Professional Documents
Culture Documents
Adab Nusus
Adab Nusus
تحت الموضوع:
رقم المادةS108/41:
اسم الطالب:
رقم اجللوس:
1
الفهرس0
2
وبه نستعين
احلمدهلل حنمده ونستعينه ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده اهلل فال مضل له ومن
يضلله فال هادي له .أشهد أن ال إله إال اهلل وأشهد أن حممدا عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إىل
يوم الدين .وأشكر على أنعمين من القوة واملثابرة يف إجناز كتابة البحث الذي شرط من شروط النجاح يف امتحان
والدي من أول خالل دراسيت وأطلب املساعدة واملعونة منهما منذ والديت إىل
ّ أوال ،جزيل الشكر على
هذه اللحظات .شكرا إىل أستاذنا ،وهو األستاذ بدراهلشام بن عبد الرمحن ألن يساعدنا يف تكميل هذا البحث.
وصديقايت العزيزات وكل من ساعدونا يف إعداد وتقدمي البحث وإىل الذين أسهروا ليلهم وجاهدوا هنارهم يف
فإن املوضوع هلذا البحث ملادة األدب والنصوص هي "طباعة الكتب العربية القدمية والكتب الغربية ".من
3
)2طباعة الكتب العربية مع أمساء الكتب العربية القدمية
)4آثار الطباعة
وأخريا ,نسألك من خري الدنيا واألخرة برمحتك يا أرحم الرامحني .نرجو البحث أن يستفيد علينا وحيصل
4
الباب األول :معرفة الطباعة
الفصل األول :تعريف الطباعة
5
الفصل األول0
تعريف الطباعة
والطباعة هي طبع الكلم ات والص ور التص ميمات ف وق ال ورق أو النس يج أو املع ادن أو أي م واد أخ رى
مالئمة للطبع فوقها .وهذا يطلق عليه فن جرافيك ( graphic artsفنون ختطيطية أو تصويرية كاتصوير والرسم
وتاريخ الطباعة هو أكثر الوثائق وأعرقها .ويتم من خالل الطبع من سطح بارز .فكان جيري قدميا اخلتم
باحلجر وهذا يع ّد أقدم طرق الطباعة اليت عرفت لدي البابليني وغريهم وكان يستعمل لالستغناء عن التوقيع علي
املستندات والوثائق واملعاهدات أو كرمز ديين .وكانت الوسيلة أختام أو طباعة ليبصم هبا فوق الطني أو من احلجر
خبدش أو نقش س طحه .وك ان حج رة دائرية تغمس يف الص بغة الس ائلة أو الطني وكلن يطبع ف وق س طح ن اعم
معاني الكلمات
6
الطَّبَ َ
اعةُ :حرفةُ نقل النسخ املتعددة من الكتابة َأو الصور باآلالت( .مج).
طابع. ِ
لطباعة ال ُكتُ ِ المطَْب َعةُ :املكا ُن ُّ
ب غريها( .ج) َم ُ املعد َ
7
الفصل الثاني
ظهور الطباعة
ظه رت الطباعة بطبع الكلم ات والص ور والتص ميمات ف وق ال ورق أو النس يج أو املع ادن أو أي م واد أخ رى
مالئمة للطبع فوقها ،وتتم بنسخ صور بطريقة ميكانيكية من خالل الطبع من سطح بارز ،فكان يتم قدميا اخلتم باحلجر
وهذا يع ّد أقدم طرق الطباعة اليت عرفت لدى البابليني والسومريني واإليبالويني واألوغارتيني واألكاديني واحلضارات يف
سوريا القدمية وبالد ما بني النهرين .وبني سنيت ٢٠٠٠و ١٨٠٠ق .م ازدهرت التجارة بني بالد الرافدين واهلند عرب
اخلليج ،وكان من بني أهم التجارات أختام العالمات الدائرية اليت عرفت باألختام الفارسية املمهرة باحليوانات ،وكانت
أختام كرمة يرجع تارخيها لألسراملصرية .١٥-١٢ومن بينها أختام حملية الصنع مصنوعة من العاج ،أوالعظم
أو الصلص ال مس طحة أو جعرانية الش كل أو حمف ورة بأمناط زخ ارف هندس ية ش بكية قائمة على املثلث ات
احملفورة.ووجدت أختام املكاتب اإلدارية يف القصر وبالقرب من بوابات املدينة .وأختام مصرية الصنع ،متماثلة مع تلك
اليت متَّ الكشف عنها يف املواقع النوبية ،واليت ترجع للنصف الثاين من اململكة الوسطى تصاميم زهرية أو لوالبية أو ألقاب
أو أمساء لبعض صغار املوظفني أو من ذوى املناصب العليا يف احلكومة مثل نائب احلاكم أو املبعوث امللكى.
كما وج دت أخت ام مغط اة بنق وش حيوان ات أو بأش كال أو أمساء ملكية يرجع تارخيها لألس رة املص رية
15م .ويف كرمة اكتش فت اخت ام تس لط ض وءاً على العالق ات ك انت متط ورة بني كرمة ومصر .ومعظم ه ذه
8
األخت ام اكتش فت باملخ ازن واهلياكل يف املنطقة احمليطة بالدفوفة الغربي ة ،أو يف اجلبان ات اجملاورة للهيكل .ويرجع
تارخيها لألسراملصرية .15-12ومن بينها أختام حملية الصنع مصنوعة من العاج ،أوالعظم أو الصلصال مسطحة
أو جعرانية الشكل أو حمفورة بأمناط زخارف هندسية شبكية قائمة على املثلثات احملفورة.ووجدت أختام املكاتب
اإلدارية يف القصر وب القرب من بواب ات املدينة .وأخت ام مص رية الص نع ،متماثلة مع تلك اليت متَّ الكشف عنها يف
املواقع النوبي ة ،واليت ترجع للنصف الث اين من اململكة الوس طى تص اميم زهرية أو لوالبية أ وألق اب أو أمساء لبعض
ص غار املوظفني أو من ذوى املناصب العليا يف احلكومة مثل ن ائب احلاكم أو املبع وث امللكى .كما وج دت أخت ام
مغطاة بنقوش حيوانات أو بأشكال أو أمساء ملكية يرجع تارخيها لألسرة املصرية اخلامسة عشر ،وهناك اختام من
يف ما يأيت تبويب زمين خمتصر لتاريخ الطباعة العربية يف القرن التاسع عشر ،ابتداءً من انتشار الطباعة يف
مل تقتص ر الطباع ة العربي ة على بالد الع رب ،وه ذا م ا يؤك ده حمم د س عيد املالح يف س رد م وجز وش امل
لتاريخ الطباعة باللغة العربية يف العامل يف مقالة له ،تناول فيها الطباعة العربية يف أوروبا ،ودخول املطابع املصنوعة
يف البالد العربي ة وروس يا ع امل الطباع ة ،وغريه ا من احملاور ،متس ائاًل " :ملاذا نش أت الطباع ة العربي ة يف أوروب ا؟"،
وجميبًا أنه سؤال جييب عنه الدكتور قاسم السامرائي بقوله إن الطباعة العربية يف أوروبا مرتبطة بصناعة الورق أواًل ،
رابع ا.
ومحّى التنصري ثانيًا ،واهليمنة االستعمارية ثالثًا ،وتطور االستشراق ووصله إىل نظام مبين وفق قواعد منظمة ً
فلو مل يصنع الورق يف أوروبا ملا كان هناك من طباعة ،ولو مل يكن االستعمار األورويب ملا كان هناك جمال للتنصري
9
املنظم ،ول و مل يكن االستش راق والتنص ري ملا ك انت هن اك طباع ة عربي ة يف أوروب ا .وق د طبعت املط ابع األوروبي ة
زهاء 167كتابًا عربيًا قبل أن يظهر أول كتاب عريب مطبوع يف املشرق.
تأريخ الطباعة العربية بالغرب يعود إىل عام ،1486حني طبع الراهب الدومينيكي مارتن روث كتاب "الرحلة
واحلج يف ما وراء البحار إىل قرب السيد املسيح مبدينة القدس املق ّدسة" &ملؤلفه برنارد دي برايندباخ عند الطباع
اهلولندي إرهارد رويفيتش يف أملانيا .ويف عام ،1492أحضر إسحق غرسون ،أحد علماء املهاجرون اليهود ،إىل
اآلستانة مطبعة تطبع الكتب بالعربية واإلس بانية والالتينية واليونانية ،طبعت التوراة يف 1494وقواعد العربية يف
حرم السلطان بايزيد الثاين فن الطباعة على غري اليهود .ويف & 1505طبعت مطبعة إسبانية يف غرناطة للراهب
ّ
بيدرو دي ألكاال على قوالب خشبية كتايب "طريقة تعلّم اللغة العربية بسرعة" و"قائمة عربية باحلروف القشتالية".
ويف ،1514أكد باحثون أن أول مطبعة عربية تطبع باألحرف العربية ظهرت يف فانو بإيطاليا بأمر البابا يوليوس
الث اين ،دش نها الباب ا لي ون العاش ر ،ومسيت "مطبع ة الفاتيك ان" ،وأول كت اب ع ريب طب ع فيه ا كت اب دي ين مث س فر
الزب ور يف .1516مث طب ع الق رآن الك رمي يف مطبع ة باغ انيين املش هورة بالبندقي ة،لكن أح رقت النس خ كله ا .ويف
& 1516طبعت مطبعة بيرتوس باولوس يف جنوا اإليطالية كتاب "املزامري" بأربع لغات :العربية والعربية واليونانية
والكلداني ة .ويف ،1524ب دأت الطباع ة العربي ة يف اجنل رتا عن دما طب ع فينكني دي و ِ
رده يف لن دن كت اب روب رت ُ
ِويْكفيل د "األطروح ة الالتيني ة يف موض وع اللغ ات العربي ة واآلرامي ة والعربي ة" .ويف ،1538ب دأت فرنس ا الطابع ة
العربية &بكت اب "القواع د العربي ة" ،ويف ،1551طبعت الت وراة يف اآلس تانة باللغ ة العربية .ويف ،1566طبعت
مطبعة الكلية اجلزويتية بروما طبعت كتاب "اعتقاد األمانة األردتكسية كنيسة روما" بالعربية .ويف ،1573طبعت
10
مطبع ة إش بيلية "هتافت النحل ة احملمدي ة" لس كاليخر .ويف ،1575طبعت مطبع ة ميديتش ي يف روم ا الكتب باللغ ة
يف ،1582بدأت الطباعة العربية يف أملانيا بكتاب "يف األلفباء العربية" ملؤلفه يعقوب كريستمان ،أول أستاذ للغة
العربية يف جامعة هايدلربغ ،كما طبع كتاب عريب آخر يف هايدلربغ يف ،1583هو الرتمجة العربية لرسالة بولس
الرسول إىل أهل غالطية .ويف ، 1585طبع الطباع البندقي بازا كتاب "البستان يف عجائب األرض والبلدان"،
وهو األول من نوعه باللغة العربية الذي خيلو من الدعاية الدينية .ويف ،1585بدأت الطباعة العربية يف بلجيكا
وهولندا .ويف العام نفسه ،أنشئت مطبعة دير مارقزحيا يف لبنان ،غري أن بعض املصادر يرد ذلك إىل عام .1610
يف ،1611أس س بط رس كرس نت مطبع ة عربي ة يف أملاني ا ،ت ولت طباع ة جمموع ة من الكتب العربي ة ،منه ا
"النحو العريب" يف ثالثة أجزاء .ويف ،1613طبعت مطبعة ليدن هبولندا "قواعد اللغة العربية" للمستشرق توماس
أربينيوس ،ونشر املارونيان نصر اهلل شلق العاقوري وجربائيل الصهيوين كتاب "التعليم املسيحي" ،وطبعت املطبعة
امللكية يف باريس كتاب "يف صناعة النحو" ،وكتاب "الفالسفة العرب" .ويف ،1619نشر &جربائيل الصهيوين
ويوحنا احلصروين "خمتصر نزهة املشتاق" لإلدريسي يف باريس .يف ،1636أنشئت أول مطبعة يف إيران يف منطقة
جلفا بأصفهان ،وبعد عامني ،أمر &الكاردينال ريشيليو بطباعة كتاب "قواعد اللغة العربية" لتوماس أربينيوس.
ويف ،1650أسست يف لندن مطبعة عربية ،وطبعت كتاب "تاريخ الدولة اخلوارزمية".
11
الفصل الثالث
تعد الطباعة وسيلة الستيعاب اإلنتاج املعريف لإلنسان وحفظه ،واكتشاف اإلنسان هلا كان ميثل رحلة توثيق
إن ظهور الطباعة وحلوهلا بالتدريج حمل عملية النسخ اليدوي ،انتقل بالكتابة إىل مرحلة متقدمة ،جعلتها
تتحرك بسرعة كبرية لتصل إىل كل مكان ،حىت أضحى الكتاب أحد أكثر السلع تداوالً بني الناس ،وباتت املعرفة
مشاع ا ،يستطيع أن يتلقاها أي فرد مباشرة من الكتاب ،بعد أن كانت مقتصرة على طائفة خاصة.
