You are on page 1of 92

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التربية‬
‫املديرية العامة للمناهج‬

‫ال ُقرآ ُن َ‬
‫الكرِمي ُ‬
‫اإلسل ِميةُ‬
‫اَ‬ ‫وال َتربيةُ‬
‫ِ‬
‫اإلبتدائي‬
‫ِّ‬ ‫السادس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للصف‬

‫تنقيح‬
‫جلنة متخصصة‬

‫‪ 1440‬هـ ‪2019 -‬م‬ ‫الطبعة الرابعة (المنقحة)‬



 







  

‫م‬2019 - ‫ هـ‬1440 )‫الطبعة الرابعة (المنقحة‬


2
‫!"‪#‬‬

‫‪‬‬
‫ﻣﻨﻬﺞ الﺘرﺑﻴ ِﺔ القﻮ ﹼﻳﻤ ِﺔ ﻓﻲ ال ُق ِ‬
‫رآن‬ ‫َ‬ ‫الﺤﻤ ُﺪ ﷲ الﺬﻱ ﺃﺑﺎ َن لﻠﻤﺴﻠﻤﻴ َﻦ‬ ‫َ‬
‫ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ ُﻣﺤﻤﺪ الﺬﻱ ﺑَﻌﺜﻪ اﷲ ُﻣﺆﺩﺑِﺎ ﹰ‬ ‫ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َﻤﺠﻴ ِﺪ‪ ،‬ﻭالﺼﻼﺓ ﻭالﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ‬
‫لﻠﻨﺎﺱ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻋﻠﻰ آلﻪ الﻄﻴﺒﻴﻦ الﻄﺎﻫرﻳﻦ ﻭﺻﺤﺒﻪ الﻤﻨﺘﺠﺒﻴﻦ الﺬﻳﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ﻭ ُﻣرﺑِﻴﺎ ﹰ‬
‫ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻓرﻳﺪ ﹰﺓ ﻓﻲ الﺘرﺑﻴ ِﺔ الﺴﻠﻴﻤ ِﺔ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﺃﻋﻄﻮا اﻷﺟﻴﺎﻝ‬
‫ﻻﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴكﻢ ﺃ ﹼن الﺘرﺑﻴﺔ الﻤﺜﻠﻰ ﻫﻲ الﺘﻲ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن ُﻛﻼﹰ ﻣﺘكﺎﻣﻼﹰ‪،‬‬
‫ﻭﺣﺴﻪ ﻭﺫﻭﻗﻪ‪ ،‬ﺗُﻌﻨﻰ ﻛﺬلﻚ ﺑﺈﺷﺒﺎﻉ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻓكﻤﺎ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺘرﺑﻴﺔ ﻋقﻠﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺕ الكﺘﺐ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻯ‬ ‫ُ‬ ‫ﻭﻣﻴﻮلﻪ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻪ لﻬﺬا ﺣرﺻﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃن ﺗكﻮن‬
‫ﻭﻓﻖ ﻣﺎﻧرﻯ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن ﺇلﻰ ﺫلﻚ‪ ،‬لﺬا ﺭﺗﺒﺖ الﻤﻮﺿﻮﻋﺎﺕ‬ ‫الﺘﻼﻣﻴ ِﺬ ﻭﻋﻠﻰ ِ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷكﻞ ﻭﺣﺪاﺕ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺩﺭﻭﺳﻬﺎ ﺑﻴﻦ القرآن الكرﻳﻢ ﻭالﺤﺪﻳﺚ الﺸرﻳﻒ‬
‫ﻭالﺴﻴرﺓ الﻨﺒﻮ ﹼﻳﺔ الﻌﻄرﺓ ﻭالﻌقﻴﺪﺓ ﻭاﻵﺩاﺏ اﻹﺳﻼﻣ ﹼﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺰﺯﺓ ﺑﺎلﺼﻮﺭ‬
‫الﺘﻮﺿﻴﺤﻴﺔ ﻭاﻷﻧﺸﻄﺔ الﺘﻲ ﻳُﻤك ُﻦ لﻠﺰﻣﻼﺀ ﻭلﻠﺰﻣﻴﻼﺕ اﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻭاﺑﺘكﺎﺭ‬
‫ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺸ ﹼﻮﻕ ﻭ ُﻣﺴﺎ ِﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤقﻴﻖ اﻷﻫﺪاﻑ الﻤرﺗﺠﺎﺓ‪.‬‬
‫الﺤقﻴقﻲ ﻓﻲ الﺴﻌﻲ لﺘرﺑﻴ ِﺔ‬ ‫ﹼ‬ ‫ﻭﺃﻣﻠﻨﺎ ﺑكﻞ الﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃ ﹾن ﻳقﻮﻣﻮا ﺑﺪﻭﺭﻫﻢ‬
‫الﻨﺶﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻖ الﻤﻨﻈﻮﻣﺔ القﻴﻤﻴﺔ الﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻬﺎ الﺸرﻳﻌﺔ الﺴﻤﺤﺔ‬
‫ﻳﻌﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺫلﻚ ﻋﻼﻗﺎﺕ الﻤﻮﺩﺓ الﺘﻲ ﺗرﺑﻄﻬﻢ ﺑﺘﻼﻣﻴﺬﻫﻢ ﻓﻌﻠﻰ الﻤﻌﻠﻢ ﺃن‬
‫ﻋﻼﻗﺎﺕ الﻤﺤﺒﺔ ﻭاﻻﺣﺘراﻡ‬ ‫ِ‬ ‫ﺪﻳﻢ‬
‫ﻭالﺤﻨﺎن‪ ،‬ﻭﺃن ﻳُ َ‬
‫ِ‬ ‫ﻭالﻌﻄﻒ‬
‫ِ‬ ‫ﺑﺎلﺤﺐ‬
‫ﱢ‬ ‫ﻳﻐﻤرَ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ‬
‫َ‬
‫الﻤﺜﻞ‬ ‫الﻄﻴﺒﺔ‪ ،‬ﻭﺃن ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﺸﺨﺼﻴ ﹴﺔ ﻗﻮﻳ ﹴﺔ ﻭﻣﺆﺛر ﹴﺓ ‪ ..‬ﻭﺃ ﹾن ﻳكﻮ َن‬ ‫ﻓﺘﺴﻮﺩ اﻷﺟﻮاﺀ ﹼ‬
‫ﺩﺭﺱ‬ ‫ﻭالﺘﻌﺼﺐ‪ .‬ﻭﺃن ﻳﺠﻌﻞ َ‬‫ِ‬ ‫الﺘﻄرﻑ‬
‫ِ‬ ‫اﻷﻋﻠﻰ ﻭالقﺪﻭ َﺓ الﺤﺴﻨﺔ‪ ،‬ﻭﺃ ﹾن ﻳﺒﺘﻌ َﺪ ﻋﻦ‬
‫اﺛقﺎﻝ لكﺎﻫﻠﻬﻢ‪.‬‬ ‫ﹴ‬ ‫ﺩﻭن‬
‫الﺪﺭﻭﺱ ﺇلﻴﻬﻢ ﻣﻦ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﺃﺣﺐ‬
‫الﺘرﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴ ِﺔ َ‬
‫ﻭﺗق َﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ الﺘرﺑﻮﻳﻴﻦ ﻭﺃﻭلﻴﺎﺀ اﻷﻣﻮﺭ ﻣﺴﺆﻭلﻴﺔ ﺣﻔﻆ الﺪﻳﻦ ﻭﻭﺣﺪﺓ‬
‫القﻮﻳﻢ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الﺨﻠﻖ‬
‫ِ‬ ‫الﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗرﺑﻴﺔ الﻨﺶﺀ ﻋﻠﻰ‬
‫‪٣‬‬ ‫‪‬‬
‫القمرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وهاك جدو ًﻻ باﻇهار الﻼم‬
‫دﺧول الـ التعريف‬ ‫اﳊرف‬
‫الســـبﺐ‬ ‫لﻔﻆ الﻼم‬ ‫ﻋلﻰ اﳊرف القمري‬ ‫اﻻﺳﻢ‬ ‫القمري‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ْاﻷﻛْ َبر‬ ‫ْال أﻛْ َبر‬ ‫أﻛْ َبر‬ ‫أ‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْبيﺖ‬ ‫ْال َبيﺖ‬ ‫َبيﺖ‬ ‫ب‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ا ْل َﻐﻔُور‬ ‫ْال ﻏَ ﻔُور‬ ‫ﻏَ ﻔُور‬ ‫غ‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْحﻖّ‬ ‫ْال َﺣﻖّ‬ ‫َﺣﻖّ‬ ‫ح‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫الْﺠِ َبال‬ ‫ْال جِ َبال‬ ‫جِ َبال‬ ‫ج‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْﻜبِير‬ ‫ْال ﻛَ بِير‬ ‫ﻛَ بِير‬ ‫ك‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْودود‬ ‫ْال َودود‬ ‫َودود‬ ‫و‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال ْْخلﻖ‬ ‫ْال ﺧَ لﻖ‬ ‫ﺧَ لﻖ‬ ‫خ‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ا ْل ِﻔر َدوس‬ ‫ْال ِﻓر َدوس‬ ‫ِﻓر َدوس‬ ‫ف‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْعليِﻢ‬ ‫ْال َﻋليِﻢ‬ ‫َﻋليِﻢ‬ ‫ع‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ا ْلقَول‬ ‫ْال َﻗول‬ ‫َﻗول‬ ‫ق‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْيتيِﻢ‬ ‫ْال َيتيِﻢ‬ ‫َيتيِﻢ‬ ‫ي‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال َْماء‬ ‫ْال َماء‬ ‫ماء‬ ‫م‬

‫تلﻔﻆ وﻻ تدﻏﻢ ﻻم ( ال التعريف )‬ ‫ال ُْهدى‬ ‫ْال ُهدى‬ ‫ُهدى‬ ‫هـ‬

‫‪ -2‬اﻻدﻏام الﺸمسي‬
‫تقلﺐ ﻻم (أل التعريف) إلﻰ ﺣرف مماﺛﻞ للحرف اﻷول مﻦ اﻻﺳﻢ الﺬي يبدأ بﺄﺣد‬
‫الحروف الﺸمسية (ت‪،‬ث‪،‬د‪،‬ذ‪،‬ر‪،‬ز‪،‬س‪،‬ش‪،‬ص‪،‬ض‪،‬ط‪،‬ظ‪،‬ل‪،‬ن) ﺛﻢ يدﻏﻢ الحرﻓان‬
‫وهما ﻻم (أل التعريف) والحرف الﺸمسي ليصبحا ﺣرﻓ ًا واﺣد ًا مﺸدد ًا وتسمﻰ ﻻم‬
‫(أل التعريف) ﻻم ًا ﺷمسية‬
‫‪٥‬‬
‫مﺜال ذلﻚ ‪ :‬ﻛلمة ( ﻃير ) ‪ ،‬ﻓﺄذا ادﺧلنا ﻋليها ﻻم (أل التعريف) تقلﺐ هﺬﻩ الﻼم إلﻰ‬
‫ﺣرف مماﺛﻞ للحرف ( ط) ‪ ،‬ﻓتصبح ﻻم (أل التعريف ) ‪( ،‬ط) ‪ ،‬ﺛﻢ يدﻏﻢ الحرﻓان ليصبحا‬
‫ﺣرﻓ ًا واﺣد ًا مﺸدد ًا ‪ ،‬وتلﻔﻆ ﻋلﻰ النحو اﻵتي ‪:‬‬
‫أط ﻃير ‪ ...........‬ﱠأﻃير‬
‫ﻃير ‪ْ ..........‬ال ﻃير ‪ْ ..........‬‬
‫لﺬلﻚ ﻻتلﻔﻆ ﻻم (أل التعريف) ﻻن ﻛلمة ﻃير تبدأ بحرف ( ط ) وهو مﻦ الحروف‬
‫الﺸمسية وﻋﻼمتها الﺸدة ‪.‬‬
‫وهاك جدو ًﻻ بﺈدﻏام الﻼم الﺸمسية‪:‬‬
‫دﺧول ال التعريف‬
‫ﻋلﻰ اﳊرف الﺸمسي‬ ‫اﳊرف‬
‫الســــــــــــــبﺐ‬ ‫إدﻏام اﳊرﻓﲔ‬ ‫لﻔﻆ الﻼم‬ ‫اﻻﺳﻢ‬ ‫الﺸمسي‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ت‬ ‫أتّراث‬ ‫أت تُراث‬


‫ْ‬ ‫ْال تُراث‬ ‫تُراث‬ ‫ت‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ث‬ ‫أ ﱠﺛاﻗﺐ‬ ‫أث ﺛَاﻗﺐ‬


‫ْ‬ ‫ْال ﺛَاﻗﺐ‬ ‫ﺛَاﻗﺐ‬ ‫ث‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ د‬ ‫أدﱡ ﻧيا‬ ‫ْأد ُدﻧيا‬ ‫ْال ُدﻧيا‬ ‫ُدﻧيا‬ ‫د‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ذ‬ ‫أ ِّذﻛرى‬ ‫أذْ ِذﻛرى‬ ‫ْال ِذﻛرى‬ ‫ِذﻛرى‬ ‫ذ‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ر‬ ‫أ ِّريح‬ ‫ْأر رِيح‬ ‫ْال رِيح‬ ‫رِيح‬ ‫ر‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ز‬ ‫أزﱡور‬ ‫أ ْز ُزور‬ ‫ْال ُزور‬ ‫ُزور‬ ‫ز‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ س‬ ‫أﺳﺠﻞ‬


‫ِّ‬ ‫أس ِﺳﺠﻞ‬
‫ْ‬ ‫ْال ِﺳﺠﻞ‬ ‫ِﺳﺠﻞ‬ ‫س‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ش‬ ‫ﱠ‬


‫أﺷمﺲ‬ ‫أش ﺷَ مﺲ‬
‫ْ‬ ‫ْال ﺷَ مﺲ‬ ‫ﺷَ مﺲ‬ ‫ش‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ص‬ ‫أﺻﻼة‬


‫ﱠ‬ ‫أص َﺻﻼة‬
‫ْ‬ ‫ْال َﺻﻼة‬ ‫َﺻﻼة‬ ‫ص‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ض‬ ‫أﺿﻼل‬


‫ﱠ‬ ‫أض َﺿﻼل‬
‫ْ‬ ‫ْال َﺿﻼل‬ ‫َﺿﻼل‬ ‫ض‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ط‬ ‫ﱠأﻃيﺐ‬ ‫أط َﻃ ّيﺐ‬


‫ْ‬ ‫ْال َﻃ ّيﺐ‬ ‫َﻃ ّيﺐ‬ ‫ط‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ظ‬ ‫ﱠأﻇالﻢ‬ ‫أظ َﻇالﻢ‬


‫ْ‬ ‫ْال َﻇالﻢ‬ ‫َﻇالﻢ‬ ‫ظ‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ل‬ ‫أ ﱠليﻞ‬ ‫ْأل ليﻞ‬ ‫ْال َليﻞ‬ ‫َليﻞ‬ ‫ل‬

‫ﲢولﺖ الﻼم إلﻰ ن‬ ‫أﻧﱠاس‬ ‫أنْ َﻧاس‬ ‫ْال َﻧاس‬ ‫َﻧاس‬ ‫ن‬
‫‪٦‬‬
‫أما الﻼم ﻓي اﻷﺳماء اﻵتية ‪:‬‬
‫( اﷲ ‪ّ ،‬‬
‫الﺬي ‪ ،‬ال ّتي ‪ ،‬ال ّلﺬان ‪ ،‬ال ّلتان ‪ ،‬الﺬيﻦ )‪ ،‬وﻏيرها ﻓهي أﺻلية مﻦ‬
‫وليسﺖ دﺧيلة ﻋلﻰ الﻜلمة‪.‬‬
‫ْ‬ ‫بنية الﻜلمة‪،‬‬
‫ﻣﺜﺎل ﻣﺤﻠﻮل‪:‬‬
‫ﺣﻜﻢ ﻻم (ال التعريف) ﻓي اﻵية القرآﻧية اﻵتية؟ و َما السبﺐ؟‬
‫ُ‬ ‫َما‬
‫ﱫ « ¬ ® ¯ ‪ ¶ µ ´ ³ ²± °‬ﱪ الحديد‬

‫اﻟﺤﻞ‪:‬‬
‫ﺷمسي؛ ﻷﻧّها دﺧلﺖ ﻋلﻰ الحرف‬
‫ّ‬ ‫الﻼم ﻓي ﻛلمة (‪ ،)°‬ﺣﻜمها إدﻏام‬
‫الﺸمسي (س) ﻓي ﻛلمة (‪. )°‬‬
‫ّ‬
‫ﻗمري؛ ﻷﻧّها دﺧلﺖ ﻋلﻰ الحرف‬
‫ّ‬ ‫والﻼم ﻓي ﻛلمة (‪ ،) ِ ±‬ﺣﻜمها إﻇهار‬
‫القمري ( أ) ﻓي ﻛلمة (‪.)ِ ±‬‬
‫ﻗمري؛ ﻷﻧّها دﺧلﺖ ﻋلﻰ الحرف‬
‫ّ‬ ‫والﻼم ﻓي ﻛلمة (´)‪ ،‬ﺣﻜمها إﻇهار‬
‫القمري (ع) ﻓي ﻛلمة (´) ‪.‬‬
‫ﻗمري؛ ﻷﻧّها دﺧلﺖ ﻋلﻰ الحرف‬
‫ّ‬ ‫والﻼم ﻓي ﻛلمة ( ‪ ،) µ‬ﺣﻜمها إﻇهار‬
‫القمري (ح) ﻓي ﻛلمة (‪. )µ‬‬

‫ﺗﻤﺮﻳﻦ )‪(1‬‬
‫ﻓي اﻵيات الﻜريمة ادﻧاﻩ ﻻم ال التعريف اﺳتخرجها وبيﻦ ﺣﻜمها ذاﻛر ًا‬
‫السبﺐ‪-:‬‬
‫‪ .1‬ﱫ= > ? @ ‪٧ K J I H G F E D C B A‬‬
‫ ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ‬:‫اﻷول‬
ّ ‫اﻟﺪرس‬
ّ / ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ‬
‫ﻣﻦ ﺳﻮرة ﻟﻘﻤﺎن‬
١٩-١٣ ‫آﻳﺎت اﻟﺤﻔﻆ‬
#"!

.- , + * ) (' & % $ # " ! ‫ﱫ‬


< ; : 9 8 7 6 5 4 3 2 10 /
H G F E D C B A @? > =
U T SR Q P O N M L K J I
cba` _^]\[ZYXWV
r q po n m l k ji h g f ed
} | { z y x wv u t s
¬ «ª© ¨§¦ ¥¤£¢¡ ‫~ﮯ‬
¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± ° ¯®
Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã ÂÁ À ¿ ¾ ½
Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï Î Í Ì
‫ ﱪ‬ç æ å ä ã â áà ß Þ Ý Ü


9
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫إﺻاب ُة ِّ‬
‫اﳊﻖ بالعلﻢ والعقﻞ‪.‬‬ ‫اﳊ ْﻜ َمة‬
‫ِْ‬
‫ُي ِّ‬
‫ﺬﻛ ُر ُﻩ وينصح ُﻪ‪.‬‬ ‫َي ِع ُﻈ ُﻪ‬
‫ً‬
‫ﺷريﻜا‪.‬‬ ‫ﻻ ﲡعﻞْ ِ‬
‫ﷲ‬ ‫َﻻ ُت ْﺸ ِر ْك‬
‫عف ‪.‬‬
‫َﺿعﻔً ا ﻓوق َﺿ ٍ‬ ‫و َْهن ًا َﻋ َلﻰ َو ْه ٍﻦ‬
‫ِ‬
‫الرﺿاﻋة ﻓي ﻋامﲔ‪.‬‬ ‫ﻓطا ُم ُﻪ ِم َﻦ‬ ‫ِﻓ َصا ُل ُﻪ ﻓي ﻋاميﻦ‬
‫املرجﻊ‪.‬‬ ‫ْاملَ ِصيرُ‬

‫أجب َ‬
‫راك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫جاه َ‬
‫داك‬ ‫َ‬
‫يﻞ َم ْﻦ َأ َﻧ َ‬
‫اب واﺳلﻚ ﻃريقة مﻦ رجﻊ إلﻰ ﻃاﻋتي‪.‬‬ ‫واتبﻊ َﺳ ِب َ‬
‫ﺣﺐ ﺻﻐير جد ًا ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫َﺧ ْر َدلٍ‬

‫يﺠﺐ الﺜﱠبات ﻋليها‪.‬‬


‫مﻦ اﻷمور التي ُ‬ ‫ِم ْﻦ َﻋ ْﺰ ِم ا ُﻷ ُمو ِر‬
‫وإﻋراﺿا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ﻻ ُ ِﲤﻞ َ‬
‫وجه َﻚ ﻋنهﻢ تﻜ ﱡب ًرا‬ ‫َو َﻻ ُت َص ِّع ْر َﺧدﱠ َك‬
‫البطر وا ُﳋيﻼ ِء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓرﺣ ًا ﺷديد ًا مﻊ‬ ‫َم َرﺣ ًا‬
‫بنﻔس ِﻪ وﻛﺜير املباهاة‪.‬‬
‫عﺠﺐ ِ‬‫متﻜ ِّبر و ُم َ‬ ‫ُم ْخ َت ٍال َﻓخُ ٍ‬
‫ور‬
‫توﺳ ْﻂ ﻓيﻪ بﲔ اإلﺳراع واإلبطاء‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫ا ْﻗ ِص ْد ِﻓي َم ْﺸ ِي َﻚ‬
‫اﺧﻔﺾ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ﺾ‬
‫اﻏْ ُﻀ ْ‬
‫أﻗبحها‪.‬‬ ‫ﻧﻜ َر ا َﻷ ْﺻ َو ِ‬
‫ات‬ ‫َأ َ‬
‫‪10‬‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻓي هﺬﻩ اﻵيات الﻜريمة ُيبيﻦ اﷲ تعالﻰ لنا ﻗصة لقمان الحﻜيﻢ وهو رجﻞ‬
‫ﺻالح آتاﻩ اﷲ العقﻞ والحﻜمة وﺣسﻦ التصرف‪ ،‬لقد ﻛان ﻋبد ًا ﺷﻜور ًا‬
‫وﺻالح ًا واوﺻﻰ ولدﻩ بوﺻايا تﺠلﺐ لﻪ ولﻜﻞ َم ْﻦ يلتﺰمها ﺧير الدﻧيا‬
‫ﻓقال اﷲ تعالﻰ‪:‬‬ ‫واﻵﺧرة‪َ ،‬‬
‫والعمﻞ ب ِﻪ واإلﺻاب َة‬ ‫َ‬ ‫والعلﻢ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫العقﻞ‬ ‫‪ .1‬ﱫ ! " ‪$ #‬ﱪ أﻋطينا ُﻩ‬
‫ﻓي اﻷمورِ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﱫ ‪3 2 10 / .- , + * ) (' & %‬‬
‫‪4‬ﱪ ﻓي هﺬﻩ اﻵية أمر اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ لقمان ﻗائﻼً‪ :‬اﺷﻜر‬
‫اﷲ ﻋلﻰ ﻧعم ِﻪ زا َد ُﻩ اﷲ‬ ‫أﻋطاك مﻦ الحﻜم ِة‪ ،‬ﻓمﻦ ﺷﻜر َ‬ ‫َ‬ ‫اﷲ تعالﻰ ﻋلﻰ ما‬
‫َ‬
‫العالميﻦ؛ ﻷﻧﱠﻪ‬
‫َ‬ ‫ﻏني ﻋﻦ‬ ‫الﺸاﻛريﻦ‪ ،‬وهو ٌ‬
‫َ‬ ‫ﻧعيم ُﻪ ﻋلﻰ‬‫مﻦ ﻓﻀل ِﻪ ﻓهو يﺰيد َ‬
‫الناس‬
‫ُ‬ ‫تﻀر ُﻩ معصي ُتهﻢ‪ ،‬إﻧﱠما‬ ‫الناس وﻻ ﱡ‬ ‫ِ‬ ‫يحتاج إلﻰ ﻃاﻋ ِة‬ ‫ُ‬ ‫العﺰيﺰ ﻓﻼ‬ ‫ُ‬ ‫القوي‬
‫اﷲ ويطلبونَ رﺿوا َﻧﻪ ورﺣم َتﻪ‪.‬‬ ‫يحتاجون الﻰ َ‬
‫‪ .٣‬ﱫ‪C B A @? > = < ; : 9 8 7 6‬‬
‫بﺄن ﻻ‬ ‫ِّ‬
‫ويﺬﻛ ُر ُﻩ ‪ْ ،‬‬ ‫‪D‬ﱪ أما هﺬﻩ اﻵية ﻓﻔيها يوجﻪ لقمان ابنﻪ ويﺆ ِّد ُب ُﻪ‬
‫ﷲ ﻋلي ِﻪ ِم ْﻦ‬ ‫وجﺐ ِ‬ ‫َ‬ ‫ﷲ ﻓقد َم َن َﻊ ما‬ ‫َ‬
‫أﺷرك با ِ‬ ‫ﷲ ﺷيﺌ ًا ﻓي العباد ِة‪َ ،‬ﻓ َم ْﻦ‬ ‫َت ْع ِد َل با ِ‬
‫لنﻔس ِﻪ‪.‬‬‫التوﺣيد ﻓﻜانَ ﻇالم ًا ِ‬ ‫ِ‬ ‫معر َﻓ ِة‬
‫‪ .4‬ﱫ‪P O N M L K J I H G F‬‬
‫اﷲ تعالﻰ اإلﻧسانَ بهﺬﻩ اﻵية‬ ‫‪V U T S R Q‬ﱪ َأمر ُ‬
‫واإلﺣسان إليهِ ما‪ُ ،‬ﺛ ﱠﻢ ب ﱠي َﻦ ﺳبحا َﻧ ُﻪ زياد َة ﻧعم ِة‬ ‫ِ‬ ‫وﺷﻜر ِهما‬‫ِ‬ ‫الوالديﻦ‬
‫َ‬ ‫بطاﻋ ِة‬
‫ازدادت‬
‫ْ‬ ‫الح ْم ُﻞ‬‫يﺆﺛر ﻓيها‪ ،‬ﻓﻜ ﱠلما ازدا َد َ‬ ‫الحمﻞ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ُﻷ ِّم ﻓي أﺛنا ِء ﺣم ِلها؛ ﱠ‬
‫ﻷن‬
‫ﻋاميﻦ؛ ‪11‬‬ ‫ِ‬ ‫الرﺿاع ﻓيﻜونُ ﻓي اﻧقﻀا ِء‬ ‫ِ‬ ‫َﺿ ْعﻔ ًا ﻋلﻰ َﺿ ْع ٍف‪ ،‬وأ ّما ﻓطا ُم الطﻔﻞ ِم َﻦ‬
‫وﺷﻜر والدي ِﻪ اللﺬيﻦ بﺬﻻ‬ ‫ِ‬ ‫بﺸﻜر ِﻩ‬
‫ِ‬ ‫وﺻﻰ اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ اإلﻧسانَ‬ ‫لﺬلﻚ ﱠ‬ ‫َ‬
‫الﻜﺜير مﻦ أجﻞ تربيتﻪ ورﻋايتﻪ‪.‬‬
‫‪ .٥‬ﱫ‪ed c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X‬‬
‫‪s r q po n m l k ji h g f‬‬
‫وأجبراك ﻋلﻰ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫مﺸرﻛيﻦ‬ ‫ﻓﺈن ﻛان والداك‬ ‫‪w v u t‬ﱪ ْ‬
‫رجﻊ إلﻰ ﻃاﻋة‬ ‫وأﺣس ْﻦ إليهما واتّبﻊ ﻃريق َة َم ْﻦ َ‬ ‫ِ‬ ‫تطعهما‪،‬‬ ‫ﷲ ﻓﻼ ْ‬ ‫ﻏير ا ِ‬
‫ﻋباد ِة ِ‬
‫جميعا إلﻰ اﷲ العﺰيﺰ الﺠبار الﺬي ﺳيخبرهﻢ‬ ‫ً‬ ‫اﷲ؛ إذ ﺳيﻜون مرجﻊ ال ﱠناس‬
‫بما ﻋملوا ﻓي الدﻧيا ويﺠازيهﻢ ﻋليﻪ‪.‬‬
‫ﺛﻢ ﻋا َد ﺳبحا َﻧ ُﻪ وتعالﻰ إلﻰ اإلﺧبا ِر ﻋﻦ لقمان ووﺻي ِت ِﻪ ﻻب ِن ِﻪ إذ َ‬
‫ﻗال َل ُﻪ‪:‬‬ ‫‪ .٦‬ﱠُ‬
‫ﱫ‪ ~ } | { z y‬ﮯ ¡ ‪§ ¦ ¥ ¤ £ ¢‬‬
‫ﺧير‬
‫اإلﻧسان مﻦ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫¨ © ‪³ ² ± ° ¯® ¬ « ª‬ﱪ ﱠإن ﻋمﻞ‬
‫تلﻚ الح ﱠب ُة ﻓي‬ ‫ﺧردل وتﻜﻦ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺻﻐيرا ولو بمقدار ﺣ ﱠب ٍة مﻦ‬ ‫ً‬ ‫ﺷر ‪ ،‬مهما ﻛان‬ ‫أو ﱟ‬
‫اﷲ يو َم القيام ِة ويﺠازي‬ ‫حﻀرها ُ‬ ‫ِ‬
‫اﻷرض‪ُ ،‬ي ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫السموات أو ﻓي‬ ‫ﺻخرةٍ أو ﻓي‬
‫ﺧبير بما يعملونَ ‪.‬‬ ‫لطيف بعبا ِد ِﻩ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ﻋليها‪ُ ،‬‬
‫ﻓاﷲ‬
‫ٌ‬
‫‪ .٧‬ﱫ‪ÂÁ À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ‬‬
‫‪Ç Æ Å Ä Ã‬ﱪ‪ ،‬هنا أوﺻﻰ لقمان ابنﻪ بﺈﻗامة الصﻼ َة واﻷمر بعمﻞ‬
‫ﻓﺬلﻚ مﻦ‬ ‫َ‬ ‫ﻛﻞ اﻷمو ِر ‪،‬‬‫يصبر ﻋلﻰ ِّ‬ ‫َ‬ ‫الﺸر‪ ،‬وأن‬ ‫ِّ‬ ‫الخير‪ ،‬والنهي ﻋﻦ ﻋمﻞ‬ ‫ِ‬
‫ﱠبات والدﱠ وا ُم ﻋليها‪.‬‬ ‫يﺠﺐ الﺜ ُ‬‫اﻷمو ِر التي ُ‬
‫‪.٨‬ﱫ ‪Ù Ø × Ö Õ Ô Ó ÒÑ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É‬‬
‫وجه َﻚ‬‫َ‬ ‫‪ Ý Ü Û‬ﱪوهﺬﻩ وﺻايا ُأﺧرى للقمان ﻗائﻼً‪ :‬يا ب ُني ﻻ ُت ِمﻞْ‬
‫ﻷن ذلﻚ‬ ‫تتعال ﻋلﻰ ال ﱠناس ﻓي مﺸيﻚ معﺠب ًا بها؛ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫اس تﻜ ﱡبراً‪ ،‬وﻻ‬ ‫ﻋﻦ ال ﱠن ِ‬
‫َ‬
‫مﺸيﻚ‪.‬‬ ‫ﻓتواﺿﻊ ﻓي‬
‫ْ‬ ‫المتﻜبر؛‬
‫َ‬ ‫يصيﺐ اإلﻧسانَ‬
‫ُ‬ ‫دا ٌء‬
‫‪12‬‬
‫واﺧﻔﺾ ﺻو َت َﻚ‬
‫ْ‬ ‫‪ .9‬ﱫ ‪æ å ä ã â áà ß Þ‬ﱪ‬
‫الحمير‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ﺻوت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اﻷﺻوات‬ ‫أﻗبح‬ ‫الﺠهر‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﺈن َ‬ ‫ِ‬ ‫تﺠهر بﻪ ﱠ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫ْ‬ ‫ترﻓع ُﻪ‪ ،‬وﻻ‬
‫وﻻ ْ‬
‫المﺸي والتوﺳﻂ ﻓي ال ﱡن ْط ِﻖ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وﻋليﻪ يﺠﺐ اﻻﻋتدال ﻓي‬
‫اﻟﺨﻼﺻﺔ‬
‫والﻔهﻢ ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫التصرف‬ ‫وﺣسﻦ‬ ‫العقﻞ‬
‫ِ‬ ‫اﷲ رجاﺣ َة‬ ‫ﻼ ﺣﻜيما آتا ُﻩ ُ‬ ‫ﻛانَ لقمانُ رج ً‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الﺸﻜر ﺳيعو ُد‬ ‫العقﻞ والرأي الصائﺐ‪ ،‬وهﺬا‬ ‫ِ‬ ‫اﷲ تعالﻰ ﻋلﻰ ﻧعم ِة‬ ‫وﻛان يﺸﻜر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اﷲ ﻧعيمﻪ ﻋلﻰ الﺸاﻛريﻦ ‪ُ ،‬‬
‫واﷲ‬ ‫يﺰيد ُ‬ ‫ﻧعمﻪ ُ‬ ‫َ‬ ‫ﻧﻔ ُعﻪ إلي ِﻪ‪ ،‬ﻓمﻦ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﺷﻜر اﷲ ﻋلﻰ َ‬ ‫َ‬
‫تﻀر ُﻩ‬‫الناس وﻻ ُ‬ ‫ِ‬ ‫يحتاج إلﻰ ﻃاﻋ ِة‬ ‫ُ‬ ‫العﺰيﺰ ﻓﻼ‬
‫ُ‬ ‫القوي‬
‫ﱡ‬ ‫العالميﻦ؛ ﻷﻧﱠﻪ‬ ‫َ‬ ‫ﻏني ﻋﻦ‬‫ﱞ‬
‫اﷲ تعالﻰ ويطلبونَ رﺿوا َﻧﻪ ورﺣم َتﻪ‪.‬‬ ‫معصي ُتهﻢ‪ ،‬إﻧﱠما الناس يحتاجون الﻰ َ‬
‫ُ‬
‫اإلﺷراك بﻪ‪ ،‬وأوﺻاﻩ بالوالديﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ وﻋد ِم‬ ‫باإليمان با ِ‬
‫ِ‬ ‫ولدﻩ‬
‫ﻧصح َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠإن لقمانَ‬
‫بعدها أﺧبرﻧا اﷲ‬ ‫حمﻼ مﻦ أجﻞ تربيتﻪ المﺸاق الﻜبيرة‪َ ،‬‬ ‫ﺧير ًا وإﺣساﻧاً‪ ،‬ﻓقد َت ﱠ‬
‫ِ‬
‫بارتﻜاب‬ ‫ويخرج ﻋﻦ ﻃاﻋت ِﻪ‬ ‫َ‬ ‫يعصي اﷲ‬
‫َ‬ ‫ولدهما بﺄن‬ ‫الوالديﻦ أمرا َ‬ ‫ِ‬ ‫تعالﻰ لو ﱠأن‬
‫مﺜﻞ‬‫ﻷن ﻓي ِ‬ ‫يطيعهما؛ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الولد أن ﻻ‬ ‫وجﺐ ﻋلﻰ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلﺷراك بﻪ‪،‬‬ ‫ﺣرم ُﻪ اﷲ أو‬ ‫ما ﱠ‬
‫الخالﻖ‪ ،‬وﻋلي ِﻪ ْأن‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ تعالﻰ وﻻ ﻃاﻋ َة لمخلوق ﻓي معصي ِة‬ ‫هﺬﻩ الطاﻋ ِة معصي ًة ِ‬
‫يتحدث إلﻰ الناس‬ ‫َ‬ ‫ويصاﺣبهمـا بالمعروف‪ ،‬ﺛﻢ أمر لقمان ولدﻩ ْأن‬ ‫َ‬ ‫يعاملهما‬
‫ﻻئقة بعيد ًا ﻋﻦ‬ ‫ٍ‬ ‫وأن يمﺸي بصورة ٍ‬ ‫ﻛالحمير ْ‬
‫ِ‬ ‫ﻻيرﻓﻊ ﺻو َتﻪ‬‫َ‬ ‫وأن‬ ‫واﺣترام ْ‬
‫ٍ‬ ‫بﺄدب‬
‫ٍ‬
‫ﻛﻞ ﺷيء‪.‬‬ ‫التﻜبر والﻐرور ﻓﺄمرﻩ بالتواﺿﻊ ﻓي ّ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪ – 1‬اذﻛر ﺛﻼﺛًا مﻦ وﺻايا لقمان ﻻبن ِﻪ ‪.‬‬
‫‪ِ – 2‬ل َﻢ أوﺻﻰ لقمان ابنﻪ بﺈﻗامة الصﻼة؟‬
‫‪– ٣‬ما الطاﻋات التي تعـدﱡ مﻦ ﻋﺰم اﻷمور؟‬
‫تحﺚ اإلﻧسان ﻋلﻰ التواﺿﻊ؟‬ ‫‪– 4‬ما اﻵية التي ّ‬
‫وﺻﻰ ُ‬
‫اﷲ تعالﻰ اإلﻧسانَ أن يعامﻞ والديﻪ؟‬ ‫‪-٥‬ﻛيف ﱠ‬
‫‪-٦‬هﻞ يﺠوز ﻃاﻋة الوالديﻦ ﻓي دﻋوتهما للﺸرك باﷲ؟‬
‫‪1٣‬‬
‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ‪ /‬اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ اﻟﻬﺠﺮي‬
‫َ‬
‫اﻷﺣداث‬ ‫اإلﺳﻼمي الﺬي َﺳﺠﻞَ‬
‫ّ‬ ‫ُت ُ‬
‫مﺜﻞ السن ُة الهﺠري ُة الهوية التعريﻔية للتﺄريﺦ‬
‫الهﺠري َي ُ‬
‫عرف‬ ‫ّ‬ ‫اإلﺳﻼم ّية‪ ،‬والسنة الهﺠرية إﺛنا ﻋﺸر ﺷهرأ‪ ،‬ومﻦ ﺧﻼل التقويﻢ‬
‫ﻋبادات‬
‫ٍ‬ ‫المسلمون مناﺳبا ِتهﻢ الدينية وتﻜاليﻔهﻢ الﺸرﻋية ‪ ،‬ﻓيﺆدون ما أ َمر ُهﻢ اﷲ بﻪ مﻦ‬
‫وﺣج بيﺖ اﷲ الحرام ﻓي ﺷهر ذي الحﺠة الحرام‪ ،‬ويحتﻔلون‬ ‫ﻛصو ِم ﺷهر رمﻀان‪ِ ،‬‬
‫بﺄﻋيادهﻢ وأﻓراﺣهﻢ ويستﺬﻛرون جميﻊ مناﺳباتهﻢ‪.‬‬

‫املناﺳبـــــة‬ ‫الﺸهــر‬ ‫اﻷﺷهر‬


‫ِ‬ ‫تسلسﻞ‬
‫اﺳتﺸهاد اإلمام اﳊسﲔ بﻦ ﻋلي ( ع ) وأهﻞ بيتﻪ‬ ‫‪1‬‬
‫اﻻﻃهار ﻓي العاﺷر مﻦ محرم اﳊرام ﻓي واﻗعة الطف ‪.‬‬ ‫محرم (اﳊرام)‬

