You are on page 1of 11

‫بحث ودراسة حول عناصر القصد الجنائي والقصد الجرمي وفقا ً للقانون‬

‫عناصر القصد الجنائي ‪:‬‬


‫إن منطق التوفيق بين نظريتي العلم واإلرادة يؤدي بنا إلى القول بأن القصد الجنائي يق وم على عنص ري العلم‬
‫واإلرادة ‪ ،‬وهذان العنصران يمتدان ليشمال كل الوقائع المادية التي تتكون منها الجريمة(‪ )1‬فإن قصر أح دهما‬
‫ال يغني انبساط األخر على سائر ماديات الجريمة ‪ ،‬بل يعت بر القص د متخلف ا ً في جملت ه (‪ ،)2‬أي أن كليهم ا ال‬
‫غنى عنه بالنسبة لقي ام القص د الجن ائي ‪ ،‬وإس تنادا ً ل ذلك سنخص ص ه ذا الموض وع لتن اول عنص ري القص د‬
‫الجنائي ‪ ،‬العلم واإلرادة على التوالي(‪: )3‬‬
‫أوالً العلم ‪ :‬نحاول الوصول إلى حقيقة العلم باعتباره أحد عناص ر القص د الجن ائي من خالل بي ان معن اه أوالً‪،‬‬
‫ومن ثم بيان محله ‪:‬‬
‫معنى العلم ‪ :‬العلم هو التصور لحقيقة الشـيء على نحو يطابق الواقع(‪ ، )4‬لذلك فهو ص فة يتض ح به ا الش يء‬
‫ويظهر علـى ما هو عليه ‪ ،‬وهكذا فالعلم بالشيء عكس الجه ل ب ه وال ذي ه و إنع دام العلم كلي ا ً أو جزئي ا ً (‪.)5‬‬
‫وتتجلى أهمية العلم باعتباره أساس القصد الجنائي ‪ ،‬إذ بدونه يتجرد الفعل الجرمي وحتى مع توافر اإلرادة من‬
‫الصفة العمدية ‪ ،‬ويقتصر وجوده على المظهر المادي فقط (‪ ، )6‬ألن القصد إرادة واعية ‪ ،‬لـذلك فهو ال يكتمل‬
‫إال إذا تمثل الجاني فـي ذهن ه الواقع ة اإلجرامي ة بك ل عناص رها المعت برة قانون ا ً (‪ . )7‬أم ا معي ار العلم‪ ،‬فق د‬
‫جاءت النصوص العقابية خالية من تحديد مستوى العلم المطلوب من الناحية الجنائية‪ ،‬لهذا أختلفت آراء الفقهاء‬
‫بهذا الخصوص (‪.)8‬‬
‫محل العلم ‪ :‬باإلضافة إلى إفتراض علم الجاني بالقوانين العقابية ‪ ،‬يتعين أن يحيط علمه بكل واقعة ذات أهمي ة‬
‫قانونية في تكوين الجريمة (‪ ، )9‬لذا فإن محل العلم يتكون من علم بالقانون باإلضافة إلى علم بالوقائع ‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم بالقانون‪ :‬من المبادئ األساسية فـي القانون العقابـي أن كل إنسان مفترض فيـه العلم بالقوانين العقابية‬
‫علـى وجه ال يقبل إثبات العكس ‪ ،‬وال يقبل من أحد أن يحتج بجهل ه أو غلط ه فيه ا (‪ ،)10‬ل ذلك فـأن احتج اج‬
‫مجرم قانونا ً ال يعتد به وال يصلح عذرا ً لنفي مسؤوليته عن جريمة القت ل ‪ .‬وه ذا‬
‫ّ‬ ‫الفاعل بعدم علمه بكون القتل‬
‫المبدأ تمليه المصلحة العامة ‪ ،‬ألن عدم األخذ به يتيح الفرصة في فروض كثيرة لالحتجاج بالجهل أو الغلط في‬
‫القانون مما يترتب عليه تعطيل تنفيذ أحكامه باإلضافة إلى تفويت األغراض الجوهرية التي تهدف الدولة إليه ا‬
‫من وراء مباشرة حقها في العقاب (‪ ، )11‬لذلك تس لم غالبي ة الق وانين العقابي ة به ذا المب دأ وإن اختلفت وس يلة‬
‫تقريره ‪ ،‬فبعضها يذكره صراحة‪ ،‬واألخر يستفاد ضمنا ً من أحكامها باعتباره من المبادئ العامة التي ال تحت اج‬
‫إلى النص عليها (‪. )12‬‬
‫‪ -2‬العلم بالوق ائع‪ :‬وتش مل الوق ائع أو العناص ر ال تي تُع د الزم ة من وجه ة نظ ر المش رع إلعط اء الواقع ة‬
‫اإلجرامية وصفها القانوني وتمييزها عمن سواها من الوقائع (‪ ، )13‬وهذه الوقائع هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عناصر الجريمة ‪ ،‬ب‪ -‬الظروف المشددة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬عناصر الجريمة‪ :‬لكل جريمة عناصرها الخاصة التي يجب أن يح اط علم الج اني به ا جميع ا ً في ترتب على‬
‫غلطه أو جهله في أحدها عدم توافر القصد الجنائي لديه (‪ ، )14‬وهذه العناصر هي خطورة الفع ل اإلج رامي‬
‫وتوقع النتيجة الجرمية ومحل الحق المعتدى عليه ‪:‬‬
‫– خطورة الفعل اإلجرامي‪ :‬في جريمة القتل العمد يجب أن ينصرف علم الجاني إلى أنه يقوم بنشاط من ش أنه‬
‫أن يودي بحياة إنسان هو المجني عليه (‪ ،)15‬حتى ولو لم يكن هذا النش اط متجه ا ً مباش رة إلى اإلنس ان طالم ا‬
‫أنه يملك الكفاءة الالزمة إلحداث الوفاة للغير كنتيجة حتمية والزمة للنشاط ‪ ،‬فمن يفجر قنبلة فـي مكان مزدحم‬
‫بالناس يعلم بـأن من شـأن هذا النشـاط إحداث الوفـاة للغير كنتيجة حتمية لنشاطه (‪ ، )16‬وعليه إذا كان الجاني‬
‫يعتقد نشاطه ال يترتب عليه إنهاء للحياة فان القصد الجن ائي ينتفي لدي ه‪ ،‬كمن يطل ق الرص اص إبتهاج ا ً بف رح‬
‫ويصيب أحد الحاضرين (‪. )17‬‬
‫– توقع النتيجة الجرمية‪ :‬في جريمة القتل العمد يجب أن يتوقع الجاني حدوث الوف اة ك أثر لفعل ه ‪ ،‬أي أن يعلم‬
‫إن الوفاة سوف تترتب على سلوكه ‪ ،‬فإذا انتفى هذا التوقع وحدثت الوفاة أنتفى القصد ‪ ،‬كمن يعطي ألخر مـادة‬
‫سامة متوقعا ً أن يستعملها كمبيد حشري ‪ ،‬فيتناولها األخير متوقعا ً أنها تشفي مـن م رض ‪ ،‬ك ذلك ال يسـأل عن‬
‫قتل عمد مـن لم يكن يقصد بإطالق النار قتل إنسان ‪ ،‬بـل مجرد التخويف (‪. )18‬‬
‫– العلم بموضوع الحق المعتدى عليه‪ :‬يشترط لقيام القصد الجنائي في جريمة القتل العمد أن يعلم الجاني وقت‬
‫إرتكاب الفعل بأنه يتجه بفعله إلى إنسان حي ‪ ،‬فإن أعوزه هذا العلم تخلف القصد في جانبه ‪ ،‬ول و ثبت من بع د‬
