You are on page 1of 96

‫عقود اإليجار بين‬

‫المشروعية في التحصيل‬
‫والتحايل في التوثيق‬

‫العدد الرابع‬
‫سبتمبر ‪ 2018‬م‬ ‫مجلة فصلية تصدرها بلدية مسقط ‪ -‬سلطنة ُعمان‬

‫نائب األمين العام للمجلس األعلى للتخطيط ‪:‬‬


‫رؤية عمان ‪ 2040‬تستشرف نقلة نوعية‬
‫في مصادر الدخل بعيد ًا عن النفط‬

‫«العريمي بوليفارد»‬
‫واجهة حديثة للتسوق‬
‫والترفيه بمسقط‬

‫مختبر بلدية مسقط‬ ‫دار األوبرا السلطانية‪..‬‬


‫ركيزة وضمان لسالمة األغذية‬ ‫منارة ثقافية تطل على فنون العالم‬
‫كلمة العدد‬

‫خدمات بلدية بين المنفعة والحق العام‬


‫ت�سعى كافة امل�ؤ�س�سات اخلدمية �إىل حتقيق اجلودة يف تنفيذ‬
‫امل�شاريع وتقدمي اخل��دم��ات‪ ،‬مبا ي�ضمن لها ال�ت��د ّرج يف حتقيق‬
‫�أولوياتها‪ ،‬واالنتقال لتو�سعة خدماتها وم�شاريعها �ضمن خطط‬
‫م�ستقبلية مدرو�سة‪� .‬إال �أن هناك عوامل البد من توافرها لإجناح‬
‫هذه امل�ساعي؛ منها التقيد بالقوانني املنظمة‪ ،‬والوفاء بااللتزامات‬
‫املالية الناجتة عن اخلدمات والأن�شطة املختلفة‪ ،‬ف�ض ًال عن �أهمية‬
‫ال�شراكة والدعم املجتمعي من قبل كافة القطاعات يف تطوير‬
‫قطاعات البنية الأ�سا�سية‪ ،‬الأمر الذي ينعك�س يف تقليل الأعباء‬
‫على امل�ؤ�س�سة‪ ،‬ويحقق العدالة وال�سرعة يف توفري املنافع اخلدمية‬
‫المهندس‪ /‬محسن بن محمد الشيخ‬ ‫وتعميمها‪.‬‬
‫رئيس بلدية مسقط‬ ‫وتعترب اخلدمات والأن�شطة املتعلقة بقطاع املباين ال�سكنية‬
‫التي تنظمها بلدية م�سقط من م�صادر الدخل والدعم يف ذات‬
‫الوقت‪ ،‬فهي تعمل على تنظيم هذه العالقة‪ ،‬وت�سهيل هذه اخلدمات‬
‫�إن ظاهرة التهرب من ت�سجيل عقود الإيجار هي �إحدى‬ ‫للمجتمع‪ ،‬ومبا ي�ضمن للبلدية االنتفاع من ر�سومها املي�سرة يف‬
‫�أ�شكال حجب املنفعة العامة‪ ،‬كما �أنها من �أكرث حتديات‬ ‫تلبية وت�سخري متطلبات �أخرى �سوا ًء للأفراد �أو لقطاع الأعمال‬
‫العمل البلدي الذي ي�سعى من خاللها �إىل تنظيم العالقة‬ ‫التجارية‪ ،‬ولذلك ف�إن عدم �سداد الر�سوم اخلا�صة بتلك اخلدمات‬
‫الإيجارية‪ ،‬والتي تُعد يف املقام الأول �ضمان ًا لطريف هذه‬ ‫ُيعد عائق ًا للتو�سع يف اخلدمات امل�ستقبلية‪ ،‬وتطوير القائم حالي ًا‪،‬‬
‫العالقة من �أجل الوفاء باحلقوق و�أداء االلتزامات‪ ،‬دون‬ ‫كما �أنه ال ُيحقق مبد�أ امل�ساواة من االنتفاع بحق املنفعة العامة؛‬
‫�إح��داث �أي تغيري يف عقد الإي�ج��ار �أو ا�ستعماله‪ ،‬بحيث‬ ‫�إذ يت�ساوى امل�ساهم يف خطط امل�ؤ�س�سة وامللتزم بنظمها؛ مع‬
‫ي�ضر مب�صلحة �أح��د ال�ط��رف�ين‪ ،‬وه��ي م�سائل يجب �أن‬ ‫الذي ينظر لعدم �أهمية تلك النظم �إال كجباية يتهرب من دفعها‬
‫ُينظر لأهميتها بنا ًء على احتمالية حدوث النزاعات يف‬ ‫و�سدادها‪ ،‬دون �إدراك بحقيقة الأمر على �أنه قبل �أن يكون التزاما‬
‫حال عدم توثيق تلك العقود‪� ،‬أو التقيد بالإجراءات التي‬ ‫هو واج��ب ‪-‬بحكم القانون‪ ،-‬فهو عائد يحقق للفرد وملجتمعه‬
‫تنظمها الأوام��ر املحلية لبلدية م�سقط‪ ،‬والتي راعت من‬ ‫ا�ستثما ًرا م�ستقبل ًيا يف اخلدمات‪.‬‬
‫خاللها املنفعة الفردية وامل�ؤ�س�سية‪ ،‬وحق املجتمع العام‬ ‫وتنظيم ًا للجوانب املتعلقة بخدمات عقود الإيجار‪ ،‬فقد �أجرت‬
‫من اخلدمات البلدية‪ ،‬والتي ت�ضمن التكافل االجتماعي‬ ‫بلدية م�سقط العديد من اخلطوات لتب�سيط �إج��راءات احل�صول‬
‫وال�شراكة امل�ؤ�س�سية من خالل امل�ساواة يف توزيع اخلدمات‬ ‫على هذه اخلدمة �أو اال�ستف�سار عنها �سوا ًء عرب قاعات خدمات‬
‫وتطويرها‪.‬‬
‫املراجعني �أو خدماتها الإلكرتونية املوفرة عرب املوقع‪ ،‬كما تعمل‬
‫قطاعات البلدية م ًعا من �أجل تطوير �أنظمتها التي ت�ضمن كفاءة‬
‫عالية يف ت�سجيل العقود؛ لتقليل خماوف �أو خماطر التهرب عنها‪،‬‬
‫وذلك مبراعاة اجلوانب القانونية والإجرائية والتقنية بالإ�ضافة‬
‫لتطوير الت�شريعات البلدية املنظمة‪ ،‬ا�ستنادًا �إىل املر�سوم ال�سلطاين‬
‫رقم ‪ 89/6‬ب�ش�أن تنظيم العالقة بني مالك وم�ست�أجري امل�ساكن‬
‫واملحال التجارية وال�صناعية وت�سجيل عقود الإيجار اخلا�صة بها‪.‬‬
‫الفهرس‬

‫عمان ‪2040‬‬‫رؤية ُ‬
‫تستشرف نقلة نوعية في تنويع‬
‫بعيدا عن النفط‬
‫ً‬ ‫مصادر الدخل‬ ‫‪4‬‬

‫عقود اإليجار‬
‫بين المشـــــروعيـة فـــي‬
‫التحصيل والتحايل في التوثيق‬

‫‪12‬‬
‫دار األوبرا السلطانية ‪..‬‬
‫منارة ثقافية تطل على‬
‫فنون العالم‬
‫‪20‬‬

‫استنزاف المياه الجوفية في محافظتي الباطنة‬ ‫‪34‬‬


‫مكتبات المدن والثورة التكنولوجية‬ ‫‪63‬‬
‫التحكيم في عقود المقاوالت‬ ‫‪56‬‬
‫الكسوف بين التاريخ والعلم‬ ‫‪80‬‬

‫‪2‬‬
‫مجلة فصلية‬
‫تصدرها بلدية مسقط‬
‫سلطنة عُمان‬

‫العدد الرابع‬
‫سبتمبر ‪ 2018‬م‬

‫المشرف العام ورئيس التحرير‬

‫معالى المهندس‬
‫محسن بن محمد الشيخ‬
‫رئيس بلدية مسقط‬

‫مدير التحرير‬
‫الدكتور‪ /‬سهيل بن سالم الشنفري‬

‫المحررة المسؤولة‬
‫‪28‬‬
‫محبوبة بنت حمد الصباحية‬ ‫ينابيع متدفقة في مسقط تبعث الحياة‬
‫هيئة التحرير‬ ‫على مر األعوام‬
‫إبراهيم بن سعيد الحسني‬
‫أنيسة بنت محمد العوفية‬

‫المراجعة اللغوية‬
‫سعيد بن خلفان الناعبي‬

‫التصوير الفوتوغرافي‬ ‫‪42‬‬


‫عصام بن موسى الزدجالي‬
‫العريمي بوليفارد ‪ ..‬واجهة حديثة‬
‫مسؤول التسويق واإلعالن‬
‫طاهر بن خلفان الصباحي‬
‫للتسوق والترفيه بمسقط‬
‫التنسيق والمتابعة‬
‫مازن بن ناصر الحسيني‬

‫المراسالت‬

‫باسم مدير تحرير مجلة مسقط‬


‫إدارة اإلعالم والتوعية‬
‫ص‪.‬ب ‪ 79‬الرمز البريدي ‪1 00‬‬
‫‪66‬‬
‫مسقط ‪ -‬سلطنة ُعمان‬ ‫مختبر بلدية مسقط ‪..‬‬
‫موقع بلدية مسقط على االنترنت‬ ‫ركيزة وضمان لسالمة األغذية‬
‫‪www. m m . gov. om‬‬

‫البريد اإللكتروني للمجلة‬


‫‪Mu scat-ma gaz ine@m m . gov. om‬‬

‫جميع اآلراء الواردة في المجلة تعبر عن وجهة‬


‫نظر كاتبيها وال تعبر بالضرورة عن رأي المجلة‬

‫‪3‬‬
‫ضيف العدد‬

‫نائب األمين العام للمجلس األعلى للتخطيط‪:‬‬

‫رؤية ُعمان‬
‫‪2040‬‬
‫تستشرف نقلة نوعية في تنويع مصادر‬
‫بعيدا عن النفط تشمل التوسع في‬
‫ً‬ ‫الدخل‬
‫القطاعات الواعدة لتنمية االقتصاد‬
‫السلطنة إل��ى تطبيق االستراتيجيات الوطنية الرامية إل��ى تحقيق التنمية‬
‫الشاملة في شتى القطاعات‪ ،‬مع مراعاة المتغيرات االقتصادية واالجتماعية‬ ‫تسعى‬
‫والتنموية وغيرها‪ ،‬وتستشرف في المرحلة القادمة رؤية ُعمان ‪ 2040‬لتكون‬
‫بذلك جس ًرا يربط الحاضر بالمستقبل لتحقيق التقدم الشامل للمجتمع‪ .‬ويضع المجلس‬
‫األعلى للتخطيط السياسات الالزمة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬إلى جانب دوره في إيجاد‬
‫اآلليات التي من شأنها تطبيق تلك االستراتيجيات والسياسات‪ ،‬وصو ًلا إلى تحقيق التنوع‬
‫االقتصادي واالستغالل األمثل للموارد الطبيعية والبشرية المتاحة‪.‬‬
‫» لقاء خاص مع نائب األمين العام للمجلس األعلى للتخطيط‬ ‫في هذا اإلطار كان لـــ «‬
‫سعادة طالل بن سليمان الرحبي للحديث عن تفاصيل رؤية عمان ‪ ،2040‬ومرتكزات الخطة‬
‫الخمسية التاسعة‪ ،‬والنتائج المرتقبة لإلستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية‪ ،‬وأبرز القضايا‬
‫المشتركة مع بلدية مسقط وتفاصيل أخرى‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مبا يحقق �أهداف التنمية امل�ستدامة‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬ ‫تنمية شاملة‬
‫دوره يف و�ضع الإ�سرتاتيجية العمرانية لل�سلطنة‪،‬‬
‫و�إقرار ال�سيا�سة العامة للتخطيط العمراين يف‬ ‫�أو��ض��ح �سعادة ط�لال ب��ن �سليمان الرحبي‬
‫تتبنى رؤية ُعمان‬ ‫�ضوء خطط التنمية املعتمدة‪ ،‬ووف ًقا لالعتبارات‬ ‫نائب الأم�ين العام للمجل�س الأعلى للتخطيط‬
‫ب ��أن املجل�س يتوىل و�ضع �إ�سرتاتيجية وطنية‬
‫‪ 2040‬النهج التشاركي‬ ‫االق�ت���ص��ادي��ة واالج�ت�م��اع�ي��ة وال�ب�ي�ئ�ي��ة‪ ،‬وو��ض��ع‬
‫�إ�سرتاتيجية وطنية للإح�صاء واملعلومات‪� ،‬إىل‬ ‫�شاملة للتنمية طويلة امل��دى يف �ضوء امل��وارد‬
‫خالل مراحل تطوير‬ ‫جانب و�ضع معايري لتحديد �أولويات م�شروعات‬ ‫الطبيعية والب�شرية املتاحة‪ ،‬واحتياجات التنمية‬
‫امل�ستدامة‪ ،‬وحتديد الر�ؤية امل�ستقبلية والتوجهات‬
‫التنمية و�أ� �س��ال �ي��ب التخطيط ال�ت�ن�م��وي؛ مبا‬
‫المشروع‪ ،‬بمشاركة‬ ‫ي�ضمن حتقيق التوازن بني البعدين االقت�صادي‬ ‫العامة والآليات الالزمة لتنفيذ الإ�سرتاتيجيات‪،‬‬
‫كافة القطاعات‬ ‫واالجتماعي للتنمية‪ ،‬و�إقرار امليزانية الإمنائية‬
‫ال�سنوية‪ ،‬وم�شاريع خطط التنمية اخلم�سية‬
‫الفاعلة ذات العالقة‬ ‫واعتماداتها املالية‪ ،‬ف�ضلاً عن قيامه ب�إجراء‬
‫تقييم دوري ل�لا��س�ترات�ي�ج�ي��ات وال� ��ر�ؤى‬
‫في الدولة‬ ‫امل�ستقبلية والتوجهات العامة واخلطط‬
‫اخلم�سية مبراعاة املتغريات االقت�صادية‬
‫واالج �ت �م��اع �ي��ة وغ�يره��ا م��ن امل �ت �غ�يرات‪،‬‬
‫نمو مساهمة‬ ‫وو�ضع �أ�س�س التعاون االقت�صادي لل�سلطنة‬
‫األنشطة غير النفطية‬ ‫مع ال��دول واملنظمات الإقليمية والدولية‪.‬‬
‫ويتبع للمجل�س �إدار ًيا كل من الأمانة العامة‬
‫في الناتج المحلي‬ ‫للمجل�س الأعلى للتخطيط واملركز الوطني‬
‫للإح�صاء واملعلومات‪.‬‬
‫اإلجمالي حسب‬
‫النتائج األولية لعام‬
‫‪ 2016‬بنسبة ‪% 0,6‬‬
‫مقارنة بعام ‪2015‬‬

‫المشاركة في‬
‫مراجعة الخطط‬
‫القطاعية لبلدية‬
‫مسقط‪ ،‬والبرنامج‬
‫االستثماري المقترح‬

‫‪5‬‬
‫العمرانية‪ ،‬وخطة التنمية اخلم�سية التا�سعة‪،‬‬ ‫عمان ‪2040‬‬
‫ُ‬
‫والتقارير وامل��ؤ��ش��رات الدولية املتعلقة بركائز‬
‫الر�ؤية‪ ،‬وخمرجات مكتب الر�ؤية ‪.2040‬‬ ‫وح��ول �إع ��داد وت�شكيل ال��ر�ؤي��ة امل�ستقبلية‬
‫ل� ُع�م��ان ‪ ،2040‬و�أه� ��م امل�ع�ط�ي��ات وامل��رت �ك��زات‬
‫و�أ���ض��اف ��س�ع��ادت��ه‪ :‬ومب��ا �أن �إع� ��داد ر�ؤي��ة‬ ‫التي تت�ضمنها‪ ،‬فقد �ص ّرح �سعادة نائب الأمني‬
‫م�ستقبلية للتنمية امل���س�ت��دام��ة ُي�ع��د م��ن �أه��م‬ ‫ً‬
‫تنفيذا‬ ‫العام للمجل�س الأعلى للتخطيط قائلاً ‪:‬‬
‫الآليات التي تعتمد عليها الدول لتحقيق التقدم‬ ‫للتوجيهات ال�سامية حل�ضرة �صاحب اجلاللة‬
‫ال�شامل ملجتمعاتها‪ ،‬حيث مل تعد نه�ضة الأمم‬ ‫ال�سلطان قابو�س بن �سعيد املعظم ‪-‬حفظه اهلل‬ ‫اإلستراتيجية الوطنية‬
‫تخ�ضع للتطور التلقائي ح�سب ال �ظ��روف‪ ،‬بل‬
‫�أ�صبحت تعتمد على ر�ؤي��ة وا�ضحة تُقيم ج�س ًرا‬
‫ورعاه‪ -‬ب�ضرورة بلورة و�صياغة الر�ؤية امل�ستقبلية‬ ‫للتنمية العمرانية‬
‫ُعمان ‪ 2040‬بدقة عالية وتوافق جمتمعي وا�سع؛‬
‫بني احلا�ضر وامل�ستقبل‪ ،‬وتعتمد على التخطيط‬ ‫بحيث ت�ستوعب الواقع االجتماعي واالقت�صادي‪،‬‬ ‫تهدف لتمكين‬
‫ال�سليم حل�شد الطاقات الوطنية وتوجيهها نحو‬
‫الهدف املطلوب‪ .‬وعليه ف��إن الر�ؤية هي ت�صور‬
‫وت�ست�شرف امل�ستقبل مبو�ضوعية‪ ،‬ف�إن التح�ضري‬
‫للر�ؤية امل�ستقبلية ‪ ،2040‬هو ا�ستكمال للعمل‬
‫التخطيط الشامل‪،‬‬
‫منطقي وعملي ملا �ستكون عليه ال�سلطنة عام‬ ‫ال�ت�ن�م��وي ال �ط �م��وح‪ ،‬وال �ت��وج �ه��ات امل�ستقبلية‬ ‫وتوجيهه نحو‬
‫‪ ،2040‬يتم بلورته مب�شاركة جمتمعية وا�سعة‪،‬‬ ‫لل�سلطنة مبا ين�سجم مع الأهداف العاملية للتنمية‬
‫حكومة وق�ط��اع خا�ص وجمتمع م��دين‪ ،‬مب��ا يف‬ ‫امل�ستدامة‪.‬‬ ‫االستدامة في مختلف‬
‫ذلك الهيئات ال�شبابية وجمعيات املر�أة ال ُعمانية‪،‬‬
‫ويقوم على حتليل وتقييم الو�ضع الراهن بواقعية‪،‬‬ ‫م�ش ًريا �إىل �أن عملية �إعداد الر�ؤية امل�ستقبلية‬ ‫محافظات السلطنة‪،‬‬
‫�دد م��ن املنطلقات‬ ‫ُع�م��ان ‪ 2040‬ت�ستند على ع� ٍ‬
‫وا�ستخدام املنهجيات العلمية ال�ست�شراف ما‬
‫الأ�سا�سية تتمثل بالأولويات الوطنية لل�سلطنة‪،‬‬ ‫ومن المؤمل االنتهاء‬
‫�سيكون عليه الو�ضع االقت�صادي واالجتماعي‬
‫لل�سلطنة عام ‪ ،2040‬م�ستفيدين من نتائج تقييم‬
‫وت�ق��ري��ر امل��وج�ه��ات الرئي�سية ل�صياغة ال��ر�ؤي��ة‬ ‫منها في النصف الثاني‬
‫امل�ستقبلية ُعمان ‪ ،2040‬والربنامج الوطني لتعزيز‬
‫الو�ضع الراهن‪ ،‬والآليات امل�ساعدة لتحقيقه يف‬
‫�ضوء املحركات واملقومات املتوافرة‪ ،‬وتلك التي‬
‫التنويع االقت�صادي «تنفيذ»‪ ،‬وخمرجات جلان‬ ‫من عام ‪2019‬‬
‫وفرق عمل الر�ؤية ‪ ،2040‬والدرا�سات والتقارير‬
‫ميكن توفريها‪ ،‬وت�أخذ بعني االعتبار التطورات‬ ‫الإ� �س�ترات �ي �ج �ي��ة‪ ،‬ودرو� � ��س ر�ؤي� ��ة ُع �م��ان ‪2020‬‬
‫املحلية والإق�ل�ي�م�ي��ة وال �ع��امل �ي��ة‪ ،‬وت�ستفيد من‬ ‫ومنجزاتها‪ ،‬و�أه��داف التنمية امل�ستدامة ‪2030‬‬
‫التجارب الدولية‪.‬‬ ‫ال�صادرة من قبل الأمم املتحدة‪ ،‬والإ�سرتاتيجيات‬
‫و�أ�شار �سعادته‪ :‬ب�أن ر�ؤية ُعمان ‪ 2040‬تتبنى‬ ‫القطاعية‪ ،‬والإ��س�ترات�ي�ج�ي��ة الوطنية للتنمية‬

‫‪6‬‬
‫والإجراءات الواجب اتخاذها على املدى الق�صري‬
‫واملتو�سط‪ ،‬للو�صول �إىل تلك الأه��داف‪ ،‬و�آليات‬
‫التدخل يف حال طر�أ تغري على املعطيات املحلية‬
‫والإقليمية والدولية التي ت�ؤثر على م�سار التنمية‬
‫امل�ستهدف‪.‬‬
‫الخطة الخمسية التاسعة‬
‫وع ��ن �أع� �م ��ال اخل �ط��ة اخل�م���س�ي��ة التا�سعة‬
‫وحم��اوره��ا والنتائج التي حتققت خ�لال الفرتة‬
‫املن�صرمة م��ن اخل�ط��ة‪� ،‬أو��ض��ح �سعادته‪ :‬تعترب‬
‫خطة التنمية اخلم�سية التا�سعة ‪2020-2016‬‬
‫هي احللقة الأخ�يرة واملكملة للر�ؤية امل�ستقبلية‬
‫لالقت�صاد ال� ُع�م��اين ُع�م��ان ‪ ،2020‬وه��ى بذلك‬
‫متهد الطريق للإعداد للر�ؤية امل�ستقبلية ‪،2040‬‬
‫حيث واك��ب �إع��داد اخلطة ع��دد من املتغريات‪،‬‬
‫ويف مقدمتها تقلبات �أ�سعار النفط‪ ‬يف الأ�سواق‬
‫العاملية‪ ،‬الأمر الذي تطلب و�ضع خطة قادرة على‬ ‫عقد ور���ش عمل يف كافة حمافظات ال�سلطنة‬ ‫النهج الت�شاركي خالل مراحل تطوير امل�شروع‪،‬‬
‫مواكبة تلك التغريات‪ ،‬وا�ستحداث نقلة نوعية يف‬ ‫بهدف اطالعهم على ما مت حتديده من ق�ضايا‬ ‫والذي ي�ضمن م�شاركة كافة القطاعات الفاعلة‬
‫تنويع م�صادر الدخل بعيدًا عن النفط‪ ،‬بحيث‬ ‫رئي�سية‪ ،‬وت�ضمني مقرتحاتهم ومرئياتهم حول‬ ‫ذات العالقة يف ال��دول��ة‪ ،‬واملتمثلة يف �شرائح‬
‫ي�شمل التو�سع يف القطاعات ال��واع��دة لتنمية‬ ‫التوجهات امل�ستقبلية والغايات (الأهداف بعيدة‬ ‫وا�سعة م��ن امل��واط�ن�ين ال��ذي��ن يعتربون �أ�سا�س‬
‫االقت�صاد‪ ،‬وتبني م�شاريع �إنتاجية ق��ادرة على‬ ‫املدى) يف ظل ال�سيناريوهات املحتملة‪.‬‬
‫توفري فر�ص العمل‪ ،‬وتعزيز املوارد املالية للدولة‬ ‫التنمية‪ ،‬ف�ضلاً عن القطاعات احلكومية و�شبه‬
‫لت�صبح �أك�ثر فاعلية من خالل تر�شيد الإنفاق‪،‬‬ ‫وتنبع �أهمية هذه املنهجية (تطوير الر�ؤية)‪،‬‬ ‫احلكومية‪ ،‬وم�ؤ�س�سات القطاع اخلا�ص العاملة‬
‫وتعظيم الإي��رادات غري النفطية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫يف �أنها ت�ساعد على حتديد الق�ضايا الرئي�سية‬ ‫يف القطاعات االقت�صادية املختلفة‪ ،‬بالإ�ضافة‬
‫متكني اال�ستثمار اخلا�ص املحلي والأجنبي‪ ،‬وتعزيز‬ ‫بعيدة املدى والتوجهات امل�ستقبلية لتلك الق�ضايا‪،‬‬ ‫للمجتمع املدين‪ ،‬وقطاعات الأكادمييني والنخب‬
‫ال�شراكة بني القطاعني العام واخلا�ص للم�ساهمة‬ ‫و�آل �ي��ات تطويعها لتحقيق الأه���داف امل��رج��وة‪،‬‬ ‫املثقفة وقادة الر�أي؛ لإ�شراك �شريحة �أو�سع من‬
‫يف دفع عجلة التنمية يف كافة الأ�صعدة‪.‬‬ ‫كما �أنها ت�ساعد يف التعرف على ال�سيا�سات‬ ‫ذوي العالقة يف كافة حماور �إعداد الر�ؤية‪ .‬ويتم‬

‫‪7‬‬
‫يف م�ساهمة الأن�شطة النفطية يف الناجت املحلي‬ ‫و�أ� �ض��اف �سعادته‪ :‬ا�ستندت �أع�م��ال �إع��داد‬
‫الإجمايل بالأ�سعار اجلارية‪ ،‬وبن�سبة انخفا�ض‬ ‫خطة التنمية اخلم�سية التا�سعة على خم�س‬
‫ت�صل �إىل (‪)%23.7‬؛ حيث انخف�ض متو�سط‬ ‫رك��ائ��ز �أ��س��ا��س�ي��ة وه���ي‪ :‬اال��س�ت�ج��اب��ة الفاعلة‬
‫�سعر النفط يف ع��ام ‪ 2016‬لي�صل �إىل (‪)40‬‬ ‫للتوجيهات ال�سامية‪ ،‬ب ��أن تركز احلكومة يف‬
‫دوال ًرا‪ ،‬مقابل (‪ )56.5‬و(‪ )103‬دوالر للربميل‬ ‫خططها امل�ستقبلية على التنمية االجتماعية‪،‬‬
‫يف عامي ‪ 2014‬و‪ 2015‬على التوايل‪.‬‬ ‫وبالأخ�ص اجلوانب املتعلقة مبعي�شة املواطن‪،‬‬
‫واال�سرت�شاد بنتائج تقييم ما حتقق من �أهداف‬ ‫حلحلة إشكالية‬
‫كما ارتفع عدد ال ُعمانيني العاملني يف القطاع‬
‫اخلا�ص مبا يفوق (‪� )22‬ألف‪ ،‬وبن�سبة (‪)%6.4‬‬
‫الر�ؤية امل�ستقبلية ‪ ،2020‬وخطة التنمية اخلم�سية‬
‫الثامنة‪ ،‬ومواجهة التقلبات يف �أ�سعار النفط‪،‬‬
‫الكثافة المرورية‬
‫بنهاية ع��ام ‪ 2016‬مقارنة بـنهاية ع��ام ‪،2015‬‬
‫منهم حوايل (‪ )%32‬مت ا�ستيعابهم يف وظائف‬
‫واحلفاظ على معدل منو حقيقي �سنوي للناجت‬ ‫واالختناقات وقلة‬
‫املحلي الإجمايل يف حدود ‪ %3‬يف املتو�سط لفرتة‬
‫متقدمة‪ ،‬الأم ��ر ال ��ذي يعني ق ��درة االقت�صاد‬ ‫اخلطة‪ ،‬ومواكبة التطورات يف املواثيق التنموية‬ ‫مواقف المركبات‬
‫ال � ُع �م��اين ع�ل��ى ط ��رح وظ��ائ��ف منا�سبة لكافة‬
‫ال�شرائح من ذوي التخ�ص�صات الفنية والإدارية‬
‫الدولية‪ ،‬ويف مقدمتها �أجندة التنمية امل�ستدامة‬
‫‪.2030‬‬
‫ضمن مشروع‬
‫املتقدمة‪.‬‬
‫�أم ��ا ع��ن ال�ن�ت��ائ��ج املتحققة خ�ل�ال ال�ف�ترة‬ ‫اإلستراتيجية الوطنية‬
‫�أم ��ا فيم ��ا يتعلق بتنفي ��ذ الربنام ��ج الإمنائي‬
‫للخط ��ة (امل�شاري ��ع الإمنائي ��ة)‪ ،‬فق ��د اعتم ��دت‬
‫املن�صرمة من عمر اخلطة‪ ،‬فقال �سعادته‪ :‬منت‬ ‫للتنمية العمرانية‬
‫م�ساهمة الأن�شطة غري النفطية يف الناجت املحلي‬
‫اخلطة ومبوجب املر�سوم ال�سلطاين رقم ‪2016/1‬‬ ‫الإجمايل ح�سب النتائج الأولية لعام ‪ 2016‬بن�سبة‬
‫ب�ش� ��أن اعتماد خط ��ة التنمية اخلم�سي ��ة التا�سعة‬ ‫(‪ )%0.6‬مقارنة بعام ‪ ،2015‬الأمر الذي يعك�س‬
‫‪ 2020-2016‬منهجية اعتماد امل�شاريع اجلديدة‪،‬‬ ‫اخل�ط��وات الإيجابية يف اتباع �سيا�سة التنويع‬
‫حي ��ث مت �إعطاء الأولوية خ�ل�ال ال�سنوات الثالث‬ ‫االقت�صادي؛ حيث منا قطاع الزراعة والأ�سماك‬
‫الأوىل من اخلط ��ة لتنفيذ امل�شاريع التي مت البدء‬ ‫بن�سبة (‪ )%16.3‬خ�لال ع��ام ‪ ،2016‬يف حني‬
‫فيه ��ا خالل اخلطط اخلم�سي ��ة ال�سابقة‪ ،‬على �أن‬ ‫منا قطاع التعدين وا�ستغالل املحاجر بن�سبة‬
‫يتم اعتماد امل�شاري ��ع اجلديدة من خالل حتديد‬ ‫(‪ ،)%5.4‬وذل��ك بالرغم من ال�تراج��ع الكبري‬

‫‪8‬‬
‫امل�شاري ��ع ذات الأولوي ��ة الق�ص ��وى‪ ،‬والتن�سيق مع‬
‫اجله ��ات والوحدات احلكومية املعني ��ة بالتنفيذ‪،‬‬
‫وبع ��د ا�ستكمال الدرا�س ��ات التف�صيلية ودرا�سات‬
‫اجل ��دوى االقت�صادي ��ة‪ ،‬وا�ستكم ��ال الإج ��راءات‬
‫القانونية والفني ��ة للإ�سناد‪ .‬بالإ�ضافة �إىل �أنه مت‬
‫وبالتن�سيق مع وزارة املالية حتديد �سقف لل�صرف‬
‫خ�ل�ال عام ��ي ‪ 2016‬و‪ 2017‬وف ًق ��ا ملراحل تنفيذ‬
‫امل�شاري ��ع واملوارد املالي ��ة املتاحة؛ به ��دف زيادة‬
‫فاعلي ��ة �إدارة املوارد املالية‪ .‬وفيم ��ا يتعلق مبا مت‬
‫�إجنازه يف تنفيذ الربنامج الإمنائي للخطة‪ ،‬فقد‬
‫بلغ ��ت امل�صروفات الإمنائي ��ة املحققة لعام ‪2016‬‬
‫نحو ‪ 1.4‬مليار ريال ُعماين‪.‬‬
‫التنمية العمرانية‬
‫من �ضمن م�شاريع الأمانة هي الإ�سرتاتيجية‬
‫الوطنية للتنمية العمرانية‪ ،‬كما �أو�ضحها �سعادته‬
‫والريفية داخل املحافظة �أو املنطقة الواحدة من‬ ‫الإ�سرتاتيجية الوطنية للتنمية العمرانية �إىل‬ ‫قائلاً ‪ :‬هو م�شروع لو�ضع خطة بعيدة املدى لتوجيه‬
‫جهة �أخرى‪.‬‬ ‫حتقيق �أف�ضل املمار�سات من خالل التخطيط‬ ‫وتنظيم كافة �أ�شكال النمو العمراين يف املرحلة‬
‫بالإ�ضافة �إىل تعزيز ال �ق��درات التناف�سية‬ ‫الوطني ال�شامل واملتكامل‪ ،‬ومواكبة متطلبات‬ ‫املقبلة لل�سلطنة‪ ،‬وتعد الإ�سرتاتيجية الوطنية‬
‫للمناطق واملحافظات؛ لدعم وتعزيز االقت�صاد‬ ‫التنمية االقت�صادية واالجتماعية‪ ،‬وتطوير البنية‬ ‫للتنمية العمرانية �إط� ��ا ًرا لتمكني التخطيط‬
‫الوطني‪ ،‬وا�ستغالل امليزة الن�سبية لكل حمافظة‪،‬‬ ‫الأ�سا�سية‪ ،‬و�صون وحماية البيئة‪� ،‬إىل جانب‬ ‫ال�شامل‪ ،‬وتوجيهه نحو اال�ستدامة‪ ،‬وذل��ك يف‬
‫وحتقيق التوازن بني متطلبات التنمية االقت�صادية‬ ‫حتقيق التنمية املتوازنة بني خمتلف املحافظات‬ ‫خمتلف حمافظات ال�سلطنة‪ ،‬مبا يوفر حوافز‬
‫واالجتماعية من جهة‪ ،‬ومتطلبات حماية البيئة من‬ ‫وامل�ن��اط��ق م��ن ج�ه��ة‪ ،‬وب�ين امل�ن��اط��ق احل�ضرية‬ ‫النمو ويحفظ البيئة للأجيال املقبلة‪ .‬وتهدف‬

‫‪9‬‬
‫من جميع القطاعات؛ كا�ستخدامات الأرا�ضي‬ ‫البيانات وحتليل الو�ضع القائم والتح�ضري‬ ‫جهة �أخرى؛ وذلك بدمج �إ�سرتاتيجية �إدارة البيئة‬
‫والبيئة وال�ن�ق��ل وال��درا� �س��ات ال�سكانية ونظم‬ ‫لإعداد اال�سرتاتيجيات العمرانية على م�ستوى‬ ‫يف خمططات ا�ستخدامات الأرا��ض��ي واخلطط‬
‫املعلومات اجلغرافية‪� ،‬إىل جانب االقت�صاد‪،‬‬ ‫امل �ح��اف �ظ��ات‪� ،‬أم ��ا امل��رح�ل��ة ال�ث��ال�ث��ة وال��راب�ع��ة‬ ‫العمرانية على كافة امل�ستويات‪ ،‬وو�ضع ال�سيا�سات‬
‫وتقييم م�ؤ�س�سة التخطيط‪.‬‬ ‫م��ن امل���ش��روع مت ال �ب��دء فيها م���ؤخ�� ًرا‪ ،‬وتُعنى‬ ‫واملعايري اخلا�صة بق�ضايا الإدارة احل�ضرية‪،‬‬
‫ب�إعداد الإ�سرتاتيجيات العمرانية على م�ستوى‬ ‫وحتديد املفاهيم وامل�ؤ�شرات للتنمية احل�ضرية‬
‫مجاالت مشتركة‬ ‫املحافظات‪ ،‬و�صياغة الإ�سرتاتيجية الوطنية‬ ‫والريفية امل�ستدامة يف �إطار من التكامل‪.‬‬
‫للتنمية العمرانية‪ ،‬والتي من امل�ؤمل االنتهاء‬
‫�أو�ضح �سعادة نائب الأم�ين العام للمجل�س‬ ‫منها ح�سب الربنامج التنفيذي للم�شروع يف‬ ‫�أ��ض��ف �إىل ذل��ك و�ضع ال�برام��ج واخلطط‬
‫الأعلى للتخطيط �أن الأمانة ت�شرتك مع بلدية‬ ‫الن�صف الثاين من عام ‪.2019‬‬ ‫لبناء القدرات للموارد الب�شرية ب�صفة عامة‪،‬‬
‫م�سقط يف مراجعة اخلطط القطاعية لبلدية‬ ‫والعاملة يف جمال التخطيط‪ ،‬وتنفيذ اخلطط‬
‫م�سقط‪ ،‬واالت �ف��اق على الأه���داف القطاعية‬ ‫بحوث ودراسات‬ ‫ب�صفة خا�صة‪ ،‬و�إق��ام��ة نظام تخطيطي كفء‬
‫وال�سيا�سات والآليات املقرتحة لتنفيذها‪ ،‬كما‬ ‫وفاعل ل�ضمان تنفيذ الإ�سرتاتيجية الوطنية‬
‫يتم يف �إطار �إعداد اخلطط التنموية مراجعة‬ ‫و�أ� � �ش� ��ار � �س �ع��ادت��ه �أن الأم� ��ان� ��ة ال �ع��ام��ة‬ ‫للتنمية العمرانية‪ ،‬و�صياغة و�إجازة الت�شريعات‬
‫الربنامج اال�ستثماري املقرتح للبلدية‪ ،‬وترتيب‬ ‫�أ�صدرت‪ ‬جمموعة م��ن ال�ت�ق��اري��ر وال��درا� �س��ات‬ ‫الالزمة ل�ضبط وتوجيه عملية التخطيط‪ ،‬ورفع‬
‫املتمثلة يف تقرير التنمية الب�شرية ُعمان ‪،2012‬‬ ‫كفاءة النظام التخطيطي‪ ،‬وتوجيهه نحو العمل‬
‫�أولويات امل�شاريع الإمنائية‪ ،‬ويقوم املخت�صون‬
‫وتقييم الر�ؤية ‪ 2020‬بالتعاون مع البنك الدويل‪،‬‬ ‫مببادئ التخطيط ال�شامل‪ ،‬وت�صميم وتنفيذ‬
‫ب��الأم��ان��ة العامة للمجل�س الأع �ل��ى للتخطيط‬ ‫وتقييم الر�ؤية ‪ 2020‬بالتعاون مع جامعة ال�سلطان‬
‫بالتن�سيق وب�صفة م�ستمرة مع نظرائهم يف‬ ‫خطط املعلومات القائمة على نظام املعلومات‬
‫قابو�س‪ ،‬وتقييم �أداء منت�صف اخلطة اخلم�سية‬ ‫اجلغرافية‪ ،‬و�إج��راء م�سح �شامل لقطاع النقل‬
‫بلدية م�سقط يف كل ما يتعلق مبتابعة تنفيذ‬ ‫الثامنة بالتعاون مع البنك الدويل‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬
‫امل �� �ش��اري��ع‪ ،‬م��ن ح�ي��ث االل��ت��زام��ات‪ ،‬وم��وق��ف‬ ‫على امل�ستوى الوطني وعلى م�ستوى املحافظات‪،‬‬
‫درا�سة ال�سيا�سات االجتماعية يف ظل االنطالق‬ ‫وذلك بت�صميم وو�ضع �أدوات تخطيطية وبرنامج‬
‫ال�صرف عليها وغريها‪ .‬م�ش ًريا �أنه يتم حلحلة‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬ودرا�سة تقييم التنويع االقت�صادي‬
‫�إ�شكالية الكثافة امل��روري��ة واالختناقات وقلة‬ ‫معلوماتي متكامل لتنظيم قطاع املوا�صالت‪.‬‬
‫ب��ال�ت�ع��اون م��ع البنك ال���دويل‪ ،‬ودرا� �س��ة تعزيز‬
‫مواقف املركبات يف مرحلة جمع منوذج النقل‬ ‫منو القطاع اخلا�ص وتقييم مناخ اال�ستثمار‪،‬‬ ‫و�أ�شار �سعادته ب��أن م�شروع الإ�سرتاتيجية‬
‫ال��وط �ن��ي‪ ،‬و�إع� ��داد اخل�ط��ة امل�ت�ك��ام�ل��ة‪ ،‬وذل��ك‬ ‫ودرا�سات �أخ��رى معنية مب�شروع الإ�سرتاتيجية‬ ‫الوطنية للتنمية العمرانية يتكون م��ن �أرب��ع‬
‫�ضمن م�شروع الإ�سرتاتيجية الوطنية للتنمية‬ ‫الوطنية للتنمية العمرانية حول تقييم الو�ضع‬ ‫م��راح��ل‪ ،‬ح�ي��ث �أن امل��رح �ل��ة الأوىل وال�ث��ان�ي��ة‬
‫العمرانية‪.‬‬ ‫الراهن يف جمال التخطيط العمراين‪ ،‬مبا ي�شمله‬ ‫للم�شروع مت االنتهاء منها‪ ،‬واخلا�صة بجمع‬

‫‪10‬‬
AD
‫قضية ورأي‬

‫عقود اإليجار‬
‫بين المشروعيـة فـي التحصيل‬
‫والتحايل في التوثيق‬

‫العماني تنظيم أحكام العالقة اإليجارية في‬ ‫المشرع ُ‬


‫ظل التنامي العمراني والعقاري‪ ،‬وما صاحبه من‬ ‫كفل‬
‫كثافة سكانية عالية من خالل عقود اإليجار‪ ،‬والتي‬
‫أُسند مهمة توثيقها إلى البلديات المختصة بالمناطق الجغرافية؛‬
‫مما ينعكس أثره باإليجاب على حماية حقوق جميع األطراف‬
‫المعنية تحت مظلة القانون‪ ،‬وعلى الرغم من الضمانات‬
‫والمميزات التي يضمنها عقد اإليجار بالنسبة للطرفين خاصة‬
‫في حالة المنازعات‪ ،‬يقابل ذلك عزوف لبعض مالك العقارات أو‬
‫المؤجرين عن تسجيل عقود اإليجار وتوثيقها‪ ،‬أو إتباع أساليب غير قانونية‬
‫في تسجيلها؛ مما يترتب عليه ضياع للحقوق لكال الطرفين‪ ،‬وعدم تحقيق العوائد‬
‫المالية المشروعة للجهات المختصة بالدولة‪.‬‬
‫نلقي الضوء من خالل هذا التحقيق الصحفي على األسباب المؤدية إلى عزوف مالك العقار‬
‫عن تسجيل عقود اإليجار‪ ،‬ونوضح أبرز األساليب الشائعة في التحايل والتهرب من أداء الرسوم‬
‫العقارية المستحقة‪ ،‬مع بيان أثر هذه الظاهرة على الجهات المعنية‪ ،‬وعلى السوق العقاري‬
‫بشكل عام‪ ،‬ونبحث مع المختصين عن أبرز الحلول المقترحة لمعالجة هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إجراءات ميسرة‬
‫يعرف عقد الإيجار يف القانون ب�أنه‪« :‬متليك‬
‫منفعة معلومة بع َو�ض معلوم مل��دة معلومة‪ ،‬وبه‬
‫يلتزم امل��ؤج��ر �أن مي ّكن امل�ست�أجر من االنتفاع‬
‫بامل�أجور»‪ .‬وقد �أو�ضح �سليمان بن حممد الهنائي‬
‫مدير الإدارة الداخلية واملالية باملديرية العامة‬
‫لبلدية م�سقط ببو�شر �أن البلدية ت�سعى لتب�سيط‬
‫�إج��راءات توثيق عقود الإيجار‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫تقدمي اخلدمة عرب قاعات خدمات املراجعني‬
‫مبختلف امل��دي��ري��ات اخل��دم�ي��ة التابعة لبلدية‬
‫م�سقط ب��ال��والي��ات‪ ،‬حيث يتقدم املُ �� ِؤج��ر بطلب‬
‫توثيق عقد الإيجار �إىل البلدية املخت�صة‪ ،‬مرف ًقا‬
‫به ا�ستمارة عقد الإيجار املطلوب توثيقه‪ ،‬والتي‬
‫يتم توفريها عرب املوقع االلكرتوين للبلدية مع‬
‫م�ستندات القطعة‪ ،‬ون�سخ من البطاقة ال�شخ�صية‬
‫للطرفني امل�ؤجر وامل�ست�أجر‪ ،‬مع حت�صيل ر�سوم‬
‫سليمان الهنائي‪:‬‬ ‫وقدرها ‪ %5‬من قيمة مبلغ الإيجار ال�سنوي‪ ،‬والتي‬
‫مت حتديدها نظري ما تقدمه البلدية من خدمات‬
‫خفض القيمة‬ ‫جمتمعية خمتلفة‪ ،‬وم��ا يكفله عقد الإي�ج��ار من‬
‫حفظ حقوق جميع الأطراف ذات العالقة‪ ،‬حيث‬
‫اإليجارية لدى تسجيل‬ ‫تقوم البلدية بالت�أكد من م�صداقية البيانات‬
‫امل��ذك��ورة بالعقد‪ ،‬من خ�لال الت�أكد من بيانات‬
‫عقود اإليجار لتصل‬ ‫البطاقات ال�شخ�صية للطرفني‪ ،‬وبيانات املبنى‬
‫في أحيان كثيرة‬ ‫عن طريق �سند امللكية والر�سم امل�ساحي‪.‬‬

