سؤال املنطق عند أرسطو قبل أن يصبح سؤال الفلسفة وعمل الاجامتع
مث عمل النرثبولوجيا.
ومعىن الهوية لغة من هو أو هو هو وتعين هو الوجود املشار اليه احلارض واملرادف
ملاهية اليشء أو الوجود املنفرد كام يقول الفارابي ":هوية الشئ وعينيته وتشخصه
وخصوصيته ووجوده المنفرد له كل واحد وقولنا انه هو إشارة إلى هويته وخصوصيته
ووجوده المنفرد له الذي ال يقع فيه اشتراك" أي ما تكون خصوصية ذاته غري موقوفة عىل غريه بل مس تفادة منه .وهو
تقريبا املعىن نفسه يف الالتينية حيث تعين الهوية identitéمن idemاي ما يكون هو نفسه lui-même
» « l'identité est le « sentiment subjectif et tonique d'une unité personnelle et d'une continuité temporelle
ويه معاين عىل وصال مبفاهمي أخرى ذات قرابة مثل املاهية وذات النفس عىل املعىن اذلي ذهب اليه اجلرجاين يف تعريفاته
"ماهية اليشء يه ما به يكون الش ئي هو هو " غري أن الهوية تتحد اليوم من معاين خمتلفة قد حنرصها يف معنيني:
هوية األنا وهوية الذات .ويه التحديدات اليت أعرب عهنا اريك فروم حني مزي بني هوية ال "املا أوجد" ويعين هوية
الان ويه هوية فردية خشصية ذات طابع فردي نفيس ينظر لها من منظور س يكولويج وهو ما يسميه جون لوك "هوية
3
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
خشصية "وهوية اثنية يسمهيا فروم هوية ال " ما امكل" وتعين ما سامه هوية اذلات ويه هوية مفتوحة عىل اخلارج أو هوية
اجامتعية أو ثقافية أو "هوية مركبة" كام سامها ادغار موران .
ان الفضل يعود – ان اكن مثة فضل –للحباث وادلراسات النرثبولوجية يف الاهامتم ابلهوية من هجة ما يه مطلب اذلات
امجلاعية ووحدهتا ومن هجة وعي هذه اذلات خبصوصيهتا يف عامل أصبح الانفتاح والتنوع فيه واقعا حيا,مل يعد ابالماكن اناكره
أو جتاههل منذ الاس تعامر.واليوم يزتايد الاهامتم مبعاين اخلصوصية الثقافية ()5بعد التحوالت اجليو -س ياس ية اليت عرفها العامل
بهناية احلرب الباردة وظهور طرف اس تقطاب عاملي أحادي أسس ملقوالت جديدة للهمينة بعد " مركزية الثقافة" مثل
"العوملة "و"القرية الكونية "و"صدام احلضارات" و "...العيش معا .".
فاذا اكن الرصاع ادلويل اليوم مل تعد حتسمه شعوب أو دول بل حضارات كام يبني صامويل هتنغتون فان " الهوية
الثقافية اليت يه يف أوسع معانهيا الهوية احلضارية تشلك مناذج للامتسك والتفكك والرصاع " .ان الهوية تتحدّ د معوما
ابعتبارها ما به يكون اليشء هو نفسه ،وهذا التحديد للهوية ليس بعيدا عن معىن االنية من حيث أهنا حتيل
يعّب به عن حقيقته من وهجة ميتافزييقية .بيد أن السؤال عن اخلصوصية حييل اىل اىل ما ميزي االنسان وما ّ
الهوية من هجة ما ميزي االنسان مبا هو اكئن ينمتي اىل مجموعة أو جممتع معني .وهذا يعين أن اشاكلية اخلصوصية
والكونية جتعلنا نغادر هنائيا حقل الفردية املنغلقة عىل ذاهتا اىل مس توى أوسع من الانفتاح عىل الغريية يف
خمتلف أشاكلها وأبعادها الثقافية واحلرضية.
غري أن إدغار موران يتناول مشلك الهوية من هجة تعقد و ّ
تنوع مس توايت الهوية االنسانية ،اذ أنه يرى أ ّن
التنوع بني الفراد والثقافات يبلغ حدّ ا كبريا اىل درجة أننا حنسب القول ابلوحدة االنسانية رضاب من التجريد.
