You are on page 1of 12

‫اختبار رسم الشجرة‬

‫‪ -1‬تعريفه‪:‬‬
‫يعتبر اختبار رسم الشجرة من االختبارات االسقاطية التابعة الختبارات الورقة والقلم والتي تعمل على‬
‫اعطاء صورة حول شخصية المفحوص‪ .‬وتعزى فكرة استخدام رسم الشجرة بغرض تحليل الشخصية إلى‬
‫إميل جوكر الذي كان يفسر الرسوم حدسيا‪ ،‬وكان هدف الباحث التحقق من مالحظات امبرقية واقتصرت‬
‫فائدة االختبار على تعيين بعض االشكال الصراعية عند المفحوص بطريقة حدسية ‪.‬‬

‫لقد اهتم كل من هور لوك وطومسون في سنة ‪ 4391‬بنمو االدراك وبتالي مهد لدراسة المنظمة لرسم‬
‫الشجرة‪ .‬ثم قام شليب من جهته بدراسة أكثر من ‪ 1444‬رسم شجرة‪ ،‬رسمها (‪ )174‬مفحوص تتراوح‬
‫أعمارهم بين (‪ ) 4-1‬سنوات‪ ،‬وكان هدفه وضع طريقة للتشخيص سواء بواسطة التوجيه الذي يتبناه أو‬
‫بواسطة النتائج التي انتهى إليها والتي تكشف عن العالقة القائمة بين الرسم والشخصية‪ ،‬وعدا كان من‬
‫الممكن اعتبار شليب سابقا في هذا المجال‪ ،‬فمن الضروري االشارة أنه كان يجب انتظار االمريكي بيك‬
‫وباألخص السويسري كوخ الفاحص وعالم دراسة الخط لكي تتم الدراسة المنظمة واإلحصائية لما يسمى‬
‫اليوم باختصار رسم الشجرة هذا االخير في كتابه المنشور باللغة األلمانية عام ‪ 4313‬بغرض طريقته في‬
‫تحليل رسم الشجرة‪.‬‬

‫‪ -2‬قيمة الرسم في تفسير الشخصية‪:‬‬


‫إن الرسم يعكس انفعاالت صاحبه‪ ،‬فمن الممكن مثال تعيين الخط العصبي والعدواني الذي يؤدي إلى حد‬
‫تمزيق الورقة أو تعيين الخط المتردد الذي ال يكاد أن يظهر‪ .‬ودراسة الرسم من هذا المنظور ال تختلف‬
‫عن علم دراسة الخط‪ ،‬هذا ما أدى بعالم الخط ماكس بولفر » ‪ « max pulver‬إلى القول " الكتابة بوعي‬
‫تعادل رسم الفرد بدون وعي"‬