‫إلى ريال واحد فقط‪،‬‬ ‫أساليب شائعة‬

‫مما يك ّلف البلدية‬ ‫و�أ� �ض��اف م��دي��ر الإدارة ال��داخ�ل�ي��ة واملالية‬


‫باملديرية العامة لبلدية م�سقط ببو�شر ب�أن البلدية‬
‫فاقد مالي كبير في‬ ‫تعاين من ظاهرة عدم توثيق عقود الإيجار‪� ،‬أو‬
‫اإليرادات‬ ‫وامل�ست�أجر‪ ،‬بفوائد توثيق عقود الإيجار‪ ،‬و�أهميتها‬
‫ع��دم امل�صداقية يف البيانات املتعلقة بالقيمة‬
‫الإيجارية الفعلية لدى ت�سجيل العقود‪ ،‬والتي تعود‬
‫ل�ضمان حقوقهم‪� ،‬إىل جانب التحول الكامل‬ ‫لأ�سباب منها عدم وج��ود ت�شريع �أو بند قانوين‬
‫للتقنية احلديثة يف ت�سجيل عقود الإيجار بالن�سبة‬ ‫ُي�ستند عليه يف حتديد قيمة العقار املُ� َّؤجر؛ مما‬
‫للبلدية‪ ،‬و�إن�شاء جلان خمت�صة لف�ض النزاعات‬ ‫يتيح املجال لل ُم� ِّؤجر �أن ُيحدد قيمة مبلغ الإيجار‬
‫عدم �سداد الر�سوم امل�ستحقة‪ ،‬والذي من �ش�أنه �أن‬ ‫بني طريف التعاقد مقرها البلديات اجلغرافية‪،‬‬ ‫ال��ذي يريده دون وج��ود �أدن��ى قيد؛ الأم��ر الذي‬
‫ي�ؤثر على جودة اخلدمات العامة‪ ،‬ومدى توافرها‬ ‫على غ��رار جل��ان التوفيق وامل�صاحلة ك�إحدى‬ ‫ي�ص ّعب على البلدية الك�شف عن حاالت التهرب‬
‫للمجتمع‪ ،‬ويقلل من فر�ص اال�ستثمار والتطوير‬ ‫درجات التقا�ضي‪ ،‬وحتديث الت�شريعات املنظمة‬ ‫م��ن ت�سجيل العقود‪ ،‬م�ش ًريا �أن ه��ذه الظاهرة‬
‫يف البنية الأ�سا�سية واملرافق ال�ضرورية وامل�شاريع‬ ‫للعملية الإيجارية مبا ي�ضمن حق الدولة يف �أداء‬ ‫غال ًبا ما تكون يف ت�سجيل عقود ال�شقق واملباين‬
‫اخلدمية‪ ،‬ويحول دون حتقيق التنمية االقت�صادية‬ ‫الر�سوم وحت�صيلها‪ ،‬وفر�ض عقوبات مغلظة على‬ ‫ال�سكنية‪ ،‬حيث يقوم امل�ؤجر عاد ًة بخف�ض القيمة‬
‫واخلدمية على النحو املرجو؛ مما يحمل البلدية‬ ‫املتهربني من دفع الر�سوم‪.‬‬ ‫الإيجارية عن املتفق عليه بينه وب�ين امل�ست�أجر‬
‫عب ًئا �إ�ضاف ًيا يف توفري البدائل الالزمة‪.‬‬ ‫مو�ضحا على �سبيل امل �ث��ال لو‬
‫ً‬ ‫�إىل �أدن ��ى ح��د‪،‬‬
‫التهرب وأثره على الخدمات‬ ‫كان مبلغ الإيجار املتفق بينهم �ألف ريال‪ ،‬يقوم‬
‫ُم�ضي ًفا‪� :‬إنّ تهرب بع�ض مالك العقارات من‬
‫�أداء الر�سوم الواجبة عليهم‪ ،‬يحول دون �إر�ساء‬ ‫من جانب �آخ��ر‪ ،‬قال الدكتور خالد بن داود‬ ‫امل�ؤجر بت�سجيل املبلغ بقيمة �أدنى قد ت�صل �إىل‬
‫منظومة �ضريبية عادلة‪ ،‬حيث ي�ؤثر غيابها يف‬ ‫ال��زدج��ايل املكلف مب�ه��ام م��دي��ر ع��ام املديرية‬ ‫‪� 500‬أو �أقل‪ ،‬ويف �أحيان كثرية يتم حتديد مبلغ‬
‫�أعباء الإنفاق على اخلدمات؛ وبالتايل ت�صبح‬ ‫العامة لتطوير اخلدمات‪� :‬إن التهرب ال�ضريبي‬ ‫ريال واحد فقط‪ ،‬وذلك باالتفاق مع املُ�ست� ِأجر؛‬
‫ال�ضريبة ف��اق��دة لل�شرعية م��ع غ�ي��اب العدالة‬ ‫من دفع الر�سوم الإيجارية ي�ؤثر على قدرة البلدية‬ ‫وبالتايل تنخف�ض قيمة ال�ضريبة املرتبة عليه‪.‬‬
‫بالن�سبة للطرف الآخ��ر امللتزم ب��أداء ال�ضريبة؛‬ ‫يف توفري الإي��رادات الالزمة للإنفاق العام على‬ ‫وي��رى �سليمان ب��ن حممد الهنائي �أن��ه من‬
‫نوعا من التمييز يف �أداء الواجبات‬ ‫مما يخلق ً‬ ‫اخلدمات؛ ب�سبب الفاقد املايل الكبري من جراء‬ ‫ال���ض��رورة مبكان �أن يعي ك�لا الطرفني امل�ؤجر‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬خالد الزدجالي‪:‬‬ ‫ل��دى الأف� ��راد‪ .‬و�أك ��د املكلف مب�ه��ام م��دي��ر عام‬
‫املديرية العامة لتطوير اخلدمات �أن �أ�صحاب‬
‫العقارات تقع على عاتقهم م�س�ؤولية دفع ال�ضريبة‬
‫تطوير نظام‬ ‫امل�ستحقة؛ كونهم م�ستفيدين م��ن اخل��دم��ات‬
‫البلدية‪ ،‬ويجب �أن يكونوا �شركاء فاعلني يف‬
‫العنونة‪ ،‬وتنفيذ تجربة‬ ‫التنمية االقت�صادية‪.‬‬
‫عملية في أحد األحياء‬ ‫الحلول اإلجرائية والتقنية‬
‫السكنية لمعالجة‬ ‫و�أ�شار الدكتور خالد بن داود الزدجايل �أنه‬
‫التهرب الضريبي‬ ‫تقف دون حيلولة ظاهرة التهرب من الر�سوم‬
‫الإيجارية وخا�صة يف العقارات ال�سكنية عدة‬
‫وتعميمها حال‬ ‫حتديات‪ ،‬ت�شمل اجلوانب القانونية والإجرائية‬
‫اكتمالها بنجاح‬ ‫والتقنية‪ ،‬واملتمثلة يف حتديث الت�شريعات البلدية‬
‫املنظمة‪ ،‬و�أه�م�ي��ة و��ض��ع احل��د الأدن� ��ى للقيمة‬
‫الإيجارية العقارية يف حمافظة م�سقط‪ ،‬ف�ضلاً‬
‫عقار من خالل ت�صنيفه يف قاعدة البيانات �إىل‬
‫ع��ن ع��دد م��ن التحديات الإج��رائ �ي��ة والتقنية‪،‬‬
‫عقار غري ا�ستثماري �أو عقار ا�ستثماري‪.‬‬ ‫واملتمثلة يف تطوير نظام العنونة الذي �سي�سهم‬
‫وذل��ك من خ�لال ف��رز العقارات امل�صنفة بغري‬
‫اال�ستثمارية التي ميتلكها كل فرد‪ ،‬والتحقق منها‪،‬‬ ‫حيث‪ُ  ‬يع ّرف العقار غ�ير اال�ستثماري ب�أنه‬ ‫يف خف�ض التهرب ال�ضريبي من خ�لال تنظيم‬
‫من خ�لال رب��ط رق��م العقار بالبطاقة املدنية‪،‬‬ ‫العقار املخ�ص�ص لال�ستخدام اخل��ا���ص‪ ،‬مثل‬ ‫قواعد البيانات‪.‬‬
‫ويجب �أن يقرتن ه��ذا الإج ��راء بت�شريع وا�ضح‬ ‫العقار الذي ي�سكنه املالك نف�سه‪� ،‬أو تلك امل�صنفة‬ ‫مو�ضحا �أن الإج� ��راءات احلالية املتبعة يف‬
‫ً‬
‫ي�ح��دد ع��دد ال �ع �ق��ارات غ�ير اال�ستثمارية التي‬ ‫كمباين حكومية‪� ،‬أو دور العبادة‪� ،‬أو املدار�س‬ ‫توثيق عقود الإي�ج��ار ونظام العنونة املعمول بها‬
‫ي�ستطيع ال�شخ�ص امتالكها‪ .‬م�ش ًريا �أنه يف حالة‬ ‫احلكومية وغ�يره��ا‪ .‬يف ح�ين ُيق�صد بالعقار‬ ‫حال ًيا غري كافية من حيث حجم قواعد البيانات‬
‫ت�صنيف العقارات ب�أنها ا�ستثمارية يتم ربطها‬ ‫اال�ستثماري ب�أنه العقار ال��ذي مت بنا�ؤه بغر�ض‬ ‫وكفايتها‪ ،‬وعليه فقد مت درا�سة عدد من املقرتحات‬
‫م��ع ع�ق��ود الإي �ج��ار م��ن �أج��ل احل��د م��ن التهرب‬ ‫اال�ستثمار‪ ،‬ويجب �أن يرتبط بعقد �إيجار ُم�سجل‪،‬‬ ‫والإج���راءات البديلة والكفيلة مبعاجلة التهرب‬
‫ال�ضريبي‪ ،‬وال بد من �أن يتم تطبيق احلد الأدنى‬ ‫وم��ن ��ش��أن تطبيق ه��ذه اخل�ط��وة �أن ت�ب�ّي نّ لدى‬ ‫من �سداد ر�سوم عقود الإيجار؛ وذلك من خالل‬
‫من القيمة الإيجارية يف كل عقار‪ ،‬حتى تكون‬ ‫اجلهات املخت�صة نوعية العقار ل��دى ت�سجيله؛‬ ‫تطوير منظومة العنونة با�ستخدام و�سائل التقنية‬
‫هناك م�صداقية يف ت�سجيل الر�سوم امل�ستحقة‪.‬‬ ‫وب��ال �ت��ايل متابعة � �س��داد ال��ر� �س��وم الإي �ج��اري��ة‪،‬‬ ‫احلديثة‪ ،‬والتي �سوف تقوم على �أ�سا�س تعريف كل‬

‫‪15‬‬
‫و�أن من �أهم الأ�سباب التي �أدت �إىل تغييب هذا‬ ‫تجربة عملية‬
‫املبلغ �سنو ًيا هي �إب��رام عقد �إيجار بني امل�ؤجر‬
‫وامل�ست�أجر بقيمة �أقل بكثري من القيمة احلقيقية‪،‬‬ ‫و�أ�� �ض ��اف‪ :‬عليه ت �ق��وم ال�ب�ل��دي��ة بالتن�سيق‬
‫�أو عدم �إبرام عقد �إيجار بني الطرفني �إطال ًقا‪،‬‬ ‫واالت�ف��اق مع �شركة م�سقط للكهرباء؛ بحيث ال‬
‫�إ��ض��اف��ة �إىل ع��دم وج��ود �سند متلك لكثري من‬ ‫يتم ت�سجيل �أي ف��ات��ورة كهرباء با�سم �صاحب‬
‫املباين املنزلية امل��ؤج��رة‪� ،‬إىل جانب ع��دم �أخذ‬ ‫العقار �إذا كان العقد ا�ستثمار ًيا‪ ،‬ويف حالة كان‬
‫بلدية م�سقط لل�ضريبة املح�صلة م��ن املباين‬ ‫العقار غري م�ست�أجر؛ ف�إ ّنه يتم وقف العداد �أو‬
‫وامل�ج�م�ع��ات ال�سكنية‪ ،‬ال�ت��ي تُن�شئها كثري من‬ ‫عمل عداد م�ؤقت‪ ،‬ولفرتة م�ؤقتة با�سم �صاحب‬
‫ال�شركات ملوظفيها العاملني لديها‪� ،‬أو املباين‬ ‫العقار‪ ،‬وي�صاحب ذلك حتديث التقنية واملتمثلة‬
‫ال�سكنية وال�سكنية التجارية اململوكة �إىل �صناديق‬ ‫يف الربط بني نظم املعلومات اجلغرافية ونظام‬
‫التقاعد بال�سلطنة؛ ك�صناديق تقاعد اخلدمة‬ ‫خ��دم��ة العمالء املبني على تعريف ك��ل عقار‪،‬‬
‫املدنية والت�أمينات االجتماعية و�صناديق �شرطة‬ ‫بحيث ي�ك��ون �أ� �س��ا���س ال��رب��ط ه��و رق��م ال�ع�ق��ار‪،‬‬
‫ُعمان ال�سلطانية‪ ،‬ووزارة الدفاع وغريها‪ ،‬معفية‬ ‫وعمل التغيريات الالزمة متا�ش ًيا مع �إج��راءات‬
‫من ال�ضرائب مبوجب العرف ولي�س القانون‪،‬‬ ‫العمل اجل��دي��دة‪ ،‬مع �أهمية ت�شكيل فريق عمل‬
‫بالرغم من �أنها تقوم ب�أن�شطة جتارية‪ ،‬والقانون‬ ‫من �أجل معاجلة البيانات‪ ،‬ليتم توفريها جلميع‬
‫فر�ض ال�ضرائب على الأن�شطة التجارية‪ ،‬ف�ضلاً‬ ‫امل�ستفيدين يف امل�ؤ�س�سات احلكومية واخلا�صة‬
‫د‪ .‬محمد السعدي‪:‬‬ ‫ح�سب‪ ‬الإجراءات امل�سموحة‪ .‬و�أو��ض��ح الدكتور‬
‫عن جهل كثري من املتعاقدين مبخاطر عدم �إبرام‬
‫عقود الإيجار؛ مما يوقعهم الح ًقا يف الكثري من‬ ‫خالد بن داود الزدجايل �أن البلدية مت�ضي يف‬
‫امل�شاكل و�ضياع احلقوق لكال الطرفني‪.‬‬ ‫دراسة تحديد القيمة‬ ‫الوقت احلايل بتطبيق جتربة عملية يف منطقة‬
‫حم ��ددة‪ ،‬ل��درا��س��ة الأ��س��ال�ي��ب وال �ط��رق الكفيلة‬
‫توصيات ومقترحات‬
‫العقارية للمباني‬ ‫باحلد من ظاهرة التهرب من الر�سوم العقارية‬
‫و�أ�ضاف الدكتور حممد بن علي ال�سعدي �أن‬ ‫على مستوى‬ ‫ال�سكنية‪ ،‬وهي حتى الآن قيد التجربة‪ ،‬و�سيتم‬
‫تعميمها على جميع املواقع يف حمافظة م�سقط‬
‫اللجنة القانونية خرجت بجملة من التو�صيات‬ ‫المحافظة؛ بهدف‬ ‫يف حال اكتمالها وجناحها‪.‬‬
‫التي اعتمدها املجل�س يف ه��ذا ال�ش�أن‪ ،‬متثلت‬
‫مبخاطبة بلدية م�سقط �إق��ام��ة ن��دوة مب�شاركة‬ ‫تحديد القيمة‬ ‫أسباب التهرب‬
‫اجلهات ذات العالقة؛ وزارة البلديات الإقليمية‬
‫وم ��وارد امل �ي��اه‪ ،‬وبلدية �صحار‪ ،‬وبلدية ظفار‪،‬‬ ‫الواقعية عند تسجيل‬ ‫ويف �سياق مت�صل‪� ،‬أ� �ش��ار ال��دك�ت��ور حممد‬
‫واالدع��اء العام‪ ،‬ووزارة العدل‪ ،‬والهيئة العامة‬ ‫عقود اإليجار‬ ‫ب��ن ع �ل��ي ال �� �س �ع��دي رئ �ي ����س ال�ل�ج�ن��ة ال�ق��ان��ون�ي��ة‬
‫باملجل�س البلدي ملحافظة م�سقط‪� ،‬أنه ح�سب ما‬
‫للكهرباء وامل �ي��اه‪ ،‬ووزارة ال���ش��ؤون القانونية‪،‬‬
‫واملجل�س الأع �ل��ى للق�ضاء‪ ،‬وك��ل م��ن ل��ه عالقة‬ ‫تو�صلت �إليه اللجنة القانونية‪ ،‬وبعد التن�سيق مع‬
‫بتنظيم العالقة الإيجارية من الناحية القانونية‬ ‫املخت�صني ببلدية م�سقط من �أن مردود حت�صيل‬
‫واملالية؛ بهدف �إيجاد حلول لظاهرة الته ّرب من‬ ‫عقود الإيجار يقدر بــــ(‪ )24‬مليون ريال �سنو ًيا‪،‬‬
‫ر�سوم ت�سجيل عقود الإيجار‪� .‬إىل جانب تنظيم‬
‫حملة �إعالمية لت�شجيع املواطنني واملقيمني على‬
‫ت�سجيل عقود الإيجار يف البلدية‪ ،‬بحيث تت�ضمن‬
‫�إي�ج��اب�ي��ات توثيق ع�ق��ود الإي �ج��ار‪ ،‬وب�ي��ان حجم‬
‫خمالفة عدم االلتزام‪ ‬بذلك‪.‬‬
‫إجراءات وضوابط‬
‫ف�ضلاً عن تنفيذ حمالت تفتي�شية عن طريق‬
‫دوائ��ر التفتي�ش احل�ضري باملديريات اخلدمية‬
‫بالواليات؛ وذلك لر�صد احلاالت املخالفة لعدم‬
‫ت�سجيل عقود الإي�ج��ار‪ ،‬و�ضبط املخالفني وف ًقا‬
‫لقانون بلدية م�سقط رقم (‪ )2015/38‬واللوائح‬
‫املنظمة لذلك‪ .‬بالإ�ضافة �إىل درا��س��ة �إمكانية‬
‫تكليف امل�ك��ات��ب املتخ�ص�صة يف جم��ال تثمني‬
‫العقارات لتحديد القيمة العقارية للمباين على‬
‫م�ستوى املحافظة؛ بهدف حتديد القيمة الواقعية‬
‫عند ت�سجيل عقود الإيجار‪ .‬ومن جانب �آخر‪ ،‬مت‬

‫‪16‬‬
‫أحمد العبري‪:‬‬ ‫اق�تراح منح مكاتب �سند مهمة ت�سجيل وجتديد‬
‫عقود الإيجار‪ ،‬وذلك لتب�سيط الإجراءات و�سرعة‬
‫ت�سجيل عقود الإيجار ودفع الر�سوم‪ ،‬دون ا�شرتاط‬
‫عقود اإليجار ضمانة‬ ‫�أن يكون حا�صلاً على الو�ساطة العقارية‪ .‬و�أهمية‬
‫وحقوق مكفولة‬ ‫و�ضع �آلية لربط عقود الإيجار مع فواتري �شركات‬
‫الكهرباء واملياه‪ ،‬وال�صرف ال�صحي‪ ،‬لتح�صيل‬
‫بحكم القانون‪،‬‬ ‫ر�سوم عقود الإيجار‪ ،‬وذلك بالتن�سيق مع املديرية‬
‫والتشريع الجديد‬ ‫ال�ع��ام��ة لتقنية امل �ع �ل��وم��ات‪ ،‬وامل��دي��ري��ة العامة‬
‫لال�ستثمار والتطوير االقت�صادي‪.‬‬
‫بنودا‬
‫ً‬ ‫سيتضمن‬
‫آلية الربط مع الكهرباء‬
‫إضافية تعزز صالحيات‬
‫وقد �أو�ضح الدكتور رئي�س اللجنة القانونية‬
‫البلدية في الحد من‬ ‫باملجل�س البلدي مبحافظة م�سقط‪� ،‬أنه من خالل‬
‫التهرب الضريبي‬ ‫امل�ساكن واملحال التجارية وال�صناعية‪ ،‬وت�سجيل‬
‫املداوالت التي متت يف اجتماعات اللجنة‪ ،‬ات�ضح‬
‫�أن فكرة الربط املبا�شر تكون عند ت�سجيل عقد‬
‫عقود الإيجار اخلا�ص بها‪ ،‬والذي ين�ص على �أن‪:‬‬ ‫الإيجار مع الهيئة العامة للكهرباء واملياه‪ ،‬لتتحول‬
‫• يتم ت�سجيل فواتري الكهرباء واملاء والهاتف‬ ‫الفواتري مبا�شرة با�سم امل�ست�أجر‪� ،‬أو تركيب‬
‫وال�صرف ال�صحي وغريها من اخلدمات با�سم‬ ‫عدادات كهرباء م�سبقة الدفع بالن�سبة لل�شقق يف‬
‫املباين متعددة الطوابق‪ ،‬على �أن ال يتم �صرف‬
‫امل�ست�أجر‪ ،‬وذلك بعد تقدمي عقد الإيجار املعتمد‬
‫بطاقات تعبئة �إال يف ظل وجود عقد �إيجار �ساري‬
‫من البلدية املخت�صة‪.‬‬
‫املفعول‪ ،‬وهو �أمر مهم‪ ،‬ويخدم معاجلة التهرب‬
‫• يلتزم امل�ست�أجر ب�سداد قيمة ا�ستهالك‬ ‫من الر�سوم‪ .‬ويف �سياق مت�صل‪ ،‬ووف ًقا لأحكام‬
‫الكهرباء وامل ��اء وال�ه��ات��ف وال���ص��رف ال�صحي‬ ‫امل��ر��س��وم ال�سلطاين رق��م (‪ )89/6‬وتعديالته‬
‫ور�سوم البلدية‪ ،‬و�أية ر�سوم �أخرى يلتزم ب�أدائها‬ ‫يف �ش�أن تنظيم العالقة بني مالك وم�ست�أجري‬

‫‪17‬‬
‫غرامة مالية تعادل ثالثة �أ�ضعاف الر�سم املقرر‪،‬‬ ‫قانو ًنا اعتبا ًرا من تاريخ ت�سلمه املحل امل�ؤجر‪،‬‬
‫حم�سو ًبا على �أ�سا�س الأج��رة امل�ستحقة عن مدة‬ ‫وحتى تاريخ �إعادة ت�سليمه �إىل امل�ؤجر‪ ،‬ما مل يتفق‬
‫الت�أخري‪� ،‬أي ما يعادل (‪ ،)% 15‬على �أن يقوم‬ ‫على خالف ذلك‪.‬‬
‫ب�إجراءات ت�سجيل العقد‪ ،‬ودفع الر�سوم املقررة‬ ‫وتطبي ًقا ل�ه��ذه الأح��ك��ام‪ ،‬ف ��إن��ه يجب على‬
‫بعد ذلك‪.‬‬ ‫�صاحب العقار �أو امل�ست�أجر تقدمي ن�سخة من‬
‫�أما يف حالة �ضبط �أق�سام التفتي�ش احل�ضري‬ ‫عقد الإي �ج��ار �إىل ال�شركة امل ��زودة للكهرباء‪،‬‬
‫�أو اجلهات املخت�صة لوجود عملية �إيجارية غري‬ ‫و�ستقوم ال�شركة بتغيري ا�سم امل�شرتك يف فاتورة‬
‫موثقة �أو م�سجلة لدى البلدية؛ ف�إنه يتم التعامل‬ ‫الكهرباء من مالك العقار �أو امل�ست�أجر ال�سابق‬
‫معها بت�سجيل حم�ضر �ضبط خمالفة للم�ؤجر‪،‬‬ ‫�إىل امل�ست�أجر اجلديد‪.‬‬
‫و�إحالته �إىل االدع��اء العام‪ ،‬وذلك ا�ستنادًا �إىل‬ ‫وبالن�سبة ل�شركة م�سقط للكهرباء‪ ،‬ف�إنه يف‬
‫املادة (‪ )14‬من قانون بلدية م�سقط التي تن�ص‬ ‫ه��ذه احلالة ال يجوز لل�شركة قطع التزويد عن‬
‫على‪« :‬يعاقب كل من يخالف �أحكام هذا القانون‬ ‫امل�ست�أجر اجلديد‪� ،‬أو تهديده بقطع اخلدمة يف‬
‫وال�ل��وائ��ح وال �ق��رارات املنفذة ل��ه بغرامة ال تقل‬ ‫حالة وج��ود مبالغ �سابقة م�ستحقة على مالك‬
‫عن خم�سني ري�الاً عمان ًيا‪ ،‬وال تزيد على خم�سة‬ ‫حسن اللواتي‪:‬‬ ‫العقار �أو امل�ست�أجر ال�سابق‪ ،‬ويف ح��ال��ة عدم‬
‫�آالف ريال ُعماين‪� ،‬أو بال�سجن ملدة ال تقل �أربع‬ ‫تقدمي ن�سخة من عقد الإيجار لل�شركة امل��زودة‬
‫وع�شرين �ساعة‪ ،‬وال تزيد عن �ستة �أ�شهر‪� ،‬أو بكلتا‬ ‫للكهرباء‪ ،‬ف�ستكون م�س�ؤولية م�ستحقات الكهرباء‬
‫العقوبتني‪.‬‬ ‫عدم توثيق عقود‬ ‫على �صاحب العقار‪ ،‬ويف جميع الأحوال ال ميكن‬
‫مميزات وضمانات‬
‫اإليجار يؤثر سلب ًيا‬ ‫مطالبة امل�ست�أجر اجلديد للعقار عن امل�ستحقات‬
‫ال�سابقة ال�ستئجاره للعقار‪ .‬و�أخ ًريا‪ ،‬ي�ؤكد الدكتور‬
‫و�أ� �ش��ار مدير ال��درا��س��ات القانونية ببلدية‬
‫على أسعار السوق‬ ‫حممد ب��ن علي ال�سعدي على �أهمية حت�صيل‬
‫م�سقط �أن توثيق عقود الإي�ج��ار ل��دى البلدية‪،‬‬ ‫العقاري‪ ،‬وينتج عنه‬ ‫الر�سوم من عقود الإيجار �سنو ًيا‪ ،‬لأنها ت�سهم يف‬
‫حفظ حقوق طريف العالقة‪ ،‬كما �أنها �ستنعك�س‬
‫ك�سب كال الطرفني يف العملية الإيجارية امل�ؤجر‬ ‫ُي ِ‬
‫وامل�ست�أجر‪ ،‬عددًا من املميزات وال�ضمانات التي‬ ‫مضاربة في أسعار‬ ‫بالإيجاب على م�ستوى اخلدمات التي تقدمها‬
‫بلدية م�سقط يف �ضوء الإمكانيات املتوفرة لديها‪،‬‬
‫تكفل لهم حقوقهم؛ وذلك ا�ستنادًا �إىل القوانني‬
‫املنظمة للعالقة الإي�ج��اري��ة‪ ،‬ومنها على �سبيل‬
‫اإليجارات‬ ‫وبالتايل يعود بالنفع على املواطنني نظري اخلدمة‬
‫املقدمة لهم يف هذا املجال‪.‬‬
‫امل�ث��ال االع �ت��داد بعقد الإي �ج��ار امل��وث��ق يف حالة‬
‫حدوث �أي منازعات بني الطرفني �أمام اجلهات‬ ‫اإللزامية‬
‫الق�ضائية؛ وبالتايل �ضمان حق الطرفني‪.‬‬
‫ويف الإطار القانوين‪� ،‬أو�ضح �أحمد بن �سليمان‬
‫العربي مدير الدرا�سات القانونية ببلدية م�سقط‬
‫�أن البلدية ت�ستند يف تنظيم و�ضبط العملية‬
‫الإي�ج��اري��ة �إىل املر�سوم ال�سلطاين رق��م ‪89/6‬‬
‫يف �ش�أن تنظيم العالقة بني مالك وم�ست�أجري‬
‫امل�ساكن واملحال التجارية وال�صناعية‪ ،‬وت�سجيل‬
‫عقود الإيجار اخلا�صة بها‪ ،‬والذي �أقر ب�إلزامية‬
‫توثيق عقود الإيجار بر�سم مايل مقداره‪،)% 3( ‬‬
‫والتي مت تعديله مبوجب القرار رقم (‪)2016/20‬‬
‫ب�ش�أن حتديد ر�سوم ت�سجيل عقود الإيجار لتبلغ‬
‫(‪ )% 5‬من القيمة الإجمالية للعقد طب ًقا للمدة‬
‫املحددة فيه‪.‬‬
‫العقوبات‬
‫م�ش ًريا �أنه يف حالة الت�أخر عن �سداد ر�سوم‬
‫الإيجار؛ ف�إن املادة (‪ )4‬من القانون نف�سه �أ�شارت‬
‫�أنه يرتتب على عدم ت�سجيل عقد الإيجار و�سداد‬
‫ال��ر��س��وم امل �ق��ررة خ�لال �شهر واح��د م��ن تاريخ‬
‫�إب��رام��ه‪ ،‬ع��دم ج��واز االع�ت��داد بهذا العقد �أم��ام‬
‫�أية جهة ر�سمية يف ال�سلطنة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل دفع‬

‫‪18‬‬
‫كما �أن القانون قد �أن�صف امل�ؤجر‪ ،‬حيث كفل‬
‫له حقه من خالل �إقراره بعدم جواز ت�أجري املكان‬
‫امل�ؤجر بالباطن‪ ،‬وعدم ال�سماح للم�ست�أجر بتحويل‬
‫العقار جلهة �أخرى دون احل�صول على موافقته‪.‬‬
‫كما �أعطى املُ� ِّؤجر احلق يف �إخالء املحل املُ� َّؤجر‬
‫يف حالة ع��دم �سداد املُ�ست� ِأجر ل�ل�أُج��رة املتفق‬
‫عليها وفق �شروط العقد‪� ،‬إىل جانب حماية امل�ؤجر‬
‫يف حالة مت �إ�ساءة ا�ستخدام املحل املُ� َّؤجر من قبل‬
‫املُ�ست� ِأجر‪� ،‬إ�ضافة �إىل �أحقيته املُ� ِّؤجر يف �إخالء‬
‫امل�سكن �إذا تنازل عنه املُ�ست� ِأجر للغري بدون �إذن‬
‫كتابي منه‪� ،‬أو �إذا دعته احلاجة ل�شغل املكان‬
‫املُ� َّؤجر بنف�سه‪� ،‬أو لأحد �أقربائه‪ ،‬على �أن مينح‬
‫املُ�ست� ِأجر ُمهلة للإخالء ال تقل عن �ستة �أ�شهر‪،‬‬
‫�أو �إذا تطلب منه ه��دم العقار‪ ،‬و�إع ��ادة بنائه‪،‬‬
‫فالقانون يجيز لل ُم� ِّؤجر ذلك بعد موافقة اجلهات‬
‫املخت�صة‪.‬‬
‫كما �أعطى القانون املُ� ِؤجر احلق يف �أن يطلب‬
‫تعوي�ضا من امل�ست�أجر �إذا ت�سبب يف �إحلاق �ضرر‬ ‫ً‬
‫تضارب في األسعار‬ ‫لتحقيق ال�غ��ر���ض املُ �� َؤج��ر م��ن �أج �ل��ه‪ ،‬و�إال جاز‬ ‫يف امل�سكن املُ� َؤجر‪� ،‬أو قام ب�أي �أعمال بناء �إ�ضافية‬
‫لل ُم�ست� ِأجر ف�سخ العقد‪ ،‬واملطالبة ب��رد الأُج��رة‬ ‫بدون موافقته‪ .‬وقد �ألزم القانون املُ�ست� ِأجر بالوفاء‬
‫و�أك��د ح�سن بن جمعة اللواتي رئي�س جمل�س‬ ‫املدفوعة‪.‬‬ ‫بالأجرة يف املواعيد املتفق عليها‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬
‫�إدارة اجلمعية العقارية ال ُعمانية على �أهمية‬ ‫�إلزامه ب�سداد قيمة ا�ستهالك الكهرباء واملياه‪،‬‬
‫توثيق عقود الإيجار‪ ،‬لدورها يف حفظ و�ضمانة‬ ‫تحديث القوانين‬ ‫وعوائد البلدية‪ ،‬وخدمات املجاري‪ ،‬و�أي ر�سوم‬
‫ح��ق املُ���س�ت�� ِأج��ر واملُ� �� ِؤج ��ر‪ ،‬وحمايتهم م��ن �أي��ة‬ ‫�أخ��رى يلتزم بدفعها قانو ًنا خ�لال م��دة �سريان‬
‫ممار�سات تنتهك م�صاحلهم؛ مثل زيادة �أ�سعار‬ ‫وق��د �أو� �ض��ح �أح�م��د ب��ن �سليمان ال�ع�بري �أن‬ ‫العقد؛ ما مل يتم االتفاق على غري ذلك‪ ،‬كما كفل‬
‫امل�ك��ان املُ �� َّؤج��ر بن�سبة ك�ب�يرة‪� ،‬أو ع��دم �صيانة‬ ‫بلدية م�سقط قدّمت مقرتحات لتعديل‪ ‬قانون‬ ‫القانون لل ُم� ِّؤجر احلق يف ا�ستالم امل�سكن املُ� َّؤجر‬
‫العقار‪� ،‬أو الإخالل بدفع الأجرة‪� ،‬أو �إخالء العقار‬ ‫تنظيم العالقة بني مالك وم�ست�أجري امل�ساكن‬ ‫�سلي ًما بدون �أ�ضرار‪ ،‬و�إلزام امل�ست� ِأجر ب�إ�صالح �أي‬
‫دون وجه حق‪ ،‬وغريها من الإ�شكاالت التي تواجه‬ ‫واملحال التجارية وال�صناعية‪ ،‬وت�سجيل عقود‬ ‫�ضرر‪.‬‬
‫الطرفني‪ ،‬حيث يعترب عقد الإيجار هو الفا�صل‬ ‫الإيجار اخلا�صة بها ال�صادر باملر�سوم ال�سلطاين‬ ‫ومن جانب �آخر‪ ،‬ف�إن عقد الإيجار ي�ضمن حق‬
‫القانوين الوحيد يف حالة وجود �أية منازعات بني‬ ‫رق��م ‪ ،89/6‬وذل��ك ب�إ�ضافة بع�ض البنود التي‬ ‫أي�ضا‪ ،‬وذلك يف عدة جوانب �أخرى‪،‬‬ ‫املُ�ست� ِأجر � ً‬
‫الطرفني‪ ،‬وي�ضيف رئي�س جمل�س �إدارة اجلمعية‬ ‫مل تت�ضمنها ال� �ق ��رارات ال���س��اب�ق��ة‪ ،‬لتتنا�سب‬ ‫ُ‬
‫منها حمايته ‪� -‬أي امل�ست� ِأجر‪ -‬من �أي زيادة يف‬
‫العقارية ال ُعمانية‪� ،‬أن عدم توثيق عقود الإيجار‬ ‫وم�ستجدات التطور العمراين والعقاري؛ والتي من‬ ‫الأُج��رة‪� ،‬إال بعد انتهاء مدة العقد �أو كل ثالث‬
‫ي�ؤثر على �أ�سعار ال�سوق العقاري والإي �ج��ارات‬ ‫�ش�أنها �أن ت�سهم يف �ضمان حق جميع الأطراف‬ ‫�سنوات �إذا زادت مدة العقد عن ذلك‪ ،‬كما �أقر‬
‫ب�شكل خا�ص‪ ،‬كما ي�ؤثر �سلب ًيا كذلك على م�ؤ�شرات‬ ‫املعنية بالعالقة الإي�ج��اري��ة‪ ،‬حيث يتم درا�سة‬ ‫القانون بعدم جواز �إخالء امل�سكن املُ�ست� َأجر قبل‬
‫و�أ�سعار ال�سوق ب�شكل عام‪ ،‬والإح�صائيات ال�سنوية‬ ‫حتديد احل��د الأدن��ى من القيمة الإي�ج��اري��ة يف‬ ‫�إِع�لام املُ�ست� ِأجر مب��دة ال تقل عن ثالثة �أ�شهر‬
‫لعدد الوحدات امل�ؤجرة يف ال�سلطنة‪ ،‬مما يعيق‬ ‫مناطق وواليات حمافظة م�سقط؛ وذلك ملعاجلة‬ ‫قبل انتهاء م��دة �سريان العقد‪� ،‬إال يف ظروف‬
‫معرفة حالة ال�سوق العقاري الفعلية‪.‬‬ ‫التباين الواقع يف ت�سجيل ر�سوم عقود الإيجار يف‬ ‫معينة تقت�ضي ح�سب القانون‪ .‬و�إذا تطلب الأمر‬
‫البلديات املخت�صة‪ ،‬ومعاجلة الفاقد الذي ينتج‬ ‫�إجراء املُ�ست� ِأجر لأي تعديالت يف امل�سكن املُ� َؤجر‬
‫م�ش ًريا �أن ت�سجيل ف��وات�ير الكهرباء وامل��اء‬ ‫عن عدم امل�صداقية يف ت�سجيل بيانات العقود‪،‬‬ ‫ومبوافقة �صاحبه؛ ف��إن املُ�� ِؤج��ر يف هذه احلالة‬
‫واخل��دم��ات الأخ��رى با�سم املُ�ست� ِأجر‪ ،‬هو قرار‬ ‫والتي ت�ؤثر على م�ستوى توظيف هذا العائد يف‬ ‫ملتزم �أم��ام القانون ب ��أن ي��رد لل ُم�ست� َأجر عند‬
‫�صائب‪ ،‬ومن �ش�أنه �أن ي�ضمن احلقوق‪ ،‬لأن الت�أخر‬ ‫أي�ضا لتحقيق‬‫تقدمي اخلدمات البلدية املختلفة‪ ،‬و� ً‬ ‫الإخالء ما �أنفقه على تلك الأعمال‪.‬‬
‫يف الدفع‪� ،‬أو عدم �سداد فواتري اخلدمات‪ ،‬من‬ ‫العدل بني امل�ستفيدين من توثيق عقود الإيجار‪.‬‬ ‫كما �أن القانون ُي ِلزم املُ� ِّؤجر ب�إ�شعار املُ�ست� َأجر‬
‫�ش�أنه �أن ي��ؤث��ر �سلب ًيا على االقت�صاد الوطني‬ ‫من جانب �آخر �سيت�ضمن التحديث ت�أكيدً ا على‬ ‫يف حالة �أيلولة ملكية املكان املُ� َؤجر �إىل �شخ�ص‬
‫لل�سلطنة بالدرجة الأوىل‪ ،‬كما �أن��ه ي��ؤث��ر على‬ ‫�إلزامية توثيق عقد الإيجار‪ ،‬وعدم االعتداد ب�أي‬ ‫�آخر‪ ،‬وعلى �أ�سا�سه يقوم امل�ست�أجر بت�سليم الأُجرة‬
‫املُ �� ِّؤج��ر‪ ،‬مما يدفعه �إىل التعوي�ض عن الفاقد‬ ‫عقد �آخ��ر �أم��ام اجل�ه��ات الر�سمية �أو اجلهات‬ ‫للما ِلك اجلديد؛ وبالتايل حماية املُ�ست� ِأجر من‬
‫املايل الناجت عن عدم ال�سداد بزيادة �سعر العقار‬ ‫الق�ضائية‪� ،‬إىل جانب �إ�ضافة بند يف القانون‬ ‫عدم مطالبة املا ِلك اجلديد ب�إخالء امل�سكن‪� ،‬أو‬
‫�أو الوحدة ال�سكنية على املُ�ست� ِأجر اجلديد‪ ،‬وعليه‬ ‫يتعلق ب�إعطاء البلدية مزيدً ا من ال�صالحيات‬ ‫رف��ع الأُج��رة �إال وف��ق الأح�ك��ام املن�صو�ص عليها‬
‫تبد�أ امل�ضاربة بالأ�سعار‪ ،‬وتخلق �إ�شكاليات وتبعات‬ ‫يف اجلانب الإداري والإجرائي املتعلق يف �ضبط‬ ‫بالقانون‪ .‬من جانب �آخر‪ُ ،‬يلزَ م املُ� ّؤجر يف الوقت‬
‫كثرية‪.‬‬ ‫املخالفني‪ ،‬وحتديد عقوبة رادعة‪.‬‬ ‫نف�سه ت�سليم املُ�ست� ِأجر حم��ل ال�سكن �صا ً‬
‫حلا‬

‫‪19‬‬
‫من مسقط‬

‫دار األوبرا السلطانية ‪..‬‬


‫*‬ ‫منارة ثقافية تطل على فنون العالم‬
‫‪20‬‬
‫دار األوبرا السلطانية تحفة معمارية في‬
‫قلب العاصمة مسقط‪ ،‬تضفي على‬ ‫تُعد‬
‫المكان جما ًال من عبق الثقافة والفكر‬
‫عشاق الموسيقى‬ ‫ّ‬ ‫والمعرفة‪ ،‬تهوي إليها أفئدة‬
‫طر ًبا على األنغام التي تصدح بين جنبات القاعة‬
‫وظفت أحدث التقنيات‬ ‫ّ‬ ‫الكبرى للدار‪ ،‬والتي‬
‫الضوئ ّية والصوت ّية؛ لتجعل من األوبرا والفنون‬
‫متجد ًدا على مرّ الزمان‬
‫ّ‬ ‫العربية والعالمية عنوا ًنا‬

‫‪21‬‬
‫امل�ستدامة يف الفنون الراقية من خمتلف �أنحاء‬ ‫مت افتتاح دار الأوب ��را ال�سلطانية م�سقط‬
‫العامل؛ لتكون بذلك ج�سر التقارب والت�آلف بني‬ ‫بالت�شريف ال�سامي جلاللة ال�سلطان املعظم يف‬
‫احل�ضارات املختلفة‪ ،‬وم�صد ًرا دائ ًما للإبداع‬ ‫‪� 12‬أكتوبر ‪2011‬م‪ .‬وقد جاء ت�أ�سي�سها انطال ًقا‬
‫واالبتكار لكافة قطاعات املجتمع‪.‬‬ ‫من الر�ؤية ال�سامية جلاللة ال�سلطان املعظم –‬ ‫صرح معماري وثقافي‬
‫حفظه اهلل‪ -‬ب�أهمية الثقافة والفنون‪ ،‬وال��دور‬
‫ول��ذا فقد ا�شتمل ب��رن��ام��ج ع��رو���ض ال��دار‬ ‫ال��ذي ت�ؤديه يف الرقي بالذوق العام‪ ،‬وتعزيز‬ ‫تمتزج فيه العمارة‬
‫‪-‬منذ افتتاحها‪ -‬على ت�شكيلة منتقاة بعناية من‬
‫العرو�ض املتنوعة والتي تت�سم بالتوازن والرقي‪،‬‬
‫التوا�صل بني ال�شعوب من خالل تقدمي تراث‬
‫ثقايف و�إن�ساين م�شرتك‪ .‬وتعترب الدار م�ؤ�س�سة‬
‫التقليدية العربية‬
‫حيث يتم انتقاء امل�ضمون الثقايف من الفنون‬ ‫رائدة يف جمال الفنون والثقافة يف ال�سلطنة‪،‬‬ ‫اإلسالمية مع عناصر من‬
‫الرفيعة والربامج املبتكرة التي تدعم جماالت‬ ‫وتكمن ر�ؤيتها يف �أن تكون م��رك��زً ا للتوا�صل‬
‫املعرفة والإلهام لكافة املرتادين لها من ُعمان‬ ‫احل�ضاري والثقايف مع خمتلف دول العامل؛‬ ‫عمارة الحصون والقالع‬
‫ومن �أنحاء العامل يف كل مو�سم من موا�سمها‪،‬‬
‫حيث ت�سعى �إىل الأخ��ذ ب�أرقى املعايري الفنية‪،‬‬
‫ب�ه��دف �إث� ��راء احل �ي��اة ب�برام��ج فنية وثقافية‬
‫وتعليمية؛ خدم ًة ملبادئ ال�سالم والتعاون واملحبة‬
‫العمانية‬
‫ُ‬
‫وا�ستدامتها‪ ،‬وتقدمي برامج فنية مفعمة بالإبداع‬ ‫والإخاء‪.‬‬
‫والتميز‪ ،‬وهو ما ينطوي على التوا�صل لإذكاء‬
‫تنوع ثقافي‬
‫تعد منصة مضيئة‬
‫روح الإبداع املقرون بالتنوع الثقايف والتوعوي‪،‬‬
‫يف �إط��ار برامج تراعي القيم العاملية للفنون‬ ‫�إن الطموح الذي ت�سعى الدار �إىل حتقيقه‪،‬‬
‫اللتقاء المواطن‬
‫والأطروحات الثقافية‪ ،‬وخ�صو�صيات املجتمعات‬
‫امل �ح �ل �ي��ة؛ ح �ي��ث ت �ه��دف م��ن خ�ل�ال ب��راجم�ه��ا‬
‫هو �أن تكون من�صة م�ضيئة ت�سهم يف �إلتقاء‬ ‫العماني مع الثقافات‬
‫ُ‬
‫املواطن ال ُعماين مع الثقافات العريقة للآخرين‪،‬‬
‫وعرو�ضها �إىل تلبية تطلعات ورغ �ب��ات كافة‬ ‫كما ت�سهم يف تعريف الآخرين مبوروث ال�سلطنة‬ ‫العريقة حول العالم‬
‫�أذواق رواده��ا‪ ،‬ون�شر الرتاث العاملي‪ ،‬وتر�سيخ‬ ‫الفني والثقايف واملعماري‪ ،‬ون�شر الفنون الرتاثية‬
‫مبادئ ال�سلم والتعاي�ش والتفاهم بني جميع‬ ‫ال ُعمانية‪ ،‬وتقدميها �إىل العامل من خالل دمج‬
‫الأمم وال�شعوب عرب فعاليات الفنون التي تعرب‬ ‫ال�تراث املحلي بنمط احلداثة ال��ذي تتميز به‬
‫عن تراث ثقايف و�إن�ساين م�شرتك‪.‬‬ ‫ال��دار‪� .‬إىل جانب دوره��ا يف التنمية الثقافية‬

‫‪22‬‬
‫ً‬
‫عرو�ضا ُعمانية وعربية‬ ‫ت�ضمنت براجمها‬
‫و�إ�سالمية وعاملية‪ ،‬ف�ضلاً عن عرو�ض للأطفال‬
‫والعائالت بر�سوم دخول رمزية؛ وذلك انطال ًقا‬
‫من ر�ؤية ترى الدار كمركز �إ�شعاع ثقايف لتثقيف‬
‫و�إمتاع كافة �أفراد الأ�سرة‪ .‬وقد متكنت الدار منذ‬
‫�أول مو�سمني من �إنتاج عر�ضني مبعايري عاملية‪،‬‬
‫خ�صي�صا لها‪ ،‬هما �أوبرا كارمن‬
‫ً‬ ‫ومت ت�صميمهما‬
‫لبيزيه و�أوبرا توراندوت لبوت�شيني‪ ،‬وهو ما يعد‬
‫مفخر ًة �ست�سهم بال �شك يف �إعطاء مكانة رفيعة‬
‫للدار بني دور الأوبرا العاملية العريقة‪.‬‬

‫التصميم المعماري‬

‫�إ�ضافة �إىل الدور الكبري الذي ت�ضطلع به دار‬


‫الأوبرا ال�سلطانية يف تعزيز الن�شاط الثقايف يف‬
‫ُعمان والتوا�صل مع العامل اخلارجي‪ ،‬ف�إن �إن�شاء‬
‫هذه الدار ُيعد خطوة كربى يف تطور الت�صاميم‬
‫حيث تلم�س بع�ض تفا�صيل القالع ال ُعمانية املتمثلة‬ ‫التي ا�شتهرت بها العمارة العربية الإ�سالمية مثل‬ ‫املعمارية ال ُعمانية‪ .‬فالناظر ملبنى الدار يتلم�س‬
‫يف الفتحات املتكررة الواقعة يف �أعلى اجلدران‬ ‫ا�ستعمال احلجارة الكبرية والأخ�شاب التي يتم‬ ‫بو�ضوح الت�صاميم املعمارية ال ُعمانية؛ حيث مت‬
‫اخلارجية‪� ،‬إ�ضافة �إىل ا�ستلهام تراث امل�شربيات‬ ‫تزيينها بنقو�ش بالغة الدقة والتعقيد‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫ا�ستثمار العمارة التقليدية العربية الإ�سالمية مع‬
‫اخل�شبية التي متيز البيوت العربية يف ت�صميم‬ ‫�إىل التعابري والر�سوم التاريخية امل�ستمدة من‬ ‫عنا�صر من عمارة احل�صون والقالع ال ُعمانية‬
‫بع�ض الت�شكيالت اخل�شبية داخ��ل املبنى‪ ،‬ويف‬ ‫الرتاث املعماري باملنطقة‪.‬‬ ‫لي�صيغ حتفة عمرانية فريدة يف ت�صميمها‪� ،‬إىل‬
‫ت�صميم الفواني�س والرثيات يمُ كن تلم�س � ً‬
‫أي�ضا‬ ‫جانب توظيف التنا�سق والتناغم بني العنا�صر‬
‫بع�ض �آث��ار ال�ت�راث املعماري ال��ذي يعود للعهد‬ ‫وتعترب دار الأوبرا ال�سلطانية حتفة معمارية؛‬ ‫والت�شكيالت املختلفة‪ ،‬واختيار امل��واد املنا�سبة‬