ذكل أن "موران" يعتّب الهوية "هوية مركبة" من هوية خشصية وهوية اجامتعية وهوية ثقافية أي كهوية
تدرك من ادلاخل ولكن أيضا كهوية ميكن التعرف الهيا من اخلارج ومتثل الساس اذلي يس متدّ منه أ ّي جممتع أو
ثقافة اختالفها ومتزيها عن جممتع أخر أو عن ثقافة أخرى ،فكيف ميكن اذا أن حنافظ عىل الهوية دون أن يلحق
ضامي مبا هو كوين؟
4
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
ينتج الوحدة ال التنوع اذلي ينغلق عىل ذاته فيقيض عىل الوحدة ،ذكل أن السؤال عن الهوية عند "ادغار
موران" ال خيرج عن سؤال ما االنسان؟ وابلتايل السؤال عام هو انساين يف االنسان ،خاصة وأن السؤال عن
الهوية كرثت املطارحات حوهل يف الوقت الراهن حيث أصبحنا شهودا مذعورين من املشاهد الوحش ية اليت
تقدّ هما وسائل االعالم يوميا ،فنتساءل عن طبيعة هذا الاكئن القادر عىل اخلري كام الرش اىل أقىص حدّ .ذلكل
يرى "ادغار موران" أن الثالثية االنسانية املمتثةل يف الفرد واجملمتع والنوع تضع الفرد االنساين يف وضعية تسمح
هل يف ذات الوقت بتكوين تنوع غري حمدود ووحدة خصوصية ،والعالقات بني هذه احلدود الثالث ليست فقط
متاكمةل بل يه أيضا متضادة ومتثل اماكانت رصاع بني خاصيات
تودل مس ّمتر ،وذلكل يرى "موران" أن الهوية االنسانية بيولوجية وخاصيات ثقافية يف سريورة متعاودة ويف ّ
حتمل يف ذاهتا شلك الوضعية االنسانية ال بطريقة منفصةل أو متعاقبة ولكن بطريقة مزتامنة .فاالنسان ويف ذات
الوقت اكئن عارف واكئن صانع ...والهوية املركبة هبذا املعىن ال تذوب ال يف النوع وال يف اجملمتع مبا أن االنسان
كذات أو كفرد ال يتعني فقط يف احلوار مع ذاته ولكن يتعني أيضا يف احلوار مع الخر.
ً
في نهاية الستينات برزت ألاقلية ألامريكية من أصل إفريقي ،خصوصا
بظهور منظمة "الفهود السود" سنة .6611ثم حذت أقليات أخرى حذو حركة السود
مطالبة باالعتراف بخصوصيتها .وهذه الظرفية أنتجت "صحوة هوية حقيقية" في
سنوات السبعينات .وكما الحظ ذلك عالم الاجتماع ألامريكي روجر بروباكر ،فإن
ً
"تجربة ألامريكيين من أصل إفريقي مع قضية "إلاثنية" باعتبارها تصنيفا يفرض
ً ً
نفسه ،وفي الوقت نفسه باعتبارها تحديدا ذاتيا للهوية ...هذه التجربة كانت حاسمة
ً
ليس فقط لنفسها وفي داخل حدودها الخاصة ،بل أيضا في تقديمها لنموذج الاحتجاج
ً
على أساس من الهوية ،وهو النموذج الذي استفادت منه جميع أنواع الهويات ،بدءا
من تلك التي تتعلق بالجنس أو باالختيار الجنس ي ،وانتهاء بتلك التي تتأسس على
"الانتماء إلاثني أو العرق".وقد انعكس هذا في حقل العلوم الاجتماعية على مستوى
الهيكلة بتأسيس أقسام متنوعة بالجامعة ألامريكية مثل الدراسات ألافرو-أمريكية
(ويسمى هذا القسم بـ"الدراسات السوداء") ،والدراسات النسوية ،والدراسات
ً
الخاصة بطائفة الشاذين جنسيا ،والدراسات عن املكسيكيين املستقرين بالواليات
املتحدة ،والدراسات اليهودية .وتبدو هوية ألاقلية بالنسبة لهذه الحقول الدراسية
أوليا .كذلك قام مفكرو ما بعد الاستعمار من جانبهم ،كإدوارد سعيد وكاياتريمعطى ًّ
سبيفاك ،بمساءلة الهويات الهجينة واملختلطة التي صنعها التاريخ الاستعماري.
عن مقال :مفهوم الهوية :تاريخه واشكاالته،
د .الياس بلكا ،بريوت :جملة الكلمة
5
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
حييل لفظ املقدس عىل القداسة والتقديس ،ويه مش تقة من فعل قدّس مبعىن طهّر وتبارك اىل مرجعية دينية ابلساس ،
سواء اكن موضوع التقديس اماكن او كتبا او اكئنات .ويقال عن هللا القدّ وس ،أي املزنه عن لك نقص وعيب .فال غرابة
ان حييل املقدس عىل الطهارة وانتفاء التدنيس ،ويه خاصية السلوك ادليين ،وهنا يتداخل الاسطوري ابدليين بل ان
املقدس يتجىل كذكل يف السحري والطقويس ،بل يف اشاكل تعابري دنيا اكخلرافة او احلاكية الشعبية .حيث يكون مضموهنا
دوما هو اخليال fictionوالعجيب ، merveilleuxو اخلارق ، fantaisieوامليثولويج و الالمعقول ، irrationnel
واملعقول plausibleأحياان أخرى .
