Professional Documents
Culture Documents
Abstract
This research deals with expressions that have several meanings in what
is called the phenomenon of verbal commonality, in light of the opinions of
linguistic scholars in the past and in the present and we went on the
approach of scholars in defining terms.
And the modernists and we showed the opinions of both groups and
after that we talked about the causes and factors of the occurrence of this
phenomenon in the language.
New information in this field and a revealing light on one of the
phenomena of the Arabic.
Key words: Verbal joint, Moral joint, Alliterations, linguistic development,
Faces and isotopes.
یتناول هذا البحث األلفاظ التی هلا عدة معان بام یسمی ظاهرة املشرتك اللفظی وذلك فی ضوء آراء العلامء اللغة
قدیام وحدیثا وذهبنا علی هنج العلامء فی تعریفاملصطلحات ،فبدأنا بالتعریف اللغوی واالصطالحی علی أساس أقوال
األدباء واللغوینی فی هذه الظاهرة ثم تكلمنا عن منكری ومؤیدی هذه الظاهرة بنی القدماء واملحدثنی وب ّینا آراء كال
الفریقنی وبعد ذلك حتدثنا عن أسباب وعوامل وقوع هذه الظاهرة فی اللغة ونستكمل الكالم برشح أنواع املشرتك
اللفظی فی اللغة العربیة وفی األخری ننظر نظرة موجزة عابرة إلی ظاهرة االشرتاك اللفظی فی القرآن بام یسمی الوجوه
والنظائر ونأمل أن جید القارئ فی هذه الدراسة ما نحسبه معلومة جدیدة فی هذا احلقل و ضوءا كاشفا علی ظاهرة من
ظواهر اللغة العربیة.
الكلامت الدالة :املشرتك اللفظی ،املشرتك املعنوی ،التجنیس ،التطور اللغوی،الوجوه والنظائر.
~~2
احلمد هلل الذي ّرشف اللسان العريب بكتابه العزیز ورشیعته اهلادیة ،والصالة والسالم عىل رسوله ومصطفاه حممد بن عبداهلل ،وعىل
آله وصحبه أمجعنی ،وبعد.
املشرتك اللفظی ظاهرة موجودة فی معظم اللغات إن مل یكن كلها ،مع بعض الفوارق الطفیفة فی تفاصیله ،وفی العربیة هی تعد
من الظواهر اللغویة التي كثر حوهلا الكالم والنقاش بنی العلامء واللغوینی واألدباء والباحثنی قدی اام وحدی اثا ،وقد عدها الكثریون منهم سمة
من سامت العربیة ،ومیزة من ممیزاهتا ومظهرا من مظاهر العبقریة فیها.
یر ى كثری من الباحثنی أن املشرتك اللفظي هو القوة االقتصادیة الضاربة للرصید اللغوي ،ألنه یمثل العنرص اجلوهري واألساس
للثروة اللغویة والفكریة واحلضاریة ،وهو یعترب احلالة الطبیعیة الغالبة يف اللغة مقارنة باإلفرادیة املدلولیة التی أصبحت بحكم الواقع
اللغوي تعترب حالة ثانویة .ویعود ذلك إىل قانون عام سائد يف اللغات مجیعها ،ومفاده :أن أفكار اإلنسان غفریة وكثریة ووسائل التعبری عنها
حمدودة ،وبتعبری علامء األصول« :األحكام حمدودة واحلوادث غریحمدوة؛ ألن املعاين التي یمكن أن تعقل ال تتناهى ،واأللفاظ متناهیة
واملتناهي إذا وزع عىل غری املتناهي لزم االشرتاك.
األلفاظ املشرتكة املعاين مع ما صدر هلا من رشوح ودار حوهلا من مناقشات جز اءا مه اام من الرتاث اللغوي واألديب عند العرب .
غری أن موقف الباحثنی واللغوینی حول هذه األلفاظ وحدیثهم عن طبیعتها وعن أمهیتها ودورها يف جمال التعبری كان وما یزال خالفی اا غری
مستقر .باإلضافة إىل االختالف القائم حول حقیقة االشرتاك اللفظي يف اللغة العربیة ،هناك تباین يف اآلراء حول أمهیته ،أو مدى إجیابیة
وجوده ،أو كثرته يف اللغة :فمن مدع أن املشرتك اللفظي یشكل دلیالا عىل ضعف اللغة ،وعدم قدرهتا أو قدرة رصیدها عىل التعبری عن
ال مهـ اام من عوامل الغموض يف
معاين احلیاة وأغراضها املختلفة ،لذلك جیب تنزیه اللغة عنه .ومن مدع أن املشرتك اللفظي یشكل عام ا
النصوص ،والسیام النصوص الشعریة ،وإ اذا فال یعد وجوده أو تزایده يف العربیة صفة إجیابیة حممودة ؛ ألنه یسلبهـا جانب اا من وضوحها
وجالئها املفرتض .وهذا مذهب تؤیده بعض النزعات التقلیدیة التي تشرتط وضوح العبارة عىل عمومها ،وترى أن أحسن الكالم ما
كشف القناع عن معناه ،وأفهم سامعه مضمونه دون جهد أو عناء .بینام ترفضه االجتاهات التي تعد الغموض سمة إجیابیة يف النص األديب
شعرا ،وتعترب كثرة املشرتك اللفظي دلیالا عىل ثراء اللغة ،وطواعیتها ومرونتها ،وشاعریتها ،واتساعها يف التعبری ،ولیس
،السیام إذا كان ا
فقرها وضعفها كام یزعم اآلخرون.
من جانب آخر فقد كان للمشرتك اللفظي عند أهل البدیع مقام كبری ؛ ألن عد ادا من فنون البدیع كاجلناس والتوریة والرتصیع
وغریه من فنون البالغة األخرى قائم علیه ،مستمد وجودها من وجوده .وهذا من مجلة ما جعل املشرتك اللفظي موضع اهتامم الفقهاء
واألصولینی واملفرسین والباحثنی يف بالغة القرآن وإعجازه من علامء العرب ونقادهم القدامى وهذا ما جعل من هذه األلفاظ قضیة لغویة
جدیرة بالدراسة ،ووجود هذه اخلالفات فی آراء املتقدمنی جیعل اإلحاطة بكل جوانب هذه القضیة صعب املنال ،إضافة إىل قلة املراجع
والدراسات التي تناولت موضوع املشرت ك اللفظي يف إطار لساين حدیث ،فمعظم الدراسات التي كان موضوعها املشرتك اللفظي تكاد
تقدم نفس األطروحات حول هذه الظاهرة.
