You are on page 1of 24

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫‪ -1‬لمحة تاريخية عن االختبار‬

‫‪ -2‬القيمة الرمزية للشجرة‬

‫‪ -3‬اختبار رسم الشجرة حسب كوخ ‪koch‬‬

‫‪ -4‬اختبار رسم الشجرة حسب ستورا‬

‫طريقة إجراء االختبار‬ ‫‪-‬‬


‫اختبار ستورا ومستويات الوعي‬ ‫‪-‬‬
‫معايير التأويل‬ ‫‪-‬‬
‫استخراج النتائج‬ ‫‪-‬‬
‫مزايا وعيوب االختبار‬ ‫‪-‬‬
‫خاتمة‬
‫المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫احتل الرسم فى السنين األخيرة مكانة مرموقة بين األساليب االسقاطية لدراسة‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫وقد تعددت أنواع وصور اختبارات الرسم وأساليبه‪ .‬ويعتبر اختبار رسم الشجرة فى‬
‫مقدمة هذه األساليب التى شاع استخدامها فى المجال اإلكلينيكي‪.‬‬
‫وسنتطرق في هذا البحث المتواضع للمحة تاريخية عن هذا االختبار وتطوره عبر‬
‫السنوات‪ ،‬ثم نرى لماذا اختيرت الشجرة بالتحديد‪ ،‬ثم نرى تقنيات هذا االختبار‬
‫حسب كوخ‪ ،‬ثم تقنياته حسب ستورا وانتقاداتها لمنهج كوخ وفي االخير محاسن‬
‫ومساوئ هذا االختبار االسقاطي‪.‬‬
‫لمحة تاريخية عن اختبار الشجرة‬
‫تعود فكرة اختبار الشجرة إلى مستشار للتوجيه المهني مقاطعة زوريخ ويدعى )‪ (Emile jucker‬وكان‬
‫جيكير يطلب من األوالد المعروضين عليه القيام برسم شجرة‪ .‬وكان هذا الباحث يحلل رسوم األشجار‬
‫اعتمادا على تجربته وحدسه بطريقة اعتباطية وغير منتظمة‪ ،‬وهو لم يستشعر الحاجة لتقنين هذا االختبار‪،‬‬
‫خاصة وإنه لم يكن يهدف من خالله االطالع على كامل شخصية الولد‪ .‬وإنما كان مهتما باالطالع على‬
‫نواح‪ .‬معينة من هذه الشخصية‪ ،‬وهي تحديدا تلك التي تلزمه التحديد ميول الطفل وتوجهاته‪ .‬ويعترف جيكر‬

‫بذلك عندما يقول‪:‬‬


‫وباشرت تطبيق االختبار في العام ‪ .1998‬ولم أضع تحليالت إحصائية عن النتائج التي كنت أحصل عليها‬
‫إذ لم يكن هدفي من تطبيقه سوى العمل على التحقق التقريبي لعدد من المالحظات االعتباطية‪ .‬في هذا‬
‫اإلطار انحصرت الفائدة الجوهرية اللختبار‪ .‬وكنت أفسره على أساس محض حدسي دلني على مظاهر‬

‫غيـر مؤكدة‪.‬‬
‫إذا فاختبار الشجرة‪ ،‬مثله مثل كل االختبارات المعتمدة على الرسم‪ ،‬بدأ بهدف دراسة بعض جوانب‬
‫الشخصية أو الفعالية‪ .‬ثم تطور ليصبح إختبارا إسقاطيا صالحا لدراسة عميقة للشخصية‪ .‬فكيف حصلت هذه‬

‫التطورات؟‬
‫أ ـ في العام ‪ 1994‬بدأت أولى دراسة إحصائية لرسم الشجرة على يد الباحثين ‪ Thomson‬و‪،Hurlock‬‬
‫وتناولت هذه الدراسة ‪ 2000‬طفل تراوحت أعمارهم بين ‪ 4‬و‪ 8‬سنوات‪ .‬وطلب إليهم رسم ثماني صور‬
‫مألوفة لدى األطفال وهي‪ :‬فتى وفتاة وبيت وكلب وزهرة وسيارة ومركب وشجرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬مع بداية األربعينيات نشر الباحث )‪(Schliebe‬نتائج دراسة تناولت ‪ ،478‬رسموا أكثر من ‪4000‬‬
‫شجرة‪ .‬ويعتبر هذا الباحث رائدا الختبار الشجرة إذ هدف إلى دراسة متكاملة للشخصية من خالله‪.‬‬
‫ج ـ في منتصف األربعينيات حقق الباحث األميركي (‪ )Buck‬إضافات هامة في مجال رسم الشجرة‪.‬‬
‫د ـ أخيرا في العام ‪ 1949‬نشر الباحث كارل كوخ كتابه "اختبار الشجرة"‪ .‬وفيه ظهر اختبار الشجرة للمرة‬
‫األولى كاختبار متكامل‪ .‬حتى أن البعض ال يزال يعرف اختبار الشجرة باختبار كوخ‪( .‬زيور‪ ،1992 ،‬ص ‪)49‬‬

‫القيمة الرمزية للشجرة‬


‫إن استخدام الشجرة كأداة للتشخيص النفسي لم يكن الهدف‪ .‬فالقيمة الرمزية للشجرة معروفة منذ سحيق‬
‫األزمنة‪ ،‬إذ نجدها في مختلف الديانات واألساطير‪.‬‬
‫والشجرة تلعب دورا مركزيا في التاريخ اليهودي المسيحي‪ .‬كما وردت قيم رمزية للشجرة في القرآن‬
‫الكريم‪ .‬وكانت الشجرة موضوع عبادة عند الشعوب البدائية‪.‬‬
‫أما شعوب أفريقيا الوسطى فقد كانت تقدم لها القرابين‪ .‬وكثيرة هي الروايات التي تنظر للشجرة على أنها‬
‫مأوى‬
‫أللرواح وااللهة‪.‬‬
‫ولقد درج البعض على غرس شجرة عند والدة طفل جديد‪ ،‬وهكذا فإن الشجرة في مجمل هذه األوضاع هي‬
‫صورة ورمز لشيء اخر‪ .‬ولعل أهم هذه الرموز الخصوبة والقوة واالنجاب‪ .‬كما أن بعض األساطير تعطي‬
‫للشجرة رمزا كونيا‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن ذكرها تكرارا في القرآن الكريم يعطيها رمزا دينيا‪ ،‬وال يفوتنا‬
‫التذكير بأن بعض الدول تتخذ الشجرة شعارا لها‪ ،‬حتى أن بلدانا مثل لبنان وكندا تضع الشجرة على أعالمها‬

