You are on page 1of 28

‫دروس في مقياس‬

‫مدخل إلى علم القانون‬

‫المــدخل إلى عــلم القانـون‬

‫‪0‬‬
‫المــراجـع ‪:‬‬

‫سليمان مرقس‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪ -‬القاهرة ‪.1957‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬عبد الحي حجازي‪ :‬المدخل للعلوم القانونية ‪ -‬القاهرة ‪.1972‬‬
‫‪ -‬حبيب إبراهيم الخليلي‪ :‬المدخل في العلوم القانونية ‪ -‬الجزائر ‪.1981‬‬
‫‪ -‬جبار محمد‪ :‬نظرية الحق ‪ -‬وهران ‪. 1978 -‬‬
‫‪ -‬نعيم محمد‪ :‬نظرية القانون ‪ -‬وهران ‪. 1981 -‬‬
‫‪ -‬إسحق إبراهيم منصور‪ :‬نظرية القانون و الحق ‪ -‬د‪.‬م‪.‬ج ‪.1990 -‬‬

‫___________________________________________________‬
‫‪H. et L. et J MAZEAUD et F. CHABAS: Leçon de droit civil -‬‬
‫‪.T.I - 7ème édition - 1983 - Montchrestien -‬‬
‫‪F. CHABAS : Introduction à l'étude du droit - 7ème -‬‬
‫‪.Édition - 1983 - Montchrestien‬‬
‫‪-Ch. PERELMAN : Logique Juridique - édition DALLOZ -‬‬
‫‪. 1976‬‬

‫‪1‬‬
‫تمـــــهيــد‬
‫‪I‬تعريف بكلمة القانون ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب قبل التطرق‪ 3‬إلى فكرة المدخل إلى علم القانون‪ ،‬التعرف على كلمة القانون و على القانون نفسه‪.‬‬
‫اشتقاقيا‪ 3‬فكلمة '' قانـون '' هي اقتباس من اليونانية حيث كلمة '' ‪'' Kanon‬‬
‫تع‪33‬ني '' العصا المس‪33‬تقيمة '' و يع‪33‬برون بها مجازيا‪ 3‬عن القاع‪33‬دة ( ''‪ ، 3 )Regula'': la Règle‬و منها إلى فك‪33‬رة الخط‬
‫المس ‪33‬تقيم ال ‪33‬تي هو عكس الخط المنح ‪33‬ني أو المنح ‪33‬رف‪ 3‬أو المنكس ‪33‬ر‪ ،‬و ه ‪33‬ذا تعب ‪33‬ير إس ‪33‬تعاري‪ 3‬للداللة على األفك ‪33‬ار التالي‪3 3‬ة ‪:‬‬
‫االستقامة (‪ )la Rectitude‬و الصراحة ( ‪ )la Franchise‬و النزاهة ( ‪ )la Loyauté‬في العالقات اإلنسانية ‪.‬‬
‫و يس‪33‬تخلص من ه‪33‬ذا أن كلمة '' قانـون'' تس‪33‬تعمل كمعي‪33‬ار لقي‪33‬اس انح‪33‬راف األش‪33‬خاص عن الطريق المس‪33‬تقيم أي‬
‫عن الطريق‪ 3‬ال‪33‬تي س‪33‬طره لهم الق‪33‬انون لكي يتبع‪33‬وه في مع‪33‬امالتهم‪ .‬ولكن‪ ،‬ال يس‪33‬تخلص من ه‪33‬ذه المع‪33‬اني إلى فك‪33‬رة تقريبية‬
‫عن القانون‪ ،‬فيجب إذا تفحص استعمال كلمة القانون التي لها عدة معاني‪.‬‬

‫‪ II‬ـ تعدد معاني كلمة '' قانـون''‬

‫يقصد بكلمة '' قانــون '' تارة معنى واسع و تارة معنى ضيق‪.‬‬
‫*ـ بمعنى واسع جدا‪ ،‬يقصد بكلمة '' قانون '' ‪ ،‬القانون الوضعي‪،)Droit Positif ( 3‬‬
‫وهو مجموعة القواعد القانونية الس‪33‬ارية المفع‪33‬ول في زمن معين وفي‪ 3‬مك‪33‬ان مح‪33‬دد ( دولة ) ‪( .‬به بالخص‪33‬وص‬
‫القانون الداخلي للدولة ( أو القانون الوطني ) والتي هو يكون النظام القانوني ( ‪ )Ordre Juridique‬الوطني ككل‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الق ‪33‬انون الم ‪33‬دني ‪ +‬الق ‪33‬انون التج ‪33‬اري‪ + 3‬ق ‪33‬انون العقوب ‪33‬ات ‪ +‬الق ‪33‬انون الدس ‪33‬توري ‪ .......‬و غيرها من الق ‪33‬وانين‬
‫السائدة في الدولة‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬خاصة بكلمة '' التشريع '' التي يقصد به عدة معان‪:‬‬
‫ـ مجموعة القواعد القانونية التي يصادق‪ 3‬عليها المجلس الشعبي الوطني‪. 3‬‬
‫ـ مجموعة قوانين دولة أو منطقة(‪.O.U.AF . Ligue arabe. C.E.Européenne‬‬
‫ـ مجموعة الق ‪33‬وانين المتعلقة بف ‪33‬رع من ف ‪33‬روع الق ‪33‬انون‪ ،‬و ال ‪33‬تي تنظم مي ‪33‬دان واحد من مي ‪33‬ادين الحي ‪33‬اة االجتماعية ( مثال‪:‬‬
‫التشريع الجنائي (أو الجزائي أو اإلج‪3‬رامي) ‪ :‬ق‪3‬انون العقوب‪3‬ات ‪ +‬ق‪3‬انون اإلج‪3‬راءات الجزائية ‪ +‬ق‪3‬انون إص‪3‬الح الس‪3‬جون‬
‫‪ +‬كل القواعد القمعية المتواجدة في قوانين أخرى ( قانون العمل ‪ -‬قانون اإلعالم ‪ -‬التشريع األسعار ‪.)....‬‬
‫*ـ كما تس ‪33‬تعمل كلمة '' قانـــون '' للداللة على مجموعة نص ‪33‬وص قانونية ( ق ‪33‬انون ‪ - Loi :‬أمر‪- Ordonnance :‬‬
‫(‪Arrêté‬جمعت بصفة متناسقة و منظمة بحيث تخص فرعا معين من التشريع و يطلق‬ ‫مرسوم ‪ - Décret:‬قرار‪:3‬‬
‫عليها البعض إسم '' مـدونة'' ( ‪) Code‬‬

‫‪2‬‬
‫مثال‪ :‬الق‪333‬انون الم‪333‬دني (‪ ، 3 3) Code Civil‬ق‪333‬انون اإلج‪333‬راءات المدنية (‪ ، )Code de Procédure Civil‬ق‪333‬انون‬
‫العقوبات (‪... ) Code Pénal‬‬
‫وع‪33‬ادة ما يقسم ه‪33‬ذه المجموعة القانونية (‪ 3)Code‬إلى م‪33‬واد (‪)Articles‬مرتبة ( ت‪33‬رقيم‪ ،) 3‬ال‪33‬تي هي ب‪33‬دورها‪ 3‬قد‬
‫تنقسم ( أي المادة ) إلى فقرتين أو أكثر‪.‬‬
‫ه ‪33 3‬ذه أفك ‪33 3‬ار عامة عن م ‪33 3‬دلول كلمة '' ق ‪33 3‬انون '' ال ‪33 3‬تي يجب أن نتط ‪33 3‬رق إلى أهدافه في المجتمع السياسي المنظم‬
‫(الدولة) فأحد أهداف الدولة هو المحافظة على حقوق األفراد المتعلقة بحماية أرواحهم و أعراضهم‪ 3‬و أموالهم‪.‬‬
‫و هذا يقودنا إلى القول بأنه من وظائف‪ 3‬الدولة هناك وظيفة المحافظة على النظام االجتماعي‪ .‬و بما أنه ال يجد‬
‫نظ‪33 3‬ام اجتم‪33 3‬اعي تلق‪33 3‬ائي ( عـ ــفوي)‪ ،‬و بما أن حالة الفوضى ال تك‪33 3‬ون إال حكم األق‪33 3‬وى ‪ ،‬فللق‪33 3‬انون وظيفة عامة ال‪33 3‬تي هي‬
‫تكريس و ضمان النظام االجتماعي‪.‬‬
‫غير أن ه‪33‬ذا النظ‪33‬ام االجتم‪3‬اعي ال يك‪33‬ون اله‪33‬دف النه‪3‬ائي للمجتمع‪33‬ات ‪ ،‬حيث يه‪33‬دف المجتمع إلى غاي‪3‬ات أدبية أو‬
‫اجتماعية س ‪33‬واء ك ‪33‬انت فردية أو جماعي ‪33‬ة‪ ،‬و ه ‪33‬ذه الغاي ‪33‬ات متع ‪33‬ددة و أحيانا متناقظ ‪33‬ة‪ ،‬فيلجأ الق ‪33‬انون إلى اختي ‪33‬ار البعض و‬
‫تكريس كل غاية بقواعد قانونية‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫ـ غايات أدبية ‪ :‬حسن السيرة و األخالق ‪ -‬العدالة ‪......‬‬
‫ـ غاي‪33 3‬ات مادية ‪ :‬إدارات ‪ -‬مص‪33 3‬الح عمومية ‪ :‬جيش ـ تربية ـ و التعليم ـ الص‪33 3‬حة ‪ ....‬و تش‪33 3‬جيع بعض األنش‪33 3‬طة‬
‫االقتصادية و تحديد البعض اآلخر‪....‬‬
‫و نس‪33 3 3‬تخلص من ه‪33 3 3‬ذه المعطي‪33 3 3‬ات ب‪33 3 3‬أن للف‪33 3 3‬رد حق‪33 3 3‬وق يحميها الق‪33 3 3‬انون و مقابل ذلك عليه واجب‪33 3 3‬ات هو مل‪33 3 3‬زم‬
‫باحترامها‪ 3،‬و من هنا تبرز فكرتا الحق و القانون‪.‬‬
‫* ف‪33‬الحق‪ 3‬مزية أو ق‪33‬درة يقرها الق‪33‬انون و يحميها لش‪33‬خص معين على ش‪33‬خص آخر ( ط‪33‬بيعي‪ 3‬أو معن‪33‬وي ) أو على ش‪33‬يء‬
‫معين ( مادي أو أدبي‪ :‬مثال‪ :‬حق الملكية ـ حق االنتخاب ‪. ) Droits Subjectifs (:‬‬
‫* أما الق‪33‬انون فهو بص‪33‬فة عامة مجموعة القواعد القانونية الملزمة ال‪33‬تي تحكم س‪33‬لوك األف‪33‬راد و عالق‪33‬اتهم في المجتمع ‪ ،‬و‬
‫تتض‪33 3 3‬من أحكاما موض‪33 3 3‬وعية ت‪33 3 3‬بين الحق‪33 3 3‬وق و الواجب‪33 3 3‬ات المختلفة في مجتمع ما و ال‪33 3 3‬تي تس‪33 3 3‬هر على احترامها الس‪33 3 3‬لطة‬
‫العمومية (‪.)Droit Objectif‬‬

‫‪ III‬ـ تقسيمات القانون ‪:‬‬

‫ـ دولي و داخلي ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫يقسم القانون إلى قانون دولي (‪ )Droit International‬و إلى قانون داخلي(أو وطني) ‪.‬‬
‫أما القانون الدولي فهو ينظم العالقات التي يدخل فيها عنصر أجنبي‪ ،‬و ب‪33‬دوره ينقسم إلى ق‪33‬انون دولي ع‪3‬ام و ق‪3‬انون دولي‬
‫خاص‪.‬‬
‫* فالق‪33‬انون ال‪33‬دولي الع‪33‬ام هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بأش‪33‬خاص المجتمع ال‪33‬دولي ( دولة ـ منظم‪33‬ات دولية ) و‬
‫هي كذلك مجموعة المعايير‪ 3‬القانونية التي تنظم العالقات الدولية‪.‬‬
‫و الق‪33 3 3‬انون ال‪33 3 3‬دولي الخ‪33 3 3‬اص هو ف‪33 3 3‬رع من ف‪33 3 3‬روع الق‪33 3 3‬انون الخ‪33 3 3‬اص ( ال‪33 3 3‬داخلي) يس‪33 3 3‬ير العالقات القانونية بين‬
‫األش ‪33 3‬خاص المختلف الجنس ‪33 3‬ية‪ ،‬و يحكمه مفه ‪33 3‬ومي الجنس ‪33 3‬ية وتن ‪33 3‬ازع‪ 3‬الق ‪33 3‬وانين من حيث المك ‪33 3‬ان ( م‪ 9.‬إلى ‪ 24‬ق ‪33 3‬انون‬
‫مدني(‪..‬‬

‫ـ عام و خاص ‪:‬‬


‫تقسيم القانون يرجع إلى زمن بعيد حيث كان معروفا لدى الرومان الذين قسموا القانون إلى عام و خاص‪.‬‬
‫إن معي‪33‬ار التفرقة ل‪33‬ديهم ك‪33‬ان مناطه أن كل ما يتعلق بتنظيم‪ 3‬الش‪33‬يء العم‪33‬ومي‪ 3‬و تحقيق المص‪33‬لحة العامة للمجتمع‬
‫يعتبر من قبيل القانون العام‪ ،‬أما القواعد التي تتعلق بتنظيم معامالت األفراد و مصالحهم فهي من قبيل القانون الخاص‪.‬‬
‫و لكن إلى يومنا هذا الزال الجدل قائم حول معيار تقسيم القانون إلى عام وخاص (‪)1‬غير أن معظم الفقهاء‬
‫متفق على هذا التقسيم‪.‬‬
‫و مع ذلك فأحيانا تك ‪33 3‬ون قواعد الق ‪33 3‬انون منظمة لعالق ‪33 3‬ات بين األف ‪33 3‬راد‪ 3‬والدولة باعتبارها شخصا معنويا يس ‪33 3‬عى‬
‫لتحقيق مص ‪33‬لحة خاصة كف ‪33‬رد ع ‪33‬ادي‪.‬وهنا تك ‪33‬ون ( مثال‪ :‬بيع أمالك الدولة ـ ت ‪33‬أجير عقاراتها ‪ ،)...‬ففي ه ‪33‬ذه الح ‪33‬االت ال‬
‫تمارس الدولة سلطانها لتحقيق مصلحة عامة‪ ،‬بل تتعامل مع األفراد‪ 3‬لتحقيق مصلحة خاصة‪.‬‬
‫* و نس ‪33‬تخلص من ه ‪33‬ذا أن الق ‪33‬انون الع ‪33‬ام هو مجموعة القواعد ال ‪33‬تي تنظم العالق ‪33‬ات‪ ،‬أي ك ‪33‬ان نوعه ‪33‬ا‪ ،‬كلما ك ‪33‬انت الدولة‬
‫طرفا‪ 3‬فيها باعتبارها صاحبة سلطة و سيادة‪.‬‬
‫* أما الق‪33‬انون الخ‪33‬اص‪ ،‬فهو مجموعة القواعد ال‪33‬تي تنظم العالق‪33‬ات أيا ك‪33‬ان نوعها فيما بين األف‪33‬راد‪ 3‬أو فيما بين األف‪33‬راد‪ 3‬و‬
‫الدولة باعتبارها شخصا معنويا ال يمارس سيادة و ال سلطة‪.‬‬
‫ـ و يقصد بالقانون العام '' الداخلي '' ( أو الوطني)‪ .‬خمسة فروع‪ 3‬من القانون يكون مجالها داخل الدولة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫*ـ القانون الدستوريـ‪ :‬و هو الق‪33‬انون األساسي للدولة و يتك‪33‬ون من مجموعة القواعد القانونية ( الدس‪33‬تور) ال‪33‬تي تنظم‬
‫نظام الحكم في الدولة و تبين السلطات العامة فيها ( تشريعية ـ تنفيذية ـ قضائية ) و ممارسة السلطة السياسية‪.‬‬