أمرا ً
ً
أساسا متينًا للثورة املعرفية ،وتطور حركة البحث العلمي ،وجتسري عملية االتصال
لقد شكل اخرتاع الطباعة ً
والتواصل احلضاري واملثاقفة بني اجملتمعات ،وبسبب شيوع الطباعة تداعت تلك األسوار العتيدة اليت كانت حتيط
هبا اجملتمعات ساب ًقا عقائدها ،وتقاليدها ،وتراثها ،حيث تسلل الكتاب هذه األسوار ،وعرب كل احلواجز ،فاخرتقت
اجملتمع ات من خالل الكتب بس هولة ،ح ىت انتهى الع امل أخ ًريا إىل منطق ة واح دة ،ملا يس رته الطباع ة من االتص ال،
أساس ا متينً ا للث ورة املعرفي ة ،وتط ور حرك ة البحث العلمي ،وجتس ري عملي ة
لق د ش كل اخ رتاع الطباع ة ً
االتص ال والتواص ل احلض اري واملثاقف ة بني اجملتمع ات ،وبس بب ش يوع الطباع ة ت داعت تل ك األس وار العتي دة ال يت
ك انت حتي ط هبا اجملتمع ات س اب ًقا عقائ دها ،وتقالي دها ،وتراثه ا ،حيث تس لل الكت اب ه ذه األس وار ،وع رب ك ل
12
احلواجز ،ف اخرتقت اجملتمع ات من خالل الكتب بس هولة ،ح ىت انتهى الع امل أخ ًريا إىل منطق ة واح دة ،ملا يس رته
الطباع ة من االتص ال ،وك ذلك وس ائل االتص ال األخ رى.وتع د الطباع ة وس يلة مرن ة ومتط ورة الس تيعاب اإلنت اج
يسود الكتب والبحوث املصنفة حول تأريخ الكتاب جدل ساخن حول حتديد أول من اكتشف الطباعة،
فبينم ا تؤك د الكث ري من املراج ع على أن الطباع ة فن ح ديث اكتش ف يف الق رن اخلامس عش ر امليالدي ،ت ذهب
مراجع أخرى إىل أبعد من ذلك لتؤكد أن تأريخ اكتشاف الطباعة يعود إىل عدة قرون تسبق هذا التأريخ ،ورمبا
أهناها بعض الباحثني إىل القرن السادس عشر قبل امليالد .ولعل األمهية املتميزة لدور الطباعة ،يف تأريخ تطور الفكر
بيد أن الصحيح هو أن الطباعة نتاج حضاري بشري ،أسهمت البشرية شرقًا وغربًا يف تطويره واكتشاف
إىل أمة معينة ،وجتاهل اللبنات األساسية اليت أشادهتا أمم أخرى على طريق هذا االكتشاف.
فمثالً نالح ظ الب دايات األوىل هلذا الفن ظه رت يف الص ني القدمية ،فق د اس تطاع احلك ام الص ينيون يف ذل ك
الوقت تأمني نقش النصوص الدينية املقدسة على قوالب خشبية ،مث كانت ترتك هذه يف أماكن عامة حىت ميكن
أخذ نسخ منها على الورق ،وهكذا كان بإمكان كل من يريد أن يأخذ نسخة طبق األصل عن النصوص املقدسة
أن يفعل ذلك .ويف حوليات أسرة هان (من 202قبل امليالد إىل 220بعد امليالد) توصف هذه الطريقة بشكل
13
حي ،كما يتم احلديث عن السبب الذي دفع احلكام الصينيني إىل نقش النصوص الدينية على قوالب خشبية ،فهذه
احلولي ات تؤك د أوالً ال رأي القائ ل ب أن أعم ال احلكم اء ق د تعرض ت إىل تغي ريات وتش وهات ،ول ذلك ك ان من
الضروري أن تنقش تك األعمال بصورهتا األصلية على احلجر ،لكي يتم تفادي أخطاء النساخ.
ترتبط قصة اخرتاع الطباعة يف أوروبا باألملاين جوهان غوتنربغ (ولد حنو 1400م ،وتويف حنو 1468م) كما هو
مشهور ،إذ يقال :إنه هو الذي اخرتع األحرف املتنقلة يف أوروبا ،وأدخل عليها حتسينات يف مدينة سرتاسبورج،
ولكنه نقل مطبعته إىل مسقط رأسه يف مدينة ماينز حنو عام 1440م ،أو على رواية أخرى بعد ذلك بقليل يف عام
1448م ،حيث طب ع الكتب هبا .ويق ال :إن كتب ه األوىل ظه رت يف الس وق حنو عام 1445م والس نوات التالية،
ومنه ا كت اب( Sibylles أي الكاهن ات العراف ات) ،وكت اب( Donat أي النح و الالتي ين) يف ثالث طبع ات،
وتق وم ع ام 1448م ،ك ذلك خ رج من مطابع ه "خط اب غف ران" للباب ا نق وال اخلامس ع ام 1451م ،أو ع ام
1454م.
كما طبع غوتنربغ التوراة عام 1455م ،يف جملدين من حجم النصف ،وقد عرفت هذه التوراة فيما بعد باسم
"التوراة املازاريين" ألن أول نسخة لفتت أنظار خرباء الكتب ،كانت النسخة اليت احتفظ هبا الكاردنال مازاران يف
وقد اقرتن اسم غوتنربغ باسم جان فوست ،وهو املمول الذي أقرضه 800فلورين بفائدة عام 1450م ،لكي
يستطيع ص ناعة بعض األدوات ،ولكن يف عام 1455م ،اهتم فوست غوتنربغ بع دم االلتزام والوفاء بتعهداته ،مث
قاض اه يف احملكمة ،وحكم عليه بدفع الفوائد املرتتبة عليه ،وإع ادة رأس املال .كما اقرتن اسم غوتنربغ بشخص
14
فطبع ا عام 1457م أول كتاب مؤرخ وهو "زبور
آخر هو بيرينسوفر (مهرفوست) ،الذي اشرتك مع فوستً ،
مايانس" ،مث ما لبث شوفر هذا أن طور أعماله ووسعها ،حىت ظل مشغله من أكثر املشاغل أمهية يف أوروبا كلها
وذهب آخرون إىل أن املخرتع األول للطباعة يف أوروبا قبل غوتنربغ ،هو اهلولندي لورنز جانزون كوسرت ،من
مدينة هارمل اهلولندية ،أما األملاين غوتنربغ فقد اقتصر جهده على التطور هبا حنو الكمال ،وقد أقام اهلولنديون متثاال
لكوس رت يف ع ام 1635م تكرميً ا ل ه .إن من ي ؤرخ ملس ألة اخ رتاع الطباع ة من الغرب يني ،ق د ال يفلت من التح يز،
ولذلك أثري حول هذه املسألة سجال واسع ،فتارة تنسب إىل شوفر ،أو إىل فوست ،وأخرى إىل كوسرت .ويقال:
إن أول من ادعى بأن كوسرت هو مكتشف الطباعة هو طبيب هولندي من هارمل يدعى أوريان دي جونغ ،حيث
ظهرت مقالة موقعة بامسه بعد وفاته يف إحدى الصحف اهلولندية ،يدعي فيها أن أحد سكان هذه املدينة ويدعى
(ل وران ج انزون) امللقب بكوس رت ،ك ان ق د اخ رتع قب ل ع ام 1441م فن مجع احلروف املتحرك ة من املع دن
املصبوب من أجل النسخ اآليل للنصوص ،كما طبع عدة كتب ،وذاع سره عام 1442م يف أمسرتدام ،مث كولونيا
ومايانس ،من قبل أحد عماله الذين تركوا العمل عنده .
وبغض النظر عن مدى صحة هذه القصة اليت أثار حوهلا الكثري من الباحثني الشكوك ،كما دحضها آخرون ،مثل
فان درلند الذي أوضح أن كوسرت كان صاحب فندق يصنع الشمع من الشحم.
فإن ظهور الطباعة احلديثة يف أوروبا تأخر حىت أواسط القرن اخلامس عشر ،أي بعد والدهتا يف الصني بنحو سبعة
قرون ،وإن كانت الطباعة آنذاك يف جتارهبا األوىل ،وفيما بعد استطاع األوروبيون اكتشاف األسلوب املتطور هلا.
15
وأخريا الطباعة -بشكلها
ً ولكن تبقى مسألة ينبغي أن ال تغيب عن الباحث ،وهي أن اكتشاف الكتابة ،مث الورق،
األول -كلها من معطيات اإلنسان الشرقي احلضارية .بيد أن اجملتمعات األخرى اقتبست هذه الفنون فأعادت
إنتاجها ،وطورهتا ،وعملت على حتديثها ،وتكييفها مع البيئات املدنية املتنوعة ،لتيسري االستفادة منها.
لق د انتش رت الطباعة بس رعة فائق ة يف أوروب ا حيث باش ر اإليط اليون باس تخدام الطباع ة ع ام 1464م ،أو
1465م ،بع د أن أق ام اثن ان من تالم ذة ش وفر مها ك ونراد رفاينه امي ،وأرنول د بان ارتز مطبع ة بأح د أدي رة مدين ة
سوبياكو Subiaco بالقرب من روما.
وبع د ذل ك بس نتني تلقي ا دع وة للتوج ه إىل روم ا ،حيث عكف ا على نش ر سلس لة طويل ة من الكتب ،خالل
مث دخلت الطباعة سويسرا يف عام 1468م ،وفرنسا يف عام 1470م ،وهولندا يف عام 1473م (فيما عدا
ما يسمى مبطبوعات كوسرتيانا اليت نفذت قبل ذلك الوقت) ،وبلجيكا والنمسا واجملر يف عام 1477م ،والدامنارك
أما يف خارج أوروبا فقد أنشئت أول مطبعة يف املكسيك عام 1536م ،كما ظهرت طبعة التوراة العربية
برتمجة سعيد الفيومي باألحرف العربانية يف اآلستانة 1551م ،ومل يظهر لتلك املطبعة من أثر غري تلك التوراة .
16
وب ذلك تع د اآلس تانة أول م دن الش رق ال يت وص لتها الطباع ة بع د املدن األوروبي ة ،وإن كن ا ال جند أث ًرا
ملطبوع ات أخ رى فيه ا ح ىت ع ام 1729م ،أو 1730م حيث طبعت فيه ا ترمجة ص حاح اجلوهري إىل الرتكي ة.
ورمبا كانت بالد الشام هي احملطة الثانية للطباعة الوافدة من أوروبا ،فقد طبع كتاب مزامري داود بالعربية باحلروف
الس ريانية م ع ترمجت ه إىل الس ريانية س نة 1585م ،يف مطبع ة أنش أها رهب ان مارقزحي ا يف دي رهم لبن ان ،وهي أق دم
مطابع سوريا.
أكد بعض الباحثني على أن أول مطبعة عربية وأحرفها عربية ،ظهرت يف فانو بإيطاليا بأمر البابا يوليوس
الثاين ،ودشنها البابا ليون العاشر سنة 1514م ،وأول كتاب عريب طبع فيها يف تلك السنة كتاب ديين ،مث سفر
الزبور سنة 1516م ،وبعد قليل طبع القرآن الكرمي يف البندقية ،ولكن مل تصلنا منه نسخة ما ،ألن مجيع النسخ
كما طبع يف جنوى سنة 1516م ،بتكليف من األب جوستنياين سفر املزامري ،وقام بطبعه باولو يورو ،وقد
طبعه بأربع لغات هي العربية والعربية واليونانية والكلدانية ،ومع كل لغة من هذه اللغات ترمجة التينية مطابقة هلا،
مع مالحظات وشروح ،وكان كتابً ا كبري احلجم .وقد نشر املستشرق غويوم بوستيل األستاذ يف كلية فرنسا،
مب ادئ اثن يت عش رة لغ ة ش رقية حبروفه ا األص لية ،وق د اس تعمل املستش رق املذكور يف طباع ة القواع د العربي ة ال يت
صدرت مع باقي اجملموعة يف باريس سنة 538م حروفًا عربية ،وكان هذا الكتاب أول سجل مطبوع للغة العربية
يف ب اريس .ويف ع ام 1585م ق ام الطب اع البن دقي ب ازا ،بع د أن انتق ل إىل روم ا بطب ع مؤل ف جغ رايف ع ريب ،هو
17
األول من نوع ه باللغة العربي ة خلو من الدعاي ة الدينية ،هو كت اب البس تان يف عج ائب األرض والبل دان ،ومؤل ف
ويف املدة نفسها طبعت بعض الكتب العربية يف املدن األملانية ،فقد ألف يعقوب كريستمان وهو أول أستاذ
للغة العربية يف جامعة هايدلربغ ،كتابًا عنوانه :يف األلفباء العربية ،وطبع الكتاب أول ما طبع يف نيوشتاد من أملانيا،
كما جرى طبع كتاب عريب آخر يف هايدلربغ عام 1583م ،على احلروف نفسها اليت طبع عليها الكتاب
األول ،وهذا الكتاب هو الرتمجة العربية لرسالة بولس الرسول إىل أهل غالطية بعنوان :إىل غالطية ،وقد قام بنقلها
إىل العربية روجتر سبأي ،كذلك ألف بارثولو ماوس رادمتان كتابًا بعنوان :املقدمة يف اللغة العربية ،وقد مت طبعه يف
أما بالنسبة ألول مطبعة عربية ظهرت يف أوروبا ،فهي تلك املطبعة اليت أمر بإنشائها الكاردينال فرنندودي
متش ي يف روم ا ع ام 1584م ،وهي "املطبع ة الش رقية املديتش ية" ال يت ت وىل إدارهتا جيوق ين؟ بتس تار اميون دي ،وق د
نشرت هذه املطبعة الكثري من الكتب العربية ،وقد باشرت عملها يف عام 1586م ،واستمرت تستعمل يف طبع
عام 1593م ،لكن خالل هذه احلقبة اليت استمرت سبعة أعوام -من سنة 1586م إىل 1593م -طبعت هذه
املطبع ة كتبً ا ص غرية أخ رى باللغ ة العربي ة منه ا" :األناجي ل األربع ة" ،يف ترمجة عربي ة ،ع ام 1590م ،وتلته ا طبع ة
18
أخ رى لنفس للرتمجة العربية نفس ها ويف مقابله ا الرتمجة الالتيني ة ع ام 1591م ،مث تال ذل ك طب ع كت اب "الكافية"
البن احلاجب ،وكتاب "اآلجرومية" البن آجروم ،ويف السنة نفسها ،سنة 1592م طبع كتاب "نزهة املشتاق يف
ذك ر األمص ار واألقط ار والبل دان واجلزر واملدائن واآلف اق" للش ريف اإلدريس ي ،مث طبعت س نة 1594م كت اب
"حتري ر أص ول أوقلي دس" ،وبع دها ت وقفت ح ىت ع ام 1610م ،حيث طبعت كت اب "التص ريف" للع زي يف ذل ك
العامل.