‫ذلك أن فعله أصاب إنسانا ً فقضى عليه ‪ ،‬ويتخلف القص د له ذا الس بب في ح التين ‪ ،‬أوالهم ا خل و ذهن الفاع ل‬
‫تمام ا ً من أن لفعل ه محالً أص الً كم ا ل و أطل ق ش خص أع يرة ناري ة في اله واء لفض مش اجرة فيقت ل أح د‬
‫الحاضرين ‪ ،‬واألخرى أن يتخذ لفعله محالً يقر في وهمه أن ه غ ير إنس ان كمـن يطل ق الن ار على إنس ان فـي‬
‫الظالم معتقدا ً أنه حيوان مفترس جــاء لمهاجمته والفتك به (‪.)19‬‬
‫نخلص من كل ما تقدم بيانه إلى أنه يشترط لقيام قصد القتل أن ينصرف علم الجاني إلى مح ل الجريم ة بكون ه‬
‫إنسان على قي د الحي اة ‪ ،‬وإن من ش أن فعل ه أن ي ؤدي إلى الوف اة ‪ ،‬وأن يعلم ب أن األث ر الم ترتب على س لوكه‬
‫اإلجرامي أو أن نتيجة فعله هي الوفاة ‪.‬‬
‫ب ‪-‬الظروف المشددة‪ :‬هي عناصر إضافية تابعة‪ ،‬تلح ق أو تق ترن بأح د العناص ر المكون ة للجريم ة فتض في‬
‫عليها وصفا ً جديدا ً يرتب أث را ً مش ددا ً في جس امة الجريم ة وعقوبتها (‪ .)20‬ويمكن تقس يم الظ روف المش ددة‬
‫حسب طبيعتها إلى ظ روف مادي ة وأخ رى شخص ية ‪ ،‬ف األولى تتعل ق ب الركن الم ادي للجريم ة كالترص د أو‬
‫استخدام طرق وحشية أو السم أو المتفجرات في القتل ‪ ،‬أما الظروف المشددة الشخصيـة فهـي تل ك الوق ائع أو‬
‫األوصاف التـي يتطلب توافرها في شخص الجاني والتـي من ش انها أن تزي د من جسامـة الجريم ة وعقوبته ا‬
‫كسبق اإلصرار أو الباعث الدنيء في القتل (‪ .)21‬وقد رسم المشرع العراقي صورة واضحة بين مـن خالله ا‬
‫موقفه من الظروف المشددة وحكم الجهل والغلط فيـها ‪ ،‬فبالنسبة للظروف المشددة المادية فإنـها وبحسب نـص‬
‫الم ادة ‪ 51‬ق‪.‬ع‪ .‬ع (‪ )22‬تس ري على الفاع ل والش ريك‪ ،‬س واء علم به ا أو لم يعلم ‪ ،‬أم ا الظ روف المش ددة‬
‫الشخصية التي من شأنها تسهيل ارتكاب الجريمة فإنها تسري علـى من توافرت فيـه وال تسري علـى الشـريك‬
‫إال إذا كـان عالمـا ً بـها‪ ،‬ثـم أستثنى المشـرع العراقي بموجب نص المادة ‪ 36‬ق ‪.‬ع ‪.‬ع (‪ )23‬الظروف المشددة‬
‫التي من شأنها أن تغير وصف الجريمة ‪ ،‬فإنها ال تسري على الفاعل إال إذا كان عالما ً بها ‪.‬‬
‫ثانيا ً اإلرادة ‪ :‬سنتولى بي ان اإلرادة باعتباره ا العنص ر الث اني من عناص ر قص د القت ل من خالل بي ان مع نى‬
‫اإلرادة‪ ،‬ومن ثم بيان محلها ‪:‬‬
‫معنى اإلرادة‪:‬‬
‫تعرف اإلرادة بأنها صفة تخصص الممكن وهي نشاط نفسي يعول عليه اإلنس ان في الت أثير بم ا يحي ط ب ه من‬
‫أشخاص وأشياء ‪ ،‬إذ هي الموجه للقوى العصبية إلتيان أفعال تترتب عليها آث ار مادي ة مم ا يش بع ب ه اإلنس ان‬
‫حاجاته (‪ .)24‬ورغم تع دد التعريف ات ال تي وص فت اإلرادة فإنه ا ال تع دو عن كونه ا حرك ة عض وية واعي ة‬
‫مختارة تتم إستجابة لسيطرة الجانب النفسي لتحقيق غرض معين ‪ ،‬وبذلك يتضح لنا إن لإلرادة ثالثة عناصر ‪،‬‬
‫هي الج انب النفس ي والج انب العض وي أو المظه ر الخ ارجي ‪ ،‬فض الً عن حري ة متعلق ة بالج انب النفس ي‬
‫والعضوي معا ً (‪ . )25‬تتجلى أهمي ة اإلرادة في كونه ا ج وهر القص د الجن ائي وأب رز عناص ره ‪ ،‬ألن القص د‬
‫بمفهومه لدى عامة الناس هـو توجيه اإلرادة لتحقيق أمر معين ‪ ،‬فإذا كان هذا األمر إجراميا ً كان القصد جنائي ا ً‬
‫(‪ .)26‬ولإلرادة أهمية كبيرة في تحديد نط اق الق انون العق ابي ‪ ،‬فليس للش ارع ش أن بغ ير األفع ال اإلرادي ة ‪،‬‬
‫فاألفعال غير اإلرادية ال تعني القانون العقابي وإن أصابت المجتمع بأفدح األضرار (‪ ، )27‬ولإلرادة أهميته ا‬
‫كذلك فـي بناء النظرية العام ة للجريم ة من خالل التفرق ة بين الج رائم العمدي ة وغ ير العمدي ة ‪ ،‬والتمي يز بين‬
‫القصد المباشر والقصد االحتمالي وهما أهـم ما يبحث فيه القانون العقابي ومقياسهما االختالف فـي كيفية اتجاه‬
‫اإلرادة (‪ ، )28‬وإذا ك ان القص د علم ا ً و إرادة ً ف إن اإلرادة هي ج وهره‪ ،‬وهي ت أثم باتجاهه ا وجه ة تخ الف‬
‫القانون‪ ،‬ثم هي بالعلم تزداد إثما ً ‪ ،‬لما هو معروف من أن إثم من يعلم أشد من إثم من يجهل (‪. )29‬‬
‫محل اإلرادة‪ :‬محل اإلرادة في قصد القتل هو السلوك دائما ً وكذلك نتيجته ‪:‬‬
‫‪ – 1‬إرادة السلوك ‪ :‬هذه اإلرادة مشتركة فـي الجرائم العمدية وغير العمدية (‪ ، )30‬واتجاه اإلرادة إلى السلوك‬
‫يفترض علم الجاني بماهية سلوكه وخطورته على الحق الذي يحميه القانون ثم دفعه أعض اء جس مه إلى إتي ان‬
‫الحركة التي يتطلبها ذلك السلوك (‪ ، )31‬ففي جريمة القتل العمد تنعقد اإلرادة علـى إنهاء حياة المجني علي ه ‪،‬‬
‫وقد تستقر علـى اختيار وسيلة ما لتحقيق هذا الغرض ‪ ،‬فتصدر األمر ألعضاء الجسم للقي ام به ذا العم ل ‪ ،‬وال‬
‫ينتهي دور اإلرادة عند هذا الحد ‪ ،‬بل تهيمن ك ذلك على األعض اء فـي حركته ا حتـى تف رغ من مهمته ا ‪ ،‬إذا‬
‫كـان اتجاه اإلرادة الزمـا ً لقيام القصد ‪ ،‬فأن الفترة التـي تمضي بين انعقاده ا وبين مباش رة الس لوك لهـا أثره ا‬
‫فـي تحديد نوع القصد ‪ ،‬ولكـنها ال تؤثر على أصل القصد ووجوده (‪.)32‬‬
‫‪ – 2‬إرادة النتيجة ‪ :‬ال تكفي إرادة السلوك وحدها لتحقق قصد القتل ‪ ،‬وإنما ينبغي أيضا ً انصراف إرادة الجاني‬
‫إلى النتيجة الجرمية (وفاة المجني عليه) باعتبارها فيصل التفرقة بين القص د الجن ائي والخط أ غ ير العم دي (‬