يتجىل املقدس يف صورة اهل او قوة خارقة او اكئن خرايف او جعيب ال واقعي او حسري ،يثري الرعب واالجالل معا .ويف
ذكل ما يشد اليه الاهامتم تذلذا ومتعة او انتظارا لعطاايه او استسالما هل خوفا من انتقامه .يقول رويج اكيوا ":امنا من
املقدس ينتظر املؤمن لك رضوب العون ولك اشاكل التوفيق ،فاالجالل اذلي يبعثه يف نفسه هو مزجي من الرعب والثقة ،
وهو يعزو املصائب اليت ترتبص به فيكون حضيهتا كام ..اخلريات اليت حيمل هبا ".
لقد وضعت الشعوب في االديان ما كانت تفكر فيه بشان العالم عن "
المطلق عما كائن بذاته " هيجل HEGEL
لك يشء جتربة ،تنحو اىل أن تتجىل يف صور و متثالت رمزية .وقد بني "مايري" ان جتربة واملقدّس ادليين هو قبل ّ
املقدّ س يه رضب روحاين من املعانقة للعامل .اهنا حدس مؤسس لنوع من احلضور الغامض ،ليشء يتجاوز احلدود املعتادة
للتجربة االنسانية .وهذا اليشء املغاير متاما لدلنيوي يفلت من ظروف التجربة املدنسة .واملقدّس كرمز يسمح ابالنفتاح عىل
لك لغة ،خاصة وأن العامل املطلق ،ذكل أن طقس ما ميكّن االنسان من اكتشاف هذا العامل املطلق ،اذلي يفلت ابملاهية من ّ
يعّب عن ذاته بواسطة طقوس تشغل الرمز والسطورة. ادلين هو نسق ّ
ويف هذا املنظور ،تكون السطورة لغة املفارق ،عند "غارودي" فهو ال يتحدث عن املفارق ابعتباره خارجيا أو قوة فوق
طبيعية ،فليس هو تعايل لرب فويق بل جتريد رمزي للمطلق ،وهو ما جيعل من السطورة فعل خلق جامعي ،فالسطورة
6
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
جمرد مشاركة يف العامل ،بل يه رؤية للعامل متزي االنسان ،ذلكل يرى "غارودي" أننا ال نس تطيع أن ننعت ابلسطورة
ليست ّ
جمرد حمافظة عىل احلارض ابعتبارها جمرد أثر ابيق من املايض ،كام ال نس تطيع أن نعتّب السطورة ّ
جمرد اعادة انتاج ،أو ّ ما هو ّ
معيارا للسلوك .وهذا يعين أن السطورة ليست من املايض بل أن هناك أساطري ينتجها االنسان اليوم .ما خيلق تقابال بني
املقدس واملدنس حسب مارسيا الياد ،فعند الانسان املؤمن "املقدس حيايك املسكل الالهيي ،يقمي ابلقرب من الالهة
أي يف احلقيقي وذي املعىن" .بيامن يرى الانسان الالديين يف املقدس "عقبة امام حريته ،ولن يثوب اىل رشده جذراي ،ولن
يصري حرا حقا ،اال بأن يقتل الاهل الاخري " ،هذا التعالق بني ادليين والالديين بني املقدس واملدنس ،يصفه بول
ريكور ابلتقابل بني الرمز والوثن ،هو ما خيلق ما يسميه ريكور "الاغرتاب ادليين " اذلي ال ميكن حهل الا ب"ان ميوت
الوثن وحييا الرمز " .فالرمز صورة ختيلية يف ذهن املتدين ال ميكن متثلها واقعيا اال يف موضوع حيس "هو اهنيار العالمة يف
موضوع فوق طبيعي و فوق ثقايف" كام يقول ريكور .
:
يرى دوركايم ان الافاكر ادلينية والسطورية ،تعمل لجل وظيفة اجامتعية ابلساس ال لغاية الاميان او الاعتقاد
بل لتحقيق الامتسك الاجامتعي للمجمتع وهو ما يفرس حس به ،خلود واس مترار الظاهرة ادلينية والسطورية بشلك عام.
فهذه الافاكر رضب من "وعي مجعي" ،تعمل عىل توحيد اجملمتع واعادة انتاج عالقاته ،بعد ان يكون قد اصاهبا الفتور.
فالعياد ادلينية وطقوسها تعمل ك "حمرار" اعادة انتاج عالقات الافراد بعضهم ببعض .
يقول دوركايم ":ليس ممكنا ان يوجد مجتمع ال يشعر بالحاجة الى مشاعر جماعية،
وتصورات يرعاها في فترات منتظمة ،اذ هي التي تصنع وحدته باالتحادات والجمعيات
والتكتالت ،حيث يكون التقارب وثيقا بين االفراد فيجمعون من جديد على تأكيد
مشاعرهم المشتركة".