ومن املط ابع العربي ة األخ رى ال يت أقيمت يف أوروب ا ،هي املطبع ة ال يت أنش أها اس تفانوس ب اولينوس تلمي ذ
راميوندي مدير املطبعة السابقة الذي تويف عام 1614م ،فطلب السفري الفرنسي لدى الفاتيكان (من 1608إىل
1614م) فرانسو ساقار ؟ دي برف من باولينوس هذا ،إنشاء مطبعة جديدة يف روما ،صممت هلا حروف عربية
جديدة مجيلة الشكل .وحني عاد ساقار؟ من روما إىل باريس عام 1615م ،أخذ معه مطبعته العربية ،ومديرها
استفانوس باولس ،كذلك أنشأ يف باريس مطبعة أخرى ،مسيت "مطبعة اللغات الشرقية".
وكان فرانسسكوس رافلنجيوس ( ،)1597 - 1539قد أنشأ مطبعة عربية يف هولندا ،كانت حروفها
بطرس كرسنت (1640 - 1575م) ،أول مطبعة عربية يف أملانيا ،حيث تولت يف األعوام 1611 - 1608م
طباع ة جمموع ة من الكتب العربي ة ،منه ا :حنو ع ريب يف ثالث ة أج زاء ،اجلزء الث الث منه ا ه و النص الع ريب لكت اب
"اآلجرومية" حبسب طبعة روما املذكورة آن ًفا ،مع ترمجة التينية وتعليقات . . .وغريها.
ويف مدينة ليدن يف هولندا ،أنشأ توماس أربينيوس مطبعة عام 1595م ،ظهر أول كتاب من طباعتها بعنوان
"قواعد اللغة العربية" ألربينيوس نفسه ،عام 1613م ،ويف عام 1615م صدر كتاب "أمثال لقمان" عنها ،وقد
19
نالت ليدن شهرة واسعة بسبب كثرة ما طبع فيها من كتب عربية ،ومل تزل مطبعة بريل فيها تعىن بنشر الكتاب
العريب حىت اليوم .أما يف لندن فقد تأسست فيها مطبعة عربية منذ منتصف القرن السابع عشر ،ويعد كتاب "تاريخ
الدول ة اخلوارزمي ة" املس تل من كت اب أيب الف داء الش هري "املختص ر يف أخب ار البش ر" ،من أهم م ا طب ع فيه ا وقت
إنشائها ،حيث صدر عم 1650م .وهكذا أسست جامعة أكسفورد مطبعة عربية يف تلك احلقبة طبع الكثري من
الكتب العربي ة ،مث ل :كت اب "ت أريخ خمتص ر ال دول" البن الع ربي م ع ترمجة التيني ة ،وكت اب "نظم اجلوهر" البن
البطريق . . .وغريها.
ويف القرن الثامن عشر انتشرت الطباعة العربية يف الكثري من البلدان األوربية ،وتزايد دور هذه املطابع يف
إصدار الكتب العربية ،بعد التوسع الكبري يف حركة االستشراق ،وتغلغلها يف خمتلف البالد العربية ،وكثرة مراكزها
20
الباب الثاين :طباعة الكتب العربية
21
الفصل األول
تمهيد
(ث .ف كارتر) استطاع يف كتابه (اخرتاع يذكر (ألكسندر ستيتشفيتش) يف
كتابه (تاريخ الكتاب) أن الباحث الطباعة يف الصني وانتشارها باجتاه الغرب) أن يربر عدم اهتمام العرب أو تأخر
اهتمامهم باكتشافات الطباعة بواسطة القوالب اخلشبية مث بواس طة احلروف املتحرك ة املكتشفة يف آسيا كاليابان
وكوريا والصني ،مما حرم أوروبا من وصول الطباعة؛ ألن التأثريات الثقافية والسلع التجارية كانت تسري باجتاهني
ويرجع ذلك إىل عدم اهتمام العرب هبذه االكتشافات ،مما أدى األمر إىل تأخر انتقاهلا إىل الغرب؛ ويرجع
ذل ك ألس باب ديني ة؛ إذ رفض وا أن تطب ع كتبهم املقدس ة بوس ائل ميكانيكي ة مما أخ ر انتش ار الطباع ة من الش رق
األقصى إىل أوروبا .وقال ..« :ويف الواقع إن العرب املسلمني قد رفضوا طباعة القرآن حىت يف العصور املتأخرة،
ويب دو من املث ري هن ا أن تس جل م ا حص ل يف إس طنبول للموع د إب راهيم اهلنغ اري ال ذي طلب س نة 1727م إذنً ا
لتأسيس مطبعة يف املدينة .وقد حصل أوالً على فتوى صرحية من العلماء ترفض بشدة طباعة القرآن على أساس أن
22
هذا يتعارض مع اإلسالم ،مث حصل أخرياً على موافقة بتأسيس مطبعة بشرط أال يطبع فيها القرآن .وإذا استثنينا
وهك ذا فق د ت أخر عم ل أول مطبع ة يف مص ر إىل س نة 1825م .وعلى ك ل ح ال ف إن الق رآن ق د ب دئ يف
طباعته منذ القرن اخلامس عشر امليالدي ولكن خارج املنطقة العربية ،فقد طبع للمرة األوىل يف فيينا خالل سنوات
1499 - 1483هـ ،بينما طبعت عدة كتب عربية أخرى يف مدينة فانون بإيطاليا الوسطى خالل 1514م».
ويذكر أنه قد اكتشف يف آثار مدينة قدمية بالقرب من الفيوم مبصر نصوص حلوايل مخسني كتابًا ،مت إنتاجها
بواس طة الطباع ة ب القوالب اخلش بية خالل س نوات 1350 - 900م .وك انت ه ذه الكتب دون اس تثناء مكتوب ة
باللغ ة العربي ة ،وتن اولت موض وعات ديني ة ،وهي الي وم حمفوظ ة يف املكتب ة الوطني ة يف فيين ا .واختتم بقول ه« :إن
الباحثني االختصاصيني الذين اهتموا هبذه املطبوعات النادرة يف العامل اإلسالمي قدموا براهني مقنعة مبا فيه الكفاية
لتك وين رأي يق ول إن ه ذه الكتب املطبوع ة ق د ظه رت بت أثري مباش ر أو غ ري مباش ر للتقني ة الص ينية يف الطباع ة
ب القوالب اخلش بية؛ ول ذلك فهي تعت رب جس راً مهم اً بني الطباع ة ال يت ظه رت أوالً بالش رق األقص ى والطباع ة ال يت
الطباعة الحديثة
وقد بدأت الطباعة احلديثة قبل حنو 580سنة .وكانت الرسائل والكتب قبل ذلك تكتب خبط اليد.وقد
اخرتع األملاين (جوهانس جو تنربج) حوايل عام 1440هـ الطباعة باحلروف املتحركة.
23
وق د ظه رت أول ح روف طباع ة عربي ة على ي د (م ارتن روث) ع ام 892هـ1486 /م ال ذي طب ع ترمجة
لكت اب (برن ارد براي د بن اخ) عن رحلت ه إىل األم اكن املقدس ة .وك انت احملاول ة الثاني ة يف إس بانيا ع ام 911هـ/
1505م بص دور كت اب (وس ائل تعلم ق راءة اللغ ة العربي ة ومعرفته ا) .واحملاول ة الثالث ة ك انت طب ع اإلجني ل ع ام
1000هـ1591 /م.
وأول مطبعة يف تركيا ُأنشئت عام 1140هـ1727 /م ،وقد اشرُت ط إال يطبع عليها القرآن الكرمي.
وأول مطبعة أنشئت بلبنان عام 1165هـ1751 /م ومل يكتب هلا االستمرار.
وعرفت مصر املطابع مع قدوم احلملة الفرنسية عام 1213هـ1798 /م ،لكنها توقفت بعد رحيل احلملة
وأسس حممد علي أول مطبعة ،ما زالت باقية حىت اآلن ،هي مطبعة بوالق عام 1235هـ1819 /م ،وكان
أول م ا طبعت ه ق اموس ع ريب /إيط ايل ،واس تمرت تطب ع ك ل املطبوع ات مبا فيه ا (الوق ائع املص رية) ،بوص فها أول
وع رفت أول مطبع ة حجري ة ب العراق ع ام 1246هـ1830 /م ،ومل تس تمر ط ويالً ،مث ترس خت الطباع ة
24
وعرفت الطباعة بفلسطني عام 1246هـ1830 /م ،ويف اليمن عام 1294هـ1877 /م ،ويف مكة املكرمة
1300هـ 1882 /م ،ويف الس ودان م ع بداي ة العق د الث امن من الق رن التاس ع عش ر امليالدي ،وب األردن ع ام
1341هـ1922 /م ،وبالكويت عام 1366هـ1947 /م ،وكانت معظمها من أجل طباعة الكتب والصحف.
واليوم تستخدم املطابع العربية أحدث أجهزة الطباعة يف العامل يف اجلمع والطبع واإلخراج واملونتاج والقص
ويذكر عثمان حافظ يف كتابه (تطور الصحافة يف اململكة العربية السعودية) ..« :أنشأت احلكومة العثمانية
مطبعة الوالية مبكة املكرمة عام 1300هـ املوافق 1882م ،وهي أول مطبعة تؤسس يف احلجاز.»..
ويؤكد ذلك حممد العبدالرمحن الشامخ يف كتابه (نشأة الصحافة يف اململكة العربية السعودية) قائالً ..« :أما
اجلزيرة العربية فلم تعرف الطباعة إال يف عام 1877م ،وذلك عندما أسست احلكومة العثمانية املطبعة الرمسية يف
صنعاء باليمن ،وكانت مكة املكرمة ثاين مدينة من مدن اجلزيرة العربية تعرف فن الطباعة حيث أنشأت احلكومة
الرتكية فيها مطبعة رمسية يف عام 1300هـ (1883م) .وأسس وايل احلجاز عثمان نوري باشا مطبعة حكومية
مبكة املكرمة ،هي مطبعة الوالية أو املطبعة املريية كما كانت تسمى يف بعض األحيان ،وقد أنشأها الشيخ أمحد بن
زي ين دحالن ،وه و يه دف إىل أن يطب ع فيه ا كتب العل وم ليك ثر انتش ار العلم يف موض ع مهب ط ال وحي املكني».
وك انت املطبع ة يف ب ادئ أمره ا مطبع ة يدوي ة ،وص فها حمم د س عيد عبداملقص ود بأهنا عب ارة عن (ماكين ة ب دال
25
صغرية) .وأضاف بأن احلكومة الرتكية قد زودهتا يف عام 1302هـ ( 1884أو 1885م) بآلة طباعة متوسطة.
وق د أش ار رش دي ملحس يف ع ام 1347هـ (1928م) إىل اإلص الح ال ذي أدخ ل على ه ذه املطبع ة يف ع ام
1302هـ فقال إنه قد جلب هلا ٍ
حينئذ (ماكينة كبرية وأدوات أخرى هي املوجودة اليوم).