‫*ـ القانون اإلداري‪.:‬‬

‫‪ 1‬راجع إبراهيم منصور‪ :‬نظرية القانون و الحق‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫*ـ القــانون المــالي‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية ال‪333‬تي تنظم المالية العامة للدولة وت ‪33‬دير‪ 3‬ميزانيتها الس‪333‬نوية حيث‬
‫تحدد فيها مس‪3‬بقا في بداية الع‪3‬ام‪ ،‬مص‪3‬ادر‪ 3‬إي‪3‬رادات الخزينة العامة( ض‪3‬رائب ـ رس‪3‬وم ـ تص‪3‬دير‪ 3‬ثرواتها ‪ )...‬و على ج‪3‬انب‬
‫آخر تبين مصروفاتها‪. 3‬‬

‫*ـ القانون العقوبات‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية التي تستهدف‪ 3‬معاقبة الجرائم‪.‬‬

‫*ـ قانون اإلجــراءات الجزائية (أو الجنائية )‪ :‬وهو مجموعة القواعد القانونية ال‪33‬تي يجب إتباعها من أجل القي‪33‬ام بإثب‪33‬ات‬
‫الجرائم والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬والمتابعات‪ 3‬والمالحقات القضائية‪ ،‬والتحقيق في القضايا والحكم فيها‪.‬‬
‫ـ أما القانون الخاص الداخلي فهو يحتوي على عدة فروع و أهمهم‪:‬‬

‫*ـ القانون المدني‪ :‬الذي هو يمثل القانون الع‪3‬ام إذ غالبا ما اس‪3‬تمدت منه ف‪3‬روع‪ 3‬الق‪3‬انون األخ‪3‬رى مف‪3‬اهيم أو قواعد عامة‬
‫ال‪33‬تي تحكم العالق‪33‬ات الخاصة فيما بين األف‪33‬راد ما لم يحكمها نص ق‪33‬انوني‪ 3‬في ف‪3‬رع آخر من ف‪3‬روع‪ 3‬الق‪3‬انون الخ‪33‬اص تأسيسا‬
‫على قاعدة '' الخاص يقيد العام'' ( مثال‪ :‬القانون التجاري‪ 3‬ـ قانون العمل‪(.‬‬
‫أما قواعد القانون المدني نفسه‪ ،‬فهي تع‪33‬الج تنظيم الحق‪33‬وق الخاصة ال‪33‬تي يمكن أن يباش‪33‬رها األف‪33‬راد‪ 3‬في عالق‪33‬اتهم‪3‬‬
‫فيما بينهم (حالة وأهلية األشخاص‪ ،‬الذمة المالية‪ ،‬العقود‪.)...‬‬

‫*ـ القــانون التجــاري‪ :‬و هو يحت‪333‬وي على جميع القواعد القانونية المتعلقة بالتص ‪33‬رفات‪ 3‬التجاري ‪33‬ة‪ ،‬التج‪333‬ارة‪ ،‬المحالت‬
‫التجارية‪ ،‬اإلجراءات التسوية القضائية‪ ،‬الشركات التجارية ‪...‬‬

‫*ـ الق ــانون البح ــري‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية المتعلقة بالمالحة البحرية بما فيها نقل المس‪33 3‬افرين و البض ‪33 3‬ائع‬
‫بحرا‪.‬‬

‫*ـ القــانون الجــوي‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية ال ‪33‬تي تحكم العالق ‪33‬ات الناش ‪33‬ئة عن النش ‪33‬اط اإلنس ‪33‬اني‪ 3‬في الغالف‬
‫الجوي‪ ،‬حيث تكون أداته الرئيسية هي الطائرة و خاصة الطيران التجاري‪...‬‬

‫* القانون الدولي الخاص‪:‬‬

‫* ق ــانون العمل‪ :‬و هو مجموعة القواعد القانونية ال‪33 3 3‬تي تنظم العالق‪33 3 3‬ات بين المس ‪33 3‬تخدمين والمس‪33 3 3‬تخدمين‪ ،‬كما يس‪33 3 3‬ير‬
‫عالقات العمل بما فيها صلة هؤالء ببعضهم‪ ،‬و األجور‪.3‬‬

‫‪5‬‬
‫* ق ــانون اإلج ــراءات المدنية‪ :‬وهو مجموعة القواعد القانونية ال ‪33 3‬تي من ش ‪33 3‬أنها أن تنظم س ‪33 3‬ير ال ‪33 3‬دعاوي المدنية أو‬
‫التجارية من البداية إلى النهاية ( التحقيق في القض ‪33 3‬ية‪ ،‬إج ‪33 3‬راء الخ ‪33 3‬برات‪ ،‬البح ‪33 3‬وث‪ ،‬الطلب ‪33 3‬ات العارض ‪33 3‬ة‪ ،‬ط ‪33 3‬رق‪ 3‬الطعن‬
‫العادية و غير العادية ‪.)...‬‬

‫‪ IV‬المدخل إلى علم القانون ‪:‬‬


‫من المعروف أن المدخل إلى أي علم من العلوم يقصد به تعريف‪ 3‬ه‪3‬ذا العلم و بي‪3‬ان الخص‪33‬ائص ال‪3‬تي يتم‪3‬يز بها‬
‫عن غ‪33‬يره من العل‪33‬وم األخ‪33‬رى‪ ،‬مع تق‪33‬ديم المب‪33‬ادىء األساس‪33‬ية فيه و ش‪33‬رح األفك‪33‬ار الرئيس‪33‬ية و بع‪33‬رض القواعد العامة ال‪33‬تي‬
‫يقوم عليها‪ ،‬و بتعبير آخر نقول أن الم‪3‬دخل أي علم هو هيكلة الخط‪3‬وط‪ 3‬العريضة ل‪3‬ذلك العلم لتك‪3‬ون بمثابة األس‪3‬اس الم‪3‬تين‬
‫المترابط‪ 3‬ال‪33 3 3‬ذي يس‪33 3 3‬هل لل‪33 3 3‬دارس أن يس‪33 3 3‬توعب تفاص‪33 3 3‬يل ذلك العلم عند ال‪33 3 3‬دخول إلى فروعه وتقس‪33 3 3‬يماته المتع‪33 3 3‬ددة‪ ،‬وفهم‬
‫النظريات المختلفة التي تحكم تلك التفصيالت‪.‬‬
‫ومن ه ‪33‬ذا المنطلق نق ‪33‬ول أن الم ‪33‬دخل إلى علم الق ‪33‬انون هو دراسة تمهيدية وش ‪33‬رح للمب ‪33‬ادئ العامة المش ‪33‬تركة في‬
‫العل‪33‬وم القانوني‪33‬ة‪ .‬وه‪33‬ذا يع‪33‬ني ابت‪33‬داء أن الم‪33‬دخل إلى علم الق‪33‬انون ليس مرتبطا‪ 3‬بف‪33‬رع معين من ف‪33‬روع‪ 3‬الق‪33‬انون ال‪33‬تي تنتظم‪3‬‬
‫جميعها في إط‪333‬ار ع‪333‬ام هو النظ‪333‬ام الق‪333‬انوني للدول‪333‬ة‪ ،‬ألنه يرتبط‪ 3‬بكل ف‪333‬روع النظ ‪33‬ام الق ‪33‬انوني‪ ،‬فهو يمهد للف‪333‬روع القانونية‬
‫جميعها‪.‬‬
‫ولكن مع التس ‪33‬ليم بص ‪33‬حة ه ‪33‬ذا ال ‪33‬رأي‪ ،‬فقد ج ‪33‬رى العمل على أن دراسة الم ‪33‬دخل إلى علم الق ‪33‬انون تلحق بالق ‪33‬انون‬
‫المدني‪ ،‬و ذلك تأسيسا على أن القانون المدني هو القانون العام حيث أختص بنصيب األسد فيما يتعلق بالنص على أغلب‬
‫المبادىء و القواعد العامة التي تدخل الدراسة التمهيدية للقانون‪.‬‬
‫ونس‪33‬تخلص من ه‪33‬ذا إلى الق‪33‬ول ب‪33‬أن النظ‪33‬ام الق‪33‬انوني في أي دولة بما يش‪33‬مله من الق‪33‬انون الع‪33‬ام والق‪33‬انون الخ‪33‬اص‬
‫بفروعهم ‪33 3‬ا‪ ،‬يق ‪33 3‬وم على أسس و مب ‪33 3‬ادئ و نظري ‪33 3‬ات عام ‪33 3‬ة‪ ،‬تس ‪33 3‬تخدم‪ 3‬فيها تعب ‪33 3‬يرات ومص ‪33 3‬طلحات‪ 3‬قانونية مش ‪33 3‬تركة‪ ،‬لها‬
‫م‪33‬دلوالت ثابتة ال تتغ‪33‬ير‪ ،‬وهي موض‪33‬وع‪ 3‬الدراسة دائما في الم‪33‬دخل إلى العل‪33‬وم القانوني‪33‬ة‪ ،‬وهي ال‪33‬تي تتض‪33‬منها‪ 3‬بوجه ع‪33‬ام‬
‫النظريت‪33 3‬ان اآلس‪33 3‬يتان وهما النظرية العامة في الق‪33 3‬انون والنظرية العامة في الح‪33 3‬ق‪ ،‬وله‪33 3‬ذا س‪33 3‬تكون هت‪33 3‬ان النظريت‪33 3‬ان هما‬
‫موضوع هذه الدراسة‪.‬‬

‫الــقـسـم األول‬

‫الـنظريــة العـامة للـقانـون‬

‫‪6‬‬
‫الفــــصل األول‬
‫خـصائـص و أهـداف القـاعـدة القـانـونية‬
‫خصائص القاعدة القانونية‬ ‫المبحث األول‪:‬‬
‫في تعريف الق ‪33‬انون ت ‪33‬بين لنا ب ‪33‬أن القواعد القانونية تنظم العالق ‪33‬ات ال ‪33‬تي قد تك ‪33‬ون بين ف ‪33‬رد وآخر وقد تك ‪33‬ون بين‬
‫الدولة واألف‪333‬راد‪ 3‬وه‪333‬ذا في مج‪333‬ال من مج‪333‬االت الحي‪333‬ات االجتماعية أي تنظيم نش ‪33‬اط معين لجماعة أو لف‪333‬رد كما أنها تنظم‬
‫سلوك األشخاص في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫ونستخلص من هذا أن القاعدة القانونية هي قاعدة للسلوك االجتماعي وال‪33‬تي تض‪33‬من الس‪33‬لطة العمومية احترامها‪3‬‬
‫وتنفي‪33 3‬ذها من جميع المخ‪33 3‬اطبين بها حيث ه‪33 3‬ذا االل‪33 3‬تزام يتجسد في الج‪33 3‬زاء ال‪33 3‬ذي يح‪33 3‬دده الق‪33 3‬انون لمن يمتنع عن تنفيذ تلك‬
‫القاع‪333‬دة أو يخالفه ‪33‬ا وه‪333‬ذا اإللــزام هو العنصر ال‪333‬ذي يم‪333‬يز القاع‪333‬دة القانونية عن غيرها من القواع ‪33‬د(األخالقية ـ تهذيبية ـ‬
‫الش‪33 3‬رف )‪ .‬وبما أن القاع‪33 3‬دة القانونية ال تخ‪33 3‬اطب شخصا مح‪33 3‬ددا بذاته فهي عامة ومج‪33 3‬ردة ‪ ،‬وبما أنها معم‪33 3‬وال بها م‪33 3‬دى‬
‫حياتها وكل ما توفرت‪ 3‬شروطها‪ 3‬فهي دائمة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القاعدة القانونية عامة و مجردة‪.‬‬


‫تعت‪33‬بر القاع‪33‬دة القانونية الخلية األساس‪33‬ية في الق‪33‬انون وما هي إال خط‪33‬اب ص‪33‬اغه المش‪33‬رع بتع‪33‬ابير‪ 3‬مج‪33‬ردة‪ ،‬حيث‬
‫أنها ال تخص شخصا معينا أو طائفة مح ‪33 3‬ددة ب ‪33 3‬ذاتهما‪ ،‬بل يجب أن تك ‪33 3‬ون قابلة للتط ‪33 3‬بيق‪ 3‬على كل من تت ‪33 3‬وفر فيه ش ‪33 3‬روط‬
‫تطبيقها أي أن تك‪33‬ون مط‪33‬ردة التط‪33‬بيق‪ 3‬في كل وقت على كل ش‪33‬خص مس‪33‬توف‪ 3‬لش‪33‬روطها‪ .‬وعمومية القاع‪33‬دة القانونية هي‬
‫ضمان ضد كل تمييز بين األشخاص‪.‬‬
‫ُُ‬

‫مثال‪ :‬تنص الم‪333‬ادة ‪ 350‬من ق ‪33‬انون العقوب‪333‬ات على أن '' كل من اختلس ش ‪33‬يئا غ ‪33‬ير ممل ‪33‬وك له يعد س‪333‬ارقا ويع‪333‬اقب '' و‬
‫عب‪33‬ارة '' كل من '' يقصد بها '' أي ش‪33‬خص '' أو '' أي ك‪33‬ان ه‪33‬ذا الش‪33‬خص ''‪ .‬إذا ف‪33‬أي ش‪33‬خص ق‪33‬ام ب‪33‬اختالس ش‪33‬يء ممل‪33‬وك‬
‫للغ‪33‬ير‪ ،‬أي أنه قد ق‪33‬ام بتحويل ش‪33‬يء من حي‪33‬ازة الح‪33‬ائز الش‪33‬رعي له إلى حيازت‪33‬ه‪ ( ،‬أي الج‪33‬اني ) يعد س‪33‬ارقا و تس‪33‬لط عليه‬
‫العقوبة المقررة لهذا الفعل ( السرقة )‪ ،‬إذا أصحبه عدم رضى الضحية‪.‬‬
‫فالقاعدة القانونية وضعت دون التنبؤ بمن سيكون هذا السارق‪ ،‬ولكن حددت شروط‪ 3‬الس‪3‬رقة وعن‪33‬دما تت‪3‬وفر ه‪33‬ذه‬
‫الشروط‪ 3‬في فعل فيعد مرتكبه سارقا و يعاقب‪.‬‬
‫و بعب ‪33‬ارة أخ ‪33‬رى فالقاع ‪33‬دة القانونية وض ‪33‬عت مج ‪33‬ردة من تحديد ش ‪33‬خص بذاته أي دون التب ‪33‬وء مس ‪33‬بقا بمن تنطبق‪3‬‬
‫عليه‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القاعدة القانونية ملزمة‪.‬‬