‫ﺻﻔر‬ ‫‪2‬‬

‫ولد ﻓي هﺬا الﺸهر ﻧبينا محمد ( ص )‬ ‫ربيﻊ اﻷول‬ ‫‪٣‬‬

‫ربيﻊ اﻵﺧر‬ ‫‪4‬‬

‫جمادى اﻷولﻰ‬ ‫‪٥‬‬

‫جمادى اﻵﺧرة‬ ‫‪٦‬‬

‫رجﺐ (اﳊرام)‬ ‫‪٧‬‬

‫ﺷعبان‬ ‫‪٨‬‬

‫ﺷهر الصوم واملﻐﻔرة والرﺣمة‬ ‫رمﻀان‬ ‫‪9‬‬

‫الﻔطر المبارك‬
‫ِ‬ ‫وﻓي أولِ أيام ِﻪ يﻜونُ ُ‬
‫ﻋيد‬ ‫ﺷوال‬ ‫‪10‬‬

‫ذوالقعدة (الحرام)‬ ‫‪11‬‬

‫ﻋيد اﻷﺿحﻰ المبارك‬


‫وﻓيﻪ يﻜونُ ُ‬ ‫ذو الحﺠة (الحرام)‬ ‫‪12‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫اﻛمﻞ الﻔراﻏات اﻵتية‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تتﺄلف السن ُة الهﺠري ُة مﻦ ‪ .......‬ﺷهراً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫الهﺠري ‪ .......‬المسلمون ‪ .......‬الدينية‬ ‫ّ‬ ‫التقويﻢ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ومﻦ ﺧﻼلِ‬
‫ﺷهر‬
‫ِ‬ ‫و‪ .......‬الﺸرﻋية ﻓيﺆدون ما أمرهﻢ ُ‬
‫اﷲ ب ِﻪ مﻦ ‪ .......‬ﻛصو ِم‬
‫وﺣج ‪ .......‬الحرام ﻓي ﺷهر ‪ .......‬الحرام ‪ ،‬ويحتﻔلون بـ‬ ‫‪ُ .......‬‬
‫‪ .......‬وأﻓراﺣهﻢ ويستﺬﻛرون جميع ًا مناﺳباتهﻢ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫الح ُر ِم‪.‬‬
‫اﻷﺷهر ُ‬
‫ِ‬ ‫تحﺖ‬
‫ﺿﻊ ﺧط ًا َ‬ ‫متسلسلة ﺛﻢ ْ‬
‫ٍ‬ ‫اﻷﺷهر بصورةٍ‬
‫َ‬ ‫رت ِّﺐ‬
‫رجﺐ ‪ ،‬ﺻﻔر ‪ ،‬محرم ‪ ،‬ربيﻊ اﻵﺧر‪ ،‬جمادى اﻷولﻰ ‪ ،‬ذي القعدة ‪ ،‬ذي‬
‫الحﺠة ‪ ،‬ﺷوال‪ ،‬ربيﻊ اﻷول ‪ ،‬جمادى اﻵﺧرة ‪ ،‬رمﻀان ‪ ،‬ﺷعبان‪.‬‬
‫‪،......... ،......... ،......... ،......... ،......... ،.........‬‬
‫‪،......... ،......... ،......... ،......... ،......... ،.........‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫أمام العبارة الصحيحة‪ ،‬وﻋﻼمة ‪ x‬أمام العبارة الخاﻃﺌة‬ ‫ﺿﻊ ﻋﻼمة‬
‫وﺻح ِح الخطﺄ ْإن وجد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -1‬ولد ﻓي ﺷهر رجﺐ رﺳولنا الﻜريﻢ محمد بﻦ ﻋبداﷲ ( ص )‪.‬‬
‫الحﺠاج‬
‫ُ‬ ‫صعد‬
‫ﻋيد اﻻﺿحﻰ‪ ،‬ﻓﻔي التاﺳﻊ منﻪ َي ُ‬ ‫ﺷهر ذي الحﺠ ِة يﻜونُ ُ‬ ‫‪ -2‬ﻓي ِ‬
‫ﷲ الحرا ِم ليﺆدوا‬ ‫بيﺖ ا ِ‬
‫يحﺠونَ َ‬
‫ﻋﺸر منﻪ ّ‬ ‫َ‬ ‫جبﻞ ﻋرﻓ ِة‪ ،‬وﻓي الحادي‬ ‫إلﻰ ِ‬
‫الحج ﻛما أمرهﻢ اﷲ تعالﻰ ‪.‬‬ ‫مناﺳﻚ َ‬ ‫َ‬
‫ويﻔطر‬
‫ُ‬ ‫ﺷهر رمﻀان‬ ‫ِ‬
‫المبارك‪ ،‬إذ َينتهي ُ‬ ‫الﻔطر‬
‫ِ‬ ‫ﻋيد‬
‫ﺷهر ﺷعبان يﻜونُ ُ‬ ‫‪ -٣‬ﻓي ِ‬
‫لتمﻜنهﻢ مﻦ ﺻوم ِﻪ وأداء ماأمرهﻢ‬ ‫ّ‬ ‫ﻓيﻔرح المسلمونَ‬
‫ُ‬ ‫بعد ﺻومهِ ﻢ‪،‬‬‫الناس َ‬ ‫ُ‬
‫اﷲ ب ِﻪ ِمﻦ ﻋباد ِﻩ‪.‬‬
‫ﺣرم ﻓيها‬‫الح ُرم ﻷن اﷲ ّ‬ ‫‪ -4‬اﻷﺷهر الحرم ﺛﻼﺛة أﺷهر‪ُ ،‬ﺳ ّميﺖ باﻷﺷهر ُ‬
‫القتال‪.‬‬
‫‪1٥‬‬ ‫‪ -٥‬ﻓي ﺷهر محرم الحرام أﺳتﺸهد اﻻمام الحسيﻦ بﻦ ﻋلي (ﻉ) ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮي‬
‫ﱢ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ ‪/‬‬
‫ﺣﺴﻦ اﻟﺠﻮارِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واﻟﺤﻔﻆ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮح‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫(ﻻ َي ُ‬
‫دﺧـﻞ الﺠنـّ َة َم ْـﻦ ﻻ َيـﺄ َم ُﻦ جـا ُر ُﻩ َبـوائ َقَــ ُﻪ)‬
‫ﺻدق رﺳول اﷲ ( ص )‬

‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمــة‬
‫ﻻ يتقي‪.‬‬ ‫يﺄمﻦ‬
‫ﻻ ُ‬
‫ﺷـرورﻩ‪.‬‬ ‫بوائقـﻪ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫الحديﺚ باﺣترا ِم الﺠا ِر ومراﻋا ِة ﺣقوﻗـ ِﻪ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) ﻓي هﺬا‬ ‫‪ُ .1‬يوﺻينا‬
‫أﺣدﻧا ﻋلﻰ‬
‫يتﺠسﺲ ُ‬
‫َ‬ ‫اإلﺣسان إليﻪ وﻋـدم إيـﺬائ ِﻪ ‪ْ ،‬‬
‫وأن ﻻ‬ ‫ِ‬ ‫ويﺆﻛد ﺿرورة‬
‫ُ‬
‫يتحمﻞ زﻻتـِﻪ‬
‫َ‬ ‫جارﻩ‪ ،‬بﻞ يﻜون ﺳند ًا لﻪ ﻓيصوﻧﻪ ﻓي ﻋرﺿ ِﻪ ومال ِﻪ وﻧﻔس ِﻪ وأن‬
‫والصبر ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالعقـﻞ والحﻜم ِة‬
‫ِ‬ ‫وهﻔواتـ ِﻪ ُﻓي ُ‬
‫عالﺠها‬
‫راﺣتﻪ والتي‬
‫قلﻖ َ‬
‫الﺠار و ُت ُ‬
‫َ‬ ‫ومﻦ أمﺜل ِة التصرﻓات المناﻓية لﻸﺧﻼق التي ُتﺆذي‬
‫ويﺠﺐ ﻋلينا اﻻبتعاد ﻋنها‪:‬‬ ‫يحاﺳبنا ُ‬
‫اﷲ تعالﻰ ﻋليها‬
‫ُ‬
‫المﺬياع أو التلﻔاز ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺻوت‬ ‫رﻓﻊ‬
‫أ‪ُ -‬‬
‫‪1٦‬‬
‫ﻓوق ﺳطح ِﻪ أو النﻈر إلﻰ دار ِﻩ أوالوﻗوف‬ ‫ب‪ -‬رمي اﻷوﺳاخ أما َم دا ِر الﺠا ِر أو َ‬
‫أما َم بابﻪ‪.‬‬
‫الليﻞ‪.‬‬
‫بيﻦ الﺠاريﻦ وﻻ ﺳ ﱠيما ﻓي ِ‬ ‫ﻔصﻞ َ‬ ‫رق ﻋلﻰ الﺠدا ِر الﺬي َي ُ‬ ‫الط ُ‬ ‫جـ‪ -‬ﱠ‬
‫دﺧ ُﻞ ﻓاﻋلها الﺠنة ﻷﻧها ﻻ‬ ‫هﺬﻩ اﻷﻋمال وﻏيرها مﻦ التصرﻓات السيﺌة ﻻ ُت ِ‬
‫ُترﺿي اﷲ تعالﻰ وﻻ ترﺿي الناس جميعاً‪.‬‬
‫اﻷﺧﻼق وأرﻓعها التي‬ ‫ِ‬ ‫والتسامح‪ ،‬مﻦ أﺳمﻰ‬ ‫ِ‬ ‫تحمﻞ أذى الﺠا ِر‬ ‫َ‬ ‫الصبر و‬ ‫َ‬ ‫‪ّ .2‬إن‬
‫رﺳــــول اﷲ‬ ‫ذلﻚ‪ ،‬ما ﻓعل ُﻪ ﻗدو ُتنا‪ٍ ،‬‬ ‫وﺧير مﺜال ﻋلﻰ َ‬ ‫ُ‬ ‫المســـلﻢ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يتمتﻊ بها‬ ‫ُ‬
‫يصبر ﻋلي ِﻪ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اﻷوﺳاخ أما َم دار ِﻩ وﻛانَ ( ص )‬ ‫َ‬ ‫اليهودي الﺬي ﻛانَ يرمي‬ ‫ّ‬ ‫( ص ) مﻊ‬
‫مريﺾ ﻓي بيتـ ِﻪ‪َ ،‬ﻓﺰار َﻩ‬ ‫ٌ‬ ‫النبي ( ص )‪ ،‬وﻋ ِلﻢ َأﻧﻪ‬ ‫اﻓتقدﻩ ّ‬ ‫َ‬ ‫اليهودي‪،‬‬
‫ﱡ‬ ‫مرض‬‫ولما َ‬
‫اليهودي مﻦ أﻓعالﻪ التي ﻗابلها‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬
‫ﻓخﺠﻞ‬ ‫وﺳﺄل ﻋﻦ ﺻحت ِﻪ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ﷲ ( ص )‪،‬‬ ‫رﺳول ا ِ‬ ‫ُ‬
‫واﻋتﺬر إلﻰ‬
‫َ‬ ‫وﺣسﻦ إﺳﻼمﻪ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رﺳول الرﺣمة بهﺬﻩ اﻷﺧﻼق السامية‪ ،‬ﻓﺄﺳ َل َﻢ‬
‫بدر منﻪ مﻦ إﺳاءةٍ ‪.‬‬ ‫النبي ( ص ) ﻋلﻰ ما َ‬ ‫ّ‬
‫الﺠيران إذا أﺳاؤوا‬ ‫ِ‬ ‫ﻧتسامح َمﻊ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ﷲ (ص) ْ‬ ‫‪ .٣‬ﻋلينا اﻻﻗتدا ُء برﺳولِ ا ِ‬
‫َ‬
‫ﻧقبـﻞ‬ ‫ﻗصد‪ ،‬وﻋلينا أن‬ ‫ﻏير ٍ‬ ‫إلينا‪ ،‬وﻻﺳيما اإلﺳاءة التي تصد ُر منهﻢ ِمﻦ ِ‬
‫اﻷﺧـﻼق وأﺳماها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أرﻓﻊ‬
‫ذلﻚ مﻦ ِ‬ ‫باإلﺣسـان‪ ،‬ﻓﺈن َ‬ ‫ِ‬ ‫اﻋتﺬارهﻢ‪ ،‬وﻧقابـلهﻢ‬ ‫َ‬
‫ﻋند اللقا ِء‬ ‫اإلﺣسان إلﻰ الﺠارِ‪ ،‬ابتداؤﻩ بالسﻼ ِم وﻃﻼﻗ ِة الوج ِﻪ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .4‬و ِمﻦ أمﺜل ِة‬
‫بموت‬ ‫ِ‬ ‫ﻋند المصيب ِة‬ ‫ﻋند مرﺿ ِﻪ‪ ،‬ومﺸارﻛ ُتﻪ أﻓراﺣ ِﻪ و تعﺰ ُيتﻪ َ‬ ‫بﻪ وﻋيادت ُﻪ َ‬
‫الﻔرح ‪ ،‬وﻏيرها مﻦ‬ ‫ِ‬ ‫أﺣد أﻓراد ُأﺳرت ِﻪ أو أﻗاربﻪ ومواﺳاتﻪ‪ ،‬أو تهنﺌتﻪ َ‬
‫ﻋند‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اإلﺣسان‪.‬‬
‫ﺣقوق الﺠا ِر ‪- :‬‬ ‫ِ‬ ‫و ِمﻦ‬
‫يﻜف اﻷذى ﻋﻦ جار ِﻩ‪،‬‬ ‫المسلﻢ‪ ،‬أن َ‬ ‫ِ‬ ‫الواجﺐ ﻋلﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋﻦ الﺠا ِر ‪ :‬مﻦ‬ ‫ﻛف اﻷذى ِ‬ ‫أ– ﱡ‬
‫بالتصرﻓات المﺆذي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يﺰﻋﺠﻪ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓﻼ يﺆذيﻪ بيد ِﻩ وﻻ بلساﻧ ِﻪ‪ ،‬ﻓﻼ يقل ُق ِﻪ‪ ،‬أو‬
‫ﻛﻞ ﺧطر أو بﻼء‬ ‫جارﻩ مﻦ ِّ‬ ‫يحمي َ‬ ‫َ‬ ‫المسلﻢ‪ ،‬أن‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واجبات‬ ‫ب – ﺣماي ُة الﺠا ِر ‪ :‬مﻦ‬
‫يعمﻞ جاهد ًا ﻋلﻰ مساﻋدت ِﻪ ‪ ،‬ﻷن‬ ‫َ‬ ‫يهددﻩ ﻓي ِﻋرﺿﻪ أو بدﻧ ِﻪ أو مال ِﻪ‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ُ‬
‫‪1٧‬‬ ‫ﺳيصيبﻪ هو اﻵﺧر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يصيﺐ جارﻩ‬ ‫ُ‬ ‫الخطر الﺬي‬ ‫َ‬
‫العون والمساﻋد ِة إلﻰ جار ِﻩ إذا ﻛان‬
‫ِ‬ ‫يد‬‫المسلﻢ أن يمدﱠ َ‬
‫ِ‬ ‫جـ – مساﻋد ُة الﺠا ِر ‪ :‬ﻋلﻰ‬
‫الﻔﻀﻞ والـﻜرم واإليمان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫مالية ﻓهﺬا ُ‬
‫دليﻞ‬ ‫اجتماﻋية أو ٍ‬‫ٍ‬ ‫بحاجة إلﻰ مساﻋدةٍ‬
‫ٍ‬
‫الﺠيران‪َ ،‬‬
‫ﻗال‬ ‫ِ‬ ‫أواﺻر المحبـ ِة واﻷلﻔـ ِة َ‬
‫بيﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ويﺆدي هﺬا اإلﺣسانُ إلﻰ تقوي ِة‬
‫علﻢ)‪.‬‬‫بات ﺷبعان وجا ُرﻩ جائﻊ وهو َي ُ‬ ‫آمﻦ بي َم ْﻦ َ‬ ‫رﺳول اﷲ ( ص )‪( :‬ما َ‬
‫ﻛف اﻷذى ﻋﻦ الﺠا ِر ﻓقﻂ‪ ،‬بﻞ‬ ‫ﻓحسﻦ الﺠوا ِر ليﺲ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الصبر ﻋلﻰ أذى الﺠارِ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫د–‬
‫المسلﻢ ﻋلﻰ أﺧطاء جارﻩ‪ ،‬ويتسامح معﻪ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يصبر‬
‫َ‬ ‫الصبر ﻋلﻰ اﻷذى وذلﻚ بﺄن‬
‫ويتسامح ‪ ،‬وﺧير مﺜال لﺬلﻚ ما ذﻛرﻧاﻩ ﻓي‬ ‫ُ‬ ‫ﻓيصﻔح‬
‫ُ‬ ‫ويعﻔو ﻋﻦ زﻻت ِﻪ وهﻔوات ِﻪ‬
‫اليهودي لرﺳول اﷲ ( ص ) ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ﺣادﺛة إﺳاءة‬

‫ﺮﺷﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬


‫أﻫﻢ ﻣﺎ َﻳ ُ‬
‫ﻓيهرع‬
‫ُ‬ ‫مصيبة تصيبنا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ﺣدوث‬ ‫اﻷهﻞ واﻷﺻدﻗا ِء َ‬
‫ﻋند‬ ‫ِ‬ ‫‪ –1‬الﺠا ُر أﻗرب إلينا مﻦ‬
‫اﻷهﻞ واﻷﺻدﻗا ِء ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻗبﻞ وﺻولِ‬‫الﺠا ُر إلﻧقاذﻧا َ‬
‫المسلميﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ –2‬رﻋاي ُة ﺣقوق الﺠا ِر ِمﻦ الواجبِات التي أوجبها اإلﺳﻼ ُم ﻋلﻰ‬
‫ﻋند مرﺿ ِﻪ‪ ،‬وتهنﺌ ُتﻪ‬ ‫ِ‬
‫والملمات‪ ،‬وﻋياد ُتﻪ َ‬ ‫ِ‬
‫الﺸدائد‬ ‫‪ –٣‬مﺠامل ُة الﺠا ِر ومواﺳا ُتﻪ َ‬
‫ﻋند‬
‫والمسرات‪ ،‬تﺆدي إلﻰ اﻷلﻔ ِة والمحب ِة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اﻷﻓراح‬
‫ِ‬ ‫ﻋند‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ُ‬
‫تعمﻞ إذا أﺳاء إليﻚ الﺠار مﻦ دون ﻗصد ٍ ؟‬ ‫‪ -1‬مﻦ الﺠا ُر ؟ وماذا‬
‫اليهودي مﻊ رﺳول اﷲ‬
‫ّ‬ ‫‪ -2‬تﻜ ﱠلﻢ ﻋلﻰ ﺣادﺛة‬
‫( ص ) وماذا تعلمﺖ منها ؟‬
‫مريﺾ؟‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫جارك‬ ‫ﻋلمﺖ ّأن‬
‫َ‬ ‫‪ - ٣‬ماذا ُ‬
‫تﻔعﻞ لو‬
‫ولماذا ؟‬
‫َ‬
‫ﺣقوق الﺠار‪.‬‬ ‫‪ -4‬ﻋدّ ْد‬
‫النبوي الﺸريف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الحديﺚ‬
‫َ‬ ‫اﺷرح‬
‫ِ‬ ‫‪-٥‬‬
‫علﻢ)‪.‬‬
‫بات ﺷبعان وجارﻩ جائﻊ وهو َي ُ‬ ‫(ما آمﻦ بي مﻦ َ‬
‫‪1٨‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﻤﻄﻬﺮة‬ ‫اﻟﻨﺒﻮﻳ ِﺔ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺴﻴﺮة‬ ‫اﻟﺪرس اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ ‪ّ /‬‬

‫اﻷﺣﺰاب(‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫)ﻣﻌﺮﻛﺔ‬ ‫اﻟﺨﻨﺪق‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ﻣﻌﺮﻛﺔ‬
‫دروس السير ِة الماﺿي ِة َأن الرﺳول الﻜريﻢ محمد ًا ( ص ) ّ‬
‫أﺳ َﺲ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋرﻓنـا ﻓي‬
‫المسلميﻦ واﻧتﺸر اإلﺳﻼم‬‫َ‬ ‫الدولة اإلﺳﻼمية ﻓي المدين ِة المنور ِة وازداد ﻋدد‬
‫المﺸرﻛيﻦ ﻓي معرﻛ ِة بدر‬
‫َ‬ ‫ﻓي الﺠﺰيرة العربية‪ ،‬وﺣ ّقﻖ الرﺳول النصر ﻋلﻰ‬
‫بعد معرﻛ ِة ُأﺣد‪ ،‬ﻓقد ﺧﻀعوا‬ ‫الﻜبرى‪ ،‬وﺣ ّق َﻖ النصر ﻋلﻰ يهود بني النﻀير َ‬
‫ﻗتال وأﺧرجهﻢ مﻦ المدين ِة بعد ْأن تﺂمروا ﻋليﻪ وأرادوا ﻗت َلﻪ‪.‬‬ ‫ﻏير ٍ‬ ‫لﻪ مﻦ ِ‬
‫النبي محمد ( ص ) وﻋلﻰ‬ ‫ّ‬ ‫وﻛـان ﻓي المدينة يهود ﻛﺜيرون يتﺂمرونَ ﻋلﻰ‬
‫ﻗوى ﺿد رﺳول اﷲ ( ص ) هﻢ‪:‬‬ ‫ﺛﻼث ً‬ ‫والمسلميﻦ وهﻜﺬا اجتمعﺖ ُ‬ ‫َ‬ ‫اإلﺳﻼم‬
‫‪ -1‬المﺸرﻛون ﻓي مﻜ ِة وما ﺣو َلها‪.‬‬
‫‪ -2‬اليهو ُد ﻓي المدين ِة‪.‬‬
‫‪ -٣‬المناﻓقون ﻓي المدين ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ‬ ‫ُ‬
‫أﺣﺪاث‬
‫والمناﻓقيﻦ ﻓي‬
‫َ‬ ‫اتﻔﻖ المﺸرﻛونَ بقياد ِة أبي ﺳﻔيان ﻓي مﻜةَ‪ ،‬مﻊ اليهو ِد‬ ‫‪َ -1‬‬
‫الﻜريﻢ‬
‫ِ‬ ‫المدين ِة‪ ،‬ﻋلﻰ الهﺠوم ودﺧول المدينة والقﻀاء ﻋلﻰ الرﺳول‬
‫ﻓﺠهﺰ المﺸرﻛون جيﺸ ًا مﻜوﻧ ًا‬ ‫محمد ( ص ) وﻋلﻰ اإلﺳﻼم والمسلميﻦ‪ ،‬ﱠ‬
‫للدﻓاع ﻋﻦ اإلﺳﻼ ِم وﻋﻦ‬‫ِ‬ ‫مﻦ ﻋﺸرة آﻻف مقاتﻞ‪ ،‬واﺳتعدﱠ المسلمونَ‬
‫مﻜوﻧ ًا مﻦ ﺛﻼﺛة آﻻف مﺠاهد‪.‬‬ ‫المدين ِة المنور ِة‪ ،‬و َأﻋدﱡ وا جيﺸ ًا ﱠ‬
‫المسلميﻦ‬
‫َ‬ ‫الﻜريﻢ ( ص ) ﺻحابتﻪ‬
‫ِ‬ ‫اﺳتﺸار الرﺳولِ‬
‫َ‬ ‫بعد أن‬ ‫ِ‬
‫الخندق َ‬ ‫ﺣﻔر‬
‫‪ُ -2‬‬
‫الﻔارﺳـــــي ﻋلﻰ‬
‫ّ‬ ‫الصحابي الﺠليﻞ ﺳــــــلمان‬
‫ّ‬ ‫اﻗترح‬
‫َ‬ ‫ﻋﻦ ﺧط ِة المعرﻛ ِة‪،‬‬
‫ﺣول المدين ِة‪ ،‬لحمايتها‪..‬‬ ‫يحﻔر المسلمونَ ﺧندﻗ ًا َ‬ ‫َ‬ ‫الرﺳــــــولِ ( ص ) أن‬
‫اﻻﻗتراح وﺣﻔر المسلمونَ‬
‫َ‬ ‫ﻓقبﻞ الرﺳول ( ص )‬ ‫َ‬

‫‪19‬‬
‫العبور‬
‫َ‬ ‫المﺸرﻛيﻦ ﻓوجدوا الخندق ولﻢ يستطيعوا‬
‫َ‬ ‫الخندق‪ ..‬وجاءت جيوش‬ ‫َ‬
‫جاﻧﺐ‬
‫ِ‬ ‫المسلميﻦ ﻓي‬
‫َ‬ ‫جيﺶ‬
‫ُ‬ ‫ووﻗف‬
‫َ‬ ‫المقابﻞ للمدين ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الﺠاﻧﺐ‬
‫ِ‬ ‫لﺬا ﻧﺰلوا ﻓي‬
‫المدين ِة‪.‬‬
‫أيام ﻋدة اﺳتطاع أﺣد ﻓرﺳاﻧهﻢ وهوﻋمرو بﻦ ﻋبد ود العامري ﻋبور‬ ‫وبعد ٍ‬
‫‪َ -٣‬‬
‫المﺸرﻛيﻦ وﻛان ﺷديد الﻜﻔر والعداء‬
‫َ‬ ‫بعﺾ‬‫الخندق مﻦ مﻜان ﺿيﻖ ومعﻪ َ‬
‫لﻺﺳﻼم وﻗوي ًا تهابﻪ الﻔرﺳان‪.‬‬
‫ﻓخرج إليﻪ ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ) وواجهﻪ بﺸﺠاﻋة وبطولة ﻋﻈيمة ﻓقتلﻪ‬ ‫َ‬
‫واﻧهﺰم مﻦ ﻛانَ معﻪ‪.‬‬
‫الﻜﻔر ﻛل ِﻪ ))‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓقال رﺳول اﷲ ( ص )‪(( :‬بر َز اإليمانُ ّﻛل ُﻪ إلﻰ‬
‫ﻓمﺰﻗﺖ ﺧيامهﻢ وﻗلبﺖ‬‫ْ‬ ‫المﺸرﻛيﻦ‬ ‫جيوش‬
‫ِ‬ ‫العواﺻف ﻋلﻰ‬
‫ُ‬ ‫أرﺳﻞ ُ‬
‫اﷲ‬ ‫َ‬ ‫‪ -4‬ﺛﻢ‬
‫َ‬
‫أرض المعرﻛة وﻋادوا مهﺰوميﻦ إلﻰ‬ ‫ﻓﻔروا مﻦ ِ‬ ‫ودمرت ﻃعامهﻢ‪ ،‬ﱡ‬ ‫ْ‬ ‫ﻗدورهﻢ‬
‫اﷲ رﺳولﻪ الﻜريﻢ‪ ..‬ود ّمر أﻋداءﻩ‪.‬‬ ‫مﻜ ِة المﻜرم ِة‪ .‬وﻗد ﻧصر ُ‬
‫َ‬
‫إن هﺬﻩ المعرﻛة ُتع ِّل ُمنا ّأن أﻋدا َء اﷲ ﻛ ﱠلما تﺂمروا واجتمعوا ﻋلﻰ محارب ِة‬
‫أﺳقﻂ اﷲ مﺆامراتهﻢ وﻧصر الحﻖّ ﻋليهﻢ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اإلﺳﻼ ِم‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫اتﻔقﺖ؟‬
‫ْ‬ ‫أي ﺷيءٍ‬ ‫‪ -1‬اجتمعﺖ ﺛﻼث ﻗوى ﺿد المسلميﻦ ما هي؟ وﻋلﻰ ِّ‬
‫‪ -2‬ﻛﻢ ﻛان ﻋدد المسلميﻦ المﺸارﻛيﻦ ﻓي معرﻛة الخندق؟ وﻛﻢ مقات ً‬
‫ﻼ‬
‫مﺸرﻛ ًا ﺷارك ﻓي هﺬﻩ المعرﻛة؟‬
‫‪ -٣‬ماذا ﻋمﻞ المسلمون لحماية مدينتهﻢ مﻦ الﻐﺰو؟ و َم ْﻦ الﺬي اﻗترح هﺬا‬
‫العمﻞ؟‬
‫المسلميﻦ ؟‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الخندق ومهاجمة‬ ‫‪ -4‬مﻦ الﺬي اﺳتطاع ﻋبور‬
‫‪ -٥‬مﻦ ِمﻦ ﻓرﺳان المسلميﻦ الﺬي تقدم لقتﻞ مﻦ ﻋبر الخندق ؟‬
‫‪ -٦‬ماذا ﻗال النبي ( ص ) ﻋﻦ ذلﻚ ؟‬
‫بعد ذلﻚ ؟‬
‫ﺣﻞ بالمﺸرﻛيﻦ َ‬ ‫‪ -٧ 20‬ماذا ﱠ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ّ‬ ‫اﻵداب‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻻوﻟﻰ ‪/‬‬

‫ِ‬
‫اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ واﻻﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻘﺪﺳﺔ وآداﺑﻬﺎ‬ ‫ﺣﺮﻣﺔ‬
‫بعد أداء ﺻﻼة ِالﺠمع ِة وﻛانَ اﻷوﻻ ُد ينتﻈرونَ‬ ‫ِ‬
‫المسﺠد‪َ ،‬‬ ‫اﻷب مﻦ‬
‫ﻋا َد ُ‬
‫البيﺖ َ‬
‫ﻗال ‪ :‬السﻼ ُم ﻋليﻜﻢ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ﻋودتﻪ لتناولِ الﻐداء معﻪ ﻓلما َ‬
‫دﺧﻞ‬
‫وأمهﻢ ‪ :‬وﻋليﻜﻢ السﻼم ورﺣمة اﷲ وبرﻛاتﻪ‪.‬‬ ‫ﻓﺄجاب اﻷوﻻ ُد ُ‬ ‫َ‬
‫الﺠميﻊ ﻋلﻰ مائدة الطعام لتناول الﻐداء‪ ،‬وبعد اﻻﻧتهاء مﻦ تناول‬ ‫ُ‬ ‫جلﺲ‬
‫ﺛﻢ َ‬
‫الطعام ﺣمدوا اﷲ تعالﻰ وﺷﻜروﻩ ﻋلﻰ ﻓﻀلﻪ وﻧعمتﻪ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﺄل ﻋمار أباﻩ‪ ،‬أبي‬
‫ِ‬
‫البيﺖ؟‬ ‫المسﺠد لماذا ﻻتصلي ﻓي‬ ‫ِ‬ ‫أراك تواﻇﺐ ﻋلﻰ الصﻼة ﻓي‬
‫ِ‬
‫المسﺠد‬ ‫ﻼ ﻛبيراً‪ ،‬والصﻼ ُة ﻓي‬ ‫اﻷب‪ :‬ولدي ﻋمار إن لصﻼ ِة الﺠماﻋ ِة ﻓﻀ ً‬ ‫ُ‬
‫وأﻋﻈﻢ ﺛواباً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫البيﺖ‬ ‫أﻓﻀﻞ مﻦ الصﻼ ِة ﻓي‬ ‫ُ‬
‫ومنﻔرديﻦ‬
‫َ‬ ‫ﻧﺠتمﻊ ﻓيﻪ ﻷداء الصﻼ ِة جماﻋ ًة‬ ‫ُ‬ ‫بيﺖ العباد ِة الﺬي‬ ‫ﻓالمسﺠد هو ُ‬
‫والدروس‪ ،‬واﻻلتقاء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمواﻋﻆ‬ ‫الخطﺐ‬
‫ِ‬ ‫القرآن والدﻋاء واﻻﺳتماع إلﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ولقراء ِة‬
‫المﺆمنيﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫بﺈﺧوا ِﻧنا‬
‫ِ‬
‫واﻷمان‪،‬‬ ‫ﻧﺸعر بالراﺣ ِة‬
‫ُ‬ ‫الصدور وتﺠعلنا‬
‫َ‬ ‫تﺸرح‬‫ُ‬ ‫والصﻼ ُة ﻓي دو ِر العباد ِة‬
‫الناس الﺬيﻦ هﺠروﻩ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ يوم القيام ِة مﻦ‬ ‫والمسﺠد المهﺠور يﺸﻜو إلﻰ ا ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المسﺠد‪.‬‬ ‫ﺧﺬﻧي معﻚ ﻏد ًا إلﻰ‬ ‫ﻋمار‪ :‬أبي ْ‬
‫اﻧﺖ واﺧوتﻚ ‪ ،‬لﻜﻦ ﻋليﻜﻢ ْأن‬ ‫ﺳﺂﺧﺬك َ‬ ‫َ‬ ‫اﻷب‪ :‬ﺣسن ًا يا ولدي الحبيﺐ‬
‫ِ‬
‫المسﺠد‪.‬‬ ‫تلتﺰموا بﺂداب‬
‫آداب ؟‬
‫للمسﺠد ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗال ﻋلي ‪ :‬أبي وهﻞ‬
‫اﻷب ‪ :‬ﻧعﻢ ولدي الحبيﺐ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ﻋلي ‪ :‬لﻜني ﻻ أﻋرﻓها يا أبي‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫وﻗال‪ :‬ﺣسنا ﺳاﺧبرﻛﻢ بﺂداب المسﺠد‪:‬‬ ‫اﻷب َ‬ ‫ابتسﻢ ُ‬ ‫َ‬
‫ويﻔﻀ ُﻞ‬
‫ﱠ‬ ‫المسﺠد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يدﺧﻞ‬ ‫ِ‬
‫والبدن ﻋندما‬ ‫ِ‬
‫الﺜياب‬ ‫ﻃاهر‬
‫َ‬ ‫يﺠﺐ ْأن يﻜونَ المر ُء‬
‫‪ُ -1‬‬
‫بوﻗار واﺣترام ‪.‬‬‫ْأن يﻜونَ متوﺿﺌ ًا ويمﺸي ٍ‬
‫رﻛعتيﻦ ُﻗرب ًة إلﻰ اﷲ تعالﻰ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يستحﺐ لمﻦ يدﺧﻞ المسﺠد ْأن يصلي‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫المسﺠد‪.‬‬ ‫والﺸرب والنو ُم ﻓي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اﻷﻛﻞ‬ ‫ﻜر ُﻩ‬ ‫‪ُ -٣‬ي َ‬
‫المسﺠد‪ ،‬و ُيﻜر َﻩ الﻜﻼ ُم ِﻓي أمو ِر‬ ‫ِ‬ ‫واللعﺐ ﻓي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والﻀحﻚ‬ ‫المﺰاح‬
‫ُ‬ ‫ﻜر ُﻩ‬‫‪ُ -4‬ي َ‬
‫البيﻊ والﺸرا ِء وأمو ِر الدﻧيا ﻓالمسﺠد دار ﻋبادة ﻻ دار لهو وتﺠارة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اﻷرض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المسﺠد وﻋدم رمي النﻔايات ﻋلﻰ‬ ‫ِ‬ ‫يﺠﺐ المحاﻓﻈة ﻋلﻰ ﻧﻈاﻓ ِة‬ ‫‪ُ -٥‬‬
‫المخصﺺ‬
‫ِ‬ ‫الﻜتﺐ الموجود ِة ﻓيﻪ‪ ،‬وإﻋـادتها إلﻰ مﻜا ِﻧها‬ ‫ِ‬ ‫‪ -٦‬المحاﻓﻈ ُة ﻋلﻰ‬
‫بعد اإلﻧتها ِء مﻦ القراء ِة ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اﻷﺛاث المـوجود ِة ﻓيﻪ‪ ،‬وﻋدم الﻜتاب ِة ﻋلﻰ أﺛاﺛ ِﻪ وجدراﻧ ِﻪ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحﻔاظ ﻋلﻰ‬ ‫‪-٧‬‬
‫ﻓاﺣﻔﻈوا أوﻻدي هﺬﻩ اﻵداب واﻋملوا بها ‪.‬‬
‫مـرﻗـد اإلمـا ِم ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ‬ ‫ِ‬ ‫ﻋندما ُﻛ ّنا ﻓي زيار ِة‬
‫أذﻛر َ‬ ‫ﻗالﺖ ﺳعاد‪ :‬أبي ُ‬ ‫ْ‬
‫(ﻉ) ﻓي النﺠف اﻷﺷرف‪ ،‬أوﺻتني أمي بالتﺰام هﺬﻩ اﻵداب ﻓهﻞ ُتـعـد المراﻗد‬
‫الﺸريﻔــة مساجـد أيﻀا؟‬
‫اﻷب‪ :‬ﻧعﻢ بنيتي‪ .‬إن ﺣرم َتها ﻋﻈيم ٌة وهي مﻜان للعباد ِة والدﻋا ِء وﻗراءة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫القرآن‪.‬‬
‫ﻋلي‪ :‬مﺆﻛد ّأن لهــا ﺣرمة ﻛبيرة ﻓـنحﻦ ﻧصلي ﷲ ﻓيها وﻧعبـدﻩ وﺣدﻩ‬
‫َ‬
‫ﻻﺷريﻚ لﻪ‪.‬‬
‫ﺳعاد‪ :‬أبي هﻞ يﺠﺐ ﻋلينا إﺣترام الﻜنائﺲ أيﻀاً؟‬
‫اﻷب‪ :‬بالتﺄﻛيد ابنتي ﻓهي دور ُيعبد اﷲ تعالﻰ ﻓيها‪.‬‬
‫المعلومات المﻔيد ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓﺸﻜر اﻷوﻻ ُد أباهﻢ ﻋلﻰ هﺬﻩ‬
‫‪22‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫أ‪ -‬اﻛمﻞْ ‪:‬‬
‫الناس‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المسﺠد المهﺠو ُر ‪ ........‬إلﻰ اﷲ يوم ‪ .........‬مﻦ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ﻧﺸعر بـ ‪ ......‬و ‪.....‬‬
‫ُ‬ ‫‪.......‬الصدور وتﺠعلنا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫المسﺠد‬ ‫‪ّ -2‬إن الصﻼ َة ﻓي‬
‫‪......‬وأﻋﻈﻢ ‪......‬‬
‫ُ‬ ‫المسﺠد ‪ِ .......‬مﻦ الصﻼ ِة ِﻓي‬
‫ِ‬ ‫‪ -٣‬الصﻼ ُة ﻓي‬
‫لﻸماﻛﻦ المقدﺳ ِة ﺣرم ٌة ﻋﻈيم ٌة ﻷﻧّنا ‪ ......‬ﻓيها وﻧعبد اﷲ وﺣدﻩ ﻻ‬
‫ِ‬ ‫‪-4‬‬
‫ﺷريﻚ لﻪ وﻧقر ُأ ‪ ......‬و َﻧدﻋو اﷲ تعالﻰ‪.‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫لسﻜنﻚ؟‬ ‫ِ‬
‫المساجد واﻷماﻛﻦ المقدﺳة‬ ‫أﻗرب‬
‫ب‪ -‬ما ُ‬
‫َ‬
‫السلوك‬ ‫وﺿح‬
‫جـ‪ -‬ﻛيــــف تﻜـــون مﻈاهـــــر اﻻﺣترام لﻸماﻛﻦ المقدﺳة؟ ّ‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫ﻣــﻘــﺪﺳـــــﺎﺗــﻨـــﺎ‬

‫‪2٣‬‬ ‫بيﺖ اﷲ الحرام‬


‫ﻣــﻘــﺪﺳـــــﺎﺗــﻨـــﺎ‬

‫النبوي الﺸريف‬
‫ّ‬ ‫المسﺠد‬

‫مرﻗد اإلمام‬
‫ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ)‬

‫مرﻗد اإلمام‬
‫أبو ﺣنيﻔة النعمان (رض)‬

‫مسﺠد براﺛا‬
‫ومقام اﻷمام ﻋلي (ﻉ)‬

‫‪24‬‬
‫ﺮﻳﻢ‬ ‫اﻟﺪرس اﻷول‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮآنِ َ‬
‫اﻟﻜ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬‬
‫ﺳﻮرة اﻟ ّﻨﺠﻢ‬
‫ِ‬ ‫ﻣﻦ‬
‫واﻟﺸﺮح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻟﻠﺤﻔﻆ‬

‫!"‪#‬‬

‫ﱫ! " ‪/ . - , + * ) ( ' & % $ #‬‬


‫‪?>=< ;: 9 87654 3 210‬‬
‫@‪ON MLK JIHGF EDCBA‬‬
‫‪_ ^]\[ZYXWVU T SR QP‬‬
‫‪‬‬ ‫`‪ ihgfedcba‬ﱪ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫النﺠﻢ اذا ﺳقﻂ‪.‬‬ ‫النﺠﻢ إذا هوى‬
‫ِ‬
‫محمد ( ص ) ﻋﻦ ﻃريﻖ الهدى‬ ‫ُ‬ ‫ﺿﻞ‬ ‫ما ﱠ‬ ‫بﻜﻢ‬
‫ﺻاﺣ ُ‬‫ﺿﻞ ِ‬ ‫ما ﱠ‬
‫وما اﻋتقد باﻃﻼ‪.‬‬ ‫و ما ﻏوى‬
‫بقول مﻦ ﻧﻔس ِﻪ بﻞ ّ‬
‫ﻛﻞ ﻗولﻪ ِﻋﻦ ا ِ‬
‫ﷲ تعالﻰ‪.‬‬ ‫ينطﻖ َﻋ ِﻦ الهوى ﻻيﺄتي ٍ‬ ‫ُ‬ ‫وما‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) ما هو إﻻ وﺣي ِمﻦ‬ ‫ماينطﻖ بﻪ‬
‫ُ‬ ‫ْإن هو ّإﻻ ٌ‬
‫وﺣي ُيوﺣﻰ ّإن‬
‫ﷲ ُيوﺣﻰ إلي ِﻪ‪.‬‬ ‫ا ِ‬
‫وهو جبريﻞ (ﻉ)‪.‬‬ ‫ﺷديد القوى‬ ‫ُ‬
‫ﻗوةٍ ‪.‬‬
‫ذو ّ‬ ‫ذو ِم ّرةٍ‬
‫‪2٥‬‬
‫اﺳتقر‪.‬‬ ‫ﻓاﺳتوى‬
‫اﻗترب‪.‬‬ ‫دﻧا‬
‫النبي ما رأى ببصرﻩ مﻦ ﺻورةٍ‬
‫ﻛﺬب ﻓﺆاد ّ‬
‫ما َ‬ ‫ﻛﺬب الﻔﺆا ُد ما رأى‬
‫ما َ‬
‫جبريﻞ (ﻉ)‪.‬‬
‫ِ‬
‫أﻓتﺠادلوﻧﻪ أ ّيها المﺸرﻛونَ ﻋلﻰ ما رآﻩ مﻦ ﺻور ِة‬ ‫أﻓتماروﻧﻪ ﻋلﻰ َما َيرى‬
‫جبريﻞ وﻋﻈمة اﷲ‪.‬‬
‫وذلﻚ ﻓي السما ِء‬
‫َ‬ ‫أي ﻋلﻰ ﺻورت ِﻪ مرة أﺧرى‬ ‫ولقَد رآﻩ ﻧﺰل ًة أﺧرى‬
‫أﺳري بﻪ‪.‬‬‫ليل ِة ُ‬
‫يميﻦ العرش ﻻ يتﺠاوزها‬‫وهي ﺷﺠر ِة ﻧبﻖ ﻋﻦ ِ‬ ‫ﻋند ﺳدر ِة المنتهﻰ‬
‫َ‬
‫أﺣد مﻦ المﻼئﻜ ِة‪.‬‬
‫وأرواح الﺸهدا ِء‬
‫ُ‬ ‫أي تﺄوي إليها المﻼئﻜ ُة‬ ‫ﻋندها جن َة المﺄوى‬
‫َ‬
‫والمتقيﻦ أولياء اﷲ‪.‬‬
‫َ‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫ﻗولﻪ تعالﻰ‪:‬‬
‫ﱫ! " ‪ * ) ( ' & % $ #‬ﱪ‬
‫ﻓقد‬‫اﷲ تعالﻰ ﻧبو َة محمد ﻋبد ِﻩ ورﺳولﻪ ( ص ) َ‬ ‫ﺆﻛد ُ‬
‫اﻵيات الﻜريم ِة ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫ﻓي هﺬﻩ‬
‫الﺸياﻃيﻦ‪ ،‬أن محمد ًا‬ ‫ﺳقﻂ مﻦ مﻜاﻧ ِﻪ ليرمي ب ِﻪ‬ ‫ﻋﺰ ّ‬
‫وجﻞ بالنﺠﻢ إِذا َ‬ ‫أﻗسﻢ ُ‬
‫اﷲ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻼ وهﻢ يعرﻓونَ هﺬا‪.‬‬ ‫اﻋتقد باﻃ ً‬
‫َ‬ ‫ﻃريﻖ الهدى ‪ ،‬وما‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ماﺿﻞ ﻋﻦ‬ ‫(ص)‬

