You are on page 1of 137

‫مقدمة الرساتلني‬

‫‪‬‬
‫مقدمة الرسالتني‬
‫وأتم ال َّتسليم على نبيِّنا‬
‫الصالة ُّ‬
‫رب العالمين‪ ،‬وأفضل َّ‬ ‫الحمد هلل ِّ‬
‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪َّ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫َّ‬
‫تتضمن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫للرسالتين‪،‬‬
‫فهذه مق ِّدمة ِّ‬
‫أهمية الموضوع‪ ،‬وتحديد محاور‬
‫َّ‬ ‫* أولا‪ :‬توطئة في بيان‬
‫البحث‪.‬‬
‫الرزاق المغربي‬
‫العالمة أحمد بن عبد َّ‬
‫َّ‬ ‫* ثاني اا‪ :‬ترجمة‬
‫الرشيدي ــ ‪ ‬ــ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الرسالة األولى‪.‬‬
‫* ثالث اا‪ :‬وصف المخطوط من ِّ‬
‫محمد األجهوري ــ ‪ ‬ــ‪.‬‬
‫العالمة علي بن َّ‬
‫* رابع اا‪ :‬ترجمة َّ‬
‫الرسالة الثَّانية‪.‬‬
‫* خامس اا‪ :‬وصف المخطوط من ِّ‬
‫وبيان ذلك على النَّحو ال َّتالي‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫أوَّ ً‬
‫ال‬
‫توطئة يف بيان أهميَّة املوضوع‪ ،‬وحتديد حماور البحث‬
‫الشهيد في اإلسالم‪ ،‬الَّذي‬
‫ال يختلف أح ٌد على عظم مكانة َّ‬
‫بذل نفسه وماله في سبيل اهلل ‪ ،‬وقد قال اهلل ‪{ :‬ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶﯷﯸﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ} [ال َّتوبة‪ .]111 :‬حيث م َّثل اهلل ‪‬‬
‫ومر‬
‫بالشراء‪َّ .‬‬
‫إثابتهم بالجنَّة على بذلهم أنفسهم وأموالهم في سبيله ِّ‬
‫بيع واهلل مربح ال‬
‫برسول اهلل ‪ ‬أعرابي وهو يقرؤها فقال‪ٌ :‬‬
‫نقيله وال نستقيله فخرج إلى الغزو واستشهد(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الرزاق المهدي‬
‫السعود (‪ ،)106/4‬الكشاف‪ ،‬بتحقيق‪ :‬عبد َّ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تفسير أبي ُّ‬
‫السراج المنير (‪ ،)937/1‬تفسير‬
‫(‪ ،)222/2‬الكشف والبيان (‪ِّ ،)29/5‬‬
‫القرطبي (‪ ،)267/7‬تفسير النَّسفي‪ ،‬بتحقيق‪ :‬مروان محمد الشعار (‪،)127/2‬‬
‫وانظر‪ :‬المدخل‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي‬
‫الرازي (‪.)152/16‬‬
‫المالكي الشهير بابن الحاج (‪ ،)11/3‬تفسير الفخر َّ‬
‫‪6‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫و َه َذا َوع ٌد م َؤ َّك ٌد أَخ َب َر اللَّه ‪ ‬أَ َّن َه َذا ال َوع َد ال َّ ِذي َو َع َده‬
‫ين ِفي َسبِيلِه ِ‪َ ،‬وع ٌد ثَاب ٌِت‪َ ،‬وقَد أَث َب َته ِفي ال َّتو َرا ِة‪َ ،‬وا ِإلن ِجي ِل‬ ‫لِلم َجا ِه ِد َ‬
‫ِي(‪ )1‬ــ رحمه اهلل تعالى ــ نَا ِهيك‬ ‫َك َما أَث َب َته ِفي القرآ ِن‪َ .‬و َعن ال َجو َهر ِّ‬
‫اسطَة‬ ‫ين‪َ ،‬والثَّ َمن َجنَّة ال َمأ َوى‪َ ،‬وال َو ِ‬ ‫ِمن َصف َقة ال َبائِع ِف َيها َر ُّب ال َعال َ ِم َ‬
‫م َح َّم ٌد المصطَ َفى ‪َ ،‬و ِفي َذلِ َك قِ َيل‪:‬‬
‫َعلَى لِ َسا ِن َرسو ِل اللَّه ِ ِمـن م َضـرِ‬ ‫ـالر ُّب َعاقِـد َها‬
‫أَكرِم ب َِهـا َصـف َقة فَ َّ‬
‫ـم َتخ َفــى َعــن ال َب َش ـرِ‬ ‫ِ‬ ‫أَث َمان َهــا َجنَّـ ٌة‪ ،‬نَا ِهيــك ِمــن نــزل‬
‫َد ٌار ب َِهــا ن َعـ ٌ‬
‫َش َراب َها َع َس ٌل َصـاف ِمـن ال َكـ َد ِر‬ ‫أَنـ َـواع َمط َع ِم َهــا ِمــن كـ ِّـل َشــه َوتِنَا‬
‫َوحور َهــا د َر ٌر َتزهــو َعلَــى ال َق َمـرِ‬ ‫ِمن ك ِّل َمـا لَـ َّذة طَابَـت َم َوارِد َهـا‬
‫لَــم يَصــف َمشـ َـرب َها يَومــا لِمع َت ِبـرِ‬ ‫ـن دن َيــا ب َِهــا ِم َحـ ٌ‬
‫ـن‬ ‫أَنَّــى ل َ َهــا ثَ َمـ ٌ‬
‫ث َّم قَ َال ‪{ :‬ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ} ; ألَ َّن إخ َ‬
‫الف‬
‫ال َوع ِد إنَّ َما يَط َرأ َعلَى ال َب َشرِ أل َ َح ِد أمور أَو َمجمو ِع َها‪َ ،‬و َذلِ َك لِبخل أَو‬
‫ات أَو لِ َعجز أَو لِ ِنس َيان‪،‬‬ ‫شح َخو َف ال َفقرِ أَو َم َح َّب َة االزدِيَادِ ِمن َّ‬
‫الش َه َو ِ‬
‫ات‪َ ،‬وك ُّل َذلِ َك م َح ٌال َعلَى َخالِ ِق األر ِ‬
‫ض‬ ‫َوذهول أَو َغي ِر َذلِ َك ِمن اآلفَ ِ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬هو أبو الفضل الجوهري كان يخطب في جامع (عمرو بن العاص ‪)‬‬
‫بالقاهرة‪ ،‬وقد سمعه أبو القاضي ابن عطية‪ ،‬وقد نقل ابن عطية ذلك في‬
‫المحرر الوجيز) (‪.)79/3‬‬
‫تفسيره‪َّ ( :‬‬
‫‪9‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫ات‪ .‬فَ َه ِذ ِه اآليَة إ َذا فه َِمت َم َعان ِ َيها‪َ ،‬و َح َضر َت بِخل ِّو ال َقل ِب‪،‬‬
‫الس َم َو ِ‬
‫َو َّ‬
‫يب فِي ال ِج َهادِ زِيَ َادة‬
‫َوشرو ِط االس ِت َما ِع ل َ َتالِ َيها ال َتطلَب ِفي ال َّتر ِغ ِ‬
‫َعلَي َها‪َ ،‬وال ان ِض َم َام َشيء ِمن الم َؤ َّك َد ِ‬
‫ات إلَي َها(‪.)1‬‬
‫سيما وأ َّن َمن‬‫كل زمان‪ ،‬ال َّ‬ ‫أهمية الموضوع في ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وال تخفى‬
‫كانت بضاعتهم من العلم مزجاة‪ ،‬يزيِّنون للنَّاس أنواعا من القتال‬
‫بمسميات مخترعة‪ ،‬ليست من دين اهلل ‪ ‬في شيء‪ ،‬وير ِّغبونهم بما‬ ‫َّ‬
‫حرم اهلل ‪‬‬ ‫للشهيد من األجر العظيم‪ ،‬فيقتلون النَّفس الَّتي َّ‬
‫أع َّد اهلل ‪َّ ‬‬
‫الحق‪ ،‬وخروجهم‬ ‫بغير حق‪ ،‬وين ِّفرون من ال ِّدين بجهلهم‪ ،‬وبعدهم عن ِّ‬
‫أي شيء يق َتلون‪.‬‬ ‫عن جماعة المسلمين‪ .‬ويق َتلون وال يعلمون على ِّ‬
‫أخرج مسلم َعن أَبِى ه َري َرة ‪ ‬قَ َال‪ :‬قَ َال النَّ ِب ُّي ‪:‬‬
‫> َوالذي نَ ْفسي ب َيده لَ َي ْأت َين َعلَى الناس َز َمان َل َي ْدرى ا ْل َقاتل في أ َي‬
‫َشيء قَ َت َل‪َ ،‬و َل َي ْدري ال َْم ْقتول َعلَى أ َي َشيء قت َل<(‪.)2‬‬
‫ثم‬
‫الشهادة‪ ،‬وبيان مراتبها‪َّ ،‬‬
‫ومن هنا كان ال ب َّد من تحديد معنى َّ‬
‫ال َّترغيب فيها‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬المدخل‪ ،‬ألبي عبد اهلل محمد بن محمد بن محمد العبدري الفاسي‬
‫السابقة‪.‬‬
‫المالكي الشهير بابن الحاج (‪ ،)11/3‬والمصادر َّ‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم في (صحيحه) (‪ ،)2231/4‬رقم [‪.]2207‬‬
‫‪7‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫الميسرتان من حيث نظمهما وبيانهما‬


‫َّ‬ ‫وتأتي هاتان المنظومتان‬
‫من إمامين جليلين‪:‬‬
‫الرزاق بن محمد بن‬
‫العالمة أحمد بن عبد َّ‬
‫* أحدهما‪ :‬هو َّ‬
‫أحمد المغربي الرشيدي الَّذي شهد بفضله وسعة علمه القاصي‬
‫وال َّداني‪.‬‬
‫الرحمن بن‬ ‫محمد بن عبد َّ‬
‫العالمة علي بن َّ‬ ‫* واثلَّاين‪ :‬هو َّ‬
‫علي‪ ،‬أبو اإلرشاد‪ ،‬نور ال ِّدين األجهوري‪ ،‬المتكلِّم والمح ِّدث‬
‫والفقيه‪.‬‬
‫أهمية هذين الكتابين يمكن أن نحددها من خالل‬
‫والحاصل أ َّن َّ‬
‫المحاور ال َّتالية‪:‬‬
‫الشهداء‬
‫الشهادة‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وفضل ُّ‬
‫‪ 1‬ــ َّبين كلُّ منهما معنى َّ‬
‫ومراتبهم‪.‬‬
‫كل منهما ذلك في أبيات متناسقة‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ نَ َظ َم ُّ‬
‫كل منهما أبياته بنفسه‪ ،‬وصاحب البيت أدرى بما‬
‫‪ 3‬ــ شرح ُّ‬
‫فيه‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ال يستغنى بإحدى المنظومتين عن األخرى‪ ،‬حيث ال‬
‫تخلو واحدة منهما من إضافة‪ ،‬أو تنبيه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫ثانياً‬
‫ترمجة العالَّمة أمحد بن عبد الرَّزاق املغربي الرَّشيدي‬
‫الرزاق بن محمد بن أحمد المغربي‬ ‫العالمة أحمد بن عبد َّ‬
‫هو َّ‬
‫الرشيدي‪ :‬فقيه شافعي‪ ،‬مغربي األصل‪ .‬مولده ووفاته في (رشيد)‬
‫ثم عاد إلى (رشيد) فعكف على‬ ‫بمصر‪ ،‬تعلَّم بها وجاور باألزهر‪َّ ،‬‬
‫المحبي بأنَّها‬
‫ُّ‬ ‫الشافعية‪ .‬وأل َّف كتبا‪ ،‬وصفها‬
‫ال َّتدريس وصار بها شيخ َّ‬
‫عجيبة‪ ،‬منها (اإللمام بمسائل اإلعالم بقواطع اإلسالم‪ ،‬البن حجر‬
‫الهيتمي) شرح له‪ ،‬في األزهريَّة‪ ،‬و(حاشية على شرح المنهاج‬
‫للرملي)(‪ ،)1‬و(تيجان العنوان) منظومة على نمط عنوان الشرف‬
‫الوافي‪ ،‬و(حسن الصفا واالبتهاج‪ ،‬بذكر من ولي إمارة الحاج)‪،‬‬
‫توفي [‪ 1026‬هـ](‪.)2‬‬
‫محمد‬
‫الشيخ أحمد بن عبد ال َّرزاق بن َّ‬
‫وفي (خالصة األثر)‪َّ > :‬‬
‫بن أحمد بن أحمد المشهور بالمغربي (الرشيدي) المولد والوفاة‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬والكتاب مطبوع في شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده في‬
‫(القاهرة)‪ .‬وكذلك في دار الفكر للطباعة‪ ،‬بيروت‪1404[ ،‬هـ]‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر‪ :‬األعالم (‪ ،)146/1‬معجم المؤل ِّفين (‪.)292/1‬‬
‫‪10‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫الشافعي المحرر النقاد المفنن‪ ،‬كان فاضال كامال صاحب‬ ‫الفقيه َّ‬
‫وأقرت بفضله علماء عصره‪،‬‬ ‫براعة وفصاحة عقدت عليه الخناصر‪َّ ،‬‬
‫الرحمن البرلسي‪،‬‬ ‫العالمة عبد َّ‬ ‫حفظ القرآن ببلده‪ ،‬وأخذ بها عن َّ‬
‫ثم قدم (القاهرة) وجاور بالجامع‬ ‫ومحمد الشاب‪ ،‬وعلي الخياط‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫األزهر وأخذ عن شيوخ كثيرين‪ ،‬والزم العالء الشبراملسي‪ ،‬وبه‬
‫والعقلية حتى فاق أقرانه‪ ،‬ورجع إلى‬ ‫َّ‬ ‫قلية‬
‫تخرج وبرع في العلوم النَّ َّ‬
‫الشافعية‪ ،‬وعكف على ال َّتدريس وشهر بها شهرة‬ ‫بلده وصار بها شيخ َّ‬
‫كبيرة‪ ،‬وأل َّف المؤل َّفات العجيبة; منها‪( :‬حاشية على شرح المنهاج‬
‫تسمى‪( :‬تيجان العنوان جعلها‬ ‫للرملي) في مجلدين‪ ،‬ومنها‪ :‬منظومة َّ‬
‫على أسلوب عنوان الشرف‪ ،‬البن المقري) لم يسبق إلى مثلها‪ ،‬قرظ‬
‫له عليها علماء بلده وغيرهم‪ ،‬ومما قيل فيها‪:‬‬
‫تجـــــده قـــــد حـــــاز الطـــــرف‬ ‫انظـــــــــر إليـــــــــه مصـــــــــنفا‬
‫فــــــي غــــــابر ممــــــا ســــــلف‬ ‫لــــــم يحــــــو ســــــطر مثلــــــه‬
‫ـــــــــي المرتشــــــــــف‬
‫َّ‬ ‫وردا هنـ‬ ‫روضــــــــا نضــــــــيرا يانعــــــــا‬
‫در عــــــرين مــــــن الصــــــدف‬ ‫فكأنمـــــــــــــــا ألفا ـــــــــــــــه‬
‫غـــرر الكواكـــب فـــي الشـــرف‬ ‫وكأنمــــــــــــــــا أبياتــــــــــــــــه‬
‫تيجــــــان عنــــــوان الشــــــرف‬ ‫ال غـــــــــــــرو أن لقبتهـــــــــــــا‬

‫‪11‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫وكانت وفاته في شعبان سنة ست وتسعين وألف برشيد ودفن‬


‫بها رحمه اهلل تعالى<(‪.)1‬‬
‫وبين في نظمه أنواع‬
‫الشهداء‪َّ ،‬‬‫وقد نظم ــ ‪ ‬ــ منظومة ُّ‬
‫سماه‬
‫ثم شرح النَّظم في كتاب َّ‬ ‫الشهداء‪َّ ،‬‬
‫الشهادة ومراتبها‪ ،‬وفضل ُّ‬
‫َّ‬
‫بعضهم‪( :‬داعي الهدى بشرح منظومة الشهدا)‪.‬‬

‫ثالثًا‬
‫وصف املخطوط من الرِّسالة األوىل‬
‫وقد اعتمدنا في تحقيقه على النُّسخة رقم‪ ،]26594[ :‬وعدد‬
‫األوراق‪ ،)9( :‬ومصدر (المخطوط)‪ :‬المكتبة األزهريَّة في (مصر)‪.‬‬
‫رقم الحفظ‪.)1112( ]276[ :‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬خالصة األثر في أعيان القرن الحادي عشر‪ ،‬للمحبي‪ ،‬خالصة األثر (‪232/1‬‬
‫ـ ‪.)233‬‬
‫‪12‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫رابعاً‬
‫ترمجة العالَّمة علي بن حممَّد األجهوري‬
‫(‪ 019‬ــ ‪ 6911‬هـ = ‪ 6619‬ــ ‪6161‬م)‬

‫‪ 1‬ـ امسه ونسبته‪:‬‬


‫محمد بن‬
‫هو اإلمام الكبير العالم الشهير أبو الحسن علي بن َّ‬
‫عبد الرحمن بن علي األجهوري المصري أبو اإلرشاد‪ ،‬نور الدين‪.‬‬
‫األجهوري ــ بضم الهمزة وسكون الجيم وضم الهاء ــ نسبة‬
‫إلى (أجهور الورد) قرية بريف مصر‪ .‬فقد ولد ومات في مصر‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مكانته العلميَّة‪:‬‬


‫قال اإلمام المحبي في (خالصة األثر في أعيان القرن الحادي‬
‫عشر)‪ :‬شيخ المالكية في عصره بالقاهرة‪ ،‬وإمام األئمة‪ ،‬وعلم‬
‫اإلرشاد‪ ،‬وعالمة العصر‪ ،‬وبركة الزمان‪ ،‬كان محدثا فقيها رحلة كبير‬
‫الشان‪.‬‬
‫وقد جمع اهلل تعالى له بين العلم والعمل‪ ،‬وطار صيته في‬
‫‪13‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫الخافقين‪ ،‬وعم نفعه وعظمت بركته‪ ،‬وقد جد فبرع في الفنون فقها‪،‬‬


‫ودرس وأفتى وصنف وألف‬ ‫وعربية‪ ،‬وأصلين‪ ،‬وبالغة‪ ،‬ومنطقا‪َّ .‬‬
‫وعمر كثيرا ورحل الناس إليه من اآلفاق لألخذ عنه‪ ،‬فألحق األحفاد‬
‫َّ‬
‫باألجداد‪.‬‬
‫ونقل العالمة محمد بن الطيب في (نشر المثاني ألهل القرن‬
‫نصه‪ :‬أول من‬
‫الحادي عشر والثاني) أبي سالم العياشي في فهرسته ما ُّ‬
‫أجازني‪ ،‬وأخذت عنه بمصر الشيخ الفقيه‪ ،‬المسن‪ ،‬النبيه‪ ،‬ملحق‬
‫األحفاد باألجداد‪ ،‬خاتمة أهل اإلسناد‪ ،‬ذو المحاسن الباهرة‪ ،‬شيخ‬
‫المالكية بالقاهرة‪ ،‬بل وفي الدنيا كلها‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ مشاخيه‪:‬‬
‫أخذ عن مشايخ كثيرين سرد منهم الشهاب العجمي في‬
‫(مشيخته) نحو ثالثين رجال وأعالهم قدرا‪ :‬الشمس محمد بن أحمد‬
‫الرملي‪ ،‬والبدر حسن الكرخي‪ ،‬والسراج عمر بن الجاني‪ ،‬والحافظ‬
‫نور الدين علي بن أبي بكر القرافي الشافعي‪ ،‬وإمام المالكية في عصره‬
‫الشمس محمد بن سالمة السنوبري‪ ،‬وقاضي المالكية البدر بن يحيى‬
‫القرافي‪ ،‬والشيخ صالح البلقيني‪ ،‬والشيخ كريم الدين البرموني‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫‪ 4‬ـ تالميذه‪:‬‬
‫وأخذ عنه خلق كثير منهم‪ :‬الشمس البابلي‪ ،‬والنور الشبراملسي‪،‬‬
‫والشهاب العجمي‪ ،‬واإلمام أبي سالم العياشي صاحب (الرحلة‬
‫العياشية)‪ ،‬واإلمام الخرشي شارح المختصر‪ ،‬واإلمام عبد الباقي‬
‫الزرقاني شارح المختصر‪ ،‬واإلمام إبراهيم بن مرعي الشبرخيتي‬
‫شارح المختصر‪ ،‬واإلمام عبد العالي بن عبد الملك الفويتجي مؤلف‬
‫كتاب (الزهرات الوردية في الفتاوى األجهورية)‪ ،‬والشيخ موسى‬
‫القليوبي‪ ،‬وغيرهم ممن اليحصى كثرة‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ مؤلفاته‪:‬‬
‫أل َّف التآليف الكثيرة والمفيدة‪ ،‬ورزق في كتبه الحظ والقبول‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫المالكية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫شروحه الثالثة على مختصر خليل في فقه‬
‫‪ ‬الكبير في اثني عشر مجلدا‪.‬‬
‫‪ ‬والوسيط في خمسة مجلدات‪.‬‬
‫‪ ‬والصغير في مجلدين‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية على شرح التتائي للرسالة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫‪ ‬شرح عقيدة الرسالة‪.‬‬


‫‪ ‬شرح ألفية السيرة للزين العراقي‪.‬‬
‫‪ ‬مجلد لطيف في المعراج‪.‬‬
‫‪ ‬مجلد في األحاديث التي اختصرها ابن أبي جمرة من‬
‫البخاري‪.‬‬
‫‪ ‬شرح ألفية ابن مالك‪.‬‬
‫‪ ‬شرح التهذيب للتفتازاني في المنطق‪.‬‬
‫‪ ‬حاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر‪.‬‬
‫‪ ‬منسك صغير‪.‬‬
‫‪ ‬جزء في مسألة الدخان‪.‬‬
‫‪ ‬شرح على الشمائل للترمذي‪.‬‬
‫‪ ‬عقيدة منظومة وشرحها‪.‬‬
‫‪ ‬شرح على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه في‬
‫مجلدات وغير ذلك‪.‬‬
‫وبالجملة فإنَّه جم الفائدة منشور العائدة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مقدمة الرساتلني‬

‫الشهداء)‪> :‬أَقول‪َ :‬وقَد‬ ‫العالمة ابن عابدين عن (منظومة ُّ‬ ‫وقال َّ‬
‫ِي ال َمالِ ِك ُّي‪َ ،‬و َش َر َح َها َشرحا‬
‫الشيخ َعلِي األجهور ُّ‬ ‫نَ َظ َم َها ال َع َّال َمة َّ‬
‫ين<(‪.)1‬‬‫ل َ ِطيفا‪َ ،‬و َذ َك َر نَح َو الثَّالثِ َ‬
‫‪ 6‬ـ وفاته‪:‬‬
‫وكانت والدته في سنة سبع وستين وتسعمائة بمصر‪ ،‬وتوفي‬
‫بها ليلة األحد مستهل جمادى األولى‪ ،‬سنة ست وستين وألف‪،‬‬
‫وصلِّي عليه صبيحتها بجامع األزهر‪ ،‬ودفن بتربة سلفه بجوار المشهد‬
‫المعروف بإخوة سيِّدنا يوسف ــ ‪ ‬ــ(‪.)2‬‬

‫خامساً‬
‫وصف املخطوط من الرِّسالة الثَّانية‬
‫الشهداء لألجهوري‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ المخطوط (أ) من شرح منظومة ُّ‬
‫السعوديَّة‪ ،‬وزارة ال َّتعليم‬
‫مصدر المخطوط‪ :‬المملكة العربية ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حاشية رد المحتار (‪.)294/2‬‬
‫(‪ )2‬تنظر ترجمته في‪ :‬األعالم (‪ 13/5‬ـ ‪ ،)14‬معجم المؤل ِّفين (‪ ،)209/9‬وانظر‪:‬‬
‫شجرة النُّور (ص‪ ،)303 :‬وخالصة األثر (‪ )159/3‬معجم المطبوعات‬
‫(‪ .)365/1‬وانظر‪ :‬نشر المثاني ألهل القرن الحادي عشر والثاني‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫العالي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكتبة الملك عبد اهلل بن عبد العزيز‬


‫الجامعية‪ ،‬قسم المخطوطات‪.‬‬
‫بداية المخطوط‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم صلى اهلل على سيدنا‬
‫وآله وصحبه وسلم‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد‬
‫قائد الغر المحجلين‪.‬‬
‫نهاية المخطوط‪ :‬أنجز في أواسط شهر رجب عام ثالثة وثالثين‬
‫وألف‪.‬‬
‫محمد‬
‫محمد موسى َّ‬
‫الضعيف َّ‬ ‫أحسن اهلل ختامها على يد العبد َّ‬
‫الشريف المالكي ــ عفي عنهم ــ‪.‬‬
‫الحسيني المدني الحجازي َّ‬
‫الصفحات (‪.)5‬‬
‫عدد األوراق‪َّ ،)3( :‬‬
‫الشهداء لألجهوري‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ المخطوط (ب) من شرح منظومة ُّ‬
‫مصدر المخطوط‪ :‬دولة الكويت‪ ،‬مكتبة جابر للمخطوطات في‬
‫جامعة الكويت‪.‬‬
‫الرحيم وبه ثقتي‪ ،‬وعليه‬
‫بداية المخطوط‪ :‬بسم اهلل الرحمن َّ‬
‫اعتمادي‪..‬‬
‫الصفحات (‪.)4‬‬
‫عدد األوراق‪َّ ،)3( :‬‬

‫‪17‬‬
‫صور املخطوطات املستعان بها‬

‫صورة الورقة األولى من (مخطوط داعي الهدى)‬

‫صورة الورقة األخيرة من (مخطوط داعي الهدى)‬

‫‪21‬‬
‫رشح منظوميت الشهداء‬

‫الشهداء لألجهوري‬
‫الورقة األولى من المخطوط (أ) من شرح منظومة ُّ‬

‫الشهداء لألجهوري‬
‫الورقة األخيرة من المخطوط (أ) من شرح منظومة ُّ‬

‫‪22‬‬
‫صور املخطوطات املستعان بها‬

‫الشهداء لألجهوري‬
‫صورة الورقة األولى من المخطوط (ب) من شرح منظومة ُّ‬

‫الشهداء لألجهوري‬
‫صورة الورقة الثانية من المخطوط (ب) من شرح منظومة ُّ‬

‫‪23‬‬
‫منت منظومة الشهداء‬

‫منت منظومة الشهداء‬


‫ألمحد بن عبد الرزاق املغربي الرشيدي‬
‫الش َـهدا‬‫‪ -6‬في ض ْعف عشرين جاءت عدة ُّ‬
‫عــن خيــر َمـ ْـن للــورى ح وق ـ اا دعــا وهــدا‬
‫مات فـي َم ْع َـرا الف وفـار أ ْف َُـله‬
‫‪َ -2‬م ْن َ‬
‫الولَـــــدا‬
‫وبـــــالولد وم ْن مـــــا أل َقـــــ ْ َ‬
‫حتســـ‬ ‫وم ْبطـــون وم َ‬
‫‪ -3‬كـــذا ال َغريـــق َ‬
‫ْـــق فيـــ َر َدى‬
‫زمـــا َن ْ َْعـــن ومن لـــ يل َ‬
‫‪ -4‬وصــاح الســل والحمــى مَا قَ َتلَـ ْ‬
‫وم ْـن للْعلْـ قَ ْـد قَ َاـدا‬
‫َ‬ ‫الج ْن‬
‫َ‬ ‫وصاح‬
‫عــن المركــوب أو َج َبــل‬ ‫‪ -6‬ومــن‬
‫ـــب عليـــ عـــدا‬ ‫ـــن َس ْ‬
‫وم ْ‬‫كـــذا اللـــديْ َ‬
‫‪ -1‬وعاشــق كــات م ْن عــف عــن خطــأ‬
‫ومـــن أقـــي َ أمينـــ اا فـــي الـــورى َر َشـــدا‬
‫‪ -9‬وميــــ الليلــــة الغــــراء أو ــــدها‬
‫ــو نــوى أو بعــد ــ ْ و عــدا‬ ‫أو بعــد َح ى‬
‫‪29‬‬
‫منت منظومة الشهداء‬

‫ومعتمـر‬
‫َ‬ ‫‪ -8‬أو شهر صوم كـذا ايياـا‪،‬‬
‫الُــحى أبــدا‬
‫أو الوضــوء ومــن صــلى ُّ‬
‫ـــر اا ول ســـفر اا‬
‫وتـــره قَ و‬
‫َ‬ ‫‪ -0‬ولـــ َيـــ َذ ْر‬
‫ـــام مجتهــــدا‬
‫وكــــل شــــهر ثَثــــ اا صـ َ‬
‫مـة‬
‫اله ْدم أو في الحـبِ َمظلَ ا‬
‫َ‬ ‫‪ -69‬ومي‬
‫كـــذا الشـــريق ومـــن فـــي نـــار اتقـــدا‬
‫‪ -66‬أو دون مـــال أو األصـــلين أو دمـــ‬
‫نفســــ فقــــدا‬
‫أو دينــــ فــــي اقتتــــال َ‬
‫مـــات م ْغ َتربــــ اا‬
‫َ‬ ‫‪ -62‬أو دو َن َم ْظلَ َمـــة أو‬
‫أو مائ ـ َد البحــر أو مــن فــي الربــاط َ ـ َدا‬
‫وم ْن َد َعا َما َد َعا َو النُّـون فـي َم َـر‬
‫‪َ -63‬‬
‫ــد َو َعــ َدا‬
‫ميعــاد م ْو َســى الــذي َم ْــوله قَ ْ‬
‫َ‬
‫ـاء كـ ُّـل َمــريم أيمــا َمـ َـر‬
‫‪َ -64‬بـ ْـل َجـ َ‬
‫الشـهدا‬‫كل ْميـ علـى ايسـَم فـي ُّ‬ ‫َب ْل ُّ‬
‫ــــدقَ اا َشــــ َه َاد َت‬
‫‪َ -66‬و َســــائل ربــــ ص ْ‬
‫لـــن وم ْن َمـــا َم ْع َر َكـــ اا َشـــه َدا‬
‫ي ْعطيـــ ت َ‬

‫‪27‬‬
‫منت منظومة مراتب الشهداء‬

‫منت منظومة األجهوري يف مراتب الشهداء‬


‫لعلي بن أمحد األجهوري‬
‫‪ -6‬من الشهي َد سوى من في الجهاد قَ َُـى‬
‫ـــو الثَثــــين َم ْبطــــون وَو ــــرق‬
‫نحـ َ‬
‫ــن يمــوت بطــاعون كــذلن مــن‬
‫وم ْ‬‫‪َ -2‬‬
‫ــرق‬
‫ــالجم ما َتـــ ْ وَو ســـل وَو َشـ َ‬
‫بـ ْ‬
‫‪ -3‬كـــذات َج ْنـــ أو الحمـــى وملتـــد‬
‫ومحتـــرق‬
‫َ‬ ‫حـــق‬
‫وم ْيـــ ســـجن بـــَ ى‬ ‫َ‬
‫مفتـ َـرس‬
‫‪ -4‬كــذا الغري ـ ومــن للسـ ْـب َ‬
‫وميــــ الع ْشــــق مــــ معفافــــ العبــــق‬
‫ــال مـــا للع ْلـــ َا ْلَـــ‬
‫‪ -6‬وميـــ حـ َ‬
‫ْأو دو َن أهـــــل كمـــــال أو دم الر َمـــــق‬
‫‪َ -1‬كفـــل ليلــــة القــــاري بــــَ َك َســــل‬
‫(يـــِ) واللـــذْ يـــرابف جـــاء كـــال َفلَق‬

‫‪22‬‬
‫منت منظومة مراتب الشهداء‬

‫‪ -9‬وراكـــ َخـــر عـــن مركوبـــ فبـــدا‬


‫كــأس الحمــام تــراه فــي األنــام ســقي‬
‫َ‬
‫تحــل بــ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -8‬كــذاا َم ْيــ علــى ْ ْهــر‬
‫ـــتبق‬
‫الاــــَة هــــذا شــــهيد أيُــــ اا اسـ َ‬
‫‪ -0‬لمائـــد البحـــر أجـــر للشـــهيد كمـــن‬
‫ــب َر ْت والتـــاجر الاـــدق‬
‫ــرة َصـ َ‬
‫فـــي َ ْيـ َ‬
‫وم ْن يقول دعا َي النون فـي َم َـر‬
‫‪َ -69‬‬
‫بعـــد (مـــي ) و َ فـــر اا م ْن ياـــ لقـــي‬
‫وم ْن يَزم وتـر اا مـ صـَة ضـحى‬ ‫‪َ -66‬‬
‫ــام فـــي الشـــهر أيامـــ اا فـــذو َرفَـــق‬
‫وصـ َ‬
‫‪َ -62‬كم ْمســن ســن َة الهــادي مَا فَ َسـ َدت‬
‫أتباعــــ جــــاء َا فــــي أ َ ْي َســــر الطُّــــرق‬
‫‪ -63‬وميــ يــوم ســول أن يبــارا فــي‬
‫مـــوت ومـــا بعـــده أيُـــ اا مـــن النســـقِ‬
‫‪ -64‬من كــرر القـ َ‬
‫ـول (ك ـ ) أيُ ـ اا ومحتســب اا‬
‫مَ منــــ والمــــداري مــــا بقــــي ففــــق‬

‫‪30‬‬
‫منت منظومة مراتب الشهداء‬

‫مائـة‬
‫‪ -66‬ومن يالي على خيـر الـورى ا‬
‫أو صــــادق اا فــــي ســــةال للشــــهادة ق‬
‫‪ -61‬ومن لمار مـن ايسـَم َو جلـ‬
‫لقوتنــــا فــــاحفا العلــــ الــــذي يفــــق‬
‫‪ -69‬كمي ـ يــوم عيــد المــةمنين ومــن‬
‫ببــــرد ثلــــو يمــــوت َا شــــهيد تقــــي‬
‫‪ -68‬ومــن قــرا بعــد تثليــُّ التعـ ُّـوَ مــن‬
‫نهايـــة الحشـــر وأيـــا مـــا صـــفي نقـــي‬
‫‪ -60‬وقـــد أتـــى بســـمي والعلـــي بـــ‬
‫وصــف اا لمــن خلــق اينســان مــن علــق‬
‫ْ‬
‫‪ -29‬فمــن تــَ َا باــب نــال َا لمســا‬
‫وعفســـــ من تـــــَه مبتـــــدا الغســـــق‬
‫‪ -26‬مــ أن ياــلي عليــ مــن مَئفــة‬
‫ســبعون ألفــ اا بــذا جــاء الحــديُّ فــق‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪‬‬
‫وبه نستعني على القوم الكافرين‬

