Professional Documents
Culture Documents
Tree Test
Tree Test
مقدمة
-1لمحة تاريخية عن االختبار
احتل الرسم فى السنين األخيرة مكانة مرموقة بين األساليب االسقاطية لدراسة
الشخصية.
وقد تعددت أنواع وصور اختبارات الرسم وأساليبه .ويعتبر اختبار رسم الشجرة فى
مقدمة هذه األساليب التى شاع استخدامها فى المجال اإلكلينيكي.
وسنتطرق في هذا البحث المتواضع للمحة تاريخية عن هذا االختبار وتطوره عبر
السنوات ،ثم نرى لماذا اختيرت الشجرة بالتحديد ،ثم نرى تقنيات هذا االختبار
حسب كوخ ،ثم تقنياته حسب ستورا وانتقاداتها لمنهج كوخ وفي االخير محاسن
ومساوئ هذا االختبار االسقاطي.
لمحة تاريخية عن اختبار الشجرة
تعود فكرة اختبار الشجرة إلى مستشار للتوجيه المهني مقاطعة زوريخ ويدعى ) (Emile juckerوكان
جيكير يطلب من األوالد المعروضين عليه القيام برسم شجرة .وكان هذا الباحث يحلل رسوم األشجار
اعتمادا على تجربته وحدسه بطريقة اعتباطية وغير منتظمة ،وهو لم يستشعر الحاجة لتقنين هذا االختبار،
خاصة وإنه لم يكن يهدف من خالله االطالع على كامل شخصية الولد .وإنما كان مهتما باالطالع على
نواح .معينة من هذه الشخصية ،وهي تحديدا تلك التي تلزمه التحديد ميول الطفل وتوجهاته .ويعترف جيكر
غيـر مؤكدة.
إذا فاختبار الشجرة ،مثله مثل كل االختبارات المعتمدة على الرسم ،بدأ بهدف دراسة بعض جوانب
الشخصية أو الفعالية .ثم تطور ليصبح إختبارا إسقاطيا صالحا لدراسة عميقة للشخصية .فكيف حصلت هذه
التطورات؟
أ ـ في العام 1994بدأت أولى دراسة إحصائية لرسم الشجرة على يد الباحثين Thomsonو،Hurlock
وتناولت هذه الدراسة 2000طفل تراوحت أعمارهم بين 4و 8سنوات .وطلب إليهم رسم ثماني صور
مألوفة لدى األطفال وهي :فتى وفتاة وبيت وكلب وزهرة وسيارة ومركب وشجرة.
ب -مع بداية األربعينيات نشر الباحث )(Schliebeنتائج دراسة تناولت ،478رسموا أكثر من 4000
شجرة .ويعتبر هذا الباحث رائدا الختبار الشجرة إذ هدف إلى دراسة متكاملة للشخصية من خالله.
ج ـ في منتصف األربعينيات حقق الباحث األميركي ( )Buckإضافات هامة في مجال رسم الشجرة.
د ـ أخيرا في العام 1949نشر الباحث كارل كوخ كتابه "اختبار الشجرة" .وفيه ظهر اختبار الشجرة للمرة
األولى كاختبار متكامل .حتى أن البعض ال يزال يعرف اختبار الشجرة باختبار كوخ( .زيور ،1992 ،ص )49
الوطنية.
ولكن ما يهمنا في هذا المجال هو الشبه بين الشجرة وصورة الشخص الذي يفتح ذراعيه .فهذا الشبه هو
السبب في اعتمادها موضوعا اللختبار .ذلك أن المفحوص عندما يرسم شجرة فإنه ،وبطريقة ال واعية،
يرسم صورة جسده الخاص .وبمعنى آخـر فـإن المفحوص يسقط صورة جسده الخاص في الشجرة التي
يرسمها .وهذا هو مبدأ االختبار الذي سنناقشه في الفقرات التالية( .زيور ،نفس المرجع ،ص )50
أ ـ التحليل الكمي:
ويهدف هذا التحليل إلى تحديد النسب المئوية لكل من
الجذع
والتاج من حيث علوه وعرضه .وللحصول على هذه النسب
علينا أن نحيط الشجرة المرسومة بإطار يحيط بالشجرة من
قاعدتها (بدون الجذور) إلى قمتها .كما يحيط بها من اقصى
اليسار إلى أقصى اليمين (أنظر
الصورة)
بعد ذلك نخط متعامدين األول ينطلق من القاعدة مرورا
بمنتصف الجذع (بشكل طولي) واآلخر افقي يمر بأعلى الجذع
(نقطة التقاء الجذع بـالتاج) ،ثم نخط بخطوط منقطة خطي
الزوايا .وبهذا يكتمل اإلطار الذي يساعدنا في تحديد النسب
واستخراج المؤشرات منها ،وعلى الفاحص أن يحترم في تحليله
لهذه النسب عوامل عديدة مثل سن المفحوص (لكل عمر
نسبه
ومؤشراته الخاصة) ،كما عليه أن ينظر لهذه المعطيات الكمية
على ضوء إرتباطها بالمعطيات الشكلية ،مثل الشكل العام
للشجرة واتجاهها وشكل الجذع
وشكل التاج.