‫ﱫ‪ 54 3 210/.- ,+‬ﱪ‬


‫ينطﻖ ب ِﻪ رﺳولِ اﷲ ( ص ) ويدﻋو إليﻪ ويعملﻪ ماهو ّإﻻ ٌ‬
‫وﺣي مﻦ‬ ‫ُ‬ ‫أي ّأن الﺬي‬
‫ّ‬
‫اﷲ يوﺣﻰ إليﻪ‪.‬ﱫ ‪ 9 8 7 6‬ﱪ‬

‫‪2٦‬‬
‫ﺷديد القوى هو‬
‫ُ‬ ‫وﻗد ﻋ ّل َم ُﻪ ذلﻚ َم َل ٌﻚ‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) القرآنَ َ‬ ‫تعلﻢ‬
‫لقد َ‬
‫َ‬
‫جبريﻞ ﻋلي ِﻪ السﻼم ‪.‬‬
‫ﱫ ‪GF EDCBA@?>=< ;:‬‬
‫‪ K JIH‬ﱪ‬
‫اﺳتقر ﻓي أﻋالي السما ِء ُﺛﻢ دﻧا أي َ‬
‫ﻗرب ﺷيﺌ ًا‬ ‫َ‬ ‫القوي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الملﻚ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﺠبريﻞ (ﻉ)‬
‫ﻗوﺳيﻦ أو‬
‫ِ‬ ‫ﻗاب ﻗوﺳيﻦ أي ﻛان ﻋلﻰ مقدار‬ ‫ﻓﺸيﺌ ًا ِمﻦ الرﺳول ( ص ) ﺣتﻰ ﻛانَ َ‬
‫ّ‬
‫أﻗﻞ‪.‬‬
‫ﱫ‪ W V U T S R Q P O N M L‬ﱪ‬
‫ﻗلﺐ رﺳول‬ ‫ﻓﺄوﺣﻰ ُ‬
‫ﻛﺬب ُ‬ ‫َ‬ ‫اﷲ تعالﻰ ما أوﺣﻰ إلﻰ ﻧبيﻪ محمد ( ص )‪ ،‬وما‬
‫لﺠبريﻞ (ﻉ) ﻓي ﺻورت ِﻪ التي ﺧل َق ُﻪ اﷲ تعالﻰ‬
‫َ‬ ‫اﷲ ( ص ) ما رآﻩ ببصر ِﻩ مﻦ رؤيت ِﻪ‬
‫آيات اﷲ العﻈيم ِة ومﻈاهر ﻗدرتﻪ ‪.‬‬
‫ﺬب مارأى مﻦ ِ‬ ‫ﻋليها ولﻢ ُي ّﻜ ْ‬
‫ﱫ‪g f e d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X‬‬
‫‪ ih‬ﱪ‬
‫النبي ( ص ) ﻓي ﺣادﺛ ِة اﻻﺳراء‬ ‫ّ‬ ‫المنﻜريﻦ لما رأﻩ‬
‫َ‬ ‫للمﺸرﻛيﻦ‬
‫َ‬ ‫ﺧطاب‬
‫ٌ‬ ‫هﺬا‬
‫والمعراج ﻓاﷲ تعالﻰ ينﻜر ﻋلﻰ المﺸــرﻛيﻦ جدالهﻢ لرﺳول اﷲ ( ص )‬

‫لﺠبريﻞ ﻋليﻪ السﻼم ودﻻئﻞ ﻗدرة اﷲ‬ ‫َ‬ ‫رؤيتﻪ‬


‫َ‬ ‫وتﻜﺬيبهﻢ لما رآﻩ ببصر ِﻩ مﻦ‬
‫ﻋند ﺳدر ِة‬
‫تعالﻰ‪ .‬ولقد راى رﺳول اﷲ ( ص ) جبريﻞ ﻋليﻪ السﻼم مر ًة أﺧرى َ‬
‫الخﻼئﻖ‬
‫ِ‬ ‫ميﺖ ﺳدرة المنتهﻰ إلﻧتهاء ﻋلو ُم‬ ‫المنتهﻰ وهي ﺷﺠر ٌة ﻋﻈيم ٌة ُﺳ ْ‬
‫ﻋندهـا الﺠن ُة‬ ‫أﺣد مﻦ المﻼئﻜ ِة َ‬ ‫العرش ﻻ يتﺠاوزها ٌ‬ ‫ِ‬ ‫يميﻦ‬
‫ِ‬ ‫إليها‪ ،‬وهي َﻋﻦ‬
‫المتقيﻦ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وأرواح الﺸهداء‬
‫ُ‬ ‫التي تﺄوي اليها المﻼئﻜ ُة‬
‫بصــدق ﻧبـــو ِة رﺳــــولِ ا ِ‬
‫ﷲ‬ ‫ِ‬ ‫اﻵيات الﻜريم ِة يقســــﻢ ُ‬
‫اﷲ تعالﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ﻓبهﺬﻩ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪2٧‬‬
‫( ص ) ويقسﻢ بما رآﻩ ﻓي ليل ِة اﻻﺳرا ِء والمعراج ﺣيﻦ أﺳرى اﷲ بﻪ مﻦ‬
‫المسﺠد اﻻﻗصﻰ ﻓﻜاﻧﺖ إﺣدى معﺠﺰات رﺳول ُ‬
‫اﷲ التي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسﺠد الحرا ِم إلﻰ‬
‫دﻻئﻞ وﻋﻈيﻢ ﻗدرة اﷲ‬ ‫َ‬ ‫أيدﻩ اﷲ تعالﻰ بها ويقسﻢ بما رآﻩ ﻓي هﺬ ِﻩ الرﺣل ِة مﻦ‬
‫ِ‬
‫محمد ( ص )وإﻧّﻪ‬ ‫ﺆﻛد َ‬
‫اﷲ تعالﻰ ﻧبو َة ﻧبي ِﻪ‬ ‫تعالﻰ‪.‬ﻓي هﺬﻩ السورة الﻜريم ِة ُي ُ‬
‫الﻜريﻢ‬
‫ُ‬ ‫جبريﻞ ﻋليﻪ السﻼم رﺳال َة رب ِﻪ وﻗد أدى رﺳول ُﻪ‬ ‫ُ‬ ‫ﻓقد ﻋ ّلمﻪ‬
‫وﺣي يوﺣﻰ‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫ﷲ وﻋﻈمت ِﻪ‬ ‫دﻻئﻞ ﻗدر ِة ا ِ‬‫ِ‬ ‫الناس مما رآﻩ مﻦ‬
‫َ‬ ‫ﺻادق ﻓيما أﺧبر بﻪ‬‫ٌ‬ ‫الرﺳالةَ‪ ،‬وهو‬
‫والمعراج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وهو ﺻادق ﻓيما رواﻩ َ‬
‫ﺣول ليل ِة اإلﺳرا ِء‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ﻜﻢ) ؟‬‫(ﺻاﺣب ُ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬مﻦ المقصو ُد بقول ِﻪ تعالﻰ‬
‫ﻋﺰ ﱠ‬
‫وجﻞ؟‬ ‫ﻗسمﻪ ﱠ‬
‫‪ -2‬ب َِﻢ أﻗسﻢ اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ؟ وﻋﻼ َم ﻛان ُ‬
‫‪ -٣‬هﻞ ينطﻖ رﺳول اﷲ ﻋﻦ الهوى؟‬
‫‪ -4‬مﻦ ﺷديد القوى؟‬
‫‪ -٥‬مامعنﻰ السدرة ؟ وما الﺬي يوجد ﻋندها ؟‬
‫أيﻦ أﺳرى اﷲ تعالﻰ برﺳولﻪ ( ص ) و إلﻰ أيﻦ؟‬ ‫‪ -٦‬مﻦ َ‬

‫ﻗال اﷲ تعالﻰ‪:‬ﱫ ! " ‪ * ) ( ' & % $ #‬ﱪ‬


‫‪2٨‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔِ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪةِ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬‬

‫ﺑﺎﻟﺮﺳﻞ)ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم( وﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ‬


‫ﱢ‬ ‫اﻹﻳﻤﺎن‬

‫ﱠإن اﷲ تعالﻰ يختا ُر مﻦ بيﻦ ﺧلق ِﻪ َم ْﻦ هﻢ أﻓﻀلهﻢ ُﺧلق ًا وﺻﻼﺣ ًا ليﺠعلهﻢ‬


‫ﻛﻞ أمة رﺳو ًﻻ يدﻋوهﻢ إلﻰ ﻋبادة اﷲ‬ ‫بعﺚ اﷲ تعالﻰ ﻓي ِّ‬ ‫ﻼ ولقد َ‬ ‫أﻧبيا ًء ورﺳ ً‬
‫تعالﻰ وﺣدﻩ بﻼ ﺷريﻚ‪ .‬ﻓﺠميعهﻢ يدﻋو إلﻰ توﺣيد اﷲ تعالﻰ واإليمان بﻪ‬
‫الحﻖ وترك الباﻃﻞ والﻜﻔر‪.‬‬
‫واتباع ِّ‬
‫الحﻖ‬
‫والرﺳﻞ هﻢ أﻧبياء اﷲ تعالﻰ‪ ،‬أرﺳلهﻢ إلﻰ الناس ليهدوهﻢ إلﻰ ﻃريﻖ ِّ‬ ‫ﱡ‬
‫والرﺷاد واإليمان‪ ،‬وجميعهﻢ‪ ،‬ﺻادﻗون مصدﻗون‪ ،‬أتقياء أمناء‪ ،‬وأﻧهﻢ ب ّلﻐوا‬
‫جميﻊ ما أمرهﻢ وارﺳلهﻢ اﷲ بﻪ‪ ،‬لﺬا وجﺐ ﻋلينا اإليمان بهﻢ جميع ًا ويﺠﺐ‬
‫ﻋلينا اإليمان بﻜتبهﻢ‪.‬‬
‫الرﺳﻞ (ﻉ) إلﻰ الﺸدائد والمحﻦ ﻓي تبليﻎ رﺳاﻻت اﷲ ولحﻖ‬
‫لقد تعرض ﱡ‬
‫بهﻢ اﻷذى مﻦ أﻗوامهﻢ‪ ،‬وﺻبروا ﻋلﻰ ذلﻚ‪.‬‬
‫ﺳﻞ ﺻبر ًا وﻋﺰماً‪.‬‬‫الر ِ‬
‫إﻻ ان أولي العﺰم مﻦ الرﺳﻞ (ﻉ)هﻢ أﻛﺜر ﱡ‬
‫ﻓصبـروا‬
‫ُ‬ ‫ﻋهدها إليهﻢ‬‫ﷲ التي َ‬ ‫تبليﻎ رﺳال ِة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫المﺸاق ﻓي‬ ‫الﺬيﻦ تحم ُلوا‬
‫َ‬ ‫ﻓهﻢ‬
‫ﷲ ﺻبر ًا ﻋﻈيم ًا ولﻢ يﺜنـِهﻢ ﻋنها ﻛـﻞ ماﻻﻗـو ُﻩ ِمﻦ أذى‬ ‫ﻓي دﻋـو ِتهﻢ الﻰ ا ِ‬
‫أﻗوا ِمهﻢ وتﻜﺬيبِهﻢ‪ ،‬و َﻗد أﺛنﻰ اﷲ ُتعالﻰ ﻋلﻰ أولـي العﺰ ِم (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) إذ أوﺻﻰ‬
‫بالصبر ﻛما ﺻبروا ﻓي مواجه ِة أذى الﻜاﻓريﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اﷲ تعالﻰ ﻧب ﱠينا الﻜريﻢ ( ص )‬
‫وتﻜﺬيبهﻢ َ‬
‫ﻗال تعالﻰ ‪:‬‬
‫ﱫ ¼ ½¾ ¿ ‪Ê É È Ç ÆÅ Ä Ã Â Á À‬‬
‫‪Ú Ù Ø × Ö Õ ÔÓ ÒÑ Ð Ï Î Í Ì Ë‬ﱪ‬
‫اﻷﺣقاف ‪.‬‬

‫وأولو العﺰم (ﻋليهﻢ السﻼم) هﻢ‪ :‬ﻧـُوح (ﻉ) وإبـراهيـﻢ (ﻉ) وموﺳـﻰ (ﻉ) ‪29‬‬
‫وﺳيدهﻢ محمـد ( ص )‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وﺧاتﻢ اﻷﻧبيا ِء‬
‫ُ‬ ‫وﻋيسﻰ (ﻉ)‬
‫الﺬيﻦ أرﺳلهﻢ اﷲ تعالﻰ ﻗبﻞ‬
‫َ‬ ‫ﺳﻞ واﻷﻧبياء‬
‫بالر ِ‬
‫مسلﻢ أن يﺆمﻦ ﱡ‬‫ٍ‬ ‫ويﺠﺐ ﻋلﻰ ِّ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫ُ‬
‫ﻧبينا ( ص ) ﻷﻧّهﻢ جميع ًا ﻛاﻧوا يدﻋون الناس إلﻰ ﻋقيدة التوﺣيد أي ‪ -‬أن اﷲ‬
‫ﻛﻞ ﺷيء ‪.‬‬‫ﺧالﻖ ِّ‬
‫واﺣد ﻻﺷريﻚ لﻪ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ﺳﻞ ﻛتب ًا ﺳماوية تﻀمنﺖ أﺣﻜام الدياﻧة التي‬
‫الر ِ‬
‫ولقد أﻧﺰل اﷲ تعالﻰ ﻋلﻰ ﱡ‬
‫النبي ‪ ،‬ومﻦ هﺬﻩ الﻜتﺐ المنﺰلة ‪:‬‬
‫يدﻋو إليها ذلﻚ ّ‬
‫الﺰبور ﻋلﻰ ﻧبي اﷲ داود (ﻉ) ‪.‬‬
‫التوارة ﻋلﻰ ﻧبي اﷲ موﺳﻰ (ﻉ) ‪.‬‬
‫اﻷﻧﺠيﻞ ﻋلﻰ ﻧبي اﷲ ﻋيسﻰ(ﻉ) ‪.‬‬
‫أما ﻧبينا محمد ( ص ) ﺧاتﻢ اﻷﻧبياء الﺬي أرﺳلﻪ اﷲ تعالﻰ إلﻰ العالميﻦ مﻦ‬
‫اﻷﻧﺲ والﺠﻦ ﻓقد أﻧﺰل ﻋليﻪ القرآن الﻜريﻢ الﺬي تﻀمﻦ أﺣﻜام ًا ﻛﺜيرة ترﺷد‬
‫الناس الﻰ تنﻈيﻢ ﺣياتهﻢ ﻛﺄﺣﻜام اإليمان واﻷﺧﻼق والعبادات والبيﻊ والﺸراء‬
‫والﺰواج والﺠهاد ‪ ،‬ﻓالقرآن الﻜريﻢ آﺧر الﻜتﺐ السماوية الﺸامﻞ لﻜﻞ ﺷيء ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪1‬ـ ما المقصو ُد بﺄولي العﺰم (ﻉ)؟ و َم ْﻦ هﻢ؟‬
‫‪2‬ـ أﺛنﻰ اﷲ تعالﻰ ﻋلﻰ أولي العﺰم (ﻉ) ّ‬
‫وﺿح ذلﻚ‪.‬‬
‫الرﺳﻞ؟‬
‫‪ -٣‬إلﻰ ماذا دﻋا جميﻊ ﱡ‬
‫‪ -4‬ﻋدد أربعة ﻛتﺐ ﺳماوية وب ّيﻦ ﻋلﻰ أي اﻷﻧبياء (ﻉ) أﻧﺰلﺖ ؟‬
‫ﻋرﻓﺖ‪ ،‬ﻓي السنوات السابقة‪ ،‬ﺳير َة النبي إبراهيﻢ (ﻋليﻪ السﻼم)‬
‫َ‬ ‫‪٥‬ـ‬
‫ِبﻼغ رﺳال ِة‬ ‫َ‬
‫مﺸاق إ ِ‬ ‫تحم َﻼ‬
‫ﻛيف ﱠ‬
‫تﺬﻛر َ‬
‫ُ‬ ‫النبي موﺳــﻰ (ﻉ)‪ ،‬ﻓهﻞ‬
‫وﺳـــيرة ّ‬
‫ﻧاﻗﺶ ذلﻚ‪ ،‬مستعين ًا بمع ِّل ِم َﻚ‪.‬‬
‫اﷲ تعالـﻰ؟ ْ‬ ‫‪٣0‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬‬
‫اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ِ‬ ‫إﺗﻘﺎن‬
‫ُ‬
‫ﻟﻠﺸﺮح واﻟﺤﻔﻆ‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫رﺳول ا ِ‬
‫ﷲ (ص) ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫ﻼ ﺻالح ًا أن يتق َنــ ُﻪ)‬ ‫يحﺐ إذا َﻋ َ‬
‫مﻞ أﺣدﻛﻢ ﻋم ً‬ ‫(إن اﷲ تعالﻰ ُ‬
‫ﷲ (ص)‬ ‫ُ‬
‫رﺳول ا ِ‬ ‫ﺻدق‬

‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬

‫معناها‬ ‫الﻜلمــة‬
‫ﻻﻧقﺺ ﻓي ِﻪ‪.‬‬
‫َ‬ ‫يحﻜم ُﻪ ويتم ُﻪ‪،‬‬
‫َ‬ ‫يتق َن ُﻪ‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫والرﺳﻞ لهداية البﺸر وجميعهﻢ‬ ‫أﺧتار اﷲ تعالﻰ أﻓﻀﻞ ﺧلق ِﻪ مﻦ اﻷﻧبياء ﱡ‬
‫ﻋمﻞ يدي ِﻪ منهﻢ َم ْﻦ ﻛان ﺣداد ًا ﻛداود (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ومنهﻢ‬ ‫يﻜس ُﺐ ﻗوت ُﻪ مﻦ ِ‬ ‫ﻛان ِ‬
‫ﺳر‬ ‫ُ‬
‫ﻓالعمﻞ ﱡ‬ ‫مﻦ ﻛان يعمﻞ بالتﺠار ِة ﻛرﺳول اﷲ ( ص )‪ ،‬وﻋلينا اﻷﻗتداء بهﻢ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫والعامﻞ أو تهاوﻧوا ﻓي‬ ‫الﻔﻼح والخبا ُز‬
‫ُ‬ ‫البقا ِء واﺳتمرا ِر الوجو ِد ؛ ﻓاذا توﻗف‬
‫ﻧﺠد ماﻧﺄﻛل ُﻪ وﻗد تتوﻗف الحياة‪.‬‬
‫ﻋملهِ ﻢ لﻦ َ‬
‫يحﺚ‬
‫ُ‬ ‫العمﻞ بﺈﺧﻼص ﻛان ِﻧتاج ُﻪ أﻓﻀﻞ وأجر ُﻩ أﻋﻈﻢ ‪.‬لﺬا‬ ‫ُ‬ ‫وﻛلما ﻛان‬
‫ُ‬
‫العمﻞ ﺻالح ًا وﻧاﻓعاً‪،‬‬ ‫وأن يﻜونَ هﺬا‬ ‫العمﻞ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫المسلميﻦ ﻋلﻰ‬
‫َ‬ ‫ﷲ (ص)‬ ‫ُ‬
‫رﺳول ا ِ‬
‫‪٣1‬‬ ‫ﻻﻧقﺺ ﻓي ِﻪ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻼ وتام ًا‬ ‫وأن يﻜونَ ﻛام ً‬
‫المﺠتمﻊ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫نتﻔﻊ ب ِﻪ أﻓرا ُد‬
‫َي ُ‬
‫المﺠتمﻊ إِذا ﻛانَ ﻗادر ًا ﻋلي ِﻪ‪ ،‬وﻻ‬
‫ِ‬ ‫ﻓرد مﻦ أﻓرا ِد‬ ‫ﻛﻞ ٍ‬ ‫واجﺐ ﻋلﻰ ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ﻓالعمﻞ‬
‫ولﻶﺧريﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻷن ﻓي ِﻪ منﻔع ًة لﻪ‬ ‫العمﻞ‪ّ ،‬‬‫ِ‬ ‫يتﻜاﺳﻞ الﻔر ُد ِﻋﻦ‬ ‫َ‬ ‫يﺠو ُز ْأن‬
‫للمﺠتمﻊ‪ ،‬ﻓاﷲ‬
‫ِ‬ ‫ﻼ ﺻالح ًا وﻧاﻓع ًا‬ ‫يعمﻞ ﻋم ً‬ ‫ُ‬ ‫ﻛﻞ مﻦ‬ ‫ويبارك ّ‬ ‫َ‬ ‫يرﺣﻢ‬
‫َ‬ ‫وأن اﷲ‬
‫وإتقان‪ ،‬ليحقﻖ إﻧتاج ًا‬ ‫ٍ‬ ‫تعالﻰ ُيبارك ﻓي العامﻞ الﺬي يﺆدي ﻋملﻪ بﺈﺧﻼص‬
‫يعمﻞ ﻓي مﺰرﻋت ِﻪ‪ ،‬ﻓهو‬ ‫ُ‬ ‫يبارك ﻓي الﻔﻼح الﺬي‬ ‫ُ‬ ‫ﻛبير ًا ﻓي الصناﻋ ِة‪ ،‬وﻛﺬلﻚ‬
‫اﻷرض وبﺬ ِر البﺬورِ‪ ،‬وﺳقي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺣرث‬ ‫متطلبات الﺰراﻋ ِة‪ِ ،‬مﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ويتقﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻷرض‬
‫َ‬ ‫يﺰرع‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المنتﺠات‬ ‫يحقﻖ إﻧتاج ًا وﻓير ًا ﻓي‬ ‫ُ‬ ‫الﺰرع وﻏيرها‪ ،‬ﻓﺈﻧّﻪ‬ ‫ِ‬ ‫المﺰروﻋات وﺣصاد‬ ‫ِ‬
‫الﺰراﻋ ّي ِة‪.‬‬
‫واجباتﻚ المدرﺳ ّي ِة‬
‫َ‬ ‫اﷲ ﻓيﻚ ﻷﻧّﻚ تﺆدي‬ ‫يبارك ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأﻧﺖ ﻋﺰيﺰي التلميﺬ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ﻓتنﺠح ﻓي‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫مدرﺳتﻚ‪،‬‬ ‫تتﻐيﺐ ﻋﻦ‬ ‫ُ‬ ‫التي يﻜ ّلﻔﻚ بها المعلمونَ ‪ ،‬وﻷﻧّﻚ ﻻ‬
‫ﺣققﺖ ﻓائد ًة لﻚ ولوﻃ ِن ِﻚ العﺰيﺰ الﺬي‬ ‫َ‬ ‫اﻻمتحاﻧات المدرﺳي ِة‪ ،‬ﻓتﻜونَ ﻗد‬ ‫ِ‬
‫المستقبﻞ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يحتاج اليﻚ ﻓي‬ ‫ُ‬
‫وإتقان ﻓي مﺠالِ ﻋمل ِﻪ ليﺆدي منﻔع ًة لنﻔس ِﻪ‬ ‫ٍ‬ ‫بﺈﺧﻼص‬‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يعمﻞ‬ ‫ﱡ‬
‫ﻓالﻜﻞ‬
‫ولمﺠتمع ِﻪ‪.‬‬
‫ُ‬
‫يبارك ﻓي ِﻪ ﻓي الدﻧيا‪،‬‬ ‫ﻓﺈن اﷲ تعالﻰ ﻻ‬ ‫وإتقان‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بﺈﺧﻼص‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫يعمﻞ‬ ‫أما الﺬي ﻻ‬
‫اﷲ ﺣساب ًا ﻋسير ًا ﻋلﻰ أﻓعالﻪ ‪.‬‬ ‫وﻓي يو ِم اﻵﺧر ِة يحاﺳبﻪ ُ‬
‫ُ‬

‫‪٣2‬‬
‫ُ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ﻳﺮﺷﺪ إﻟﻴﻪ‬
‫ُ‬ ‫أﻫﻢ ﻣﺎ‬
‫مسلﻢ ﻗادر ﻋلي ِﻪ ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫واجﺐ ﻋلﻰ ِّ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫العمﻞ‬ ‫‪-1‬‬
‫ﻋيﺐ ‪.‬‬
‫ﻧقﺺ أو ٍ‬ ‫دون ٍ‬ ‫ﻋملﻪ مﻦ ِ‬
‫َ‬ ‫يتقﻦ‬
‫العامﻞ أن َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -2‬ﻋلﻰ‬
‫والمﺠتمﻊ ﻋلﻰ ﺣدﱟ ﺳواء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للعامﻞ‬
‫ِ‬ ‫المتقﻦ ﻓي ِﻪ منﻔع ٌة‬ ‫ُ‬
‫العمﻞ ُ‬ ‫‪-٣‬‬
‫المخلﺺ ﻓي ﻋمل ِﻪ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫العامﻞ‬
‫ِ‬ ‫اﷲ تعالﻰ ﻓي‬ ‫يبارك ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫يﺠﺐ أن يﻜونَ العمﻞ؟ ولماذا ؟‬
‫ﻛيف ُ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫ﻧﻔس َﻚ َ‬
‫وبلدك ؟‬ ‫تنﻔﻊ َ‬‫ﻛيف ُ‬
‫‪َ -2‬‬
‫العامﻞ المسيء ﻓي ﻋمل ِﻪ؟ و ِلماذا؟‬
‫ِ‬ ‫يبارك ُ‬
‫اﷲ َتعالﻰ ﻓي‬ ‫ُ‬ ‫‪ -٣‬هﻞ‬
‫والمﺠتمﻊ ؟‬
‫ِ‬ ‫للعامﻞ‬
‫ِ‬ ‫العمﻞ‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬ما ﻓائد ُة‬

‫‪٣٣‬‬
‫اﻟﻨﺒﻮﻳﺔِ اﻟﻤﻄﻬﺮةِ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮةِ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺒﻴﺔ‬ ‫ﺻﻠﺢ‬
‫ُ‬
‫ذلﻚ ﻓي ﺻلح‬ ‫يﺆﻛد َ‬ ‫ُ‬ ‫السلﻢ والسﻼم‪،‬ﻓرﺳول اﷲ ( ص )‬ ‫ِ‬ ‫ديﻦ‬
‫إن اإلﺳﻼ َم ُ‬
‫ﻋقد ﺻلح ًا مﻊ ﻗريﺶ ﺣقن ًا للدماء ‪ .‬وﻛما يﺆﻛد اإلﺳﻼم ﻋلﻰ‬ ‫الحديبية إذ َ‬
‫ﻗوي‬ ‫ﻓالمسلﻢ ٌ‬
‫ُ‬ ‫النﻔﺲ واﻷرض والعرض‬ ‫ِ‬ ‫الدﻓاع ﻋﻦ‬
‫ِ‬ ‫الس ّل ِﻢ يﺆﻛد ﻋلﻰ وجوب‬
‫الﻈلﻢ والﻈالميﻦ وﻻ يعتدي ﻋلﻰ اﻵﺧريﻦ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بﺈيماﻧ ِﻪ وﻋلي ِﻪ ُ‬
‫دﻓﻊ‬
‫ُ‬
‫الرﺳـــول‬ ‫ﻗر َر‬
‫المنورة ﱠ‬‫ﱠ‬ ‫للمســـلميﻦ ﻓي المدين ِة‬
‫ِ‬ ‫النصر والقوة‬ ‫ُ‬ ‫بعد ْأن تح ّق َﻖ‬ ‫‪َ .1‬‬
‫يﺬهﺐ إلﻰ مﻜ َة المﻜرم ِة ﻷدا ِء‬ ‫َ‬ ‫( ص ) ﻓي السن ِة السادﺳ ِة مﻦ الهﺠر ِة أن‬
‫مناﺳﻚ العمر ِة‪ ،‬وﻛان معﻪ ﻗراب ُة ألف وأربعمﺌة مﻦ أﺻحاب ِﻪ َﻓ َع ِل َﻢ المﺸرﻛونَ‬ ‫ِ‬
‫ولﻜﻦ الرﺳول( ص ) ﻏ ﱠي َر‬ ‫َ‬ ‫بمسير الرﺳولِ ( ص ) ﻓاﺳتعدﱡ وا لقتال ِﻪ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻓي مﻜ َة‬
‫يسمﻰ وادي الحديبي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫مﻜان ﱠ‬ ‫وﻧﺰل ﻓي‬ ‫َ‬ ‫ﻃري َق ُﻪ‪،‬‬
‫ﻓاﻧﻔﺠر‬
‫َ‬ ‫وتمﻀمﺾ‬
‫َ‬ ‫بﺌر جاﻓ ٌة ﻓتوﺿﺄ الرﺳول ( ص ) ﻓي ِﻪ‬ ‫‪ .2‬ﻛانَ ﻓي الوادي ٌ‬
‫وﺷرب المسلمونَ منﻪ‬ ‫َ‬ ‫البﺌر‪ ،‬معﺠﺰ ٌة للرﺳولِ ( ص ) وﻛرام ٌة لﻪ‪،‬‬ ‫الما ُء مﻦ ِ‬
‫العطﺶ مﻦ ﻗل ِة الما ِء‪.‬‬‫ُ‬ ‫بعد أن أﺻا َبهﻢ‬ ‫َ‬
‫يخبرهﻢ بﺄﻧّﻪ ما جا َء للقتالِ ‪ ،‬بﻞ‬ ‫ُ‬ ‫الرﺳول ( ص ) ﺷخص ًا إلﻰ ﻗريﺶ‬ ‫ُ‬ ‫بعﺚ‬
‫‪َ .٣‬‬
‫القتال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫لتوﻗيﻊ معاهدة ﺻلح معهﻢ‪ ،‬إذا ترﻛوا‬ ‫ِ‬ ‫مستعد‬
‫ٌ‬ ‫ﻷدا ِء العمر ِة وهو‬
‫للتﻔاهﻢ‬
‫ِ‬ ‫أرﺳﻞ ﻋﺜمان بﻦ ﻋﻔان (ﺭﺽ)‬ ‫يعارﺿوا الدﻋو َة اإلﺳﻼمية‪ ،‬ﺛﻢ َ‬ ‫ُ‬ ‫ولﻢ‬
‫لعملهﻢ السيﺊ هﺬا‪.‬‬ ‫معهﻢ ﻓحبسوﻩ ﻓتﺄ ﱠذى الرﺳول ( ص ) وأﺻحابﻪ ِ‬
‫ُ‬
‫الرﺳول وأﺻحاب ُﻪ للقتالِ دﻓاﻋ ًا ﻋﻦ اإلﺳﻼ ِم‪َ ،‬ﻓ َع ِل َﻢ المﺸرﻛونَ بقو ِة‬ ‫‪ .4‬اﺳتعدﱠ‬
‫الطرﻓيﻦ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بيﻦ‬
‫المسلميﻦ ﻓواﻓقوا ﻋلﻰ الصلح‪.‬وﻛتابة معاهدة َ‬‫َ‬
‫اﻟﺼﻠﺢ‬
‫ِ‬ ‫ﻧﺺ ﻣﻌﺎﻫﺪة‬
‫ُ‬
‫الصلح‪ ،‬دﻋا الرﺳول ( ص ) ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ‬
‫ِ‬ ‫واﻓﻖ المﺸرﻛونَ ﻋلﻰ‬
‫بعد أن َ‬ ‫َ‬
‫ﱠﻔﻖ‬
‫)يﻜتﺐ‪ ،‬وات َ‬
‫ُ‬ ‫وﻋلي (ﻉ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) ُيملي‬ ‫(ﻉ) لﻜتاب ِة الوﺛيق ِة‪ ،‬وﻛان‬
‫‪٣4‬‬
‫ِ‬
‫الطرﻓان ﻋلﻰ ما يﺄتي‪:‬‬
‫ﺳنوات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻋﺸر‬
‫الحرب بينهما َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الطرﻓان‬ ‫‪ْ .1‬أن َ‬
‫يترك‬
‫يتعرض‬
‫ُ‬ ‫العرب مﻊ الرﺳولِ أو مﻊ ﻗريﺶ ﻓﻼ‬ ‫ِ‬ ‫ﻗبائﻞ‬
‫ِ‬ ‫يتحالف مﻦ‬
‫َ‬ ‫‪َ .2‬مﻦ أرا َد أن‬
‫أﺣد‪.‬‬
‫لﻪ ٌ‬
‫ﲔ يردوﻧﻪ إليهﻢ‪.‬‬ ‫ﲔ إلﻰ املسلم َ‬ ‫‪ .٣‬مﻦ التﺠﺄ مﻦ املﺸرﻛ َ‬
‫‪ .4‬مﻦ التﺠﺄ مﻦ املسلمﲔ إلﻰ املﺸرﻛﲔ ﻻ يردوﻧﻪ إليهﻢ‪.‬‬
‫ﲔ‪ ،‬وﻻ‬
‫‪ْ .٥‬أن يﻜونَ اإلﺳﻼم ﻇاهر ًا ﻓي مﻜة ﻻ يﺆذي املﺸرﻛونَ أﺣد ًا مﻦ املسلم َ‬
‫ﳝنعونَ َمﻦ َ‬
‫دﺧﻞ ﻓي اإلﺳﻼ ِم ‪.‬‬
‫يرجﻊ املسلمونَ ﻓي هﺬا العا ِم‪ ،‬ويﺄتوا ﻓي العا ِم القاد ِم ﻷداء العمرة‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ْ .٦‬أن‬
‫ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺼﻠﺢ ‪:‬‬
‫ﺣقﻦ ﺻلح اﳊديبة دماء املسلمﲔ ‪.‬‬‫‪َ -1‬‬
‫ﲔ إذ َ‬
‫دﺧﻞ ﻓي اإلﺳﻼ ِم الﻜﺜيرونَ وﻗوي‬ ‫ﺣقﻖ هﺬا الصلح ﻧصر ًا للمسلم َ‬
‫‪َ -2‬‬
‫القبائﻞ مﻊ الرﺳولِ ( ص )‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بعﺾ‬
‫وﲢالﻔﺖ ُ‬
‫ْ‬ ‫املسلمونَ ﻓي مﻜة‪،‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ﺳنة وﻗﻊ؟‬ ‫أي ٍ‬ ‫ﺻلح اﳊديبي ِة ؟ وﻓي ِّ‬ ‫‪ - 1‬ما ُ‬
‫ﺻلح اﳊديبي ِة بهﺬا اﻻﺳﻢ؟‬ ‫‪ - 2‬ملاذا ُﺳ ّمي ُ‬
‫ذهﺐ املسلمونَ إلﻰ اﳊديبي ِة؟‬ ‫‪ - ٣‬ملاذا َ‬
‫ﲔ؟‬
‫‪ - 4‬ﻛﻢ ﻛان ﻋد ُد املسلم َ‬
‫ﺣدﺛﺖ ﻓي الوادي؟‬
‫ْ‬ ‫‪ - ٥‬ما معﺠﺰ ُة ِّ‬
‫النبي ( ص ) التي‬
‫اﻗترب ِمﻦ مﻜة؟‬
‫َ‬ ‫النبي ( ص ) ﻋندما‬
‫‪ - ٦‬ما الﺬي ﻓعلﻪ ّ‬
‫الصلح ؟‬
‫ِ‬ ‫‪ - ٧‬ملاذا واﻓﻖ املﺸرﻛونَ ﻋلﻰ‬
‫الصلح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ - ٨‬ﻋدّ د بنود معاهدة‬
‫اﻧتﻔﻊ املسلمون بهﺬا الصلح ؟ وﺿح ذلﻚ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ - 9‬هﻞ‬
‫‪٣٥‬‬
‫ُ‬
‫ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺧﻴﺒﺮ‬
‫ﻋرﻓنا ّأن أﻋدا َء الدولة ِاإلﺳﻼم ّي ِة ﻓي المدين ِة المنور ِة هﻢ المﺸرﻛونَ‬
‫والمناﻓقونَ واليهود‪.‬وﻛانَ اليهو ُد يتﺂمرونَ ﻋلﻰ الرﺳولِ ( ص ) وﻋلﻰ‬
‫المسلميﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫والمناﻓقيﻦ ﺿد‬
‫َ‬ ‫المﺸرﻛيﻦ‬
‫َ‬ ‫المسلميﻦ ويتعاوﻧونَ مﻊ‬
‫َ‬
‫ﺿخﻢ مﻦ‬
‫ٌ‬ ‫ﺣصﻦ (ﺳور)‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ويحيﻂ بها‬ ‫ﻛاﻧﺖ لليهو ِد ﻗري ٌة ﻗوي ٌة وﻏن ّي ٌة‬
‫المقاتليﻦ اليهود يهدّ دونَ‬
‫َ‬ ‫الحﺠر لحمايتها‪ ..‬وﻓيها ﻗو ٌة ﻋسﻜري ٌة ﻛبير ٌة مﻦ‬ ‫ِ‬
‫وتقﻊ بﺠوا ِر المدين ِة‬
‫المسلميﻦ بصورةٍ مستمرةٍ ‪ ...‬اﺳﻢ هﺬﻩ القرية (ﺧيبر) ُ‬
‫َ‬
‫جبلية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫منطقة‬
‫ٍ‬ ‫المنور ِة ﻓي‬
‫بخطر اليهو ِد ﻋلﻰ اإلﺳﻼ ِم‪َ ..‬‬
‫ﻓقرر أن يحمي اإلﺳﻼ َم‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‬ ‫ﺷعر‬
‫َ‬
‫والمﺠاهديﻦ‬
‫َ‬ ‫المسلميﻦ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص )‬ ‫جمﻊ‬
‫َ‬ ‫الخطر‪...‬‬
‫ِ‬ ‫والمدين َة مﻦ هﺬا‬
‫ُ‬
‫الرﺳول‬ ‫وبعد الوﺻولِ اليها ﻃوﻗها المسلمونَ ‪ ..‬ﺛﻢ أمر‬
‫وتحرك ﻧحو ﺧيبر‪َ ..‬‬
‫الحصﻦ ﻓلﻢ يستطيعوا‬
‫ِ‬ ‫بعﺾ الصحاب ِة أن يقو َد المعرﻛ ِة‪ ..‬ﻓتوجهوا ﻧحو‬
‫(ص) َ‬
‫اﻗتحامها‪ ..‬ﻓرجعوا الﻰ رﺳولِ اﷲ ( ص )‪.‬‬
‫حﺐ اﷲ ورﺳو َل ُﻪ‪ ،‬و ُيح ﱡب ُﻪ‬ ‫ﻷﻋطيﻦ الراي َة ﻏد ًا رج ً‬
‫ﻼ ُي ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﻓقال الرﺳول ( ص ) ‪(( :‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بﻔرار ))‪.‬‬
‫ليﺲ ٍ‬ ‫ﻛرار َ‬ ‫اﷲ ورﺳو ُل ُﻪ‪ُ ،‬‬
‫يﻔتح اﷲ ﻋلﻰ يديﻪ ﱠ‬
‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) الراي َة لعلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ) ليقو َد املعرﻛةَ‪ ،‬وﻗال لﻪ‪:‬‬ ‫ﻓﺄﻋطﻰ‬
‫ﻓامﺾ بها َﺣ ّتﻰ ُيﻔ َت َح ﻋليﻚ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫(ﺧﺬ هﺬﻩ الرايةَ‪،‬‬
‫تسلﻢ ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ) الراي َة وﻗا َد ﻋدد ًا مﻦ املسلم َ‬
‫ﲔ ﻓاﻗتحﻢ ﺣصونَ‬ ‫َ‬
‫جيﺶ اليهو ِد‪ ،‬وﻋا َد هو ومﻦ معﻪ مﻦ‬
‫َ‬ ‫وﻓرق‬
‫ﺧيبر‪ ،‬واﻗتلﻊ باب ﺣصﻦ ﺧيبر ّ‬
‫املﺠاهديﻦ إلﻰ رﺳولِ اﷲ ( ص )‪ .‬وﻗد َ‬
‫ﲢقﻖ النصر لﻺﺳﻼم‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪٣٦‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫تقﻊ ؟‬
‫وأيﻦ ُ‬
‫ﺧيبر ؟ و َمﻦ ﺳﻜنها ؟ َ‬
‫ُ‬ ‫‪ - 1‬ما‬
‫النبي ( ص ) بﺸﺄن ﺧيبر؟ وملاذا ؟‬
‫ﻗرر ّ‬ ‫‪ - 2‬ماذا َ‬
‫ﲤﻜﻦ املسلمونَ مباﺷرة مﻦ اﻗتحام ﺧيبر واﻻﻧتصار ﻋلﻰ اليهود؟‬ ‫‪ - ٣‬هﻞ ّ‬
‫‪ - 4‬ماذا ﻗال النبي ( ص ) بعدما َ‬
‫ﻓﺸﻞ املسلمونَ ﻓي اﻗتحام ﺣصﻦ ﺧيبر؟‬
‫لﻔتح ﺧيبر؟ وماذا َ‬
‫ﻗال لﻪ ؟‬ ‫النبي ( ص ) الراي َة ِ‬
‫‪ - ٥‬ملﻦ أﻋطﻰ ّ‬
‫وﺿح ذلﻚ‪.‬‬
‫واﻗتحﻢ اﳊصﻦ ؟ ّ‬
‫َ‬ ‫‪ - ٦‬هﻞ اﻧتصر القائد ﻓي معرﻛة ﺧيبر‬