مع كل هذا ،ینظر بحثنا هذا إلی هذه الظاهرة من زوایا خمتلفة ویعتمد الفحص والتحلیل والطرح املوضوعي ومناقشة اآلراء هیدف
بالدرجة األوىل التعرف علی مفهوم املشرتك اللفظی عند القدماء واملحدثنی ثم أهم أسباب وقوع االشرتاك اللفظی وفی النهایة أنواع
االشرتاك اللفظی .و خیتم البحث بخامتة تضمنت أبرز نتائج التی نتوصل إلیها من خالله.
~~3
مما حيتاج إىل معرفته مؤلف الكالم ،لیجد إذا ضاق به موضع يف كالمه بعض األلفاظ سعة يف العدول عنه إىل غریه مما هو يف معنهاه،
وخیص هذا اجلانب الرتادف ،كام یمكنه إیراد بعض األسامء املشرتكة لیستعنی هبا عىل استعامل التجنیس يف كالمه ،وهي احتاد االسم
واختالف املسمیات ،كالعنی ،و األمة ،والرمحة وأمثاهلا ،وقضیة املشرتك اللفظي يف الرتاث العريب اإلسالمي ،أمر لیس يف حاجة إىل أن یبنی
أو یستدل علیه ،لوضوحه فیه ،وكثرة ما كتب حوله ،يف مجیع مناحي هذا الرتاث ،نحوا ،وبالغة ،ورصفا ،ومعجام ،وفقها ،وفلسفة ،ومنطقا،
وأصوال ،وفقه اللغة ،وحدیثا ،وعقیدة،وقراءات قرآنیة ...وغریها من العلوم ،وهو موضوع أكرب من أن حياط به يف هذه الصفحات ،أو
أن ،یدرس من وجهة نظر واحدة.
أردت أن أكتب مقاال يف املشرتك اللفظي؛ ألن هذا البحث یعالج قضیة اللفظ واملعنى من زوایا خمتلفة :لغویة ،وأدبیة ،وبالغیة،
معاجل اة تعتمد الفحص ،والتحلیل ،والطرح املوضوعي ،ومناقشة اآلراء ،وفق منهج نقدي جدید ،هیدف ب الدرجة األوىل إىل إجیاد حلول
جذریة للخالف الدائر حول األلفاظ املشرتكة املعاين يف اللغة العربیة ،كام یسعى إىل توضیح طبیعة نشوئها ،وإثبات أمهیتها ومدى فاعلیتها
يف جماالت التعبری يف حیاتنا احلارضة.
نتیجة :هذا كله ،باإلضافة إىل ما یثریه هذا البحث من أسئلة وموضوعات تتعلق بجوانب جدیرة بالدراسات املستقبلیة؛ من مثل:
ارتباط املشرتك اللفظي بالقرآن الكریم بنوعیه القدیم واحلدیث ،وارتباطه ببعض األسالیب البالغیة؛ كاملجاز ،والتوریة ،االستعارة،
واجلناس ،و أخریا ما یمكن أن تكون له من صلة بمستقبل املصطلح العلمي.
املنهج الذي اخرتت يف كتابة املقالة العلمیة هي منهج املكتبیة التحلیلیة ،بحیث أراجع يف املكتبات وأبحث عن املشرتك اللفظي
عند أهل اللغة ثم أرتب املوضوعات حتلیلیا.
َّ
إن للعلامء منهجا خاصا یسریون علیه يف التعریف باملصطلحات حیث یبدؤون ببیان املعنى اللغوي للمصطلح قبل تعریفه
ال للمعنى االصطالحي .وعىل هذا املنهج نسری يف التعریف بمصطلح املشرتك اللفظی.
االصطالحي؛ لیكون متهیدا ا وتأصی ا
~~4
«املشرتك»
یدل عَ َىل ام ٍ
اآلخر ُّ ف انفر ٍ
خال ِ عىل :م ٍ
قارنة َو َ أحدمها ُّ ِ والرا ُء َوا ْلك ُ
تداد ْ ُ ادَ ،و َ یدل َ ُ َُ أصالن، َاف یقول ابن فارس يف مقاییس اللغةِّ « :
الشنیُ َّ
واس ٍ
تقامة . َ ْ
ت َ ِ ِ الن اا ِيف َّ ِ ِ الَّش ُء بنیَ ا ْث ِ
رشی َكه . رص َ الَّشء ،إ َذا ْ ْ كت ُف ُ .وی ُق ُال َ :
شار ُ دمها َأح ُ َ ننی َال َینفر ُد به َ یكون َّ َْ وه َو ْ
أن الرشك ُةُ ،ول ْ َف ْاأل ُ
ِ قص ِة ُم ْو َسی﴿ :و َأ ْ ِ
رش ْك ُه ِ ْيف َأ ْم ِر ْي﴾ (طهَ ) 32 :وی ُق ُال ِِيف الدُّ عَاء :ا َّل ُ
له َّم لك َ .ق َال اهللَُّ َج َّل َثناؤُ ُه ِيف َّرشیك اا َ الناا ،إ َذا َج َع َلت ُه َ ِ
ْت ُف َ ا أرشك ُ
َو ْ َ
لرش ُك :ل َق ُم ال َّط ِر ِیقَ ،و ُه َو ْت ال َّر ُج َل ِِيف ْا ْألَ ْم ِر ْ ِ رشكَا َء ِيف َذل ِ َكَ ،و َ ِ اء املُْؤْ ِمننیَ ِ ،أرش َكنَا د َع ِ
أرش ُكهَ .وأ َّما ْاألَ ْص ُل ْاآل َخ ُر َفا َّ َ رشك ُ اج َع َلنَا َهل ُ ْم ُ َ
أي ْ ُ ْ ِ
لك المتدَ ِ ِ ِ ِ أیضا ِ ِ
اده» (ابن فارس1979،م.)265/5 ، بذ َ ِّسم َي َ
الصائدِّ ، اك النَّ ْع ِل ُم َش َّبه هبذا َومنْ ُه َرش ُك َّ رش ُ .و َ رشا ُك ُه ا َ َ
وجاء يف لسان العرب البن منظور يف مادة(ش ر ك):
اآلخر
َ وشارك أحدُ مها
َ تشاركا
:تشاركنا ،وقد اشرتك الرجالنَ ،و َ
َ رتكنا بمعنى الرش َك ُة َّ ِ
والرشكة سواء :خمالط ُة الرشیكنی .یقال :اش َ ِّ ْ
:رصت رشیكَه.