‫[ مقدِّمة النَّاسخ ]‬
‫العالمة‪ ،‬فريد دهره‪ ،‬ووحيد عصره‪،‬‬ ‫قال شيخنا اإلمام العالم َّ‬
‫لسان المتكلِّمين‪ ،‬ح َّجة المؤلفين‪ ،‬إنسان عين ال َّدهر اليمين‪ ،‬أحمد‬
‫الرشيدي‬
‫ثم َّ‬
‫محمد بن أحمد بن أحمد المغربي‪َّ ،‬‬ ‫الرزاق بن َّ‬ ‫بن عبد َّ‬
‫ــ ‪ ‬ــ وأم َّدنا ببركته‪ ،‬ونفع بتآليفه‪ ،‬وكتابته‪ ..‬آمين‪:‬‬

‫[ مقدِّمة املصنِّف ]‬
‫الحمد هلل وكفى‪ ،‬وسالم على عباده الَّذين اصطفى‪ ،‬وبعد‪ :‬فقد‬
‫رأيت بعض المتأ ِّخرين(‪ )1‬اعتنى بتتبع األسباب الموجبة َّ‬
‫للشهادة من‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫السعادة في‬
‫السيوطي‪ ،‬في كتابه‪( :‬أبواب َّ‬‫(‪ )1‬لعلَّه يقصد اإلمام جالل ال ِّدين ُّ‬
‫الشهداء‬
‫الشهادة) وقد أشار إلى ذلك في (شرح الصدور) بقوله‪> :‬فإن ُّ‬‫أسباب َّ‬
‫الصدور بشرح حال الموتى والقبور‬
‫أكثر من ثالثين أفردتهم بكراسة<‪ .‬شرح ُّ‬
‫(‪ ،)152/1‬وانظر‪ :‬حاشية رد المحتار (‪ .)293/2‬وقال ابن عابدين أيضا‪=:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫السنَّة فجمع منها أربعين‪ ،‬فرأيت نظمها لتسهل اإلحاطة بها‪،‬‬ ‫كتب ُّ‬
‫ثم اخترت أن أضع عليها‬‫فجاءت بحمد اهلل في (خمس َة َع َش َر) بيتا‪َّ ،‬‬
‫ويجرد دالئلها‪ ،‬فقلت مستغنيا بالمولى‬
‫ِّ‬ ‫شرحا لطيفا يح ِّقق مسائلها‪،‬‬
‫الكريم‪ ،‬مستظهرا من فيض فضله العميم‪:‬‬
‫الش َـهدا‬
‫‪ -6‬في ض ْعف عشرين جاءت عدة ُّ‬
‫عــن خيــر َمـ ْـن للــورى ح وق ـ اا دعــا وهــدا‬
‫(في ضعف عشرين) أي‪( :‬جاءت عدة الشهدا) منحصرة في‬
‫المروِيَّة (عن خير من‬
‫أربعين بحسب ما هر بالتتبع من األحاديث َ‬
‫محم ٌد ‪.‬‬
‫للورى حقا دعا وهدا) وهو نبيُّنا َّ‬
‫والشهداء‪ :‬جمع شهيد‪ ،‬فعيل‪َّ ،‬إما بمعنى فاعل(‪ ;)1‬ألنَّه حي‪،‬‬
‫ُّ‬
‫السالم‪ ،‬وروح غيره إنما تشهدها يوم القيامة‪ ،‬أو‬ ‫فروحه َش ِه َدت دار َّ‬
‫يشهد عند الموت ما لَه من الكرامة‪ ،‬أو ألنَّه يشهد يوم القيامة‬ ‫ألنَّه َ‬
‫وإما بمعنى مفعول; ألنَّه‬
‫والسالم ــ‪َّ ،‬‬
‫الصالة َّ‬‫الرسل ــ عليهم َّ‬‫بإبالغ ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اجعه<‪ .‬حاشية‬ ‫الرح َمتِ ُّي َمنظ َ‬
‫ومة فَ َر ِ‬ ‫> َوقَد َع َّد َها بَعضهم أَكثَ َر ِمن َخم ِس َ‬
‫ين َو َذ َك َر َها َّ‬ ‫=‬
‫رد المحتار (‪ ،)294/2‬ط‪ :‬دار الفكر بيروت‪1415[ ،‬هـ]‪.‬‬
‫(‪ )1‬أل َّن وزن (فعيل) يأتي بمعنى فاعل‪ ،‬مثل‪ :‬سميع‪ ،‬وبصير‪ ،‬كما يأتي بمعنى‬
‫مفعول‪ ،‬مثل‪ :‬قتيل‪ ،‬وجريح‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫مشهود له بالجنَّة‪ ،‬أو باألمان من النَّار‪ ،‬أو بحسن الخاتمة من اهلل‬


‫‪ ،‬أو المالئكة‪.‬‬
‫والشهادة اصطالحا‪ :‬تخصيص من حصل له سبب من‬
‫أسبابها(‪ )1‬بثواب مخصوص وكرامة زائدة‪.‬‬
‫مات فـي َم ْع َـرا الف وفـار أ ْف َُـله‬
‫‪َ -2‬م ْن َ‬
‫الولَـــــدا‬
‫وبـــــالولد وم ْن مـــــا أل َقـــــ ْ َ‬
‫س‬
‫معرك) أي‪ :‬معركة جن ِ‬ ‫الشهداء (من مات في َ‬ ‫فمن ُّ‬
‫الذمة(‪ )2‬إذا‬
‫الردة‪ ،‬أو ِّ‬
‫(الكفَّار)‪ ،‬فشمل الواحد من أهل الحرب‪ ،‬أو ِّ‬
‫قطعوا الطَّريق علينا ــ مثال ــ‪ ،‬وسواء قتله كافر‪ ،‬أم عاد إليه سهمه‪،‬‬
‫أم أصابه سالح مسلم خطأ‪ ،‬أم تر َّدى في وهدة(‪ ،)3‬أم رمته دابَّته‪.‬‬
‫فالضابط أن يكون موته بسبب القتال‪.‬‬‫َّ‬
‫الش ِ‬
‫هداء لما ورد فيه من األحاديث‬ ‫وهو (أفضلهم); أي‪ُّ :‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أي‪ :‬أسباب الشهادة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أهل الذمة‪ :‬هم الكفار الذين يقيمون في دار اإلسالم إقامة دائمة بأمان مؤبد‪.‬‬
‫المفصل في أحكام الهجرة (‪ ،)265/4‬المبدع (‪ ،)313/3‬كشاف القناع‬
‫(‪ ،)100/3‬الدر النقي‪ ،‬البن المبرد الحنبلي (‪.)272/2‬‬
‫(‪ )3‬أي‪ :‬وقع في حفرة أو واد‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫آخرا من الخصائص‪،‬‬ ‫ثم ا َّتصف بجميع ما يأتي ِ‬


‫الشهيرة‪ ،‬ومن َّ‬
‫الكثيرة َّ‬
‫الشهادة األخرويَّة‪َّ ،‬أما األحكام‬
‫والكالم فيه ــ هنا ــ من حيث َّ‬
‫والصالة عليه فمحلُّها كتب الفقه‪.‬‬
‫ال ُّدنيويَّة كحرمة غسله‪َّ ،‬‬
‫(و) من مات (بالوالد) ترخيم والدة‪ ،‬أي‪ :‬بسبب الوالدة (وإن‬
‫الصحيح‪ .‬وقيل‪ :‬إن ألقته‪ ،‬وقيل‪ :‬إن لم تلقه‪،‬‬ ‫ما ألقت الولدا) على َّ‬
‫والمعنى أنها تموت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل‬
‫الصدور)(‪ .)1‬وقوله‪> :‬غير‬ ‫يوطي في (شرح ُّ‬
‫الس ُّ‬ ‫أو بكارة‪ .‬كذا قال ُّ‬
‫المار‪ ،‬والظاهر‬
‫ِّ‬ ‫منفصل عنها من حمل< إنما يأتي على القول الثالث‬
‫أنه هو الذي يوافق المعنى اللغوي فلهذا راعاه‪ ،‬وإن كان في حكمه‬
‫المار‪ ،‬ففي حديث (المو َّطأ)‪> :‬الشهداء‬
‫من ألقت الولد على الصحيح َّ‬
‫سبعة سوى قتيل المعركة‪ ،‬وعددها‪ :‬المطعون‪ ،‬والغريق‪ ،‬وصاح‬
‫َات الجن ‪ ،‬والمبطون‪ ،‬والحريق‪ ،‬والمي تح الهدم(‪ ،)2‬والمرأة‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬قال ابن عبد البر‪ :‬وأما قوله‪> :‬المرأة تموت بجمع شهيد< ففيه قوالن لكل واحد‬
‫منهما وجهان‪ ،‬أحدهما‪ :‬المرأة تموت من الوالدة وولدها في بطنها قد تم خلقه‪،‬‬
‫وقد ذكرنا الشواهد بذلك في (التمهيد)‪ ،‬وقيل‪ :‬إذا ماتت من النفاس; فهي‬
‫شهيدة سواء ألقت ولدها أو مات وهو في بطنها‪ .‬والقول اآلخر‪ :‬هي المرأة‬
‫تموت قبل أن تحيض وتطمث‪ ،‬وقيل‪ :‬بل هي المرأة تموت عذراء لم يمسها‬
‫الرجال‪ ،‬والقول األول أشهر في اللغة وأكثر عند العلماء<‪ .‬االستذكار (‪.)62/3‬‬
‫(‪ )2‬سيأتي بيانه‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫تموت بجم <(‪ )1‬ــ بتثليث الجيم‪ ،‬وإسكان الميم ــ أي‪ :‬الَّتي تموت‬
‫بالوالدة‪ ،‬وقيل‪ :‬هي البكر‪ ،‬وقيل‪ :‬هي التي تموت من الوالدة‬
‫وولدها في بطنها قد تم خلقه‪ ،‬وقيل‪ :‬هي التي تموت بمزدلفة‪ ،‬ور َّد‬
‫بأنه خطأ اهر(‪ .)2‬وفي رواية‪> :‬المرأة يجرها ولدها بسررها ملى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫>الش َه َداء َسب َعةٌ ِس َوى ال َقت ِل ِفي َسبِي ِل اللَّهِ‪ :‬ال َمطعون َشهِي ٌد‪،‬‬
‫ونص الحديث‪ُّ :‬‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫ات ال َجن ِب َشهِي ٌد‪َ ،‬وال َمبطون َشهِي ٌد‪َ ،‬وال َحرِق‬ ‫احب َذ ِ‬ ‫َوال َغرِق َشهِي ٌد‪َ ،‬و َص ِ‬
‫َشهِي ٌد‪َ ،‬وال َّ ِذي يَموت َتح َت ال َهدم ِ َشهِي ٌد‪َ ،‬وال َمرأَة َتموت بِجمع َشهِي ٌد< الموطأ‬
‫برواية يحيى الليثي‪ ،‬رقم‪ .]554[ :‬قال ابن عبد البر‪> :‬هكذا هو عند يحيى‬
‫وجماعة من رواة الموطأ في كتاب الجنائز‪ ،‬وليس عند القعنبي في كتاب‬
‫الجنائز‪ ،‬وهو عنده في كتاب الجهاد<‪ .‬االستذكار (‪ .)536/2‬وقال‪> :‬هكذا‬
‫رواه جماعة الرواة عن مالك فيما علمت لم يختلفوا في إسناده ومتنه<‪.‬‬
‫التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد (‪ .)203/12‬قال اإلمام النووي‬
‫‪> :‬وهذا الحديث الذي رواه مالك صحيح بال خالف وإن كان البخاري‬
‫ومسلم لم يخرجاه<‪ .‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪ .)62/13‬قال ابن‬
‫عابدين‪> :‬قَوله‪َ ( :‬والنُّ َف َساء) َا ِهره َس َواءٌ َم َاتت َوق َت ال َوض ِع أَو بَع َده قَب َل‬
‫س<‪ .‬حاشية ابن عابدين (ر ُّد المحتار) (‪.)293/2‬‬ ‫ان ِق َض ِاء م َّد ِة الن ِّ َفا ِ‬
‫(‪ )2‬انظر فتح الباري (‪ ،)43/6‬فيض القدير (‪ ،)236/4‬االستذكار (‪.)62/3‬‬
‫ِالض ِّم ـ ب َِمعنَى‪ :‬ال َمجمو ِع‪َ ،‬ك ُّ‬
‫الذخرِ ب َِمعنَى‪:‬‬ ‫قال ابن عابدين‪ :‬قوله‪> :‬بِالجم ِع ـ ب َّ‬
‫يم‪َ .‬وال َمعنَى أَنَّ َها َماتَت ِمن َشيء َمجموع فِ َيها‬ ‫ِ‬
‫ال َمذخو ِر‪َ ،‬و َك َس َر ال ِك َسائ ُّي ال ِج َ‬
‫َغيرِ من َف ِصل َعن َها ِمن َحمل أَو بَ َك َارة‪َ ،‬وقَد تف َتح ال ِجيم أَيضا َعلَى قِلَّة<‪ .‬حاشية‬
‫رد المحتار (‪.)294/2‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الجنة<(‪ .)1‬والحصر في الحديث(‪ )2‬لعله باعتبار ما أعلمه اهلل إذ ذاك‪،‬‬


‫ثم أعلمه بال َّزائد‪ .‬واأللف في الولد لإلطالق(‪.)3‬‬
‫َّ‬
‫حتســـ‬
‫وم ْبطـــون وم َ‬
‫‪ -3‬كـــذا ال َغريـــق َ‬
‫ــق فيـــ َر َدى‬
‫زمـــا َن ْ َْعـــن ومن لـــ ي ْلـ َ‬
‫المار‪.‬‬
‫و(كذا) منهم (الغريق) للحديث ِّ‬
‫المار أيضا‪ .‬وهو الذي يموت بمرض بطنه‬
‫ِّ‬ ‫(ومبطون) للحديث‬
‫كاالستسقاء(‪........................................،)4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لم نجده بهذا اللَّفظ‪ ،‬ولكن في (مسند اإلمام أحمد)‪> :‬والنفساء يجرها ولدها‬ ‫(‪)1‬‬
‫الهيثمي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫بسرره إلى الجنة<‪ ،‬المسند‪ ،)397/25( ،‬رقم‪ ،]15227[ :‬وقال‬
‫>رواه أحمد ورجاله ثقات<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪ ،)543/5‬رقم‪ ،]2545[ :‬وفي‬
‫ابن ماجه‪َ > :‬وال َّ ِذي نَف ِسي ب َِي ِدهِ ِإ َّن ِّ‬
‫السقطَ ل َ َيج ُّر أ َّمه ب َِس َر ِرهِ ِإلَى ال َجنَّة ِ ِإ َذا‬
‫اح َت َس َبته<‪ .‬سنن ابن ماجه (‪ ،)513/1‬رقم‪.]1602[ :‬‬
‫أي‪ :‬حصر عدد الشهداء في سبعة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫أي‪ :‬في قوله في النظم‪ :‬وإن ما ألقت الولدا‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫االستسقاء مرض‪ .‬وهو‪ :‬عبارة عن تجمع سائل مصلي في التجويف البريتوني‬ ‫(‪)4‬‬
‫ال يكاد يبرأ منه‪ .‬المعجم الوسيط ما َّدة‪( :‬سقى)‪ .،)439 /1( ،‬والتجويف‬
‫البريتوني‪ :‬هوغشاء مصلي يبطن جوف البطن ويتكون من طبقتين‪ :‬جدارية‬
‫وحشوية‪ .‬وهو نسيج رابط‪ .‬وعمله هو الحفاظ على األحشاء الداخلية في‬
‫البطن‪ ،‬وإيصال الدم والسائل اللمفي واألعصاب إليها‪ ،)147/1( .‬ما َّدة‪=:‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وقيل‪ :‬صاحب اإلسهال(‪.)1‬‬


‫وقيل‪ :‬صاحب القولنج(‪.)2‬‬
‫(و) منهم (محتسب) هلل بالصبر وال َّتوكُّل (زمان طعن(‪ )3‬وإن لم‬
‫يل َق فيه) أي‪ :‬في زمان الطَّعن (ردى) من طعن أو موت يصدق بأربع‬
‫صور‪:‬‬
‫[األولى‪ ]:‬اح َت َس َب وط ِع َن ومات في زمن الطعن به‪.‬‬
‫[ال َّثانية‪ ]:‬اح َت َس َب وط ِع َن ولم يمت به وال زمنه‪.‬‬
‫[الثَّالثة‪ ]:‬اح َت َس َب ولم يط َعن ومات زمنه بغيره‪.‬‬
‫[الرابعة‪ ]:‬اح َت َس َب ولم يط َعن ولم يمت في زمنه‪.‬‬
‫َّ‬
‫ــ‪> :‬وال يلزم من ذلك‬ ‫‪‬‬ ‫الهيتمي ــ‬
‫ُّ‬ ‫العالمة ابن حجر‬
‫قال َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العالمية (التهاب‬
‫َّ‬ ‫= (جوف)‪ .‬ويسمى (الصفاق)‪ ،‬وانظر الموسوعة العربية‬
‫الصفاق)‪.‬‬
‫(‪ )1‬قال ابن عابدين‪َ > :‬واختلِ َف ِفيهِ‪َ ،‬هل الم َراد بِه ِ االس ِتس َقاء أَو ا ِإلس َهال؟ قَوال ِن‪.‬‬
‫الشمو ِل<‪ .‬حاشية رد المحتار (‪.)294/2‬‬ ‫َوال َمانِ َع ِمن ُّ‬
‫(‪ )2‬القولنج‪ :‬مرض معوي مؤلم يصعب معه خروج البراز والريح‪ ،‬وسببه التهاب‬
‫القولون‪ .‬والقولون‪ :‬المعي الغليظ الضيق الذي يتصل بالمستقيم‪ .‬المعجم‬
‫الوسيط (‪.)969/2‬‬
‫(‪ )3‬يقصد وقت وباء الطاعون‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫أن من اتصف بما مر ومات بالطعن يكتب له أجر شهيدين ألن‬


‫ثم‬
‫ثم الثَّالث‪َّ ،‬‬
‫ثم الثَّاني‪َّ ،‬‬
‫درجات الشهداء متفاوتة; فأرفعها‪ :‬األ َّول‪َّ ،‬‬
‫الشهادة لمن اجتمع فيه سببان‬ ‫الرابع‪ ،‬على أنَّه ال مانع من تع ُّدد أجر َّ‬
‫َّ‬
‫فأكثر من أسبابها‪ ،‬كغريب مطعون كما يتع َّدد القيراط لمن صلَّى على‬
‫الجنائز<(‪ .)1‬انتهى‪ .‬وعلِم أ َّن غير المحتسب ال يكتب شهيدا‪ ،‬وإن‬
‫مات بالطَّاعون‪.‬‬
‫صح من قوله ‪> :‬شهادة أمتي‬ ‫ودليل شهادة المطعون ما َّ‬
‫بالطعن والطاعون‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول اهلل الطعن قد عرفناه‪ ،‬فما‬
‫(‪)2‬‬
‫والوخز‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫الطاعون؟ قال‪ :‬وخ أعدائف من الجن وفي كل شهادة<‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬لعل المصنف نقل بعض العبارة بالمعنى لتقدم ما يدل عليها‪ .‬والعبارة كما هي‬
‫ات بِالطَّع ِن يك َتب‬ ‫في (الفتاوى)‪َ > :‬وال يَل َزم من ذلك أَ َّن من ا َّت َص َف ب َِما َم َّر‪َ ،‬و َم َ‬
‫الش َه َد ِاء م َت َفاو َِتةٌ‪ .‬فَأَرفَع َها‪ :‬من ا َّت َص َف ب َِما‬ ‫له أَجر َشهِي َدي ِن; لِ َما َم َّر أَ َّن َد َر َج ِ‬
‫ات ُّ‬
‫ات َمطعونا‪ ،‬ث َّم من ا َّت َص َف َوط ِع َن ولم يَمت‪ ،‬ث َّم من ا َّت َص َف ولم يط َعن‬ ‫َم َّر َو َم َ‬
‫ات َز َمنَه‪ .‬على أَنَّه ال‬ ‫ات َز َم َن الطَّاعو ِن بِ َغيرِهِ‪ ،‬ث َّم من ا َّت َص َف ولم يط َعن َوال َم َ‬ ‫َو َم َ‬
‫الش َه َاد ِة لِ َمن اج َت َم َع فيه َس َب َبا ِن فَأَكثَر من أَس َباب َِها‪َ ،‬ك َغرِيب‬ ‫َمانِ َع من َت َع ُّددِ أَجرِ َّ‬
‫َمطعون كما يَ َت َع َّدد ال ِق َيراط لِ َمن صلى على َجنَائِ َز<‪ .‬الفتاوى الفقهية الكبرى‬
‫(‪.)25/4‬‬
‫(‪ )2‬لم نجده بهذا اللَّفظ‪ ،‬ولكن ورد نحوه بألفاظ مختلفة عند أحمد‪ ،‬منها عن=‬

‫‪42‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ــ بفتح الواو وإسكان المعجمة بعدها زاي ــ هو‪ :‬الطعن غير النافذ‪.‬‬
‫صح عن أحمد وغيره أن المطعون كشهيد المعركة ولفظ حديثه‪:‬‬ ‫بل َّ‬
‫الش َه َداء َوالْم َت َوف ْو َن َعلَى فرشه ْ ملَى َربنَا ــ َع َو َجل ــ في‬ ‫> َي ْخ َتا ُّ‬
‫الش َه َداء‪ :‬م ْخ َواننَا‪ ،‬قتلوا َك َما‬
‫ين ي َت َوف ْو َن م ْن الطاعون‪ ،‬فَ َيقول ُّ‬ ‫الذ َ‬
‫قتلْنَا‪َ ،‬و َيقول الْم َت َوف ْو َن َعلَى فرشه ْ ‪ :‬م ْخ َواننَا َماتوا َعلَى فرشه ْ َك َما‬
‫م ْتنَا َعلَى فرشنَا‪ ،‬فَ َيقول الر ُّب ــ َع َو َجل ــ‪ :‬ا ْنظروا ملَى ج َراحه ْ ‪،‬‬
‫ين؛ فَإنه ْ م ْنه ْ َو َم َعه ْ ‪ .‬فَإ ََا‬ ‫فَإ ْن أ َ ْش َب َه ْ ج َراحه ْ ج َر َ‬
‫اح ال َْم ْقتول َ‬
‫الحديث‬
‫َ‬ ‫دل عليه‬ ‫احه ْ <(‪ .)1‬وال ينافي ما َّ‬ ‫ج َراحه ْ قَ ْد أ َ ْش َب َه ْ ج َر َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ول اللَّه ِ َه َذا الطَّعن قَد‬ ‫= أبي موسى‪> :‬فَنَاء أ َّم ِتي ب ِالطَّع ِن َوالطَّاعو ِن‪ ،‬فَ ِق َيل‪ :‬يَا َرس َ‬
‫َع َرفنَاه‪ ،‬فَ َما الطَّاعون؟ قَ َال َوخز أَع َدائِكم ِمن ال ِج ِّن َوفِي كل ش َه َداء< مسند‬
‫أحمد (‪ ،)24/40‬رقم‪ ،]17909[ :‬وفي رواية عن عائشة ‪> :‬فَنَاء‬
‫ول اللَّه ِ َه َذا الطَّعن قَد َع َرفنَاه‪،‬‬ ‫أ َّم ِتي بِالطَّع ِن َوالطَّاعو ِن‪ ،‬قَالَت‪ :‬فَقلت‪ :‬يَا َرس َ‬
‫فَ َما الطَّاعون‪ ،‬قَ َال‪ :‬غ َّدة ٌ َكغ َّد ِة ا ِإلبِ ِل‪ ،‬الم ِقيم ِف َيها َك َّ‬
‫الشهِي ِد‪َ ،‬وال َف ُّار ِمن َها َكال َف ِّار‬
‫ف< (‪ ،)144/53‬رقم‪ .]24276[ :‬ورواه الطبراني في (معجمه‬ ‫ِمن ال َّزح ِ‬
‫الكبير) رقم‪ ،]923[ :‬وفي (األوسط) (‪ ،)105/2‬رقم‪ ،]1326[ :‬وفي‬
‫الصغير) (‪ ،)212/1‬رقم‪ .]351[ :‬وقال الهيثمي‪> :‬رواه أحمد بأسانيد‬ ‫( َّ‬
‫ورجال بعضها رجال الصحيح‪ ،‬ورواه أبو يعلى‪ ،‬والبزار‪ ،‬والطبراني في‬
‫الثالث<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪.)49/3‬‬
‫(‪ )1‬مسند أحمد (‪ ،)321/27‬رقم‪ .]19152[ :‬وأخرجه النسائي في (المجتبى)‬
‫وحسنَه ابن حجر فقال‪> :‬أخرجه أحمد أيضا=‬ ‫َّ‬ ‫(‪ ،)39/6‬رقم‪.]3164[ :‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫األ َّول ــ من كون الطاعون وخز الجن ــ ما قاله األطباء‪> :‬إن سببه دم‬
‫رديء مائل إلى العفونة‪ ،‬والفساد يستحيل إلى جوهر س ِّمي يفسد‬
‫العضو ويغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية رديئة‪ ،‬فيحدث القيء‬
‫والغثيان والغشي والخفقان<(‪ ;)1‬لجواز أن ذلك يحدث عند الطعنة‬
‫الباطنة التي أخبر بها الصادق‪ .‬وطعن الج ِّن من الباطن إلى الظاهر‬
‫عكس طعن اإلنس‪ ،‬فهم(‪ )2‬تكلموا بحسب ما هر لهم من قواعدهم‬
‫دون ما بطن; ألنَّه ال يدرك بالعقل‪.‬‬
‫‪ -4‬وصــاح الســل والحمــى مَا قَ َتلَ ـ ْ‬
‫وم ْن للْع ْل قَ ْـد قَ َاـدا‬
‫َ‬ ‫الج ْن‬
‫َ‬ ‫وصاح‬
‫الرئة‪،‬‬
‫الس ِّل) ــ بالكسر ــ وهو داءٌ يصيب ِّ‬
‫(و) منهم (صاحب ِّ‬
‫فيأخذ منه البدن في النُّقصان واالصفرار‪ ،‬رواه أحمد(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= والنسائي بسند حسن أيضا بلفظ‪> :‬يختصم الشهداء والمتوفون‪ .<<...‬فتح‬
‫الباري (‪.)124/10‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الطِّب النَّبوي (ص‪ ،)57 :‬فيض القدير (‪ ،)370/4‬فتح الباري‬
‫الفقهية الكبرى (‪.)21/4‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ ،)170/10‬الفتاوى‬
‫(‪ )2‬أي‪ :‬األطباء‪.‬‬
‫والسلُّ َش َه َادة<‪ .‬مسند أحمد (‪ ،)315/5‬رقم‪ ،]22939[ :‬وأخرجه‬
‫(‪ )3‬حديث‪ِّ > :‬‬
‫ـ أيضا ـ الطبراني في (الكبير) (‪ ،)249/6‬رقم‪ ،]6115[ :‬وفي (األوسط)=‬

‫‪44‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(و) منهم (صاحب الح َّمى إذا قتلت) أي‪ :‬إذا مات بها‪ ،‬وإن لم‬
‫تكن من األنواع المخوفة‪ ،‬كما اقتضاه إطالق حديث الديلمي(‪.)1‬‬
‫(الجنب) وهو الميت بقرحة داخل‬
‫(و) منهم (صاحب) ذات َ‬
‫(‪)2‬‬
‫المار‪.‬‬
‫جنبه ‪ ،‬كما في حديث الموطأ ِّ‬
‫(و) منهم (من للعلم قد قصدا) أي‪ :‬طلب‪ ،‬رواه البزار(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= (‪ ،)52/2‬رقم‪ .]1243[ :‬وقال‪> :‬لم يرو هذا الحديث عن عاصم إال مندل‬
‫تفرد به بكر<‪ .‬وفي (مجمع ال َّزوائد)‪> :‬رواه الطَّبراني في (الكبير) وفيه مندل‬
‫بن علي وفيه كالم كثير وقد وثق<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪ .)54/3‬وأخرجه أيضا‪:‬‬
‫البزار (‪ ،)501/6‬رقم‪ .]2532[ :‬وقال ابن الملقن‪َ > :‬ر َواه الطَّ َب َرانِ ُّي َوأَبو‬
‫الص َحابَة)‪َ ،‬وعبد الملك (ووالده) ضعيفان‪،‬‬ ‫وسى األَص َب َهانِي فِي (معرفَة َّ‬
‫م َ‬
‫الص َحابَة إِ َّال الطَّ َب َرانِي<‪ .‬البدر المنير في تخريج األحاديث‬ ‫وجده لم يذكره فِي َّ‬
‫واألثار الواقعة في الشرح الكبير (‪.)362/5‬‬
‫(‪ )1‬رواه ال َّديلمي في (مسند الفردوس) عن أنس بلفظ‪> :‬الحمى شهادة<‪.)105/2( ،‬‬
‫قال المناوي في (التيسير)‪> :‬وفيه كذاب<‪ .‬التيسير بشرح الجامع الصغير‬
‫(‪ .)1032/1‬وقال في (فيض القدير)‪> :‬فيه الوليد بن محمد الموقري‪ ،‬قال‬
‫الذهبي في (الضعفاء)‪ :‬كذبه يحيى<‪ .‬فيض القدير (‪ .)422/3‬والحديث‬
‫موضوع كما قال الحافظ أحمد الغماري في (المغير) (ص‪.)43 :‬‬
‫وح َتحدث ِفي َد ِ‬
‫اخ ِل ال َجن ِب ب َِو َجع َش ِديد ث َّم َتن َف ِتح‬ ‫(‪ )2‬قال ابن عابدين‪َ > :‬و ِه َي قر ٌ‬
‫ِفي ال َجن ِب<‪ .‬حاشية رد المحتار (‪.)294/2‬‬
‫لطالب العلمِ وهو على هذه الحالة ِ; مات وهو=‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )3‬حديث‪> :‬إذا جاء الموت‬

‫‪45‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫والالم في >للعلم< لل َّتقوية(‪.)1‬‬


‫واأللف لإلطالق َّ‬
‫عــن المركــوب أو َج َبــل‬ ‫‪ -6‬ومــن‬
‫ــن َسـ ْــب عليـــ عـــدا‬
‫ومـ ْ‬
‫كـــذا اللـــديْ َ‬
‫) ــ بكسر الخاء وضمها ــ أي‪ :‬الَّذي يسقط‬ ‫(و) منهم (من‬
‫(عن المركوب) له‪.‬‬
‫يخر عن رأس (جبل); فيموت‪.‬‬
‫(أو) ُّ‬
‫ثم اإلعجام ــ إذ عكسه لذيع النَّار‪،‬‬‫و(كذا اللَّديغ) ــ باإلهمال َّ‬
‫حية أو عقرب ــ مثال ــ إذا مات بذلك‪.‬‬
‫أي‪ :‬الملدوغ بهامة من َّ‬
‫(و) كذا (من سبع) بإسكان الباء للوزن (عليه) أي‪ :‬ومنهم من‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= شهي ٌد<‪ .‬رواه البزار (‪ ،)74/1‬رقم‪ ،]137[ :‬وهو ضعيف جدا‪ .‬قال في‬
‫(مجمع ال َّزوائد)‪> :‬رواه البزار‪ ،‬وفيه هالل بن عبد الرحمن الحنفي وهو‬
‫متروك<‪ .)332/1( .‬قال ابن عابدين‪> :‬قَوله‪َ ( :‬وه َو يَطلب ال ِعل َم) بِأَن َكا َن لَه‬
‫ِ‬
‫س‪َ ،‬ولَي َس‬ ‫يما يَظ َهر‪َ ،‬ولَو ك َّل يَوم َدر ٌ‬‫اش ِت َغ ٌال بِه ِ َتألِيفا أَو َتدرِيسا أَو حضورا ف َ‬
‫الم َراد االنه َِما َك<‪ .‬حاشية رد المحتار (‪.)293/2‬‬
‫(‪ )1‬الم ال َّتقوية‪ :‬هي التي تدخل على المفعول به إذا تق َّد َم على ِفعله‪ ،‬نحو قوله‬
‫‪ { :‬ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ} [األعراف‪ ،]154 :‬و{ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ}‬
‫[يوسف‪.]43 :‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الطبراني وغيره(‪.)1‬‬
‫ُّ‬ ‫(عدا) عليه سبع; فقتله روى األربع َة‬

‫‪ -1‬وعاشــق كــات م ْن عــف عــن خطــأ‬


‫ومـــن أقـــي َ أمينـــ اا فـــي الـــورى َر َشـــدا‬
‫عف‬‫(كاتم) ل ِعش ِقه ِ (إن َّ‬
‫ٌ‬
‫(و) منهم ِ‬
‫(عاش ٌق) ولو َمن ال يحلُّ له‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬روى الطَّبران ُّي عن ابن عباس ـ ‪ ‬ـ يرفعه‪> :‬ما تع ُّدون ُّ‬
‫الشهداء فيكم؟‬
‫قالوا‪ :‬من يقتل في سبيل اهلل‪ .‬قال‪ :‬إ َّن شهداء َّأمتي إذن لقليل‪ .‬المقتول في‬
‫سبيل اهلل شهيد‪ ،‬والمرء يموت على فراشه في سبيل اهلل شهيد‪ ،‬والمبطون‬
‫شهيد‪ ،‬واللديغ شهيد‪ ،‬والغريق شهيد‪ ،‬والشريق شهيد‪ ،‬والذي يفترسه السبع‬
‫شهيد‪ ،‬والخار عن دابته شهيد‪ ،‬وصاحب الهدم شهيد‪ ،‬وصاحب ذات الجنب‬
‫شهيد‪ ،‬والنفساء يقتلها ولدها يجرها بسرره إلى الجنة<‪ .‬أخرجه الطبراني‬
‫(‪ ،)263/11‬رقم‪ .]11676[ :‬قال الهيثمي‪> :‬رواه الطبراني‪ ،‬وفيه عمرو بن‬
‫عطية بن الحارث الوادعي‪ ،‬وهو ضعيف< مجمع الزوائد (‪ .)545/5‬وقال‬
‫الحافظ في (الفتح)‪> :‬وروى بن وهب من حديث عقبة بن عامر مرفوعا‪> :‬من‬
‫صرع عن دابته في سبيل اهلل‪ ،‬فمات فهو شهيد< فكأنه لما لم يكن على شرط‬
‫البخاري أشار إليه في الترجمة‪ .‬قلت‪ :‬هو عند الطبراني وإسناده حسن<‪ .‬فتح‬
‫الباري (‪ .)17/6‬وقال في موضع آخر‪> :‬وعنده [أي‪ :‬الطبراني] من حديث‬
‫أبن مسعود بإسناد صحيح‪ :‬أن من يتردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع‪،‬‬
‫ويغرق في البحار لشهيد عند اهلل<‪ .‬فتح الباري (‪ .)44/6‬قال الهيثمي‪> :‬رواه‬
‫الصحيح<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪.)549/5‬‬ ‫الطَّبراني ورجاله رجال َّ‬
‫‪49‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫المحرم إذا مات‬