‫‪٣٧‬‬
‫ﻓﺘــﺢ ﻣﻜــــﺔ‬
‫‪ .1‬ﻋرﻓنا ﻓي الدروس الماﺿية أن ﻗوة المﺸرﻛيﻦ ـ ﻗريﺶ وﺣلﻔائها ـ ﻛاﻧﺖ‬
‫المسلميﻦ ويتﺂمرونَ ﻋلﻰ‬
‫َ‬ ‫الﺠيوش ويهاجمونَ‬ ‫َ‬ ‫ﻓي مﻜة‪ ،‬وﻛاﻧوا ينﻈمون‬
‫وبعد ﺻلح‬ ‫َ‬ ‫اإلﺳﻼ ِم بعد ما أﺧرجوا الرﺳول ( ص ) وأﺻحابﻪ مﻦ مﻜة‪..‬‬
‫وﻗوي المسلمونَ ﻓي مناﻃﻖ الﺠﺰيرة‬ ‫ّ‬ ‫الحديبي ِة اﻧتﺸر اإلﺳﻼم ﻓي مﻜةَ‪،‬‬
‫العربية‪..‬‬
‫ﻗريﺶ ﻋلﻰ ﻗبيل ِة ﺧﺰاﻋ ِة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ﻓاﻋتدت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) مﻊ ﻗبيل ِة ﺧﺰاﻋ ِة‪،‬‬ ‫تحالف‬
‫َ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﺻلح الحديبي ِة‪ ،‬ﻓخالﻔﺖ العهد الﺬي بينها َ‬
‫وبيﻦ الرﺳولِ‬ ‫ﺳنتيﻦ مﻦ ِ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫مقاتﻞ‬
‫ٍ‬ ‫مﻜوﻧ ًا مﻦ ﻋﺸرة آﻻف‬ ‫الرﺳول ( ص ) جيﺸ ًا مﻦ أﺻحابﻪ ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫( ص ) ﻓﺄﻋدﱠ‬
‫ﺷهر رمﻀانَ ليحررها مﻦ‬ ‫وتوجﻪ إلﻰ مﻜ َة ﻓي السن ِة الﺜامن ِة للهﺠرة ﻓي ِ‬
‫ِ‬
‫والﺸرك والﻔسا ِد‪.‬‬ ‫الﻈلﻢ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اﻷوﺛان‪ ،‬ويقﻀي ﻋلﻰ‬ ‫ﻋباد ِة‬
‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) ْأن يﺸعلوا النيرانَ‬ ‫المسلميﻦ ﺣول مﻜة ﻓﺄمرهﻢ‬
‫َ‬ ‫جيﺶ‬ ‫ﻧﺰل ُ‬ ‫‪َ .٣‬‬
‫ﻗتال‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﺈن‬ ‫المﺸرﻛيﻦ وليستسلموا مﻦ ﻏير ٍ‬
‫َ‬ ‫ﻧﻔوس‬
‫ِ‬ ‫ﻼ إلدﺧالِ الرﻋﺐ ﻓي‬
‫لي ً‬
‫يريد ﻗتا ًﻻ ﻓي مﻜةَ‪.‬‬
‫الرﺳول ( ص ) ﻻ ُ‬
‫المسلميﻦ ﺳيطر ﻋليﻪ الخوف‬
‫ِ‬ ‫المﺸرﻛيﻦ ﻗو َة‬
‫َ‬ ‫‪ .4‬لما رأى أبو ﺳﻔيان زﻋيﻢ‬
‫يتوﺳ َﻂ لﻪ ويطلﺐ لﻪ العﻔو ﻓﺄمرﻩ‬
‫ّ‬ ‫النبي (ص) ْأن‬ ‫ّ‬ ‫العباس ﻋﻢ‬
‫ِ‬ ‫وﻃلﺐ مﻦ‬
‫َ‬
‫لطلﺐ العباس‬
‫ِ‬ ‫يﺸهد الﺸهادتيﻦ‪ ..‬ﻓاﺳتﺠاب أبو ﺳﻔيان‬
‫َ‬ ‫العباس ْأن‬
‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص )‪.‬‬ ‫وأﺳلﻢ‪ ،‬ﻓعﻔا ﻋنﻪ‬
‫َ‬
‫يﺄﺧﺬ الراي َة وينادي‪:‬‬ ‫رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ) أن‬ ‫ُ‬ ‫‪ .٥‬أمر‬
‫جيﺶ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫دﺧﻞ‬ ‫الحرمة))‪ ..‬وهﻜﺬا‬‫((اليو ُم يو ُم المرﺣم ِة‪ ،‬اليو ُم تحمﻰ ُ‬
‫ﻗتال‪.‬‬
‫ﻏير ٍ‬
‫المسلميﻦ الﻰ مﻜة ﻓاتح ًا منتصر ًا مﻦ ِ‬
‫َ‬
‫‪٣٨‬‬
‫الناس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بباب الﻜعب ِة وﺧطﺐ ﻓي‬
‫وﻗف ِ‬‫‪ .٦‬وﻋندما دﺧﻞ رﺳول اﷲ ( ص ) مﻜة َ‬
‫ﻋبدﻩ‪،‬‬ ‫وﻗال ﻓي ﺧطابﻪ الخالد‪َ (( :‬ﻻ إلﻪ ﱠإﻻ اﷲ وﺣدﻩ ‪ ،‬أﻧﺠﺰ َ‬
‫وﻋدﻩ‪ ،‬و َﻧصر َ‬
‫ﻛاﻧﺖ ﻓي الﻜعب ِة‪ ،‬وأمر بﻼل‬
‫ْ‬ ‫وﺣطﻢ اﻷﺻنام التي‬
‫َ‬ ‫اﻷﺣﺰاب وﺣدﻩ))‬
‫َ‬ ‫وهﺰ َم‬
‫ﺳطح الﻜعب ِة ويﺆذن‪ ..‬ﻓصعد بﻼل وأذن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يصعد ﻋلﻰ‬
‫َ‬ ‫الحبﺸي أن‬
‫ّ‬ ‫بﻦ رباح‬
‫(ص‬ ‫والتســـــامح ﻓقد ﻋﻔا الرﺳـــــول‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الرﺳــــول ( ص ) يعلمنا العﻔو‬ ‫‪ .٧‬إن‬
‫أهﻞ مﻜة‪ ،‬ولﻢ يعاﻗبهﻢ ﻋلﻰ محارب ِتهﻢ لﻪ وﻷﺻحاب ِﻪ َ‬
‫وﻗال لهﻢ‪:‬‬ ‫) ﻋﻦ ِ‬
‫((اذهبوا ﻓﺄﻧتﻢ الطلقاء))‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫قر املﺸرﻛﲔ ؟‬
‫أيﻦ ﻛانَ َم ُ‬
‫‪َ -1‬‬
‫ﻗبﻞ ﻧهاي ِة مدتﻪ؟‬
‫ﺻلح اﳊديبي ِة َ‬
‫‪ - 2‬ملاذا اﻧتهﻰ ُ‬
‫للصلح ؟‬
‫ِ‬ ‫ﲔ‬
‫بعد اﻧتهاك املﺸرﻛ َ‬ ‫‪ - ٣‬ماذا َ‬
‫ﻓعﻞ املسلمونَ َ‬
‫ﻓتح مﻜةَ؟‬
‫ﻋند ِ‬
‫ﲔ َ‬
‫‪ - 4‬ﻛﻢ ﻛانَ ﻋد ُد املسلم َ‬
‫النبي ( ص ) ْأن يﻔعلوا؟‬ ‫أيﻦ َ‬
‫ﻧﺰل املسلمونَ وماذا أمرهﻢ ّ‬ ‫‪َ -٥‬‬
‫توجﻪ الرﺳول ( ص ) ليحرر مﻜة مﻦ ﻋبادة اﻻوﺛان؟‬
‫هﺠرية ّ‬
‫ٍ‬ ‫ﺳنة‬
‫أي ٍ‬
‫‪ - ٦‬ﻓي ِّ‬
‫ُ‬
‫يقول؟‬ ‫النبي ( ص ) بحمﻞ الراي ِة ؟ وماذا ﻛانَ‬
‫‪ - ٧‬مﻦ الﺬي أمرﻩ ّ‬
‫ﻋندما َ‬
‫دﺧﻞ مﻜة ‪.‬‬ ‫النبي ( ص ) َ‬
‫ﻓعﻞ ّ‬ ‫‪ - ٨‬ماذا َ‬

‫‪٣9‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔِ‬
‫ّ‬ ‫اﻵداب‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪/‬‬
‫آﻓﺎت اﻟﻠﺴﺎن‬
‫ﺳاﻋة‪ ،‬ﻓقد‬ ‫ٍ‬ ‫بنصف‬‫ِ‬ ‫الﻈهر‬
‫ِ‬ ‫أﺣمد يو َم الﺠمع ِة َ‬
‫ﻗبﻞ‬ ‫َ‬ ‫ذهﺐ ﺳعيد إلﻰ ﺻديق ِﻪ‬ ‫َ‬
‫بعد‬
‫وأن ﻻ يتخلﻔا ﻋنها أبد ًا َ‬ ‫ِ‬
‫المسﺠد‪ْ ،‬‬ ‫اتﻔقا ﻋلﻰ أن يﺆ ِّديا ﺻﻼ َة الﺠمع ِة ﻓي‬
‫معلﻢ التربي ِة اإلﺳﻼم ّي ِة أهمي َة هﺬﻩ الصﻼ ِة وأجرها الﻜبير َ‬
‫ﻋند‬ ‫ﺷرح لهما ُ‬ ‫أن َ‬
‫اﷲ تعالﻰ‪.‬‬
‫اﻵداب اإلﺳﻼم ّيةُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫واﺣترام ﻛما تقتﻀي‬ ‫ٍ‬ ‫أﺣمد ﺻديقَﻪ بحﻔاوةٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اﺳتقبﻞ‬
‫بحديﺚ اﻷﺳتا ِذ ﻓي الليل ِة الماﺿي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وبادرﻩ‬
‫وﺣيﻦ ﺳمعتﻪ‬ ‫َ‬ ‫السﺐ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫أمﺲ َﻋﻦ النهي َﻋﻦ‬ ‫ﺣديﺚ اﻷﺳتا ِذ ِ‬ ‫ُ‬ ‫أﺣمد‪ :‬ﻛانَ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗال‬ ‫َ‬
‫لﺸيوع هﺬا المرض ﻓي مﺠتمعنا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تﺄلمﺖ ﻛﺜير ًا‬ ‫ُ‬
‫رجﻞ رﺳـــول اﷲ‬ ‫ﺳﺄل ٌ‬ ‫آﻓات ﻛﺜيرةٍ ‪ ،‬وﻗد َ‬ ‫ِ‬
‫للســـان ٍ‬ ‫ﻗال اﻷﺳــتا ُذ‪ :‬يا ولدي ّإن‬ ‫َ‬
‫الناس ﻋلﻰ‬ ‫َ‬ ‫ﻛﺐ‬‫ﻓﺄجاب‪ :‬وهﻞ ّ‬ ‫َ‬ ‫( ص )‪ ،‬هﻞ يﺆاﺧﺬﻧا اﷲ ﻋلﻰ ما ﻧقول ُﻪ بﺄلسن ِتنا؟‬
‫وجو ِههﻢ ﻓي جهنﻢ إ ﱠﻻ ﺣصائد ألسن ِتهﻢ؟ ﻓاللسانُ يا ولدي يقو ُد أﻧاﺳ ًا إلﻰ‬
‫الخير‪ ،‬ويقو ُد أﻧاﺳ ًا آﺧريﻦ‬ ‫ِ‬ ‫الﺠن ِة‪ ،‬ﻷﻧّهﻢ ﺣﻔﻈوﻩ مﻦ السو ِء‪ ،‬واﺳتعملوﻩ ﻓي‬
‫ذلﻚ‬ ‫إلﻰ النارِ‪ ،‬ﻷﻧّهﻢ اﺳتعملوﻩ ﻓي السو ِء الﺬي ﻻ يرﺿي اﷲ تعالﻰ‪ ،‬ومﻦ َ‬
‫المﺆمﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﺳباب‬
‫ُ‬ ‫بالﻔسوق‪ ،‬ﻓقال‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫وﺻف رﺳول اﷲ ( ص ) ﻓاﻋلﻪ‬ ‫َ‬ ‫السﺐ الﺬي‬ ‫ّ‬
‫ﻛﻔر‪.‬‬‫ﻓسوق‪ ،‬وﻗتا ُل ُﻪ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫المﺆمﻦ‪ ،‬أيﺠوز ﺳ ﱡب ُﻪ؟‬ ‫ِ‬ ‫ﻏير‬
‫ﻓسﺄلﺖ اﻷﺳتاذَ‪ :‬وماذا ﻋﻦ ِ‬ ‫ُ‬ ‫أﺣمد‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫وأﻓواهنا مﻦ السو ِء‪ ،‬وﻧﺠ ّن ُﺐ أﻧﻔُسنا‬ ‫َ‬ ‫أجاب اﻷﺳتا ُذ‪ :‬ﻋلينا ْأن ّ‬
‫ﻧطه َر ألس َنتنا‬ ‫َ‬
‫يعلﻢ ماذا‬
‫الﻔاﺳﻖ ﺳيس ّبﻚ‪ ،‬واﷲ تعالﻰ وﺣدﻩ الﺬي ُ‬ ‫َ‬ ‫تسﺐ‬
‫ﱡ‬ ‫ﻓحيﻦ‬
‫َ‬ ‫السﺐ‪،‬‬ ‫ﱠ‬
‫المسلﻢ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫المﺠتمﻊ‬
‫ِ‬ ‫بيﻦ أﻓرا ِد‬ ‫وﺳتﺸيﻊ العداو ُة والخصوم ُة َ‬ ‫ُ‬ ‫بعد ِ‬
‫ذلﻚ‪،‬‬ ‫يﺠري َ‬
‫ﺳﺐ آلهة‬ ‫الﻜريﻢ ﻋﻦ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫بيﻦ أﻓراد ِﻩ البﻐﻀاء‪ ،‬وﻗد ﻧهاﻧا اﷲ تعالﻰ ﻓي ﻛتاب ِﻪ‬ ‫وتوﻗﻊ َ‬
‫‪ 40‬المﺸرﻛيﻦ‪.‬‬
‫المﺸرﻛيﻦ وهي‬
‫َ‬ ‫ﺳﺐ آله ِة‬
‫أﺣمد‪ :‬ﻓسﺄلتﻪ متعﺠب ًا ‪ :‬اﷲ ينهاﻧا ﻋﻦ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫ﷲ‪.‬‬‫دون ا ِ‬
‫تنﻔﻊ؟ إﻧّهﻢ يعبدو َﻧها مﻦ ِ‬
‫تﻀر وﻻ ُ‬ ‫ﺣﺠار ٌة ﻻ ُ‬
‫ذلﻚ‪َ ،‬‬
‫ﻓقال ﺳبحاﻧﻪ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﻓقال اﻷﺳتا ُذ‪ :‬ﻧعﻢ يا ولدي‪ ،‬لقد ﻧهاﻧا ر ُبنا ﻋﻦ َ‬
‫ﱫ | } ~ ﮯ ¡ ‪ ¹ ©¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢‬ﱪ‬
‫اﻷﻧعام‬
‫السبﺐ ﻓي ِ‬
‫ذلﻚ‪،‬‬ ‫اﷲ ر َبنا الﻜريﻢ‪ ،‬ﻓنﻜونُ‬ ‫ﻧسﺐ آله َتهﻢ ﺳيسبون َ‬ ‫ﻓحيﻦ ﱡ‬
‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬
‫إﻧّهﻢ جاهلونَ ﻇالمونَ ﻻ يحﻔﻈونَ لﺸيءٍ ﺣرمة وﻻ ﻗداﺳة‪.‬‬
‫تعﺠﺐ‪ ،‬لقد‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫بالمﺰيد‪ ،‬ﻓﻼ‬ ‫واﺻﻞ اﻷﺳتا ُذ ﻛﻼمﻪ ﻗائﻼً‪ :‬ﺳﺄﺧبرك يا ولدي‬ ‫َ‬
‫ﺳﺐ والدينا‪.‬‬ ‫ﻧهاﻧا رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋﻦ ِّ‬
‫أﺣد والديﻪ؟‬ ‫يسﺐ ٌ‬ ‫أﺣمد‪ :‬وهﻞ ﱡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ (‬ ‫أﺳمﻊ الحديﺚ الﺸريف‪َ ،‬‬
‫ﻗال‬ ‫ِ‬ ‫ﻗال اﻷﺳتا ُذ‪ :‬ﻻ تعﺠﻞْ يا ولدي‪،‬‬ ‫َ‬
‫يسﺐ والدي ِﻪ؟‬‫وﻛيف ﱡ‬ ‫َ‬ ‫الرجﻞ والدي ِﻪ‪ ،‬ﻗيﻞ‪:‬‬
‫َ‬ ‫يسﺐ‬
‫الﻜبائر ْأن ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫أﻛبر‬
‫ص )‪( :‬مﻦ ِ‬
‫ﺣيﻦ‬
‫أي َ‬ ‫أﻓهمﺖ يا ولدي‪ّ ،‬‬‫َ‬ ‫ﻓيسﺐ أباﻩ وأمﻪ)‪،‬‬ ‫ﱡ‬ ‫الرجﻞ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫الرجﻞ أبا‬ ‫يسﺐ‬
‫ﻗال‪ :‬ﱡ‬
‫السبﺐ ﻓي ذلﻚ‪ ،‬ﻛما ﻛان الﺬي‬ ‫َ‬ ‫ﺳيسﺐ والدينا‪ ،‬ﻓنﻜونُ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﻧسﺐ أﺣد ًا ﻓﺈﻧﻪ‬ ‫ﱡ‬
‫يسﺐ آلهة المﺸرﻛيﻦ ﺳبب ًا ﻓي ﺳ ّبهﻢ ر َبنا الﻜريﻢ ﺳبحاﻧﻪ‪ّ ،‬إن ﻋلينا ْأن َ‬
‫ﻧقول‬ ‫ﱡ‬
‫الناس لوالدينا بالرﺣم ِة وﻻ يس ّبوهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫والمعروف ليدﻋو‬ ‫الخير‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وﻧﻔعﻞ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ذهﺐ إلﻰ ﺻديق ِﻪ‪ ،‬وﻓي أي يوم؟ وﻋلﻰ ماذا أتﻔقا؟‬
‫‪َ -1‬م ْﻦ َ‬
‫‪ -2‬ما آﻓات اللسان؟ وماذا ﻗال رﺳول اﷲ ( ص ) للسائﻞ؟‬
‫ﺳﺐ ألهة املﺸرﻛﲔ؟ وملاذا؟‬
‫‪ -٣‬هﻞ يﺠوز لنا ّ‬
‫يسﺐ الرجﻞ والديﻪ ‪،.....‬‬
‫ﱠ‬ ‫‪ -4‬ﻗال رﺳول اﷲ ( ص ) ‪( :‬مﻦ أﻛبر الﻜبائر أن‬
‫أﻛمﻞ الحديﺚ الﺸريف وب ّيﻦ اﻷﺧﻼق الواجبة للتعامﻞ مﻊ الوالديﻦ وﻋدم‬
‫‪41‬‬ ‫جلﺐ اﻷذى لهﻢ‪.‬‬
‫اﻟﻜﺮﻳﻢ‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺪرس اﻷول‪ِ :‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮآنِ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪/‬‬
‫ِ‬
‫ﺳﻮرة اﻟﺮﺣﻤﻦ‬ ‫ﻣﻦ‬
‫آﻳﺎت اﻟﺤﻔﻆ ‪٩-١‬‬
‫!"‪#‬‬

‫ﱫ‪QP O NMLKJIHG‬‬
‫‪[ Z YX W V U T S R‬‬
‫\ ]^ _ ` ‪g f e dcb a‬‬
‫‪rq p o n mlkjih‬‬
‫‪} | { z y x w v u ts‬‬
‫‪‬‬ ‫~ﱪ‬
‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬

‫معناها‬ ‫الﻜلمــة‬
‫النطﻖ والﻜﻼ َم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻋ ﱠلﻢ اإلﻧسانَ‬ ‫ﻋ ﱠلم ُﻪ البيانَ‬
‫ﻼ بحساب زمني محدد‪.‬‬ ‫ﻋم ً‬ ‫بح ًِ‬
‫سبان‬ ‫ُ‬
‫اﳊﻖ والعدل‪.‬‬
‫ﻻ تتﺠاوزوا َ‬ ‫ِ‬
‫امليﺰان‬ ‫أ ﱠﻻ تطﻐوا ﻓي‬
‫بالعدل‪.‬‬ ‫بالقسﻂِ‬
‫ﻻتنقصوا مﻦ وزن اﻷﺷياء‪.‬‬ ‫وﻻ تخسروا امليﺰانَ‬

‫‪42‬‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمــة‬
‫للناس‪ ،‬ولﻜﻞ ﺷيء ﻓيﻪ روح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ل َ‬
‫ﻸﻧا ِم‬
‫ذات‬ ‫ُ‬
‫والنخﻞ ُ‬
‫النخيﻞ ُيحيﻂ ب ِﻪ‬
‫ِ‬ ‫ذات اﻷﻏطية‪ ،‬واملعنﻰ ّأن َ‬
‫ﻃلﻊ‬ ‫ُ‬
‫ويخرج منﻪ ﺛﻢ يصير ﺛمرا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الﻐﻼف ﻓيﺸقﻪ‬ ‫اﻷﻛما ِم‬
‫تخرج مﻦ اﳊب ِة‪ ..‬مﺜﻞ ﺣبة‬
‫ُ‬ ‫الﺰرع التي‬
‫ِ‬ ‫أوراق‬ ‫العصف‬
‫والﺸعير‪.‬‬
‫ِ‬ ‫القمح‬
‫ِ‬
‫ﻃيﺐ الرائح ِة‪.‬‬
‫ﻧبات ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الريحانُ‬
‫َ‬
‫ِﻧ َعﻢ ربﻜما‪.‬‬ ‫آﻻ ِء ُ‬
‫ربﻜما‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫الناس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تﺬﻛرﻧا برﺣم ِة اﷲ وﻗدرت ِﻪ‪ ،‬وﻧعم ِﻪ الﻜﺜير ِة ﻋلﻰ‬
‫ُ‬ ‫الرﺣمﻦ‬
‫ِ‬ ‫ّإن ﺳور َة‬
‫ﻓهي تعلمنا‪:‬‬
‫‪ .1‬ﱫ ‪ Q P O N M L K J I H G‬ﱪ َأ ّن‬
‫النطﻖ والﻜﻼ َم‬
‫َ‬ ‫ﺧلﻖ اﻻﻧسانَ برﺣمتﻪ‪ ،‬وﻋ ّلمﻪ‬‫الرﺣيﻢ الﺬي َ‬ ‫الرﺣمﻦ‬ ‫َ‬
‫اﷲ هو‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ﻓعلمﻪ‬‫ّ‬ ‫المخلوﻗات‪ ،‬وﻋ ّلﻢ ّ‬
‫النبي محمد ًا ( ص ) القرآنَ‬ ‫ِ‬ ‫ﺳائر‬
‫ِ‬ ‫تمييﺰ ِا لﻪ مﻦ‬
‫للناس‪.‬‬
‫ِ‬
‫الﺸمﺲ‬
‫ِ‬ ‫دﻻئﻞ ﻗدرة اﷲ وﻋﻈمت ِﻪ َ‬
‫ﺧلﻖ‬ ‫ِ‬ ‫‪ .2‬ﱫ‪UTSR‬ﱪأن مﻦ‬
‫وﻻينقﺺ‪ ،‬وﻓيهما النو ُر‬
‫ُ‬ ‫يﺰيد‬
‫محدود‪ ،‬ﻻ ُ‬
‫ٍ‬ ‫بﺰمﻦ‬
‫والقمر وﺣرﻛتهما اﶈسوبة ٍ‬ ‫ِ‬
‫اﻷرض‪،‬‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ولتﺠمدت‬ ‫دائﻢ‬
‫ﻇﻼم ٍ‬‫اﻷرض ﻓي ٍ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫لعاﺷﺖ‬ ‫الﺸمﺲ‬
‫ُ‬ ‫والﻀيا ُء ولوﻻ‬
‫اﻷرض ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫والنبات أن يعيﺸوا ﻋلﻰ‬
‫ُ‬ ‫اﺳتطاع اإلﻧسانُ واﳊيوانُ‬
‫َ‬ ‫وملا‬
‫يوﺿ ُح لنا أن ﱠ‬
‫ﻛﻞ ﺷيءٍ ﻓي‬ ‫‪ .٣‬ﱫ ‪ YX W V‬ﱪ إن القرآنَ الﻜر َﱘ ّ‬
‫ُ‬
‫ﻧعرف‬ ‫يخﻀﻊ لعﻈم ِة ا ِ‬
‫ﷲ‪ ،‬ومنها النﺠو ُم واﻷﺷﺠا ُر ولﻜ ّننا ﻻ‬ ‫ُ‬ ‫أي‬
‫يسﺠد ﷲ ّ‬
‫ُ‬ ‫العالﻢ‬
‫ِ‬ ‫هﺬا‬
‫‪4٣‬‬ ‫ﻧسﺠد ﷲ‪ ،‬وﻧصلي ﺷﻜر ًا لﻪ وﻃاﻋة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫املخلوﻗات‪ ...‬وﻋلينا أن‬ ‫ﺳﺠو َد هﺬﻩ‬
‫رﻓﻊ‬ ‫ﷲ ﺳبحاﻧ ِﻪ أﻧّﻪ َ‬‫‪ .4‬ﱫ ‪ ^ ] \ [ Z‬ﱪ و ِمﻦ ﻗدر ِة ا ِ‬
‫ﻧقيﺲ وﻧﺰنُ بﻪ اﻷﺷيا َء‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اﻻرض مقياﺳ ًا‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وجعﻞ امليﺰانَ ﻓي‬ ‫السما َء ﻋاليةً‪،‬‬
‫وﺣر َم‬ ‫ِ‬
‫املوزوﻧات وﺷرائها‪ّ ،‬‬ ‫إﻧسان ﺣ ّق ُﻪ بالعدلِ ﻓي ِ‬
‫بيﻊ‬ ‫ٍ‬ ‫يﺄﺧﺬ ﱡ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫وأمرﻧا ْأن َ‬
‫البائﻊ‬
‫ُ‬ ‫البيﻊ والﺸرا ِء‪ْ ،‬‬
‫وأن ﻻ يتﺠاو َز‬ ‫ﻋند ِ‬ ‫وزن اﻷﺷيا ِء َ‬ ‫ينقﺺ أﺣد مﻦ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْأن‬
‫بعﺾ ﻓي ِ‬
‫وزن اﻷﺷيا ِء‪.‬‬ ‫واملﺸتري بعﻀهﻢ ﻋلﻰ ٍ‬
‫‪ .٥‬ﱫ _ ` ‪i h g f e d c b a‬‬
‫باﳊﻖ والعدلِ ‪ ،‬مﺜلما ﻧﺰن‬ ‫ِ‬ ‫‪ j‬ﱪ وﻋلينا ْأن َ‬
‫ﳒعﻞ أﻋما َلنا وأﻗوا َلنا موزوﻧ ًة‬
‫ﻧﻀر أﺣداً‪.‬‬ ‫ﻧﻈلﻢ أﺣد ًا وﻻ ﱡ‬ ‫ِ‬
‫امليﺰان‪ ،‬ﻓﻼ ُ‬ ‫اﻷﺷيا َء ﻓي‬
‫ُ‬
‫وﺿﻊ‬ ‫رﻓﻊ اﷲ السما َء وجعلها ﻋاليةً‪َ ،‬‬ ‫‪ .٦‬ﱫ ‪m l k‬ﱪ ومﺜلما َ‬
‫ﻛﻞ ﺷيء ﻓيها‪..‬‬ ‫ليعيﺶ ﻋليها اإلﻧسانُ واﳊيوان مستﻔيديﻦ مﻦ ِّ‬ ‫َ‬ ‫اﻷرض ﲢتها؛‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫اﳋيرات‪ ،‬وﻻ يﺠو ُز‬ ‫مﻦ املاء والنبات واملعادن وﻏيرها‪ ..‬ﻓﻜ ّلهﻢ ﺷرﻛاء ﻓي هﺬﻩ‬
‫ﷲ وﻧعمة‬ ‫ﻓﻀﻞ مﻦ ا ِ‬
‫للﺠميﻊ وذلﻚ ٌ‬ ‫أﺣد منها‪ ،‬ﻷنْ َ‬
‫اﷲ ﺳبحاﻧﻪ ﺧل َقها‬ ‫حرم ٌ‬
‫ِ‬ ‫أنْ ُي َ‬
‫الﺸﻜر والطاﻋ َة ﷲ‪.‬‬
‫َ‬ ‫تستحﻖ‬
‫ُ‬
‫‪ .٧‬ﱫ ‪ y x w v u ts r q p o‬ﱪ ّإن‬
‫ببعﺾ ِﻧ َع ِﻢ اﷲ ﻋلينا ﻓي هﺬ ِﻩ اﻷرض وهي الﻔواﻛﻪ‬ ‫ِ‬ ‫القرانَ الﻜر َﱘ ِّ‬
‫يﺬﻛر ُﻧا‬
‫والنخﻞ واﳊبوب والريحان وﻏيرها‪..‬‬
‫ﻛﻞ هﺬﻩ‬‫يوﺿح لنا ّأن ّ‬‫ُ‬ ‫‪ .٨‬ﱫ ‪ ~ } | { z‬ﱪ القرآنُ الﻜر ُﱘ‬
‫ّ‬
‫وتﻜﺬبونَ ‪.‬‬ ‫ﻓبﺄي هﺬﻩ النعﻢ تﻜﻔرونَ‬ ‫ِﻧ َع ُﻢ اﷲ ﻋليﻜﻢ ترو َﻧها وتعرﻓو َﻧها‪ِّ ،‬‬
‫ليعرف ﻗدر َة اﷲ وﻓﻀلﻪ‪ ،‬ويﺸﻜرﻩ‬ ‫َ‬ ‫وﻋلﻰ اﻻﻧسان ْأن ّ‬
‫يﻔﻜ َر ﻓي هﺬﻩ ال ِن َع ِﻢ‬
‫ﻛﻞ ذلﻚ‪.‬‬‫ﻋلﻰ ِّ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪ -1‬ما معنﻰ‪ :‬ﻋ ﱠلمــﻪ البيان‪ ،‬بحسبان‪ ،‬ﱠأﻻ تطـــﻐوا ﻓي امليﺰان‪ ،‬بالقسﻂ‪ ،‬ﻻ‬
‫تخسروا امليﺰان‪ ،‬آﻻء ربﻜما؟‬
‫‪ -2‬مﻦ الﺬي ﺧلﻖ اإلﻧسان؟ وماذا ﻋ ﱠلمﻪ؟‬
‫عﻢ اﷲ‪.‬‬‫بعﺾ ِﻧ ِ‬
‫اذﻛر َ‬‫وﺿح ذلﻚ ﺛﻢ ْ‬ ‫ُ‬
‫دﻻئﻞ ﻗدرة اﳋالﻖ؟ ّ‬ ‫‪ -٣‬ما‬
‫سﺠد أيﻀاً؟‬
‫ﷲ تعالﻰ؟ مﻦ الﺬي َي ُ‬ ‫يسﺠد ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -4‬هﻞ اإلﻧسانُ وﺣدﻩ‬
‫‪ -٥‬مﻦ الﺬي أمر بامليﺰان؟ وما ﻓائدتﻪ؟‬
‫ﻋﺰ ﱠ‬
‫وجﻞ بهﺬ ِﻩ اﻵي ِة؟‬ ‫‪ -٦‬ﱫ ‪ m l k‬ﱪ ماذا أراد اﷲ ﱠ‬
‫‪44‬‬
‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ /‬اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫اﻹﺳﺮا ُء واﻟﻤﻌﺮاج‬

‫َ‬
‫القارئ وهو‬ ‫ِ‬
‫المسﺠد َﺳمعا‬ ‫بينما ﻛانَ ﺿيا ُء الديﻦ وأبوﻩ َجا ِل َس ِ‬
‫يﻦ ﻓي‬
‫يتلو ﻗولﻪ تعالﻰ ﻓي ﺳور ِة اﻻﺳرا ِء‪ :‬ﱫ! " ‪& % $ #‬‬
‫' ( ) * ‪4 3 21 0 / . - , +‬‬
‫ُ‬
‫يسﺄل أباﻩ يا أبي‪ :‬ما ﻗص ُة اإلﺳرا ِء‬ ‫‪ 7 6 5‬ﱪ ﻓﺈذا بﻀياء الديﻦ‬
‫اﻷب ‪ :‬ﺳاﺧبرك بعد أن‬ ‫تتحدث ﻋنها اﻵي ُة التي ﺳمعناها؟ ُ‬ ‫ُ‬ ‫والمعراج التي‬
‫ﻧعود إلﻰ البيﺖ‪ ،‬واﻵن اﺳتمﻊ جيد ًا إلﻰ القرآن الﻜريﻢ إذ ﻗال تعالﻰ‪:‬‬

‫ﱫ© ‪² ± ° ¯ ® ¬ « ª‬ﱪ‬
‫‪‬‬
‫البيﺖ وما ّأن دﺧﻼ‬
‫ِ‬ ‫وبعد تﺄديتهﻢ ﺻﻼة الﺠمع ِة ﻋا َد ﺿيا ُء الديﻦ ووالدﻩ إلﻰ‬
‫َ‬
‫والمعراج؟‬
‫ِ‬ ‫ﻋلي معﺠﺰة اإلﺳرا ِء‬
‫تقﺺ ﱠ‬‫ﺳﺄل ﺿيا ُء الديﻦ والدﻩ ﻗائﻼً‪ :‬متﻰ ﱡ‬ ‫ﺣتﻰ َ‬
‫‪4٥‬‬
‫ويﺠﺐ أن ُت ِ‬
‫حﻀ َر أﺧتيﻚ ﻧور و زينﺐ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﺳﺄﻗﺺ ﻋليﻚ المعﺠﺰة‬
‫ُ‬ ‫اﻷب‪:‬‬
‫ﺿياء الديﻦ‪ :‬ﺣاﺿر يا أبي‪.‬‬
‫والمعراج‪ .‬ﻛانَ‬
‫ِ‬ ‫ﻷﻗﺺ ﻋليﻜﻢ معﺠﺰة اﻷﺳرا ِء‬
‫ﱠ‬ ‫اﻷب‪ :‬إجلسوا يا أﻋﺰائي‬
‫ُ‬
‫البراق – وهو‬ ‫المسﺠد الحرا ِم َ‬
‫ﻓنﺰل ﻋليﻪ جبريﻞ (ﻉ) ومعﻪ ُ‬ ‫ِ‬ ‫النبي ( ص ) ﻓي‬
‫ّ‬
‫لحﻈات ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫المقدس ﻓي‬
‫ِ‬ ‫النبي ( ص )‪ ،‬ووﺻﻞ إلﻰ ِ‬
‫بيﺖ‬ ‫ّ‬ ‫داب ٌة جميلة ‪ -‬ﻓرﻛبها‬
‫ﻋرج ب ِﻪ إلﻰ السماء وﻓي ِّ‬
‫ﻛﻞ ﺳــــــماءٍ‬ ‫رﻛعتيﻦ‪ ،‬ﺛﻢ َ‬
‫َ‬ ‫المقدس‬
‫ِ‬ ‫ﺛﻢ ﺻ ّلﻰ ﻓي ِ‬
‫بيﺖ‬
‫َ‬
‫وﺻﻞ ( ص ) إلﻰ‬ ‫بعﺾ اﻷﻧبيــــا ِء ﻋليـــهﻢ الســــــﻼم‪ ،‬ﺣتﻰ‬
‫يمر بها ﻛانَ يرى َ‬
‫ﱡ‬
‫ﻓوق السما ِء‬
‫العرش َ‬
‫ِ‬ ‫يميﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﺳدر ِة المنتهﻰ وهي ﺷﺠر ٌة ﻋﻈيمة ﻓي الﺠن ِة ﻋلﻰ‬
‫السابع ِة ﻓﻜانَ ﻋليﻪ الصﻼة والسﻼم أﻗرب ما يﻜونُ إلﻰ اﷲ تعالﻰ ﻓﺄوﺣﻰ ُ‬
‫اﷲ‬ ‫َ‬
‫المسلميﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫وﻓرض اﷲ الصﻼ َة ﻋلﻰ‬
‫َ‬ ‫إليﻪ ما أوﺣﻰ‬
‫ُ‬
‫رﺳول الرﺣم ِة ( ص ) إلﻰ اﻷرض؟‬ ‫َ‬
‫ﺣدث يا أبي هﻞ ﻋا َد‬ ‫زينﺐ‪ :‬وبعدها ماذا‬
‫النبي ( ص ) إلﻰ المسﺠد اﻷﻗصﻰ وﺻ ّلﻰ باﻷﻧبيا ِء ﻋليهﻢ‬
‫اﻷب‪ :‬ﻧعﻢ ﻋا َد ّ‬
‫ُ‬
‫الليﻞ‪.‬‬ ‫رجﻊ إلﻰ مﻜ َة المﻜرم ِة ِّ‬
‫وﻛﻞ ذلﻚ تﻢ ﻓي جﺰءٍ مﻦ ِ‬ ‫السﻼم ‪ ،‬ﺛﻢ َ‬
‫موﻗف ﻛﻔار ﻗريﺶ مﻦ هﺬﻩ المعﺠﺰ ِة ؟‬
‫ُ‬ ‫ﻧور‪ :‬ما‬
‫ﺣصﻞ ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﻜﺬبو ُﻩ‬ ‫َ‬ ‫ﻛﻔار ﻗريﺶ بما‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) َ‬ ‫أﺧبر‬
‫الصباح َ‬
‫ِ‬ ‫اﻷب ‪ :‬ﻓي‬
‫النبي ( ص ) لﻢ ْ‬
‫يﻜﻦ رآﻩ مﻦ ﻗبﻞ‪،‬‬ ‫المقدس ﻷن ّ‬
‫ِ‬ ‫بيﺖ‬
‫يصف لهﻢ َ‬
‫َ‬ ‫وﻃلبوا منﻪ أن‬
‫بدﻗة‪.‬‬ ‫ﻓوﺻف لهﻢ ﱠ‬
‫ﻛﻞ ﺷيءٍ ﻓيﻪ ٍ‬ ‫َ‬
‫ﺿياء الديﻦ‪ :‬و هﻞ ﺻدﻗوا وآمنوا بعد ذلﻚ؟‬
‫اﻷب ‪ :‬لﻢ يصدّ ﻗوا ﻓﺄ ﺧبرهﻢ بقاﻓل ِتهﻢ القادم ِة مﻦ الﺸا ِم ووﺻﻔها لهﻢ‬
‫الب ِ‬
‫راق‪،‬‬ ‫الطريﻖ وهو ﻋلﻰ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) ﻗد رآها ﻓي‬ ‫وﺻﻔ ًا دﻗيقاً‪ ،‬وﻛانَ‬