‫الوطنية‪.‬‬
‫ولكن ما يهمنا في هذا المجال هو الشبه بين الشجرة وصورة الشخص الذي يفتح ذراعيه‪ .‬فهذا الشبه هو‬
‫السبب في اعتمادها موضوعا اللختبار‪ .‬ذلك أن المفحوص عندما يرسم شجرة فإنه‪ ،‬وبطريقة ال واعية‪،‬‬
‫يرسم صورة جسده الخاص‪ .‬وبمعنى آخـر فـإن المفحوص يسقط صورة جسده الخاص في الشجرة التي‬
‫يرسمها‪ .‬وهذا هو مبدأ االختبار الذي سنناقشه في الفقرات التالية‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)50‬‬

‫اختبار رسم الشجرة حسب كوخ ‪koch‬‬


‫يرتكز تفسير االختبار على مستويين‪ .‬األول هو التحليل الكمي والثاني هو التحليل المظهري (أو الشكلي)‪.‬‬

‫أ ـ التحليل الكمي‪:‬‬
‫ويهدف هذا التحليل إلى تحديد النسب المئوية لكل من‬
‫الجذع‬
‫والتاج من حيث علوه وعرضه‪ .‬وللحصول على هذه النسب‬
‫علينا أن نحيط الشجرة المرسومة بإطار يحيط بالشجرة من‬
‫قاعدتها (بدون الجذور) إلى قمتها‪ .‬كما يحيط بها من اقصى‬
‫اليسار إلى أقصى اليمين (أنظر‬
‫الصورة)‬
‫بعد ذلك نخط متعامدين األول ينطلق من القاعدة مرورا‬
‫بمنتصف الجذع (بشكل طولي) واآلخر افقي يمر بأعلى الجذع‬
‫(نقطة التقاء الجذع بـالتاج)‪ ،‬ثم نخط بخطوط منقطة خطي‬
‫الزوايا‪ .‬وبهذا يكتمل اإلطار الذي يساعدنا في تحديد النسب‬
‫واستخراج المؤشرات منها‪ ،‬وعلى الفاحص أن يحترم في تحليله‬
‫لهذه النسب عوامل عديدة مثل سن المفحوص (لكل عمر‬
‫نسبه‬
‫ومؤشراته الخاصة)‪ ،‬كما عليه أن ينظر لهذه المعطيات الكمية‬
‫على ضوء إرتباطها بالمعطيات الشكلية‪ ،‬مثل الشكل العام‬
‫للشجرة واتجاهها وشكل الجذع‬
‫وشكل التاج‪.‬‬
‫والواقع أن كوخ متأثر‪ ،‬في تحليله لرسم الشجرة‪ ،‬بعلم الخطوط‬
‫وهو اختصاصه األساسي‪ .‬ومن هنا األهمية التي يوليها إلى‬
‫مؤشرات مثل مدى ضغط المفحوص على الورقة أثناء الرسم‬
‫واتجاه كل قسم من أقسام الشجرة (معـادل لميـالن الحروف في علم الخطوط) وسرعة اتمام الرسم وغيرها‬
‫من المؤشرات التي تمكن كوخ من تحويرها عن علم الخطوط لتطبيقها في رسم الشجرة‪ .‬إشارة ال بد منها‬
‫في هذا المجال وتتلخص باألهمية الفائقة لعلم الخطوط في المساعدة على تحليل الرسوم‪.‬‬
‫على أن التزام كوخ بعلم الخطوط يتعدى المؤشرات المذكورة أعاله إلى اعتماد التقسيم الطوبوغرافي الذي‬
‫طرحه عالم الخطوط السويسري (‪ )Max Pulver‬ونختصر هذا التقسيم بالصورة التالية‪:‬‬

‫وفيما يلي شرح المناطق االنبنائية لـ‪ Pulver‬ونبدأ‬


‫ب‪:‬‬
‫أ ـ المنطقة العليا‪ :‬هي منطقة النشاط الذهني‪ .‬وفيها تتبدى مؤشرات الوعي والفكر والقيم والروح وأيضا‬
‫الميول الصوفية والدينية‪ .‬كما أن هذه المنطقة ذات داللة في تحديد قدرة الشخص على االتصال وقدرته على‬

‫التكيف‪.‬‬
‫ب ـ المنطقة السفلى‪ :‬وتعبر عن العقل الباطن كما تعبر عن كل ما هو مادي وفيزيائي وعن االنتماء‬