‫‪7‬‬
‫اإللزام يعني أن القاعدة القانونية واجبة االحترام والتنفيذ من جميع المخ‪33‬اطبين به‪33‬ا‪ .‬فهي قد تف‪33‬رض االلتزام‪33‬ات‬
‫متع‪33‬ددة وعلى المعن‪33‬يين ب‪33‬األمر بتنفي‪33‬ذها إذا ك‪33‬انت القاع‪33‬دة القانونية آم‪33‬رة‪ .‬ولكن إذا ك‪33‬انت القاع‪33‬دة القانونية مكملة فيح‪33‬وز‬
‫لألشخاص االتفاق على عكس ما قررته‪.‬‬
‫إذا‪ ،‬فالقاع ‪33‬دة القانونية اآلم ‪33‬رة فهي ملزمة ووجه اإلل ‪33‬زام هنا يتجسد في الج ‪33‬زاء ال ‪33‬ذي يح ‪33‬دده الق ‪33‬انون لمن يمتنع‬
‫عن تنفيذ تلك القاعدة أو يخالفها‪ .‬والمقصود بالجزاء هو العق‪33‬اب أو اإلجب‪33‬ار على االل‪33‬تزام واالح‪33‬ترام‪ 3‬عن طريق اس‪33‬تعمال‬
‫القوة العمومية ( درك الوطني وشرطة ) والعدالة‪.‬‬
‫واإللزام هو ما يميز القاعدة القانونية عن قواعد األخالق والدين‪ ،‬وتبرز‪ 3‬خاص‪3‬ية اإلل‪3‬زام في الج‪3‬زاء ال‪3‬ذي يوقع‬
‫على من يخالف تلك القاعدة القانونية‪ ،‬والجزاءات القانونية متعددة وأهمها‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الجزاء الجنائي ‪ :‬هو العقوبات وتدبير األمن‪.‬‬
‫أما العقوب ‪33 3‬ات الجنائية ال ‪33 3‬تي تلحق بمرتك ‪33 3‬بي الج ‪33 3‬رائم المنص ‪33 3‬وص عليها في ق ‪33 3‬انون العقوب ‪33 3‬ات هي‪ :‬اإلع ‪33 3‬دام‪،‬‬
‫والسجن المؤبد‪ ،‬السجن المؤقت‪ ،‬الحبس والغرامة‪.‬‬
‫أما ت‪33 3‬دبيرا ألمن الشخص‪33 3‬ية فمثل المنع من ممارسة مهنة أو نش‪33 3‬اط أو فن‪ ،‬وت‪33 3‬دبير‪ 3‬األمن العينية مثل مص‪33 3‬ادرة‬
‫األموال وإ غالق المؤسسات‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الجزاءات المدنية ‪ :‬وهي البطالن أي إبطال التصرف المخالف للقواعد الملزمة‬
‫)أو العقد )‪ ،‬والتعويض على الضرر ( مادي ـ جسدي ـ معنوي‪(.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الجــزاءات اإلدارية ‪ :‬الــتي تتمثل في إلغــاء القــرارات اإلدارية الــتي يشــوبها عيب قــانوني‪ ،‬وتوقيع اإلجــراءات‬
‫التأديبية على الم ـ ــوظفين ال ـ ــذين يخ ـ ــالفون القواعد القانوني ـ ــة‪ ،‬والمنع من ممارسة مهنة أو نشاط‪ ،‬وإ غالق المحالت‬
‫التجارية ‪...‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬استمرار‪ 3‬القاعدة القانونية‪.‬‬


‫للقاع ‪33 3‬دة القانونية بداية ( نش ‪33 3‬رها رس ‪33 3‬ميا‪ 3‬في الجري ‪33 3‬دة الرس ‪33 3‬مية ) ونهاية ( إلغائها رس ‪33 3‬ميا‪ 3‬عن طريق الجري ‪33 3‬دة‬
‫الرس‪33‬مية ) وال يمكن أن تبقى س‪33‬ارية المفع‪33‬ول إلى األبد‪ .‬وما يقصد باس‪33‬تمرار القاع‪33‬دة القانونية هو تطبيقها المس‪33‬تمر أثن‪33‬اء‬
‫وجودها‪ 3‬كلما توفرت‪ 3‬شروط تطبيقها‪.‬‬

‫مثلا‪ :‬قواعد قانون المرور تطبيقها يومي‪،‬أما قواعد قانون انتخاب رئيس الجمهورية ال يكون إال كل خمسة سنوات‬
‫في الحالة العادية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التمييز بين القواعد القانونية وغيرها‪.‬‬

‫لقد تكلمنا في الب‪33‬دايات عن أه‪33‬داف القواعد القانوني‪33‬ة‪ ،‬لكن توجد قواعد أخ‪33‬رى تتعلق أيضا بالس‪33‬لوك‪ 3‬االجتم‪33‬اعي‬
‫وتشتبه بقواعد القانون مثل قواعد الدين وقواعد‪ 3‬المجامالت وقواعد‪ 3‬األخالق‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬قــواعــد الدين‪.‬‬

‫في الديانات السماوية يرتبط‪ 3‬اإلنسان المؤمن بربه بعالقات روحية وينتظم الدين عادة في قواعد من نوعين ‪ :‬األولى‬
‫قواعد العبادات والثانية قواعد المعامالت‪.‬‬

‫قــواعد العبادات‪.‬‬ ‫أوال ‪:‬‬


‫تتعلق بعالق‪333‬ات الف‪333‬رد نفسه بخالقه مباش‪333‬رة وتتمثل في الش‪333‬هادة‪ ،‬والص ‪33‬الت‪ ،‬والزك ‪33‬اة‪ ،‬والحج والص‪333‬وم‪ .‬وه‪333‬ذا‬
‫الن‪333‬وع من القواعد ال تت‪333‬دخل فيه قواعد الق‪333‬انون عن ق‪333‬رب وإ ن ك‪333‬انت تلمسه عن بع ‪33‬د‪ ،‬ومثل ذلك ما ينص عليه الدس‪333‬تور‬
‫بقول‪33 3 3‬ه‪ '' :‬اإلس‪33 3 3‬الم دين الدولة ''‪.‬و'' ال مس‪33 3 3‬اس بحرية المعتقد وال بحرية ال‪33 3 3‬رأي '' ‪ ،‬وغ‪33 3 3‬ير ذلك من نص‪33 3 3‬وص ق‪33 3 3‬انون‬
‫العقوبات التي تحمي إقامة الشعائر الدينية‪.‬‬
‫ونس ‪33‬تخلص من ذلك أن ه ‪33‬ذا الن ‪33‬وع من قواعد العب ‪33‬ادات يعت ‪33‬بر مج ‪33‬اال شخص ‪33‬يا للف ‪33‬رد بينه وبين خالقه وال دخل‬
‫للق‪33‬انون في‪33‬ه‪ ،‬إال بق‪33‬در ض‪33‬ئيل لتقري‪33‬ره أو لحماية الحرية الدينية لألف‪33‬راد‪ .‬ولكن ال شك أن ه‪33‬ذه القواعد الدينية تعت‪33‬بر قواعد‬
‫سماوية ملزمة ويترتب على مخالفتها جزاء إال هي ينفد في اآلخرة بعد الممات‪.‬‬
‫قــواعـد المعامالت‬ ‫ثــانيا ‪:‬‬
‫وهي تتعلق بعالقة الفرد بغيره من األفراد‪ ،‬وتختلف‪ 3‬الديانات السماوية في هذا الش‪33‬أن أي في احتوائها على تلك‬
‫القواعد في الدين اإلسالمي قد ع‪33‬نى بقواعد العب‪33‬ادات وقواعد‪ 3‬المع‪33‬امالت معا وأهتم بالعالق‪33‬ات ذات الص‪33‬بغة المالية ك‪33‬البيع‬
‫واإليجار‪ 3‬والرهن وغير ذلك‪ ،‬فنظم أمور الدين والدنيا‪ 3‬معا‪.‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه هل تتطابق قواعد القانون والقواعد الدينية في تنظيم‪ 3‬المعامالت ؟‬
‫في الواقع ف ‪33‬إن المش ‪33‬رع ع ‪33‬ادة يضع تلك القواعد الدينية في اعتب ‪33‬اره‪ ،‬ويطبقها بق ‪33‬در اإلمك ‪33‬ان‪ ،‬وال ‪33‬دليل على ذلك‬
‫هو أن المش‪33 3‬رع نص في الم‪33 3‬ادة األولى من الق‪33 3‬انون الم‪33 3‬دني على ما ي‪33 3‬أتي‪ '' :‬وإ ذا لم يوجد نص تش‪33 3‬ريعي‪ ،‬حكم القاضي‬
‫بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية '' وهو الشأن بخصوص قانون األسرة ( ال‪33‬زواج ـ الطالق ـ النيابة الش‪33‬رعية ـ الكفالة ـ‬
‫الميراث ـ الوصية ـ الهبة ـ الوقف‪.)... 3‬‬
‫ولكن مج‪33 3‬ال المع‪33 3‬امالت القانونية في عه‪33 3‬دنا‪ ،‬مع تش‪33 3‬عب ن‪33 3‬واحي النش‪33 3‬اط االجتم‪33 3‬اعي‪ ،‬يتسع كث‪33 3‬يرا عن مج‪33 3‬ال‬
‫المعامالت الدينية األمر الذي معه تتزايد باستمرار‪ 3‬مجاالت المعامالت القانونية وقواعدها‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قواعد األخالق والمجامالت والتقليد‬

‫أوال ‪ :‬قـــواعــد األخالق‬


‫وهي قواعد س‪33‬لوكية اجتماعية يح‪33‬ددها المجتمع وقد تت‪33‬أثر األخالق بال‪33‬دين وبالتقليد وبالمج‪33‬امالت إلى حد كب‪33‬ير‪.‬‬
‫وأحيانا‪ 3‬قد تلتقي القواعد األخالقية بالقواعد القانوني‪33 3 3‬ة‪ ،‬ومثل ذلك معاونة الغ ‪33 3 3‬ير في ال‪33 3 3‬دفاع عن نفسه وماله وهو ج‪33 3 3‬انب‬
‫أخالقي بالدرجة األولى ومع ذلك تبناه المشرع وجعله قاعدة قانونية حيث أباح الضرب والجرح و القتل في س‪33‬بيل حماية‬
‫النفس‪ ،‬الغير و المال وذلك في المادة ‪ 39‬الفقرة الثانية من قانون العقوبات‪ ،‬ونصها‪ 3‬هو‪:‬‬
‫‪9‬‬
‫'' ال جريمة ‪:‬‬
‫إذا كان الفعل قد دفعت إليه الض‪33‬رورة الحالة لل‪33‬دفاع المش‪3‬روع‪ 3‬عن النفس أو عن الغ‪33‬ير أو عن م‪33‬ال ممل‪33‬وك للش‪3‬خص‬ ‫‪-‬‬
‫أو للغير‪ ،‬بشرط‪ 3‬أن يكون الدفاع متناسبا مع جسامة االعتداء‪''.‬‬
‫في موض ‪33‬وع‪ 3‬آخر ي ‪33‬وجب المش ‪33‬رع إغاثة األش ‪33‬خاص ومس ‪33‬اعدتهم إن أمكن ذلك ‪ :‬تنص الم ‪33‬ادة ‪ 182‬فق ‪33‬رة ‪2‬‬
‫على ما يلي‪ '' :‬ويع‪333‬اقب ‪ ...‬كل من امتنع عم‪333‬دا عن تق‪333‬ديم مس‪333‬اعدة إلى ش ‪33‬خص في حالة خطر ك ‪33‬ان إمكانه تق‪333‬ديمها إليه‬
‫بعمل مباشر منه أو بطلب اإلغاثة له وذلك دون أن تكون هناك خط‪33‬ورة عليه أو على الغ‪33‬ير‪ ( ''.‬أنظر أيضا الم‪33‬ادة ‪451‬‬
‫فقرة ‪ 8‬من قانون العقوبات‪.)...‬‬
‫أما فيما يخص المج ‪33 3‬امالت والتقاليد الفرعية في المجتمع كتب ‪33 3‬ادل الته ‪33 3‬اني في المناس ‪33 3‬بات الس ‪33 3‬عيدة‪ ،‬ومب ‪33 3‬ادالت‬
‫ش‪33 3‬عور‪ 3‬الح‪33 3‬زن والتعزية في المناس‪33 3‬بات المؤلم‪33 3‬ة‪ ،‬وتب‪33 3‬ادل التحية عند اللق‪33 3‬اء‪ ،‬وغ‪33 3‬ير ذلك من الع‪33 3‬ادات المس‪33 3‬تقرة في ذهن‬
‫الجماعة‪ .‬فهذه القواعد االجتماعية لم يهتم القانون بها‪ ،‬فمجالها يختلف عن مجال قواعد القانونية فال يلتقيان‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تصنيف القواعد القانونية‬

‫جري الفقهاء نحو تقسيم القواعد القانونية علميا إلى عدة أنواع‪ ،‬تختلف باختالف زوايا‪ 3‬النظر إليها‪.‬‬
‫* فمن حيث طبيعتها القانونية‪ ،‬تنقسم إلى نوعين‪ :‬عـامـة وخـاصـة‬
‫* ومن حيث صورتها‪ : 3‬مكتوبة وغير مكتوبة‬
‫* ومن حيث تنظيمها للحقوق ‪ :‬موضوعية وشكلية‬
‫* ومن حيث قوتها اإللزامية‪ :‬قواعد آمرة أو ناهية‪ ،‬وقواعد مفسرة أو مكملة‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القواعد العامة والقواعد الخاصة‬

‫القـواعد العــامة ‪:‬‬


‫وهي ال ‪33 3‬تي يتض ‪33 3‬منها‪ 3‬ع ‪33 3‬ادة الق ‪33 3‬انون الع ‪33 3‬ام بفروع ‪33 3‬ه‪ ،‬أما القواعد الخاصة فهي ال ‪33 3‬تي يش ‪33 3‬ملها الق ‪33 3‬انون الخ ‪33 3‬اص‬
‫بفروعه‪ .‬لقد استعرضنا هذا التقسيم في دراسة الفروع للقانون‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القواعد المكتوبة وغير المكتوبة‬


‫أوال ‪ :‬القـواعـد المكتوبة‬
‫إذا كان مصدر‪ 3‬القاعدة القانونية هو التشريع سواء كان هو الدس‪33‬تور‪ 3‬أو قانونا‪ 3‬عاديا كالق‪33‬انون الم‪33‬دني أو الق‪33‬انون‬
‫الجن‪33‬ائي أو التج‪33‬اري ‪ ، ...‬أو أمرا‪ ،‬أو مرس‪33‬وما‪ ،‬أو ق‪33‬رارا‪ ،‬أو الئحة ص‪33‬درت بن‪33‬اء على ق‪33‬انون‪ ،‬وتعت‪33‬بر جميعها من قبيل‬
‫القواعد القانونية المكتوبة ألنها تصدر وتنشر‪ 3‬بالجريدة الرسمية‪ ،‬وتعلن لألفراد في صورة مكتوبة‪ ،‬وهي قد ص‪33‬درت من‬
‫الهيئة التشريعية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثانيا‪ :‬القــواعــد الغير مكتوبة‬
‫إذا نش‪33‬أت أو تق‪33‬ررت القاع‪33‬دة القانونية من غ‪33‬ير طريق الس‪33‬لطة التش‪33‬ريعية‪ ،‬أو الس‪33‬لطة التنفيذية المختصة قانونا‪3‬‬
‫بإص ‪33‬دارها‪ ،‬ف ‪33‬إن ه ‪33‬ذه القاع ‪33‬دة تعت ‪33‬بر من القواعد القانونية غ ‪33‬ير المكتوب ‪33‬ة‪ ،‬ومثالها‪ 3‬قواعد الع ‪33‬رف‪ ،‬وأحك ‪33‬ام‪ 3‬المحكمة العليا‬
‫للقضاء التي هي ملزمة للمحاكم وللمجالس القضائية‪.‬‬
‫أما بالنس‪3‬بة للع‪3‬رف‪ ،‬ف‪3‬إن الم‪3‬ادة األولى من الق‪33‬انون الم‪3‬دني‪ ،‬تنص على ما يلي ‪ '' :‬وإ ذا لم يوجد نص تش‪3‬ريعي‪ 3،‬حكم‬
‫القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى‪ 3‬العرف‪ ( ''.‬الفقرة ‪).2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القواعد الموضوعية والقواعد الشكلية‬

