You are on page 1of 11

.2019 ‫أكتوبر‬/‫العدد الثاني‬.

‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‬


CEMERD

‫إستراتيجية وزارة التربية الوطنية بالمغرب لمناهضة العنف بالوسط المدرسي والوقاية منه‬
Stratégie du Ministère de l'éducation nationale au Maroc pour la prévention et la lutte
contre la violence en milieu scolaire
Strategy of the Ministry of National Education in Morocco for the prevention and fight
against violence in schools
‫مبـــارك مزيــــن‬
‫ كمية العموم القانونية واالقتصادية‬،‫طالب باحث في سمك الدكتوراه – فريق البحث في التحميل االقتصادي والنمذجة‬
.‫واالجتماعية السويسي – جامعة محمد الخامس الرباط‬
mmezene@gmail.com
:‫ممخص‬

‫تعتبر المدرسة المؤسسة االجتماعية الثانية في األىمية بعد األسرة من حيث مكانتيا في التأثير عمى الطفل‬
‫الوسط‬ ‫ومن ىنا تبرز أىمية‬.‫ وتزويده بالمعرفة‬،‫ وتنمية مياراتو ومواىبو وقدراتو‬،‫ وصقل شخصيتو‬،‫ورعايتو‬
‫ إذا كان ىذا الوسط بيئة سميمة‬، ‫ الذي يجعل المؤسسة التعميمية تساعد في تحقيق األىداف المجتمعية‬،‫المدرسي‬
‫ من شأنو أن يعرقل السير السميم لممؤسسة التعميمية إذا‬،‫ عمى عكس ذلك‬،‫ أو‬،‫تضمن أمن األشخاص والممتمكات‬
.‫كان يتسم بالعنف وعدم االحترام‬
‫ولتناول ىذا الموضوع سنعتمد عمى دراسة مستندة عمى تحميل وثائقي يجعل من الممكن الحصول عمى المرتكزات‬
‫ وذلك من خاللفحص العديد من الوثائق الرسمية التي أصدرتيا‬،‫األساسية لمموضوع من جانب عممي وموضوعي‬
. ‫و ازرة التربية الوطنية في موضوع المناىضة والوقاية من العنف بالوسط المدرسي‬
.‫ مقاربات االشتغال‬- ‫ تحميل وثائقي‬- ‫ العنف بالوسط المدرسي– استراتيجية‬: ‫الكلمات المفاتيح‬

Résumé:
L'école est considérée comme deuxième institution sociale importante après la famille, vu son
rôle consistant à influencer et à prendre soin de l'enfant, à affiner son caractère, à développer
ses compétences, ses talents et ses aptitudes et à lui fournir des connaissances. D'où
l'importance du milieu scolaire, qui rend l'établissement scolaire propice à la réalisation
d'objectifs sociétaux,si ce milieu est un environnement sain et assure la sécurité des personnes
et des biens ou, au contraire, s'il était violent et irrespectueux,entraverait le bon
fonctionnement de l'établissement scolaire.

Pour étudier cette problématique, nous nous appuierons sur une étude basée sur une analyse
documentaire permettant d’obtenir les principaux piliers du sujet, d’un point de vue
scientifique et objectif, en examinant un ensemble des documents officiels publiés par le
Ministère de l’éducation nationale en matière de prévention et lutte contre la violence en
milieu scolaire.

1
.2019 ‫أكتوبر‬/‫العدد الثاني‬.‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‬
CEMERD
Mots-clés : Violence en milieu scolaire - Stratégie - Analyse documentaire - Approches de
travail.

Abstract:

School is the second most important social institution after the family, for its role of
influencing and caring for children, refining their character, developing their skills, talents and
abilities, and providing them with knowledge. Hence the importance of the school
environment, which makes the educational institution conducive to the achievement of
societal objectives, if this environment is a healthy environment to ensure the safety of people
and property or, conversely, he was violent and disrespectful, would impede the good
management of the school.

To study this problem, we will rely on a study based on a documentary analysis to obtain the
main pillars of the subject from a scientific and objective point of view, by examining a set of
official documents published by the Ministry of Education of Morocco in the prevention and
fight against violence in schools.

Keywords: School Violence - Strategy - Literature Review - Approaches to Work

‫تقديم‬

‫ والتي‬،‫ سواء المتقدمة منيا أو التي في طريق النمو‬،‫يعتبر العنف ظاىرة عالمية تعاني منيا معظم دول العالم‬
‫ مع اإلشارة إلى أن الفئة األكثر عرضة‬،‫يمكن أن تمس جميع شرائح المجتمع خالل جميع مراحل حياتيم العمرية‬
. ‫ليا ىي فئة المراىقين الذين ىم في طور التمدرس‬
‫(األستاذ في معيد الدراسات العميا لمعموم االجتماعية في جامعة باريس) العنف في الوسط‬1 ‫يحدد جاك دوباكييو‬
ّ
‫ ويستنتج‬.‫المدرسي بأنو اعتداء قاس عمى نظام المؤسسة المدرسية وخرق لمقواعد المتبعة في الحياة االجتماعية‬
‫من ىذا التعريف أن العنف المدرسي يصنف ضمن السموكيات الخارجة عما توافق عميو الناس ضمن المحيط‬
‫ يؤثر سمبا عمى السير العام لممؤسسة التربوية ويؤدي‬،‫ مما يجعل منو سموكا غير مقبول وغير حضاري‬،‫المدرسي‬
‫ وليذا‬.‫إلى نتائج سمبية تتعمق بالتحصيل الدراسي لممتعممين ولممتعممات وبالعممية التربوية والتعميمية بشكل عام‬
‫ فيو‬،‫ المتدخمون وحتى أنواعو وأشكالو‬،‫ العواقب‬،‫األسباب‬:‫فمفيوم العنف بالوسط المدرسي مفيوم معقد من حيث‬
.2 ‫نقيض التربية وىو إحدى المظاىر المشينة التي أصبحت تتفاقم داخل المؤسسات التعميمية وبمحيطيا‬