‫للجماعة‪.‬‬
‫أ ـ المنطقة اليمنى (اليسرى بالنسبة للغربي)‪ :‬وفيها نالحظ بصمات الماضي والطفولة والعالقة باألم‪.‬‬
‫وتركيز الرسم في هذه المنطقة يعكس دالئل االنطواء والميل للوحدة واالنهيار‪.‬‬
‫د ـ المنطقة اليسرى (اليمنى بالنسبة للغربي)‪ :‬وفيها نجد رموزا تصور المستقبل واالنفتاح والعالقة مع األب‬
‫كرمز للسلطة والنظام (خاصة في المجتمعات األبوية مثل مجتمعنا العربي)‪.‬‬
‫وكما الحظنا في الصورة فإن هنالك أربع مناطق فرعية إضافة للمناطق األربع الرئيسية المشروحة أعاله‪.‬‬
‫وهذه‬
‫المناطق هي‪:‬‬
‫أـ المنطقة اليمنى إلى األسفل‪ :‬وهي منطقة العودة للماضي (النكوص)‪.‬‬
‫ب ـ المنطقة اليسرى األسفل‪ :‬وهي منطقة‬
‫الحاجات‪.‬‬
‫ج‪ -‬المنطقة اليسرى العليا‪ :‬وهي المنطقة التي تجسد فيها النشاطات والطموحات والمشاري‪.‬‬
‫د ـ المنطقة اليمنى العليا‪ :‬وتمثل منطقة السلبية‬
‫واالنكفاء‬
‫تبقى نقطة أخيرة للمناقشة فيما يتعلق بالتحليل الكمي الختبار كوخ‪ .‬وهذه النقطة هي المساحة المستخدمة في‬
‫الرسم‪ .‬وينظر كوخ إلى هذه المساحة على ضوء علم الخطوط‪ .‬حيث نالحظ بأن الشخص الطموح‪،‬‬
‫والراغب في تأكيد ذاته‪ ،‬يعمد إلى تغطية أكبر مساحة ممكنة من الورقة‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)52-51‬‬
‫ب ـ‬
‫التحليل الشكلي‪:‬‬
‫بعد مناقشتنا لخطوات التحليل الكمي لرسم الشجرة نأتي إلى مناقشة خطوات التحليل الشكلي أو المظهري‬
‫للشجرة‪ .‬وفي هذا التحليل تقسم الشجرة إلى عناصر أساسية وعناصر فرعية‪.‬‬
‫العناصر األساسية‪ :‬وتتكون هذه العناصر من الجذع والتاج والجذور‪.‬‬
‫• الجذع‪ :‬ويعتبر أهم اقسام الشجرة وأكثرها استثارة إللسقاط‪ .‬لذلك ينظر إليه على أنه انعكاس لنشاط‬
‫الشخصية ونمطها الفكري‪ .‬وفي العادة يرسمه األطفال بخطوط عمودية مستقيمة‪ .‬وتختفي هذه االستقامة في‬
‫خطوط الجذع لدى البالغ الطبيعي‪ .‬إال أنه من الممكن مصادفة الجذع المستقيم لدى البالغين في حاالت‬
‫االعاقة النفسية البالغة وحاالت السذاجة وتأخر النضج النفسي‪ .‬العاطفي وغيرها"‪.‬‬
‫• الجذور‪ :‬وترمز عادة للحس الجماعي وللرغبة في االنتماء للجماعة‪ ،‬وبالتالي فإنها تعكس نوعا من التبعية‬
‫(انخفاض االستقاللية)‪ .‬والجذور تصادف عادة في رسوم األطفال وتختفي في رسوم البالغين‪ .‬وظهور‬
‫الجذور في أشجار البالغين يمكنه أن يعكس مشاكل عائلية لدى الشخص أو تخلف نضجه العاطفي أو فضوله‬
‫لمعرفة األشياء الخبيئة (ميل للتلصلص أو ميول علمية) أو وقوعه تحت وطأة النزوات أو الصراعات‪.‬‬
‫ويستطيع الفاحص تحديد هذه العوامل من خالل حواره مع المفحوص ومن خالل مراجعته لكامل التحليل‪.‬‬
‫• التاج‪ :‬بشكله العام يمثل التاج العناصر الواعية للشخصية‪ .‬فهو يمثل قدرة المفحوص على االتصال‬
‫والتكيف ونوعيتهما (أنظر الصور)‪.‬‬
‫وقبل انتقالنا لمناقشة العناصر الفرعية في رسم الشجرة فإننا نود أن نعرض بعض األمثلة على دااللت شكل‬
‫التاج‪ .‬وذلك من خالل الصور التالية‪.‬‬
‫قلنا ان التاج يرمز للعناصر الواعية للشخصية كما يرمز‬
‫لقدرة المفحوص على االتصال والتكيف مع المحيط‪.‬‬
‫وكما هو مالحظ من خالل الخطوط المشتتة المؤلفة للتاج‬
‫فإن المفحوص يعاني صعوبة التعاطي مع محيطه مما‬
‫يجعله يسلك سلوك الكذب‪ .‬إن هذا التاج يعبر عن الكذب‬
‫‪.‬‬
‫في الصورة الثانية نالحظ األغصان المبتورة (مشارا إليها بسهم)‪ .‬وتعكس شعور المفحوص بعدم الكفاية‪.‬‬
‫كما نالحظ انعدام األوراق بما يعكس العدائية‪ .‬كما نالحظ التصحيحات غير الناجحة في الجذع بما يعكس‬
‫مشاعر الذنب والرغبة في االقتصاص من الذات‪ .‬ومجموعة المؤشرات تدلنا على أن المفحوص في حالة‬

‫هيجان‪.‬‬
‫أما التاج فهو عار من األوراق (صعوبة اتصال‪ .‬كما نالحظ أغصانا باتجاه واحد (اليمين) وهذه الشجرة تدل‬
‫على كون راسمها يعاني حالة‬
‫عصابية‪.‬‬

‫الحظ اصرار المفحوص على التفاصيل الدقيقة في‬


‫الصورة ‪ 2‬وعلى تداخل األغصان فيما بينها إضافة‬
‫لخلو األغصان من‬
‫األوراق‪.‬‬
‫وهذه العناصر تعكس حالة عصابيـة مترافقة بمظاهر‬
‫العناد والوساوس والقلق والرغبة في فرض نظام على‬

‫الواقع‪.‬‬
‫باختصار ان راسم هذه الشجرة يعاني من عصاب الوساوس‪.‬‬
‫إن هذه الشجرة مليئة بالتصحيحات الخاطئة والمرتبكة‪ .‬سواء في األرض أم في الجذع أم في التاج‪.‬‬
‫وكثرة هذا النوع من التصحيحات يعكس مشاعر الذنب والرغبة في االقتصاص من الذات‪ .‬كما نالحظ‬
‫ارتفاع التاج وامتداده حتى يكاد يغطي الجذع‪ .‬وهذا يعكس الرغبة في الهروب من الواقع (الشعور بالذنب)‬

‫إلى الحلم‪.‬‬

‫من سذاجة الرسم نستنتج تأخر النضج النفسي لراسم هذه الشجرة‪ .‬فهذه الشجرة مميزة لمرحلة بداية‬
‫المراهقة‪ .‬وعندما يرسمها بالغ فإنها تعكس عدم نضجه‪.‬‬
‫وفي النهاية نلفت النظر إلى أن هذه الرسوم قام بها أشخاص تحت تأثير التنويم المغناطيسي‪ ،‬مما يؤكد صدق‬
‫المشاعر أثناء التعبير‬
‫بالرسم‬
‫العناصر الفرعية‪ :‬وتتكون هذه العناصر من الثمار واألوراق والزهور والتفاصيل التي يقصد بها تزيين‬
‫الرسم‬
‫بصورة عامة‪.‬‬
‫• األوراق‪ :‬وتتداخل دااللتها مع دااللت التاج‪ .‬وعلى أية حال فإنها تعكس أيضا اهتمام المفحوص‬
‫بالتفاصيل‪ .‬وغيابها يعني اإلهمال والجمود النفسي‪.‬‬
‫• الثمار‪ :‬وتعكس الحس العلمي ‪ -‬الواقعي لدى المفحوص‪ .‬فإذا ما ظهرت الثمار مقطوعة من الشجرة دل‬
‫ذلك على شعور المفحوص بعدم االكتفاء‪.‬‬
‫• الزهور والتفاصيل األخرى‪ :‬وتعكس اهتمام المفحوص بما يجري حوله وتأثره بمحيطه‪.‬‬
‫االكتفاء‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)55-52‬‬ ‫• األغصان المبتورة‪ :‬وتعكس شعور المفحوص بعدم‬

‫أمثلة تطبيقية‪:‬‬
‫• فيما يلي نعرض عددا من الرسوم ذات الداللة شروحاتها‪ ،‬وذلك بهدف استخدامها كقوالب جاهزة للمقارنة‪.‬‬
‫‪ -1‬في هذه الشجرة نالحظ هيمنة منطقة الجذع‪ .‬كما نالحظ عرضه ورسمه بخطوط مستقيمة وواضحة‪،‬‬
‫وكل هذه العالئم تعكس قدرة المفحوص على أن يكون مراقبا جيدا قادرا على التكيف بسهولة‪ .‬ولكن‬
‫وجود الجذور المتقطعة يعكس لنا عدم تقدير هذا المفحوص لذاته ولقدراته‪.‬‬
‫‪ -2‬في هذه الشجرة نالحظ وجود الجذور العميقة والمعقدة‪ .‬كما نالحظ أن هذه الجذور تحتل قسما ال‬
‫بأس به من مجمل حجم الشجرة‪.‬‬
‫إن مثل هذه الجذور تعكس سيطرة االلوعي على الجهاز النفسي للمريض‪ .‬هذه السيطرة التي تعيق‬
‫التطور النفسى والحياتي للشخص‪ .‬مما يؤخر نضج الشخصية وبجعلها تابعة‪.‬‬