‫‪ ‬من ناحية الخط مثال فقد ظهرت مجموعة من االبحاث المتعلقة بالرقابة الحركية والقوة ودرجة‬
‫الضغط على الخط ونمط الخطوط المرسومة‪ ،‬والحظ العلماء سيادة الخطوط العمودية لدى"‬
‫الفرنسيين والواثقين من أنفسهم" متجهة والخطوط األفقية لدى الشبه فصاميين " من جهة أخرى ‪،‬‬
‫والخطوط المقوسة لدى "الخائفين والحساسين"‬
‫‪ ‬الدوائر في الرسوم االنثوية والزوايا القائمة لدى المعارضين والواقعيين وغالبا ما تمت دراسة‬
‫الخطوط بموازاة مع دراسة الحيز المستعمل في الرسم وسمحت دراسات مقارنة بمالحظة تزايد‬
‫الرسم في العلو تبعا للسن‪ :‬فكلما زاد عمر الطفل كلما زاد حجم رسمه والمساحة المستعملة‪.‬‬
‫‪ ‬قام العديد من علماء النفس بدراسات حول التعبير الرمزي للحيز المستعمل ال حظوا أن الخجولين‬
‫و المكتئبين يضعون رسمهم الصغير في إحدى زوايا الورقة بينما عبر المستقرين و االندفاعيين‬
‫يميلون إلى تغطية كل الورقة نتيجة اإلحساس بنوع من الفراغ النابع عن الخوف من الفراغ ‪.‬أما‬
‫الوسواسين فهم يبعثرون على كل أجزاء الورقة لطخات صغيرة منفصلة عن بعضها البعض‪ ،‬فإذا‬
‫كانت رسوم الخجولين والعصبيين والمكتئبين والقلقين صغيرة الحجم فإن رسوم الشخصيات‬
‫العدوانية والواثقة من نفسها كبيرة الحجم‪.‬‬
‫‪ ‬أما من ناحية األدوات فعند اجراء اختبار رسم الشجرة غالبا ما يختار المتفحصون اللذين يميلون‬
‫إلى كبح انفعاالتهم القلم‪ ،‬في حين االكثر ثقة بأنفسهم يفضلون األلوان المائية‪.‬‬
‫‪ ‬لقد ساند العديد من المؤلفين من أمثال كريستشنستاينر ثم جيزل ولوكي نظرية التوازي بين رسوم‬
‫االطفال ورسوم البدائيين‪ ،‬إال أن التنافس الذي دار حول هذه الفكرة داللته‪ ،‬إذ بين‬
‫االنثروبولوجيون وجود فنون بدائية مختلفة قارن العلماء بين رسوم أطفال ورسوم معتوهين ورسوم‬
‫بدائيين ورغم وجود بعض نقاط تشابه بديهية يبدو أنه اليتعلق االمر هنا بمجرد صدفة أو أن‬
‫التشابه في واقع األمر سطحي أكثر منه حقيقي‪.‬‬
‫ومن خالل كل ما سبق نشير إلى أن الرسم كان يستخدم بهدف تحديد الذكاء وكان يعتبر كأداة هامة‬
‫للحكم على أفضل أوجه النمو الفكري‪ ،‬في مقابل هذه االختبارات التي يستعمل فيها الرسم كمحك للمستوى‬
‫العقلي ظهرت اختبارات الرسم التي ترمي إلى استقصاء الشخصية‪.‬‬

‫للرسم اتجاهان مختلفان‪:‬‬

‫‪ -‬االستقصاء الذي يمكن أن يقتصر تحليل أسلوب الرسم هذا ما يسمح بتقدير ذكاء الطفل‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم قدرات الطفل على االنتباه ومراحل نموه وتفسير داللة ذلك فهم شخصيته‪.‬‬
‫ومن هنا فقد كان الرسم في نظر علماء النفس يتطور بتطور الذكاء‪ ،‬وهذا ما يؤكد أن الرسم يعكس‬
‫التطور العقلي‪ ،‬فإنه في نظر المحللين النفسانيين لألطفال ينبغي أن يتعدى االهتمام المعطى للرسم مجال‬
‫لنمو الفكري لينصب على تفسير مضمون وعلى رمزية الرسوم التي اعتبرت بمثابة تجليات للحياة النفسية‬
‫العميقة وكنمط للتعبير المجيد لالشعور‪.‬‬

‫‪ -3‬القيمة الرمزية للشجرة‪:‬‬


‫ليس من باب الصدفة إن فرضت فكرة استخدام موضوع الشجرة كأداة للتشخيص النفسي والقيمة‬
‫الرمزية للشجرة معروفة منذ القديم ويمكن العثور عليها واالساطير والفلكلور‪.‬‬

‫فهي على سبيل المثال موضوع عبادة لدى بدائي إفريقيا الوسطى اللذين كانوا يقدمون لها قربانا بينما يعد‬
‫في مناطق أخرى مسكنا لألرواح واآللهة‪.‬‬

‫فالشجرة هي رمز للخصوبة والقوة واالنجاب ورم از كونيا إن الشجرة قابلة للتشبه باإلنسان وهو السبب‬
‫الذي اعتبرت من اجله بديال رمزيا لجسم االنسان فبعبارة أخرى رسم شجرة هو اسقاط لصورة الجسم‪.‬‬