‫‪ .)33‬وتكون النتيجة عمدية متى كانت تمثل الغاية التي يرمي الجاني إلى تحقيقها بسلوكه ‪ ،‬فهي تعبر عن النية‬
‫التي حركت السلوك اإلجرامي لتحقيقها ‪ ،‬غير أن قصد القتل ال يقف فقط عند حد النتائج المتعم دة المع برة عن‬
‫النية ‪ ،‬وإنما يشمل أيضا ً النتائج اإلرادي ة ‪ ،‬فمم ا ال ش ك في ه أن اإلرادة تحي ط بالنت ائج ال تي وإن لم تكن تمث ل‬
‫الغاية أو الهدف من السلوك ‪ ،‬إال أنها أكيدة التحقق كأثر للس لوك م تى ك ان الج اني ق د تمثله ا وتوقعه ا (‪،)34‬‬
‫كمن يضع قنبل ة في ط ائرة لقت ل أح د الرك اب ويعلم بص ورة أكي دة أن فعل ه س يؤدي إلى قت ل رك اب آخ رين‬
‫ويمضي بفعله رغم ذلك ‪ ،‬لذلك يؤكد الفق ه (‪ )35‬على أن إرادة النتيج ة في جريم ة القت ل العم د ال تتمث ل فق ط‬
‫بإرادة إنهاء الحي اة ‪ ،‬ولكنه ا أيض ا ً توق ع الم وت ك أمر ممكن ‪ ،‬وبكلم ة واح دة ‪ ،‬اإلرادة والتوق ع هم ا أم ران‬
‫متساويان ويكونان في الح التين قص د القت ل ‪ .‬نخلص من ك ل م ا تق دم بيان ه إلى أن قص د القت ل بوص فه إرادة‬
‫متجهة إلى السلوك وإلى النتيجة يتطلب توقع النتيجة الجرمية باعتبارها أكيدة أو محتمل ة م تى م ا قب ل الج اني‬
‫تحققها ‪.‬‬
‫______________________________‬
‫‪ -1‬د‪ .‬ماهر عبد شويش ‪ ،‬األحكام العامة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ / 301‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪،‬االعتداء على‬
‫الحياة في التشريعات الجنائية العربية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 65‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬مصطفى كامل ‪ ،‬شرح قانون العقوبات العراقي‪-‬القس م الع ام ( الجريم ة والعق اب ) ‪،‬مطبع ة المع ارف‪-‬‬
‫بغداد ‪ ،1947،‬ص‪. 210‬‬
‫‪ -3‬لكون العلم يسبق اإلرادة في التسلسل الزمني فقد جرى الفقه على بحث عنصر العلم قبل اإلرادة على سبيل‬
‫األولوية في التدرج وليس على سبيل األفضلية في القدر واألهمية‪ /‬القاضي فريد الزغبي ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪. 36‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬فوزية عبد الستار‪ ،‬المساهمة األصلية في الجريم ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪-‬مص ر‪ ،1967،‬ص‪ / 297‬د‪.‬‬
‫سمير الشناوي ‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪ /722‬د‪ .‬عبد المهيمن بكر‪ ،‬القصد الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 179‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 276‬‬
‫‪ -6‬القاضي فريد الزغبي ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 36‬‬
‫‪ -7‬د‪ .‬محمد سامي النبراوي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ / 169‬د‪ .‬ع وض محم د ‪ ،‬ق انون العقوب ات‪-‬القس م الع ام‪،‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0 225‬‬
‫‪ -8‬في تفصيالت ذلك أنظر‪ :‬د‪ .‬محم د زكي محم ود‪ ،‬آث ار الجه ل والغل ط في المس ؤولية الجنائي ة‪ ،‬دار الفك ر‬
‫العربي‪ ،1967،‬ص‪ / 40‬د‪ .‬سامح السيد جاد‪ ،‬الوجيز في ش رح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الخ اص‪ ،‬دار الكت اب‬
‫الجامعي‪ ،1977،‬ص‪ / 28‬د‪ .‬عبد المهيمن بكر‪ ،‬القصد الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 119‬‬
‫‪ -9‬غني عن البيان أن هناك وقائع ال يتطلب العلم بها‪ ،‬وبالت الي ال ت ؤثر في تحق ق العلم كعنص ر من عناص ر‬
‫القصد الجنائي وهي الوقائع التي يترتب أثرها‪ ،‬علم بها الجاني أو لم يعلم ‪ ،‬ففي جريمة القتل العمد مثالً كل م ا‬
‫ال يعد عنصرا ً في أحد أركانها ال يشترط أن يحيط علم الجاني به ‪ ،‬ولو كان من شأن الواقعة ال تي لم ينص رف‬
‫العلم إليها أن تضفي على القتل بعض التحديد أو تعين معالمه ‪ .‬فال يشترط مثالً العلم بزمان ومكان القتل‪ ،‬وكذا‬
‫الحال بالنسبة للظروف المشددة التي ليس من شأنها تغيير وصف الجريمة كظرف العود ‪ ،‬ويسري الحكم نفسه‬
‫بالنسبة إلى موانع المسؤولية (وهي الحاالت التي أورده ا المش رع حص را ً في الم واد ‪ 65-60‬ق‪.‬ع ‪.‬ع وال تي‬
‫تتج رد فيه ا اإلرادة من القيم ة القانوني ة وينتفي فيه ا اإلدراك أو االختي ار أو كليهم ا ) ‪ ،‬وإلى الخط أ في‬
‫الشخصية( وهو أن يتجه الجاني بسلوكه اإلجرامي تجاه شخص معين قاصدا ً إنهاء حياته وتتحقق النتيجة ‪ ،‬بي د‬
‫أنه يكتشف أن المجني عليه ش خص آخ ر غ ير المقص ود بالس لوك)‪ ،‬وإلـى الخط أ فـي التص ويب ( وه و أن‬
‫يرتكب الجاني فعله مريدا ً تحقيق نتيجة معينة في موضوع معين ‪ ،‬ولكنه ال يحسن توجيه الفعل فتتحقق النتيج ة‬
‫عينها ولكن في موضوع آخر) ‪.‬‬
‫في تفصيالت ذلك أنظر‪ :‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم العام‪ ،‬المرج ع الس ابق‪،‬‬
‫ص‪ / 281‬د‪ .‬واثبة السعدي‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القسـم الخاص‪ ،‬طبع علـى نفقة جامعة بغ داد‪ ،1989،‬ص‪/ 114‬‬
‫أحمد موافي ‪،‬من الفقه الجنائي المقارن بين الشريعة والقانون‪ ،‬دار مطابع الش عب‪-‬الق اهرة‪ ،1965 ،‬ص‪/247‬‬