1
Jacques Dupaquier1999, "La violence en milieu scolaire", Paris: PUF, p.8.
،‫ الدلٌل المرجعً لحقٌبة تكوٌن المكونٌن والمثقفٌن النظراء‬،2014 ‫ وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان‬2
.124-123 ‫ص‬
2
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫وحيث أن العالقة العضوية والحتمية بين المشروع المجتمعي والمشروع التربوي تفرض النظر إلى المدرسة المغربية‬
‫كمجال خصب لزرع قيم المواطنة ورعاية تجذرىا رعاية مستمرة لكي تثمر سموكات حضارية رفيعة مبنية عمى‬
‫قناعات واعية‪ ،‬معززة بالوعي بالدور الجوىري الذي تقوم بو المؤسسة التربوية ‪.3‬‬
‫لمم ْدرسة والمدرس‪ ،‬خصوصا مع الطفرة التكنولوجية الحالية‪،‬‬
‫غير أنو في العصر الحالي‪ ،‬تغيرت الصورة الحاضرة َ‬
‫وتعدد مصادر المعمومات وبروز قيم الحرية والتحرر والحقوق‪ ،‬حيث أصبحت المؤسسات التعميمية تعيش حاالت‬
‫عنف خطيرة تترتب عنيا انعكاسات سمبية وخيمة عمى المنحى التربوي لممؤسسات التعميمية من جية وتحدث‬
‫أض ار ار جسدية أو معنوية ونفسية لممتمدرس من جية أخرى‪ .‬والعنف بالوسط المدرسي ىو دليل عدم اتزان‪ ،‬سواء‬
‫نتج عن اإلثارة أو االستفزاز أو التسرع أو ضعف قوة الحجة… وىو رد فعل غير سوي لو عواقب جسدية ونفسية‬
‫المعن ِ‬
‫ف أيضا ‪.4‬‬ ‫َّ‬ ‫شديدة عمى الضحية وعمى‬
‫ولذلك مع تزايد حدة مظاىر العنف بالوسط المدرسي بكل ما فيو من الممارسات التالميذية‪ ،‬ومواقف بعض األطر‬
‫التربوية واإلدارية‪ ،‬قامت و ازرة التربية الوطنية باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمتصدي لمظاىرة عبر إعداد استراتيجية‬
‫قطاعية مندمجة لوقاية األطفال المتمدرسين من العنف ‪ ،‬مرتكزة في ذلك عمى المرجعيات البيداغوجية والتربوية‬
‫والقانونية‪ ،‬من جممة تدابيرىا توفير بنيات وآليات لمحد والوقاية من العنف بالوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ 2011‬إلى إحداث بنيات وظيفية‪ ،‬حيث دعت جميع األكاديميات‬ ‫ولتنزيل ىذه االستراتيجية بادرت الو ازرة سنة‬
‫الجيوية لمتربية والتكوين إلى إحداث مراكز جيوية واقميمية ومحمية لموقاية ومناىضة العنف بالوسط المدرسي‪،‬‬
‫كبنية مؤسساتية ترصد حاالت العنف وتروم تكوين قاعدة معطيات ترسم خريطة العنف بالوسط المدرسي ‪.5‬‬
‫ولتناول ىذا الموضوع من جانب عممي وموضوعي‪ ،‬قمنا بفحص العديد من الوثائق الرسمية التي أصدرتيا و ازرة‬
‫التربية الوطنية في الموضوع مثل المذكرات الو ازرية‪ ،‬والعروض‪ ،‬والدالئل‪ ،‬وعدة وثائق تأطر االشتغال عمى‬
‫مناىضة والوقاية من العنف بالوسط المدرسي ‪.‬‬
‫ىذه الدراسة المستندة عمى تحميل وثائقي يجعل من الممكن الحصول عمى المرتكزات األساسية لمموضوع‪ ،‬وفتح‬
‫السبل لبناء التأمالت‪ .‬في الواقع‪ ،‬فإن التحميل الوثائقي الذي يتألف من استخالص النص من جميع معانيو لنقمو‬
‫إلى أولئك الذين ىم في حاجة الستثماره‪ ،‬ىو عممية مينية تقنية‪ ،‬بالتأكيد‪ ،‬ولكنيا في المقام األول عممية فكرية ‪.6‬‬
‫ولذلك ستتناول ىذا الموضوع في ىذه المقالة وفق ثالثة محاور رئيسية‪ ،‬تبتدئ بجرد مجموع الدراسات والمؤلفات‬
‫التي قامت بإنجازىا و ازرة التربية الوطنية حول ظاىرة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬ثم سنعرض أىم بنيات وآليات‬
‫االشتغال ثم بعد ذلك سنقوم بالتطرق لجميع مقاربات االشتغال عمى الظاىرة‪.‬‬

‫الرصيد الوثائقي حول العنف بالوسط المدرسي‬ ‫‪.1‬‬

‫‪3‬وزارة التربٌة الوطنٌة ‪ ،2012‬دلٌل مراكز رصد العنف بالوسط المدرسً‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 4‬اللجنة الوطنٌة المغربٌة للتربٌة والعلوم والثقافة‪ ،2017 ،‬دلٌل مناهضة العنف بالوسط المدرسً كمدخل وقائً من التطرف العنٌف‪،‬‬
‫ص ‪.2‬‬
‫‪5‬وزارة التربٌة الوطنٌة ‪ ،2012‬دلٌل مراكز رصد العنف بالوسط المدرسً‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪WALLER S. 1999, l’analyse documentaire une approche méthodologique, en collab. avec‬‬
‫‪6‬‬