‫أوال ‪ :‬القـواعـد الموضوعية‬


‫يقصد بالقواعد الموضوعية كل قاعدة تقرر حقا أو تفرض واجبا‪.‬‬
‫ـ ومثل ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 351‬من القانون المدني ‪:‬‬
‫'' البيع عقد يلتزم بمقتضاه‪ ،‬البائع أن ينقل للمشتري ملكية شيء أو حق آخر في مقابل ثمن نقدي‪. ''.‬‬
‫فهذه القاعدة موضوعية ألنها تقرر حقا للمش‪33‬تري وهو نقل ملكية الش‪33‬يء إلي‪3‬ه‪ ،‬وتف‪33‬رض على الب‪33‬ائع واجب وهو‬
‫نقل الملكية للمش ‪33‬تري‪ ،‬وفي‪ 3‬نفس ال ‪33‬وقت تق ‪33‬رر حقا للب ‪33‬ائع وهو المقابل النق ‪33‬دي أي ثمن الش ‪33‬يء‪ ،‬وتف ‪33‬رض على المش ‪33‬تري‬
‫واجب دفع الثمن للبائع‪.‬‬
‫* ومثل ذلك ما تنص عليه الم‪33‬ادة ‪ 386‬من ق‪33‬انون العقوب‪33‬ات بقولها ‪ '':‬يع‪33‬اقب ‪ ...‬كل من ان‪33‬تزع عق‪33‬ارا مملوكا للغ‪33‬ير‬
‫وذلك خلسة أو بطريق التدليس‪''.‬‬
‫فه‪33‬ذه قاع‪33‬دة موض‪33‬وعية‪،‬أيض‪33‬ا‪ ،‬حيث تف‪33‬رض اح‪33‬ترام ملكية الغ‪33‬ير‪ ،‬وتس‪33‬لط عقوب‪33‬ة‪ ،‬هي الحبس والغرامة كج‪33‬زاء‬
‫على من يتعدى على حق الملكية المقرر لصاحب العقار‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القــواعـد الشكلية‬


‫فهي القواعد القانونية التي تبين الوسائل التي يمكن بها اقتضاء الحق المقرر‪ ،‬أو تقرير كيفية االلتزام بالقيام‬
‫ب‪333‬الواجب‪ .‬ومن أمثلة القواعد الش ‪33‬كلية معظم قواعد ق‪333‬انون اإلج ‪33‬راءات المدني ‪33‬ة‪ :‬وهي ال ‪33‬تي تنظم كيفية مباش‪333‬رة ال ‪33‬دعوى‬
‫المدنية واختصاصات‪ 3‬الجهات القضائية المدنية‪.‬‬
‫ومن أمثلتها أيض‪33‬ا‪ ،‬أغلب قواعد ق‪33‬انون اإلج‪33‬راءات الجزائي‪33‬ة‪ :‬وهي ال‪33‬تي تنظم كيفية مباش‪33‬رة ال‪33‬دعوى العمومية‬
‫واختصاصات الجهات القضائية الجنائية وكيفية تشكيل المحاكم‪ ،‬وطرق‪ 3‬الطعن في أحكامها‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬القواعد اآلمرة والقواعد المفسرة‬


‫‪11‬‬
‫بالنس‪33‬بة إلى الق‪33‬وة اإللزامية للقاع‪33‬دة القانونية يمكن تقس‪33‬يم تلك القواعد إلى قواعد آم‪33‬رة أو ناهية وقواعد‪ 3‬مفس‪33‬رة‬
‫أو مكملة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬القواعد اآلمرة والناهية‬


‫فه‪3‬ذه القواعد هي ال‪3‬تي تتض‪3‬من خطابا موجها لألف‪3‬راد ب‪3‬أداء عمل معين‪ .‬ف‪3‬إذا ك‪3‬انت القاع‪3‬دة القانونية تتض‪3‬من‬
‫أمرا بالقيام بعمل فهي قاعدة آمرة‪ .‬ومثالها‪ 3‬ما نصت عليه الم‪3‬ادة ‪ 61‬من ق‪3‬انون الحالة المدني‪3‬ة(أمر رقم ‪ 20‬الص‪3‬ادر‪ 3‬في‬
‫‪ 19‬فيفري ‪ ''.) 1970‬يصرح بالمواليد خالل خمسة أيام من الوالدة إلى ضابط الحالة المدنية للمكان‪.‬‬
‫وإ ال فرضت العقوبة المنصوص عليها في المادة ‪ 442‬بالفقرة الثالثة من قانون العقوبات ''‪.‬‬
‫أما إذا ك ‪33‬انت القاع ‪33‬دة القانونية تتض ‪33‬من نهيا عن أداء عمل معين‪ ،‬فهي قاع ‪33‬دة ناهي ‪33‬ة‪ .‬ومثالها نص الم ‪33‬ادة ‪387‬‬
‫من قانون العقوب‪3‬ات ال‪3‬تي تنهي على إخف‪3‬اء األش‪3‬ياء‪ ‘' :‬كل من أخفى عم‪3‬دا أش‪3‬ياء مختلسة أو مب‪3‬ددة أو متحص‪3‬لة من جناية‬
‫أو جنحة في مجموعها أو جزء منها يعاقب ‪... ''. ...‬‬
‫ومن ذلك يتضح أن القواعد اآلم‪33‬رة والناهية تتم‪33‬يز بأنها ال يجوزاإلتف‪33‬اق على عكس‪33‬ها‪ ،‬أي ال يملك األف‪33‬راد‪ 3‬حق‬
‫مخالفتها إيجابا أو س‪33‬لبا‪ ،‬فهي ملزمة في الح‪33‬التين‪ ،‬ووجه اإلل‪33‬زام هو الج‪33‬زاء ( العقوبة ) المق‪33‬ررة ال‪33‬ذي يوقع على كل من‬
‫يخالفها في األمر أو في النهي على سواء‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القواعد المكملة أو المفسرة‬


‫فيقصد بها القواعد التي تهدف إلى تنظيم‪ 3‬مص‪33‬لحة مش‪33‬تركة أو مص‪33‬لحة فردية لألش‪33‬خاص فقط في الح‪33‬االت ال‪33‬تي‬
‫يك‪33‬ون ه‪33‬ؤالء األف‪33‬راد‪ 3‬غ‪33‬ير ق‪33‬ادرين على تنظيم عالق‪33‬اتهم بأنفس‪33‬هم وبالت‪33‬الي‪ 3‬لألف‪33‬راد إذا تج‪33‬اهلوا تلك القاع‪33‬دة المفس‪33‬رة ( أو‬
‫المكملة )‪ ،‬بل يجوز لهم االتفاق على عكس ما قررته‪.‬‬
‫لكن في بعض الحاالت تكون هذه القاعدة ملزمة إذا لم يتفق المتعاق‪3‬دين على عكس‪3‬ها حيث يص‪3‬بح اتف‪3‬اقهم ناقصا‪3‬‬
‫ويحت‪33‬اج إلى تط‪33‬بيق النص المفسر إلرادتهم‪ ،‬ويعت‪33‬برون ممن ت‪33‬وافرت‪ 3‬فيهم ش‪33‬روط‪ 3‬تط‪33‬بيق‪ 3‬ه‪33‬ذه القاع‪33‬دة المكملة إلرادتهم‪3‬‬
‫بصفة إلزامية‪.‬‬
‫ومث‪33‬ال ذلك ما نصت عليه الم‪33‬ادة ‪ 367‬من الق‪33‬انون الم‪33‬دني بقولها ‪ '' :‬يتم التس‪33‬ليم بوضع الم‪33‬بيع تحت تص‪33‬رف‪3‬‬
‫المش‪333‬تري‪ 3‬بحيث يتمكن من حيازته و االنتف‪333‬اع به ب‪333‬دون ع‪333‬ائق و لو لم يتس ‪33‬لمه ماديا ‪ ،''...‬فه ‪33‬ذا النص عب‪333‬ارة عن قاع‪333‬دة‬
‫مكملة (أو مفسرة) إلدارة المتعاقدين ) البائع والمشتري ) حينما لم يوجد اتف‪33‬اق عن تس‪33‬ليم الش‪33‬يء في مك‪33‬ان معين‪ ،‬أي أن‬
‫المتعاقدين لم يعبروا عن إرادتهم‪ 3‬بخصوص هذه النقط بذاتها‪.‬‬
‫أما إذا ك‪33‬ان اتف‪33‬اق مس‪33‬بق‪ ،‬فيتم التس‪33‬ليم في المك‪33‬ان ال‪33‬ذي اتفق عليه المتعاق‪33‬دين وه‪33‬ذا ما نصت عليه الم‪33‬ادة ‪368‬‬
‫من القانون المدني بقولها‪ '' :‬إذا وجب تصدير‪ 3‬المبيع إلى المشتري فال يتم التسليم إال إذا وصل عليه ‪.''...‬‬
‫ولكن ه‪33‬ذا النص ب‪33‬دوره‪ ،‬قد يعت‪33‬بر قاع‪33‬دة مكملة إلدارة المتعاق‪33‬دين إذا حصل ن‪33‬زاع بينهم بخص‪33‬وص اآلونة ال‪33‬تي‬
‫أصبح فيها التسليم فعلي في حالة اتفاق على تصدير‪ 3‬المبيع ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫فقد يعتبر البائع بأن التسليم أصبح فعلي في الوقت الذي غادر فيه الشيء مخزنه‪ ،‬ولكن تفسير الم‪33‬ادة ‪ 368‬من‬
‫ق‪33‬انون الم‪3‬دني له‪33‬ذه النقطة أكد ب‪33‬أن التس‪3‬ليم يص‪33‬بح فعلي عند "وصول " الش‪3‬يء إلى المش‪33‬تري‪ ،‬وه‪3‬ذا إال إذا ك‪3‬ان اتف‪33‬اق على‬
‫عكس ذلك‪.‬‬
‫به‪33‬ذا نختم الفصل األول ال‪33‬ذي تطرقنا‪ 3‬فيه إلى خص‪33‬ائص القاع‪33‬دة القانونية وال‪33‬تي تميزها عن غيرها من القواعد‬
‫خاصة وأن مصادر القاعدة القانونية تختلف‪ ،‬غالبا‪ ،‬عن مصادر القواعد األخرى‪.‬‬

‫الفــــصل الثـانــي‬

‫مصــادر القــاعـدة القــانـونـيةـ‬


‫في تعريف الق‪33‬انون ت‪33‬بين لنا أنه يتك‪33‬ون من مجموعة قواعد قانونية ال‪33‬تي هي تك‪33‬ون‪ ،‬ب‪33‬دورها ‪ ،‬النظ‪33‬ام الق‪33‬انوني‬
‫للدولة ويع‪33‬ني ب‪33‬ذلك الق‪33‬انون الوض‪33‬عي أي مجموعة القواعد القانونية الس‪33‬ارية المفع‪33‬ول في الدولة ‪ ،‬أي القواعد ال‪33‬تي تقرها‬
‫الدولة ‪.‬فهذه الفكرة األخيرة تطرح سؤال ‪ :‬من هو مصدر القاعدة القانونية ؟ ‪.‬‬
‫فالمص‪33‬در‪ ،‬لغة ‪ ،‬يقصد به " األصل " ‪ ،‬أما مص‪33‬در الق‪33‬انون كلمة لها ع‪33‬دة اس‪33‬تعماالت حسب الهيئة ال‪33‬تي تص‪33‬در‪3‬‬
‫عنها القاع‪33‬دة القانونية ‪ :‬حيث أنه تص‪33‬در‪ 3‬القاع‪33‬دة القانونية عن س‪33‬لطات متع‪33‬ددة ‪ ،‬فه‪33‬ذه الس‪33‬لطات البعض منها يعد القواعد‬
‫القانونية مباشرة ويفرض احترامها‪ ،‬والبعض اآلخر يكتف بتطبيق هذه القواعد وبتفسيرها‪. 3‬‬
‫إذ يوجد نوعان أساسيان لمصدر القاعدة القانونية ‪:‬‬
‫مصادر أصلية ومصادر احتياطية أو تفسيرية ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المصادر األصلية للقاعدة القانونية‪.‬‬


‫يقصد بالمصادر األصلية للقاعدة القانونية تلك المصادر‪ 3‬الرسمية التي يلتزم بها كل شخص سواء كان عم‪33‬ومي‬
‫أو خاص ‪ .‬وبصفة أدق فهذا التشريع هو القانون المكتوب الصادر‪ 3‬عن السلطة المختصة بإصداره في الدولة ‪.‬‬
‫والتشريع بهذا المفهوم يقصد به أنواعا ثالثة على درجات متفاوتة من األهمية وتفس‪33‬ير‪ 3‬ذلك أنه يقصد بالتش‪33‬ريع‬
‫كال من الدس ‪33‬تور وهو التش ‪33‬ريع األساسي‪ 3‬للدولة ‪ ،‬ثم التش ‪33‬ريع الع ‪33‬ادي وهو الق ‪33‬انون ال ‪33‬ذي يص ‪33‬در من الس ‪33‬لطة التش ‪33‬ريعية‬
‫( م‪.‬و‪.‬ش‪ +‬م‪.‬أ‪ ، ) .‬ثم التش‪33‬ريع الف‪33‬رعي أي المراس‪33‬يم‪ 3‬والق‪33‬رارات والل‪33‬وائح ال‪33‬تي تص‪33‬در‪ 3‬عن الس‪33‬لطة التنفيذية بن‪33‬اء على‬
‫قوانين تحولها حق إصدارها ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الدستور‪.‬‬
‫الدستور هو التشريع األساسي أو التأسيسي للدولة ‪ ،‬فهو قمة التشريعات‪ 3‬فيها ويتم‪33‬يز‪ 3‬بخاص‪33‬يتي‪ 3‬الثب‪33‬ات والس‪33‬مو‪3‬‬
‫ويتضمن القواعد األساسية والمبادئ العامة التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها ‪ ،‬ويحدد‪ 3‬الهيئ‪33‬ات والمؤسس‪33‬ات العامة‬
‫واختصاص ‪33‬اتها‪ 3‬وعالقاتها ببعض ‪33‬هما‪ ، 3‬وينص على حري ‪33‬ات األف ‪33‬راد وحق ‪33‬وقهم في خط ‪33‬وط‪ 3‬رئيس ‪33‬ية عريضة ‪ ،‬ومنه تأخذ‬
‫كافة القوانين األخرى ‪ ،‬مستوحية مبادئه وأحكامه التي ال يجوز ألي قانون أن يخالفها ‪.‬‬
‫وأما الثب‪33‬ات يع‪33‬ني أن الدس‪33‬تور ال يتغير وال يتع‪33‬دل إال في مناس‪33‬بات قومية ك‪33‬برى وال يح‪33‬دث ذلك إال في ف‪33‬ترات‬
‫زمنية متباع‪33 3‬دة ‪ ،‬في ح‪33 3‬االت التغي‪33 3‬يرات الجوهرية في ش‪33 3‬كل الدولة أو هيكلة مؤسس‪33 3‬اتها‪ 3‬العامة أو تب‪33 3‬ديل نظ‪33 3‬ام الحكم أو‬
‫النظام االقتصادي فيها ‪.‬‬
‫أما الس ‪33 3‬مو يع ‪33 3‬ني أنه يعلو على ب ‪33 3‬اقي ق ‪33 3‬وانين الدولة وال يج ‪33 3‬وز‪ 3‬ألي ق ‪33 3‬انون آخر أن يتض ‪33 3‬من نصوصا‪ 3‬تخ ‪33 3‬الف‬
‫المبادئ والقواعد األساسية التي ينص عليها الدستور عادة ‪ ،‬وإ ال اعتبر ذلك القانون المخالف له باطال أي غير دس‪33‬توري‪3‬‬
‫‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدستور الجزائري‪:‬‬


‫ص ‪33‬در أول دس ‪33‬تور‪ 3‬جزائ ‪33‬ري‪ 3‬ال ‪33‬ذي عمل به فعال ‪ ،‬ب ‪33‬األمر رقم ‪ 97 3 3- 76‬في ‪ 22‬نوفم ‪33‬بر‪ 1976 3‬بن ‪33‬اء على‬
‫موافقة الش‪33‬عب الجزائ‪33‬ري‪ 3‬على مش‪33‬روع الدس‪33‬تور‪ 3‬المق‪33‬ترح من ط‪33‬رف‪ 3‬جبهة التحرير الوط‪33‬ني‪ ، 3‬بعد اإلعالن الرس‪33‬مي‪ 3‬عن‬
‫النتائج النهائية لالستفتاء في ‪ 19‬نوفمبر ‪ .1976‬ثم عدل هذا الدستور في سنة ‪ ،1989‬ومرة ثانية في نوفمبر‪. 1996 3‬‬
‫ويتكون الدستور الحالي من ‪ 182‬مادة موزعة على أربعة أبواب وكل منهما مقسم إلى عدة فصول‪. 3‬‬