والواقع أن كوخ متأثر ،في تحليله لرسم الشجرة ،بعلم الخطوط
وهو اختصاصه األساسي .ومن هنا األهمية التي يوليها إلى
مؤشرات مثل مدى ضغط المفحوص على الورقة أثناء الرسم
واتجاه كل قسم من أقسام الشجرة (معـادل لميـالن الحروف في علم الخطوط) وسرعة اتمام الرسم وغيرها
من المؤشرات التي تمكن كوخ من تحويرها عن علم الخطوط لتطبيقها في رسم الشجرة .إشارة ال بد منها
في هذا المجال وتتلخص باألهمية الفائقة لعلم الخطوط في المساعدة على تحليل الرسوم.
على أن التزام كوخ بعلم الخطوط يتعدى المؤشرات المذكورة أعاله إلى اعتماد التقسيم الطوبوغرافي الذي
طرحه عالم الخطوط السويسري ( )Max Pulverونختصر هذا التقسيم بالصورة التالية:
التكيف.
ب ـ المنطقة السفلى :وتعبر عن العقل الباطن كما تعبر عن كل ما هو مادي وفيزيائي وعن االنتماء
للجماعة.
أ ـ المنطقة اليمنى (اليسرى بالنسبة للغربي) :وفيها نالحظ بصمات الماضي والطفولة والعالقة باألم.
وتركيز الرسم في هذه المنطقة يعكس دالئل االنطواء والميل للوحدة واالنهيار.
د ـ المنطقة اليسرى (اليمنى بالنسبة للغربي) :وفيها نجد رموزا تصور المستقبل واالنفتاح والعالقة مع األب
كرمز للسلطة والنظام (خاصة في المجتمعات األبوية مثل مجتمعنا العربي).
وكما الحظنا في الصورة فإن هنالك أربع مناطق فرعية إضافة للمناطق األربع الرئيسية المشروحة أعاله.
وهذه
المناطق هي:
أـ المنطقة اليمنى إلى األسفل :وهي منطقة العودة للماضي (النكوص).
ب ـ المنطقة اليسرى األسفل :وهي منطقة
الحاجات.
ج -المنطقة اليسرى العليا :وهي المنطقة التي تجسد فيها النشاطات والطموحات والمشاري.
د ـ المنطقة اليمنى العليا :وتمثل منطقة السلبية
واالنكفاء
تبقى نقطة أخيرة للمناقشة فيما يتعلق بالتحليل الكمي الختبار كوخ .وهذه النقطة هي المساحة المستخدمة في
الرسم .وينظر كوخ إلى هذه المساحة على ضوء علم الخطوط .حيث نالحظ بأن الشخص الطموح،
والراغب في تأكيد ذاته ،يعمد إلى تغطية أكبر مساحة ممكنة من الورقة( .زيور ،نفس المرجع ،ص )52-51
ب ـ
التحليل الشكلي:
بعد مناقشتنا لخطوات التحليل الكمي لرسم الشجرة نأتي إلى مناقشة خطوات التحليل الشكلي أو المظهري
للشجرة .وفي هذا التحليل تقسم الشجرة إلى عناصر أساسية وعناصر فرعية.
العناصر األساسية :وتتكون هذه العناصر من الجذع والتاج والجذور.