‫‪Claudine Masse. Paris : ADBS-Éditions.‬‬


‫‪3‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫تم إنجاز أول دراسة في موضوع العنف في الوسط المدرسي سنة ‪ 2005‬بدعم من منظمة اليونيسف‪ ،‬وتمتيا بعد‬
‫ذلك الدراسة التعميقية لبعض مواضيع الدراسة السابقة والتي تم إنجازىا سنة ‪ 2007‬في نفس الموضوع من طرف‬
‫نفس الم نظمة‪.‬‬
‫‪ 2007‬إلى إعداد استراتيجية قطاعية مندمجة لموقاية والحد من العنف ضد‬ ‫لتبادر و ازرة التربية الوطنية سنة‬
‫األطفال المتمدرسين‪ ،‬تضمنت ستة محاور كبرى ‪:7‬‬
‫‪ -‬تعزيز البنيات المؤسساتية؛‬
‫‪ -‬تقوية قدرات الفاعالت والفاعمين؛‬
‫‪ -‬تحسين وتعميم نظام التكفل وتتبع األطفال ضحايا العنف داخل وخارج المؤسسة؛‬
‫‪ -‬نشر ثقافة احترام حقوق الطفل؛‬
‫‪ -‬الوقاية من العنف داخل وبمحيط المؤسسة التعميمية؛‬
‫‪ -‬دعم نظام المعمومات والتتبع والتقييم ‪.‬‬
‫تتميز االستراتيجية القطاعية لموقاية ومحاربة العنف في الوسط المدرسي‪ ،‬بكونيا مندمجة مما يستدعي التنسيق‬
‫بين كل القطاعات من أجل التدخل لمحد من ىذه الظاىرة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 2010‬تم إنجاز دراسة تكميمية في موضوع العنف المبني عمى النوع االجتماعي تستيدف إتمام مالم‬
‫توضحو الدراسات السابقة أو ما لم تتناولو وخاصة ‪:8‬‬
‫‪ -‬تحديد وتحميل أسباب العنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬دراسة المواقف والسموكيات والممارسات ذوات الصمة بالعنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬تحديد ورصد الوضعيات المولدة لخطر العنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬تحديد اإلجراءات القمينة بالوقاية ومكافحة العنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬تمكين المسؤولين صانعي القرار في المجال التربوي من عدة بيداغوجية نظرية وعممية لمواجية العنف‬
‫ضد الفتاة في الوسط المدرسي ‪.‬‬
‫أما فيما يتعمق بما أغفمتو الدراسات السابقة في الموضوع‪ ،‬عممت الدراسة التكميمية عمى دراسة العنف ضد الفتاة‬
‫في الوسط المدرسي في جميع مستويات قطاع التعميم المدرسي‪ ،‬بدءا من التعميم األولي وانتياء بالتعميم الثانوي‬
‫التأىيمي‪.‬‬
‫وتقوم ىذه الدراسة التكميمية‪ ،‬في تحصيل البيانات‪ ،‬عمى المقاربة النوعية )‪، (Approche Qualitative‬وىيتندرج‬
‫ضمن برنامج تمكين)‪ (Tamkine1‬وتم إنجازىا بشراكة مع صندوق األمم المتحدة لمسكان ‪.‬‬
‫وقد تم المجوء إلى ىذه الدراسة قصد تحصيل بيانات تكميمية عن واقع العنف المبني عمى النوع االجتماعي في‬
‫الوسط المدرسي وابراز بعض المداخل والمقاربات التي تم التصدي من خالليا لمواجية ىذه اآلفة؛ حيث قدمت‬
‫ىذه الدراسية مجموعة من االقتراحات لمحد من العنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي ‪:‬‬

‫‪7‬وزارة التربٌة الوطنٌة ‪ ، 2007‬االستراتٌجٌة القطاعٌة المندمجة للوقاٌة والحد من العنف ضد األطفال المتمدرسٌن‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ ،2010‬دراسة تكمٌلٌة فً موضوع العنف المبنً على النوع‬ ‫‪ 8‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان‬
‫االجتماعً‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪4‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫‪ -‬تعزيز رعاية المتعممين والمتعممات داخل األقسام الدراسية؛‬