‫د‪.‬محمد صبحي نجم‪ ،‬شرح ق انون العقوب ات الجزائ ري‪-‬القس م الخ اص‪،‬ط‪،1‬دار المطبوع ات الجامعي ة‪ ،‬دون‬
‫تاريخ ‪ ،‬ص‪ / 4‬د‪ .‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬جرائم اإليذاء في ضوء القضاء والفقه‪ ،‬دار المطبوع ات الجامعي ة ‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪91‬‬
‫‪ -10‬من المفيد ذكره في هذا المقام أن مبدأ افتراض العلم بالقانون يقتصر نطاق ه على الق وانين العقابي ة فق ط ‪،‬‬
‫أما الجهل والغلط في سوى ذلك من القوانين ‪ ،‬فإنه يعتد به في نفي القصد الجنائي‬
‫‪ -11‬في تفصيالت ذلك أنظر ‪ :‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬شرح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الع ام‪ ،‬المرج ع‬
‫الس ابق‪ ،‬ص‪ / 284‬د‪ .‬س عدي بسيس و ‪،‬مب ادئ ق انون العقوب ات‪،‬ط‪،1‬مديري ة الكتب والمطبوع ات الجامعي ة‪،‬‬
‫‪ ،1964‬ص‪ / 117‬لطيفه حميد محمد‪ ،‬القصد الجنائي الخاص‪ ،‬رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية القانون‪-‬جامع ة‬
‫بغداد‪ ،1994،‬ص‪/48‬‬
‫‪Wayne R. Lafave and Austin W. Scott” Substantive criminal law”، V.1، West-‬‬
‫‪publishing co.، U.S.A.، 1989، p.587‬‬
‫‪ -12‬نص علي ه المش رع الع راقي ص راحة في الم ادة (‪ )37‬ق‪.‬ع‪ .‬ع ‪ ،‬حيث أورد فيه ا إس تثنائين على ه ذا‬
‫المبدأ ‪ ،‬األول في الفقرة األولى منها إذا تعذر على الشخص العلم بالقانون بسبب قوة قاهرة ‪ ،‬واإلستثناء الث اني‬
‫في فقرتها الثانية في حال كون مرتكب الجريم ة أجن بي ولم يمض على قدوم ه إلى الع راق أك ثر من (‪ )7‬أي ام‬
‫وفعله المرتكب ال يشكل جريمة في قانون محل إقامته ‪.‬‬
‫‪ -13‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬شـرح ق انون العقوب ات‪-‬القسـم العـام ‪،‬المرج ع السـابق ‪ ،‬ص‪ /276‬د‪.‬‬
‫عوض محمد‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القس م الع ام‪ ،‬المرج ع الس ابق ‪ ،‬ص‪ / 226‬د‪.‬محم د س امي الن براوي‪ ،‬المرج ع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪ / 171‬د‪ .‬حميد السعدي‪ ،‬ش رح ق انون العقوب ات الجدي د‪ ،‬النظري ة العام ة‪ ،‬دار الحري ة للطباع ة‪-‬‬
‫بغداد ‪ ،1976،‬ص‪. 252‬‬
‫‪ -14‬في الشريعة اإلسالمية ينتفي القصد الجنائي أيضا ً بسبب الجهل والغلط والخطأ ‪ ،‬ويتبع الخطأ النسيان ‪ ،‬إذ‬
‫ال قصد فيه كذلك‪ ،‬وقد قرنت الشريعة الغ راء النس يان بالخط أ في قول ه تع الى في س ورة البق رة اآلي ة (‪)286‬‬
‫ؤاخ ْذنا ْ‬
‫إن نَسيْنا أو أخَطأنا ) ‪.‬‬ ‫( َربْنا ال ت ُ ِ‬
‫في تفصيالت ذلك أنظر ‪ :‬د‪ .‬هاللي عبد الالة أحمد ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬المرجع الس ابق‪ ،‬ص‪ /212‬جمع ة‬
‫محمد فرج ‪ ،‬األسباب المسقطة للمسؤولية الجنائية في الشريعة اإلس المية والق انون الوض عي‪ ،‬المنش أة العام ة‬
‫للتوزيع واإلعالن ‪ ،‬ط‪ ،1986 ،1‬ص‪. 59‬‬
‫‪ -15‬د‪ .‬مصطفى العوجي ‪،‬القانون الجنائي العام‪،‬ج‪ ،1‬النظرية العامة للجريم ة ‪ ،‬ط‪،1‬مؤسس ة نوف ل‪-‬ب يروت‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص‪ / 578‬د‪.‬محمد سعيد نمور‪ ،‬الج رائم الواقع ة على األش خاص في ق انون العقوب ات األردني‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار عمار للطباعة‪-‬األردن ‪ ،1990 ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ -16‬د‪ .‬محمد الفاضل ‪،‬المبادئ العامـة في قانون العقوبات‪ ،‬ط‪ ،2‬بال دار للنشر‪ ،1963،‬ص‪ / 458‬د‪ .‬م أمون‬
‫محمد سالمـة‪ ،‬قانون العقوبـات‪-‬القسم الخاص‪،‬ج‪،2‬جرائم االعتداء علـى األشخاص واألموال‪ ،‬مطبعـة جامع ة‬
‫القاهرة‪ ،1983،‬ص‪. 28‬‬
‫‪ -17‬د‪ .‬عبد المهيمن بكر‪ ،‬القسم الخاص في قانون العقوبات‪-‬جرائم االعتداء على األش خاص واألم وال ‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪-‬مصر ‪ ،1968 ،‬ص‪. 173‬‬
‫‪ -18‬في تفصيالت ذلك أنظر ‪ :‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪،‬ش رح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الع ام ‪،‬المرج ع‬
‫الس ابق‪ ،‬ص‪ / 278‬د‪ .‬محم ود نجيب حس ني ‪ ،‬دروس في ق انون العقوب ات‪-‬القس م الخ اص ‪ ،‬مكتب ة النهض ة‬
‫العربية ‪ ،1955 ،‬ص‪ / 49‬د‪ .‬عم ر الس عيد رمض ان ‪ ،‬ش رح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الخ اص ‪ ،‬دار النهض ة‬
‫العربي ة‪-‬مص ر‪ ،1965 ،‬ص‪ /194‬د‪ .‬أدور غ الي ال دهبي ‪ ،‬ش رح ق انون العقوب ات –القس م الخ اص‪ ،‬مكتب ة‬
‫غريب‪-‬مصر ‪ ،‬ط‪ ،1976 ، 2‬ص‪ /40‬المحامي حسن الفكهاني ‪ ،‬موسوعة القضاء والفق ه لل دول العربي ة‪ ،‬ج‬
‫‪ ،1978 ،25‬ص‪ / 8‬د‪ .‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪-‬مصر‪،‬‬
‫ط‪ ، 1988 ،2‬ص‪. 364‬‬
‫‪ -19‬د‪ .‬عوض محمد‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعي ة‪-‬مص ر‪،1985 ،‬‬
‫ص‪ / 41‬أياد حس ين الع زاوي‪ ،‬قت ل الموظ ف أو المكل ف بخدم ة عام ة أثن اء تأدي ة واجب ه أو بس ببه‪ ،‬مطبع ة‬