وقال إنه قد ورد يف العدد الثاين من التقومي الرمسي لوالية احلجاز (حجاز والييت سالنامة سي) حديث عن
هذه املطبعة وعما حققته من تطور خالل سنواهتا الثالث األوىل ،جاء فيه« :سبق أن جرى يف عهد اخلالفة -عهد
العلم واملعرف ة -جلب آل ة طب ع وكمي ة من احلروف ،وتع يني اث نني من املوظفني للمطبع ة ال يت تأسس ت يف والي ة
احلجاز منذ ثالث سنوات .وقد قامت هذه املطبعة بالغرض املنشود يف أول األمر ،ولكن حيث إنه كان هناك عدد
من املؤلفات املرتاكمة اليت كانت ترسل من سنوات إىل اخلارج للطباعة فقد أحضرت من فيينا آلة طبع ذات عجلة
واحدة ،وكمية وافية من احلروف؛ وهلذا تطورت مطبعة الوالية ،واتسع نطاق عملها ،وأصبحت هذه الكتب تطبع
فيها .كما أهنا قامت بطبع بعض الكتب اجلاوية بعد أن زودت حبروف جديدة مالئمة هلذه اللغة .وقد طُلبت من
أوروبا أخرياً آلة طبع خاصة لطبع الرسائل املتنوعة املش ّكلة ،وقد استطاع أبناء البلد خالل هذه املدة القصرية أن
ُ
يتعلموا فن صف احلروف وجتليد الكتب».
وذكر الشامخ أنه بعد رحيل مؤسسها عثمان نوري باشا أصاهبا اإلمهال ..إىل أن قال:
« ..ولكن يد اإلصالح ما لبثت أن امتدت إىل هذه املطبعة؛ فقد عادت جريدة (حجاز) بعد حوايل عام ونصف
العام من هذه الشكوى؛ فأشارت إىل أن مطبعة الوالية قد عُ ّمرت ،وأدخلت عليها بعض اإلصالحات.»..
26
وقال إن أول ما قامت به مطبعة الوالية هو إجناز التقومي الرمسي لوالية احلجاز (حجاز والييت سالنامة سي)
حيث صدر العدد األول من هذه السالنامة عام 1301هـ ( 1883أو 1884م).
وقد أسهمت مطبعة الوالية -كما قال املستشرق اهلولندي سنوك هرخونيه الذي زار مكة متنكراً يف عام
1884م -يف طبع بعض مؤلفات علماء احلرم املكي الذين كانوا يطبعون مؤلفاهتم يف مصر من قبل..
وق ال إن مطبع ة الوالي ة ك انت حريص ة على طب ع كتب ال رتاث واملؤلف ات التعليمي ة خالل س نواهتا الثالث
األوىل؛ فق د أوردت الس النامة يف ع ام 1303هـ (1886م) قائم ة تش مل مخس ة وأربعني كتاب اً ،مت طبعه ا فيه ا
إىل أن قال :ومهما يكن األمر فإن أهم عمل قامت به هذه املطبعة هو طبع أول جريدة تصدر يف والية
احلج از ،تل ك هي اجلري دة األس بوعية (حج از) ال يت ص درت يف 1326 /10 /8هـ (1908 /11 /3م)،
واحتجبت عن الص دور بع د ح وايل س بع س نوات .ومل يقتص ر إس هام مطبع ة الوالي ة يف جمال الص حافة على نش ر
جريدة (حجاز)؛ فقد طبعت فيها كذلك جريدة (مشس احلقيقة) األسبوعية اليت صدرت مبكة املكرمة يف /2 /16
وق ال إن املطبع ة ك انت تطب ع آلخ رين ب أجر ،وذك ر كت اب (أس ىن املط الب يف من اقب س يدنا علي بن أيب
طالب) للجزري ،وكتب عليه إن هذا الكتاب قد طبع يف مطبعة الوالية عام 1324هـ على نفقة احلاج عمر امليمين
27
إىل أن قال :إن هذه املطبعة قد أدت دوراً مهماً على مدى ربع قرن؛ فنشأت الصحافة يف ظلها ،وبعد هناية
احلرب العاملي ة األوىل آلت املطبع ة إىل احلكوم ة اهلامشية ال يت اختذهتا مطبع ة رمسية ،وأص بحت تطب ع هبا جري دة
(القبلة).
وقيل إن جريدة (مشس احلقيقة) قد أنشأت مطابع خاصة هبا عام 1327هـ ،وقد اشرتاها بعد سنة الشيخ
حممد ماجد الكردي الذي طبع كثرياً من الكتب املهمة ،كما أنشأ مكتبة خاصة ،ك انت خمطوطاهتا ومطبوعاهتا من
أنفس ما حتتويه مكتبات مكة املكرمة .وقد مسى املطبعة (مطبعة الرتقي املاجدية) مبحلة الفلق يف مكة املكرمة.
ونشر عباس بن صاحل طاشكندي قائمة مبطبوعات املطبعة املريية خالل الفرتة العثمانية من عام 1300هـ/
المؤلف العنوان
28
وهكذا استمر بنشر قوائم باملطبوعات كل سنة على انفراد حىت عام 1339هـ املوافق 1920م.
ويف جدة أنشأ راغب مصطفى توكل مطبعة اإلصالح يف 26ربيع اآلخر 1327هـ ( 17مايو 1909م).
وقد قامت بطبع جريدة (اإلصالح احلجازي) وبعض الكتب ،ولكنها مل تعش طويالً.
ويف املدين ة املن ورة ظه رت املطبع ة العلمي ة ع ام 1329هـ1910 /م لكام ل خج ا رئيس جتار املدين ة ،كم ا
أنشأت احلكومة العثمانية مطابع احلجاز ،وأصدرت جريدة (احلجاز) ،ومل تعش طويالً؛ إذ قامت احلرب العاملية
ومبجرد خروج األتراك تعطلت املطبعتان ،وقيل نُقلتا مرة أخرى ،ومل يبق باملدينة سوى مطبعة صغرية تدار
باليد ،امسها مطبعة طيبة الفيحاء اليت أسسها أمحد الفيض أبادي وعبداحلق النقشبندي .وظلت هذه املطبعة حىت عام
1355هـ1936 /م عندما أحضر علي وعثمان حافظ مطبعة املدينة املنورة من مصر اليت طبعت جملة املنهل عام
ويف الدمام من املنطقة الشرقية تأسست شركة (اخلط للطبع والرتمجة والتأليف) بداية عام 1373هـ ،وكان
وقد انضم هلم عبدالكرمي اجلهيمان يف العام نفسه ،مث طلبوا من ويل العهد األمري سعود بن عبدالعزيز إصدار
جري دة باس م الظه ران ال يت ص در ع ددها األول يف مطل ع ش هر مجادى األوىل 1374هـ .ويف الع ام ذات ه أحض ر
الش اعر خال د الف رج مط ابع مساها (املط ابع الس عودية) بال دمام ،لكن ه ت ويف قب ل أن تب دأ العم ل؛ فطبعت املط ابع
السعودية جريدة (الفجر اجلديد) يف شهر رجب 1374هـ ،وما لبثت أن توقفت.
29
ويف الرياض عاصمة اململكة أسس الشيخ محد اجلاسر (مطابع الرياض) يف شهر شعبان 1374هـ ،وطبع هبا
العدد التاسع من السنة الثانية من جملة اليمامة الشهرية لشهر رمضان 1374هـ املوافق مايو 1955م بعد أن كانت
تطبع بالقاهرة ،وقصة لقائه مع حمب الدين اخلطيب ونصيحته بتأسيس مطبعة بالرياض..
الفصل الثاني0
اكتشفت يف العديد من املواقع األثرية يف سوريا والعراق جمموعة من األختام األسطوانية وغريها
قد مت استعمال األختام الطينية املنقوشة بتصميم بسيط منذ سنة 5000ق م .وكانت تطبع على
30
األبواب املخصصة حليازة وحفظ السلع .كما مت العثور عليها على األكياس والسالل اليت كانت تنقل
هذا احلجر األخضر والذي طوله 3.9سنتيمرتا والذي يعود تارخيه إىل 2300ق م كما
يف ماري عى الفرات األوسط .وعليه اآلهلة من ذكور وإناث ومت التعرف عليهم من خالل خوذاهتم
ذوات القرون كاإلهلة عشتار وإله الشمس مشش وإله املاء إنكي يتبعه وزيره.
دخلت الطباعة متأخرة بسبب ظروف احلكم العثماين القاسية فيه آنذاك حيث أنشئت أول
مطبعة حجرية يف الكاظمية عام 1821م ولكن الطباعة ظهرت بشكل حقيقي عام 1856م عندما
أسس الرهبان الدومينيكان مطبعة هلم يف املوصل وأنشأوا فيها قسما خاصا بالتجليد والتذهيب ويف
عام 1869أنشأالوايل العثماين مدحت باشا مطبعة الوالية لطبع جريدة البالد الرمسية باللغتني العربية
والرتكية وهي مطبعة جتارية إال أهنا أمهلت فيما بعد لفرتة من الزمن ومل تطبع سوى الصحيفة
احلكومية.
في مصر
ميالدي واليت عرفت بطابعة الربوبوجاندا أي الدعاية ألن نابليون أراد من خالهلا استمالة املصريني إليه
31
عن طريق الدعاية وكانت هذه الطابعة تطبع منشورات ومراسيم احلملة وقد عرفت هذه الطابعة
بأمساء خمتلفة مثل الطابعة الشرقية أو الطابعة الشرقية الفرنسية وملا استقرت أصبحت تعرف باسم
الطابعة األهلية وقد خرجت هذه املطبعة من مصر مع خروج احلملة الفرنسية منها عام 1801و
بقيت مصر خالية من املطابع حوايل عشرين عاما حىت أنشأ حممد علي باشا عام 1821مطبعة
بوالق اليت نشر فيها جريدة احلكومة الرمسية الوقائع املصرية كما نشر فيها املنشورات واملراسيم
احلكومية والكتب املدرسية والعسكرية إىل جانب الكتب العربية القدمية أو الكتب اليت أمر برتمجتها
إىل اللغة العربية وقد بلغ عدد الكتب اليت طبعتها هذه املطبعة فيما بني عامي 1830 -1822م حنو
مخسني كتابا ارتفع يف هناية عام 1850إىل ثالمثئة كتاب يف خمتلف املوضوعات األدبية والتارخيية
والفنية ويف مصر أنشئت املطبعة األهلية القبطية عام 1860م وبعد ذلك بستة أعوام أنشأ عبد اهلل أبو
أما مصر فقد عرفت املطابع مع قدوم احلملة الفرنسية 1798م ،وأسس حممد علي أول مطبعة
هي مطبعة بوالق عام 1819م وكان أول ما طبعته قاموس عريب إيطايل وطبعت فيما بعد جريدة
الوقائع املصرية وعرفت أول مطبعة حجرية يف العراق سنة 1830م وبفلسطني العام نفسه ،ويف
32
في اليمن
ظه رت أوىل املط ابع يف اليمن ع ام 1877ميالدي عن دماوردها الس لطان عبد احلميد الث اين يف
مارس 1877م .وأمر باصدار صحيفة صنعاء كصحيفة رمسية لوالية اليمن وصدرت صحيفة اسبوعية
سنة 1297هـ املوافق 1878تصدر كل ثالثاء وكانت أول صحيفة رمسية يف شبه اجلزيرة العربية
هبدف خدمة املص احل احلكومي ة ،ظه رت يف ب ادئ االمر يف 4ص فحات مث يف 8ص فحات ،كما
الفصل الثالث
33
بواكري املطابع االسالمية يف البالد العثمانية
االستانة
يتفق الباحثون على ان اخرتاع املطبعة يعود لالملاين يوحنا غوتنربغ عندما بدأ العمل باخرتاعه سنة 1436م
وجعله موضع التنفيذ سنة 1450م ،وبعد هذا التاريخ بأقل من اربعني عاما دخلت الطباعة اىل الدولة العثمانية،
فقد احضر احد اليهود اىل االستانة مطبعة وحروفا عربية لينشر هبا كتب ديانته ،وقد خشي السلطان بايزيد الثاين
من ذلك فاصدر عام 1485امرا حيرم على غري اليهود استخدام هذا االخرتاع ،ويف سنة 1515م جدد السلطان
ويذكر جرجي زيدان( )5ان هذه املطبعة نشرت باللغة العربية بعض الكتب العربية ،مثل التوراة العربية
ترمجة سعيد الفيومي سنة1551 م .أما املطبعة باحلروف العربية فمؤرخو الدولة العثمانية ومنهم تاريخ
جودت يذكر ان الدولة عرفت الطباعة العربية بسعي ابن السفري الرتكي يف باريس ،ويدعى سعيد افندي ابن حممد
افندي املشهور (بيكرمي سكز جليب) وقد أصبح سعيد فيما بعد صدر أعظم وكان قد شاهد املطبعة يف باريس
وعرف منافعها ،وعندما عاد اىل االستانة اتصل برجال الفكر واالدباء وفاحتهم يف امر انشاء مطبعة ،وكان يف
عاصمة الدولة وقتئذ رجل جمري االصل اعتنق االسالم ومسى نفسه ابراهيم افندي اجملري ،كان معروفا بالذكاء
واالملعية وملعرفته الواسعة بالعلوم العلمية والرياضية ،وقد حصل على ثقة كبار رجال الدولة ككاتب قدير،
فانعمت عليه براتب جزيل يسمى (متفرقة دركاه عايل) فسمي ابراهيم هذا ابراهيم متفرقة نسبة إىل تلك املكافأة،
وقد عرض سعيد افندي امر املطبعة على ابراهيم متفرقة( )6هذا فرحب بالفكرة وقرر مساعدة من يشرع بتنفيذها
34
مما كان من سعيد افندي اال ان كتب تقريرا بذلك اىل صهر السلطان ابراهيم باشا ورجاه ان يسعى يف احلصول
على االذن بطبع كتب احلكمة واللغة والتاريخ والطب واهليئة على ان يتعهد بعدم طبع كتب الفقه والتفسري
وأفىت شيخ االسالم عبداهلل سنة 1716 - 1129م جبواز استخدام املطبعة يف العلوم املذكورة ،ومل
تؤسس املطبعة اال بعد صدور الفرمان السلطاين بالرتخيص اىل سعيد افندي وابراهيم متفرقة بانشاء مطبعة،
ما قولكم دام فضلكم يف ما يقوله زيد ويدعيه عمرو من انه يقدر على نقش صور كلمات وحروف
املؤلفات يف العلوم االلية :القواميس واملنطق واحلكمة والفلك ومجعها يف قالب وطبعها على الورق ،واستحصال
نسخ كثرية من هذه الكتب ،فهل جيوز له ذلك شرعا ،افتونا مأجورين) وقد افىت له جبواز ذلك شيخ االسالم يف
ذلك الزمان واليك صورة الفتوى( :ان زيداً الذي برع يف صناعة الطبع اذا نقش صحيحا على الورق فإنه حيصل
على نسخ كثرية من غري عناء وتعب وهذا مما يستوجب رخص امثان الكتب واملؤلفات ومن مث تتداوهلا االيادي
وبذلك تعم الفائدة وتشمل كل طبقات الناس وعليه جيوز شرعا الطبع على الوجه املذكور ويستحسن تأليف جلنة
وقد توىف ابراهيم متفرقة سنة 1158هـ 1744 -م فخلفه ابراهيم افندي القاضي اىل ان تويف هذا ايضا فتعطلت
املطبعة عشرين عاما المهال احلكومة المرها واعيد فتحها سنة 1198هـ 1783 -م.