‫‪ -‬تعزيز رعاية المتعممين والمتعممات داخل الفضاءات المدرسية؛‬
‫‪ -‬تضمين المنياج التربوي محاور ووحدات تربوية لمكافحة العنف ضد الفتيات في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬بناء شراكات لمكافحة العنف ضد الفتاة في الوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬االرتقاء بثقافة الال عنف ضد الفتيات لفائدة األطر اإلدارية والتربوية ‪.9‬‬
‫وفي سنة ‪ 2012‬قامت وز اررة التربية الوطنية بشراكة مع برنامج األمم المتحدة لمحاربة داء السيدا‪ ،‬بإعداد ثالث‬
‫دالئل عممية في موضوع مناىضة عنف النوع االجتماعي ومخاطر التعفنات الجنسية وفيروس السيدا‪ ،‬موجية‬
‫لمنشطي ومنشطات األندية التربوية‪ ،‬والمثقفين النظراء‪ ،‬تيدف إلى التصدي لمعنف بالوسط المدرسي عن طريق‬
‫أنشطة الحياة المدرسية‪ ،‬بتأىيل التالميذ لمكافحتو داخل وخارج الفضاء المدرسي‪ ،‬والعمل عمى جعل المؤسسة‬
‫التربوية عامال من عوامل مواجية العنف ‪.10‬‬
‫‪ 2014‬بإعداد حقيبة تكوينية لممكونين والمثقفين النظراء‪ ،‬بشراكة مع‬ ‫كما قامت وز اررة التربية الوطنية سنة‬
‫صندوق األمم المتحدة لمسكان‪ ،‬قصد تمكين الشباب والمراىقين من امتالك ميارات حياتية‪ ،‬يواجيون بيا‬
‫الصعوبات والعوائق السموكية والنفسية والمعرفية‪ ،‬التي يصادفونيا خالل حياتيم‪ ،‬في مواضيع شتى ترتبط بمعيشيم‬
‫في مجاالت "الصحة اإلنجابية والتربية الجنسية" كأنماط الحياة السميمة‪ ،‬والصحة اإلنجابية‪ ،‬والصحة النفسية‬
‫والعقمية‪ ،‬والتربية الجنسية‪ ،‬والوقاية من مخاطر اإلدمان‪ ،‬والعنف المبني عمى النوع االجتماعي‪ ،‬والتعفنات المنقولة‬
‫جنسيا وفيروس العوز المناعي البشري‪ ...‬من خالل تزويدىم بالمعمومات الصحيحة وبالميارات الالزمة التي‬
‫تساعدىم عمى الحياة السميمة‪ .‬ويتم ذلك باعتماد مقاربة التثقيف بالنظراء‪ ،‬حيث يتمكن ‪:‬‬
‫‪ -‬المنشط‪/‬المكون من ضمان تكوين جيد لفائدة المثقفين النظراء؛‬
‫‪ -‬المثقف النظير من القيام بدور فاعل في نشر المعرفة‪ ،‬وتصحيح المعمومات الصحية الخاطئة‪ ،‬والتأثير‬
‫اإليجابي عمى معارف واتجاىات وسموكيات النظراء في دور الشباب والمؤسسات التعميمية وما شابييا‬
‫من أماكن ارتياد الشباب والمراىقين ‪.11‬‬
‫وبغية الوصول إلى بمورة خطة وطنية لتكوين مسؤولي خاليا االستماع والوساطة وكذلك بمورة خطة وطنية‬
‫لمتحسيس في الموضوع‪ ،‬تم إعداد حقيبة تربوية شاممة في موضوع الوقاية ومناىضة العنف بالوسط المدرسيوبدعم‬
‫من صندوق األمم المتحدة لرعاية الطفولة ‪ ،12‬وتتكون ىذه الحقيبة التربوية من عدة وثائق موجية إلى جميع‬
‫المتدخمين في الشأن التربوي‪ ،‬وتروم التكوين والتحسيس والتوعية في موضوع الوقاية ومناىضة العنف بالوسط‬
‫المدرسي‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫‪ ،2010‬دراسة تكمٌلٌة فً موضوع العنف المبنً على النوع‬ ‫‪ 9‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان‬
‫االجتماعً‪ ،‬ص ‪.29-26‬‬
‫‪ 10‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان ‪ ،2012‬دلٌل مناهضة عنف النوع االجتماعً ومخاطر التعفنات‬
‫الجنسٌة وداء السٌدا‪ ،‬مصوغة تكوٌن المنشطٌن‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ 11‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة للسكان ‪ ،2014‬الدلٌل المرجعً لحقٌبة تكوٌن المكونٌن والمثقفٌن النظراء‪،‬‬
‫ص ‪.22-18‬‬
‫‪ 12‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة لرعاٌة الطفولة ‪ ،2016‬دلٌل التكوٌن فً مجال الوقاٌة ومناهضة العنف‬
‫بالوسط المدرسً‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪5‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫‪ -‬دليل المساطر‪ :‬وييدف إلى تعزيز االمتثال التفاقية حقوق الطفل وتوحيد إجراءات إحداث البنيات‬
‫الخاصة بالوقاية ومناىضة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬مع تحديد مواصفاتيا وكذا الميام المنوطة بيا ‪.‬‬
‫‪ -‬دليل استعمال البوابة "مرصد"‪ :‬وييدف إلى تعزيز نظام الرصد والتتبع لحاالت العنف بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬دليل التكوين الموجو لممسؤولين عمى خاليا اإلنصات والوساطة بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ -‬عدة لمتحسيس موجية لمتالميذ واألساتذة والمنشطين واآلباء ‪.‬‬

‫‪ .2‬البنيات واآلليات‪:‬‬
‫عمى مستوى المؤسسات التعميميةتشتغل خاليا اإلنصات والوساطة تحت إشراف أطر ىيئة اإلدارة التربوية‬
‫لممؤسسة التعميمية وبتنشيط األساتذة العاممين في المؤسسة‪ ،‬المتوفرين عمى مؤىالت في مجال التواصل‪ ،‬وذلك‬
‫بصفة تطوعية‪ ،‬حيث تقوم الخمية بالميام التالية ‪:13‬‬
‫‪ -‬االستماع لمتالميذ الذين يعانون من مشاكل عمى المستوى الدراسي أو االجتماعي أو النفسي‪ ،‬مع العمل‬
‫عمى تقديم الدعم الالزم ليم؛‬
‫‪ -‬المساعدة عمى محاربة االنحراف واإلدمان عمى المخدرات داخل المؤسسة وفي أوساط التالميذ؛‬
‫‪ -‬مساعدة التالميذ عمى تجاوز الفشل المدرسي؛‬
‫‪ -‬المساعدة عمى محاربة اليدر والتسرب المدرسيين؛‬
‫‪ -‬تعزيز وتحسين أداء التمميذات والتالميذ؛‬
‫‪ -‬تحسين التواصل والتعاون بين المؤسسة واألسرة بما يحقق الفائدة لمتالميذ الذين يعانون من مشاكل عمى‬
‫المستوى الدراسي والنفسي‪.‬‬