‫الباب األول ‪ :‬يتضمن النصوص المتعلقة بالمبادئ األساسية لتنظيم المجتمع الجزائري ويشمل خمسة فصول‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬في الجزائر ‪.‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬في الشعب ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬في الدولة ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬في الحقوق والحريات‪. 3‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬في الواجبات ‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬في تنظيم السلطات ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬في السلطة التنفيذية ‪.‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬في السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬في السلطة القضائية ‪.‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬في المراقبة والهيئات االستشارية ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬في المراقبة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬في الهيئات االستشارية ‪.‬‬

‫الباب الرابع ‪ :‬في التعديل الدستوري‪. 3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طرق وضع الدساتير‪.‬‬


‫تختلف ال ‪33‬دول في طريقة إص‪333‬دار دس ‪33‬اتيرها‪ ، 3‬وذلك بحسب ظ ‪33‬روف كل دولة وبحسب الط ‪33‬رق‪ 3‬ال ‪33‬تي أتبعت في‬
‫إصدارها‪ 3‬من الناحية الشكلية ‪ ،‬وطرق إصدار الدساتير‪ 3‬هي خمسة‪:‬‬

‫أ ـ المنحة ‪ :‬يص‪33‬در الدس‪33‬تور‪ 3‬في ش‪33‬كل منحة عن‪33‬دما ي‪33‬رى الملك أو الس‪33‬لطان وهو ص‪33‬احب الس‪33‬يادة المطلقة في دولة‬
‫معينة ‪ ،‬أن يتن ‪33 3‬ازل عن بعض س ‪33 3‬لطاته ألف ‪33 3‬راد‪ 3‬ش ‪33 3‬عبه أو لبعض الهيئ ‪33 3‬ات الش ‪33 3‬عبية‪،‬فيص ‪33 3‬در‪ 3‬قانونا‪ 3‬أساس ‪33 3‬يا يحد من بعض‬
‫سلطاته ويمنحها لرعاياه ‪.‬‬
‫)الدستور المصري‪ 3‬في سنة ‪ .1923‬ملك فؤاد)‪.‬‬

‫ب ـ التعاقد ‪ :‬يجتمع الس‪33‬لطان مع بعض األف‪33‬راد ال‪33‬ذين يمثل‪3‬ون الش‪3‬عب ويتفق‪3‬ون فيما بينهم على أن يتن‪33‬ازل الملك ( أو‬
‫السلطان ) عن بعض سلطاته لصالح الشعب ‪.‬‬

‫ج ــ الجمعية التأسيســية ‪ :‬ينتخب الش‪33‬عب ع‪33‬ددا من أف‪33‬راده فيجتمع‪33‬ون في ش‪33‬كل لجنة أو جمعية أو هيئة وي‪33‬راد بهم‬
‫وضع دستور‪ 3‬للدولة ‪ ،‬وما تقرره هذه الجمعية يصبح دستورا واجب النفاذ‪.‬‬

‫د ـــ االس ــتفتاء ‪ :‬تق‪33 3‬وم هيئة أو لجنة س‪33 3‬واء إن ك‪33 3‬انت تش‪33 3‬ريعية أم تنفيذية أم سياس‪33 3‬ية تعينها الحكومة القائمة لتق‪33 3‬وم بوضع‬
‫النصوص الدستورية في شكل مشروع‪ 3‬للدستور ويعرض المشروع‪ 3‬على الشعب ليبدي رأيه فيه عن طريق‪ 3‬االستفتاء‪.‬‬
‫هــ ــ الطريقة الخاصة ‪ :‬تجمع ه‪33‬ذه الطريقة بين مزايا الطريق‪33‬تين الس‪33‬ابقتين ‪ ،‬بمع‪33‬نى أن الجمعية التأسيس‪33‬ية ال‪33‬تي يختارها‬
‫الشعب تضع مشروع‪ 3‬الدستور ولكنه ال يصبح دستورا‪ 3‬نافدا إال بعد موافقة الشعب عليه في استفتاء عام ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬طرق تعديل الدساتير‪:‬‬


‫تنقسم الدساتير من حيث تعديلها إلى نوعين ‪ :‬مرنة وجامدة‬
‫أ ـ الدساتير المرنة ‪ :‬وهي التي يمكن تعديل نصوصها باإلجراءات التي تعدل بها القوانين العادية ‪.‬‬
‫ب ـ الدساتير الجامدة ‪ :‬وهي التي يشترط لتعديلها اتحاد إجـراءات خاصة ‪ ،‬ومنها اشـتراط أغلبية كبـيرة القـتراح‬
‫التعديل ‪ ،‬أو إلقرار ذلك التعديل ‪.‬‬

‫رابعا ـ طريقة تعديل الدستور الجزائري‬


‫نص الدستور على طرق‪ 3‬تعديله في المواد ‪ 174‬إلى ‪178‬‬
‫‪15‬‬
‫ـ لرئيس الجمهورية اقتراح تعديل الدستور ‪.‬‬
‫ـ لثالثة أرباع الغرفتين للبرلمان الحق في اقتراح تعديل الدستور ‪.‬‬
‫ـ ل‪3‬رئيس الجمهورية الحق في التع‪3‬ديل المباشر للدس‪3‬تور‪ 3‬دون وضع مش‪3‬روع‪ 3‬التع‪3‬ديل إلى اس‪3‬تفتاء ش‪3‬عبي كما ه‪3‬و الح‪3‬ال‬
‫في النقطتين السابقتين ‪ ،‬ولكن هذا بعد موافقة ‪ 3/4‬الغرفتين ‪.‬‬
‫ـ وأخيرا‪ 3‬نص الدستور على أن رئيس الجمهورية يصدر القوانين المتعلقة بتعديل الدستور‪.3‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬القانون‪.‬‬


‫يقصد بالق ‪33 3 3‬انون ( أو الق ‪33 3 3‬وانين العادية ) كل التش ‪33 3 3‬ريعات ال ‪33 3 3‬تي يطلق عليها لفظ المدونة ‪ ،‬أو لفظ التق ‪33 3 3‬نين ‪ ،‬أو‬
‫القانون ‪ ،‬والذي تقوم عادة بوضعه السلطة التشريعية ( البرلمان ) في الدولة وهذا في شكل نص‪33‬وص تنظم العالق‪33‬ات بين‬
‫األف ‪33‬راد‪ 3‬أو بينهم وبين الدولة في جميع المج ‪33‬االت االجتماعية المختلفة ( مثل ‪ :‬الق ‪33‬انون الم ‪33‬دني ‪ ،‬ق ‪33‬انون األس ‪33‬رة ‪ ،‬ق ‪33‬انون‬
‫العمل‪ ،‬قانون العقوبات ‪،‬القانون التجاري ‪ ،‬قانون االنتخابات ‪ ،‬قانون الخدمة الوطنية‪...).‬‬
‫ويطلق عليها القوانين العادية ‪ ،‬أو التش‪3‬ريعات العادية ‪ ،‬أو التقني‪3‬ات الرئيس‪3‬ية لتمييزها‪ 3‬عن الق‪3‬انون األساسي أي‬
‫الدستور‪ 3‬من ناحية‪ ،‬وعن األوامر‪،) ordonnance ( 3‬والمراسيم ( ‪ ) décret‬والقرارات التنفيذية واللوائح التي تضعها‬
‫الس‪333‬لطة التنفيذية وال‪333‬تي يع‪333‬بر عنها بالتش‪333‬ريعات الفرعية أو الثانوية من ناحية أخ ‪33‬رى ‪ .‬لما ك ‪33‬ان وضع الق‪333‬وانين العادية‬
‫كقاعدة عامة من اختصاص السلطة التش‪3‬ريعية في الدولة فمن الب‪3‬ديهي أن يختص به البرلم‪3‬ان ( المجلس الش‪3‬عبي الوط‪3‬ني‪3‬‬
‫ومجلس األمة ) وذلك بحسب المادة ‪ 98‬من الدستور ال‪33‬ذي يتض‪33‬من أن يم‪3‬ارس الس‪33‬لطة التش‪33‬ريعية البرلم‪3‬ان ال‪3‬ذي هو ُيع‪3ُ 3‬د‬
‫القانون ويصوت‪ 3‬عليه ‪.‬‬
‫فالتشريع‪ 3‬العادي يمر عادة بعدة مراحل إجرائية وهي ‪:‬‬

‫أ ـــ مرحلة االق ــتراح ‪ :‬يقصد بها أن يتق‪33 3‬دم المجلس الش‪33 3‬عبي الوط‪33 3‬ني أو الحكومة بع‪33 3‬رض فك‪33 3‬رة عن مش‪33 3‬كلة تهم‬
‫األشخاص أو الدولة وتحتاج إلى تنظيم‪ 3‬ق‪33‬انوني‪ ، 3‬حيث تنص الم‪33‬ادة ‪ 119‬من الدس‪33‬تور‪ 3‬على أن " لكل من رئيس الحكومة‬
‫وأعضاء المجلس الشعبي الوطني‪ 3‬حق المبادرة بالقوانين " ‪.‬‬
‫وعادة يطلق على اقتراح النواب ( ‪ 20‬نائب على األقل) إسم " اق‪33‬تراح ق‪33‬انون " ‪ ،‬ويطلق على اق‪33‬تراح الحكومة‬
‫إسم " مشروع قانون " ‪ .‬والفارق الوحيد بينها هو أن االقتراح بقانون يحال إلى لجنة االقتراحات بالمجلس لكي تصوغه‬
‫في ش ‪33‬كل ق ‪33‬انوني‪ 3‬ألن أغلب أعض ‪33‬اء المجلس ال تت ‪33‬وافر ل ‪33‬ديهم خ ‪33‬برة المص ‪33‬ايغة القانونية أما المش ‪33‬روع بق ‪33‬انون المق ‪33‬دم من‬
‫طرف‪ 3‬السلطة التنفيذية فيحال مباشرة إلى المجلس ولكن بعد فتوى‪ 3‬مجلس الدولة ‪.‬‬

‫ب ـ مرحلة التصويت ‪ :‬عند إحالة االقتراح إلى المجلس فإنه يعرض على لجنة متخصصة من لجان المجلس لتقوم‬
‫بدراسته وكتابة تقرير عن محتواه وغايته وتوصي بعرضه على المجلس لمناقشته ‪.‬‬
‫ثم يع‪33‬رض االق‪33‬تراح على المجلس الش‪33‬عبي الوط‪33‬ني‪ 3‬لمناقش‪33‬ته م‪33‬ادة بم‪33‬ادة حيث يج‪33‬وز‪ 3‬إدخ‪33‬ال بعض التع‪33‬ديالت‬
‫عليه ‪ .‬وبعد المناقشة والتعديل يعرض على المجلس الشعبي الوطني للتصويت عليه ‪ ،‬وعند اإلقرار يحال االقتراح على‬
‫مجلس األمة للتصويت عليه بأغلبية ‪ 3/4‬أعضائه ( م‪ 120.‬دستور‪.).‬‬

‫‪16‬‬
‫ج ـ مرحلة اإلصدار ‪ :‬بعد موافقة البرلم‪3‬ان على نص االق‪3‬تراح ‪ ،‬يح‪3‬ال ذلك النص إلى رئيس الجمهورية ذلك النص‬
‫إلى رئيس الجمهورية ليصادق عليه ومع ذلك ال يكون لهذا القانون نافذ المفعول إال بإصداره ‪ .‬ويقصد‪3‬‬

‫باإلص‪33‬دار‪ 3‬أن يق‪33‬وم رئيس الجمهورية بإص‪33‬دار‪ 3‬أم‪3‬ر إلى رج‪33‬ال الس‪33‬لطة التنفيذية ال‪33‬تي يرأس‪33‬ها وي‪33‬وجب عليهم فيه‬
‫تنفيذ ذلك القانون على الواقع حيث أن السلطة التنفيذية مستقلة عن السلطة التشريعية التي ال تملك حق إصدار أوامر إلى‬
‫رجال السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫د ـ مرحلة النشر ‪ :‬بعد كل هذه المراحل التي مر بها القانون ‪ ،‬يلزم لسريانه أن يمر بمرحلة النشر ‪.‬‬
‫فالنشر‪ 3‬إجراء الزم لكي يصبح القانون س‪3‬اري‪ 3‬المفع‪3‬ول في مواجهة كافة األش‪3‬خاص ‪ ،‬ولن يك‪3‬ون ك‪3‬ذلك إال بإعالنه للعامة‬
‫‪ ،‬وذلك عن طريق نش ‪33‬ره بالجري ‪33‬دة الرس ‪33‬مية ‪ ،‬وبمج ‪33‬رد نش ‪33‬ره يعت ‪33‬بر العلم به مفروضا ‪ ،‬ح ‪33‬تى بالنس ‪33‬بة لمن لم يطلع عليه‬
‫أولم يعلم به ‪.‬‬
‫وحسم المشرع هذا األمر بقاعدة عامة أوردها في المادة الرابعة (‪ )04‬من القانون المدني بقولها ‪:‬‬
‫" تطبق القوانين في تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية ‪".‬‬
‫" تكون نافذة المفعول بالجزائر‪ 3‬العاصمة بعد مضي يوم كامل من تاريخ نشرها وفي‪ 3‬النواحي األخرى في نطاق كل‬
‫دائ‪333‬رة بعد مضي ي‪333‬وم كامل من ت‪333‬اريخ وص‪333‬ول‪ 3‬الجري‪333‬دة الرس‪333‬مية إلى مقر ال ‪33‬دائرة ويش ‪33‬هد‪ 3‬على ذلك ت‪333‬اريخ ختم ال‪333‬دائرة‬
‫الموضوع على الجريدة ‪" .‬‬

‫مالحظة ‪ :‬تترتب من جراء هذه المادة الرابعة (‪ )04‬قاعدة عامة وهي ‪ " :‬الجهل بالقانون ليس عذرا " ومع‪33‬نى‪ 3‬ذلك‬
‫أنه اليجوزألي‪ 3‬شخص أن يعتذر عن مخالفته للقانون بعدم علمه بصدورها ‪.‬‬
‫أما بخص ‪33‬وص إنه ‪33‬اء العمل بق ‪33‬انون ‪،‬يتم ه ‪33‬ذا عن طريق‪ 3‬اإللغ ‪33‬اء ‪ ،‬أي إزالة نص ق ‪33‬انوني للمس ‪33‬تقبل وذلك باس ‪33‬تبداله بنص‬
‫قانوني جديد يتعارض معه صراحة أو ضمنا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التشريعات االستثنائية‪.‬‬

‫في حالة الض‪33 3 3‬رورة الملحة يق‪33 3 3‬رر رئيس الجمهورية حالة الط‪33 3 3‬وارئ أو الحص‪33 3 3‬ار‪ 3‬ويتخذ كل الت‪33 3 3‬دابير الالزمة‬
‫الستثبات الوضع ( م‪ 91.‬دستور‪).‬‬
‫وإ ذا ك‪33‬انت البالد مه‪33‬ددة بخطر داهم ‪ ...‬يق‪33‬رر رئيس الجمهورية الحالة االس‪33‬تثنائية في اجتم‪33‬اع للهيئ‪33‬ات العالية‬
‫للدولة ‪ ،‬أي بعد استش ‪33 3 3‬ارة رئيس البرلم ‪33 3 3‬ان ( م‪.‬ش‪.‬و‪ +‬م‪.‬أ ) والمجلس الدس ‪33 3 3‬توري وبعد االس ‪33 3 3‬تماع إلى المجلس األعلى‬
‫لألمن ومجلس ال‪33‬وزراء ‪ .‬وتح‪33‬ول‪ 3‬الحالة االس‪33‬تثنائية ل‪33‬رئيس الجمهورية أن تُتَخذ اإلج‪33‬راءات االس‪33‬تثنائية ال‪33‬تي تس‪33‬توجبها‬
‫المحافظة على استقالل األمة والمؤسسات‪ 3‬الجمهورية ( م‪ 93.‬دستور‪).‬‬
‫وفي حالة الحرب يوقف الدستور‪ 3‬ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات( م‪ 96.‬دستور‪).‬‬