‫‪4٦‬‬
‫ﻃلوع‬
‫ِ‬ ‫وﻗال تﺄتي يو َم ﻛﺬا مﻊ‬ ‫ﻓاﺧبرهﻢ بعد ِد ِج َما ِلها وأﺣوالها ومﻜاﻧها‪َ ،‬‬
‫ذلﻚ اليو ِم ﺧارج مﻜة‬ ‫جمﻞ َأ ْورق (رمادي) ﻓخرجوا ﻓي ِ‬ ‫ٌ‬ ‫الﺸمﺲ‪ ،‬يتقدمها‬
‫ِ‬
‫اﺷرﻗﺖ؟‬
‫ْ‬ ‫الﺸمﺲ ﻗد‬
‫ُ‬ ‫ينتﻈرونَ ‪َ ،‬‬
‫ﻓقال أﺣدهﻢ هﺬﻩ‬
‫الﺠمﻞ ا َﻷ ْو َر ُق ﻛما ﻗال‬
‫ُ‬ ‫أﻗبلﺖ يتقدمها‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﻓقال اﻵﺧر‪ :‬وهﺬﻩ القاﻓل ُة ﻗد‬
‫ِ‬
‫الوﻗﺖ ﻧﻔسﻪ‬ ‫اﻷمر ّإﻻ ِﻛبر ًا وﻋناداً‪ ،‬وﻓي‬
‫ُ‬ ‫محمد ( ص ) ومﻊ ذلﻚ لﻢ ْ‬
‫يﺰدهﻢ‬
‫بالنبي ( ص )‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫زادت المﺆمنيﻦ إيماﻧ ًا‬
‫والمعراج هي آية مﻦ آيات اﷲ التي أﺛب َت ْﺖ‬
‫ِ‬ ‫يا أوﻻدي هﺬﻩ معﺠﺰة اإلﺳرا ِء‬
‫ﻧبو َة رﺳولﻪ الﻜريﻢ ( ص ) ﻓﻜاﻧﺖ إﺣدى معﺠﺰاتﻪ التي جعلها اﷲ لﻪ ﻓقد ﻧقلﻪ‬ ‫ّ‬
‫ﻧقل ًة ﻋﺠيبة وﻏير مﺄلوﻓة ﻋند اإلﻧسان وﻓيها البرهان الساﻃﻊ والدليﻞ القاﻃﻊ‬
‫ﻋلﻰ وﺣداﻧية اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ وﻋﻈيﻢ ﻗدرتﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫اﻷب ﺣادﺛة اإلﺳراء والمعراج ﻓي المسﺠد؟‬
‫يقﺺ ُ‬
‫‪ - 1‬لماذا لﻢ ﱠ‬
‫‪ - 2‬ما اﻵداب التي يﺠﺐ التﺰامها ﻋند ﺳماع القرآن الﻜريﻢ أو تﻼوتﻪ؟‬
‫(البراق ‪ ،‬ﺳدرة المنتهﻰ)؟‬
‫‪ - ٣‬ما المقصود بـ ُ‬
‫يﺜبﺖ ﺻد َﻗ ُﻪ؟‬
‫النبي محمد ( ص ) لﻜي َ‬
‫ﻃلﺐ المﺸرﻛونَ مﻦ ّ‬ ‫‪ -4‬ماذا َ‬
‫‪ -٥‬لماذا تعدﱡ ﺣادﺛة اإلﺳراء والمعراج آية مﻦ آيات اﷲ تعالﻰ‪ ،‬وﺿح ذلﻚ ؟‬
‫‪ -٦‬اذﻛر اﻵية التي تتحدث ﻋﻦ اﻻﺳراء والمعراج ‪.‬‬
‫‪ -٧‬ﻛيف اﻧتقﻞ رﺳول اﷲ ( ص ) مﻦ المسﺠد الحرام الﻰ المسﺠد اﻷﻗصﻰ‪،‬‬
‫وماذا ﺣصﻞ؟‬

‫‪4٧‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮي‬
‫ﱢ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪/‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺴﺮﻗــﺔ‬ ‫ﺗﺤﺮﻳﻢ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واﻟﺤﻔﻆ‬ ‫ﻟﻠﺸﺮح‬
‫ِ‬

‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫َ‬
‫ـــــارق)‬‫الس‬
‫(لعــــــﻦ اﷲ ﱠ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‬ ‫ﺻدق‬

‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫اللعﻦ هو الطرد مﻦ رﺣمة اﷲ تعالﻰ ومﻦ ِّ‬
‫ﻛﻞ ﺧير‪.‬‬ ‫لـعــــﻦ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ـــــارق مﻦ يﺄﺧﺬ أموال الناس وﺣاجياتهﻢ مﻦ دون ﻋلمهﻢ ومﻦ‬‫الس‬
‫ﱠ‬
‫دون رﺿاهﻢ أو يعبﺚ بها‪.‬‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫يبﻦ لنا رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋقوبة السارق الﺬي تمتد يدﻩ إلﻰ أموال الناس‬
‫وﺣاجياتهﻢ مﻦ دون ﻋلمهﻢ ورﺿاهﻢ ‪ ،‬بﺄن جﺰاءﻩ اللعنة وهي الطرد مﻦ رﺣمة‬
‫اﷲ تعالﻰ ومﻦ ﻛﻞ ﺧير‪.‬‬
‫إن السرﻗة جريمة ﻋﻈيمة‪ ،‬ﻛما يحاﺳﺐ اﷲ تعالﻰ ﻓاﻋلها يوم القيامة‪،‬‬
‫ﻓيﻜون السارق بعيد ًا ﻋﻦ رﺣمة اﷲ تعالﻰ وﻋﻦ ﻛﻞ ﺧير‪ ،‬يحاﺳﺐ ﻋليها‬
‫القاﻧون ويعيﺶ السارق منبوذ ًا بيﻦ الناس ﻻ يحترمﻪ وﻻ يحبﻪ وﻻ يﺜﻖ بﻪ أﺣد‪.‬‬
‫لقد أمر اﷲ تعالﻰ ورﺳولﻪ الﻜريﻢ ( ص ) بمعاﻗبة السارق‪ ،‬وذلﻚ لما ُتخلﻔﻪ‬
‫الســــرﻗة مﻦ آﺛار ﻛبيرة ﻋلﻰ الناس ﻓهي تســـــلﺐ ﺣقوﻗهﻢ وأموالهﻢ‬
‫‪4٨‬‬
‫ﻓي المﺠتمﻊ‪،‬والسرﻗة تﺸﺠﻊ اﻻﺷرار ﻋلﻰ ارتﻜاب جرائﻢ أﺧرى اﺷدﺧطر ًا‬
‫ﻼ إذ ﻗد يقتﻞ السارق مﻦ رآﻩ يسرق ﺣتﻰ ﻻ ُيﻔتﻀح أمرﻩ ويعاﻗبﻪ‬ ‫ﻛالقتﻞ مﺜ ً‬
‫القاﻧون وبﺬلﻚ يﻜون ﻗد ارتﻜﺐ جريمة أﻋﻈﻢ‪.‬‬
‫لﺬا أﻛد رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋلﻰ معاﻗبة السارق مهما ﻛان ﻧسب ُﻪ وﺣسب ُﻪ‬
‫وﻗوت ُﻪ ﻓي المﺠتمﻊ‪ ،‬ﻓالسرﻗة ﻋمﻞ ﻗبيح ﻻيﻔعلﻪ ﺻاﺣﺐ الخلﻖ‬
‫والمروءةوالسارق يعاﻗﺐ ﻓي الحياة الدﻧيا بان يعاﻗبﻪ القاﻧون ويﻜون‬
‫مﻔﻀوﺣ ًا بيﻦ الناس ﻻ يﺜﻖ بﻪ أﺣد وﻻ يحترمﻪ أو يحبﻪ أﺣد‪ ،‬وﻛﺬلﻚ يعاﻗﺐ‬
‫اﷲ تعالﻰ السارق ﻓي الدﻧيا واﻵﺧرة إذ ﻗال اﷲ تعالﻰ‪:‬‬
‫ﱫ ^ _ ` ‪ d c b a‬ﱪ الﺰلﺰلة ‪٨‬‬
‫واليﻜﻢ هﺬﻩ القصة‪ :‬يروى ان جماﻋة مﻦ اللصوص دﺧلوا دار رجﻞ‬
‫ﻼ ﻓلما دﺧلوا رأوا ﻃﻔﻼًرﺿيع ًا ﻓخاﻓوا أن يبﻜي ﻓيستيقﻆ أهلﻪ‪،‬‬ ‫ليسرﻗوﻩ لي ً‬
‫ﻓقاموا بحملﻪ بهدوء واﺧرجوﻩ إلﻰ ﺳاﺣة الدار‪ ،‬وبعد ذلﻚ ﻧقلوا ﻛﻞ ﺷيء‬
‫ﺛميﻦ ﻓي الدار ﺛﻢ دﺧلوا ليتاﻛدوا اﻧهﻢ لﻢ يترﻛوا ﺷيﺌاً‪ ،‬ﻓتحرﻛﺖ ا ُﻷم ﻓي‬
‫الﻔراش وﺳمعوا ﺻوت ﺣرﻛتها ﻓاﺧتبﺌوا بسرﻋة ﻓي أﺣدى ﻏرف المنﺰل‬
‫اﺳتيقﻈﺖ ا ُﻷم ﻓلﻢ تﺠد الصﻐير ﻓايقﻈﺖ زوجها وﺧرجا مﻦ الدار إلﻰ‬
‫ﺳاﺣة البيﺖ مسرﻋيﻦ يبحﺜون ﻋﻦ الصﻐير‪ ،‬ﻓاﺻابتهﻢ الدهﺸة لقد وجدوا‬
‫ﺻﻐيرهﻢ واﺛاﺛهﻢ وﻛﻞ ماهو ﺛميﻦ ﺧارج المنﺰل وﻓي هﺬﻩ اللحﻈات ﺳقﻂ‬
‫ﺳقف المنﺰل وﺳقطﺖ جدراﻧﻪ وﻛان الرجﻞ وزوجتﻪ وﻃﻔلﻪ وأﺛمﻦ ما لديهﻢ‬
‫ﺧارج الدار‪ ،‬وﻓي الصباح وجدوا اللصوص تحﺖ اﻧقاض الدار‪.‬‬
‫هﺬﻩ القصة تبيﻦ لنا ﻋقاب اﷲ تعالﻰ للصوص ﻓي الدﻧيا ﻗبﻞ ﻋقاب‬
‫اﻻﺧرة‪ .‬إﻧنا المسلمون ﻋلينا التحلي بالخلﻖ القويﻢ وبالنﺰاهة واﻻماﻧة ﻻﻧﻪ‬
‫ُﺧلﻖ اإلﺳﻼم الﺬي يقربنا إلﻰ اﷲ تعالﻰ وإلﻰ رﺳولﻪ وإلﻰ الناس جميعاً‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺮﺷﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫‪ -1‬السارق مطرود مﻦ رﺣمة اﷲ تعالﻰ وﻻ ينال الخير‪.‬‬
‫‪ -2‬السارق منبوذ ﻓي المﺠتمﻊ ﻻ يحبﻪ وﻻ يحترمﻪ وﻻ يﺜﻖ بﻪ اﺣد‪.‬‬
‫‪ -٣‬يعاﻗﺐ القاﻧون السارق ﻋلﻰ ﺳرﻗتﻪ‪.‬‬
‫‪ -4‬السرﻗة تنﺸر الرﻋﺐ والﺠريمة ﻓي المﺠتمﻊ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﷲ تعالﻰ يعاﻗﺐ السارق ﻓي الدﻧيا وﻓي اﻵﺧرة‪.‬‬
‫‪ -٦‬النسﺐ والﺠاﻩ ﻻ تحمي السارق مﻦ العقوبة ﻓي الدﻧيا وﻻتحميﻪ مﻦ‬
‫ﻏﻀﺐ اﷲ تعالﻰ‪.‬‬
‫‪ -٧‬المسلﻢ أميﻦ وﻧﺰيﻪ بعيد ﻋﻦ السرﻗة‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪ -1‬ما معنﻰ اللعﻦ؟‬
‫‪ -2‬هﻞ يحﺐ الناس السارق؟‬
‫‪ -٣‬هﻞ يعاﻗﺐ القاﻧون السارق؟‬
‫‪ -4‬هﻞ يعاﻗﺐ اﷲ تعالﻰ السارق؟‬
‫‪-٥‬ما مصير اللصوص ﻓي القصة؟‬
‫‪ -٦‬ماذا يحدث لو لﻢ تنﻔﺬ العقوبة ﻋلﻰ السارق والسارﻗة؟‬
‫‪ -٧‬هﻞ يﺠوز العبﺚ بحاجيات اﻵﺧريﻦ؟‬

‫يتصف بمﻜارم‬
‫ُ‬ ‫المسلﻢ‬
‫ُ‬
‫اﻻﺧﻼق ﻓهو أميﻦ وﻻ يسرق‬

‫‪٥0‬‬
‫اﻟﺴﻴﺮ‬
‫ﱢ‬ ‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪/‬‬
‫ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻳﻮﻧﺲ )ع(‬
‫ّ‬
‫ﻗصﺺ اﻷﻧبيا ِء (ﻉ)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻗصة مﻦ‬ ‫جلﺲ اﻷوﻻ ُد َ‬
‫ﺣول جدّ هﻢ ليستمعوا إلﻰ ٍ‬ ‫َ‬
‫أي اﻷﻧبيا ِء (ﻉ) ﺳتحد ُﺛنا اليو َم؟‬
‫أﺣمد‪ :‬جدّ ي ﻋﻦ ِّ‬
‫وﺳار بﻪ ﻓي البحر وبقي‬‫َ‬ ‫الحوت‬
‫ُ‬ ‫ابتلع ُﻪ‬
‫ﻧبي َ‬ ‫الﺠدﱡ ‪ :‬ﺳﺄﺣد ُﺛﻜﻢ ﻋﻦ ﻗص ِة ّ‬
‫ﺣي ًا ﻓي بطنﻪ‪.‬‬
‫زهراء‪ :‬جدي العﺰيﺰ لقد ﺷوﻗتنا ﻛﺜيرا‪ ،‬ﻛيف يبقﻰ ﺣياً؟ و َم ْﻦ هو؟‬
‫ﻗرية مﻦ ُﻗرى‬ ‫ِ‬
‫العراق ﻓي ٍ‬ ‫ابتسﻢ الﺠدّ وﻗال‪ :‬إﻧ ّﻪ يوﻧﺲ (ﻉ) الﺬي َ‬
‫ﻋاش ﻓي‬
‫ودﻓﻦ ﻓيها ‪.‬‬
‫الموﺻﻞ َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الحوت‪.‬‬ ‫ﺻاﺣﺐ‬
‫ِ‬ ‫أي‬
‫و ُيسمﻰ أيﻀ ًا بﺬي النون ّ‬
‫أﺣمد‪ :‬وماهي ﻗصتﻪ؟‬
‫بعﺚ اﷲ تعالﻰ ﺳيدﻧا يوﻧﺲ (ﻉ) إلﻰ ﻗوم ِﻪ وﻛانَ ﻋد ُدهﻢ ُ‬
‫يﺰيد‬ ‫جدّ ي‪َ :‬لقد َ‬
‫إﻧسان‪ ،‬ﻛاﻧوا ﻻيﺆمنون باﷲ‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻞ اﷲ تعالﻰ إليهﻢ ﻧب ّيﻪ ُيوﻧﺲ‬
‫ٍ‬ ‫ﻋلﻰ مائ ِة ألف‬
‫(ﻉ)؛ ليهديهﻢ إلﻰ اإليمان باﷲ وليعبدوا اﷲ وﺣدﻩ ﻻﺷريﻚ لﻪ‪ ،‬ويع ّلمهﻢ‬
‫مﻜارم اﻷﺧﻼق‪...‬لﻜنهﻢ ﱠ‬
‫ﻛﺬبوﻩ‪ ،‬ولﻢ يﺆمنوا بﻪ‪..‬‬
‫وأﺧبرهﻢ ّ‬
‫بﺄن اﷲ‬ ‫َ‬ ‫وﺧرج مﻦ ﻗري ِتهﻢ‬
‫َ‬ ‫وﻧﺲ ﻋلﻰ ﻗوم ِﻪ‪ ،‬وترﻛهﻢ‬
‫ﻓﻐﻀ َﺐ ُي ِ‬ ‫ِ‬
‫أيام رأوا‬
‫وبعد ﺛﻼﺛة ٍ‬
‫العﺬاب ليهلﻜهﻢ جميعا‪َ ،‬‬‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﺳيرﺳﻞ ﻋليهﻢ‬ ‫ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ‬
‫والهﻼك‪ ،‬وﺷعروا بخطﺌهﻢ وذﻧبهﻢ‪ِ ،‬‬
‫ﻓـندموا وتابــوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العﺬاب‬ ‫ِ‬
‫ﻋﻼمات ﻧﺰول‬
‫ودﻓﻊ ﻋنهﻢ‬
‫وآمنوا باﷲ وﻃلبوا مﻦ اﷲ العﻔو والمﻐـﻔرة‪ .....‬ﻓعﻔا اﷲ ُ ﻋنهﻢ‪َ ،‬‬
‫العﺬاب‪.‬‬
‫ذهﺐ إلﻰ ﺷاﻃﻰء البحر ﻏاﺿب ًا ﻋلﻰ ﻗوم ِﻪ‪ ،‬ولﻢ ْ‬
‫يعلﻢ‬ ‫أما ُيوﻧﺲ (ﻉ) ﻓقد َ‬
‫وﺳارت بهﻢ ﻓي‬
‫ْ‬ ‫منطقة أﺧرى‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ﺳﻔينة إلﻰ‬
‫ٍ‬ ‫ﻓرﻛﺐ ﻓي‬
‫َ‬ ‫بﺄﻧهﻢ تابوا وآمنوا‪...‬‬
‫‪٥1‬‬ ‫الﻐرق لﻜﺜر ِة‬
‫ِ‬ ‫وأوﺷﻜﺖ ﻋلﻰ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫وهاجﺖ الرياح واﻷمواج الﺸديدة ‪،‬‬ ‫البحر‬
‫ِ‬
‫البحر‬
‫ِ‬ ‫وﻗعﺖ ﻋليﻪ القرﻋة ﻧـُلقيﻪ ﻓي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ﻧعمﻞ ﻗرﻋ ًة ﻓمﻦ‬ ‫ﺣملها‪ ،‬ﻓقالوا‪:‬‬
‫ليخف َﺣمﻞ السﻔينة وﻧنﺠوا مﻦ الﻐرق‪.‬‬
‫َ‬
‫ﻓوﻗعﺖ القرﻋة ﻋلﻰ يوﻧﺲ (ﻉ) ﻓﺄلقوﻩ ﻓي البحر‪ ،‬ﻓﺄرﺳﻞ ُ‬
‫اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬

‫واﺳتقر يوﻧﺲ ﻓي بطﻦ الحوت‪ ،‬ولﻜنﻪ لﻢ يﺄﻛلﻪ وذلﻚ بعناية‬


‫ّ‬ ‫ﺣوتاً‪ ،‬ﻓﺄبتلعﻪ‬
‫اﷲ تعالﻰ ولطﻔﻪ‪.‬‬
‫أﺣمد ‪ :‬ﺳبحان اﷲ إﻧها معﺠﺰة !‬
‫الﺠدّ ‪ :‬ﻧعﻢ ولدي إﻧها إراد ُة اﷲ ‪.‬‬
‫بعد ذلﻚ ؟‬‫أﺳماء ‪ :‬وماذا ﺣصﻞ َ‬
‫َ‬
‫اﻋترف بﺬﻧبﻪ إلﻰ اﷲ‬ ‫ِ‬
‫الحوت‪،‬‬ ‫بطﻦ‬
‫وﻧﺲ (ﻉ) ﻧﻔسﻪ ﻓي ِ‬ ‫الﺠدّ ‪ :‬لما رأى ُي ُ‬
‫ويطلﺐ منﻪ العﻔو والرﺣمة والنﺠاة ﻗال تعالﻰ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫تعالﻰ و َ‬
‫أﺧﺬ يدﻋو اﷲ ﺳبحاﻧﻪ‬
‫ﱫ^ _ ` ‪j i h g f e d c b a‬‬
‫‪u t s r q p o n m l k‬ﱪ اﻷﻧبياء ‪٨٧‬‬
‫ﻓاﺳتﺠاب اﷲ دﻋاءﻩ ﻗال تعالﻰ ‪:‬‬
‫ﱫ‪~ } | {z y x w v‬ﱪ اﻷﻧبياء ‪٨٨‬‬
‫الحوت‬
‫ُ‬ ‫الحوت أن ُيلقي ُيوﻧﺲ (ﻉ) ﻋلﻰ الﺸاﻃﻰء ﻓالقاﻩ‬
‫َ‬ ‫ﻓﺄمرا ُ‬
‫ﷲ تعالﻰ‬
‫ﻓﺄﻧبﺖ‬
‫َ‬ ‫ﻻيستطيﻊ الحرﻛة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الﺠسﻢ‬
‫ِ‬ ‫وﺿعيف‬
‫ُ‬ ‫ومريﺾ‬
‫ٌ‬ ‫جائﻊ‬
‫ﻋلﻰ الﺸاﻃﻰء‪ ،‬وهو ٌ‬
‫‪٥2‬‬
‫الﺸمﺲ‪ ،‬وﻛانَ‬
‫ِ‬ ‫اﷲ تعالﻰ ﺷﺠرة (يقطيﻦ) تﻈللﻪ بﺄوراﻗها الناﻋمة ﻓحمتﻪ مﻦ‬
‫واﺳتطاع القيام والمﺸي‪ .‬ﺛﻢ أوﺣﻰ اﷲ‬
‫َ‬ ‫يﺄﻛﻞ مﻦ ﺛمارها‪ ،‬ﺣتﻰ اﺳتعـا َد ﻋاﻓيتـﻪ‬
‫ﻓارجﻊ إليهﻢ‪ ....‬وﻋ ّلمهﻢ‬
‫ْ‬ ‫ﻗومﻚ وآمنوا جميعا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫دﻓﻊ العﺬاب ﻋﻦ‬ ‫إليﻪ‪ ،‬إن اﷲ َ‬
‫الديﻦ ومﻜار َم اﻷﺧﻼق ‪ ...‬ﻓعا َد ُيوﻧﺲ إلﻰ ﻗوم ِﻪ ﻛما أمرﻩ اﷲ ﺳبحاﻧﻪ‪ ،‬وهو‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الحوت‬ ‫بح اﷲ ويﺸﻜر ُﻩ ﻋلﻰ هداي ِة ﻗوم ِﻪ ‪ ،‬وإﺧراجﻪ مﻦ ِ‬
‫بطﻦ‬ ‫ويس ُ‬
‫يستﻐﻔر ّ‬ ‫ُ‬
‫وﻋودتﻪ إليهﻢ ﺳالما‪.‬‬
‫ﻛﻞ واﺣد منﻜﻢ يﺬﻛر لي ماذا تع ّلﻢ مﻦ ﻗصة ﻧبي اﷲ‬ ‫الﺠد‪ :‬هيا يا أوﻻد ّ‬ ‫ُ‬
‫يوﻧﺲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ)‪.‬‬
‫الﺬيﻦ يتوﻛلونَ ﻋليﻪ ويستﻐﻔرو َﻧﻪ‪.‬‬
‫َ‬ ‫المﺆمنيﻦ‬
‫َ‬ ‫أﺣمد ‪ :‬إن اﷲ ينﺠي‬
‫الناس إذا ﻧد ُموا ﻋلﻰ معصي ِتهﻢ وتابوا‬
‫ِ‬ ‫رﺣيﻢ يعﻔو ﻋﻦ‬ ‫ٌ‬ ‫زهراء‪ :‬إن اﷲ ﻏﻔو ٌر‬
‫ورجعوا إلﻰ اﷲ‪.‬‬
‫ﻛﻞ‬‫ﷲ وان اﷲ تعالﻰ ﻗاد ٌر ﻋلﻰ ِّ‬
‫اليﺄس مﻦ رﺣم ِة ا ِ‬
‫ِ‬ ‫المﺆمﻦ اجتناب‬
‫ِ‬ ‫أﺳماء‪ :‬ﻋلﻰ‬
‫ﺷيء‪.‬‬
‫المرﻗد الﺸريف لنبي اﷲ‬‫َ‬ ‫ﺳمعﺖ أن اﻷرهابييﻦ القتلة ﻗد ﻓﺠروا‬ ‫ُ‬ ‫أﺣمد ‪ :‬جدّ ي‬
‫يوﻧﺲ (ﻉ) ﻓي مدينة الموﺻﻞ وهدموا اﻵﺛار وﺳرﻗوها ‪.‬‬
‫الﺠدّ ‪ :‬ﻧعﻢ ولدي لعنهﻢ اﷲ تعالﻰ ‪ ،‬لقد ﺷوهوا اإلﺳﻼم وﺳينتقﻢ اﷲ تعالﻰ ‪٥٣‬‬
‫منهﻢ جﺰاء أﻋمالهﻢ الﺸريرة واﻧتهاﻛهﻢ للحرمات ‪.‬‬
‫أﺣمد ‪ :‬ﻧعﻢ جدي لعنهﻢ اﷲ وﻧسﺄلﻪ تعالﻰ أن ينصرﻧا ويحرر بلدﻧا الﻐالي‬
‫الﺠيﺶ والﺸرﻃة ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بﺠهود الﻐيارى مﻦ أبطالِ‬
‫تنﺲ أبطال الحﺸد الﺸعبي الﺬيﻦ َ لبوا ﻧدا َء العقيدة‬ ‫أﺳماء‪ :‬ﻧعﻢ أﺧي وﻻ َ‬
‫واﻷرض والعرض ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫للدﻓاع ﻋﻦ المقدﺳات‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫ﺻدﻗﺖ أﺧتي‪.‬‬ ‫أﺣمد ‪ :‬ﻧعﻢ‬
‫ِ‬
‫والحﻔﻆ لﻸبطالِ‬ ‫بالنصر‬
‫ِ‬ ‫الﺠدّ ‪ :‬أﺣسنتﻢ أوﻻدي وبورﻛتﻢ ﻓعلينا أن ﻧدﻋوا‬
‫دوم ًا وأن ﻧساﻋدهﻢ بﻜﻞ الوﺳائﻞ‪ ،‬واﻵن أﺣبتي لنقرأ ﺳورة الﻔاتحة‬
‫وﻧهدي ﺛوابها الﻰ أرواح ﺷهدائنا اﻷبطال‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ِ‬
‫القرآن؟ أذﻛر آي ًة ورد ﻓيها أﺳمﻪ؟‬ ‫النبي ُيوﻧﺲ (ﻉ) ﻓي‬
‫ﻛر ّ‬ ‫‪ -1‬هﻞ ُذ َ‬
‫النبي ُيوﻧﺲ (ﻉ) ٍ‬
‫بﺈﺳﻢ آﺧر ‪ ،‬ماهو؟‬ ‫‪ُ -2‬ﺳمي ّ‬
‫)يعيﺶ ؟ وأيﻦ دﻓﻦ ؟‬
‫ُ‬ ‫النبي ُيوﻧﺲ (ﻉ‬
‫ّ‬ ‫أيﻦ ﻛانَ‬
‫‪َ -٣‬‬
‫آمﻦ ﻗو ُمﻪ ب ِﻪ ؟‬
‫‪ -4‬هﻞ َ‬
‫ﻋندما ّ‬
‫ﻛﺬبﻪ ﻗومﻪ ؟‬ ‫‪ -٥‬ماذا َ‬
‫ﻓعﻞ َ‬
‫النبي ُيوﻧﺲ (ﻉ) بعد أن هﺠر ﻗومﻪ‪.‬‬ ‫‪ِ -٦‬‬
‫إﺣﻚ لنا ﻗصة ّ‬
‫ِ‬
‫الحوت ؟‬ ‫النبي يوﻧﺲ (ﻉ) مﻦ ِ‬
‫بطﻦ‬ ‫ﻛيف ﻧﺠا ّ‬ ‫‪َ -٧‬‬
‫‪ -٨‬ماالﺬي ﻧتعلم ُﻪ مﻦ هـﺬﻩ القصـ ِة؟‬
‫‪ -9‬ماالﺬي ﻓعلﻪ اﻷرهابيون بقبر ﻧبي اﷲ يوﻧﺲ (ﻉ) ؟‬
‫‪ -10 ٥4‬ماجﺰا ُء اﻷرهابيﻦ يوم القيامة ؟‬
‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ‪ /‬اﻟﺪرس اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻣﻦ اﻵداب اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﻟﻌﻔﻮ و اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ‬

‫البيﺖ مسرﻋ ًا وهو يقول‪ :‬أبي لقد ارتﻔعﺖ اﻷﺻوات ﻓي‬ ‫ِ‬ ‫دﺧﻞ محمد الﻰ‬
‫بيﻦ جارﻧا أبي محمود والبائﻊ أبي ﻏسان‬ ‫المحلة‪ ،‬إﻧﻪ ﺷﺠا ٌر َ‬
‫والعﻔو‬
‫ِ‬ ‫درك هﺆﻻء وجوب التعامﻞ الحسﻦ‬ ‫اﻷب ‪ :‬ﻻ إلﻪ اﻻ اﷲ ‪ .‬متﻰ ُي ُ‬
‫والتﺠاوز ﻋﻦ اإلﺳاءة ‪.‬‬
‫النﺰاع واﻧتﻈر اﻧﺖ ﻓي البيﺖ يا ولدي ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺳﺄذهﺐ ِّ‬
‫لحﻞ‬ ‫ُ‬
‫محمد ‪ :‬ﺣسن ًا والدي وليوﻓقﻚ اﷲ لحﻞ المﺸﻜلة ‪.‬‬
‫وبعد ﺳاﻋتيﻦ ﻋاد والد محمد ُمتعباً‪.‬‬
‫ﺣدث أبي؟‬ ‫َ‬ ‫محمد‪ :‬ماذا‬
‫ﻛﻞ منهما الﻰ اﻵﺧر ‪.‬‬ ‫وأﻋتﺬر ﱟ‬
‫َ‬ ‫ﷲ لقد تصالحا‬ ‫الحمد ِ‬
‫ُ‬ ‫اﻷب ‪:‬‬
‫محمد‪ :‬أبي هﻞ ﻛنﺖ ﺳبب ًا ﻓي الصلح ؟‬
‫أهﻞ المحل ِة الطيبيﻦ ‪ ،‬ﻓقد أمرﻧا اﷲ‬ ‫وﻛﺜير مﻦ ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اﻷب ‪ :‬ﻧعﻢ ولدي أﻧا‬
‫اﻵﺧر وذﻛرﻧاهما بما‬‫ِ‬ ‫بيﻦ المسلميﻦ وﻗد جعلنا أﺣدهما يعتﺬ ُر مﻦ‬ ‫باإلﺻﻼح َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫اﻷﺧﻼق‪..‬‬ ‫والتسامح ﻓعلﻰ المﺆمﻦ التحلي بمﻜار ِم‬ ‫ِ‬ ‫العﻔو‬
‫ِ‬ ‫أمر اﷲ بﻪ تعالﻰ مﻦ‬
‫الناس والتسامح معهﻢ‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫العﻔو ﻋﻦ‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫اﻷﺧﻼق‬ ‫أﻓﻀﻞ مﻜار ِم‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬
‫وإن مﻦ‬
‫بحﻖ اﻵﺧريﻦ‪ ،‬ﻓتحدث‬ ‫المﺠتمﻊ البﺸري يخطﺊ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناس ﻓي‬ ‫ِ‬ ‫إن ﻛﺜير ًا مﻦ‬
‫تحدث بينهﻢ مﺸاﻛﻞ‪ ،‬والﺸرﻛا ُء ﻓي العمﻞ‬ ‫ُ‬ ‫لﻪ مﺸﻜل ٌة معهﻢ‪ ..‬ﻓالﺠيرانُ‬
‫الﺸارع تحدث لﻪ مﺸاﻛﻞ‬ ‫ِ‬ ‫يسير ﻓي‬
‫ُ‬ ‫وﺻاﺣﺐ السيار ِة الﺬي‬ ‫ُ‬ ‫التﺠاري أو ﻏيرﻩ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫السيارات اﻷﺧرى أو الماريﻦ ﻓي الطريﻖ‪ ،‬والبائﻊ والمﺸتري‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫مﻊ أﺻحاب‬
‫ويتسامح معهﻢ‬
‫ُ‬ ‫اﻵﺧريﻦ‬
‫َ‬ ‫ﻓبعﺾ الناس يعﻔو ﻋﻦ‬ ‫ُ‬ ‫يﺠﺐ ﺣلها‪،‬‬ ‫وهﺬﻩ المﺸاﻛﻞ ُ‬
‫أﺧﻼق ﺳامية‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫النﻔﺲ‪ ،‬ذو‬‫ِ‬ ‫ﻛريﻢ‬
‫ُ‬ ‫لﻺﺻﻼح‪ ،‬وهﺬا إﻧسانٌ‬ ‫ِ‬ ‫ويتنازل ﻋﻦ ﺣق ِﻪ‬ ‫ُ‬
‫الناس‪...‬‬ ‫ُ‬ ‫يح ّبﻪ اﷲ ويحترمﻪ‬
‫‪٥٥‬‬
‫اﻵﺧريﻦ‪ ،‬وﻻ يعﻔو ﻋنهﻢ‪ ،‬وﻻ ُ‬
‫يقبﻞ المصالح َة‬ ‫َ‬ ‫يتسامح مﻊ‬
‫ُ‬ ‫الناس ﻻ‬
‫ِ‬ ‫وبعﺾ‬
‫ُ‬
‫وأذى للﺠميﻊ‪..‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫وتتحول إلﻰ ﻋداوةٍ‬ ‫واﻻﻋتﺬار‪ ،‬ﻓتﺰدا ُد المﺸﻜلة‬
‫ّإن القرآن الﻜريﻢ والرﺳول العﻈيﻢ محمد ( ص ) يدﻋوﻧا إلﻰ العﻔو ﻋﻦ‬
‫المسيﺌيﻦ‪ ،‬والتسامح مﻊ اﻵﺧريﻦ وﻗبول اﻋتﺬارهﻢ إذا اﻋتﺬروا ﻋﻦ ﺧطﺌهﻢ‪،‬‬
‫ﻓقد ﻗال تعالﻰ ‪# " ! :‬‬
‫ﱫ"‪*) ('&%$#‬‬
‫‪3 2 1 0 / .-, +‬‬
‫‪< ; : 9 87 6 5 4‬ﱪ آل ﻋمران‬
‫وﻗال تعالﻰ‪:‬ﱫ‪lk j i h g f e d‬ﱪ‬
‫التﻐابﻦ‪.‬‬
‫َ‬
‫الﻐيﻆ؟‬ ‫الﻜاﻇميﻦ‬
‫َ‬ ‫محمد ‪ :‬أبي ما معنﻰ‬
‫الﺬيﻦ يتحﻜمون بﺄﻧﻔسهﻢ ﻋند الﻐﻀﺐ ﻓﻼ يﻐﻀبون ‪.‬‬
‫َ‬ ‫اﻷب ‪:‬‬
‫محمد‪ :‬وما معنﻰ تعﻔوا وتصﻔحوا وتﻐﻔروا ؟‬
‫اﻷب ‪ :‬أي تتسامحوا وتصبروا ﻋلﻰ أذى اﻵﺧريﻦ وﻻتحاﺳبوهﻢ ﻋلﻰ‬
‫أﻓعالهﻢ اذا تابوا ﻋنها ‪.‬‬
‫ولدي إن لنا برﺳول اﷲ ( ص ) أﺳو ًة ﺣسن ًة ﻓقد ﻋﻔا ﻋﻦ المﺸرﻛيﻦ الﺬيﻦ‬
‫آذوﻩ ﻓي مﻜة‪ ،‬ﱠ‬
‫وﻋﺬبوا أﺻحابﻪ وﻗتلوهﻢ وﻗتلوا ﻋمﻪ ﺣمﺰة وﻋدد ًا ﻛبير ًا مﻦ‬
‫ﻋﻔو رﺳول اﷲ ( ص ) ﺣيﻦ َ ﻗال َ لهﻢ أذهبوا ﻓﺄﻧتﻢ‬
‫ﻓﺄيﻦ ﻧحﻦ مﻦ ِ‬ ‫المسلميﻦ َ‬
‫وأيﻦ ﻧحﻦ مﻦ أئم ِة ِ‬
‫أهﻞ البيﺖ (ﻉ) وهﻢ يسامحون ويصﻔحون ﻛما‬ ‫الطلقاء َ‬
‫ﻓعﻞ اإلمام الﻜاﻇﻢ (ﻉ) ‪.‬‬
‫محمد‪ :‬وماذا ﻓعﻞ ‪.‬‬
‫ﺳﺄﻗﺺ ﻋليﻚ ﻗص ًة مبارﻛ ًة لﻺمام موﺳﻰ بﻦ جعﻔر الﻜاﻇﻢ (ﻉ)‪،‬‬‫ّ‬ ‫اﻷب ‪:‬‬
‫اإلبريﻖ مﻦ يدها‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻓســـقﻂ‬ ‫تصﺐ ﻋلﻰ رأﺳـــ ِﻪ الماء‬
‫ﱡ‬ ‫ﻛاﻧﺖ جاريتﻪ‬
‫ْ‬ ‫ﺣيﻦ‬
‫َ‬ ‫‪٥٦‬‬
‫وﺣيﻦ رﻓﻊ ﻋينيﻪ ﻋليها‪ ،‬ﻗالﺖ لﻪ‪ :‬والﻜاﻇميﻦ‬
‫َ‬ ‫رأس اإلمام‪،‬‬
‫ﻓﺸــــج ( ﻓﺸﻖﱠ ) َ‬
‫َ‬
‫والعاﻓيﻦ ﻋﻦ‬
‫َ‬ ‫ﻓقالﺖ لﻪ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ﻛﻈمﺖ ﻏيﻈي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الﻐيﻆ‪َ ،‬‬
‫ﻓقال لها اإلمام (ﻉ)‪ :‬ﻗد‬
‫المحسنيﻦ َ‬
‫ﻓقال لها‪:‬‬ ‫َ‬ ‫يحﺐ‬
‫ﻓقالﺖ‪ :‬واﷲ ُ‬
‫ْ‬ ‫ﻋﻔوت ِ‬
‫ﻋنﻚ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الناس‪َ ،‬‬
‫ﻓقال لها‪ :‬ﻗد‬ ‫ِ‬
‫ﺣر ٌة لوج ِﻪ اﷲ‪ ،‬اﻧﻈر يا ولدي إلﻰ أﺧﻼق أئمة المسلميﻦ‪ ،‬ﻓقد‬ ‫اذهبي ِ‬
‫ﻓﺄﻧﺖ ّ‬
‫ِ‬
‫يﻜتف‬ ‫ﻛان اإلمام (ﻉ) ﻗادر ًا ﻋلﻰ معاﻗبتها‪ ،‬لﻜنﻪ اﺧتار العﻔو ﻋنها‪ ،‬ولﻢ‬
‫أﺣسﻦ إليها بتخليصها مﻦ العبودي ِة‪.‬‬
‫َ‬ ‫بﺬلﻚ‪ ،‬بﻞ‬
‫وبﺄهﻞ بيتﻪ اﻷﻃهار ﻓي‬
‫ِ‬ ‫وﻋلينا أن ﻧمتﺜﻞ أمر رﺳول اﷲ ( ص ) وﻧقتدي بﻪ‬
‫العﻔو والتﺠاوز ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الﺬيﻦ‬
‫َ‬ ‫العقاب واﻻﻧتقا ِم‪ ..‬ﱠإن اﷲ يعﻔو ﻋﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﺧير مﻦ‬
‫والتسامح ٌ‬
‫َ‬ ‫إن العﻔو‬
‫يتسامح‬
‫ُ‬ ‫الناس‪ ،‬ﻻ‬
‫ِ‬ ‫يتسامح مﻊ‬
‫ُ‬ ‫الناس ويﻐﻔر لهﻢ ذﻧوبهﻢ‪..‬ومﻦ ﻻ‬
‫ِ‬ ‫يعﻔون ﻋﻦ‬
‫الناس معﻪ ‪.‬‬
‫ُ‬
‫لﻜﻞ ﺧير ﻓعلتﻪ وإلﺻﻼﺣﻚ بيﻦ الناس‬ ‫محمد‪ :‬بورﻛﺖ أبي ِ‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫اذﻛر آيتيﻦ تتحدﺛان ﻋﻦ التسامح ‪.‬‬
‫‪ْ -1‬‬
‫‪ - 2‬ما معنﻰ ‪ :‬الﻜاﻇميﻦ الﻐيﻆ ؟‬
‫‪ - ٣‬تﻜ ّلﻢ ِ‬
‫ﻋﻦ المﺸاﻛﻞ التي تحدث بيﻦ الناس‪ ،‬وما ُ‬
‫الحﻞ المناﺳﺐ لها ؟‬
‫ُ‬
‫يحدث ؟‬ ‫يتسامح الناس ﻓماذا‬
‫ِ‬ ‫‪ - 4‬إذا لﻢ‬
‫النبي ( ص ) يبيﻦ التسامح؟ اذﻛرﻩ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫تعرف موﻗﻔ ًا ﻓي ﺳيرة ّ‬ ‫‪ - ٥‬هﻞ‬
‫وﺿح ذلﻚ‪.‬‬
‫العقاب واإلﻧتقا ُم ؟ ّ‬
‫ُ‬ ‫أﺣسﻦ أم‬
‫ُ‬ ‫والتسامح‬
‫ُ‬ ‫‪ - ٦‬العﻔو‬
‫اﺳتﻔدت مﻦ ﻗص ِة اإلمام موﺳﻰ بﻦ جعﻔر الﻜاﻇﻢ (ﻉ)؟‬
‫َ‬ ‫‪ - ٧‬ماذا‬
‫‪٥٧‬‬ ‫‪ - ٨‬ما الﺬي ينالﻪ َم ْﻦ يعﻔو ﻋﻦ الناس؟‬
‫اﻟﻜﺮﻳﻢ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫اﻷول‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮآنِ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪/‬‬
‫ﻣﻦ ﺳﻮرة اﻹﻧﺴﺎن‬
‫آﻳﺎت اﻟﺤﻔﻆ ‪٩-١‬‬
‫!"‪#‬‬