‫َّ‬ ‫مح َّرم بتعلق معشوقه حتى النَّظر‬
‫عن خطأ) أي‪َ :‬‬
‫بذلك‪ .‬رواه ال َّديلمي(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حديث‪> :‬من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا< يروى من طريق سويد بن‬
‫سعيد عن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس‬
‫‪ ‬به مرفوعا بلفظ‪> :‬فهو شهيد< وهو مما أنكره ابن معين وغيره على‬
‫خاوي‪ :‬ولكنَّه لم ينفرد به‪ ،‬فقد رواه الزبير بن بكار قال حدثنا‬ ‫ُّ‬ ‫الس‬
‫سويد‪ ..‬قال َّ‬
‫عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون عن عبد العزيز ابن أبي حازم عن ابن‬
‫أبي نجيح عن مجاهد به مرفوعا وهو سند صحيح‪ ...‬وقال السيوطي‪ :‬أخرجه‬
‫الحاكم في (تاريخ نيسابور)‪ ،‬والخطيب في (تاريخ بغداد)‪ ،‬وابن عساكر في‬
‫(تاريخ دمشق) وأخرج الخطيب أيضا من حديث عائشة بلفظ‪> :‬من عشق فعف‬
‫ثم مات مات شهيدا< وأورده الديلمي بال إسناد‪ .‬األسرار المرفوعة في األخبار‬
‫الموضوعة (‪ .)352/1‬وقال ابن الملقن‪َ > :‬وأما ال َميِّت عشقا‪ :‬فَه َو َمروِي من‬
‫ثم قَ َال‪:‬‬ ‫َح ِديث ابن َع َّباس‪ ،‬ذكره ابن ال َجوزِي ِفي (علله) من طرق َعنه‪َّ ...‬‬
‫َه َذا َح ِديث ال يَصح‪َّ ،‬أما الطَّريقان األ َ َّوال ِن‪ :‬فمدارهما َعلَى س َويد بن سعيد‪،‬‬
‫حبان‪( :‬من َر َوى مثل َه َذا َعن َعلي بن مسهر تجب مجانبة ر َِوايَته)‪.‬‬ ‫قَ َال ابن َّ‬
‫َوقَ َال يَح َيى بن م ِعين‪( :‬لَو َكا َن لي فرس ورمح لَكنت أغزو س َويد بن سعيد)‪.‬‬
‫قَ َال ال َّد َارقط ِني‪َ ( :‬كا َن س َويد لما كبر يق َرأ َعلَيه ِ َح ِديث ِفيه ِ بعض النكارة‬
‫الح ِديث البلية ِفيه ِ ِم َّمن َر َوى َعن س َويد‪َ ،‬وه َو م َح َّمد‬
‫فيجيزه)‪َ .‬وقَ َال‪َ ( :‬و َه َذا َ‬
‫الح ِديث)‪ .‬قَ َال ابن ال َجوز ِّ‬
‫ِي‪( :‬لم ين َفرد م َح َّمد بن َز َكرِيَّا‬ ‫بن َز َكرِيَّا‪َ ،‬و َكا َن يضع َ‬
‫وسى‪،‬‬ ‫بِهِ‪ ،‬فقد َر َواه جماعات ِمنهم‪ :‬أَحمد بن َمحمود األَن َبارِي َوصدقَة بن م َ‬
‫اسم بن أَحمد‪َ ،‬و ِإب َرا ِهيم بن َجع َفر ال َف ِقيه‪َ ،‬وأَبو ال َع َّباس بن َمسروق‪=،‬‬ ‫َوال َق ِ‬

‫‪47‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫َوالحسن بن َعلي األشنَانِي‪َ ،‬و َداود األَص َب َهانِي‪َ .‬وأما الطَّرِيق الثَّالِث; فَ َق َال‬ ‫=‬
‫ذكرها نفطويه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يسى لَي َس ب َِشيء)‪ .‬قلت‪ :‬ومتابعة َداود‬ ‫أَحمد‪ :‬يَعقوب بن ِع َ‬
‫ات فِيهِ‪ ،‬فَقلت‬ ‫قَ َال‪( :‬دخلت َعلى م َح َّمد بن َداود األَص َب َهانِي فِي َمرضه ال َّ ِذي َم َ‬
‫لَه‪َ :‬ك َيف أجدك؟ قَ َال‪ :‬حب من تعلم أورثني َما َترى‪ .‬فَقلت‪َ :‬ما َمنعك َعن‬
‫حدهما‪ :‬النظر‬‫االس ِتم َتاع بِه ِ َم َع القد َرة َعلَيهِ؟ ف َ َق َال‪ :‬االس ِتم َتاع َعلَى َوج َهين‪ ،‬أ َ َ‬
‫الم َباح‪َ .‬والثَّانِي‪ :‬اللَّ َّذة المحظورة‪ ،‬فَأَما النظر الم َباح فأورثني َما َترى‪َ ،‬وأما‬
‫أحدثك‪ :‬أَني أَنا س َويد بن سعيد‪ ،‬أَنا َعلي‬ ‫اللَّ َّذة المحظورة‪ :‬فَ ِإنَّه َمنَ َع ِني ِمن َها َما َ‬
‫بن مسهر‪َ ،‬عن أبي يَح َيى ال َق َّتات‪َ ،‬عن م َجا ِهد‪َ ،‬عن ابن َع َّباس َمرفوعا‪> :‬من‬
‫اعة بِس َوي ِد‪،‬‬‫عشق فكتم وعف وصبر غفر اهلل لَه‪َ ،‬وأدخله الجنَّة<‪َ .‬وأعله ال َج َم َ‬
‫(ص ِحيح مسلم)‪َ .‬وقَ َال عبد اهلل بن أَحمد بن َحن َبل‪ :‬قَ َال‬ ‫َو ِإن َكا َن من رجال َ‬
‫(صدوق) َكا َن َح ِافظا‪َ ،‬و َكا َن‬ ‫أبي‪ :‬اكتب َعنه َح ِديث ضمام‪َ .‬وقَ َال ال َب َغ ِوي‪َ :‬‬
‫لمة‪ :‬ثِ َقة‬
‫أَحمد ينتقي لِ َول َ َديه ِ َعلَيه ِ َصالح َوعبد اهلل‪ ،‬فَ َكانَا يَخ َتلِ َفا ِن ِإلَيهِ‪َ ،‬وقَ َال َس َ‬
‫ِي‪َ :‬صدوق‪َ ،‬وأكثر َما عيب َعلَيه ِ ال َّتدلِيس والعمى‪،‬‬ ‫الراز ُّ‬ ‫ثِ َقة‪َ .‬وقَ َال أَبو َحاتِم َّ‬
‫يث‪َ ،‬و َر َوى األكابر َعنه قبل ضرارته فانتفيا‪َ .‬وقَ َال ابن عدي‬ ‫َوقد صرح بِال َّتح ِد ِ‬
‫ِ‬
‫الح ِديث‪ِ :‬إنَّه أحد َما أنكر َعلَى س َويد‪َ .‬و َك َذا‬ ‫في ( َكا ِمله) عقب ِإخ َراجه َه َذا َ‬
‫يرهما‪ ،‬قَ َال ال َحا ِكم ِفي ( َتارِيخ نيسابور)‪ :‬أَنا‬ ‫ذكره ال َبي َه ِقي َوابن طَا ِهر َو َغ َ‬
‫الح ِديث‪ ،‬فَ ِإنَّه لم يحدث بِه ِ غير س َويد‪َ ،‬وه َو َو َداود َوابنه‬ ‫أتعجب من َه َذا َ‬
‫م َح َّمد ثِ َقات‪َ .‬و َه َذا العجب َع ِجيب‪ ،‬فسويد لم ين َفرد بِهِ‪ ،‬فقد َر َواه الزبير بن‬
‫بكار‪َ ،‬عن عبد الملك بن عبد ال َعزِيز ال َماجشون‪َ ،‬عن عبد ال َعزِيز بن أبي‬
‫َحازِم‪َ ،‬عن ابن أبي نجيح‪َ ،‬عن م َجا ِهد‪َ ،‬عن ابن َع َّباس َرفعه‪> :‬من عشق فعف=‬
‫‪42‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(و) منهم (من) أي‪ :‬الَّذي (أقيم أمينا في) أمر (الورى) رواه‬
‫أحمد‪ ،‬ولفظ روايته‪> :‬وأمناء اهلل على خلق قتلوا أو ماتوا<(‪ )1‬ومعلوم‬
‫أنَّه ال ب َّد في تحصيله ذلك أن يقوم فيهم بما أمر اهلل ‪ ،‬فلذلك‬
‫الشين وفتحها‪.‬‬
‫قيدته بقولي‪ ) ( :‬بكسر ِّ‬
‫‪ -9‬وميــــ الليلــــة الغــــراء أو ــــدها‬
‫ـو نــوى أو بعــد ـ ْ و عــدا‬
‫أو بعــد َحـ ى‬
‫(و) منهم (ميت الليلة الغراء)‪ ،‬وهي ليلة الجمعة‪ ،‬أي‪ :‬الميت‬
‫فيها (أو) في (غدها) وهو يوم الجمعة أخرجه جماعة(‪ ،)2‬وفي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ابعة َح َسنَة<‪ .‬البدر المنير في تخريج األحاديث‬ ‫ات فَه َو َشهِيد< َو َه ِذه م َت َ‬ ‫= فَ َم َ‬
‫واألثار الواقعة في الشرح الكبير (‪.)391/5‬‬
‫ض‬ ‫(‪ )1‬رواه أحمد (‪ ،)200/4‬رقم‪ .]19721[ :‬بلفظ‪> :‬ش َه َد َاء اللَّه ِ ِفي األَر ِ‬
‫الهيثمي‪> :‬رواه أحمد ورجاله ثقات<‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫أ َمنَاء اللَّه ِ َعلَى َخل ِقه ِ قتِلوا أَو َماتوا<‪ .‬قال‬
‫مجمع ال َّزوائد (‪.)549/5‬‬
‫(‪ )2‬قال السخاوي‪ :‬قال عبد الرزاق‪ :‬أنا ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب أ َّن‬
‫بي ‪ ‬قال‪> :‬من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر‬ ‫النَّ َّ‬
‫وكتب شهيدا<‪ ،‬وقال أبو قرة في (السنن)‪ :‬ذكر ابن جريج أخبرني سفيان عن‬
‫ربيعة بن سيف عن عبد اهلل بن عمرو مرفوعا مثله‪ .‬المقاصد الحسنة للسخاوي‬
‫ات يَوم الجم َعة أَو‬ ‫(ص‪ .)691 :‬وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) بلفظ‪> :‬من َم َ‬
‫أجير من َع َذاب ال َقبر‪َ ،‬و َجاء يَوم ال ِقيَ َامة َعلَيه ِ طَابع ُّ‬
‫الش َه َداء<‪=،‬‬ ‫لَيلَة الجم َعة ِ‬

‫‪50‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫حديثه أنَّه يوقى فتنة القبر‪.‬‬


‫(أو بعد حج نوى) أي‪ :‬أو مات بعد فراغه من حج‪.‬‬
‫) بضم العين وكسرها‪ ،‬أي‪ :‬بعد جهاد األعداء‬ ‫(أو بعد غزو‬
‫من الكفار‪.‬‬

‫ومعتمـر‬
‫َ‬ ‫‪ -8‬أو شهر صوم كـذا ايياـا‪،‬‬
‫الُــحى أبــدا‬
‫أو الوضــوء ومــن صــلى ُّ‬
‫ـــر اا ول ســـفر اا‬
‫وتـــره قَ و‬
‫َ‬ ‫‪ -0‬ولـــ َيـــ َذ ْر‬
‫ـــام مجتهــــدا‬
‫وكــــل شــــهر ثَثــــ اا صـ َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وقال‪> :‬غريب من حديث جابر ومحمد‪ ،‬تفرد به عمر بن موسى‪ ،‬وهو مدني‬ ‫=‬
‫فيه لين<‪ .‬حلية األولياء (‪ .)155/3‬وقال الحافظ العراقي‪> :‬أخرجه أبو نعيم‬
‫في (الحلية) من حديث جابر ‪ .‬روى الزندي نحوه مختصرا من حديث‬
‫عبد اهلل بن عمر‪ ،‬وقال‪ :‬غريب ليس إسناده بمتصل‪ .‬قلت‪ :‬وصله الترمذي‬
‫الحكيم في النوادر<‪ .‬إحياء علوم ال ِّدين (‪ .)192/1‬قال ابن عابدين‪> :‬قَوله‪:‬‬
‫( َوال َميِّت لَيلَ َة الجم َعة ِ) أَخ َر َج َح ِميد بن َزنج َويه ِ ِفي فَ َضائِ ِل األَع َما ِل َعن ِمر َسا ِل‬
‫ات يَو َم الجم َعة ِ ك ِت َب لَه‬‫ول اللَّه ِ ‪ ‬قَ َال‪َ > :‬من َم َ‬ ‫س ب ِن ب َكير أَ َّن َرس َ‬ ‫إيَا ِ‬
‫أَجر َشهِيد< أجهورِي<‪ .‬حاشية رد المحتار (‪ ،)293/2‬وسيأتي مزيد من البيان‬
‫في (شرح منظومة األجهوري)‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(أو) بعد (شهر صوم) وهو شهر رمضان أعني عقب ذلك نقل‬
‫الثَّالثة(‪ )1‬جمع عن الحسن‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وتره قَرا وال‬ ‫الضحى أبدا‪ ...‬ولم يَ َذر َ‬ ‫(‪ )1‬يعني ما ذكره من قوله‪ ....:‬ومن صلَّى ُّ‬
‫صام مجتهدا‪ .‬وقد روى ـ هذه الثَّالثة ـ الطَّ ُّ‬
‫براني في‬ ‫وكل شهر ثالثا َ‬ ‫سفرا‪َّ ...‬‬
‫الضحى‪ ،‬وصام ثالثة أيام من‬ ‫(الكبير) عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ‪> :‬من صلَّى ُّ‬
‫الشهر‪ ،‬ولم يترك الوتر في حضر وال سفر ك ِت َب له أجر شهيد<‪ .‬وسيأتي تخريج‬ ‫َّ‬
‫الحديث في (شرح منظومة األجهوري)‪.‬‬
‫وقد جاء في فضل هذه الثَّالثة ما روي َع ِن ال َح َس ِن‪َ ،‬عن أَبِي ه َري َر َة ‪،‬‬
‫قَ َال‪> :‬أَو َصانِي َخلِيلِي بِثَ َالث ـ قَ َال ه َشي ٌم‪ :‬فَ َال أ َ َدعه َّن َح َّتى أَم َ‬
‫وت ـ‪ :‬بِال ِوترِ قَب َل‬
‫النَّومِ‪َ ،‬و ِصيَام ِ ثَ َالثَة ِ أَيَّام ِمن ك ِّل َشهر‪َ ،‬والغس ِل يَو َم الجم َعة ِ<‪.‬‬
‫وفي رواية‪> :‬ثَ َال ٌث أَو َصانِي بِ ِه َّن َخلِيلِي ـ ‪ ‬ـ‪َ ،‬ال أ َ َدعه َّن أَبَدا‪ :‬ال ِوتر‬
‫ام‪َ ،‬و ِص َيام ثَ َالثَة ِ أَيَّام ِمن ك ِّل َشهر‪َ ،‬والغسل يَو َم الجم َعة ِ<‪.‬‬ ‫قَب َل أَن أَنَ َ‬
‫وفي رواية‪> :‬أَو َصانِي النَّب ُِّي ـ ‪ ‬ـ بِثَ َالث‪ ،‬لَست ب َِتا ِر ِك ِه َّن ِفي َح َضر َو َال‬
‫الض َحى<‪.‬‬ ‫َس َفر‪ :‬نَوم َعلَى وِتر‪َ ،‬و ِص َيام ِ ثَ َالثَة ِ أَيَّام ِمن ك ِّل َشهر‪َ ،‬و َرك َع َت ِي ُّ‬
‫الض َحى‪ ،‬غس َل يَوم ِ الجم َعةِ‪ .‬ولفظ ابن‬ ‫قَ َال‪ :‬ث َّم أَو َه َم ال َح َسن‪ ،‬فَ َج َع َل َم َكا َن ُّ‬
‫أبي َشي َبة‪> :‬أَو َصانِي َخلِيلِي ب ِالغس ِل يَو َم الجم َعةِ‪ .<.‬أخرجه >عبد َّ‬
‫الر َّزاق<‬
‫[‪ ]4617‬و[‪ ]4750‬و[‪ ]9795‬عن َمعمر‪ ،‬عن قتادة‪ .‬و>ابن أبي َشي َبة<‬
‫(‪ ،]4225[ )23/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا هشيم‪ ،‬قال‪ :‬أَخ َبرنا يونس‪ .‬و>أحمد<‬
‫(‪ ،]9137[ )222/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا هشيم‪ ،‬وإسماعيل بن إبراهيم‪ ،‬عن يونس‪.‬‬
‫وفي (‪ ]9170[ )233/2‬و(‪ ،]9529[ )260/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا عبد األعلى‪=،‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(كذا اإليصاء(‪ ))1‬إذا مات بعده رواه ابن ماجه(‪.)2‬‬


‫(معتمر) ــ بفتح الميم ــ مصدر بمعنى االعتمار‪ ،‬رواه‬
‫َ‬ ‫(و) كذا‬
‫أيضا جمع عن الحسن(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= عن يونس‪ .‬وفي (‪ ،]9452[ )254/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا أسود بن عامر‪ ،‬ح َّدثنا‬
‫الرزاق‪،‬‬ ‫جرير‪ ،‬يعني ابن حازم‪ .‬وفي (‪ ،]9657[ )291/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا عبد َّ‬
‫ح َّدثنا معمر‪ ،‬عن قتادة‪ .‬وفي (‪ ،]7332[ )322/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا أبو النَّضر‪،‬‬
‫ح َّدثنا المبارك‪ .‬وفي (‪ ،]10115[ )492/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا يحيى‪ ،‬عن عمران‬
‫محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫أبي بكر‪ .‬وفي (‪ ،]10349[ )472/2‬قال‪ :‬ح َّدثنا َّ‬
‫ح َّدثنا سعيد‪ ،‬عن قتادة‪ .‬و>أبو يَعلَى< [‪ ،]6226‬قال‪ :‬ح َّدثنا شيبان‪ ،‬حدثنا‬
‫جرير بن حازم‪ .‬وفي [‪ ،]6236‬قال‪ :‬ح َّدثنا شيبان‪ ،‬حدثنا يزيد بن إبراهيم‪.‬‬
‫ستتهم (قتادة‪ ،‬ويونس بن عبيد‪ ،‬وجرير بن حازم‪ ،‬والمبارك بن فضالة‪،‬‬
‫وعمران بن مسلم‪ ،‬أبو بكر‪ ،‬ويزيد بن إبراهيم) عن الحسن‪ ،‬فذكره‪.‬‬
‫(‪ )1‬أي‪ :‬بعد الوصية‪ ،‬إذا أوصى قبل موته‪.‬‬
‫ات َعلَى تقى‬‫ات َعلَى َسبِيل َوسنَّة‪َ ،‬و َم َ‬ ‫ات َعلَى َو ِص َّية َم َ‬
‫(‪ )2‬ولفظ الحديث‪َ > :‬من َم َ‬
‫ات َمغفورا لَه< سنن ابن ماجه (‪ .)201/2‬وهو ضعيف‪ .‬قال‬ ‫َو َش َه َادة‪َ ،‬و َم َ‬
‫الكناني‪> :‬هذا إسناد ضعيف لتدليس بقية<‪ .‬مصباح الزجاجة (‪ .)140/3‬وقال‬
‫ابن عدي في (الكامل)‪> :‬قال الشيخ‪ :‬ولعمر بن صبح غير ما ذكرت من‬
‫الحديث‪ ،‬وعامة ما يرويه غير محفوظ ال متنا وال إسنادا<‪ .‬الكامل في ضعفاء‬
‫الرجال (‪.)25 /5‬‬
‫(‪> )3‬قال الحسن‪ :‬من مات عقيب رمضان أو عقيب غزو أو عقيب حج مات‬
‫ات َع ِق َب َر َم َضا َن أو عم َرة=‬
‫شهيدا<‪ .‬إحياء علوم ال ِّدين (‪َ > ،)241/1‬و َمن َم َ‬
‫‪53‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(أو الوضوء) إذا مات عقبه عليه رواه اآلجري(‪.)1‬‬


‫(و) منهم (من) أي‪ :‬الَّذي (صلى ُّ‬
‫الضحى أبدا ولم يذر) أي‪:‬‬
‫يترك (وتره قرا) أي‪ :‬قرارا‪ ،‬أعني حضرا (‪ ..‬وال سفرا‪ ....‬وكل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفقهية الكبرى‪ ،‬البن حجر‬ ‫َّ‬ ‫= أو َغزو أو َحج نَ َقلَه َجم ٌع عن ال َح َس ِن<‪ .‬الفتاوى‬
‫الهيتمي (‪.)24/4‬‬
‫ولآلجري في (الغرباء)‪ :‬عن عائشة ـ ‪ ‬ـ قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪:‬‬
‫>من مات في هذا الطَّريق من حاج أو معتمر لم يعرض ولم يحاسب وقيل له‬
‫ادخل الجنة<‪ .‬الغرباء (‪.)93/1‬‬
‫الطبراني بلفظ‪َ > :‬من أَ َتاه‬
‫ُّ‬ ‫الفقهية (‪ ،)349/9‬وروى‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الفتاوى الكبرى‬
‫(الصغير) (‪،)100/2‬‬ ‫ال َموت َوه َو َعلَى وضوء أع ِط َي َّ‬
‫الش َه َاد َة<‪ .‬الطَّبراني في َّ‬
‫رقم‪ ،]756[ :‬وفي (األوسط) (‪ ،)124/6‬رقم‪.]5221[ :‬‬
‫ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) وقال‪> :‬هذا حديث موضوع‪ .‬وفي هذه‬
‫الطريق آفات‪ :‬عبد الرحمن بن حرملة قد ضعفه البخاري‪ ،‬وأما عباد بن كثير‬
‫فقال أحمد‪ :‬روى أحاديث كذب لم يسمعها‪ .‬وقال يحيى‪ :‬ليس بشيء في‬
‫الحديث‪ ،‬وقال البخاري والنسائي‪ :‬متروك الحديث‪.‬‬
‫وأما بشر بن إبراهيم فقال ابن عدي‪ :‬هو عندي ممن يضع الحديث على الثقاة‪،‬‬
‫قال ابن حبان‪ :‬كان يضع الحديث على الثقاة<‪ .‬الموضوعات‪ ،‬البن الجوزي‬
‫الرحمن بن حرملة‬ ‫يوطي في (الآللئ)‪> :‬موضوع‪ .‬عبد َّ‬ ‫الس ُّ‬
‫(‪ .)177/3‬وقال ُّ‬
‫ض َّعفه البخاري‪ ،‬وعباد بن كثير متروك‪ ،‬وبشر بن إبراهيم يضع<‪ .‬الآللي‬
‫للسيوطي (‪.)316/2‬‬‫المصنوعة في األحاديث الموضوعة‪ُّ ،‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫كل شهر (مجتهدا) في‬


‫شهر ثالثا‪ )..‬أي‪ :‬و(صام) ثالث َة أيام من ِّ‬
‫ذلك‪ .‬رواه أبو نعيم(‪.)1‬‬
‫مـة‬
‫اله ْ َدَم أو في الحـبِ َمظلَ ا‬
‫َ‬ ‫‪ -69‬ومي‬
‫كـــذا الشـــريق ومـــن فـــي نـــار اتقـــدا‬
‫(‪)2‬‬
‫المار‪.‬‬
‫(و) منهم (ميت الهدم) أو الميت فيه لحديث الموطأ ِّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬حديث‪ > :‬من صلى الضحى وصام ثالثة أيام من الشهر ولم يترك الوتر في سفر‬
‫وال حضر كتب له أجر شهيد<‪ .‬رواه أبو نعيم في (الحلية) وقال‪> :‬غريب من‬
‫حديث الشعبي‪ ،‬تفرد به أيوب<‪ .‬حلية األولياء (‪.)934/3‬‬
‫قال الهيثمي‪> :‬رواه الطبراني في الكبير‪ .‬وفيه أيوب بن نهيك‪ ،‬ضعفه أبو حاتم‬
‫وغيره‪ ،‬ووثقه ابن حبان وقال‪ :‬يخطئ<‪ .‬مجمع الزوائد (‪.)501/2‬‬
‫وذكره المنذري في (الترغيب والترهيب) من حديث ابن عمر مرفوعا‪ .‬وقال‪:‬‬
‫>رواه الطبراني في (الكبير)‪ ،‬وفيه نكارة<‪ .)222 /1( .‬ولم أجده عند الطبراني‬
‫في المطبوع‪.‬‬
‫الهدمِ) بفتح ال َّدال وتسكن‪ ،‬أي‪ :‬الذي يموت تحت الهدم‪ .‬قال في‬ ‫(‪َ ( )2‬‬
‫وبالسكون‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫اله َدم بال َّتحريك‪ :‬البِنَاء ال َمهدوم فَ َع ٌل ب َِمعنى َمفعول‪.‬‬
‫(النهاية)‪َ > :‬‬
‫ال ِفعل نَفسه<‪( .‬النهاية)‪ ،‬مادة‪( :‬هدم) ( َو َصاحب الهدم)‪ ،‬ه َو ال َّ ِذي يَموت‬
‫َتحت الهدم‪َ ،‬وقَ َال ابن ال َجوزِي‪ :‬بِ َفتح ال َّدال المهملَة‪َ ،‬وه َو اسم َما يَقع‪َ ،‬وأما‬
‫بتسكين ال َّدال فَه َو ال ِفعل‪َ ،‬وال َّ ِذي يَقع ه َو ال َّ ِذي يقتل‪َ ،‬ويجوز أَن ينسب ال َقتل‬
‫ِإلَى ال ِفعل‪ .‬عمدة القاري (‪ ،)191/5‬غريب الحديث‪ ،‬البن الجوزي‬
‫(‪.)423/2‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(أو في الحبس) إذا كان حبسه (مظلمة) بفتح الالم قياسا‬


‫وكسرها شذوذا وذا مصدر بمعنى لما‪ ،‬رواه ابن مندة(‪.)1‬‬
‫(وكذا) منهم (الشريق) فعيل بمعنى فاعل‪ ،‬أي‪ :‬من شرق‬
‫براني وغيره(‪.)2‬‬
‫بشيء فمات به‪ ،‬رواه الطَّ ُّ‬
‫(و) كذا منهم (من في نار ا َّتقدا) أعني الحريق لحديث الموطأ‬
‫المار‪ ،‬واأللف في >اتقدا< لإلطالق‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -66‬أو دون مـــال أو األصـــلين أو دمـــ‬
‫فســــ فقــــدا‬
‫أو دينــــ فــــي اقتتــــال ن َ‬
‫(أو دون مال‪ ،‬أو األصلين‪ ،‬أو دمه‪ ،‬أو دينه‪ ،‬في اقتتال نفسه)‬
‫أي ومنهم من (فقدا) نفسه بأن قتل في مقاتلة من صال عليه‪ ،‬دون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬رواه ابن منده من حديث علي ‪> :‬الميت في السجن وقد حبس لما<‪.‬‬
‫تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (‪ ،)172/1‬شرح ال ُّزرقاني على موطأ مالك‬
‫(‪ ،)100/2‬مواهب الجليل لشرح مختصر الخليل (‪ ،)67/3‬انظر‪ :‬موطأ‬
‫اإلمام مالك‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬تقي ال ِّدين الندوي (‪ ،]301[ )71/2‬طبعة عالم‬
‫الكتب [‪1423‬هـ]‪َ > .‬وال َميِّت في َحبس حب َِس فيه لما‪َ .‬ر َواه ابن َمن َده<‪.‬‬
‫الفتاوى الفقهية الكبرى‪ ،‬البن حجر الهيتمي (‪.)346/4‬‬
‫(‪ )2‬سبق تخريجه‪ .‬عند قوله‪ :‬ومن يخر عن المركوب أو جبل‪....‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫كال من األربعة كل من أصحاب‬ ‫ماله أو أهله أو دمه أو دينه‪ .‬روى ً‬


‫السنن األربعة‪ .‬أي‪ :‬ومنهم من (فقد) نفسه بأن قتل مقاتلة من صال‬
‫عليه(‪ )1‬دون ماله أو أهله أو دمه أو دينه‪ ،‬روى ً‬
‫كال من األربعة كل‬
‫السنن األربعة(‪.)2‬‬
‫من أصحاب ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪َ (> )1‬ص َال عليه) استطال‪ ،‬و(صال عليه) وثب‪ ،‬وبابه قال‪ .‬و( َصولَة) أيضا‪.‬‬
‫الصيال‬ ‫يقال‪ :‬ر َّب قول أشد من صول‪ ،‬و(المصاولَة) المواثبة‪ ،‬وكذلك ِّ‬
‫والصيالة‪ .‬و( َصؤ َل البعير) ـ بالهمز ـ من باب رف إذا صار يقتل الناس‬ ‫ِّ‬
‫الصحاح‪ ،‬ما َّدة‪( :‬صول)‪( ،‬ص‪:‬‬ ‫ول< مختار ِّ‬ ‫ويعدو عليهم فهو جمل َصئ ٌ‬
‫‪ ،)395‬وانظر‪ :‬المصباح المنير (‪ ،)221/5‬غريب الحديث‪ ،‬البن قتيبة‬
‫(‪.)73/2‬‬
‫(‪ )2‬يعني قوله ‪َ > :‬من ق ِت َل دو َن َمالِه ِ فَه َو َشهي ٌد‪َ ،‬و َمن ق ِت َل دو َن َد ِمه ِ فَه َو‬
‫َش ِهي ٌد‪َ ،‬و َمن ق ِت َل دو َن دِينه ِ فَه َو َشهِي ٌد‪َ ،‬و َمن ق ِت َل دو َن أهلِه ِ فَه َو َشهِي ٌد<‪ .‬أخرجه‬
‫عبد الرزاق (‪ ،)114/10‬رقم [‪ .]17565‬وأحمد (‪ ،)120/1‬رقم‬
‫[‪ ،]1652‬وعبد بن حميد (‪ ،)66/1‬رقم [‪ ،]106‬وأبو داود (‪،)246/4‬‬
‫رقم [‪ ،]4992‬والتِّرمذي (‪ ،)30/4‬رقم [‪ ،]1421‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫والنَّسائي (‪ ،)116/9‬رقم [‪ ،]4025‬وأبو يعلى (‪ ،)247/2‬رقم [‪،]242‬‬
‫والبيهق ُّي (‪ ،266/3‬رقم [‪ ،]5757‬والضياء (‪ ،)222/3‬رقم [‪،]1022‬‬
‫وقال‪ :‬إسناده حسن‪ .‬وابن ماجه بلفظ‪َ > :‬من ق ِت َل دو َن َمالِه ِ فَه َو َشهِي ٌد< (‪،)716/2‬‬
‫رقم [‪ ،]2570‬وبلفظ‪> :‬من أتي عند ماله فقوتل فقاتل فقتل فهو شهيد<‬
‫(‪ ،)761/2‬رقم [‪ ،]2571‬وبلفظ‪> :‬من أريد ماله لما فقتل فهو شهيد<=‬

‫‪59‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫مـــات م ْغ َتربـــ اا‬


‫َ‬ ‫‪ -62‬أو دو َن َم ْظلَ َمـــة أو‬
‫أو مائ َد البحـر أو مـن فـي الربـاط َ ـ َدا‬
‫(أو) قتل كما ذكر (دون مظلمة) له‪ .‬رواه أحمد والنَّسائي(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= (‪ ،)762/2‬رقم [‪ .]2572‬وانظر‪ :‬فضائل األعمال‪ ،‬للحافظ المقدسي‬
‫المنورة [‪1409‬هـ]‪.‬‬‫اإلسالمية بالمدينة َّ‬ ‫َّ‬ ‫(ص‪ 24 :‬ـ ‪ ،)25‬الجامعة‬
‫(‪ )1‬يعني قوله ‪َ > :‬من ق ِت َل دو َن َمظلَ َمة فهو شهيد< (النسائي‪ ،‬وابن قانع‪،‬‬
‫والطَّبراني‪ ،‬والضياء عن سويد بن مقرن‪ ،‬أحمد عن ابن عباس)‪ .‬حديث‬
‫سويد‪ :‬أخرجه النسائي (‪ ،)119/9‬رقم [‪ ،]4026‬والطَّبراني (‪ ،)76/9‬رقم‬
‫[‪ .]6454‬حديث ابن عباس ـ ‪ ‬ـ‪ :‬أخرجه أحمد (‪ ،)305/1‬رقم‬
‫[‪ .]2970‬قال الهيثم ُّي (‪ :)244/6‬رجاله رجال الصحيح‪ .‬قال شعيب‬
‫الصحيح َّإال أنَّه‬
‫األرنؤوط‪ :‬حسن لغيره‪ ،‬وهذا إسناد رجاله ثقات رجال َّ‬
‫منقطع‪ .‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل (‪ ،)305/1‬رقم [‪.]2970‬‬
‫وقد ورد أيضا قوله ‪َ > :‬من ق ِت َل دو َن َمالِه ِ َمظلوما فَلَه ال َجنَّة<‪ .‬أخرجه‬
‫النسائي في (الكبرى) (‪ ،)302/2‬رقم [‪ .]3542‬وأخرجه أيضا‪ :‬أحمد‬
‫(‪ ،)223/2‬رقم [‪ ،]9074‬والبيهقي (‪ ،)335/7‬رقم [‪ .]19412‬قال‬
‫الشيخين‪ .‬مسند اإلمام أحمد بن‬ ‫شعيب األرنؤوط‪ :‬إسناده صحيح على شرط َّ‬
‫حنبل (‪ ،)223/2‬رقم [‪.]9074‬‬
‫وقوله ‪َ > :‬من ق ِت َل دو َن َمالِه ِ َمظلوما فهو َشهيد<‪ .‬قال شعيب‬
‫األرنؤوط‪ :‬إسناده صحيح على شرط الشيخين‪ .‬عن عبد اهلل بن عمرو‬
‫ـ ‪ ‬ـ‪ .‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل (‪ )221/2‬رقم [‪ ،]9055‬عن‬
‫عبد اهلل بن عمرو ـ ‪ ‬ـ‪..‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الراء ــ غريبا‪ .‬رواه جماعة(‪.)1‬‬