35
هذا ومل يبد سالطني ال عثمان االهتمام بالطباعة بسبب اخلوف من ان تتشوه او تتحرف الكتب الدينية
حىت ان السلطان سليم خان االول ملا جلس على سرير امللك ايد منشور أبيه بايزيد الثاين املنشور سنة 1485م
والذي حيظر على رعايا الدولة العثمانية استخدام املطبوعات بأمر عال أصدره سنة 1515م ولكن ذلك مل يكن
وتعترب هذه املطبعة اول مطبعة اسالمية نشرت كتبا عربية يف االستانة ،واصدرت عام 1728تاريخ احلاج خليفة (
1067 -1004هـ) بعنوان (حتفة الكبار يف أسفار البحار) وهو باكورة مطبوعاهتا العربية ،اما اشهر املطابع
العربية يف تلك العاصمة فمطبعة اجلوائب اليت اسسها عام 1861أمحد فارس الشدياق اللبناين ونشر فيها تصانيف
عربية جليلة كاجلاسوس على القاموس وديوان البحرتي وديوان الطغرائي ورسائل اخلوارزمي واهلمذاين ومنتخبات
اجلوائب ...اخل.
واقدم مطبعة اسالمية عربية يف البلد املصري هي مطبعة بوالق الذائعة الصيت انشأها عام 1822حممد علي باشا
رأس العرتة املالكة ،وقد استغنينا عن تعداد مطبوعاهتا الوافرة الهنا اشهر من نار على علم ،واقدم مطبعة اسالمية
عربية يف بالد املغرب اسسها عام 1860حممد الصادق باشا باي تونس ( )1882 - 1860وتعد باكورة
منشوراهتا جريدة (الرائد التونسي) اليت برزت للوجود بتاريخ 20متوز 1277( 1860هـ ) .وقد كلف الباي
املشار اليه مستعربا فرنسيا يقال له منصور كرليت الخراج مشروع املطبعة واجلريدة اىل الوجود.
وأقدم املطابع االسالمية يف بريوت (مطبعة مجعية الفنون) اليت انشأها سنة 1292للهجرة (1874م) الشيخ
عبدالقادر قباين ،ونشر فيها جريدته (مثرات الفنون) وهي باكورة مجيع الصحف االسالمية يف هذه احلاضرة ،واول
36
ما طبع فيها كتاب (كشف االرب عن سر االدب) نظم الشيخ ابراهيم االحدب ،وكتاب (اطواق الذهب يف
37
الباب الثالث :الطباعة يف الغرب
الفصل األول :البدايات األوىل للطباعة يف املغرب
الفصل األول
38
البدايات األولى للطباعة في المغرب
قراءة في كتاب "مملكة الكتاب :تاريخ الطباعة في المغرب"
أول ارتس ام يتش كل ل دى الق ارئ وه و ينتهي من ق راءة "مملك ة الكت اب :ت اريخ الطباع ة يف املغ رب" من
ت أليف ف وزي عب د ال رزاق املقيم جبامع ة هارف ارد ومن ترمجة خال د بن الص غري ،ه و أن ه ذا الكت اب ،الغ ين بش ىت
املعطي ات ح ول ص ناعة الكت اب ب املغرب واملتض من لتفاص يل من النظ ام الثق ايف الس ائد خالل الف رتة املدروس ة (
)1912-1865يصعب اختزاله يف صفحة أو صفحتني .كل ما ميكن القيام به هو جتوال عرب فصوله التسعة.
وقبل كل شيء ،فالكتاب ال خيلو من فائدة ،ويفتح آفاقا أمام املشتغلني يف جمايل علم االجتماع الثقايف والتاريخ
الثقايف.
تقنولوجي يف عدة ميادين .ولعل صناعة الكتاب وما يرتبط هبا من إنتاج فكري وأديب وتسويق وأرباح مؤشر دال
على مناء بلد أو ختلفه عن املسار احلضاري الكوين .ففي الوقت الذي كانت فيه أوربا قد قطعت أشواطا يف ميدان
الطباعة والنشر منذ اخرتاع غوتنربغ يف أربعينات القرن اخلامس عشر ،وأضحى تداول املطبوعات داخل أوسع
فئ ات اجملتم ع األوروبي ة ش يئا مألوفا(*) ،نالح ظ أن املغ رب مل يع رف آل ة الطباع ة إال يف غض ون س نة ،1864
وبالضبط حني أقدم فقيه سوسي ،وهو حممد بن الطيب الروداين على جلب آلة للطباعة مرفوقا خببري مصري عرف
باسم القباين.
قد يكون هذا التأخر يف اقتناء آالت للطباعة وتشغيلها مرتبطا مبوقف علماء املغرب املالكي املذهب من
املستجدات التقنية الغربية كما أنه قد يفسر بغياب احلاجة امللحة إىل اخلدمات اليت تقدمها تقنولوجية الطباعة ،هذا
39
م ع العلم أن الدعوة إىل تبين ه ذه األخ رية وردت ،وإن بشكل حمتش م ،عند بعض رجاالت املخزن وخاص ة عن د
الوزير إدريس العمراين يف عهد السلطان سيدي حممد بن عبد الرمحان ويف رحلة الصفار.
ومن الثابت أنه قبل سنة 1964كانت النساخة كنمط إلنتاج الكتاب ،مهنة حمتكرة من طرف أفراد
ينتمون إىل املخزن والزوايا وبعض األسر العريقة ،وكانت تشكل وسيلة لالرتقاء يف السلم االجتماعي واالستئثار
بالوظائف املخزنية .وبعض املخطوطات واملنسوخات اليت توافرت قبل إدخال آلة الطباعة تبني أن جممل املواضيع
اليت مت تداوهلا آنذاك مهت احلديث والفقه والتصوف وأصنافا من علوم الشريعة كما أن النظام التعليمي القائم مل
يكن ليختل ف ،ول و بش كل ض ئيل ،عن منط التم درس ال ذي س اد يف العص ر الوس يط املغ ريب .ويب دو أن "خمتص ر"
الشيخ خليل وما رافقه من حواشي وشروحات ومنظومات شعرية ونصوص صوفية وأوراد شكل العمود الفقري
يتجلى ،إذن ،أن املغ رب مل ي درك ،ب اكرا ،ك ل املن افع املمكن استخالص ها من تب ين تقنولوجي ة الطباع ة.
وعلى عكس ذل ك ،ك انت اإلمرباطوري ة العثماني ة س باقة ،داخ ل الع امل اإلس المي ،إىل تب ين الطباع ة بع د أن مت
احلص ول على فت اوي العلم اء بإج ازة إدخاهلا إىل أرض ها .ولق د ك ان لألفك ار اإلص الحية حلاجي خليف ة املش هور
باسم كتاب جليب دور يف االلتفات إىل أمهية الطباعة .وازدادت الرغبة يف جلب هذه األخرية من بالد الغرب يف
العشرينات من القرن الثامن عشر يف أعقاب السفارة اليت أرسلها إبراهيم باشا ،الصدر األعظم ،إىل لويس اخلامس
عشر .لكن الطباعة مل حتظ بالقبول التام إال مع حلول القرن التاسع عشر .ويعترب العامل العثماين املستعرب حممد
حقي من األوائ ل ال ذين أب رزوا فض ائل الطباع ة ومزاياه ا .ومن قبله ،اس تطاع إب راهيم متفرق ة ،وك ان ي دين س ابقا
بدين املسيحية ،أن يقنع العلماء والسلطان العثماين بأمهية التقنولوجية للطباعة ،وألف يف هذا الشأن رسالة مشهورة
40
فيم ا يتص ل ب املغرب ،رمبا تع ود بداي ة الطباع ة إىل الس نوات األوىل من الق رن الس ادس عش ر حينم ا أق دم
يهودي مغريب ،وهو صمويل إسحاق ،مع والده ،على إنشاء دار عربية للطباعة بفاس .لكن ما هو مؤكد ،كما
سبق ذكر ذلك ،هو أن الفقيه السوسي حممد بن الطيب الروداين ،أول من استجلب آلة الطباعة .إال أن املخزن
سيصادر هذه اآللة ويوجهها إىل مكناس قبل أن يستقر هبا املطاف بفاس .وهبذه املدينة ،سيشرف اخلبري املصري -
القب اين -على ت دريب مغارب ة ومترينهم على تقني ات الطباع ة .واش تهر من ه ؤالء املت دربني الطيب األزرق وحمم د
اهلف روكي املراكش ي .ولق د تس ىن للبعض منهم إتق ان ه ذا الفن .وب رز من ض منهم عب د الق ادر الشفش اوين ال ذي
أرسله السلطان سيدي حممد بن عبد الرمحان ملصر ملعاينة مؤسسة الطباعة التابعة للحكومة املصرية.
عن وان .ويب دو أن املخ زن تنب ه ب اكرا إىل أمهي ة ه ذه اآلل ة اجمللوب ة ،فلم يت وان عن االعتن اء بتنظيم تس يريها وض بط
منتوجاهتا .وق د وظ ف املخ زن اإلمكاني ات ال يت تتيحه ا الطباع ة يف جمال الدعاي ة .فالس لطان م والي احلس ن ،على
س بيل املث ال ،أم ر بطب ع كت اب "إحتاف الس ادة املتقني" وتوزي ع نس خ من ه باجملان على علم اء املس لمني يف ك ل من
الق اهرة ومك ة واملدين ة وإس تنبول .وهبدف تق نني وتنظيم الطباع ة ،أص در م والي عب د العزي ز ظه ريا لس نة 1897
تضمن ،باألساس ،تفعيل الرقابة على املطبوعات احلجرية .ومن جانبه أوىل السلطان موالي عبد احلفيظ عناية فائقة
لتقنولوجية الطباعة متاشيا مع طموحاته اإلصالحية" ،ويبدو ،يالحظ فوزي عبد الرزاق ،أنه حقق مشروعني يف
مي دان الطباع ة احلجري ة يف زنق ة ج زاء برقوق ة (…) باإلض افة إىل دار للطباع ة التيبوغرافي ة ك ان مقره ا القص ر
السلطاين".