‫ﱫ¬ ® ¯ ‪» º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± °‬‬
‫¼½¾¿‪ÆÅÄà ÂÁÀ‬‬
‫‪ÐÏ Î Í ÌË Ê É È Ç‬‬
‫‪Û Ú Ù Ø × ÖÕ Ô Ó Ò Ñ‬‬
‫‪. -, + *)( '&%$#"! Ü‬‬
‫‪:98 76 543 210/‬‬
‫; <=>? @ ‪KJIHG FEDC B A‬‬
‫‪YXWVUTSRQ P O NML‬‬
‫‪i h g f e d c b a ` _^ ] \ [ Z‬‬
‫‪ v ut s r q p o n m l k j‬ﱪ‬
‫‪‬‬ ‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫مر ﻋلﻰ اإلﻧسان‪.‬‬
‫ﱠ‬ ‫ِ‬
‫اإلﻧسـان‬ ‫أتﻰ ﻋلﻰ‬
‫مدة مﻦ الﺰمﻦ الطويﻞ‪.‬‬ ‫ﺣـيـﻦ مﻦ الدهر‬
‫ٌ‬
‫يﻜﻦ ﺷيﺌ ًا مﺬﻛور ًا لﻢ ْ‬
‫يﻜﻦ موجوداً‪.‬‬ ‫لﻢ ْ‬
‫ماء مختلﻂ‪.‬‬ ‫ﻧـُطﻔـة أمـﺸــاج‬
‫‪٥٨‬‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫ﻧختبرﻩ‪.‬‬ ‫ﻧب َتـ َل ِي ِﻪ‬
‫ِ‬
‫اإليمان‪.‬‬ ‫ﻃريﻖ‬
‫َ‬ ‫وﺿحنا لﻪ‬
‫ّ‬ ‫هدينـــاﻩ السبيﻞ‬
‫ْهيﺄﻧا‪.‬‬ ‫اﻋـتـد َﻧـا‬
‫ْ‬
‫ﻗيوداً‪.‬‬ ‫أﻏـﻼ ًﻻ‬
‫المﺆمنون ﻛﺜيرو الطاﻋة ﷲ‪.‬‬ ‫اﻷبرار‬
‫ﺷراب ممﺰوج بالﻜاﻓور الطيﺐ الرائحة‪.‬‬ ‫مﺰاجها ﻛاﻓــورا‬
‫ُ‬
‫للﻜاﻓريﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻧار ًا مﺸتعلة‬ ‫ﺳعـيـر ًا‬
‫منتﺸراً‪.‬‬ ‫مستطير ًا‬
‫يوم ًا يﺸتدﱡ ﻓيﻪ الخوف‪.‬‬ ‫يوم ًا ﻋبوﺳ ًا‬
‫ﺷديداً‪.‬‬ ‫ﻗمطرير ًا‬
‫أي ﺿيا ًء ﻓي وجوههﻢ وﻓرﺣ ًا ﻓي ﻗلوبهﻢ‪.‬‬ ‫ﻧﻀر ًة وﺳرور ًا‬
‫اﻷﺳرة (جمﻊ ﺳرير)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﻷرآئـﻚ‬
‫برد ًا ﺷديـداً‪.‬‬ ‫زمهرير ًا‬
‫تﻈ ّللهﻢ اﻷﺷﺠار ﻓي الﺠن ِة‪.‬‬ ‫َدا ِﻧية ﻋليهﻢ ﻇﻼلها‬
‫ﺛمارها وﻓواﻛهها ﻗريبة ﺳهـلة التناول‪.‬‬ ‫ذ ُل ّلــِﺖ ﻗطوﻓها‬
‫ﻓﻀة‪.‬‬
‫الﺸراب بﺄوان ٍ مـﻦ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﻓﻀة ُيقدﱠ ُم إليهﻢ‬
‫بﺂﻧية مﻦ ٍ‬ ‫ُ‬
‫يطاف ﻋليهﻢ ٍ‬
‫الﺰجاج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أﻛواب مﻦ‬ ‫ﻛاﻧﺖ ﻗـواريـرا‬
‫ْ‬ ‫أﻛواب‬

‫‪٥9‬‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫ﱫ¬ ® ¯ ‪» º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ² ± °‬‬
‫¼½¾¿‪Äà ÂÁÀ‬ﱪ‬
‫ﻛيف ﺧل َقﻪ ولﻢ يﻜﻦ موجود ًا مﻦ‬ ‫َ‬ ‫ﻓي هﺬ ِﻩ السورة ُي ِّ‬
‫ﺬﻛ ُـر اﷲ تعالﻰ اإلﻧسانَ‬
‫بطﻦ أ ِّمــ ِﻪ ﺛﻢ‬
‫ﻧطﻔة ﻓي ِ‬ ‫ﺧلقﻪ مﻦ ٍ‬ ‫َ‬ ‫وأوجدﻩ بﻔﻀلﻪ‪....‬‬ ‫َ‬ ‫ﻗبﻞ‪ ،‬ﻓخلقﻪ اﷲ تعالﻰ‬
‫ﺻار جنين ًا ﺛﻢ ولدتﻪ أ ّمﻪ‪ ...‬ومنحﻪ ﻧعمتي السمﻊ والبصر وباﻗي النعﻢ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫َ‬
‫الموت ومحاﺳبت ِﻪ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ذلﻚ دليﻞ ﻋلﻰ ﻗدر ِة اﷲ ﻋلﻰ إﺣيائ ِﻪ َ‬
‫بعد‬
‫ﱫ ‪ÌË Ê É È Ç Æ Å‬ﱪ‬
‫ﻃريﻖ‬
‫َ‬ ‫اإليمان ‪ ،‬واإلﻧسانُ هو الﺬي يختا ُر‬ ‫ِ‬ ‫ﻃريﻖ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لﻺﻧسان‬ ‫وﺿ َح‬‫إن اﷲ ﱠ‬
‫والﺸر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الخير‬
‫ِ‬
‫ﱫ‪ Ó Ò ÑÐ Ï Î Í‬ﱪ‬
‫ويﻜﻔر بﻪ وﻻيﺸﻜر ُﻩ‪....‬‬ ‫ُ‬ ‫ﻻيﺆمﻦ باﷲ‬
‫ُ‬ ‫الناس‪ ....‬ﻓالﺬي‬ ‫َ‬
‫أﻋمال ِ‬ ‫يختبر‬
‫ُ‬ ‫ّإن اﷲ‬
‫بالسﻼﺳﻞ والقيو ِد‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مقيد ﻓيها‬
‫ﻓسيﺠازى بالعﺬاب والنارِ‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ﱫ‪" ! Ü Û ÚÙ Ø × Ö Õ Ô‬‬
‫‪0 / .- , + * ) ( ' & % $ #‬‬
‫‪>=< ;:98 76 543 21‬‬
‫? @ ‪ON M L K J I H G F E D C B A‬‬
‫‪] \ [ Z Y X W V U T S R QP‬‬
‫^_ ` ‪l k j i h g f e d c b a‬‬
‫‪v u t sr q ponm‬ﱪ‬
‫أما المﺆمنونَ اﻷبرا ُر ﻓهﻢ ﻓي الﺠنة والنعيﻢ‪ ...‬وﻓي الﺠنة البهﺠة‬
‫والسرور‪ ...‬لباﺳهﻢ ﻓيها مﻦ الحرير‪ ...‬ولهﻢ ﻓيها ﱡ‬
‫ﻛﻞ مايﺸتهونَ ويح ّبونَ ‪...‬‬
‫بعطر الﻜاﻓو ِر‬
‫ِ‬ ‫الممﺰوج‬
‫َ‬ ‫الﺸراب اللﺬيﺬ‬
‫َ‬ ‫وﻓيها وِ ْلدانٌ يخدمو َﻧهﻢ ويقدمونَ لهﻢ‬
‫اﻷﺳرة‪ ،‬وﻓي الﺠن ِة أﺷﺠا ٌر تتدلﻰ‬
‫ّ‬ ‫باﻷواﻧي الﺠميل ِة اﻷﻧيق ِة‪ ،‬وهﻢ جالسونَ ﻋلﻰ‬
‫‪٦0‬‬
‫ﺣر وﻻبر ٌد‪.‬‬‫ﻋليهﻢ ﺛمار ُها وﻓواﻛهها‪ ،‬ويﻈ ّللهﻢ ﻇ ّلها؛ وليﺲ ﻓي الﺠن ِة ﱞ‬
‫ﻻيوجد مﺜلها ﻓي الدﻧّيا‪ ...‬اﻧهﻢ اﺳتحقوا َ‬
‫ذلﻚ‬ ‫ُ‬ ‫إﻧها ﺣيا ٌة هاﻧﺌ ٌة ﺳعيد ٌة‬
‫والمسﻜيﻦ‪.‬‬
‫َ‬ ‫واليتيﻢ‬
‫َ‬ ‫الﻔقير‬
‫َ‬ ‫ﻷﻧّهﻢ اﻃاﻋوا اﷲ وﺷﻜروﻩ وﺻبروا واﻃعموا‬
‫اﻟﻘﺼــﺔ‬
‫ُ‬
‫تتحدث ﻋﻦ‬ ‫ﻓسروا القرآن ان هﺬﻩ السورة‬
‫الﺬيﻦ ّ‬
‫َ‬ ‫التﻔسير‬
‫ِ‬ ‫ب ّي َﻦ لنـا ﻋلما ُء‬
‫ﻓﻀﻞ اإلما ِم ﻋلي بﻦ أبي ﻃالﺐ (ﻉ) وزوجتﻪ ﻓاﻃمة (ﻉ) بنﺖ رﺳول اﷲ‬
‫ِ‬
‫محمد ( ص ) وولديهما الحسﻦ والحسيﻦ (ﻉ) الﺬيﻦ وﺻﻔَهﻢ اﷲ تعالﻰ ﻓي‬
‫الﻜريﻢ بقول ِﻪ تعالﻰ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬
‫ﱫ‪ÜÛÚ Ù Ø×Ö Õ Ô‬ﱪ‬
‫والحسيﻦ (ﻉ) وهما ﺻﻐيران‪َ ،‬‬
‫ﻓنﺬر ﻋلي‬ ‫ُ‬ ‫الحسﻦ (ﻉ)‬
‫ُ‬ ‫مرض‬ ‫َ‬
‫وذلﻚ لما َ‬
‫ِ‬
‫يصومان‬ ‫وﻓاﻃمة (ﻉ) ﷲ ﻧﺬر ًا إذا ﺷُ ﻔي الحسنان (ﻉ) مﻦ مرﺿهما ﻓﺈﻧهما‬
‫ﺛﻼﺛ َة ٍ‬
‫أيام ﻓﺸﻔﻰ اﷲ الحسنيﻦ (ﻉ) ﻓﺄوﻓﻰ اإلمام ﻋلي (ﻉ) وزوجتﻪ ﻓاﻃمة‬
‫(ﻉ) بنﺬرهما ﻗال اﷲ تعالﻰ‪ :‬ﱫ ) * ‪0 / . - , +‬‬
‫‪?>=< ;:98 76 543 21‬‬
‫أيام‪ ،‬ﻓصنعﺖ السيدة ﻓاﻃمة (ﻉ) لهﻢ‬ ‫@ ‪ C B A‬ﱪ وﺻاما ﺛﻼﺛة ٍ‬
‫مسﻜيﻦ ﻓﺄﻋطوﻩ ﻃعا َمهﻢ‪...‬‬‫ٌ‬ ‫الﺸعير‪ ..‬وﻓي اليو ِم اﻷول جاءهﻢ‬
‫ِ‬ ‫ﻃعام ًا مﻦ‬
‫يتيﻢ ﻓﺄﻋطوﻩ ﻃعا َمهﻢ‪ .‬وﻓي‬ ‫وﻓي اليو ِم الﺜاﻧي أيﻀا ﺻنعﺖ لهﻢ ﻃعام ًا ﻓﺠاءهﻢ ٌ‬
‫ِ‬
‫الﺜالﺚ جاءهﻢ أﺳير ﻓﺄﻋطوﻩ ﻃعا َمهﻢ‪ ...‬وباتوا جياﻋ ًا وهﺬﻩ ﻗمة اإليﺜار‪،‬‬ ‫اليو ِم‬
‫ﺿرب أهﻞ البيﺖ (ﻉ) أروع‬ ‫َ‬ ‫ﻧﻔسﻚ‪ ،‬وبﺬلﻚ‬‫تﻔﻀ َﻞ ﻏيرك ﻋلﻰ ِ‬‫واإليﺜار هو ْأن ّ‬
‫ﻼ ﻓي اإليﺜار ﻓمﻊ ﺣاج ِتهﻢ للطعام وهﻢ ﺻائمون يعطون ﻃعامهﻢ لﻐيرهﻢ‬ ‫مﺜ ً‬
‫إيام متتالية وﻷن اﷲ تعالﻰ مطلﻊ ﻋلﻰ اﻋمال ﻋبادﻩ أﺛنﻰ اﷲ تعالﻰ ﻋلﻰ‬ ‫لﺜﻼﺛة ٍ‬
‫بﺸر ُﻩ ﻓيها بهﺬا الﺠﺰاء‬ ‫َ‬
‫هﺬا‪...‬وأﻧﺰل ﻋلﻰ الن ّبي ( ص ) هﺬﻩ السورة ُي ّ‬ ‫ﻋملهﻢ‬
‫‪٦1‬‬
‫لﻜﻞ المﺆمنيﻦ الﺬيﻦ يعملونَ‬ ‫ﻋالﻢ اﻵﺧرة‪ ...‬وهو جﺰا ٌء ِّ‬ ‫العﻈيﻢ لهﻢ ﻓي ِ‬
‫ﻧحﺐ محمد ًا وآل بيتﻪ اﻷﻃهار وﻧقتدي بهﻢ‬ ‫ﻋملهﻢ لوج ِﻪ اﷲ تعالﻰ‪ ....‬إﻧنا ﱡ‬
‫للحﺐ والتقدير‪ ،‬ولقد أوﺻاﻧا رﺳول اﷲ ( ص ) بح ّبهﻢ‪ ،‬لﺬا ﻓمﻦ‬ ‫ّ‬ ‫ﻓهﻢ ٌ‬
‫أهﻞ‬
‫الواجﺐ اإلﻗتداء بعملهﻢ وﺳيرتهﻢ الطيبة ﻓي التﺰام اإليمان و الرﺣمة واإليﺜار‬
‫‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫الﻜريﻢ ﻓي هﺬﻩ السور ِة المبارﻛ ِة؟‬ ‫ُ‬ ‫ﺬﻛرﻧا القرآنُ‬ ‫‪ -1‬بماذا ُي ّ‬
‫‪َ -2‬مامعنﻰ ﻗولﻪ تعالﻰ ‪:‬‬
‫ﱫ ‪ÌË Ê É È Ç Æ Å‬ﱪ ‪‬‬
‫ﺣال اﻷبرا ِر المﺆمنيﻦ يو َم القيام ِة ؟‬ ‫‪-٣‬ﻛيف ُ‬ ‫َ‬
‫واﻷﺳير؟‬
‫ِ‬ ‫واليتيﻢ‬
‫ِ‬ ‫المسﻜيﻦ‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬ما ﻗص ُة‬
‫‪ -٥‬ﻛيف ﻧقتدي برﺳول اﷲ ( ص ) وآل بيتﻪ اﻷﻃهار؟‪.‬‬
‫ﻛﻞ ﻛلمة بمعناها‪:‬‬ ‫‪ -٦‬ﺻﻞْ ّ‬
‫اﻷﺳرة‬
‫ّ‬ ‫مستطير ًا‬
‫برد ًا ﺷديـد ًا‬ ‫يوم ًا ﻋبوﺳ ًا‬
‫منتﺸر ًا‬ ‫اﻷرائـــــــﻚ‬
‫وﺿحنا لﻪ ﻃريﻖ اإليمان‬ ‫ّ‬ ‫زمهرير ًا‬
‫ﻧختبرﻩ‬ ‫أﻏـــــــﻼﻻ‬
‫هيﺄﻧا‬ ‫ﻧبتــليــــﻪ‬
‫يوما يﺸتدﱡ ﻓيﻪ الخوف‬ ‫هدينـــاﻩ السبيـــﻞ‬
‫المﺆمنون ﻛﺜيرو الطاﻋة ﷲ‬ ‫اﻋـتـدﻧـــا‬
‫ﻧار ًا مﺸتعلة للﻜاﻓريﻦ‬ ‫ﺳعـــيــرا‬
‫ﻗيود ًا‬ ‫اﻷبـــرار‬
‫‪٦2‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴ ِﺔ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻌﻘﻴﺪة‬ ‫اﻟﺪرس اﻟﺜﺎ ّﻧﻲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪/‬‬
‫اﻟﺤـﺞ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﺮﻳﻀﺔ‬
‫اﻟﺤﺞ ‪- :‬‬
‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫ﻓﺮﻳﻀﺔ‬ ‫ً‬
‫أوﻻ –‬
‫يستطيﻊ القيا َم بﻪ ﻷﻧﻪ رﻛن ًا مﻦ‬
‫ُ‬ ‫مسلﻢ‬
‫ٍ‬ ‫الحج ﻋلﻰ ِّ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫َ‬ ‫ﻓرض اﷲ تعالﻰ‬
‫َ‬
‫أرﻛان اإلﺳﻼ ِم‪ ،‬ﻗال تعالﻰ‪:‬ﱫ | } ~ ﮯ ¡ ‪¦¥ ¤ £ ¢‬‬ ‫ِ‬
‫¯ﱪ آل ﻋمران‬
‫تطوﻋاً‪َ ،‬‬
‫ﻗال‬ ‫تﻜر َر ذلﻚ ﻛانَ ّ‬‫الحج مر ًة واﺣد ًة ﻓي العمر‪ ،‬ﻓﺈن ّ‬
‫وﻗد ﺷَ ّر َع اﷲ ﱠ‬ ‫ْ‬
‫ﻓحﺠ ّوا‪ ،‬ﻓقال ٌ‬
‫رجﻞ‪:‬‬ ‫الحج ُ‬ ‫الناس َﻗد ﻓرض اﷲ ﻋليﻜﻢ ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‪ :‬يا أ ُيها‬
‫قال الن ّبي ( ص )‪ :‬لو ُ‬
‫ﻗلﺖ‬ ‫ﻓسﻜﺖ ﺣتﻰ ﻗا َلها ﺛﻼﺛاً‪َ ،‬ﻓ َ‬
‫َ‬ ‫رﺳول اﷲ؟‬ ‫َ‬ ‫ُأﻛ ﱠﻞ ٍ‬
‫ﻋام يا‬
‫لوجبﺖ و َل َما اﺳتطع ُتﻢ‪ .‬ﺻدق رﺳول اﷲ ( ص )‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َﻧعﻢ‬
‫اﻟﺤﺞ ‪- :‬‬
‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫ﺷﺮوط‬ ‫ً‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ –‬
‫الحاج (ذﻛر ًا ﻛانَ أم أﻧﺜﻰ) ‪ ،‬أن َيﻜونَ ‪- :‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ﺸترط ﻓي‬ ‫ُي‬
‫ﻼ وبالﻐ ًا ‪ ،‬وهﺬا َيعني ّأن المﺠنونَ والصﻐير ﻻ َ‬
‫ﻓرض ﻋليهما‪.‬‬ ‫‪ – 1‬مسلم ًا وﻋاﻗ ً‬
‫اﻷمراض‬
‫ِ‬ ‫‪ – 2‬ﻗادر ًا ﻋلﻰ السﻔر وآمن ًا ﻋلﻰ ﻧﻔسﻪ‪ ،‬وﺻحيح البدن ‪ ،‬وﺳالم ًا مﻦ‬
‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫مناﺳﻚ‬ ‫يستطيﻊ معها أداء‬
‫ُ‬ ‫ال ّتي ﻻ‬
‫السﻔر ذهاب ًا وإياب ًا ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻧﻔقات‬ ‫‪ – ٣‬مالﻜ ًا‬
‫‪ – 4‬آمن ًا ﻋلﻰ مالﻪ وﻋيالﻪ مدة ﻏيابﻪ ﻓي ّ‬
‫الحج ‪.‬‬
‫بﺸﻜﻞ‬
‫ٍ‬ ‫الحج‬
‫ّ‬ ‫ﺣج رﺳول اﷲ ( ص ) أمام المسلميﻦ ليع ّلمهﻢ مناﺳﻚ‬
‫وﻗد ﱠ‬
‫ﺻحيح‪ ،‬وﻗال ( ص )‪ :‬ﺧﺬوا ﻋني مناﺳﻜﻜﻢ‪.‬‬

‫اﻟﺤﺞ ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ – ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ‬
‫الحج يحصﻞ ﻋلﻰ ﻓوائد ﻛﺜيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ﺣيﻦ يﺆدي المسلﻢ ﻓريﻀة ّ‬
‫‪٦٣‬‬
‫الحاج مﻦ اﷲ تعالﻰ ﻏﻔران ذﻧوبﻪ وتطهيرﻩ مﻦ اﻵﺛام‪ ،‬ﻗال رﺳول‬ ‫ﱡ‬ ‫‪ – 1‬يرجو‬
‫رجﻊ ﻛيو ِم ولدتﻪ أمﻪ«‪.‬‬ ‫يﻔسﻖ َ‬ ‫ْ‬ ‫يرﻓﺚ ولﻢ‬‫ْ‬ ‫اﷲ ( ص )‪» :‬ﻓمﻦ ﱠ‬
‫ﺣج ولﻢ‬
‫ﺣﺠ ًا ﻧقي ًا مﻦ الﻔحﺶ ﻓي القول والعمﻞ ﻛﻜﺜرة الﺠدال مﻊ‬ ‫ﺣج ّ‬‫ﻓمﻦ ﱠ‬
‫ﻛالطﻔﻞ الﺬي ولدتﻪ أ ّمﻪ ﻧقي ًا مﻦ الﺬﻧوب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يﺬﻧﺐ ﺻار‬
‫ْ‬ ‫اﻵﺧريﻦ ولﻢ‬
‫أﺧوتهﻢ‪ ،‬وﺧدمة مصالحهﻢ أﻓراد ًا‬ ‫‪ – 2‬تحقيﻖ وﺣدة المسلميﻦ‪ ،‬وتقوية ّ‬
‫وجماﻋات‪ .‬ﻗال تعالﻰ‪ :‬ﱫ ‪k j i h g f‬‬
‫‪x w v ut s r q p o n m l‬‬
‫الحج‬
‫ّ‬ ‫‪{zy‬ﱪ‬
‫والخﻀوع‬
‫َ‬ ‫المﺸاق‪ ،‬ويتع ّل ُﻢ الطاﻋ َة‬
‫ِ‬ ‫وتحم ِﻞ‬
‫ّ‬ ‫الصبر‬
‫ِ‬ ‫الحاج ﻋلﻰ‬
‫ﱡ‬ ‫‪ّ –٣‬‬
‫يتعو ُد‬
‫الحج بصورةٍ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫مناﺳﻚ‬ ‫الخالﻖ (ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ) بﺄداء ما ﻃلﺐ إليﻪ مﻦ‬ ‫ِ‬ ‫ﷲ‬
‫ﻛاملة اتّباﻋ ًا ﻷوامر اﷲ وﻃاﻋتﻪ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ويﻜﺸف رأﺳﻪ‪ ،‬مﻜتﻔي ًا‬ ‫ُ‬ ‫الحاج مﻦ ﺛياب ِﻪ‬‫ﱡ‬ ‫يتﺠر ُد‬
‫ّ‬ ‫ﻓعندما‬
‫النﻔوس‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫تهﺬيﺐ‬
‫ُ‬ ‫‪–4‬‬
‫تهﺬيﺐ ﻧﻔس ِﻪ والتﻔﻜير ﻓي‬ ‫ِ‬ ‫عمﻞ ﻋلﻰ‬ ‫المخيﻂ‪ ،‬ﻓﺈ ْﻧﻪ َي ُ‬ ‫ِ‬ ‫بلباس اإلﺣرا ِم ﻏير‬ ‫ِ‬
‫ﻓعند ذلﻚ ﺳتهونُ ﻓي ﻋينﻪ الحيا ُة‬ ‫ﻛيﻔي ِة مﺠيﺌ ِﻪ إلﻰ الدﻧيا وﺧروجﻪ منها‪َ ،‬‬
‫ويتﺬﻛ ُر ﻋﻈم َة اﷲ وﻗدرت ِﻪ ﻓيما أﻧعﻢ اﷲ بﻪ ﻋليﻪ مﻦ ﻋيﺶ ﻛريﻢ ﻓي‬ ‫ّ‬ ‫الﻔاﻧي ِة‪،‬‬
‫وﻧعيﻢ ﻓي اﻵﺧرة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جنات‬
‫ٍ‬ ‫الدﻧيا ‪ ،‬وما وﻋدﻩ اﷲ بﻪ مﻦ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫الحج؟‬
‫ِّ‬ ‫المسلﻢ ﻷداء مناﺳﻚ‬
‫ِ‬ ‫ﺸترط ﻓي‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 1‬ماذا ُي‬
‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫النبوي الﺸريف ﻓي مناﺳﻚ‬
‫ّ‬ ‫الحديﺚ‬
‫َ‬ ‫اذﻛر‬
‫‪ِ -2‬‬
‫النبوي الﺬي‬
‫ّ‬ ‫الحديﺚ‬
‫َ‬ ‫مرةٍ ؟ اذﻛر‬
‫الحج تﺆدى أﻛﺜر مﻦ ّ‬
‫ِّ‬ ‫‪ - ٣‬هﻞ ﱠأن ﻓريﻀ َة‬
‫َ‬
‫جوابﻚ‪.‬‬ ‫يﺆيد‬
‫ُ‬
‫رجﻊ‬
‫يﻔسﻖ َ‬
‫ْ‬ ‫يرﻓﺚ ولﻢ‬
‫ْ‬ ‫ﺣج ولﻢ‬ ‫ﺣديﺚ رﺳولِ اﷲ ( ص ) َ‬
‫‪(:‬ﻓم ْﻦ ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ - 4‬ماذا َيعني‬
‫ﻛيو ِم ولدت ِﻪ أمﻪ )‪.‬‬
‫الحج؟‬
‫ِّ‬ ‫ﻓوائد‬
‫ُ‬ ‫‪َ - ٥ ٦4‬ما‬
‫ِ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮي‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪/‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﻐـﻴـﺒـﺔ‬ ‫ﺗﺤﺮﻳﻢ‬
‫ُ‬
‫ﻟﻠﺸﺮح‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) ‪:‬‬ ‫َ‬
‫ﻗال‬
‫تﺄﻛﻞ‬ ‫ِ‬
‫الحسنات‪ ،‬ﻛما ُ‬ ‫ُ‬
‫لتﺄﻛﻞ‬ ‫مسلﻢ ﱠ‬
‫وإن الﻐيب َة‬ ‫ٍ‬ ‫(إن الﻐيب َة َﺣرا ٌم ﻋلﻰ ِّ‬
‫ﻛﻞ‬ ‫ﱠ‬
‫الحطﺐ)‪.‬‬
‫َ‬ ‫النا ُر‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‬ ‫ﺻدق‬

‫ِ‬
‫اﻟﻜﻠﻤﺎت‬ ‫ﻣﻌﺎﻧﻲ‬

‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫اﻵﺧريﻦ بالسو ِء ﻓي ﻏيابِهﻢ‬
‫َ‬ ‫ذﻛـر‬
‫ُ‬ ‫الﻐيب ُة‬
‫تـُﺬ ِه ُﺐ اﳊسنات وﲤحوهـا‬ ‫ِ‬
‫اﳊسنات‬ ‫ُ‬
‫تـﺄﻛﻞ‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫الحديﺚ الﺸريف مﻦ الﻐيب ِة‪ّ ،‬‬
‫مﺆﻛد ًا‬ ‫ِ‬ ‫يحﺬرﻧا رﺳول اﷲ ( ص ) ﻓي هﺬا‬ ‫‪ّ .1‬‬
‫ﺣرمتها‪،‬وإن الﻐيبة تمحو ﺣسنات مﻦ يﻐتاب الناس ﻓ ُتمحﻰ ﺣسناتﻪ‬
‫ﺣرمها اﷲ‬‫وتﺬهﺐ ﻛما تحرق النار الحطﺐ وﻻ ُتبقي من ُﻪ ﺷيﺌاً‪ ،‬ﻓقد ّ‬
‫تعالﻰ تحريم ًا ﺷديد ًا ِﻓي ﻗول ِﻪ تعالﻰ‪:‬‬
‫ﱫ ! " ‪0 / . - ,+ * ) ( ' & % $ #‬‬
‫‪@ ?> = <; : 9 8 7 6 5 4 32 1‬‬
‫‪٦٥‬‬ ‫‪ D C B A‬ﱪ الحﺠرات‬
‫الميﺖ ﺣرا ٌم ومستقﺬ ٌر والـﻐـيبة‬‫ِ‬ ‫المﺜﻞ للﻐيب ِة ﻷن َ‬
‫أﻛـﻞ‬ ‫َ‬ ‫ﺿرب اﷲ هـﺬا‬‫َ‬ ‫إﻧما‬
‫ﻛﺬلﻚ ﺣرام ﻓي الديﻦ وﻗبيح ِة‪ ،‬ﻓﺸ ّبﻪ اﷲ تعالﻰ مﻦ يﻐتاب الناس بمﻦ يﺄﻛﻞ‬
‫لحﻢ أﺧيﻪ وهوميﺖ وهﺬا ﻏاية البﺸاﻋة‪.‬‬
‫مروا برجﻞ ﻋاﻗبﻪ‬ ‫‪ُ .2‬يروى أن رﺳول اﷲ ( ص ) ومعﻪ جماﻋة مﻦ الناس ﻗد ّ‬
‫النبي ( ص ) لﺬﻧﺐ ارتﻜبﻪ؛ ﻓاﻏتاب رجﻼن منهﻢ ذلﻚ الرجﻞ‪ ،‬ﻓسﻜﺖ‬
‫مـروا بﺠيﻔـة ﺣمار ميﺖ‪ ،‬ﻓﺄﺷار الرﺳول‬ ‫ﻋنهما رﺳول اﷲ ( ص ) ﺣتﻰ ّ‬
‫( ص ) الﻰ جيﻔة الحمار ودﻋاهما الﻰ اﻷﻛﻞ منها ﻓاﺳتﻐرب الرجﻼن مﻦ‬
‫ذلﻚ اﺳتﻐراب ًا ﺷديد ًا واﺷمﺄزت ﻧﻔساهما‪ ،‬ﻓب ّيﻦ لهما النبي ( ص ) أن‬
‫اﻏتيابهما لﺬلﻚ الرجﻞ أﻗﺬر مﻦ أﻛلهما لهﺬﻩ الﺠيﻔة وأﻗبح‪ ،‬وﻓي هﺬا‬
‫وتمحوها ﻛما‬
‫َ‬ ‫ﻋﻈيﻢ ﻋﻦ اﻏتياب الناس ﻷن الﻐيبة ُتﺬهﺐ الحسنات‬ ‫ٌ‬ ‫تنﻔير‬
‫ٌ‬
‫تحرق النار الخﺸﺐ وتمحوﻩ‪ ،‬ﻓحتﻰ لو اﺳتﻐﻔرﻧا منها ﻓلﻦ يﻐﻔر اﷲ لنا إ ّﻻ‬
‫وﻛﺸف‬
‫ُ‬ ‫بعـد أن يﻐﻔـر لنا مﻦ اﻏتبناﻩ‪ ،‬ﻓيﺠﺐ اجتناب ذﻛر ﻋيـوب النـاس‪،‬‬
‫ما ﺳترﻩ اﷲ تعالﻰ ﻋليهﻢ‪.‬‬
‫الحقـد‪ ،‬أو الحسد أوالﻐيـرة وﻋلﻰ المسلﻢ أن‬ ‫ِ‬ ‫‪ .٣‬إن الﻐيب َة تﻜون ﻧتيﺠة‬
‫يتطهـرمﻦ هﺬﻩ الصﻔات الخبيﺜة ‪،‬ﻛما يﺠﺐ ﻋلينا اجتناب اﻻﺳتماع إلﻰ‬ ‫ّ‬
‫ويتحمﻞ إﺛمها‪ ،‬لﺬا‬ ‫ّ‬ ‫الﻐيبـة ‪ ،‬ﻓمﻦ يستمﻊ إلﻰ الﻐيبة يﻜون ﺷريﻜ ًا ﻓيها‬
‫ﻋمﻦ يﻐتابﻪ اﻵﺧرون أو ترك‬ ‫ﻋلينا اجتناب اﻻﺳتماع الﻰ الﻐيبـة والدﻓاع ّ‬
‫المﻜان ‪.‬‬
‫حرمة ﺳواء أﻛاﻧﺖ ﻗو ًﻻ أم ﻓع ً‬
‫ﻼ أم إﺷارة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ﻧعرف أن الﻐيبة ُم ّ‬ ‫بقي أن‬‫َ‬
‫لمعصية اﷲ تعالﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .4‬أﻋﺰائي التﻼميﺬ‪ ...‬ﻛ ﱠلما وﺳوس لﻜﻢ الﺸيطان‬
‫أﺣد وجﺐ ﻋليﻜﻢ اﻻﺳتعاذة باﷲ منﻪ وأن تتﺬﻛروا دوم ًا ما ﻗالﻪ‬ ‫واﻏتياب ٍ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) لمﻦ اﻏتاب ﻏيرﻩ وﻛيف ﺷبهﻪ بمﻦ يﺄﻛﻞ جيﻔة ﺣمار‪،‬‬
‫ﻓﺠميعنا يﻜرﻩ ذلﻚ‪ ،‬لﺬا ﻋلينا أن ﻧبتعد ﻋﻦ الﻐيبة‪ ،‬ﻓعلﻰ الرﻏﻢ مما ﻓيها‬
‫وﻧيﻞ مﻦ أﻋراض الناس‪ ،‬تﻜون الﻐيبة‬ ‫مﻦ معصية ﷲ ولرﺳولﻪ الﻜريﻢ‪ٍ ،‬‬
‫‪ ٦٦‬ﺳبب ًا ﻓي ﻧﺸراﻷﺣقاد والﻜراهية بيﻦ الناس‪.‬‬
‫أﻫﻢ ﻣﺎﻳﺮﺷﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫ذﻛـراﻵﺧريﻦ بالسوء وﻓﻀحهﻢ ﻓي ﻏيابهﻢ‪.‬‬
‫‪1‬ـ الﻐيبة هي ُ‬
‫ﺣرم اﷲ تعالﻰ ورﺳولﻪ الﻜريﻢ ( ص ) الﻐيبة ﺳواء أﻛاﻧﺖ ﻗو ًﻻ أم ﻓع ً‬
‫ﻼ‬ ‫‪2‬ـ لقد ّ‬
‫أم إﺷارة‪.‬‬
‫‪٣‬ـ ّإن ﻓي ارتﻜـاب الﻐيبـة ﺿياﻋ ًا لحسنــاتنا ومعصيـ ًة ﷲ تعالﻰ ولرﺳولﻪ‬
‫الﻜريﻢ ( ص ) وﻧﺸر ًا لﻸﺣقاد والﻜراهية‪.‬‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫وﺿح ذلﻚ‪.‬‬
‫تقتصر الﻐيبة ﻋلﻰ القول باللسان ؟ ّ‬
‫ُ‬ ‫ﻋر ِف الﻐيب َة ‪ ،‬وهﻞ‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫حرم الﻐيبة‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻛتﺐ الحديﺚ الﺸريف واذﻛرآية ﻛريمة ُت ِّ‬
‫‪ -٣‬مامعنﻰ تﺄﻛﻞ الحسنات ﻛما تﺄﻛﻞ النار الحطﺐ؟‬
‫‪ -4‬إذا اﺳتﻐﻔرﻧا اﷲ تعالﻰ ﻓهﻞ يﻐﻔر لنا ؟‬
‫‪ -٥‬هﻞ يﺠوز اﻻﺳتماع الﻰ الﻐيبة؟ وما الﺬي يﺠﺐ ﻋلينا ﻓعلﻪ؟‬
‫‪ -٦‬ما اﻷﺳباب التي تﺠعﻞ بعﺾ الناس يﻐتاب اﻵﺧريﻦ؟‬
‫‪ -٧‬اذﻛر الحادﺛة والتﺸبيﻪ الﺬي ﺷ ﱠبهﻪ رﺳول اﷲ ( ص ) لمﻦ يﻐتاب ﻏيرﻩ‪ ،‬هﻞ‬
‫تﻐتاب أﺣداً‪ ،‬بعد هﺬا التﺸبيﻪ؟‬