‫‪ -4‬أنواع اختبار رسم الشجرة‪:‬‬


‫‪ 1-4‬اختبار رسم الشجرة حسب كوخ‪:‬‬
‫تعد بساطة األدوات المستخدمة إحدى مميزات اختبار رسم الشجرة إذا ليتطلب تطبيق هذا األخير سوى‬
‫ورقة بيضاء من حجم (‪17-14‬سم) يتم تقديمها إلى المفحوص طوليا‪ ،‬النه الوضع المفضل من طرف‬
‫غالبية المفحوصين‪ ،‬وقلم رصاص مبري جيدا إن استعمال الممحاة أو أي أداة أخرى ممنوع منعا باتا‬
‫والوقت المسموح غير محدد ويستحسن عدم وجود أية شجرة في المجال البصري للمفحوص أثناء‬
‫االختبار‪.‬‬

‫إن تعليمات االختبار هي " ارسم شجرة" ما عدى" شجرة تتوب" أو ارسم شجرة مثمرة و تختلف التعليمة‬
‫شيئا ما بالنسبة لألطفال وتكون كالتالي " ارسم شجرة تفاح" أو" ارسم منزال بجانبه شجرة"‬

‫‪ ‬كيفية تفسير رسم الشجرة حسب كوخ‪:‬‬


‫كان كوخ يقوم في بادئ األمر بالتحليل الكمي وتحليل الجانب الشكلي ولهذا الغرض هماك عدة مؤشرات‬
‫قي اسية منصوح بها لتحديد االرتباطات‪ :‬طول الجذع ( بالنسبة المئوية) ‪ ،‬طول التاج (التوريق) عرض‬
‫التاج (بالنسبة المئوية) وللحصول على هذه االرتباطات تؤطر الشجرة بدءا من القاعدة دون الجذور‪ ،‬ورسم‬
‫صليب عمودي وذلك بأخذ وسط كنقطة تقاطع إلى حد ملتقى الجذع بالتالي ثم تضاف و تزان بخط‬
‫متقطع يربطان زوايا االطار االربعة‪.‬‬

‫تؤخذ بعين االعتبار كل المؤشرات و االرتباطات تبعا للقدرة على التعبير الخاصة بكل سن‪ ،‬وبالتالي‬
‫ينبغي لألخصائي النفسي أن يكون على دراية بالشكل السوي أو الشاذ لهذا الخط أو ذاك‬

‫إن درجة الضغط على الخط و على شكل الشجرة واتجاهها ‪،‬واستم اررية الخطوط واتجاه كل خط وسرعة‬
‫انجازها كل هذا له داللته والينبغي إغفاله ‪،‬النه يرتكز على معطيات الخاصة بعلم الخط ‪،‬ال تقتصر‬
‫تفسيرات كوخ على هذه المعطيات الخاصة بل يمنح للحيز المستعمل في الرسم داللة رمزية ترتكز على‬
‫نظرية " المناطق" لعالم الخط السويسري ماكس بيلفر‪.‬‬

‫استخدام هذا االخير في نظرية المناطق التي جاء بها الصليب كنموذج حيزي ويمكن توضيح ذلك في‬
‫المخطط التالي‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)..‬يوضح طريقة تقسيم المناطق عبر ورقة الرسم‬

‫المنطقة العليا‬

‫المنطقة اليسرى‬ ‫المركز‬ ‫المنطقة اليمنى‬

‫المنطقة السفلى‬

‫‪ ‬المنطقة العليا‪ :‬تمثيل الجانب الشعوري للمفحوص وهي البنية الفكرية ومنطقة القيم‪،‬‬
‫االحاسيس الخرافية والمقدسة وهي كذلك منطقة االتصال بالمحيط‪.‬‬
‫‪ ‬المنطقة السفلى‪ :‬تعبر عن ماقبل الشعور وعن ماهر مادي وعن االنتماء إلى العالم‬
‫الجماعي‪.‬‬