ُ ْت فالناا
...وشارك ُ
رت ٌك لیس بواحد حيدِّ ث نفسه َّ
أن رأیه ُم َش َ واشرتكنا وتَشاركنا يف كذاِ ،
ورش ْك ُته يف البیع واملریاث ...قال :ور َأیت فال انا مشرتكاا ،إذا كان َ ْ
(ابن منظور ،د.ت.)2249-2248/4،
« اللفظ»
جاء يف معجم مقاییس اللغة البن فارس «الالم والفاء والظاء »كلمة صحیحة تدل عىل طرح الَّشء؛ وغالب ذلك أن یكون من
الفم .تقول :لفظ بالكالم َی ْل ِفظ ل ْفظا.
ملفوظ ولفیظ (ابن فارس1979،م.)259/5 ، ٌ والالفِ َظة :الدِّ یك ،ویقال ال َّرحى ،والبحر ...وهو يشء ولفظت الَّش َء من فميَّ . ُ
:لفظت الَّشء من فمي ُ ُ
والفعل ل َف َظ ال ََّّشء ُ .یقال بشیء كان فی فیك ٍ و فی لسان العب البن منظور(ت711.هـ) :اللفظ أن ترمی
یظ َول ْف ٌظ .وقال ابن سید ْه :ل َف َظ الَّش َء اظ َو ِلف ٌ
ألفظه لفظا رمیته .وذلك الَّشء ل َفا َظ ٌة... ،قال ابن ِّبر ّي ،واسم ذلك امللفوظ لفا َظ ٌة ُول َف ٌ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ وظ َو ِلف ٌ ِ
وبالَّشء َیل ِف ُظ ل ْف اظ اا ،فهو َم ْل ُف ٌ
یب لم .ويف التنزیل العزیزَ ﴿ :ما ی ْلف ُظ من َق ْو ٍل َّإال لدَ ْیه َرق ٌ مى.ول َف َظ بالَّشء ،ی ْلف ُظ ل ْفظ ا :ت َّك َ
یظ :ر َ
عَ تِ ْیدٌ ﴾ )ق( 18 :
در رماه ،فهو ملفوظ ولفیظ(ابن ولفظت بالكالم وت َل َّف ْظ ُت به ،أي ت َك َّل ْمت به .واللفظ :واحدُ واأللفاظ ،وهو يف األصل ْ
مص ٌ
منظور ،د.ت.)4 405،
و فی القاموس املحیط :لفظه ،ولفظ به ،كرضب وسمع :رماه ،فهو ملفوظ ولفیظ ،ولفظ بالكالم :نطق كتلفظ (الفریوز آبادي،
1998م .)698/وعن التعریف االصطالحي للفظ ،یقول أبو البقاء الكفوي (ت 1094هـ) :و اللفظ يف – أصل اللغة – مصدر بمعنى
الرمي ،وهو بمعنى املفعول ،فیتناول ما مل یكن صوتا وحرفا ،وما هو حرف واحد وأكثر ،مهمال أو مستعمال ،صادرا من الفم أو ال ،لكن
خص يف عرف اللغة بام صدر من الفم من الصوت املعتمد عىل املخرج حرفا واحدا أو أكثر ،مهمال ،أو مستعمال.
معنى فقول،
ا معنى فهو لفظ ،وإن أفاد
ا ویقول أیض اا :وما خرج من الفم إن مل یشتمل عىل حرف فهو صوت ،وإن اشتمل ومل یفد
فإن كان مفر ادا فكلمة ،أو مركب اا من اثننی ومل ِیفد نسبة مقصودة فجملة ،أو أفاد ذلك فكالم ،أو من ثالثة َفكَلِ ٌم)14(.
~~5
للمشرتك اللفظی تعاریف شتی أمهها:
تعریفات القدماء للمشرتك اللفظی:
عرفه السیوطی بقوله « :و قد َحدَّ ُه أهل األصول بأنه اللفظ الواحد الدال علی معنینی خمتلفنی فأكثر داللة علی السواء عند أهل
تلك اللغة» (الزخمرشي1998 ،م.)369/،
يف ما قال الرسخيس :فأما املشرتك فكل لفظ به معان أو أسام ،ال علی سبیل االنتظام ،بل عىل احتامل أن یكون كل واحد ،هو املراد
به عىل االنفراد .وإذا تعنی الواحد مرادا به ،انتفى اآلخر .مثل اسم (العنی) فإنه للناظر ،ولعنی املاء ،وللشمس،وللمیزان ،وللنقد من املال،
وللَّشء املعنی ،ال عىل أن مجیع ذلك مراد بمطلق اللفظ ،ولكن عىل احتامل كون كل واحد مرادا بانفراده عند اإلطالق ،وهذا ألن االسم
یتناول كل واحد من هذه األشیاء ،باعتبار معنى ،غری املعنى اآلخر .وقد بینا أن لفظ الواحد ال ینتظم املعاين املختلفة.
أما الشوكاين فحده بقوله :اللفظة املوضوعة حلقیقتنی خمتلفتنی ،أو أكثر ،وضعا أوال ،من حیث مها كذلك .فخرج بالوضع ،ما یدل
عىل الَّشء باحلقیقة ،وعىل غریه باملجاز وخرج بقید احلیثیة ،املتواطئ .فإنه یتناول املاهیات املختلفة ،لكن ال من حیث هي كذلك ،بل من
حیث إهنا مشرتكة يف معنى واحد.