• الجذع :ويعتبر أهم اقسام الشجرة وأكثرها استثارة إللسقاط .لذلك ينظر إليه على أنه انعكاس لنشاط
الشخصية ونمطها الفكري .وفي العادة يرسمه األطفال بخطوط عمودية مستقيمة .وتختفي هذه االستقامة في
خطوط الجذع لدى البالغ الطبيعي .إال أنه من الممكن مصادفة الجذع المستقيم لدى البالغين في حاالت
االعاقة النفسية البالغة وحاالت السذاجة وتأخر النضج النفسي .العاطفي وغيرها".
• الجذور :وترمز عادة للحس الجماعي وللرغبة في االنتماء للجماعة ،وبالتالي فإنها تعكس نوعا من التبعية
(انخفاض االستقاللية) .والجذور تصادف عادة في رسوم األطفال وتختفي في رسوم البالغين .وظهور
الجذور في أشجار البالغين يمكنه أن يعكس مشاكل عائلية لدى الشخص أو تخلف نضجه العاطفي أو فضوله
لمعرفة األشياء الخبيئة (ميل للتلصلص أو ميول علمية) أو وقوعه تحت وطأة النزوات أو الصراعات.
ويستطيع الفاحص تحديد هذه العوامل من خالل حواره مع المفحوص ومن خالل مراجعته لكامل التحليل.
• التاج :بشكله العام يمثل التاج العناصر الواعية للشخصية .فهو يمثل قدرة المفحوص على االتصال
والتكيف ونوعيتهما (أنظر الصور).
وقبل انتقالنا لمناقشة العناصر الفرعية في رسم الشجرة فإننا نود أن نعرض بعض األمثلة على دااللت شكل
التاج .وذلك من خالل الصور التالية.
قلنا ان التاج يرمز للعناصر الواعية للشخصية كما يرمز
لقدرة المفحوص على االتصال والتكيف مع المحيط.
وكما هو مالحظ من خالل الخطوط المشتتة المؤلفة للتاج
فإن المفحوص يعاني صعوبة التعاطي مع محيطه مما
يجعله يسلك سلوك الكذب .إن هذا التاج يعبر عن الكذب
.
في الصورة الثانية نالحظ األغصان المبتورة (مشارا إليها بسهم) .وتعكس شعور المفحوص بعدم الكفاية.
كما نالحظ انعدام األوراق بما يعكس العدائية .كما نالحظ التصحيحات غير الناجحة في الجذع بما يعكس
مشاعر الذنب والرغبة في االقتصاص من الذات .ومجموعة المؤشرات تدلنا على أن المفحوص في حالة
هيجان.
أما التاج فهو عار من األوراق (صعوبة اتصال .كما نالحظ أغصانا باتجاه واحد (اليمين) وهذه الشجرة تدل
على كون راسمها يعاني حالة
عصابية.
الواقع.
باختصار ان راسم هذه الشجرة يعاني من عصاب الوساوس.
إن هذه الشجرة مليئة بالتصحيحات الخاطئة والمرتبكة .سواء في األرض أم في الجذع أم في التاج.
وكثرة هذا النوع من التصحيحات يعكس مشاعر الذنب والرغبة في االقتصاص من الذات .كما نالحظ
ارتفاع التاج وامتداده حتى يكاد يغطي الجذع .وهذا يعكس الرغبة في الهروب من الواقع (الشعور بالذنب)
إلى الحلم.
من سذاجة الرسم نستنتج تأخر النضج النفسي لراسم هذه الشجرة .فهذه الشجرة مميزة لمرحلة بداية
المراهقة .وعندما يرسمها بالغ فإنها تعكس عدم نضجه.
وفي النهاية نلفت النظر إلى أن هذه الرسوم قام بها أشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي ،مما يؤكد صدق
المشاعر أثناء التعبير
بالرسم
العناصر الفرعية :وتتكون هذه العناصر من الثمار واألوراق والزهور والتفاصيل التي يقصد بها تزيين
الرسم
بصورة عامة.
• األوراق :وتتداخل دااللتها مع دااللت التاج .وعلى أية حال فإنها تعكس أيضا اهتمام المفحوص
بالتفاصيل .وغيابها يعني اإلهمال والجمود النفسي.
• الثمار :وتعكس الحس العلمي -الواقعي لدى المفحوص .فإذا ما ظهرت الثمار مقطوعة من الشجرة دل
ذلك على شعور المفحوص بعدم االكتفاء.