‫‪ ‬المنطقة اليسرى‪ :‬تمثل الماضي واالنطواء والعالقات مع األم ‪.‬‬

‫‪ ‬المنطقة اليمنى‪ :‬ترمز إلى المستقبل واالنبساط والعالقات مع األب بصفة رم از لسلطة‬
‫وللنظام‪.‬‬

‫تعتبر المنطقة اليسرى السفلية كمنطقة النكوصات والمنطقة الحاجات المنطقة العليا اليمنى منطقة‬
‫النشاط والمشاريع‪ ،‬المنطقة العليا اليسرى الفتور والتثبيط ‪ .‬ويرتكز تفسير الرسم على هذه االبعاد االربعة‬
‫وعلى التحليل الرمزي للحيز المستعمل كما سبقت اإلشارة إليه‪ .‬لذا يمكن الوقوف على نواة ثابتة (الجذع‬
‫واالغصان) من جهة وعلى عناصر التزين من جهة أخرى (التوريق‪ ،‬الثمار‪ ،‬الطبيعة)‪.‬‬

‫‪ ‬الجذع‪ :‬هو الجزء الثابت والمثالي والنشيط من الشخصية فالجذع المرسوم بخط واحد خاص‬
‫برسوم الصغار أو األغبياء‪ ،‬ويختلف هذا المؤشر عند الراشدين العاديين وفي حالة وجوده فهو‬
‫دليل على تثبيط أو تختلف في النمو‪.‬‬
‫أما إذا كان الجذع في األسفل محاط بحدود التربة‪ :‬فهو داللة على االنسحاب والعزلة‪ ،‬االنشغال‬
‫بالذات‪.‬‬

‫‪ ‬الجذور‪ :‬يعبر عن االنتماء إلى العالم الجماعي وهي متواترة في رسوم األطفال في حين إنها غير‬
‫بارزة في رسوم الراشدين االقوياء وفي حالة وجودها فهي غالبا ما تعبر عن مشاكل مع المحيط‬
‫العائلي للعميل وعن التدهور العاطفي‪ ،‬وأيضا عن الفضول تجاه األمور المخفية عن نقل النزوات‬
‫والمشاكل المفحوص‪.‬‬
‫‪ ‬األغصان‪ :‬تمثل العالقات مع الخارج والطريق المفحوص في استغالل مواردهم و أنماط الدفاع‬
‫أو الهجوم‪ ،‬فالمفرطون من العدوانية مثال يرسمون أشجا ار في الغابة من الحدة بحدود صديقة‬
‫وبدون أوراق‪ ،‬يمكن أن يكون هذا النوع من االشجار مؤش ار على "نقص في تقديم الذات" وعلى‬
‫العموم يجب على التوريق أن يكون متوازيا على الجهتين (اليسرى واليمنى) تدل االغصان‬
‫والتوريق على الحياة الواعية والفطرية والمثالية‪ ،‬كما تدل األزهار على اهتمام المفحوص بالمظهر‬
‫وبما يحدث حوله‪.‬‬
‫وتشير االغصان المبتورة إلى الشعور بالنقص إن المفحوصين اللذين ال يرسمون إال أغصانا‬
‫متصاعدة يفتقرون إلى االحساس بالواقع فهم أشخاص يتحمسون بسهولة يستجيبون بال تمعن بينما‬
‫السوداويون والمستسلمون والمكتئبون والمنطوين يرسمون أغصانا متدلية‪ ،‬فميل األوراق إلى اليمين أو‬
‫اليسار يمثل الحقل الذي يتطور فيه االكتئاب ‪.‬‬

‫‪ ‬الثمار‪ :‬وترمز إلى االتجاه العملي‪ ،‬اظهار قدراته‪ ،‬متابعة التفوق‪ ،‬البحث عن المنفعة والنتائج‬
‫المباشرة‪ ،‬تفكير ضعيف غير ناضج‪.‬‬
‫أما الثمار المتناثرة في المكان عند أطفال الروضة والسنة اولى مدرسي وعند األكبر منهم سنا تشير الى‬
‫النكوص‪.‬‬