كي ( 1771هـ) إىل أنه "اللفظ الواحدُّ ،
الدال عىل معنینی خمتلفنی أو أكثر؛ داللة عىل السواء عند أهل الس ُب ُّ
تاج الدین ُ
بینام یذهب ُ
الوضع واألخرى من ِ
كثرة اس ِتف ْ
یدت إحدامها من ْ ِ ِ ِ
مستفادتنی من الوضع األول أو من كثرة االستعامل ،أو ُ الداللتان تلك اللغة ،سوا ٌء كانت
اختلفت حم ُّلها.وقولنا"
ْ ِ
االستعامل .ومن قولنا" :الواحد "احرتازٌ عن األسامء املتباینة واملرتادفة؛ فإنه یتناول املاهیة ،وهي معنى واحد ،وإن
:عند أهل تلك اللغة "...إىل آخره ،إشار ٌة إىل أن املشرتك قد یكون بنی حقیقتنی لغویتنی ،أو عرفیتنی ،أو عرفیة ولغویة)14( .
و من تعریفات احملدثني:
تعریف الباحث عبد الواحد وايف حیث یقول عن املشرتك :وذلك بأن یكون للكلمة الواحدة عدة معان تطلق عىل كل منها عىل
طریق احلقیقة ال املجاز ،وذلك كلفظ (اخلال) الذي یطلق عىل أخي األم ،وعىل الشامة يف الوجه ،وعىل السحاب ،وعىل البعری الضخم،
وعىل األكمة الصغری (رمضان1999 ،م.)145/،
احتدت صورة لفظة ،واختلف معناها أو هو :أن
ْ -و یقول الدكتور صبحی صالح فی كتابه دراسات فی فقه اللغة :هو ما
تتعدد املعاين َّل َّلفظ الواحد (صبحي الصالح1986،م.)302/
ٍ
معان تطلق علی -وأما الدكتور وايف يف كتابه "فقه اللغة "فقد قال عن املشرتك اللفظي" :وذلك بأن یكون للكلمة الواحدة عد ُة
كل منها علی طریق احلقیقة ال املجاز( )13-114( .رمضان1999 ،م.)114/،
تعریف االستاذ الرتتوري الذي استخلصه من جمموعة تعاریف اصولیة ،وهو ( :املشرتك :هو اللفظ املوضوع لكل واحد من معنینی
فأكثر بوضع واحد) .
وخیترص الدكتور أنیس تعریف املشرتك اللفظي بكتابه (يف اللهجات العربیة) بقوله :وهو(الكلامت التي رویت لنا متحدة الصورة
خمتلفة املعنى) (أنیس2003،م.)192/
أي أن املشرتك اللفظي :هو الكلمة الواحدة التي تعرب مع حمافظتها عىل لفظها وأصواهتا عن أكثر من معنى واحد.
~~6
وكام ترى ،فإن هذه التعریفات كلها ترمي إىل مفهوم واحد هو أن املشرتك اللفظي :یعني اللفظة الواحدة (أوالكلمة الواحدة) التي
هلا عدة معان تدل عىل كل معنى من معانیها داللة حقیقیة.
الفرق بنی املشرتك اللفظی و املعنوی
قال اللغویون ینقسم املشرتك اىل قسمنی :معنوي ولفظي.
واملشرتك املعنوي كام یعرفه االستاذ الرتتوري يف رسالته )املشرتك وداللته عىل االحكام( :لفظ تعدد معناه دون وضعه ،واتفقت
أفراده يف ذلك املعنى ( .
ویقول الرتتوري يف رشح تعریفه هذا ) :ومعنى قولنا ) اتفقت أفراده يف ذلك املعنى أي اشرتكت أفراده يف معناه
مثال ذلك( :اجلسم) فانه یطلق عىل السامء واالرض واالنسان وغریها من األجسام ،الشرتاكها يف معنى اجلسمیة التي وضع االسم
بازائها.
وهذا یعني أن املشرتك املعنوي هو ما یصطلح علیه فیعلم املنطق بـ (الكيل) مالحظا فیه انطباقه عىل جزئیاته.
والكيل یقسم منطقیا باعتبار مستوى انطباقه عىل مصادیقه (جزئیاته) إىل :متواطئ ومشكك.
فام تساوت فیه نسبة االنطباق فهو املتواطي ،وذلك نحو اإلنسان والذهب فان كال من هذین الكلینی یصدق عىل مجیع جزئیاته
بالتساوي دون التفاوت يف انطباقه علیها.
وإن تفاوت انطباق الكيل عىل جزئیاته فهو املشكك،وذلك مثل البیاض ،فان نسبة انطباقه عىل جزئیاته خمتلفة شدة وضعفا ،ونصوعا
وخفوتا.
وهبذا نلمس الفرق بنی املشرتك اللفظي واملشرتك املعنوي:
* -هو أن اللفظ يف املشرتك اللفظي اسم للمعنى ،ويف املشرتك املعنوي هو وصف للمعني.
* -املشرتك املعنوي یقبل القسمة واملشرتك اللفظي ال یقبل القسمة،
العنی كمشرتك لفظي :ال جیوز أن نقول إهنا تنقسم إىل :اجلاسوس ،والبارصة ،وعنی املاء . ...
يف حنی أن املشرتك املعنوي یقبل القسمة :الكلمة مثال مشرتك معنوي تنقسم إىل اسم وفعل وحرف ( .)14الفرق بنی املشرتك
اللفظی و الرتادف:
الرتادف اصطالحا فیام عرفه الشیخ اجلرجانی« :عبارة عن االحتاد فی املفهوم؛ و قیل :هو توالی األلفاظ املفردة الدالة علی شیء
واحد باعتبار واحد».