‫عصام‪-‬بغداد ‪ ،1988،‬ص‪ / 22‬د‪ .‬ماهر عب د ش ويش ‪،‬ش رح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الخ اص ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بال دار‬
‫للنشر‪ ، 1997 ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ -20‬د‪ .‬علي حسين الخلف ود‪ .‬سلطان عبد القادر الشاوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ / 444‬د‪ .‬أكرم نشأت إبراهيم‪،‬‬
‫الح دود القانوني ة لس لطة القاض ي الجن ائي في تق دير العقوب ة ( دراس ة مقارن ة)‪ ،‬دار مط ابع الش عب‪-‬مص ر‪،‬‬
‫‪ ، 1965‬ص‪ / 118‬د‪ .‬ص باح ع ريس‪ ،‬الظ روف المش ددة في العقوب ة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬المغ رب للطباع ة والتص ميم‪-‬‬
‫بغداد ‪ ، 2002 ،‬ص‪. 44‬‬
‫‪ -21‬د‪ .‬ضاري خليل محمود‪ ،‬البسيط في قانون العقوبات‪-‬القسم العام ‪ ،‬ط‪ ، 1،2002‬ص‪101‬و‪ / 123‬د‪ .‬أكرم‬
‫نش أت إب راهيم ‪ ،‬الح دود القانوني ة لس لطة القاض ي الجن ائي‪ ،‬المرج ع الس ابق‪ ،‬ص‪ / 196‬د‪ .‬ص باح‬
‫عريس ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ / 51‬د‪ .‬محمد محي الدين ع وض ‪ ،‬نظري ة الجه ل والغل ط في الق انون الجن ائي‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة إدارة قضايا الحكومة ‪،‬ع ‪ ،1‬س ‪ ،28‬مارس ‪ ،1979‬ص‪/ 14‬‬
‫‪R. Mérle et A. Vitu “ Traite de Droit criminél، Droit pénal spécial”، par: A. Vitu،-‬‬
‫‪Editions Cujas، Paris، 1982، p.1377‬‬
‫‪ -22‬تنص المادة ‪ 51‬ق ‪.‬ع ‪.‬ع ( إذا توافرت في الجريمة ظروف مادي ة من ش أنها تش ديد العقوب ة أو تخفيفه ا‬
‫سرت آثارها على كل من ساهم في إرتكابها فاعالً كان أو شريكا ً ‪ ،‬علم بها أو لم يعلم أم ا إذا ت وافرت ظ روف‬
‫مشددة شخصية سهلت إرتكاب الجريمة فال تسري على غير صاحبها إال إذا كان عالما ً بها‪ ،‬أما ماعدا ذل ك من‬
‫الظروف فال يتعدى أثرها شخص من تعلقت به سواء كانت ظروف مشددة أو مخففة ) ‪.‬‬
‫‪ -23‬تنص المادة ‪ 36‬ق‪.‬ع ‪.‬ع ( إذا جهل الفاعل وجود ظرف مشدد يغير من وصف الجريمة فال يسأل عن ه ‪،‬‬
‫ولكنه يستفيد من العذر ولو كان يجهله ) ‪.‬‬
‫‪ -24‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 287‬‬
‫ولإلطالع علـى مزي د مـن التعريف ات لإلرادة أنظ ر ‪ :‬د‪ .‬محم د س امي الن براوي ‪،‬المرج ع الس ابق‪ ،‬ص‪79‬‬
‫‪/‬القاضي فريد الزغبي ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ / 43‬د‪ .‬محم ود نجيب حس ني ‪،‬القص د الجن ائي تحدي د عناص ره‪،‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ / 135‬د‪ .‬جالل ثروت ‪ ،‬نظرية الجريمة المتعدية القص د ‪،‬المرج ع الس ابق‪ ،‬ص‪ /174‬د‪.‬‬
‫عباس الحسني ‪،‬شرح قانون العقوبات الجديد ‪ ،‬ط‪ ، 2‬مطبع ة اإلرش اد‪-‬بغ داد ‪ ،1972،‬ص‪ – . 90‬ومن المفي د‬
‫ذك ره في ه ذا الخص وص أن ه ال يوج د في الفق ه اإلنكل يزي تعري ف مح دد لإلرادة ‪ ،‬ولكن القض اة عموم ا ً‬
‫يفترضون أن هذه الكلمة ذات معنى شائع وال تحت اج إلى تعري ف‪ ،‬فض الً عن كونه ا العنص ر ال ذي يم يز بين‬
‫الجرائم العمدية عن غير العمدية ‪Glanvill L. Williams “ The mental element in crime “، :‬‬
‫‪ebrew university – Lionei Cohen lectures، 11th series، 1965، p.10‬‬
‫‪ -25‬في تفصيالت ذلك أنظر ‪ :‬د‪ .‬مصطفى العوجي ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ / 578‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬السببية في‬
‫الق انون الجن ائي ( دراس ة تحليلي ة مقارن ة ) ‪ ،‬مطبع ة نهض ة مص ر ‪ ،1959،‬ص‪ / 59‬د‪ .‬عب د ال رؤوف‬
‫مهدي ‪،‬اإلرادة بين النظرية العام ة للجريم ة والنظري ة العام ة للمس ؤولية ‪ ،‬بحث منش ور في المجل ة الجنائي ة‬
‫القومية ‪،‬ع‪ ،3‬المجلد ‪ ،19‬نوفمبر ‪ ،1976‬ص‪ / 400‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬في التيسير والتخيير بين الفلسفة العامة‬
‫وفلسفة القانون ‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي ‪ ،1984 ،‬ص‪. 362‬‬
‫‪ -26‬ندى سالم حمدون مال علو ‪ ،‬أثر األمراض النفسية في التصرفات القانوني ة ‪ ،‬رس الة دكت وراه مقدم ة إلى‬
‫كلية القانون‪-‬جامعة الموصل ‪ ، 2001 ،‬ص‪. 40‬‬
‫‪ -27‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬القصد الجنائي تحديد عناصره‪ ،‬المرج ع الس ابق‪ ،‬ص‪/ 125‬د‪ .‬هاللي عب د الالة‬
‫أحمد‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪-‬القسم العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 205‬‬
‫‪ -28‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬النظرية العامة للقصد الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪/ 202‬نفس المؤلف‪ ،‬القصد‬
‫الجنائي تحديد عناصره‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 106‬‬
‫‪ -29‬د‪ .‬عوض محمد‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القسم العام‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 216‬‬
‫‪ -30‬د‪ .‬سليم إبراهيم حربة ‪ ،‬القتل العمد وأوصافه المختلفة‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة بابل‪-‬بغداد ‪ ،1988 ،‬ص‪. 64‬‬