‫‪ ‬إضافات ‪ :‬عش‪ ،‬بيض‪ ،‬عصافير‪ ،‬صور انسانية‪...‬ترسم في كل المراحل االنسانية ما بين ‪-3‬‬
‫‪ 41‬سنة‪ ،‬وهي اشارات إلى االستهزاء والسخرية وأهواء المضايقة‪.‬‬
‫‪ -‬األزهار‪ :‬االعجاب بالذات والتركيز والتعلق بالمظهر الخارجي لألشياء‪.‬‬
‫‪ -‬األوراق‪ :‬الرغبة في المالحظة‪ ،‬قدرة التعبير واالنبساطية‪ ،‬الحاجة ألن يكون متميزا‪ ،‬السذاجة‬
‫والحماس‪.‬‬
‫‪ 2-4‬اختبار رسم الشجرة حسب ستوراه‪:‬‬

‫تتمثل تقنية االختبار عند روني ستوراه في رسم أربعة أشجار تعكس كل واحدة منها نظرة جزئية عن‬
‫الشخصية يطلب من المفحوص في بادئ االمر أن يرسم شجرة أية شجرة كما يريد ما عدا شجرة تنوب‬
‫وبمجرد انتهى الرسم يطلب منه تسليم الورقة بعد كتابة اسمه‪ ،‬ثم تقدم له ورقة ثانية ويطلب منه أن يرسم‬
‫شجرة أخرى أية شجرة كما يريد ماعدا شجرة تنوب‪.‬‬

‫كان كوخ يطلب من المفحوص رسم شجرة مثمرة لكن ستو ار عدل هذه التعليمة الن التجارب بينت من‬
‫جهة أن الفتيات والنساء يرسمن في الغالب اشجا ار مثمرة‪ ،‬وأنه من جهة أخرى مثل هذه الشجرة متوترة في‬
‫رسوم االطفال الصغار‪.‬‬

‫إن التعليم الذي مفاده ارسم شجرة أخرى تبدو أفضل من التعليمة ارسم شجرة أيضا الن الصياغة‬
‫االخيرة قد تشير لدى بعض المفحوصين إحساسا بالتعب والثورة‪ ،‬وبتقديمها على النحو األول تدعو‬
‫التعليمة إلى رسم شجرة مختلفة عن األولى‪.‬‬
‫يجيب األخصائي على كل االسئلة التي يطرحها المفحوص قائال "كما تريد" فمثال إذا سأل المفحوص‪:‬‬
‫مثال اذا كان بإمكانه رسم نفس الشجرة يجيبه األخصائي كما تريد‪.‬‬

‫‪ ‬تفسير اختبار رسم الشجرة حسب ستوراه‪:‬‬


‫لقد أصبح األخذ بتقنية رسم أربعة أشجار متتالية واردا بكثرة‪ ،‬بعد أن اثبتت دراسات إحصائية أن‬
‫الشجرة االولى التي يرسمها المفحوص‪ ،‬طفال كان أم راشدا تدل على سلوكه في وسط غير معروف وغير‬
‫معتاد يشبه موقف شخص وضع في محيط غريب عنه‪ ،‬في حين أن الرسم الثاني يشكل امتحانا مفروضا‬
‫على المفحوص وهذا في الوقت الذي يظن فيه أنه تخلص من االختبار‪ ،‬إن المفحوص في هذه الحالة‬
‫موجود في وسط معروف لكنه مجبر عليه‪ ،‬وهو يشبه الوسط الذي يعيش فيه عادة‪ ،‬وبناء على هذه‬
‫المعطيات تعتبر الشجرة الثانية مؤش ار لردود أفعال المفحوص في محيطه العائلي أو المعتاد‪ .‬وهكذا فالرسم‬
‫االول يعبر عن الصورة التي يريد المفحوص إعطاؤها بينما يعبر الرسم الثاني عن مواقفه في وسطه‬
‫المعتاد‪.‬‬