7
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
الاجامتعي .ومن هذا املنطلق ّيقر “لفي سرتاوس” أنه”:ليس هناك حضارة بدائية وأخرى متطورة” ،بل هناك
اجاابت خمتلفة ملشالكت أساس ية ومامتثةل ،وما يسميه العنرصيون ابملتوحشني مه أيضا يفكرون وفكرمه ليس
أق ّل مرتبة من فكر الغربيني بل هو فقط فكر يش تغل بطريقة خمتلفة عن فكر الغربيني .وهذا يعين أن االنسانية
عند « لفي سرتاوس” تتطور يف رضوب متنوعة من اجملمتعات واحلضارات ،وهذا التنوع الثقايف ليس مرتبطا
بأي حمتية بيولوجية لن التنوع البيولويج ليس اال تنوعا عىل مس توى أخر مو ٍاز للتنوع الثقايف خاصة وأن
التنوع الثقايف يمتزي عن التنوع البيولويج من هجة كون التنوع الثقايف يعدّ ابملئات والالف يف حني أن التنوع
البيولويج يُعدّ ابلعرشات .وقدرة الثقافة عىل دمج هذا اجملموع املركب من الاخرتاعات يف امليادين املتلفة
واذلي نسميه حضارة يتناسب مع عدد واختالف الثقافات اليت تتشارك مع بعضها عن قصد أو عن غري قصد
يف تأسيس اسرتاتيجيا مشرتكة .ذكل ما ينهتيي اليه “لفي سرتاوس” عّب مقارنته بني أورواب يف عرص الهنضة
وأمرياك ما قبل “كولومبس » ،فأورواب عرص الهنضة اكنت متثل موضع تاليق وصهر التأثريات الكرث تنوعا بدءا
ابلتقليد الروماين واليوانين فاجلرماين والنقلوسكسوين وصوال اىل التأثريات العربية والصينية ،يف حني أن أمرياك
ما قبل “كولومبس” ال تنعم هبذا التنوع حبمك عزلهتا كقارة ،ويف حني أن الثقافات اليت اكنت تتالحق يف أورواب
متثل نتيجة اختالفات قدمية تعود اىل ألفيات مما جعلها حتقق توازان اجامتعيا فان ثقافات أمرياك مل تكن ممتفصةل
مبا فيه الكفاية وهو رمبا ما يفرس اهنيارها أمام حفنة من املس تعمرين مث ان احللف الثقايف يف أمرياك ما قبل
“كولومبس” اكن مقاما بني أطراف أق ّل اختالفا.
ترس يب يف ذاته وبذاته والتارخي الرتس يب ليس خصوصية بعض العراق أو بعض وهذا يعين أنه ليس هناك جممتع ّ
الثقافات بل هو نتيجة سلوك ثقايف ،هو رضب من وجود الثقافات يمتثل يف وجودها معا ،وهكذا يس تخلص
“لفي سرتاوس” أن التقاء الثقافات قد يؤدي اىل نتيجتني:
-اما أن يؤدي اىل تصدّ ع واهنيار منوذج أحد اجملمتعات
-اما أن يؤدي اىل تأليف أصيل مبعىن والدة منوذج اثلث ال ميكن اخزتاهل يف المنوذجني السابقني.
وهذا يعين أنه ليس هناك تالحق حضاري دون مس تفيد واملس تفيد ال ّول هو ما يسميه “لفي سرتاوس”
بالحضارة العالمية اليت ال متثل حضارة ممتزية عن احلضارات الخرى وممتتعة بنفس القدر من الواقعية وامنا
يه فكرة جمردة .ومسامهة الثقافات الفعلية املتلفة ال تقترص عىل الحئة ابتاكراهتا اخلاصة ،خاصة وأ ّن البحث
عن جدارة ثقافة ما ابخرتاع أو بأخر هو أمر ال ميكن التثبت منه ،مث ان املساهامت الثقافية ميكن توزيعها اىل
صنفني ،مفن هجة دلينا مجموعة من االضافات واملكتس بات املعزوةل اليت يسهل تقيمي أمهيهتا ويه حمدودة ومن
لك جممتع للتعبري أو الش باع مجموع اجلهة املقابةل دلينا اسهامات نسقية ترتبط ابلطريقة اخلاصة اليت خيتارها ّ
طموحات انسانية واملشلك ابلنس بة لـ”لفي سرتاوس” ال يمتثل يف قدرة جممتع ما عىل الانتفاع من منط عيش
جريانه ولكن ،اذا ما اكن هذا اجملمتع قادرا و اىل أ ّي مدى يكون قادرا عىل فهم ومعرفة جريانه؟ ومن هذا
9
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
املنطلق فان احلضارة العاملية ال ميكن أن توجد اال كفكرة ،من حيث
أهنا" :تحالف للثقافات التي تحتفظ ك ّل واحدة منها بخصوصيتها ".