‫‪17‬‬
‫ومف‪33 3‬اد ه‪33 3‬ذه النص‪33 3‬وص أن رئيس الجمهورية يباشر بنفسه الس‪33 3‬لطة التش‪33 3‬ريعية في كل ه‪33 3‬ذه الح‪33 3‬االت وتك‪33 3‬ون له‬
‫بالتالي سلطة وضع القوانين وإ قرارها‪ 3‬وإ صدارها‪. 3‬‬

‫التشريعات التفويضية ‪.‬‬ ‫المطلب الرابع‪:‬‬


‫كما نش‪33 3 3‬ير إلى أنه في حالة ش‪33 3 3‬عور‪ 3‬البرلم‪33 3 3‬ان أو فيما بين دورة وأخ‪33 3 3‬رى‪ 3‬من دورات البرلم‪33 3 3‬ان يج‪33 3 3‬وز‪ 3‬ل‪33 3 3‬رئيس‬
‫الجمهورية أن يشرع بإصدار أوامر تعرض على البرلمان في أول دورة مقبلة ( م‪ 124.‬دستور‪.).‬‬
‫ومف‪333‬اد ذلك أن الدس‪333‬تور يف‪333‬وض رئيس الجمهورية في إص‪333‬دار أوامر تك ‪33‬ون لها ق ‪33‬وة الق ‪33‬انون وه‪333‬ذا في ف‪333‬ترات‬
‫غياب الس‪3‬لطة التش‪3‬ريعية عن العمل ‪ ،‬ويجب أن تق‪3‬دم ه‪3‬ذه األوامر‪ 3‬س‪3‬اقة وباطلة االس‪3‬تعمال‪ .‬وتعت‪3‬بر‪ 3‬ه‪3‬ذه األوامر األخ‪3‬يرة‬
‫لرئيس الجمهورية من التشريعات‪ 3‬التفويضية ‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬التشريعات الفرعية‬


‫يطلق على التشريع الذي يصدر‪ 3‬من السلطة التنفيذية في الظروف العادية ‪ ،‬ال‪33‬ذي يص‪33‬در من الس‪3‬لطة التش‪3‬ريعية‬
‫كمبدأ عام ‪،‬أو من رئيس الجمهورية كتشريع‪ 3‬تفويضي‪.‬‬
‫وتك‪33‬ون ه‪33‬ذه التش‪33‬ريعات‪ 3‬الفرعية في ش‪33‬كل ل‪33‬رائح تنفيذية ال تف‪33‬ترق عن الق‪33‬انون الص‪33‬ادر من الس‪33‬لطة التش‪33‬ريعية ألنها‬
‫قواعد اجتماعية عامة ومج‪33‬ردة وملزمة لجميع األش‪33‬خاص المخ‪33‬اطبين بها ال‪33‬ذين تنطبق‪ 3‬عليهم الش‪33‬روط‪ 3‬الموض‪33‬وعية ال‪33‬تي‬
‫تنص عليها الالئحة بناء على قانون ‪.‬‬
‫ويختلف الق ‪33 3‬رار الالئحي عن الق ‪33 3‬رار الف ‪33 3‬ردي ال ‪33 3‬ذي يتعلق هو بش ‪33 3‬خص معين بذاته ( كتوظيفه في عم ‪33 3‬ل) كما‬
‫يختلف القرار الالئحي عن الق‪3‬رارات التنظيمية ال‪3‬تي تتعلق ب‪3‬أفراد‪ 3‬معي‪3‬نين أو أش‪33‬خاص معي‪33‬نين (كقتح محالت تجاري‪33‬ة) أو‬
‫بتنظيم‪ 3‬حالة معينة وموقف‪( 3‬تنظيم المرور في الشارع ) وتعتبر‪ 3‬هي كلها إدارية ‪.‬‬
‫أما الل‪33‬وائح التنفيذية وما في حكمها فيمكن حص‪3‬رها‪ 3‬في ثالثة أن‪3‬واع ‪،‬هي الل‪33‬وائح التنظيمية ‪ ،‬والل‪3‬وائح التنفيذي‪33‬ة‪،‬‬
‫ولوائح األمن والشرطة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اللوائح التنظيمية ‪.‬‬


‫يقصد بها الل‪33 3‬وائح والق‪33 3‬رارات واألوامر ال ‪33 3‬تي تص ‪33 3‬درها الس ‪33 3‬لطة التنفيذية باعتبارها ص ‪33 3‬احبة االختص ‪33 3‬اص في‬
‫وضع القواعد العامة لتنظيم‪ 3‬المرافق العامة التي تديرها أو تشرف عليها الدولة‪.‬‬
‫وتستند السلطة التنفيذية في إصدارها إلى نص دس‪3‬توري‪ 3‬يج‪3‬يز لها ذلك ومثلها ما نص‪3‬ت عليه الفق‪3‬رة األولى من‬
‫المادة ‪ 125‬من الدستور‪ 3‬بقولها ‪ " :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون ‪".‬‬
‫وهذه المسائل المخصصة للقانون ( أي البرلمان) تنص عليها المادة ‪ 122‬و‪ 123‬من الدستور‪.3‬‬
‫ويقوم‪ 3‬رئيس الجمهورية بعمله التشريعي عن طريق‪ 3‬المراسيم الرئاسية ( م‪ 77.‬ف‪ 6.‬وم‪77.‬ـ‪ 78‬دستور‪).‬‬

‫‪18‬‬
‫ومن المعل‪33 3 3 3 3‬وم أن رئيس الجمهورية ال يباش‪33 3 3 3 3‬رها بنفسه بل يض‪33 3 3 3 3‬طلع بها رئس الحكومة ‪ ( ،‬م‪ 87.‬دس‪33 3 3 3 3‬تور ‪:‬‬
‫كتعيين أعضاء الحكومة ‪،‬ورؤساء‪ 3‬الهيئ‪3‬ات الدس‪3‬تورية ‪،‬الص‪33‬الحيات المنص‪3‬وص عليها في الم‪33‬واد ‪77:‬ـ ‪78‬ـ‪ 91‬ـ‪ 93‬إلى‬
‫‪ 95‬ـ‪ 97‬ـ‪ 124‬ـ‪ 126‬ـ ‪127‬و ‪ ،)128‬وبدوره قد يضطلع بها رئس الحكومة كل وزير‪ 3‬حسب اختصاصه‬
‫( قرار‪ 3‬وزاري ـ أو قرار مشترك) ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬لوائح األمن والشرطة‬


‫يطلق عليها ل ‪33‬وائح الض ‪33‬بط أو ل ‪33‬وائح الب ‪33‬وليس ‪ ،‬ويقصد بها تلك القواعد ال ‪33‬تي تض ‪33‬عها الس ‪33‬لطة التنفيذية بغ ‪33‬رض‬
‫صيانة األمن والس‪33‬كينة والص‪33‬حة وتمثلها‪ 3‬ل‪33‬وائح تنظيم‪ 3‬الم‪33‬رور ول‪33‬وائح المحالت العامة ‪ ،‬ول‪33‬وائح مراقبة األغذية ‪ ،‬ول‪33‬وائح‬
‫المحافظة على الصحة العامة ‪....‬‬
‫وتص‪33 3‬در ه‪33 3‬ذه الل‪33 3‬وائح من رئيس الس‪33 3‬لطة التنفيذية أو من رئيس الحكومة أو من ال‪33 3‬وزراء ‪ ،‬أو م‪33 3‬ديري‪ 3‬إدارات‬
‫األمن والصحة ‪ ....‬كل في دائرة اختصاصه طبقا لنصوص دستورية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اللوائح التنفيذية ‪.‬‬


‫ال يمكن للسلطة التنفيذية إصدار هذه اللوائح تلقائيا وإ نما تقوم بإصدارها‪ 3‬في حالة صدور قانون ع‪33‬ادي وض‪33‬عته‬
‫الس ‪33‬لطة التش ‪33‬ريعية ونصت في ذلك الق ‪33‬انون على تحويل ال ‪33‬وزير‪ 3‬المختص بإص ‪33‬دار‪ 3‬الالئحة التنفيذية ل ‪33‬ذلك الق ‪33‬انون ‪ ،‬ألنه‬
‫أقدر على تفصيل القواعد العامة التي تضمنها‪ 3‬القانون بحسب الواقع العملي الذي يدخل في اختصاصه‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المصادر االحتياطية للقاعدة القانونية ‪.‬‬


‫المص‪33 3 3‬ادر‪ 3‬االحتياطية هي ال‪33 3 3‬تي يلجأ القاضي إليها إن لم يجد نصا في التش‪33 3 3‬ريع الوض‪33 3 3‬عي ينطبق‪ 3‬على ال‪33 3 3‬نزاع‬
‫المطروح‪ 3‬أمامه ‪.‬‬
‫لقد نص المش‪33‬رع في الم‪33‬ادة األولى من الق‪33‬انون الم‪33‬دني على تلك المص‪33‬ادر بحسب أولويتها وأهميتها‪ " : 3‬وإ ذا لم‬
‫يوجد نص تشريعي‪ ، 3‬حكم القاضي بمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد‪ 3‬العدالة ‪".‬‬
‫فالقاضي مج‪33‬بر أن يبحث في المص‪33‬در‪ 3‬األول وال يكون للقاضي أن يبحث في المص‪33‬در الث‪33‬اني إال بعد التأكد من‬
‫أن المصدر األول خال تماما من القاعدة التي تحكم النزاع الذي هو بصدده ‪ ،‬وهكذا بالنسبة للمصدر الثالث ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬


‫الشريعة اإلسالمية هي القواعد الدينية بوجه عام ‪ ،‬أي القواعد اإللهية التي أبلغت للن‪3‬اس عن طريق ال‪33‬وحي إلى‬
‫النبي محمد ( ص‪.‬س) ‪،‬وتلك القواعد السماوية إما أنها تنظم عالقة الفرد بربه ‪ ،‬وإ ما أن تنظم عالقته بغ‪33‬يره من الن‪33‬اس ‪،‬‬
‫ولهذا يقال بأن القواعد الدينية تكون دائما أوسع نطاق من القواعد القانونية ألن مجال تطبيقها أوسع بكثير ‪.‬‬
‫فالعالق ‪33‬ات‪ 3‬للف ‪33‬رد بغ ‪33‬يره من الن ‪33‬اس هي وح‪333‬دها ال ‪33‬تي تمثل المج ‪33‬ال المش ‪33‬ترك بين قواعد ال ‪33‬دين وقواعد الق‪333‬انون‬
‫وبالتالي‪ 3‬هي التي يمكن أن تطبق فيها القواعد الدينية إذا لم توجد قواعد قانونية ‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫مع ظه‪3‬ور اإلس‪3‬الم ك‪3‬انت الش‪3‬ريعة اإلس‪3‬المية المص‪3‬در األص‪3‬لي والرس‪3‬مي لكل القواعد القانونية ‪ ،‬خصوصا في‬
‫ال‪333‬دول العربية اإلس‪333‬المية وك‪333‬ان ال يس‪333‬تثنى منها إال غ‪333‬ير المس‪333‬لمين فيما يتعلق ب ‪33‬أحوالهم الشخص ‪33‬ية إذ ترك‪333‬وا‪ 3‬خاض‪333‬عين‬
‫لقوانينهم‪ 3‬الدينية ( اليهود والمسيحيين)‪.‬‬
‫وبعد ذلك ان ‪33 3‬تزعت دائ ‪33 3‬رة المع ‪33 3‬امالت المالية من نط ‪33 3‬اق تط ‪33 3‬بيق‪ 3‬قواعد الش ‪33 3‬ريعة اإلس ‪33 3‬المية وص ‪33 3‬ارت تخضع‬
‫لنص‪33‬وص الق‪33‬انون الخ‪33‬اص به‪33‬ا‪ .‬وب‪33‬ذلك أص‪33‬بح مج‪33‬ال تط‪33‬بيق قواعد الش‪33‬ريعة اإلس‪33‬المية قاصر‪ 3‬على األح‪33‬وال الشخص‪33‬ية‬
‫للمس ‪333‬لمين ‪ ،‬ثم ص ‪333‬درت ق‪33 3‬وانين األس ‪333‬رة واألح ‪333‬وال الشخص ‪333‬ية فأص ‪333‬بحت هي الواجبة التط‪33 3‬بيق باعتبارها قواعد قانونية‬
‫البإعتبارها قواعد دينية مع أنها مأخوذة عن القواعد الدينية ‪.‬‬
‫وواقع الح‪33 3‬ال أن الش‪33 3‬ريعة اإلس‪33 3‬المية تعت‪33 3‬بر أصال تاريخيا لقواعد قانونية مدنية كالش‪33 3‬فعة والوقف‪ 3‬والم‪33 3‬واريث‬
‫والوصية ‪ ،‬واألحوال الشخصية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬العرف ‪.‬‬


‫هو مصدر‪ 3‬من مصادر القانون وهو عبارة عن قواعد لم تفرضها السلطة التشريعية إال أنها ناتجة عن ممارسة‬
‫عامة وطويلة في مجتمع معين ‪ .‬والع‪33‬رف‪ 3‬ال ي‪33‬زال له المركز األول في بعض المجتمع‪33‬ات كالب‪33‬دو‪ ، 3‬وس‪33‬كان الص‪33‬حاري‪، 3‬‬
‫وللع‪33‬رف مرك‪33‬زه وقوته في بعض المج‪33‬االت مثل مج‪33‬ال التج‪33‬ارة حيث تس‪33‬ود‪ 3‬أع‪33‬راف متع‪33‬ددة تحكم التعامل التج‪33‬اري بن‪33‬وع‬
‫خاص ‪ .‬وفي‪ 3‬القانون الدولي العام يعتبر العرف المصدر‪ 3‬األول وكذلك يعتبر أحد مصادر القانون الدولي الخاص ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مزاياه ‪.‬‬


‫هو التعبير الصحيح عن إرادة المجتمع وظروفه وحاجاته ألنه ينشأ ويتطور معه ‪.‬‬
‫والعرف‪ 3‬يسد نقص التشريع ويغطي‪ 3‬ثغراته ويواجه كل احتماالت تطبيقه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عيوبه ‪.‬‬


‫* غموضه وعدم تحديد مضمونه وسريانه ‪.‬‬
‫* يتطلب وقتا طويال لظهوره ونموه واستقراره ‪.‬‬
‫* إنه قد يختلف من منطقة إلى أخرى في الدولة الواحدة وبذلك يتعارض مع وحدة القانون الواجب في الدولة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أمثلة لقواعد عرفية ‪.‬‬


‫* رد الهدايا التي تقدم أثناء الخطبة في حالة فسخها ‪.‬‬
‫* حق الزوجة في حمل إسم زوجها‪. 3‬‬
‫* حق األرملة في حمل إسم زوجها‪ 3‬المتوفي ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬شروط القاعدة العرفية ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫* أن تكون القاعدة معموال بها منذ زمن طويل ‪.‬‬
‫* أن تكون القاعدة مستمرة ومستقرة أي يتكرر‪ 3‬التعامل بها ‪.‬‬
‫* أن تكون عامة ومجردة ‪.‬‬
‫* أن يألف الناس احترامها‪ 3‬وااللتزام بها ‪.‬‬
‫* إال تكون هذه القاعدة مخالفة للنظام العام أو لنص تشريعي‪. 3‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬القانون الطبيعي وقواعد العدالة ‪.‬‬