‫‪23‬‬
‫الحرف المحلية‬ ‫اململوكي‪ ،‬كما يتم م�شاهدة الزخرفة املغولية‬
‫الهندية يف الكوات العديدة على اجلدران‪ ،‬وميثل‬
‫امل�شاهد لتفا�صيل العنا�صر املعمارية لدار‬ ‫الرخام دو ًرا �أ�سا�س ًيا يف ت�صميم دار الأوب��را؛‬
‫الأوبرا ال�سلطانية‪ ،‬ال يخفى عليه الدقة البالغة‬ ‫�إذ �أن ا�ستعمال رخام الرتافرتني اجلريي ب�شكل‬
‫يف �إعدادها‪ ،‬حيث ا�ستفاد م�صممو املبنى من‬ ‫كبري ينتج بري ًقا بدي ًعا يف الأج ��زاء الداخلية‬
‫امل�ه��ارات احلرفية ال ُعمانية يف �إن�ت��اج �أعمال‬ ‫واخل��ارج �ي��ة؛ مم��ا ي�ضفي ع�ل��ى امل �ك��ان �سمات‬
‫خ�شبية ذات نقو�ش دقيقة على الأبواب وغريها‬ ‫االت�ساع والإ��ض��اءة‪ ،‬كما �أ ّن��ه ينتج جم�الاً للر�ؤية‬ ‫أحدث نظم تقنية‬
‫من الألواح اخل�شبية‪ ،‬واحلفر على قطع الأثاث‪،‬‬ ‫العميقة من خالل الأروقة والعقود املتتابعة‪.‬‬
‫الصوت والصورة‬
‫مدمجة في تصميم‬
‫المبنى‪ ،‬وتهيئة‬
‫ّ‬
‫التشكل‬ ‫المسرح على‬
‫والتك ّيف مع نوعية‬
‫العروض‬

‫‪24‬‬
‫القاعة اجلنوبية فهي مكان لإق��ام��ة العرو�ض‬ ‫و�إنتاج القطع املعدنية امل�ستعملة يف الفواني�س‬
‫والفعاليات‪ ،‬وجرى تك�سية واجهاتها الداخلية‬ ‫والبوابات‪� ،‬إ�ضافة �إىل جت�سيد حرف تقليدية‬
‫باحلجر الأبي�ض املائل للزهر وامل�صنوع من‬ ‫�أخرى‪ ،‬واجلدير بالذكر �أن جميع النقو�ش على‬
‫�أحد املحاجر ال ُعمانية‪ ،‬و�صنعت �أر�ضيتها بنق�ش‬ ‫الأب��واب والنوافذ والأر�ضيات والأ�سقف قد مت‬
‫خ��ا���ص ل�ل��دار م��ن ال��رخ��ام الأ��ص�ف��ر والأح �م��ر‪.‬‬ ‫�إنتاجها حمل ًيا يف ال�سلطنة‪.‬‬
‫أي�ضا با�ستخدام فن‬ ‫وتتميز الردهة الرئي�سية � ً‬
‫ال���زواق‪ ،‬وه��و ف��ن ا�شتهر يف منطقة امل�شرق‬ ‫مبنى الدار‬ ‫عروض الموسم‬
‫واملغرب العربي بالر�سم املطبوع على اخل�شب‬
‫واملتج�سد يف الأعمدة واجل��دران والعوار�ض‪.‬‬
‫ويعد مبنى دار الأوب��را ال�سلطانية متعدد‬ ‫تشكيلة منتقاة‬
‫اال� �س �ت �ع �م��االت‪ ،‬بحيث ميكنه �أن ي�ست�ضيف‬
‫كما يت�ضمن املبنى املق�صورة ال�سلطانية الواقعة‬ ‫فعاليات خمتلفة كحفالت الأوب��را واحلفالت‬ ‫ومتنوعة تتسم‬
‫يف و�سط اجلزء ال�سلفي من القاعة‪ ،‬وحتتوي‬
‫منطقة ال��دخ��ول فيها على ع��دد م��ن الأل ��واح‬
‫املو�سيقية وامل�سرحيات‪� ،‬إ�ضافة �إىل امل�ؤمترات‬
‫والعديد من امللتقيات الثقافية والفنية‪ .‬ويت�سم‬
‫بالتوازن والرقي‪ ،‬وإنتاج‬
‫املر�صعة واخل�شبيات ال�ن��ادرة‪ ،‬وتعر�ض منها‬ ‫مبنى دار الأوبرا ال�سلطانية يف م�سقط بالروعة‬ ‫عروض بمعايير عالمية‬
‫�أربع مقتب�سات من نوتات و�صور لآالت مو�سيقية‬ ‫واجلمال‪ ،‬ويعد ت�صميمه من �أب��رز الت�صاميم‬
‫�إىل جانب املجل�سان ال�شرقي والغربي‪ ،‬وهما‬ ‫املعمارية امل�ستوحاة م��ن ال�ت�راث احل�ضاري‬
‫ع�ب��ارة ع��ن قاعتني مطليتني باللون الأبي�ض‬ ‫ال ُعماين‪ ،‬وال��ذي يج�سده الت�صميم الهند�سي‬ ‫برامج تراعي القيم‬
‫امل�صفر ال �ت��ي ت�ستمد بع�ض ت�صميمها من‬ ‫الراقي؛ مما يجعله �أحد �أبرز املنجزات احلديثة‬
‫العمارة الإ�سالمية واملغولية الهندية‪� .‬أما القاعة‬ ‫يف ُعمان و�أهمها‪ .‬ويت�سم املبنى الرئي�سي كذلك‬ ‫العالمية للفنون‪،‬‬
‫الرئي�سية فت�ستوعب ما بني ‪ 850‬و‪ 1100‬مقعد‪،‬‬
‫وت�شمل مقدمة القاعة وثالث �شرفات وعدد من‬
‫بربيقه اخلارجي امل�ستمد من الرخام ال ُعماين‬ ‫واألطروحات الثقافية‪،‬‬
‫عايل اجل��ودة امل�ستخدم يف بنائه‪ ،‬كما حتيط‬
‫املق�صورات اجلانبية‪.‬‬ ‫به م�ساحات مفتوحة وحدائق و�أ�شجار كثرية‪،‬‬ ‫وخصوصية المجتمع‬
‫التقنية الحديثة‬
‫وتتميز واج�ه��ات املبنى بوجود عقود عري�ضة‬
‫عالية‪ ،‬وقناطر وا�سعة يف كل جانب من جوانب‬
‫المحلي‬
‫بجانب الت�صميم املعماري الفريد ملبنى‬ ‫املبنى؛ مما ينتج �شعو ًرا باالت�ساع والإ�ضاءة‪.‬‬
‫ال��دار‪ ،‬فقد مت تزويد دار الأوب��را ال�سلطانية‬ ‫ويتكون مبنى ال��دار من الردهة الرئي�سية‪،‬‬
‫ب ��أح��دث ال�ن�ظ��م التقنية املتعلقة مبعاجلة‬ ‫وال �ت��ي تت�سم باللم�سات ال�تراث �ي��ة والنقو�ش‬
‫ارت��دادات ال�صوت و�صداه ليتنا�سب مع نوع‬ ‫الدقيقة املر�سومة على خ�شب املاهوجني‪� .‬أما‬

‫‪25‬‬
‫دار األوبرا والمجتمع‬ ‫�أ�سا�سيتني؛ فهو يعد �أح��د �أك�ب�ر الأورج ��ات‬ ‫الفعالية املقامة‪ ،‬وقد مت دمج هذه النظم يف‬
‫ال�ق�ل�ي�ل��ة يف ال��ع��امل ال �ت��ي مي �ك��ن حتريكها‬ ‫ت�صميم املبنى ال�ستعمالها يف خمتلف �أنواع‬
‫جن�ح��ت ال� ��دار خ�ل�ال ال�سبعة �أع� ��وام منذ‬ ‫بالكامل‪ ،‬ويزن (‪ )50‬ط ًنا‪ ،‬وي�شكل جز ًءا من‬ ‫الفعاليات التي ت�ست�ضيفها ال ��دار‪ .‬كما �أن‬
‫افتتاحها يف ا�ست�ضافة امل �ئ��ات م��ن ال�ع��رو���ض‬ ‫التجهيزات الفنية املرتبطة بال�صوت والإ�ضاءة‬
‫وزن الغالف البديل الذي يبلغ (‪ )500‬طن‪،‬‬
‫العاملية‪ ،‬ومب�شاركة‪  ‬دول من جميع قارات العامل‪،‬‬ ‫ومن�صة العرو�ض تعد هي الأخرى نقله نوعية‬
‫وح�ضر عرو�ضها ع�شرات الآالف من املواطنني‬ ‫وميكن حتريكه على �سكة حديدية‪� ،‬إ�ضافة �إىل‬
‫�أن الأنابيب لن�صف ق�سم من املحاب�س حتتوي‬ ‫يف املجال التقني‪ ،‬وعليه ف�إن احللول املبدعة‬
‫خ�صي�صا‬
‫ً‬ ‫واملقيمني وال�سياح الذين جاء بع�ضهم‬ ‫التي مت اعتمادها لتحقيق التناغم بني طابع‬
‫مل�شاهدة �أح��د عرو�ض ال��دار‪ ،‬وقد اهتمت الدار‬ ‫على �سولو روي��ال (‪ ،)Solo Royal‬والتي‬
‫ت�صدر �أ�صواتًا للأمام نحو القاعة وجانب ًيا‬ ‫املعمار التقليدي واملتطلبات التقنية احلديثة‬
‫باملر�أة ال ُعمانية‪ ،‬وخ�ص�صت لها يو ًما لالحتفاء‬
‫نحو غريفات ترجيع ال�صوت يف �آنٍ واح��د‪،‬‬ ‫للدار‪ ،‬تعد �إحدى جوانب خ�صو�صية الدار من‬
‫ب�ه��ا‪ ،‬كما حتتفي ال ��دار �سنو ًيا بالعيد الوطني‬
‫املجيد‪ ،‬عرب تقدمي عر�ض ع�سكري �ضخم لكافة‬ ‫وهو ما ينتج عنه �صوتًا لي�س له مثيل يف روعته‬ ‫الناحية الهند�سية‪ .‬وحتتوي الدار على �أحدث‬
‫ً‬
‫عرو�ضا‬ ‫الفرق الع�سكرية املحلية‪ ،‬وتقدم ال��دار‬ ‫وتردده مدو ًيا يف القاعة ب�أكملها‪.‬‬ ‫م��وا��ص�ف��ات ال���ص��وت وال �� �ص��ورة‪ ،‬ومن�صتها‬
‫جمانية لطالب املدار�س‪ ،‬يح�ضر كل واحد منها‬ ‫الرئي�سية جمهزة ال�ستقبال �أن ��واع متعددة‬
‫م�ئ��ات م��ن الأط��ف��ال‪ ،‬وق��د �أ�سهمت يف تعريف‬ ‫تنشيط السياحة‬ ‫من العرو�ض‪ ،‬ت�تراوح بني العرو�ض الفردية‬
‫اجلمهور املحلي ب��أل��وان من املو�سيقى‪ ،‬وب ��آالت‬ ‫واملجموعات ال�صغرية‪� ،‬إىل العرو�ض التي‬
‫مو�سيقية يتعرف عليها اجلمهور عن كثب للمرة‬ ‫رغ��م �أن دار الأوب� ��را ال�سلطانية م�سقط‬ ‫ميكن �أن ت�ضم مئات ال�ع��ازف�ين واملن�شدين‬
‫الأوىل‪ .‬وحتت�ضن الدار ب�شكل متكرر فعالية البيت‬ ‫هي بالأ�سا�س مركز �إ�شعاع ثقايف ي�سهم يف‬ ‫يف العر�ض الواحد‪ .‬وامل�سرح ُمه ّي�أ ليتنا�سب‬
‫املفتوح‪ ،‬وهي عبارة عن يوم للعائالت تتعرف فيه‬ ‫التعريف بثقافة �سلطنة ُعمان وفنونها التقليدية‬ ‫م��ع جميع ه��ذه احل� ��االت‪ ،‬ع�بر ق��درت��ه على‬
‫على ال��دار‪ ،‬وي�ستمتعون خالله بعرو�ض متنوعة‪،‬‬ ‫العريقة‪� ،‬إال �أنها بجوار ذلك ت�ؤدي دو ًرا كب ًريا‬ ‫الت�ش ّكل والتك ّيف مع نوعية العر�ض املقدم‪،‬‬
‫ويتعرف الأطفال على الآالت املو�سيقية‪ ،‬ويجربون‬ ‫يف تن�شيط ال�سياحة الثقافية‪ ،‬وتعزز قدرات‬ ‫مع املحافظة على جمال القاعة وت�صميمها‬
‫ا�ستعمالها ب�أنف�سهم‪ ،‬وذل��ك كجزء من ر�سالة‬ ‫امل�ؤ�س�سات املحلية اخلدمية املرتبطة بقطاع‬ ‫املتقن‪.‬‬
‫الدار يف ا�ستقطاب الن�شء وتقريبهم �إىل الفنون‪.‬‬ ‫ال�سياحة؛ فمبنى ال��دار هو يف حد ذات��ه حتفة‬ ‫كما تتميز الدار بوجود �آلة الأورج ال�ضخمة‬
‫اجلدير بالذكر �أنّ �أبواب دار الأوب��را ال�سلطانية‬ ‫فنية وعمرانية ف��ري��دة‪ ،‬يجد ال��زائ��ر فيها ما‬ ‫ال��ذي مت ت�صميمه من قبل �إح��دى ال�شركات‬
‫م�سقط مفتوحة للزوار بر�سوم رمزية ب�صفة يومية‬ ‫ي�ستحق التوقف ع�ن��ده م��ن ت�صميم معماري‬ ‫العاملية ال���ش�ه�يرة‪ ،‬ومت ن�صبه يف الغالف‬
‫خالل �أيام الأ�سبوع من ‪� 8:30‬إىل ‪ 5:30‬م�سا ًء‪.‬‬ ‫فريد‪ ،‬ونقو�ش زاهية‪ ،‬ومتازج مبدع بني الأ�صالة‬ ‫امل�سرحي البديل‪ ،‬وهو �أداة �ضخمة حتتوى على‬
‫* امل�صدر‪ :‬دار الأوبرا ال�سلطانية ‪.‬‬ ‫واملعا�صرة‪.‬‬ ‫ما جمموعه (‪� )4542‬أنبو ًبا‪ ،‬ويتميز ب�سمتني‬

‫‪26‬‬
AD
‫من مسقط‬

‫العمانيون في إقامة أقدم هندسة للري في‬ ‫ُ‬


‫المنطقة بابتكار نظام األفالج‪ ،‬والذي يعتبر‬ ‫أبدع‬
‫المصدر الرئيسي لمياه الري في السلطنة‪،‬‬
‫ويندر أن يوجد مثيل له في مختلف دول العالم‪ .‬ويعود تاريخ هذه‬
‫طور خاللها‬
‫األفالج إلى فترات تاريخية تقدر بأكثر من ألفي عام‪ّ ،‬‬
‫مكنهم من‬ ‫العمانيون من األدوات والوسائل الخاصة‪ ،‬مما ّ‬ ‫ُ‬
‫صيانة هذه األفالج‪ ،‬واستحداث أفالج جديدة تتناسب واحتياجاتهم‬
‫المعيشية‪ ،‬وحرصهم على تنمية حرفة الزراعة التي شكلت وما‬
‫مهما من االقتصاد‪.‬‬
‫ً‬ ‫جزءا‬
‫تزال ً‬

‫ينابيع متدفقة في مسقط‬


‫*‬ ‫تبعث الحياة على مر األعوام‬

‫السلطنة تزخر بإجمالي (‪)4112‬‬


‫فلجا عذ ًبا تتدفق‬
‫فلجا‪ ،‬منها (‪ً )239‬‬
‫ً‬
‫في محافظة مسقط‬

‫والية قريات تضم أكثر عدد من‬


‫األفالج في محافظة مسقط‬
‫فلجا‬
‫بواقع (‪ً )117‬‬

‫‪28‬‬
29
‫ُي �ع��رف ال�ف�ل��ج ع�ل��ى �أن ��ه ن �ظ��ام ل�ت��وف�ير امل��اء‬
‫مل�ج�م��وع��ة م��ن امل ��زارع�ي�ن ل�لا��س�ت�خ��دام امل��دين‬
‫وال��زراع��ي‪ ،‬ويبلغ �إج �م��ايل الأف�ل�اج املح�صورة‬
‫بال�سلطنة ب�أنواعها الثالثة وبحالتيها احلية وامليتة‬
‫فلجا‪ ،‬وفق البيانات الواردة مب�شروع ح�صر‬ ‫‪ً 4112‬‬
‫الأفالج بال�سلطنة مار�س‪1997‬م – يونيو‪1998‬م‪.‬‬
‫تكوين الفلج واستخداماته‬
‫فلج الغيز بوالية بوشر‬
‫يتكون الفلج من قناة رئي�سية ممتدة من منبع‬
‫أكبر أفالج محافظة‬
‫الفلج‪ ،‬وهو ما يعرف حمليا بــــ «�أم الفلج»‪ ،‬وتقوم‬ ‫مسقط‪ ،‬وفلج بيت‬
‫هذه القناة بنقل املياه �إىل القنوات الفرعية التي‬
‫غال ًبا ما تكون داخ��ل القرية‪ .‬وق��د �صممت هذه‬ ‫الفلج بوالية مطرح‬
‫القنوات الرئي�سية على منط فريد من نوعه‪ ،‬حيث‬
‫ُروعي يف ت�صميمها عامالن �أ�سا�سيان؛ هما تقليل‬
‫أطولها‬
‫التكلفة املالية‪ ،‬وعدم ا�ستعمال �أجهزة �آلية لنقل‬
‫املياه‪ ،‬ومن هذا املنطلق يالحظ �أن جميع القنوات‬
‫الرئي�سية تكون منحدرة بدرجة معينة‪ ،‬ابتدا ًء‬
‫فلج الحمام تعود‬
‫من م�صدر املياه اجلوفية حتى ت�صل مندفعة �إىل‬ ‫تسميته إلى «ال ِح َمم»‬
‫القرية‪ ،‬وتت�شعب عرب القنوات ال�صغرية للفلج‪.‬‬
‫لسخونة مياهه وتصل‬
‫ويقوم نظام توزيع املياه على �أ�سا�س الوقت‪،‬‬
‫بالنجوم يف عملية توزيع املياه‪.‬‬ ‫ا�ستنادًا على وحدات زمنية تنح�صر بني «الأثر»‪،‬‬ ‫إلى ‪ 60‬درجة سيليزية‬
‫ويتم ا�ستخدام مياه الفلج ح�سب الأولويات‪،‬‬ ‫وه��و ما يعادل ن�صف �ساعة‪ ،‬و «ال��رب��ع» وه��و ما‬
‫فمياه ال�شرب ت�أتي يف املرتبة الأوىل‪ ،‬بحيث ت�ؤخذ‬ ‫يعادل ثالث �ساعات‪ ،‬و «الباده» وت�ساوي ‪� 12‬ساعة‬
‫من املنبع �أو من �أول نقطة لظهور املاء على �سطح‬ ‫�أو ‪� 24‬أث ًرا‪ ،‬و «القامة» ومدتها �سبع دقائق ون�صف‪،‬‬
‫الأر� ��ض وت�سمى حمل ًيا ال�شريعة‪ ،‬ث��م يلي ذلك‬ ‫ويتم توزيع املياه يف النهار با�ستخدام ال�ساعة‬
‫�أماكن الو�ضوء واال�ستحمام التي تتكون من غرف‬ ‫ال�شم�سية‪ ،‬وال�ت��ي م��ا زال��ت ت�ستخدم يف بع�ض‬
‫م�ستقلة تقع يف م�سار قناة الفلج‪ ،‬بعد ذلك تن�ساب‬ ‫الأفالج حتى اليوم‪� ،‬أما يف الليل فيتم اال�ستعانة‬

‫‪30‬‬
‫املائية من التلوث واال�ستنزاف‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫مياهها مبا�شرة م��ن ال�صخور اجلبلية‪ ،‬وهي‬ ‫مياه الفلج بني الب�ساتني‪ ،‬و ُتعطى الأولوية للنخيل‬
‫حماية قنواتها من االنهيار‪.‬‬ ‫�إما تكون مياه �سطحية �أو جوفية‪ ،‬و�أغلب العيون‬ ‫والأ�شجار الأخرى‪ ،‬ومن ثم الزراعات املو�سمية‪،‬‬
‫امل�ستدمية م�صدر مياهها جويف‪ ،‬وقد ُ�سميت بهذا‬ ‫ويتم تق�سيم ح�ص�ص املياه بني الأفراد وامل�شرتكني‬
‫ول���وزارة البلديات الإقليمية وم ��وارد املياه‬
‫جهود بارزة يف املحافظة على الأفالج؛ وذلك ملا‬ ‫اال�سم لكون هذا النوع من الأفالج عبارة عن نبع‬ ‫كل ح�سب جهده وعطائه و�شراكته‪ ،‬وتكون هذه‬
‫لها من دور كبري يف مد امل��زارع باملاء ال��ذي هو‬ ‫ماء جبلي تتدفق تلقائ ًيا‪ ،‬وتوجد يف الغالب يف‬ ‫احل�صة وراثية‪� ،‬أي تنتقل ملكيتها للأبناء بعد‬
‫�أ�سا�س احلياة واال�ستقرار الب�شري‪ ،‬حيث يبلغ‬ ‫املناطق اجلبلية‪ ،‬وقد توجد بع�ضها يف املناطق‬ ‫وفاة والدهم‪.‬‬
‫عدد الأف�لاج بال�سلطنة مبختلف �أنواعها ‪4112‬‬ ‫املنخف�ضة‪ ،‬وت�شكل ما ن�سبته ‪ %28‬من جمموع‬
‫الأفالج بال�سلطنة‪.‬‬ ‫العمانية‬
‫أنواع األفالج ُ‬
‫فلجا مبحافظة م�سقط‪ ،‬موزعة‬ ‫فلجا منها (‪ً )239‬‬ ‫ً‬
‫فلجا‬
‫فلجا دائمة اجلريان‪ ،‬و(‪ً )66‬‬ ‫على (‪ً )173‬‬ ‫المحافظة على نظام األفالج‬ ‫توجد بال�سلطنة ثالثة �أن��واع من الأف�لاج هي‬
‫منقطعة اجلريان‪ ،‬وقد �صنفت الأفالج املح�صورة‬ ‫الدا�ؤودية والغيلية والعينية‪:‬‬
‫ح�سب ال �ن��وع �إىل ث�لاث��ة �أن � ��واع‪ ،‬وه��ي الأف�ل�اج‬ ‫ت�شكل الأف�ل��اج وال �ع �ي��ون م� ��وردًا �أ��س��ا��س� ًي��ا‬ ‫• الأف�ل�اج ال ��دا�ؤودي ��ة‪ :‬ه��ي الأف�ل�اج التي‬
‫الدا�ؤودية والعينية والغيلية‪ ،‬وقد مت ح�صر (‪)25‬‬ ‫مه ًما من م��وارد املياه يف معظم امل��دن والقرى‬ ‫ت�ستمد مياهها م��ن ب��اط��ن الأر�� ��ض‪ ،‬ومت��ر عرب‬
‫فلجا‬
‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و(‪ً )13‬‬
‫فلجا دا�ؤود ًيا‪ ،‬منها (‪ً )12‬‬ ‫ً‬ ‫ال ُعمانية‪ ،‬وهي من �أك�ثر امل��وارد التي ت�أثرت من‬
‫ميتًا‪ ،‬وبلغ عدد الأفالج العينية املح�صورة (‪)130‬‬ ‫�أنفاق �أر�ضية ذات فتحات تهوية‪� ،‬إىل �أن ت�صل‬
‫نق�ص الأمطار‪ ،‬وانخفا�ض املخزونات اجلوفية‪،‬‬ ‫�إىل �شريعة الفلج (بداية ظهور الفلج على �سطح‬
‫فلجا ميتًا‪،‬‬
‫فلجا‪ ،‬منها (‪� )109‬أفالج حية‪ ،‬و(‪ً )21‬‬ ‫ً‬ ‫وتبذل وزارة البلديات الإقليمية وم��وارد املياه‬
‫فلجا غيل ًيا‪ ،‬منها (‪)52‬‬ ‫الأر���ض)‪ ،‬ويعود �سبب ت�سميتها ن�سبة �إىل النبي‬
‫بينما مت ح�صر (‪ً )84‬‬ ‫ج �ه��ودًا حثيثة لتعزيز الو�ضع امل��ائ��ي ل�ل�أف�لاج‪،‬‬
‫فلجا ميتًا‪.‬‬ ‫�سليمان بن داود عليهما ال�سالم‪ ،‬للداللة على‬
‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و(‪ً )32‬‬ ‫ً‬ ‫و�إغاثة املت�ضرر منها‪ ،‬وتعترب الأفالج والعيون من‬
‫عظمها و�صعوبة �إن�شائها‪ ،‬وت�شكل ما ن�سبته ‪%23‬‬
‫املوارد املائية املهمة‪ ،‬وقد و�ضعت الوزارة خططها‬
‫والية قريات‬ ‫من جمموع الأفالج بال�سلطنة‪.‬‬
‫ل�صيانة الأف�لاج املت�ضررة وف ًقا جل��داول �سنوية‬
‫تراعي �أولويات ت�ضرر تلك الأفالج‪.‬‬ ‫• الأفالج الغيلية‪ :‬عبارة عن قنوات ت�ستمد‬
‫وقد جاءت والية قريات �أكرث واليات حمافظة‬
‫مياهها م��ن امل�ي��اه ال�سطحية اجل��اري��ة �أو �شبه‬
‫م�سقط من حيث عدد الأف�لاج املح�صورة‪ ،‬حيث‬ ‫وم��ع التطور ال�سريع ال��ذي ت�شهده ال�سلطنة‬
‫ال�سطحية‪ ،‬وال تخرتق اخل��زان اجل��ويف‪ ،‬وجاءت‬
‫فلجا دائم‬
‫فلجا‪ ،‬منها (‪ً )90‬‬ ‫مت ح�صر (‪ً )117‬‬ ‫يف �شتى املجاالت؛ ف�إنها تقوم باتباع الأ�ساليب‬
‫فلجا منقطعة اجلريان‪ ،‬حيث‬ ‫ت�سمية هذا النوع من الأف�لاج بالغيلية ا�ستنادًا‬
‫اجلريان‪ ،‬و(‪ً )27‬‬ ‫العلمية احلديثة يف املحافظة على هذا النظام‬
‫يوجد بها ‪� 10‬أفالج دا�ؤودية‪ ،‬منها ‪� 6‬أفالج حية‪،‬‬ ‫وال�سعي �إىل تطويره‪ ،‬وذل��ك م��ن خ�لال �إدخ��ال‬ ‫للمعنى اللغوي لكلمة غ�ي��ل‪ ،‬وال�ت��ي تعني املياه‬
‫و‪� 4‬أفالج ميتة‪ ،‬ثم الأفالج العينية ويبلغ عددها‬ ‫امل��واد احلديثة يف جمال �صيانة الأف�لاج‪ ،‬و�سن‬ ‫اجل��اري��ة‪ ،‬وتتواجد الأف�لاج الغيلية يف الأودي��ة‪،‬‬
‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و‪� 4‬أف�لاج ميتة‪،‬‬ ‫ومتثل ه��ذه الأف�لاج ما ن�سبته ‪ %48‬من �إجمايل‬
‫فلجا‪ ،‬منها ‪ً 46‬‬ ‫‪ً 50‬‬ ‫الت�شريعات‪ ،‬وحتديد امل�سافات الواجب تركها عند‬
‫فلجا‪،‬‬ ‫‪57‬‬ ‫عددها‬ ‫ويبلغ‬ ‫الغيلية‬ ‫�لاج‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫أ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ير‬ ‫عدد الأفالج بال�سلطنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫و�أخ� ً‬ ‫�إقامة املن�ش�آت التنموية‪ ،‬وعمل الالزم نحو اتخاذ‬
‫فلجا ميتًا‪.‬‬
‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و‪ً 19‬‬
‫منها ‪ً 38‬‬ ‫الإج���راءات الفنية ال�لازم��ة حلماية م�صادرها‬ ‫• الأف�لاج العينية‪ :‬هي الأف�لاج التي ت�ستمد‬

‫‪31‬‬
‫نظام توزيع مياه األفالج‬
‫يقوم على أساس‬
‫استنادا على‬
‫ً‬ ‫الوقت‪،‬‬
‫وحدات زمنية تنحصر‬
‫بين «األثر» و «الربع»‬
‫و «الباده» و «القامة»‬
‫باستخدام الساعة‬
‫والية العامرات‬ ‫والية بوشر‬
‫الشمسية‪ ،‬وأثر النجوم‬
‫فلجا يف هذه الوالية‪ ،‬منها‬ ‫مت ح�صر (‪ً )49‬‬ ‫بلغ عدد الأفالج املح�صورة يف الوالية (‪)52‬‬
‫فلجا ميتًا‪ ،‬حيث يوجد بها‬ ‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و‪ً 19‬‬
‫‪ً 30‬‬ ‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و‪� 10‬أفالج ميتة‪ ،‬كما‬ ‫فلجا‪ ،‬منها ‪ً 42‬‬ ‫ً‬ ‫تصميم قنوات‬
‫‪� 7‬أف�لاج دا�ؤودي��ة‪ ،‬منها ‪� 3‬أف�لاج حية‪ ،‬وهي فلج‬
‫الأ��س��ود وفلج الفيفاء وفلج اخل��اب�ين‪ ،‬و‪� 4‬أف�لاج‬
‫تتوفر يف ال��والي��ة الأن ��واع الثالثة م��ن الأف�ل�اج‪،‬‬
‫حيث يوجد بها فلج دا�ؤودي واحد حي‪ ،‬وهو فلج‬
‫األفالج يراعي تقليل‬
‫فلجا‪،‬‬
‫ميتة‪ ،‬ثم الأفالج العينية والبالغ عددها ‪ً 25‬‬ ‫فلجا‪،‬‬
‫�سيباء‪ ،‬ثم الأفالج العينية ويبلغ عددها ‪ً 47‬‬ ‫التكلفة المالية‪ ،‬وعدم‬
‫فلجا ح ًيا‪� ،‬أبرزها فلج العامرات وفلج‬ ‫منها ‪ً 18‬‬ ‫فلجا ح ًيا‪ ،‬و‪� 7‬أفالج ميتة‪ ،‬والتي تتميز‬ ‫منها ‪ً 40‬‬
‫البجرية وفلج رك�ي��ب‪ ،‬و‪� 7‬أف�ل�اج ميتة‪ .‬و�أخ�ي ً�را‬ ‫بارتفاع درجة حرارتها‪ ،‬و�أهمها عني احلمام وعني‬ ‫استعمال أجهزة آلية‬
‫فلجا‪ ،‬منها ‪9‬‬ ‫الأف�لاج الغيلية‪ ،‬ويبلغ عددها ‪ً 17‬‬ ‫ال�شرقي‪ ،‬وفلج �أبو�سمان وفلج ق�شة‪ ،‬وفلج العايل‪،‬‬ ‫لنقل المياه‬
‫�أفالج حية‪� ،‬أهمها فلج املنظرية وفلج حيم وفلج‬ ‫وفلج ال�شام‪ ،‬وفلج �صنب‪ ،‬و�أخ ًريا الأفالج الغيلية‪،‬‬
‫ف ��ؤاد وفلج عرقي وفلج اجلعيدي وفلج العا�صي‬ ‫ويبلغ عددها ‪� 4‬أف�لاج‪ ،‬منها فلج واح��د حي‪ ،‬و‪3‬‬
‫وفلج العوابي‪.‬‬ ‫�أفالج ميتة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫والية السيب‬
‫بلغ ع��دد الأف�ل�اج املح�صورة ب��والي��ة ال�سيب‬
‫فلجا‪ ،‬منها ‪� 8‬أفالج حية‪ ،‬و‪� 8‬أفالج ميتة‪،‬‬ ‫(‪ً )16‬‬
‫حيث يوجد بها ‪� 7‬أف�لاج دا�ؤودي ��ة‪ ،‬منها فلجان‬
‫حيان‪ ،‬وهما فلج وادي اجلبه وفلج امل�غ��رة‪ ،‬ثم‬
‫الأف�لاج العينية‪ ،‬ويبلغ عددها ‪� 6‬أف�لاج‪ ،‬منها ‪4‬‬
‫�أفالج حية‪ ،‬وهي فلج املريرات وفلج الوقيبه وفلج‬
‫الر�سي�س‪ ،‬و�أخ ًريا الأفالج الغيلية‪ ،‬ويبلغ عددها ‪3‬‬
‫�أفالج‪ ،‬منها فلجان حيان‪ ،‬وهما فلج ال�سراة وفلج‬
‫�أبو بياحة‪ ،‬وفلج واحد ميت‪.‬‬
‫والية مسقط‬
‫يبلغ عدد الأفالج املح�صورة يف والية م�سقط‬
‫ثالثة �أفالج‪ ،‬منها فلجان حيان‪ ،‬وفلج واحد ميت‪،‬‬
‫حيث يوجد بها فلج واح��د عيني ح��ي‪ ،‬وه��و فلج‬
‫زكت‪ ،‬وفلجان غيليان‪� ،‬أحدهما حي وهو فلج حور‬
‫يتي‪ ،‬والآخر فلج ميت‪.‬‬
‫والية مطرح‬
‫يوجد بوالية مطرح فلجان اثنان‪� ،‬أحدهما‬
‫عيني حي وهو فلج الوطية‪ ،‬والآخر فلج غيلي حي‬
‫وهو فلج بيت الفلج‪ ،‬وال يوجد بها �أفالج دا�ؤودية‪.‬‬
‫ويبلغ جم�م��وع ��س��واع��د الأف�ل�اج املح�صورة‬
‫باملحافظة (‪� )258‬ساعدًا من خمتلف الأن��واع‬
‫ال��دا�ؤودي��ة والعينية والغيلية‪ ،‬ويعترب فلج الغيز‬
‫التابع لوالية بو�شر �أكرب �أفالج حمافظة م�سقط‬
‫من ‪� 12‬إىل ‪� 15‬ألف نخلة‪.‬‬ ‫امل��اء يت�صاعد من �ساقية الفلج الرت�ف��اع درجة‬ ‫من حيث عدد ال�سواعد املح�صورة فيه بواقع ثالثة‬
‫حرارته التي ت�صل �إىل ‪ 60‬درجة �سيليزية‪.‬‬ ‫�سواعد‪ ،‬ويعترب فلج بيت الفلج التابع لوالية مطرح‬
‫ويبلغ �أق�صى عمق للفلج ‪ 14‬م�ترًا‪ ،‬وب�سبب‬ ‫�أطول فلج على م�ستوى املحافظة من حيث جمموع‬
‫مرور الفلج بكامله تقري ًبا يف ال��وادي؛ فقد جل�أ‬ ‫وي�صنف فلج احلمام من الأف�ل�اج العينية‪،‬‬
‫�أطوال ال�سواعد‪ ،‬حيث بلغ طول �سواعده الإجمالية‬
‫الأه� ��ايل ق��د ًمي��ا �إىل ف�ك��رة التغطية امل��زدوج��ة‬ ‫حيث ينبع من �سفوح اجلبال‪ ،‬وتن�ساب منه املياه‬
‫(‪ )6212‬مرتًا‪ ،‬ويعترب ال�ساعد الوحيد لهذا الفلج‬
‫للفر�ض‪ ،‬خو ًفا من كب�س ال��وادي لتلك الفر�ض‪،‬‬ ‫يف قنوات غري مك�شوفة حتى ت�صل �إىل الثوراة‪،‬‬
‫�أطول �ساعد على م�ستوى حمافظة م�سقط‪.‬‬
‫حيث يوجد غطاء �سفلي للفلج �أعلى �ساقيته‪ ،‬و�آخر‬ ‫التي يتم �ضخ فيها املياه عن طريق ماكينة ال�ضخ‬
‫�أعلى الفر�ض على من�سوب حوايل ‪� 50‬سم �أقل من‬ ‫لي�صل �إىل امل��زارع عن طريق �سواقي مك�شوفة؛‬ ‫أشهر األفالج في المحافظة‬
‫من�سوب �سطح الوادي‪.‬‬ ‫وذل��ك لي�ساعد على انخفا�ض درج��ة احل��رارة‪،‬‬
‫ويحتوي م��اء الفلج على م��واد كربيتية وكل�سية‬ ‫من �أ�شهر الأف�لاج يف حمافظة م�سقط فلج‬
‫ك�م��ا ت�شتهر حم��اف�ظ��ة م�سقط ب��وج��ود فلج‬ ‫تتكون يف �ساقية الفلج‪ ،‬لذا يتم تنظيفه ب�شكل‬ ‫احلمام‪ ،‬والذي يقع يف بلدة احل ّمام بوالية بو�شر‪،‬‬
‫ال�ع��ام��رات‪ ،‬وه��و م��ن الأف�ل�اج العينية‪ ،‬ويقع يف‬ ‫�أ�سبوعي بالتعاون مع �أهايل القرية‪.‬‬ ‫وال�ت��ي تعترب م��ن ال�ق��رى ال�ت��ي تتميز بال�شواهد‬
‫بلدة العامرات بوالية العامرات‪ ،‬وي�صل الطول‬ ‫التاريخية التي تعود لأكرث من ‪� 300‬سنة‪ ،‬حيث ما‬
‫الإج �م��ايل للفلج ‪ 1100‬م�ت�رً ا‪ ،‬وي�غ��ذي ع��دد من‬ ‫ويعترب فلج الأ� �س��ود م��ن الأف�ل�اج امل�شهورة‬
‫باملحافظة‪ ،‬حيث يقع هذا الفلج ببلدة احلاجر‬ ‫يزال اجلامع والقلعة والأبراج والبيوت �شاهدة على‬
‫امل��زروع��ات �أهمها �أ�شجار النخيل‪ ،‬والتي يقدر‬ ‫ذلك التاريخ‪ ،‬والتي تقف بع�ضها �شاخمة يف قمم‬
‫عددها حوايل ‪ 750‬نخلة‪.‬‬ ‫بوالية ال�ع��ام��رات‪ ،‬وه��و من الأف�ل�اج ال��دا�ؤودي��ة‪،‬‬
‫والذي ينبع من وادي احلاجر‪ ،‬وتبلغ طول �ساقيته‬ ‫اجلبال‪ ،‬والبع�ض الآخر جتاور البيوت احلديثة‪.‬‬
‫وق��د قامت ال��وزارة خ�لال الفرتات ال�سابقة‬ ‫املغطاة ‪ 1885‬مرتًا من الأم حتى ال�شريعة‪ ،‬وكل‬ ‫وتعد منطقة احلمام منطقة جبلية ووع��رة‪،‬‬
‫بتنفيذ �أعمال �صيانة وت�أهيل للفلج‪ ،‬حيث متثلت‬ ‫م�سار الفلج داخ��ل ال��وادي حتى قرب ال�شريعة‪،‬‬ ‫وهي قرية زراعية‪ ،‬حتتوي على �أجود �أنواع الليمون‬
‫يف بناء قناة مغطاة للفلج بطول ‪ 250‬مرتًا‪ ،‬وتبد�أ‬ ‫حيث ي�خ��رج م��ن ال���وادي ب��اجت��اه امل���زارع وتبلغ‬ ‫ال�شتوي والقي�ضي واخلليفي‪� ،‬إ�ضافة �إىل املاجنو‬
‫من �أم الفلج باجتاه ال�شريعة عند معرب الطريق‬ ‫م�ساحة امل��زروع��ات التي تعتمد على مياه الفلج‬ ‫والعنب وخمتلف �أنواع اخل�ضروات‪ ،‬ويرجع �أ�صل‬
‫املتجه �إىل الوادي حتى نهاية امل�سافة‪.‬‬ ‫ح���وايل ‪ 25‬ه �ك �ت��ار‪ ،‬ت���ض��م �أن � ��واع خمتلفة من‬ ‫احل� َم��م‪ ،‬وذلك‬
‫ت�سمية احلمام بهذا اال�سم �إىل ِ‬
‫* امل�صدر‪ :‬وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه ‪.‬‬ ‫املزروعات ك�أ�شجار النخيل‪ ،‬والتي يرتاوح عددها‬ ‫الرتفاع حرارة املياه و�سخونتها‪ ،‬حيث جتد بخار‬

‫‪33‬‬
‫بحوث ودراسات‬

‫استنزاف المياه الجوفية‬


‫في محافظتي الباطنة‬
‫نظرة على السياسة المائية في سلطنة ُعمان ‪..‬‬
‫ميساء بنت فايز العلوية‬ ‫إعداد‪:‬‬

‫أطروحة علمية في تخصص هندسة المناظر‬


‫الطبيعية وهندسة التخطيط البيئي‬
‫جامعة هانوفر ‪ -‬ألمانيا‬

‫‪34‬‬
‫تتميز �سلطنة ُعمان مثل غريها من الدول العربية بفرتات‬ ‫إقرار رؤية ‪٢٠٢٠‬م لتطوير المناطق‬
‫جفاف وارتفاع يف درجات احل��رارة قد ت�صل �إىل ‪ ٥٠‬درجة‬ ‫في السلطنة في سنة ‪١٩٩٦‬م‪،‬‬ ‫تم‬
‫مئوية‪ ،‬وهذا ما يجعل ن�سبة الأمطار قليلة جدً ا؛ من هنا ف�إن‬ ‫والتي تهدف إلى تطوير مختلف‬
‫تناول مو�ضوع �إدارة موارد املياه يعد من �أهم املوا�ضيع التي‬ ‫القطاعات في السلطنة مثل الزراعة والسياحة‬
‫يجب مناق�شتها والعمل عليها‪.‬‬ ‫والصناعة‪ ،‬حيث أسفر عن التطور الهائل الذي‬
‫حيث جاءت املرا�سيم ال�سلطانية والت�شريعات والقوانني‬ ‫أنتجته هذه الخطط وما صاحبها من عمليات بناء‬
‫يف ال�سلطنة جميعها لت�أكد على �ضرورة احلفاظ على موارد‬ ‫ارتفاعا كبي ًرا في‬
‫ً‬ ‫وتشييد وزيادة في الرقعة الزراعية‬
‫املياه‪ ،‬و�إدارت �ه��ا بال�شكل ال��ذي ي�ضمن ا�ستدامتها‪ ،‬كما هو‬ ‫الطلب على المياه‪ .‬وألن المياه الجوفية كانت هي‬
‫احلال يف النظام الأ�سا�سي للدولة وبقية القوانني والقرارات‬ ‫المصدر األساسي والوحيد للمياه في السلطنة؛‬
‫ال��وزاري��ة املنبثقة منه‪ ،‬وهنا نذكر على �سبيل املثال قانون‬ ‫فقد ازداد الطلب عليها بشكل كبير؛ مما أدى‬
‫تنظيم حفر الآبار‪ ،‬وقانون حماية املوارد املائية‪ ،‬وكذلك ر�ؤية‬ ‫إلى استنزافها ودخول مياه البحر للخزان الجوفي‬
‫‪٢٠٢٠‬م املت�ضمنة �أهداف للمحافظة على ا�ستدامة املياه يف‬ ‫الذي نتج عنه تملح التربة وتراجع اإلنتاج الزراعي‬
‫�سلطنة ُعمان‪.‬‬ ‫واستنادا على أهداف رؤية‬
‫ً‬ ‫في محافظتي الباطنة‪،‬‬
‫‪٢٠٢٠‬م‪ ،‬فقد تم وضع خطط ومشاريع للحد من هذه‬
‫يف ه��ذه الدرا�سة �سيتم تناول مو�ضوع ا�ستنزاف املياه‬
‫المشكلة‪ ،‬ولكن بالنظر إلى محافظتي الباطنة‪،‬‬
‫اجلوفية يف حمافظتي الباطنة؛ والرتكيز عليهما جاء نظ ًرا‬
‫وما تم تنفيذه للحد منها؛ فإنه يظهر جل ًيا أنه لم‬
‫لوجود م�شكلة متلح الرتبة‪ ،‬وهي نتيجة ا�ستنزاف املياه اجلوفية‬
‫يتم تحقيق األهداف كما هو مرجو ومخطط لها‬
‫يف �شتى املجاالت والقطاعات‪ ،‬والذي �أدى �إىل تداخل مياه‬
‫حتى اآلن‪.‬‬
‫البحر مع املياه اجلوفية‪ ،‬كما �أن حمافظتي الباطنة متثالن‬
‫املركز الزراعي ل�سلطنة ُعمان‪� ،‬إذ �أنهما حتتويان على �أكرث‬ ‫ولذلك تأتي هذه الدراسة البحثية لمناقشة‬
‫من ن�صف امل�ساحات ال�صاحلة للزراعة يف ال�سلطنة‪ ،‬ولذا‬ ‫األسباب التي أدت إلى تدهور جودة المياه الجوفية‬
‫فهما �أكرب م�صدر للمنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫في محافظتي الباطنة عن طريق تحليل ما تم‬
‫إنجازه من مشاريع إلى هذه اللحظة‪.‬‬
‫• مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ُت �ع � ّرف م�شكلة متلح امل �ي��اه اجل��وف�ي��ة ال�ت��ي ت�ع��اين منها‬
‫حمافظتي الباطنة منذ بداية الثمانينات‪� :‬أنها تداخل مياه‬
‫البحر لطبقات اخلزان اجلويف؛ ب�سبب ال�سحب امل�ستمر من‬
‫املياه اجلوفية من جهة‪ ،‬وقلة هطول مياه الأمطار من جهة‬
‫�أخ��رى‪ ،‬والتي ت�ؤدي �إىل قلة جتديد املياه اجلوفية‪.‬ف�إن متلح‬
‫املياه اجلوفية وا�ستمرار الري باملياه املاحلة نظ ًرا لعدم وجود‬
‫م�صادر بديلة للري �أ ّدى مع م��رور الوقت �إىل مت ّلح الرتبة‬
‫وعدم �صالحيتها للزراعة‪ ،‬وهذا بدوره �أ ّدى �إىل تراجع رقعة‬
‫امل�ساحة املزروعة من ‪� ٧١‬ألف و ‪ ٤٠٠‬هكتار يف �سنة ‪١٩٩٣‬م‬
‫�إىل ‪� ٢٢‬ألف هكتار يف �سنة ‪٢٠١٦‬م‪ ،‬وفق �آخر تعداد زراعي مت‬
‫�إجرا�ؤه من قبل وزارعة الزراعة والرثوة ال�سمكية‪ .‬كما ك�شفت‬
‫�آخر درا�سة �أجرتها وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه يف‬
‫الفرتة من ‪٢٠١٠‬م �إىل ‪٢٠١٦‬م �إىل ارتفاع ن�سبة امللوحة يف‬
‫�ساحل الباطنة بن�سبة ‪ ٪٦٥‬مقارنة بالدرا�سة التي مت �إجرا�ؤها‬
‫يف بدايات �سنة ‪٢٠١٠‬م‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫�شكل رقم (‪ :)1‬اال�ستخدام الزراعي يف حمافظتي الباطنة‪ ،‬احلرتو�شي ‪2014‬‬ ‫• أهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدرا�سة �إىل حتليل ا�ستخدام‬
‫‪  ‬‬ ‫امل �ي��اه يف خمتلف ال�ق�ط��اع��ات يف حمافظتي‬
‫الباطنة‪ ،‬وحتليل اخلطط املو�ضوعة وامل�شاريع‬
‫امل�ن�ف��ذة للحد م��ن ه��ذه امل�شكلة‪ ،‬كما �سيتم‬
‫مناق�شة عدة حلول للتخفيف منها عن طريق‬
‫الإجابة على الأ�سئلة الآتية‪:‬‬
‫‪  ‬ﺑﺤﺮ ﻋﻤﺎﻥن‬ ‫• ما هي نقاط �ضعف احللول وامل�شاريع‬
‫التي مت اقرتاحها وتنفيذها‪ ،‬والتي ب�سببها مل‬
‫يتم ال��و��ص��ول �إىل النتائج امل��رج��وة للحد من‬
‫م�شكلة ا�ستنزاف املياه يف حمافظتي الباطنة؟‬
‫• ما هي الطرق التي ميكن �إتباعها لزيادة‬
‫فاعلية احل�ل��ول املقرتحة وامل�ن�ف��ذة للحد من‬
‫امل�شكلة؟ وما هو الدور الواجب على امل�ؤ�س�سات‬
‫واملواطنني القيام به؟‬
‫• أدوات الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الباحثة يف ه��ذه ال��درا��س��ة على‬
‫املقابالت النوعية ك�أداة �أ�سا�سية مع خمت�صني‬
‫جاء اختيار املقابالت النوعية مع املخت�صني‬ ‫و�ضوحا و�سال�سة‪ ،‬عن طريق توزيعها على‬
‫ً‬ ‫�أكرث‬ ‫يف ه��ذا املجال وبع�ض �أه��ايل الباطنة‪ ،‬ثم مت‬
‫ك ��أداة رئي�سية نتيجة ل�شح املعلومات يف هذا‬ ‫فئات معينة يحددها الباحث بناء على هدف‬ ‫حتليل املقابالت عن طريق خمططات فيليب‬
‫لزاما‬
‫املجال �أو لقدمها يف بع�ض الأحيان‪ ،‬فكانَ ً‬ ‫الدرا�سة‪ .‬كما اعتمدت الباحثة على التحليل‬ ‫مايرينج للتحليل النوعي‪ ،‬وال��ذي يهدف �إىل‬
‫�أن يتم الت�أكد من �صحة جميع البيانات‪ ،‬وكذلك‬ ‫الكمي ك�أداة م�ساعدة‪.‬‬ ‫تق�سيم الن�صو�ص الطويلة واملعقدة �إىل ن�صو�ص‬