املركزية االثنية او الثقافية او الاس تعالء العريق أو المتركز االثين أو املركزية العرقية أو الاس ِتعراقية كام جاء يف
موسوعة وايكبيداي ه"و اعتقاد انسان بأن أمته أو اجلنس اذلي ينمتي اليه الحسن والكرث اتساقًا مع الطبيعة.
يشري اىل الاعتقاد بأن جامعة الفرد يه الفضل بني لك امجلاعات ،وأن احلمك عىل الخرين عىل أساس أن
جامعة الفرد يه مرجع هذا احلمك اميا ًان ابلقمية الفريدة والصواب التام للجامعة اليت ينمتي الهيا والرتفع عن امجلاعات
الخرى اىل حد اعتبارها نوع من غري نوع جامعته ،وال شك أن هذا المتركز العريق يعد عام ًال هام ًا يف نشأة
الرصاعات العرقية والتعصبية واليت قد تصل يف أحيان كثرية اىل حد املذاحب واالابدة والمترد والثورة واالرهاب
واحلروب.
أدخل ولمي جراهام مسرن ،عا ِلم الاجامتع المرييك هذا املصطلح عام 1906م ّ .عرفه عىل أنه النظر اىل جامعة ما
عىل أهنا مركز لك يشء ،ومجيع الخرين يوزنون ويرتبون بعدمه .ونتيجة التساع نطاق ثقافة ما فان الناس
أصبحوا يرون طرق جممتعهم ابعتبارها الطرق السلمية للتفكري والشعور والعمل ولهذا السبب فان الاس تعالء
11
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
و عليه فان املتلف بثقافته ال يعتّب فقط غريبا بل أيضا بربراي) ( Barbareفالغريب هو الخر ابلنس بة اىل الان،
بري هو الغريب اذلي ُأموضعه يف مرتبة أق ّل من االنسان .وعبارة هو من ينمتي اىل ثقافة خمتلفة والّب ّ
بربري ) (barbarianانسان ينظر اليه عىل أنه غري متحرض أو بدايئ .وعادة ما يطلق عىل الغريب او الاجنيب
الوافد عىل املدينة ويه عبارة اكن يس تعملها اليوانن لالشارة اىل الغريب الوافد عىل اثينا او غري الناطق بلغهتا
ويقال يّببر اذ يلوك الالكم وال حيسن نطقه ويه تناسب عند العرب عبارة العجم والاجعمي غري الناطق
ابلعربية ويف اللسان العريب تقال عىل احليوان لكونه ال ينطق فنقول العجاموات أي اخلرساء لكون الوافدين عىل
اجلزيرة العربية من غري العرب يصنفوهنم يف خانة احليوان الاجعم .فالّببري هو الاجعمي وهو الغريب وهو
املتوحش( forasticusيف الالتينية ويف الفرنس ية )faroucheاو غري املمتدن او من ينمتي لعامل الالانسان
والالمدنية والالحترض.
.مث اصبحت تطلق عىل أي عضو من أمة حيمك علهيا البعض عىل أهنا أقل حضارية أو نظامية (مثل اجملمتع
القبيل) ،ولكن قد يكون أيضا جزءا من مجموعة ثقافية" بدائية" معينة (مثل البدو الرحل) او الطبقة الاجامتعية
(مثل قطاع الطرق) سواء داخل المة أو خارهجا .و قد عرج لكود ليفي سرتاوس يف كتابه العرق والتارخي عىل
هذا املعىن ابلضبط حني يقول "اكنت العصور القدمية ختلط لك ما ال يشرتك مع الثقافة اليواننية حتت امس
االسم اليوناني القديم βάρβαροςبارباروس ""barbarian
11
"برابرة" ،نقيض ل πολίτηςبوليتس" ،مواطن" منπόλις -
بوليس" ،دولة المدينة".
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
الّببري وفامي بعد اس تعملت احلضارة الغربية تعبري متوحش يف املعىن ذاته ..اذ من املرحج ان لكمة بربري تقود
من الناحية اللغوية اىل مغوض ومججمة اغاين العصافري مبواهجة القمية التعبريية للغة البرشية وكذكل لكمة
متوحش اليت تعين انه ات من الغابة تذكر بنوع من احلياة احليوانية يف مقابل الثقافة الانسانية ".