‫لما ك‪33‬ان الق‪33‬انون يل‪33‬زم القاضي بالفصل في كل ن‪33‬زاع يع‪33‬رض عليه ‪ ،‬إذ ال يج‪33‬وز له االمتن‪33‬اع عن إص‪33‬دار الحكم‬
‫في ال ‪33 3‬دعوى المطروحة أمامه ‪ ،‬وإ ال اعت ‪33 3‬بر مرتكبا‪ 3‬لجريمة إنك ‪33 3‬ار العدالة ‪ ،‬له ‪33 3‬ذا يلجأ المش ‪33 3‬رع دائما إلى أن يضع أم ‪33 3‬ام‬
‫القاضي وس‪33‬يلة تمكنه من الفصل في ال‪33‬نزاع المع‪33‬روض عليه في الح‪33‬االت ال‪33‬تي ال تس‪33‬عفه فيها نص‪33‬وص قانونية خاصة ‪،‬‬
‫وتلك الوسيلة هي الرجوع‪ 3‬إلى مبادئ القانون الطبيعي‪ 3‬وقواعد العدل ‪.‬‬
‫ـ فالقانون الطبيعي هو مجموعة المبادئ العليا التي يسلم العقل اإلنساني السليم بضرورتها‪ 3‬لتنظيم‪ 3‬العالقات بين األفراد‪3‬‬
‫في أي مجتمع إنساني ‪.‬‬
‫ويعرفه البعض بأنه " مجموعة القواعد التي تحقق العدالة في أسمى صورها " ‪.‬‬
‫ـ أما العدالة تع‪33 3‬ني ض‪33 3‬رورة التس‪33 3‬وية في الحكم ‪ ،‬على الح‪33 3‬االت المتس‪33 3‬اوية ‪ .‬والعدالة تقضي األخذ ب‪33 3‬أقرب الحل‪33 3‬ول‬
‫لموض‪33 3‬وع واحد ‪ .‬وعند الحكم على حالة معينة يجب أن ت‪33 3‬راعي جميع الظ‪33 3‬روف‪ 3‬الشخص‪33 3‬ية ال‪33 3‬تي أدت إلى وج‪33 3‬ود‪ 3‬ه‪33 3‬ذه‬
‫الحالة ‪.‬‬
‫فالعدالة به‪33‬ذا المفه‪33‬وم هي المس‪33‬اواة في الحكم ‪ ،‬على العالق‪33‬ات فيما بين األف‪33‬راد‪ 3‬كلما ك‪33‬انت ظ‪33‬روفهم واح‪33‬دة مع‬
‫االعتداد دائما بالجانب اإلنساني‪ ، 3‬وكذلك بالظروف الشخصية التي تحيط بالفرد في كل حالة ‪.‬‬
‫من ه ‪33‬ذين التع ‪33‬ريفين نت ‪33‬بين أن مفه ‪33‬وم الق ‪33‬انون الط ‪33‬بيعي ومفه ‪33‬وم‪ 3‬العدالة واحد وال ف ‪33‬رق‪ 3‬بينهما ول ‪33‬ذلك ف ‪33‬إن قواعد الق ‪33‬انون‬
‫الطبيعي‪ 3‬وقواعد العدالة هما شيء واحد ولهذا يستعمل التعبيرات كمترادفين ال فرق بينهما ‪.‬‬
‫وبعب‪333‬ارة أخ‪333‬رى فالق‪333‬انون الط‪333‬بيعي متصل بالك‪333‬ائن البش‪333‬ري إذ يأخذ بعين االعتب ‪33‬ار طبيعة اإلنس‪333‬ان وغايته في‬
‫العالم ‪ (.‬أمثلة ‪ :‬العدالة ‪ ،‬النزاهة ‪ ،‬احترام الوعد ‪ ،‬الحاجة إلى األمن واالستقرار‪، 3‬اقتران األجناس‬
‫(بشري ـ حيواني) ‪ ،‬العناية بالنسل ‪ ،‬حماية الضعيف ‪ ،‬محبة الغير ‪ ،‬التصدق‪ 3‬على المحتاج ‪. (...‬‬
‫ولقد عبر عنه اليونانيون بثالث حكم ‪:‬‬
‫" الحياة شريف" ـ " عدم اإلساءة إلى الغير " ـ "المنح لكل واحد مستحقه " ‪.‬‬
‫وخالصة الق‪33 3‬ول أن قواعد الق‪33 3‬انون الط ‪333‬بيعي والعدالة ال يلج ‪3 3‬أ القاضي إليها إال إذا استعصى عليه تط‪33 3‬بيق‪ 3‬نص‬
‫تشريعي‪ ، 3‬ولم يجد حكما لموضوع النزاع في المصادر‪ 3‬األخرى ‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬آراء الفقهاء وأحكام القضاء ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقا لنص الم‪33‬ادة األولى من الق‪33‬انون الم‪33‬دني تعت‪33‬بر مص‪33‬ادر الق‪33‬انون هي التش‪33‬ريع ومب‪33‬ادئ الش‪33‬ريعة اإلس‪33‬المية‬
‫والعرف‪ 3‬ومبادئ الق‪33‬انون الط‪33‬بيعي‪ 3‬وقواعد العدالة ‪ .‬ومع‪33‬نى‪ 3‬ذلك أن آراء الفقه‪33‬اء وأحك‪33‬ام‪ 3‬القض‪33‬اء ليست مص‪33‬ادر‪ 3‬الق‪33‬انون‪.‬‬
‫ولكن ذلك ال يمنع من اعتبارهما‪ 3‬مصدرين تفسيريين للقانون ‪.‬‬
‫أما الفقه هو م‪3‬ا يص‪33‬در عن الفقه‪33‬اء من آراء باعتب‪33‬ارهم علم‪33‬اء في م‪33‬ادة الق‪33‬انون يستعرض‪33‬ون نص‪33‬وص بالش‪33‬رح‬
‫والتفسير‪ 3‬في مؤلفاتهم أو بإبداء الفتاوى المتعلقة بتفسير المبادئ والقواعد القانونية من الناحية النظرية ‪.‬‬
‫أما المقص ‪33‬ود بأحك ‪33‬ام القض ‪33‬اء فهو ما يصدر عن المح ‪33‬اكم على اختالف درج ‪33‬اتهم من أحك ‪33‬ام في ال ‪33‬دعاوي ال ‪33‬تي‬
‫تع ‪33 3‬رض عليها ‪ .‬وأحك ‪33 3‬ام القض ‪33 3‬اء ليست إال تفس ‪33 3‬يرا للق ‪33 3‬انون من الناحية العملية أي التطبيقية ‪ ،‬ويأخذ‪ 3‬القض ‪33 3‬اء بالتفس ‪33 3‬ير‬
‫النظري‪ 3‬لكي يطبقه عمليا ‪.‬‬
‫فأحك‪33 3‬ام المحكمة العليا للقض‪33 3‬اء هي ملزمة للمج‪33 3‬الس القض‪33 3‬ائية والمح‪33 3‬اكم ‪ ،‬كما أن أحك‪33 3‬ام المج‪33 3‬الس القض‪33 3‬ائية‬
‫ملزمة للمح‪33‬اكم ‪ ،‬حيث تعت‪33‬بر تفس‪33‬يرا للق‪33‬انون وعرفا قض‪33‬ائيا‪ . 3‬وبه‪33‬ذا نق‪33‬ول أن الفقه والحك‪33‬ام القض‪33‬ائية تعت‪33‬بر مص‪33‬درا‬
‫رسميا‪ 3‬للقانون‪.‬‬
‫وكخالصة لهذا الفصل الثاني ‪ ،‬نقول أن القواعد القانونية أيا كان نوعها ‪ ،‬إذا ك‪33‬انت واض‪33‬حة مس‪33‬تقيمة المع‪33‬نى‬
‫فهي ليست بحاجة إلى التفسير ‪ ،‬بل وال يج‪3‬وز‪ 3‬محاولة تأويلها‪ 3‬لم‪3‬دلول آخر غ‪3‬ير مفهومها الواض‪3‬ح‪ .‬ولكن عن‪3‬دها يك‪3‬ون‬
‫النص القانوني غير واضح الداللة أو شابه عيب‪ ،‬فيلجأ للتفسير‪ ،‬وهو ما سنراه في الفصل التابع‪.‬‬

‫الفصل الرابــع‬

‫مـجال تطبيـق القانـون‬


‫إن الق‪33‬وانين بعد إص‪33‬دارها ونش‪33‬رها‪ 3‬تص‪33‬بح ناف‪33‬ذة س‪33‬ارية المفع‪33‬ول بحيث يمكن تطبيقها على األش‪33‬خاص والوق‪33‬ائع‪3‬‬
‫التي تتوافر‪ 3‬فيها الشروط الواردة في نصوص التشريع ‪.‬‬
‫غ ‪33‬ير أن تط ‪33‬بيق‪ 3‬ه ‪33‬ذه الق ‪33‬وانين قد يط ‪33‬رح مش ‪33‬كلة تن ‪33‬ازع الق ‪33‬وانين ‪ ،‬وهو تواجد قاع ‪33‬دتين تش ‪33‬ريعيتين ‪ ،‬أو أك ‪33‬ثر ‪،‬‬
‫صادرة عن سلطات مختلفة ‪ ،‬أو عن نفس السلطة ‪ ،‬وذلك لتطبيقها على نفس الواقعة القانونية ‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا‪ 3‬القواعد القانونية ص ‪33‬ادرة عن س ‪33‬لطات مختلفة ‪ ،‬أي عن س ‪33‬يادات مختلفة ‪(،‬دول أجنبية ) فنحن‬
‫بصدد تنازع القوانين من حيث المكان ويتعلق‪ 3‬األمر بتواجد أجانب في دولة غ‪33‬ير دولتهم ( ق‪33‬انون دولي خ‪33‬اص ) وأما إذا‬
‫ك‪33‬انت القواعد القانونية ص‪33‬ادرة عن نفس الس‪33‬لطة ( التش‪33‬ريعية ) ‪ ،‬فنحن أم‪33‬ام تن‪33‬ازع الق‪33‬وانين من حيث الزم‪33‬ان ال‪33‬ذي هو‬
‫يحدث عند تواجد قانون قديم وقانون جديد كل واحد منهما يحكم نفس الواقعة القانونية ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ولهذا يجب التطرق إلى حلول ه‪33‬ذه المش‪33‬كالت وه‪33‬ذا من خالل دراسة نط‪33‬اق تط‪33‬بيق‪ 3‬الق‪33‬انون من حيث المك‪33‬ان ثم‬
‫من حيث الزمان ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نطاق تطبيق‪ 3‬القانون من حيث المكان ‪.‬‬


‫تطبيق القانون من حيث مكان تحكمه قاعدتان أساسيتان وهما قاعدة إقليمية القوانين وقاعدة شخصية القوانين ‪،‬‬
‫ويطلق‪ 3‬عليهما مبدأ اإلقليمية ومبدأ الشخصية في تطبيق القانون ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬قاعدة إقليمية القوانين ‪.‬‬


‫تع‪33‬ني ه‪33‬ذه القاع‪33‬دة أن التش‪33‬ريع بإعتب‪33‬اره مظه‪33‬را أساس‪33‬يا لس‪33‬يادة الدولة ‪ ،‬فهو يك‪33‬ون واجب التط‪33‬بيق على إقليمها‬
‫وال يتعداه ألي إقليم آخر‪ .‬فيطبق‪ 3‬على المواطنين واألجانب داخل التراب الوطني فقط ‪.‬‬
‫ومن هذا نستنتج أن هذه القاعدة تقوم على محورين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن تشريعات الدولة تطبق داخل حدود إقليمها على من يقيمون فيه من وطنيين وأجانب‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬أن تشريعات الدولة ال تطبق داخل حدود دولة أخرى على مواطنيها ألنهم يخضعون لتشريع تلك الدولة ‪.‬‬
‫* حاالت تطبيق قاعدة إقليمية القوانين ‪.‬‬
‫ـ لوائح األمن والشرطة ( مثل ‪ :‬قوانين المرور‪ ، 3‬والصحة وغيرها)‪.‬‬
‫ـ قوانين اإلجراءات المدنية والجزائية ‪.‬‬
‫ـ القوانين العامة كالقانون الجنائي والقانون المالي ( المادة ‪ 3‬من قانون العقوبات‪.)...‬‬
‫ـ القواعد التي تتعلق بالعقارات والمنقوالت والحقوق‪ 3‬التي تترتب عليها ‪.‬‬
‫ـ القواعد المتعلقة بالنظام‪ 3‬العام واألدب العام ‪.‬‬
‫ـ االلتزامات غير التعاقدية كالجريمة وشبه الجريمة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬قاعدة شخصية القوانين ‪.‬‬


‫نظ‪33‬را لتط‪33‬ور وس‪33‬ائل االنتق‪33‬ال ورفع الح‪33‬واجز بين ال‪33‬دول وزي‪33‬ادة حركة التج‪33‬ارة والعمل والتعليم‪ 3‬فيما بين ال‪33‬دول‬
‫نجد في كل ي ‪33‬وم تنقل آالف األش ‪33‬خاص من كل دولة إلى دول أخ ‪33‬رى وأص ‪33‬بحت قاع ‪33‬دة اإلقليمية جام ‪33‬دة ال تس ‪33‬اير التط ‪33‬ور‬
‫الع‪33 3‬المي في العصر الحاضر ‪ ،‬وظه ‪333‬رت‪ 3‬فك ‪333‬رة شخص ‪333‬ية الق ‪333‬وانين على أس‪33 3‬اس أن أهم عناصر الدولة هو الش‪33 3‬عب‪ ،‬وأن‬
‫التشريعات‪ 3‬يقصد بها أفراد الش‪3‬عب وتطبيقها عليهم س‪3‬واء ك‪3‬انوا في إقليمهم‪ 3‬أو ح‪33‬تى في إقليم دولة أخ‪3‬رى ‪ ،‬وتبل‪3‬ورت ه‪3‬ذه‬
‫الفكرة في قاعدة شخصية القوانين ‪ ،‬وتقوم‪ 3‬هذه القاعدة على محورين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن تطبيق تشريعات‪ 3‬الدولة على جميع مواطنيها‪ 3‬المقيمين على إقليمها أو على إقليم دولة أخرى ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن األجانب المقيمين في غير دولتهم‪ 3‬يخضعون لتشريعاتهم‪ 3‬الوطنية ‪.‬‬

‫والشك أن ه ‪33 3‬ذه القاع ‪33 3‬دة تب ‪33 3‬دو مقبولة وخصوصا فيما يتعلق بق ‪33 3‬وانين األح ‪33 3‬وال الشخص ‪33 3‬ية ك ‪33 3‬الزواج والطالق‪3‬‬
‫والنسب والنفقة وغير ذلك ألنها أنسب للشخص من قوانين أية دولة أخرى ‪.‬‬

‫* حاالت تطبيق قاعدة شخصية القوانين ‪.‬‬


‫لقد جسد المش‪33 3 3‬رع ه‪33 3 3‬ذه القاع‪33 3 3‬دة في الم‪33 3 3‬واد ‪ 98‬إلى ‪ 24‬من الق‪33 3 3‬انون الم‪33 3 3‬دني والم‪33 3 3‬واد‪ 3 3‬و‪ 589‬من ق‪33 3 3‬انون‬
‫اإلج‪333‬راءات الجزائية ‪ .‬وتطبيقا‪ 3‬لقاع‪333‬دة شخص‪333‬ية الق‪333‬وانين يس‪333‬ري ق‪333‬انون الدولة على مواطنيها‪ 3‬داخل وخ‪333‬ارج إقليمها في‬
‫األمور‪ 3‬التالية ‪:‬‬
‫ـ قواعد صحة الزواج وتعدد‪ 3‬الزوجات ‪ ،‬والمهر‪.3‬‬
‫ـ الطالق والنفقة ‪.‬‬
‫ـ آثار الزواج فيما يتعلق بالحقوق المالية وغيرها ‪.‬‬
‫ـ قواعد الحالة المدنية لألشخاص ‪ ،‬وقواعد أهلية ‪.‬‬
‫ـ الميراث والوصية والهبة ‪.‬‬
‫ـ مسائل الوالية والوصاية والحجز‪. 3‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الجمع بين القاعدتين ‪.‬‬


