Professional Documents
Culture Documents
حكم إخراج (التمر) في زكاة الفطر - أ.د. أحمد الخليل
حكم إخراج (التمر) في زكاة الفطر - أ.د. أحمد الخليل
وزارة التعليم
جامعة القصيم
كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية
وحدة خدمة المجتمع
احلمد هلل رب العادلني وصلى هللا وسلم على نبينا دمحم وعلى آله وصحبه أمجعني،
أما بعد:
فالتَّمر من األصناف ادلنصوص على أهنا تـجزئ يف زكاة الفطر ،كما جاء يف حديث
أيب سعيد اخلدري هنع هللا يضر :كنا خنرج يف عهد رسول هللا ﷺ يوم الفطر صاعا من
الزبِيب واألقِط والتَّمر»(.)1
عامنا الشَّعًِن و َّ
طعام ،وقال أبو سعيد هنع هللا يضر« :وكا َن طَ َ
وقد ُحكي اإلمجاع على أنو يـجزئ يف زكاة الفطر.
الصحابة يـخرجون التَّمر وي ِ
قدمونو على غًنه. بل كان َّ
قال ابن قدامة:
(إمنا اختار أمحد إخراج التَّمر اقتداء أبصحاب رسول هللا ﷺ؛ واتباعا ذلم ،وروى
إبسناده عن أيب رللز قال :قلت البن عمر هنع هللا يضر :إن هللا قد أوسع ،والرب أفضل من
ال شك أن التَّمر كان قوات غالبًا قدديًا ،و لو مكانو أكرب من مكانتو اليوم ،ىذا ال
ينكره أحد.
لكن يف ادلقابل اعتبار التَّمر يف عصران كسائر الفاكهة يف عرف الناس ،ىذا فيو
مبالغة كبًنة ،فالتَّمر غذاء أساسي يتناولو الكثًن من الناس يوميًا -أو شبو يومي-
وليس كسائر الفاكهة ،وىذا ظاىر ال خيفى -إن شاء هللا ،-بل بعض البيوت أتكل
التَّمر أكثر من أكلها الرز ،وقد حدثين هبذا بعض النَّاس وىو معلوم.
ادلطلب الثاين:
يف حترير ادلراد ابلقوت يف كالم الفقهاء وهل يشرتط فيما يكون قوات أن يكون
هو الغالب.
الذي يظهر من كالمهم أن ادلراد ابلقوت ما يصلح أن يكون ً
قوات تغذى بو
األجسام على الدوام ،خبالف ما يكون قو ًاما لألجسام ال على الدوام.
الزبِيب واألقِط
عامنا الشَّعًِن و َّ
وادلراد :مما أيكلو النَّاس؛ لقول أيب سعيد« :وكا َن طَ َ
الشعًن يف وقتنا مثال.والتَّمر»( ،)3فال بد أن يكون مما أيكلو الناس عادة خبالف َّ
وحاصل ما تقدم :جواز إخراج :كل ما يؤكل من طعام الناس ادلعتاد يف البلد مما
يكون قواما لألجسام على الدوام.
ويف ادلوسوعة الفقهية الكويتية:
(والقوت :ما يؤكل ليمسك الرمق ،كالقمح واألرز.
ادلطلب الثالث:
يف مؤيدات القول الراجح.
يدل على صحة ما تقدم أمران:
الزبيب) ،وىو ليس مما يؤكل كوجبة
األمر األول :أن احلديث فيو النَّص علىَّ ( :
الشعًن فقط.
أساسيَّة ،يف العهد النَّبوي ،بل كان الطعام األساسي عندىم التَّمر و َّ
وذلذا قال ويل الدين العراقي:
الشعًن؛ ألهنما غالب ما
(واقتصر يف ادلشهور من رواايت ابن عمر على التَّمر ،و َّ
()5
يقتات ابدلدينة يف ذلك الوقت) .
األمر الثاين :أن (الرب) م يذكر يف حديث أيب سعيد هنع هللا يضر يف الصحيحٌن؛ ألنو م
الشعًن كما تقدم.
كثًنا يف ادلدينة ،و م يكن غالب قوهتم ،بل غالبو التَّمر و َّ
يكن ً
بل م ينتشر يف ادلدينة إال يف زمن الصحابة ،بعد وفاتو ﷺ.
موجودا ،ومع
ً فتبني دبا سبق أن (الربَّ) ليس من غالب القوت عندىم ،وإن كان
(الرب) يف زكاة الفطر ،يف زمنو ﷺ فإين ال أظن أنذلك لو أخرج أح ٌد من الصحابة َّ
الشعًن الذي نصفقيها سيقول ال جيزئ عنو؛ وذلك ألن الرب خًن وأنفع للفقًن من َّ ً
ابلشعًن ،وقد نقل
عليو احلديث ،وما حيصل للفقًن من غناء ابلرب أكرب مما حيصل َّ
اف َى َذا اليَـوِم»(.)7
أنو ﷺ قال« :أَغنوىم عن طَو ِ
َ َ
فنتج مما سبق أنو جيزئ إخراج الرب يف عهده ﷺ ولو م يكن الرب من غالب القوت.
وهذا يدل على أن األصناف ادلنصوص عليها ذكِرت ألهنا يف متناول اجلميع،
ويقدرون على إخراجها ،وليس ألن غًنىا ال جيزئ ،وال ألهنا غالب القوت.
احلاصل:
بناء على ما َّ
تقدم فالتَّمر يصدق عليو أنو قوت كما ىو ظاىر ،وىو شبيو ابلزبيب