وإن ك ان املخ زن مل ي رتدد يف تش جيع حرك ة الطباع ة ب املغرب ،م ع مراقبته ا طبع ا ،والس عى إىل توظي ف
مزاياها ،فالعلماء أنفسهم -باستثناء واحد منهم وهو حممد السباعي الذي حذر ،يف رسالة مشهورة ،من الكتب
41
املطبوعة -اخنرطوا يف سريورة إنتاج الكتاب فخالل الفرتة املمتدة ما بني 1865و ،1912ساهم هؤالء العلماء
يف تنش يط إنت اج الكت اب بالت أليف والتص حيح والنش ر .وك ان من أك ثر املؤلفني ش هرة وقتئ ذ علم اء أمث ال أمحد
البلغيثي ،وأمحد السكريج ،وعبد اهلل بن خضرا وأمحد أكنسوس وأمحد الناصري وكنون وماء العينني .وتعترب حياة
هذا األخري ونشاطاهتا املتعددة منوذجا داال على التحوالت اليت طرأت على عالقة العلماء بالطباعة ،ذلك أن جزءا
هام ا من الكتب ال يت طبعت يف املغ رب م ا بني س نة 1891وس نة 1900ك انت من مؤلفات ه .ويب دو أن لل وزير
ومن األمهي ة مبك ان اإلق رار أن إدخ ال آل ة الطباع ة والتواف ق ح ول مزاياه ا ش جع العلم اء على اخلوض يف
قضايا كانت غري حاضرة بقوة يف انشغاالهتم من قبل .فأمام التحوالت السياسية والدولية اليت أخذت هتدد الكيان
التقليدي للمغرب ،برزت أدبيات سياسة تدعو املغاربة إىل مواجهة الزحف األورويب .ويعد كتاب حممد جعفر
الكتاين "نصيحة أهل اإلسالم" من أهم هذه األدبيات اليت حثت رجاالت املخزن على استعادة هيبة املغرب وجماهبة
التهديدات اخلارجية.
ومثلت أدبي ات اإلص الح وال س يما يف العش رية األوىل من الق رن العش رين منحى جدي دا يف املنظوم ة
الفكري ة-الثقافي ة عن د بعض العلم اء املتن ورين .ويف ه ذا الس ياق ن درك إرهاص ات القطيع ة م ع النم ط التقلي دي يف
تدبري أحوال املغاربة .ولنا يف منوذج أمحد بن حممد السالوي الصبيحي أحسن دليل على ذلك .فبإصداره رسالته
املوجهة إىل أهل املغرب األقصى واملعنونة بـ"أصول أسباب الرقي احلقيقي" ،سعى الصبيحي إىل إبراز اخلطوط العامة
إلصالح قوامه حتديث النظام التعليمي واقتباس النظريات واألساليب اجلديدة من الفضاء احلضاري األورويب.
إن اعتناء املخزن ورجاالته بآلة الطباعة ،وعيا منه بكل ما قد تقدمه من منافع ،وإقدام العلماء على نشر
منتوجاهتم الفكرية أثّرا بشكل من األشكال ،يف قيام سوق للكتاب لتلبية حاجيات الطلبة وبعض التجار الكبار
42
وزعماء الزوايا وبعض األسر الشريفة .ولعل أبرز حتول عرفته صناعة الكتاب ،هو تعاطي بعض األفراد هلذه املهنة
ملا تذره من أرباح .ويف هذا اإلطار ،يذكر فوزي عبد الرزاق أنه كان يف املغرب ،خالل العقود املمتدة ما بني
ستينات القرن التاسع عشر وعشرينات القرن العشرين ،حوايل تسعة طابع ما بني مغاربة وأجانب وكذا حوايل
ويعترب الطيب األزرق من رواد الطباعة باملغرب بعد رحيل اخلبري املصري سنة ،1871وأمكن له ولوج
مغ امرة الطباع ة بع د أن وج د يف ت اجر فاس ي -احلس ني ال دباغ -ش ريكا مالي ا .ولع ل م ا ش جع الطيب األزرق يف
مهنته هو حصوله على جتديد السلطان احلسن األول لظهري التوقري واالحرتام لفائدته .ومما امتاز به هذا الطابع عن
معاصريه إدخاله لتقنيات جديدة لصناعة الكتاب وسعيه إىل ختفيض تكاليف اإلنتاج هبدف توسيع رقعة القراءة.
واستطاع هذا الطابع إصدار سبعة وعشرين عمال .وألول مرة يف تاريخ املغرب ،أق دم الطيب األزرق على طبع
القرآن يف سنة ،1879دون أن يثري ذلك حفيظة األوساط الدينية داخل البالد .ولقد متكن أخوه ،وهو العريب
األزرق ،من أن جيعل من نفسه أكرب طابع على اإلطالق يف تلك الفرتة ،حيث أصدر أزيد من مائة عنوان أو أكثر
ومن األجانب الذين سامهوا بقسط وافر يف عملية الطبع والنشر ،سورى يدعى أمحد ميين الذي ما زال
الغموض يلف شخصه .ومن االحتماالت اليت يوردها فوزي عبد الرزاق يف شأنه ،هو أن يكون أمحد ميين مبعوثا
من العثم انيني إىل ف اس قص د الدعاي ة للجامع ة العربي ة والت أثري على التوجه ات السياس ية للبالد ،مس تعينا يف ذل ك
بالعناصر املغربية املتعاطفة مع اإلمرباطوري ة العثمانية ،ومن بينها أفراد األسرة الكتانية الذين أثروا الثقافة املغربية
بالكتابة والتنظري أمثال حممد وعبد احلي وابن عمومتهم حممد بن جعفر.
43
وقب ل االنته اء من ه ذا الع رض ال ذي ت وخى تق دمي نت ف وش ذرات مما يزخ ر ب ه مؤل ف ،ه و يف األص ل
موضوع األطروحة اليت أجنزها فوزي عبد الرزاق جبامعة هارفارد ،يكون من املناسب التأكيد ،حسب ما سجله
كمالحظ ة خال د بن الص غري يف مقدمت ه ،أن ه حلد اآلن ال توج د ب املغرب مؤسس ة تض م " ض من حمتوي ات مكتباهتا
اجملموعة الكاملة للمطبوعات احلجرية املغربية اليت نشرت ما بني 1865و ،1912باملطبعة الفاسية (…) هذا
مع العلم أن أكرب جمموعة هلذه املطبوعات ليست موجودة يف فاس (…) وال يف أي من املدن املغربية العتيقة ،بل
44
الفصل الثاني
في أوروبا:
يوحنا جوتنربج ( 1468 -1397م ) اسم ملع يف مدينة ((ماينـز )) بأملانيا ،وإرتبط بإخرتاع فن املطابع،
وذل ك ع ام 1436م ،وك ان ه ذا اإلكتش اف إي ذانًا بعص ر جدي د يف إنتش ار العلم والتق اء احلض ارات ،وتب ادل
الثقافات ،وظهر أول كتاب مطبوع يف أوروبا -على األرجح -ما بني ( 1450 - 1440م ) وذلك باحلروف
سريعا يف البالد
إنتشارا ً
ً الالتينية املتحركة ،ورغم السرية اليت أحاط هبا جوتنربج إخرتاعه إال أن الطباعة إنتشرت
األوروبية األخرى؛ حيث ظهرت الطباعة يف روما سنة 1465م ،ويف البندقية سنة 1469م ،ويف باريس سنة
1470م ،ويف برشلونة سنة 1471م ،ويف إجنلرتا سنة 1474م ،ويف عام 1486م عُ رفت الطباعة باحلروف
العربية ،وطُبع يف عام 1505م يف مدينة غرناطة كتابان بالعربية مها :وسائل تعلُّم قراءة اللغة العربية ومعرفتها،
ومعجم عريب حبروف قشتالية ،بتوجيه من امللك فردينان وزوجته إيزابيال .
45
وبدخول أوروبا عصر النهضة إزدادت الرغبة يف التعلم ،أتبعها إزدياد احلاجة إىل أسلوب جديد يف الطباعة
أكثر سهولة وفعالية ،فتوالت اإلخرتاعات يف جمال الطباعة واحداً تلو اآلخر .ففي عام ،1800متكن نبيل إجنليزي
من إخ رتاع آل ة طباع ة كامل ة من احلدي د ،ويف ع ام ،1811ق ام األملاين فري دريك ك ويننج (Friedrich
) Koeningبإخرتاع آلة طباعة أسطوانية تعمل بالبخار ،األمر الذي زاد من كفاءة الطباعة وسرعتها.
ومل تقف اإلخرتاعات األوروبية عند هذا احلد ،ففي عام ،1826قام عامل الطبيعة الفرنسي جوزيف نيبس
( ) Joseph Niepceبإخرتاع أول آلة تصوير ضوئي يف العامل ،األمر الذي فتح اجملال واسعاً أمام العديد من
وطباع ة الص فائح الض وئية ( ) Photolithographyال يت إخرتعه ا ألف ونس بواف ا (Alphonse
)Poitevinعام .1855وقد أدت هذه اإلخرتاعات إىل ظهور طباعة األوفست يف أوروبا بنهاية القرن التاسع
عشر.
oفي أمريكا
أم ا أمريك ا ،فق د دخلت مض مار الطباع ة مت أخرة بعض الش يء ،ففي ع ام ،1846إخ رتع األم ريكي
ريتشارد هيو ( ) Richard Hoeآلة الطباعة الدوارة اليت مت فيها توصيل حروف الطباعة بأسطوانة دوارة ،مث
ُأستخدمت أسطوانة أخرى لتثبيت الطباعة .ووصلت سرعة تلك اآللة إىل 8000صفحة يف الساعة ،مث إخرتع
وليام بلوك ( ) William Bullockعام 1863م آلة لطباعة الصحف ذات تغذية ذاتية من الورق امللفوف
على بك رات ،األم ر ال ذي زاد من كفاءهتا وس رعتها .ويف ع ام ،1871ط ور ريتش ارد م ارش ( Richard
46
)Marshه ذه اآلل ة لتنتج 18أل ف ص فحة يف الس اعة ،يف ع ام ،1884ق ام أومتر مارجنث االر ( Ottmar
) Mergenthalarبصناعة قطعة معدنية حتتوى على قوالب معدنية متثل كل احلروف املستعملة منضدة جبوار
بعض ها بعض اً ،وق د أطل ق عليه ا اس م "خ ط احلروف الطباعي ة" ( .) Linotypeوق د اس تخدمت ه ذه اآلل ة يف
وبع د ع دة س نوات اس تطاع تول ربت النس تون ( ) Tolbert Lanstonإخ رتاع آل ة جلم ع احلروف املس تقلة،
مث قام األمريكيان ماكس ولويس ليفي ( ) Max & Louis Levyبإخرتاع شاشة التلوين النصفي (
،) Halftone Screenاألمر الذي مهد الطريق أمام ازدهار طباعة الصور يف خمتلف املواد ،ومع بداية القرن
العش رين متكن األم ريكي آي را روب ل ( )Ira Rubleمن إس تخدام طباع ة األوفس ت ال يت إنتش رت على نط اق
واسع.
مث قفز فن الطباعة قفزات واسعة ليساير النهضة العلمية ،والتقدم التقين يف هناية القرن العشرين .فمع إخرتاع
أجهزة احلاسوب أصبح صف احلروف وتنسيقها يتم بإستخدام تلك األجهزة ،مث تعدى ذلك إىل إستخدام أشعة
47
الفصل الثالث
آلة الطباعة
آل00 0 0ة الطباعة هي جه از يق وم بالض غط على س طح مطلي ب احلرب ح ىت يالمس خام ة ي راد الطباع ة عليه ا
(ورق أو قم اش) ،لينق ل ه ذا احلرب هلا .وتس تخدم آل ة الطباع ة ع ادة لطباع ة النص وص ويع د اخ رتاع وانتش ار آل ة
الطباع ة واح د من أك ثر األح داث املهم ة يف األلفي ة الثاني ة بع د امليالد ،حيث تع ّد آل ة الطباع ة نقل ة ثوري ة يف
طريقة البشر يف إدراك ووصف العامل الذي يعيشون فيه ،وبذلك قادهتم إىل مرحلة احلداثة.