‫‪ -3‬يرمز تاج الشجرة إلى عالقات المفحوص باآلخرين وبالعالم الخارجي إجماال‪ ،‬وفي الحاالت التي‬
‫يكون فيها راس التاج مسننا وحادا‪ ،‬كما في هذه الشجرة‪ ،‬فإن ذلك يعكس العدائية المفرطة‪ ،‬خاصة‬
‫وانه رسم التاج بدون اوراق‪ .‬وهذا النمط ذاته في رسم التاج يمكنه أن يعكس تجنيس الذات لدى‬
‫المفحوص‪( .‬الحظ أن الشجرة بدون قاعدة وكأنها طائرة في الهواء)‪ .‬وهذا التجنيس ال يتعارض مع‬
‫العدائية فالثانية يمكنها أن تكون بمثابة تعويض أللولى‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا كان التاج يعكس نمط عالقة المفحوص بالمحيط وباآلخرين فإن األغصان واألوراق تعكس‬
‫الحياة الواعية للمفحوص‪ .‬كما تعكس حياته الفكرية ومثالياته‪ .‬بالنسبة لهذه الشجرة فإننا نالحظ ميل‬
‫الحياة الواعية والفكرية نحو اليمين (المستقبل ألن المفحوص غربي)‪ .‬وفي هذه الحالة فإن هذه‬
‫الشجرة تعني أن المفحوص يعاني مشاعر القلق‪ .‬وهو يعيش حالة ترقب اللسوا‪ .‬أما شكل األغصان‬
‫وتقطعها فإنه يعني أيضا وجود ميول انهيـارية لدى المفحوص‪.‬‬

‫على عكس سابقتها فإن هذه الشجرة تميل بتاجها نحو اليسار (الماضي لدى المفحوص الغربي) مما يعكس‬
‫حالة انهيارية تؤكدها طريقة رسمه أللغصان المتقطعة (شعور بعدم الكفاية)‪ .‬كما نالحظ ميالن الجذع نحو‬
‫اليمين مما يمكنه أن يعكس الوساوس أو المخاوف المرضية (ألن الجذع يمثل الجسم) أو أن يعكس األمل‬
‫بالمستقبل مع الحاجة إلى دعم األب أو المثل األعلى‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)56-55‬‬
‫اختبار رسم الشجرة حسب ستورا‬
‫تركزت انتقادات ستورا الختبار كوخ حول ميـوعة تفسيره واستخراج نتائجه‪ .‬وعليه فقد قامت بإدخال‬
‫التعديالت التى تناولت طريقة إجراء الفحص وطريقة تفسيره وطريقة استخراج نتائجه حتى بات اختبار‬
‫الشجرة يعرف باسمها‪ .‬وفيما يلي عرض اختبار الشجرة بعد تعديالت ستورا عليه‪ .‬ونبدأ بـ‪:‬‬
‫‪ -1‬طريقة إجراء‬
‫االختبار‪:‬‬
‫رأينا لدى استعراضنا لمبادئ كوخ أهمية مستوى التنبيه‪ ،‬كما رأينا األشجار المرسومة من قبل أشخاص‬
‫يعانون مشاعر خاصة تحت تأثير التنويم المغناطيسي‪ .‬من هذه المالحظات استوحت ستورا مبدأ تطبيق‬
‫االختبار‪ ،‬على أربع مراحل‬
‫هي‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬نطلب من المفحوص رسم شجرة‪ .‬أية شجرة ما عدا شجرة الصنوبر (الن هذه الشجرة‬
‫كانت منتشرة على نطاق واسع في أوروبا‪ ،‬فإذا رسمها تعذر على الفاحص أن تحليلها ألن المفحوص نقلها‬
‫دون أن يسقط شخصيته فيها)‪ .‬وذلك دون تحديد وقت‪ .‬ولدى انتهاء الرسم نطلب من المفحوص يضع رقم‬
‫(‪ )1‬على الورقة وأن يكتب اسمه عليها ويقدمها لنا‬
‫‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬نطلب من المفحوص رسم شجرة أخرى‪ .‬طبعا غير الصنوبر‪( .‬كان كوخ يطلب رسم شجرة‬
‫مثمرة‪ .‬لكن ستورا الغت هذا الطلب إذ الحظت أرد غالبية الفتيات والنساء وصغار األطفال رسموا أشجارا‬
‫مثمرة‪ .‬دون أن يطلب إليهم ذلك)‪ .‬كما حولت ستورا الصيغة من أيضا ارسم شجرة إلى ارسم شجرة أخرى‬
‫(ألن كلمة "أيضا" من شأنها أن تستثير ملل المفحوص وبالتالي تقلل من استعداده للخضوع اللختبار أما‬
‫تعبير "ارسم شجرة أخرى" فيشعر المفحوص بأنه يقوم بعمل مألوف في وسط مألوف)‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬نطلب من المفحوص أن يرسم شجرة أحالم‪« .‬ارسمها كما تريد وكيفما تريد»‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬نتوجه للمفحوص بالقول‪« :‬ارسم شجرة‪ ،‬أية شجرة تريد‪ .‬ولكن ارسمها وعيناك‬

‫مغمضتان»‪.‬‬
‫من الممكن‪ ،‬خالل الفحص‪ ،‬أن يعمد المفحوص لتوجيه األسئلة للفاحص‪ .‬وتجنبا ألي ايحاء‪ ،‬من شأنه أن‬
‫يؤثر في االختبار‪ ،‬يجب على الفاحص االجابة بعبارة «كما تريد»‪ .‬وكما هو مالحظ فإن هذه المراحل تضع‬
‫المفحوص في مستويات تنبيه ووعي مختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬اختبار ستورا ومستويات‬
‫الوعي‬
‫دعمت ستورا مالحظاتها العيـادية بأبحاث إحصائية مكنتها من تحديد األجواء النفسية (مستويات التنبيه) التي‬
‫يعيشها المفحوص في كل مرحلة من المراحل األربع لتطبيق االختبار‪ .‬ويمكننا اختصار هذه األجواء كما‬

‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الشجرة األولى‪ :‬أثناء رسمه لهذه الشجرة يتصرف المفحوص على غرار تصرفه عندما يجد‬
‫نفسه في محيط مجهول أو في وسط غير معتاد‪ .‬وعليه فإنه يحس كموضوع تحت المراقبة‪.‬‬
‫وهكذا فإن الشجرة األولى تعكس الشعور بالمراقبة وطريقة التصرف والسلوك في محيط‬
‫غريب ومجهول‪ .‬كما تعكس هذه الشجرة ردة فعل المفحوص أمام هذه الوضعية‪.‬‬
‫‪ -‬الشجرة الثانية‪ :‬خالل فترة رسمه لهذه الشجرة يحس المفحوص أنه يقوم بمهمة مفروضة‬
‫عليه بعد أن ظن أنه تخلص منها‪ ،‬ولكنه سيجد نفسه في وسط مألوف‪ .‬وهذا الوسط يعادل‬
‫الوسط العائلي للمفحوص‪ .‬وهذا التغيير في اإلحساس يتضح من خالل الفارق بين هذه‬
‫الشجرة وسابقتها‪ .‬ففي حين سجل المفحوص في الشجرة األولى االنطباع الذي يريد فرضه‬
‫على اآلخرين (بما فيهم الفاحص) فإن الشجرة الثانية تكون عفوية وأقل تصنعا‪ .‬وهكذا فإن‬
‫الشجرة الثانية تعكس موقف المفحوص المعتاد في وسط مألوف‪.‬‬
‫‪ -‬الشجرة الثالثة‪ :‬وتعكس هذه الشجرة أفق األحالم والصراعات المكبوتة كما تعكس طريقة‬
‫المفحوص في توقع الحلول في حاالت عدم حصوله على الكفاية‪.‬‬
‫هنا استطراد ال بد منه بسبب األهمية الفائقة لهذه الشجرة‪ .‬إذ أنها تخاطب االلوعي بطريقة‬
‫أكثر فعالية‪ .‬فهي تستقطب الهوامات والرغبات المكبوتة مما يجعلها أكثر شبها بحلم اليقظة‪.‬‬
‫واستنادا إلى هذه األهمية فإن هنالك عددا من الباحثين الذين يقترحون توجيهات مخالفة‬
‫لتوجيهات ستورا بالنسبة لهذه الشجرة‪ .‬ومن أهم هؤالء الباحثة االيطالية ‪Montessori‬‬
‫التي ترى توجيه التعليمات التالية‪":‬ارسم شجرة حلم‪ .‬شجرة خيالية وغير موجودة في‬

‫الواقع‪".‬‬
‫وإذا كانت تعليمات ستورا تساعدنا على التعرف إلى السلوك الخيـالي الذي يتبعه الشخص‪،‬‬
‫لتعويض عدم كفايته‪ ،‬فإن تعليمات مونتسوري تساعدنا على بلوغ‪ .‬الرغبات العميقة‬
‫االلوعية‬
‫للشخص‪.‬‬
‫‪ -‬الشجرة الرابعة‪ :‬وتبرز هذه الشجرة المشاكل العاطفية المؤثرة والقديمة‪ ،‬كما تعكس هذه‬
‫الشجرة الخلل الذي أصاب شخصية المفحوص في طفولته المبكرة‪ ،‬وهكذا فإن لهذه الشجرة‬
‫معنى نكوصيا وأحيانا تثبيتيا‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪)58-56‬‬

‫‪-‬‬
‫‪3‬معايير التأويل‪:‬‬
‫كنا قد عرضنا لهذه المعايير من وجهة نظر كوخ‪ .‬وها نحن نعرض للخطوات الموضوعية التي أضافتها‬
‫ستورا بهدف ضبط التأويالت والحؤول دون ميوعتها واعتمادها على التفسيرات الذاتية والغير الموضوعية‬
‫للفاحص‪ .‬وهذه الخطوات‬
‫هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬وضعية الشجرة‪ :‬تشيـر أبحاث ستورا أن وضعية الشجرة (مكانها على الورقة) تختلف باختالف العمر‪.‬‬
‫فالحظت أن أطفال العاشرة يستخدمون غالبا المنطقة‬
‫اليسرى (تصبح اليمنى بالنسبة للطفل العربي)‪ .‬أما أطفال المرحلة ‪ 5-4‬سنوات فإنهم ميالون لرسم الشجرة‬
‫إلى جهة اليمين ‪ -‬الوسط (تصبح اليسار ‪ -‬الوسط لدى الطفل العربي)‪ .‬أما األطفال ذوو األعمار ‪13-11‬‬
‫سنة فإنهم يرسمون شجرتهم في المنطقة المركزية من الورقة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬ارتفاع الشجرة‪ :‬إن الرسوم الصغيرة إجماال تعكس ميوال من نوع الخجل أو العصاب أو القلق او‬
‫االنهيار أو الرهاب والمخاوف االلمنطقية‪.‬‬
‫أما الرسوم الكبيرة فتعكس ميوال من نوع العدائية أو االنفعالية أو الرغبة في تأكيد الذات‪ .‬مالحظة هامة في‬
‫هذا المجال تكمن في رسم الشجرة الذي يفيض عن حجم الورقة‪ .‬من جهتها تفسر ستورا هذا الفائض على‬

‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كان القسم غير المكتمل (الفائض) للشجرة في قمتها فإن ذلك يعتبر مؤشرا على النقص والشعور بعدم‬
‫الكفاءة‪ .‬مما يستتبع الرغبة في التعويض‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان القسم الفائض إلى اليمين (اليسار لدى‪ ،‬العربي)‪ ،‬فإن هذا الفائض يعتبر مؤشرا لصعوبات االتصال‬

‫باآلخرين وبالعالم‪.‬‬
‫وتعتبر ستورا أيضا بأن الشجرة غير التامة (التي ال تتسع لها الورقة) تعكس حاجة الشخص العميقة لنوع‬
‫من انواع االلتحام أو االلتصاق الجسدي أو المعنوي‪ .‬كما تعكس حاجته ألن يكون مقبوال من اآلخرين‪.‬‬
‫وفي رأينا الشخصي أن هذا التفسير يعتبر اليوم على درجة من السذاجة‪ .‬فهو يهمل التعرض لمسألة‬
‫الصعوبات‬
‫االسقاطية‪.‬‬
‫ج ‪-‬عرض الشجرة‪ :‬العرض العام للشجرة ـ عريضة أم ضيقة‪( .‬راجع شرح كوخ)‪.‬‬
‫د ـ الجذع ونسبته بالمقارنة مع التاج‪( .‬راجع شرح‬
‫كوخ)‬
‫الرسم‪ :‬إن إدراك اإلنسان لمبادئ المكان والزمان هو إدراك يساعده على تحديد‬ ‫هـ ـ أهمية المركز في‬
‫ما حدث ان اضطرب هذا االدراك فإنه يترافق حتما مع اضطراب اسقاطات هذا الشخص‪.‬‬ ‫موقعه فيهما‪ .‬فإذا‬
‫من دالئل إدراك الزمان والمكان هو قدرة اإلنسان على االرتباط بالحاضر ومعايشته‪ .‬وهنا‬ ‫ولعل دليال هاما‬
‫رسم الوقت‪ ،‬المعروضة في الفصل السابق‪ ،‬وهي اآلتية‪( :‬بالنسبة للمفحوص العربي)‪.‬‬ ‫نذكر بتقسيم مناطق‬