ذلكل يسمي “لكود لفي سرتاوس » مركزية إثنية ( ) Ethnocentrismeاحلمك املس بق اذلي ال حيمك قمييا عىل
ثقافة أخرى اال انطالقا من ثقافته اخلاصة .وهذا يعين أ ّن املركزية االثنية ابلنس بة للوعي امجلاعي ،يه عند «
لكود لفي سرتاوس » نظري الاننية ابلنس بة للوعي الفردي .ذلكل يدعوان « لكود لفي سرتاوس” اىل التسامح مع
الثقافات الخرى وأن نتعمل تقبّل اختالفات االنسانية ،ذكل ما يسميه ابلنسبية الثقافية ،فليس هناك ثقافة لها
احلق يف النظر اىل ذاهتا ابعتبارها أرىق من الثقافات الخرى ،وذلكل يقول”لكود لفي سرتاوس” ”:إن البربري
سمل مفاضةل بني الثقافات وامنا هناك هو من آمن بوجود البربرية” ،مفن وهجة النظر النرثوبولوجية ليس هناك ّ
تنوع نس يب بني الثقافات ومفهوم التفوق الثقايف ليس ا ّال وليد احلمك املس بق اذلي متثهل املركزية االثنية أو امليل
ّ
العتبار ثقافتنا اخلاصة منوذجا لالنسان.
"ان الفرس تقتدي وال تبتكر ,والروم ال يحسنون الا البناء والهندسة ,والصين اصحاب صنعة ال فكر وال روية ,والترك سباع
للهراش ,والهند اصحاب وهم وشعوذة ,والزنج بهائم هاملة .اما العرب فقد علمتهم العزلة التفكير وساعدتهم بيئتهم على دقة
املالحظة وهم ذوو قيم خلقية عليا " ابو حيان التوحيدي –الامتاع واملؤانسة .
12
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
الاس تعدادات والقمي الاكمنة يف االنسان سواء أتعني يف قدراته اذلاتية-الشخصية أو يف رهاانته وانتظاراته الايتيقية
واحلقوقية –الكونية .وعليه فان ايتيقا الاعرتاف الكوين ابلهوية والاختالف بني المم والشعوب تبقى عىل الرمغ من لك
الظروف التارخيية الصعبة اليت مرت هبا رهينة اس تعداد لك أمة للمسامهة االبداعية يف اثراء احلضارة العاملية والتعايش
يف تفامه ووفاق مع احلضارة الثقافية.وهو ما تصوره ريكور ممكنا للثقافة العربية الاسالمية وللثقافة الهندية اذ يقول
"وحدها الثقافة الحية والوفية ألصولها وفي االن نفسه تلك التي في حالة ابداع على صعيد الفن واألدب والفلسفة ..هي
القادرة على تحمل اللقاء بالثقافات االخرى ...واني على يقين بأنه سيكون للعالم االسالمي الذي يشهد نهضة وللعالم
الهندي الذي تولد تأمالته القديمة تاريخا يافعا مع حضارتنا وثقافتنا االوروبية هذا التجاور المخصوص الذي لكل
المبدعين".
ولكن تعالوا نرى ما يقوهل فالسفة "ادلميقراطية والعوملة اجلدد " ففرانسيس فوكوياما F.FOKOYAMAهذا
الشاب الياابين الصل اذلي مل يكن امسه ظاهرا أو معروفا حىت س نة 1891يف أوساط الباحثني حىت
القاء حمارضته الشهرية بعنوان " هناية التارخي " يف جامعة ش ياكغو .أصبح هكذا و جفأة "العقل املفكر"
للنظام العاملي اجلديد -اذ نراه يف يكتب يف مقال نرشته جمةل " نيوزويك " NEWSWEEKبعنوان" :العدو
احلقيقي " يعتّب فيه أن "الديمقراطية الحديثة هي نسخة علمانية للمبدأ المسيحي في المساواة اإلنسانية عالميا
" ويف املقابل فان "اإلسالم هو الحضارة الرئيسية الوحيدة التي يمكن الجدال بأن لديها بعض المشاكل األساسية مع
الحداثة ".
فاملشلك من منظور فوكوايما ،مشلك حضاري ،عقائدي ،مفشلك التخلف،والفقر،واالرهاب ...،سببه
عدم تالؤم ادلين االساليم مع احلداثة الغربية ،أو ما يسميه " الفاش ية االسالمية " يف اشارة للحراكت
ادلينية املتطرفة يف الوطن العريب وعىل رأسها " احلركة الوهابية " يف السعودية .
واليت س تعطي هذا املفهوم بعد احداث 11سبمتّب لك ذكل الزمخ ادلاليل يف حرب امرياك عىل الارهاب
من ابب التّبير الفلسفي والايتيقي ابن املعركة معركة حضارات كام سيسوقها ويمنقها املفكر الاسرتاتيجي
الامرييك صامويل هتنتغتون يف ما سامه "صدام الحضارات ".ذكل ان احلضارات الخرى مل تدخل بعد
عرص " التحرض " ابملفهوم الغريب لللكمة وان تس ىن لها اليوم ذكل فبفضل ما سامه "عبء الرجل
االبيض"احملكوم ابلتفوق والهمينة ال ابالخالق .ف"لما كانت الحضارات االسيوية واإلسالمية تدعي اثبات الطابع
الكوني لثقافتها فان الغربيين سيدفعون لالهتمام اكثر بالروابط الموجودة بين الكونية واالمبريالية ".