• الزهور والتفاصيل األخرى :وتعكس اهتمام المفحوص بما يجري حوله وتأثره بمحيطه.
االكتفاء( .زيور ،نفس المرجع ،ص )55-52 • األغصان المبتورة :وتعكس شعور المفحوص بعدم
أمثلة تطبيقية:
• فيما يلي نعرض عددا من الرسوم ذات الداللة شروحاتها ،وذلك بهدف استخدامها كقوالب جاهزة للمقارنة.
-1في هذه الشجرة نالحظ هيمنة منطقة الجذع .كما نالحظ عرضه ورسمه بخطوط مستقيمة وواضحة،
وكل هذه العالئم تعكس قدرة المفحوص على أن يكون مراقبا جيدا قادرا على التكيف بسهولة .ولكن
وجود الجذور المتقطعة يعكس لنا عدم تقدير هذا المفحوص لذاته ولقدراته.
-2في هذه الشجرة نالحظ وجود الجذور العميقة والمعقدة .كما نالحظ أن هذه الجذور تحتل قسما ال
بأس به من مجمل حجم الشجرة.
إن مثل هذه الجذور تعكس سيطرة االلوعي على الجهاز النفسي للمريض .هذه السيطرة التي تعيق
التطور النفسى والحياتي للشخص .مما يؤخر نضج الشخصية وبجعلها تابعة.
-3يرمز تاج الشجرة إلى عالقات المفحوص باآلخرين وبالعالم الخارجي إجماال ،وفي الحاالت التي
يكون فيها راس التاج مسننا وحادا ،كما في هذه الشجرة ،فإن ذلك يعكس العدائية المفرطة ،خاصة
وانه رسم التاج بدون اوراق .وهذا النمط ذاته في رسم التاج يمكنه أن يعكس تجنيس الذات لدى
المفحوص( .الحظ أن الشجرة بدون قاعدة وكأنها طائرة في الهواء) .وهذا التجنيس ال يتعارض مع
العدائية فالثانية يمكنها أن تكون بمثابة تعويض أللولى.
-4إذا كان التاج يعكس نمط عالقة المفحوص بالمحيط وباآلخرين فإن األغصان واألوراق تعكس
الحياة الواعية للمفحوص .كما تعكس حياته الفكرية ومثالياته .بالنسبة لهذه الشجرة فإننا نالحظ ميل
الحياة الواعية والفكرية نحو اليمين (المستقبل ألن المفحوص غربي) .وفي هذه الحالة فإن هذه
الشجرة تعني أن المفحوص يعاني مشاعر القلق .وهو يعيش حالة ترقب اللسوا .أما شكل األغصان
وتقطعها فإنه يعني أيضا وجود ميول انهيـارية لدى المفحوص.
على عكس سابقتها فإن هذه الشجرة تميل بتاجها نحو اليسار (الماضي لدى المفحوص الغربي) مما يعكس
حالة انهيارية تؤكدها طريقة رسمه أللغصان المتقطعة (شعور بعدم الكفاية) .كما نالحظ ميالن الجذع نحو
اليمين مما يمكنه أن يعكس الوساوس أو المخاوف المرضية (ألن الجذع يمثل الجسم) أو أن يعكس األمل
بالمستقبل مع الحاجة إلى دعم األب أو المثل األعلى( .زيور ،نفس المرجع ،ص )56-55
اختبار رسم الشجرة حسب ستورا
تركزت انتقادات ستورا الختبار كوخ حول ميـوعة تفسيره واستخراج نتائجه .وعليه فقد قامت بإدخال
التعديالت التى تناولت طريقة إجراء الفحص وطريقة تفسيره وطريقة استخراج نتائجه حتى بات اختبار
الشجرة يعرف باسمها .وفيما يلي عرض اختبار الشجرة بعد تعديالت ستورا عليه .ونبدأ بـ:
-1طريقة إجراء
االختبار:
رأينا لدى استعراضنا لمبادئ كوخ أهمية مستوى التنبيه ،كما رأينا األشجار المرسومة من قبل أشخاص
يعانون مشاعر خاصة تحت تأثير التنويم المغناطيسي .من هذه المالحظات استوحت ستورا مبدأ تطبيق
االختبار ،على أربع مراحل
هي:
المرحلة األولى :نطلب من المفحوص رسم شجرة .أية شجرة ما عدا شجرة الصنوبر (الن هذه الشجرة
كانت منتشرة على نطاق واسع في أوروبا ،فإذا رسمها تعذر على الفاحص أن تحليلها ألن المفحوص نقلها
دون أن يسقط شخصيته فيها) .وذلك دون تحديد وقت .ولدى انتهاء الرسم نطلب من المفحوص يضع رقم
( )1على الورقة وأن يكتب اسمه عليها ويقدمها لنا
.