‫من هنا نخلص للقول بأن مدرك الزمان والمكان يرسم شجرته في مركز الورقة‪ .‬فإذا ما حدث ان انحرفت‬
‫الشجرة نحو اليمين أو اليسار كان ذلك دليال على اضطراب قد يكون مزاجيا عابرا (أزمة عابرة) أو أصيال‬
‫مرضيا‬
‫(كالفصام)‪.‬‬
‫و‪-‬معايير أخرى‪ :‬عندما يتصدى الفاحص لتأويل وتفسير اختبار ما فإن عليه أن يأخذ بعين االعتبار كافة‬
‫التفاصيل وأن يحاول أن يركب منها كال متكامال‪ .‬وبمعنى آخر فإن الغوص في التفاصيل هو ضرورة‬
‫للحصول على الكل‪ .‬ومن هذا المنطلق ترى ستورا أن من واجب مفسر اختبار الشجرة أن يطرح العديد من‬
‫األسئلة حول الشجرة المفحوصة‪ .‬وقد حاولت جاهدة إعطاء أنماط االجابات على هذه األسئلة‪ .‬ونذكر فيما‬

‫يلي بعضا منها‪:‬‬


‫‪ -‬الخطوط‪ :‬هل هي مستقيمة أم متعرجة؟ أفقية أم منحنية؟ مائلة إلى جهة واحدة أم أنها تميل‬
‫طورا لليمين وطورا لليسار؟ ثم هل هذه الخطوط غائرة (نتيجة الضغط بالقلم على الورقة‬
‫= عالئم قلق؟) أم أنها فاهية وسطحية؟ هل توجد خطوط مكررة وحاذقة نتيجة هذا التكرار؟‬
‫‪ -‬الجذع‪ :‬هل يوجد به جرح؟ ثم هل رسم بخط واحد (أي أن الجذع ممثل بخط واحد‬
‫عمودي)؟ بالنسبة لهذه النقطة األخيرة نالحظ اختالف مواقف الباحثين‪ .‬فمن جهته يرى‬
‫كوخ أن هذه الطريقة في الرسم هي خاصة باألطفال‪ ،‬كما يرى أن استمراريتها لدى البالغ‬
‫هي بمثابة دليل على حالة التثبيت االنفعالي‪ .‬أما ستورا فتالحظ أن الفتيات هن األكثر‬
‫إعتمادا للرسم بخط واحد بالمقارنة مع الصبيان‪ .‬وذلك لغاية سن ‪ 5-4‬سنوات حيث تختفي‬
‫هذه الطريقة في الرسم‪ .‬وترى ستورا أن استمرار طريقة رسم الجذع بخط واحد مفرد‪ ،‬إلى‬
‫ما بعد البلوغ‪ ،‬بمثابة مؤشر على ميل المفحوص ألن يعيش عالمه الخاص‪ .‬دون مالحظة ما‬
‫يميز هذا العالم عن العالم الواقعي‪ .‬وذلك بانتظار إشباع رغباته‪( .‬بمعنى آخر فإن ستورا‬
‫تعتبر هذه الحالة بمثابة الجمود النفسي ونوع من أنواع العناد)‪.‬‬
‫والحقيقة أن التفسيرين ال يتعارضان من حيث الجوهر‪ ،‬خاصة وأن التجربة العملية تدلنا‬
‫على فوارق هامة بين هذه الحاالت‪ .‬فرسم الجذع بخط واحد يمكنه ان يصدر عن الفنانين‬
‫(في هذه الحالة نفسره بأنه انعكاس لنرجسية الفنان وعدائيته اللذين يدفعان الفنانين لمحاولة‬
‫فرض مشاعرهم على جمهورهم)‪ .‬كما نصادف هذه الحالة لدى الفصاميين (في هذه الحالة‬
‫يفسر بأنه انعكاس للمحاوالت اليائسة التي يبذلها الفصامي كي يجعل نفسه مفهوما)‪.‬‬
‫‪ -‬الجذور‪ :‬هل للشجرة جذور؟ (راجع دااللت الجذور في هذا الفصل)‪ .‬هل توجد عالئم‬
‫مميزة أو بارزة في الشجرة التي نفحصها؟ وما هو مصدرها في حال وجودها؟ (زيور‪ ،‬نفس‬
‫المرجع‪ ،‬ص ‪0)60-58‬‬
‫‪-‬‬
‫‪2‬استخراج النتائج‪:‬‬
‫بعد عرضنا لمعايير التأويل يأتي عرضنا للطريقة العملية الستخراج نتائج االختبار‪ .‬وفي سبيل ذلك‬
‫يستحسن أن نستعرض الشجرات األربع معا‪ .‬فنبحث عن نقاطها المشتركة وعن نقاط اختالفها ثم نضيف‬
‫إلى هذه المقارنات مجموعة عناصر التأويل في محاولة للوصول لعملية التركيب الحيوي للشخصية‪ .‬وكان‬
‫من المهم أن تعمل ستورا على إجراء الدراسات اإلحصائية الهادفة لتحديد انعكاسات مختلف الحاالت النفسية‬
‫على الشجرة المرسومة‪ ،‬وفي مرحلة أولى كونت ستورا مجموعة «الخوف»‪ .‬وتكونت هذه المجموعة من‬
‫أطفال يعانون مشاعر الخوف‪ .‬والحظت ستورا أن العالئم المشتركة بين رسومات هؤالء هي وجود الشجرة‬
‫في وضعية أقرب إلى األعلى وإلى اليسار‪ .‬ومن خالل مجمل هذه االحصاءات‪ ،‬التي تناولت ‪ 4832‬شخصا‬
‫توصلت ستورا إلى تحديد قوالب مجموعة صفات أللشجار الخاصة بكل عمر وبكل جنس‪ .‬ومما أكد هذه‬
‫النتائج انها أتت متناغمة مع جداول النمو النفسي الحركي أللطفال‪ .‬ثم توصلت ستورا‪ ،‬وعن طريق دراستها‬
‫المقارنة لحاالت أطفال طبيعيين وأطفال متخلفين وأطفال صم بكم وبالغين طبيعيين‪ ،‬الى عزل وتحديد‬
‫"دااللت نفسية" صنفتها في‬
‫مجموعتين‪:‬‬
‫أـ ‪ 126‬داللة نفسية أساسية تتعلق بالخصائص النفسية للطفل‪.‬‬
‫ب ‪ 61-‬داللة نفسية عامة تتعلق غالبيتها‬
‫بالبالغين‪.‬‬
‫والواقع أن إشكاليات عديدة تحول دون اعتمادنا لهذه الدااللت كما وردت لدى ستورا‪ .‬ففي الدرجة األولى‬
‫تطور مفهوم االسقاط كما تطورت سبل ووسائل تحليل االختبارات االسقاطية وهي أمور تستدعي تطوير‬
‫وتوضيح دااللت ستورا‪ .‬ومن ناحية أخرى هنالك الفوارق الحضارية والثقافية واللسانية التي ال يمكننا‬
‫إهمالها لدى تصدينا لمواضيع مثل اللسانية وعلم الخطوط وتحليل الرسوم‪.‬‬
‫بناء على هذه المعطيات رأينا أنه من األفضل اختصار معايير التأويل وأسلوب استخراج النتائج من خالل‬
‫صورة الشجرة تحتوي التفاصيل األكثـر ترددا في رسوم المفحوصين‪ .‬مع شرح كل تفصيل منها على حدة‪.‬‬
‫بحيث تكون هذه الشجرة وكأنها ‪ robot‬تساعد فى تحليل رسم الشجرة والوصول الى نتائجه‪.‬‬
‫إن العالئم الموجودة في هذه الشجرة ال يمكنها أن تجتمع في اية شجرة مرسومة من خالل االختبار‪ .‬وقد‬
‫تضمنت هذه الشجرة عالئم متناقضة بهدف جعلها قالبا صالحا للمقارنة مع أكبر عدد ممكن من االشجار‬
‫التي قد تعرض للفاحص الذي يستخدم هذا االختبار‪ .‬ونحن عن طريق تفسيرنا لخصائص هذه الشجرة نأمل‬
‫أن نكون قد وضعنا نهجا علميا لتفسير اختبار الشجرة عامة‪ .‬وهذا النهج هو التالي‪:‬‬
‫أ ـ في خطوة أولى علينا قياس طول الشجرة (نظريا)‪ .‬وهذا الطول يقسم ال ى‪ 4‬درجات فعندما نقول طول‬
‫درجة ‪( 4‬أو طول ‪ )4‬فإن ذلك يعني أن الشجرة تكاد تغطي كامل الورقة أما عندما نقول إن طول درجة ‪1‬‬
‫فإن ذلك يعني ان طول الشجرة ال يتجاوز ربع طول الورقة‪ .‬وعندما يرسم مفحوص ما شجرة (طول ‪،)4‬‬
‫كما هي حال الشجرة القالب‪ ،‬فإن ذلك يعني رغبة المفحوص في إثبات ذاته وأهميته كما يعني رغبته في أن‬
‫يكون‬
‫موضع اهتمام‪.‬‬
‫ب ـ طول التاج‪ :‬يقسم طول التاج الى ثماني درجات‪ .‬اما عرض التاج فيقسم بدوره الى أربع درجات‪ .‬وفي‬
‫الشجرة القـالب نالحظ أن عرض الشجرة هو من الدرجة الرابعة (عرض ‪ .)4‬إذ أنه يكاد يغطي عرض‬
‫الورقة‪ .‬وهذا العرض عندما يتناسق مع الطول فإنه يعطي نفس االدلة‪ .‬اما عندما يكون رأس الشجرة حادا‬
‫ومستنا (عرض ‪ )1‬فإن ذلك يعني نقص الثقة بالنفس وبالقدرات الذهنية وشعور بالدونية‪.‬‬
‫ج ـ خصائص الجذع‪ :‬الجذع هو عنصر اساسي في تحليل رسم الشجرة‪ ،‬وفي حالة الشجرة القالب فإن‬
‫الجذع يتميز بالصفات اآلتية‬
‫‪:‬‬
‫جذع متداخل مع التوريق‪ :‬ويرمز الى اهتمامات جنسية متنوعة إلى الرغبة باالحتفاظ واالحتواء‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تصحيحات غير ناجحة في الجذع‪ :‬وترمز الى اللبس والتقييم االعتباطي‪ ،‬شعور بالخطأ والـذنب‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الرغبة في االقتصاص من الذات وثنائية العواطف والرغبة بالتزكية‪.‬‬
‫تصحيحات ناجحة في الجذع‪ :‬وتعكس الرغبة في الكمال ومحاولة تجميل الواقع واخفاء ما هو‬ ‫‪-3‬‬