‫مما سبق نتبين أن القاعدة اإلقليمية والشخصية في تطبيق‪ 3‬الق‪33‬وانين لكل منهما مزاياها ومج‪33‬ال تطبيقها ‪ .‬فقاع‪33‬دة‬
‫إقليمية الق‪33‬وانين تتجسد فيها س‪33‬لطة الدولة على ترابها الوط‪33‬ني ‪ ،‬وقاع‪33‬دة شخص‪33‬ية الق‪33‬وانين تتجسد فيها س‪33‬لطة الدولة على‬
‫مواطنيها واحترام‪ 3‬حقوقهم الشخصية بالقدر الذي تسمح به قواعد القانون الدولي الخاص لكل دولة ‪.‬‬
‫ولكن في قواعد القوانين الجزائية ن‪33‬رى أن المش‪33‬رع قد يجمع بين القاع‪33‬دتين في وقت واحد ‪ ،‬فينص على تج‪33‬ريم‪3‬‬
‫المؤامرات على أمن الدولة سواء وقعت الجريمة على أرض الوطن أو خارجه وسواء كان المجرم‪33‬ون من المواط‪33‬نين أم‬
‫من األج ‪33‬انب ‪ ،‬ومقيمين على أرض ال ‪33‬وطن أم في دولة أخ ‪33‬رى ( الم ‪33‬ادة‪ 588‬من ق ‪33‬انون اإلج ‪33‬راءات الجزائية ) وأحيانا‬
‫ينص المش ‪33‬رع على عق ‪33‬اب المواط ‪33‬نين عند ع ‪33‬ودتهم لل ‪33‬وطن على ج ‪33‬رائم ارتكبوها‪ 3‬في الخ ‪33‬ارج ( الم ‪33‬ادة ‪ 582‬و‪ 583‬من‬
‫القانون اإلجراءات الجزائية)‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬خاصة بالجنايات والجنح التي ترتكب على ظهر المراكب أو متن الطائرات‬
‫(المادة ‪ 590‬و‪ 591‬من القانون اإلجراءات الجزائية)‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬نطاق تطبيق القانون من حيث الزمان ‪.‬‬
‫األصل الع ‪33‬ام في تط ‪33‬بيق الق ‪33‬انون من حيث الزم ‪33‬ان هو أن الق ‪33‬انون يك ‪33‬ون دائما واجب التط ‪33‬بيق من الي ‪33‬وم الت ‪33‬الي‬
‫لنشره بالجري‪3‬دة الرس‪3‬مية أو من الت‪3‬اريخ ال‪3‬ذي يح‪3‬دد نفس الق‪3‬انون لس‪3‬ريان أحكام‪3‬ه‪ ،‬وأن الق‪3‬انون ال يسري أحكامه إال على‬
‫الح‪33‬االت ال‪33‬تي تتم في ظله أي بعد إص‪33‬داره ‪ ،‬وأنه ال يسري على ما وق ‪3‬ع من الح‪33‬االت قبل ص‪33‬دوره ‪ .‬وه‪33‬ذا األصل الع‪33‬ام‬
‫ينط ‪33‬وي‪ 3‬على مب ‪33‬دأين أساس ‪33‬يين يكمالن بعض ‪33‬هما‪ ، 3‬وهما ‪ :‬مب ‪33‬دأ األثر الف ‪33‬وري ( المباش ‪33‬ر) للق ‪33‬وانين ‪ ،‬ومب ‪33‬دأ ع ‪33‬دم رجعية‬
‫القوانين ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ األثر الفوري للقوانين ‪.‬‬


‫تنص المادة ‪ 2‬من الق‪33‬انون الم‪33‬دني على ما يلي ‪ " :‬ال يسري الق‪33‬انون إلى على ما يق‪3‬ع في المس‪33‬تقبل وال يكون له‬
‫أثر رجعي ‪ .‬وال يجوز إلغاء القانون إال بقانون الحق ينص صراحة على هذا اإللغاء‪".‬‬
‫" وقد‪ 3‬يكون اإللغ‪33‬اء ض‪33‬منيا إذا تض‪33‬من الق‪33‬انون الجديد نصا يتع‪3‬ارض مع نص الق‪33‬انون الق‪3‬ديم أو نظم من جديد موض‪33‬وعا‬
‫سبق أن قرر قواعده ذلك القانون القديم ‪".‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 2‬من قانون العقوبات على أن ‪ " :‬ال يسري ق‪33‬انون العقوب‪33‬ات على الماضي إال ما كان منه أقل‬
‫شدة "‪.‬‬

‫يعني مبدأ األثر الفوري للقانون أن كل تشريع جديد يطبق فورا منذ تاريخ سريانه أي وقت نفاذه‪ ،‬فيحدث آثاره‬
‫مباش ‪33 3‬رة على كل الوق ‪33 3‬ائع‪ 3‬واألش ‪33 3‬خاص المخ ‪33 3‬اطبين به على الح ‪33 3‬االت ال ‪33 3‬تي وقعت عقب نف ‪33 3‬اذه بص ‪33 3‬فة فورية ومباش ‪33 3‬رة ‪.‬‬
‫فالق ‪33‬انون الجديد يص ‪33‬در‪ 3‬ويطبق على المس ‪33‬تقبل ‪ ،‬العلى الماضي ‪ ،‬ويس ‪33‬تخلص من ذلك أن الق ‪33‬انون الق ‪33‬ديم يحكم الح ‪33‬االت‬
‫التي تمت في ظله ‪ ،‬فال يطبق عليها القانون الجديد ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬لو فرضنا أن ق‪3‬انون المالية لس‪3‬نة ‪ 1998‬يف‪3‬رض ض‪3‬ريبة على ش‪3‬راء الس‪3‬يارات ‪ ،‬فيك‪3‬ون مش‪3‬تري الس‪3‬يارة مل‪3‬زم‬
‫بأداء تلك الضريبة من أول يوم لسنة ‪ ، 1998‬ولكن ال يلزم ب‪3‬أداء ه‪3‬ذه الض‪33‬ريبة كل األش‪3‬خاص ال‪3‬ذين اش‪33‬تروا س‪33‬يارة في‬
‫العام الماضي ‪ ،‬وحتى في آخر يوم لسنة ‪.1997‬‬

‫مثال ‪ :‬لو فرضنا أن قانونا جدي‪3‬دا ص‪3‬در ناف‪3‬ذا الي‪3‬وم ونص على تج‪3‬ريم فعل لم يك‪3‬ون مجرما من قبل ‪ ،‬فمن الب‪3‬ديهي أنه‬
‫يسري‪ 3‬ابتداء من اليوم على كل من يقوم بهذا الفعل المجرم ‪ ،‬وبالتالي‪ 3‬ال يمكن متابعة من ق‪33‬اموا به‪33‬ذا الفعل في الماضي ‪،‬‬
‫وحتى األمس‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبدأ عدم رجعية القوانين ‪.‬‬


‫أوال ‪ :‬المبدأ ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫يع‪33‬ني ه‪33‬ذا المب‪33‬دأ أن التش‪33‬ريع م‪33‬ادام ينتج أث‪33‬اره ف‪33‬ورا ومباش‪33‬رة على األفع‪33‬ال ال‪33‬تي يق‪33‬وم بها األش‪33‬خاص من ت‪33‬اريخ‬
‫ص ‪33 3‬دوره وناف ‪33 3‬ذا‪ ، 3‬فال محل إذا للق ‪33 3‬ول بأنه يمكن تطبيقه ب ‪33 3‬أثر رجعي أي على الوق ‪33 3‬ائع‪ 3‬ال ‪33 3‬تي تمت قبل إص ‪33 3‬داره ونف ‪33 3‬اذه ‪.‬‬
‫فالتشريع ال يسري على الماضي فال يمكن تطبيقه بأي حال على ما وقع قبل صدوره ‪.‬‬
‫وكرس هذا المبدأ بالمادة ‪ 4‬من القانون الم‪3‬دني ‪ " :‬تطبق الق‪33‬وانين في ت‪3‬راب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة الرسمية ‪. "...‬‬
‫ومبدأ عدم رجعية القوانين مبدأ عام إال أنه تدخل عليه بعض اإلستثناءات ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإلستثناءات ‪.‬‬


‫أ ـ القوانين الجنائية األصلح للمتهم ‪.‬‬
‫إن قاع‪33‬دة ع‪33‬دم رجعية الق‪33‬وانين تق‪33‬ررت لحماية األف‪33‬راد من تعسف الس‪33‬لطات ‪ ،‬ولكن الحكمة من ه‪33‬ذه القاع‪33‬دة ال‬
‫تت‪333‬وافر إذا ك‪333‬ان الق ‪33‬انون الجديد ينص على إلغ‪333‬اء التج ‪33‬ريم‪ ، 3‬أو تخفيف العق ‪33‬اب ‪ .‬فيك ‪33‬ون من ص ‪33‬الح األف‪333‬راد المتهمين في‬
‫ج‪33‬رائم جنائية أن يطبق عليهم الق‪33‬انون الجديد ب‪33‬أثر رجعي مع أن ج‪33‬رائمهم‪ 3‬قد ارتكبوها في الماضي في ظل ق‪33‬انون ق‪33‬ديم‪.‬‬
‫ويجب أن نالحظ فرقا‪ 3‬واضحا بين هاتين الحالتين عند تطبيق القانون األصلح للمتهم بأثر رجعي ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬إذا كان القانون الجديد ي‪3‬بيح الفعل ال‪33‬ذي ك‪33‬ان مجرما فإنه يطبق ب‪33‬أثر رجعي في جميع مراحل ال‪3‬دعوى‬
‫العمومية أي أنه ال يمكن متابعة مرتكب الفعل ‪ ،‬إال إذا صدر في حقه حكم نهائي قبل صدور القانون الجديد ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬إذا ك‪33‬ان الق‪33‬انون الجديد قد خفف من العقوبة فقط ‪ ،‬لكنه لم ينص على إلغ‪33‬اء التج‪33‬ريم‪ ، 3‬ففي ه‪33‬ذه الحالة‬
‫يطبق الق‪33‬انون الجديد إذا ك‪33‬ان المتهم لم يص‪33‬در ض‪33‬ده حكم نه‪33‬ائي حيث يمكن له أن يع‪33‬ارض في ذلك الحكم ‪ ،‬ويس‪33‬تأنفه أو‬
‫يطعن فيه بالنقض ويطلب تطبيق القانون الجديد الذي هو األصلح له ‪.‬‬
‫ومع‪33 3‬نى‪ 3‬ذلك أن الق‪33 3‬انون الجديد األص‪33 3‬لح للمتهم ال يمت ‪3 3‬د أث‪33 3‬ره إلى األحك‪33 3‬ام الجنائية ال‪33 3‬تي أص‪33 3‬بحت نهائية بق‪33 3‬وة‬
‫القانون ‪.‬‬

‫ب ـ النص الصريح على سريان التشريع على الماضي ‪.‬‬


‫يج‪33‬وز للمش‪33‬رع أن ينص في تش‪33‬ريع م‪33‬دني خ‪33‬اص وجديد على س‪33‬ريانه على الماضي ‪ ،‬أي تطبيقه ب‪33‬أثر رجعي‪،‬‬
‫وذلك راجع إلى أن مبدأ عدم رجعية القوانين يقيد القاضي فقط ولكنه ال يقي‪3‬د المش‪3‬رع ‪ ،‬بغ‪3‬رض تحقيق مص‪3‬لحة اجتماعية‬
‫عامة أو فيما يخص النظام العام ‪.‬‬
‫ومثال ذلك أن يصدر المشرع قانونا‪ 3‬جديدا ينص على أن التقادم المكسب للملكية مدته عشرين (‪ )20‬س‪33‬نة على‬
‫أن يسري ذلك على الماضي ‪.‬‬
‫فلو فرض‪33‬نا‪ 3‬أن تلك الم‪33‬دة ك‪33‬انت في الق‪33‬انون الق‪33‬ديم عش‪33‬رة (‪ )10‬س‪33‬نوات واكتسب بعض األش‪33‬خاص ملكيتهم في‬
‫ظل الق‪33‬انون الق‪33‬ديم منذ خمس (‪ )05‬س‪33‬نوات ف‪33‬إن الق‪33‬انون الجديد يطبق عليهم وال يكتس‪33‬بو‪3‬ن الملكية إال بم‪33‬رور‪ 3‬عش‪33‬رين (‬
‫‪ )20‬عاما ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ج ـ إذا كان القانون الجديد قانونا تفسيريا ‪.‬‬
‫إذا ص‪33‬در تش‪33‬ريعا‪ 3‬لتفس‪33‬ير فقط بعض العب‪33‬ارات أو النص‪33‬وص في الق‪33‬انون الق‪33‬ديم ف‪33‬إن ذلك التش‪33‬ريع الجديد يس‪33‬ري‪3‬‬
‫ب ‪33‬أثر رجعي يمتد لت ‪33‬اريخ ص ‪33‬دور‪ 3‬الق ‪33‬انون الق ‪33‬ديم ‪ ،‬وذلك ألن التش ‪33‬ريع التفس ‪33‬يري ليس إال موض ‪33‬حا‪ 3‬للنص ‪33‬وص الق ‪33‬ديم فهو‬
‫مكمل لها وكأنه جزء منها ‪.‬‬

‫د ـ مالحظة خاصة بالمراكز القانونية وآثارها ( الحق المكتسب واألمل)‪.‬‬


‫تث‪33 3‬ور‪ 3‬مش‪33 3‬كلة تحقق المراكز القانونية في بعض العق‪33 3‬ود في ظل الق‪33 3‬انون الق‪33 3‬ديم ‪ ،‬وتحقق آثارها في ظل ق‪33 3‬انون‬
‫جديد ‪ .‬ومثل ذلك أن يوصي ش‪33 3‬خص ألخر بنصف‪ 3‬تركته في ظل ق‪33 3‬انون ي‪33 3‬بيح ذلك ‪ ،‬وبعد إج‪33 3‬راء العقد يص‪33 3‬در‪ 3‬ق‪33 3‬انون‬
‫جديد ينص على أن اإليضاء غير جائز إال في حدود ثلث التركة ‪ ،‬فأي القانونين يطبق عند وفاة الموصي ؟ ‪.‬‬
‫بما أن العقد تم في ظل الق‪33 3 3‬انون الق‪33 3 3‬ديم فهو ص‪33 3 3‬حيح ‪ ،‬ولكن أثر ذلك العقد ( حص‪33 3 3‬ول الموصي له على نصف‬
‫التركة) ال تتحقق إال بوفاة الموصي ‪ ،‬وهنا نفرق بين حالتين ‪.‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬إذا ح‪333‬دثت الوف‪333‬اة قبل ص‪333‬دور‪ 3‬الق‪333‬انون الجديد ف‪333‬إن المركز الق ‪33‬انوني للموصي‪ 3‬له وآث‪333‬اره قد تحققت‬
‫جميعها في ظل القانون القديم وال يجوز تطبيق‪ 3‬القانون الجديد بأثر رجعي في تلك الحالة ‪.‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬إذا حدثت الوفاة بعد صدور‪ 3‬الق‪3‬انون الجديد فهو ال‪3‬ذي يك‪3‬ون واجب التط‪3‬بيق‪ 3‬وال يحص‪3‬ل الموصي‪ 3‬فيه‬
‫إال على ثلث التركة ‪.‬‬
‫وليس ه‪33‬ذا تطبيقا للق‪33‬انون ب‪33‬أثر رجعي ‪ ،‬ولكنه تط‪33‬بيق ف‪33‬وري‪ 3‬ومباشر‪ 3‬للق‪33‬انون الجديد على آث‪33‬ار العقد الذي تمت‬
‫في ظله بعد صدوره ‪ .‬وقد كان الفقهاء يعبرون عن هذه الحالة بفكرة "الحق المكتسب " و "األمل" ‪.‬‬
‫ف‪33‬إذا ك‪33‬ان العقد قد تم في ظل الق‪33‬انون الق‪33‬ديم والوف‪33‬اة ح‪33‬دثت في ظل الق‪33‬انون الجديد ‪ ،‬ف‪33‬إن العقد ليس حقا مكتس‪33‬با‬
‫ولكنه مجرد أمل لدى الموصي‪ 3‬له ‪ ،‬وهذا األمل يخضع ‪ ،‬بإعتباره أثرا للعقد للقانون الذي لم يتحقق إال في ظله‬

‫‪27‬‬

You might also like