‫‪ -31‬د‪ .‬محمد الفاضل ‪،‬الجرائم الواقعة على األش خاص‪ ،‬ط‪،3‬مط ابع ف تى الع رب‪-‬س وريا‪ ،1965 ،‬ص‪/ 26‬‬
‫نفس المؤلف‪ ،‬المبادئ العامة في قانون العقوبات ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪/471‬‬
‫– ‪H. L. A. Hart “ punishment and responsibility ”Calarendon press، Oxford،‬‬
‫‪London، 1968، p.90‬‬
‫‪ -32‬د‪ .‬م اهر عب د ش ويش ‪ ،‬ش رح ق انون العقوب ات‪-‬القس م الخ اص ‪ ،‬المرج ع الس ابق ‪ ،‬ص‪ / 148‬د‪ .‬حمي د‬
‫السعدي ‪ ،‬شرح قانون العقوبات الجديد ‪ ،‬النظرية العامة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪249‬‬
‫‪ -33‬د‪ .‬ضاري خليل محمود ‪ ،‬البسيط ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪/ 68‬‬
‫– ‪I. G. Carvell and E. Swinfew Green “ criminal law and procedure “، Sweet and‬‬
‫‪Maxwell، London، 1970، p.13‬‬
‫‪ -34‬في تفصيالت ذلك أنظر ‪ :‬د‪ .‬مأمون محمد سالمة ‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القسم الخاص ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‬
‫‪ / 29‬د‪ .‬جالل ثروت ‪ ،‬نظرية القسم الخ اص‪،‬ج‪، 1‬ج رائم االعت داء على األش خاص‪ ،‬ال دار الجامعي ة‪-‬مص ر‪،‬‬
‫دون تاريخ ص‪. 146‬‬
‫‪ -35‬د‪ .‬فخري عبد الرزاق الحديثي ‪ ،‬قانون العقوبات‪-‬القسم الخ اص ‪ ،‬المرج ع الس ابق ‪ ،‬ص‪ / 128‬د‪ .‬حمي د‬
‫السعدي ‪،‬النظرية العامة لجريمة القتل ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ / 178‬د‪ .‬محم د س عيد نم ور ‪ ،‬الج رائم الواقع ة‬
‫على األش خاص في ق انون العقوب ات األردني ‪ ،‬المرج ع الس ابق ‪ ،‬ص‪ / 36‬د‪ .‬محم د الفاض ل ‪ ،‬ش رح ق انون‬
‫العقوبات‪-‬القسم الخاص ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪ ، 1959،‬ص‪.235‬‬
‫عناصر القصد الجرمي ‪:‬‬
‫يتوافر القصد الجرمي في جرائم االعتداء على حق اإلنسان في التكامل الجس دي العمدي ة م تى ارتكب الج اني‬
‫الفعل المكون للجريم ة(‪ )1‬عن إرادة وعلم ب أن ه ذا الفع ل ي ترتب علي ه المس اس بس المة جس م اإلنس ان(‪،)2‬‬
‫سندرس هذين العنصرين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إرادة السلوك اإلجرامي ونتيجته الجرمية‬
‫اإلرادة تتمث ل في نش اط نفس ي يتجس د في ق درة اإلنس ان على توجي ه نفس ه إلى فع ل معين أو االمتن اع عن ه‪.‬‬
‫ويتوافر القصد الجرمي في اتجاه إرادة الج اني إلى انته اج س لوك إج رامي (فع ل أو امتن اع) لغ رض إح داث‬
‫النتيجة الجرمية المترتبة عليه‪ ،‬فاإلرادة نشاط نفسي يصدر عن وعي وإدراك‪ ،‬وعليه فيفترض علم ا ً ب الغرض‬
‫المستهدف وبالوس يلة ال تي يس تعان به ا لبل وغ ه ذا الغ رض‪ .‬إن الج اني يجب أن ي رتكب الس لوك اإلج رامي‬
‫بصورة إرادية حرية االختيار أيضا ً مما يترتب عليه أنه فإذا تبين من الوقائع أن الفاعل لم يقترف الفعل المسند‬
‫إليه عن إرادة حرة مختارة وإنما عن إكراه أو بسب قوة قاهرة أو تحت تأثير التنويم المغناطيسي أو غيبوبة فال‬
‫يتوافر القصد الجرمي بسبب عدم توافر إرادة السلوك اإلج رامي ل دى الج اني(‪ .)3‬ف إذا م ا ت وافر القص د ف إن‬
‫اإلرادة ال تنصرف إلى تحقيق السلوك المحرم فقط وإنم ا تتج ه ك ذلك نح و تحقي ق النت ائج ال تي تنش أ عن ه ذا‬
‫السلوك‪ ،‬ويكفي في ذل ك أن يري د الج اني ه ذه النت ائج وال يهم بع د ذل ك أن يع رف م ا إذا ك ان لس لوكه ص فة‬
‫إجرامية أم ال إذ أن الجهل بالقانون ليس بعذر(‪.)4‬‬
‫ثانياً‪ :‬العلم‬
‫لتحقق القصد الجرمي ال يكفي أن يكون الجاني مريدا ً للسلوك اإلجرامي الذي أتاه ومريدا ً للنتيجة الجرمية التي‬
‫حصلت منه‪ ،‬وأن إرادته متجهة القترافه ا بالش روط ال تي ينص عليه ا الق انون لتوافره ا‪ ،‬ف إذا أعطى ش خص‬
‫آلخر مادة ضارة إلبادة الحشرات متوقعا ً أن يستعملها لهذا الغرض ولكن الثاني تناولها فأصيب من جراء ذل ك‬
‫بأضرار صحية‪ ،‬فإن القصد الجرمي ال يتوافر لدى الشخص األول(‪ .)5‬وهكذا فالعلم بالشيء عكس الجهل به‪،‬‬
‫إن دراس ة العلم معناه ا تحدي د الوق ائع أو العناص ر ال تي يل زم العلم به ا لت وافر القص د الج رمي وهي تش مل‬
‫العناصر التي تعد الزمة جميعها من وجهة نظر المشرع إلعطاء الواقعة اإلجرامية وصفها الق انوني وتميزه ا‬
‫عن سواها من الوقائع المشروعة وغير المشروعة(‪ .)6‬وقد ينصب العلم على وق ائع مادي ة وق د ينص رف إلى‬
‫تكييف يستمد من قاعدة قانونية مثل صفة الموظف أو صفة الزوجية أو صفة المكان العام‪ ،‬وبصورة عامة فإن‬
‫الوقائع التي يلزم العلم بها قد تكون سابقة على الفعل أو معاص رة ل ه أو الحق ة علي ه وه و م ا يح دده النم وذج‬
‫القانوني للجريمة كما ينص عليه القانون(‪ .)7‬ففي جرائم االعتداء على حق اإلنسان في التكام ل الجس دي يل زم‬
‫أن يعلم الجاني‪ ،‬لتوافر عنصر العلم في القصد الجرمي‪ ،‬أن فعله ينصب على جسم حي إذ أن الحق في التكامل‬
‫الجسدي ال يتمتع به إال شخص حي‪ ،‬فمن يبتر عضوا ً في جسم شخص أغمي عليه معتق دا ً أن ه ق د م ات ال يع د‬
‫القصد الجرمي متوافر لدي ه‪ ،‬ويتعين ك ذلك أن يعلم الج اني بطبيع ة نش اطه وخطورت ه على عناص ر الس المة‬