وليست مفاهمب "احلرب عىل الارهاب" و"الفوىض اخلالقة" و"الرشق الاوسط اجلديد" و"النظام العاملي
اجلديد "و"الربيع العريب " اخل سوى نسخ صاحلة للتطبيق ملفهوم صدام احلضارات حسب الظروف
اجليو-س ياس ية.
14
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
15
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
قابل للتحقيق ال مبعىن تغيري جذري يف االنسان ولكن مبعىن انشاء احلق اذلي س يكون خالص س يايس
لالنسان ،فالسمل ال يكون اال بتطبيق احلق وال تكون رشعية اال العالقات سواء بني الفراد أو ادلول اليت ال
احلر لقانون مشرتك .والكونية اليت يتحدّ ث عهنا "اكنط" تمتثل يف ّ
سن تقوم عىل العنف وامنا تقوم عىل اخلضوع ّ
قانون س يايس كوين حيمي حق الغرابء ،جعل اكنط يدافع عن فكرة مواطنة عاملية حبيث يمتتع الفرد حبقوقه
بطريقة مس تقةل عن انامتئه الوطين واالقلميي .وهذا يعين أن احلق الس يايس الكوين عند اكنط هو ادانة لغطرسة
للك أشاكل التخوف من الغريب وذلكل فان تأسيس حق س يايس كوين ،جيعل من ادلول الاس تعامرية وادانة ّ
لك انسان مواطنا للعامل ال مواطنا عامليا مبعىن تنكره لصوهل وثقافته ،حبيث يكون الوعي ابملواطنة متسعا
حبسب العامل لكه .وذكل ممكن ابلنس بة لاكنط النه يعتّب أن ما جيب عىل االنسان فعهل هو ابلضبط ما يس تطيع
احلرية الخالقية عنده ،وذكل هو أيضا املطلب االنساين اذلي ّنظرت هل احلداثة
االنسان فعهل .ذكل هو معىن ّ
مع اكنط.
فالكونية اليت يسمهيا اكنط "الضيافة الكونية"يه مرشوع ممكن اخالقيا وميتافزييقيا ( العقل العميل) قابل
للتأسيس مضن رشوط احلق الكوين وليس حمبة الانسان ومضن مبادئ السمل البرشي ورشوط الزايرة ال
الاقامة ما يفرتض دس تور كومسوبولويت دلول مجهورية لفيدراليات حرة تتوفر عىل فضاء معويم اليتيقا الفعل
الس يايس عىل النحو التايل :
دستور
كوسموبولوتي
الكونية
مبدأ العمومية مشروع فدراليات دول
حرة
سالم دائم
رقابة
الفيلسوف
كرواد للحداثة اكن ابماكهنام أن يأخذا بعني الاعتبار أمهية العامل الاقتصادي يف
لكن ال "اكنط" وال "هيغل" ّ
ّ
نشأة احلروب واندالعها وهو ما تشهد عليه العوملة .ذكل هو املنطلق اذلي جعل "بودراير" يعتّب أن الكوين
كطوبيا تغنت ابحلداثة و ّنظرت اليه ميوت عندما يتحقق ،لن الكونية تفسد عندما تتحقق .ذكل أن العوملة
حسب "بودراير" ليست يشء أخر غري اخلصوصية املدعية للكونية ،والثقافة الغربية اليت اكنت حبىل
ابلكوين ،عندما جاءها املاض ودلت العوملة مفاتت بدورها .ولكن اذا اكن موت الثقافات الخرى موات رحامي
لك خصوصية عّب لهنا ماتت من فرط خصوصيهتا ،فان موت الثقافة الغربية اكن موات شنيعا لهنا فقدت ّ
16
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
الكوني يهلك في لك قميها السمحه (احلرية ،ادلميقراطية ،حقوق الانسان )...يف اطار العوملة اذ أ ّن "
استئصال ّ
العولمة".