‫(أو مات مغتربا) ــ بكسر َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الرجل في الغربة شهادة‪ ،‬وإذا احتضر ورمى بصره عن يمينه‬ ‫(‪ )1‬حديث‪> :‬موت َّ‬
‫فلم ير َّإال غريبا‪ ،‬وذكر أهله وولده وتنفس‪ ،‬فله بك ِّل نفس يتنفس به يمحو اهلل‬
‫الشهداء إذا‬
‫به ألفى ألف سيئة‪ ،‬ويكتب له ألفى ألف حسنة‪ ،‬ويطبع بطابع ُّ‬
‫والرافعي عن وهب بن منبه عن ابن عباس)‪.‬‬ ‫خرجت نفسه (الطبراني‪َّ ،‬‬
‫والرافعي (‪ .)390/3‬قال‬ ‫أخرجه الطبراني (‪ ،)59/11‬رقم [‪َّ ،]11034‬‬
‫الهيثم ُّي‪ :)317/2( :‬فيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك‪> .‬موت‬
‫الغريب شهادة<‪ .‬أخرجه الطبران ُّي (‪ ،)246/11‬رقم [‪ ،]11627‬وأبو نعيم‬
‫في (الحلية) (‪ )112/5‬وقال‪ :‬غريب‪ .‬وابن عساكر (‪ )14/45‬وأخرجه أيضا‬
‫أبو يعلى (‪ ،)262/4‬رقم [‪ ،]2371‬والقضاعي (‪ ،)73/1‬رقم [‪ ،]73‬وابن‬
‫عدي (‪ ،)259/1‬ترجمة (‪ )79‬إبراهيم بن بكر أبو إسحاق الكوفي‪.‬‬
‫فكل من مات غريبا‬ ‫محمد بن الحسين‪ :‬فإن قال قائل‪ُّ :‬‬ ‫وفي (الغرباء)‪ :‬قال َّ‬
‫يكون موته شهادة على اهر الخبر‪ ،‬قيل له‪ :‬الغريب على وجهين‪ ،‬فغريب‬
‫يموت طائعا هلل ‪ ‬بغربته‪ ،‬وهم على أصناف شتَّى‪ ،‬كلها محمودة‪ ،‬فهم‬
‫ال َّذين يرتجى أن يكون موت أحدهم شهادة‪ ،‬وغريب عاص هلل ‪ ‬بغربته‪،‬‬
‫وهم على أصناف ش َّتى‪ ،‬كلها مذمومة‪ ،‬وفرض عليهم ال َّتوبة من الغربة‪،‬‬
‫تغربوا له‪.‬‬
‫عما َّ‬
‫والرجوع َّ‬
‫ُّ‬
‫نتغرب َّإال‬
‫فإن قال قائل‪ :‬فصف لنا الغريب الطائع هلل ‪ ‬في غربته حتى ال َّ‬
‫تغرب في حج أو عمرة أو جهاد فمن مات في خروجه‬ ‫في طاعة‪ ،‬قيل له‪ :‬من َّ‬
‫أو رجوعه فهو شهي ٌد‪ ،‬ومن خرج في طلب العلم يريد وجه اهلل الكريم بعلمه‬
‫حرم اهلل ‪ ‬عليه فينتهي=‬ ‫ليعلم ما افترض اهلل ‪ ‬عليه فيستعمله‪ ،‬ويعلم ما َّ‬
‫‪52‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪.....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫عنه‪ ،‬فمات فهو شهي ٌد‪ ،‬ومن خرج زائرا ألخ في اهلل ‪ ‬لزيارة رحم يبرهم‬ ‫=‬
‫بزيارته فمات فهو شهي ٌد‪ ،‬ومن كان في بلد هرت فيه الفتن فخشي على دينه‬
‫ففر منه إلى بلد غيره فمات فهو شهي ٌد‪ ،‬ومن ضاق عليه المكسب‬ ‫وماله وأهله َّ‬
‫الحالل في بلده فخرج إلى بلد غيره ليكتسب الحالل فمات فهو شهي ٌد‪ ،‬ومن‬
‫شرد له ولد أو أبق له عبد أو أ َ َمة فخرج في طلبهم فمات فهو شهي ٌد<‪ .‬الغرباء‪،‬‬
‫محمد بن الحسين اآلجري (ص‪ 96 :‬ـ ‪.)99‬‬
‫وانظر‪ :‬فتح الباري‪ ،‬للحافظ ابن حجر (‪ ،)124/10‬فيض القدير (‪،)392/4‬‬
‫وانظر‪ :‬مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه‪ ،‬باب فيمن مات غريبا (‪،)54/2‬‬
‫وفي (فيض القدير) أيضا‪(> :‬موت الغريب) وفي رواية موت الغربة (شهادة)‪،‬‬
‫أي‪ :‬في حكم اآلخرة زاد في (الفردوس)‪ :‬وإنَّه إذا احتضر فرمى ببصره عن‬
‫بكل نفس يتنفسه‬ ‫يمينه ويساره فلم ير َّإال غريبا‪ ،‬وذكر أهله وولده فيتنفس فله ِّ‬
‫البغدادي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫يمحو اهلل عنه ألفي ألف سيئة ويكتب له ألفي ألف حسنة اهـ‪ .‬قال‬
‫تغرب لقربة أو مباح‪ ،‬كتجارة فمات غريبا متوحشا عن مؤانس‬ ‫وهذا فيمن َّ‬
‫متحسرا في وحدته‪ ،‬مستسلما في نفسه‪ ،‬مسلما إلى ربِّه فيما ينـزل به فهو شهي ٌد‬ ‫ِّ‬
‫لصعوبة ما حلَّ به‪.‬‬
‫وكذا القضاعي (عن ابن عباس)‪ ،‬وفيه الهذيل بن الحكم قال في (الميزان)‪:‬‬
‫والبخاري‪ :‬منكر الحديث جدا‪ ،‬قال‪ :‬ومن مناكيره هذا الحديث‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫حبان‬
‫قال ابن َّ‬
‫ضعيف; ألنَّه يعني ابن ماجه‪ ،‬أخرجه من طريق الهذيل‬ ‫ٌ‬ ‫حديث‬
‫ٌ‬ ‫وقال ابن حجر‪:‬‬
‫البخاري‪ :‬منكر الحديث‬
‫ُّ‬ ‫بن الحكم عن ابن أبي رواد عن عكرمة والهذيل‪ ،‬قال‬
‫=‬ ‫وزعم عبد الحق أ َّن ال َّدارقطني ص َّححه فتع َّقبه ابن القطان فأجاد اهـ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البخاري إلى تفرد‬
‫ُّ‬ ‫الشعب)‪ :‬أشار‬ ‫= وسبقه له البيهقي فقال‪ :‬عقب تخريجه في ( ُّ‬
‫الهذيل به‪ ،‬وقال‪ :‬هو منكر الحديث اهـ‪.‬‬
‫المنذري‪ :‬قد جاء في أ َّن موت الغريب شهادة جملة من األحاديث ال‬ ‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫الجوزي في الموضوعات وتع َّقبه‬ ‫ِّ‬ ‫يبلغ شيء ٌ منها درج َة الحسن‪ ،‬وأورده ابن‬
‫المؤلف بأنَّه ورد من طرق فيتقوى بها<‪ .‬فيض القدير (‪ ،)320/6‬وفي‬
‫(الكشف)‪> :‬موت الغريب شهادة رواه أبو يعلى وابن ماجه والطبراني والبيهقي‬
‫والقضاعي عن ابن عباس رفعه‪.‬‬
‫وله شواهد‪ ،‬منها للطبراني عن عنترة‪ ،‬قال السخاوي وهو متروك‪ ،‬عن أبيه عن‬
‫جده رفعه‪ :‬ما تع ُّدون الشهيد فيكم؟ قلنا‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬من قتل في سبيل اهلل‪.‬‬
‫الشهداء وقال‪ :‬الغريب‬ ‫ثم ذكر ُّ‬ ‫فقال ‪ :‬إ َّن شهداء أمتي إذا لقليل‪َّ .‬‬
‫شهيد‪.‬‬
‫ومنها للنسائي وأحمد وابن ماجه وآخرين عن عبد اهلل بن عمرو‪ ،‬وقال‪ :‬مات‬
‫ثم قال‪ :‬يا ليته‬‫رجل بالمدينة ممن ولد بها فصلى عليه رسول اهلل ‪َّ ‬‬
‫الرجل إذا مات بغير‬ ‫مات بغير مولده‪ ،‬فقالوا‪ :‬ولم ذاك يا رسول اهلل؟ فقال‪ :‬إ َّن َّ‬
‫مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنَّة‪.‬‬
‫الرافعي في تاريخ قزوين عن وهب ابن منبه عن ابن عباس‪:‬‬ ‫وزاد النجم‪ :‬وروى َّ‬
‫الرجل في الغربة شهادة‪ ،‬وإذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره‬ ‫موت َّ‬
‫فلم ير َّإال غريبا وذكر أهله وولده وتنفس فله بكل نفس يتنفسه به أن يمحو اهلل‬
‫الشهداء<‪ .‬كشف‬ ‫له ألفي ألف سيئة ويكتب له ألفي ألف حسنة ويطبع بطابع ُّ‬
‫الخفاء (‪ .)220/2‬وانظر‪ :‬تخريج أحاديث اإلحياء‪ ،‬للعراقي [‪.]4412‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫(أو مائ َد البحر)‪ ،‬ومنهم المائد في البحر‪ ،‬أي‪ :‬يصيبه القيء‬


‫فيه فيموت‪ .‬رواه أبو داود(‪.)1‬‬
‫حبان(‪.)2‬‬
‫الرباط غدا)‪ ،‬أي‪ :‬مات‪ .‬رواه ابن َّ‬
‫(أو من في ِّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬يعني قوله ‪> :‬ال َمائِد ِفى ال َبحرِ ال َّ ِذي ي ِصيبه ال َقيء لَه أَجر َشهِيد‪،‬‬
‫َوال َغرِق لَه أَجر َشهِي َدي ِن<‪ .‬أخرجه أبو داود َعن أ ِّم َح َرام (‪ ،)9/3‬رقم‬
‫[‪ ،]2423‬والبيهق ُّي (‪ ،)335/4‬رقم [‪.]7451‬‬
‫الس ِفينَة ِ باألمواج‪ .‬الن ِّهاية في‬
‫اب َّ‬‫البحرِ واض ِط َر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هو الذي ي َدار بِرأسه من رِي ِح َ‬
‫غريب األثر (‪ ،)727/4‬وفي (فيض القدير)‪> :‬إن ركبه لطاعة كغزو وحج‬
‫وتحصي ِل علم‪ ،‬أو لتجارة إن لم يكن له طريق سواه‪ ،‬ولم ي َّتجر لزيادة مال‪ ،‬بل‬
‫للقوت‪ ،‬ذكره المظهر‪.‬‬
‫قال الطيبي‪ :‬ال َّذي يصيبه ليس بصفة مخصصة‪ ،‬بل مبينة<‪ .‬فيض القدير‬
‫(‪ ،)323/6‬وانظر‪ :‬تذكرة القرطبي (ص‪ ،)199 :‬المكتبة التوفيقة أمام الباب‬
‫األخضر‪ ،‬الحسين‪ ،‬القاهرة [‪1327‬هـ]‪.‬‬
‫(‪ )2‬البن حبان من حديث أبي هريرة ‪> ‬من مات مرابطا مات شهيدا< فتح‬
‫الباري‪ ،‬للحافظ ابن حجر‪ ،)43/6( ،‬وانظر‪ :‬نوادر األصول في أحاديث‬
‫الرسول ‪ .)227/4( ‬الفتاوى الكبرى الفقهية (‪ ،)24/4‬مرقاة‬ ‫َّ‬
‫الرزاق [‪ ،]2330‬مصنَّف ابن أبي شيبة‬ ‫المفاتيح (‪ .)307/5‬مصنف عبد َّ‬
‫[‪ ،]12064‬شعب اإليمان [حديث‪ ،]2515 :‬ال ُّزهد‪ ،‬لإلمام أحمد بن حنبل‬
‫[‪.]1200‬‬
‫وحديث‪> :‬من مات مرابطا مات شهيدا ووقى فتنة القبر وغدى وريح عليه‬
‫برزقه من الجنة< (ابن ماجه‪ ،‬وأبو نعيم في (الحلية) عن أبى هريرة ‪=،‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪.....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أخرجه ابن ماجه (‪ ،)515/1‬رقم [‪.]1615‬‬ ‫=‬
‫ي (‪ :)54/2‬هذا إسناد ضعيف‪ .‬وأبو نعيم في الحلية (‪)201/7‬‬ ‫قال البوصير ُّ‬
‫وقال‪ :‬غريب‪.‬‬
‫وعات)‪َ ،‬وأ َ َعلَّه‬‫السيو ِطي َه َذا ال َح ِديث‪ :‬أَو َر َده اِبن ال َجوزِي ِفي (ال َموض َ‬ ‫قَ َال ُّ‬
‫بِ ِإب َرا ِهيم بن م َح َّمد بن أَبِي يَحيَى األَسلَ ِمي; فَ ِإنَّه َمتروك‪ ،‬قَ َال‪َ :‬وقَ َال أَح َمد بن‬
‫ات م َرابِطا‪ ،‬قَ َال ال َّد َارقط ِن ُّي بِ ِإسنَادِهِ َعن إِب َرا ِهيم بن يَحيَى‬ ‫َحن َبل‪ِ :‬إنَّ َما ه َو َمن َم َ‬
‫ِي َعنه‪َ > :‬من‬ ‫ات م َرابِطا< فَرو َ‬ ‫يَقول‪َ :‬ح َّدثت اِبن ج َريج َه َذا ال َح ِديث‪َ > :‬من َم َ‬
‫ات َمرِيضا< َو َما َه َك َذا َح َّدثته‪.‬‬ ‫َم َ‬
‫َو ِفي (ال َّز َوائِد) قلت‪ :‬قَ َال أَبو ال َح َسن ال َّد َارقط ِن ُّي‪َ :‬ح َّدثَنَا م َح َّمد َح َّدثَنَا أَح َمد بن‬
‫َعلِي َح َّدثنَا اِبن أَبِي َس ِكينَة ال َحلَبِي َس ِم َعت ِإب َرا ِهيم بن أَبِي يَحيَى يَقول َح َك َم‬
‫وسى‬ ‫اهلل بَي ِني َوبَين َمالِك َوه َو َس َّمانِي قَ َدرِيا‪َ ،‬وأ َ َّما اِبن ج َريج ف َ ِإنِّي َح َّدثته َعن م َ‬
‫ات‬ ‫ات م َرابِطا َم َ‬ ‫بن َور َدان َعن إِب َرا ِهيم َعن النَّبِي ‪ ‬قَ َال‪َ > :‬من َم َ‬
‫ات‬‫ات َمرِيضا َم َ‬ ‫َشهِيدا<‪ ،‬فَنَ َس َب ِني ِإلَى َج ِّدي ِمن قِ َبل أ ِّمي َو َر َوى َعنِّي > َمن َم َ‬
‫َشهِيدا<‪َ ،‬و َما َه َك َذا َح َّدثته‪.‬‬
‫ث َّم قَ َال ِفي (ال َّز َوائِد)‪ِ :‬في ِإسنَاده إِب َرا ِهيم بن م َح َّمد َك َّذبَه َمالِك َويَح َيى بن‬
‫َس ِعيد ال َقطَّان َوابن َم ِعين‪.‬‬
‫َوقَ َال ا ِإل َمام أَح َمد بن َحن َبل‪ :‬قَدرِي مع َت ِزلِي َجه ِمي كل بَالء فِيه ِ‪َ ،‬وقَ َال‬
‫ِي َجه ِمي تَ َر َكه اِبن الم َب َارك َوالنَّاس فَ َقد َك َّذبَه َمالِك َوابن َم ِعين‪َ .‬واهلل‬ ‫الب َخار ُّ‬
‫السندي على ابن ماجه [‪.]1604‬‬ ‫َت َعالَى أَعلَم‪ .‬حاشية ِّ‬
‫وانظر‪ :‬سنن ابن ماجة‪ ،‬بتحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي (‪ ،)16/2‬الكفاية=‬
‫‪63‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫‪.....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫في علم الرواية‪ ،‬الخطيب البغدادي (ص‪.)367 :‬‬ ‫=‬
‫وروى األثرم عن أحمد بن حنبل قال‪ :‬إذا قال ابن جريج‪ :‬قال فالن وقال فالن‬
‫وأخبرت‪ ،‬جاء بمناكير‪ .‬وإذا قال‪ :‬أخبرني وسمعت‪ ،‬فحسبك به‪.‬‬
‫وروى الميموني عن أحمد‪ :‬إذا قال ابن جريج‪( :‬قال) فاحذره‪ .‬وإذا قال‪:‬‬
‫(سمعت) أو (سألت)‪ ،‬جاء بشيء ليس في النفس منه شيء‪ .‬كان من أوعية‬
‫العلم‪ .‬قال عبد الرزاق‪ :‬قدم أبو جعفر ـ يعني الخليفة ـ (م َّكة)‪ ،‬فقال‪ :‬اعرضوا‬
‫علي حديث ابن جريج‪ ،‬فعرضوا فقال‪ :‬ما أحسنها لوال هذا الحشو ـ يعني‬
‫قوله‪( :‬بلغني)‪ ،‬و(حدثت) ـ‪.‬‬
‫كل‬
‫قال أحمد بن سعد بن أبي مريم‪ ،‬عن يحيى بن معين‪ :‬ابن جريج ثقة في ِّ‬
‫ما روي عنه من الكتاب‪.‬‬
‫وروى إسماعيل بن داود المخراقي‪ ،‬عن مالك بن أنس قال‪ :‬كان ابن جريج‬
‫الضرير‪ ،‬عن يزيد بن زريع قال‪ :‬كان ابن‬ ‫محمد بن منهال َّ‬
‫حاطب ليل‪ .‬وقال َّ‬
‫جريج صاحب غثاء‪ .‬وقال محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي‪ ،‬عن‬
‫وأما‬
‫إبراهيم بن أبي يحيى قال‪ :‬حكم اهلل بيني وبين مالك‪ ،‬هو سماني قدريا‪َّ ،‬‬
‫ابن جريج فإني حدثته عن موسى بن وردان‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ :‬أ َّن النَّبي‬
‫‪ ‬قال‪> :‬من مات مرابطا مات شهيدا< فنسبني إلى جدي من قبل أمي‪،‬‬
‫وروى عني‪> :‬من مات مريضا مات شهيدا<‪ ،‬وما هكذا ح َّدثته‪ .‬التبيين ألسماء‬
‫المدلسين (ص‪ ،)2 :‬الكامل في ضعفاء الرجال (‪ ،)327/1‬تهذيب الكمال‬
‫(‪ ،)350/17‬سير أعالم النُّبالء (‪ ،)401/11‬تصحيفات المحدثين (‪ 134/1‬ـ‬
‫=‬ ‫‪.)136‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وم ْن َد َعا َما َد َعا َو النُّـون فـي َم َـر‬


‫‪َ -63‬‬
‫ـاد م ْو َســى الــذي َمـ ْـوله قَـ ْـد َو َعــ َدا‬
‫ميعـ َ‬
‫دعا ذو النُّون في مرض)‪ ،‬أي‪ :‬من دعا في‬
‫دعا ما َ‬
‫ومنهم (من َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وفي رواية‪> :‬كلُّ ميِّت يختم على عمله َّإال ال َّذي مات مرابطا في سبيل اهلل فإنَّه‬ ‫=‬
‫ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتان القبر< (ابن زنجويه‪ ،‬وأبو داود‪،‬‬
‫والترمذي ـ حسن صحيح ـ وابن حبان‪ ،‬والطبراني‪ ،‬والحاكم‪ ،‬والبيهقي في‬
‫(شعب اإليمان) عن فضالة بن عبيد‪ .‬أحمد عن عقبة بن عامر) حديث فضالة‬
‫بن عبيد‪ :‬أخرجه أبو داود (‪ ،)2/3‬رقم [‪ ،]2500‬والترمذي (‪،)165/4‬‬
‫رقم [‪ ،]1621‬وابن حبان (‪ ،)474/10‬رقم [‪ ،]4624‬قال شعيب‬
‫األرنؤوط‪ :‬إسناده صحيح‪ ،‬والطَّبراني (‪ ،)311/17‬رقم [‪ ،]702‬والحاكم‬
‫(‪ ،)77/2‬رقم [‪ ،]2419‬وقال‪ :‬صحيح على شرط مسلم‪ .‬والبيهق ُّي في‬
‫(شعب اإليمان) (‪ ،)40/4‬رقم [‪.]4279‬‬
‫وأخرجه أيضا‪ :‬أحمد (‪ ،)20/6‬رقم [‪ ،]23226‬والبزار (‪ ،)209/2‬رقم‬
‫[‪ ،]3953‬وابن المبارك في الجهاد (‪ ،)142/1‬رقم [‪ .]194‬حديث عقبة‪:‬‬
‫أخرجه أحمد (‪ ،)150/4‬رقم [‪ .]19326‬وقد ورد في ذلك روايات أخرى‪.‬‬
‫انظر‪ :‬صحيح ابن حبان‪ ،]4625[ ،)475/10( ،‬مسند اإلمام أحمد بن‬
‫الصدور بشرح حال الموتى‬
‫حنبل (‪ )440/5‬رقم‪ .]23997[ :‬وانظر‪ :‬شرح ُّ‬
‫والقبور‪( ،‬ص‪ 147 :‬ـ ‪ .)142‬تحقيق‪ :‬عبد المجيد طعمة حلبي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬بيروت [‪1419‬هـ]‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ــ َّلما التقمه‬ ‫‪‬‬ ‫مرضه الَّذي يموت فيه ما َ‬


‫دعا به يونس ــ‬
‫المحكي عنه في قوله ــ تعالى ــ‪{ :‬ﮘ ﮙ ﮚ‬ ‫ُّ‬ ‫الحوت‪ .‬وهو‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ} [األنبياء‪:‬‬
‫‪ ،]79‬بأن يقول‪ :‬ال إله َّإال أنت سبحانك إني كنت من ال َّظالمين‪.‬‬
‫(ميعاد موسى الذي مواله قد وعدا)‬
‫أي‪ :‬ع َّدة ليالي ميعاد موسى ــ ‪ ‬ــ الَّذي وعده إيَّاه ربُّه‪،‬‬
‫جل من قائل ــ‪{ :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫المحكي في قوله ــ َّ‬
‫ُّ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ} [األعراف‪،]142 :‬‬
‫أربعين َّمرة‪ .‬رواه الحاكم(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫فالمراد أنَّه يدعو بذلك‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫محمد‬
‫(‪ )1‬أخرجه عن الحاكم أحمد بن عمرو بن بكر السكسكي‪ ،‬حدثني أبي عن َّ‬
‫بن زيد عن سعد بن المسيب عن سعد بن مالك ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول‬
‫اهلل ‪ ‬يقول‪> :‬هل أدل ُّكم على اسم اهلل األعظم ال َّذي إذا دعي به أجاب‬
‫وإذا سئل به أعطى؟ الدعوة التي دعا بها يونس حيث ناداه في الظلمات الثالث ال‬
‫إله َّإال أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‪ ،‬فقال رجل يا رسول اهلل‪ :‬هل كانت‬
‫خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول اهلل ‪ :‬أال تسمع قول اهلل‬ ‫ليونس َّ‬
‫‪{ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ} [األنبياء‪ .]77 :‬وقال رسول‬
‫اهلل ‪> :‬أيما مسلم دعا بها في مرضه أربعين َّمرة فمات في مرضه ذلك‬
‫أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه<‪ .‬المستدرك على‬
‫الصحيحين‪ ،]1765[ ،)675/1( ،‬كنـز العمال (‪= .]1249[ ،)692 /1‬‬ ‫َّ‬
‫‪66‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وفي حديث‪> :‬وإن برأ برأ وقد غفر له جميع ذنوبه<(‪.)1‬‬


‫ـاء كـ ُّـل َمــريم أيمــا َمـ َـر‬
‫‪َ -64‬بـ ْـل َجـ َ‬
‫الشـهدا‬
‫كل ْمي علـى ايسـَم فـي ُّ‬
‫َب ْل ُّ‬
‫(بل جاء) في حديث ابن ماجه‪> :‬كلُّ مريض أيَّما مرض<‬
‫الشهداء أو وقي(‪ ،)2‬فظاهره شموله جميع األمراض‪.‬‬
‫يموت به في ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هبي أورد عمرو بن بكر السكسكي في‬ ‫والذهبي‪ ،‬ولك َّن َّ‬
‫الذ َّ‬ ‫وسكت عنه الحاكم َّ‬ ‫=‬
‫(الميزان) (‪ ،)249/3‬وقال‪> :‬واه‪ ،‬أحاديثه شبه موضوعة<‪ .‬وتابع محمد بن‬
‫زيد عليه علي بن زيد وهو بن جدعان وهو ضعيف‪.‬‬
‫بري في (ال َّتفسير) (‪( )512/17‬مؤسسة الرسالة‪1420 ،‬هـ)‪،‬‬ ‫وأخرجه الطَّ ُّ‬
‫وعنده من طريق‪ :‬عمران بن بكار الكالعي قال‪ :‬ثنا يحيى بن صالح قال‪ :‬ثنا‬
‫الرحمن قال‪ :‬ثني بشر بن منصور عن علي بن زيد عن سعيد‬ ‫أبو يحيى بن عبد َّ‬
‫بن المسيب قال‪ :‬سمعت سعد بن مالك يقول‪ :‬بلفظ‪ :‬سمعت رسول اهلل‬
‫‪ ‬يقول‪> :‬اسم اهلل ال َّذي دعي به أجاب‪ ،‬وإذا سئل به أعطى‪ :‬دعوة‬
‫خاصة أم لجماعة‬
‫يونس بن متى<‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا رسول اهلل هي ليونس بن متى َّ‬
‫عامة إذا دعوا بها‪ ،‬ألم‬
‫خاصة‪ ،‬وللمؤمنين َّ‬
‫المسلمين؟ قال‪> :‬هي ليونس بن متى َّ‬
‫تسمع قول اهلل تبارك وتعالى‪{ :‬ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬
‫ﮮ} فهو شرط اهلل لمن دعاه بها<‪ .‬تفسير الطَّبري (‪.)512/17‬‬
‫(‪ )1‬سبق بيانه في التعليق السابق‪.‬‬
‫‪ ،‬وما قيل‪ :‬إ َّن فيه تصحيفا من‬ ‫(‪ )2‬سبق بيان أنَّه من حديث أبي هريرة‬
‫(مرابطا)‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ر َّده بعض المح ِّققين(‪.)1‬‬


‫(بل) جاء في حديث حسن(‪( )2‬كل ميت) ــ بإسكان الياء ــ‬
‫(على اإلسالم) معدود (في الشهداء)‪ .‬ولفظه‪> :‬كلُّ موتة يموت بها‬
‫الشهادة تتفاضل‪.‬‬
‫المسلم فهو شهيد<‪ ،‬أي‪ :‬ولكن َّ‬

‫ــــه َاد َت‬


‫ــــد اقا َشـ َ‬
‫‪َ -66‬و َســــائل ربــــ ص ْ‬
‫ــن وم ْن َمـــا َم ْع َر َكـــ اا َشـــه َدا‬
‫ي ْعطيـــ تلـ َ‬
‫الشهادة‬‫(و َسائِ ٌل ربَّه ِصدقا َش َه َاد َته)‪ ،‬أي‪ :‬ومن طلب من ربِّه َّ‬
‫َ‬
‫الشهادة (و ِإن َما‬ ‫في سبيله بصدق (يع ِطيه) من فضله ثواب (ت ِ َ‬
‫لك) َّ‬
‫َمع َركا َش ِه َدا)‪ ،‬أي‪ :‬وإن لم يشهد المعركة‬
‫فضال عن موته‪ .‬أخرجه مسلم(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سبق بيان ذلك‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه الحسن بن علي الحلواني في (كتاب المعرفة) بإسناد حسن من حديث‬
‫الشهادة تتفاضل‪.‬‬ ‫كل موتة يموت فيها المسلم فهو شهيد غير أ َّن َّ‬ ‫علي ‪ُّ :‬‬
‫انظر‪ :‬فتح الباري‪ ،‬للحافظ ابن حجر (‪ ،)44/6‬شرح الزرقاني على موطأ‬
‫اإلمام مالك (‪ ،)100/2‬ال َّتمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد‬
‫(‪ .)202/12‬فيض القدير (‪ ،)237/4‬الجامع الصغير [‪.]4255‬‬
‫(‪ )3‬جاء في (صحيح مسلم) عن َس ْهل ْبن ُحنَ ْيف َح َّدثَ ُه َع ْن أَبيه َع ْن َج ِّده أَ َّن النَّب َّي=‬

‫‪67‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ولفظه‪َ > :‬م ْن َْلَ َ الش َه َاد َة َصادق اا أ ْعط َي َها َولَ ْو لَ ْ تا ْب <(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الش َه َد ِاء َو ِإن‬ ‫الش َه َاد َة بِ ِ‬
‫صدق بَلَّ َغه اللَّه َمنَاز َِل ُّ‬ ‫= ـ ‪ ‬ـ قَ َال‪َ > :‬من َسأَ َل اللَّ َه َّ‬
‫ات َعلَى ِف َر ِاشه ِ<‪َ .‬ولَم يَذكر أَبو الطَّا ِهرِ ِفي َح ِدي ِثه ِ‪> :‬ب ِِصدق<‪.‬‬ ‫َم َ‬
‫صحيح مسلم [‪ .]5032‬أخرجه ال َّدارم ُّي (‪ ،)290/2‬رقم [‪ ،]2409‬وأبو‬
‫داود (‪ ،)75/2‬رقم [‪ ،]1520‬والتِّرمذي (‪ ،)173/4‬رقم [‪ ،]1653‬وقال‪:‬‬
‫حسن غريب‪ .‬والنسائ ُّي (‪ ،)36/6‬رقم [‪ ،]3162‬وابن ماجه (‪،)235/2‬‬
‫رقم [‪ ،]2929‬وابن حبان (‪ ،)465/9‬رقم [‪ ،]3122‬والحاكم (‪،)79/2‬‬
‫الشيخين‪ .‬والبيهق ُّي (‪ ،)162/2‬رقم‬ ‫رقم [‪ ،]2412‬وقال‪ :‬صحيح على شرط َّ‬
‫[‪.]17336‬‬
‫وفي رواية‪> :‬من سأل اهلل القتل في سبيل اهلل صادقا من قلبه أعطاه اهلل أجر‬
‫شهيد وإن مات على فراشه< (أبو يعلى‪ ،‬والحاكم عن أنس ‪ .‬الترمذي ـ‬
‫حسن صحيح ـ عن معاذ ‪ .)‬حديث أنس ‪ :‬أخرجه أبو يعلى‬
‫(‪ ،)165/6‬رقم [‪ ،]3446‬والحاكم (‪ ،)79/2‬رقم [‪ .]2411‬وحديث معاذ‪:‬‬
‫ي‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬ ‫ي (‪ ،)173/4‬رقم [‪ .]1654‬قال الترمذ ُّ‬ ‫أخرجه الترمذ ُّ‬
‫س ب ِن َمالِك قَ َال‪ :‬قَ َال َرسول اللَّه ِ ‪َ > :‬من‬ ‫(‪ )1‬الحديث أخرجه مسلم عن أَنَ ِ‬
‫الش َه َادةَ َصادِقا أع ِط َي َها َولَو لَم ت ِصبه<‪ .‬أخرجه مسلم (‪ ،)1519/3‬رقم‬ ‫َطلَ َب َّ‬
‫[‪ ،]1207‬وأبو يعلى (‪ ،)106/6‬رقم [‪.]3392‬‬
‫وأخرجه أيضا‪ :‬ابن أبى عاصم في الجهاد (‪ ،)421/2‬رقم [‪ ،]173‬وأبو‬
‫عوانة (‪ ،)421/4‬رقم [‪ .]9442‬وفي رواية‪> :‬من جرح في سبيل اهلل جاء‬
‫يوم القيامة ريحه كريح المسك ولونه لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن‬
‫=‬ ‫الشهادة مخلصا أعطاه اهلل أجر شهيد وإن مات على فراشه<‪.‬‬ ‫سأل اهلل َّ‬
‫‪62‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وفي رواية له‪َ > :‬م ْن َسأ َ َل الل َ الش َه َاد َة با ْدق َبل َغ الل َمنَاز َل ُّ‬
‫الش َه َداء‬
‫ات َعلَى ف َراش <‪ .‬قال النَّووي‪:‬‬ ‫َوم ْن َم َ‬
‫الشهداء وإن‬
‫مفسرة لألولى‪ ،‬ومعناه أنَّه يعطى من ثواب ُّ‬
‫ال َّثانية ِّ‬
‫مات على فراشه‪ .‬انتهى(‪.)1‬‬
‫المراد سؤال شهادة المعركة‬
‫َ‬ ‫وأشرت بالغاية المذكورة إلى أ َّن‬
‫كما دلَّت عليه ِّ‬
‫الرواية ال َّثانية‪ .‬ويبعد أن يجري ذلك في غيرها‪ ،‬بل‬
‫يبقى الكالم في جواز سؤاله أن يموت بالهدم أو الغرق أو الحرق أو‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= أخرجه ابن حبان (‪ ،464/9‬رقم [‪ .]3121‬وأخرجه أيضا‪ :‬أحمد‬
‫(‪ ،)243/5‬رقم [‪.]22163‬‬
‫وفي رواية‪> :‬من فَ َص َل في سبيل اهلل‪ ،‬فمات أو قتل‪ ،‬فهو َشهيد‪ ،‬أو وقَ َصه‬
‫شاء اهلل‪ ،‬فإنَّه‬ ‫فرسه أو بعيره‪ ،‬أو ل َ َد َغته َه َّامة‪ ،‬أو مات على ِ‬
‫بأي َحتف َ‬ ‫فراشه‪ِّ ،‬‬
‫َشهِيد‪ ،‬وإن له الجنَّة<‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ ،)2/3‬رقم [‪ ،]2422‬والطَّبران ُّي (‪ ،)272/3‬رقم‬
‫[‪ ،]3417‬والحاكم (‪ ،)77/2‬رقم [‪ .]2416‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسلم‪ .‬والبيهق ُّي في (شعب اإليمان) (‪ ،)22/4‬رقم [‪ .]4247‬وانظر‪:‬‬
‫فضائل األعمال‪ ،‬للحافظ المقدسي (ص‪.)25 :‬‬
‫الرواية األولى‬ ‫ونص ما قاله اإلمام النَّووي في شرحه لصحيح مسلم‪> :‬معنى ِّ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫الشهادة بصدق أعطى من‬ ‫الرواية ال َّثانية‪ ،‬ومعناهما جميعا أنَّه إذا سأل َّ‬
‫مفسر من ِّ‬
‫الشهادة واستحباب‬ ‫الشهداء‪ ،‬وان كان على فراشه‪ .‬وفيه استحباب سؤال َّ‬ ‫ثواب ُّ‬
‫َّنية الخير<‪ .‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (‪.)55/13‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫فليراجع‪.‬‬
‫َ‬ ‫نحوها‪ ،‬إذ ال يجوز ال َّتعرض لها‬
‫ومن ال ُّدعاء بالمأثور‪> :‬الله مني أَعوَ ب َن م َن ال َْه ْدم‪َ ،‬وأَعوَ‬
‫ب َن م َن ا ْل َغ َرق‪ ،‬وأعوَ بن من الحرق‪َ ،‬وأَعوَ ب َن أ َ ْن أَم َ‬
‫وت‬
‫لَديغ اا<(‪.)1‬‬
‫ال يقال‪ :‬المسئول ثوابها ال هي‪ ،‬فال محذور; ألنَّا نقول‪ :‬ليس‬
‫تقرر في سؤال شهادة المعركة‪ ،‬بل قياسه أن يسأل نفس‬‫هذا قياس ما َّ‬
‫تقرر‪.‬‬
‫بتأمل ما َّ‬
‫الشهادة‪ ،‬كما يعلم ُّ‬
‫َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬روي الحديث بألفاظ مختلفة‪ ،‬فقد جاء بلفظ‪> :‬اللهم إني أعوذ بك أن أموت‬
‫هما أو غما وأن أموت غرقا‪ ،‬وأن يتخبطني ا َّلشيطان عند الموت‪ ،‬وأن أموت‬
‫لديغا<‪.‬‬
‫أخرجه أحمد (‪ ،)356/2‬رقم [‪ .]7652‬قال الهيثم ُّي (‪ :)317/2‬فيه إبراهيم‬
‫اللهم إني‬
‫بن إسحاق‪ ،‬ولم أجد من وثَّقه‪ ،‬وبقية رجاله ثقات‪ .‬وفي رواية‪َّ > :‬‬
‫أعوذ بك من الهرم‪ ،‬وأعوذ بك من ال َّتردي‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت في سبيلك‬
‫مدبرا‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت لديغا<‪ .‬أخرجه أحمد (‪ ،)429/3‬رقم‬
‫[‪ ،]15562‬وأبو داود (‪ ،)22/2‬رقم [‪ ،]1552‬والنسائي (‪ ،)273/7‬رقم‬
‫اللهم‬
‫[‪ ،]5532‬والطبران ُّي (‪ ،)190/12‬رقم [‪ .]371‬وفي (المستدرك)‪َّ > :‬‬
‫والغم والغرق والحرق وأعوذ بك أن‬ ‫ِّ‬ ‫إني أعوذ من الهدم وال َّتردي والهرم‬
‫الشيطان عند الموت‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا‪ ،‬وأعوذ‬ ‫يتخبطني َّ‬
‫َّ‬
‫بك أن أموت في سبيلك لديغا<‪ .‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه<‪.‬‬
‫المستدرك (‪ ،)913/1‬رقم [‪.]1247‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وأما سؤال الثَّواب المخصوص فهو من جملة عموم ال ُّدعاء‪،‬‬ ‫َّ‬