المرحلة الثانية :نطلب من المفحوص رسم شجرة أخرى .طبعا غير الصنوبر( .كان كوخ يطلب رسم شجرة
مثمرة .لكن ستورا الغت هذا الطلب إذ الحظت أرد غالبية الفتيات والنساء وصغار األطفال رسموا أشجارا
مثمرة .دون أن يطلب إليهم ذلك) .كما حولت ستورا الصيغة من أيضا ارسم شجرة إلى ارسم شجرة أخرى
(ألن كلمة "أيضا" من شأنها أن تستثير ملل المفحوص وبالتالي تقلل من استعداده للخضوع اللختبار أما
تعبير "ارسم شجرة أخرى" فيشعر المفحوص بأنه يقوم بعمل مألوف في وسط مألوف).
المرحلة الثالثة :نطلب من المفحوص أن يرسم شجرة أحالم« .ارسمها كما تريد وكيفما تريد».
المرحلة الرابعة :نتوجه للمفحوص بالقول« :ارسم شجرة ،أية شجرة تريد .ولكن ارسمها وعيناك
مغمضتان».
من الممكن ،خالل الفحص ،أن يعمد المفحوص لتوجيه األسئلة للفاحص .وتجنبا ألي ايحاء ،من شأنه أن
يؤثر في االختبار ،يجب على الفاحص االجابة بعبارة «كما تريد» .وكما هو مالحظ فإن هذه المراحل تضع
المفحوص في مستويات تنبيه ووعي مختلفة.
-2اختبار ستورا ومستويات
الوعي
دعمت ستورا مالحظاتها العيـادية بأبحاث إحصائية مكنتها من تحديد األجواء النفسية (مستويات التنبيه) التي
يعيشها المفحوص في كل مرحلة من المراحل األربع لتطبيق االختبار .ويمكننا اختصار هذه األجواء كما
يلي:
-الشجرة األولى :أثناء رسمه لهذه الشجرة يتصرف المفحوص على غرار تصرفه عندما يجد
نفسه في محيط مجهول أو في وسط غير معتاد .وعليه فإنه يحس كموضوع تحت المراقبة.
وهكذا فإن الشجرة األولى تعكس الشعور بالمراقبة وطريقة التصرف والسلوك في محيط
غريب ومجهول .كما تعكس هذه الشجرة ردة فعل المفحوص أمام هذه الوضعية.
-الشجرة الثانية :خالل فترة رسمه لهذه الشجرة يحس المفحوص أنه يقوم بمهمة مفروضة
عليه بعد أن ظن أنه تخلص منها ،ولكنه سيجد نفسه في وسط مألوف .وهذا الوسط يعادل
الوسط العائلي للمفحوص .وهذا التغيير في اإلحساس يتضح من خالل الفارق بين هذه
الشجرة وسابقتها .ففي حين سجل المفحوص في الشجرة األولى االنطباع الذي يريد فرضه
على اآلخرين (بما فيهم الفاحص) فإن الشجرة الثانية تكون عفوية وأقل تصنعا .وهكذا فإن
الشجرة الثانية تعكس موقف المفحوص المعتاد في وسط مألوف.
-الشجرة الثالثة :وتعكس هذه الشجرة أفق األحالم والصراعات المكبوتة كما تعكس طريقة
المفحوص في توقع الحلول في حاالت عدم حصوله على الكفاية.
هنا استطراد ال بد منه بسبب األهمية الفائقة لهذه الشجرة .إذ أنها تخاطب االلوعي بطريقة
أكثر فعالية .فهي تستقطب الهوامات والرغبات المكبوتة مما يجعلها أكثر شبها بحلم اليقظة.