‫عند إنهاء الرسم الثاني يقدم الفاحص للمفحوص ورقة وتكون التعليمة كالتالي‪:‬‬

‫" ارسم شجرة أحالم غير موجودة في الواقع أرسمها كما تشاء" على الفاحص بعد انتهاء الرسم أن يستفسر‬
‫عن األسباب التي تجعل من هذه الشجرة شجرة أحالم والتي تجعلها شجرة غير موجودة في الواقع وبدون‬
‫إجابات المفحوص ‪.‬‬

‫ينصح بعض المؤلفين فيما يتعلق بالشجرة الثالثة بتعليمات مختلفة ال تطرق نفس االصعدة النفسية‬
‫وهكذا يقترح منتسوري ‪ Montessori‬التعليمة التالية "ارسم شجرة أحالم ‪،‬شجرة خيالية‪ ،‬شجرة غير‬
‫موجودة في الواقع"‪.‬‬

‫‪ -‬تحث التقنية االولى خاصة عن الكشف عن السلوكيات الخيالية التي تخفف عن المفحوص الذي يعاني‬
‫من رغبات غير مشبعة‪.‬‬

‫‪ -‬أما التقنية الثانية فتحث على رسم شجرة تستجيب للمثالية التي يطمح المفحوص إلى بلوغها فهي تسمح‬
‫بالوصول إلى مستوى أكثر عمقا أال وهو مستوى الرغبات غير المشبعة‪.‬‬
‫بعد سحب الورقة الثالثة يقول الفاحص وهو يقدم الورقة الرابعة "أرسم شجرة‪ ،‬أية شجرة كما تريد‬
‫وعيناك مغمضتان " بعد جمع الرسوم األربعة يجري الفاحص مقابلة مع المفحوص‪ ،‬وهي في الواقع االمر‬
‫مجرد مقابلة مرتبطة باالختبار ‪،‬تضع في االعتبار المشكل المراد حله‪.‬‬

‫وهكذا فإن اختبار رسم الشجرة سمح بمقارنة الشخصية على أربعة أصعدة ‪:‬‬

‫جدول رقم(‪ :)..‬يوضح معاني األشجار األربع حسب ستوراه‪.‬‬

‫معناها‬ ‫رقم الشجرة‬

‫تسجل رد فعل المفحوص وسلوكه في وسط غير‬ ‫الشجرة األولى‬


‫معروف وغريب‪ ،‬كما يعكس االنطباع الناتج عن‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫‪ -‬رغم التغيير الناتج جراء إضافة مصطلح "أخرى"‬ ‫الشجرة الثانية‬


‫إال أن الشجرة الثانية عن ردود االفعال اإلعتيادية‬
‫للمفحوص داخل وسط معروف وقريب منه ‪.‬‬

‫‪ -‬تخبر هذه الشجرة عن االحالم والميول غير‬ ‫الشجرة الثالثة‬


‫المشبعة والطريقة التي تعد في نظر المفحوص‬
‫ممكنة في حل مشاكله والجواب عن السؤال "ما‬
‫الذي يجعل الشجرة غير واقعية؟" من شانه ان يأتي‬
‫بتوضيحات حول الخصوصيات التي تظهر في‬
‫الرسمين السابقين والمشاكل المعبر عنها‪.‬‬

‫‪ -‬تكشف هذه الشجرة التي رسمها المفحوص‬ ‫الشجرة الربعة‬


‫وعيناه مغمضتان عن المشاكل العاطفية المهمة‬
‫والقديمة والصدمات المعاشة في الطفولة االولى‬
‫التي تؤثر على سلوكه الحالي‪ .‬وبهذه الطريقة‬
‫يستطيع الفاحص الوصول إلى اإلحساسات التي‬
‫عاشها المفحوص في فترة الطفولة‪.‬‬