‫‪٦٧‬‬
‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪ /‬اﻟﺪرس اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺴﻴ ﱢﺮ‬
‫ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ )ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ اﻟﺴﻼم(‬
‫ﻼ ﺻالح ًا وﻋالم ًا ﻓاﺿ ً‬
‫ﻼ‬ ‫‪ .1‬أ ﱡمﻪ‪ :‬مريـﻢ بنﺖ ﻋمران‪ ،‬وﻛان جدّ ﻩ ﻋمران رج ً‬
‫وﻛاﻧﺖ جدّ تﻪ مﻦ العابـدات الصالحات‪ ،‬ﻛاﻧﺖ تتمنﻰ أن تنﺠﺐ ولد ًا‬
‫ذﻛراً‪ ،‬ﻓلما ﺣملﺖ ﻧﺬرت أن تﺠعﻞ مولودها ﺧـادم ًا لبيﺖ اﷲ‪ ،‬لﻜ ﱠنها‬
‫النبي‬
‫ﱡ‬ ‫ولما مات ﻋمران والد مريﻢ ﻛﻔلها‬
‫ولدت اﻧﺜﻰ وﺳمتها مريﻢ‪ ،‬ﱠ‬
‫زﻛريا (ﻉ) وتو ﱠلﻰ تربيتهـا‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓلما ﻛبرت مريﻢ أﺻبحﺖ تخدم ﻓي بيﺖ اﷲ‬
‫(المقدس)‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻛاﻧﺖ مريﻢ (ﻉ) تق ّية ‪ ،‬ﺻالحة ‪ ،‬تقﻀي ّ‬
‫ﻛﻞ وﻗتها ﻓي ﻋبادة اﷲ تعالﻰ‪ ،‬وﻛان‬
‫وﻓاﻛهة الﺸتاء ﻓي الصيف‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫زﻛريا (ﻉ) يﺠد ﻋندها ﻓاﻛهة الصيف ﻓي الﺸتاء‬
‫ُﻛ ﱠلما دﺧﻞ الﻰ محرابهـا‪ ،‬ﻓيسﺄلها مﻦ َ‬
‫أيـﻦ لﻚ هﺬا يا مريﻢ؟!! ﻓتﺠيبﻪ‬
‫بما ﺣﻜاﻩ تعالﻰ‪ :‬ﱫ‪É È Ç Æ Å Ä Ã Â‬‬
‫‪Ø × Ö Õ ÔÓ Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì ËÊ‬‬
‫‪ è ç æ å ä ã â á àß Þ Ý Ü Û ÚÙ‬ﱪ آل ﻋمران‬
‫‪ .٣‬ﺛﻢ بﺸرتهـا المﻼئﻜة ب َﺄ ﱠن اﷲ اﺧتارهـا مﻦ بيﻦ ﻧساء العالميﻦ ‪ ،‬لتحمﻞ آية‬
‫اﷲ ومعﺠﺰتﻪ ﻧبيـّﻪ ﻋيسﻰ (ﻉ) ‪.‬‬
‫ﱫ‪Ì Ë Ê É È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À‬‬
‫‪ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í‬ﱪ آل ﻋمران‬
‫ِ‬
‫ﺧرجﺖ الصديقة الطاهرة مريﻢ مﻦ المحراب لقﻀاء بعﺾ‬ ‫ﻓﻔي أﺣد اﻷيام‬
‫عﺖ ﺻوتـ ًا ﻓﺈذا بﻪ الملﻚ جبريـﻞ (ﻉ) بهيﺌة رجﻞ‬ ‫ﺷﺆوﻧها‪ ،‬وﻓﺠﺄة ِ‬
‫ﺳم ْ‬
‫يبﺸرها ب َﺄﻧﻪ رﺳول اﷲ إليها َ‬
‫ليهب َها ﻏﻼم ًا ﻃاهر ًا ومبارﻛ ًا ‪.‬‬ ‫‪٦٨‬‬
‫أتﺰوج؟!! أجابها‬
‫تعﺠبﺖ مريﻢ وﻗالﺖ ﻛيف يﻜون لي ولد وأﻧا ﻃاهرة ولﻢ ﱠ‬
‫ْ‬
‫جبرائيﻞ (ﻉ)‪ :‬إِﻧﻪ ُ‬
‫أمر اﷲ‪ ،‬وهو ينﻔﺬ ُﻩ؛ ليﻜون آية للناس ﻋلﻰ ﻗدرتﻪ‬
‫ﻋادت بﻪ إلﻰ ﻗومها‬
‫ْ‬ ‫ﻓحملﺖ مريﻢ بعيسﻰ‪ ،‬ﻓلما ولدتﻪ‬
‫ْ‬ ‫ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ‪،‬‬
‫تحملﻪ ﻓي ﺣياء‪ ،‬واﻧتﺸر الخبر‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻓﻜاﻧﺖ أولﻰ معﺠﺰات ﻋيسﻰ (ﻉ) َأﻧﻪ تﻜ ّلﻢ ﻓي المهد ﻓقال الرﺿيﻊ‬
‫للناس ماﺣﻜاﻩ ﻗولﻪ تعالﻰ‪ :‬ﱫ ‪` _ ^ ] \ [ Z Y‬‬
‫‪lkji hgfedcba‬‬
‫‪ t s r q p o n m‬ﱪ مريﻢ أي اﻧﻪ ﻋبد اﷲ وﻧب ّيﻪ‬
‫ﺷﺐ ﻋيسﻰ ﻋلﻰ ﻃاﻋة اﷲ وﻋبادتﻪ مقيم ًا للصﻼة مﺆدي ًا للﺰﻛاة‬
‫المبارك ‪ّ ،‬‬
‫يدﻋـو‬
‫َ‬ ‫وبار ًا بوالدتﻪ مطيع ًا لها‪ ،‬ﻓلما ﻛبر ﻋيسﻰ (ﻉ) أمرﻩ اﷲ تعالﻰ أن‬
‫الناس إلﻰ ﻋبادتﻪ وتوﺣيدﻩ‪ ،‬و أ ّيدﻩ اﷲ تعالﻰ بمعﺠﺰات ﻛﺜيـرة‪ :‬منها أﻧﻪ‬
‫ﻛان يﻜ ّلﻢ الناس وهو ﻓي المهد‪ ،‬و يصنﻊ مﻦ الطيﻦ ﻛهيﺄة الطير ﺛﻢ ينﻔﺦ‬
‫ﻓيﻪ الروح ُﻓيحييﻪ بﺈذن اﷲ‪.‬‬
‫الطﺐ ومعالﺠ ُة جميﻊ اﻷمراض إ ّﻻ العمﻰ والبرص وهو‬
‫ﱡ‬ ‫‪ .٥‬وﻓي زماﻧﻪ ﺷاع‬
‫(بياض يصيﺐ الﺠسﻢ ﻓيﺸوهـﻪ)‪ ،‬ﻓﻜان ﻋيسﻰ (ﻉ) َيﺸﻔي الناس مﻦ‬
‫اﻷمراض التي ﻋﺠﺰ ﻛبار اﻷﻃبـاء ﻋﻦ ﻋﻼجها‪ ،‬و ﻛان يحيي الموتﻰ بﺈذن‬
‫اﷲ‪ ،‬مما جعﻞ ﻛهنة اليهـود يحاربوﻧﻪ َﻷﻧهﻢ ﺷعروا بخطرﻩ ﻋلﻰ ﻧﻔوذهﻢ‬
‫وﺳلطاﻧهﻢ‪ ،‬ﻓاتﱠهموﻩ بالﻜﺬب‪.‬‬
‫ويﻔﻀح الﻜهن َة الﺬيﻦ ّ‬
‫ﺣرﻓوا‬ ‫ُ‬ ‫اﺳتمر ﻋيسﻰ (ﻉ) ﻓي دﻋوتﻪ ُيـب ِّل ُﻎ ديﻦ اﷲ‬
‫ﱠ‬ ‫‪.٦‬‬
‫ﺸر بمﺠيء ﻧبي مﻦ بعدﻩ اﺳمﻪ (أﺣمد) ( ص ) لﺬلﻚ ﱠ‬
‫ﻗـررالﻜهنـة‬ ‫التوراة‪ ،‬وي ِّب ُ‬
‫‪٦9‬‬
‫وﻧﺠاﻩ مﻦ القتﻞ‬ ‫ﻗتﻞ ﻋيسﻰ‪ ،‬ﻓﺄوﺣﻰ اﷲ اليﻪ بما ﱠ‬
‫ﺧططوﻩ ﺛﻢ رﻓعﻪ الﻰ السماء ّ‬
‫ﻼ ﻛان يريد ﻗتـﻞ ﻋيسﻰ (ﻉ) ألقﻰ ُ‬
‫اﷲ ﻋليﻪ الﺸبﻪ‬ ‫والصلﺐ ﻓقد ﺻلبـوا رج ً‬
‫بعيسﻰ (ﻉ)‪ ،‬لقد ﻛاﻧﺖ وﻻدتﻪ (ﻉ) معﺠﺰة‪ ،‬وﻛﺬلﻚ ر ْﻓع ُﻪ الﻰ السماء‬
‫معﺠﺰة‪ ،‬وﻋيسﻰ (ﻉ) هو أﺣد أولي العﺰم مﻦ الرﺳﻞ (ﻉ) وهو ﺣي ﺳيﻈهر‬
‫ﻓي آﺧر الﺰمان مﻊ اإلمام المهدي (ﻋﺠﻞ ﺍﷲ ﻓﺮﺟﻪ) الﺬي يحارب الﻜﻔرة‬
‫ويقيﻢ دولة اإلﺳﻼم ﻓيمﻸ اﻷرض ﻋد ًﻻ بعدما ُم ِلﺌﺖ ﻇلم ًا وجورا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والﻈالميﻦ‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪َ -1‬مﻦ ﻋمران ؟ وما ﻗصة الـنـﺬر الﺬي ﻧـﺬرتﻪ زوجتـﻪ ؟‬
‫‪ -2‬مﻦ ﻛﻔَﻞ مريﻢ (ﻉ) بعد موت أبيها؟‬
‫‪ -٣‬ما أول معﺠﺰة لعيسﻰ (ﻉ)؟ وماذا ﻗال؟‬
‫‪ -4‬ﻋـدد ﺛﻼث معﺠﺰات لعيسﻰ (ﻉ)‪.‬‬
‫ﻧﺠﻰ اﷲ ﻋيسﻰ (ﻉ) مﻦ القتﻞ ؟‬
‫‪ -٥‬ﻛيف ّ‬
‫‪ -٦‬ﻋـدد ﺛﻼﺛة أﻧبيـاء مﻦ ُأولي العﺰم (ﻉ) واذﻛر ﻛتبهﻢ‪.‬‬

‫‪٧0‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴ ِﺔ‬
‫ّ‬ ‫اﻵداب‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺮاﺑﻌﺔ ‪/‬‬

‫واﻟﺤﺠﺎب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واﻟﺤﺸﻤﺔ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎ ُء‬
‫ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫يوم مﻦ أيا ِم‬ ‫ﺷمﺲ‪ ،‬ﻓي ٍ‬‫ُ‬ ‫وﺷمﺲ ﻓي ﺣديق ِة ِ‬


‫بيﺖ‬ ‫ُ‬ ‫زينﺐ‬
‫الصديقتان ُ‬ ‫ِ‬ ‫جلسﺖ‬‫ِ‬
‫سبح لخال ِقها‪ ،‬وﻛﺄن‬ ‫ﻼ وهي ُت ُ‬ ‫ُ‬
‫وتعﺰف لحن ًا جمي ً‬ ‫تﻐر ُد‬
‫ﺣيﺚ البﻼبﻞ ّ‬ ‫ُ‬ ‫الربيﻊ‬
‫ِ‬
‫ﺷمﺲ بعا ِمها العاﺷر إذ ﻗد أﻛملﺖ تسﻊ ﺳنوات مﻦ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تحتﻔﻞ مﻊ‬ ‫الطبيع َة‬
‫ﺷمﺲ متﺸوﻗة ﻻﺳتﻼم هديتها الصﻐيرة التي وﻋد ْتها أ ُمها‬ ‫ُ‬ ‫ﻋمرها‪ ،‬لقد ﻛاﻧﺖ‬
‫بها ﻓي الليل ِة الماﺿي ِة‪.‬‬
‫ﻋﻦ الهدية التي ﺳتراﻓقها ﻃوال‬ ‫تﻔﻜ ُر وتسﺄل ﻧﻔسها ِ‬ ‫ﺷمﺲ ّ‬ ‫ُ‬ ‫قيﺖ‬
‫لقد َب ْ‬
‫ﺻوت أمها وهي تناديها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺷمﺲ ﻋلﻰ‬ ‫ُ‬ ‫ﻧهﻀﺖ‬
‫ْ‬ ‫ﻋمرها مﺜلما ﻗالﺖ اﻷم؟ ﺛﻢ‬
‫ﺷمﺲ تعالي لتﺄﺧﺬي هديتﻚ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫هيا يا‬
‫ﺷمﺲ‪ :‬ﺣاﺿر أمي‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اﻷم‪ :‬ﺣبيبتي الﻐالية جعﻞ اﷲ أيامﻚ ﻧور ًا وإيماﻧ ًا ‪.‬‬
‫ﺷمﺲ‪ :‬ﺷﻜر ًا لﻚ أمي‪ ،‬واﻵن أيﻦ هديتي؟ ﻓﺄﻧا ﻓي ﺷوق لرؤيتها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اﻷم‪ :‬تﻔﻀلي ُبنيتي‪.‬‬
‫ﻗبلة داﻓﺌة ﻷ ّمها الحنون ‪.‬‬ ‫وﺷوق مﻊ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بلهﻔة‬
‫ٍ‬ ‫ﺷمﺲ الهدية‬ ‫ُ‬ ‫أﺧﺬت‬
‫ْ‬
‫وﺷاح جميﻞ للرأس‪ ،‬وهو ﻋنوان الع ّﻔة‬ ‫ٌ‬ ‫ﻛاﻧﺖ الهدي ُة (ﺣﺠاباً) إﻧﻪ‬ ‫ِ‬ ‫لقد‬
‫والحياء‪.‬‬
‫اﺳتﻔسرت ﻗائلةً‪:‬‬
‫ْ‬ ‫واﺳتﻐربﺖ وبدا ذلﻚ ﻋلﻰ وجهها‪ ،‬ﺛﻢ‬ ‫ْ‬ ‫ﺷمﺲ‬
‫ُ‬ ‫ﻓوجﺌﺖ‬ ‫ْ‬
‫زلﺖ ﺻﻐير ًة ؟!‬ ‫اﻵن يا أمي؟! أما ٌ‬
‫ﺷمﺲ وأجلستها إلﻰ جاﻧبها ﺛﻢ ﻗالﺖ لها‪:‬ﺣبيبتي اليوم‬ ‫ُ‬ ‫أمسﻜﺖ اﻷم بيد‬ ‫ِ‬
‫أﺻبحﺖ ُمﻜلﻔة ﺷرﻋ ًا بتﺄدية العبادات مﻦ ﺻﻼة وﺻوم وﺳائر العبادات‬
‫اﻷﺧرى‪.‬‬
‫‪٧1‬‬
‫ولقد أمر اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ المرأة بالحﺸمة وارتداء الحﺠاب ﺣﻔاﻇ ًا‬
‫ﻛﻞ ﺳوء‪ ،‬إذ ﻗال اﷲ تعالﻰ‪:‬‬ ‫ﻋليها مﻦ ِّ‬
‫ﱫ‪v u t s r q p o n m‬‬
‫‪~ } | { z y xw‬ﮯ ¡ ‪ ¥ ¤ £ ¢‬ﱪ‬
‫اﻷﺣﺰاب ‪.٥9‬‬
‫تعلميﻦ يا ﻋﺰيﺰتي ﺷمﺲ ّأن المﺆمنيﻦ إذا أمرهﻢ اﷲ أمر ًا ﻓعليهﻢ الطاﻋة‪،‬‬
‫ِ‬
‫المحرمات وأﺻون جمالﻚ‬ ‫ﻛنﺰ أريد أن أﺣاﻓﻆ ﻋليﻚ مﻦ‬ ‫يا إبنتي الﻐالية أﻧﺖ ٌ‬
‫أي اﻷﺷيا ِء يوﺿﻊ ﺧلف‬ ‫ﻧﺬهﺐ إلﻰ السوق ﱡ‬
‫ُ‬ ‫ﻋندما‬
‫بالحﺠاب ﻓﺈليﻚ هﺬا المﺜال َ‬ ‫ِ‬
‫تمسﻪ اﻷيدي؟‬‫الواجهات الﺠميلة وﻻ ﱡ‬
‫ﺛميﻦ‪.‬‬
‫وﻛﻞ ٍ‬‫والماس ﱡ‬
‫ُ‬ ‫الﺬهﺐ‬
‫ُ‬ ‫ﺷمﺲ ‪ :‬أﻧ ُﻪ‬
‫تعلميﻦ لماذا؟‬
‫َ‬ ‫اﻷم ‪ :‬ﻓهﻞ‬
‫ويﺠﺐ الحﻔاظ ﻋليﻪ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ﺷمﺲ‪ :‬ﻷﻧّﻪ ﻏالي الﺜمﻦ‬
‫مات‪ ،‬وﻓي‬‫المحر ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الحﻔاظ ﻋليﻚ مﻦ‬ ‫وأﻧﺖ ﻛﺬلﻚ ﻏالية وأريد‬ ‫ِ‬ ‫اﻷم‪:‬‬
‫ﺳتر وﻋﻔ ٌة وﺣيا ٌء‪ ،‬وأريدك ْأن تقتدي بنسا ِء الﺠن ِة ﻛالﺰهرا ِء (ﻉ)‬ ‫ِ‬
‫الحﺠاب ٌ‬
‫ِ‬
‫وأمهات المﺆمنيﻦ (ﺭﺽ)‪.‬‬
‫أﺣﺐ أن أﻛونَ ﻛنﺰ ًا‬
‫ووجﻪ ﺿاﺣﻚ ﺳعيد ـ أﻧا ﱡ‬
‫ٍ‬ ‫راﺿية‬
‫ٍ‬ ‫بنﻔﺲ‬
‫ﺷمﺲ‪ٍ :‬‬‫ُ‬ ‫ﻗالﺖ‬
‫وأن اﻗتدي‬
‫ﺛمين ًا ُيحاﻓﻆ ﻋليﻪ‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫)وبﺄمهات المﺆمنيﻦ‬‫بالﺰهراء(ﻉ‬
‫(ﺭﺽ) واﻵن ﺳاﻋديني أمي ﻋلﻰ‬
‫ارتدائﻪ ‪.‬‬
‫ﺳﺄلﺖ زينﺐ‪ :‬ﺧالتي‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ﺣينها‬
‫ومﻦ تﻜونُ الﺰهراء التي تتحدﺛيﻦ‬
‫‪ ٧2‬ﻋﻦ ﻋﻔتها وﺣيائها؟‬
‫أم ﺷمﺲ ‪ :‬ابنتي العﺰيﺰة‪ :‬الﺰهراء (ﻉ) هي ﻓاﻃمة بنﺖ محمد رﺳـــول‬
‫أﺣﺐ الخلﻖ إليﻪ وأ ﱡمها ﺧديﺠة‬‫وﻛاﻧﺖ ﺳيدتنا ﻓاﻃمة الﺰهراء (ﻉ) ُ‬ ‫ْ‬ ‫اﷲ ( ص )‬

‫قبﺖ بالصديق ِة‬‫واإليمان العﻈيﻢ و ُل ْ‬


‫ِ‬ ‫لﻖ‬
‫الﻜبرى ﻋليها السﻼم‪ ،‬اتصﻔﺖ بالخُ ِ‬
‫لﻚ هﺬﻩ الحادﺛة‪ ،‬اﺳتﺄذن‬ ‫والطاهر ِة والﺰهراء‪ ،‬أما ﻋﻦ ﺧﺠِ لها وﺣيائها ﻓسﺄروي ِ‬
‫وﻛاﻧﺖ ﺳيد ُتنا موجود ًة‬
‫ْ‬ ‫رجﻞ أﻋمﻰ ﻓي الدﺧول إلﻰ بيﺖ رﺳول اﷲ ( ص )‬

‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ‬ ‫الرجﻞ‪ ،‬ﺳﺄلها‬‫ُ‬ ‫ذهﺐ‬‫أﺧتبﺄت و اﺣتﺠبﺖ ﻋنﻪ‪ ،‬ﻓلما َ‬
‫ْ‬ ‫ﻓﺄﺳرﻋﺖ و‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫اﺣتﺠبﺖ ﻋنﻪ وهو أﻋمﻰ؟‬ ‫ليمتحنها بنيتي‪ ،‬لماذا‬
‫ﻓقالﺖ يا رﺳول اﷲ ﻛي ﻻ أرا ُﻩ‪ .‬ﻓاجﺄبها رﺳول اﷲ ليمتحنها إﻧﻪ أﻋمﻰ‪.‬‬
‫ْ‬
‫أﻧﺖ ﺣق ًا بﻀعة‬ ‫ﻓقالﺖ (ﻉ)‪ :‬إن ﻛان ﻻ يراﻧي ﻓﺄﻧا أراﻩ‪َ .‬‬
‫ﻓقال لها ( ص )‪ِ :‬‬ ‫ْ‬
‫بمﺜﻞ هﺬا الحياء ؟!‬
‫ِ‬ ‫رأيﺖ بنيتي امرأ ًة‬‫مني‪ .‬ﻓهﻞ َ‬
‫وﺳﺄﻃلﺐ مﻦ أمي‬
‫ُ‬ ‫زينﺐ‪ :‬ﻻ و اﷲ‪ ،‬ﺷﻜر ًا لﻚ ﺧالتي ﻋلﻰ هﺬﻩ المعلومات‬
‫ْأن تﺸتري لي ﺣﺠاب ًا مﺜﻞ ﺣﺠاب ﺷمﺲ ﻷﻛونَ ﻛنﺰ ًا مصاﻧ ًا واﺣﻈﻰ برﺿا اﷲ‬
‫ورﺳولﻪ‪.‬‬
‫ﻓﺄﻧﺖ ِﻧ ْع َﻢ الصديقة ﻻبنتي‪.‬‬
‫أم ﺷمﺲ‪ :‬بور ِْﻛ ِﺖ بنيتي ِ‬
‫لﻚ أمي ﻋلﻰ هديتﻚ وﻋلﻰ هﺬﻩ المعلومات الناﻓعة ‪.‬‬ ‫ﺷمﺲ ‪ :‬ﺷﻜر ًا ِ‬
‫ﺳرور بنيتي ﻓمﻦ واجبي أن أﺧبرك ﻋﻦ تعاليﻢ ديننا الحنيف‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫اﻷ ُم ‪ِّ :‬‬
‫بﻜﻞ‬
‫لﻜﻞ الﺠسد ﻓﻼﻧرتدي المﻼبﺲ الﻀيقة والﺸﻔاﻓة‬ ‫ﺳتر ِّ‬ ‫الحﺠاب ٌ‬
‫َ‬ ‫واﻋلمي ّأن‬
‫والمﻼبﺲ الﺸبيهة بمﻼبﺲ الرجال وليﺲ هو بﻐطاء للرأس ﻓقﻂ ؛ الحﺠاب‬
‫وﻗبيح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫منﻜر‬
‫ﻋمﻞ ٍ‬ ‫ﻛﻞ ٍ‬ ‫يﻔرض ﻋلينا اﻻبتعاد ﻋﻦ ِّ‬

‫‪٧٣‬‬
‫ﻧﺸﺎط‬
‫مر ﺷمﺲ ﻋندما أﺻبحﺖ مﻜلﻔة ؟‬ ‫‪1‬ـ ﻛﻢ ﻛان ُﻋ ُ‬
‫ﺳتراﻓﻖ ﺷمﺲ ﻃيلة ﺣياتها ؟‬
‫ُ‬ ‫‪2‬ـ ما الهدي ُة التي‬
‫ﺧلف الواجهات الﺠميل ِة؟‬
‫يوﺿﻊ َ‬ ‫ُ‬ ‫أي اﻷﺷيا ِء‬ ‫‪٣‬ـ ﱡ‬
‫‪4‬ـ ما الهدي ُة التي اﻧتﻈر ْتها ﺷمﺲ ؟‬
‫أﻗتدت ﺷمﺲ وﺻديقتها زينﺐ ؟‬ ‫ْ‬ ‫ﺷخصية‬
‫ٍ‬ ‫بﺄي‬
‫‪٥‬ـ ِّ‬
‫الرجﻞ اﻷﻋمﻰ ؟‬ ‫ِ‬ ‫‪٦‬ـ ماﻗص ُة‬
‫دار‬
‫الرجﻞ اﻷﻋمﻰ والحوار الﺬي َ‬
‫ِ‬ ‫ﺳمعﺖ ﻗص َة‬
‫ْ‬ ‫ﻋندما‬
‫‪٧‬ـ مالﺬي ﻗرر ْتﻪ زينﺐ َ‬
‫بيﻦ ﺷمﺲ وأمها؟‬ ‫َ‬
‫للرأس ﻓقﻂ؟‬
‫ِ‬ ‫الحﺠاب ﻏطا ٌء‬ ‫ُ‬ ‫‪٨‬ـ هﻞ‬
‫الحﺠاب ؟‬‫ِ‬ ‫ﻓوائد‬
‫ُ‬ ‫‪9‬ـ ما‬

‫ﻃلبﺖ زينﺐ إلﻰ أمها أن تﺸتري لها ﺣﺠاب ًا لتقتدي بالﺰهرا ِء ﻋليها السﻼم‬
‫‪٧4‬‬
‫اﻟﻜﺮﻳﻢ‬
‫ِ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ /‬اﻟﺪرس اﻷول‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻘﺮآنِ‬
‫ﺳﻮرة اﻟﺸﻤﺲ‬
‫آﻳﺎت اﻟﺤﻔﻆ ‪١٠-١‬‬
‫!" ‪#‬‬

‫ﱫ! " ‪- , + * ) ( ' & % $ #‬‬


‫‪;:987 6543210/.‬‬
‫<=>?@ ‪IHGFEDCBA‬‬
‫‪V UTSRQPONM L KJ‬‬
‫‪_^] \[ZYXW‬‬

‫‪‬‬ ‫`‪ edcba‬ﱪ‬


‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫أﺷرﻗﺖ ﻓي ﱠأولِ ال ﱠنهارِ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫مﺲ إذا‬ ‫ﺿو ُء ﱠ‬
‫الﺸ ِ‬ ‫اها‬
‫َو ُﺿ َح َ‬
‫َتب َِعها‪.‬‬ ‫َت َ‬
‫ﻼ َها‬
‫أﻇهرها‪.‬‬
‫َ‬ ‫َج ﱠ‬
‫ﻼ َها‬
‫ِّ‬
‫يﻐطي ﺿوؤَ ها‪.‬‬ ‫اها‬
‫َي ْﻐ َﺸ َ‬
‫َب َس َطها‪.‬‬ ‫َﻃ َح َ‬
‫اها‬
‫وﺣسﻦ ال ﱠتقوى‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻗبح الﻔُﺠو ِر‬
‫ﻓﺄﻓهمها َ‬ ‫َﻓ َﺄ ْل َه َم َها ُﻓ ُﺠ َ‬
‫ور َها َو َتقْ َو َاها‬
‫‪٧٥‬‬
‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫وﻇﻔر‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻓا َز‬ ‫ﻗد أﻓلح‬
‫ﻧﻔس ُﻪ بالعمﻞ الصالح‪.‬‬
‫ﻃهر َ‬
‫ﱠ‬ ‫َز ﱠﻛ َ‬
‫اها‬
‫َﺧ ِس َر َم ْﻦ َأﺿ ﱠلها و َأ َ‬
‫هلﻜها‪.‬‬ ‫اها‬
‫اب َمﻦ َد ﱠﺳ َ‬
‫َﺧ َ‬
‫بـمﺠاوز ِة اﳊدِّ ﻓي الﻔسا ِد ‪.‬‬ ‫ب َِط ْﻐ َو َاها‬
‫رجﻞ ﻓي ﻗبيل ِة ﺛمود وهو ( ُﻗدار بﻦ‬
‫أﺷقﻰ ٍ‬ ‫َأﺷْ ق َ‬
‫َاها‬
‫ﺳالف) الﺬي َﻋق ََر الناﻗةَ‪.‬‬
‫النصيﺐ من ُﻪ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السقيا ‪ :‬ﱡ‬
‫اﳊﻆ مﻦ املا ِء ‪ ،‬و‬ ‫ﱡ‬ ‫اها‬
‫َو ُﺳقْ َي َ‬
‫ُ‬
‫يسيﻞ الد َم‪.‬‬ ‫ﻓقطعوا ﳊمها ﲟا‬ ‫َﻓ َعق َُر َ‬
‫وها‬
‫ﱠ‬
‫ﻋﺬ َب ﻋﺬا ًبا تا ًّما‪.‬‬ ‫َﻓ َد ْم َد َم‬
‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫‪ .1‬ﱫ ! " ‪1 0 . - , * ) ( & % $‬‬
‫‪ > = < : 9 8 6 5 4 2‬ﱪ‪.‬‬
‫وبالليﻞ‬
‫ِ‬ ‫وبالقمر وبالنها ِر‬
‫ِ‬ ‫الﺸمﺲ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بالﺸمﺲ وبﻀحﻰ‬
‫ِ‬ ‫أﻗسﻢ ر ﱡبنا تعالﻰ‬
‫َ‬
‫الﺸر وﻃريﻖ‬‫ِّ‬ ‫وباﻷرض وبالنﻔﺲ التي ﺧلقها اﷲ ﻓب ّيﻦ لها ﻃريﻖ‬ ‫ِ‬ ‫وبالسما ِء‬
‫الخير‪.‬‬
‫أﺻلحها بطاﻋ ِة ا ِ‬
‫ﷲ‬ ‫َ‬ ‫أﻓلح َم ْﻦ َﻃ ﱠه َر َ‬
‫ﻧﻔس ُﻪ ‪ ،‬و‬ ‫‪ .2‬ﱫ @ ‪ C B A‬ﱪ‪ ،‬ﻗد َ‬
‫ﺻالحا ﻓقد أﺿ ﱠلها‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يعمﻞ‬ ‫ﻧﻔسﻪ وﻻ‬
‫هر َ‬ ‫وباﻷﻋمالِ الصالحة‪ ،‬أ ﱠما الﺬي ﻻ ُي ّط ُ‬
‫وأهلﻜها‪.‬‬ ‫َ‬
‫أﺧبر ﺳبحا َﻧ ُﻪ وتعالﻰ ﻋﻦ‬ ‫َ‬ ‫‪ .٣‬ﱫ ‪ P O N L K J‬ﱪ‬
‫ﺻالح (ﻉ) الﺬيﻦ ﻃلبوا مﻦ ﻧب ّيهﻢ ﺻالح ْأن َ‬
‫يﺄتيهﻢ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺛمود وهﻢ ﻗو ِم‬ ‫‪٧٦‬‬
‫خر َج لهﻢ ﻧاﻗ ًة ﻋﻈيم ًة مﻦ ﺧلف ﺻخرة ووﺻﻔوها‬ ‫بمعﺠﺰةٍ واﻗترﺣوا ْأن ُي ِ‬
‫ﺻالح‬
‫ٌ‬ ‫اﺳتطعﺖ َأن َ‬
‫تﺄتي بهﺬ ِﻩ المعﺠﺰ ِة آمنا بﻚ ‪ ،‬ﻓدﻋا‬ ‫َ‬ ‫لﻪ‪ ،‬وﻗالوا لﻪ ْإن‬
‫ﺻالح‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وأﺧرج لهﻢ ﻧاﻗ ًة ﻛما أرادوها َ‬
‫ﻓقال لهﻢ‬ ‫َ‬ ‫ر ﱡبﻪ ﻓاﺳتﺠاب اﷲ ل ُﻪ‪،‬‬
‫تﺸرب ﻓيﻪ الما ِء ولﻜﻢ يوم ﻓﻼ تﺰاﺣموها ﻓهي‬ ‫ُ‬ ‫ّإن لهﺬﻩ الناﻗة يوم ًا‬
‫معﺠﺰ ُة اﷲ ‪ ،‬إ ِّﻻ أﻧهﻢ ﻃﻐوا ولﻢ يسمعوا ﻛﻼ َم ﻧب ّيهﻢ‪ ،‬ﻓالطﻐيانُ ﺣم َل ُهﻢ ﻋلﻰ‬
‫التﻜﺬيﺐ ﻓﺠاء (ﻗدار بﻦ ﺳالف) وهو المقصود بقولﻪ تعالﻰ (أﺷقاها) أي‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫لسان رﺳولِ‬ ‫ليﻦ ﻋلﻰ‬
‫اﻷو َ‬
‫لعقر الناﻗة‪ ،‬ﻓﺬبحها‪ ،‬وهو أﺷقﻰ ﱠ‬ ‫أﺷقﻰ ﺛمو َد‪ِ ،‬‬
‫اﷲ ( ص )‪.‬‬
‫ﺻالح (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) مﻦ‬
‫ٌ‬ ‫ﻧبي اﷲ‬ ‫‪ .4‬ﱫ‪ W V U T S R‬ﱪ ﱠ‬
‫ﺣﺬ َر ُهﻢ ّ‬
‫تﺸرب مﻦ الما ِء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ﷲ ﻓﻼ تﺬبحوها ﻓدﻋوها‬ ‫التعرض للناﻗ ِة‪ ،‬أي اﺣﺬروا ﻧاﻗ َة ا ِ‬
‫ِ‬
‫ﺻالحا ولﻢ‬
‫ً‬ ‫تﺰاﺣموها ﻓي ِﻪ ﱫ‪[ Z‬ﱪ‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻓﻜﺬ َب القو ُم‬ ‫ُ‬ ‫وﻻ‬
‫ِ‬
‫بالعﺬاب ﻓقتلوا الناﻗ َة ‪.‬‬ ‫تحﺬير ِﻩ إ ﱠياهﻢ‬
‫ِ‬ ‫يلتﻔتوا إلﻰ ﻗو ِل ِﻪ و‬
‫ﻓﺄﻃبﻖ اﷲ‬
‫َ‬ ‫‪ .٥‬ﱫ \ ] ^ _ ` ‪d c b‬ﱪ‬
‫جميعا بقتﻞ الناﻗة وﺣﺜﱡوا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وأهلﻜهﻢ ﻷﻧﱠهﻢ رﺿوا‬ ‫ِ‬
‫بالعﺬاب‬ ‫تعالﻰ ﻋليهﻢ‬
‫ِ‬
‫العصيان‬ ‫تلﻚ المعﺠﺰة ﻓاﺳتح ّقوا بما ارتﻜبو ُﻩ مﻦ‬‫ﻋلي ِﻪ ‪ ،‬وهﻢ مﻦ ﻃلﺐ َ‬
‫أﺣد منهﻢ‪ُ ،‬‬
‫واﷲ ﻻ‬ ‫ِ‬
‫العﺬاب ٌ‬ ‫يﻔلﺖ مﻦ‬
‫ْ‬ ‫ﻋﺬاب اﻻﺳتﺌصالِ ولﻢ‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫والطﻐيان‬
‫ِ‬
‫إهﻼﻛهِ ﻢ‪.‬‬ ‫أﺣد ﻋاﻗبة‬ ‫ُ‬
‫يخاف مﻦ ٍ‬
‫اﻟﺨﻼﺻﺔ‬
‫الﺸمﺲ‬ ‫ِ‬ ‫ﺠﺐ ﺿو ِء‬‫‪ .1‬ﻓي هﺬﻩ اﻵيات يب ّي ُﻦ اﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ ﻗدر َت ُﻪ ﻋلﻰ َﺣ ِ‬
‫وبسﻂ‬‫ِ‬ ‫يﻜﺸف هﺬﻩ الﻈلمة بالنهارِ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫اﻵﻓاق ﺳوداء مﻈلمة ‪ ،‬ﺛﻢ‬‫ُ‬ ‫ﻓ ُتصب ُِح‬
‫الخلﻖ مﻦ اﻻﺳتقرا ِر ﻋليها‪ ،‬ومﻦ ﻗدرت ِﻪ‬‫ُ‬ ‫ليتمﻜﻦ‬
‫َ‬ ‫اﻷرض بﺠع ِلها مسطحة‬ ‫ِ‬
‫ﻃريﻖ‬
‫َ‬ ‫ﻓعر َﻓها‬
‫وﺳوى أﻋﻀاءها‪ ،‬ﱠ‬ ‫النﻔﺲ اإلﻧساﻧي َة ﻓعدﱠ لها ﱠ‬
‫َ‬ ‫ﺧلﻖ‬
‫تعالﻰ أﻧّﻪ َ‬
‫‪٧٧‬‬ ‫الﻔﺠو ِر والتقوى ‪.‬‬
‫التﻜﺬيﺐ‬
‫ِ‬ ‫أﺧبر ﺳبحا َﻧ ُﻪ وتعالﻰ ﻋﻦ ﻗو ِم ﺻالح ‪ ،‬إذ ﺣم َل ُهﻢ الطﻐيانُ ﻋلﻰ‬ ‫‪ُ .2‬ﺛ ﱠﻢ َ‬
‫ﺻالحا ولﻢ يلتﻔ ُتوا‬
‫ً‬ ‫ﻓﻜﺬ َب ﻗو ُم ُﻪ‬ ‫لعقر الناﻗة ‪ ،‬ﱠ‬
‫اﻧبعﺚ أﺷقﻰ ﺛمو َد ِ‬ ‫َ‬ ‫ﺣيﻦ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بالعﺬاب‬ ‫ﻓﺄﻃبﻖ ﻋليهﻢ‬
‫َ‬ ‫بعقرها ﻓقت ُلوا الناﻗ َة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالعﺬاب‬ ‫تحﺬير ِﻩ إ ﱠياهﻢ‬
‫ِ‬ ‫إلﻰ‬
‫ِ‬
‫الطﻐيان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العصيان و‬ ‫وأهلﻜهﻢ بما ارتﻜبو ُﻩ مﻦ‬‫َ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫اﷲ ﺳبحا َﻧ ُﻪ ﻓي السور ِة ؟ لماذا ؟‬ ‫‪ 1‬ـ بِﻢ أﻗسﻢ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻔﺲ اإلﻧساﻧي ِة ؟‬ ‫ﺧلﻖ ال ﱠن ِ‬
‫تدل ﻋلﻰ ِ‬ ‫‪ – 2‬ما اﻵي ُة التي ﱡ‬
‫‪ – ٣‬ما المقصو ُد بقو ِل ِﻪ تعالﻰ ‪ :‬ﱫ < = >ﱪ ؟‬
‫وﻛيف يﻜون ذلﻚ ؟‬ ‫َ‬ ‫ﻧﻔس ُﻪ ؟‬
‫يﺰﻛ َي َ‬ ‫لﻺﻧسان أن ِّ‬
‫ِ‬ ‫يمﻜﻦ‬
‫ُ‬ ‫‪ – 4‬هﻞ‬
‫ذﻧﺐ‬
‫وأي ٍ‬‫‪ُ – ٥‬ذ ِﻛ َر ﻓي السور ِة ﻗو ٌم وﺻﻔهﻢ اﷲ بالطﻐيان ‪َ ،‬مﻦ ُهﻢ ؟ ﱠ‬
‫ارتﻜبوا؟‬
‫‪ – ٦‬ما ﻋاﻗب ُة ﻗو ِم ﺛمود بعد ﻗت ِلهِ ﻢ الناﻗ َة ؟‬
‫ﷲ وﻗدر ِت ِﻪ ﻓي السور ِة ؟‬ ‫تدل ﻋلﻰ ﻋﻈم ِة ا ِ‬ ‫اﻵيات الﻜوﻧي ُة التي ﱡ‬‫ُ‬ ‫‪ – ٧‬ما‬
‫‪ – ٨‬ما معنﻰ ﻗو ِل ِﻪ تعالﻰ ‪ :‬ﱫ ‪d c b‬ﱪ ؟‬
‫ﱫ ! " ‪#‬ﱪ‬

‫‪٧٨‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴ ِﺔ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻌﻘﻴﺪة‬ ‫اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪/‬‬
‫ﻣﻦ أﺳﻤﺎء اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻨﻰ‬
‫المسلميﻦ ﻋلﻰ ْأن يدﻋـو ُﻩ بﺄﺳما ِئـ ِﻪ الحسنـﻰ‪ ،‬ﻓقـال تعالﻰ‪:‬‬ ‫ﺣﺚ ُ‬
‫اﷲ‬ ‫ﱠ‬
‫َ‬
‫ﱫ ‪i h gf e d c b a `_ ^ ] \ [ Z‬‬
‫‪ r q p o n m l k j‬ﱪ اإلﺳراء‪.‬‬