‫الجسدية للمجني عليه‪ ،‬وأن من شأن هذا النشاط أن ينال باالعت داء من عناص ر ه ذه الس المة وتطبيق ا ً ل ذلك ال‬
‫تتحقق المسؤولية الجنائية إذا انعدم علم الجاني بشأن نشاطه وبأن فعله ينال بالمساس من سالمة الجسم للمج ني‬
‫عليه ولذلك فال يسأل الصيدلي ال ذي يس لم المج ني علي ه دوا ًء معتق دا ً أن ه مقوي ا ً وال من يت درب على الرماي ة‬
‫فيصادف ذلك وجود شخص لم يره في منطقة الهدف فيص يبه ألن في ه ذه األح وال وم ا ش ابهها ينتفي القص د‬
‫الجرمي‪ ،‬ولكن ه ذا ال يمن ع من قي ام مس ؤولية الج اني عن اإلص ابة الخط أ إذا انط وى مس لكه عن إهم ال أو‬
‫رعونة أو عدم احتياط‪.‬‬
‫ولتوافر عنصر العلم في القصد الجرمي ينبغي كذلك أن يتوقع الج اني أن ي ترتب على فعل ه المس اس بالتكام ل‬
‫الجسدي للمجني عليه‪ ،‬فإذا انتفى هذا التوقع تخل ف القص د الج رمي كحال ة األم ال تي ت ترك س هوا ً في متن اول‬
‫أطفالها الصغار مادة ضارة فيتناوله ا أح دهم ويم رض‪ ،‬وال يغ ني عن توق ع النتيج ة اس تطاعة توقعه ا‪ ،‬فه ذه‬
‫االستطاعة ال يقوم بها سوى الخط أ(‪ .)8‬ولكي يتحق ق القص د الج رمي الب د من اتج اه إرادة الج اني الرتك اب‬
‫الفعل الذي يعلم بأنه يمس سالمة جسم المجني عليه‪ ،‬ف إذا لم تتج ه إرادة الج اني إلى الفع ل كم ا ل و أك ره على‬
‫ضرب المجني عليه أو جرحه أو قذفت به ريح عاتية فوقع على أحد الم ارة ف ألحق ب ه أذى فال يت وافر القص د‬
‫الجرمي في هذه الحاالت‪ .‬والبد كذلك من أن تتجه اإلرادة إلى تحقيق النتيجة المع اقب عليه ا أي إح داث األذى‬
‫البدني بجسم المجني عليه‪ ،‬وبنا ًء على ذلك فإن القصد الجرمي ينتفي ولو اتجهت إرادة الجاني إلى الفع ل إذا لم‬
‫يتوقع هذه النتيجة إطالقا ً كحالة من يطلق الرصاص ابتهاجا ً فيصيب شخصا ً بجراح أو توقع النتيجة ولكنه كان‬
‫يأمل أال تقع كحالة الطبيب الذي يجري عملية خطيرة لمريض توقع احتمال أن تفض ي إلى عاه ة مس تديمة إال‬
‫أنه أجراها معتمدا ً على مهارته ورغبته أال ينال الم ريض س وء‪ ،‬إال أن العملي ة فش لت وأص يب المج ني علي ه‬
‫بعاهة مستديمة‪ ،‬وإذا ك ان القص د الجن ائي يتخل ف في ه ذه الح االت ف إن ذل ك ال يمن ع من مس اءلة المتهم عن‬
‫جريمة غ ير عمدي ة إذا ثبت في حق ه الخط أ(‪ .)9‬األص ل أن ي زامن القص د الج رمي ال ركن الم ادي للجريم ة‬
‫بعناصرها كلها فتتوافر لدى الجاني اإلرادة اإلجرامية وقت إتيانه الفعل‪ ،‬وتظ ل مت وافرة ح تى تتحق ق النتيج ة‬
‫الجرمية‪ ،‬وفي هذا الوضع ال تثور صعوبة إذ ال مح ل للش ك في مس ؤولية الج اني عم دا ً ومحكم ة الموض وع‬
‫تتمتع بسلطة واسعة في تكوين عقيدتها حول توافر القصد الجرمي ومعاصرته للركن الم ادي‪ ،‬فق د قض ي ب أن‬
‫(من المقرر أن لمحكمة الموضوع الحرية كاملة في تكوين عقي دتها مم ا ترت اح إلي ه من أق وال الش هود وم تى‬
‫أخذت بشهادة شاهد فإن ذلك يفيد أنها طرحت االعتبارات جميعها التي ساقها الدفاع لحملها على عدم األخذ بها‬
‫دون أن تكون ملزمة ببيان عل ة طرحه ا إياه ا)(‪ )10‬م تى ثبت أن الج اني ارتكب الس لوك اإلج رامي المك ون‬
‫للجرح أو الضرب أو إعطاء المواد الضارة بإرادته وعن علم بأن هذا الس لوك ي ترتب علي ه المس اس بس المة‬
‫جسم المجني علي ه أو ص حته ف إن ذل ك يكفي لت وافر القص د الج رمي في ه ذه الج رائم وعلى ه ذا األس اس ال‬
‫يشترط القانون لتوافر القصد الجرمي أن يتوقع الجاني عالقة السببية التي تربط ما بين فعله والمساس بالتكامل‬
‫الجسدي للمجني عليه فالغلط في عالقة السببية في جرائم االعتداء على حق اإلنسان بالتكامل الجسدي هو غلط‬
‫غير جوهري‪ ،‬فكل الوسائل سوا ًء إذا أراد شخص أن يضرب آخر بوسيلة معينة فإذا به يح دث بوس يلة أخ رى‬
‫فالقصد الجرمي يظل متوافرا ً لديه‪.‬‬
‫كذلك ال يؤثر الغلط في الشخص وال الخطأ في التصويب على قيام القصد الجرمي ويتحق ق الغل ط في ش خص‬
‫المجني عليه عندما يعم د الج اني إلى إي ذاء زي ٍد من الن اس في تربص ل ه ثم يم ر بك ر فيعتق د الج اني أن ه زي د‬
‫فيجرمه‪ .‬وفي حالة الغلط تقوم الجريمة كاملة ألن القانون يحمي الحق في س المة الجس م وص حته للن اس كاف ة‬
‫ومادام الجاني يعلم بأنه يعتدي على س المة إنس ان وق ع االعت داء فعالً على س المة إنس ان فال أهمي ة بع د ذل ك‬
‫للغلط الواقع منه في األوصاف التي تميز هذا الشخص عن ذاك(‪ .)11‬وقد قض ي بأن ه (إذا انت وى المتهم إي ذاء‬
‫شخص معين فأخطأ وأصاب شخصا ً آخر سواء كان ذلك لعدم إحكامه تسديد الضربة أم كان لجهله حقيق ة ذات‬
‫شخص غريمه فإنه يحاس ب على أن ه أح دث اإلص ابة عن عم د كم ا ل و ك انت ض ربته ق د أص ابت من قص د‬
‫إصابته)(‪ .)12‬أما الخطأ في توجيه السلوك االجرامي فيتحقق عن دما يري د الج اني إي ذاء ش خص معين ولكن ه‬
‫يصيب شخصا ً آخر لم يكن الجاني يقصد مطلقا ً إيذاءه‪ ،‬إن الجاني في هذه الحالة يسأل عن النتيج ة ال تي وقعت‬
‫ألنه وقد ثبت لديه نية المساس بالتكامل الجسدي فإنه يجب أن يس أل عن النت ائج ال تي ك ان يمكن أو ك ان يجب‬
‫عليه أن يتوقعها كما لو كان قد تعمدها(‪ .)13‬إن قانون العقوبات العراقي قد تبنى فكرة القصد االحتمالي وجعله‬