‫مكروه‪.‬‬
‫جذع متسع في قاعدته‪ :‬ويعكس الحاجة أللمان واالستقرار كما يعكس الرغبة في الحصول على‬ ‫‪-4‬‬

‫الدعم‪.‬‬
‫لطخات (خطوط) سوداء مستقيمة‪ :‬وتعكس الحاجة للتعقل والتبصر‪.‬‬
‫‪-5‬‬
‫خطوط حاذقة‪ :‬الرغبة في تأكيد الذات والرغبة في الفعل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫جذع صاعد‪ :‬ويعكس الرغبة في الشروع بعمل ما‪.‬‬
‫‪-7‬‬
‫جذع نازل‪ :‬ويعكس مشاعر الخيبة والحزن‪.‬‬
‫‪-8‬‬
‫جرح مسنن في الجذع‪ :‬ويعكس النقد الذاتي والشعور بالذنب‪.‬‬
‫‪-9‬‬

‫د ـ‬
‫خصائص التاج‪:‬‬
‫يظهر تاج هذه الشجرة من الدرجة الرابعة (أي أنه يحتل كامل عرض الصفحة تقريبا)‪ .‬وهذا يعكس‬
‫رغبة المفحوص في استشارة اهتمام االخرين‪ .‬ومن الممكن أن نالحظ فى التاج العالئم اآلتية‪:‬‬
‫‪-10‬خطوط متعاكسة‪ :‬وتعكس عالئم الصراع مع المحيط‪.‬‬
‫‪ -11‬اوراق على شكل ضفائر‪ :‬وتعكس الرغبة في التقدير ‪0‬عن طريق التلقي واإلقناع‪ .‬والرغبة في تدعيم‬