واستنادا إلى هذه األهمية فإن هنالك عددا من الباحثين الذين يقترحون توجيهات مخالفة
لتوجيهات ستورا بالنسبة لهذه الشجرة .ومن أهم هؤالء الباحثة االيطالية Montessori
التي ترى توجيه التعليمات التالية":ارسم شجرة حلم .شجرة خيالية وغير موجودة في
الواقع".
وإذا كانت تعليمات ستورا تساعدنا على التعرف إلى السلوك الخيـالي الذي يتبعه الشخص،
لتعويض عدم كفايته ،فإن تعليمات مونتسوري تساعدنا على بلوغ .الرغبات العميقة
االلوعية
للشخص.
-الشجرة الرابعة :وتبرز هذه الشجرة المشاكل العاطفية المؤثرة والقديمة ،كما تعكس هذه
الشجرة الخلل الذي أصاب شخصية المفحوص في طفولته المبكرة ،وهكذا فإن لهذه الشجرة
معنى نكوصيا وأحيانا تثبيتيا( .زيور ،نفس المرجع ،ص )58-56
-
3معايير التأويل:
كنا قد عرضنا لهذه المعايير من وجهة نظر كوخ .وها نحن نعرض للخطوات الموضوعية التي أضافتها
ستورا بهدف ضبط التأويالت والحؤول دون ميوعتها واعتمادها على التفسيرات الذاتية والغير الموضوعية
للفاحص .وهذه الخطوات
هي:
أ -وضعية الشجرة :تشيـر أبحاث ستورا أن وضعية الشجرة (مكانها على الورقة) تختلف باختالف العمر.
فالحظت أن أطفال العاشرة يستخدمون غالبا المنطقة
اليسرى (تصبح اليمنى بالنسبة للطفل العربي) .أما أطفال المرحلة 5-4سنوات فإنهم ميالون لرسم الشجرة
إلى جهة اليمين -الوسط (تصبح اليسار -الوسط لدى الطفل العربي) .أما األطفال ذوو األعمار 13-11
سنة فإنهم يرسمون شجرتهم في المنطقة المركزية من الورقة.
ب -ارتفاع الشجرة :إن الرسوم الصغيرة إجماال تعكس ميوال من نوع الخجل أو العصاب أو القلق او
االنهيار أو الرهاب والمخاوف االلمنطقية.
أما الرسوم الكبيرة فتعكس ميوال من نوع العدائية أو االنفعالية أو الرغبة في تأكيد الذات .مالحظة هامة في
هذا المجال تكمن في رسم الشجرة الذي يفيض عن حجم الورقة .من جهتها تفسر ستورا هذا الفائض على
النحو اآلتي:
-إذا كان القسم غير المكتمل (الفائض) للشجرة في قمتها فإن ذلك يعتبر مؤشرا على النقص والشعور بعدم
الكفاءة .مما يستتبع الرغبة في التعويض
.
-إذا كان القسم الفائض إلى اليمين (اليسار لدى ،العربي) ،فإن هذا الفائض يعتبر مؤشرا لصعوبات االتصال
باآلخرين وبالعالم.
وتعتبر ستورا أيضا بأن الشجرة غير التامة (التي ال تتسع لها الورقة) تعكس حاجة الشخص العميقة لنوع
من انواع االلتحام أو االلتصاق الجسدي أو المعنوي .كما تعكس حاجته ألن يكون مقبوال من اآلخرين.
وفي رأينا الشخصي أن هذا التفسير يعتبر اليوم على درجة من السذاجة .فهو يهمل التعرض لمسألة
الصعوبات
االسقاطية.
ج -عرض الشجرة :العرض العام للشجرة ـ عريضة أم ضيقة( .راجع شرح كوخ).