‫�صورة من الأرا�ضي املتملحة يف الباطنة ‪2017‬‬

‫‪36‬‬
‫�شكل رقم (‪ :)2‬فرتات اجلفاف التي مرت بها حمافظتي الباطنة من �سنة ‪� ١٩٨٣‬إىل �سنة ‪٢٠١٠‬‬

‫املتعلقة ب�إدارة وحماية املياه‪.‬‬ ‫• متو�سط ا�ستهالك القطاع البلدي يف‬ ‫احل�صول على نتائج �آخر الدرا�سات‪ .‬يف حني‬
‫ا�ستنادًا على احل�سابات الريا�ضية ال�سابقة‪،‬‬ ‫الباطنة= اال�ستهالك ال�سنوي للقطاع البلدي‬ ‫جاء اختيار املقابالت النوعية مع �أهايل الباطنة‬
‫ظ �ه��ر �أن ا� �س �ت �ه�لاك امل� �ي ��اه يف امل� �ن ��ازل يف‬ ‫يف �سلطنة ُعمان‪/‬عدد حمافظات ال�سلطنة‪.‬‬ ‫لبحث �آرائهم ومقرتحاتهم حول امل�شكلة‪ ،‬كونهم‬
‫حمافظتي الباطنة يبلغ ‪ ٢١٠.٣‬مليون مرت مكعب‬ ‫املت�أثر املبا�شر بها‪ .‬وق��د مت اختيار التحليل‬
‫وحل�ساب متو�سط اال�ستهالك ال�سنوي من‬ ‫الكمي ك�أداة فرعية بعد حتليل البيانات حتليلاً‬
‫يف ال�سنة‪ ،‬من هذه الكمية يتم ا�ستهالك ‪٢.٧‬‬ ‫املياه يف القطاع الزراعي‪ ،‬فقد مت الرجوع �إىل‬
‫مليون مرت مكعب من املياه املحالة‪ ،‬فيما تلعب‬ ‫نوع ًيا‪ ،‬وظهور بع�ض االختالفات يف ن�سب املياه‬
‫�آخ��ر تعداد زراع��ي ملعرفة ما يتم زراع�ت��ه يف‬ ‫امل�ستخدمة يف القطاعات املختلفة يف �سلطنة‬
‫املياه اجلوفية الدور الأكرب لال�ستخدام املنزيل‬ ‫حمافظتي الباطنة‪ ،‬وبحث متو�سط االحتياج‬
‫‪ ٢٠٧‬مليون مرت مكعب‪.‬‬ ‫ُع �م��ان‪ ،‬واالخ �ت�لاف��ات يف حت��دي��د ا�ستخدام‬
‫الفعلي لكل منتج زراع ��ي‪ ،‬ث��م مت �إ��ض��اف��ة ما‬ ‫القطاعات من املياه جاء ب�سبب االعتماد الأول‬
‫حيث �أن القطاع الزراعي ي�ستهلك بنا ًءا على‬ ‫ن�سبته‪ ٪٨٠‬من االحتياج الفعلي للمنتج الزراعي‪،‬‬ ‫على التقديرات‪ ،‬وانعدام احل�سابات الدورية‬
‫احل�سابات الريا�ضية ‪ ٦٤.٧‬مليون مرت مكعب‪،‬‬ ‫وذلك ا�ستنادًا على �أحد املقابالت التي �أجريت‬ ‫ملا يتم ا�ستهالكه من املياه‪ .‬يف ه��ذه اخلطوة‬
‫فيما بلغ ا�ستهالك القطاع ال�سياحي ‪ ٤٤.٤‬مليون‬ ‫مع �أح��د املخت�صني‪ ،‬حيث ذكر �أن ن�سبة الري‬ ‫كان للح�سابات الريا�ضية الدور الأكرب لتحديد‬
‫مرت مكعب يف ال�سنة‪ ،‬منها ‪ ٪٨٠‬يتم �إنتاجه عن‬ ‫يف حمافظتي الباطنة تزيد بن�سبة‪ ٪٨٠‬عن‬ ‫ا�ستخدام املياه مع االعتماد على بع�ض الأرقام‬
‫طريق حمطات التحلية‪� .‬أم��ا القطاع البلدي‬ ‫االحتياج الفعلي للمنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫من م�صادر خمتلفة‪:‬‬
‫والذي �شكل من ًوا عال ًيا يف ال�سنوات املا�ضية يبلغ‬ ‫فكانت املعادلة الريا�ضية التالية‪:‬‬
‫ا�ستهالكه ما يقارب ‪ ٣٠.٦‬مليون مرت مكعب‪،‬‬ ‫• م�ت��و��س��ط اال��س�ت�ه�لاك ال���س�ن��وي (م�تر‬
‫منها ‪ ٤.٤‬مليون م�تر مكعب يتم �إن�ت��اج��ه من‬ ‫• م�ت��و��س��ط اال��س�ت�ه�لاك ال���س�ن��وي (م�تر‬ ‫م�ك�ع��ب) ل�ل�م�ن��ازل يف ال �ب��اط �ن��ة= (متو�سط‬
‫معاجلة ال�صرف ال�صحي‪ ،‬وذلك وفقًا للمركز‬ ‫مكعب) للقطاع الزراعي يف الباطنة= جمموع‬ ‫ا��س�ت�ه�لاك ال �ف��رد يف ال��ي��وم* ‪* )٣٦٦‬ع��دد‬
‫العربي لدرا�سات املناطق اجلافة والأرا��ض��ي‬ ‫اال��س�ت�ه�لاك الفعلي للمنتجات ال��زراع �ي��ة ‪+‬‬ ‫ال�سكان يف الباطنة‪.‬‬
‫القاحلة (اك�ساد)‪ ،‬وما يقارب ‪� ٨٨٠‬أل��ف مرت‬ ‫‪ *٪٨٠‬االحتياج الفعلي‪.‬‬ ‫• م�ت��و��س��ط اال��س�ت�ه�لاك ال���س�ن��وي (م�تر‬
‫مكعب من مياه التحلية‪ ،‬فيما يتم �سحب املتبقي‬ ‫م �ك �ع��ب) ل �ل �ف �ن��ادق يف ال �ب��اط �ن��ة= متو�سط‬
‫(‪ ٢٥‬مليون مرت مكعب) من املياه اجلوفية‪.‬‬ ‫• نتائج الدراسة‪:‬‬ ‫اال�ستهالك ال�سنوي لنزيل الفندق* عدد نزالء‬
‫و�أما القطاع ال�صناعي ف�إنه ي�ستهلك ح�سب‬ ‫وف� ًق��ا لأدوات ال��درا��س��ة امل��ذك��ورة �سابقًا‪،‬‬ ‫الفنادق يف الباطنة‪.‬‬
‫م�صادر وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه‬ ‫مت تق�سيم نتائج ال��درا��س��ة �إىل نتائج متعلقة‬ ‫• م�ت��و��س��ط اال��س�ت�ه�لاك ال���س�ن��وي (م�تر‬
‫ما يقارب ‪ ٢٠‬مليون مرت مكعب يف ال�سنة‪٪٢ ،‬‬ ‫با�ستهالك املياه‪ ،‬و�أخ��رى مبا مت �إجن��ازه خالل‬ ‫مكعب) يف امل�ساجد يف الباطنة= اال�ستهالك‬
‫منه م�ي��اه حم�ل�اة‪ ،‬وذل��ك ح�سب �إح�صائيات‬ ‫الفرتة املا�ضية للتخفيف من �آثار هذه امل�شكلة‪،‬‬ ‫ال���س�ن��وي للم�سجد ال ��واح ��د* ع ��دد م�ساجد‬
‫الوزارة‪ ،‬ويتم ا�ستهالك املتبقي عن طريق املياه‬ ‫وكذلك نظرة عامة حول القوانني والت�شريعات‬ ‫حمافظة الباطنة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫�شكل رقم (‪ :)3‬خمزون املياه اجلوفية يف الباطنة مقابل ا�ستهالك القطاعات وف ًقا للح�سابات الريا�ضية‬ ‫اجلوفية‪ .‬بقية القطاعات ت�ستهلك ما يقارب ‪٪٥‬‬
‫من املياه‪ ،‬والذي يقدر بـــــ‪ ١٨‬مليون مرت مكعب‪،‬‬
‫ومت تقدير �أن ثلث ا�ستهالك ه��ذه القطاعات‬
‫‪ ٦‬مليون م�تر مكعب يتم ت��وف�يره م��ن حمطات‬
‫التحلية‪ ،‬فيما يتم توفري املتبقي ‪ ١٢‬مليون مرت‬
‫مكعب من املياه اجلوفية‪.‬‬
‫ال�شكل رقم «‪ »3‬يو�ضح �أن ما يتم ا�ستهالكه‬
‫من قبل القطاعات املختلفة يفوق معدل التجديد‬
‫ال�سنوي للمياه اجلوفية؛ حيث �أن فرتات اجلفاف‬
‫التي متر بها ال�سلطنة والتي كان �آخرها يف �سنة‬
‫‪٢٠١٠‬م‪ ،‬وكذلك االنقطاعات ال��دوري��ة للمياه‬
‫املحالة ي�ساهم يف زيادة ال�سحب من املخزون‬
‫اجل��ويف‪ ،‬وبالتايل رفع ن�سبة الداخل من مياه‬
‫البحر �إىل ال�سواحل‪.‬‬
‫• ال��ت�����ش��ري��ع��ات وال��ق��وان�ين امل��ق��ررة‬
‫وامل�����ش��اري��ع املنجزة للتقليل م��ن م�شكلة‬
‫ا�ستنزاف املياه اجلوفية‪:‬‬
‫أول‪ :‬الت�شريعات والقوانني‪:‬‬ ‫� اً‬
‫تن�ص املادة رقم (‪ )11‬من النظام الأ�سا�سي‬
‫للدولة على �أن‪« :‬ال�ث�روات الطبيعية ل�سلطنة‬
‫ُعمان جميعها ومواردها ملك للدولة تقوم على‬
‫حفظها وح�سن ا�ستغاللها‪»...‬‬
‫كما تن�ص امل��ادت�ين (‪ )2‬و(‪ )3‬من قانون‬
‫مخزون املياه الجوفية‬ ‫استهالك القطاعات‬ ‫حماية امل��وارد املائية على �أن املياه يف �سلطنة‬
‫ُع �م��ان ث��روة وطنية خا�ضعة لل�ضوابط التي‬
‫ت�ضعها وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه‪،‬‬
‫وق��د حر�صت ال� ��وزارة نف�سها على توفري‬ ‫واالقت�صادية واحليوية واالجتماعية‪.‬‬ ‫وعليها اتخاذ الإج���راءات والتدابري الالزمة‬
‫البيوت الزجاجية برتبة �أو ب��دون تربة‪ ،‬وهي‬ ‫• عمل امل�شاريع الالزمة لتحقيق التوازن‬ ‫للحيلولة دون تدهورها‪ .‬فيما ن�صت املادة رقم‬
‫تعترب موفر كبري للمياه‪ ،‬وذلك نظ ًرا ال�ستخدام‬ ‫املائي بحلول ‪٢٠٢٠‬م‪.‬‬ ‫(‪ )5‬من نف�س القانون على حظر �أي عمل ي�ؤثر‬
‫الري بالتنقيط ً‬
‫عو�ضا عن الغمر‪ .‬وتعترب البيوت‬ ‫�سل ًبا على ج��ودة املياه اجلوفية �أ ّي��ا كان مالك‬
‫الزجاجية بدون تربة (الهيدروبونك�س) بديلاً‬ ‫• عمل امل�شاريع الالزمة للتقليل من م�شكلة‬ ‫الأر�ض‪.‬‬
‫جيدً ا للرتبة املتملحة يف حمافظتي الباطنة‪،‬‬ ‫تداخل مياه البحر يف ال�سواحل‪.‬‬
‫وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه تعاقب‬
‫وت�سهم يف تقليل امل�ستخدم من الأ�سمدة‪ ،‬ومنها‬ ‫ثان ًيا‪ :‬امل�شاريع املنجزة‪:‬‬ ‫ح�سب الئحة تنظيم حفر الآبار عمليات احلفر‬
‫�إىل زيادة جودة املنتجات الزراعية انظر ال�شكل‬ ‫الع�شوائية وغري املرخ�صة للآبار‪ ،‬فال ي�سمح‬
‫رقم «‪.»4‬‬ ‫اجلهات امل�س�ؤولة مل ت�ألوا جهدً ا يف حماولة‬
‫التقليل من م�شكلة ا�ستنزاف املياه اجلوفية‪ ،‬فقد‬ ‫بحفر بئر لأي غر�ض �إال بت�صريح ر�سمي‪ ،‬حيث‬
‫وتُعد �أنظمة املياه الرمادية �أح��د امل�شاريع‬ ‫يجب على الراغبني بحفر بئر التقدم بطلب‬
‫قامت بعمل العديد من املحا�ضرات التوعوية‬
‫احل��دي �ث��ة ال �ت��ي مت جت��رب�ت�ه��ا يف ال�سلطنة‪،‬‬ ‫للحفر �إىل مديرية موارد املياه يف املحافظات‪،‬‬
‫عن �أهمية املحافظة على املياه‪ ،‬وهنا ميثل اليوم‬ ‫حيث يحتوي الطلب على عدة بيانات مثل‪ :‬مكان‬
‫وه��ي ع�ب��ارة ع��ن �آالت ت�صفية‪ ،‬يتم تركيبها‬ ‫العاملي للمياه التظاهرة الأك�بر يف ال�سلطنة‬ ‫البئر‪ ،‬العمق‪ ،‬قطر البئر واال�ستخدام‪ ،‬بعدها‬
‫يف املن�ش�آت لإع ��ادة ت�صفية امل�ي��اه اخل��ارج��ة‬ ‫للتوعية حول املياه؛ فقد قامت وزارة البلديات‬ ‫يتم الت�أكد من �صحة البيانات‪ ،‬وزي��ارة املوقع‪،‬‬
‫م��ن امل�غ��ا��س��ل وامل �� �س��اب��ح والآالت‪ ،‬ث��م �إع ��ادة‬ ‫الإقليمية وموارد املياه‪ ،‬ووزارة الزراعة والرثوة‬ ‫ثم حفر بئر جتريبية الختبار جودة املياه‪ ،‬ف�إذا‬
‫ا�ستخدامها �سواء لغ�سيل املالب�س �أو للري �أو‬ ‫ال�سمكية‪ ،‬والهيئة العامة للكهرباء واملياه‪ ،‬بتوزيع‬ ‫كانت ج��ودة وكمية املياه مالئمة لال�ستخدام‬
‫لأي ا�ستخدامات �أخرى با�ستثناء ال�شرب‪ ،‬وهذه‬ ‫الكتيبات وعمل امل�سابقات واملحا�ضرات‪ ،‬كما‬ ‫املرغوب فيه‪ ،‬ف�إنه تتم املوافقة على حفر البئر‪.‬‬
‫الطريقة توفر ح�سب درا�سة �أجرتها كلية العلوم‬ ‫�أنّ وزارة ال��زراع��ة وال�ث�روة ال�سمكية �شاركت‬
‫الزراعية والبحرية بجامعة ال�سلطان قابو�س ما‬ ‫يف ملتقى اليوم العاملي للمياه ل�سنة ‪٢٠١٧‬م‬ ‫�ضمن ر�ؤي���ة ‪٢٠٢٠‬م‪ُ ،‬و���ض��ع��ت كذلك‬
‫خ�صو�صا يف‬
‫ً‬ ‫يقرب م��ن‪ ٪٨٠‬من املياه املهدرة‬ ‫للحديث حول �شح املياه وطرق الري احلديثة‪،‬‬ ‫بع�ض الأهداف لتنمية املوارد املائية وهي‪:‬‬
‫امل�ساجد‪ ،‬وال�سدود مبختلف �أنواعها ك��ان لها‬ ‫والتي ت�سهم يف التقليل من املياه املهدرة يف‬ ‫• التنمية امل�ستدامة للموارد املائية املتاحة‬
‫ال��دور الأب��رز يف جتميع مياه الأم�ط��ار‪ ،‬وحقن‬ ‫الري بن�سبة‪.٪٨٠‬‬ ‫مع م��راع��اة كافة اجل��وان��ب وال�ظ��روف التقنية‬

‫‪38‬‬
‫جزء منها يف املياه اجلوفية لزيادة من�سوبها‪،‬‬
‫والتقليل من تداخل مياه البحر؛ حيث مت بناء‬
‫متنوعا بني �سدود احلماية‬
‫ً‬ ‫ما يقارب ‪� ٢٧‬سدً ا‬
‫و�سدود التغذية اجلوفية تقوم بحجز‪ ٤١‬مليون‬
‫مرت مكعب من املياه �سنو ًيا‪.‬‬
‫• مناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬
‫م ��ن خ�ل�ال �أدوات ال ��درا�� �س ��ة وال �ن �ت��ائ��ج‬
‫املعرو�ضة‪ ،‬يتبني �أن املنازل والقطاع الزراعي‬
‫هما �أك�ث�ر ا�ستهال ًكا للمياه مب�ج�م��ل‪ ٪٧٠‬من‬
‫املياه اجلوفية‪ ،‬ومبا �أن ر�ؤية ‪٢٠٢٠‬م هدفت �إىل‬
‫حماية املياه وموارده وتنميته امل�ستدامة‪� ،‬إال �أن‬
‫الر�ؤية مل ت�ضع �إ�سرتاتيجية وا�ضحة و�صريحة‬
‫حول كيفية تنمية موار املياه وحمايتها‪ ،‬فكانت‬
‫�أقرب �إىل �أن تكون �أهداف عامة جدً ا‪ ،‬ال ميكن‬
‫من خاللها البدء يف تنفيذ م�شاريع حقيقية‪،‬‬
‫كما خلت الر�ؤية من وجود �إ�سرتاتيجية وا�ضحة؛‬
‫�صورة لبئر م�ستنزفة‪� ،‬صورة‪ :‬البو�سعيدي ‪2017‬‬ ‫مم��ا �أدى �إىل ع��دم ال��و��ض��وح يف تفعيل دور‬
‫امل�ؤ�س�سات احلكومية والقطاع اخلا�ص وكذلك‬
‫�أحد احللول اجليدة وال�صديقة للبيئة للتقليل‬ ‫و�إمن��ا يتم االعتماد على التنب�ؤات والتوقعات‬ ‫املجتمع امل��دين يف احل��د من ا�ستنزاف املياه‬
‫من ن�سب امل�ستنزف من املياه‪� ،‬إال �أن وجودها يف‬ ‫حول ما يتم ا�ستهالكه‪ .‬وقد �أظهرت احل�سابات‬ ‫اجلوفية‪ ،‬وتفعيل دور امل�ؤ�س�سات احلكومية يف‬
‫الوقت احلايل يقت�صر فقط على فئة قليلة من‬ ‫الريا�ضية تراج ًعا فيما مت ا�ستنزافه من املياه يف‬ ‫حمافظتي الباطنة‪ ،‬حيث مت االكتفاء بجهود‬
‫امل�ساجد‪� ،‬أي �أن فاعليتها حمدودة ب�شكل كبري‪،‬‬ ‫القطاع الزراعي‪� ،‬إال �أن هذا الرتاجع ُيعزى �إىل‬ ‫الوزارات يف حمافظة م�سقط‪.‬‬
‫كما �أن البيوت املحمية لها ت�أثري �إيجابي يف‬ ‫تراجع البقعة الزراعية ب�سبب تدهور الرتبة‪،‬‬ ‫�إىل جانب �أن القوانني والت�شريعات ن�صت‬
‫التقليل من مياه الري املهدرة ب�سبب ا�ستخدام‬ ‫فال ميكن �أن نرى تراجع امل�ستخدم من املياه يف‬ ‫على منع كل ما ي�ؤدي �إىل تدهور املياه اجلوفية‪،‬‬
‫�أنظمة الري احلديث‪� ،‬إال �أن تربيد وتنظيف هذه‬ ‫هذا القطاع �إيجاب ًيا‪ ،‬لأن تراجع البقعة الزراعية‬ ‫لكن وبالنظر �إىل ما يحدث يف �أر�ض الواقع ُيرى‬
‫البيوت الزجاجية يحتاج �إىل كميات ال ُي�ستهان‬ ‫يعني تراجع املنتج من املحا�صيل الزراعية‪،‬‬ ‫جل ًيا �أن هناك نق�ص يف تطبيق هذه القوانني‬
‫بها من املياه‪ ،‬فال تعترب احلل الأمثل للتقليل من‬ ‫وال��ذي ي��ؤدي �إىل زي��ادة امل�ستورد من اخل��ارج‪،‬‬ ‫من ناحية متابعة احلفر غري الع�شوائي ب�صورة‬
‫هدر املياه اجلوفية‪.‬‬ ‫وبالتايل زيادة ما يتم �إنفاقه يف هذا القطاع‪،‬‬ ‫م�ستمرة‪ ،‬وكذلك املراقبة ال�سنوية مل�ستوى املياه‬
‫والذي ي�ؤثر على اقت�صاد الدولة ب�أكمله‪.‬‬ ‫اجلوفية وم�ستوى التملح‪ ،‬حيث ال يوجد مراقبة‬
‫ولأن م �ي��اه الأم� �ط���ار ي�ت�ب�خ��ر م �ن �ه��ا‪٪٨٠‬‬
‫وي��ذه��ب‪ ٪٥‬م��ن الأم �ط��ار يف البحر‪ ،‬ف�لا يتم‬ ‫من جانب �آخ��ر تعد �أنظمة املياه الرمادية‬ ‫ملا يتم �ضخه من املياه من خمتلف القطاعات‪،‬‬
‫اال�ستفادة �إال م��ن‪ ٪١٥‬م��ن مياه الأم �ط��ار يف‬
‫تغذية املياه اجلوفية‪ ،‬ولهذا ف�إنه من ال�ضروري‬ ‫�شكل رقم (‪ :)4‬تقنية الهيدروبونك�س‬
‫زي��ادة بناء �سدود التغذية اجلوفية‪ ،‬و�سرعة‬
‫ت�صريف املياه املحتجزة لإعادة ا�ستخدامها قبل‬
‫تبخرها‪.‬‬
‫وعلى الرغم من �أن اجلهات امل�س�ؤولة قامت‬
‫بعمل ال �ن��دوات وامل �ح��ا� �ض��رات ح��ول التعامل‬
‫اجليد مع املياه وم ��وارده‪� ،‬إلاّ �أن املالحظ يف‬
‫ه��ذه ال�ن��دوات �أن معظمها ت�ستهدف اخل�براء‬
‫واملهتمني �أو طالب املدار�س‪ ،‬ومل يتم ا�ستهداف‬
‫املجتمع امل��دين واحل��ر���ص على تثقيفه �إال يف‬
‫حما�ضرات قليلة جدً ا‪ ،‬بالرغم من �أن املجتمع‬
‫واملزارعني هما �أكرث فئة يجب ا�ستهدافها نظ ًرا‬
‫للدور الكبري الذي يلعبانه‪ ،‬والت�أثري الكبري يف‬
‫ا�ستخدام املياه‪ .‬ي�ضاف �إىل ذلك �أن التو�صيات‬
‫وحم�ت��وى ال �ن��دوات واملحا�ضرات ال يتم ن�شره‬
‫بالتف�صيل‪ ،‬و�إمنا ُيكتفى بن�شر ملخ�ص مب�سط‬

‫‪39‬‬
‫عن املحا�ضرة �أو امل��ؤمت��ر‪ ،‬وه��ذا ب��دوره يعزل‬
‫املجتمع عما تقوم به امل�ؤ�س�سات احلكومية‪ .‬مما‬
‫�سبق ذكر ُه فقد مت و�ضع بع�ض التو�صيات‪ ،‬والتي‬
‫�سيتم مناق�شتها فيما يلي‪:‬‬
‫• التوصيات‪:‬‬
‫كما ُذكر �سابقًا ف�إن القوانني والت�شريعات‬
‫التي و�ضعت حر�صت على الت�أكيد على احلفاظ‬
‫على امل�ي��اه وم���وارده؛ ولكن ال��واق��ع املتمثل يف‬
‫زي� ��ادة ت��داخ��ل م �ي��اه ال�ب�ح��ر وت��راج��ع البقعة‬
‫الزراعية‪� ،‬أثبت �أهمية احلزم يف تطبيق هذه‬
‫القوانني واملتابعة امل�ستمرة؛ ولهذا ف�إنه يو�صى‬
‫�أولاً ب�صياغة �أه��داف ال��ر�ؤى واال�سرتاتيجيات‬
‫�صياغة �أع �م��ق مم��ا ه��و عليه‪ ،‬وتو�ضيح دور‬
‫كل جهة على ح��دة حكومية كانت �أم خا�صة‪،‬‬
‫أي�ضا مبختلف �شرائحه بكافة‬ ‫وتعريف املجتمع � ً‬
‫ن�سخة من الكتيبات التي قامت بن�شرها الهيئة العامة للكهرباء واملياه (دمي)‬ ‫واجباته جتاه هذا امل�صدر ال�شحيح‪.‬‬
‫من جانب �آخ��ر ف��إن احل�سابات الريا�ضية‬
‫يف هذا ال�سياق ميكن للجهة املعنية ب�إدارة‬ ‫يتنا�سب مع احلالة االجتماعية للمجتمع‪ ،‬والتي‬ ‫يف ه��ذه ال��درا��س��ة م��ا ه��ي �إال ��ص��ورة تقريبية‬
‫م��وارد املياه �أولاً تقدير ما ي�سمح با�ستهالكه‬ ‫بدورها �ست�ؤدي �إىل الإح�سا�س بامل�س�ؤولية جتاه‬ ‫ل�لا� �س �ت �ه�لاك امل ��ائ ��ي‪ ،‬ول� �ه ��ذا ف� ��إن ��ه ي��و��ص��ى‬
‫للمنزل الواحد �أو للمزرعة الواحدة من البئر‬ ‫املياه ومعرفة �أهميتها؛ فقد قامت �سلطنة ُعمان‬ ‫باحل�ساب الدقيق ملا يتم ا�ستهالكه من قبل‬
‫امل�سجل ‪ -‬وذل��ك ح�سب م�ساحة امل��زرع��ة‪ ،‬وما‬ ‫بالتوقيع على اتفاقية دبلن يف جمال الإدارة‬ ‫كافة القطاعات‪ ،‬من خالل �إل��زام امل�ؤ�س�سات‬
‫يتم زراعته فيها‪� ،‬أو على ح�سب حجم العائلة‬ ‫املتكاملة مل��وارد املياه‪ ،‬والتي ين�ص فيها البند‬ ‫احل�ك��وم�ي��ة الأخ� ��رى ب �� �ض��رورة ت��زوي��د وزارة‬
‫‪ -‬وبعد ذل��ك يتم تركيب ال �ع��داد‪ ،‬ف�لا ي�سمح‬ ‫الرابع على التوزيع العادل للمياه‪ ،‬وهذا لن يتم‬ ‫ال�ب�ل��دي��ات الإق�ل�ي�م�ي��ة وم� ��وارد امل �ي��اه مب��ا يتم‬
‫ل�صاحب املنزل �أو �صاحب املزرعة جتاوز الكمية‬ ‫حتقيقه �إال بتحديد م�سبق ملا ي�سمح با�ستهالكه‬ ‫ا�ستهالكه �سنو ًيا‪ ،‬ومنع �أي ا�ستنزاف �أو ال مباالة‬
‫امل�سموحة‪ ،‬ف�إن كان ما مت ا�ستهالكه قليل جدً ا‬ ‫ومراقبة جت��اوز اال�ستهالك من عدمه؛ فعدم‬ ‫يف ا�ستخدام املياه اجلوفية‪.‬‬
‫باملقارنة مع الكمية املقدرة فعلى اجلهة املعنية‬ ‫وجود الرقابة على املياه‪ ،‬وعدم حتديد �أ�سعار‬
‫لها‪ ،‬يعني ال�سماح بتدمريه وا�ستنزافه‪ .‬يف‬ ‫كما �أن معرفة وتنظيم ا�ستهالك القطاعات‬
‫بفح�ص عدادات املياه‪ ،‬فح�ص العداد ومعرفة‬
‫جمال تركيب عدادات مياه الآبار تذكر الأردن‬ ‫من املياه اجلوفية لن يتم �إال عن طريق تركيب‬
‫ما �إذا كان هناك تالعب فيه‪ ،‬و�أم��ا �إذا كانت‬
‫على �سبيل املثال‪ ،‬فقد �أكدت وزارة املياه والري‬ ‫عدادات الآبار‪ ،‬والتي من خاللها ميكن معرفه‬
‫كمية امل�ستهلك كبرية جدً ا فعلى اجلهات املعنية‬ ‫�أي جت���اوز يف اال� �س �ت �ه�لاك‪ ،‬ح�ي��ث �ست�سمح‬
‫توجيه �إنذار ل�صاحب البئر بعدم تكرار الكمية‬ ‫الأردنية حدوث انخفا�ض كبري ملا يتم ا�ستهالكه‬
‫م��ن امل �ي��اه‪ ،‬وارت �ف��اع ال��وع��ي ل��دى املجتمع بعد‬ ‫أي�ضا للجهة املكلفة بحماية املياه‬ ‫عدادات الآبار � ً‬
‫امل�سموحة‪ ،‬ويف حالة تكرار التجاوز‪ ،‬ف�إنه يتم‬ ‫وموارده‪ ،‬لو�ضع ر�سوم معينة للمياه اجلوفية مبا‬
‫حترير خمالفة على ذلك‪.‬‬ ‫تركيب عدادات املياه يف الآبار‪.‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إنه يجب �إيجاد موارد‬
‫�أخ��رى كفيلة بتحقيق الأم��ن املائي للمجتمع‪،‬‬
‫خ�صو�صا و�أن ع��دد ال�سكان يف ازدي ��اد‪ ،‬مما‬
‫ً‬
‫يعني زي��ادة ال�ضغط على املياه اجلوفية ومياه‬
‫التحلية‪ .‬ولذلك ف�إنه علينا التفكري وبجدية يف‬
‫�إي�ج��اد م�صادر �أخ��رى مثل زي��ادة ع��دد �سدود‬
‫التغذية اجل��وف�ي��ة‪ ،‬وجتميع مياه الأودي� ��ة‪ ،‬ثم‬
‫ت�صفيتها و�إعادة ا�ستخدامها‪.‬‬
‫كما �أن بناء �أنظمة ت�صريف مياه الأمطار‪،‬‬
‫وف�صلها عن ال�صرف ال�صحي‪� ،‬أ�صبح �ضرورة‬
‫بيئية واقت�صادية واجتماعية ملحة؛ وذل��ك‬
‫لال�ستفادة من مياه الأمطار؛ فعلى الرغم من‬
‫�أن ال�سلطنة تعاين �شح الأمطار وعدم انتظامها‪،‬‬
‫�إال �أن ما ي�سقط يف �سل�سة جبال احلجر‪ ،‬وما‬
‫ي�صاحبه من اجلريان ال�شديد لأوديته‪ ،‬كفيل‬

‫‪40‬‬
‫• المراجع العربية‪:‬‬ ‫ب�أن ي�ساهم م�ساهمة ال ُي�ستهان بها يف تخفيف ال�ضغط على املياه اجلوفية‪.‬‬
‫ـــ الدورة التدريبية الإقليمية (‪ .)٢٠٠٨‬نظام املحا�سبة البيئية االقت�صادية‬ ‫أي�ضا ف�إن �إلزام وزارة الإ�سكان مكاتب التخطيط واال�ست�شارات الهند�سية‬ ‫� ً‬
‫للمياه‪ ،‬اململكة الأردنية الها�شمية‪.‬‬ ‫واملقاوالت بعدم اعتماد �أي خمطط‪ ،‬وع��دم منح �أي �إباحة بناء �إال ب�ضم‬
‫ـــ املركز العربي لدرا�سات املناطق اجلافة والأرا�ضي القاحلة (‪.)٢٠١٧‬‬ ‫�أنظمة املياه الرمادية للمنازل وامل�ساجد واملن�ش�آت الأخرى �ضمن خريطة‬
‫ـــ الرواحي‪ ،‬م�ؤثر (‪ .)٢٠١٧‬البيوت الزجاجية يف ال�سلطنة‪.‬‬ ‫البناء‪� ،‬سي�سهم ب�شكل كبري يف تقليل الفاقد من املياه و�إعادة ا�ستخدامها‪.‬‬
‫ـــ وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه (‪� ٢٠١٧‬أ)‪ .‬ن�سبة ارتفاع ملوحة املياه‬ ‫�إن تطبيق ال�سيا�سة املائية ال�صارمة يف ال��دول التي تعاين هذا ال�شح‬
‫يف �سهل الباطنة ي�صل لــــــ‪.٪٦٥‬‬ ‫الكبري من املياه ال ميكن �أن ينجح �إال بتقبل املجتمع املدين لها‪ ،‬وم�شاركتهم‬
‫ـــ وزارة البلديات الإقليمية وموارد املياه (‪٢٠١٧‬ب)‪� .‬إدارة موارد املياه‪.‬‬ ‫أي�ضا من خالل‬ ‫م�شاركة تامة �سوا ًء يف اعتماد اخلطط واال�سرتاتيجيات‪ ،‬و� ً‬
‫وجود ثقافة عدم الإ�سراف‪ ،‬وهنا يذكر الدور البارز للتعليم والتثقيف‪ ،‬فعلى‬
‫ـــ الت�شريعات والقوانني‪:‬‬
‫اجلهات املعنية وعلى ر�أ�سها وزارة الرتبية والتعليم �إعطاء �إدارة املياه حيزً ا‬
‫ـــ النظام الأ�سا�سي للدولة‪.‬‬ ‫�أكرب يف املناهج الدرا�سية‪ ،‬فال يجب �أن تخلو �سنة درا�سية من تناول هذه‬
‫ـــ الئحة تنظيم حفر الآبار‪.‬‬ ‫واع قادر على املحافظة على‬ ‫املوا�ضيع ومناق�شتها و�إبرازها‪ ،‬حتى ين�شئ جيل ٍ‬
‫ـــ قانون حماية املوارد املائية‪.‬‬ ‫م�صادر املياه‪ ،‬وعلى وزارة التعليم العايل فتح التخ�ص�صات املعنية بالإدارة‬
‫املتكاملة مل��وارد امل�ي��اه‪ ،‬والإدارة البيئية والتخطيط البيئي يف جامعات‬
‫ال�سلطنة‪ ،‬واال�ستفادة من خربات الدول الأخرى يف هذا املجال‪ ،‬وت�شجيع‬
‫• المراجع األجنبية‪:‬‬
‫ودعم البحوث واالبتكار‪ ،‬فهذا لن يرجع �إال �إيجا ًبا على اقت�صاد الدولة‪،‬‬
‫فاالهتمام بالبيئة يعني دعم االقت�صاد‪ ،‬كما يجب عمل الدورات للمواطنني‬
‫‪ ABDEL-MAGID, I., und ABDEL-RAHMAN, H., 2009:‬ـــ‬ ‫حول هذه املو�ضوع‪ ،‬وتثقيفهم حول �أهمية املحافظة على املياه‪ ،‬و�إطالعهم‬
‫‪Water Conservation in Oman. In Taylor & Francis‬‬
‫‪(Hrsg.): Water international Journal. 18. Auflage, 95-‬‬
‫على القوانني والت�شريعات التي متنع ا�ستنزاف املياه‪ ،‬فمعرفة هذه القوانني‬
‫‪102, Frankreich.‬‬ ‫و�أهميتها‪ ،‬يكفل للم�ؤ�س�سات احلكومية تقبل �شريحة كربى من املجتمع لها‪.‬‬
‫‪ AGARWAL, A., ANGELES, M.,BHATIA, R., CHERET, I.,‬ـــ‬ ‫ي�ضاف �إىل ذلك �أهمية درا�سة حالة الأحوا�ض املائية اجلوفية املكت�شفة‬
‫‪DAVILA-POBLETE, S., FALKENMARK, M., JONCH-‬‬ ‫يف �سلطنة ُعمان درا�سة مف�صلة؛ كحو�ض رمال ال�شرقية وحو�ض امل�سرات‪،‬‬
‫‪CLAUSEN, T., KADI, M., KINDLER, J., ROBERTS,‬‬
‫‪P., ROGERS, P., SOLANES, M., VILLARREAL, F. und‬‬ ‫والعمل على تنميتهما وتغذيتهما واملحافظة عليهما‪.‬‬
‫‪WRIGHT, A., 2000: TAC Background Papers, NO. 4:‬‬
‫‪Integrated Water Resources Management. Global Water‬‬ ‫• الخاتمة‪:‬‬
‫‪Partnership (Hrsg.), http://www.gwp.org/globalassets/‬‬
‫‪global/gwp-cacena_files/en/pdf/tec04.pdf‬‬ ‫لقد مت تناول مو�ضوع �إدارة املياه يف حمافظتي الباطنة‪ ،‬كما مت التطرق‬
‫ـــ‬ ‫‪AHMED, M., ALADAWI, S., ALSIDIARI, S., und‬‬ ‫�إىل �أهمية وج��ود ثقافة التخطيط اجل��اد يف حتقيق �أه ��داف اخلطط‬
‫‪PRATHAPAR S., 2005: Treatment and Reuse of‬‬ ‫املو�ضوعة‪ ،‬وجاء الرتكيز على حمافظتي الباطنة نتيجة لظهور هذه امل�شكلة‬
‫‪Ablution Water from Community Mosques in Oman: A‬‬ ‫بو�ضوح‪ ،‬وهو ما يلزم مناق�شتها والوقوف عليها؛ حيث �أن الأ�سباب الرئي�سية‬
‫‪Case Study.‬‬
‫لهذه امل�شكلة تلخ�صت يف الإف��راط الزائد يف منط اال�ستهالك‪ ،‬وهو �أحد‬
‫‪ LEGEWIE, H., 2017: Vorlesung: Qualitative Forschung‬ـــ‬ ‫نتائج غياب ت�سعرية للمياه اجلوفية‪ ،‬و�ضعف مراقبة عمليات ال�سحب‪ ،‬وزيادة‬
‫‪und der Ansatz der Grounded Theory, http://www.‬‬
‫‪ztg.tu-berlin.de/download/legewie/Dokumente/‬‬
‫ال�سكان‪ ،‬وبالتايل زيادة الطلب على املياه نتيجة امل�شاريع التنموية املختلفة‪،‬‬
‫‪Vorlesung_11.pdf‬‬ ‫وجميع ما ُذكِ ��ر َ�صحِ ب ُه غياب ال�سيا�سة املائية الوا�ضحة ل��دى اجلهات‬
‫احلكومية‪ ،‬وغياب دور امل�ؤ�س�سات يف حمافظتي الباطنة‪.‬‬
‫ـ�ـ�ـ‬ ‫‪ELBRACHT, J., und WIEDERHOLD, H., 2013:‬‬
‫?‪Salzwasserintrusion - Gefahr für unser Trinkwasser‬‬ ‫�إن الإدارة املائية هي �أحد �أهم فروع التخطيط البيئي امل�ستدام‪ ،‬والذي‬
‫‪h t t p ://w w w .g m i t -o n l i n e .d e /w p -c o n t e n t /‬‬
‫‪uploads/201005//Gmit_52_F-.pdf‬‬
‫يجب �أن يو�ضع �ضمن �أه��داف اخلطط املر�سومة‪� ،‬إال �أنه غال ًبا ما ي�أخذ‬
‫حيزً ا �صغ ًريا باملقارنة مع املوا�ضيع الأخ��رى‪ ،‬كما هو احل��ال م�ؤخ ًرا مع‬
‫ـــ‬ ‫‪MAYRING, P., 2002: Einführung in die qualitative‬‬ ‫ر�ؤية ‪٢٠٤٠‬م‪ ،‬ففي بند االقت�صاد والتنمية مت مناق�شة ‪ ٦‬ق�ضايا اقت�صادية‬
‫‪Sozialforschung: Eine Anleitung zum qualitativen‬‬
‫‪Denken. Verlag: Betlz Juventra, Weinheim und Basel.‬‬ ‫مقابل ق�ضية واح��دة تعنى بالبيئة‪ ،‬فكان من الواجب �أن يتم تخ�صي�ص‬
‫حمو ًرا كاملاً حوله‪ ،‬فاملحافظة على البيئة ب�شكل عام‪ ،‬واملياه ب�شكل خا�ص‪،‬‬
‫‪ MAYRING, P., 2010: Qualitative Inhaltsanalyse. In: MEY,‬ـــ‬ ‫وتنمية املوارد الطبيعية املتجددة وغري املتجددة‪ ،‬ي�ضمن النمو االقت�صادي‬
‫‪G., und MRUCK, K., (Hrsg.): Handbuch qualitative‬‬
‫‪Forschung in der Psychologie. 601613-, Verlag: VS‬‬ ‫للبلدان وحتقيق الأمن فيها؛ فيجب �أن يكون الهدف الرئي�سي لي�س فقط‬
‫‪für Sozialwissenschaften und Springer Fachmedien,‬‬ ‫حتقيق التوازن املائي يف ال�سلطنة‪ ،‬بل الو�صول ملرحلة الوفرة املائية‪ ،‬وهنا‬
‫‪Wiesbaden.‬‬
‫ن�ؤكد �أن جميع القطاعات يف الدولة م�س�ؤولة م�س�ؤولية تامة يف ا�ستدامة‬
‫ـ�ـ�ـ‬ ‫‪MAYRING, P., 2012: Qualitative Inhaltsanalyse:‬‬ ‫أي�ضا يجب الرتكيز يف حمور التنمية واملجتمع على التعاون‬ ‫هذا املورد‪ ،‬و� ً‬
‫‪Grundlagen und Techniken, 11., aktualisierte und‬‬ ‫مع اجلهات املعنية لزيادة الندوات واملحا�ضرات املوجهة �إىل �أفراد املجتمع‬
‫‪überarbeitete Auflage, Beltz Verlag, Mannheim.‬‬
‫كافة‪ ،‬وكذلك الن�شر الكامل للتو�صيات التي يتم مناق�شتها يف امل�ؤمترات‬
‫التي تقام يف ال�سلطنة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مشاريع‪ ..‬ومدن‬

‫العريمي بوليفارد ‪..‬‬


‫واجهة حديثة للتسوق‬
‫والترفيه بمسقط‬

‫مشروع العريمي بوليفارد أحدث‬


‫مركز تجاري في السلطنة يتم‬ ‫يعد‬
‫تطويره بمواصفات عالمية من‬
‫قبل مجموعة الرائد ليكون وجهة مثالية للترفيه‬
‫والتسوق‪ ،‬ويبدأ التشغيل التجريبي للمشروع‬
‫خالل هذا العام ‪2018‬م‪ ،‬على أن يتم افتتاحه‬
‫بشكل رسمي للجمهور والزوار في ديسمبر من‬
‫هذا العام‪ .‬ويعتبر العريمي بوليفارد أحد المشاريع‬
‫الحيوية التي تنفذ من قبل القطاع الخاص‪،‬‬
‫استجابة للتوجيهات السامية لجاللة السلطان‬
‫المعظم ‪-‬حفظه اهلل ورعاه‪ -‬بإيجاد الشراكة بين‬
‫الحكومة والقطاع الخاص‪ ،‬إليجاد مرحلة جديدة‬
‫ويتميز امل�شروع مبقومات ونقاط جذب هي الأوىل من‬ ‫من التعاون‪ ،‬وإنشاء عالقة وطيدة يثمر عنها‬
‫نوعها يف ال�سلطنة‪ ،‬كما يقع يف موقع ا�سرتاتيجي‪ ،‬ويتميز‬ ‫اتساع ونمو لالستثمار الداخلي‪ ،‬الذي يعمل بدوره‬
‫ب�سهولة املداخل واملخارج للمركز‪ ،‬والذي تبلغ تكلفته (‪)62‬‬ ‫على إيجاد فرص عمل واعدة لشريحة كبيرة من‬
‫مليون ري��ال ُع�م��اين‪ ،‬و�سيوفر (‪ )1200‬وظيفة مبا�شرة‪،‬‬ ‫أبناء المجتمع‪ ،‬عالوة على العمل على تعزيز ثقة‬
‫العماني لإلسهام في‬ ‫المستثمرين في االقتصاد ُ‬
‫و(‪ )3000‬وظيفة غ�ير م�ب��ا��ش��رة‪ ،‬وح�صد امل���ش��روع على‬
‫دفع عجلة التنمية في البالد‪.‬‬
‫م�شروعا على م�ستوى العامل‬
‫ً‬ ‫جائزة �ضمن �أف�ضل (‪)25‬‬
‫بعد تقييمه دول ًيا يف دب��ي وفرن�سا‪ ،‬وي�أتي تطوير م�شروع‬
‫العرميي بوليفارد على م�ساحة معمارية تبلغ (‪147.500‬م‪)2‬‬