‫وﻓي ﺳورة الحﺸر ‪ :‬ﱫ ´ ‪¾½ ¼ » º¹ ¸ ¶ µ‬‬


‫¿ ‪ É È Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À‬ﱪ الحﺸر‬
‫تحري أﺳما ِء ا ِ‬
‫ﷲ الحسنﻰ وإﺣصائها‬ ‫أتباﻋ ُﻪ ﻋلﻰ ِّ‬
‫النبي ( ص ) َ‬
‫ﱡ‬ ‫رﻏﺐ‬‫وﻗد ﱠ‬
‫ﻋﺰ ﱠ‬
‫وجﻞ بﺄﺳمائﻪ الحسنﻰ‪.‬‬ ‫وﻛان ( ص ) يدﻋو ا َ‬
‫ﷲ ﱠ‬
‫اﻟﻌ ِﻈ ُ‬
‫ﻴﻢ‬ ‫‪َ -١‬‬
‫ومخلوﻗات‬
‫ٍ‬ ‫وﻧﺠوم‬
‫ٍ‬ ‫ﻛواﻛﺐ‬
‫َ‬ ‫الﻜون مﻦ ﺣو َلنا و َما ﻓيﻪ مﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﻧنﻈر إلﻰ‬
‫ُ‬ ‫ﻋندما‬
‫ﺧلﻖ ‪ ،‬ﻓاﷲ‬
‫ﻛﻞ ما َ‬ ‫ﻋﺰ ﱠ‬
‫وجﻞ ﻓي ِّ‬ ‫الخالﻖ ﱠ‬
‫ِ‬ ‫متنوﻋة ﻻ ُتعدﱡ وﻻ ُتحصﻰ ﻧدرك ﻋﻈمة‬
‫ٍ‬
‫هو العﻈيﻢ‪ ،‬ﻗال تعالﻰ ‪:‬‬
‫‪٧9‬‬ ‫ﱫ ‪; : 9 8 76 5 4 3 2 1 0‬ﱪ الﺸورى‬
‫تﺸهد‬
‫ُ‬ ‫وﺣﺠﻢ الﺠبالِ لوجدﻧاها‬
‫ِ‬ ‫اﻷرض‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واﻧبساط‬ ‫اتساع السما ِء‬
‫ِ‬ ‫ﻓلو تﺄملنا ﻓي‬
‫وجﻞ‪.‬‬‫ﻋﺰ ﱠ‬
‫ﻋلﻰ ﻋﻈم ِة ﺧال ِقها‪ ،‬وهو اﷲ ﱠ‬
‫‪ -٢‬اﻟﻠﻄﻴﻒ‬
‫الب ﱡر بعبا ِد ِﻩ‪ ،‬العا ِل ُﻢ بخﻔايا ُأمو ِر ِهﻢ‪ ،‬وﻻ‬
‫اللطيف َ‬
‫ُ‬ ‫ﷲ الحسنﻰ أ ﱠﻧ ُﻪ‬ ‫مﻦ أﺳما ِء ا ِ‬
‫ﺣواﺳهﻢ‪،‬‬ ‫ﱡ‬ ‫ُ‬
‫تدرﻛ ُﻪ‬
‫ﻗال تعالﻰ‪ :‬ﱫ‪= < ;: 9 8 7 6 5‬‬ ‫َ‬
‫>?ﱪ اﻷﻧعام‬
‫الرﺣيﻢ بهﻢ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرﻓيﻖ بعباد ِﻩ‬
‫ُ‬ ‫واللطيف‪:‬‬
‫ُ‬
‫اللطيف ب َﺄوليائﻪ الخبير بهﻢ ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ﻓاﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ هو‬
‫باب التوب ِة‬ ‫ﻓاﷲ يمنحﻚ ّ‬ ‫ُ‬
‫ﻓتح َ‬ ‫ﻛﻞ ما ﻓي ِﻪ الخير لﻚ‪ ،‬ﻓمﻦ لطﻔﻪ تعالﻰ أﻧّﻪ َ‬
‫ليﻐﻔر ﺧطاياهﻢ‪.‬‬‫َ‬ ‫للمﺬﻧبيﻦ‬
‫َ‬
‫‪ -٣‬اﻟﺨﺒﻴﺮ‬
‫مصالح‬
‫ِ‬ ‫بﻜﻞ ﺷيءٍ مﻦ‬ ‫الخبير ومعناﻩ العليﻢ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ﷲ الحسنﻰ أ ﱠﻧ ُﻪ‬‫مﻦ أﺳما ِء ا ِ‬
‫لﻊ ﻋلﻰ ﺣقيق ِة اﻷﺷيا ِء ﻓﻼ تخﻔﻰ‬ ‫العباد‪ ،‬ما ﻧعلﻦ منها وما ﻧخُ ﻔي ِﻪ‪ ،‬ﻓهو ﱠ‬
‫المط ُ‬
‫ﻧﻜ َر ذلﻚ َﻛﻔ ََر‪ ،‬ﻗال تعالﻰ‪:‬‬ ‫ﻛﻞ ﺷيء ومﻦ َأ َ‬ ‫ﻋالﻢ بتﻔاﺻيﻞ ِّ‬ ‫ﻋلي ِﻪ ﺧاﻓيةٌ‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ﱫ‪ Ò Ñ Ð‬ﱪ اﻷﻧعام‪1٨/‬‬
‫بﻜﻞ ما يعملو َﻧ ُﻪ ويﻜسبو َﻧ ُﻪ مﻦ َﺣ َس ٍﻦ وﺳ ِّي ٍﺊ‪،‬‬ ‫ﺧبير ّ‬
‫ٌ‬ ‫ﻓاﷲ ﺳبحاﻧﻪ وتعالﻰ‬
‫ﻛﻞ ذلﻚ‪.‬‬ ‫ذلﻚ ﻋليهﻢ‪ ،‬ليﺠازيهﻢ ﻋلﻰ ِّ‬ ‫ٌ‬
‫ﺣاﻓﻆ َ‬
‫اﻟﻌﻠﻲ‬
‫ﱡ‬ ‫‪-٤‬‬
‫ِ‬
‫مدارك‬ ‫العلي‪ ،‬ومعنا ُﻩ الﺬي ﻋﻼ بﺬا ِت ِﻪ وﺻﻔا ِت ِﻪ ﻋلﻰ‬
‫ﱡ‬ ‫مﻦ أﺳما ِء ا ِ‬
‫ﷲ الحس َنﻰ‬
‫وﻗدر ِت ِﻪ‪،‬‬
‫َ‬ ‫بقهر ِﻩ‬
‫ِ‬ ‫وﻻﺷبيﻪ‪ .‬ﻓيعلو ﻋلﻰ َﺧ ْل ِق ِﻪ‬
‫َ‬ ‫وﺣواﺳهِ ﻢ‪ ،‬ﻓﻼ مﺜيﻞ لﻪ‬
‫ِّ‬ ‫الخ ْل ِﻖ‬
‫َ‬
‫الرﻓعةُ‪ ،‬ﻗال تعالﻰ‪:‬‬‫والعﻼ ُء ِِّ‬ ‫َ‬
‫ﱫ ‪ : 9 8‬ﱪ الﺸورى‪4/‬‬
‫‪٨0‬‬
‫ﻛﻞ ﺷيءٍ ‪ ،‬واﻷﺷيا ُء ﻛ ﱡلها دو َﻧ ُﻪ‪ ،‬ﻷﻧ ُﱠهﻢ ﻓي‬
‫وارتﻔاع ﻋلﻰ ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ﻋلو‬
‫وهو ذو ﱟ‬ ‫أي َ‬
‫ﺳلطا ِﻧ ِﻪ‪ ،‬جاري ًة ﻋليهﻢ ُﻗدر ُت ُﻪ‪ ،‬ﻓﻼيستطيعون ﺷيﺌ ًا إ ِّﻻ بﺈذﻧﻪ ومﺸيﺌتﻪ و َل ُﻪ‬
‫ﻗادر‪.‬‬
‫ﻛﻞ ٍ‬‫العﻈم ُة والﻜبريا ُء‪ ،‬وهو المستعلي ﻋلﻰ ِّ‬

‫ﻧﺸﺎط‬
‫اﺳﻢ ا ِ‬
‫ﷲ ( ‪. ):‬‬ ‫‪ - 1‬ب ِّيﻦ معنﻰ ِ‬
‫واﺣدا مﻦ آﺛار ﻋﻈمة اﷲ تعالﻰ‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ِّ – 2‬‬
‫وﺿح‬
‫ﷲ (=) ‪.‬‬ ‫اﺳﻢ ا ِ‬
‫‪ - ٣‬ب ِّيﻦ معنﻰ ِ‬
‫ﷲ (‪. )Ò‬‬ ‫اﺳﻢ ا ِ‬
‫‪ - 4‬ب ِّيﻦ معنﻰ ِ‬
‫ﷲ (‪. )9‬‬‫اﺳﻢ ا ِ‬
‫‪ - ٥‬ب ِّيﻦ معنﻰ ِ‬
‫‪ -٦‬اذﻛر ﻋﺸرة أﺳماء مﻦ أﺳماء اﷲ الحسنﻰ‪.‬‬

‫‪٨1‬‬
‫ِ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻒ‬ ‫اﻟﻨﺒﻮي‬
‫ﱢ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪ /‬اﻟﺪرس اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﻣﻦ‬

‫ِ‬
‫اﻟﺰراﻋﺔ‬ ‫ﱡ‬
‫اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻟﻠﺤﻔﻆ‬
‫محمد ( ص )‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫النبي‬
‫ﻗال ﱡ‬ ‫َ‬
‫ﻃير أو إﻧسانٌ أو‬ ‫ُ‬
‫ﻓيﺄﻛﻞ منﻪ ٌ‬ ‫يــﺰرع زرﻋـاً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ﻐرس ﻏرﺳ ًا أو‬
‫مسلﻢ َي ُ‬
‫ٍ‬ ‫ما ِم ْﻦ‬
‫ﻻ ﻛان لﻪ بها ﺻدﻗةٌ‪ .‬ﺻدق رﺳول اﷲ ( ص )‬ ‫بهيم ٌة إ ّ‬

‫ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻜﻠﻤﺎت‬

‫معناها‬ ‫الﻜلمة‬
‫ِ‬
‫وﻧبات‪.‬‬ ‫مايﺰرع ﻓي اﻷرض مﻦ ﺷﺠر‬ ‫ﻏرﺳ ًا‬
‫اﳊيوان‪.‬‬ ‫بهيمة‬

‫اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺎم‬
‫ّإن ديننا اإلﺳﻼمي الحنيف يحﺜنا ﻋلﻰ الﺰراﻋة للحﻔاظ ﻋلﻰ ﺣيا ِة اإلﻧسان‬
‫والحيوان والطير‪ ،‬ﻓـﻔي هﺬا الحديﺚ الﺸريف يحﺜّنا رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋلﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ينتﻔﻊ بﻪ إﻧسان أو ﺣيوان أو ﻃير‬ ‫ُ‬ ‫زرع يﺰرﻋـﻪ المسلﻢ ﺛﻢ‬‫ﻓﻜﻞ ٍ‬ ‫الﺰراﻋة‪ ،‬ﱡ‬
‫ﺳيﺠﺰيﻪ اﷲ تعالﻰ أجر ًا وﺻدﻗ ًة ﻋلﻰ زراﻋتﻪ‪ ،‬ﻓمﻦ أراد أن يﺠﺰ َي ُﻪ اﷲ ﺧير ًا‬
‫ويرﺿﻰ ﻋنﻪ‪ ،‬ﻋليﻪ أن يسعﻰ إلﻰ زراﻋة ما ُينتﻔﻊ بﻪ‪.‬‬
‫أﺣد يﺰرع‬
‫يعد ٌ‬ ‫ولو تساءلنا ماذا لو تو ّﻗف اإلﻧسان ﻋﻦ الﺰراﻋة‪ ،‬ولﻢ ْ‬
‫ﻓﻜروا‪ ..‬ما الﺬي ﺳيحصﻞ؟‬ ‫ّ‬
‫جمال ﻓيها وﻻ لونَ ‪ .‬وﺳنﻔقد‬ ‫َ‬ ‫ﺳتﻜونُ الحيا ُة ﻋبار ًة ﻋﻦ ﺻحراء مﻐبرة ﻻ‬
‫الﻜﺜير مﻦ الطعام اللــﺬيﺬ الﺬي ﻧحتاج إليﻪ‪.‬‬
‫وﺳتﻔقد‬
‫ُ‬ ‫واﻧات التي تتﻐﺬى ﻋلﻰ الﺰرع وﻛﺬلﻚ الطيور‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫الح َي‬
‫وﺳتموت َ‬
‫ُ‬
‫‪٨2‬‬
‫ﻛﻞ ذلﻚ ﻓنﻜون ﻓقدﻧا‬ ‫ﺳيحصﻞ ﱠ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وترﺣﻞ ﻋﻦ أرﺿنا ‪ ..‬ﻧعﻢ‬ ‫الطيورمساﻛنها‬
‫الطعام الﺬي يﺄتينا مﻦ الﺰراﻋ ِة وﻓقدﻧا الحيواﻧات والطيور التي ﻧتـﻐﺬى ﻋليها‪،‬‬
‫اﻷرض الخﻀراء الﺠميلة التي ُتسعدﻧا‪.‬‬‫ِ‬ ‫وﺳنﺸعر بالحﺰن لﻐياب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫النباتات ﻓوائد ًا ﻛﺜير ًة ﻓاﻷﺷﺠا ُر واﻷزهار والﺜمار هي مصدر‬ ‫ّإن لﺰراﻋ ِة‬
‫ﻃعامنا وبعﻀها تﻜون مصدر ًا لعﻼجنا مﻦ اﻷمراض‪ ،‬ﻓﻜﺜير مﻦ اﻷدوية‬
‫ﻧستﻈﻞ مﻦ ﺣرارة الﺸمﺲ ووجودها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبﻈﻞ اﻷﺷﺠار‬ ‫يﻜون مصدرها النبات‪،‬‬
‫تمنﻊ الﻐبـار وجمالها يﺠعلنا ﻧﺸعر بالسعادة واإلرتياح‬ ‫ُ‬ ‫الﺠو‪ ،‬وهي‬ ‫يلط ُف ّ‬‫ّ‬
‫ﻓنﻔرح ﻋندما ﻧرى اﻷﺷﺠار وﻧﻔرح أﻛﺜر لرؤية اﻷزهار بﺄلواﻧها الﺠميلــة‪،‬‬
‫اللﺬيﺬ الﺬي جعﻞ اﷲ‬‫ِ‬ ‫العسﻞ‬
‫ِ‬ ‫وﻋطورها الطيـبة ولوﻻ الﺰهـو ُر ماﺣصلنا ﻋلﻰ‬
‫ﻓيﻪ ﻋﻼج ًا لﻜﺜير مﻦ اﻷمراض‪ ،‬لﺬلﻚ ﻛ ّلﻪ يحﺜﱡنا رﺳول اﷲ ( ص ) ﻋلﻰ الﺰراﻋ ِة‬
‫ﻧﻔعها ﻛبير إذ ينتﻔﻊ بها الناس والطيور والحيواﻧات‪،‬‬ ‫ﻓهي مهن ٌة مبارﻛة ﻷن َ‬
‫مرالحيا ُة ﻓوﻋدﻧا رﺳول اﷲ ( ص ) أجر ًا ﻛبير ًا ﻋندما‬ ‫وبﻔﻀﻞ الﺰراﻋة تس َت ُ‬
‫ﻧﺰرع‪ ،‬لﺬا وجﺐ ﻋلينا أن ﻧسعﻰ إلﻰ زراﻋة النباتات‪ ،‬وأن ﻧحاﻓﻆ ﻋليها مﻦ‬
‫ﻻﻧعبﺚ بﺄﻏصان اﻷﺷﺠار وأزهارها؛ ﻷﻧها ﺳبﺐ ﻓي‬ ‫َ‬ ‫ﻧسقيها وأن‬
‫َ‬ ‫التلف وأن‬
‫اﺳتمرارالحياة وجمالها‪.‬‬

‫‪٨٣‬‬
‫أﻫﻢ ﻣﺎﻳﺮﺷﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫‪ّ .1‬إن الﺰراﻋة مهنة مبارﻛة‪.‬‬
‫‪ّ .2‬إن مﻦ يﺰرع زرﻋ ًا وينتﻔﻊ بﺰرﻋﻪ إﻧسانٌ أو ﻃير أو ﺣيوانٌ ﺳيﺠﺰيﻪ ُ‬
‫اﷲ تعالﻰ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ﺛواب زراﻋتﻪ أجر ًا ﺣسنـاً‪.‬‬
‫‪ّ .٣‬إن لﻸﺷﺠار والنباتات والﺜمار واﻷزهار ﻓوائد ﻛﺜيرة‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻋلينا اإلﻋتناء بالنباتات والسعي إلﻰ زراﻋتها‪.‬‬
‫‪ .٥‬زراﻋة النباتات واﻷﺷﺠار تحاﻓﻆ ﻋلﻰ دوام الحياة وجمالها‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪ .1‬ﻛيف ﻧنتﻔﻊ بالمﺰروﻋات؟ اﺷرح ذلﻚ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺣيﻦ يتﻐﺬى الطير والحيوان مما ﻧﺰرﻋﻪ ﺳننتﻔﻊ ﻧحﻦ أيﻀاً‪ ،‬ﻛيف ذلﻚ؟‬
‫وﺿح ﻓوائد النباتات واﻷﺷﺠار ‪.‬‬‫‪ّ .٣‬‬
‫وﺿح ﻓوائد الﺰهور‪.‬‬‫‪ّ .4‬‬
‫‪ .٥‬تﺬبﻞ الﺰهرة ﺣيﻦ ﻧقطعها ويﻀيﻊ جمالها وﻋطرها ‪ ،‬ﻓما الﺬي تﻔعلﻪ ﺣيﻦ‬
‫ترى أﺣد ًا يحاول ﻗطﻊ اﻷزهار؟‬
‫ﺣاولﺖ زراﻋة النباتات ؟ ما اﺳﻢ النبات الﺬي زرﻋتﻪ ؟ وماﻓائدتﻪ؟‬
‫َ‬ ‫‪ .٦‬هﻞ‬
‫‪ .٧‬ارﺳﻢ ﺻورة ﻓيها أﺷﺠار وأزهار وﻃير و إﻧسان وﺣيوان وأﻛتﺐ ﺣديﺚ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص ) ﻓي أﻋلﻰ الصﻔحة‪.‬‬

‫‪٨4‬‬
‫اﻟﻨﺒﻮﻳﺔِ اﻟﻤﻄﻬﺮةِ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺮةِ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ‪/‬‬
‫ﺷﺨﺼﻴﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ُ‬
‫ﺧﺪﻳﺠﺔ اﻟﻜﺒﺮى )ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼم(‬ ‫ُأ ﱡم اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ اﻟﺴﻴﺪة‬
‫وهي ُأ ﱡم‬ ‫(ص)‬‫‪ .1‬ﺧديﺠ ُة بنﺖ ﺧويلد هي زوج ُة الرﺳولِ الﻜر ِﱘ محمد‬
‫ﲔ الﻜبرى‪.‬‬
‫املﺆمن َ‬
‫للعمﻞ بالتﺠارة‪..‬‬
‫ِ‬ ‫تستﺄجر أﻧاﺳ ًا‬
‫ُ‬ ‫وﻛاﻧﺖ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫أﺷراف مﻜة وأﻏنيائها‬ ‫ﻛاﻧﺖ مﻦ‬
‫ْ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﻋم ُر ُﻩ ﺧمسة‬
‫ﻋندما ﻛانَ ُ‬ ‫ﻗبﻞ البعﺜ ِة ّ‬
‫النبوية َ‬ ‫ِ‬
‫وأﻋطﺖ الرﺳول ( ص ) ما ًﻻ َ‬
‫رأت ﻓيﻪ‬
‫الربح‪ ..‬وملا ْ‬
‫ِ‬ ‫ليعمﻞ بالتﺠار ِة بحص ِة مﻦ‬
‫َ‬ ‫وﻋﺸريﻦ ﻋام ًا تقريباً‪،‬‬
‫أﻋﺠبﺖ بﺄﺧﻼﻗ ِﻪ الﻜرﳝ ِة‪ ،‬وﺳمعتﻪ ﱠ‬
‫الطيبة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫العمﻞ‬
‫ِ‬ ‫والنﺠاح ﻓي‬
‫َ‬ ‫اﻷماﻧ َة‬
‫وﻋاﺷﺖ معﻪ زوجة مﺜالية‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص )‬ ‫ﻓتﺰوجها‬
‫الﺰواج‪ّ ..‬‬
‫َ‬ ‫وﻃلبﺖ منﻪ‬
‫ْ‬
‫ﲔ‬ ‫ِ‬
‫ﻛاﻧﺖ السيد ُة أ ُم املﺆمن َ‬ ‫للناس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بعﺚ اﷲ تعالﻰ محمد ًا ( ص ) ﻧب ّي ًا‬
‫وﻋندما َ‬
‫َ‬ ‫‪.٣‬‬
‫أول مﻦ ﺻدّ ﻗﻪ وآمﻦ بﻪ‪.‬‬ ‫ﺧديﺠ ُة الﻜبرى (ع) َ‬
‫بﺬلﺖ أموالها الﻜﺜيرة ﻛ ﱠلها لنصرة الدﻋوة اإلﺳــــﻼمية ومﺆازرة الرﺳـــول‬ ‫‪ْ .4‬‬
‫( ص ) ولﻢ تتوانَ ﻋﻦ ﻧصرتﻪ ﻃيلة ﺣياتها‪.‬‬
‫سمﻰ ِﺷ ِ‬
‫عﺐ‬ ‫مﻜان ُي ّ‬
‫ٍ‬ ‫ﲔ ﻓي‬
‫ﺣاﺻر املﺸرﻛونَ الرﺳول ( ص ) واملسلم َ‬
‫َ‬ ‫وﻋندما‬
‫ﻛاﻧﺖ ﺧديﺠ ُة مﻊ الرﺳولِ ( ص ) ﻃيل َة مدة اﳊصا ِر واملقاﻃع ِة تعاﻧي‬
‫ْ‬ ‫أبي ﻃالﺐ ـ‬
‫الﻔقر واجلوع واﻷذى‪.‬‬
‫وأﺧلصﺖ لﻪ ولﻺﺳﻼ ِم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ﺣ ّب ًا ﻋﻈيماً‪ ،‬ﻛما أﺣ ّبتﻪ هي‬ ‫‪ .٥‬لقَد أﺣبها‬
‫رزﻗﺖ‬
‫ُ‬ ‫وأﺣبهﻦ إلﻰ ﻧﻔس ِﻪ‪ ،‬لﺬا ﻛان يقول‪(( :‬إﻧي‬
‫ّ‬ ‫أﻓﻀﻞ أزواج ِﻪ‬
‫َ‬ ‫وﻛاﻧﺖ‬
‫ْ‬
‫ﺣبها)) ‪.‬‬

‫‪٨٥‬‬
‫بعﺚ لها تحي ًة‬ ‫‪ .٦‬ولمﻜاﻧة السيدة ﺧديﺠة (ﻉ) العﻈيمة‪ّ ،‬‬
‫ﻓﺈن اﷲ ﺳبحاﻧﻪ َ‬
‫منﻪ بوﺳاﻃة جبريﻞ (ﻉ)‪.‬‬
‫النبي ( ص ) َ‬
‫وﻗال لﻪ‪:‬‬ ‫ﻓقد جا َء جبريﻞ (ﻉ) إلﻰ ّ‬
‫َ‬
‫ببيﺖ ﻓي الﺠن ِة مﻦ‬ ‫وبﺸرها ٍ‬ ‫((‪ ..‬اﻗرأ ﻋليها السﻼ َم مﻦ ربِها ومني‪ ،‬ﱠ‬
‫ﻗصﺐ ﻻ ﺻخﺐ ﻓيﻪ وﻻ ﻧصﺐ ))‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أﻓﻀﻞ ﻧسا ِء أهﻞ الﺠنة ﺧديﺠ ُة بنﺖ‬ ‫ُ‬ ‫ﻗال الرﺳول ( ص )‪( :‬‬ ‫لﺬلﻚ َ‬
‫َ‬
‫ومريﻢ بنﺖ ﻋمران‪ ،‬وآﺳية بنﺖ مﺰاﺣﻢ‬ ‫ُ‬ ‫ﺧويلد‪ ،‬وﻓاﻃم ُة بنﺖ محمد‪،‬‬
‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ﺧديﺠ َة وﻓاﻃم َة ابنتﻪ بالﺠن ِة‪.‬‬ ‫امرأة ﻓرﻋون )‪ .‬وهﻜﺬا ِّ‬
‫يبﺸ ُر‬
‫ولدت ﺧديﺠة أوﻻد ًا للرﺳول ( ص ) وأﻓﻀلهﻢ ﻓاﻃمة الﺰهراء‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫‪ .٧‬ولقد‬
‫أﻋوام‪ .‬وﻓــي‬
‫ٍ‬ ‫ﻗبﻞ الهﺠر ِة بﺜﻼﺛ ِة‬
‫توﻓيﺖ أ ﱡم المﺆمنيﻦ ﺧديﺠة (ﻉ) بمﻜةَ‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫‪.٨‬‬
‫ﻋـﻢ رﺳـــول اﷲ ( ص )‬ ‫مــات أبو ﻃالﺐ ّ‬
‫َ‬ ‫ماتﺖ ﻓيﻪ‪،‬‬‫ْ‬ ‫العـا ِم ﻧﻔســـ ِﻪ الﺬي‬
‫معينيﻦ لﻪ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﺧير‬ ‫ِ‬
‫الحﺰن‪ ،‬ﻓقد ﻛاﻧـا َ‬ ‫ِ‬
‫وﻧاﺻ ُرﻩ‪ ،‬لﺬلﻚ ُﺳ ّمي هﺬا العام بعا ِم‬
‫‪ .9‬إن ﺳير َة ﺧديﺠة الﻜبرى المﺜالية تع ّلمنا مﻜاﻧ َة المرأ ِة وﻗيمتها المحترمة‬
‫المستقيﻢ ﻓي الحيا ِة ﻛما ﺳارت‬
‫ِ‬ ‫الطريﻖ‬
‫ِ‬ ‫ﺳارت ﻋلﻰ‬
‫ْ‬ ‫ﻓي اإلﺳﻼ ِم‪ ،‬إذا هي‬
‫ﺧديﺠة‪.‬‬

‫وتتع ّلﻢ منها المرأة المسلمة‬


‫وﺣسﻦ‬ ‫والوﻓاء‬ ‫اإلﺧﻼص‬
‫والﺠهاد‬ ‫للﺰوج‬ ‫المعاﺷرة‬
‫والتﻀحية والصبر ﻋلﻰ اﻷذى‬
‫ﻓي ﺳبيﻞ اﷲ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪٨٦‬‬
‫‪َ - 1‬م ْﻦ السيدة ﺧديﺠة (ﻉ)؟‬
‫بالنبي ( ص )؟‬
‫ِّ‬ ‫ﻛيف التقﺖ السيد ُة ﺧديﺠ ُة (ﻉ)‬
‫‪َ -2‬‬
‫بالنبي ( ص )؟‬
‫ِّ‬ ‫آمنﺖ السيد ُة ﺧديﺠ ُة (ﻉ)‬
‫‪ - ٣‬متﻰ ْ‬
‫بعد إﺳﻼ ِمها؟ ّ‬
‫وﺿح ذلﻚ‪.‬‬ ‫تﺄذت السيدة ﺧديﺠة (ﻉ) َ‬ ‫‪ - 4‬هﻞ ِ‬
‫‪ - ٥‬ما مﻜاﻧ ُة أولﻰ أمهات املﺆمنﲔ؟‬
‫النبي ( ص ) ﻓي ﺣ ِقها؟‬
‫‪ - ٦‬ماذا ﻗال ﱡ‬
‫للنبي ( ص ) ﻋﻦ ﺧديﺠة (ﻋليها السﻼم)؟‬
‫ﱠ‬ ‫ﻗال جبريﻞ‬ ‫‪ - ٧‬ماذا َ‬
‫بعد َ‬
‫ذلﻚ؟‬ ‫النبي ( ص ) َ‬
‫ﻗال ﱡ‬ ‫‪ - ٨‬ماذا َ‬
‫‪ - 9‬ماذا تعرف ﻋﻦ السيد ِة ﺧديﺠة (ﻉ)؟‬
‫ِ‬
‫اﳊﺰن؟‬ ‫‪ - 10‬ما املقصود بعا ُم‬
‫الدرس؟‬
‫ِ‬ ‫‪ - 11‬ماذا ﻧتع ّل ُﻢ مﻦ هﺬا‬

‫‪٨٧‬‬
‫اﻻﻧﺼﺎري (رض)‬
‫ّ‬ ‫ُﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎن‬
‫الﺬيﻦ ﻋاﺷُ وا‬
‫َ‬ ‫أﺻحاب الرﺳولِ الﻜريﻢ ( ص ) العﻈماء‬
‫ِ‬ ‫ﺣﺬيﻔة بﻦ اليمان أﺣد‬
‫(ص)‬ ‫ﻧﺸر الدﻋو ِة اإلﺳﻼمي ِة‪ ،‬وﻧصرة الرﺳــولِ‬
‫ﻓي المدين ِة و ﺳاﻋدوا ﻋلﻰ ِ‬
‫بعﺾ ﺳيرت ِﻪ‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ﻓلنتعرف ﻋلﻰ ِ‬
‫مﻊ رﺳول اﷲ ( ص )‪ ..‬ومعرﻛ َة أﺣد مﻦ‬ ‫َ‬
‫ﺷارك هو وأبوﻩ ﻓي معرﻛ ِة أﺣد َ‬ ‫‪.1‬‬
‫تاريﺦ الدﻋو ِة اإلﺳﻼم ّي ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المعارك المهم ِة ﻓي‬
‫ِ‬
‫ﲔ‬
‫جيﺶ املﺸرﻛ َ‬ ‫َ‬
‫يخترق َ‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول ( ص ) ﺣﺬيﻔة أن‬ ‫أمر‬ ‫ِ‬
‫اﻷﺣﺰاب َ‬ ‫‪ .2‬ﻓي معرﻛ ِة‬
‫وﻛﺸف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺻﻔوف العدوِ‬ ‫َ‬
‫واﺧترق‬ ‫أﺳرارهﻢ‪ ،‬ﻓﺬهﺐ ﺣﺬيﻔةُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫ليﻜﺸف‬
‫َ‬ ‫ليﻼً‪،‬‬
‫أﺳرارهﻢ لرﺳولِ اﷲ ( ص )‪ ..‬وتلﻚ ﺷﺠاﻋ ٌة وتﻀحية مﻦ ِ‬
‫أجﻞ اإلﺳﻼ ِم‬
‫وﻃاﻋ ٌة لرﺳولِ اﷲ ( ص )‪.‬‬

‫‪٨٨‬‬
‫ﱘ (ص‬ ‫ُ‬
‫الرﺳول الﻜر ُ‬ ‫أﺳرﻩ‬
‫ﺳر رﺳول اﷲ ( ص ) ﻓي املناﻓقﲔ ‪ ،‬إذ ّ‬
‫َ‬ ‫ﺻاﺣﺐ ّ‬
‫َ‬ ‫‪ .٣‬ﻛانَ‬
‫ﲔ ّ‬
‫وﺣﺬرﻩ منهﻢ ‪.‬‬ ‫املوجوديﻦ مﻊ املسلم َ‬
‫َ‬ ‫)بﺄﺳما ِء املناﻓق َ‬
‫ﲔ‬
‫الليﻞ‪ ،‬أن‬ ‫َ‬
‫ﺣاول بعﺾ املناﻓقﲔ‪ ،‬ﻓي ﻇﻼم ِ‬ ‫ﻃريﻖ العود ِة مﻦ ﻏﺰو ِة تبوك‬
‫ِ‬ ‫‪ .4‬ﻓي‬
‫(ص)‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ‬ ‫اﻷرض‪ ..‬ﻓعرﻓهﻢ‬
‫ِ‬ ‫ين ِّﻔروا ﻧاﻗ َة الرﺳولِ ( ص ) ل ُتلقيﻪ ﻋلﻰ‬
‫ﻓصاح بهﻢ ﺣﺬيﻔة ﻓابتعدوا ﻋﻦ‬
‫َ‬ ‫ليﻜﺸف مﺆامرتهﻢ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأرﺳﻞ اليهﻢ ﺣﺬيﻔةَ‪،‬‬
‫َ‬
‫الرﺳول ( ص ) لﻢ‬ ‫أﺳماءهﻢ ولﻢ يﻜﺸﻔْ ها ّ‬
‫ﻷن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻓحﻔﻆ‬ ‫ﻃريﻖ الرﺳولِ ( ص )‬
‫ِ‬
‫يﺄذنَ لﻪ ِ‬
‫بﻜﺸﻔها‪.‬‬
‫جعﻞ ﻋمر بﻦ اﳋطاب (رض) ﺣﺬيﻔة والي ًا ﻋلﻰ املدائﻦ ﻓي ِ‬
‫ﻋهد ﺧﻼﻓتﻪ‪،‬‬ ‫‪َ .٥‬‬
‫وبقي والي ًا ﻋليها ﺣتﻰ توﻓي ﻓيها‪ ،‬ﺳنة ﺳﺖ وﺛﻼﺛﲔ هﺠرية‪ ..‬وﻛان ﺷيخ ًا‬
‫ﻛبيراً‪.‬‬
‫الصبر‬
‫ِ‬ ‫الصحابي وﻏيرﻩ مﻦ ﻋﻈما ِء الصحاب ِة ُت َع ِّل ُمنا دروﺳ ًا ﻓي‬
‫ّ‬ ‫‪ .٦‬إن ﺳير َة هﺬا‬
‫ِ‬
‫اﻷﺧﻼق وﻃاﻋة الرﺳولِ ( ص )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واإلﳝان ومﻜار ِم‬ ‫واجلها ِد‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫‪ - 1‬مﻦ ﺣﺬيﻔة بﻦ اليمان؟‬
‫َ‬
‫اﺷترك ﺣﺬيﻔ ُة وأبوﻩ؟‬ ‫أي معرﻛة‬
‫‪ - 2‬ﻓي ِّ‬
‫‪ - ٣‬ما دو ُر ﺣﺬيﻔة ﻓي معرﻛ ِة اﻷﺣﺰاب؟‬
‫ﻓعﻞ المناﻓقونَ بعد ﻋود ِة ّ‬
‫النبي ( ص ) مﻦ ﻏﺰوة تبوك؟‬ ‫‪ - 4‬ماذا َ‬
‫‪ - ٥‬ما دور ﺣﺬيﻔة ﻓي المﺆامرة التي ﻧسﺠها المناﻓقون؟‬
‫ﻋام؟‬
‫اي ٍ‬
‫الصحابي الﺠليﻞ وﻓي ِّ‬
‫ّ‬ ‫‪ - ٦‬أيﻦ توﻓي هﺬا‬
‫‪٨9‬‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴ ِﺔ‬
‫ّ‬ ‫اﻵداب‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺨﺎﻣﺲ‪ :‬ﻣﻦ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﺪرس‬
‫ُ‬

‫اﻟﻨﺎس‬
‫ِ‬ ‫اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬
‫ِ‬ ‫آداب‬
‫ُ‬
‫لــد محبوب يح ﱡبﻪ ويحترمﻪ الﺠميﻊ ‪ّ ،‬إﻻ ّأن أﺧاﻩ مازﻧ ًا لﻢ ْ‬
‫يﻜﻦ‬ ‫أﺣمد َو ٌ‬
‫بالحﺰن والﻐير ِة مﻦ‬
‫ِ‬ ‫يﺸعر‬
‫ُ‬ ‫يﺠلﺲ معﻪ ‪ ،‬مما جعﻞ مازن‬
‫ُ‬ ‫مﺜ َلﻪ‪ ،‬ﻓﻼ َ‬
‫أﺣد يح ّبﻪ أو‬
‫ﺳبﺐ ﺣﺰﻧﻪ ﻗائﻼ‪ :‬مازن أراك‬ ‫ﻻﺣﻆ والدهما ﺣﺰنَ مازن‪ ،‬ﻓسﺄلﻪ ﻋﻦ ِ‬ ‫َ‬ ‫أﺧيﻪ‪ ،‬لقَد‬
‫ﺣﺰين ًا اليو َم يا ولدي ‪.‬‬
‫أﺣمد وﻻيحبوﻧني مﺜلﻪ ؟‬ ‫َ‬ ‫الﺠميﻊ يحﺐ‬
‫ُ‬ ‫أجاب مازن ‪ :‬أبي لماذا‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ﻓعليﻚ‬ ‫يﻦ المعاملة)‬ ‫ُ‬
‫رﺳول اﷲ ( ص )‪( :‬الدِّ ُ‬ ‫اﻷب‪ :‬ولدي مازن‪ ،‬لقد َ‬
‫ﻗال‬
‫الﻜبير‬
‫ِ‬ ‫الناس‬
‫ِ‬ ‫ﺣﺐ‬‫ﻻﺣﻈﺖ ّ‬
‫َ‬ ‫تحﺐ أن يعاملوك‪ ،‬وﻛما‬ ‫ّ‬ ‫الناس ﻛما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تعامﻞ‬ ‫أن‬
‫َ‬
‫تﻼﺣﻆ تصرﻓات ِﻪ التي جعلتﻪ محبوب ًا بيﻦ الناس‪.‬‬ ‫ﻷﺣمد‪ ،‬ﻋليﻚ أن‬ ‫َ‬
‫ويستمﻊ إليهﻢ باهتمام واإلبتسامة تعلو‬
‫ُ‬ ‫أﺣمد يهتﻢ باﻵﺧريﻦ‬ ‫َ‬ ‫مازن‪ّ :‬إن‬
‫وجهﻪ دائماً‪.‬‬
‫تﺠعﻞ المر َء محبوباً‪ ،‬وهناك ﺻﻔات أﺧرى‬‫ُ‬ ‫اﻷب‪ :‬ﻧعﻢ ولدي هﺬﻩ الصﻔات‬
‫الناس ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بيﻦ‬
‫تﺠعلﻚ محبوب ًا َ‬‫َ‬
‫الناس واﺣترامهﻢ ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﺈن‬ ‫ِ‬ ‫ﺣﺐ‬
‫أﺣصﻞ ﻋلﻰ ّ‬‫ُ‬ ‫ﻛيف‬
‫أرجوك أﺧبرﻧي َ‬‫َ‬ ‫مازن‪ :‬أبي‬
‫الناس يﺸعرﻧي بالسعاد ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﺣﺐ‬
‫ّ‬
‫ﻋند‬
‫إليﻚ ولدي أهﻢ التصرﻓات التي تﺠعلﻚ محبوب ًا ومحترم ًا َ‬ ‫َ‬ ‫اﻷب‪:‬‬
‫الناس‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ْ -1‬أن تبدأ بالسﻼم ‪.‬‬
‫ِ‬
‫ومﻼبسﻚ‪ ،‬ﻓالﺸخﺺ المرتّﺐ والنﻈيف يحترمﻪ‬ ‫ِ‬
‫جسمﻚ‬ ‫تهتﻢ بنﻈاﻓ ِة‬
‫‪ْ -2‬أن ﱠ‬
‫الناس ويعﺠبهﻢ التحدث إليﻪ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪90‬‬
‫اﻵﺧريﻦ وﻻتتباهﻰ ﻋليهﻢ‪ ،‬اﺣترمهﻢ يحترموك‪.‬‬
‫َ‬ ‫ﻻتسخر مﻦ‬
‫ْ‬ ‫‪-٣‬‬
‫اهتﻢ بﺰيارة المرﺿﻰ وتم ّنﻰ لهﻢ السﻼمةَ‪.‬‬
‫‪ِ -4‬‬
‫وتواﺳيهﻢ‬
‫َ‬ ‫أﻓراﺣهﻢ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تﺸارﻛهﻢ‬ ‫َ‬
‫ﻋليﻚ أن‬ ‫اﻵﺧريﻦ‪ ،‬بﻞ‬
‫َ‬ ‫ﻋند ِ‬
‫ﺣﺰن‬ ‫ﻻتﻔرح َ‬
‫ْ‬ ‫‪-٥‬‬
‫أﺣﺰاﻧهﻢ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ﻓي‬
‫ﻋﻈيﻢ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أجر‬
‫الناس لها ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪ -٦‬ﻗدّ ِم المساﻋد َة ِلمﻦ يحتاج اليها ّ‬
‫ﻓﺈن مساﻋد َة‬
‫وﻻتﻐتﺐ اﻵﺧريﻦ وﻻتنقﻞْ ماتسمعﻪ مﻦ ٍ‬
‫ﻛﻼم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻻتﻜﻦ ﺛرﺛار ًا أو مﺠاد ًﻻ ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪-٧‬‬
‫الناس بالحسنﻰ والمحب ِة وإياك والﻜﺬب‪.‬‬
‫َ‬ ‫بﺸوش الوج ِﻪ وﻋامﻞ‬
‫َ‬ ‫ﻛﻦ‬
‫‪ْ -٨‬‬
‫َ‬
‫ﻻيعنيﻚ‪.‬‬ ‫يوج ْﻪ إليﻚ‪ ،‬وﻻتتدﺧﻞْ ﻓيما‬
‫ﺳﺆال لﻢ ّ‬
‫ٍ‬ ‫ﻻتﺠﺐ ﻋﻦ‬
‫ْ‬ ‫‪-٨‬‬
‫الناس مﻦ لساﻧﻪ‬
‫ُ‬ ‫ﻓالمسلﻢ هو مﻦ ﺳلـِﻢ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بﻔعلﻚ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بلساﻧﻚ أو‬ ‫‪ -9‬ﻻتﺆ ِذ الناس‬
‫ويدﻩ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ﺳتنال رﺿا اﷲ أوﻻً‪،‬‬ ‫ولدي الﻐالي ِإن التﺰمﺖ بهﺬﻩ اﻷمور التي أﺧبرتﻚ بها‬
‫الناس واﺣترامهﻢ الﺬي يﺸعرك بالسعاد ِة واﻻرتياح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وﺣﺐ‬
‫ّ‬
‫الناس ﻛما أﺧبرتني‪ .‬ﺷﻜر ًا لﻚ أبي ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫اتعامﻞ مﻊ‬ ‫ﺳﺄﺣرص ﻋلﻰ ْأن‬
‫ُ‬ ‫مازن ‪:‬‬
‫ﻧﻔرق بينﻜما‪.‬‬
‫اﻷب‪ُ :‬بورﻛﺖ يا ولدي وأﻋلﻢ أﻧنا ﻧحبﻚ اﻧﺖ واﺧاك وﻻ ّ‬

‫اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‬
‫ﻧحقد ﻋليﻪ أم ﻧﻔرح وﻧقتدي بﻪ ؟‬
‫ُ‬ ‫ﻧﺠد ﺷخص ًا محترم ًا ومحبوب ًا هﻞ‬‫ﻋندما ُ‬ ‫‪1‬ـ َ‬
‫الناس واﺣترامهﻢ ؟‬‫ِ‬ ‫ﺣﺐ‬
‫ﻧحصﻞ ﻋلﻰ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ﻛيف‬
‫َ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫والد مازن ﺣديﺜ ًا ﻧبوي ًا ﻋﻦ ﺣقيق ِة الديﻦ‪ .‬اذﻛرﻩ‪.‬‬
‫ذﻛ َر ُ‬ ‫‪٣‬ـ َ‬
‫الصﻔات التي تﺠعلنا َم َح ﱠﻂ اﺣترام الناس وﺣ ّبهﻢ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بعﺾ‬
‫اذﻛر َ‬ ‫‪4‬ـ ْ‬

‫‪91‬‬






























      
    
92

You might also like