سهم و نجواهم»ِ « ،رشع اة و منهاج اا» ِ ِ
و املرتادفان مثلَ « :ب ِّثی و ُحزْ نی»َّ « ،
فهو إشرتاك األلفاظ املتعددة يف معنى واحد و هو عكس املشرتك اللفظی بمعنی داللة اللفظ الواحد علی املعانی املتعددة و لكی
نستوعب هذه التعاریف نشری إلی نظرة علامء األصول لنسبة األلفاظ للمعانی إشارة موجزة عابرة :قال أهل األصول :اللفظ و املعنی إ َّما
أن یتحدا فهو املُ ْفرد كلفظة اهلل ،فإالنفراد لفظه بمعناه؛ أو یتعدَّ د فهي األلفاظ املتباینة كاإلنسان والفرس وغری ذلك من األلفاظ املختلفة،
والصفة؛ نحو ٍ ٍ
املوضوعة ملعان خمتلفة؛ وحینئذ إما أن یمتنع اجتامعهام؛ كالسواد والبیاض ،وتسمى املتباینة املتفاضلة؛ أو ال یمتنع كاالسم ّ
السیف والصارم ،أو الصفة وصفة الصفة كالناطق والفصیح ،وتسمى املتباینة املتواصلة؛ أو یتعدد اللفظ واملعنى واحدٌ فهو األلفاظ
ملعنى ثم نقل لغریه ال لعالقة فهو املرجتل،أو
املرتادفة؛ أو یتحد اللفظ ویتعدد املعنى؛ فإن كان قد وضع للكل فهو املشرتك ،وإال فإن وضع ا
~~7
لعالقة فإن اشتهر يف الثاين كالصالة سم َّي بالنسبة إىل األول منقوال عنه ،وإىل الثاين منقوال إلیه؛ وإن مل یشتهر يف الثاين كاألسد فهو حقیق
بالنسبة إىل األول جماز بالنسبة إىل الثانی (السیوطي،د.ت.)368/،
اختلف علامء ال ُّل َغ ِة القدامى وحمدثون يف ظاهرة االشرتاك اللفظي وذهبوا فیها مذاهب شتى فبعضهم اعرتف هبا وقال بوجودها يف
ٍ
ولكل رأیه وحجته التي استند علیها. فریق آخر للقول بعدم وجودها يف ا ّللغة الواحد،
اللغة العربیة ،وقد ذهب ٌ
القائلون باالشرتاك اللفظی:
عند علامء العربیة القدامی
و علی رأس هؤالء خلیل بن أمحد الفراهیدی و سیبویه و أبوعبیدة و الثعالبی و املربد و غریهم.
ِ
اللفظنی واملعنى واحدٌ ،واتفاق واختالف
َ ِ
املعنینی، ِ
اللفظنی الختالف كال ِمهم اختالف
أن من ِ
یقول سیبویه مقسام األلفاظ :اعلم ّ
وسع ابن فارس يف مفهوم سیبویه السابق ذكره بقوله :و منه اتفاق اللفظ واختالف املعنی كقولنا :عنی املاء وعنی املال وعنی الركبة
وعنی املیزان ،ومنه يف كتاب اهلل جل ثناؤه) :قضی( بمعنی ختم كقوله جل ثناؤهَ ﴿ :ق ََض َعلیْ َها املَْ ْو َ
ت﴾ ) الزمر )42و قضی بمعنی أمر
﴿و َق ََض َر ُّب َك أالَّ َت ْع ُبدُ ْوا إالَّ إ َّیا ُه﴾ ( اإلساء )23أي أمر .ویكون قضی بمنی أع َلم كقوله ّ
جل ثناؤه: كقوله جل ثناؤهَ :
أنت َق ٍ
اض﴾ (طه)72 جل ثناؤه ﴿ َفا ْق ِ
ض َما َ :صنَع كقوله ّ ئیل ِيف ا ْلكِ ِ
تاب﴾ اإلساء 4أي أعلمناهم .وقَض بمعنى َ إساِ َ ِ
﴿و َق َضینَا إىل بِني ْ َ
َ
﴿ثم ا ْق ُض ْوا إ َّيل﴾ یونس : 71أي اعملوا ما أنتم عاملون وقَض َ :ف َرغ .ویقال للمیت َ :ق ََض أي فرغ. وكقوله ّ
جل ثناؤهَّ :
ٍ
بمثال لیوضح ما ذهب إلیه ،فلفظة (قَض) حتمل عد ادا من فابن فارس يف النَّص أعاله بعد أن أوضح مفهوم املشرتك ال َّل ِّ
فظي جاء
املعاين املختلفة (ابن فارس1979،م.)149/ ،
~~8
یقول ابن جنی « :من ،وال ،وإن ،ونحو ذلك مل ُیقترصهبا علی معنى واحد ألهنا حروف وقعت مشرتكة ،كام وقعت األسامء مشرتكة؛
أیضا الرجل
الصدى؛ فإنه ما ُیعارض الصوت ،وهو بدن املیت ،وهو طائر خیرج فیام یدّ عون من رأس القتیل إذا مل یؤخذ بثأره ،وهو ا
نحو َّ
اجلید الرعیة للامل يف قوهلم :هو صدى ٍ
مال ...مما اتفق لفظه واختلف معناه .وكام وقعت األفعال مشرتكة ،نحو وجدت يف احلزن ،ووجدت
الضالة ،ووجدت بمعنى علمت ،ونحو ذلك ،فكذلك جاء نحو هذا يف احلروف» و هبذا یثبت
يف الغضب ،ووجدت يف الغنى ،ووجدت يف ّ
ابن جني االشرتاك للحروف ،واألسامء ،واألفعال عىل حد سواء.