‫‪42‬‬
‫بوالية ال�سيب و�سط العا�صمة م�سقط‪ ،‬واملت�ضمنة‬ ‫يف الت�صميم الداخلي‪ ،‬وتعمل يف جميع �أنحاء‬ ‫ب��ال �ت �ع��اون ب�ين جم�م��وع��ة ال��رائ��د و ‪Design‬‬
‫�شبكة ط��رق وج���س��ور تعمل ع�ل��ى رب��ط جميع‬ ‫ال�شرق الأو�سط و�أوروب ��ا‪ ،‬وتتميز بت�صاميمها‬ ‫‪  international‬ال�شركة العاملية الرائدة يف‬
‫املناطق احليوية ذات الكثافة ال�سكانية العالية‪،‬‬ ‫املبتكرة املتما�شية مع �أمناط الت�صميم الداخلي‬ ‫تقدمي درا�سات ا�ست�شارية وت�صاميم معمارية‬
‫كال�سيب واملوالح واملعبيلة وبركاء؛ وذل��ك من‬ ‫العاملي‪.‬‬ ‫وت�أجري و�إدارة املراكز التجارية العاملية واملكتب‬
‫خالل تقاطع الفرو�سية الذي يربط بني منطقة‬ ‫وي��وف��ر ال�ع��رمي��ي ب��ول�ي�ف��ارد م��ا ي �ق��ارب من‬ ‫العربي للهند�سة‪.‬‬
‫ال�سيب و�شارع ال�سلطان قابو�س و�شارع ال�سالم‪،‬‬ ‫(‪ )250‬حم�ًل�اً مب���س��اح��ة ت ��أج�يري��ة �إج�م��ال�ي��ة‬ ‫وق��د مت ت�صميم امل��رك��ز داخ�ل� ًي��ا م��ن قبل‬
‫والذي بدوره يربط بني املعبيلة واخلو�ض مبوقع‬ ‫تعادل (‪70,500‬م‪ ،)2‬وع��دد (‪ )3000‬موقف‬ ‫�شركة ‪ KAOSYS ‬العاملية ال�ت��ي �أ�س�ستها‬
‫العرميي بوليفارد‪.‬‬ ‫لل�سيارات‪ ،‬وقد مت �إن�شا�ؤه يف منطقة اخلو�ض‬ ‫املهند�سة جيدا �سويد‪ ،‬وهي �شركة متخ�ص�صة‬

‫‪43‬‬
‫العام؛ ال�ستقطاب كافة ال�شرائح و�أكرب عدد من‬ ‫أصالة وحداثة‬
‫املت�سوقني‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل الرتكيز على جانب‬
‫الرتفيه والت�سلية لكافة الفئات العمرية ب�صورة‬ ‫�سارت �أعمال امل�شروع وفق اخلطة الإن�شائية‪،‬‬
‫كبرية‪ ،‬وذلك ب�إن�شاء منطقة للت�سلية فريدة من‬ ‫وبرنامج العمل امل��ر��س��وم‪ ،‬م��ع احل��ر���ص التام‬
‫نوعها مب�ساحة ‪ 6000‬مرت مربع‪ ،‬و(‪� )10‬شا�شات‬ ‫على االلتزام باملوا�صفات العاملية يف التنفيذ‪،‬‬
‫لل�سينما بتقنيات حديثة‪ ،‬وكذلك بناء �أكرب قاعة‬ ‫وف��ق ر�ؤي ��ة مبتكرة لتقدمي الإ��ض��اف��ة النوعية‬
‫لقطاع الت�سلية والرتفيه والت�سوق يف ال�سلطنة؛‬
‫طعام يف ال�سلطنة حتتوي على ع�شرين مطع ًما‪،‬‬
‫وت�ستوعب (‪� )1200‬شخ�ص‪.‬‬ ‫ليكون مركزً ا جتار ًيا حيو ًيا ومتكاملاً ‪ ،‬ميزج‬ ‫المشروع يوفر ‪1200‬‬
‫يف ت�صميمه بني الأ�صالة واحل��داث��ة‪ ،‬وبف�ضل‬
‫موا�صفاته العاملية وم�ساحته امل�ث��ال�ي��ة‪ ،‬وما‬
‫وظيفة مباشرة و‪3000‬‬
‫رؤية وتجدد‬
‫�سيت�ضمن من ماركات عاملية؛ ف�إ ّنه �سيكون قبلة‬ ‫وظيفة غير مباشرة‬
‫ومتتلك جمموعة الرائد �سجلاً حافلاً من‬ ‫العائالت للت�سوق والرتفيه‪ ،‬و�سيحتل ال�صدارة‬
‫امل�شاريع العقارية التي مت الرتكيز يف تطويرها‬ ‫وبجدارة بني مراكز الت�سوق يف ال�سلطنة‪.‬‬
‫على التميز والإب ��داع‪ ،‬مما مكنها من احتالل‬
‫وق�� � ��ام ال � �ع� ��رمي� ��ي ب���ول� �ي� �ف���ارد ب �ت �ع �ي�ين‬
‫مشروع بمواصفات‬
‫مكانة متميزة يف ال�سوق ال ُعمانية‪.‬‬
‫�شركة‪Design international leasing ‬‬ ‫عالمية ‪ ..‬ويضم ‪250‬‬
‫وبنا ًء على التو�صيات املقدمة من‪Design ‬‬
‫‪ international‬ف� � � � � ��إن ال �ع��رمي��ي ب��ول�ي�ف��ارد‬
‫‪and mall management‬؛ وذل��ك لإدارة‬
‫وت ��أج�ير امل��رك��ز ال�ت�ج��اري ع��ن ط��ري��ق الرتكيز‬
‫مح ً‬
‫ال و‪ 3000‬موقف‬
‫�وم��ا ج��دي��دً ا ل�ت�ج��رب��ة الت�سوق‬ ‫��س�ير��س��ي م�ف�ه� ً‬ ‫على ان�ت�ق��اء م��زي��ج امل �ح�لات التجارية بكافة‬ ‫للسيارات‬
‫وال�ترف�ي��ه‪ ،‬انطال ًقا م��ن فهم عميق ملتطلبات‬ ‫�أ�صنافها املتنوعة؛ لتوفري خ �ي��ارات متعددة‬
‫العمالء الذين يتطلعون لتجربة ثرية وفريدة من‬ ‫بعناية‪ ،‬ومتنا�سبة مع القدرة ال�شرائية والذوق‬
‫المشروع يضم أكبر‬
‫قبة زجاجية ذات ألواح‬
‫خاليا شمسية بتقنيات‬
‫حديثة‬

‫أول مركز ترفيهي تجاري‬


‫صديق للبيئة‪.‬‬

‫مصطلح بوليفارد‬
‫للداللة على الرواق‬
‫الداخلي الفسيح‪،‬‬
‫والممشى الخارجي‬
‫للمطاعم الراقية‬

‫‪44‬‬
‫‪ Free Shopping‬وتغليف الهدايا‪ ،‬و�شحن‬ ‫ال�سيارات اخلالية‪ ،‬وحجز ط��اوالت املطاعم‬ ‫نوعها‪ ،‬وال تقت�صر تلك ال��ر�ؤي��ة على الت�سوق‬
‫امل�شرتيات وخدمة �صف ال�سيارات هي و�سيلة‬ ‫وع �م��ل ال�ط�ل�ب�ي��ات‪ .‬ك�م��ا ي�ستطيع م�ستخدمو‬ ‫ف�ق��ط‪ ،‬ب��ل م��ن خ�لال ت�ق��دمي خ��دم��ات م�ضافة‬
‫لتقدمي جتربة ممتعة للزبائن‪.‬‬ ‫التطبيق احل �� �ص��ول ع�ل��ى ال �ف��وات�ير بطريقة‬ ‫جل��ذب املت�سوقني‪ ،‬م�ث�الاً لذلك يعترب تطبيق‬
‫�إل�ك�ترون�ي��ة ع�ن��د ال �� �ش��راء‪ ،‬وم�ع��رف��ة ال�ع��رو���ض‬ ‫العرميي بوليفارد للهواتف الذكية و�سيلة لتنظيم‬
‫القبة الزجاجية‬
‫واخل�صومات املقدمة من قبل املحالت‪� ،‬إ�ضافة‬ ‫عملية الت�سوق مبا يقدمه التطبيق من تقنيات‬
‫ويتميز العرميي بوليفارد بوجود �أك�بر قبة‬ ‫�إىل ذلك ف�إن اخلدمات التكميلية مثل‪Hands ‬‬ ‫متنوعة‪ ،‬ت�سمح للمت�سوقني بتحديد مواقف‬

‫‪45‬‬
‫زجاجية ذات �ألواح خاليا �شم�سية بتقنية‪Photo ‬‬
‫‪ Voltic‬ت�سمح بدخول �ضوء النهار بدون حرارة‪،‬‬
‫واختزال الطاقة وتخزينها ال�ستعمالها كم�صدر‬
‫م���س�ت��دام لتوليد الإ�� �ض ��اءة‪ ،‬ول�ن�ظ��م التهوية‪،‬‬
‫وا�ستهالك املياه‪ ،‬و�إع��ادة التدوير‪ ،‬وذلك �إميا ًنا‬
‫ب�ضرورة املحافظة على البيئة‪ ،‬وليكون العرميي‬
‫بوليفارد �أول مركز جت��اري �صديق للبيئة يف‬
‫�سلطنة ُعمان‪ ،‬وقد مت اقتبا�س م�صطلح بوليفارد‬
‫للداللة على ال��رواق الداخلي الف�سيح‪ ،‬وكذلك‬
‫املم�شى اخل��ارج��ي للمطاعم ال��راق �ي��ة‪ ،‬وال��ذي‬
‫مت ت�صميمه لإي�ج��اد جتربة ف��ري��دة متكن رواد‬
‫املطاعم العاملية الفاخرة من اال�ستمتاع بالأجواء‬
‫اخلارجية اجلميلة يف رحاب الطبيعة بني نوافري‬
‫امل�ي��اه والأ� �ش �ج��ار‪ ،‬ومم�شى ف��ري��د مت ت�صميمه‬
‫لال�ستمتاع بتجربة �ضيافة متميزة تتما�شى مع‬
‫القطاع اخلا�ص يف م�سرية التنمية ال�شاملة‬ ‫الطبيعية والنوافري اجلميلة‪ ،‬وبالإ�ضافة �إىل‬ ‫�أرقى املعايري العاملية‪.‬‬
‫التي ت�شهدها ال�سلطنة؛ حيث يعمل الكل بروح‬ ‫ذل��ك ت��وج��د خم�سة مطاعم راق �ي��ة‪ ،‬ت��وف��ر كل‬
‫مزيجا من و�سائل الت�سوق‬
‫يوفر املركز اجلديد ً‬
‫امل�س�ؤولية‪ ،‬وبقلوب تنب�ض بحب الوطن من �أجل‬ ‫منها �إطالالت على النوافري يف الهواء الطلق‪،‬‬ ‫والرتفيه والتعليم‪ ،‬مما يمُ كنه من �إح��داث نقلة‬
‫هدف واحد‪ ،‬وهو بناء ُعمان الوطن والإن�سان‪.‬‬ ‫مما يتيح للزوار جتربة الأطعمة وامل��أك��والت‪،‬‬ ‫نوعية يف جتربة الت�سوق بال�سلطنة‪ ،‬كما �سي�ضم‬
‫اجلدير ذكره �أن �شركة الرائد ت�أ�س�ست يف‬ ‫بينما ي�ستمتعون ب��الأج��واء ال��رائ�ع��ة املحيطة‬ ‫املركز التجاري �أك�بر رده��ة مطاعم‪ ،‬و�أ�ضخم‬
‫عام ‪1974‬م‪ ،‬على يد م�ؤ�س�سها ال�شيخ عبداهلل بن‬ ‫بهم وباملناظر اخلالبة‪ ،‬كما �ست�ضفي الأن�شطة‬ ‫قبة زجاجية على الإط�ل�اق يف ال�سلطنة‪ .‬وقد‬
‫علي العرميي‪ ،‬والذي تتمحور ر�ؤيته حول تطوير‬ ‫التفاعلية الكثري من الإثارة على جتربة الت�سوق‬ ‫�صمم جممع العرميي بوليفارد بطريقة ا�ستثنائية‬
‫م�شاريع عقارية مبوا�صفات عاملية‪ ،‬تعمل على‬ ‫يف هذا امل�شروع الفريد الذي �سيكون �أكرب وجهة‬ ‫لتغيري مفهوم الت�سوق بالكامل‪� ،‬إذ �إن��ه �سيوفر‬
‫دعم التنمية االقت�صادية يف �سلطنة ُعمان‪ ،‬وقد‬ ‫للت�سلية والرتفيه يف ال�سلطنة‪ ،‬كما �سي�ضم‬ ‫ملتقى اجتماع ًيا لاللتقاء بالأ�صدقاء واال�ستمتاع‬
‫�أ�صبحت ال�شركة واحدة من ال�شركات الرائدة‬ ‫�سينما للكبار‪ ،‬و�أخ��رى متخ�ص�صة للأطفال‬ ‫بوقت ممتع مع �أفراد العائلة‪ ،‬ويف الوقت نف�سه‬
‫يف جم��ال التطوير العقاري‪ ،‬ومتتلك حمفظة‬ ‫مبوا�صفات عاملية‪ ،‬وتقنيات الأب�ع��اد الثالثية‬ ‫�سيقدم �أن�شطة تتنا�سب مع الأذواق كا ّفة‪.‬‬
‫عقارية �شاملة ومتنوعة يف الوقت الراهن‪ ،‬وبعد‬ ‫والرباعية‪.‬‬
‫خدمات متفردة‬
‫عاما‪ ،‬منت الرائد لت�صبح‬ ‫م��رور �أك�ثر من ‪ً 40‬‬ ‫تطلعات وطموحات‬
‫واحدة من �أكرب و�أجنح ال�شركات املتخ�ص�صة‬ ‫ُيقدم جممع العرميي بوليفارد �أف�ضل جتربة‬
‫يف جمال التطوير العقاري واال�ستثمار‪ ،‬و�إدارة‬ ‫يتطلع �أ�صحاب امل�شروع مل�ستقبل متفائل‬ ‫لتناول الطعام يف الهواء الطلق من خالل (‪)14‬‬
‫العقارات يف �سلطنة ُعمان وخارجها‪.‬‬ ‫بتقدمي امل��زي��د م��ن امل�شاريع التي جت�سد دور‬ ‫مفتوحا ب�إطاللة مبا�شرة على احلدائق‬
‫ً‬ ‫مطع ًما‬

‫‪46‬‬
47
‫حول العالم‬

‫أول طريق كهربائي لشحن السيارات خالل القيادة‬


‫�أعلنت ال�سويد عن تبنيها جتربة هي الأوىل من نوعها يف العامل‬
‫تتمثل يف بناء �أول طريق كهربائي �أطلقت عليه ‪ ،eRoadArlanda‬‬
‫والذي ب�إمكانه �شحن ال�سيارات الكهربائية �أثناء حتركها با�ستخدام‬
‫طريقة تدعى ال�شحن املو�صل‪ ،‬حيث يتم تزويد العربات بالطاقة‬
‫الكهربائية عن طريق ال�سكك املو�صلة‪ .‬وي�أتي هذا امل�شروع يف �إطار‬
‫�سعي ال�سويد لتكون من �أك�ثر البلدان �صداق ًة للبيئة‪ ،‬من خالل‬
‫التخل�ص من الوقود الأحفوري وحتقيق �أ�سطول من ال�سيارات التي‬
‫تعمل بو�سائل طاقة بديلة بحلول عام ‪.2030‬‬
‫ويعد م�شروع الطريق املكهرب‪ ،‬جزء ًا من العديد من امل�شاريع‬
‫التي تقوم على �إن�شائها �إدارة النقل ال�سويدية‪ ،‬لتطوير واختبار‬
‫التقنيات التي متكن البلد من الو�صول �إىل هذا الهدف‪ .‬والطريق‬
‫املكهرب هذا هو الأول من نوعه‪ ،‬حيث يتيح ل�سائقي العربات �شحن‬
‫عرباتهم خ�لال ال�ق�ي��ادة‪ ،‬الأم��ر ال��ذي ي�ساعد يف خلق م�ستقبل‬
‫ملوا�صالت ال حتتاج للوقود الأحفوري �أي النفط �أو الغاز لتحريكها‪،‬‬
‫ويتم خالله نقل الكهرباء فيه لل�سيارات عرب ذراع متحركة ترتبط‬
‫بامل�سارات املدجمة يف منت�صف الطريق‪ .‬ويف حني �أن امل�شروع مت‬
‫ت�صميمه لل�شاحنات الكبرية‪� ،‬إال �أنه يويف حاجة ال�سيارات ال�صغرية‬
‫وحافالت النقل‪.‬‬
‫ومبجرد اق�تراب املركبات من امل�سار املدمج‪ ،‬يقوم م�ست�شعر‬
‫من ال�سيارة �أو ال�شاحنة بالك�شف عن الق�ضيب املكهرب ويخف�ض‬
‫ال��ذراع املنقولة من �أ�سفل ال�سيارة ليدخلها يف ال�سكة احلديدية‪.‬‬
‫وقد مت ت�صميم الذراع لتكون مرنة‪ ،‬وتوفر لل�سيارة �أو ال�شاحنة حرية‬
‫احلركة حول الطريق دون الف�صل بني الأثنني‪ .‬وتلغي هذه التقنية‬
‫احلاجة ملحطات الوقود على �أط��راف الطرق‪ ،‬وذل��ك با�ستخدام‬
‫املو�صالت الكهربائية التي ت�صل العربات بال�سكك احلديدية‪ ،‬ويف‬
‫الوقت احلايل ميكن للعربات ال�صغرية �أن جتهز ببطاريات �صغرية‬
‫احلجم‪ ،‬الأمر الذي يوفر التكلفة وامل�ساحة‪.‬‬
‫هذا و�سيتم جتريب امل�شروع يف �شاحنات حتمل الب�ضائع وذلك‬
‫ملدة عامني ملعرفة القدرة على حتمل كافة ظروف الطق�س‪ ،‬ومدى‬
‫ال�سويدي للبنية التحتية توما�س �إينريوث‪ .‬ومن املتوقع �أن تبلغ تكلفة الكهرباء التي‬ ‫جناح امل�شروع يف ظروف جوية خمتلفة؛ علما ب�أنه ال توجد �أي‬
‫ت�صل �إىل ‪� 20‬ألف كيلو مرت حوايل (‪ 12.427‬ميلاً ) �إىل الطرق ذات املو�صالت‬ ‫خطورة �أو خ��وف من �صدمة كهربائية يف ح��ال �أخ�ط��أ �أحدهم‬
‫الكهربائية يف ال�سويد حوايل ‪ 80.000‬كرونة �سويدية (‪ 9.5‬مليون دوالر)‪ ،‬كما‬ ‫على ال�سكة احلديدية‪ ،‬حيث تنتقل الكهرباء حتت ال�سكة (داخل‬
‫ريا‪ ،‬حيث �أنّ هذه الطريقة تنتج انبعاثات‬ ‫انخفا�ضا كب ً‬
‫ً‬ ‫�أنّ االنبعاثات �سوف ت�شهد‬ ‫الطريق)‪ ،‬يف الواقع املو�صل الكهربائي يتمو�ضع داخ��ل ال�سكة‬
‫�أقل بن�سبة ‪ %90‬مقارن ًة باالنبعاثات الناجتة عن البدائل التي ت�ستخدم الوقود‬ ‫لي�صلها مع املو�صالت داخل العربة‪ ،‬ويتم تقطيع الأخاديد املعدنية‬
‫الأحفوري‪ ،‬ويتما�شى امل�شروع مع مهمة احلكومة ال�سويدية لتطوير بنية حتتية‬ ‫على طول ال�سكة لت�سهيل هذا الإجراء‪.‬‬
‫لو�سائل نقل خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام ‪2030‬م‪.‬‬
‫ي�شار �إىل �أن امل�شروع افتتح للجمهور يف ‪� 11‬إبريل ‪ 2018‬من‬
‫‪https://goo.gl/ypMD3N‬‬ ‫قبل املدير العام لإدارة النقل ال�سويدية لينا �إريك�سون والوزير‬

‫‪48‬‬
‫جسر مستوحى من أمواج البحر في كاليفورنيا‬

‫قدمت �إح��دى ال�شركات‬


‫منازل بتقنية الطباعة ثالثية األبعاد في هولندا‬ ‫امل���ع���م���اري���ة ال�����رائ�����دة يف‬
‫ك��ال��ي��ف��ورن��ي��ا ج�����س� ً�را رائ � ًع��ا‬
‫ت�ستعد مدينة �آيندهوفن الهولندية ال�ستقبال �أول ‪ 5‬منازل بتقنية الطباعة ثالثية الأبعاد‪ ،‬يف م�شروع ت�شرف‬ ‫للم�شاة يربط بني اجلادتني‬
‫عليه �إحدى ال�شركات الهولندية وجامعة �أيندهوفن للتكنولوجيا‪.‬‬ ‫�إىل ل��ون��غ بيت�ش ه��و ج�سر‬
‫ق��و���س ق���زح امل�����س��ت��وح��ى من‬
‫حيث �أن املنازل اخلم�سة القابلة لل�سكن‪ ،‬و من املتوقع طرحها للإيجار يف ال�سوق العقارية‪ ،‬وقد جذبت اهتمام‬ ‫�أم���واج �شواطئ كاليفورنيا‬
‫�أكرث من ‪ 20‬عائلة لل�سكن فيها‪ .‬كما �أن هذه املنازل قليلة التكلفة وتعد الأوىل من نوعها يف العامل ورمبا ت�شكل‬
‫املحلية‪ ،‬حيث ي�شكل م�سار‬
‫ثورة يف عامل العمران‪ ،‬وت�أتي ملواجهة �شح الأيدي العاملة املخت�صة بالبناء يف هولندا‪ .‬وقد مت ت�صنيعها من قبل‬
‫�شركة «فان فيجني» ومن املتوقع االنتهاء من بناء �أول منزل العام املقبل و�سيكون م�ؤلف ًا من ‪ 3‬غرف‪ .‬و �سيتم بعدها‬ ‫�أن��ي��ق ب��ط��ول �إج���م���ايل يبلغ‬
‫بناء ‪ 4‬منازل مبوا�صفات خمتلفة يف منطقة «مريهوفن» الواقعة غرب مركز مدينة �آيندهوفن بالقرب من املطار‪.‬‬ ‫‪ 180‬مرت مع حدائق متناثرة‬
‫مم��ي��زة و�إ�����ض����اءات رائ��ع��ة‬
‫و�ستكون اجلدران الداخلية واخلارجية للمنزل الأول بوا�سطة طابعة ثالثية الأبعاد‪ ،‬لكن بحلول االنتهاء من‬ ‫اجل����م����ال ت��ع��ط��ى ل��ل��م��ك��ان‬
‫طباعة املنازل الأخرى‪� ،‬سيكون كل �شيء داخل املنازل م�صنوع ًا بوا�سطة الطابعة‪.‬‬ ‫جاذبية خا�صة‪ .‬يتميز �سقف‬
‫‪https://goo.gl/VHXgp9‬‬ ‫اجل�����س��ر ب ��أن��ه ي��ح��ت��وى على‬
‫‪ 3500‬م�صباح ليد يعمل على‬
‫تغيري الأل�����وان ح��ي��ث ميكن‬
‫برجمة الأل��وان وتزامنها مع‬
‫املو�سيقى التي يتم �سماعها‬
‫م����ن ال�������س���م���اع���ات امل��ث��ب��ت��ة‬
‫ع��ل��ى اجل�����س��ر‪ ،‬مم���ا يخلق‬
‫جتربة جميلة لأولئك الذين‬
‫يختارون عبوره‪.‬‬
‫‪https://goo.gl/8fFZXi‬‬

‫‪49‬‬
‫برج الندمارك جديد مع «سحابة» في ملبورن‬

‫القائم ��ة الأخ ��رى الت ��ي تواجه بع�ضه ��ا البع�ض‪.‬‬ ‫�شرك ��ة ‪ ،Beulah International‬جنب� � ًا �إىل‬ ‫ك�شف ��ت �شرك ��ة ‪ MAD Architects‬ع ��ن‬
‫ولدرا�س ��ة موقع الربج وتكوين ��ه بعناية‪ ،‬اقرتحت‬ ‫جن ��ب م ��ع ‪ BIG‬و )‪Coop Himmelb (l‬‬ ‫اقرتاحه ��ا ملناف�س ��ة ب ��رج «‪Southbank by‬‬
‫�شركة ‪ MAD‬ا�سرتاتيجية واحدة للربج لتجنب‬ ‫‪ au‬و ‪ MVRDV‬و ‪ OMA‬و ‪UNStudio‬‬ ‫‪ .»Beulah‬يف حتدٍ للمباين الزجاجية ال�شبيهة‬
‫االزدح ��ام‪ ،‬وتزويد املب ��اين ال�شاهق ��ة باملناظر‬ ‫لت�صور برنامج متع ��دد اال�ستخدامات يزيد عن‬ ‫بال�صناديق يف ملب ��ورن التي تبدو منف�صلة عن‬
‫املفتوح ��ة‪ ،‬وتعظي ��م الإط�ل�االت م ��ن الربام ��ج‬ ‫‪ 220،000‬م�ت�ر مرب ��ع يف قلب ملب ��ورن ‪ -‬قطعة‬ ‫املتنزه ��ات التاريخي ��ة يف املدين ��ة والت�ضاري�س‬
‫ال�سكنية والفندقية يف الطوابق العليا‪.‬‬ ‫البني ��ة التحتية يف املناطق احل�ضرية التي تفكر‬ ‫املحلي ��ة الطبيعي ��ة‪ ،‬يق ��دم الت�صمي ��م الع�ضوي‬
‫عل ��ى م�ستوى املن�صة‪ ،‬يق ��وم فريق الت�صميم‬ ‫يف املناط ��ق التجارية وال�سكنية والبيع بالتجزئة‬ ‫ل� �ـ ‪� MAD‬ص ��ورة ظلي ��ة للأ�ش ��كال الطبيعية ‪-‬‬
‫بتفكيك الكتلة النموذجية مل�ساحة التجزئة ومركز‬ ‫والأماك ��ن العامة يف املدينة ‪ -‬على طول منطقة‬ ‫اجلب ��ل‪ ،‬ال�شجرة‪ ،‬ال�سحاب ‪� -‬إىل و�سط املدينة‪،‬‬
‫الت�سوق‪ ،‬و�إدخال «القري ��ة اجلبلية» ذات النطاق‬ ‫الواجهة البحرية املرموقة باملدينة‪.‬‬ ‫مما يوف ��ر جمموعة ممي ��زة ومتميزة‪ .‬خمطط‬
‫الإن�س ��اين والت ��ي تدع ��و امل ��ارة �إىل ا�ستك�شافها‪.‬‬ ‫يقع املبن ��ى يف زاوي ��ة �شارع املدين ��ة و�شارع‬ ‫للأفق‪ ،‬الذي يعيد املواطنني مع الطبيعة‪.‬‬
‫فامل�ساح ��ات احل�ضري ��ة مكد�س ��ة ب�ش ��كل ر�أ�سي‪،‬‬ ‫�ساوث بانك‪ ،‬ويقع املوقع يف جزء كثيف من قلب‬ ‫اخت ��ارت �شرك ��ة ‪ ،MAD‬الت ��ي اخت�ي�رت‬
‫وتتميز باملناظر الطبيعية مع اجلدران اخل�ضراء‬ ‫ً‬
‫حماط ��ا بعدد من الأبراج‬ ‫و�سط مدينة ملبورن‪،‬‬ ‫باعتباره ��ا ال�شرك ��ة الوحي ��دة م ��ن �آ�سي ��ا م ��ن‬

‫سوادا على وجه األرض‬


‫ً‬ ‫جناح «الفانتا بالك»‪ ..‬القاعة األكثر‬
‫ُي �ع��د ه ��ذا امل�ب�ن��ى يف م��دي�ن��ة ب�ي��ون��غ ت�شانغ‬
‫بكوريا اجلنوبية الآن‪ ،‬املبنى الأك�ثر ��س��وادًا يف‬
‫التاريخ‪ .‬فقد ُر�ش مبنى «جناح هيونداي»‪ ،‬الذي‬
‫�صممه املهند�س امل�ع�م��اري �آ��ص��ف خ��ان‪ ،‬ل��دورة‬
‫الألعاب الأوملبية ال�شتوية لعام ‪ ،2018‬ب�أحد �أكرث‬
‫ال�صبغيات املبتكرة �سوادًا على الإطالق‪.‬‬
‫ترتفع ج��دران مبنى «ج�ن��اح ه�ي��ون��داي» �إىل‬
‫‪� 10‬أم �ت��ار‪ 33 ،‬ق��د ًم��ا‪ ،‬ويبلغ عر�ضها ‪ 35‬م�ترًا‪،‬‬
‫وطليت اجلهة اخلارجية من البناء‬ ‫‪ 115‬قد ًما‪ُ ،‬‬
‫مبادة فانتا بالك ‪ ،VBx2‬وهو نوع من الطالء‬
‫يختلف ع��ن الفانتا ب�لاك‪ .‬ومتت�ص م��ادة فانتا‬
‫ب�لاك ‪ ،VBx2‬التي ابتكرتها �شركة ‪Surrey‬‬
‫‪ ،NanoSystems‬تقري ًبا كل ال�ضوء املرئي‪،‬‬
‫انطباعا مذهلاً ‪ .‬واملثري‬
‫ً‬ ‫‪ % 99‬منه‪ ،‬وهو ما يعطي‬
‫�أي��ً��ض��ا يف الأم ��ر �أن تثبيت م��ادة الفانتا بالك‬

‫‪50‬‬
‫ال�ش ��ارع بطريق ��ة ت�شج ��ع النا�س عل ��ى التجميع‬ ‫وتوف ��ر �إطالالت بزاوية ‪ 360‬درجة على ملبورن‪.‬‬ ‫املورقة والأ�شجار لإعط ��اء الزوار واملقيمني على‬
‫واال�ستم ��رار‪ .‬نظ� � ًرا لكونه ��ا �سل�سلة م ��ن التالل‬ ‫تت�ألف من واجهة ‪ ETFE‬الغ�شائية‪ ،‬فهي خفيفة‬ ‫ح ��د �س ��واء‪ ،‬ال�شعور ب�أنه ��م يف الطبيع ��ة‪ ،‬ولي�س‬
‫اخل�ض ��راء ال�صغ�ي�رة الت ��ي تق ��ود امل�ش ��اة �إىل‬ ‫ال ��وزن وتتميز بدرجات متفاوتة م ��ن ال�شفافية‪.‬‬ ‫يف و�س ��ط املدين ��ة‪ .‬ال�ب�رج يرتفع خ ��ارج القرية‬
‫«القرية اجلبلية»‪.‬‬ ‫يف اجت ��اه احل ��واف‪ ،‬ت�صبح «ال�سحاب ��ة» �شفافة‬ ‫مثل �شج ��رة‪ .‬يك�سو يف الزجاج ال�شفاف‪ ،‬ويتميز‬
‫حي ��ث يه ��دف املبن ��ى �إىل رب ��ط الطبيع ��ة‬ ‫إح�سا�سا‬
‫وحتاكي �سحابة حقيقية بحي ��ث تعطي � ً‬ ‫بهيكل الواجهة اخل�شبي ��ة املبتكرة (‪)Glulam‬‬
‫بال�سي ��اق احل�ض ��ري‪ ،‬م ��ن خالل �إع ��ادة ت�شكيل‬ ‫باله ��واء واخلفة‪ ،‬وت�صب ��ح �ضبابية عندما متزج‬ ‫الذي يبدو �أنه جذور ملتوية �إىل �أعلى‪ ،‬مما يعزز‬
‫ال�سق ��وف النموذجي ��ة املوج ��ودة‪ ،‬بحي ��ث يكون‬ ‫يف ال�سم ��اء‪ .‬على م�ستوى ال�ش ��ارع‪ ،‬يحافظ برج‬ ‫ال�شكل الع�ضوي للربج‪ .‬م ��ع حدائق ال�سماء التي‬
‫جت�سي ��دً ا لكون ��ه «جب�ًل�ااً يف املدين ��ة»‪ ،‬وي�ؤ�س� ��س‬ ‫‪ MAD‬عل ��ى لغ ��ة ت�صميم متما�سك ��ة مع حتول‬ ‫تتخلله ��ا جميع �أنحاء هذا املحي ��ط متتد عموديا‬
‫الت�صمي ��م رواب ��ط مفتوح ��ة ب�ي�ن امل�ساح ��ات‬ ‫�شارع �ساوث بانك‪ .‬يح ��ل املهند�سون املعماريون‬ ‫اخل�ضراء‪.‬‬
‫الداخلية واخلارجية على �ش ��كل ترا�سات كبرية‬ ‫حمل التجرب ��ة القا�سية وغ�ي�ر الودية املوجودة‪،‬‬ ‫قم ��ة الت�صميم هي «ال�سحاب ��ة» ‪ -‬وهي بنية‬
‫وحدائق ومناطق فنية عامة»‪.‬‬ ‫م ��ع م�شه ��د �ساحر يف �ساح ��ة يدم ��ج م�ساحات‬ ‫معزول ��ة ت�ض ��م و�سائل الراح ��ة العام ��ة للفندق‬
‫‪https://goo.gl/41BeZV‬‬ ‫التن�شي ��ط العمراني ��ة‪ ،‬ويعي ��د تن�شي ��ط م�ست ��وى‬ ‫(الرده ��ة‪ ،‬املطع ��م‪ ،‬الب ��ار‪ ،‬و�سط ��ح املراقبة)‪،‬‬

‫�أما داخل املبنى‪ ،‬جتد العك�س متا ًما‪� ،‬أ�سطح‬ ‫ال�ضوء املرئي والأ�شعة حتت احلمراء والأ�شعة فوق‬ ‫الأ�صلية �صعب جدًا على الأ�سطح‪.‬‬
‫بي�ضاء براقة م�صنوعة من رخام الكوريان‪ ،‬وهي‬ ‫البنف�سجية‪.‬‬ ‫ُت�صنع الفانتا بالك من املاليني من الأنابيب‬
‫مادة ت�ستخدم بكرثة يف �أ�سطح املطابخ‪ .‬كما �أن‬ ‫‪Surrey‬‬ ‫وق� � � ��د اب� � �ت� � �ك � ��رت � � �ش� ��رك� ��ة‬ ‫النانوية الكربونية املُرتبة عمود ًيا‪ ،‬يبلغ قطر كل‬
‫امل�ساحة ب�أكملها ُمثبت بها نظام حلركة املياه‬ ‫نوعا قابلاً للر�ش من هذه‬ ‫منها ‪ 20‬نانومرت تقري ًبا‪� ،‬أي �أ�صغر ‪ 3500‬مرة من‬
‫‪ً NanoSystems‬‬
‫ي�شمل جميع �أطرافها‪� ،‬إذ ت�سقط ‪� 25‬ألف قطرة‬ ‫املادة‪ ،‬يحجب ال�ضوء املرئي فح�سب‪� ،‬إذ ت�صطف‬ ‫عر�ض �شعرة الإن�سان‪ ،‬ويرتاوح طولها من ‪� 14‬إىل‬
‫مياه يف الدقيقة‪ ،‬تتدفق عرب �أ�سطح ال متت�ص‬ ‫ب�شكل‬
‫الأن��اب �ي��ب ال �ن��ان��وي��ة يف ه ��ذه ال�ط��ري�ق��ة ٍ‬ ‫‪ 50‬ميكرون‪ ،‬مع العلم �أن امليكرون ي�ساوي ‪0.001‬‬
‫املاء‪.‬‬ ‫ع�شوائي‪ ،‬كما �أن طالء ‪ VBx‬ال ي�ستخدم الأنابيب‬ ‫من امللليمرت‪ .‬وعندما ي�سقط ال�ضوء على هذه‬
‫تتيح �أج �ه��زة اال�ست�شعار باللم�س ل �ل��زوار‬ ‫النانوية‪ ،‬ولكن ميكن ا�ستخدامه يف الأغرا�ض‬ ‫الكمية املهولة من الأنابيب النانوية‪ ،‬ينح�صر يف‬
‫التفاعل مع نظام تدفق قطرات املياه‪ ،‬ما ينتج‬ ‫التجارية‪ .‬وهذا هو املنتج الذي ا�ستخدم يف طالء‬ ‫داخلها حتى يتبدد يف �صورة طاقة حرارية‪.‬‬
‫عنه تغري يف �إيقاع قطرات املياه عندما تتعار�ض‬ ‫مبنى «جناح هيونداي»‪.‬‬ ‫تت�ضمن ال�ط��ري�ق��ة الأ��ص�ل�ي��ة ل �ط�لاء امل��واد‬
‫مع �أجهزة اال�ست�شعار‪ ،‬ومن ثم تتدفق القطرات‬ ‫عندما يخيم الظالم‪ ،‬تبدو الأبعاد الثالثية‬ ‫ب�أنابيب الفانتا ب�لاك النانوية‪ ،‬تر�سيبها على‬
‫�إىل بحرية مركزية‪ ،‬والتي ُت�صرف منها وتوا�صل‬ ‫جل��دران جناح هيونداي وك�أنها اختفت‪ .‬وتظهر‬ ‫الأ�سطح با�ستخدام عملية كيميائية تعرف با�سم‬
‫الظهور مرة �أخرى‪.‬‬ ‫الق�ضبان ذات النهايات امل�ضيئة وك�أنها جنوم‬ ‫«ال�تر��س�ي��ب الكيميائي ل�ل�ب�خ��ار»‪ .‬ومتتلك تلك‬
‫‪https://goo.gl/ypMD3N‬‬ ‫المعة يف مواجهة الظالم الدام�س‪.‬‬ ‫الأنابيب قدرة ُمذهلة على امت�صا�ص ‪ %99.6‬من‬

‫‪51‬‬
‫في الصين‪..‬‬
‫ناطحة سحاب جديدة‬
‫بشالل يبلغ طوله ‪108‬‬
‫أمتار‬
‫بينما ت�ضم املقاطعة ال�صينية �أكرب جتمع‪ ‬لل�شالالت يف العامل‪،‬‬
‫فمن غري املفاجئ �أي�ض ًا �أن تكون قويت�شو موطن ًا لإحدى �أكرب ال�شالالت‬
‫ال�صناعية يف العامل‪ .‬وو�سط عا�صمة قويت�شو‪ ،‬غويانغ‪ ،‬يتدفق ال�شالل‬
‫الذي يبلغ طوله ‪� 108‬أمتار من ناطحة �سحاب جديدة وفاخرة‪.‬‬
‫«‪L+iebian International‬‬ ‫و�سميت ناطحة ال�سحاب‪ ‬بـ‬
‫‪� ،»Plaza‬إذ ي�صل طولها �إىل ‪ 121‬مرت ًا‪ ،‬كما تت�ضمن فندق ًا‪ ،‬ومركز ًا‬
‫للت�سوق‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مكاتب عديدة‪� .‬إذ �س ُيفتح فقط يف املنا�سبات‬
‫اخلا�صة‪ .‬ويجمع خزان على الأر�ض املياه ويخزنها بعد �سقوطها‪ ‬من‬
‫ال�شالل‪.‬‬
‫وي�ستغرق حت�ضري ال�شالل مدة �ساعتني‪� ،‬إذ يعمل ب�أربع م�ضخات‬
‫مياه قدرتها ‪ 185‬كيلوات ًا‪ .‬وبالن�سبة لفاتورة الكهرباء‪ ،‬فتبلغ ‪118‬‬
‫دوالر ًا يف ال�ساعة الواحدة‪ .‬ويقع ال�شالل يف جنوب غرب ال�صني‪،‬‬
‫وتعد‪ ‬قويت�شو من‪� ‬أ�سرع املقاطعات من��و ًا‪� ،‬إذ جتد فيها العديد من‬
‫امل�شاريع ال�ضخمة قيد التطوير‪ .‬و ُيجدر بالذكر‪� ،‬أنها مبثابة موطن‬
‫لأكرب تلي�سكوب راديوي و�أكرب ج�سر يف العامل‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل �أنها �أول‬
‫مقاطعة توقع اتفاقية لإطالق قطار «هايربلوب‪ ».‬‬
‫‪https://goo.gl/TvTEMY‬‬

‫‪52‬‬
‫ممشى‬
‫جاكارانداس‬
‫المزهر في‬
‫جوهانسبرج‬
‫ي�ع��د مم���ش��ى ج��اك��اران��دا���س‬
‫يف مدينة جوهان�سربج بجنوب‬
‫�أف��ري �ق �ي��ا م ��ن �أج� �م ��ل امل �ن��اط��ق‬
‫املخ�ص�صة للم�شي و�سط الأ�شجار‬
‫يف ال�ع��امل و�أك�ثره��ا اخ�ضرارا‪،‬‬
‫حيث تعترب جوهان�سربج موطن‬
‫لأك�ب�ر غ��اب��ة م��ن �صنع الإن���س��ان‬
‫يف ال��ع��امل‪ ،‬ويت�ضمن املم�شى‬
‫�أك�ثر من ‪ 10‬مليون �شجرة‪ ،‬مبا‬
‫�وع��ا خمتلفًا من‬ ‫يف ذل��ك ‪ 49‬ن� ً‬
‫الكناري مت ا�سترياد معظمها من‬
‫�أمريكا اجلنوبية وحو�ض البحر‬
‫ال �ك��اري �ب��ي‪ ،‬ك�م��ا ت��وج��د �أ��ش�ج��ار‬
‫ا�ستوائية �أفريقية ي�صل عمرها‬
‫لأك�ث�ر م��ن ‪�� 100‬س�ن��ة‪ ،‬وق ��د مت‬
‫زراعة �أكرث من ‪� 70.000‬شجرة‬
‫فى �شارع واحد فقط؛ مما ي�ؤدي‬
‫بطبيعة احلال �إىل �إن�شاء �أنفاق‬
‫طبيعية رائ �ع��ة خ��ا��ص��ة عندما‬
‫ت �ك��ون يف �أوج ازده ��اره ��ا مما‬
‫يخلق م�شهدا رائ��ع ف��ى مظهره‬
‫يف و� �س��ط امل��دي �ن��ة‪ ،‬يف واح ��دة‬
‫م��ن �أك�ث�ر ال �� �ش��وارع ازدح��ام��ا‪،‬‬
‫لي�ضيف مل�سات زرق��اء �أرجوانية‬
‫�إىل امل�شهد احل���ض��ري البليد‪.‬‬
‫وعنما تتفتح زهور الأ�شجار ف�إن‬
‫املم�شى يكون لوحة طبيعية ملونة‬
‫بالأرجواين والأزرق والأبي�ض يف‬
‫تنا�سق رائع‪.‬‬
‫‪https://goo.gl/A9TRab‬‬

‫‪53‬‬
‫جسر ‪ Daring Golden Bridge‬السياحي في فيتنام‬
‫تعلوان فوق منحدرات جبال فيتنام‪ ،‬يدان عمالقتان‬
‫حت �م�لان ج �� �س��ر ًا ذه �ب �ي � ًا �ضيق ًا ‪Daring Golden‬‬
‫‪�� .Bridge‬ص�م�م�ت��ه � �ش��رك��ة «‪TA Landscape‬‬
‫‪ »،Architecture‬يجذب «اجل�سر الذهبي» جماهري‬
‫كبرية منذ افتتاحه يف يونيو املا�ضي‪ .‬ويقع يف املنتجع‬
‫ال�سياحي لثاين تاي غاردن‪ ،‬وقد مت ت�صميمه ب�شكل فريد‬
‫بهدف �إث��راء ال�سياحة يف البلد‪ ،‬حيث يبلغ طول م�سار‬
‫هذا اجل�سر ‪ 150‬مرت ًا م�صطف ًا بالورود‪ ،‬وينق�سم طول‬
‫اجل�سر البالغ ‪ 150‬مرتًا �إىل ثمانية امتدادات‪ ،‬وعلى طول‬
‫كل حميط يوجد خط من �أزهار لوبيليا الأقحوان‪� ،‬إ�ضافة‬
‫�إىل طبقة �أخ��رى من اللون �إىل الدرابزينات الذهبية‪.‬‬
‫ويربز اجل�سر الذهبي يف تالل بانا يف فيتنام‪ ،‬حممو ًال‬
‫بزوج من الأيدي العمالقة‪ .‬حيث يقع اجل�سر ‪ 1400‬مرت‬
‫فوق م�ستوى �سطح البحر‪ ،‬وهو االرتفاع الذي يخلق وهم‬
‫لزائري اجل�سر ب�أنه يختبئ يف الغيوم‪ .‬وقد مت االنتهاء‬
‫م��ن ال ��زوج العمالق م��ن الأي ��دي بفعل ت��أث�ير التجوية‪،‬‬
‫ب�شكل م�ستوحى من الع�صور القدمية‪ .‬و ُيقال �أن املخطط‬
‫جزء من م�شروع بقيمة ملياري دوالر جلذب ال�سياح �إىل‬
‫املنطقة‪ .‬على الرغم من �أن امل�صمم مل يتم ربطه بالهيكل‬
‫املحقق‪ ،‬حيث �أن ت�صميمات املخطط قد مت �إن�شا�ؤها من‬
‫قبل ‪.TA Landscape Architectur‬‬
‫‪https://goo.gl/nksFGv‬‬

