‫بحث بعنوان‬

‫التحكيم التجاري في المملكة العربية السعودية‬

 ‫مقدمة‬

‫التحكيم يعتبر من المفاهيم العريقة بدأ مع بداية االنسان واستمر على خطى شتى الحضارات القديمة‪ ،‬منها‬
‫دول الشرق وانتشر في المدن اليونانية بسبب المنازعات التجارية و الدينية القائمة فيما بينها‪ ،‬بالتزامن مع‬
‫القبائل العربية وكان المسؤول عن التحكيم في المنازعات هو شيخ القبيلة الى حين ظهور الدين االسالمي‬
‫الذي اوجب نظام التحكيم بالنصوص القرآنية تحقيقا ً الهداف الدين االسالمي التي تسعى الى التسامح والعدل‪.‬‬

‫حرصت الدول عموما ً على تنظيم جوانب التحكيم بموجب قواعد قانونية تتناول التحكيم منذ إتفاق األطراف‬
‫عليه وحتى صدور الحكم فيه ‪ ,‬هـذه القواعد المنظمة قدمت لها بعض الدول قسما ً خاصا ً في قوانين المرافعات‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬في حين قامت بعض الدول األخرى بتخصـيص قانون لقواعد التحكيم‪.‬‬

‫وفي المملكة العربية السعودية ‪ ،‬حظي التحكيم باهتمام كبير منذ بداية التنظيم القانوني والقضائي الحديث‬
‫للمملكة ‪ ،‬وقد تم التأكيد دوما ً على أن يكون لقضاء الدولة دور هام فـي التحكـيم‬

‫ومنه نرى ان التحكيم اصبح الطريقة المثلى والمفضلة للفصل في المنازعات التجارية الداخلية ويؤكد ذلك‬
‫العدد المتزايد لقضايا التحكيم‪ ,‬ويعتبر مرحلة مزدهرة من مراحل المجتمع‪ ,‬فيمكننا تعريف التحكيم بشكل‬
‫مختصر على انه اتفاق اطراف العقد بموجبه على احالة قضيتهم او نزاعاتهم الى محكم قضائي او هيئة‬
‫تحكيمية‪ ,‬والذي يقوم بتحديد القانون الواجب التطبيق على إجراءات سير الدعوى التحكيمية وفقا ً لقواعد و‬
‫انظمة التحكيم التجاري السعودي ‪.‬‬

‫اسباب اختيار البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫هناك عدة اسباب دفعتني للنظر في هذا البحث منها ما يتحلى بصفة ذاتية‪ ,‬ومنها ما يتحلى بصفة موضوعية‪,‬‬
‫تعود االسباب الذاتية الى تفضيلي لهذا النوع من المواضيع التي تتعلق بالقانون التجاري باالضافة الى‬
‫تخصصي الدراسي التي اعطتني الشجاعة والدافع إلى تناول هذا الموضوع‪.‬‬

‫اما من الجانب الموضوعي تملكتني رغبة كسب المعلومات المتعلقة في مجال التحكيم التجاري الداخلي في‬
‫المملكة والتعرف على القواعد المتعلقه به وأحكامه مع اضافة بعض الدراسات السابقة وبشكل بسيط‪.‬‬

‫اشكالية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪( 1‬الدكتورة عبد الرحمن‪ ,‬هدى محمد مجدي ‪ .) 1997(.‬دور المحكم في خصومة التحكيم وحدود سلطاته‪ .‬دار النهضة العربية ‪.‬القاهرة ‪ ١٩٩٧ .‬ص‬
‫‪ ٧‬وما يليها‪.‬‬
 ‫اشكالية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫كما ذكرنا سابقاً‪ ,‬اولت المملكة العربية السعودية اهتماما ً كبيرا لموضوع التحكيم التجاري‪ ,‬ونظمت‬
‫قوانينه بطريقة مفصلة منذ بدأ نشوء نظام القانون والقضاء الجديد ‪ ,‬وقامت بربط العالقة بين القضاة و‬
‫التحكيم ولم تقم بفصلهما كليا ً كما فعلت بعض الدول‪ ,‬وعلى ضوء ما تكلمناه سنقوم بالتحدث عن التحكيم‬
‫التجاري الداخلي في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫اهمية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تكمن اهمية دراسة التحكيم التجاري الدخلي في‪:‬‬

‫تم اتباعه في حل منازعات التجارة بالتعاون مع القضاء ويضاف الى ذلك دوره الفعال في الفصل في‬ ‫‪‬‬
‫منازعات التجارة‪ ,‬وهذا ما اكسبه المصداقية والثقة‪.‬‬
‫‪.‬انشاء مؤسسات التحكيم ويعود ذلك الى كثرة القضايا والنزاعات المعروضة على هيئات التحكيم‬ ‫‪‬‬
‫حقيقة التحكيم كنزاع موجود منذ القدم‪ ,‬واختلفت طرقه وانواعه من حضارة الى اخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اهداف البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حيث يهدف البحث الى‪:‬‬

‫التعرف على مفاهيم التحكيم التجاري الداخلي‬ ‫‪‬‬

‫التعرف على تاريخ وتطور التحكيم التجاري الداخلي ونشأته‬ ‫‪‬‬
‫التحدث عن الضوابط المتعلقة باتفاق األطراف على التحكيم‬ ‫‪‬‬
‫التحدث عن الضوابط المتعلقة بموضوع النزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيان ضوابط شكل وثيقة التحكيم وكيفية اعتمادها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النظر في كيفية تعيين المحكمين او كف يدهم عن التحكيم‬ ‫‪‬‬
‫بيان دور القضاء في االعتراض على حكم المحكمين او االمر بتنفيذه‬ ‫‪‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن دراسة موضوع التحكيم التجاري الدخلي يتطلب إتباع منهجية مناسبة لهذا البحث ‪ ،‬قمت باستخدام المنهج‬
‫التحليلي الذي يتعلق باالطار العملي للتحكيم التجاري الدولي من قواعد قانونية و غيرها‪ ,‬وقمت بدمج المنهج‬
‫التاريخي عندما تطرقنا الى الحديث عن تاريخ وتطور التحكيم التجاري على مر الوقت‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االطار النظري للتحكيم التجاري الدولي‬

‫المطلب االول‪ :‬المفاهيم المتعلقة بالتحكيم التجاري الدولي وتاريخه‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضوابط التي تحكم دور القضاء بصدد اعتماد وثيقة التحكيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور القضاء وعالقته مع التحكيم التجاري السعودي‬

‫المطلب االول‪ :‬دور القضاء بصدد تعيين المحكمين وعزلهم وردهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور القضاء في نظر االعتراض على حكم المحكمين‪ ,‬او االمر بتنفيذ االحكام‬ ‫‪-‬‬