Professional Documents
Culture Documents
الواجب في مادة نظرية المعرفة
الواجب في مادة نظرية المعرفة
القرآن الكرمي كتاب اهلل تعاىل ال%ذي أعج%ز البش%ر أن ي%أتوا مبثل%ه ،وإعج%ازهم %من وج%وه ع%دة :لغت%ه ،معاني%ه ،وبالغت%ه ،وبيان%ه ،وم%ا في%ه من تش%ريعات س%نها
اهلل تعاىل لعباده ،وما فيه من حق%ائق علمي%ة %يؤك%دها العلم كلم%ا تط%ورت البش%رية .وحنن اآلن يف عص%ر التكنولوجي%ا ،عص%ر املعلوم%ات وعص%ر اإلحلاد ،كم%ا
أن اهلل تعاىل يسر لنا يف هذا العصر تالوة القرآن وحفظه واالستماع إليه واالطالع على علومه وتفاسريه بشكل مل يسبق مثيال من قبل.
وظهر باملقابل أناس ليس لديهم %أي عمل سوى انتقاد هذا القرآن واالستهزاء بنيب الرمحة عليه الص%%الة والس%الم ،وإليكم بعض االنق%%ادات من قب%%ل املنك%%رين
امللحدين %والردود لتلك االنتقادات كالتايل :
الرد األل :أن القرآن الكرمي هو املصدر األساسي لقواعد اللغة العربية ،ألن علماء اللغة حني أرادوا أن ي%دونوا كتب%ا يف قواع%د اللغ%ة العربي%ة ك%ان املص%در
األساس%%ي يف اس%%تنباط أحك%%ام قواع%%د اللغ%%ة ه%%و الق%%رآن الك%%رمي ،وكب%%ف خنط%%أ ه%%ؤالء العلم%%اء األجالء ال%%ذين وحنتج هبم ،ومن خيط%%أ الق%%رآن الك%%رمي فق%%د أخط%%أ
وخالف علماء اللغة الذين حنتج هبم.
الرد الثاني :إن كان هن%اك أخط%اء لغوي%ة أو حنوي%ة يف الق%رآن الك%رمي لعرفه%ا كف%ار مك%ة ك%أيب جه%ل ،وأيب هلب وغريمها من كب%ار كف%ار مك%ة .وعرفن%ا أهنم
من أه%%ل اللغ%%ة العربي%%ة وهم ب%%ارعون يف تكلم اللغ%%ة العربي%%ة الفص%%حى ،ولكنهم وص%%فوا الق%%رآن الك%%رمي بالس%%حر ،وكهان%%ة ،وأس%%اطري األولني ومل يع%%رف عنهم
أبدا أهنم وصفوا القرآن بأن فيه أخطاء لغوية وحنوية.
الرد الثالث :أن كبار علماء اللغة مل يقولوا أن هناك أخطاء لغوية يف القرآن الكرمي مع أهنم أوسع %علما ومكانة يف األمة.
ه %%ذه من الش %%به القدمية واحلديث %%ة :إن اختالف الق %%راءات القرآني %%ة ي %%دل على اض %%طراب يف النص الق %%رآين .ويف ال %%رد على ذل %%ك :إن مع %%ىن االض %%طراب يف
النص :هو وروده على صور خمتلفة ،ال يعرف الصحيح منه ،أما وروده على صور كلها صحيح ،فليس يف ذلك شيء من االضطراب.
مث إن قراءات القرآن املعتمدة ،وإن اختلفت يف النص الواحد قراءة ،غري أهنا كلها مقط%وع بثبوهتا عن رس%%ول اهلل ص%لى اهلل علي%%ه وس%%لم %،وإذا ثبتت الق%%راءة
سندا ونقال ،فال جمال لردها أو إنكارها .كما أخربه صلى اهلل عليه عليه %وسلم( %القرآن نزل على سبعة أحرف) واإلذن بقراءته حسب ما تيس%%ر من ذل%%ك،
ما يثبت مشروعية %القراءات القرآنية .فحاصل ذلك :أن اختالف القراءات ليس من قبيل االضطراب وعدم الثبات ،كما يدعي املنك%رون ،ب%%ل مجي%%ع ذل%%ك
حق ويقني ثابت.