‫‪ -5‬معايير تفسير اختبار رسم الشجرة ‪:‬‬

‫يريد الفاحص عند تفسيره الرسم فهم تلك الحركة المسلحة بصدق على الورقة تقييم الرسم منهج‬
‫المالحظة وتؤخذ المحكات التالية بعين االعتبار‪:‬‬

‫‪ ‬الموقع هل الشجرة متموقعة أعلى أو أسفل الورقة؟‬

‫‪ ‬االرتفاع الجمالي هل الشجرة صغيرة أم كبيرة ؟‬

‫‪ ‬العرض اإلجمالي هل الشجرة عريضة أم ضيقة ؟‬

‫‪ ‬عالقات الطول هل الجدع أكثر أم أقل من التوريق ؟‬

‫العنصر المتوقع في المركز ذو قيمة بالغة االهمية ‪:‬‬

‫يأخذ الفاحص بعين االعتبار أهمية المركز ولقد أكدت الدراسات التي اهتمت ببنية الحيز على أن الفرد‬
‫بموقع االشياء في الحيز حسب الخطين االفقي والعمودي‪ ،‬وخاصة حسب قانون "التزكية" بين ارليش‬
‫وفيربيلوت االهمية التي يكتسبها وبصورة آلية‪ .‬العنصر المتوقع في مركز المجال البصري‪ ،‬وركزوا على‬
‫أهمية الخطوط المتوقعة في مركز الورقة وعلى الرسم في حد ذاته أثناء التفسير ‪.‬‬

‫ال تدرس الخطوط كميا فقط بل أيضا نوعيا‪ ،‬حيث يهتم الفاحص بالشكل العام للتوريق (حاد أو‬
‫مستدير أو متفتح) باتجاهات الخطوط وميزاتها (هل الخط واضح‪ ،‬كثيف أو ضيق أو مستقيم أو ملتو أو‬
‫منحني أو طويل أو خفيف أو مضغوط) هل يحمل الجذع جروحا ؟ هل للشجرة جذور؟‬

‫وهناك نقطة مهمة أخرى وهي جذع الشجرة المرسوم بخط بينت الدراسات االحصائية التي قامت بها‬
‫ستو ار أن هذا الرسم متواتر عن الفتيات التي تتراوح أعمارهم بين (‪ )5-1‬سنوات منه لدى الفتيات من نفس‬
‫العمر‪ ،‬في هذا السن يصبح هذا الرسم ناد ار إلى أن يختفي‪.‬‬

‫يرى كوخ ‪ Koch‬وبوك ‪ Buch‬أنا استمرار مثل هذه الرسوم بعد هذا السن دليل على تثبيت عاطفي‪.‬‬
‫ان جدع الشجرة المرسوم بخط واضح يدل حسب ستو ار على أن المفحوص يميل إلى العيش في عالم‬
‫خاص به دون أن يدرك االختالف القائم بينه و بين عالم الواقع و ينتظر منه أن يشبع رغباته ‪.‬‬

‫تعني خاصية رسم جذع الشجرة بخط واضح من جهة نظر نفسية أن مفحوص يريد فرض لرغباته على‬
‫الواقع ويطمح إلى تغيير الحقيقية حسب حاجاته وهذا هوالسبب الذي يفسر وجود هذا النوع من الخطوط‬
‫عند الفصاميين الغارقين في أحالمهم وفي رسوم بعض الفنانين وكذا بعض البلدان ‪.‬‬

‫عن هذا الفرضية االخيرة بحاجة على التحقيق منن صحتها وذلك باستخدام اختبارات الذكاء الن اختبار‬
‫رسم الشجرة ليس باختبار مصمم لقياس الذكاء رغم أنه يحدد إلى حد ما ذكاء المفحوص ‪.‬‬

‫و في هذا سياق تقول روني ستو ار ‪:‬‬

‫"إنني أعارض اختبارات الرسم التي تعطي نتائج حول القدرات الفكرية للمفحوص حتى وإن كانت ذات‬
‫قيمة احصائية نظ ار للدرجة العاطفية‪ ،‬التي يتضمنها الرسم‪ .‬فال يمكن الحكم على المفحوص ما‪ ،‬بأنه‬
‫مختلف فقط من خالل رسمه فأن رسمه يبدو طفوليا ال يعني بالضرورة أن صاحبه متخلف‪ ،‬فالرسم ال‬
‫يسمح بالتساؤل عن أسباب يأخر المفحوص ‪.‬‬