‫‪54‬‬
‫مدينة نيو كالرك «االحتياطية»‪ ..‬حل الفلبين للكوارث الطبيعية‬

‫وقد ي�سبب قرب املدينة من جبل بيناتوبو‬ ‫خطط نقل جماعي‬ ‫ٍ‬ ‫من املدينة للم�شاة‪ ،‬وو�ضع‬ ‫ب��د�أت الفلبني يف بناء مدين ٍة «احتياطية»‬
‫الربكاين ال�شعور بالقلق‪ ،‬حيث ثار الربكان �آخر‬ ‫ذات كفاء ٍة تقلل من احلاجة �إىل ال�سيارات‪،‬‬ ‫تتمكن فيها املكاتب احلكومية من اال�ستمرار‬
‫مرة يف العام ‪ ،1991‬ما جعل ذلك احلدث ثاين‬ ‫منهج غري اعتيادي‬‫كما �أن املدينة �ستلج�أ‪� ‬إىل ٍ‬ ‫يف العمل يف حال تعر�ضت العا�صمة‪ ،‬مانيال‪،‬‬
‫�أكرب ثورة بركانية يف القرن الع�شرين‪ .‬ولكن‬ ‫عرب‪ ‬ا�ستخدامها ملادة بناء حملية تدعى «الهار»‬ ‫�إىل كوارث طبيعية‪ .‬وت�سمى املدينة‪ ،‬التي تقع‬
‫ي�ؤكد اخلرباء عدم توقعهم حلدوث �أي ثوران‬ ‫كـ»الن�سيج الرئي�سي» للبنى التحتية‪ .‬وكلمة‬ ‫على بعد ‪ 100‬كيلومرت �شمال مانيال‪ ،‬مبدينة‬
‫كبري ملئات الأعوام القادمة‪.‬‬ ‫«اله��ار» هو م�صطل ٌح ُي�ستخدم لو�صف التدفق‬ ‫«نيو كالرك‪ ».‬ومن املخطط‪� ،‬أن تغطي املدينة‬
‫الطيني ال�برك��اين العنيف ال ��ذي ي�خ��رج من‬ ‫م�ساحة ‪ 9,450‬هكتار ًا‪ ،‬ما يجعلها �أك�بر من‬
‫وي�شري ا��س��م امل��دي�ن��ة �إىل موقعها �ضمن‬ ‫الرباكني‪ .‬وتتواجد مواد الـ»الهار» املت�صلبة يف‬ ‫مانهاتن‪ .‬و�ستتمتع بالقدرة على ا�ستيعاب قرابة‬
‫منطقة ميناء ك�لارك واملنطقة االقت�صادية‬ ‫العديد من املناطق حول جبل بيناتوبو الربكاين‬ ‫‪ 1.2‬مليون �شخ�ص‪.‬‬
‫اخلا�صة‪ ،‬والتي كانت منطقة ع�سكرية للقوات‬ ‫على بعد �أقل من ‪ 40‬كيلومرت ًا من مدينة «نيو‬ ‫وب��الإ� �ض��اف��ة �إىل ق��درت �ه��ا ع �ل��ى م�ق��اوم��ة‬
‫الأمريكية والفلبينية �سابق ًا‪ .‬ويت�ضمن بناء‬ ‫كالرك‪».‬‬ ‫الأع��ا� �ص�ير‪ ،‬والفي�ضانات‪ ،‬وال� ��زالزل‪ ،‬وكلها‬
‫املدينة خم�سة مراحل‪ ،‬و�ستبلغ كلفة املرحلة‬ ‫�أم��ور‪ ‬ال مفر منها بالن�سبة �إىل دول � ٍة تقع يف‬
‫الأوىل‪ ‬مليارين دوالر‪ .‬وب� ��د�أت �أع�م��ال البناء‬ ‫وم��ن �إح��دى العنا�صر املركزية يف ق��درة‬
‫حتمل مدينة «نيو كالرك» للكوارث الطبيعية‪،‬‬ ‫منطقة احل��زام ال�ن��اري يف املحيط ال�ه��ادئ‪،‬‬
‫بالفعل‪ ،‬ومن املتوقع‪� ،‬أن تنتهي املرحلة الأوىل‬ ‫وتتمتع بن�شاط زل��زايل وبركاين مك ّثف‪ ،‬ف�إن‬
‫�اع‬
‫ه��ي موقعها‪ ،‬حيث تقع امل��دي�ن��ة على ارت�ف� ٍ‬
‫بحلول العام ‪ ،2022‬ولكن قد ي�ستغرق �إمتام‬ ‫املدينة تهدف �أي�ض ًا �إىل �أن تُ�صبح خالي ًة من‬
‫�أعلى بكثري من مانيال‪ ،‬ما يجعلها �أقل عر�ض ًة‬
‫امل�شروع بكامله‪ 30 ‬عام ًا‪.‬‬ ‫للفي�ضانات‪ ،‬كما �أن اجل �ب��ال املحيطة بها‪،‬‬ ‫التلوث‪.‬‬
‫‪https://goo.gl/xTVMJb‬‬ ‫�ستحميها‪ ‬من رياح الأعا�صري العاتية‪.‬‬ ‫م�ساحات كبرية‬
‫ٍ‬ ‫و�سيتم ذلك عرب تخ�صي�ص‬

‫‪55‬‬
‫رأيهم‬

‫التحكيم في عقود المقاوالت‬


‫لألهمية المتنامية والمطردة في قطاع البناء‬
‫والتشييد‪ ،‬والتوسع في دخول الشركات األجنبية‬
‫نظراً‬
‫لتنفيذ المشروعات المحلية‪ ،‬ظهرت العديد من‬
‫المبادرات الدولية لتوحيد القواعد المنظمة لعقود المقاوالت؛‬
‫لتحقيق قدر من االستقرار في هذا القطاع‪ ،‬وتوحيد القواعد المطبقة‬
‫بين الدول‪ ،‬وقد كانت العقود النموذجية التي أصدرها االتحاد الدولي‬
‫للمهندسين االستشاريين‪ ،‬والتي عرفت باسم عقود الفيديك‪ ،‬والتي‬
‫تنظم كافة األعمال الهندسية المتعلقة بأعمال التشييد والبناء‪،‬‬
‫بناء على‬
‫حيث صدرت عدة أنواع من هذه العقود‪ ،‬وتم تسميتها ً‬
‫لون الغالف الصادرة به‪ ،‬وتعتبر عقود الفيديك من أوسع العقود‬ ‫د‪ .‬عبد الحنان محمد العيسى‬ ‫إعداد‪:‬‬
‫انتشارًا في قطاع المقاوالت‪ ،‬حيث تناولت هذه العقود عدة‬
‫وسائل لفض المنازعات إما بواسطة المهندس االستشاري‬ ‫دكتوراه في التحكيم‬
‫المشرف‪ ،‬أو مجلس فض المنازعات‪ ،‬أو بواسطة التسوية‬ ‫مكتب محمد جناشال للمحاماة‬
‫الوديَّة (التفاوض‪ ،‬الوساطة)‪ ،‬وفي حال فشل الوسائل‬ ‫واالستشارات القانونية‬
‫سلطنة ُعمان‬
‫السابقة‪ ،‬يتم اللجوء أخي ًرا للتحكيم‪ .‬لذلك سيتناول‬
‫هذ المقال التعريف باالتحاد الدولي للمهندسين‬
‫االستشاريين (الفيديك)‪ ،‬واستعراض نماذج‬
‫العقود الصادرة عنه‪ ،‬ثم يتناول نماذج العقود‬
‫ّ‬
‫المنظمة‬ ‫التي صدرت في سلطنة ُعمان‬
‫لصناعة التشييد‪ ،‬حيث كانت الغاية من‬
‫إصدار هذه العقود تفادي تعثر تنفيذ‬
‫المشاريع‪ ،‬والسرعة والجودة في التنفيذ‪،‬‬
‫واالقتصاد بالنفقات‪ ،‬وتحديد وسائل‬
‫فض النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقود‬
‫المقاوالت‪ ،‬ثم ماهية وطبيعة‬
‫الـتحكيم‪ ،‬وأهميته كوسيلة‬
‫مفضلة لتسوية نزاعات عقود‬
‫المقاوالت‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ال�صادر باملر�سوم ال�سلطاين رق��م‪،2013/29‬‬ ‫وي�سمى بالكتاب (الأ�صفر)‪.‬‬ ‫عقود اإلنشاءات الدوليّة (عقود‬
‫وق��ان��ون تنظيم ع�م��ل امل �ك��ات��ب اال��س�ت���ش��ار ّي��ة‬ ‫• عقد العميل (رب العمل) واال�ست�شاري‬ ‫الفيديك)‬
‫ال�ه�ن��د��س� ّي��ة‪ ،‬ال �� �ص��ادر ب��امل��ر��س��وم ال�سلطاين‬ ‫(املهند�س اال�ست�شاري)‪( .‬الكتاب الأبي�ض)‬
‫رقم‪ ،2016/27‬وكذلك القرار الوزاري رقم‪52‬‬ ‫ب�سبب احل�ج��م الكبري مل�شاريع الت�شييد‬
‫بتاريخ ‪ 1999/05/22‬ب�إ�صدار الئحة الرقابة‬ ‫• عقد مقاوالت الأعمال املتكاملة‪ ،‬عقد ت�سليم‬ ‫وال �ب �ن��اء‪ ،‬وال �ت��ي ت�ضم ع��دة �أط� ��راف حمل ّية‬
‫على االي ��رادات والنفقات احلكومية‪ ،‬وقانون‬ ‫املفتاح (الكتاب الف�ضي)‪.‬‬ ‫ودول � ّي��ة‪ ،‬وعقود متعددة يحتاجها تنفيذ هذه‬
‫التحكيم يف امل �ن��ازع��ات امل��دن�ي��ة وال�ت�ج��اري��ة‬ ‫• عقد الأعمال املخت�صر‪ ،‬امل�شروعات ذات‬ ‫امل�شاريع‪َّ ،‬مت �إن�شاء االحتاد الدويل للمهند�سني‬
‫ال ُعماين ال�صادر باملر�سوم ال�سلطاين رقم‪47‬‬ ‫القيمة ال�صغرية (الكتاب الأخ�ضر)‬ ‫اال�ست�شاريني‪ ،‬ال��ذي �أخ��ذ على عاتقه مهمة‬
‫لعام ‪ ،1997‬فهذه املنظومة من القوانني تنظم‬ ‫تنظيم عقود الإن�شاءات الدول َّية‪ ،‬والتي ُ�س ِّميت‬
‫�صناعة الت�شييد وال�ب�ن��اء يف �سلطنة ُعمان‪،‬‬ ‫ويف �سعي ال�سلطنة لتقنني عقد حملي ُي ّنظم‬ ‫(عقود الفيديك)‪ ،‬وفيديك هو االحتاد الدويل‬
‫ف�م��وج��ب ال��ق��رار ال � ��وزاري رق� ��م‪ 52‬ال���ص��ادر‬ ‫�صناعة البناء والت�شييد‪ ،‬ويواكب النه�ضة‬ ‫للمهند�سني اال�ست�شاريني‪ ،‬وم�صطلح الفيديك‬
‫بتاريخ ‪1999/05/22‬م ب�إ�صدار الئحة الرقابة‬ ‫العمرانية التي ت�شهدها ال�سلطنة‪ ،‬فكان‬ ‫‪ FIDIC‬ميثل الأحرف الأوىل للت�سمية الفرن�سية‬
‫على االي��رادات والنفقات احلكوم ّية‪ ،‬الف�صل‬ ‫البد من ا�ستحداث عقود مقاوالت حديثة‪،‬‬ ‫‪FEDERATION‬‬ ‫‪INTERNATIONAL‬‬
‫اخلام�س املتعلق بعقود ال�ت��وري��د وامل �ق��اوالت‪،‬‬ ‫تتما�شى م��ع ه��ذه ال�صناعة على امل�ستوى‬ ‫‪ ،DES INGENIEURS CONSEILS‬وي�ضم‬
‫تلتزم ال���وزارة �أو ال��وح��دة احلكومية ب��إب��رام‬ ‫ال��دويل‪ ،‬وفقًا لذلك �أ��ص��درت وزارة املالية‬ ‫االحت���اد جمعيات املهند�سني اال�ست�شاريني‬
‫العقود واالتفاق ّيات وفق مناذج العقود املوحدة‪،‬‬ ‫موحدة �شملت ب�صفة �أ�سا�س ّية‪:‬‬ ‫مناذج ّ‬ ‫يف غالبية دول العامل‪ ،‬واالحت��اد منظمة غري‬
‫ك�م��ا ت�ل�ت��زم ال � ��وزارات وال��وح��دات احلكوم ّية‬ ‫املوحدة‪ ،‬خلدمات م�سح الكميات‬ ‫• االتفاقية ّ‬ ‫حكوم َّية‪ ،‬تقت�صر الع�ضوية فيها على اجلمعيات‬
‫ب�أية تعديالت جتريها وزارة املالية على هذه‬ ‫لأعمال املباين والهند�سة املدن ّية‪.‬‬ ‫املهنية غري احلكومية‪.‬‬
‫النماذج‪ ،‬كما يتعينّ مراجعة العقد �أو االلتزام‬ ‫‪ -‬مناذج العقود ال�صادرة عن الفيديك‪:‬‬
‫�إذا كان يرتّب التزامات مال ّية على الدولة جتاوز‬ ‫�وح��دة‪ ،‬للخدمات اال�ست�شارية‬ ‫• االتفاقية امل� ّ‬
‫خم�سمائة �أل��ف ري��ال ُع�م��اين م��ن قبل وزارة‬ ‫لأعمال املباين والهند�سة املدن ّية‪.‬‬ ‫ل��وج��ود احل��اج��ة امل��ا��س��ة لتحقيق ال �ت��وازن‬
‫ال�ش�ؤون القانون ّية قبل التوقيع عليه من الوزارة‬ ‫املوحد للأعمال الكهربائ ّية‬ ‫• وثائق العقد ّ‬ ‫يف عقود الت�شييد والبناء‪ ،‬مبا يحقق العدالة‬
‫�أو الوحدة احلكوم ّية‪ .‬وال يجوز تعديل � َّأي �شرط‬ ‫وامليكانيك ّية‪.‬‬ ‫لكافة الأط ��راف‪ ،‬وت��وزي��ع خماطر العقد فيما‬
‫ب�ين �أط��راف��ه ب �ت��وازن‪ ،‬عكف االحت ��اد ال��دويل‬
‫املوحد لإن�شاء املباين واالعمال‬ ‫• وثائق العقد ّ‬ ‫للمهند�سني اال�ست�شاريني منذ ت�أ�سي�سه على‬
‫املدن ّية‪.‬‬ ‫�إ�صدار جمموعة من العقود النموذج َّية املتعلقة‬
‫اخلا�صة ب�صناعة‬ ‫ّ‬ ‫كما �أن البيئة الت�شريع ّية‬ ‫بالإن�شاء والت�شييد الهند�سي‪ ،‬وقام بتطوير هذه‬
‫نظتمها‬ ‫البناء والت�شييد يف �سلطنة ُع�م��ان‪ّ ،‬‬ ‫تنظم‬ ‫العقود وفق احتياجات امل�شروعات التي ّ‬
‫العديد م��ن الت�شريعات‪ ،‬فبالإ�ضافة للعقود‬ ‫�أحكامها و�شروطها‪ ،‬و�سوف يتم ا�ستعرا�ض �أنواع‬
‫امل� ّوح��دة امل�ستمدة من عقود الفيديك‪ ،‬يوجد‬ ‫�أهم عقود الفيديك التي �صدرت‪:‬‬
‫قانون املناق�صات ال ُعماين ال�صادر باملر�سوم‬ ‫• عقد مقاوالت �أعمال الهند�سة املدن ّية وي�سمى‬
‫ال�سلطاين رق ��م‪ 2008/36‬والئحته التنفيذية‪،‬‬ ‫بالكتاب (الأحمر)‪.‬‬
‫واملر�سوم ال�سلطاين رق��م‪ 1976/48‬وتعديالته‬
‫باملر�سوم رق ��م‪ ،1997/23‬املر�سوم ال�سلطاين‬ ‫• عقد مقاوالت الأعمال امليكانيك َّية والكهربائ َّية‬
‫رقم(‪ )94/14‬الذي يحدد اخت�صا�صات وزارة‬
‫ال�ش�ؤون القانون ّية‪ ،‬وقانون املعامالت املدن ّية‪،‬‬

‫‪58‬‬
‫دائ ًما بالقلق‪ ،‬ينعك�س �سل ًبا على �إقدام ال�شركات‬ ‫‪ -‬فر�ض غرامات الت�أخري يف حاالت ال يكون‬ ‫من اال�شرتاطات العا ّمة يف العقود امل َّوحدة؛ �إال‬
‫الأجنبية للعمل يف هذه البلدان‪.‬‬ ‫املقاول ال�سبب يف الت�أخري‪:‬‬ ‫بعد احل�صول على موافقة وزارة املال ّية‪ ،‬ووزارة‬
‫‪� -‬إحدى �أهم الإ�شكاليات التي ت�ؤدي لف�شل‬ ‫• احل�صول على الرتاخي�ص‪ ،‬من الإ�شكاليات‬ ‫ال�ش�ؤون القانون ّية‪ ،‬ولأهمية �صناعة الت�شييد‬
‫والبناء ف ��إن القانون جعل املهند�س م�س�ؤولاً‬
‫كثري من امل�شاريع تعود لعدم فهم وا�ستيعاب‬ ‫العملية ال �ت��ي تنعك�س ��س�ل� ًب��ا ع�ل��ى تنفيذ‬
‫�أحكام عقد املقاوالت من قبل كافة القائمني‬ ‫امل�����ش��روع‪ ،‬ه��و ت� ��أخُّ ��ر � �ص��اح��ب ال �ع �م��ل يف‬ ‫بالت�ضامن مع املقاول الذي ُينفذ امل�شروع عن‬
‫على تنفيذه‪ ،‬والقت�صار تنفيذ عقد املقاوالت‬ ‫احل���ص��ول على تراخي�ص معينة يتطلبها‬ ‫العيوب يف امل�شاريع التي �صممت مبعرفته‪� ،‬أو‬
‫على الفنيني دون م�شاركة القانونيني‪ ،‬مما‬ ‫البدء بامل�شروع‪ ،‬مثال‪ :‬تراخي�ص البناء‪.‬‬ ‫نفذت حتت �إ�شرافه‪ ،‬وذل��ك مل��دة (‪ )10‬ع�شر‬
‫يعرقل تنفيذ العقد على �أكمل وجه‪ ،‬فالربغم من‬ ‫�سنوات م��ن ت��اري��خ ت�سلُّم تلك املن�ش�آت‪ ،‬ويف‬
‫• الت�أخُّ ر بو�ضع موقع العمل حتت ت�صرف‬ ‫حال وق��وع � ّأي خط�أ �أو عيب من قبل املهند�س‬
‫�أنَّ هذا العقد فني‪ ،‬لكنه يت�ضمن جوانب قانونية‬ ‫امل �ق��اول‪ ،‬وع ��دم ت��زوي��د املهند�س للمقاول‬
‫ال يدركها الفنيون‪.‬‬ ‫�أو املقاول‪ ،‬فيجب �إقامة الدعوى خالل ثالث‬
‫بالر�سومات والنقاط وامل�ستويات ال�ضرورية‬ ‫�سنوات من وقت اكت�شاف اخلط�أ �أو العيب �أو‬
‫�إن و�سيلة ت�سوية النزاعات النا�شئة عن‬ ‫لتنفيذ الأعمال‪.‬‬ ‫اخللل امل��وج��ب للم�س�ؤولية‪ ،‬ويف ح��ال �إهمال‬
‫ع�ق��ود امل �ق��اوالت يف ال�سلطنة تتم بوا�سطة‬ ‫‪ -‬تعدد الأحكام املتعلقة بعقود املقاوالت‪:‬‬ ‫املهند�س �إهمالاً ج�سي ًما بالأعمال املوكلة �إليه‪،‬‬
‫التحكيم �إذا ك��ان �أح��د �أط ��راف العقد جهة‬ ‫و�أدى ذلك للإ�ضرار بالأ�شخا�ص �أو املمتلكات �أو‬
‫حكومية (بلدية ‪ -‬مديرية – م�ؤ�س�سة حكومية‬ ‫�إنَّ الأحكام املتعلقة بعقد املقاوالت تتوزع‬ ‫البيئة‪ ،‬ف�إنه يعاقب بال�سجن من ثالثة �أ�شهر �إىل‬
‫– وزارة) وفق العقد املوحد ال ُعماين وقانون‬ ‫بني عدة ت�شريعات‪ ،‬حيث ي�صعب على العاملني‬ ‫ثالث �سنوات‪ ،‬وبغرامة ال تق ُّل عن خم�سة �آالف‬
‫يف ه��ذه ال�صناعة معرفتها جمي ًعا‪ ،‬وخا�ص ًة‬ ‫ريال ُعماين‪ ،‬وال تزيد على خم�سني �ألفًا‪.‬‬
‫املقاولني الأج��ان��ب‪ ،‬مم��ا ي��و ّل��د لديهم �شعو ًرا‬
‫وهناك بع�ض الإ�شكاليات الناجتة‬
‫عن تنفيذ عقود املقاوالت �أهمها‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫من �ضمن بنود عقد املقاوالت‪ ،‬والثاين‪� :‬أن يكون‬ ‫إجراءات التحكيم‬ ‫التحكيم ال ُعماين‪� ،‬أما بالن�سبة لعقود املقاوالت‬
‫على �شكل م�شارطة حتكيم‪ ،‬وهي تكون بعد وقوع‬ ‫التي �أطرافها من القطاع اخلا�ص‪ ،‬فغالبيتها‬
‫النزاع بني �أط��راف العقد‪ ،‬حيث يتفقوا على �أن‬ ‫لكي يتم ف�ض �أي ن��زاع يف عقود املقاوالت‬
‫كذلك يف�ضل التحكيم كو�سيلة لف�ض النزاع؛ ملا‬
‫يتم حل النزاع بوا�سطة التحكيم‪ ،‬والثالث‪� :‬أن‬ ‫بوا�سطة التحكيم‪ ،‬البد من �إبرام اتفاق حتكيم‬
‫بني الأط��راف‪ُ ،‬ي�ض َّمن يف بنود عقد املقاوالت‪،‬‬ ‫يتمتع به التحكيم من �ضمانات‪ .‬و�سوف ن�س ّلط‬
‫يكون اتفاق التحكيم على �شكل �إحالة يف العقد‪،‬‬ ‫ال�ضوء ب�شكل موجز على �أهم مبادئ وميزات‬
‫�إىل �أي م�ستند يت�ضمن اتفاق حتكيم‪ ،‬كما هو يف‬ ‫واتفاق التحكيم‪« :‬هو اتفاق بني الطرفني على �أن‬
‫ُيحيال �إىل التحكيم جميع �أو بع�ض النزاعات التي‬ ‫التحكيم‪.‬‬
‫العقد امل َّوحد ال ُعماين‪ ،‬حيث �أنَّ اتفاقية العقد‬
‫حتيل للعقد املوحد‪.‬‬ ‫ن�ش�أت �أو قد تن�ش�أ بينهما‪ ،‬ب�ش�أن عالقة قانونية‬
‫تعريف التحكيم‬
‫حمددة‪� ،‬سوا ًء كانت تعاقدية �أو غري تعاقدية»‪.‬‬
‫ول��دى ح�صول ال �ن��زاع يف ع�ق��ود امل�ق��اوالت‬
‫وننوه ب�أنه ينبغي �أن يكون اتفاق التحكيم‬ ‫• فق ًها‪« :‬التحكيم عبارة عن اتخاذ اخل�صمني‬
‫يتم عر�ضه على املهند�س امل�شرف على تنفيذ‬
‫العقد‪ ،‬ف�إذا مل يتم حله �أو مل ير�ضى الأطراف‬ ‫مكتو ًبا‪ ،‬حيث ال عربة باالتفاق ال�شفهي‪ ،‬و�أن يتم‬ ‫ح��اك � ًم��ا ب��ر��ض��اه�م��ا‪ ،‬لف�صل خ�صومتهما‬
‫ب��احل��ل‪ ،‬فيجوز لهم ال�ل�ج��وء للتحكيم وتعيني‬ ‫�صياغة هذا االتفاق‪� ،‬صياغة قانونية دقيقية‪،‬‬ ‫ودعواهما»‪.‬‬
‫هيئة املحكمني‪ ،‬وميكن �أن تت�شكل هيئة التحكيم‬ ‫لكي يتم جتنب ح��دوث �أي ن��زاع حوله‪ ،‬مما قد‬ ‫• قانو ًنا‪ :‬ين�صرف لفظ «التحكيم» يف حكم‬
‫ن�ص عليه العقد املوحد‬ ‫من محُ كم فرد وفق ما َّ‬ ‫يت�سبب ب�إطالة مدة التحكيم‪ ،‬والتفاق التحكيم‬ ‫ه ��ذا ال �ق��ان��ون �إىل ال�ت�ح�ك�ي��م ال���ذي يتفق‬
‫�أو من ثالثة حمكمني �إذا �أتفق الأط��راف على‬ ‫عدة �أ�شكال يمُ كن �أن يرد فيها �أهمها‪ ،‬الأول‪ :‬هو‬ ‫عليه طرفا النزاع ب�إرادتهما احل��رة‪� ،‬سواء‬
‫ذلك‪ ،‬بحيث كل طرف يقوم بتعيني حمكم عنه‪،‬‬ ‫�شرط التحكيم (بند التحكيم) وهو الذي يكون‬
‫�أكانت اجلهة التي تتوىل �إج��راءات التحكيم‬
‫مبقت�ضى اتفاق الطرفني؛ منظمة �أم مركزً ا‬
‫دائ ًما للتحكيم �أو مل تكن كذلك‪.‬‬
‫� ًإذا فالتحكيم هو و�سيلة ّ‬
‫لف�ض النزاع‪ ،‬يتم‬
‫اللجوء �إليها باتفاق �إرادة �أط ��راف ال�ن��زاع‪،‬‬
‫لقيام هيئة التحكيم ّ‬
‫بف�ض ال �ن��زاع النا�شئ‬
‫بحكم ُم ِلزم‪.‬وللتحكيم العديد من املزايا‬ ‫بينهم‪ٍ ،‬‬
‫وال�ضمانات التي يجعله الو�سيلة املف�ضلة لت�سوية‬
‫النزاعات النا�شئة عن تنفيذ عقود املقاوالت‬
‫�أهمها‪:‬‬
‫• ال�سر َّية‪ :‬تتم ّيز �إج ��راءات التحكيم بعدم‬
‫العلن ّية امل�صحابة لإج��راءات التقا�ضي �أمام‬
‫املحاكم‪.‬‬
‫• امل��رون��ة‪ :‬لهيئة التحكيم اختيار �إج��راءات‬
‫التحكيم املنا�سبة لطبيعة النزاع‪ ،‬بعيدً ا عن‬
‫تعقيدات الإجراءات الق�ضائ ّية‪.‬‬
‫• خ�برة املح ّكمني وا�ستقاللهم‪ :‬حيث يتيح‬
‫التحكيم ل�ل��أط ��راف اخ �ت �ي��ار الأ��ش�خ��ا���ص‬
‫املتخ�ص�صني يف م��و� �ض��وع ال� �ن ��زاع‪ ،‬مثل‬
‫امل�ه�ن��د��س�ين واخل �ب��راء‪ ،‬وال��ذي��ن يتمتعون‬
‫بالنزاهة واحلياد واال�ستقالل‪.‬‬
‫• ال�سرعة‪� :‬ضرور ّية يف احلياة التجار ّية‪،‬‬
‫لذلك ف ��إن �إج���راءات التحكيم التي تت�سم‬
‫بال�سرعة تتنا�سب مع ه��ذه ال���ض��رورة‪ ،‬لأن‬
‫املحكم متفرغ لهذه الدعوى‪.‬‬
‫• االق�ت���ص��اد ب��ال�ن�ف�ق��ات‪ :‬التحكيم يخفف‬
‫ال�ن�ف�ق��ات‪ ،‬ال �ت��ي ي�ت��م �إن�ف��اق�ه��ا ط ��وال ف�ترة‬
‫التقا�ضي �أمام املحاكم‪ ،‬كما �أنه يف اللجوء‬
‫للتحكيم ي �ح��اف��ظ �أط � ��راف ال� �ن ��زاع على‬
‫العالقات الودية بينهم‪ ،‬التي ت�ضمن ا�ستمرار‬
‫عالقاتهم التجارية‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫للخ�صومة‪ ،‬تلزم به �أحد الأط��راف �أن يقوم‬ ‫واملحكمان املع ّينان يختاران املحكم الثالث‪ ،‬و�إذا‬
‫مثلاً بالك�شف على العقارات لو�صف احلالة‬ ‫مل يتو�صل �أطراف النزاع التفاق على تعيني هيئة‬
‫الراهنة‪.‬‬ ‫التحكيم‪ ،‬فيلج�أ للمحكمة املخت�صة للتعيني‪،‬‬
‫وهي حمكمة اال�ستئناف لدى الق�ضاء العادي �أو‬
‫• �أن ُتعينّ َ خب ًريا �إن كانت يف الدعوى م�سائل‬ ‫الإداري‪ ،‬ومن ال�ضمانات التي يوفرها التحكيم‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬ ‫فن ّية‪.‬‬ ‫ه��و �أن��ه على ال�شخ�ص ال��ذي ي�ست�شار لتعيينه‬
‫‪ -‬الأمم املتحدة‪ ،‬جلنة القانون التجاري‪.‬‬ ‫كما �أن��ه من ال�ضمانات التي و�ضعت لعدم‬ ‫حمك ًما‪� ،‬أن ُيعلن ويف�صح ع��ن �أي ع�لاق��ة قد‬
‫(‪ .)2006‬ق ��ان ��ون الأون� ��� �س� �ي�ت�رال‬ ‫�إط��ال��ة م��دة ت�سوية ال �ن��زاع �أن ت�صدر �أح�ك��ام‬ ‫ت ّولد �شكو ًكا حقيقة حول ا�ستقالله وحياده جتاه‬
‫النموذجي للتحكيم التجاري الدويل‬ ‫التحكيم انتهائية (مربمة)‪ ،‬غري قابلة للطعن‬ ‫�أط ��راف ال �ن��زاع‪ ،‬وتتمتع هيئة التحكيم بكافة‬
‫لعام‪ 1985‬وتعديالته‪ .‬جنيف‪.‬‬ ‫ب�أيِّ و�سيلة كانت من �سبل الطعن‪� ،‬سوى تقدمي‬ ‫ال�سلطات وال�صالحيات املمنوحة لها من قبل‬
‫دعوى البطالن (دعوى الإلغاء)‪ ،‬وحددت لهذه‬ ‫الأطراف يف اتفاق التحكيم‪� ،‬أو التي ن�ص عليها‬
‫‪�� -‬س�ل�ط�ن��ة ُع� �م ��ان‪ .)1997( .‬ق��ان��ون‬
‫ال��دع��وى ح ��االت ج ��اءت ع�ل��ى �سبيل احل�صر‪،‬‬ ‫قانون التحكيم الواجب التطبيق على الإجراءات‪،‬‬
‫ال �ت �ح �ك �ي��م يف امل� �ن ��ازع ��ات امل��دن �ي��ة‬
‫�إذا ت��وف��رت يف حكم التحكيم‪ ،‬ي�ج��وز تقدمي‬ ‫ومن �صالحيات هيئة التحكيم اتخاذ عدد من‬
‫وال� �ت� �ج ��اري ��ة‪ .‬ال� ��� �ص ��ادر ب��امل��ر� �س��وم‬
‫دعوى بطالن على حكم التحكيم �أم��ام حمكمة‬ ‫القرارات �أثناء �سري �إجراءات التحكيم منها‪:‬‬
‫ال �� �س �ل �ط��اين رق� � � ��م(‪ .)47‬اجل��ري��دة‬
‫اال�ستئناف �أو �أم��ام حمكمة الق�ضاء الإداري‬ ‫• التدبري امل��ؤ ّق��ت وه��و‪ :‬ق��رار ت�صدره هيئة‬
‫الر�سمية رقم(‪ .)602‬م�سقط‪.‬‬
‫�إذا ك��ان �أح��د �أط ��راف العقد �إح ��دى اجلهات‬ ‫ال �ت �ح �ك �ي��م ق �ب��ل �� �ص ��دور ال � �ق� ��رار امل�ن�ه��ي‬
‫‪� -‬سلطنة ُعمان‪ .)2016( .‬قانون تنظيم‬ ‫احلكومية‪ ،‬والأ�صل �أن �أحكام التحكيم وواجبة‬
‫عمل املكاتب اال�ست�شارية الهند�سية‪.‬‬ ‫التنفيذ طواعي ًة‪ ،‬ف�إذا مل يتم تنفيذها طواعي ًة‪،‬‬
‫ال�صادر باملر�سوم �سلطاين رقم(‪.)27‬‬ ‫فيحق للطرف �صاحب امل�صلحة تقدمي طلب‬
‫اجل��ري��دة ال��ر��س�م�ي��ة رق� � ��م(‪.)1146‬‬ ‫تنفيذ هذا احلكم للمحكمة املخت�صة‪.‬‬
‫م�سقط‪.‬‬
‫يت�ضح مما �سبق �أن العقود احلديثة للت�شييد‬
‫‪� -‬سلطنة ُع �م��ان‪ .)2011( .‬امل��ر��س��وم‬ ‫ال�صادرة عن الفيديك ‪ -‬مبا تت�ضمنه من �آليات‬
‫ال�سلطاين رق ��م(‪ .)120‬تعديل بع�ض‬ ‫دقيقة ووا�ضحة يف ف�ض النزاعات ‪ -‬تعد من‬
‫�أح�ك��ام قانون املناق�صات‪ .‬اجلريدة‬ ‫�أف�ضل العقود الدولية يف جمال �صناعة البناء‬
‫الر�سمية رقم(‪ .)٩٤٩‬م�سقط‪.‬‬ ‫والت�شييد‪ ،‬و�أنّ التحكيم مبا يتميز به من م ّيزات‬
‫‪� -‬سلطنة ُع �م��ان‪ .)1994( .‬امل��ر��س��وم‬ ‫و�ضمانات ُيعد الو�سيلة الأف�ضل لت�سوية النزاعات‬
‫ال�سلطاين رق ��م(‪ .)14‬اخت�صا�صات‬ ‫النا�شئة عن تنفيذ عقود املقاوالت‪ ،‬لذا وملواكبة‬
‫وزارة ال���ش��ؤون القانونية‪ .‬اجل��ري��دة‬ ‫النه�ضة العمرانية ال�ت��ي ت�شهدها ال�سلطنة‪،‬‬
‫الر�سمية رقم(‪ .)519‬م�سقط‪.‬‬ ‫وزيادة اال�ستثمارات خا�صة يف جمال املقاوالت‪،‬‬
‫فينبغي تهيئة البيئة القانون ّية لذلك من خالل‬
‫‪ -‬عبد احل �ن��ان حممد العي�سى‪ ،‬كتاب‬ ‫مواكبة التطور الدّويل لعقود وت�شريعات البناء‪،‬‬
‫�� �ش ��رح ق ��ان ��ون ال �ت �ح �ك �ي��م ال �� �س��وري‬ ‫املوحدة‬
‫وذل��ك ب�إجراء التعديالت على العقود َّ‬
‫رقم‪ /4/‬لعام ‪2008‬م‪� ،‬سورية‪ :‬مطبعة‬ ‫ال �� �ص��ادرة � �س �ن��ة‪ ،1981‬و� �س �ن��ة‪ ،1999‬وتعديل‬
‫ال�سمان‪.2011،‬‬ ‫ق��ان��ون التحكيم ال ُعماين ال�صادر ع ��ام‪،1997‬‬
‫‪ -‬جلنة مكونة م��ن ع��دة علماء وفقهاء‬ ‫والإ� �س��راع ب��الإع�لان عن ت�أ�سي�س مركز حتكيم‬
‫يف اخلالفة العثمانية‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬جملة‬ ‫لف�ض النزاعات‪ ،‬و�إعداد كوادر وطنية م�ؤهلة من‬
‫الأح� �ك ��ام ال �ع��دل �ي��ة‪ ،‬امل �ح �ق��ق‪ :‬جنيب‬ ‫فنيني وقانونيني يف تطبيق عقود املقاوالت وف�ض‬
‫هواويني (كرات�شي‪ :‬كارخانه جتارتِ‬ ‫نزاعاتها‪ ،‬كما ينبغي على الق�سم املخت�ص يف‬
‫كتب)‪.‬‬ ‫البلدية امل�س�ؤول عن منح الإباحة �إلزام �صاحب‬
‫العمل ب�إجراء فح�ص للرتبة لكل �أن��واع املباين‪،‬‬
‫ودرا�سة وتدقيق اخلرائط (الت�صميم) قبل منح‬
‫‪-‬‬ ‫‪STATUTES‬‬ ‫‪AND‬‬ ‫‪BY-‬‬ ‫املوافقة عليها‪ ،‬لتجنب حتمل امل�س�ؤولية يف حال‬
‫‪LAWS, INTERNATIONAL‬‬ ‫ظهور عيوب يف الت�صميم‪ ،‬كما ينبغي �إيجاد‬
‫‪FEDERATION‬‬ ‫‪OF‬‬ ‫جداول يف املحاكم ت�ضمن حمكمني متخ�ص�صني‬
‫‪CONSULTING ENGINEERS,‬‬ ‫يف ف����ض ن��زاع��ات ع �ق��ود امل� �ق ��اوالت‪ ،‬ولتجنب‬
‫‪(English) September 2015.‬‬ ‫النزاعات وكون العقد املوحد هو عقد هند�سي‬
‫‪OBJECTS, Article 2.‬‬ ‫وق��ان��وين‪ ،‬ل��ذا ينبغي تعيني قانوين متخ�ص�ص‬
‫لإدارة اجلوانب القانونية لتنفيذ العقد‪ ،‬جن ًبا �إىل‬
‫جنب مع املهند�س اال�ست�شاري الذي ي�شرف على‬
‫تنفيذ امل�شروع من الناحية الفن ّية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫رأيهم‬

‫‪62‬‬
‫مكتبات المدن‬
‫والثورة التكنولوجية‬

‫مقاطعة تيانجين الصينية‪ ،‬جرى مطلع‬


‫تشرين األول (أكتوبر) من العام الفائت‪،‬‬ ‫في‬
‫افتتاح مكتبة عامة كبيرة‪ ،‬ذات تصميم‬
‫هندسي فريد‪ ،‬يمكن أن تتسع لنحو مليون ومئتي ألف‬
‫كتاب‪ ،‬تبلغ مساحة مبناها نحو ‪ 34‬ألف متر مربع‪ ،‬تتوزع‬
‫على ستة طوابق ترتفع عن سطح األرض نحو ثالثين مت ًرا‪،‬‬
‫وتشتمل على قاعات للمطالعة‪ ،‬وغرف للكمبيوتر‪ ،‬وأخرى‬
‫للصوت‪ ،‬ويشبه تصميمها الداخلي جب ًلا من الكتب قوامه‬
‫استنادا إلى مقولة‬
‫ً‬ ‫ساللم بيضاء تماثل موجات البحر‪،‬‬
‫صينية تفيد أن االجتهاد طريق إلى جبل الكتب‪ ،‬فيما‬
‫تتوسطها كرة تشبه عي ًنا تنظر إلى العالم الخارجي‪.‬‬

‫م‪ .‬سامر خير أحمد‬ ‫إعداد‪:‬‬

‫المدير العام لمؤسسة مجموعة‬


‫العمل الثقافي للمدن العربية‬
‫منظمة المدن العربية‬

‫‪63‬‬
‫تتبع املكتبة بلدية مدينة بينهاي‪ ،‬الواقعة‬
‫على �شاطئ تياجنني‪ ،‬التي ه��ي �إح��دى امل��دن‬
‫املركزية الأربع يف ال�صني‪ ،‬وتقع على بعد ‪120‬‬
‫كيلو مرتًا �شمال العا�صمة بكني‪ .‬وتقول التقارير‬
‫�إن �إقبالاً كب ًريا �شهدته املكتبة منذ افتتاحها‪،‬‬
‫حيث ميكنها ا�ستيعاب �أربعة �آالف زائر يوم ًيا‪.‬‬
‫الإنفاق الكبري على هذه املكتبة العامة‪ ،‬التي‬
‫ا�ستغرق بنا�ؤها ثالث �سنوات بالتعاون ما بني‬
‫معماريني �صينيني و�شركة ت�صميم هولندية‪ ،‬ثم‬
‫الإقبال الكبري عليها من الق ّراء منذ افتتاحها‪،‬‬
‫يعيد طرح ذلك ال�س�ؤال املعا�صر عن م�ستقبل‬
‫الكتاب الورقي يف العامل‪� ،‬إذ كيف يكون م�ستقبله‬
‫مهددًا يف حني تنفق دولة �صاعدة مثل ال�صني‬
‫أي�ضا يف نيويورك خالل معر�ض �أمريكا للكتاب‬ ‫� ً‬ ‫ازده��ار‪ ،‬و�إن�ت��اج الكتاب الورقي ما ي��زال على‬ ‫�أموالاً طائلة على �إن�شاء مكتبة لقرائه وطالبيه؟‬
‫الذي تتناوب عليه الواليات‪ ،‬ويف عاملنا العربي‬ ‫حاله‪ ،‬على �أ�ضعف تقدير‪� ،‬إن مل يكن مي�ضي يف‬ ‫و�إذا كان م�ستقبله غري مهدد‪ ،‬فهل تبدو املدن‬
‫مطالبة اليوم بزيادة االهتمام باملكتبات العامة‪،‬‬
‫ُيقبل الأطفال على الكتاب الورقي وي�ستمتعون‬ ‫خط ت�صاعدي‪.‬‬ ‫وتوفري الكتب الورقية ملجتمعاتها ب�شكل �أكرب من‬
‫به‪ ،‬حتى �أنني تابعت خالل الأيام املا�ضية �إقبال‬ ‫ً‬
‫معر�ضا‬ ‫يف �شنغهاي‪ ،‬ال�ت��ي تقيم �سنو ًيا‬ ‫ذي قبل؟‬
‫طلبة امل��دار���س على من�شورات مكتبة الأ�سرة‬ ‫ل�ك�ت��ب الأط � �ف� ��ال‪� � ،‬ش��اه��دت ‪ -‬يف ال�سنتني‬
‫الأردنية التي تعيد ن�شر الكتب وبيعها للجمهور‬ ‫يف احلقيقة‪ ،‬ثمة �شواهد �أخ��رى كثرية يف‬
‫الأخ�يرت�ين‪ -‬الأج�ي��ال اجلديدة من ال�صينيني‬ ‫العامل على ف�شل الكتاب الإلكرتوين يف تهديد‬
‫ب�أ�سعار رمزية‪.‬‬ ‫ي�صابون بالده�شة �أمام الكتب امللونة والق�ص�ص‬ ‫واقع وم�ستقبل الكتاب الورقي؛ �إذ �أن دور الن�شر‬
‫اهتماما متزايدً ا بالكتاب‬
‫ً‬ ‫ال�شباب ُيظهرون‬ ‫واحلكايات املطبوعة على الورق‪� .‬شاهدت ذلك‬ ‫الورقية يف تزايد‪ ،‬ومعار�ض الكتب العاملية يف‬

‫‪64‬‬
‫الآالف من الن�سخ لل�شباب املتدينني �سنو ًيا‪،‬‬ ‫ل���ص��دور وب ��دء ت��وزي��ع الأج � ��زاء املتتالية من‬ ‫ال��ورق��ي؛ ففي َع � ّم��ان ت�لاق��ي م�ع��ار���ض الكتب‬
‫خا�صة تلك الكتب التي تتناول ق�ضايا احلياة‬ ‫اكت�ساحا يف‬
‫ً‬ ‫رواي��ات عاملية م�شهورة‪ ،‬حققت‬ ‫الدورية التي تقام يف �أحياء املدينة و�ساحاتها‬
‫وهمومها من منظور ديني‪ ،‬وال تكف معظم املدن‬ ‫�سوق الكتاب خالل ال�سنوات الأخرية‪ ،‬ك�سل�سلة‬ ‫و�شوارعها‪ ،‬وتبيع الروايات العربية والأجنبية‪،‬‬
‫العربية عن �إقامة معار�ضها الدولية ال�سنوية‬ ‫روايات هاري بوتر مثلاً ‪ .‬حدث ذلك ال يف العامل‬ ‫وكتب الفكر وال�سيا�سة والتاريخ‪� ،‬إقبالاً منقطع‬
‫للكتاب الورقي‪ ،‬التي تت�سابق دور الن�شر على‬ ‫الناطق بالإجنليزية وح�سب‪ ،‬بل يف عوا�صم‬ ‫النظري من ال�شباب وال�شابات‪ ،‬حتى بات الأمر‬
‫دفع ر�سوم امل�شاركة فيها‪ ،‬لتعر�ض للر ّواد مئات‬ ‫عربية يقر�أ �شبابها باللغة الإجنليزية � ً‬
‫أي�ضا‪.‬‬ ‫جتارة رائجة مل�ؤ�س�سات تخ�ص�صت بالكتب ذات‬
‫الآالف من العناوين اجلديدة والقدمية‪ .‬فهل‬ ‫ال ُكتّاب امل�شهورون يف العامل العربي اليوم‬ ‫الطبعات ال�شعبية التي يجري ا�ستقدامها من‬
‫الكتاب الورقي مهدد حقًا؟!‬ ‫ُج ُّل جمهورهم من ال�شباب‪ ،‬خا�صة �أولئك الذين‬ ‫خمتلف الدول‪.‬‬
‫قبل نحو ع�شر �سنوات‪ ،‬زرتُ مكتبة مدينة‬ ‫يكتبون رواي��ات احلب �أو خواطر العتب والأمل‬ ‫مل ي�ك��ن م�ستغر ًبا ك��ذل��ك وق ��وف ط��واب�ير‬
‫غواجنو‪ ،‬عا�صمة جنوب ال�صني‪ ،‬ومركز االنفتاح‬ ‫والفراق‪ ،‬والدعاة امل�شهورون تبيع كتبهم مئات‬ ‫ال�شباب �أم ��ام حم�لات بيع ال�ك�ت��ب؛ ان�ت�ظ��ا ًرا‬
‫االقت�صادي ال�صيني على العامل‪ ،‬وهي مكتبة‬
‫أي�ضا‪ ،‬ذات ت�صاميم هند�سية خارجية‬ ‫�ضخمة � ً‬
‫وداخلية �أنيقة‪ ،‬كانت قد افتتحت حدي ًثا‪ ،‬وهذا‬
‫يعني �أن �إقامة مكتبة �أكرب و�أكرث �ضخامة اليوم‪،‬‬
‫بعد ع�شر �سنوات يف ال�صني نف�سها‪ ،‬ي�ؤ�شر‬
‫على ازدياد مكانة الكتاب الورقي‪ ،‬ال انهيارها‪،‬‬
‫و�أن التوقعات الأوىل لثورة التكنولوجيا ب�ش�أن‬
‫ا�ستبعاد الكتاب الورقي ل�صالح الإلكرتوين مل‬
‫تكن يف حملها‪ ،‬و�أن دور املكتبات العامة �آخذ‬
‫باالزدهار ب�شكل يجعل مدننا العربية مطالبة‬
‫باالهتمام بها وتعظيم مكانتها‪.‬‬
‫ذلك‪ ،‬على �أية حال‪ ،‬يفتح با ًبا وا�س ًعا للت�سا�ؤل‬
‫عن مدى �صدقية التوقعات الرائجة اليوم عن‬
‫اختفاء مهن حم��ددة م�ستقبلاً ‪ ،‬نتيجة التطور‬
‫التكنولوجي املقبل‪ ،‬كمهنة ال�سائق‪ ،‬واملحا�سب‪،‬‬
‫وال�صحفي؛ فنتائج ث��ورة التكنولوجيا لي�ست‬
‫�سهلة التو ّقع �إذن!‬

‫‪65‬‬
‫خدمات وبرامج‬

‫‪66‬‬
‫بلدية مسقط عناية بالغة بسالمة‬
‫ً‬
‫إدراكا منها للقيمة‬ ‫الغذاء‪ ،‬وذلك‬
‫تولي‬
‫ولألهمية الكبيرة التي تمثلها‬
‫سالمة الغذاء على صحة المستهلك‪ ،‬حيث تقوم‬
‫البلدية بتكثيف األدوار الرقابية وعمليات التفتيش‬
‫الغذائي على جميع المنشآت الغذائية والمصانع‬
‫والمطاعم والمقاهي واألسواق‪ ،‬وتتم عمليات‬
‫بدءا من مراحل اإلنتاج‬
‫ً‬ ‫التفتيش على هذه المواد‬
‫ولغاية وصولها ليد المستهلك‪ ،‬وذلك للتأكد من‬
‫جودة وسالمة األغذية المتداولة ومدى استيفائها‬
‫لالشتراطات الصحية والمواصفات القياسية‬
‫المعتمدة‪ ،‬والعمل على إجراء الفحوصات الغذائية‬
‫بطرق متخصصة عن طريق إرسال عينات عشوائية‬
‫ومختارة إلى المختبر المركزي‪ ،‬والذي يعمل بدوره‬
‫على اختبار صالحية هذه األغذية وجودتها باستخدام‬
‫أجهزة الفحص الحديثة‪.‬‬