‫وعمى مستوى أخذ القرار‪ ،‬نجد مراكز الوقاية ومناىضة العنف بالوسط المدرسي كبنية وظيفية إدارية‬
‫وتربوية‪ ،‬ضمن ىياكل الو ازرة عمى المستوى االقميمي والجيوي والوطني‪ ،‬حيث تضطمع ىذه المراكز بالميام‬
‫التالية‪:14‬‬
‫‪ ‬رصد وتتبع حاالت العنف بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ ‬وضع خرائط محمية وجيوية ووطنية حول العنف بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ ‬نشر تقارير دورية لحصيمة العنف بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ ‬إنجاز دراسات حول العنف بالوسط المدرسي (التنسيق مع وحدات البحث بالجامعات والييئات‬
‫الميتمة)؛‬
‫‪ ‬تقديم اقتراحات عممية وقابمة لمتطبيق مستنبطة من نتائج البحوث التدخمية؛‬
‫‪ ‬تقييم اإلجراءات والتدابير المتخذة لموقاية من العنف بالوسط المدرسي؛‬

‫‪13‬‬
‫‪MEN avec appui du FNUAP, 2005, Etude de faisabilité des centres d’écoutes pour jeunes scolarisés,‬‬
‫‪p.26.‬‬
‫‪ 14‬وزارة التربٌة الوطنٌة بدعم من صندوق األمم المتحدة لرعاٌة الطفولة ‪ ،2016‬الدلٌل المسطري لمراكز الوقاٌة ومناهضة العنف‬
‫بالوسط المدرسً‪ ،‬ص ‪.16-15‬‬
‫‪6‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫‪ ‬تحديد الحاجيات في مجال التكوين؛‬


‫‪ ‬اعتماد مقاربة منفتحة تستحضر األبعاد البيداغوجية والسيكولوجية واالجتماعية والصحية واألمنية‬
‫والقانونية والحقوقية لمناىضة العنف بالوسط المدرسي؛‬
‫‪ ‬التنسيق والتعاون مع كافة القطاعات الحكومية المعنية ومع منظمات وفعاليات المجتمع المدني لوضع‬
‫استراتيجية موحدة لمعمل‪.‬‬
‫وسعيا إلى تحقيق أىداف االستراتيجية السالفة الذكر‪ ،‬تقوم الو ازرة والمراكز الجيوية لرصد العنف بالتنسيق المكثف‬
‫مع قطاع األمن الوطني والدرك الممكي‪ ،‬والعدل والصحة‪ ،‬وكذلك مع قطاعات أخرى عضوة بالمرصد الوطني‬
‫لمحاربة العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬كو ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية والتعاون الوطني‪ ...‬كما تقوم بالعمل عمى‬
‫عدة أنشطة التي من شأنيا أن تمتص مظاىر العنف بالوسط المدرسي‪ ،‬وتيم الجانب التربوي‪ ،‬األمني‪ ،‬المواطنة‬
‫وحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪2016‬‬ ‫ومن أجل التتبع الدقيق ليذه الظاىرة تتوفر اليوم المنظومة عمى بوابة معموماتية تم إطالقيا مستيل سنة‬
‫والتي تمكن من‪:15‬‬
‫‪-‬إعداد قاعدة (بنك) معطيات دقيقة حول العنف عمى المستويات المحمي والجيوي والمركزي؛‬
‫‪-‬إعداد تقارير سنوية تبرز تطور عدد الحاالت المضبوطة إجماال وحسب الوسط والجنس‪ ...‬ثم توزيع ىذه‬
‫التقارير عمى األكاديميات والنيابات والمؤسسات التعميمية؛‬
‫‪-‬وضع مخطط لتتبع وتقييم االستراتيجية الوطنية لحماية الطفولة يضم ‪:‬تتبع تنفيذ البرامج؛ تتبع المؤشرات‬
‫القطاعية‪ ،‬ثم قياس وقع ( ‪ )impact‬البرامج‪.‬‬
‫ومن بين أىم اآلليات المحددة لتتبع ىذه الظاىرة التي تم تبنييا‪ ،‬ىي تحديد مسار حالة العنف‪ ،‬والذي يقصد بو‬
‫المسار الذي تمر عميو الحالة في مجمميا (أي المعنف والمتسبب في العنف)‪ ،‬ويتضمن أربعة وضعيات‪ ،‬قد تمر‬
‫الحالة منيا جميعيا مسترسمة في الزمن‪ ،‬كما يمكن أن تتوقف عند إحداىا ‪.16‬‬

‫أ‪.‬معالجة الحالة وحفظها (المعالجة التربوية) ‪:‬‬


‫ويقصد بيا المعالجة التربوية لحاالت العنف التي تصنف بأنيا سموكيات التربوية‪ ،‬وتتم ىذه المعالجة عمى صعيد‬
‫المؤسسة التعميمية وبتنسيق مع جمعية أميات وآباء وأولياء أمور التالميذ إن اقتضى األمر ذلك‪ ،‬مع تسجيل‬
‫الحالة بسجل خاص وبالبوابة المعموماتية واخبار المركز اإلقميمي لرصد العنف بالوسط المدرسي ‪.‬‬

‫ب‪.‬اإلحالة عمى المصالح الصحية ‪:‬‬


‫ويقصد بيا عندما يتم إحالة المعنف عمى المصالح الصحية المختصة قصد التكفل ‪.‬‬

‫ج‪.‬اإلحالة عمى المصالح األمنية ‪:‬‬

‫‪15‬وزارة التربٌة الوطنٌة‪ ،2016 ،‬دلٌل استعمال البوابة "مرصد" المصطلحات وآلٌات التفعٌل‪ ،‬ص ‪.4-3‬‬
‫‪16‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.27 .‬‬
‫‪7‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫ويقصد بيا عندما تستدعي حالة العنف تدخل المصالح األمنية‪ ،‬سواء األمن الوطني أو الدرك الممكي‪ ،‬وذلك‬
‫عندما تكون حالة العنف فعال إجراميا يعاقب عميو القانون الجنائي ‪.‬‬