‫ثم اعلم أ َّن مراتب الشهداء متفاوتة‬
‫فتأمل‪َّ .‬‬
‫مما الكالم فيه‪َّ ،‬‬
‫وليس َّ‬
‫الصحيحة في شهداء‬ ‫حتى في األشخاص‪ ،‬كما دلَّت عليه األحاديث َّ‬
‫المعركة‪.‬‬

‫[ خصائص الشَّهيد ]‬
‫تتمة‪:‬‬
‫للشهداء خصوصيَّات‪ ،‬منها‪> :‬أن ي ْغ َفر للشهيد أول دفعة من‬ ‫ُّ‬
‫َدم ‪َ ،‬و َي َرى َم ْق َع َده م َن ال َْجنة‪َ ،‬وي َجار م ْن َع َذاب النار‪َ ،‬و َي ْأ َمن م َن‬
‫ين‬‫وض َعلَى َر ْأس َتاج ال َْوقَار‪َ ،‬وي َ وج ا ْثنَ َت ْين َو َس ْبع َ‬
‫ا ْل َف َ ع األ َ ْك َبر‪َ ،‬وي َ‬
‫ين م ْن أَقَارب <(‪ .)1‬رواه التِّرمذي‬ ‫م َن الْحور الْعين‪َ ،‬وي َشف في َس ْبع َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫لشهِي ِد ِعن َد اللَّه ِ ِس ُّت ِخ َصال يغ َفر لَه ِفى أَ َّو ِل‬ ‫ونص الحديث في التِّرمذي‪> :‬لِ َّ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫اب ال َقبرِ‪َ ،‬ويَأ َمن ِم َن ال َف َز ِع األَك َبرِ‪،‬‬ ‫َدف َعة َويَ َرى َمق َع َده ِم َن ال َجنَّة ِ‪َ ،‬وي َجار ِمن َع َذ ِ‬
‫وتة ِمن َها َخي ٌر ِم َن ال ُّدن َيا َو َما ِف َيها‪َ ،‬وي َز َّوج‬
‫وضع َعلَى َرأ ِسه ِ َتاج ال َوقَا ِر‪ ،‬ال َياق َ‬ ‫َوي َ‬
‫ين ِمن أَقَا ِربِه ِ< قَ َال أَبو‬ ‫ين َزو َجة ِم َن الحو ِر ال ِعي ِن َوي َشفَّع في َسب ِع َ‬ ‫اثنَ َتي ِن َو َسب ِع َ‬
‫ِيب‪ .‬التِّرمذي‪ ،‬بتحقيق أحمد محمد شاكر‬ ‫يح َغر ٌ‬ ‫يث َص ِح ٌ‬ ‫يسى َه َذا َح ِد ٌ‬ ‫ِع َ‬
‫وآخرون (‪ .]1663[ ،)179/4‬المقدام بن معد يكرب‪ ،‬وأخرجه كذلك أحمد‬
‫(‪ ،)131/4‬رقم [‪ ]19221‬وابن ماجه (‪ )235/2‬رقم [‪ ،]2922‬والبيهق ُّي‬
‫الرزاق (‪=،)265/5‬‬ ‫في (شعب اإليمان) (‪ ،)25/4‬رقم [‪ ،]4254‬وعبد َّ‬
‫‪92‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫بسند صحيح غريب‪.‬‬


‫ومنها‪ :‬أنَّهم أحياء عند ربِّهم يرزقون ــ كما في القرآن‬
‫العزيز ــ(‪ ،)1‬و>أن أرواحه في جوف ْير خُر تسرح في الجنة‬
‫حيُّ شاءت‪ ،‬ث تأوي ملى قناديل تح العرش<‪ .‬رواه مسلم(‪.)2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= رقم [‪ .]2552‬والطَّبراني عن عبادة بن الصامت ‪ .‬كما في (مجمع‬
‫ال َّزوائد) (‪.)223/5‬‬
‫وبمعناه‪ :‬البيهق ُّي في (شعب اإليمان) (‪ ،)24/4‬رقم [‪ .]4252‬وأخرجه‬
‫أيضا‪ :‬ابن أبى عاصم في (اآلحاد والمثاني) (‪ ،)204/5‬رقم [‪.]2934‬‬
‫الرافعي (‪ .)419/3‬وانظر‪:‬‬
‫وال َّديلمى (‪ ،)463/5‬رقم [‪ ،]7969‬وأورده َّ‬
‫فضائل األعمال‪ ،‬للحافظ المقدسي (ص‪.)22 :‬‬
‫(‪ )1‬قال اهلل ‪{ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ} [البقرة‪ ،]154 :‬وقال ‪{ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ} [آل عمران‪.]162 :‬‬
‫ونص الحديث في (صحيح مسلم)‪َ > :‬عن َعب ِد اللَّه ِ ب ِن م َّر َة َعن َمسروق قَ َال‪:‬‬ ‫(‪ُّ )2‬‬
‫َسأَلنَا َعب َد اللَّه ِ َعن َه ِذهِ اآليَة ِ‪{ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ}‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَما ِإنَّا قَد َسأَلنَا َعن َذلِ َك فَ َق َال‪> :‬أَر َواحهم فِي َجو ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش تَس َرح م َن ال َجنَّة َحيث َشاءَت‪ ،‬ث َّم تَأ ِوي‬ ‫طَير خضر‪ ،‬ل َ َها قَنَادِيل م َعلَّ َقةٌ بِال َعر ِ‬
‫ِإلَى تِل َك ال َقنَادِي ِل‪ ،‬فَاطَّلَ َع ِإلَيهِم َربُّهم اطِّ َال َعة ف َ َق َال‪َ :‬هل َتش َتهو َن َشيئا؟ قَالوا‪:‬‬
‫ي َشيء نَش َت ِهي َونَحن نَس َرح ِم َن ال َجنَّة ِ َحيث ِشئنَا؟ فَ َف َع َل َذلِ َك بِهِم ثَ َال َث=‬ ‫أَ َّ‬
‫‪93‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الشهداء‪ ،‬كاألخيرة ــ كما نقله‬


‫وبعض هذه الخصال يكون لسائر ُّ‬
‫القرطبي عن العلماء(‪ )1‬ــ وكوقاية فتنة القبر ــ كما ذكر الجالل‬
‫ُّ‬
‫(‪)2‬‬
‫يوطي ــ ‪.‬‬
‫الس ُّ‬
‫ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= َم َّرات‪ ،‬فَلَ َّما َرأَوا أَنَّهم لَن يت َركوا ِمن أَن يسأَلوا قَالوا‪ :‬يَا َر ِّب نرِيد أَن َتر َّد‬
‫احنَا ِفي أَج َسادِنَا َح َّتى نق َت َل فِي َسبِيلِ َك َم َّرة أخ َرى‪ .‬فَلَ َّما َرأَى أَن لَي َس لَهم‬
‫أَر َو َ‬
‫اج ٌة ترِكوا<‪.‬‬
‫َح َ‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي (‪،]1779[ ،)1502 /3‬‬ ‫صحيح مسلم‪ ،‬بتحقيق‪َّ :‬‬
‫وقريب منه الطبران ُّي عن ابن مسعود ‪ ،173/2( ‬رقم ‪ .)7205‬قال‬
‫الهيثم ُّي (‪ :)227/5‬فيه ليث بن أبى سليم وهو مدل ِّس‪ .‬وسنن التِّرمذي‬
‫(‪ ،]3011[ ،)231/5‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ ،‬وانظر‪ :‬سنن ابن ماجه‪ ،‬بتحقيق‪:‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباقي (‪ ،]2701[ ،)236 /2‬وال َّدارمي (‪،)291/2‬‬
‫[‪ ،]2410‬سنن سعيد بن منصور (‪ ،)1105/3‬ابن أبي شيبة‪ ،‬بتحقيق‪:‬‬
‫محمد عوامة (‪ ،]12749[ ،)337/5( ،]12931[ )307/5‬مصنَّف عبد‬ ‫َّ‬
‫الرزاق (‪ ،]2556[ ،)264/5( ،]2554[ ،)263/5‬وانظر‪ :‬فضائل‬ ‫َّ‬
‫األعمال‪ ،‬للحافظ المقدسي (‪ 22‬ـ ‪.)23‬‬
‫(‪ )1‬انظر على سبيل المثال‪ :‬تفسير القرطبي (‪ ،)122/16‬تفسير قوله ‪{ :‬ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ}‬
‫[ال ُّزخرف‪ ،]76 :‬وانظر‪ :‬تذكرة القرطبي (‪ 195‬ـ ‪.)196‬‬
‫يوطي في (شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور) (ص‪:‬‬ ‫الس ُّ‬ ‫(‪ )2‬ذكر ذلك ُّ‬
‫‪ 173‬ـ ‪ ،)174‬وانظر‪ :‬ال ُّدر المنثور (‪.)397/2‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ور َّد على من توقَّف من معاصريه في كون المطعون يأمن فتنة‬


‫القبر‪ .‬قال‪ :‬وأعجب من ذلك من َّن أ َّن شهيد المعركة يفتن في‬
‫قبره‪ ،‬وهو مخالف للنَّص‪ .‬انتهى(‪.)1‬‬
‫الخصوصيتان‬
‫َّ‬ ‫الشهداء الَّذين تجري فيهم هاتان‬
‫ولعل المراد من ُّ‬
‫َّ‬
‫مجرد الموت‪.‬‬ ‫من مات بسبب زائد على َّ‬
‫َّ‬
‫وإال فقد َّمر أ َّن في بعض ا ِّلروايات أن كل َّ ميتة يموت بها‬
‫كل مسلم ال يفتن في قبره‪ ،‬وأ َّن روحه‬
‫اإلنسان فهو شهيد‪ .‬فيلزم أ َّن َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصدور)‪> :‬وقد جزم شيخ اإلسالم ابن حجر في‬ ‫السيوطي في (شرح ُّ‬ ‫(‪ )1‬قال ُّ‬
‫كتاب (بذل الماعون في فضل الطَّاعون) بأ َّن الميت بالطَّعن ال يسأل; ألنَّه‬
‫الصابر في الطَّاعون محتسبا يعلم أنَّه ال‬ ‫نظير المقتول في المعركة‪ ،‬وبأ َّن َّ‬
‫يصيبه َّإال ما كتب له إذا مات فيه بغير الطَّعن ال يفتن أيضا; ألنَّه نظير‬
‫المرابط هكذا ذكره‪ ،‬وهو م َّتجه جدا<‪ .‬شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور‬
‫(ص‪.)151 :‬‬
‫السيو ِطي َونَ َقلَه عن القرطب ِِّي َو َر َّد على‬‫وفي (فتاوى ابن حجر)‪َ > :‬ذ َك َره ال َجالل ُّ‬
‫اصرِيه ِ في َكو ِن ال َمطعو ِن يَأ َمن ِفتنَ َة ال َقبرِ قال َوأَع َجب من ذلك‬ ‫من َت َوق ََّف من م َع ِ‬
‫من َ َّن أ َ َّن َشهِي َد ال َمع َر َكة ِ يف َتن في قَبرِهِ وهو م َخالِ ٌف لِلنَّ ِّص اهـ‪.‬‬
‫وقد َص َّح ِعن َد أَح َم َد َو َغيرِهِ أَ َّن ال َمطعو َن َك َشهِي ِد ال َمع َر َكة ِ<‪ .‬انظر ذلك في‬
‫الفقهية)‪ ،‬البن حجر الهيتمي (‪ .)347/9‬دار الكتب‬ ‫َّ‬ ‫(الفتاوى الكبرى‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت [‪1419‬هـ]‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫في جوف طير خضر(‪ ..)1‬إلى آخره‪.‬‬


‫وال يخفى مصادمته للنُّصوص‪ ،‬وإن كان فضل اهلل ‪ ‬واسعا‪.‬‬
‫لكل مسلم بأ َّن روحه تكون‬
‫نعم روى اإلمام أحمد حديثا فيه بشرى ِّ‬
‫في الجنَّة أيضا‪ ،‬وتأكل من ثمارها‪ ،‬وترى ما فيها من النَّضرة‬
‫والسرور‪ ،‬وتشاهد ما أع َّد اهلل ‪ ‬لها من الكرامة‪.‬‬
‫ُّ‬
‫قال ابن كثير‪ :‬وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم(‪ ،)2‬اجتمع فيه‬
‫األئمة األربعة أصحاب المذاهب الم َّتبعة; فإ َّن اإلمام أحمد‬
‫ثالثة من َّ‬
‫الرحمن بن‬
‫الشافعي عن مالك بن أنس عن ال ُّزهري عن عبد َّ‬ ‫رواه عن َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تذكرة القرطبي (ص‪.)195 :‬‬
‫(‪ )2‬قال اإلمام ابن كثير في تفسيره عند قول اهلل ‪{ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ}‪> :‬وقد ر ِّوينا في مسند اإلمام أحمد‬
‫تسرح أيضا فيها وتأكل‬ ‫روحه تكون في الجنَّة َ‬
‫لكل مؤمن بأ َّن َ‬ ‫حديثا فيه البشارة ِّ‬
‫من ثمارها‪ ،‬وترى ما فيها من النَّضرة والسرور‪ ،‬وتشاهد ما أع َّد اهلل لها من‬
‫األئمة األربعة‬
‫َّ‬ ‫الكرامة‪ ،‬وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم‪ ،‬اجتمع فيه ثالثة من‬
‫أصحاب المذاهب الم َّت َبعة< ثم ذكر سن َد الحديث ومتنَه‪ .‬تفسير القرآن العظيم‪،‬‬
‫للحافظ ابن كثير (‪ ،)164/2‬بتحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ ،‬دار طيبة‪،‬‬
‫[‪1420‬هـ]‪ ،‬وانظر‪ :‬شرح ال ُّزرقاني على موطأ اإلمام مالك (‪ ،)116/2‬اآليات‬
‫البينات في عدم سماع األموات على مذهب الحنفية السادات‪( ،‬ص‪،)21 :‬‬
‫المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫كعب بن مالك عن أبيه يرفعه‪ ،‬ولفظه‪َ > :‬ن َس َمة الْم ْةمن ْ َْير َي ْعلَق في‬
‫َش َجر ال َْجنة َحتى َي ْرج َع الل ملَى َج َسده َي ْو َم َي ْب َعث <(‪ .)1‬ففيه أ َّن روح‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أخرجه أحمد (‪ ،)15770( ،)456/3‬واإلمام مالك في (المو َّطأ)‪،‬‬
‫(‪[ ،]567[ ،)240/1‬الطبراني في معجمه الكبير (‪،]112[ )63 /12‬‬
‫(‪ ،]124[ ،)65/12( ،]121[ ،)64/12‬والنسائي‪ ،‬كتاب الجنائز‪ ،‬باب‬
‫أرواح المؤمنين‪ ،‬رقم [‪ .]2093‬وابن ماجه‪ ،‬كتاب الزهد‪ ،‬باب ذكر القبر‬
‫الربيع‬
‫والبلى‪ ،‬رقم [‪ .]4291‬وابن حبان (‪ ،]4659[ ،)513/1‬مسند َّ‬
‫(‪ ،]902[ )292/1‬مسند الحميدي (‪ ،]793[ ،)375/2‬مسند عبد بن‬
‫حميد (‪ ،]1591[ ،)454/1( ،]396[ ،)149/1‬قال ابن القيم في‬
‫(الروح)‪( ،‬ص‪> :)252 :‬الحديث من صحاح األحاديث<‪.‬‬
‫وانظر‪ :‬تذكرة القرطبي (ص‪ 195 :‬ـ ‪ ،)170‬وشرح النَّووي على صحيح مسلم‬
‫(‪ ،)32/5‬مشكاة المصابيح‪ ،‬للتبريزي (‪ ،)367/1‬المكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بيروت‪ ،]1405[ ،‬مشارق األنوار على صحاح اآلثار (‪،)47/2( ،)324/1‬‬
‫مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (‪،]1649[ ،)336/5( ،)334/5‬‬
‫إدارة البحوث العلمية والدعوة‪ ،‬بنارس الهند [‪1404‬هـ]‪ .‬موارد ال َّظمآن‬
‫(‪ ،]935[ ،)179/1‬نوادر األصول (‪ ،)292/1‬الديباج (‪.)474/4‬‬
‫السندي)‪> :]2093[ ،‬إنما نسمة المؤمن‪ ،‬هي بفتحتين‪،‬‬ ‫وفي (حاشية ِّ‬
‫الشهيد‪ ،‬كما جاء في روايات الحديث طائر‪،‬‬ ‫الروح‪ ،‬والمراد روح المؤمن َّ‬ ‫ُّ‬
‫الروح يتش َّكل ويتمثَّل بأمر اهلل ‪ ‬طائرا‪ ،‬كتمثل ال َملَك بشرا‪.‬‬
‫اهره أ َّن ُّ‬
‫ويحتمل أ َّن المراد أ َّن الروح يدخل في بدن طائر كما في روايات‪ ،‬قال‬
‫الروح يتش َّكل طيرا=‬ ‫فسرنا الحديث بأ َّن ُّ‬
‫السيوطي في (حاشية أبي داود)‪ :‬إذا َّ‬ ‫ُّ‬
‫‪99‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الشهداء أنَّها في حواصيل‬ ‫خصوصية أرواح ُّ‬


‫َّ‬ ‫المؤمن في الجنَّة‪ ،‬لك َّن‬
‫كالراكب بالنِّسبة إلى أرواح عموم المؤمنين‪ ،‬فإنها‬ ‫طير خضر‪ ،‬فهي َّ‬
‫تطير بأنفسها فهي كالماشي ــ كما َّنبه عليه صاحب (المواهب) ــ‪،‬‬
‫القرطبي عن بعض العلماء أ َّن أرواح المؤمنين كلَّهم في جنَّة‬
‫ُّ‬ ‫لكن نقل‬
‫المأوى‪ ،‬قال‪ :‬وإنَّما قيل لها جنَّة المأوى; ألنَّها تأوي إليها أرواح‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫فاألشبه أ َّن ذلك في القدرة على الطَّيران فقط ال في صورة الخلقة; أل َّن شكل‬ ‫=‬
‫اإلنسان أفضل األشكال‪.‬‬
‫الروح اإلنساني له شكل في نفسه‪ ،‬ويكون على شكل‬ ‫قلت‪ :‬هذا إذا كان ُّ‬
‫مجردا وأراد اهلل تعالى‬‫اإلنسان‪ ،‬وأ َّما إذا كان في نفسه ال شكل له‪ ،‬بل يكون َّ‬
‫المجرد لحكمة ما‪ ،‬فال يبعد أن يتش َّكل أ َّول األمر على شكل‬ ‫َّ‬ ‫أن يتش َّكل ذلك‬
‫الطَّائر‪َّ ،‬أما على الثَّاني فقد أورد عليه َّ‬
‫الشيخ علم ال ِّدين العراقي أنَّه ال يخلو َّأما‬
‫أن يحصل للطَّير الحياة بتلك األرواح أوال‪ ،‬واأل َّول عين ما تقوله ال َّتناسخية‪،‬‬
‫مجرد حبس لألرواح وتسجن‪.‬‬ ‫والثَّاني َّ‬
‫بكي باختيار الثَّاني‪ ،‬ومنع كونه حبسا وتسجنا لجواز أن يق ِّدر اهلل‬ ‫الس ُّ‬ ‫وأجاب ُّ‬
‫السرور والنَّعيم ماال يجده في الفضاء الواسع‪،‬‬ ‫‪ ‬في تلك األجواف من ُّ‬
‫ولهذا الكالم بسط ذكرته في (حاشية أبي داود)‪( .‬تعلق في شجر الجنة) هكذا‬
‫الالم‪،‬‬‫بضم َّ‬
‫في بعض النُّسخ بثبوت قوله‪( :‬تعلق)‪ ،‬وسقط في بعضها‪ ،‬وهو ِّ‬
‫وقيل‪ :‬أو بفتحها‪ ،‬ومعناه‪ :‬تأكل وترعى<‪ .‬حاشية السندي على سنن النسائي‪،‬‬
‫بتحقيق عبد الفتاح أبو غ َّدة‪ ،‬مكتب المطبوعات اإلسالمية‪ 107/4( ،‬ـ‬
‫السيوطي (‪.)107/4‬‬ ‫‪ .)102‬وانظر‪ :‬شرح ُّ‬
‫‪97‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫المؤمنين في طير كال َّزرازير يتعارفون يرزقون من الجنَّة‪ .‬انتهى(‪.)1‬‬


‫الشهداء غير ما ذكره صاحب‬ ‫خصوصية ُّ‬
‫َّ‬ ‫وعليه فيحتاج إلى بيان‬
‫المواهب‪ .‬ويمكن أن تكون خصوصيَّتهم سروح أرواحهم بخالف‬
‫غيرهم‪ ،‬فإ َّن ما ذكر فيهم ليس فيه َّإال أنَّها تأوي في الطَّير أو تعلق في‬
‫الالم; أي‪ :‬تأكل‪ .‬لكن يروى بفتح‬ ‫بضم َّ‬
‫ِّ‬ ‫شجر الجنَّة‪ ،‬إن ضبط‬
‫يتم‬
‫القرطبي‪ :‬وهو األكثر‪ ،‬ومعناه‪ :‬تسرح‪ .‬وحينئذ فال ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫الالم‪ .‬قال‬
‫َّ‬
‫الجواب‪ .‬واعلم أن القابسي(‪ )2‬نقل عن العلماء أنَّهم أنكروا قول من‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القرطبي ذلك في (التَّذكرة في أحوال الموتى وأمور اآلخرة) (ص‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬ذكر‬
‫الصدور بشرح حال الموتى‬ ‫يوطي في (شرح ُّ‬‫الس ُّ‬
‫‪ ،)197‬وذكر ذلك أيضا ُّ‬
‫والقبور) (ص‪ ،)237 :‬وانظر‪ :‬تفسير القرطبي (‪.)26/19‬‬
‫(‪ )2‬هو علي بن محمد بن خلف المعافري القيرواني‪ ،‬أبو الحسن ابن القابسي‪،‬‬
‫المالكية بإفريقية في عصره‪ .‬كان حافظا للحديث وعلله ورجاله‪ ،‬فقيها‬‫َّ‬ ‫عالم‬
‫أصوليا‪ ،‬متكلِّما من أهل (القيروان)‪ .‬نسبته إلى (المعافرين) من قرى‬
‫(قابس)‪ ،‬خليت قبل القرن التاسع للهجرة‪ .‬رحل إلى المشرق‪ ،‬سنة [‪،]352‬‬
‫وعاد إلى (القيروان) [‪ ،]359‬وتولى الفتيا مكرها‪ .‬وتوفي بها في ربيع‬
‫اآلخر‪ ،‬سنة [‪ 403‬هـ]‪ .‬وكان أعمى (أو عمي في كبره)‪.‬‬
‫من تصانيفه‪( :‬الممهد في الفقه وأحكام الديانة)‪( ،‬المنقذ من شبه التأويل)‪،‬‬
‫(الرسالة المفصلة ألحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين)‪( ،‬ملخص‬
‫الموطأ)‪ ،‬و(المنبه للفطن من غوائل الفتن)‪.‬‬
‫انظر‪ :‬األعالم (‪ ،)326/4‬تذكرة الحفَّاظ (‪ ،)176/3‬اإلكمال‪ ،‬البن ماكوال=‬
‫‪92‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫الشهداء في حواصل طير خضر‪ ،‬قال‪ :‬ألنَّها رواية غير‬


‫قال‪ :‬إ َّن أرواح ُّ‬
‫مضيقة عليها‪.‬‬‫صحيحة; ألنَّها إذا كانت كذلك فهي محصورة َّ‬
‫واألصح ما‬
‫ُّ‬ ‫ومع رواية ابن شهاب المتق ِّدمة‪ .‬قال أبو عمر(‪:)1‬‬
‫رواه ابن شهاب عن كعب بن مالك(‪ )2‬عن أبيه أ َّن رسول اهلل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫للشيرازي (‪ ،)161/1‬معجم المؤل ِّفين (‪،)124/9‬‬‫= (‪ ،)370/6‬طبقات الفقهاء‪ِّ ،‬‬
‫وفيات األعيان (‪ ،)320/3‬البداية النِّهاية (‪ ،)403/11‬تاريخ اإلسالم‬
‫(‪.)75/27‬‬
‫(‪ )1‬هو اإلمام شيخ اإلسالم حافظ المغرب يوسف بن عبد اهلل بن محمد بن عبد‬
‫البر النمري القرطبي المالكي‪ ،‬أبو عمر‪ ،‬من كبار ح َّفاظ الحديث‪ ،‬مؤرخ‪،‬‬
‫أديب‪ ،‬بحاثة‪ .‬يقال له‪ :‬حافظ المغرب‪ .‬ولد بقرطبة‪ .‬ورحل رحالت طويلة‬
‫في غربي (األندلس) وشرقيها‪ .‬وولي قضاء (لشبونة) و(شنترين)‪ .‬وتوفي‬
‫(بشاطبة)‪ .‬توفي سنة [‪463‬هـ]‪.‬‬
‫انظر‪ :‬األعالم (‪ ،)240/7‬سير أعالم النُّبالء (‪ ،)153/17‬تذكرة الح َّفاظ‬
‫(‪ ،)219/3‬معجم المؤل ِّفين (‪ ،)315/13‬وفيات األعيان (‪ ،)66/9‬تاريخ‬
‫اإلسالم (‪.)136/31‬‬
‫(‪ )2‬الحديث >مروي عن عمرو بن دينار عن بن شهاب عن بن كعب بن مالك عن‬
‫أبيه أ َّن رسول اهلل ‪ ‬قال‪> :‬أرواح الشهداء طير خضر يعلق في شجر‬
‫الجنة<<‪ .‬االستذكار‪ ،‬البن عبد البر (‪ ،)20/3‬وانظر‪ :‬الديباج على مسلم‬
‫القرطبي في (ال َّتذكرة)‪> :‬وروى ابن شهاب عن ابن كعب بن‬
‫ُّ‬ ‫(‪ ،)470/4‬قال‬
‫الشهداء طير خضر تعلق=‬ ‫مالك عن أبيه أ َّن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ :‬أرواح ُّ‬

‫‪70‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫ــ ‪ ‬ــ قال‪> :‬أروح الشهداء طير خضر تعلق في شجر الجنَّة<‪.‬‬
‫قال القرطب ُّي‪ :‬لك َّن رواية‪ :‬إ َّن أرواحهم في جوف طير خضر‬
‫صحيحة; ألنَّها في (صحيح مسلم) بنقل العدل(‪ ،)1‬فيحتمل أن تكون‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= في شجر الجنَّة‪ ،‬وهذا كله مطابق لحديث مالك‪ ،‬فهو أصح من رواية من روى‬
‫أ َّن أرواحهم في جوف طير خضر‪ .‬قاله أبو عمر في (االستذكار)‪.‬‬
‫قول من قال‪ :‬في حواصل طير; ألنَّها‬ ‫وقال أبو الحسن القابسي‪ :‬أنك َر العلماء َ‬
‫رواية غير صحيحة; ألنَّها إذا كانت كذلك فهي محصورة مضيَّق عليها‪.‬‬
‫الرواية صحيح ٌة; ألنَّها في (صحيح مسلم) بنقل العدل عن العدل‪،‬‬ ‫قلت‪ِّ :‬‬
‫فيحتمل أن تكون (الفاء) بمعنى (على)‪ ،‬فيكون المعنى‪ :‬أرواحهم على جوف‬
‫طير خضر‪ ،‬كما قال ‪{ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ} [طه‪ ;]91 :‬أي‪ :‬على‬
‫جذوع النَّخل‪.‬‬
‫وجائز أن يسمى الظهر‪ :‬جوفا‪ ،‬إذا هو محيط به ومشتمل عليه‪ .‬قال أبو محمد‬
‫عبد الحق‪ :‬وهو حسن جدا<‪ .‬تذكرة القرطبي (ص‪ 192 :‬ـ ‪.)170‬‬
‫(‪ )1‬ولفظ الحديث في (صحيح مسلم)‪َ > ،‬عن َعب ِد اللَّه ِ ب ِن م َّر َة َعن َمسروق قَ َال‪:‬‬
‫َسأَلنَا َعب َد اللَّه ِ َعن َه ِذهِ اآليَة ِ‪{ :‬ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ}‪ ،‬قَ َال‪ :‬أَما ِإنَّا قَد َسأَلنَا َعن َذلِ َك فَ َق َال‪> :‬أَر َواحهم فِي َجو ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬
‫ش َتس َرح ِم َن ال َجنَّة ِ َحيث َشاءَت ث َّم َتأ ِوي ِإلَى‬ ‫طَير خضر ل َ َها قَنَادِيل م َعلَّ َقةٌ بِال َعر ِ‬
‫تِل َك ال َقنَادِي ِل‪ ،‬فَا َّطلَ َع ِإلَيهِم َربُّهم اطِّ َال َعة‪ ،‬فَ َق َال‪َ :‬هل َتش َتهو َن َشيئا؟ قَالوا‪ :‬أ َ َّ‬
‫ي‬
‫َشيء نَش َتهِى َونَحن نَس َرح ِم َن ال َجنَّة ِ‪َ ،‬حيث ِشئنَا؟ فَ َف َع َل َذلِ َك بِهِم ثَ َال َث َم َّرات‪،‬‬
‫احنَا=‬ ‫فَلَ َّما َرأَوا أَنَّهم لَن يت َركوا ِمن أَن يسأَلوا قَالوا‪ :‬يَا َر ِّب نرِيد أَن َتر َّد أَر َو َ‬
‫‪71‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫وجائز‬
‫ٌ‬ ‫بمعنى (على) فيكون المعنى‪ :‬أروحهم على جوف طير خضر‪.‬‬
‫يسمى ال َّظهر جوفا; ألنَّه محيط به‪ ،‬مشتمل عليه‪ .‬قال َّ‬
‫محمد أبو‬ ‫أن َّ‬
‫حسن جدا](‪.)1‬‬
‫ٌ‬ ‫الحق‪[ :‬وهو‬‫عبد ِّ‬
‫وذكر بعضهم(‪ )2‬أ َّن األرواح المن َّعمة على جهات مختلفة‪،‬‬
‫فمنها ما هو طائر‪ ،‬ومنها ما هو في حواصل طير بيض(‪ ،)3‬ومنها ما‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= ِفي أَج َسادِنَا َح َّتى نق َت َل ِفي َسبِيلِ َك َم َّرة أخ َرى‪.‬‬
‫اجةٌ ترِكوا<‪ .‬صحيح مسلم (‪،]4223[ ،)37/6‬‬ ‫فَلَ َّما َرأَى أَن لَي َس لَهم َح َ‬
‫وانظر‪ :‬فضائل األعمال‪ ،‬للحافظ المقدسي (‪ 22‬ـ ‪.)23‬‬
‫(‪ )1‬هذه العبارة ساقطة من (المخطوط)‪ ،‬وهي في (تذكرة القرطبي) (ص‪.)170 :‬‬
‫(‪ )2‬ذكر ذلك شبيب بن إبراهيم في كتاب (اإلفصاح) كما في (تذكرة القرطبي)‬
‫ص‪ ،)170 :‬و(روح المعاني) (‪ ،)162/15‬وتفسير ال َّثعالبي (‪،)122/1‬‬
‫مؤسسة األعلمي للمطبوعات‪ ،‬بيروت‪ ،‬وتحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي‬
‫(‪ ،)436/7‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫الشيخ األصبهاني وغيره من طريق عبد اهلل بن ميمون عن عمه‬ ‫(‪ )3‬أخرج أبو َّ‬
‫الشهداء‬
‫مصعب بن سليم عن أنس ‪ ‬أن النَّبي ‪ ‬قال‪> :‬يبعث اهلل ُّ‬
‫من حواصل طير بيض كانوا في قناديل معلقة بالعرش<<‪ .‬أهوال القبور‪ ،‬البن‬
‫رجب (ص‪ ،)142 :‬دراسة وتحقيق‪ :‬عاطف صابر شاهين‪ ،‬دار الغد الجديد‪،‬‬
‫المنصورة‪ ،‬مصر [‪1426‬هـ] وانظر‪ :‬ال َّتفسير المظهري‪ ،‬لمحمد ثناء اهلل‬
‫العثماني المظهري (‪ ،)4195 /1‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫[‪1425‬هـ]‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ 1‬ـ دايع اهلدى برشح منظومة الشهدا‬

‫هو في حواصل طير خضر‪ ،‬ومنها ما هو في طير كال َّزرازير‪ ،‬ومنها هو‬
‫القرطبي‪ :‬هذا قول حسن; فإنَّه يجمع األخبار‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫غير ذلك‪ .‬قال‬
‫واهلل أعلم(‪.)1‬‬
‫فنسأل اهلل تعالى أن يميتنا على اإليمان‪ ،‬وأن يمتِّعنا بما شاء‬
‫من نعيم الجنان‪ ،‬والحمد هلل الَّذي هدانا لهذا وما كنَّا لنهتدي لوال أن‬
‫نبي‬
‫والسالم على من ال َّ‬ ‫والصالة َّ‬
‫َّ‬ ‫هدانا اهلل‪ ،‬والحمد هلل وحده‪،‬‬
‫بعده‪.‬‬