‫الثقة بالنفس‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ تاج مغلق‪ :‬ويعكس التفتيش عن الرضى‬
‫والقبول‪.‬‬
‫‪ - 13‬اوراق على شكل الكيل‪ :‬وترمز للدفاع وللسلبية‪.‬‬
‫‪ -14‬اوراق شكل على (‪ :)8‬رغبة في القيادة والتحكم والتسلط واهتمامات جنسية‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ تفاصيل دقيقة‪ :‬محاولة الحد من الشعور بالقلق وسلوك وسواسي مع عناد ورغبة في فرض نظام‬
‫على الواقع‬
‫‪.‬‬
‫‪ -16‬أطراف مسننة‪ :‬وتعكس عوامل العدائية والقلق (لدى المرأة ويمكن أن تكون رمزا قضيبيا)‪.‬‬
‫‪17‬ـ تاج مفتوح‪ :‬ويعكس البحث الدائم عن عالقات جديدة‪.‬‬
‫‪-18‬غصون مرسومة بخط واحد‪ :‬وتعكس محاوالت تجميل أو تشويه الواقع ورغبات طفولية ولعب‬
‫وحلم‪.‬‬
‫‪ -19‬نصف معين‪ :‬ويعكس جهدا لتكوين الذات والشعور بالضعف‪.‬‬
‫‪ -20‬توازي الزوايا‪ :‬ليس في التقييم وتعويضات في محاولة للتخلص من التوتر الداخلي‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ معين داخل التاج‪ :‬جهد قاهر لتكوين الذات وإخفاء تردده وشعور بالضعف‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ خطوط سوداء متكررة‪ :‬وتعكس قلق الهجر واالنطواء على الذات واضطراب االنتباه‪.‬‬
‫‪ 23‬ـ غصون بخطين‪ :‬وتعكس القدرة على التمييز بين الواقع واالوهام‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬وضعية‬
‫الشجرة‬
‫تلعب هذه الوضعية دورا هاما في تحليل االختبار‪ .‬وفيما يلي عرض لتغيرات وامكانيات وضعية‬
‫الشجرة‪ .‬ونبدأ‬
‫بـ‪:‬‬
‫‪ -‬وضعية مركزية مائلة لليمين‪ :‬وتعكس الميل إللتكال على الغير والحصول على الدعم والرغبة في‬
‫تأكيد‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪ -‬وضعية مركزية‪ :‬وتعكس حاجة المفحوص ألن يكون اجتماعيا ومتوافقا مع محيطه‬
‫‪ -‬جذع منحن الى اليسار‪ :‬ويرمز لحاجة المفحوص للدعم واالعتماد على الغير‪.‬‬
‫‪ -‬جذع منحن الى اليمين‪ :‬ويمكنه أن يعكس التفكير باألخطاء واالحباط والذنب‪ .‬واحيانا يمكن لهذه‬
‫الوضعية أن تعكس ميوال انهيارية‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬توريق يتسع تدريجيا‪ :‬ويعكس اتساعا تدريجيا في حقل النشاط وتصحيحا فعاال وسلبية ودفاعا‪.‬‬
‫‪ -‬توريق أكبر من الجذع‪ :‬ويعكس الميل للتفكير والغوص في الذات (مراجعات وجدانية)‪ .‬والرغبة في‬

‫االستقالل‪.‬‬
‫‪-‬توريق يقطع الجذع بخط منحن واو‪ :‬ويدل على السلبية والدفاع والرقة واالنوثة واالهتمامات الجنسية‬
‫المصحوبة بمحاوالت‬
‫الهروب‬
‫‪ -‬االرض المهددة‪ :‬وتعكس العفوية واالندفاع الغريزي (عصاب سلوكي)‪.‬‬
‫شخصية‪( .‬زيور‪،‬‬ ‫‪ -‬االرض غير الممهدة‪ :‬وتعكس الرغبة بإجراء تجارب شخصية وتكوين مبادئ ومنطلقات‬
‫نفس‬
‫المرجع‪ ،‬ص ‪)63-60‬‬

‫‪ -5‬مزايا وعيوب‬
‫االختبار‬
‫يتمتع اختبار الشجرة (ستورا) بميزات عدة‪ .‬فإجراؤه سهل وادواته اقتصادية‪ ،‬وهو ال يستثير حذر‬
‫المفحوص وال يجعله يحس وكأن الفاحص ينصب له فخا (يزداد هذا الشعور بشكل خاص لدى‬
‫الخاضعين الختبار يقتضي منهم الكالم)‪ ،‬وعليه فإنه من النادر أن يرفض المفحوص رسم الشجرة‪ .‬حتى‬
‫المسنين‪ ،‬وهم االصعب خضوعا للفحص‪ ،‬فإنهم يرسمون الشجرة بطيبة خاطر ودون ممانعة‪ .‬كما أن‬
‫سهولة هذا االختبار تجعله صالحا اللستخدام في الدراسات الطولية‪ .‬ومن ميزاته أيضا قابليته للتطور‪.‬‬
‫ولكن الميزة االهم لهذا االختبار تتمثل في حساسيته وليس في عمقه‪ .‬فصحيح أن اختبار الشجرة ال ينفذ‬
‫إلى أعماق الشخصية كما يفعل اختبار الروشاخ مثال‪ .‬إال أن اختبار الشجرة يستطيع أن يقيس التغيرات‬
‫الطارئة على الشخصية‪ .‬هذه التغيرات التي قد تطرأ كنتائج للعالج النفسي أو الدوائي أو نتيجة للتعرض‬
‫للصدمات الكهربائية أو لعمليات دماغية‪ ..‬الخ‬
‫ومن هذه الحسنات نفسها‪ ،‬خاصة حساسيته‪ ،‬تنبع سيئات االختبار‪ .‬فهو يفتقد للعمق ويتأثر بمختلف‬
‫الظروف الخارجية بسبب حساسيته‪ .‬ومن هنا القول بأن االختبار يكون غاية في الفعالية على وجه‬
‫العموم إال أن هنالك قسما من المفحوصين من يعبرون عن ذواتهم بصورة أفضل عن طريق االختبارات‬
‫األخرى‪( .‬زيور‪ ،‬نفس المرجع‬
‫‪،‬ص ‪)63‬‬
‫خاتمة‬
‫إن االختبارات االسقاطية هي أدوات أو وسائل هامة يستخدمها األخصائي النفسي‬
‫في عمليات تقدير إمكانيات الفرد‪ ،‬وفي التشخيص والتنبؤ والتوجيه واإلرشاد‬
‫النفسي ويمكن اإلفادة منها في دراسة مجال واسع من السلوك البشري والحصول‬
‫ووضعت على بيانات أو معلومات هامة عن شخصية الفرد‪ ،‬إدا أحسن استخدامها ُ‬
‫لها ضوابط وأمكن معرفة معايير ثباتها وصدقها ودااللتها اإلكلينيكية وحدودها‬
‫التي تقيس القدرة أو السمة المطلوب قياسها‪.‬‬
‫فهي ادوات إنسانية صممت من اجل ض إنسانية وهي بمفردها ال تحسم حوارا‬
‫نظريا ال تعالج مريضا‪ ،‬وال تعلم أطفاال‪ ،‬وال تحل مشكالت اجتماعية‪ .‬ولكنها في‬
‫أيدي األخصائيين الماهرين الذين يفهمونها‪ ،‬تستطيع أن تساعدنا في جميع هذه‬
‫المهام‪ .‬فكما يقول كوهلير أخد مؤسسي مدرسة الجشتلت‪:‬‬
‫"إن االختبارات تقيس ذكاء الفاحص أكثر من قياسها لذكاء المفحوص"‪.‬‬
‫المراجع‬

‫‪ ‬مصطفى زيور‪ :)1992( ،‬اختبار رسم الشجرة ‪ -‬مجلة الثقافة النفسية‪،‬‬


‫العدد ‪ ،11‬المجلد ‪ ،3‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

You might also like