‫د‪.‬تقديم شكاية لدى المصالح القضائية ‪:‬‬


‫ويقصد بيا تقدم المعنف أو من ينوب عنو بشكاية في الموضوع إلى القضاء ‪.‬‬

‫‪ .3‬مقاربات االشتغال عمى الظاهرة‬


‫بكون ىذه الظاىرة من أىم انشغاالت المنظومة التربوية بالرغم من المجيودات المبذولة في إطار الحد منيا حتى‬
‫ال تعوق السير السميم لمعممية التعميمية‪ ،‬والحياة المدرسية لممتعممين باعتبارىا حياة جماعية تتطمب النظام‬
‫واالنضباط وفق قوانين جماعية تقوم عمى ثقافة الحقوق والواجبات والمسؤوليات‪ ،‬قامت و ازرة التربية الوطنية بالعديد‬
‫من المبادرات لمتصدي وبكل حزم ليذه الظاىرة عبر مجموعة من المقاربات‪.‬‬
‫‪ .1‬المقاربة التربوية‪:‬‬
‫تنبني ىذه المقاربة في مجمميا عمى ‪ 3‬مداخل أساسية وىي‪:‬‬

‫‪ 1.1‬مسؤولية المؤسسة التعميمية ‪:‬‬


‫انطالقا من الميمة األساسية لممؤسسة التعميمية في إطار التنشئة االجتماعية والتي تروم إعداد الناشئة إعدادا‬
‫سميما‪ ،‬وتربيتيم عمى قيم المواطنة والديموقراطية والتسامح‪ ،‬ونشر ثقافة السموك الحضاري والمدني‪ ،‬ومن تم امتالك‬
‫ممكة التحاور والنقاش دون استعمال الوسائل البدائية التي تؤدي إلى حاالت العنف‪ .‬يتوطد العمل عمى إذكاء روح‬
‫التضامن بمختمف تجمياتو بين التالميذ أنفسيم وبينيم وبين األساتذة‪ ،‬وبين المؤسسة والتالميذ المتعثرين دراسيا‬
‫والتالميذ في وضعية اجتماعية صعبة‪ .‬ومن تم يتم التركيز عمى واجب المؤسسة في ضبط العمل التربوي من‬
‫حيث حرصيا عمى توفير فضاء تربوي صحي ومالئم لمعممية التعميمية والتعممية‪ ،‬وذلك باعتماد المقاربات‬
‫البيداغوجية الحديثة المبنية عمى ‪:17‬‬
‫‪ -‬تفادي مختمف أشكال العنف سواء منيا المباشرة المادية الجسدية أو المعنوية النفسية التي ال تقل عنيا‬
‫ضر ار وخطورة؛‬
‫‪ -‬حق المتعممات والمتعممين في بناء المعرفة والحق في المشاركة واالستمتاع بالتعمم والحق في االستفسار‬
‫والنقد والحق في المساىمة في اتخاذ القرار داخل المؤسسة التعميمية‪ ،‬والتي تعتبر مدخال وقائيا رئيسيا‬
‫لتفادي العنف واإلحساس باالنتماء لممؤسسة التعميمية والتعمق بيا؛‬
‫‪ -‬اإلنصاف في التقويم المدرسي واعتماد الشفافية وتفادي كل السموكات الخارجة عن القانون والمسيئة‬
‫لمقدوة التي ينبغي أن تتحمى بيا أطر اإلدارة والتدريس؛‬
‫‪ -‬العمل إيجابيا عمى المضامين والمعارف المدرسة بالمؤسسات التعميمية وتفادي كل السموكات والتأويالت‬
‫التي من شأنيا تغذية العنف بالمؤسسة والمجتمع؛‬

‫‪17‬مذكرة فً موضوع التصدي للعنف والسلوكات المشٌنة بالوسط المدرسً عدد ‪ 15-002‬بتارٌخ ‪ٌ 09‬ناٌر ‪.2015‬‬
‫‪8‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫‪ -‬اعتماد التشخيص الجيد والمنتظم لممتعممات والمتعممين والبحث عن الحمول لممشاكل والصعوبات‬
‫المسجمة خصوصا منيا الفشل الدراسي والمشاكل االجتماعية والنفسية والجسدية والعقمية‪ ،‬وذلك في إطار‬
‫اإلمكانات المتاحة وبالشراكة مع األطراف المعنية؛‬
‫‪ -‬االعتراف والتشجيع بالكفاءات المدرسية وبكل المساىمات التي من شأنيا االرتقاء بأدوار المدرسة من‬
‫خالل نظام تحفيزي غير عنيف‪ ،‬يعترف بالجميع‪ ،‬سواء بالمتفوقين وبغيرىم كل حسب طاقتو وامكاناتو؛‬
‫‪ -‬التحسيس والتوعية بالظاىرة في الوسط المدرسي بالشراكة مع كل األطراف المعنية وذلك بعقد لقاءات‬
‫وندوات وورشات وأنشطة لفائدة المتعممات والمتعممين ولفائدة األطر التربوية وجمعيات اآلباء واألميات‬
‫واألولياء‪.‬‬