ضیق ابن درستویه مفهوم املشرتك ،وأخرج منه كل ما یمكن رد معانیه إىل معنى عام جیمعها ،جاء عنه يف املزهر« :قال – ابن
یزعم أن من كالم العرب ما ی ِتف ُق
ُ درستویه يف رشح الفصیح – وقد ذكر لفظه (وجد) واختالف معانیها -هذه اللفظة من أ ْقوى ُح َجج من
لفظه وخیتلف معناه؛ ألن سیبویه ذكره يف أول كتابه ،وجعله من األصول املتقدمة؛ فظ َّن من مل یتأمل املعاين ،ومل یتحقق احلقائق أن هذا ٌ
لفظ
واحد قد جاء ٍ
ملعان خمتلفة ،وإنام هذه املعاين كُّلها يش ٌء واحد ،وهو إصاب ُة الَّشء خریا كان أو رشا ،ولكن فرقوا بنی املصادر؛ ألن املفعوالت
غامض ِ ،
وعللها وقیاسها الفرق يف املصادربأهنا أیضا مفعولة ،واملصادر كثریة التصاریف جدا ،وأمثلتها كثریة خمتلفة،
ٌ ُ كانت خمتلفة ،فجعل ْ
أهل اللغة أهنا تأيت عىل غری قیاس ،أل هنم مل یضبطوا قیاسها ومل ِیقفوا
خفیة واملفتشون عنها قلیلون ،والصرب علیها معدوم؛ فلذلك تو َّهم ُ
~~9
ومن املحدثنی من وقف أمام ظاهرة االشرتاك اللفظي موقف املتشدد فأخرج منه كل األلفاظ التي آلت إلیه عن طریق املجاز و من
هؤالء عيل عبد الواحد وايف والذي ذهب إىل أن كثریا من أمثلة املشرتك اللفظی یمكن تأویلها عىل وجه آخر خیرجها من هذا الباب
(وايف2004،م.)136/
كام ذهب إبراهیم أنیس إىل نفس املذهب فقال :إذا اتضح أحد املعنینی هو األصل ،و أن اآلخر جماز له ،فال یصح أن یعد هذه من
املشرتك اللفظی فی حقیقة أمره ،و قد كان ابن درستویه حمقا حنی أنكر معظم تلك األلفاظ التی عدّ ت من املشرتك اللفظی ،و اعتربها من
املجاز.
و ذهب إبراهیم أنیس إلی أن املشرتك اللفظی فی صورته الصحیحة ال ُیتصور إلی حنی تنقطع الصلة بنی الداللتنی ،كاخلال حنی
أما صبحی صالح من املحدثنی أیضا ،فقد انترص لوقوع مشرتك اللفظی فی اللغة ،إذ أخذ یلتمس روابط مشرتكة بنی املعانی
املتعددة للفظ الواحد ،و تكلف فی ذلك كثریا ،و كأنه أحس بذلك عندما قال :و لقد یكون فی التامس فی هذه الروابط املشرتكة بعض
التكلف ،و لكنه خریا ألف مرة من اترصف فی رمی القدماء بقلة التثبت ،فام أمثالنا أهل لكیل االهتامات جزافا ألمثاهلم (صبحي
الصالح1986،م)308/
-1
بعض أمثلة املشرتك باعثها تباین اللهجات العربیة القدیمة ،وملا جامعو اللغة ضموا هذه األلفاظ املشرتكة صارفنی النظر يف كثری
من األحیان عن رجع كل معنى إىل القبیلة التي كانت تستخدمه ،والناظر يف املعجامت أو كتب العربیة جید هذا التباین يف بعض أمثلتها،و
من ذلك ما ذكره السیوطی :ومن املشرتك بالنسبة إىل لغتنی :قال يف الغریب املصنف قال أبو زید :األ ْل َف ُت يف كالم قیس :األْ ْمحق ،واأل ْلفت
يف كالم متیم :األعرس ،وقال األصمعي :السلِیط عند عامة العرب :الزیت ،وعند أهل الیمن :دهن السمسم (ابن فارس1997،م.)381/
ویرى رمضان عبد التواب أن هذه املعاين قد تكون لغری قبیلة؛ إذ إن الشك قد یتبادر إىل الذهن يف استعامل قبیلة واحدة كل معاين
هذا اللفظ (رمضان1999 ،م.)329/
أما إبراهیم أنیس فهو یذهب إىل أنه قد یتغری معنى الكلمة يف هلجة من اللهجات ،ثم یمر زمن طویل ،خالله ینسى فیه املعنى
األصيل ،وتلتزم تلك اللهجة استعامل هذه الكلامت يف معناها اجلدید دون سواء ،وهنا نرى هلجات اللغة الواحد تستعمل كلامت متحدة
الصورة يف معان خمتلفة ،ویظهر أن هذه الظاهرة قد لعبت دورا مهام يف اللهجات العربیة ،إذ تغریت معاين بعض الكلامت يف بعض اللهجات
دون البعض اآلخر لظروف لغویة خاصة .فلام مجعت اللغة خ ِّیل جلامعیها أن إحدى القبائل تستعمل هذه الكلمة يف معنى من املعاين ،يف
حنی أن قبیلة أخرى تستعملها فی معنی آخر .و حقیقة معنی هذه الكلمة قد تغری فی هلجة من اللهجات دون أن یطرأ علیه التغیری فی
اللهجة األخری (سیبویه1988،م .)170/ویمثل هلذا بكلمة ( ِ
اهل ْج ِرس) التي تعني القرد يف لغة أهل احلجاز ،وتعرب عن الثعلب عند متیم،
وال یكاد یشك يف أن الكلمة كانت تطلق عىل احد احلیواننی وحده ،ألن البیئة الصحراویة تناسبه ویكثر فیها أمثاله ،ثم إن هذا تغری لظرف
من الظروف املجهولة ،فأصبح یعني عند قبیلة من القبائل شیئا آخر غری الشائع ،ثم جاء جامعو اللغة وذكروا معنینی اثننی هلذه الكلمة
(سیبویه1988،م.)170/
~ ~ 10
-2
و له أشكال خمتلفة ،منها:
~ ~ 11
أن(احلب) بمعنى (الوداد) ،و(اجلرة) التي جیعل فیها املاء لفظة مشرتكة ،واملعنى األول عريب ،واألخری فاريس مأخوذ من كلمة فارسیة
مماثلة للفظ العريب ،ومثل هذا النوع قلیل الوقوع.
اخلارجي كالرسعة يف األكل أو السری أو الطعن ،أو خفة اجلاریة -ملا كان ذلك كذلك – اقرتن كل مظهر من املظاهر املذكورة آنفا بلفظة
(املشق).
و قد أضفت هذه الداللة املائعة العامة التی تكتنف (املشق)ٍ إلی أن تلحقها بركب االشرتاك اللفظی.