‫آمني آمني آمني‬

‫آمني آمني‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬تذكرة القرطبي (ص‪.)170 :‬‬
‫‪73‬‬
‫اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ مقدمة النَّاسخ ]‬

‫‪‬‬
‫صلى اهلل على سيِّدنا وآله وصحبه وسلم‬

‫محمد‬
‫والسالم على سيِّدنا َّ‬‫والصالة َّ‬
‫رب العالمين‪َّ ،‬‬ ‫الحمد هلل ِّ‬
‫الغر المح َّجلين‪ ،‬الَّذي أرسله شهيدا على كافَّة خلقه أجمعين‪،‬‬
‫قائد ِّ‬
‫صلَّى اهلل عليه صالة وسالما دائمين إلى يوم ال ِّدين‪ .‬وبعد‪:‬‬
‫عالمة األنام‪ ،‬خاتمة‬ ‫فقد قال سيِّدنا وموالنا شيخ اإلسالم‪َّ ،‬‬
‫الحفَّاظ والمصنِّفين‪ ،‬عمدة الفقهاء والمح ِّدثين‪ ،‬ع َّدة ال َّزاهدين‪،‬‬
‫الصالحين‪ ،‬شيخنا‬ ‫المتورعين‪ ،‬ساللة العلماء‪ ،‬ونتبجة َّ‬‫ِّ‬ ‫خالصة‬
‫الشيخ نور ال ِّدين علي األجهوري المالكي ــ فسح اهلل تعالى‬‫وأستاذنا َّ‬
‫في مدته‪ ،‬وأعاد اهلل علينا وعلى اإلسالم من بركات علومه وبركته‬
‫الشهداء‪ ،‬وتبيين مراتبهم‬ ‫آمين ــ هذا تعليق لطيف على ما نظمه في ُّ‬
‫على المراد‪ ،‬وتزيح اللبس عن الفؤاد‪ ،‬جعل اهلل ذلك خالصا لوجهه‬

‫‪79‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫الكريم موجبا للفوز بدار النعيم(‪:)1‬‬

‫[ بداية منظومة الشُّهداء ]‬


‫‪ -6‬من الشهي َد سوى من في الجهاد قَ َُـى‬
‫ـــو الثَثــــين َم ْبطــــون وَو ــــرق‬
‫نحـ َ‬
‫ــن يمــوت بطــاعون كــذلن مــن‬
‫وم ْ‬‫‪َ -2‬‬
‫ــرق‬
‫ماتـــ ْ وَو ســـل وَو َشـ َ‬
‫ــالجم َ‬
‫بـ ْ‬
‫‪ -3‬كـــذات َج ْنـــ أو الحمـــى وملتـــد‬
‫ومحتـــرق‬
‫َ‬ ‫حـــق‬
‫وم ْيـــ ســـجن بـــَ ى‬ ‫َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬هذه مقدمة الناسخ للنسخة (أ)‪َّ ،‬أما مق ِّدمة النُّسخة (ب) فهي‪ :‬بسم اهلل‬
‫رب العالمين‪،‬‬‫الرحيم‪ ،‬وبه ثقتي‪ ،‬وعليه اعتمادي‪ .‬الحمد هلل ِّ‬ ‫الرحمن َّ‬ ‫َّ‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬كلَّما ذكرك‬ ‫والسالم على سيِّدنا َّ‬
‫والصالة َّ‬‫َّ‬
‫الذاكرون‪ ،‬وكلَّما سها عن ذكره الغافلون‪ ،‬وبعد‪ :‬فهذا تعليق لطيف‪ ،‬وتأليف‬ ‫َّ‬
‫حسن شريف‪ ،‬لموالنا وسيِّدنا اإلمام القدوة من بذكره ونوره تطرب األسماع‬
‫وتلتذ‪ .‬إمام العصر وواحد ال َّدهر أستاذ األساتذة وحزب المشايخ فضال عن‬
‫التالمذة‪ ،‬شيخ العلماء والعباد وملحق األحفاد باألجداد شيخ اإلسالم من‬
‫زينت به جميع أموري وتزايد به في الباطن والظاهر سروري سيدي وموالي‬
‫الشيخ علي األجهوري‪ ،‬رضي اهلل عنَّا به وأرضاه‪ ،‬وجعل بحبوحة الجنَّة‬
‫الشهداء وتبيين مراتبهم‪ .‬قال ‪...:‬‬ ‫منقلبه ومثواه على ما نظمه في ُّ‬
‫‪77‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫مفتـ َـرس‬
‫‪ -4‬كــذا الغري ـ ومــن للسـ ْـب َ‬
‫وميــــ الع ْشــــق مــــ معفافــــ العبــــق‬
‫ــال مـــا للع ْلـــ َا ْلَـــ‬
‫‪ -6‬وميـــ حـ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ْأو دو َن أهــــل كمــــال أو دم الر َمــــق‬
‫‪َ -1‬كفـــل ليلــــة القــــاري بــــَ َك َســــل‬
‫(يـــِ) واللـــذْ يـــرابف جـــاء كـــال َفلَق‬
‫‪ -9‬وراكـــ َخـــر عـــن مركوبـــ فبـــدا‬
‫كــأس الحمــام تــراه فــي األنــام ســقي‬
‫َ‬
‫تحــل بــ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -8‬كــذاا َم ْيــ علــى ْ ْهــر‬
‫(‪)2‬‬
‫ــتبق‬
‫الاـــَة هـــذا شـــهيد أيُـــ اا اسـ َ‬
‫الشهداء ثالثة‪ :‬شهيد في ال ُّدنيا واآلخرة‪ ،‬وشهيد في‬ ‫اعلم أ َّن ُّ‬
‫ال ُّدنيا فقط‪ ،‬وشهيد في اآلخرة فقط‪ .‬فاأل َّول‪ :‬من قاتل الكفَّار لتكون‬
‫كلمة اهلل هي العليا‪ ،‬والثَّاني‪ :‬من قاتلهم لغرض من أغراض ال ُّدنيا‪،‬‬
‫والثَّالث‪ :‬ما يأتي في النَّظم‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬في (ب) >الريق<‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت األخير ساقط من (أ)‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وس ِّم َي الشهيد شهيدا; قيل‪ :‬أل َّن روحه شهدت حضرة دار‬
‫اإلسالم‪ ،‬وروح غيره أنما تشهدها يوم القيامة‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫وقولي‪( :‬سوى من في الجهاد قضى) أي‪ :‬إن الشهداء سوى‬
‫من قضى ــ أي‪ :‬مات ــ أو في حكمه في الجهاد ــ أي‪ :‬جهاد العدو ــ‬
‫نحو الثالثين‪ .‬وهؤالء هم شهداء اآلخرة فقط‪.‬‬
‫[األول]‪ :‬وقولي‪( :‬مبطون) قال في (النهاية)‪ :‬هو الذي يموت‬
‫بمرض بطنه كاالستسقاء(‪ ،)1‬ونحوه(‪ .)2‬وفي كتاب (الجنائز) ألبي‬
‫بكر المروزي عن شيخه شريح‪ :‬أنه صاحب القولنج(‪ ،)3‬وقال غيره‪:‬‬
‫القرطبي‪ :‬واختلف العلماء‬
‫ُّ‬ ‫هو صاحب اإلسهال وبه ص َّدر بعضهم‪ .‬وقال‬
‫هل المراد بالبطن االستسقاء أو اإلسهال؟ على قولين لهم(‪.)4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سبق بيانه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫النهاية في غريب الحديث (‪.)136/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبق بيانه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في (أ) >للعلماء<‪ .‬قال القرطبي‪> :‬وفيه قوالن‪ ،‬أحدهما‪ :‬أنه الذي يصيبه‬ ‫(‪)4‬‬
‫الذرب ـ وهو اإلسهال ـ تقول العرب‪ :‬أخذه البطن إذا أصابه الداء‪ ،‬وذرب‬
‫الجرح إذا لم يقبل الدواء‪ ،‬وذربت معدته فسدت‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أنه االستسقاء‪ ،‬وهو أ هر القولين فيه; ألن العرب تنسب موته إلى‬
‫بطنه‪ ،‬تقول‪ :‬قتله بطنه يعنون الداء الذي أصابه في جوفه‪ .‬وصاحب االستسقاء‬
‫قل إن يموت إال بالذرب‪ ،‬فكأنه قد جمع الوصفين<‪ .‬التذكرة (ص‪.)192 :‬‬ ‫َّ‬
‫‪20‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[الثاني]‪ :‬وقولي‪( :‬وذو غرق); أي‪ :‬الذي يموت غرقا في‬


‫الماء(‪ ،)1‬أي‪ :‬المائع‪ .‬وال َّظاهر أ َّن ما يشبهه كذلك‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وأما الميت في زمنه بغيره‪ ،‬ففي‬
‫الثالُّ‪ :‬من يموت بطاعون ‪َّ .‬‬
‫الحديث ما يفيد أنَّه كشهيد بشرطه‪ ،‬فقد أخرج البخاري والنسائي عن‬
‫عائشة ــ ‪ ‬ــ أنها(‪ )3‬قالت‪ :‬سألت رسول اهلل ‪ ‬عن‬
‫(‪)5‬‬
‫الطَّاعون فأخبرني >أن كان عذاب اا يبعث اهلل على من يشاء(‪ )4‬فجعل‬
‫(‪)6‬‬
‫رحمة للمةمنين فليِ من رجل يق الطاعون فيمفُّ في بلده‬
‫صابر اا محتسب اا يعل أن ل يايب مل ما كت اهلل ل مل كان ل مثل‬
‫أجر الشهيد(‪.)7(<)9‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫>في الماء< ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في (ب) بالطاعون‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫>أنها< ساقطة من (ب)‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫في (ب) زيادة‪> :‬من خلقه<‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫في (أ) >وجعله<‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫في (ب) >بالده<‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫في (أ) >له أجر الشهيد<‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫في (ب) >مثل أجر الشهيد<‪ .‬والحديث أخرجه البخاري (‪ ،)1271/3‬رقم‪:‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫[‪ ،)2165/5( ،]3279‬رقم‪ ،)2441/6( ،]5402[ :‬رقم‪.]6245[ :‬‬
‫والنسائي (‪ ،)363/4‬رقم‪.]9529[ :‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وأخرج أحمد عن جابر بن عبد اهلل ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول‬


‫اهلل ‪ ‬يقول في الطَّاعون‪> :‬ا ْل َف ُّار م ْن َكا ْل َفار م ْن ال ْحف َ‬
‫وم ْن‬
‫يد<(‪.)1‬‬
‫َص َب َر في كا َن لَ أ َ ْجر َشه ِ‬
‫وذكر الحافظ ابن حجر أنَّه ال يسأل‪ ،‬ولم يذكر أنَّه شهيد‪ ،‬فإنَّه‬
‫قال في كتاب (بذل الماعون)‪> :‬الميت بالطَّاعون ال يسأل; ألنَّه نظير‬
‫والصابر في الطَّاعون محتسبا يعلم أنَّه ال يصيبه‬
‫المقتول في المعركة‪َّ ،‬‬
‫َّإال ما كتب اهلل له إذا مات فيه بغير الطَّعن ال يفتن أيضا; ألنَّه نظير‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫يوطي‪ :‬وهو م َّتجه جدا‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫الس‬
‫ُّ‬ ‫الجالل‬ ‫الحافظ‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫المرابط<‬
‫انتهى‪.‬‬
‫الراب ‪ :‬المرأة تموت بجمع‪ .‬قال ابن عبد البر‪ :‬قيل‪ :‬هي الَّتي‬
‫تموت من الوالدة ألقت ولدها أم ال‪ .‬وقيل‪ :‬هي الَّتي تموت في‬
‫النِّفاس وولدها في بطنها لم تلده‪ .‬وقيل‪ :‬هي التي تموت عذراء لم‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬مسند أحمد (‪ ،)144/53‬رقم‪.]24276[ :‬‬
‫الهيثمي‪> :‬رواه أحمد بأسانيد ورجال بعضها رجال الصحيح‪ ،‬ورواه أبو‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫يعلى‪ ،‬والبزار‪ ،‬والطبراني في الثالث<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪.)49/3‬‬
‫(‪ )2‬بذل الماعون‪( ،‬ص‪ ،)200 :‬تحقيق‪ :‬أحمد عصام عبد القادر الكاتب‪ ،‬دار‬
‫العاصمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫(‪> )3‬الجالل< ساقطة من (أ)‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫تفتض‪ .‬قال‪ :‬والقول الثاني أكثر وأشهر(‪ .)1‬وقال في (النهاية)‪:‬‬


‫>تموت بجمع‪ ،‬أي‪ :‬وفي بطنها ولد‪ ،‬وقيل هي التي تموت بكرا‪.‬‬
‫والجمع ــ بالضم ــ بمعنى المجموع‪ ،‬والمعنى أنها ماتت مع شيء‬
‫مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة<(‪ .)2‬انتهى‪ .‬وما‬
‫اقتصر عليه من ضم الجيم هو أحد اللغات‪ ،‬فقد ذكر في (القاموس)‬
‫أنه مثلَّث الجيم مع سكون الميم(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫الس ِّل شهيد كما في حديث رواه‬
‫الشهداء ‪ :‬ذو ِّ‬ ‫الخامِ من ُّ‬
‫(‪)5‬‬
‫والس ُّل ــ بكسر السين المهملة ــ مرض ينتحل منه‬
‫براني وغيره ‪ِّ .‬‬‫الطَّ ُّ‬
‫الروح تنسل معه قليال قليال‪ .‬قاله بعضهم‪ .‬وقال‬ ‫البدن‪ ،‬فكأ َّن ُّ‬
‫ــ بكسر السين وضمها ــ وكغراب‪ :‬قرحة تحدث في‬ ‫األموي‪:‬‬
‫الرئة‪ ،‬وقد س ِّل بالمرض فأسلَّه اهلل فهو مسلول‪ .‬انتهى(‪.)6‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سبق ذكر قول ابن عبد البر‪ .‬وانظر‪ :‬االستذكار (‪)62/3‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫النِّهاية في غريب الحديث واألثر (‪.)325/1‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫القاموس المحيط‪ ،‬ما َّدة‪( :‬جمع)‪.)14/3( ،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الشهداء< ساقطة من (أ)‪ .‬في هذه وما بعدها‪.‬‬
‫>من ُّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫على غير قياس‪ .‬انظر‪ :‬المطلع على ألفاظ المقنع‪ ،)392/1( ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫محمود األرناؤوط وياسين محمود الخطيب‪ ،‬الطَّبعة األولى [‪1423‬هـ]‪،‬‬
‫المخصص‪ ،‬البن سيده (‪ ،)492/1‬دار إحياء التراث‪ ،‬بيروت [‪1419‬هـ]‪=،‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫الشريق شهيد‪ ،‬كما رواه الطَّ ُّ‬


‫براني‪.‬‬ ‫الشهداء‪َّ :‬‬
‫السادس من ُّ‬
‫قال في (العارضة)(‪ )1‬في الَّذي تقتله اللصوص ال خالف أنَّه‬
‫شهيد‪ ،‬وكذلك كل مقتول لما دون مال أو نفس‪ ،‬ومن غرق في‬
‫قطع الطَّريق فهو شهيد وعليه إثم معصيته‪ .‬وكل(‪ )2‬من مات بسبب‬
‫معصيته فليس بشهيد‪ ،‬وإن مات في معصيته بسبب من أسباب‬
‫الشهادة فله أجر شهادته‪ ،‬وعليه إثم معصيته‪ .‬وكذلك لو قاتل على‬ ‫َّ‬
‫الشهادة‬
‫فرس مغصوب أو كان قوم في معصية فوقع عليهم البيت فلهم َّ‬
‫وعليهم إثم المعصية‪ .‬انتهى(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصحاح‪ ،‬ما َّدة‪( :‬سلل)‪( ،‬ص‪ ،)326 :‬الخصائص (‪.)212/2‬‬ ‫= مختار ِّ‬
‫(‪ )1‬يعني (عارضة األحوذي)‪ ،‬البن العربي (‪ ،)255/4‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬ودار الباز للطباعة والنشر‪ ،‬من غير تاريخ‪ ،‬وانظر‪ :‬مواهب الجليل‬
‫لشرح مختصر الخليل (‪.)67/3‬‬
‫(‪ )2‬في (ب) >فكل<‪.‬‬
‫(‪ )3‬وعبارة صاحب (العارضة)‪> :‬فإن قتله اللُّصوص قال أبو حنيفة‪ :‬يجري مجرى‬
‫قتيل المعترك‪ ،‬قلنا‪ :‬ذلك مخصوص‪ ،‬فإنَّه قاتل ال إلعزاز دين اهلل ‪ ،‬وهذا‬
‫قتل للدفع عن نفسه فلم يلحق به‪.‬‬
‫كل من قتل‬‫قال علماؤنا ـ رحمة اهلل عليهم ـ‪ :‬ال خالف أنَّه شهيد‪ ،‬وكذلك ُّ‬
‫لما دون مال أو نفس‪ ،‬فإن عرف في قطع الطَّريق أو دفن رجل في قطع‬
‫الطَّريق من عرض الطَّريق فهو شهيد‪ ،‬وعليه إثم معصيته‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫فشرِق‬
‫قال بعض أشياخي‪ :‬يؤخذ من هذا أ َّن من َشر َِب خمرا َ‬
‫الشرقة فهو شهيد; ألنَّه مات في معصيته ال بسببها‪ .‬قلت‪:‬‬
‫به فمات من َّ‬
‫الشرقة بالخمر معصية;‬
‫وفيه نظر; أل َّن هذا مات بسبب معصيته; أل َّن َّ‬
‫ألنها شرب للخمر على وجه خاص‪ ،‬وشرب(‪ )1‬الخمر على هذا الوجه‬
‫وعلى غيره في المعصية سواء‪ ،‬فقد مات بسبب معصيته ال فيها‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ثم ماتت‬‫وحملت من ال ِّزنا‪َّ ،‬‬
‫ومما يتر َّدد النَّظر فيه‪ :‬من َزنَت َ‬
‫السبب هل‬ ‫من وضعها من ال ِّزنا هل تكون شهيدة أم ال؟ أل َّن سبب َّ‬
‫السبب(‪ ،)3‬فال تكون شهيدة؟ أو ليست(‪ )4‬بمنزلته‬ ‫يكون هنا بمنزلة َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كل من مات في سبب معصيته فليس بشهيد‪ ،‬وإن مات في‬ ‫واألصل في هذا أ َّن َّ‬
‫الشهادة فله أجر شهادته‪ ،‬وعليه إثم معصيته‪،‬‬ ‫معصيته بسبب من أسباب َّ‬
‫وكذلك لو قاتل على فرس مغصوب أو قوم كانوا في معصية فوقع عليهم البيت‬
‫الشهادة‪ ،‬وعليهم المعصية<‪ .‬عارضة األحوذي‪ ،)255/4( ،‬وانظر‪:‬‬ ‫فلهم َّ‬
‫حاشية رد المحتار (‪.)294/2‬‬
‫في (ب) >ومن شرب<‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في (أ) >وأما من تر َّدد فيه النظر<‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫السب ِب; أل َ َّن َما َت َوق ََّف َعلَى الم َت َوق ِّ ِ‬
‫ف َعلَيه ِ‬
‫الس َب ِب ينَ َّزل َمن ِزل َ َة َّ َ‬
‫القاعدة أن َس َبب َّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫السقو ِط َعن الذ َِّّمةِ‪َ ،‬وا ِإلع َتاق‬ ‫َّار ِة‪َ ،‬س َبب ُّ‬ ‫ِ‬
‫م َت َوقِّف َعلَيهِ‪َ .‬كا ِإلع َتا ِق في ال َكف َ‬
‫يَ َت َوقَّف َعلَى اللَّف ِظ الم َح ِّص ِل لَه‪ .‬شرح الكوكب المنير (‪.)461/1‬‬
‫في (ب) >أو ليس<‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫فتكون شهيدة؟ وال َّظاهر األ َّول(‪.)1‬‬


‫الجنب‪ .‬وهي(‪ )2‬مرض‬ ‫الشهداء‪ :‬صاحب ذات َ‬ ‫الساب من ُّ‬
‫معروف‪ .‬وهو َو َر ٌم حار يعرض في الغشاء المستبطن لألضالع‪ .‬فقد‬
‫أخرج مالك في (الموطأ) وأحمد وأبو داود والنسائي والحاكم في‬
‫والبيهقي في (شعب اإليمان) عن جابر بن‬ ‫ُّ‬ ‫حبان‬
‫(المستدرك)‪ ،‬وابن َّ‬
‫الشهادة؟ قالوا‪ :‬القتل‬ ‫َع ِتيك أ َّن رسول اهلل ‪ ‬قال‪ :‬ما تع ُّدون َّ‬
‫الش َه َداء َس ْب َعة س َوى ا ْل َق ْتل‬
‫في سبيل اهلل‪ .‬قال رسول اهلل ‪ُّ > :‬‬
‫في َسبيل الل ‪ :‬ال َْمطْعون َشهيد‪َ ،‬وا ْل َغريق َشهيد‪َ ،‬و َصاح ََات‬
‫ْحريق َشهيد‪َ ،‬والذي‬ ‫ال َْج ْن َشهيد‪َ ،‬وال َْم ْبطون َشهيد‪َ ،‬وصاح ال َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم قال‪َ > :‬و َج َز َم ا َّلرملِ ُّي‬‫األجهوري ابن عابدين في (الحاشية)‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫كالم‬
‫(‪ )1‬وقد نقل َ‬
‫ي فَرق بَينَ َها َوبَي َن َمن َر ِك َب ال َبح َر لِ َمع ِص َية أَو َساف َ َر‬ ‫الش ِاف ِع ُّي بِال َّثانِي‪َ ،‬وقَ َال‪ :‬أَ ُّ‬
‫َّ‬
‫السفن أَو‬ ‫ف َما إ َذا َر ِك َب ال َبح َر ِفي َوقت ال َت ِسير ِفيه ِ ُّ‬ ‫اش َزة؟ ب ِِخال ِ‬ ‫آبِقا أَو نَ ِ‬
‫ِالس َب ِب‪ .‬اهـ ملَ َّخصا‪.‬‬ ‫َت َس َّب َبت ام َرأَة ٌ ِفي إل َق ِاء َحملِ َها لِل ِعص َيا ِن ب َّ‬
‫الس َفرِ ب َِما إ َذا َكا َن لِ َغيرِ َمع ِص َية‪َ ،‬و ِإ َّال‬
‫وب ال َبحرِ أَو َّ‬ ‫قلت‪ :‬ال َّ ِذي يَظ َهر َتقيِيد رك ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫َكا َن َمع ِص َية لِ َكونِه ِ َس َببا لِل َمع ِصيَةِ‪ ،‬فَه َو َك َمن قَ َات َل َع َصبِ َّية‪ .‬فَجر َِح ث َّم َم َ‬
‫احةِ‪َ ،‬واهلل أَعلَم<‪.‬‬ ‫اسب َما نَ َقلَه َعن بَع ِضهِم ِمن َتقيِي ِد َّ‬
‫الس َفرِ بِا ِإلبَ َ‬ ‫فَالمنَ ِ‬
‫حاشية رد المحتار (‪ ،)295/2‬وانظر‪ :‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪،‬‬
‫للرملي (‪ ،)429/2‬دار الفكر‪ ،‬بيروت [‪1404‬هـ]‪.‬‬ ‫َّ‬
‫(‪ )2‬في (ب) >وهو<‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫َيموت َت ْح َ ال َْه ْدم َشهيد‪َ ،‬وال َْم ْرأَة َتموت بج ْم َشهيدة<(‪.)1‬‬


‫الحمى‪ .‬أخرج ال َّديلمي في (الفردوس)‬
‫الشهداء‪ :‬ذو َّ‬ ‫الثامن من ُّ‬
‫عن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪> :‬الح َّمى شهادة<(‪.)2‬‬
‫و اهره يشمل جميع أنواع الح َّمى‪.‬‬
‫الشهداء‪ :‬الملتدغ‪ .‬أخرج الحاكم والطَّبراني‬ ‫التاس من ُّ‬
‫(‪)3‬‬
‫براني في (الكبير)‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫وأخرج‬ ‫‪.‬‬ ‫وص َّححه‪ :‬أن من لدغته هامة شهيد‬
‫أنَّه ‪ ‬قال‪> :‬اقتلوا ما ظهر من الحيات كبيرها وصغيرها‬
‫أسودها وأبيُها‪ ،‬فإن من قتلها من أمتي كان فداه من النار‪ ،‬ومن‬
‫قتلت كان شهيد اا<(‪.)4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫وهو موضوع‪ ،‬وقد سبق تخريجه‪ .‬انظر‪( :‬مسند الفردوس) (‪.)105/2‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫ات أَو ق ِت َل فَه َو َشهِي ٌد‪ ،‬أَو َوقَ َصه فَ َرسه‪ ،‬أَو‬‫ولفظه‪َ > :‬من ف ِص َل فِي َسبِي ِل اهلل ِ فَ َم َ‬ ‫(‪)3‬‬
‫ِ‬ ‫بَ ِعيره‪ ،‬أَو ل َ َد َغته َه َامةٌ‪ ،‬أَو َم َ‬
‫ات َعلَى ف َر ِاشهِ‪ .‬بِأَ ِّ‬
‫ي َحتف َشاءَ اهلل ف َ ِإنَّه َشهِي ٌد‪،‬‬
‫َو ِإ َّن لَه ال َجنَّ َة<‪.‬‬
‫أخرجه أبو داود (‪ ،)2/3‬رقم‪ ،]2422[ :‬والطبراني (‪ ،)272/3‬رقم‪:‬‬
‫[‪ ،]3417‬والحاكم (‪ ،)77/2‬رقم‪ ]2416[ :‬وقال‪ :‬صحيح على شرط‬
‫مسلم‪ .‬والبيهق ُّي في (شعب اإليمان) (‪ ،)22/4‬رقم‪.]4247[ :‬‬
‫الهيثمي‪> :‬وفيه‬
‫ُّ‬ ‫راني في (الكبير) (‪ ،)307/24‬رقم‪ ،]992[ :‬وقال‬ ‫رواه الطَّب ُّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫أحمد بن الحارث الغساني‪ ،‬وهو متروك<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪.)69/4‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫السجن وقد حبس لما‪ .‬رواه‬


‫الشهداء‪ :‬الميت في ِّ‬
‫العاشر من ُّ‬
‫ابن مندة من حديث علي بن أبي طالب ‪.)1(‬‬
‫الشهداء‪ :‬الحريق‪ .‬ورد في أكثر من‬
‫الحادي عشر من ُّ‬
‫حديث(‪.)2‬‬
‫الشهداء‪ :‬الغريب‪ .‬أخرج ابن ماجة عن ابن‬
‫الثاني عشر من ُّ‬
‫عباس ــ ‪ ‬ــ قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪> :‬موت الغري‬
‫(‪)3‬‬
‫ديلمي في (مسند الفردوس) عن أنس ‪‬‬ ‫شهادة< ‪ .‬وأخرج ال َّ‬
‫قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪> :‬موت المسافر شهادة<(‪.)4‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سبق ذكره‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫سبق بيانه‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫لم نجده في (مسند الفردوس) المطبوع‪ .‬ورواه القاسم بن عساكر في (تعزية‬ ‫(‪)4‬‬
‫المسلم) من طريق أبي علي الصابوني‪ ،)221/2( .‬رقم‪.]2[ :‬‬
‫وقال الصابوني‪> :‬حديث غريب من حديث مسعر‪ ،‬ال أعلم له راويا عنه غير‬
‫عبد اهلل بن محمد بن المغيرة<‪.‬‬
‫وذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) وقال‪> :‬هذا حديث ال يصح‪ .‬وفيه ابن‬
‫المغيرة‪ .‬قال العقيلي‪ :‬يحدث بما ال أصل له‪ .‬وفيه المصري‪ .‬قال ابن عدي‪:‬‬
‫يوطي‪> :‬ال‬
‫الس ُّ‬
‫كذبوه وأنكرت عليه أشياء<‪ .‬الموضوعات (‪ ،)221/2‬وقال ُّ‬ ‫َّ‬
‫يصح‪ .‬قال ابن عدي‪ :‬المغيرة كذبوه<‪ .‬الآللئ المصنوعة (‪.)111/2‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫فائدة‪:‬‬
‫أخرج ابن مندة عن ابن مسعود ‪ ‬عن النَّبي ‪ ‬قال‪:‬‬
‫>يفس للغري في قبره كبعده عن أهل <(‪ .)1‬وأخرج اإلمام أحمد‬
‫وغيره عن ابن عمر ‪ ‬قال‪ :‬توفي رجل بالمدينة فصلَّى عليه‬
‫رسول اهلل ‪ ‬وقال‪> :‬يا ليت مات في ير مولده<‪ ،‬فقال رجل‪:‬‬
‫لِ َم يا رسول اهلل؟ فقال‪> :‬من الرجل مَا توفي في ير مولده قيِ ل‬
‫من مولده ملى منقط أثره في الجنة<(‪.)2‬‬
‫أ َّن الذي‬ ‫‪‬‬
‫الثالُّ عشر‪ :‬أخرج الطَّ ُّ‬
‫براني عن ابن عباس‬
‫السبع شهيد(‪.)3‬‬
‫يفترسه َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ثم مات فهو شهيد‪ .‬أخرج‬ ‫َّ‬ ‫وعف وكتم‬
‫الراب عشر‪ :‬من عشق َّ‬
‫الخطيب وال َّديلمي في (مسند الفردوس) عن ابن عباس ‪ ‬أ َّن‬
‫رسول اهلل ‪ ‬قال‪> :‬من عشق فعف ففت مات شهيداِ(‪.)6(<)5‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رواه الديلمي في (مسند الفردوس)‪ ،‬رقم‪.]2007[ :‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫مسند أحمد (‪ ،)236/11‬رقم‪.]6656[ :‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫>وكتم< ساقطة من (أ)‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫>مات شهيدا< ساقطة من (أ)‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫الخامِ عشر‪> :‬من مات وهو يطل العل فهو شهيد<‪ .‬رواه‬
‫الب َّزار من حديث أبي ذر وأبي هريرة ــ ‪ ‬ــ(‪.)1‬‬
‫السادس عشر‪> :‬المقتول دون مال أو دم أو أهل <‪ .‬رواه‬
‫السنن األربعة(‪.)2‬‬
‫أصحاب ُّ‬
‫الساب عشر‪> :‬من يقرأ في كل ليلة سورة يِ<‪ .‬ذكره في‬
‫(‪)3‬‬
‫براني عن أنس ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫عن‬ ‫(اإلتقان)‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫براني من حديث أنس‬ ‫يوطي في (اإلتقان)‪> :‬وأخرج الطَّ ُّ‬ ‫الس ُّ‬ ‫ونص ما قاله ُّ‬
‫(‪ُّ )3‬‬
‫ات َشهيدا<‪ .‬اإلتقان في‬
‫مات َم َ‬
‫ثم َ‬ ‫كل ليلة َّ‬
‫‪> :‬من داوم على قراءة يس َّ‬
‫علوم القرآن (‪.)411/2‬‬
‫وفي (مجمع ال َّزوائد)‪ :‬حديث‪> :‬أنس بن مالك ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫مات مات شهيدا<‪.‬‬‫ثم َ‬‫‪> :‬من دام على قراءة يس كلَّ ليلة َّ‬
‫كذاب<‪.‬‬‫الصغير)‪ ،‬وفيه سعيد بن موسى األزدي‪ ،‬وهو َّ‬ ‫رواه الطَّ ُّ‬
‫براني في ( َّ‬
‫مجمع ال َّزوائد (‪.]11227[ ،)217/9‬‬
‫وفي (تاريخ بغداد)‪> :‬محمد بن موسى القطان‪ ،‬ويعرف بمموس من أهل‬
‫(همذان) حدثنا محمد بن عبد اهلل بن شهريار األصبهاني‪ ،‬حدثنا سليمان بن‬
‫احمد الطَّبراني‪ ،‬حدثنا محمد بن موسى القطان الهمذاني مموس ببغداد‪ ،‬حدثنا‬
‫محمد بن حفص األوصابي الحمصي‪ ،‬حدثنا سعيد بن موسى األزدي الحمصي‪،‬‬
‫حدثنا رباح بن زيد الصنعاني عن معمر عن ال ُّزهري عن أنس بن مالك ‪=،‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫الثامن عشر‪ :‬المرابط‪ ،‬وهو المراد بقولي‪( :‬واللَّذ يرابط)‪ .‬وهو‬


‫بسكون اآلخر للوزن‪.‬‬
‫براني َعن سلمان ‪ ،‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل‬ ‫أَخ َر َج الطَّ ُّ‬
‫ــ ‪ ‬ــ يقول‪> :‬رباط يوم في سبيل اهلل كايام شهر وقيام ‪،‬‬
‫ومن مات مرابط اا يجري علي عمل الذي كان يعمل ‪ ،‬وأمن الفتانين‪،‬‬
‫وبعُّ يوم القيامة شهيد اا<(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مات مات‬ ‫ثم َ‬ ‫= قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪> :‬من دام على قراءة يس كلَّ ليلة َّ‬
‫شهيدا<‪.‬‬
‫قال سليمان‪ :‬لم يروه عن ال ُّزهري إ َّال معمر‪ ،‬وال عنه إ َّال رباح‪ .‬تفرد به سعد‪.‬‬
‫الشيخ ونسبه‪ ،‬وأ َّما أهل (همذان) فذكروا أ َّن مموس‬ ‫سمى الطَّ ُّ‬
‫براني هذا َّ‬ ‫هكذا َّ‬
‫الرحمن‪ ،‬ويكنَّى أبا جعفر‪ .‬حدث عن هشام بن‬ ‫محمد بن نصر بن عبد َّ‬ ‫هو َّ‬
‫ومحمد بن رميح‬ ‫َّ‬ ‫ومحمد بن مصفى‬ ‫َّ‬ ‫عمار ودحيم والمسيب بن واضح‬
‫المصري وغيرهم‪ ،‬وهو عندهم صدوق‪ .‬وليس يبعد أن يكونا اثنين لقب كل‬
‫واحد منهما مموس‪ .‬فاهلل أعلم<‪ .‬تاريخ بغداد (‪ 244/3‬ـ ‪.]1330[ ،)245‬‬
‫ات َج َرى‬‫(‪ )1‬قوله ‪> :‬رِبَاط يَوم َولَيلَة َخي ٌر ِمن ِص َيام ِ َشهر َوقِ َيا ِمه ِ َوإِن َم َ‬
‫َعلَيه ِ َع َمله ال َّ ِذي َكا َن يَع َمله َوأجر َِى َعلَيه ِ رِزقه َوأَ ِم َن ال َف َّتا َن<‪.‬‬
‫رمذي (‪ )17/3‬والحاكم‬ ‫سائي (‪ ،)62/2‬والتِّ ُّ‬ ‫رواه مسلم (‪ ،)51/6‬والنَّ ُّ‬
‫(‪ ،)70/2‬وأحمد (‪ 440/5‬ـ ‪ )441‬من حديث سلمان الفارسي ‪.‬‬
‫وأخرجه الطَّبران ُّي وزاد‪> :‬وبعث يوم القيامة شهيدا<‪( .‬المعجم الكبير)‬
‫(‪ ،)269/6‬رقم [‪ .]6192‬وأخرجه أيضا الطَّبران ُّي في (األوسط) (‪،)293/3‬‬
‫=‬ ‫رقم [‪.]3123‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وأخرج ابن ماجه عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬


‫ووقي فتن َة ال َق ْبر<(‪.)1‬‬
‫َ‬ ‫ات َشهي ادا‬‫ات َمريُ اا َم َ‬
‫ــ ‪ ‬ــ‪َ > :‬م ْن َم َ‬
‫القرطبي‪ :‬المراد بالمريض من قتله(‪ )2‬بطنه تقييدا بالحديث(‪.)3‬‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬
‫الراوي‪ ،‬وإنَّما هو‪> :‬من مات‬ ‫وأكثر الحفَّاظ قالوا‪ :‬الحديث غلط فيه َّ‬
‫مرابطا< ال مريضا(‪.)4‬‬
‫التاس عشر‪ :‬من صرع عن دابَّته‪ .‬أخرج أبو يعلى(‪ )5‬عن عقبة‬
‫بن عامر قال(‪ :)6‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪> :‬من صرع عن‬
‫دابت في سبيل اهلل فمات فهو شهيد<(‪ ،)9‬وفي رواية عدم ال َّتقييد‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قال الهيثم ُّي في (مجمع ال َّزوائد)‪ :)220/5( ،‬فيه من لم أعرفهم‪ .‬وسكت‬ ‫=‬
‫المنذري في (ال َّترغيب وال َّترهيب) (‪ .]1729[ ،)154/2‬وانظر‪ :‬ال ُّدر‬
‫ُّ‬ ‫عليه‬
‫المنثور (‪.)412/2‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫في (ب) >قبل<‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تذكرة القرطبي (ص‪.)192 :‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫سبق بيانه‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫مسند أبي يعلى‪ .]1952[ ،)220/3( ،‬قال حسين سليم أسد‪ :‬إسناده‬ ‫(‪)5‬‬
‫حسن‪ .‬وانظر‪ :‬مسند الروياني (‪ ،]152[ ،)144/1‬المطالب العالية بزوائد‬
‫مفصال‪.‬‬
‫المسانيد الثَّمانية (‪ .]1216[ ،)204/2‬وقد سبق تخريجه َّ‬
‫في (أ) >يقول<‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫سبق تخريجه‪.‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫بقوله‪> :‬في سبيل اهلل<(‪.)1‬‬


‫[العشرون‪ :‬من مات على وضوء; لحديث أنس ‪ ‬عنه‬
‫والسالم ــ قال‪> :‬من أتاه ملن الموت وهو على‬
‫الصالة َّ‬‫ــ عليه َّ‬
‫الصدور)(‪.)2‬‬
‫وضوء أعطي الشهادة<‪ ،‬ذكره الجالل في (شرح ُّ‬
‫(‪)3‬‬
‫نصه‪> :‬من بات على ْهارة ث مات‬
‫وذكر في (جامعه) ما ُّ‬
‫السنِّي عن أنس ‪.)4( ‬‬
‫من ليلت مات شهيد اا<‪ .‬ابن ُّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫>من صرع عن دابته فهو شهيد< أخرجه ال َّطبران ُّي عن عقبة بن عامر‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ ،323/19‬رقم ‪ )722‬قال الهيثمي (‪ :)301/5‬رجاله ثقات‪ .‬قال الحافظ في‬
‫(الفتح) (‪ :)17/6‬إسناده حسن‪ .‬وأخرجه أيضا‪ :‬أبو يعلى (‪ ،)220/3‬رقم‬
‫[‪ .]1952‬قال الهيثم ُّي في (مجمع ال َّزوائد) (‪ :)273/5‬فيه من لم أعرفه‪.‬‬
‫ـ وقد سبق تخريج الحديث ـ‪.‬‬
‫بي‬ ‫الصدور) >وأخرج الطَّ ُّ‬
‫براني عن أنس ‪ ‬أ َّن النَّ َّ‬ ‫يوطي في (شرح ُّ‬
‫الس ُّ‬
‫قال ُّ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الشهادة<‪ .‬شرح‬ ‫‪ ‬قال‪> :‬من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطي َّ‬
‫الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص‪ ،)47 :‬وانظر‪ :‬مرقاة المفاتيح شرح‬ ‫ُّ‬
‫مشكاة المصابيح (‪ ،)370/5‬حاشية إعانة الطَّالبين‪ ،‬للبكري (‪.)164/2‬‬
‫الصغير في أحاديث البشير النَّذير (‪ ،]7545[ ،)73/4‬الفتح الكبير‬ ‫الجامع َّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪.]11554[ ،)164/3‬‬
‫الحديث موضوع‪ ،‬رواه ابن السني في (عمل اليوم واللَّيلة)‪( ،‬ص‪ )665 :‬رقم‬ ‫(‪)4‬‬
‫[‪ .]993‬بتحقيق‪ :‬كوثر البرني‪ .‬عن سليمان بن سلمة الخبائري‪( .‬األصل‪:‬‬
‫الجنائزي‪ ،‬وهو تصحيف)‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وقد أشرت لأل َّول بقولي‪ :‬كذاك ميت على طهر‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫الغزالي أ َّن من نام على ِذكر وطهارة فإنَّه يعرج بروحه‬
‫ُّ‬ ‫هذا وذكر‬
‫إلى العرش‪ ،‬ويكون مصلِّيا إلى أن يستيقظ‪ ،‬فإن مات على تلك](‪.)1‬‬
‫المقربين‪ ،‬فيبعث على ما مات](‪.)2‬‬‫[الحالة مات وهو من َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬ما بين المقفيين ساقط من (أ)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما بين المقفيين هنا ساقط من (أ) و(ب)‪> .‬قيل‪> :‬إ َّن للعبد إذا نام على‬
‫طهارة‪ ،‬وذكر اهلل تعالى يكتب مصلِّيا حتى يستيقظ‪ ،‬ويدخل في شعاره ملك‪،‬‬
‫تحرك في نومه فذكر اهلل تعالى دعا له الملك واستغفر له اهلل<‪ .‬حديث‪.‬‬ ‫فإن َّ‬
‫قيل‪ :‬إنَّه إذا نام على طهارة ذاكرا هلل تعالى يكتب مصلِّيا‪ ،‬ويدخل في شعاره‬
‫ملك‪.‬‬‫ٌ‬
‫حبان من حديث ابن عمر ـ ‪ ‬ـ‪> :‬من بات طاهرا‬ ‫الحديث أخرجه ابن َّ‬
‫اللهم اغفر لعبدك فالن فإنَّه‬
‫َّ‬ ‫بات في شعاره ملك‪ ،‬فلم يستيقظ َّإال قال الملك‪:‬‬
‫بات طاهرا<‪.‬‬
‫وفي الخبر‪> :‬إذا نام على طهارة رفع روحه إلى العرش<‪ .‬حديث‪> :‬إذا نام‬
‫على الطَّهارة رفع روحه إلى العرش<‪.‬‬
‫والبيهقي في‬
‫ُّ‬ ‫أخرجه ابن المبارك في (ال ُّزهد) موقوفا على أبي ال َّدرداء‪،‬‬
‫الشعب) موقوفا على عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪..‬‬ ‫( ُّ‬
‫انظر‪ :‬إحياء علوم ال ِّدين‪ ،‬مع تخريج العراقي (‪ .)343/1‬وانظر‪ :‬فيض القدير‬
‫السادة الم َّتقين (‪ ،)462/5‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫(‪ ،]7462[ )90/6‬إتحاف َّ‬
‫بيروت [‪1402‬هـ]‪.‬‬
‫والحاصل أ َّن حديث‪> :‬من بات طاهرا بات في شعاره ملك وال يستيقظ=‬
‫‪104‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫‪ -0‬لمائـــد البحـــر أجـــر للشـــهيد كمـــن‬


‫ــب َر ْت والتـــاجر الاـــدق‬
‫ــرة َصـ َ‬
‫فـــي َ ْيـ َ‬
‫وم ْن يقول دعا َي النون فـي َم َـر‬
‫‪َ -69‬‬
‫بعــد (مــي )(‪ )1‬و َ فــر اا م ْن ياــ لقــي‬
‫(الص ِدق) ــ بكسر‬
‫( َغي َرة) ــ بالغين المعجمة المفتوحة ــ‪ ،‬و َّ‬
‫(و َغفر)‬
‫الصادق‪ .‬وقولي‪ :‬بع ِّد ميم; أي‪ :‬أربعين َّمرة‪َ .‬‬
‫ال َّدال ــ; أي‪َّ :‬‬
‫ــ بفتح الغين ــ بمعنى غفران‪.‬‬

‫[ احلادي والعشرون ]‬
‫الشهيد‪.‬‬
‫البحرِ له أجر َّ‬
‫والحاصل أ َّن المائ َد في َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اللهم اغفر لعبدك فالن فإنَّه بات‬
‫َّ‬ ‫= يستغفر ساعة من اللَّيل َّإال قال الملك‪:‬‬
‫طاهرا< ـ اآلنف الذِّكر ـ أخرجه الب َّزار كما في (مجمع ال َّزوائد) (‪.)226/1‬‬
‫حبان‬ ‫قال الهيثم ُّي‪ :‬فيه ميمون بن زيد‪ ،‬قال َّ‬
‫الذهب ُّي‪ :‬لينه أبو حاتم‪ .‬وابن َّ‬
‫(‪ ،)327/3‬رقم [‪.]1051‬‬
‫وأخرجه أيضا‪ :‬ابن عدي (‪ ،)319/2‬ترجمة [‪( ]442‬الحسن بن ذكوان)‪.‬‬
‫قال الحافظ‪ :‬وأخرج الطَّبراني في (األوسط) من حديث ابن عباس ـ ‪ ‬ـ‬
‫نحوه بسند جيِّد‪ .‬فتح الباري (‪.)102/11‬‬
‫مرة على حساب الجمل‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أي‪ :‬أربعين َّ‬
‫‪105‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫روى أبو داود عن ِّأم حرام عن النَّبي ــ ‪ ‬ــ قال‪> :‬ال َْمائد‬
‫في ال َْب ْحر الذي يايب ال َقيء لَ أ َ ْجر َشهيد<‪ .‬انتهى(‪ .)1‬و اهره ولو‬
‫حصل له ذلك َّمرة واحدة‪.‬‬
‫[ الثَّاني والعشرون ]‬

‫الصابرة على ال َغ َيرة‪ .‬أخرج الب َّزار والطَّ ُّ‬


‫براني بسند‬ ‫وكذا المرأة َّ‬
‫بي ــ ‪ ‬ــ قال‪> :‬من اهلل َ‬ ‫َح َسن عن اب ِن مسعود ‪ ‬أ َّن النَّ َّ‬
‫والجهاد على الرجال فَ َم ْن َص َبرت منهن كان‬
‫َ‬ ‫َك َت َ ال َغ ْي َرة على النساء‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مقيد بما إذا صبرت دائما أو فلو‬ ‫لها أجر شهيد< ‪ .‬انتهى‪ .‬وهل هذا َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬سبق تخريجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطبران ُّي عن عبد اهلل بن مسعود ‪ ،)79/10( ‬رقم [‪.]10040‬‬
‫وأخرجه أيضا‪ :‬الب َّزار (‪ ،)307/4‬رقم [‪ ،]1420‬وقال‪ :‬هذا الحديث ال‬
‫نعلمه يروى عن رسول اهلل ‪َّ ‬إال من هذا الوجه بهذا اإلسناد‪.‬‬
‫قال الهيثم ُّي (‪ :]3202[ )577/4‬فيه عبيد بن الصباح ض َّعفه أبو حاتم‪،‬‬
‫ووثَّقه الب َّزار‪ ،‬وبقيَّة رجاله ثقات‪.‬‬
‫قال الحافظ في (الفتح) (‪ :)325/2‬أخرجه الب َّزار وأشار إلى ص َّحته‪ ،‬ورجاله‬
‫ثقات لكن اختلف في عبيد بن الصباح منهم‪.‬‬
‫وأخرجه القضاعي (‪ ،)162/2‬رقم [‪ ،]1119‬وابن عدي (‪ ،)70/6‬ترجمة‬
‫[‪ ]1615‬كامل بن العالء أبو العالء التميمي الكوفي)‪ ،‬وقال‪ :‬في بعض‬
‫رواياته أشياء أنكرتها‪ ،‬ومع هذا أرجو أن ال بأس به‪ .‬وانظر‪ :‬لسان الميزان=‬

‫‪106‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫َص َب َرت َّمرة ِم َن ال َّزمان؟‬

‫[ الثَّالث والعشرون ]‬
‫الصدوق‪ .‬أخرج الحاكم عن ابن عمر ــ ‪ ‬ــ‬
‫وهكذا ال َّتاجر َّ‬
‫قال‪ :‬قال رسول اهلل ــ ‪ ‬ــ‪:‬‬
‫يوم الق َي َامة<(‪.)1‬‬ ‫>التاجر الادوق األَمين َم َ ُّ‬
‫الش َه َداء َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= (‪ ،)112/4‬ميزان االعتدال (‪ ،)20/3‬المقاصد الحسنة (‪ ،)127/1‬كشف‬
‫الخفاء (‪ ،)236/1‬العلل‪ ،‬لل َّدارقطني (‪ ،)160/5‬أسنى المطالب (ص‪،)97 :‬‬
‫الفتح الكبير (‪ ،)316/1‬وفي (ذخيرة الح َّفاظ)‪ ،‬للمقدسي‪> :‬رواه كامل بن‬
‫العالء‪ :‬عن الحكم‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن علقمة‪ ،‬عن عبدا هلل‪ .‬وكامل له مناكير‪،‬‬
‫ولم يتكلم فيه‪ ،‬وأرجو أنه البأس به<‪ .‬ذخيرة الحفَّاظ (‪ ،)579/1‬وفي (معرفة‬
‫التذكرة في األحاديث الموضوعة) (ص‪> :)109 :‬فيه كامل بن العالء ذكره‬
‫ابن عدي وابن حبان في الضعفاء<‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الحاكم عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ (‪ ،)9/2‬رقم [‪ ،]2143‬عن كلثوم بن‬
‫جوشن القشيري‪ ،‬عن أيوب‪ ،‬عن نافع‪ ،‬عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ قال‪ :‬قال‬
‫الشهداء يوم‬‫الصدوق األمين المسلم مع ُّ‬ ‫رسول اهلل ‪> :‬ال َّتاجر َّ‬
‫القيامة<‪[ .‬قال]‪ :‬كلثوم هذا بصري قليل الحديث ولم يخرجاه‪ .‬وله شاهد في‬
‫هبي في (ال َّتلخيص)‪ :‬كلثوم بن جوشن ض َّعفه أبو‬ ‫مراسيل الحسن‪ .‬تعليق َّ‬
‫الذ ِّ‬
‫حاتم‪.‬‬
‫ورواه ابن ماجه أيضا (‪ ]2132[ ،)924/2‬عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ ولفظه‪=:‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وأخرج مثله عن أبي سعيد(‪.)1‬‬


‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الش َه َد ِاء يَو َم‬
‫الصدوق المسلِم َم َع ُّ‬ ‫اجر األ َ ِمين َّ‬ ‫= قال رسول اهلل ‪> :‬ال َّت ِ‬
‫ال ِق َي َامة ِ<‪.‬‬
‫والصديقيَّة‬ ‫>قال الحكيم‪ :‬إنما لحق بدرجتهم; ألنَّه احتظى بقلبه من النُّ َّبوة ِّ‬
‫ديقية استواء سريرة القلب بعال َّنية‬ ‫والص َّ‬ ‫ِّ‬ ‫والشهادة‪ ،‬فالنُّ َّبوة انكشاف الغطاء‬ ‫َّ‬
‫والشهادة احتساب المرء بنفسه على اهلل ‪ ،‬فيكون عنده في حد‬ ‫األركان َّ‬
‫األمانة في جميع ما وضع عنده‪.‬‬
‫الصدوق< حكم مر َّتب‬ ‫اجر َّ‬‫ين<‪ ،‬بعد قوله‪> :‬ال َّت ِ‬ ‫يبي‪ :‬قوله‪َ > :‬م َع النَّبِيِّ َ‬ ‫وقال الطِّ ُّ‬
‫على الوصف المناسب من قوله ‪{ :‬ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ} [النِّساء‪.]62 :‬‬
‫جدير بما قبله التِّصافه بإطاعة اهلل ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫وذلك أ َّن اسم اإلشارة يشعر بأ َّن ما بعده‬
‫الصدق)‬ ‫الصدوق) بناء مبالغة من ( ِّ‬ ‫وإنما ناسب الوصف الحكم; أل َّن ( ِّ‬
‫الصدق; أل َّن األمناء ليسوا غير‬ ‫كالصديق‪ ،‬وإنَّما يستحقه ال َّتاجر إذا أكثر تعاطيه ِّ‬ ‫َّ‬
‫أمناء اهلل ‪ ‬على عباده‪ ،‬فال غرو لمن ا َّتصف بهذين الوصفين أن ينخرط في‬
‫زمرتهم‪{ ،‬ﯝ ﯞ ﯟ}<‪ .‬فيض القدير (‪ 366/3‬ـ ‪ ،)369‬وانظر‪ :‬الفتح‬
‫الكبير (‪ ،)39/2‬الفردوس بمأثور الخطاب (‪ ،)92/2‬مشكاة المصابيح‬
‫(‪.]2926[ ،)131/2‬‬
‫(‪ )1‬أخرج الحاكم أيضا (‪ ،)9/2‬رقم [‪ ]2143‬عن الحسن عن أبي سعيد الخدري‬
‫ين‬‫الصدوق األ َ ِمين َم َع النَّبِيِّ َ‬ ‫اجر َّ‬ ‫‪ ‬عن النَّبي ‪ ‬قال‪> :‬ال َّت ِ‬
‫الش َه َد ِاء<‪ .‬وأخرجه (عبد بن حميد‪ ،‬وال َّدارم ُّي‪ ،‬وابن جرير‪،‬‬ ‫ين َو ُّ‬ ‫الص ِّدي ِق َ‬
‫َو ِّ‬
‫=‬ ‫والتِّرمذي‪ ،‬وال َّدارقطني‪ ،‬عن أبى سعيد ‪.)‬‬
‫‪107‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫(‪)1‬‬
‫[ الرَّابع والعشرون ]‬
‫َمن قَ َال دعاء ذي النُّون في َم َر ِضه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫أخرج الحاكم في (مستدركه) عن سعد(‪ )2‬بن أبي وقاص‬
‫قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ــ ‪ ‬ــ يقول‪> :‬هل أدلُّف على اس اهلل‬
‫رجل‪ :‬يا رسول اهلل‪ :‬هل كان ليونس‬ ‫األعظ ؟ دعاء يونِ<‪ ،‬فقال ٌ‬
‫خاصة؟ قال‪> :‬أل تسم قول تعالى‪{ :‬ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫َّ‬
‫ﮭ ﮮ} [األنبياء‪ُّ ،]77 :‬‬
‫فأيما مسل دعا بها في َم َرض‬
‫أجر شهيد‪ ،‬ومن برأ َ برأ‬
‫ين مرة فمات في مرض َلن مل أعطي َ‬ ‫أربع َ‬
‫مغفور اا ل <(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= أخرجه عبد بن حميد (ص‪ ،)222 :‬رقم [‪ ،]266‬وال َّدارمي (‪ ،)322/2‬رقم‬
‫يث َح َس ٌن َال‬‫ي (‪ ،)515/3‬رقم [‪ ،]1202‬وقال‪َ :‬ح ِد ٌ‬ ‫[‪ ،]2532‬والتِّرمذ ُّ‬
‫ي َعن أَبِى َحم َز َة‪َ .‬وأَبو َحم َز َة اسمه‬ ‫نَعرِفه ِإ َّال ِمن َه َذا ال َوجه ِ ِمن َح ِد ِ‬
‫يث الثَّو ِر ِّ‬
‫َعبد اللَّه ِ بن َجاب ِر َوه َو َشي ٌخ بَصرِي‪ .‬وال َّدارقطني (‪ .)9/3‬وقال الحاكم‪ :‬من‬
‫مراسيل الحسن اهـ‪ .‬لكن له شواهد عند ال َّدارقطني ـ ‪ ‬ـ وغيره<‪ .‬فيض‬
‫القدير (‪ 366/3‬ـ ‪ ،)369‬وانظر‪ :‬الفتح الكبير (‪ ،)39/2‬الفردوس بمأثور‬
‫الخطاب (‪ ،)92/2‬مشكاة المصابيح (‪.]2926[ ،)131/2‬‬
‫(‪ )1‬في (أ) >الثَّالث والعشرون<‪ ،‬وفيه سقط من النَّاسخ ـ كما سبق ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬في (أ) >سعيد< ولعلَّه سبق قلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬سبق تخريجه ص ‪ 66‬شرح البيت ‪ 13‬من المنظومة السابقة‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫يدل‬‫قلت‪ :‬إنَّما يحصل ذلك بقراءة اآلية كلِّها أربعين َّمرة كما ُّ‬
‫السعادة)(‪ )1‬فإنَّه قال‪ :‬عن سعد بن مالك أ َّن‬‫عليه ما ذكره في (عنوان َّ‬
‫رسول اهلل ــ ‪ ‬ــ قال في قوله‪{ :‬ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ} اآلية [األنبياء‪ > .]79 :‬وأيما مسل دعا بها‬
‫في مرض أربعين مرة فمات في مرض َلن أعطي أجر شهيد‪ ،‬ومن‬
‫برأ َ برأ وقد فرت ل جمي َنوب <‪.‬‬
‫أخرجه الحاكم في (المستدرك)‪ ،‬وكالم غيره يفيد أ َّن هذا يحصل‬
‫ين) فقط‪.‬‬ ‫بقراءة‪( :‬ال ِإل َ َه ِإ َّال أَن َت سب َحانَ َك ِإنِّي كنت ِم َن ال َّظالِ ِم َ‬
‫وم ْن يَزم وتـر اا مـ صـَة ضـحى‬ ‫‪َ -66‬‬
‫ــام فـــي الشـــهر أيامـــ اا فـــذو َرفَـــق‬
‫وصـ َ‬
‫‪َ -62‬كم ْمســن ســن َة الهــادي مَا فَ َسـ َدت‬
‫أتباعــــ جــــاء َا فــــي أ َ ْي َســــر الطُّــــرق‬
‫‪ -63‬وميــ يــوم ســول أن يبــارا فــي‬
‫مـــوت ومـــا بعـــده أيُـــ اا مـــن النســـقِ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الشهادة)‪ ،‬ألبي العباس‪ ،‬أحمد بن‬
‫السعادة‪ ،‬ودليل الموت على َّ‬
‫(‪ )1‬يعني (عنوان َّ‬
‫يحيى بن أبي حجلة التلمساني‪ ،‬المتوفى سنة [‪ .]996‬انظر‪ :‬كشف ال ُّظنون‬
‫(‪ ،)1195/2‬هدية العارفين (‪.)224/1‬‬
‫‪110‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫القول (ك )(‪ )1‬أيُـ اا ومحتسـب اا‬


‫‪ -64‬من كرر َ‬
‫مَ منــــ والمــــداري مــــا بقــــي ففــــق‬
‫مائـة‬
‫‪ -66‬ومن يالي على خيـر الـورى ا‬
‫أو صــــادق اا فــــي ســــةال للشــــهادة ق‬
‫‪ -61‬ومن لمار مـن ايسـَم َو جلـ‬
‫لقوتنــــا فــــاحفا العلــــ الــــذي يفــــق‬
‫[الخامِ والعشرون]‬
‫روى الطَّبراني في (الكبير) بسند حسن عن عائشة(‪ )2‬ـ ‪ ‬ـ‪:‬‬
‫الُحى‪ ،‬وصام ثَثة أيام من الشهر‪ ،‬ول يترا الوتر في‬‫>من صلى ُّ‬
‫حُر ول سفر كت َ ل أجر شهيد<(‪.)3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مرة; أل َّن الكاف في حساب الجمل عشرون‪ ،‬والهاء‬ ‫(‪ )1‬أي‪ :‬خمسا وعشرين َّ‬
‫خمس‪.‬‬
‫(‪ )2‬الحديث ورد في الطَّبراني عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ كما سيأتي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الطَّبران ُّي عن ابن عمر ـ ‪ ‬ـ كما في (مجمع ال َّزوائد) (‪)241/2‬‬
‫وغيره‪ ،‬قال الهيثم ُّي‪ :‬فيه أيوب بن نهيك ض َّعفه أبو حاتم وغيره‪ ،‬ووثَّقه ابن‬
‫حبان‪ ،‬وقال‪ :‬يخطئ‪ .‬كذا قال‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الضعيفة)‪=:‬‬ ‫وقال الحافظ في (المغني)‪ :‬تركوه‪ .‬وفي (سلسلة األحاديث َّ‬
‫‪111‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ السَّادس والعشرون ]‬
‫وأخرج الطَّبراني في (األوسط) عن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫>قلت‪ :‬ولم أره في (المعجم الكبير) المطبوع من مسند ابن عمر ـ ‪ ‬ـ;‬ ‫=‬
‫يدل عليه عزو الح َّفاظ إليه‪،‬‬‫قسم ال بأس به من أحاديثه ـ كما ُّ‬ ‫فإنَّه ينقص منه ٌ‬
‫كهذا الحديث ـ‪ ،‬وقد رواه أبو نعيم في (الحلية) (‪ )332/4‬من طريق يحيى‬
‫الشعبي يقول‪:‬‬ ‫بن عبد اهلل البابلتي قال‪ :‬ثنا أيوب بن نهيك قال‪ :‬سمعت َّ‬
‫بي ‪ ‬يقول‪ ..:‬فذكره‪.‬‬ ‫سمعت ابن عمر ـ ‪ ‬ـ يقول‪ :‬سمعت النَّ َّ‬
‫تفرد به أيوب‪.‬‬
‫وقال‪ :‬غريب من حديث الشعبي‪َّ ،‬‬
‫قلت‪ :‬والبابلتي ضعيف‪ ،‬ولكنَّه أحسن حاال من أيوب‪ ،‬وقد أشار إلى هذا‬
‫الحافظ بقوله في حديث آخر له عن أيوب‪> :‬ومن مناكيره‪ ...‬ويحيى ضعيف‪،‬‬
‫لكنَّه ال يحتمل هذا<‪ .‬وهو الحديث المتقدم برقم [‪ ،]5079‬ولهما عقبه‬
‫الضعيفة (‪.]6922[ )502/14‬‬ ‫حديث آخر<‪ .‬سلسلة األحاديث َّ‬
‫وفي (حلية األولياء‪ ،‬ألبي نعيم)‪ :‬حدثنا يحيى بن عبد اهلل البابلتي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الشعبي‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت ابن عمر‬ ‫حدثنا أيوب بن نهيك‪ ،‬قال‪ :‬سمعت َّ‬
‫الضحى‪ ،‬وصام‬ ‫بي ‪ ‬يقول‪> :‬من صلَّى ُّ‬ ‫ـ ‪ ‬ـ‪ ،‬يقول‪ :‬سمعت النَّ َّ‬
‫الشهر‪ ،‬ولم يترك الوتر في َح َضر وال َس َفر‪ ،‬كتب له أجر شهيد‪.‬‬ ‫ثالثة أيام من َّ‬
‫تفرد به أيوب‪ .‬حلية األولياء (‪ ،)332/4‬ط‪4 :‬‬ ‫غريب من حديث الشعبي‪َّ ،‬‬
‫الفقهية الكبرى) (‪:،)24/4‬‬ ‫َّ‬ ‫[‪ .]1405‬وقال ابن حجر الهيتمي في (الفتاوى‬
‫براني بسند حسن عن ابن عمر‬ ‫رواه أبو ن َعيم‪ .‬وفي (الحاوي)‪ :‬أخرج الطَّ ُّ‬
‫للسيوطي (‪.)45/1‬‬ ‫ـ ‪ ‬ـ‪ ..‬وذكر الحديث‪ .‬الحاوي للفتاوي‪ُّ ،‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫ــ‪> :‬المتمسن بسنتي عند فساد أمتي ل أجر‬ ‫‪‬‬ ‫رسول اهلل ــ‬
‫شهيد<(‪.)1‬‬
‫[ السَّابع والعشرون ]‬
‫اللهم بارك لي في‬
‫َّ‬ ‫وكذا من قال في يوم خمسا وعشرين َّمرة‪:‬‬
‫ثم مات على فراشه أعطاه اهلل أجر‬ ‫الموت‪ ،‬وفيما بعد الموت‪َّ ،‬‬
‫شهيد‪ .‬رواه الطَّبراني في (األوسط) عن عائشة ـ ‪ ‬ـ(‪.)2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬أخرجه الطَّبران ُّي في (األوسط) (‪ ،)315/5‬رقم [‪ ،]5414‬قال الهيثم ُّي‬
‫(‪ :)192/1‬فيه محمد بن صالح العدوي‪ ،‬ولم أر من ترجمه‪ ،‬وبقية رجاله‬
‫ثقات‪ .‬وأبو نعيم في (الحلية) (‪.)200/7‬‬
‫ونص ما جاء في (المعجم األوسط)‪> :‬عن عائشة ـ ‪ ‬ـ قالت‪ :‬قلت‪ :‬يا‬ ‫(‪ُّ )2‬‬
‫الشهيد َّإال من قتل في سبيل اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬يا عائشة‪ ،‬إ َّن شهداء‬
‫رسول اهلل ليس َّ‬
‫هم بارك في الموت‬ ‫مرة‪ :‬اللَّ َّ‬
‫لقليل‪ ،‬من قال في يوم خمسة وعشرين َّ‬
‫ٌ‬ ‫َّأمتي إذا‬
‫ثم مات على فراشه أعطاه اهلل أجر شهيد<‪ .‬المعجم‬ ‫وفيما بعد الموت‪َّ ،‬‬
‫األوسط (‪ .]9696[ )343/9‬قال في (مجمع ال َّزوائد)‪> :‬رواه الطَّ ُّ‬
‫براني في‬
‫(األوسط)‪ ،‬وفيه من لم أعرفهم<‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪.]6559[ ،)362/5‬‬
‫وانظر‪ :‬موطأ اإلمام مالك (‪( ،)71/2‬باب ما يكون من الموت شهادة)‪ ،‬رقم‬
‫[‪ ،]301‬شرح سنن ابن ماجه‪ ،‬للسيوطي وآخرون‪ ،‬قديمي كتب خانة‪،‬‬
‫كراتشي (ص‪ ،)201 :‬مرقاة المفاتيح (‪ ،)290/5‬حاشية رد المحتار‬
‫(‪.)294/2‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وقولي‪> :‬كه<; أي‪ :‬خمسا وعشرين َّمرة(‪.)1‬‬


‫[ الثَّامن والعشرون ]‬
‫كالشهيد المتخبِّط في دمه‪ ،‬وإذا مات لم‬
‫والمؤذِّن المحتسب َّ‬
‫يد َّود في قبره‪ .‬رواه الطَّبراني عن ابن عمر ــ ‪ ‬ــ(‪.)2‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬يعني بحساب الجمل ـ كما سبق ـ‪.‬‬
‫ونص الحديث في (المعجم الكبير)‪ ،‬للطَّبراني >ح َّدثنا أحمد بن الجعد‬ ‫(‪ُّ )2‬‬
‫محمد بن الفضل‪ ،‬عن سالم األفطس‪ ،‬عن‬ ‫محمد بن بكار‪ ،‬ثنا َّ‬ ‫الوشاء‪ ،‬ثنا َّ‬
‫مجاهد َع ِن اب ِن ع َم َر‪ ،‬قَ َال‪ :‬قَ َال َرسول اللَّه ِ ـ ‪ ‬ـ‪> :‬الم َؤذِّن المح َت ِسب‬
‫الش ِهي ِد يَ َت َش َّخط ِفي َد ِمه ِ َح َّتى يَفر َغ ِمن أ َ َذانِه ِ‪َ ،‬ويَش َهد لَه كلُّ َرطب َويَاب ِس‪،‬‬
‫َك َّ‬
‫ات لَم ي َد َّود ِفي قَبرِهِ<<‪.‬‬ ‫َو ِإ َذا َم َ‬
‫الشيخ‪ .‬قال‬ ‫المعجم الكبير (‪ ،)422/12‬رقم [‪ .]13577‬وأخرجه أبو َّ‬
‫الهيثم ُّي في (مجمع ال َّزوائد) (‪> :]1211[ ،)11/2‬فيه إبراهيم بن رستم‪ ،‬وهو‬
‫مختلف في االحتجاج به‪ ،‬وفيه من لم تعرف ترجمته‪.‬‬
‫ي فى (العلل المتناهية) (‪ ،)372/1‬رقم [‪.]654‬‬ ‫وأخرجه أيضا‪ :‬ابن الجوز ِّ‬
‫وقال المناوي في (فيض القدير)‪> :‬وأقول‪ :‬فيه أيضا سالم األفطس‪ ،‬قال ابن‬
‫ويتفرد بالمعضالت<‪ .‬فيض القدير (‪،)250/6‬‬ ‫َّ‬ ‫حبان‪ :‬يقلب األخبار‬ ‫َّ‬
‫[‪ ،]2134‬وانظر‪ :‬علل ال َّدارقطني‪.]3114[ ،)212/13( ،‬‬
‫الشهِي ِد‬
‫قوله‪> :‬الم َؤذِّن المح َت ِسب< أي‪ :‬ال َّذي أراد بأذانه وجه اهلل ‪َ > ،‬ك َّ‬
‫يَ َت َش َّخط ِفي َد ِمه ِ<‪ ،‬أي‪ :‬له أجر مثل أجره‪ ،‬وال يلزم ال َّتساوي في المقدار‪،‬‬
‫القرطبي [في ال َّتذكرة ص‪ :]175 :‬إنَّه=‬ ‫ُّ‬ ‫ات لَم ي َد َّود فِي قَبرِهِ<‪ ،‬قال‬ ‫> َو ِإ َذا َم َ‬
‫‪114‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ التَّاسع والعشرون ]‬
‫ــ‬ ‫‪‬‬ ‫أ َّن رسول اهلل ــ‬ ‫‪‬‬ ‫يلمي عن جابر‬
‫وأخرج ال َّد ُّ‬
‫مات شهيد اا<(‪.)1‬‬
‫عاش مداري اا َ‬
‫َ‬ ‫قال‪َ > :‬م ْن‬