‫‪ 2.1‬أنشطة الحياة المدرسية ‪:‬‬


‫تنبني أساسا عمى إخراج المؤسسة من أدوارىا الروتينية التقميدية عبر إنجاز أنشطة مندمجة بالمؤسسة وتفعيل‬
‫النوادي التربوية الحقوقية والمسرحية والثقافية‪ ،‬مع اعتماد المرونة الالزمة في استثمار زمن الحصص الدراسية‬
‫والزمن المدرسي بشكل عام مع ضرورة تشجيع المشاركة التالميذية في الحياة المدرسية‪ ،‬باعتبارىا حقا من حقوق‬
‫الطفل‪ ،‬فيي التي تضمن لو قدرة التعبير عن آرائو واحتياجاتو‪ ،‬وتنمي إحساسو باالنتماء لمؤسستو التعميمية‪،‬‬
‫وترسخ لديو الوعي بواجباتو وحقوقو كمتعمم يستفيد من خدمات مؤسستو التعميمية‪ ،‬ويشارك في الرقي بجودة تدبير‬
‫شؤونيا التنظيمية والتربوية إلى جانب دورىا في إبراز الطاقات اإلبداعية والفنية والرياضية ليؤالء التالميذ داخل‬
‫فضاءات األنشطة التربوية واالجتماعية والثقافية والفنية والرياضية ‪.:18‬‬

‫‪ 3.1‬السمطة التربوية‪:‬‬
‫تتمثل في الحرص عمى تفعيل وتطوير مختمف اآلليات التنظيمية والسمطة التربوية لممؤسسة والتي من شأنيا‬
‫المساىمة في التربية عمى التعاقد والسمم والحوار‪ :‬قوانين المؤسسة‪ ،‬القوانين الداخمية‪ ،‬المذكرات‪ ،‬انتخاب ممثمي‬
‫التالميذ‪ ،‬والحرص عمى إعمال السمطة التربوية لممؤسسة التعميمية أثناء وقوع حالة عنف عن طريق آليات تدبير‬
‫النزاعات من خالل تفعيل التشريعات في إطار مجالس المؤسسة و عمى تفعيل دور جمعيات أميات وآباء أولياء‬
‫التمميذ من خالل تحسيس األسر والتواصل معيم بشكل مباشر ودائم وحتى تتم معالجة كل حالة في إطار تربوي‬
‫بما يضمن استمرار السير العادي لتمدرس التالميذ والتمميذات ‪.19‬‬
‫‪ .2‬المقاربة األمنية‪:‬‬
‫اعتبا ار لألدوار اليامة والحساسة لألجيزة األمنية بمختمف تالوينيا‪ ،‬وما تقوم بو لحماية المواطنين والممتمكات عبر‬
‫إعمال كافة اآلليات الكفيمة بالقضاء عمى مختمف المظاىر المشينة وعمى الخصوص ظاىرة العنف بالوسط‬
‫المدرسي التي أصبحت متفشية في مجتمعنا والتي ليا انعكاسات سمبية عمى األفراد والجماعات‪ ،‬وعمى مختمف‬

‫‪18‬مذكرة فً موضوع التصدي للعنف والسلوكات المشٌنة بالوسط المدرسً عدد ‪ 15-002‬بتارٌخ ‪ٌ 09‬ناٌر ‪.2015‬‬
‫‪19‬مذكرة فً موضوع التصدي للعنف بالوسط المدرسً عدد ‪ 17-116‬بتارٌخ ‪ 07‬نونبر ‪.2017‬‬
‫‪9‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫المستويات‪ ،‬تعمل ىذه األجيزة بتضافر الجيود وتكثيفيا لتوفير اإلمكانات الالزمة لتحقيق األمن والطمأنينة‬
‫لمتمميذات والتالميذ ولألسرة التعميمية ومن بينيا ‪:20‬‬

‫‪ -‬العمل عمى تجييز محيط المؤسسات التعميمية بعالمات التشوير لما ليا من أىمية في التنبيو وضبط‬
‫حركية الراجمين والعربات واآلليات؛‬
‫‪ -‬تكثيف اإلنارة وعمى الخصوص بالشوارع واألزقة الضيقة المحيطة بالمؤسسات التعميمية؛‬
‫‪ -‬مضاعفة الجيود لمحاربة النقط السوداء المحيطة بالمؤسسات التعميمية والتي تعرف مختمف أشكال الجريمة‬
‫من تعاطي لممخدرات واستيالك لممشروبات الكحولية والتحرش والسرقة؛‬
‫‪ -‬محاربة الباعة المتجولين بمحيط المؤسسات التعميمية الذين يبيعون لمتمميذات والتالميذ مواد استيالكية‬
‫خطيرة‪ ،‬أو عمى األقل ضارة بالصحة لكونيا ال تخضع ألي مراقبة من طرف الجيات المعنية ‪.‬‬

‫‪ .3‬الحماية العالجية والقانونية ‪:21‬‬


‫اعتبا ار ألىمية الشراكة والتعاون وما تؤديو من منافع وخدمات‪ ،‬وايجاد لمحمول لجميع المشكالت والحد منيا‪،‬‬
‫إضافة إلى توفير جميع أشكال الدعم لممعنفينوالمعنفات‪ ،‬واعتبا ار كذلك لما يفرضو السياق الجديد لمقاربة ظاىرة‬
‫العنف بالوسط المدرسي من تجديد في الطرق واآلليات التي تتيح التدبير الجيد واألنجع لمظاىرة‪ ،‬والوقوف عند‬
‫الوضعيات الطارئة وتجاوزىا‪ ،‬نجد كذلك انخراطا وازنا لقطاعين أساسيين ‪:‬‬
‫‪ 1.3‬عمى مستوى وزارة الصحة ‪:‬‬
‫‪ -‬وضع أطر الو ازرة المختصة رىن إشارة المؤسسات التعميمية فيما يتعمق بمعالجة الظاىرة؛‬
‫‪ -‬المساىمة في توفير الوسائل واإلمكانات المادية ذات الصمة بالموضوع لفائدة المؤسسات التعميمية؛‬
‫‪ -‬توفير العدد العممية والوثائق المالئمة لمتحسيس بالظاىرة بالمؤسسات التعميمية؛‬
‫‪ -‬المساىمة في البحث والدراسات المتعمقة بالموضوع ‪.‬‬