اخ رتع غولدمسيث يوه ان غوتن ربغ املطبع ة يف أملانيا حنو ع ام ،1440ال يت أش علت ث ورة يف ع امل الطباع ة .ك انت
الطباعة اخلشبية يف شرق آسيا منتشرة منذ عهد أسرة تانغ الصينية يف القرن الثامن ،أما يف أوروبا فقد انتشرت
الطباعة اخلشبية املعتمدة على مكابس لولبية حبلول القرن الرابع عشر .كان من أهم ابتكارات غوتنربغ ،تطوير
مص فوفات الطباع ة املعدني ة املقولب ة ي دويًا ،وبالت ايل إنت اج نظ ام آل ة طباع ة حبروف مطبعي ة متنقل ة .جع ل تص ميمه
48
احلديث للقالب اليدوي من املمكن إتقان وتسريع صنع حروف مطبعية معدنية متنقلة بكميات كبرية .على الرغم
من تطوير احلروف املطبعية املتنقلة يف شرق آسيا مسب ًقا ،إال أنه مل يكن معروفًا حىت تلك اللحظة يف أوروبا .أدى
االخرتاعان ،القالب اليدوي واملطبعة ،إىل خفض تكلفة طباعة الكتب واملستندات األخرى يف أوروبا بشكل كبري،
انتشرت املطبعة بغضون عدة عقود إىل أكثر من مئيت مدينة يف عشرات الدول األوروبية .وحبلول عام ،1500
ك انت املط ابع العامل ة يف مجي ع أحناء أوروب ا الغربية ق د أنتجت يف ذل ك احلني أك ثر من عش رين ملي ون جمل د .م ع
انتش ار املط ابع يف أم اكن أبع د يف الق رن الس ادس عش ر ،ارتف ع إنتاجه ا عش رة أض عاف ليبل غ تقريبً ا 200-150
ملي ون نس خة .أص بحت عملي ة الطباع ة مرادف ة ملؤسس ة الطباع ة ،وأض فت امسها على وس يلة جدي دة للتعب ري
يف عصر النهضة دخلت أوروبا بوصول الطباعة امليكانيكية باحلروف املطبعية املتنقلة ،عصر االتصاالت اجلماهريية،
واليت غريت بنية اجملتمع إىل األبد .جتاوز تداول املعلومات واألفكار (الثورية) غري املقيد نسبيًا احلدود ،واستوىل
على أفك ار اجلم اهري فيم ا يتعل ق باإلص الح وه دد هيمن ة الس لطات السياس ية والديني ة .أدت الزي ادة احلادة يف حمو
األمي ة إىل كس ر احتك ار النخب ة املتعلم ة على التعليم والتعلم وع ززت من حق وق الطبق ة املتوس طة الناش ئة .أدى
ال وعي الذايت الثق ايف املتزاي د لش عوب مجيع ال دول األوروبية إىل ظه ور القومي ة األوىل ،وال يت تسارعت م ع تطور
اللغات العامية األوروبية ،على حساب مكانة اللغة الالتينية اليت كانت لغة التواصل مشرتكة .مسح استبدال مطبعة
غوتنربغ اليت تدار يدويًا يف القرن التاسع عشر ،بواسطة مكابس دوارة تعمل بالبخار ،بالطباعة على نطاق صناعي.
49
المهنة والطريقة
املطبعة يف شكلها الكالسيكي آلة ثابتة ،ويرتاوح طوهلا بني 5إىل 7أقدام ( 1.5إىل 2.1مرت) ،وعرضها 3أقدام
( 0.91م) ،وطوهلا 7أق دام ( 2.1م) .توض ع احلروف املعدني ة الفردي ة الص غرية املعروف ة حبروف الطباع ة لكتاب ة
النص املطلوب من قبل الكاتب (منضد حروف املطبعة) .تُرتب العديد من األسطر يف النص مرة واحدة وتوضع يف
إطار خشيب يُعرف باسم لوح الطباعة .مبجرد كتابة العدد الصحيح للصفحات ،توضع لوحات الطباعة يف إطار
أيض ا باسم قالب الطباعة .واليت هي نفسها موضوعة على حجر مسطح أو «سرير» أو «تابوت» .يُطبع
يُعرف ً
النص باستخدام كرتني ،مثبتتني على مقابض اآللة .كانت الكرات مصنوعة من جلد الكالب لعدم احتوائها على
مس ام ،وحمش وة بص وف األغن ام املش بعة ب احلرب .مث يس ال ه ذا احلرب على النص بالتس اوي .تؤخ ذ بع د ذل ك قطع ة
رطبة من الورق من كومة من الورق لتوضع على الرفادة .تكون الورقة رطبة ،ألن ذلك يتيح للحروف املطبعية بـ
«اإلطب اق» على الورق ة بش كل أفض ل .متس ك مش ابك ص غرية ال ورق يف مكان ه .يُكبس ال ورق بني قن اع الوقاي ة
التاريخ
وقد عرف اإلنسان فكرة الطباعة منذ فجر التاريخ ،فلقد تأمل ما حتدثه قدماه أثناء مشيه على الصلصال الطري
ويُعتق د أن الص ينيني هم أول من ع رف الطباع ة بش كلها احلديث؛ حيث اس تخدموا ق والب اخلش ب احملف ور عليه ا
أشكال خمتلفة ،فكانت تبلل باألصباغ مث تضغط على الورق .ويعد الصيين يب تشينج ( )Bi-Shengأول من قام
50
باخرتاع حرف مستقل لكل رمز من رموز اللغة عام ،1045إال أن تلك الفكرة مل تالق قبوالً لدى الصينيني
بينم ا مل تع رف أوروب ا الطباع ة ح ىت وقت ق ريب ،ففي ال وقت ال ذي ك انت في ه أمم املش رق تس تخدم الق والب
وظ ل الوض ع على ه ذا احلال ح ىت اس تطاع األوروبي ون طب ع أول منتج باس تخدام طريق ة الق والب وهي ص ورة
القديس كريستوفر عام 1423م ،وبعد ذلك انتشرت طباعة الكتب يف أوروبا باستخدام تلك الطريقة.
مث قف ز فن الطباع ة قف زات واس عة ليس اير النهض ة العلمي ة ،والتق دم التق ين يف هناي ة الق رن العش رين .فم ع اخ رتاع
أجه زة احلاس وب أص بح ص ف احلروف وتنس يقها يتم باس تخدام تل ك األجه زة ،مث تع دى ذل ك إىل اس تخدام
أول من اس تخدم آل ة الطباع ة ه و األملاين يوه ان غوتن ربغ يف عص ر اإلمرباطوري ة الروماني ة ح وايل الع ام ،1440
معتمداً على آالت الكبس املوجودة آنذاك .كان غوتنربغ يعمل مبهنة صياغة الذهب ،لذا فقد طور نظام طباعة
كام ل أدى إىل حتس ن عملي ة الطباع ة خالل مجي ع مراحله ا وذل ك بتحوي ل التقني ات القائم ة ألغ راض الطباع ة،
باإلض افة إىل قيام ه بنفس ه باخرتاع ات مبتك رة .فهن اك آل ة الق والب اليدوي ة ال يت اخرتعه ا م ؤخراً جعلت تص نيع
حروف الطباعة ممكنة بشكل سريع ودقيق ألول مرة وبكميات كبرية ،وكعنصر أساسي يفيد يف مشروع الطباعة
برمته.
طريقة خط التجميع يف طباعة الكتب أدت إىل اإلنتاج الضخم للكتب ألول مرة يف التاريخ .فقد كانت تنتج آلة
الطباعة الواحدة يف عصر النهضة خالل يوم عمل 3,600صفحة مقارن ةً ب ـ 40صفحة بالطباعة اليدوية ،وأقل
51
من ذل ك بالنس خ الي دوي .كتب املؤلفني مثل ل وثر وإيرامساس حققت أعلى مبيع اً حيث مت بيعه ا مبئ ات اآلالف يف
زمنهم.
مدينة م اينتس ،يف أملانيا ،ك انت املص در األول حيث ب دأت الطباع ة هن اك مث انتش رت يف غض ون ع دة عق ود إىل
مايزيد عن 200مدينة يف عشرات البلدان األوروبية.أنتجت آالت الطباعة اليت تعمل يف أحناء أوروبا الغربية يف
الع ام 1500أك ثر من عش رين ملي ون جمل د .ويف الق رن الس ادس عش ر ،وبانتش ار آألت الطباع ة خ ارج أوروب ا
الغربي ة ،إزداد إنتاجه ا عش رات األض عاف مبا يق در ب ـ 150إىل 200ملي ون نس خة .عملي ة الطباع ة بالض غط
أصبحت مرادفة ملشروع الطباعة الذي أدى إىل تسمية فرع جديد وكامل من وسائل اإلعالم وهو الصحافة .فقد
كتب رجل الدولة والفيلسوف فرانسيس باكون يف وقت مبكر من العام 1620أن الطباعة باألحرف املطبعية "
مُت ارس الطباعة من بداية ظهورها كأحد أشكال الفن احلقيقي ،ووضع هلا معايري مجالية وفنية عالية ،كما هو احلال
يف الكت اب املق دس الش هري ذو الـ 42س طر بيب ل غوتن ربغ .كم ا أنن ا جندها الي وم من أعظم املمتلك ات النفيس ة يف
املكتبات احلديثة مثل كتاب الـ " إنكنيوبلز" أو كتب مت طباعتها قبل عام .1501
إن الت أثري الغ ري مس بوق لطباع ة غوتن ربغ يف تط ور الت اريخ األورويب احلديث مث الع امل على املدى الطوي ل ب ات من
الص عب ذك ره بكامل ه .هن اك حماوالت لتحلي ل الت اثريات املتش عبة وال يت تش مل مفه وم ث ورة الطباع ة الص حيحة،
وإنش اء غوتن ربغ غالكسي .ت وفر الكلم ة املطبوع ة وس عرها املعق ول للعام ة ع زز دميقراطي ة املعرف ة ووض ع األس س
52
الباب الرابع :آثار الطباعة
بالرغم من انتشار حركة التأليف يف اجملتمعات اليت اهتمت بالعلم والعلماء إال إن كلفة اإلعمال املكتملة كانت
عالية نسبيا ،بسبب االعتماد على الكتابة اليدوية اليت تتطلب جهد كبري من الكتاب فضال عن صعوبة إعداد نسخ
من األص ل بالع دد الك ايف .هلذا الس بب فق دت الكث ري من األعم ال العلمي ة واألدبي ة ع رب الت اريخ بس بب احلروب
والكوارث اليت شهدهتا األمم .ولعل تدمري املغلول ملكتبات بغداد اليت كانت حتوي على آالف املخطوطات خري
شاهد على هذا األمر .ويف منتصف القرن اخلامس امليالدي اخرتع األملاين (يوحنا غوتنربغ) طريقة جديدة للكتابة
تعتم د على احلروف املعدني ة املتحرك ة ،يف طباع ة الكت اب املق دس باللغ ة الالتيني ة ع ام 1455م .ويع د ظه ور
الطباع ة فتح ا جدي دا وث ورة مهم ة س اعدت على تن امي الت أليف وانتش اره يف خمتل ف دول الع امل.
54
وبالرغم من بس اطة اآلالت الطباعة يف ذلك ال وقت إىل إهنا أدت إىل حتقي ق اجنازات مهم ة يف جمال نشر وتداول
.1ساعدت على إنتاج عدد كبري من النسخ للمؤلفات وبالتايل زادت من انتشارها.
.2س اعدت على ظه ور مناذج من املطبوع ات الدوري ة ال يت مل تكن مألوف ة قب ل ظه ور الطباع ة .وال يت ك ان هلا عظيم
.3قللت الطباعة من الكلفة النهائية ألسعار الكتب وساعدت على تنامي الرغبة اجملتمعية يف القراءة.
.4قلص ت الطباع ة من الفج وة املعرفي ة بني األمم وس اعدت على التق ارب الفك ري بس بب تيس ري س بل تناق ل
املطبوعات.
.5ساعدت الطباعة على تنامي دور املكتبات وزيادة جماميعها لتلبية متطلبات املستفيدين منها.
55
الفصل الثاني
مع ظهور املطبعة أصبحت عمليّة طباعة النصوص أكثر سهولةً وسرعة ،وفيما يأيت أهم اآلثار اإلجيابيّة اليت أوجدهتا
( 1انتش00ار العلم والثقافة :0حيث طُبعت آالف النسخ من النصوص الشعبيّة ،وكانت الطباعة يف بدايتها مقتصرة
حس نت
بني مجيع الطبقات يف مجيع أحناء أوروبا ،كما ّ
القراءة والكتابة ،وأصبحت عمليّة نقل املعرفة أكثر سهولة َ
56
املطبع ة من قواع د اللغ ة واهلج اء م ع انتش ار العلم والكتب ،وب دالً من اس تخدام اللغ ة الالتيني ة انتش رت اللغ ات
اإلقليميّة.
الطيب منقوالً
النص ّأصبح ّ
َ الطيب فقد كا َن لظهور الطابعة األثر الكبري ،إذ
0الطبّ :أم ا على الصعيد ّ
(4النه00وض بّ 0
فتم ترمجة نسخ طبيّة تعود ألقدم وأشهر األطباء أمثال أبقراط ،وجالني ،وأرسطو ،فرتمجت إىل ع ّدة ٍ ٍ
بشكل دقيقّ ،
بشكل واس ٍع ليستفيد منها دارسو الطب يف مجيع ِ
أحناء العامل ،وبذلك تقدمت العلوم واإلجنازات ٍ لغات وانتشرت
ّ َ
الطبيّة .
57
الفصل الثالث
أنواع الطباعة
هناك أنواع أساسية للطباعة وأخرى فرعية .وتنقسم األنواع األساسية إىل ثالثة أنواع :الطباعة البارزة (Relief
الطباعة البارزة:
58
هي أق دم أن واع الطباع ة ،وتعتم د على حتب ري احلروف أو األش كال الب ارزة املص نوعة من املع دن ،أو الن ايلون ،أو
السرييل ،مث ضغطها على سطح الورق .وقد استخدم الصينيون هذه الفكرة منذ آالف السنني .وقد عُ رفت تلك
الطريقة بأحد أشكاهلا احلديثة منذ منتصف القرن اخلامس عشر ،واستمرت بوصفها عملية أساسية يف الطباعة ملدة
مخسة قرون متتالية .وق د استحدثت ألواح السرييل أو ال نيلون أو املبلم رات بديالً للقوالب املعدنية أو الشبكات
احلريري ة يف الطباع ة املس امية املس طحة ،وُأطل ق عليه ا اس م الطباع ة املرن ة .مث اس تحدثت رق ائق الل دائن احلساس ة
للضوء ،حيث يتم إبراز األجزاء املراد طبعها على تلك الرقائق ،مث تعرض للضوء ،األمر الذي جيعلها تتصلب .مث
يتم إزال ة األج زاء غ ري املتص لبة باس تخدام املاء واحملالي ل الكاوي ة .مث ت دخل تل ك الرق ائق إىل غرف ة الطباع ة ،حيث
تتشرب احلرب ،مث تالمس الورق ،فينتقل احلرب إىل سطح الورق (الشكل الرقم 1الطباعة البارزة).