‫مساويا ً من الناحية القانونية للقصد المباشر بشرط أن يكون الجاني قد توقع نتائج إجرامية لفعله فأقدم عليه قابالً‬
‫المخاطرة بح دوثها‪ ،‬إذ نص ت الم ادة (‪ )34‬من ق انون العقوب ات رقم ‪ 111‬لس نة ‪ 1969‬ب أن (تك ون الجريم ة‬
‫عمدية إذا توافر القصد الجرمي لدى فاعلها‪ ،‬وتعد الجريمة عمدية ك ذلك (ب) إذا توق ع الفاع ل نت ائج إجرامي ة‬
‫لفعله فأقدم عليه قابالً المخاطرة بحدوثها)‪ .‬وإذا كان األصل في جرائم االعتداء على سالمة الجسم أنها تقع بنا ًء‬
‫على فعل جرمي مباشر فإن كثيرا ً منها قد يق ع بن ا ًء على القص د احتم الي ال ذي نص ت علي ه الم ادة (‪ )34‬من‬
‫قانون العقوبات العراقي النافذ‪ ،‬وقد ال يحيط الجاني على وجه أكيد بنتيجة نشاطه أو بطبيعة المادة ال تي يق دمها‬
‫إلى المجني عليه ولكنه يتصور أن من الممكن أو من (المحتمل) أن يؤدي فعله إلى المساس بجسمه أو بص حته‬
‫دون أن يكون ذلك داخالً في هدف الجاني من النشاط أو دوافعه إليه‪ ،‬والقاعدة أنه يعد متعمدا ً إذا كان مع علم ه‬
‫إمكان حدوث النتيجة الجرمية قد استوى لديه‪ ،‬عند إقدامه على النشاط‪ ،‬حصولها أو ع دم حص ولها‪ ،‬وه ذه هي‬
‫صورة القصد االحتمالي(‪ .)14‬وقد عرف الفقه اإليطالي طائفة من الجرائم سماها (جرائم ما وراء القص د) أي‬
‫الجرائم ذات النتيجة(‪ )15‬التي تجاوز قصد الجاني‪ ،‬وقد عرفه ا ق انون العقوب ات اإليط الي في الم ادة (‪)43/2‬‬
‫منه بأنها (تعد الجريمة متجاوزة القصد أو متعديته إذا ترتب على الفعل أو االمتناع نتيجة ضارة أو خطرة أشد‬
‫جسامة من تلك التي أرادها الجاني)‪ .‬ومن الجرائم المتعدية القصد في ق انون العقوب ات الع راقي اإلي ذاء العم د‬
‫المفضي إلى عاه ة مس تديمة (الم ادة ‪ )412/2‬وجريم ة الض رب المفض ي إلى م وت (الم ادة ‪ )410‬وجريم ة‬
‫اإلجهاض المفضي إلى موت (المادة ‪ )418 ،417‬وجريمة الحريق العمد المفضي إلى موت (المادة ‪.)324‬‬
‫__________________‬
‫‪ -1‬الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬النظرية العامة للقصد الجنائي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1974‬ص‪.10‬‬
‫‪-2‬الدكتور محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون العقوب ات‪ ،‬القس م الع ام‪ ،‬الطبع ة الرابع ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪،‬‬
‫مطبعة جامعة القاهرة‪ ،1977 ،‬ص‪.633‬‬
‫‪ -3‬الدكتور محمد أحمد المشهداني‪ ،‬شرح قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،1997 ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.351‬‬
‫‪ -4‬تنص المادة (‪ )37‬من قانون العقوبات العراقي بأن (ليس ألحد أن يحتج بجهل ه ألحك ام ه ذا الق انون أو أي‬
‫قانون عقابي آخر ما لم يكن قد تعذر علمه بالقانون الذي يعاقب على الجريمة بسبب قوة قاهرة‪.)..‬‬
‫‪ -5‬الدكتور محمد عيد الغريب‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.459‬‬
‫‪ -6‬الدكتور مأمون محمد سالمة‪ ،‬قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دار الفكر الع ربي للطباع ة والنش ر‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬
‫‪ ،1979‬ص‪.305‬‬
‫‪ -7‬الدكتور أحمد فتحي سرور‪ ،‬الوسيط في قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.539‬‬
‫‪ -8‬ال دكتور محم د ص بحي نجم‪ ،‬الج رائم الواقع ة على األش خاص‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬األردن‪ ،‬ع ّم ان‪ ،‬س وق‬
‫البتراء‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنش ر والتوزي ع‪2002 ،‬ـ ص‪128‬؛ وال دكتور محم ود نجيب حس ني‪ ،‬ش رح ق انون‬
‫العقوبات‪ ،‬القسم الخاص‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة لعربية‪ ،1988 ،‬ص‪.452‬‬
‫‪ -9‬الدكتورة فوزية عبد الستار‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.458‬‬
‫‪ -10‬طعن رقم ‪ 30‬في ‪ 22/10/1984‬الص ادر من محكم ة النقض في دول ة اإلم ارات‪ ،‬أنظ ر مجل ة العدال ة‬
‫الصادرة عن دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد الثاني واألربعون‪ ،‬الس نة الثاني ة عش ر‪ ،1985 ،‬تص درها‬
‫وزارة العدل‪ ،‬ص‪.85‬‬
‫‪ -11‬الدكتور عبد المهيمن بكر‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربي ة‪32 ،‬‬
‫شارع عبد الخالق ثروت‪ ،1968 ،‬ص‪.112‬‬
‫‪Elliott، D. W..، and Wood، J. C.، A Case Book of Criminal Law، Third Edition، -12‬‬
‫‪ ;London، Sweet and Maxwell، 1974، p. 302‬والدكتور محمد عيد الغريب‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.460‬‬
‫‪ -13‬فقد قضي بأن (المتهم يسأل عن إصابة شخص آخر غير المجني عليه ولو لم يقصده ابتدا ًء)‪ ،‬أنظر تمي يز‬
‫رقم ‪ /856‬جنايات‪ 1974 /‬في ‪ ،26/5/1974‬النشرة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة الخامسة‪ ،‬ص‪.336‬‬
‫‪ -14‬الدكتور عبد المهيمن بكر‪ ،‬جرائم االعتداء على األشخاص واألموال‪ ،1968 ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ -15‬الدكتور سمير الجنزوري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.444‬‬

You might also like