‫مثال إذا رسم راشدا رسما يبدو طفوليا يناسب سن ‪ 1 -9‬سنوات على سبيل المثال ال يمكن اعتباره بليدا‬
‫أو غير متكيف "‪.‬‬

‫إنه من الضروري دائما اعتبار كل خط على حسب الكل الذي ينتمي إليه‪ ،‬اليوجد في هذا الميدان ال‬
‫وصفات وال مؤشرات قطعية‪ ،‬لكن يوجد مرشد يمكن اعتماده عند التفسير‪ ،‬ويظهر أنه من غير الممكن‬
‫اعتبارها بصورة منفردة بل إنها متداخلة و ينبغي أخذها في مجملها‪.‬‬

‫ما الذي يجب القيام به أثناء التطبيق ؟‬ ‫‪‬‬

‫بعد ترتيب الرسوم االربعة يستحسن فحصها قبل كل شيء ‪ ،‬اي البحث عن التدخالت الموجودة بين ما‬
‫يتجه اتجاها ايجابيا أو نحو اتجاه معطى وما يعارض ما هو مشابه وما هو مشابه وما هو مختلف ثم‬
‫يجب مالحظة كل رسم على حدي ديناميكته الخاصة وفي االخير تقدير قيمة هذه التدخالت بالنسبة لكل‬
‫تفصيل وتبعا للكل‪ ،‬ومواجهة الرسمين االولين بتكوين الخطوط ومقارنة الرسوم االربعة فيما بينها مع‬
‫األخذ بعين االعتبار المواقف الموافقة للتعليمات (وسط غريب‪ ،‬وسط معروف‪ ،‬حلم‪ ،‬انعدام المراقبة‬
‫البصرية)‪ ،‬ومالحظة عناصر الرسم (الموقع‪ ،‬الحجم‪ ،‬الخطوط) وتحليل الدالالت النفسية للخطوط ‪.‬‬

‫هذه هي أهم الخطوات التي تتبع لتفسير رسم الشجرة والتي تسمح بالوصول إلى تركيب دينامكي‬
‫للشخصية‪.‬‬

‫‪ -6‬نموذج لتفسير اختبار رسم الشجرة حسب ستوراه‪:‬‬

‫التفسير‬ ‫الجانب‬ ‫الر‬ ‫رقم الشجرة‬


‫قم‬

‫الجذور‬ ‫‪4‬‬ ‫االولى‬

‫الجذع‬ ‫‪1‬‬

‫االغصان‬ ‫‪9‬‬

‫الثمار‬ ‫‪1‬‬

‫العنصر الجمالي‬

‫ربط العناصر معا‬

‫الجذور‬ ‫‪4‬‬ ‫الثانية‬

‫الجذع‬ ‫‪1‬‬

‫االغصان‬ ‫‪9‬‬

‫الثمار‬ ‫‪1‬‬

‫العنصر الجمالي‬

‫ربط العناصر معا‬


‫الجذور‬ ‫‪4‬‬ ‫الثالثة‬

‫الجذع‬ ‫‪1‬‬

‫االغصان‬ ‫‪9‬‬

‫الثمار‬ ‫‪1‬‬

‫العنصر الجمالي‬

‫ربط العناصر معا‬

‫الجذور‬ ‫‪4‬‬ ‫الربعة‬


‫ا‬

‫الجذع‬ ‫‪1‬‬

‫االغصان‬ ‫‪9‬‬

‫الثمار‬ ‫‪1‬‬

‫العنصر الجمالي‬

‫ربط العناصر معا‬

‫شكل رقم (‪ :)..‬يوضح نماذج الختبار رسم الشجرة‬

You might also like