اوالعاملية ()globalisation فالعوملة
( )mondialisationليست يه ما نعنيه ابلكونية
( )universalisationيف معناها الفلسفي
والايتيقي الانف اذلكر واذلي نظر هل لك
فالسفة التنوير ,بل العوملة يه مرشوع
نيوليّبايل و نيوكولونيايل (اس تعامر جديد)
اقتصادي واجامتعي وثقايف تعمل منظومة
الرأساملية العاملية عىل جتذيره وفق براديغم
الانتاج –الاس هتالك -واملردودية املنتج لنظام اكرث توحشا بعد هناية احلرب الباردة وفق مجةل من اليات
الهمينة الامّبايلية اليت ميكن اجاملها يف ييل :
على المستوى على المستوى المالي على المستوى التجاري مس توايت على المستوىالعسكري
الثقافي
الهمينة
امجلعيات واملنظامت ذات
الصبغة احلقوقية واخلريية حلف شامل الاطليس الالية
والاعالمية واملعاهد البنك العاملي وصندوق النقد منظمة التجارة العاملية او كام يسمى اختصار
ادلويل والصناديق املاحنة الناتو N.A.T.O
الاسرتاتيجية .مثل "فريدوم
W.T.O
هاوس " هيومن رايتس واتش F.M.I
–الانرتنت –الفضائيات – World Trade
W.B Organization
برامج تلفزيون الواقع اخل
تمنيط القمي والافاكر عىل اقراض ادلول الفقرية الوظيفة اتفاقيات ادلفاع املشرتك اتفاقيات الرشاكة والتبادل التجاري
صعيد عاملي وتكييف والنامية بعنوان تعديل بني الرشاكء ولعب دور
بفتح احلدود والغاء الرسوم امجلركية
موازانهتا املالية واغراقها يف العقول خبلق ما رشطي العامل.
وحترير املبادالت والتعامل ابدلوالر
يسمى"اجيال القادة" و املديونية ملزيد تفقريها كعمةل عاملية وحيدة.
الخضاعها وهنب ثرواهتا .تروجي ثقافة الاس هتالك
وقمي الفردانية واملردودية
واملصلحة .
هذا يعين أن العوملة تسري يف اجتاه القضاء عىل الاختالف خاصة وأن الاختالف ميثل ابلنس بة لـ"لكود لفي
سرتوس" واقعا طبيعيا .اذ يالحظ "لكود لفي سرتوس "أن احلضارات والثقافات توجد يف واقع الاختالف اذ
تتطور االنسانية يف رضوب متنوعة من اجملمتعات واحلضارات .والتنوع الثقايف ّ
يودل ابلرضورة تالحقا بني ّ
ي
الثقافات ،فرضب وجود الثقافات متثل يف وجودها معا ،والالتقاء بني الثقافات اما أن يؤدّي اىل تصدّ ع
17
األستاذ :اهلادي عبد احلفيظ
معهد حي االمل قابس 1029-1028
واهنيار منوذج أحد اجملمتعات واما اىل تأليف أصيل مبعىن والدة منوذج اثلث ال ميكن اخزتاهل يف المنوذجني
السابقني .وهذا يعين أنه ليس هناك تالحق حضاري دون مس تفيد ،واملس تفيد الول يسميه "سرتاوس"
ابحلضارة العاملية اليت ال متثل يف نظره حضارة ممتزية عن احلضارات الخرى وممتتعة بنفس القدرة من الواقعية
جمردة .واملشلك ابلنس بة لـ"سرتاوس" ال يمتثل يف قدرة جممتع ما عىل الانتفاع من منط عيش وامنا يه فكرة ّ
جريانه ولكن هو مشلك قدرة جممتع ما عىل فهم ومعرفة جريانه .ومن هذا املنطلق فان احلضارة العاملية ال ميكن
لك واحدة مهنا خبصوصياهتا .أما ما هو بصدد يه "حتالف للثقافات اليت حتتفظ ّ أن توجد اال كفكرة من حيث ّ
التحقق اليوم يف ظ ّل العوملة فليس اال عالمة تقهقر االنساين والكوين ،واذا اكنت االنسانية تأىب أن تكون
لك خلق حقيقي يتضمن رفضا املس هتكل العقمي للقمي اليت أنتجهتا يف املايض فانه علهيا أن تتعمل من جديد أن ّ
ونفيا للقمي الخرى ،لننا ال نس تطيع أن نذوب يف الخر ونكون خمتلفني يف نفس الوقت ذلكل ينقد لفي
سرتاوس فكرة التفوق الثقايف اليت يعتّبها وليدة للحمك املس بق اذلي متثهل املركزية االثنية أي امليل اىل اعتبار
ثقافتنا اخلاصة منوذج لالنسان.
حوصلة واستنتاجات
لنئ اكن اشاكل اخلصوصية جسني مطلب الهوية فقد ظل اشاكل الكوين رهني العوملة بلك ما تتكشف عليه اليوم من رغبة
ابلهمينة الراساملية الغربية عىل لك املقدرات احلضارية والقميية لشعوب الارض اليت غدت "قرية كونية "صغرية يلهو فهيا الرجل
الابيض او ميرح فهيا "اليانيك "جبواده طوال وعرضا دومنا ضابط اخاليق او انساين فيدوس اترخي احلضارات والشعوب وقميها
بل ويعبث هبا ويعدهما من الوجود مثلام فعل لثقافة "الهنود امحلر" .فاحلضارات املنترصة يه من يكتب اترخي الانسانية امل
يقل ريمون ارون " ان التاريخ يدوس جثث الثقافات مثلما يدوس جثث البشر ".
1029 01 29
Abunadem.marzouki@gmail.com
18