‫مختبر بلدية مسقط ‪..‬‬


‫ركيزة وضمان لسالمة األغذية‬

‫‪67‬‬
‫�إىل �ضمان �سالمة وح�م��اي��ة �صحة ال �غ��ذاء‪،‬‬ ‫رقابة ووقاية‬
‫و�ضبط ج��ودة الفحو�صات املخربية‪ ,‬و�إج��راء‬
‫الدرا�سات والأبحاث اخلا�صة بالأغذية واملياه‪،‬‬ ‫يعترب دور املخترب يف فح�ص وحتليل الغذاء‬
‫وذل��ك من خ�لال �أدواره الرامية �إىل التعرف‬ ‫فحص وتحليل‬ ‫حجر الأ�سا�س يف جميع �أعمال الرقابة ال�صحية‬
‫على امل �ل��وث��ات الكيميائية واملكروبيولوجية‬ ‫التي تقوم بها بلدية م�سقط‪ ،‬والتي من �ش�أنها �أن‬
‫وف��ق �آل�ي��ة حتقق �أق���ص��ى درج ��ات االطمئنان‬ ‫الغذاء حجر‬ ‫ت�سهم يف الت�أكد من توفري غذاء �آمن و�صحي؛‬
‫ل�ل�ا���س��ت��ه�ل�اك ب �� �ش �ك��ل �آم � � ��ن‪ ،‬م� ��ع ت�ط�ب�ي��ق‬ ‫األساس في‬ ‫وذلك بعد زيادة ملوثات الغذاء املختلفة والغ�ش‬
‫اال�شرتاطات والأنظمة والتعليمات ال�صادرة‬ ‫التجاري‪ ،‬والتي �أ�صبحت تنفذ بو�سائل وطرق‬
‫طبقًا للموا�صفات القيا�سية‪ ،‬حيث يقوم املخترب‬ ‫أعمال الرقابة‬ ‫ي�صعب اكت�شافها بالطرق التقليدية‪ ،‬الأمر الذي‬
‫بتغطية حتاليل وفح�ص العينات الغذائية‬
‫املختلفة؛ مما ُي�سهم يف مراقبة الو�ضع الغذائي‬ ‫الصحية في‬ ‫�ألقى على عاتق املختربات مهام رقابية ذات‬
‫طابع علمي دقيق من �ش�أنه توفري نتائج خمربية‬
‫واحلفاظ على �سالمة امل�ستهلك‪ ،‬وبالتايل �صحة‬ ‫البلدية‬ ‫ع��ال�ي��ة ال��دق��ة للتعرف ع�ل��ى خم��اط��ر ال �غ��ذاء‬
‫املجتمع‪ .‬وت�شتمل التحاليل املخربية على �إجراء‬ ‫الكيميائية واملكروبيولوجية‪ ،‬والتي ت�ؤثر ب�شكل‬
‫االختبارات الكيميائية واملكروبيولوجية طبقًا‬
‫مبا�شر على �صحة الإن�سان‪.‬‬
‫للمعايري واملقايي�س املحلية والعاملية املعتمدة‪،‬‬
‫كما ي�ق��وم املخترب بتقدمي خ��دم��ات��ه يف هذه‬ ‫حيث يهدف خمترب بلدية م�سقط املركزي‬

‫‪68‬‬
‫احلديثة‪� ،‬إىل جانب ال�سعي للح�صول على اعتماد‬ ‫امل �ج��االت جلميع ال�ق�ط��اع��ات لتقليل �أخ�ط��ار‬
‫للمخترب والفحو�صات املخربية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫التلوث الغذائي‪.‬‬
‫التن�سيق مع �أق�سام التفتي�ش ومراقبة الأغذية‬ ‫ضمان سالمة‬
‫ببلدية م�سقط ح��ول برنامج العمل باملخترب‪،‬‬ ‫مهام واختصاصات‬
‫ومتابعة نتائج الفحو�صات‪ .‬ومما ال �شك فيه �أن‬ ‫وصحة الغذاء‬
‫يخت�ص املخترب ب�إجراء الفحو�صات املخربية‬
‫الطاقم الفني املتمثل باملخت�صني يف املختربات‬
‫واملفت�شني العاملني يف البلديات ي�شكلون دو ًرا‬
‫من خالل اعتماد‬ ‫املتاحة للأغذية ومياه ال�شرب املعرو�ضة يف‬
‫مه ًما وم�ؤث ًرا لتحقيق �أف�ضل اخلدمات التي تتعلق‬ ‫التقنيات الحديثة‬ ‫�أ�سواق حمافظة م�سقط‪ ،‬وكذلك التن�سيق مع‬
‫بجانب ال�صحة العامة‪ ،‬والتي يتطلع �إليها كل‬ ‫املختربات الأخرى ب�ش�أن النتائج‪ ،‬و�إجراء املزيد‬
‫�أفراد املجتمع من حيث �سالمة التغذية واحلفاظ‬ ‫وإجراء الدراسات‬ ‫من الفحو�صات الت�أكيدية و الدرا�سات والبحوث‬
‫على ال�صحة العامة‪ ،‬حيث �إن بلدية م�سقط وف ًقا‬ ‫واألبحاث الخاصة‬ ‫وامل�سوحات على املنتجات الغذائية‪ ،‬مع االهتمام‬
‫بعمل دورات للمفت�شني يف �سحب وفح�ص‬
‫للت�شريعات والقوانني ال�صادرة ب�إن�شائها‪ ،‬لها‬
‫حق االخت�صا�ص وال�صالحية يف �ش�أن الرقابة‬ ‫باألغذية والبيئة‬ ‫العينات الغذائية‪ ،‬والتن�سيق العملي مبجال‬
‫والتفتي�ش وال�ضبط وامل�صادرة والتخل�ص من‬ ‫ت��دري��ب ط�لاب اجل��ام�ع��ات والكليات اخلا�صة‬
‫املواد الغذائية ال�ضارة ب�صحة و�سالمة الإن�سان‬ ‫والفنيني يف جمال الفح�ص املخربي‪ ،‬وتطوير‬
‫وغري ال�صاحلة لال�ستهالك الب�شري‪.‬‬ ‫الفحو�صات املخربية مبا يتما�شى مع التقنيات‬

‫‪69‬‬
‫عددًا من الأجهزة املتخ�ص�صة مثل‪:‬‬ ‫فحوصات وتحليل‬
‫• جهاز التحقق من ن��وع و�صنف البكترييا‪:‬‬
‫(‪ :)Vitek2‬يتميز اجلهاز بالدقة والكفاءة‬
‫تعاون مشترك‬ ‫ت�سعى �إدارة املخترب �إىل مواكبة �أح��دث‬
‫النظم يف جمال الرقابة ال�صحية والغذائية؛‬
‫العالية‪ ،‬ويعمل على حتديد نوع البكترييا عن‬ ‫مع المؤسسات‬ ‫وذل� ��ك ل�ت�ط��وي��ر جم� ��االت ال �ت �ح �ل �ي��ل‪ ،‬وت��وف�ير‬
‫طريق ال�صبغات ال�سالبة وامل��وج�ب��ة‪ ،‬حيث‬
‫ي�ستغرق �إجراء الفح�ص بهذا اجلهاز قرابة‬ ‫الصحية‬ ‫�أح��دث و�أف�ضل التقنيات والأجهزة التحليلية‪،‬‬
‫والتي تخت�ص بدقة نتائج االختبارات و�إج��راء‬
‫(‪� )7‬ساعات مقارنة لدى �إجرائه بالطرق‬ ‫والمختبرات‬ ‫الدرا�سات امل�سحية‪ .‬و ُيعد هذا الأمر من �أولويات‬
‫ال�ع��ادي��ة وال �ت��ي تتطلب (‪�� )24‬س��اع��ة‪ ،‬فهو‬ ‫املخترب املركزي بالنظر ملا ميتلكه من التقنيات‬
‫بالتايل يوفر الوقت واجلهد‪.‬‬ ‫المتخصصة؛ بغية‬ ‫العالية لأداء املهام املوكلة له‪ .‬ويت�ضمن املخترب‬
‫• جهاز العد البكتريي الآيل (‪:)Protocol3‬‬ ‫الوصول إلى‬ ‫املركزي عدة وحدات للتحليل �أبرزها‪:‬‬
‫ُي�ستخدم لتحديد ال�ع��دد الكلي للبكترييا‬
‫امل�ت��واج��دة يف ن��وع ال �غ��ذاء ح�سب الفح�ص‬ ‫تحقيق سالمة‬ ‫‪ -‬وحدة التحليل الميكروبي‪:‬‬
‫املطلوب‪.‬‬ ‫األغذية ومكافحة‬ ‫وتخت�ص ه��ذه ال��وح��دة بفح�ص الأح �ي��اء‬
‫• جهاز الت�صوير املجهري خلاليا البكترييا‪:‬‬ ‫الدقيقة للأغذية بنا ًء على املوا�صفة القيا�سية‬
‫يتم م��ن خ�لال��ه التقاط ��ص��ور اخل�لاي��ا عن‬ ‫الملوثات‬ ‫العمانية اخلليجية رقم (‪ )2015/1016‬للحدود‬
‫ط��ري��ق ك��ام�يرا رقمية مثبتة �أع �ل��ى املجهر‬ ‫امليكروبية للمواد الغذائية‪ .‬وتت�ضمن الوحدة‬

‫‪70‬‬
‫ومو�صلة بجهاز احلا�سب الآيل لتحديد نوع‬
‫البكترييا‪.‬‬
‫• ج�ه��از الك�شف ال�سريع املبدئي (‪Mini‬‬
‫‪ :)Vidas‬و ُي���س�ت�خ��دم ل�ل�ت��أك��د م��ن وج��ود‬
‫البكترييا املمر�ضة �أو عدمها يف العينات‬
‫الغذائية الرتويجية �أو املحجوزة يف املنافذ‪.‬‬
‫• ج � �ه� ��از ف��ح�����ص ال� ��� �س� �م ��وم ال �ف �ط��ري��ة‬
‫الأفالتوك�سينات (‪ :)Vicam‬وه��و جهاز‬
‫متطور عايل الدقة للك�شف عن وجود ال�سموم‬
‫الفطرية التي تفرزها الأعفان‪ ،‬وخا�صة عفن‬
‫الأ��س�برج�لا���س فليفو�س وال ��ذي ي�ف��رز �سم‬
‫الأفالتوك�سني‪.‬‬
‫• ج�ه��از حت��دي��د احلم�ض ال �ن��ووي (‪Real-‬‬
‫‪ُ :)time PCR‬يحدد نوع البكترييا املمر�ضة‬
‫با�ستخدام تقنية العامل ال��وراث��ي احلم�ض‬
‫النووي (‪ ،)DNA‬وي�ستخدم للك�شف عن‬
‫البكترييا ونوع �أجنا�س اللحوم‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة التحليل الكيميائي‪:‬‬

‫مت �إن�شاء هذه الوحدة حدي ًثا بهدف االرتقاء‬


‫ب��اخل��دم��ات امل �خ�بري��ة امل �ق��دم��ة م��ن ال�ب�ل��دي��ة؛‬
‫للت�أكد من �صالحية الأغذية واملياه من اجلانب‬
‫امليكروبيولوجي واجلانب الكيميائي‪.‬‬
‫وتهدف وحدة التحليل الكيميائي �إىل حتليل‬
‫متبقيات املبيدات احل�شرية يف اخل�ضروات‬
‫والفواكه‪ ،‬والت�أكد من عدم جتاوزها احلدود‬
‫امل�سموح بها دوليا‪� .‬إىل جانب القيام بالتحاليل‬
‫الكيميائية ل�ل�م�ي��اه‪ ،‬وال �ت ��أك��د م��ن مطابقتها‬
‫ل�ل�م��وا��ص�ف��ات ال�ق�ي��ا��س�ي��ة امل �ع �ت �م��دة‪� .‬إ��ض��اف��ة‬
‫�إىل حتليل الأل ��وان اال�صطناعية وامل�ضافات‬
‫واملحليات ال�صناعية‪.‬‬
‫الأغذية مبختلف وح��دات بلدية م�سقط‪ ،‬ومن‬ ‫لقيا�س ت��راك�ي��ز الأي ��ون ��ات الرئي�سية مثل‬
‫�أب ��رز ال��درا� �س��ات ال�صحية ال�ت��ي مت تنفيذها‬ ‫الفلوريد والكلوريد والنيرتات والكربيتات‬ ‫وم��ن �أه��م الأج��ه��زة بق�سم التحليل‬
‫هي‪ :‬التحليل امليكروبي ملنتج املايونيز امل�ص َّنع‬ ‫والكربونات يف املياه‪.‬‬ ‫الكيميائي‪:‬‬
‫يف املقاهي‪ ،‬ودرا�سة حول النظافة ال�شخ�صية‬ ‫• ج�ه��از الف�صل ال�ك��روم��ات��وج��رايف ال�غ��ازي‬
‫للعاملني يف املقاهي‪� ،‬إىل جانب م�سح ال�سموم‬ ‫تعاون مشترك ودراسات‬ ‫مبطياف الكتلة (‪ : )GC-MS‬و ُي�ستخدم‬
‫الفطرية يف املك�سرات اخل��ام‪ ،‬وم�سح امل��واد‬ ‫لتحديد متبقيات املبيدات يف اخل�ضروات‬
‫تعمل �إدارة املخترب املركزي ببلدية م�سقط على‬
‫امل�ضافة يف �أغذية الأطفال (الأل��وان‪ ،‬وامل��واد‬ ‫والفواكه‪ ،‬واملواد الع�ضوية‪ ،‬وميكن ا�ستخدامه‬
‫التن�سيق والتعاون امل�شرتك مع امل�ؤ�س�سات ال�صحية‬
‫احلافظة) والتي �أج��ري��ت بالتعاون مع وزارة‬ ‫للت�أكد من مكونات املبيدات احل�شرية قبل‬
‫واملختربات املتخ�ص�صة التابعة مل�ؤ�س�سات حكومية‬ ‫ا�ستخدامها‪.‬‬
‫التجارة وال�صناعة‪� .‬إ�ضافة �إىل �إجراء درا�سات‬
‫�أو خا�صة �أخرى؛ وذلك من منطلق حت�سني جودة‬
‫علمية م���ش�ترك��ة م��ع كلية ال ��زراع ��ة وال�ع�ل��وم‬ ‫• جهاز الف�صل الكروماتوجرايف لل�سوائل‬
‫اخل��دم��ات امل�ق��دم��ة‪ ،‬ورف ��ع ال �ك �ف��اءات املخربية‬
‫البحرية يف جامعة ال�سلطان ق��اب��و���س حول‬ ‫حت���ت ال �� �ض �غ��ط ال� �ع���ايل (‪:)HPLC‬‬
‫مقارنة املحتوى امليكروبي لعينات اخل�ضروات‬ ‫من خالل تبادل اخل�برات والتعرف على �أحدث‬
‫التقنيات املتبعة يف هذا املجال‪ ،‬وتفعيل التعاون‬ ‫وي�ستخدم للك�شف ع��ن ال�ع��دي��د م��ن امل��واد‬
‫والفواكه با�ستخدام �أ�سمدة خمتلفة‪ ،‬ودرا�سة‬ ‫واملركبات الكيميائية يف املنتجات الغذائية‪.‬‬
‫مكروبيولوجية على ا�ستخدام املياه الرمادية‬ ‫بني هذه اجلهات بغية الو�صول �إىل حتقيق �سالمة‬
‫لري اخل�ضروات والفواكه‪ ،‬ودرا�سة علمية عن‬ ‫الأغذية ومكافحة امللوثات‪.‬‬ ‫• جهاز تقدير العنا�صر (‪ :)ICP‬ي�ستخدم‬
‫م��دى ت��أث�ير ورق الأمل�ن�ي��وم على اللحوم �أثناء‬ ‫ك�م��ا وي �ق��وم امل�خ�ت�بر ب���إج��راء ال�ع��دي��د من‬ ‫لقيا�س العنا�صر املعدنية املوجودة يف املياه‪.‬‬
‫الطبخ‪.‬‬ ‫ال��درا� �س��ات ال�غ��ذائ�ي��ة بالتن�سيق م��ع �أق���س��ام‬ ‫• جهاز قيا�س الأيونات (‪ : ) IC‬ي�ستخدم‬

‫‪71‬‬
‫حصاد‬

‫رئيس بلدية مسقط يعقد جلسة مباحثات مع عمدة سيؤول‬

‫ع��ق��د م���ع���ايل امل��ه��ن��د���س حم�����س��ن بن‬


‫حم��م��د ال�شيخ رئ��ي�����س ب��ل��دي��ة م�سقط يف‬
‫�إطار زيارته الر�سمية �إىل كوريا اجلنوبية‬
‫جل�سة مباحثات مع عمدة مدينة �سي�ؤول‪،‬‬
‫ج��رى خاللها بحث جم��االت التعاون يف‬
‫خمتلف جماالت العمل البلدي والتخطيط‬
‫احل�����ض��ري‪ ،‬و�إدارة امل���دن‪ .‬وق��د مت خالل‬
‫اجلل�سة االت��ف��اق ع��ل��ى ب��رن��ام��ج ت��ع��اوين‪،‬‬
‫يهدف �إىل تبادل املعلومات حول الآليات‬
‫واملبادرات املنا�سبة؛ لتفعيل دور البلديات‬
‫يف دعم وتقدمي الت�سهيالت للم�ؤ�س�سات‬
‫احلكومية الأخ��رى املعنية مبجال التعاون‬
‫االق���ت�������ص���ادي‪ ،‬وزي������ادة اال���س��ت��ث��م��ارات‪،‬‬
‫وتطوير اخل��دم��ات‪ ،‬كما ت�ضمنت جل�سة‬
‫املباحثات االطالع على التقنيات والو�سائل‬
‫م�سقط من معايل يل �سايهياجني رئي�س‬ ‫اخلدمية وامل�شاريع التنموية‪ ،‬واالط�لاع‬ ‫امل�ستخدمة يف التحكم املروري بالعا�صمة‬
‫م��ؤ���س�����س��ة ك���وري���ا؛ ل�لاط�لاع ع��ل��ى جتربة‬ ‫على التجارب الرائدة يف عدد من املدن‬ ‫�سي�ؤول‪.‬‬
‫ج��م��ه��وري��ة ك��وري��ا اجل��ن��وب��ي��ة يف خمتلف‬ ‫ال��ك��وري��ة‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل زي���ارة ع��دد من‬
‫امل��ج��االت التنموية وال��ت��ط��وي��ر احل�ضري‬ ‫امل�ؤ�س�سات اخلدمية‪ .‬وت�أتي هذه الزيارة‬ ‫ك��م��ا مت ت��ن��ف��ي��ذ ع����دد م���ن ال���زي���ارات‬
‫خالل الفرتة من ‪� 8-2‬سبتمرب‪.‬‬ ‫تلبي ًة للدعوة ال��ت��ي تلقاها رئي�س بلدية‬ ‫امليدانية لعدد م��ن امل�ؤ�س�سات وامل��راف��ق‬

‫‪72‬‬
‫رئيس بلدية مسقط‬
‫عددا من‬
‫ً‬ ‫يزور‬
‫المشاريع الخدمية‬
‫بالمحافظة‬
‫قام معايل املهند�س حم�سن بن حممد ال�شيخ‬
‫رئي�س بلدية م�سقط بزيارة �إىل عدد من املرافق‬
‫وامل�شاريع اخلدمية باملحافظة‪ ،‬واالط�لاع على‬
‫امل�شاريع املنجزة‪ ،‬وامل�شاريع التي يجري العمل‬
‫بها يف عدد من املواقع‪ ،‬حيث قام بزيارة �سوق‬
‫مطرح ل�لاط�لاع على �سري العمل يف م�شروع‬
‫�أن�ظ�م��ة حماية ال���س��وق م��ن خم��اط��ر احل��ري��ق‪،‬‬
‫وال�ت�ع��رف على امل��واق��ع ال�ت��ي يغطيها النظام‪،‬‬
‫والتقنيات امل�ستخدمة و�آلية العمل‪.‬‬
‫كما زار معاليه �سوق الأ�سماك واخل�ضروات‬
‫والفواكه مبطرح‪ ،‬وتابع املرافق واخلدمات التي‬
‫يحتويها هذا املرفق احلديث‪� ،‬إىل جانب االطالع‬
‫على املرافق الإ�ضافية التي يتم �إن�شاءها خلدمة‬
‫م��رت��ادي ال���س��وق‪ ،‬وال�ت��ي ي�ج��ري التخطيط لعمل‬
‫مواقف �إ�ضافية ملركبات زوار ومرتادي ال�سوق‪ .‬كما‬
‫قام معاليه بزيارة الر�صيف البحري لل�صيادين‪،‬‬
‫وال ��وق ��وف ع�ل��ى ع ��دد م��ن امل�لاح �ظ��ات وط�ل�ب��ات‬
‫املواطنني التي تخدم ال�صالح ال�ع��ام‪ ،‬والتوجيه‬
‫مبعاجلتها‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫بلدية مسقط تشارك في منتدى‬
‫قمة مدن العالم بسنغافورة‬
‫�شاركت بلدية م�سقط يف �أعمال منتدى قمة مدن العامل ال��ذي انعقد يف‬
‫جمهورية �سنغافورة حتت �شعار «مدن م�ستدامة ميكن العي�ش فيها‪ ،‬احت�ضان‬
‫امل�ستقبل من خ�لال االبتكار والتعاون» وذل��ك خ�لال الفرتة من ‪ 12-8‬يوليو‬
‫مب�شاركة �أمناء عوا�صم ور�ؤ�ساء بلديات ووفود من خمتلف دول العامل ‪.‬‬
‫هدف املنتدى �إىل مناق�شة التحديات االقت�صادية والبيئية التي تواجهها‬
‫املدن من النواحي احل�ضرية التخطيطية‪ ،‬ومناق�شة فر�ص العمل امل�شرتكة بني‬
‫القطاعني العام واخلا�ص؛ لتبني ا�سرتاتيجيات مدنية مبتكرة ومتكاملة من‬
‫�أجل م�ستقبل �أكرث ا�ستدامة‪ .‬وتناول املنتدى عددًا من املحاور التي تركز على‬
‫اال�ستفادة من االبتكارات من خالل الأدوات الأ�سا�سية للحوكمة‪ ،‬والتطرق لأهمية‬
‫اال�ستثمار ال�ستدامة املدن بال�شراكة مع القطاع اخلا�ص‪ .‬وا�ستعر�ضت البلدية‬
‫�ضمن م�شاركتها باملنتدى جتربة مدينة م�سقط حول التنمية احل�ضرية واخلدمية‬
‫عرب مراحل من العمل البلدي وما �شهدته من تطوراته نوعية‪.‬‬

‫مساعد رئيس بلدية مسقط يلتقي بإعالميين من سوريا‬

‫وق��د �أ���ش��اد الإع�لام��ي��ون باالهتمام ال��ذي‬ ‫جرى خالل اللقاء تبادل الأحاديث التي‬ ‫ا���س��ت��ق��ب��ل خ��ال��د ب���ن حم��م��د ب���ن عمر‬
‫توليه بلدية م�سقط مبختلف قطاعات العمل‬ ‫تخدم اجلوانب امل�شرتكة‪ ،‬ودور الإع�لام‬ ‫بهرام م�ساعد رئي�س بلدية م�سقط ل�ش�ؤون‬
‫البلدي‪ ،‬وم��ا ينجز يف تقدمي اخلدمات‬ ‫يف ت��غ��ط��ي��ة امل���ه���رج���ان���ات ع�ب�ر خمتلف‬ ‫اخل��دم��ات ���ض��ي��و ًف��ا �إع�لام��ي�ين م��ن جملة‬
‫و�سائله الإعالمية واالت�صالية‪ ،‬و�إظهار‬ ‫املنرب االقت�صادي ال�سورية‪ ،‬وذلك يف �إطار‬
‫وامل�شاريع التنموية‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل ما تزخر‬ ‫ال ُهوية ال ُعمانية وم��ا تزخر ب��ه ال�سلطنة‬ ‫زيارتهم �إىل ال�سلطنة لتغطية فعاليات‬
‫به العا�صمة ال ُعمانية من معامل ح�ضارية‪،‬‬ ‫من مقومات ومعامل‪ ،‬و�أهمية تناولها يف‬ ‫مهرجان �صاللة ال�سياحي ‪2018‬م‪ ،‬وزيارة‬
‫وبيئة جمالية نظيفة‪.‬‬ ‫اجلانب الإع�لام��ي والرتويجي لل�سلطنة‪.‬‬ ‫عدد من اجلهات والو�سائل الإعالمية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫مجاالت االستفادة المتبادلة مع الشركة العالمية للطاقة المتجددة‬

‫بلدية م�سق ��ط لالطالع على �أح ��دث امل�شاريع‬ ‫الطبيعة‪ ،‬لتلبية احتياجات املواطنني‪.‬‬ ‫ا�ستقبل ��ت بلدية م�سقط عد ًدا من م�س�ؤويل‬
‫واالبت ��كارات يف خمتل ��ف القطاع ��ات‪ ،‬والتي‬ ‫ال�شرك ��ة العاملي ��ة للطاق ��ة املتج ��ددة مببن ��ى‬
‫�إىل جانب ذلك مت التعريف ب�أبرز امل�شاريع‬ ‫رئا�سة البلدية بدار�سيت؛ بهدف بحث جوانب‬
‫م ��ن �ش�أنها �أن تخدم التو�س ��ع الذي تتطلع �إليه‬ ‫التي نفذته ��ا ال�شركة‪ ،‬ومنها ما يتعلق بالألواح‬ ‫اال�ستفادة مما تقدمه ال�شركة من حلول تخدم‬
‫البلدي ��ة م ��ن خ�ل�ال م�شاريعه ��ا امل�ستقبلي ��ة‪،‬‬ ‫ال�شم�سي ��ة عل ��ى �أ�سط ��ح املب ��اين‪ ،‬كم ��ا مت ��ت‬ ‫م�شاري ��ع البلدي ��ة يف جم ��ال م�شاري ��ع الطرق‬
‫وخا�صة ما ميكن �أن تعتمد فيه على حلول بيئية‬ ‫مناق�ش ��ة عامة حول �أنظمة الطاق ��ة ال�شم�سية‬ ‫والإن ��ارة‪ ،‬ومت خ�ل�ال اللق ��اء تق ��دمي عر� ��ض‬
‫تخ ��دم املجتمع‪ ،‬وتتوافق مع التوجه العاملي يف‬ ‫املربوطة ب�شبكة الكهرب ��اء الرئي�سية‪ .‬اجلدير‬ ‫مرئ ��ي ت�ضم ��ن التعري ��ف ب�أه ��داف ال�شرك ��ة‬
‫هذا املجال‪.‬‬ ‫بالذك ��ر �أن ه ��ذه املبادرة ت�أت ��ي يف �إطار �سعي‬ ‫واخت�صا�صاته ��ا‪ ،‬وكيفي ��ة ا�ستغ�ل�ال م ��وارد‬

‫‪75‬‬
‫افتتاح الحركة المرورية على جسر وادي السرين بالعامرات‬

‫اف �ت �ت �ح��ت ب��ل��دي��ة م���س�ق��ط‬


‫احلركة املرورية على ج�سر وادي‬
‫ال�سرين الواقع بوالية العامرات‬
‫على ��ش��ارع ال �ق��رى‪ ،‬وذل��ك بعد‬
‫انتهاء �أعمال ال�صيانة اخلا�صة‬
‫باجل�سر‪ ،‬وق��د ا�شتملت �صيانة‬
‫اجل�سر على ع��دد م��ن الأع�م��ال‬
‫الفنية‪ ،‬ب��د ًءا من �إع��ادة �إ�صالح‬
‫وتقوية الرتبة �أ�سفل �أ�سا�سات‬
‫اجل�سر‪ ،‬وذلك بعد تبني جتاويف‬
‫كهفية ممل�ؤة باملياه‪ ،‬ف�ضلاً عن‬
‫م�ع��اجل��ة ال �� �ش��روخ والت�شققات‬
‫ب��احل��وائ��ط احل��ام �ل��ة و�أع��م��دة‬
‫اجل�سر والعوار�ض اخلر�سانية‬
‫واجل�� ��دران ال �� �س��ان��دة‪ ،‬م��ن ثم‬
‫�إع� � ��ادة ب��ن��اء اجل� � ��دران خلف‬
‫العوار�ض اخلر�سانية بعد �إعادة‬
‫ت�صميمها‪ ،‬وا�ستمرت ال�صيانة‬
‫�أ�سفل اجل�سر ال�ستكمال خطوات‬
‫�أع�م��ال ال�ط�لاء‪ ،‬و�إع ��ادة املوقع‬
‫ل �� �س��اب��ق ع� �ه ��ده‪ ،‬م ��ع م ��راع ��اة‬
‫االنتهاء منها مبا ال يعيق احلركة‬
‫املرورية‪.‬‬

‫تنظيم برنامج إلدارة وتصنيف الوثائق إلكترون ًيا‬

‫امل�ستندات والوثائق الإلكرتونية‪ .‬اجلدير ذكره‬ ‫جداول ملدد ا�ستبقائها‪ ،‬وتبيان طريقة احلفظ‬ ‫�اجم��ا تدريب ًيا‬
‫نظمت بلدية م�سقط ب��رن� ً‬
‫�أن بلدية م�سقط قد �أ�سندت م�شروع النظام‬ ‫والتداول للوثائق املختلفة‪.‬‬ ‫لعدد من املوظفني مبختلف وح��دات البلدية‬
‫الإلكرتوين لإدارة الوثائق �إىل �إحدى ال�شركات‬ ‫وت�ضمن الربنامج تدري ًبا عمل ًيا للتعريف‬ ‫على نظام �إدارة الوثائق امل�شرتكة بني اجلهات‬
‫املتخ�ص�صة يف جمال �أنظمة �إدارة الوثائق‪،‬‬ ‫ب�ن�ظ��ام ت�صنيف ال��وث��ائ��ق امل���ش�ترك��ة‪ ،‬وفهم‬ ‫املعنية اخلا�ضعة لقانون الوثائق واملحفوظات‪،‬‬
‫واحل��ا� �ص �ل��ة ع�ل��ى � �ش �ه��ادة ال �ت��واف��ق م��ع دليل‬ ‫وممار�سة الأ�س�س وقواعد العمل على الت�صنيف‬ ‫وذلك بالتعاون مع هيئة الوثائق واملحفوظات‬
‫الإجراءات الوطني لإدارة امل�ستندات والوثائق‬ ‫امل�شرتك املعمول به‪ ،‬ومدد اال�ستبقاء وامل�صري‬ ‫الوطنية؛ بهدف �إعداد نظام لت�صنيف وحفظ‬
‫الإل�ك�ترون�ي��ة م��ن هيئة ال��وث��ائ��ق واملحفوظات‬ ‫النهائي وقواعد احلفظ وغريها من املعلومات‪،‬‬ ‫ال��وث��ائ��ق بالنظر لطبيعة الأع �م��ال اخلا�صة‬
‫الوطنية‪.‬‬ ‫�إىل جانب �شرح دليل الإجراءات الوطني لإدارة‬ ‫بالوحدات املختلفة‪ ،‬ونوعية الوثائق‪ ،‬مع حتديد‬

‫‪76‬‬
‫مشاركة األطفال المرضى فرحة العيد‬
‫الكتيبات التوعوية التي تنا�سب طفولتهم‪ ،‬وتعزز‬ ‫لبلدية م�سقط بالعامرات وبالتعاون مع �إدارة‬ ‫نظمت بلدية م�سقط مبادرة جمتمعية لزيارة‬
‫من ثقافة العمل البلدي لدى الأطفال النا�شئة‪،‬‬ ‫الإعالم والتوعية‪.‬‬ ‫الأطفال املر�ضى بامل�ست�شفى ال�سلطاين؛ تزام ًنا‬
‫بالإ�ضافة �إىل اجلانب الرتفيهي ال��ذي يحقق‬ ‫وهدفت املبادرة �إىل �إ�ضفاء فرحة العيد يف‬ ‫مع عيد الأ�ضحى املبارك‪ ،‬وذل��ك بالتعاون مع‬
‫ب��دوره هدف املبادرة يف ر�سم ابت�سامة العيد‬ ‫نفو�س الأطفال وذويهم‪ ،‬وج��اءت بالتن�سيق مع‬ ‫�شركة الرائد للخدمات العقارية‪ ،‬وت�أتي هذه‬
‫ل��دى الأط �ف��ال‪ ،‬وي�شجع يف ال��وق��ت ذات��ه على‬ ‫ق�سم العالقات العامة وخدمات �ش�ؤون املر�ضى‬ ‫املبادرة جت�سيدً ا ملبد�أ امل�س�ؤولية االجتماعية التي‬
‫ا�ستمرار العطاء من خالل التكاتف املجتمعي‪.‬‬ ‫بامل�ست�شفى ال�سلطاين‪ ،‬وذلك من خالل توزيع‬ ‫حتر�ص عليها البلدية ممثلة يف املديرية العامة‬

‫تدريب المدربين لقيادات بلدية مسقط‬

‫امل�شرتكة م��ع ف��رق العمل يف خمتلف امل�ج��االت‪.‬‬ ‫والتقدمي والقدرة على الإقناع والت�أثري؛ باعتبارها‬ ‫نفذت بلدية م�سقط ممثلة يف املديرية العامة‬
‫وجاءت فكرة الربنامج التدريبي من منطلق رغبة‬ ‫من �أهم املهارات التي حتتاجها امل�ؤ�س�سة لتقدمي‬ ‫برناجما تدريب ًيا بعنوان �إعداد‬
‫ً‬ ‫للموارد الب�شرية‬
‫بلدية م�سقط يف متكني موظفيها م��ن م�ستوى‬ ‫� �ص��ورة �إي�ج��اب�ي��ة عنها م��ن خ�ل�ال امل�ع��رف��ة التي‬ ‫مدرب ‪ TOT‬ي�ستهدف القيادات العليا بالبلدية؛‬
‫ال�ق�ي��ادات العليا مب �ه��ارات ال�ت��دري��ب االح�ت�رايف‬ ‫ينقلها للموظفني مبا�شرة‪ ،‬وكذلك العرو�ض التي‬ ‫بهدف نقل املعارف واخلربات‪ ،‬ومتكني امل�شاركني‬
‫للموظفني‪ ،‬مبا تت�ضمنه من ا�سرتاتيجيات مثلى‬ ‫يتم تقدميها ملختلف اجلهات من خ�لال �إي�صال‬ ‫من ت�صميم حمتوى يركز على املهارات واملعلومات‬
‫للتعامل مع امل��وارد الب�شرية وغريها من القواعد‬ ‫جمموعة من الأفكار التي تتعلق بتح�سني الأداء‬ ‫واالجتاهات‪ ،‬وينقل املعرفة للموظفني يف خمتلف‬
‫الإداري ��ة‪ ،‬لي�صبحوا مم ّكنني من �إي�صال ر�سالة‬ ‫والإنتاجية‪ ،‬الأمر الذي ينعك�س على دورهم القيادي‬ ‫جم��االت العمل البلدي‪ .‬وت�ضمن الربنامج عددًا‬
‫العمل البلدي يف خمتلف جماالته‪.‬‬ ‫يف �إدارة التغيري‪ ،‬والعمل ب��الأه��داف امل�ؤ�س�سية‬ ‫م��ن امل �ح��اور ال�ت��ي رك��زت على م �ه��ارات العر�ض‬

‫‪77‬‬
‫تنمية مهارات موظفي بلدية مسقط‬
‫في مجال إعداد الموازنة باألهداف‬

‫ا� �س �ت �ه��دف��ت ب �ل��دي��ة م���س�ق��ط ع � ��د ًدا من‬


‫موظفيها مبختلف وحدات البلدية يف برنامج‬
‫تدريبي حول مهارات �صياغة و�إعداد املوازنة‬
‫وبرنامجا آخر حول «أساسيات‬
‫ً‬
‫املوجهة وفقًا للأهداف واخلطط؛ رغب ًة يف‬ ‫المحاسبة الحكومية»‬
‫تعزيز معرفتهم‪ ،‬وزيادة مهاراتهم وكفاءتهم‬
‫يف �أ�ساليب �إع ��داد وحتليل �أداء امل��وازن��ات‬
‫ب�شكل ع ��ام‪ .‬وت�ضمن ال�برن��ام��ج التعريف‬
‫مبفاهيم امل��وازن��ات و�أهدافها كخطة �شاملة‬
‫ملختلف الأن���ش�ط��ة احل�ك��وم�ي��ة‪ ،‬والأ��س��ال�ي��ب‬
‫احل��دي �ث��ة لإع� � ��داد امل� ��وازن� ��ات احل �ك��وم �ي��ة‪،‬‬
‫و�أنواعها و�صيغها‪ ،‬و�إعطاء امل�شاركني املهارات‬
‫الأ�سا�سية يف التمكني م��ن تهيئة الظروف‬
‫املالئمة لتطبيق املوازنة املوجهة بالأهداف‬
‫يف وح��دات الأج �ه��زة احلكومية‪ ،‬ومتكينهم‬
‫من الأ�س�س الفاعلة لدرا�سة ومتابعة وتنفيذ‬
‫وحتليل تلك املوازنات‪.‬‬
‫وجاء انعقاد الربنامج بالتعاون مع معهد‬
‫م�سقط للعلوم الإدارية‪ ،‬ومب�شاركة ‪ 21‬موظفًا‬
‫م��ن القائمني على �إع ��داد م��وازن��ات وح��دات‬
‫العمل الإداري ببلدية م�سقط‪ ،‬حيث تنوعت‬ ‫برناجما تدريب ًيا بعنوان «�أ�سا�سيات املحا�سبة احلكومية لتجنب‬
‫ً‬ ‫نظمت بلدية م�سقط‬
‫�أ�ساليب ال�ت�ق��دمي يف ال�برن��ام��ج ب�ين املنهج‬ ‫الأخطاء وفق الإج��راءات املالية املعتمدة» مب�شاركة ‪ 20‬موظفًا من خمتلف الوظائف املالية‬
‫العملي والتطبيقي املبني على ا�ستخدام‬ ‫بالبلدية‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 5-1‬يوليو مببنى البلدية بروي‪ .‬هدف الربنامج �إىل تقدمي �شرح‬
‫التمارين الفردية واجلماعية‪ ،‬مع درا�سات‬ ‫حول الأنظمة املالية التي تعتمدها البلدية يف تعامالتها املختلفة‪ ،‬وع ّرف ب�أ�سا�سيات الإدارة‬
‫احلالة‪ ،‬و�إقامة الور�ش التدريبية امل�صاحبة‪.‬‬ ‫املالية‪ ،‬والتدقيق املحا�سبي‪ ،‬واملهارات الأ�سا�سية اخلم�س للمحا�سبة‪ ،‬و�أ�سا�سيات املحا�سبة‬
‫وت�أتي هذه الربامج يف �إط��ار حر�ص البلدية‬ ‫احلكومية‪ ،‬و�أن��واع املوازنات وكيفية �إع��داده��ا‪ ،‬والتعريف مبفاهيم امل�شرتيات واملناق�صات‬
‫على ت��زوي��د امل���ش��ارك�ين ب��امل �ه��ارات الفردية‬ ‫والعقود والإيرادات‪ ،‬وتو�ضيح العمليات املحا�سبية‪ ،‬وبرامج احلا�سب الآيل التي متر بها‪ ،‬و�إعداد‬
‫التقارير املالية مبختلف �أنواعها‪ ،‬وكيفية حتليل تلك التقارير‪.‬‬
‫والعملية التي متكنهم من اال�ستخدام الأمثل‬
‫ل�ل�م��وارد‪ ،‬وتطوير جم��االت العمل ب�أ�ساليب‬ ‫اجلدير بالذكر �أن هذا الربنامج ي�أتي يف �إطار �سعي بلدية م�سقط للرقي مب�ستوى �أداء‬
‫متقدمة تعمل على حتقيق الأه��داف بكفاءة‬ ‫املحا�سبني‪ ،‬وتطوير مهاراتهم لتقدمي �أفكار جديدة و�أ�ساليب متطورة‪ ،‬من �ش�أنها �أن ترقي‬
‫وفاعلية �أكرب‪.‬‬ ‫بالعمل البلدي يف جمال املحا�سبة والإجراءات املالية‪ ،‬وغريها من جوانب العمل ذات ال�صلة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪ :‬الطرق‬

‫األطوال ‪ /‬متر‬

‫ثانيًا‪ :‬تراخيص البناء‬


‫الموضوع العلمي‬

‫الكسوف‬
‫بين التاريخ والعلم‬
‫يعد كسوف الشمس أعظم ظاهرة فلكية الحظتها البشرية منذ‬
‫الحضارات القديمة التي اهتمت بهذا الحدث الكوني العجيب‬
‫يعد‬
‫والغريب‪ ،‬فاهتم به المفكرون والفالسفة حتى أنه اعتبر من الشعائر‬
‫الدينية لكثير من الحضارات واألديان الوثنية التي عبدوا من خاللها الشمس والقمر‬
‫والكواكب‪ ،‬فجعل المنجمون هذه الظواهر مثل الكسوف والخسوف والمذنبات‬
‫عالمات للعالقات البشرية والمصيرية‪ ،‬ورغم التصور الخاطئ لحقيقة الكسوف‬
‫والخسوف؛ إال أن مالحظات المنجمين وكهنة المعابد سجلت لنا أقدم الوثائق‬
‫العلمية التي توثق هذه الظواهر بمعطيات علمية استخدمت في وقتنا الحاضر‬
‫الستنتاج بعض الحقائق العلمية‪ ،‬والتي ال يمكن تجربتها في مدى عمر اإلنسان؛ لذلك‬
‫وجود سجالت توثق منذ آالف األعوام تساعد على وضع برهان عملي لهذه الحقائق‪.‬‬
‫وأبرز هذه الحضارات التي اهتمت بالتوثيق واألخذ مما يهتم بمواقع النجوم واتجاهاتها‬
‫واألحداث العظيمة هم البابليون واألشوريون والصينيون والفراعنة‪.‬‬

‫ملهم محمد هندي‬ ‫إعداد‪:‬‬


‫باحث فلكي بجامعة الملك عبد العزيز‪ -‬جدة‬
‫المملكة العربية السعودية‬

‫‪80‬‬
‫اكتشافات علمية وأثرية توثق ظواهر فلكية‬
‫شهدتها البشرية في الحضارات القديمة‬

‫ثالث أحداث لكسوف شمسي مرتقب في‬


‫السلطنة خالل القرن الواحد والعشرين‪ ،‬منها‬
‫اثنين حلقية وأخير كلي‬

‫م�شاهدة الك�سوف بحوايل ‪ 120‬درجة نحو الغرب ب�سبب ثلث‬ ‫وهذا التوثيق الدائم للك�سوف ال�شم�سي واخل�سوف القمري‬
‫اليوم الزائد يف دورة �سار�س‪ ،‬وهذا يعطي �أي�ض ًا داللة على‬ ‫عرب �سجالت تاريخية يف خمطوطات ونقو�ش من الكهنة‬
‫تكرار الك�سوف يف ذات املنطقة اجلغرافية كل ‪ 54‬عام‪.‬‬ ‫واملنجمني‪ ،‬ا�ستخدمت ب�شكل علمي منذ ع�صر البابليني قبل‬
‫امليالد مبا نعرفه الآن بالفلك الإح�صائي الذي يعتمد على‬
‫ك��ان لأث��ر اكت�شاف ه��ذه ال ��دورات قفزة علمية‪ ،‬ولكنها‬ ‫عمل جداول �إح�صائية لظواهره ال�ستنتاج الدورات الطبيعية‪،‬‬
‫�أي�ض ًا كانت �سقطة تاريخية‪ ،‬فمع جهل النا�س باملخطوطات‬ ‫فوجد من هذا التوثيق حدوث اخل�سوف القمري خالل فرتات‬
‫العلمية التي نقلت من احل�ضارات القدمية وعلم احلركات‬ ‫منتظمة تتكرر حدوثها‪ ،‬منها دورة ق�صرية حتدث كل ‪� 6‬شهور‬
‫الأج��رام ال�سماوية‪ ،‬ا�ستغل املنجمون ه��ذه ال��دورات لو�ضع‬ ‫تقريب ًا‪ ،‬ودورة طويلة حيث يحدث اخل�سوف عندما تكون‬
‫ج��داول لظواهر اخل�سوف‪ ،‬لكن كانت هذه اجل��داول خا�صة‬ ‫الأر�ض والقمر وال�شم�س يف نف�س املواقع من بع�ضها البع�ض‬
‫غري منت�شرة وعن طريقها �أوهموا النا�س مبعرفتهم للغيب‬ ‫بالن�سبة للنجوم‪ ،‬وقد ُق ّدرت فرتة هذه الدورة بثمانية ع�شر‬
‫وتنب�ؤهم لأحداث م�ستقبلية‪ ،‬وعزز ذلك من مكانتهم املالية‬ ‫عام ًا و‪ 11‬يوم ًا و‪� 8‬ساعات �سميت دورة �سار�س (‪Saros‬‬
‫واالجتماعية؛ مما ترك لهم الباب مفتوح ًا خللط هذه العلوم‬ ‫‪ ،)Series‬ورغم �أنها و�ضعت خل�سوف القمر؛ لأن اخل�سوف‬
‫مع ال�شعوذة والتنجيم‪ ،‬وربطهم لهذه الظواهر لغ�ضب الآلهة �أو‬ ‫ُي��رى م��ن منطقة �شا�سعة عك�س الك�سوف ال�شم�سي الكلي‬
‫ر�ضاها وحياة النا�س وم�ستقبلهم‪ ،‬ومع اجلهل بكيفية ح�صول‬ ‫الذي ُيرى يف منطقة حمدودة‪� ،‬إال �أنه بعد تطور االت�صاالت‬
‫الك�سوف واخل�سوف خلق ه��ذا هالة من الغمو�ض والرعب‬ ‫والربيد‪ ،‬وجد �أن نف�س هذه الدورة تطبق على ك�سوف ال�شم�س‬
‫للنا�س ب�سبب جهلهم‪.‬‬ ‫�أي�ض ًا‪ ،‬ويحدث لنف�س خط الغر�ض‪ ،‬ولكن مع �إنحراف ملوقع‬