‫‪ 2.3‬عمى مستوى وزارة العدل ‪:‬‬


‫‪ -‬معالجة وتسريع الممفات المتعمقة بالموضوع؛‬
‫‪ -‬المساىمة في األنشطة المنظمة في الموضوع عمى جميع المستويات مركزيا وجيويا ومحميا؛‬
‫‪ -‬التعريف بالنصوص القانونية المؤطرة لمعنف بالوسط المدرسي لدى رواد المؤسسات التعميمية ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫تعد ظاىرة العنف بالوسط المدرسي من الظواىر المعقدة والتي يصعب التمييز والفصل بين اآلثار الجانبية لو ا‪،‬‬
‫بالنظر الرتباط وتداخل الجانبين النفسي والجسدي لمشخص‪ ،‬حيث إن لمعنف آثار سمبية عمى الجانب الجسدي لـما‬

‫‪20‬مذكرة فً موضوع التصدي للعنف والسلوكات المشٌنة بالوسط المدرسً عدد ‪ 15-002‬بتارٌخ ‪ٌ 09‬ناٌر ‪.2015‬‬
‫‪21‬مذكرة فً موضوع التصدي للعنف والسلوكات المشٌنة بالوسط المدرسً عدد ‪ 15-002‬بتارٌخ ‪ٌ 09‬ناٌر ‪.2015‬‬
‫‪10‬‬
‫المجمة المغربية لمتقييم والبحث التربوي‪.‬العدد الثاني‪/‬أكتوبر ‪.2019‬‬
‫‪CEMERD‬‬

‫يخمفو من آالم أو تشويو أو إعاقات تؤثر عمى حياة الضحية وتحد من قدراتو‪ ،‬وعمى الجانب النفسي لما يتركو من‬
‫اىتزاز في الشخصية تظير تجمياتو في االكتئاب واالنطواء ‪.‬‬
‫ال شك أنو في غياب معطيات دقيقة ودراسات وبحوث ميدانية تتطرق لظاىرة العنف المدرسي‪ ،‬فإن تقدير حجميا‬
‫وأسبابيا وتأثيراتيا يظل مجرد آراء ومالحظات ال يمكنيا تحميل ىذه الظاىرة في شموليتيا‪ .‬ومن ذلك‪ ،‬فإن‬
‫االىتمام اإلعالمي ببعض الحاالت المتفرقة التي وقعت ببعض المؤسسات التعميمية ال يؤشر بصفة قطعية إلى‬
‫ى عمى صعيد الو ازرة إلى مستوى‬ ‫تنامييا وال يعني كذلك أنيا كانت غير موجودة‪ ،‬وانما التعامل معيا لم يرق‬
‫اإلجراءات المتخذة والرامية لمعالجتيا والحد منيا‪.‬‬
‫رساء أسس الحماية من خالل‬ ‫لذلك يتطمب العمل عمى الحد من ىذه الظاىرة تظافر جيود كافة المتدخمين‪ ،‬إل‬
‫وضع آليات التكفل والتتبع واعداد تدابير الوقاية من العنف من خالل النيوض بثقافة حقوق الطفل والمساواة بين‬
‫الجنسين وتكافؤ الفرص وجودة التعميم والحق في الصحة‪.‬‬
‫المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية بدعم من صندوق األمم المتحدة لمسكان ‪ ،2014‬الدليل المرجعي لحقيبة تكوين المكونين والمثقفين‬
‫النظراء‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية ‪ ،2012‬دليل مراكز رصد العنف بالوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ ،2017‬دليل مناىضة العنف بالوسط المدرسي كمدخل وقائي من‬ ‫‪ -‬المجنة الوطنية المغربية لمتربية والعموم والثقافة‪،‬‬
‫التطرف العنيف‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية ‪ ،2007‬االستراتيجية القطاعية المندمجة لموقاية والحد من العنف ضد األطفال المتمدرسين‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية بدعم من صندوق األمم المتحدة لمسكان ‪ ،2010‬دراسة تكميمية في موضوع العنف المبني عمى‬
‫النوع االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ،2012‬دليلمناىضة عنف النوع االجتماعي ومخاطر‬ ‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية بدعم من صندوق األمم المتحدة لمسكان‬
‫التعفنات الجنسية وداء السيدا‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية بدعم من صندوق األمم المتحدة لرعاية الطفولة ‪ ،2016‬دليل التكوين في مجال الوقاية ومناىضة‬
‫العنف بالوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية بدعم من صندوق األمم المتحدة لرعاية الطفولة ‪ ،2016‬الدليل المسطري لمراكز الوقاية ومناىضة‬
‫العنف بالوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬و ازرة التربية الوطنية‪ ،2016 ،‬دليل استعمال البوابة "مرصد" المصطمحات وآليات التفعيل‪.‬‬

‫‪ -‬مذكرة في موضوع الق اررات التأديبية المتخذة من طرف مجالس األقسام عدد ‪ 14-867‬بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪.2014‬‬

‫‪ -‬مذكرة في موضوع التصدي لمعنف والسموكات المشينة بالوسط المدرسي عدد ‪ 15-002‬بتاريخ ‪ 09‬يناير ‪.2015‬‬

‫‪ -‬مذكرة في موضوع التصدي لمعنف بالوسط المدرسي عدد ‪ 17-116‬بتاريخ ‪ 07‬نونبر ‪.2017‬‬
‫‪- Jacques Dupaquier 1999, "La violence en milieu scolaire", Paris: PUF, p.8.‬‬

‫‪- MEN avec appui du FNUAP, 2005, Etude de faisabilité des centres d’écoutes pour jeunes‬‬
‫‪scolarisés.‬‬
‫‪- WALLER S. 1999, l’analyse documentaire une approche méthodologique, en collab. avec‬‬
‫‪Claudine Masse. Paris : ADBS-Éditions.‬‬
‫‪11‬‬

You might also like