-3
و قد حيدث أن تؤدی القواعد الترصیفیة إلی أن تتفق لفظتان فی صیغة رصفیة و احدة ،فینشأ عن ذلك تعدد فی معنا هذه الصیغة
یفضی هبا إلی أن تكون مائلة فی مضامر ما هو مشرتك لفظی ،و قد حيدث أن تكون صیغة املصدر الثالثی (علی فعول) كهروب وخروج،
و أن تكون صیغة اجلمع (علی فعول) أیضا كسیوف و أمور ،و لكن یعرض فی اللغة أن جتیء صیغة املصدر وصیغة اجلمع متطابقتنی فی
املبنی ،مفرتقتنی فی املعنی ،و ذلك نحو (ظهور) التی تفید معنینی :معنی مأخوذا من صیغة املصدر و معنی آخر من صیغة اجلمع.
و كلمة (سائل) اسم فاعل من فعل (سال) و من فعل (سأل) و كال الفعلنی مفرتق فی معناه عن اآلخر .و هذا ما یسمی باجلناس
و أحیانا العربة عندمها يف االتفاق يف النطق واألصوات بغض النظر عن صورة الكتابة نحو كلمتی ( علی و عال أو عصا و عصی) تعریف
اجلناس :التجنیس أو اجلناس هو أن یتفق اللفظان يف النطق أو یتقاربان فیه وخیتلفان يف املعنى ،هذا من جهة ماهیته ،أما من جهة فائدته فقد
عرفه الرماين فقال" :هو بیان املعاين بأنواع من الكالم جیمعها أصل واحد من اللغة".
و للجناس أنواع متعددة و ما نحن بصدده هنا هو( التجنیس التام) وهو ما اتفق فیه اللفظان يف أربعة أشیاء ،نوع احلروف ،وعددها،
وهیئتها ،وترتیبها ،مع اختالف املعنى.
~ ~ 12
ب -جتنیس اسم و فعل(التجنیس املستوفی)
مثال :قوهلم "ارع اجلار ولو جار" ،فاجلار األوىل أي الساكن بقربك ،و جار الثانیة أي ظلم وتعدى .ومثال:آخر "فدارهم ما دمت
يف دارهم "فدارهم فعل أمر من املداراة ،ودارهم الثانیة بمعنى الدار.
-1وجود معنی مركزی للفظ ،تدور حوله عده معان فرعیة أو هامشیة.
واملعنى املركزي هو الكلمة التي یمكن أن تدرج حتت معناها كلامت أخرى هلا معان جزئیة أو هامشیة نحو كلمة «هالل» )رأیت
هالل اللیلة وفالن ال یبرص هالل حذائه وال یقطع هالل أصابعه و اهلالل اخلصیب :أی العراق و الشام فاملعنی املركزی هو «اهلالل» بشكله
املعروف و البقیة ذوات معان هامشیة.
-2تعدد املعنی ،نتیجة استعامل اللفظ فی أوضاع خمتلفة و یسمی (التغیریات اإلستعامل) نحو كلمة
-هتتم اهلیئات البلدیة بالرصف كثریا ،يف برنامج هذه السنة .
-3داللة الكلمة الواحدة عىل أكثر من معنى ،نتیجة حلدوث تطور يف جانب املعنى.
أن تدل الكلمة الواحدة عىل أكثر من معنى ،نتیجة لتطور یعرتهیا يف املعنى ،وهوالذي یسمیه اللغویون (تعدد املعنى) بسبب تطور
تطور معناها إىل (عملیة جراحیة ،عملیة اسرتاتیج َّیة ،عملیة يف صفقة جتاریة).
معنى الكلمة ،نحو كلمة (عمل َّیة) التي ّ
و یری بعض العلامء أن هناك طریقنی رئیسنی تتبعهام الكلامت الكتساهبا معانیها املتعددة:
• التغیری فی تطبیق الكلامت أو استعاهلا ،ثم شعور املتكلمنی باحلاجة إلی االختصار فی املواقف و السیاقات التی تكرر فیها الكلمة
تكرارا ملحوظا.
• االستعامل املجازی أو نقل املعنی.
-4وجود كلمتنی یدل كل واحد منهام علی معنی ،و قد احتدت صورة الكلمتنی نتیجة تطور فی
القرآن قد نزل بلغة العرب الذین اشتهروا بقوة الفصاحة والبالغة ،فأعجزهم فصاحته وبیانه املعجز ،وبالغته التي تقارصت دوهنا
بالغتهم ،إذ كان أوسع دائرة يف أسلوبه ،وأدق معنى يف تعبریه ،وأكثر استعامالا لأللفاظ الدالة عىل املعنى الواحد ،وأفضل صیاغة للفظ
الواحد الدال عىل املعاين املتعددة بام أصبح یعرف بالوجوه والنظائر يف القرآن الكریم التي كشفت النقاب عن املعاين املتعددة واملتجددة .
~ ~ 13
و ما زالت معاين القرآن الكریم بكرا تتجدد يف كل عرص ألنه القاعدة العریضة للرشیعة ِ
اإلسالمیة الصاحلة لكل زمان ومكان .وملا
كانت معاين هذا القرآن مكنونة يف ألفاظه العربیة املعجزة تنوعت مسالك العلامء يف استخراج معانیه من هذه األلفاظ ،وقامت دراسات
حول ألفاظه العربیة كي یتسنّى للفقیه ،واملفتي ،واحلاكم ،وطالب الفائدة معرفة أحكامه ومعانیه لذلك اعتنى العلامء املتخصصون بعلوم
القرآن الكریم هبذا اجلانب عنایة خاصة ،وذلك ألمهیته ،إذ به تتسع قاعدة املفاهیم اإلسالمیة ،وتصل إىل البعید والقریب ،والعايل والداين.
فكتب فیه العلامء منذ بدایة القرن الثاين اهلجري.