‫[ الثَّالثون ]‬
‫براني عن أنس ‪ ‬قال‪> :‬من صلى علي واحدة‬ ‫وأخرج الطَّ ُّ‬
‫صلى اهلل علي بها عشر اا‪ ،‬ومن صلى علي عشر اا صلى اهلل علي بها‬
‫مائة‪ ،‬ومن صلى علي مائة كت اهلل ل بين عيني براءة من النفاق‪،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كالشهيد<‪ .‬ال َّتيسير بشرح الجامع الصغير‪ ،‬للمناوي‬ ‫َّ‬ ‫= ال تأكله األرض‬
‫(‪ ،)793/2‬وينظر‪ :‬شرح سنن ابن ماجه‪ ،‬لمغلطاي (‪ ،)1167/1‬طرح‬
‫الصدور بشرح‬
‫ال َّتثريب (‪ 330/4‬ـ ‪ ،)331‬مرقاة المفاتيح (‪ ،)121/3‬شرح ُّ‬
‫حال الموتى والقبور (ص‪ ،)302 :‬ال َّترغيب وال َّترهيب (‪ 112/1‬ـ ‪،)113‬‬
‫[‪.]371‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ال َّديلمي عن جابر ‪ .‬انظر‪ :‬كنـز العمال (‪،]9193[ ،)930/3‬‬
‫وأخرجه ابن عدي وابن عساكر بلفظ‪> :‬من عاش مداريا مات شهيدا‪ ،‬قوا‬
‫بأموالكم أعراضكم وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه<‪.‬‬
‫وفي (حلية األولياء)‪> :‬ثنا عبد اهلل بن محمد‪ ،‬ثنا علي بن محمد بن عمر‪ ،‬عن‬
‫الرحمن‪ ،‬ثنا ابن ثوبان‪ ،‬عن أبيه عن‬‫عبد اهلل بن خبيق‪ ،‬عن عثمان بن عبد َّ‬
‫مكحول قال‪( :‬من مات مداريا مات شهيدا)<‪ .‬حلية األولياء (‪ 173/5‬ـ ‪.)174‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫الشهداء<(‪.)1‬‬
‫وبراءة من النار‪ ،‬وأسفن يوم القيامة م ُّ‬
‫[ احلادي والثالثون ]‬
‫وروى مسلم عن أنس ‪> :‬من سأل الشهادة صادق اا أعطيها‬
‫ولو ل يابها<(‪.)2‬‬
‫ورواه الحاكم بلفظ‪َ > :‬م ْن َسأ َ َل ال َق َت َل في سبيل اهلل َصادق اا ث‬
‫أجر َشهيد<(‪.)3‬‬
‫ات أ َ ْعطَاه اهلل َ‬
‫َم َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الصغير) و(األوسط)‪ .‬المعجم ال َّصغير (‪،)126/2‬‬ ‫الطبراني في ( َّ‬
‫ُّ‬ ‫(‪ )1‬رواه‬
‫[‪ .]722‬المعجم األوسط (‪ ،)179/9‬رقم [‪ ،]9235‬بتحقيق‪ :‬طارق بن‬
‫عوض اهلل‪ ،‬عبد المحسن بن إبراهيم‪.‬‬
‫الهيثمي في (مجمع ال َّزوائد)‪ :‬وفيه إبراهيم بن سالم بن شبل الهجيمي ولم‬ ‫ُّ‬ ‫قال‬
‫أعرفه وبقية رجاله ثقات‪ .‬مجمع ال َّزوائد (‪ ،]19227[ ،)252/10‬طبعة دار‬
‫الفكر [‪1412‬هـ]‪.‬‬
‫المنذري‪> :‬وفي إسناده إبراهيم بن سالم بن شبل الهجعي ال أعرفه بجرح‬ ‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫وال عدالة<‪ .‬التَّرغيب وال َّترهيب (‪.]2560[ ،)323/2‬‬
‫الش َه َاد َة َصادِقا‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم (‪ ،)1519/3‬رقم [‪ ،]1207‬بلفظ‪َ > :‬من َطلَ َب َّ‬
‫أع ِط َي َها َولَو لَم ت ِصبه<‪ ،‬وأبو يعلى (‪ ،)106/6‬رقم [‪ .]3392‬وأخرجه أيضا‪:‬‬
‫ابن أبى عاصم في الجهاد (‪ ،)421/2‬رقم [‪ ،]173‬وأبو عوانة (‪،)421/4‬‬
‫رقم [‪.]9442‬‬
‫نص الحديث في (المستدرك)‪> :‬من قاتل في سبيل اهلل من رجل مسلم فواق=‬ ‫(‪ُّ )3‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وللطَّ ِّ‬
‫براني في (الكبير)‪ :‬عن أبي مالك يرفعه‪َ > :‬م ْن َسأَلَ اهلل‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم مات أو قتل‬ ‫= ناقة وجبت له الجنة‪ ،‬ومن سأل اهلل القتل من عند نفسه صادقا َّ‬
‫فله أجر شهيد<‪.‬‬
‫هذا حديث صحيح على شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‪ ،‬وله إسناد صحيح على‬
‫الشيخين مختصرا‪.‬‬ ‫شرط َّ‬
‫تعليق الذهبي في (ال َّتلخيص)‪ :‬بل هو منقطع‪ ،‬فلعلَّه من النَّاسخ‪ .‬المستدرك‬
‫(‪.]2410[ )79/2‬‬
‫وقد أخرج الحديث غير واحد مع زيادة على ما في (المستدرك) واختالف في‬
‫ونص الحديث بتمامه‪> :‬من قاتل في سبيل اهلل فواق ناقة فقد‬ ‫بعض األلفاظ‪ُّ ،‬‬
‫ثم مات أو قتل‪ ،‬فإ َّن له أجر‬
‫وجبت له الجنَّة‪ ،‬ومن سأل القتل من نفسه صادقا َّ‬
‫شهيد‪ ،‬ومن جرح جرحا في سبيل اهلل أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة‬
‫كأغزر ما كانت‪ ،‬لونها لون ال َّزعفران وريحها ريح المسك‪ ،‬ومن خرج به خراج‬
‫الشهداء<‪.‬‬‫في سبيل اهلل كان عليه طابع ُّ‬
‫أخرجه أحمد (‪ ،)244/5‬رقم [‪ ،]22162‬وأبو داود‪ ،)21/3( ،‬رقم‬
‫ي (‪ ،)175/4‬رقم‪ ،]1659[ :‬والنَّسائ ُّي (‪ ،)25/6‬رقم‬ ‫[‪ ،]2541‬والتِّرمذ ُّ‬
‫حبان (‪ ،)497/10‬رقم [‪ ،]4617‬والطَّبراني (‪ ،)106/20‬رقم‬ ‫[‪ ،]3141‬وابن َّ‬
‫[‪ ،]209‬والبيهق ُّي (‪ ،)190/2‬رقم [‪ ]17339‬عن معاذ بن جبل ‪.‬‬
‫وروى ابن ماجه (‪ ،)233/2‬رقم [‪ ،]2922‬والحاكم من أ َّوله إلى قوله‪:‬‬
‫>أجر شهيد<‪.‬‬
‫الرزاق (‪ ،)255/5‬رقم [‪ ،]2534‬وعبد بن حميد (ص‪:‬‬ ‫وأخرجه أيضا‪ :‬عبد َّ‬
‫‪ ،)90‬رقم [‪.]112‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫القتل في سبيل صادق اا من نفس ث مات أو قتل فل أجر شهيد<(‪.)1‬‬


‫وقولي‪ِ ( :‬ق) فعل أمر بمعنى‪ :‬احفظ‪.‬‬
‫[ الثَّاني والثَّالثون ]‬
‫وكذلك من جلب طعاما لمصر من بالد اإلسالم‪ .‬روى‬
‫ال َّديلمي في (مسند الفردوس) عن ابن مسعود ‪> :‬من جل‬
‫ْعام اا ملى مار(‪ )2‬من أماار المسلمين كان ل أجر شهيد<(‪.)3‬‬
‫‪ -69‬كمي ـ يــوم عيــد المــةمنين ومــن‬
‫ببــــرد ثلــــو يمــــوت َا شــــهيد تقــــي‬
‫‪ -68‬ومــن قــرا بعــد تثليــُّ التعـ ُّـوَ مــن‬
‫نهايـــة الحشـــر وأيـــا مـــا صـــفي نقـــي‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ثم مات أو قتل فله‬‫سأل اهلل القتل في سبيله صادقا من نفسه‪َّ ،‬‬
‫(‪ )1‬حديث‪> :‬من َ‬
‫الشهداء<‪.‬‬
‫أجر شهيد‪ ،‬ومن جرح جرحا في سبيل اهلل كان عليه طابع ُّ‬
‫أخرجه الطَّبران ُّي عن أبى مالك األشعري ‪ ،)300/3( ‬رقم [‪.]3465‬‬
‫قال الهيثم ُّي في (مجمع ال َّزوائد) (‪ :)229/5‬فيه سعيد بن يوسف الرحبي‪،‬‬
‫وبقية رجاله ثقات‪.‬‬
‫األئمة‪َّ ،‬‬
‫حبان‪ ،‬وض َّعفه جمهور َّ‬‫وثَّقه ابن َّ‬
‫(‪ )2‬المصر‪ :‬البلد أو القرية‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ال َّديلم ُّي عن ابن مسعود ‪ .‬كنـز العمال (‪.]2939[ ،)101/4‬‬
‫وأخرجه أيضا‪ :‬الخطيب (‪ ،)492/13‬والجرجاني (‪ ،)74/1‬رقم [‪.]33‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫‪ -60‬وقـــد أتـــى بســـمي والعلـــي بـــ‬


‫وصــف اا لمــن خلــق اينســان مــن علــق‬
‫ْ‬
‫‪ -29‬فمــن تــَ َا باــب نــال َا لمســا‬
‫وعفســـــ من تـــــَه مبتـــــدا الغســـــق‬
‫‪ -26‬مــ أن ياــلي عليــ مــن مَئفــة‬
‫ســبعون ألفــ اا بــذا جــاء الحــديُّ فــق‬

‫[ الثَّالث والثَّالثون ]‬
‫أَخ َر َج َح ِميد بن َزنج َويه ِ ِفي (فَ َضائِ ِل األَع َما ِل) َعن ِمر َسا ِل‬
‫ول اللَّه ِ ــ ‪ ‬ــ قَ َال‪َ > :‬م ْن َم َ‬
‫ات َي ْو َم‬ ‫س ب ِن ب َكير أَ َّن َرس َ‬
‫إيَا ِ‬
‫الْجم َعة كت َ لَ أ َ ْجر َشهيد<(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬قال في ال َّزيلعي في (تخريج األحاديث واآلثار الواقعة في تفسير الكشاف)‪:‬‬
‫ات يَوم الجم َعة كتب لَه أجر َشهِيد‪َ ،‬ووقِ َي فتنَة ال َقبر<‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫حديث >>من َم َ‬
‫َغرِيب ب َِه َذا اللَّفظ‪.‬‬
‫َوقَرِيب ِمنه َما َر َواه أَبو نعيم ِفي (ال ِحلية) ِفي َتر َج َمة م َح َّمد ابن المن َكدر‪ ،‬قَ َال‪:‬‬
‫الرح َمن بن ال َع َّباس الوراق‪ ،‬ثَنَا أَحمد بن َداود السجستانِي‪ ،‬ثَنَا الحسن‬ ‫ثَنَا عبد َّ‬
‫وسى بن ال َو ِجيه َعن م َح َّمد بن المن َكدر‪َ ،‬عن‬ ‫بن سوار أَبو ال َعالء ثَنَا عمر بن م َ‬
‫ات يَوم الجم َعة أَو لَيلَة=‬ ‫َجابر ‪ ‬قَ َال‪ :‬قَ َال َرسول اهلل ‪> :‬من َم َ‬
‫‪112‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫‪.....................................................‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الش َه َداء<‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬‫أجير من َع َذاب ال َقبر‪َ ،‬و َجاء يَوم ال ِق َي َامة َعلَيه ِ طَابع ُّ‬ ‫الجم َعة ِ‬ ‫=‬
‫َوقَ َال‪َ :‬غرِيب من َح ِديث م َح َّمد بن المن َكدر‪َ ،‬و َجاب ِر تفرد بِه ِ َعنه عمر بن‬
‫وسى‪َ ،‬وه َو مدنِي ِفيه ِ لين‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬ ‫م َ‬
‫وسى بن طَارق الزبي ِدي ِفي الجم َعة قَ َال‪ :‬ذكر ابن جريج‬ ‫َو ِفي سنَن أبي ق َّرة م َ‬
‫معافِرِي َعن عبد اهلل بن َعمرو بن ال َعا ِ‬
‫ص‬ ‫ربيعة بن سيف ال َ‬ ‫أَخبرنِي سف َيان َعن َ‬
‫ات يَوم الجم َعة أَو لَيلَة الجم َعة َو ِفي فتنَة‬ ‫قَ َال‪ :‬قَ َال َرسول اهلل ‪> :‬من َم َ‬
‫ال َقبر َو َمات َشهِيدا<‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬
‫الرزاق (‪ 262/3‬ـ ‪)390‬‬ ‫الر َّزاق فِي (م َصنَّفه) [مصنف عبد َّ‬ ‫َو َر َوى عبد َّ‬
‫شهاب أَ َّن النَّبِي ‪ ‬قَ َال‪:‬‬ ‫(‪ ])5525‬عن ابن جريج َعن رجل َعن ابن َ‬
‫ات يَوم الجم َعة أَو لَيلَة الجم َعة َو ِفي فتنَة ال َقبر َوكتب َشهِيدا<‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬ ‫>من َم َ‬
‫وال َح ِديث َر َواه التِّر ِم ِذي فِي ( َجامعه) ب َِسنَد من َقطع‪َ ،‬ولَي َس فِيه ِ‪> :‬كتب اهلل لَه‬
‫أجر َشهِيد<‪.‬‬
‫ص قَ َال‪:‬‬
‫ربيعة بن سيف َعن عبد اهلل بن َعمرو بن ال َعا ِ‬ ‫أخرجه فِي ال َجنَائِز َعن َ‬
‫قَ َال َرسول اهلل ‪َ > :‬ما من مسلم يَموت يَوم الجم َعة ِإ َّال َوقَاه اهلل فتنَة‬
‫ال َقبر<‪ .‬ان َت َهى‪َ .‬وقَ َال‪َ :‬ح ِديث َغرِيب‪َ ،‬ولَي َس بِم َّت ِصل ال يعرف لِ َرب َِيعة َسماع من‬
‫الرح َمن الحبلي َعنه‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬ ‫عبد اهلل‪َ ،‬و ِإنَّ َما ير َوى َعن أبي عبد َّ‬
‫ربيعة بن سيف َعن‬ ‫قلت‪َ :‬وصله الطَّ َب َرانِي ِفي (مع َجمه) فَ َر َواه من َح ِديث َ‬
‫عقبة ال ِفهري َعن عبد اهلل بن َعمرو فَذكره‪َ ،‬و َك َذلِ َك َر َواه أَبو يعلى‬ ‫ِ‬
‫ع َياض ابن َ‬
‫موصلِي ِفي (مسنده)‪.‬‬ ‫ال ِ‬

‫‪120‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ الرَّابع والثَّالثون ]‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في (المصنَّف) عن الحسن أنَّه س ِئ َل عن‬
‫رجل اغتسل بالثَّلج فأصابه البرد فمات‪ ،‬فقال‪> :‬يا لها من‬
‫شهادة!<(‪.)1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= َوله َطرِيق آخر َر َواه اح َمد َو ِإس َحاق بن َر َاه َويه فِي (مسنديهما)‪َ ،‬والطَّ َب َرانِي فِي‬
‫(مع َجمه) من َح ِديث بَ ِق َّية َحدث ِني م َعاوِيَة بن سعيد الت ِجيبِي َس ِمعت أَبَا قبيل‪،‬‬
‫ص‪َ ،‬س ِمعت َرسول اهلل ‪ ‬يَقول‪:‬‬ ‫َس ِمعت عبد اهلل بن َعمرو بن ال َعا ِ‬
‫ات يَوم الجم َعة أَو لَيلَة الجم َعة وقِي فتنَة ال َقبر<‪ .‬ان َت َهى‪.‬‬ ‫>من َم َ‬
‫َو َك َذلِ َك َر َواه عبد بن حميد ِفي (مسنده) َس َواء‪.‬‬
‫وال َح ِديث ال َّ ِذي أَ َش َار ِإلَيه ِ التِّر ِم ِذي َر َواه أَبو َداود َوالنَّ َسائِي فِي ال َجنَائِز َعن‬
‫الرح َمن الحبلي َعن عبد اهلل بن َعمرو أَن النَّبِي‬ ‫ربيعة بن سيف َعن أبي عبد َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحديث‪َ .‬ولَي َس ل َرب َِيعة غير‬ ‫ِ‬ ‫‪ ‬قَ َال لفاطمة‪> :‬ل َ َعلَّك بلغت َم َعهم الكدا< َ‬
‫هذين ال َح ِديثين َم َع أَن ِفيه ِ م َقاال<‪.‬تخريج األحاديث واآلثار الواقعة في تفسير‬ ‫َ‬
‫الكشاف (‪ 12/4‬ـ ‪ ،]1344[ ،)21‬وانظر‪ :‬المقاصد الحسنة (ص‪،)692 :‬‬
‫كشف الخفاء (‪ ،)282/2‬أسنى المطالب (ص‪ ،)282 :‬نيل األوطار (‪،)231/7‬‬
‫قال قتيبة‪ :‬الكدا‪ :‬المقبرة‪.‬‬
‫ك‪َ ،‬ع ِن‬ ‫ص‪َ ،‬عن أَش َع َث ب ِن َعب ِد ال َملِ ِ‬ ‫ونص ما جاء في (المصنَّف)‪َ > :‬ح َّدثَنَا َحف ٌ‬ ‫(‪ُّ )1‬‬
‫ات؟ فَ َق َال‪> :‬يَا ل َ َها‬ ‫ال َح َس ِن‪ ،‬أنَّه س ِئ َل َعن َرجل اغ َت َس َل بِالثَّل ِ‬
‫ج فَأَ َصابَه ال َبرد فَ َم َ‬
‫محمد عوامة (‪ ،)195/1‬رقم‬ ‫ِمن َش َه َادة<‪ .‬مصنَّف ابن أبي شيبة‪ ،‬بتحقيق‪َّ :‬‬
‫[‪ ،]1763‬وبتحقيق‪ :‬كمال يوسف الحوت (‪ ،)161/1‬رقم [‪ .]1752‬وانظر‪:‬‬
‫حاشية رد المحتار (‪.)294/2‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫وقولي‪( :‬شهيد) بال تنوين‪ ،‬فهو من باب قول صاحب‬


‫(الخالصة)(‪:)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والمصــروف قــد ال ينصــرف‬ ‫‪...... ..... .....‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العالمة جمال ال ِّدين أبي عبد اهلل‪،‬‬ ‫للشيخ َّ‬ ‫(‪> )1‬الخالصة< هي األلفيَّة في النَّحو‪َّ ،‬‬
‫محمد بن عبد اهلل الطَّائي الجياني المعروف بابن مالك النَّحوي‪ ،‬المتوفى‪ :‬سنة‬ ‫َّ‬
‫وسماها‪> :‬الخالصة<‪،‬‬ ‫[اثنتين وسبعين وستمائة]‪ ،‬جمع فيها‪ :‬مقاصد العرب َّية‪َّ ،‬‬
‫وإنما اشتهر‪( :‬باأللفيَّة); ألنَّها ألف بيت‪ .‬انظر‪ :‬كشف ال ُّظنون (‪.)151/1‬‬
‫ف قَد ال‬ ‫المصرو ِ‬ ‫(‪ )2‬قال ابن مالك‪َ > :‬و ِالض ِط َرار أو تَنَاسب صرِف‪ ...‬ذو َ‬
‫المن ِع َو َ‬
‫ألفية ابن مالك [‪.]695‬‬ ‫يَن َصرِف<‪َّ .‬‬
‫تبصر‬‫الضرورة صرف ما ال ينصرف‪ ،‬وذلك كقوله‪َّ ( :‬‬ ‫والمعنى‪> :‬يجوز في َّ‬
‫خليلي هل ترى من عائن‪ .)...‬وهو كثير‪ ،‬وأجمع عليه البصريُّون‬
‫والكوفيون‪.‬‬
‫ُّ‬
‫وورد أيضا صرفه لل َّتناسب‪ ،‬كقوله ‪{ :‬ﯾ ﯿ ﰀ} [اإلنسان‪:‬‬
‫[وعبر‬
‫َّ‬ ‫‪ ،4‬وهي قراءة نافع والكسائي]‪ .‬فصرف (سالسل) لمناسبة ما بعده‪.‬‬
‫محمد الطَّاهر بن عاشور بالمزاوجة مع النَّظير‪.‬‬ ‫العالمة َّ‬
‫عنه َّ‬
‫انظر‪ :‬ال َّتحرير وال َّتنوير (‪.])224/29( ،)433/19( ،)323/22( ،)29/12‬‬
‫للضرورة‪ ،‬فأجازه قوم‪ ،‬ومنعه آخرون‪ ،‬وهم‬ ‫الصرف َّ‬ ‫وأما منع المنصرف من َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وممن َولَدوا َعامر‪ ...‬ذو الطُّول وذو‬ ‫ِ‬ ‫أكثر البصريين‪ ،‬واستشهدوا لمنعه بقوله‪َ ( :‬‬
‫الصرف‪ ،‬وليس فيه سوى العلميَّة‪ ،‬ولهذا أشار‬ ‫ض)‪ .‬فمنع (عامر) من َّ‬ ‫العر ِ‬ ‫َ‬
‫بقوله والمصروف قد ال ينصرف<‪ .‬شرح ابن عقيل (‪ 337/3‬ـ ‪ ،)340‬وانظر‪:‬‬
‫توضيح المقاصد والمسالك (‪ 1225/3‬ـ ‪ ،)1229‬روح المعاني (‪=،)315/21‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ اخلامس والثَّالثون ]‬
‫رمذي عن معقل بن يسار ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬ ‫وأخرج التِّ ُّ‬
‫ثَث مرات‪ :‬أعوَ باهلل السمي‬
‫َ‬ ‫حين ياب‬
‫َ‬ ‫ــ ‪ ‬ــ‪َ > :‬م ْن قالَ‬
‫العلي من الشيطان الرجي ‪ ،‬وقرأ َ ثَث آيات من سورة الحشر وك َل‬
‫مات في َلن‬ ‫ألف َملَن يالُّون علي حتى يمسي‪ ،‬فإن َ‬ ‫سبعين َ‬
‫َ‬ ‫اهلل ب‬
‫مات شهيد اا‪ ،‬أو من قالها حين يمسي كان بتلن المن لة<(‪.)1‬‬ ‫اليوم َ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= األصول في النَّحو‪ ،‬البن السراج (‪ ،)437/3‬همع الهوامع (‪،)24/1‬‬
‫اإلنصاف في مسائل الخالف (‪ ،)501/2‬اللُّباب في علل البناء واإلعراب‬
‫(‪ ،)102/2‬مغني اللَّبيب (ص‪.)729 :‬‬
‫(‪ )1‬قال اإلمام النَّووي في (األذكار)‪( ،‬ص‪ ،)199 :‬رقم [‪ ،]229‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت [‪1414‬هـ]‪> :‬وروينا في كتابي الترمذي وابن السني‪ ،‬بإسناد فيه‬
‫بي ‪ ‬قال‪َ > :‬من قَ َال ِح َ‬
‫ين‬ ‫ضعف‪ ،‬عن َمعقل بن يسار ‪ ‬عن النَّ ِّ‬
‫الر ِجيمِ‪َ ،‬وقَ َرأَ ثَ َ‬
‫الث‬ ‫الشيطَا ِن َّ‬‫العلِيمِ ِم َن َّ‬ ‫الث َم َّرات‪ :‬أعوذ باللَّه ِ َّ‬
‫الس ِميع َ‬ ‫يصبِح ثَ َ‬
‫ين أَل َف َملَك ي َصلُّو َن َعلَيه ِ َح َّتى‬ ‫ور ِة َ‬
‫الحشرِ‪َ ،‬وك ََّل اللَّه َتعالى بِه ِ َسب ِع َ‬ ‫آيات ِمن س َ‬
‫ين يم ِسي كا َن بِتل َك‬ ‫مات َشهِيدا‪َ ،‬و َمن قَال َ َها ِح َ‬‫اليوم ِ َ‬ ‫يم ِسي‪َ ،‬وإن َ ِ ِ‬
‫مات في َذل َك َ‬ ‫َ‬
‫المن ِزلَة<‪ .‬روضة المح ِّدثين [‪ .]4632‬تعقيب‪ :‬قال عبد القادر األرناؤوط‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫(‪ :)62/1‬وفي سنده خالد بن طهمان وهو صدوق اختلط قبل موته بعشر‬
‫سنين‪ .‬قال التِّرمذي‪ :‬هذا حديث غريب [ال نعرفه َّإال من هذا الوجه]‪ .‬وانظر‪:‬‬
‫للشوكاني‪( ،‬ص‪ ،)119 :‬دار القلم‪=،‬‬ ‫الذاكرين بعدة الحصن الحصين‪َّ ،‬‬ ‫تحفة َّ‬

‫‪123‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫بي ــ ‪ ‬ــ‬ ‫السني عن أنس ‪ ‬أ َّن النَّ َّ‬


‫وأخرج ابن ُّ‬
‫أوصى رجال إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر‪ ،‬وقال‪> :‬من مات‬
‫عوذ‪.‬‬ ‫مات شهيد اا<‪ .‬انتهى(‪َّ .)1‬‬
‫والضمير في قولي‪ :‬به; أي‪ :‬بال َّت ُّ‬

‫َّ‬
‫انتىه املؤلف‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= بيروت [‪1274‬م]‪ ،‬وانظر‪ :‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬البن كثير (‪،)71/7‬‬
‫بتحقيق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ ،‬دار طيبة [‪1420‬هـ]‪ ،‬وسنن التِّرمذي‪،‬‬
‫محمد شاكر وآخرون (‪ ،]2222[ ،)172/5‬من حديث معقل‬ ‫بتحقيق‪ :‬أحمد َّ‬
‫بن يسار ‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن السني في (عمل اليوم واللَّيلة)‪( ،‬ص‪ ]917[ ،)657 :‬ـ ط‪ :‬دار‬
‫القبلة للثقافة اإلسالمية ومؤسسة علوم القرآن‪ ،‬جدة‪ ،‬بيروت ـ من طريق يزيد‬
‫الرقاشي عن أنس بن مالك ‪ .‬وانظر‪ :‬األذكار‪( ،‬ص‪ ،)203 :‬وفي سنده‬
‫يزيد ابن أبان الرقاشي‪ ،‬وهو ضعيف‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ خامتة النَّاسخ ]‬
‫بحروفه ومن خطه نقلت‪ ،‬وعليه قابلت وقرأت وانتفعت‬
‫وص َّححت‪ .‬جعله اهلل المنان العظيم خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأثابنا‬
‫ومؤلفه ومحبِّيه الثَّواب ال َج ِسيمِ(‪ ،)1‬والفوز بالنَّعيم المقيم‪ ،‬بحرمة‬
‫وكرم‪،‬‬
‫وشرف َّ‬
‫المصطفى وآله‪ ،‬ومن مشى على منواله ــ ‪ ‬ــ‪َّ ،‬‬
‫والرضى ألصحابه إلى يوم ال ِّدين‪.‬‬
‫لكل عاقل‪:‬‬
‫در القائل‪ ،‬تنبيها ِّ‬
‫وهلل ُّ‬
‫تفـرق فـي الفيـافي الواسـعة‬
‫مما َّ‬
‫َّ‬ ‫تحصـل جمعـه‬
‫ها قد منحتك ما َّ‬
‫عند الجـدال لمـن يـروم منازعـه‬ ‫مــا كــل وقــت تلتقــي مــا رمتــه‬
‫ال تجعــل ال َّتطويــل حــاال مانعــة‬ ‫فادأب لتحصيل الفوائـد جاهـدا‬
‫وانظر لما أبديت واشكر جامعـه‬ ‫واقصـــد لوجـــه اهلل تلـــق ثوابـــه‬
‫أنجز في أواسط شهر رجب عام ثالثة وثالثين وألف‪.‬‬
‫محمد‬
‫محمد موسى َّ‬
‫الضعيف َّ‬ ‫أحسن اهلل ختامها على يد العبد َّ‬
‫الشريف المالكي ــ عفي عنهم ــ‪.‬‬
‫الحسيني المدني الحجازي َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والجمع‬
‫َ‬ ‫يم‪َ ،‬كأَ ِمير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سامة)‪ ،‬أي‪َ :‬عظ َم فهو َجس ٌ‬
‫(‪ )1‬يقال‪َ ( :‬جس َم) َك َكر َم‪َ ( ،‬ج َ‬
‫سام‪ .‬انظر‪ :‬تاج العروس‪ ،‬ما َّدة‪( :‬جسم) (‪ ،)404/31‬العين (‪.)60/6‬‬ ‫ِج ٌ‬
‫‪125‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫‪5‬‬
‫الشهداء‪.‬‬
‫الشهادة‪ ،‬أو من قيل‪ :‬إنَّه من ُّ‬
‫خالصة في بيان أنواع َّ‬
‫الشهداء‪.‬‬
‫(‪ )1‬المقاتل المجاهد وهو أعلى ُّ‬
‫(‪ )2‬والمطعون‪.‬‬
‫(‪ )3‬والمبطون‪.‬‬
‫(‪ )4‬والغريق‪.‬‬
‫(‪ )5‬وصاحب ذات الجنب‪.‬‬
‫(‪ )6‬والحريق‪.‬‬
‫(‪ )9‬والتي تموت بجمع‪.‬‬
‫(‪ )7‬والذي يموت بهدم‪.‬‬
‫(‪ )2‬ومن يقصد الشهادة ويعزم عليه وال يتفق له ذلك‪.‬‬
‫(‪ )10‬صاحب السل‪.‬‬
‫(‪ )11‬الغريب‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫(‪ )12‬وصاحب الحمى‪.‬‬


‫(‪ )13‬واللديغ‪.‬‬
‫(‪ )14‬والشريق‪.‬‬
‫(‪ )15‬والذي يفترسه السبع‪.‬‬
‫والخار عن دابَّته‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫(‪)16‬‬
‫(‪ )19‬والمتردي‪.‬‬
‫(‪ )17‬والميت على فراشه في سبيل اهلل ‪.‬‬
‫(‪ )12‬والمقتول دون ماله‪.‬‬
‫(‪ )20‬والمقتول دون دينه‪.‬‬
‫(‪ )21‬والمقتول دون دمه‪.‬‬
‫(‪ )22‬والمقتول دون أهله‪.‬‬
‫(‪ )23‬أو دون مظلمته‪.‬‬
‫(‪ )24‬والميت في السجن وقد حبس لما‪.‬‬
‫(‪ )25‬والميت عشقا وقد عف وكتم‪.‬‬
‫(‪ )26‬والميت وهو طالب العلم‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫(‪ )29‬والمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها ماتت بين‬


‫ذلك‪.‬‬
‫(‪ )27‬والصابر القائم ببلد وقع به الطاعون‪.‬‬
‫(‪ )22‬والمرابط في سبيل اهلل ‪.‬‬
‫الجائر بالمعروف ونهيه عن‬
‫َ‬ ‫اإلمام‬
‫َ‬ ‫(‪ )30‬ومن قتل بأمره‬
‫المنكر‪.‬‬
‫(‪ )31‬ومن صبر من النساء على الغيرة‪.‬‬
‫اللهم بارك لي في‬
‫كل يوم خمسا وعشرين َّمرة‪َّ :‬‬
‫(‪ )32‬ومن قال َّ‬
‫الموت وفي ما بعد الموت‪.‬‬
‫الشهر‪ ،‬ولم‬
‫الضحى‪ ،‬وصام ثالث أيام من َّ‬
‫(‪ )33‬ومن صلى ُّ‬
‫السفر وال الحضر‪.‬‬
‫يترك الوتر في َّ‬
‫(‪ )34‬والمتمسك بالسنة عند فساد األمة‪.‬‬
‫(‪ )35‬والتاجر األمين الصدوق‪.‬‬
‫(‪ )36‬ومن دعا في مرضه أربعين َّمرة‪ :‬ال إله َّإال أنت سبحانك‬
‫ثم مات‪.‬‬
‫إني كنت من الظالمين َّ‬
‫(‪ )39‬وجالب طعام إلى بلد‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫(‪ )37‬المؤذن المحتسب‪.‬‬


‫(‪ )32‬ومن سعى على امرأته أو ما ملكت يمينه يقيم فيهم أمر‬
‫اهلل ‪ ،‬ويطعمهم من الحالل‪.‬‬
‫(‪ )40‬ومن اغتسل بالثلج فأصابه برد‪.‬‬

‫(‪ )41‬ومن صلَّى على النَّ ِّ‬


‫بي ‪ ‬مائة َّمرة‪.‬‬
‫اللهم إني أشهدك بأنك‬
‫(‪ )42‬ومن قال حين يصبح ويمسي‪َّ > :‬‬
‫محمدا‬
‫أنت اهلل الذي ال إله إال أنت وحدك ال شريك لك‪ ،‬وأن َّ‬
‫عبدك‪ ،‬ورسولك‪ ،‬أبوء بنعمتك علي‪ ،‬وأبوء بذنبي فاغفر لي إنَّه ال‬
‫يغفر ال ُّذنوب غيرك حين يصبح‪ ،‬ومات في يومه أو يمسي‪ ،‬ومات من‬
‫ليلته<‪ .‬رواه األصبهاني وغيره من حديث حذيفة ‪.)1(‬‬
‫السميع‬
‫(‪ )43‬ومن قال حين يصبح ثالث مرات‪ :‬أعوذ باهلل َّ‬
‫الرجيم‪ ،‬ويقرأ ثالث آيات من (سورة الحشر)‪.‬‬
‫الشيطان َّ‬
‫العليم من َّ‬
‫(‪ )44‬ومن مات يوم الجمعة‪.‬‬
‫الشهادة صادقا‪.‬‬
‫(‪ )45‬ومن طلب َّ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الفقهية (‪ ،)24/4‬التَّرغيب وال َّترهيب (‪،)253/1‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الفتاوى الكبرى‬
‫[‪.]263‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫فهذه خمسة وأربعون(‪.)1‬‬


‫نسأل اهلل ‪ ‬أن يجعلنا مع أولئك الَّذين أنعم عليهم من النَّبيين‬
‫والصالحين‪ ،‬وحسن أولئك رفيقا‪.‬‬ ‫والشهداء َّ‬
‫والصديقين ُّ‬
‫ِّ‬
‫وصلَّى اهلل وسلَّم وبارك على سيِّدنا َّ‬
‫محمد وعلى آله وصحبه‪.‬‬

‫‪0‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬مو َّطأ اإلمام مالك (‪.]301[ ،)71/2‬‬
‫‪130‬‬
‫‪ 2‬ـ رشح منظومة الشهداء‬

‫[ مق ِّدمة النَّاسخ ] ‪35 ....................................‬‬


‫[ مق ِّدمة المصنِّف ]‪35 ...................................‬‬
‫الشهيد ]‪92 ..................................‬‬
‫[ خصائص َّ‬
‫تتمة‪92 ..............................................:‬‬
‫الرسالة اثلانية‪ :‬رشح منظومة الشهداء ‪75 ..................‬‬
‫[ مقدمة النَّاسخ ] ‪79 ....................................‬‬
‫الشهداء ] ‪77 ..............................‬‬
‫[ بداية منظومة ُّ‬
‫فائدة ‪22 ..............................................‬‬
‫المحتويات ‪636 ........................................‬‬

‫‪132‬‬

You might also like