‫‪81‬‬
‫الكسوف علمي ًا‬
‫لعل معرفة �أن الك�سوف واخل�سوف �سببه‬
‫ثالث �أج��رام هي الأر���ض والقمر وال�شم�س هي‬
‫�أول الإره��ا� �ص��ات العلمية التي د�أب��ت حل�ساب‬
‫حركة ه��ذه الأج ��رام املختلفة‪ ،‬ورغ��م الت�صور‬
‫الأويل اخلاطئ ب�أن الأر�ض مركز الكون‪� ،‬إال �أنه‬
‫كان هناك ت�صور كامل �أن الك�سوف �سببه تو�سط‬
‫القمر بني الأر�ض وال�شم�س‪ .‬واخل�سوف وقوع ظل‬
‫الأر�ض على القمر‪ ،‬وهذه احل�سابات تعترب البذرة‬
‫الأوىل ملا ن�سميه اليوم بعلم ميكانيكا الف�ضاء‪،‬‬
‫والتي تدر�س الأجرام وحركاتها ومداراتها‪.‬‬
‫ف�ل�ح��دوث ك���س��وف �شم�سي ي�ج��ب �أن تكون‬
‫الأر� ��ض وال�ق�م��ر وال�شم�س على خ��ط م�ستقيم‬
‫واحد‪ ،‬وعلى نف�س امل�ستوى‪ ،‬وهذا الرتا�صف يجعل‬
‫الك�سوف واخل�سوف ممكن ًا‪ ،‬ول��وال ميالن مدار‬
‫القمر عن امل�ستوى الك�سويف مبقدار ‪ 5‬درجات‬
‫حل��دث ك��ل ب��داي��ة �شهر قمري ك�سوف لل�شم�س‬
‫لوح طيني بابيل يصف كسوف شميس يوم ‪ 15‬أبريل ‪ 136‬ق‪.‬م‬ ‫صدفة سلحفاة مخطوط عليها أحداث كسوف ‪ 1302‬ق‪.‬م‬ ‫ويف و�سطه خ�سوف للقمر‪ ،‬وب�سبب هذا امليالن‬
‫ك�سوف �أو خ�سوف واحد فقط ملو�سمي الك�سوف‪،‬‬ ‫قمري‪ ،‬وت�سمى ه��ذه الفرتة مبو�سم الك�سوف‪،‬‬ ‫يتقاطع مدار القمر مع امل�ستوى الك�سويف الذي‬
‫ويكون هو ال�سابع‪ ،‬ولكن هذا يحدث ب�شكل نادر‬ ‫وميتد هذا املو�سم ملدة ‪ 37‬يوم ًا‪ ،‬ميكن خاللها‬ ‫ميكن عليه حدوث الك�سوف واخل�سوف بنقطتني‬
‫جد ًا‪.‬‬ ‫ح�صول ك�سوف وخ�سوف واح��د على الأق��ل �أو‬ ‫ت�سمى العقدتني (عقدة �صاعدة‪ ،‬عقدة هابطة)‪،‬‬
‫ك�سوفني وخ���س��وف �أو خ�سوفني وك���س��وف على‬ ‫ف�إن �صادف وجود القمر يف حلظة الإقرتان مع‬
‫ولعقدتي ال�صعود والهبوط للقمر دورة �أي�ض ًا‬ ‫الأك�ثر‪ ،‬وب�سبب دورة الأر���ض حول ال�شم�س ف�إن‬ ‫ال�شم�س (املحاق) وج��وده يف �إح��دى العقدتني‪،‬‬
‫حول الأر���ض ت�ستغرق ‪ 18‬عام ًا‪ ،‬والتي اكت�شفت‬ ‫بعد ‪� 6‬شهور وبعد �إك�م��ال الأر���ض ن�صف دورة‬ ‫يح�صل الك�سوف ال�شم�سي ونف�س الأمر بالن�سبة‬
‫قدمي ًا �إح�صائيا ً و�سميت ب��دورة �سار�س‪ ،‬لذلك‬ ‫تتبادل العقدتني موقعهما بالن�سبة لل�شم�س‪،‬‬ ‫للبدر يف خ�سوف القمر‪.‬‬
‫يتكرر الك�سوف واخل�سوف بنف�س مواقع الأر�ض‬ ‫فيحدث مو�سم �آخ��ر للك�سوف‪ ،‬وه��ذا يجعل �أن‬ ‫ولأن العقدتني متقابلتني‪ ،‬فهذا يدل على �أنه‬
‫والقمر كل ‪ 18‬عام‪ ،‬فمث ًال عند ح�صول ك�سوف‬ ‫�أق�صى ع��دد ك�سوف وخ�سوف خ�لال العام هي‬ ‫�إذا كانت �إحداهما يف �إجت��اه ال�شم�س بالن�سبة‬
‫�شم�سي يف يناير �سيتكرر هذا الك�سوف يف يناير‬ ‫‪ 6‬م��رات‪ ،‬وب�سبب ال�ف��ارق ب�ين ال�سنة القمرية‬ ‫للأر�ض‪ ،‬تكون الأخرى يف اجلهة املعاك�سة‪ ،‬وهذا‬
‫بعد ‪ 18‬عام‪.‬‬ ‫وال�شم�سية ميكن �أن يرتاكم هذا الفارق ل�ضم‬ ‫يجعل كل ك�سوف �شم�سي ي�سبقه �أو يليه خ�سوف‬

‫سلسلة سارس ‪ 136‬منذ عام ‪ 1901‬م إلى ‪ 2045‬م‬

‫‪82‬‬
‫أنواع الكسوف‬
‫للك�سوف �أنواع يعتمد فيها على موقع القمر‬
‫يف م ��داره ح��ول الأر����ض‪ ،‬وم��وق��ع الأر� ��ض يف‬
‫مدارها ح��ول ال�شم�س‪ ،‬وموقع العقدتني من‬
‫امل�ستوى الك�سويف‪ ،‬فللقمر والأر���ض م��دارات‬
‫�إهليجية (بي�ضاوية ال�شكل) يختلف خاللهما‬
‫البعد والقرب عن الأر�ض بالن�سبة للقمر‪ ،‬وعن‬
‫ال�شم�س بالن�سبة ل�ل�أر���ض‪ ،‬مما ي ��ؤدي لتغري‬
‫يف احلجم الظاهري للقمر وال�شم�س‪ ،‬فمرة‬
‫تكون ال�شم�س �أكرب من القمر‪ ،‬فيكون الك�سوف‬
‫احللقي‪ ،‬وه��ذا النوع ن�سبته تقريب ًا ‪ %33‬من‬
‫�إجمايل عدد الك�سوف‪� ،‬أو يكون حجم القمر‬
‫�أكرب من ال�شم�س �أو مت�ساوي‪ ،‬فيحدث الك�سوف‬
‫الكلي وهذا ن�سبته ‪� %27‬أو تكون العقدة القمر‬
‫�أ�سفل �أو �أعلى امل�ستوى الك�سويف مبا ال يزيد‬
‫الك�سوف الكلي �أو احللقي‪ ،‬بينما كلما ابتعدنا‬ ‫تتعدى ‪ .%5‬يختلف الك�سوف عن خ�سوف القمر‬ ‫عن ن�صف درجة فيحدث الك�سوف اجلزئي‪،‬‬
‫عن امل�سار‪ ،‬ي�شاهد كك�سوف جزئي بن�سبة �أقل‪،‬‬ ‫ال��ذي ميكن ر�ؤيته من مناطق وا�سعة بنف�س‬ ‫وهو �أعلى �أنواع الك�سوف حدوث ًا بن�سبة ‪،%35‬‬
‫لذلك تكرار الك�سوف الكلي على منطقة �أو‬ ‫التوقيت والن�سبة‪ ،‬حيث يكون الك�سوف حمدد‬ ‫وهناك ك�سوف يجمع الأن��واع الثالث ي�سمى‬
‫دولة معينة يعترب من النوادر التي حتدث يف‬ ‫مب�سار ظل القمر الذي ال يتجاوز عر�ضه ‪350‬‬ ‫الك�سوف الهجني وهو حالة نادرة‪ ،‬حيث يبد�أ‬
‫حياة �أي �شخ�ص‪.‬‬ ‫كلم على �سطح الأر�ض‪ ،‬ميكن من خاللها ر�ؤية‬ ‫بحلقي وينتهي بكلي �أو العك�س‪ ،‬وهذا ن�سبته ال‬

‫‪83‬‬
‫عمان‬
‫الكسوف في سلطنة ُ‬
‫خ�لال القرن املا�ضي مل يحدث ك�سوف‬
‫كلي م�شاهد من �سلطنة ُعمان �سوى يف بداية‬
‫القرن الع�شرين وحتديد ًا يف ‪ 11‬نوفمرب عام‬
‫‪1902‬م‪ ،‬وظل �سكان ال�سلطنة �أكرث من قرن‬
‫مل ي�شاهدوا فيها �أي ك�سوف كلي لل�شم�س‪،‬‬
‫ولكن يف القرن احلايل (‪ )21‬ف�سيكون �سكان‬
‫ال�سلطنة على موعد مع ثالث �أحداث لك�سوف‬
‫�شم�سية اثنني حلقية يف ‪2019‬م و‪2020‬م‬
‫و�أخري كلي يف ‪2081‬م‪.‬‬
‫و�ستحظى ال�سلطنة مب��وع��دي��ن مهمني‬
‫لك�سوف ال�شم�س‪ ،‬حيث �سيتقاطع بها م�ساري‬
‫ك���س��وف�ين حلقيني خ�ل�ال م��و��س�م��ي ك�سوف‬
‫متتاليني (�أق��ل من �ستة �شهور)‪ ،‬وه��ذا من‬
‫النوادر جد ًا �أن ي�شاهد �سكان منطقة ك�سوفني‬
‫حلقية �أو كلية خ�لال �أق��ل م��ن �سنة‪ ،‬حيث‬
‫�سيكون �أول ك�سوف حلقي ي�شاهده �سكان‬
‫�سلطنة ُعمان منذ ‪ 118‬عام �صباح يوم ‪26‬‬
‫دي�سمرب‪2019‬م‪� ،‬سيمر ظل القمر من و�سط‬
‫�سلطنة ُعمان على املحافظات (الظاهرة‬
‫والداخلية وال�شرقية)‪ ،‬حيث يكون عر�ض‬
‫امل�سار ‪ 118‬كيلومرت‪ ،‬و�سريى ك�سوف ًا حلقي ًا‬
‫يغطي القمر ‪ %91‬من قر�ص ال�شم�س‪ ،‬ويبقى‬
‫‪ %9‬حميط ًا بالقمر وك�أنه حلقة من نار‪ ،‬تبد�أ‬
‫املحيط الهندي �إىل جنوب �شرق �آ�سيا على‬ ‫و�سط م�سار ظل القمر ‪ 3‬دقائق و‪ 4‬ثانية‪،‬‬ ‫مراحل الك�سوف من ‪� 6:30‬صباح ًا بتوقيت‬
‫الهند و�سريالنكا واندوني�سيا و�سنغافورة‬ ‫و�سيكون م�شاهد ًا من �شرق ال�سعودية وجنوب‬ ‫ال�سلطنة وتنتهي ال�ساعة ‪� 8:55‬صباح ًا‪،‬‬
‫والفلبني‪.‬‬ ‫وعمان‪ ،‬ثم ميتد عرب‬
‫قطر وغرب الإم��ارات ُ‬ ‫و�ستكون مدة م�شاهدة الك�سوف احللقي يف‬

‫‪84‬‬
‫‪ 21‬يونيو ال�ساعة ‪ 8:12‬بتوقيت ال�سلطنة‪،‬‬ ‫م�سار الك�سوف ال�سابق يف م�ساحة ‪2478‬‬ ‫وبعد �ستة �أ�شهر م��ن ه��ذا الك�سوف يف‬
‫وتنتهي ال�ساعة ‪� 11:14‬صباح ًا‪ ،‬و�ستكون مدة‬ ‫كلم‪ ²‬على حمافظتي الظاهرة والداخلية‪� ،‬أي‬ ‫‪ 21‬يونيو ‪2020‬م �سيبد�أ مو�سم ك�سوف �آخر‬
‫الك�سوف احللقي امل�شاهد ‪ 38‬ثانية فقط‪،‬‬ ‫مدينة �أو قرية داخل هذه امل�ساحة �ستكون يف‬ ‫ب �ح��دوث ك�سوف حلقي �أي���ض� ًا مي��ر م�ساره‬
‫و�سيكون الك�سوف م�شاهد ًا من �شرق �أفريقيا‬ ‫موقع مميز لر�صد الك�سوفني مع ًا يف حدث قد‬ ‫بال�سلطنة من الغرب لل�شرق على املحافظات‬
‫م� ��رور ًا باليمن ُ‬
‫وع �م��ان وباك�ستان والهند‬ ‫ال يراه كثري من النا�س مرتني خالل حياتهم‪.‬‬ ‫(الظاهرة والداخلية وال�شرقية)‪ ،‬و�سيكون‬
‫وال�صني وتايوان‪.‬‬ ‫�ستبد�أ �أول مراحل الك�سوف يف �صباح‬ ‫عر�ض ظ��ل القمر ‪ 21‬كيلومرت متقاطع مع‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ Nasa Eclipse web site‬‏‪-‬‬
‫‪https://goo.gl/ncMRYV‬‏‬
‫‪Dec 2605:18:53132 A -n 0.9701 1N‬‏‪2019‬‬
‫‪102E 66 118 km 03m40s‬‬
‫‪2020 Jun 2106:41:15137 Am nn0.9940 31N‬‬
‫‪80E 83 21 km 00m38s‬‬

‫‪ JOURNAL ARTICLE‬‏‪-‬‬
‫‪Historical Eclipses‬‏‬
‫‪F. Richard Stephenson‬‏‬
‫‪Scientific American‬‏‬
‫)‪Vol. 247, No. 4 (October 1982‬‏‬
‫‪- https://goo.gl/xdUwWt‬‬

‫‪85‬‬
‫قرءاة في كتاب‬

‫لماذا األماكن القديمة مهمة‬


‫كيف تؤثر األماكن األثرية على‬
‫هويتنا وازدهارنا‬

‫د‪ .‬حنان بنت عامر الجابرية‬ ‫قراءة‪:‬‬

‫مساعدة مدير إدارة التخطيط االسرتاتيجي ‪ -‬بلدية مسقط‬

‫‪86‬‬
‫ينتابنا كل هذا االنجذاب إلى األماكن القديمة؟ لماذا تستهوينا ساحة بيازا‬
‫نافونا في روما‪ ،‬أو األهرامات في الجيزة‪ ،‬أو المسجد األقصى في القدس‪ ،‬أو‬ ‫لماذا‬
‫سوق جراند بازار في اسطنبول‪ ،‬أو ميدان ترفلغار في لندن؟ تناول الكاتب‬
‫توماس م‪ .‬مايز هذه التساؤالت‪ ،‬وحاول اإلجابة عليها في كتابه‪ :‬لماذا األماكن القديمة‬
‫معتمدا أسلو ًبا بحث ًيا علم ًيا‪ ،‬استند‬
‫ً‬ ‫مهمة؟ (كيف تؤثر األماكن األثرية على هويتنا وازدهارنا)‪،‬‬
‫فيه على مراجع علمية سابقة في الموضوع ذاته‪ ،‬واستخلص منها أهمية األماكن القديمة‬
‫للناس‪ ،‬وأهم األسباب التي تربطهم بها‪.‬‬
‫وال يقتصر هذا الكتاب على الحديث حول أهمية األماكن التاريخية والتراثية القديمة في‬
‫الماضي فحسب؛ إنما يبحث عن أهميتها وقيمتها المعنوية للناس اليوم‪ .‬فهو يوضح‬
‫تعد هذه األماكن مهمة من خالل استشعار الناس لمكانتهم فيها‪ ،‬وإضفائها‬ ‫لماذا ّ‬
‫امتدادا لمستقبلهم‪ .‬ولم يقتصر مصطلح‬ ‫ً‬ ‫معنى لحياتهم اليومية‪ ،‬فهم يرون من خاللها‬
‫األماكن القديمة في هذا الكتاب على األماكن أو األبنية التاريخية المسجلة رسم ًيا؛ وإنّما‬
‫شمل كل األماكن القديمة‪ ،‬بما فيها الساحات والميادين والشوارع والحدائق والمواقع‬
‫يقدره الناس من مواقع قديمة‪ ،‬حتى لو كان مر عليها جيل واحد‬ ‫التاريخية القديمة‪ ،‬وكل ما ّ‬
‫علمي عن أسباب ارتباط الناس باألماكن القديمة عن‬ ‫ّ‬ ‫بأسلوب‬
‫ٍ‬ ‫فقط‪ .‬كما بحث الكاتب‬
‫طريق االستعانة بقراءات بحثية سابقة‪ ،‬وإجراء مقابالت مع الناس‪ ،‬وعمل تجارب في مجال‬
‫الحفاظ على المواقع القديمة لعقد من الزمن‪ ،‬ليصل من خاللها إلى أربعة عشرة سب ًبا‬
‫تجعلنا نهتم باألماكن القديمة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫االستمرارية‬
‫يعترب الإح�سا�س باال�ستمرارية م��ن �أه��م‬
‫ُهم النا�س يف الأماكن القدمية‪،‬‬ ‫الأ�سباب التي ت ّ‬
‫فاال�ستمرارية تقوي ال�شعور باالنتماء للمكان‬
‫القدمي‪ ،‬وتزيد من اعتزاز الفرد وقيمته مكان ًيا‬
‫وزمان ًيا‪ .‬فلكل �إن�سان حاجة نف�سية تدفعه للرغبة‬
‫مبعرفة ج��ذور ت�سل�سله يف ال��زم��ن وارتباطه‬
‫باملا�ضي‪ ،‬وذلك يعطيه معنى للحا�ضر‪ ،‬ويعك�س‬
‫ام�ت��داده للم�ستقبل‪ ،‬وه��و ما ُيعرف باالرتباط‬
‫ً‬
‫مرتبطا ب�أماكن‬ ‫الزماين املت�سل�سل‪ ،‬والذي يكون‬
‫معينة دون غ�يره��ا‪ .‬ل��ذا تن�ش�أ ل��دي��ه م�شاعر‬
‫اال�ستمرارية‪ ،‬فالأماكن القدمية ت�ساعد النا�س‬
‫على تكوين معنى حلياتهم‪.‬‬
‫الذاكرة‬
‫ح�صيلة الذكريات املتعلقة بالأماكن القدمية‬
‫أي�ضا �أحد �أهم الأ�سباب التي تُع ّلق النا�س‬‫تُ�ش ّكل � ً‬
‫ب �ه��ذه الأم ��اك ��ن؛ لأن ال��ذك��ري��ات ه��ي ج��زء ال‬
‫يتجز�أ من حياة الإن�سان‪ ،‬والذاكرة املكانية هي‬
‫ارتباط الأحداث باملكان‪ ،‬وعاد ًة ما تكون �أقوى‬
‫يف الأماكن القدمية التي عا�ش فيها الإن�سان‪،‬‬
‫والتي قد ال حتمل �أي قيمة �أثرية �أو تاريخية‪ ،‬بل‬
‫ولرمبا يكون عمرها جيل واحد فقط؛ �إمنا هي‬
‫ُتعبرّ عن جتربة �شخ�صية تربط الإن�سان مبكان‬
‫ما‪ ،‬ومب�شاعر معينة جتعله يعطي قيم ًة معنوي ًة‬
‫كبري ًة لهذا املكان‪ ،‬فقد يكون ذلك املكان حمل‬
‫حلوى كنا نرتاده �صغا ًرا‪� ،‬أو تلك ال�ساحة التي‬
‫ُكنا جنتمع فيها ل ّلعب مع �أقراننا‪.‬‬
‫هوية الفرد‬
‫النا�س لبع�ض الأماكن بني و�صفها باجلميلة يف‬ ‫هذه الأماكن يجتمع على تقديرها كل الأجنا�س‬ ‫الأماكن القدمية تختزل هويتنا ك�أفراد فهي‬
‫ع�صر ما �إىل و�صفها بالقبيحة بالن�سبة للأجيال‬ ‫وال�ث�ق��اف��ات يف ال �ع��امل‪ .‬وه�ن��ا ذك��ر ال�ك��ات��ب �أن‬ ‫عاما من الأبحاث‬ ‫ُتعبرّ عنا؛ فلأكرث من ثالثني ً‬
‫ال�لاح�ق��ة‪ ،‬وم��ن ث��م �إع���ادة و�صفها باجلميلة‬ ‫بع�ض الأماكن القدمية تكون مرتبطة ب�أحداث‬ ‫ال�ت��ي ق��ام ب�ه��ا ع�ل�م��اء الآث� ��ار وع�ل�م��اء النف�س‬
‫مرة �أخ��رى‪ .‬وثمة جدل كبري يف تعريف املكان‬ ‫تاريخية م�ؤ�سفة الرتباطها بع�صر �ساد فيه ظلم‬ ‫والفال�سفة وامل�ع�م��اري�ين ع��ن ع�لاق��ة الأم��اك��ن‬
‫اجلميل لدى الفال�سفة والفنانني واملعماريني‬ ‫وا�ستبداد؛ مما يجعلها �أماكن ال قيمة لها عند‬ ‫بهوية الفرد‪� ،‬أثبتت وجود ما ي�سمى باالرتباط‬
‫واملخططني‪ ،‬لأ�سباب قد تعود للن�سبة والتنا�سب‪،‬‬ ‫النا�س‪ ،‬في�سعوا �إىل تدمريها‪ ،‬كما هو احلال يف‬ ‫املتج�سد بت�أثري املكان يف ت�شكيل هوية‬ ‫ّ‬ ‫املكاين‬
‫�أو التنا�سق بني عنا�صر املكان‪� ،‬أو للقيم التي‬ ‫الق�صر اجلمهوري يف برلني‪ ،‬وال��ذي ك��ان بال‬ ‫ال�ف��رد‪ ،‬كما �أك��دت تِل ُكم الأب �ح��اث على وج��ود‬
‫�أُن�شئ عليها امل�ك��ان‪� ،‬أو الق�ص�ص التي ُت��روى‬ ‫�شك مي ّثل ثروة قومية‪� ،‬إال �أنها كانت ثروة لنظام‬ ‫ارتباط كبري بني هوية الفرد واملكان الذي ينتمي‬
‫عن املكان‪� ،‬أو لأن اجلمال موروث �أم �أ ّنه قيمة‬ ‫وحكم معار�ض؛ لهذا مت هدمه بعد توحيد البالد‬ ‫�إليه وينعك�س ذلك على هويته‪.‬‬
‫مو�ضوعية‪ ،‬وغريها من الأ�سباب والت�سا�ؤالت‪.‬‬ ‫ك�إعالن عن التجرد من كل ما يهدد القومية‪.‬‬
‫وقد خل�ص الكاتب �إىل تعريف جمال املكان �إىل‬ ‫ثروة‬
‫الجمال‬
‫ما �أ�سماه بـــــ (حلظة �شهاق)‪� ،‬أو مبعنى �آخر هي‬ ‫ذكر الكاتب �أهمية الأماكن القدمية‪ ،‬والتي‬
‫ً‬
‫اندها�شا عند تواجدنا‬ ‫اللحظة التي ن�شهق فيها‬ ‫من �أبرز �صفات الأماكن القدمية �أ ّنها �أماكن‬ ‫قد تكون على م�ستوى مدينة مثل كوخ �إجنليزي‬
‫يف مكان ما‪ ،‬ونقف فيها حلظة للت�أمل‪ ،‬وتتملكنا‬ ‫جميلة‪ ،‬لهذا فهي باقية ويحافظ عليها النا�س‪.‬‬ ‫ق��دمي‪� ،‬أو قد يتجاوز ذلك �إىل م�ستوى والي��ة �أو‬
‫م�شاعر خا�صة بحجم الكون الكبري كوننا نحن‬ ‫وم�صطلح اجلمال م�صطلح يتجنبه كثري من‬ ‫بلد؛ ليكون ث��روة قومية �أو يتخطى ذلك لي�صل‬
‫ال يتجز�أ م�ن��ه؛ حيث �أ ّن ��ه دائ�م��ا م��ا ي�ك��ون من‬ ‫الباحثني ل�صعوبة تعريفه وملو�ضوعيته واختالف‬ ‫�إىل العاملية ب�أن يندرج حتت قائمة الرتاث العاملي‬
‫ال�سهل الإب�ق��اء واملحافظة على الأم��اك��ن التي‬ ‫تقييمه من �شخ�ص لآخر‪ ،‬كما �أن ا�ست�شعار قيم‬ ‫ك�أهرامات اجليزة؛ لت�صبح ذات قيمة للإن�سانية‬
‫يعتربها النا�س جميلة‪ ،‬على عك�س الأماكن التي‬ ‫اجلمال متغرية مع ال��زم��ن‪ ،‬وق��د يتغري تقييم‬ ‫إن�ساين كبري‪ .‬ومثل‬
‫إرث � ٍ‬ ‫جمعاء؛ ملا حتمله من � ٍ‬

‫‪88‬‬
‫ترتبط األماكن‬
‫القديمة بمشاعر‬
‫االستمرارية‬
‫والذكريات‬
‫والجمال وقصص‬
‫األسالف‬

‫العمارة‬ ‫ال يجدونها جميلة‪ .‬كما �أكد الكاتب �أنّ الأماكن‬


‫يستشعر الناس‬ ‫القدمية اجلميلة لها مردو ٌد اقت�صادي ونف�سي‬
‫وه��و م��ا ع�ّب�رّ عنه الكاتب ب�سحر العمارة‬
‫مكانتهم في‬ ‫ا َملبنِي على مبادئ النِ�سب والتنا�سب والتوازن‬
‫عايل جدً ا‪.‬‬

‫األماكن القديمة‪،‬‬ ‫واالن�سجام بني ال ُكتل والأل��وان‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل‬ ‫التاريخ‬


‫عامل ال��زم��ن‪ .‬حيث ي�سافر النا�س م�سافات‬
‫ويرون من‬ ‫بعيدة لزيارة مباين معمارية قدمية و�شهرية‬ ‫القيمة التاريخية ه��ي م��ن �أه��م العوامل‬
‫ك�ت��اج حم��ل وغ�يره��ا م��ن الأم��اك��ن‪ .‬فالعمارة‬ ‫التي تعطي الأماكن القدمية �سب ًبا قو ًيا يجعل‬
‫خاللها امتداد‬ ‫ح�صيلة مهارات يف ا�ستخدام تقنيات البناء‬ ‫النا�س ي�سعون �إىل احلفاظ عليها؛ لأنها تروي‬
‫مستقبلهم‬ ‫والألوان والفن يف النحت والنقو�ش والكتابات‪،‬‬ ‫ما�ضيهم وانت�صاراتهم‪ .‬فالأماكن التاريخية‬
‫ت��رب��ط الإن �� �س��ان ب��امل�ك��ان ع��ن ط��ري��ق ق�ص�ص‬
‫لتظهر الإم�ك��ان�ي��ات الب�شرية الهائلة يف كل‬
‫ع�صر‪ ،‬والتي قد تعجز النظريات احلديثة عن‬ ‫الأ��س�لاف والأح ��داث التاريخية التي ي�ستطيع‬
‫تف�سريها كتقنية بناء الأه��رام��ات‪ .‬فالعمارة‬ ‫بها ا�ستح�ضار املا�ضي يف هذه الأماكن وتخيل‬
‫حلقب‬‫ال�ق��دمي��ة ت�ثري ذاك��رت �ن��ا‪ ،‬و ُت �ع�ّب�رّ ع��ن ا ُ‬ ‫�أحداثه‪ .‬وكلما زادت قيمة املوقع تاريخ ًيا‪ ،‬كلما‬
‫ال��زم�ن�ي��ة وت�سل�سلها‪ ،‬وال �ت��ي ت �ك��ون مرتبطة‬ ‫�ساهم ذلك يف انتقال قيمته من القومية �إىل‬
‫بالأو�ضاع االقت�صادية واالجتماعية والثقافية‬ ‫العاملية‪ ،‬لي�صبح بذلك من الرتاث العاملي التي‬
‫لكل حقبة‪ ،‬وهي ُتعبرّ عن تطور تقنيات البناء‬ ‫ت�شعر الإن�سانية جمعاء ب�أهميته ك�إجناز �إن�ساين‬
‫واملهارات املوجودة يف كل حقبة‪ ،‬حيث يتهافت‬ ‫حمل اعتزاز وتقدير‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫والفنانني املبدعني بهذه الأماكن لكونها م�صدر‬ ‫النا�س �إىل التم ّعن يف الأعمال اليدوية للب ّنائني‪،‬‬
‫�إلهام لهم‪ ،‬ولأنها يف فرتة من الفرتات كانت‬ ‫روحا يتميز‬
‫وتوقيعهم على �أعمالهم‪ ،‬التي ت�ضفي ً‬
‫تتميز بزهد �أ�سعارها‪ ،‬فيجتمع فيها الأدب��اء‬
‫والفنانني ب�شكل دوري يف جل�سات فنية‪ .‬ومع‬
‫ب��ه العمل املنجز‪ .‬ف�ق��راءة التاريخ م��ن خالل‬
‫العمارة ت�ساعد املجتمعات على فهم �أنف�سهم‪،‬‬
‫األماكن المقدسة‬
‫�شهرة الأدباء والفنانني املرتادين لهذه املقاهي‪،‬‬ ‫وارتباطهم باملا�ضي وباملكان‪ ،‬وتعطيهم نظرة‬ ‫القديمة تؤثر في‬
‫يتزايد اجن��ذاب غريهم من املهتمني ب��الأدب‬ ‫متفائلة للم�ستقبل‪.‬‬
‫والفن‪ ،‬وممن يرغبون يف �أن يكونوا قريبني من‬ ‫هوية الناس‪،‬‬
‫املُلهِ مني واملبدعني‪ ،‬ومع مرور الوقت ت�صبح هذه‬ ‫ال ُ‬
‫قدسية‬
‫الأماكن مزارات للأدباء والفنانني واملهتمني‪.‬‬ ‫وفلسفتهم في‬
‫الأماكن القدمية املُق ّد�سة مهمة جدً ا عند‬
‫التعلّم‬ ‫النا�س؛ لكونها ت�شكل معامل �أ�سا�سية لهويتهم‬ ‫تفسير معنى‬
‫درو�سا ال‬
‫و�إميانهم وفل�سفتهم يف تف�سري معنى احلياة‪.‬‬ ‫الحياة‬
‫يتعلم النا�س من الأماكن القدمية ً‬ ‫ويف ه��ذه الأم��اك��ن ي�ست�شعر ال��زائ��ر م�شاعر‬
‫ميكن �أن يتعلموها من �أي مكان �آخر‪ .‬فالأماكن‬ ‫خمتلفة‪ ،‬غال ًبا ما تكون م�شاعر دينية فيها من‬
‫ال�ق��دمي��ة ُت �ع�ّب�رّ ع��ن امل��ا� �ض��ي‪ ،‬وط��ري�ق��ة عي�ش‬ ‫اخل�شوع والروحانية العالية‪ .‬فهي حمل احرتام‬
‫النا�س وثقافتهم‪ ،‬والذي ميكن من خالله فهم‬ ‫وتقدير من قِبل املتدينني وغري املتدينني‪ ،‬لأنها‬ ‫العمارة القديمة‬
‫احلا�ضر‪ .‬ففي الأم��اك��ن القدمية ي�سهل على‬
‫ال��زائ��ر رب��ط ال�ع��وام��ل االجتماعية والثقافية‬
‫تعبرّ عن ال�سالم وال�سكينة والطم�أنينة‪ .‬وي�شرتك‬ ‫تثري الذاكرة‪،‬‬
‫العامل يف تقدير قيمة الأماكن املقد�سة‪ ،‬و�إن‬
‫واالقت�صادية وال�سيا�سية لتف�سري الأح ��داث‬ ‫اختلفوا يف �أديانهم‪ ،‬لأن هذه الأماكن تعبرّ عن‬ ‫حقب‬ ‫وتع ّبر عن ال ِ‬
‫م�سرحا‬
‫ً‬ ‫التاريخية‪ .‬كما تُ�ش ّكل الأماكن القدمية‬ ‫الأخالقيات احلميدة التي تدعو �إليها الديانات‬
‫للأحداث التاريخية‪ ،‬حيث ي�ستعني بها املعلمون‬ ‫مثل امل�سجد الأق�صى يف القد�س‪ .‬وترتبط هذه‬ ‫الزمنية وتسلسلها‬
‫يف �شرح الوقائع التاريخية لطالبهم‪.‬‬ ‫الأماكن غال ًبا بق�ص�ص ورواي��ات جتذب �إليها‬ ‫وارتباطها‬
‫الزوار‪.‬‬
‫االستدامة‬ ‫باألوضاع‬
‫اإلبداع واالبتكار‬
‫تمُ � ّث��ل الأم��اك��ن القدمية �أ�س�س اال�ستدامة‬ ‫االقتصادية‬
‫البيئية م��ن خ�لال اال�سرت�شاد يف ا�ستهالك‬ ‫الأماكن القدمية العامة‪ ،‬والأ�سواق القدمية‪،‬‬
‫املباين القدمية للطاقة‪ ،‬حيث �أن الت�صاميم‬ ‫التي حتوي عددًا من املقاهي واملطاعم واملحالت‬ ‫واالجتماعية‬
‫كانت تتم ب�أ�ساليب ومب��واد حتافظ على درجة‬
‫حرارة منا�سبة داخل املبنى‪ ،‬وحتتاج �إىل كميات‬
‫القدمية‪ ،‬تُعطي للزائر جتربة ا�ستثنائية ال ميكن‬
‫�أن ي�ست�شعرها يف غري تلك الأماكن؛ فهي �أماكن‬
‫والثقافية‬
‫�أقل من الطاقة يف تدفئتها �أو تربيدها كالتي‬ ‫حمفّزة على الإب��داع واالبتكار‪ ،‬حيث �أننا جند‬
‫حتتاجها امل�ب��اين احلديثة؛ ب�سبب ت�صميمها‬ ‫ارتباط �أ�سماء العديد من الكتّاب وال�شعراء‬
‫املراعي لل ُمناخ العام للمكان‪ .‬فاملباين القدمية‬
‫يعتمد ت�صميمها على التجاوب مع املُناخ عن‬
‫طريق توجيه املبنى لالجتاه ال�صحيح‪ ،‬وفتح‬
‫النوافذ يف اجت��اه��ات و�أم��اك��ن حم��ددة حتفظ‬
‫للمبنى ال��دفء �شتا ًء وال�ب�رودة �صيفًا‪ ،‬بحيث‬
‫ال حتتاج �إىل �أ�ساليب تقنية حديثة يف تدفئة‬
‫�أو تربيد املبنى‪� .‬أم��ا على م�ستوى التخطيط‬
‫احل���ض��ري‪ ،‬جن��د �أن ت�صميم امل��دن القدمية‬
‫ي��راع��ي ب�شكل ك�ب�ير ال�ت�ك� ّي��ف م��ع املُ �ن��اخ عن‬
‫طريق توجيه الطرق واملمرات‪ ،‬وزيادة الكثافة‬
‫ال�سكانية خل�ل��ق م��دن ي�ك��ون امل���ش��ي فيها هو‬
‫الو�سيلة الأ�سا�سية للتنقل‪.‬‬
‫األسالف‬
‫الأماكن القدمية تربطنا ب�أ�سالفنا و�أ�سالفنا‬
‫يربطوننا ب�أماكننا القدمية‪ ،‬فهي عملية مرتابطة‬
‫ت�شكل انتماءنا وهويتنا‪ .‬ولي�س بال�ضرورة �أن‬
‫تكون هذه الأماكن �أثرية �أو تاريخية‪ ،‬و�إمنا قد‬

‫‪90‬‬
‫على الأبنية الأثرية �أكرث بكثري من البنائني يف‬ ‫وانتمائهم للمكان وجتمعهم هوية واحدة‪ .‬ففي‬ ‫تكون �شجرة يف بيت اجلد اعتاد �أفراد العائلة‬
‫الأبنية احلديثة‪ ،‬لأن عملهم يتطلب مهارات‬ ‫درا�سة بحثية �أجريت يف عام ‪ 2014‬عن ارتباط‬ ‫اجللو�س حتتها‪� ،‬أو جمل�س قدمي لأهايل القرية‪،‬‬
‫خا�صة‪ .‬وكما ترفع من قيمة العقارات املحيطة؛‬ ‫املجتمعات بالأماكن القدمية‪� ،‬أثبتت �أن �أفراد‬ ‫فهي �أماكن ُتعبرّ عن ما�ضينا ك�أ�شخا�ص‪ ،‬وتروي‬
‫يف�ضلون الأماكن القدمية عن الأماكن‬ ‫املجتمع ّ‬ ‫ق�ص�ص عنا‪ .‬وذكر الكاتب درا�سة �أجريت يف‬
‫مم��ا ينعك�س �إي �ج��ا ًب��ا ع�ل��ى االق�ت���ص��اد ال�ع��ام‬
‫للبلد‪ ،‬وه��ذا ما �أثبتته البحوث وال��درا��س��ات‪.‬‬ ‫اجلديدة‪ ،‬و�أ ّنهم يعتربون الأماكن القدمية من‬ ‫ع��ام ‪� 2014‬أثبتت �أن الأف ��راد الذين يعرفون‬
‫كما �أن احلفاظ على الأم��اك��ن الرتاثية حتفّز‬ ‫الأ�صول الق ّيمة للمجتمع‪ ،‬و�أن املحافظة عليها‬ ‫الكثري عن ما�ضيهم والأماكن التي عا�شوا فيها‬
‫ال�سياحة الرتاثية لتكون َم��و ِردًا اقت�صاد ًيا قو ًيا‬ ‫م�س�ؤولية اجتماعية‪ ،‬وهي ت�ساهم يف اجلانب‬ ‫ه��م �أك�ثره��م فاعلية يف جمتمعاتهم‪ ،‬و�أك�ثر‬
‫للدولة‪ .‬هذا بالإ�ضافة �إىل دور احلفاظ على‬ ‫االقت�صادي‪ ،‬وت�ضفي قيمة جمالية على امل�شهد‬ ‫م�شاركة يف املجال�س املدنية‪ ،‬ولهم م�ساهمات‬
‫الأماكن الرتاثية والقدمية يف تن�شيط الأحياء‬ ‫العمراين للمدينة‪ .‬والأم��اك��ن القدمية هنا ال‬ ‫وم�شاركات جمتمعية وا�سعة‪ .‬ويف درا�سة �أخرى‬
‫أي�ضا على االبتكار من‬ ‫العمرانية‪ ،‬فهي حمفزة � ً‬ ‫تقت�صر على املباين التاريخية فح�سب‪ ،‬و�إنمّ ��ا‬ ‫�أجريت ع��ام ‪� 2010‬أك��دت �أن الأط�ف��ال الذين‬
‫خ�لال ا�ستحداث م�شاريع ا�ستثمارية بطابع‬ ‫ال�شوارع وال�صروح والأ�سواق واملحالت القدمية‬ ‫يعرفون الكثري م��ن الق�ص�ص ع��ن �أ�سالفهم‬
‫تراثي مميز‪ ،‬يعزز التناف�سية االقت�صادية‪ .‬كما‬ ‫التي �أ�صبحت ج��ز ًءا من هوية املكان‪ ،‬وت�ش ّكل‬ ‫يظهرون م�ستويات �أعلى من االت��زان النف�سي؛‬
‫�أن الأبنية الأثرية تُ�ساهم ب�شكل كبري يف تفعيل‬ ‫التجربة اال�ستثنائية ل��وج��ود ال�ف��رد يف ذلك‬ ‫ذل��ك لأنّ ق�ص�ص �أ�سالفهم ت�ع��زز هويتهم‪،‬‬
‫امل�شاريع ال�صغرية واملتو�سطة بحكم خ�صو�صية‬ ‫املكان‪ .‬وغال ًبا ما تكون هذه الأماكن ُم�ص ّممة‬ ‫وتربط يف �أذهانهم الأح��داث بالزمان واملكان‬
‫ت�صميمها‪ ،‬مما يدعم االقت�صاد القومي‪.‬‬ ‫للم�شي ب �ت��و ّف��ر مم���رات وت���ش�ج�ير و��س��اح��ات‬ ‫ليكونوا هم ج��ز ًءا من الرواية املت�سل�سلة‪ .‬كما‬
‫وميادين حت� ّده��ا امل�ح�لات؛ مم��ا جتمع �أف��راد‬ ‫يعزز يف �أنف�سهم الإح�سا�س باالعتزاز والكرامة؛‬
‫يف اخلتام ن�ستخل�ص �أن الأم��اك��ن العامة‬ ‫املجتمع‪ ،‬وتزيد من التوا�صل فيما بينهم؛ مما‬ ‫كونهم ينتمون �إىل املكان نف�سه الذي ولد وعا�ش‬
‫القدمية مهمة ك�أهمية الأماكن احلديثة‪ ،‬لأننا‬ ‫ينتج عنه جمتمع مرتابط‪ .‬فلي�س ب�إمكاننا �أن‬ ‫ومات فيه �أ�سالفهم‪ ،‬ويرون �أجماد ما قاموا به‪،‬‬
‫مرتبطون بها مب�شاعر اال�ستمرارية والذكريات‬ ‫ال�سبل‬
‫نبني جمتم ًعا و�إمن��ا ب�إمكاننا �أن نه ّي�أ ُ‬ ‫ويرون م�ستقبلهم فيه‪.‬‬
‫والهوية‪ ،‬وهي متثلنا ك�أفراد وجماعات‪ ،‬كما �أنها‬ ‫للمجتمعات للنمو واالزده��ار‪ ،‬وذلك ب�أن ُن�س ّهل‬
‫تعطينا جتار ًبا ا�ستثنائية يف �أن نعي�ش اجلمال‪،‬‬ ‫عليهم عملية التوا�صل ب�شكل طبيعي‪ ،‬وهذا ما‬ ‫المجتمع‬
‫و�إبداع العمارة والقد�سية والروحانية‪ ،‬ومعرفة‬ ‫جنده واق ًعا يف املجتمعات القدمية‪.‬‬
‫ق�ص�ص �أ�سالفنا فيها‪ ،‬فهي تخلق عالقة قوية‬ ‫النا�س هم �أه��م من امل�ب��اين‪� ،‬إال �أن نب�ض‬
‫بيننا وب�ين ه��ذه الأم��اك��ن ال�ق��دمي��ة وت�شعرنا‬ ‫االقتصاد‬ ‫النا�س يكمن يف الأماكن القدمية‪ .‬فالأماكن‬
‫باالنتماء‪ ،‬ومنها نتعلم الكثري من الدرو�س عن‬ ‫القدمية تقوي املجتمعات؛ لأن النا�س دائ ًما‬
‫ما�ضينا وتاريخنا‪ .‬كما �أنها ت�ضرب مثالاً يف‬ ‫الأماكن القدمية تعزز ا�ستدامة االنتعا�ش‬ ‫ما يعتزون بالأماكن التي يعي�شون فيها‪ ،‬فهم‬
‫اال�ستدامة البيئية‪ ،‬فهي م�صدر �إلهام للأدباء‬ ‫واالزده���ار االقت�صادي؛ لأن�ه��ا ت�ساهم ب�شكل‬ ‫ي�شعرون باالرتباط باملكان الذي يعي�شون فيه‪.‬‬
‫والفنانني‪ ،‬وكلها عنا�صر ت�ساهم يف تعزيز‬ ‫كبري يف توفري فر�ص العمل‪ ،‬وترفع من دخل‬ ‫�إن املجتمعات القدمية هي جمتمعات ي�شرتك‬
‫وازدهار االقت�صاد املحلي والقومي‪.‬‬ ‫العاملني؛ ل�ك��ون �أج ��ور العاملني يف احلفاظ‬ ‫النا�س فيها بخرباتهم وجتاربهم وذكرياتهم‬

‫‪91‬‬
‫لكم التحية‬

‫استثمار الكفاءات لتحقيق الكفايات‬


‫يف الوقت الذي ت�سعى فيه بلدية م�سقط �إىل تقدمي خدماتها البلدية‬
‫للمجتمع وجتويدها‪ ،‬فهي تعمل كذلك على حتقيق �أهدافها الإ�سرتاتيجية‬
‫املرتبطة بكفاءة كوادرها الوظيفية‪ ،‬وذلك من �أجل �ضمان خمرجات‬
‫ما يتم �إ�سناده لهم من �أعمال‪ ،‬حتقق يف ح�صيلتها قيمة م�ضافة يف‬
‫اخلدمات املقدمة �أو يف ت�سيري الأعمال املنجزة‪.‬‬
‫ومن منطلق االهتمام بقطاع املوارد الب�شرية‪ ،‬فقد �أخذت بلدية م�سقط‬
‫يف اعتبارها ت�ضمني قطاع امل��وارد الب�شرية �ضمن �أهدافها الع�شرة‬
‫للتطوير‪ ،‬والتي جاءت معبرّ ة عن املحاور الأ�سا�سية التي ت�ضمن لها تقدمي‬
‫ر�سالتها للمجتمع‪ ،‬ومن بني تلك املحاور ي�أتي ذكر تنمية املوارد الب�شرية‬
‫كمحور ي�شتمل على تطوير الهيكل التنظيمي‪ ،‬والو�صف الوظيفي‪ ،‬وكذلك‬ ‫د‪ .‬سهيل بن سالم الشنفري‬
‫عن�صر الت�أهيل والتدريب‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل تنمية العالقات االجتماعية‪.‬‬ ‫مدير التحرير‬

‫ومن جانب �آخر فقد ُ�ض ّمنَ حمور تطوير املجاالت الإدارية والتنظيمية‬
‫بني �صفوف املوظفني‪ ،‬بحيث ي�شتمل على ر�ؤية البلدية الرامية �إىل تب�سيط‬
‫الإجراءات‪ ،‬وحت�سني اخلدمات‪� ،‬إىل جانب التفوي�ض الإداري‪ ،‬وتر�سيخ‬
‫الالمركزية الإداري��ة‪ ،‬وغريها من ال�ش�ؤون التي تكفل تقدمي خدمات‬
‫عالية اجلودة‪ ،‬ومب�ستوى يحقق التناف�سية‪ ،‬ويعزز من �أداء العمل البلدي‪.‬‬
‫ويعد اال�ستثمار يف ر�أ�س املال الب�شري‪ ،‬وتطوير الكفاءات‪ ،‬من العنا�صر‬
‫املهمة لأي م�ؤ�س�سة تتعامل ب�شكل مبا�شر مع املجتمع اخلارجي‪ ،‬كما يعترب‬
‫هذا العن�صر م�ؤ�ش ًرا لقدرة �أي م�ؤ�س�سة على حتقيق الكفايات‪ ،‬من خالل‬
‫ا�ستثمارها لتلك املوارد الب�شرية‪ ،‬وت�شغيل قطاعاتها اخلدمية‪ ،‬مبا يحقق‬
‫الر�ضا عن اخلدمات‪ ،‬وتقدمي ال�صورة املثلى لها‪ ،‬وذلك عرب موظفني يتم‬
‫تزويدهم مبهارات عملية وتعليمية وتدريبية تواكب م�ستجدات العمل‪،‬‬
‫وتكنولوجيا الع�صر‪ ،‬واملنظور الإداري ب�شكل عام‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل مواكبة‬
‫احتياجات املجتمع‪ ،‬وتطلعاته من جهة �أخرى‪.‬‬
‫ومل ت�ألوا بلدية م�سقط جهدً ا يف �إعداد موظفيها الإعداد اجليد‪ ،‬الذي‬
‫يتما�شى مع مناهجها املر�سومة �ضمن �أهدافها القطاعية والتطويرية‪،‬‬
‫والتي ما و�ضعت �إال من �أجل �أن تلبي تطلعات املجتمع من اخلدمات‪ ،‬ومبا‬
‫يمُ ك ّنها يف الوقت ذاته من امل�شاركة يف بناء العن�صر الب�شري الذي هو‬
‫عماد للنه�ضة املباركة‪.‬‬

‫‪92‬‬

You might also like