د ـ الجذع ونسبته بالمقارنة مع التاج( .راجع شرح
كوخ)
الرسم :إن إدراك اإلنسان لمبادئ المكان والزمان هو إدراك يساعده على تحديد هـ ـ أهمية المركز في
ما حدث ان اضطرب هذا االدراك فإنه يترافق حتما مع اضطراب اسقاطات هذا الشخص. موقعه فيهما .فإذا
من دالئل إدراك الزمان والمكان هو قدرة اإلنسان على االرتباط بالحاضر ومعايشته .وهنا ولعل دليال هاما
رسم الوقت ،المعروضة في الفصل السابق ،وهي اآلتية( :بالنسبة للمفحوص العربي). نذكر بتقسيم مناطق
من هنا نخلص للقول بأن مدرك الزمان والمكان يرسم شجرته في مركز الورقة .فإذا ما حدث ان انحرفت
الشجرة نحو اليمين أو اليسار كان ذلك دليال على اضطراب قد يكون مزاجيا عابرا (أزمة عابرة) أو أصيال
مرضيا
(كالفصام).
و-معايير أخرى :عندما يتصدى الفاحص لتأويل وتفسير اختبار ما فإن عليه أن يأخذ بعين االعتبار كافة
التفاصيل وأن يحاول أن يركب منها كال متكامال .وبمعنى آخر فإن الغوص في التفاصيل هو ضرورة
للحصول على الكل .ومن هذا المنطلق ترى ستورا أن من واجب مفسر اختبار الشجرة أن يطرح العديد من
األسئلة حول الشجرة المفحوصة .وقد حاولت جاهدة إعطاء أنماط االجابات على هذه األسئلة .ونذكر فيما
مكروه.
جذع متسع في قاعدته :ويعكس الحاجة أللمان واالستقرار كما يعكس الرغبة في الحصول على -4
الدعم.
لطخات (خطوط) سوداء مستقيمة :وتعكس الحاجة للتعقل والتبصر.
-5
خطوط حاذقة :الرغبة في تأكيد الذات والرغبة في الفعل. -
6
جذع صاعد :ويعكس الرغبة في الشروع بعمل ما.
-7
جذع نازل :ويعكس مشاعر الخيبة والحزن.
-8
جرح مسنن في الجذع :ويعكس النقد الذاتي والشعور بالذنب.
-9
د ـ
خصائص التاج:
يظهر تاج هذه الشجرة من الدرجة الرابعة (أي أنه يحتل كامل عرض الصفحة تقريبا) .وهذا يعكس
رغبة المفحوص في استشارة اهتمام االخرين .ومن الممكن أن نالحظ فى التاج العالئم اآلتية:
-10خطوط متعاكسة :وتعكس عالئم الصراع مع المحيط.
-11اوراق على شكل ضفائر :وتعكس الرغبة في التقدير 0عن طريق التلقي واإلقناع .والرغبة في تدعيم
الثقة بالنفس.
12ـ تاج مغلق :ويعكس التفتيش عن الرضى
والقبول.
- 13اوراق على شكل الكيل :وترمز للدفاع وللسلبية.
-14اوراق شكل على ( :)8رغبة في القيادة والتحكم والتسلط واهتمامات جنسية.
15ـ تفاصيل دقيقة :محاولة الحد من الشعور بالقلق وسلوك وسواسي مع عناد ورغبة في فرض نظام
على الواقع
.
-16أطراف مسننة :وتعكس عوامل العدائية والقلق (لدى المرأة ويمكن أن تكون رمزا قضيبيا).
17ـ تاج مفتوح :ويعكس البحث الدائم عن عالقات جديدة.
-18غصون مرسومة بخط واحد :وتعكس محاوالت تجميل أو تشويه الواقع ورغبات طفولية ولعب
وحلم.
-19نصف معين :ويعكس جهدا لتكوين الذات والشعور بالضعف.
-20توازي الزوايا :ليس في التقييم وتعويضات في محاولة للتخلص من التوتر الداخلي.
21ـ معين داخل التاج :جهد قاهر لتكوين الذات وإخفاء تردده وشعور بالضعف.
22ـ خطوط سوداء متكررة :وتعكس قلق الهجر واالنطواء على الذات واضطراب االنتباه.
23ـ غصون بخطين :وتعكس القدرة على التمييز بين الواقع واالوهام.
هـ -وضعية
الشجرة
تلعب هذه الوضعية دورا هاما في تحليل االختبار .وفيما يلي عرض لتغيرات وامكانيات وضعية
الشجرة .ونبدأ
بـ:
-وضعية مركزية مائلة لليمين :وتعكس الميل إللتكال على الغير والحصول على الدعم والرغبة في
تأكيد
الذات.