الطباعة الغائرة:
وهي على عكس الطباع ة الب ارزة؛ فتتم باس تخدام أس طوانة حناس ية حمف ور عليه ا الكالم ،أو الص ور ،أو األش كال
املراد طباعتها حبفار ميكانيكي أو بأشعة الليزر .ومُت أل التجاويف املمثلة للكالم أو األشكال حبرب الطباعة ،مث يضغط
هبذه األس طوانة على ال ورق فتطب ع احلروف واألش كال .وتس تخدم ه ذه الطريق ة يف طباع ة الص ور ،واجملالت،
الربي د ،وورق احلائ ط .وق د يس تخدم التص وير الض وئي يف ه ذا الن وع من الطباع ة ،حيث ُت َع َّرض رق ائق اجليالتني
احلساس للضوء للرسوم أو األش كال املراد طباعتها من خالل شرائح مت تصويرها ضوئياً ،فيتص لب اجليالتني تبع اً
ورت .مث تستخدم تلك الرق ائق بعد ذلك مبثابة قوالب يف عملي ة الطباعة
ص ِّ
لكمية الض وء املار ممثالً الرس وم اليت ُ
(الشكل الرقم 2الطباعة الغائرة).
59
الطباعة المستوية:
تعتمد تلك الطريقة على نظرية الفصل الدهين للماء .وأول من اكتشف هذه الطريقة هو األملاين ألويز سنفلدر (
)Aloys Senfelderعام ،1796وكان ذلك بطريق املصادفة البحتة ،عندما كتب على حجر جريي بقلم
رصاص ،فسقط بعض من حملول حامضي على هذا احلجر ،فالحظ أن احلامض قد غطى سطح احلجر اجلريي ،ما
عدا األماكن اليت كتب عليها بالقلم الرصاص ،وحينما أضاف حرب الطباعة على سطح هذا احلجر ،الحظ سنفلدر
أن احلرب قد استقر على األجزاء املكتوبة ،ومل يتجاوزها إىل األجزاء األخرى اليت ختللها احلامض .وعندما ضغط
ه ذا احلج ر على ورق ة ،وج د أن م ا كتب ه على احلج ر ق د طُب ع معكوس اً على الورق ة (الش كل ال رقم 3الطباع ة
املستوية).
وك انت تل ك هي بداي ة اكتش اف طريق ة الطباع ة املس توية .ويف بداي ة الق رن العش رين مت اس تبدال لوح ات الزن ك
باحلجارة اجلريية املستوية ،مث تطورت بعد ذلك هذه الطريقة من طباعة مباشرة من اللوح املعدين إىل طباعة غري
مباشرة باستخدام وسيط مطاطي ،وهو ما يطلق عليه طباعة األوفست ،حيث سهلت هذه الطريقة الطبع على
خمتلف الوسائط اليت ال ميكن الطباعة عليها مباشرة مثل اللدائن واملعادن.
الطباعة المسامية:
ويستخدم يف هذه الطريقة شبكة حريرية مثبتة على إطار من اخلشب أو املعدن .وتُطْلَى هذه الشبكة بطالء خاص،
وذلك لغلق مسامها ،وبعد جفاف الطالء تغطى مبادة حساسة للضوء ،مث يوضع الشكل املرسوم املراد طباعته على
عرض الشبكة احلريرية للضوء عرب السطح الشفاف ،فينفذ الضوء من املناطق غري
سطح شفاف منفذ للضوء ،مث تُ َّ
املرس ومة ،فتتص لب نظرياهتا على الش بكة احلريري ة .وباس تخدام بعض املذيبات العض وية يف إزال ة املن اطق ال يت مل
60
تتصلب ،تعود الشبكة إىل سابق حالتها .ويوضع اللون املراد طباعته على هيئة سائل غليظ القوام ،مث يوزع اللون
بواسطة ضاغط مطاطي يساعد على نفاذ اللون من خالل الش بكة احلريرية؛ حيث يقوم بتلوين املناطق املطلوب
طبعه ا على خمتل ف األسطح .وق د تطورت ه ذه الطريق ة حالي اً ،حيث تتم الطباع ة هبذه الطريق ة يف وقت قياس ي،
وبدقة متناهية ،وعن طريق التحكم اإللكرتوين يف كل اخلطوات (الشكل الرقم 4الطباعة املسامية).
الطباعة اإللكتروستاتيكية:
يف هذه الطريقة ،يُعاجل ورق الطباعة بشحنة كهربائية يف املناطق املراد الطباعة عليها ،ويعاجل كذلك مسحوق احلرب
بش حنة مغ ايرة ،مث يُع َّرض ك لٌّ منهم ا إىل جه د كهرب ائي مع اكس جله د اآلخ ر؛ فيتم االحتاد بني جزيئ ات احلرب
وجزيئات الورق.
الطباعة النافرة:
وهي ليست نوع اً من أنواع الطباعة بقدر ما هي نوع للمادة املطبوعة ،فاملادة املطبوعة تكون ذات سطح بارز،
ويتم ذلك بعدة طرق؛ منها :استخدام مواد ملونة صمغية حرارية ،أو استخدام الضغط الشديد على السطح املراد
الطبع عليه باستخدام قوالب خاصة هبذا الغرض إلنتاج أشكال جمسمة.
تعتمد هذه الطريقة على استخدام احلاسوب .وتتم عن طريق نفث احلرب من صمام دقيق لتظهر بالشكل املطلوب،
وتستخدم هذه الطريقة لكتابة تاريخ الصالحية على املنتجات الغذائية ،والعبوات الدوائية ،كما تستخدم لوضع
61
الخاتمة
62
بسم هلل احلمن الرحيم
يسبح هلل ما يف السموات واألرض ال إله إال هو يسجد له من يف الرب والبحر خوفا وطمعا والصالة والسالم
على سيدنا األنبياء نبينا حممد ابن عبد اهلل وعلى آله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إىل يوم الدين.
أما بعد.
احلمدهلل مث احلمدهلل ،ال يزال بقدرته القدير قد وصلت إىل اخلامتة اليت دلت على اخلالصة هذا البحث .قد
علمت تعريف الطباعة عما هي طبع الكلمات والصور التصميمات فوق الورق أو النسيج أو املعادن أو أي مواد
أخرى مالئمة للطبع فوقها .وهذا يطلق عليه فن جرافيك ( graphic artsفنون ختطيطية أو تصويرية كاتصوير
من خالل البحث أعرف ظهرت الطباعة يف القرن اخلامس يف أوروبا وأول من صاحب اخرتع غولدمسيث
يوهان غوتنربغ املطبعة يف أملانيا حنو عام .1440وكان هذا اإلكتشاف إيذانًا بعصر جديد يف إنتشار العلم والتقاء
احلضارات ،وتبادل الثقافات وظهر أول كتاب مطبوع يف أوروبا -على األرجح -ما بني ( 1450 - 1440م )
وذلك باحلروف الالتينية املتحركة .قبل ظهور غوتنربغ حبوايل 600عام ،كان الرهبان الصينيون يقدِّمون للطباعة
63
من حبثي أدرك أن الطباع ة ابت داءً من انتش ار الطباع ة يف الغ رب ،مث تس رهبا إىل الش رق ،مبش اركة عربي ة
وفارسية وتركية .تأريخ الطباعة العربية بالغرب يعود إىل عام .1486يف ،1582بدأت الطباعة العربية يف أملانيا
بكتاب "يف األلفباء العربية" ملؤلفه يعقوب كريستمان .ومشاركة عربية يف ،1611أسس بطرس كرسنت مطبعة
عربية يف أملانيا ،تولت طباعة جمموعة من الكتب العربية .يف 1819أو ،1821أنشئت مطبعة بوالق أو "املطبعة
األهلية" ومتثل هذه املطبعة الباب الواسع الذي دخل منه العرب إىل النهضة احلديثة.
من ك ثر البحث أعلم عن بداي ة الطباع ة القدمية واحلديث ةُ وانتش ار الطباعة أن الب احث الطباع ة يف الص ني
وانتش ارها باجتاه الغ رب .أن ي ربر ع دم اهتم ام الع رب أو ت أخر اهتم امهم باكتش افات الطباع ة بواس طة الق والب
اخلشبية مث بواسطة احلروف املتحركة املكتشفة يف آسيا كاليابان وكوريا والصني .ويرجع ألسباب دينية؛ إذ رفضوا
أن تطبع كتبهم املقدسة بوسائل ميكانيكية مما أخر انتشار الطباعة من الشرق األقصى إىل أوروبا.
وق د ب دأت الطباع ة احلديث ة قب ل حنو 580س نة .وق د اخ رتع األملاين (جوه انس ج و تن ربج) ح وايل ع ام
من هذا البحث أعرف عن تاريخ الطباعة يف بعض بالد العرب كالعراق ومصر واليمن وأعرف أيضا تاريخ
الطباعة يف أحناء العامل مثل يف الصني والشرق األقصى واألمركية ويف الدول اإلسالمي القدمية.
أعرف أيضا عن األمساء مطبوعات القدمية يف العامل حنو مطبعة نابليون ومطبعة قازان ومطبعة لندن الذي
تطب ع الق رآن الك رمي يف الغ رب وأسس ت مطبوع ات يف الع رب كمطبع ة باملق دس و مطبع ة حجري ة ب اجلزائر وغ ري
ذلك.
64
إن ظهور الطباعة وحلوهلا بالتدريج حمل عملية النسخ اليدوي ،انتقل بالكتابة إىل مرحلة متقدمة ،جعلتها
تتحرك بسرعة كبرية لتصل إىل كل مكان ،حىت أضحى الكتاب أحد أكثر السلع تداوالً بني الناس .كانت الطباعة
اخلشبية يف شرق آسيا منتشرة منذ عهد أسرة تانغ الصينية يف القرن الثامن ،أما يف أوروبا فقد انتشرت الطباعة
اخلشبية املعتمدة على مكابس لولبية حبلول القرن الرابع عشر .جعل تصميمه احلديث للقالب اليدوي من املمكن
إتقان وتسريع صنع حروف مطبعية معدنية متنقلة بكميات كبرية .يف عصر النهضة دخلت أوروبا بوصول الطباعة
امليكانيكي ة ب احلروف املطبعي ة املتنقل ة ،عص ر االتص االت اجلماهريي ة .يُطب ع النص باس تخدام ك رتني ،مثبت تني على
مق ابض اآلل ة .هن اك أن واع أساس ية للطباع ة وأخ رى فرعي ة .وتنقس م األن واع األساس ية إىل ثالث ة أن واع :الطباع ة
واخلالصة على قويل ,فإين عرفت بأنين من الضعفاء يف إكمال هذا البحث فبذلك بوجوه ضعف نفسي,
أس أل العف و على م ا خلى من عملي وإين ش كرت إىل ك ل من وض ع نص رهم وق درهتم يف س بيلي ه ذا خصوص ا
لألبوين احملبوبني وألستاذي احملرتم السيد بدراهلشام بن عبد الرمحن وأيضا أصدقائي كلهم.
65
:المراجع والمصادر
1) https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%AA%D9%89_
%D8%B8%D9%87%D8%B1%D8%AA_
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A8%D8%B9%D8%A9
2) http://altadwween.blogspot.com/2013/04/blog-post_3645.htmlhttp://
altadwween.blogspot.com/2013/04/blog-post_3645.html
3) https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE
%D9%84%D8%A7%D8%A1
4) https://www.facebook.com/permalink.php?
id=1508100446125351&story_fbid=2286958861572835
5) https://www.aljabriabed.net/n05_16saghir.html
6) https://www.almaany.com/ar/dict/arar/
%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%B1/
7) https://www.al-jazirah.com/2018/20180929/cu5.htm
8) https://elaph.com/Web/News/2016/2/1074126.html
66
9) https://www.marefa.org/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_
%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A9_
%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
10) http://nashiri.net/articles/general-articles/3597-
2010-03-03-02-56-27-v15-3597.html
11) https://www.facebook.com/EcoPrintEgypt/posts/
1049741591787766/
12) http://nashiri.net/articles/general-articles/3597-
2010-03-03-02-56-27-v15-3597.html
13) https://ar.wikipedia.org/wiki/
%D8%A2%D9%84%D8%A9_
%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D8%A7%D8%B9%D8%A9
14) http://www.qurbah.com/2019/01/who-invented-
the-printing-press/
67
68