ع ّرف ابن اجلوزی الوجوه والنظائر يف كتابه (نزهة األعنی النواظر يف علم الوجوه والنظائر يف القرآن الكریم)" :واعلم أن معنى
الوجوه والنظائر أن تكون الكلمة الواحدة قد ذكرت يف مواضع من القرآن الكریم عىل لفظ واحد وحركة واحدة ،وأرید بكل مكان معنى
للكلمة غری معناها يف املكان اآلخر ،وتفسری كل كلمة بمعنى یناسبها غری معنى الكلمة األخرى ،هذا ما یسمى (الوجوه) ،أما النظائر( فهو
اسام للمعاين).
اسم لأللفاظ ،وعىل هذا تكون الوجوه ا
أمثلة عىل الوجوه والنظائر يف القرآن :
أوالا :الوجوه.
قال اإلمام السیوطي :ومن ذلك السوء یأيت عىل أوجه •
عذ ِ
اب﴾ (البقرة .)49 الشدة َ ﴿ :ی ُسو ُم ْون ُك ْم ُس ْو َء ا ْل َ •
بسوء﴾ (األعراف .)73 ﴿والَ مت َ ُّس َ
وها ُ والعقرَ : •
بوك ا ْم َرأ َس ْو ٍء﴾ (مریم .)28
والزنى ﴿ :ما جزَ اء من أراد َبأ ْهلِ َك سوءا﴾ (یوسف ﴿ ،)25ما كَا َن ُأ ِ
َ ُ ا َ ْ َ َ َ َ •
والربص ﴿ :بی َضاء ِمن غَ ِری س ٍ
وء﴾ (طه .)22 •
ْ ْ ُ ْ
یو َم َوا ْل ُّسو َء﴾ (النحل )27 ﴿إن ْ ِ •
زي ْا َل ْ
اخل َ والعذاب َّ :
~ ~ 14
و فی خامتة هذا البحث أسجل أهم النتائج التی توصلت إلیها و هی كام یأتی:
اعتبار ظاهرة االشرتاك اللفظی قضیة داللیة فهی اشتامل اللفظ علی عدة معان ،تنتمی إلی قضیة واسعة ،كبریة و شاملة فی •
الرتاث العربی فی ما یسمی بقضیة اللفظ و املعنی.
املشرتك اللفظی ما هو إال نتیجة أو انعكاس للجدل و التناسب و التوازن احلاصل بنی األلفاظ و املعانی علی املستوی الكلمة •
املفردة من حیث هی لفظ مفرد و جمرد دون أن یدخل فی تركیب أو تألیف.
التقابل بنی اللفظ واملعنى أثار نشاطا لغویا ملعرفة الكیفیة أو اآللیة التي اعتمد إلجیاد نوع من التوازن بنی عنرصین وصف أحدمها •
باملحدودیة وهو األلفاظ يف مقابل العنرص اآلخر الذي وصف بالالحمدودیة وهو املعاين .ومع االشرتاك اللفظي نجد َّ
أن اللفظ
الواحد یعرب عن عدة معاين ،فمن خالل هذه الظاهرة تفرض اللغة منطقها يف احتواء هذا اجلدل القائم بنی اللفظ واملعنى .
االشرتاك اللفظي عامل مهم من عوامل املسامهة يف إضافة معان جدیدة للكلمة الواحدة وتعدد دالالهتا كام أنه وطید الصلة •
بالسیاق إذ ال یمكن حتدید معنى كلامته إال بوجودها داخل تراكیب معینة كام أن األلفاظ العربیة التي تعد من املشرتك اللفظي
یمكن أن نلحظها بصورة ملفتة لالنتباه ،وهي تكون قدرا ال یستهان به من الثروة اللفظیة ،وهذا دلیل عىل ثرائها ،وعىل سعتها
يف التعبری.
أغلب كلامت املشرتك اللفظي یعود سببها إىل التغری الداليل وهذا ما یراه اللغویون يف اللغة عامة يف معظم حاالته. •
~ ~ 15
املصادر و املراجع
القرآن الكریم
-1ابن فارس ،أمحد 1997(،م) ،الصاحبي يف فقه اللغة العربیة ومسائلها وسنن العرب يف كالمها ،د.ط ،النارش :حممد عيل
بیضون.
ابن فارس ،أمحد 1979(،م) ،معجم مقاییس اللغة ،حتقیق :عبد السالم هارون ،دار الفكر للطباعة والنرش. -2
-3ابن منظور(،د.ت) ،لسان العرب ،حتقیق :عبداهلل علی الكبری ،و حممد أمحد حسب اهلل ،و هاش حممد الشاذلی ،داراملعاف
،القاهرة.
الزخمرشي1998(،م) ،أساس البالغة ،حتقیق :حممد باسل عیون السود ،ط ،1دار الكتب لعلمیة ،بریوت – لبنان. -4
-5السیوطي جالل الدین(،د.ت) ،املزهر يف علوم اللغة و أنواعها ،رشح و تعلیق :حممد جاد املوىل بك وحممد أيب الفضل
الصالح ،صبحي1986( ،م) ،دراسات يف فقه اللغة ،ط ، 16دار العلم للمالینی ،بریوت لبنان. -6
-7الفریوز آبادي1998( ،م) ،القاموس املحیط ،حتقیق :مكتب حتقیق الرتاث يف مؤسسة الرسالة ،بإرشاف :حممد نعیم
املن ّّجد ،حممد نور الدین1999( ،م) ،االشرتاك اللفظي يف القرآن الكریم بنی النظریة والتطبیق ،ط ، 1دار الفكر، -8
دمشق.
-9أنیس ،إبراهیم2003( ،م) ،يف اللهجات العربیة ،مكتبة األنجلو املرصیة ،القاهرة .
-10سیبویه1988( ،م) ،الكتاب ،حتقیق :عبد السالم هارون ،ط ، 3مكتبة اخلانجي ،القاهرة .
-11عبدالتواب ،رمضان 1999( ،م) ،فصول يف فقه اللغة ،ط ، 6مكتبة اخلانجي ،القاهرة .
-12وافی ،عيل عبد الواحد2004( ،م) ،فقه اللغة ،ط ، 3هنضة مرص للطباعة والنرش والتوزیع ،القاهرة .
-13الشبكة الدولیة
http://www.3refe.com/vb/showthread.php?t=208089
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=9689
http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=64855
http://almerja.com/reading.php?idm=53456
~ ~ 16