-وضعية مركزية :وتعكس حاجة المفحوص ألن يكون اجتماعيا ومتوافقا مع محيطه
-جذع منحن الى اليسار :ويرمز لحاجة المفحوص للدعم واالعتماد على الغير.
-جذع منحن الى اليمين :ويمكنه أن يعكس التفكير باألخطاء واالحباط والذنب .واحيانا يمكن لهذه
الوضعية أن تعكس ميوال انهيارية
.
-توريق يتسع تدريجيا :ويعكس اتساعا تدريجيا في حقل النشاط وتصحيحا فعاال وسلبية ودفاعا.
-توريق أكبر من الجذع :ويعكس الميل للتفكير والغوص في الذات (مراجعات وجدانية) .والرغبة في
االستقالل.
-توريق يقطع الجذع بخط منحن واو :ويدل على السلبية والدفاع والرقة واالنوثة واالهتمامات الجنسية
المصحوبة بمحاوالت
الهروب
-االرض المهددة :وتعكس العفوية واالندفاع الغريزي (عصاب سلوكي).
شخصية( .زيور، -االرض غير الممهدة :وتعكس الرغبة بإجراء تجارب شخصية وتكوين مبادئ ومنطلقات
نفس
المرجع ،ص )63-60
-5مزايا وعيوب
االختبار
يتمتع اختبار الشجرة (ستورا) بميزات عدة .فإجراؤه سهل وادواته اقتصادية ،وهو ال يستثير حذر
المفحوص وال يجعله يحس وكأن الفاحص ينصب له فخا (يزداد هذا الشعور بشكل خاص لدى
الخاضعين الختبار يقتضي منهم الكالم) ،وعليه فإنه من النادر أن يرفض المفحوص رسم الشجرة .حتى
المسنين ،وهم االصعب خضوعا للفحص ،فإنهم يرسمون الشجرة بطيبة خاطر ودون ممانعة .كما أن
سهولة هذا االختبار تجعله صالحا اللستخدام في الدراسات الطولية .ومن ميزاته أيضا قابليته للتطور.
ولكن الميزة االهم لهذا االختبار تتمثل في حساسيته وليس في عمقه .فصحيح أن اختبار الشجرة ال ينفذ
إلى أعماق الشخصية كما يفعل اختبار الروشاخ مثال .إال أن اختبار الشجرة يستطيع أن يقيس التغيرات
الطارئة على الشخصية .هذه التغيرات التي قد تطرأ كنتائج للعالج النفسي أو الدوائي أو نتيجة للتعرض
للصدمات الكهربائية أو لعمليات دماغية ..الخ
ومن هذه الحسنات نفسها ،خاصة حساسيته ،تنبع سيئات االختبار .فهو يفتقد للعمق ويتأثر بمختلف
الظروف الخارجية بسبب حساسيته .ومن هنا القول بأن االختبار يكون غاية في الفعالية على وجه
العموم إال أن هنالك قسما من المفحوصين من يعبرون عن ذواتهم بصورة أفضل عن طريق االختبارات
األخرى( .زيور ،نفس المرجع
،ص )63
خاتمة
إن االختبارات االسقاطية هي أدوات أو وسائل هامة يستخدمها األخصائي النفسي
في عمليات تقدير إمكانيات الفرد ،وفي التشخيص والتنبؤ والتوجيه واإلرشاد
النفسي ويمكن اإلفادة منها في دراسة مجال واسع من السلوك البشري والحصول
ووضعت على بيانات أو معلومات هامة عن شخصية الفرد ،إدا أحسن استخدامها ُ
لها ضوابط وأمكن معرفة معايير ثباتها وصدقها ودااللتها اإلكلينيكية وحدودها
التي تقيس القدرة أو السمة المطلوب قياسها.
فهي ادوات إنسانية صممت من اجل ض إنسانية وهي بمفردها ال تحسم حوارا
نظريا ال تعالج مريضا ،وال تعلم أطفاال ،وال تحل مشكالت اجتماعية .ولكنها في
أيدي األخصائيين الماهرين الذين يفهمونها ،تستطيع أن تساعدنا في جميع هذه
المهام .فكما يقول كوهلير أخد مؤسسي مدرسة الجشتلت:
"إن االختبارات تقيس ذكاء الفاحص أكثر من قياسها لذكاء المفحوص".
المراجع