Professional Documents
Culture Documents
التطبيقــات الأنثروبولوجيـــة
التطبيقــات الأنثروبولوجيـــة
جامعــــــة معســـــكر
التطبيقــات الأنثروبولوجيـــة
2022- 2021
خطــــة البـــــحث
مقدمــــــة
خاتمــــــــة
مقدمــــة :
إن هذا الكائن الفريد املسمى باإلنسان؛ كان دائما وال يزال موضع التأمل
و الدراسة من قبل كثري من العلوم الطبيعية و اإلنسانية على حد سواء .فمنذ قدمي الزمان
الحظ اإلنسان بصفة عامة الفروق القائمة بني شعوب اجلنس البشري
و اهتم مبعرفة الطبيعة اإلنسانية و تفسري االختالفات يف املالمح اجلسمية و لون البشرة و
العادات و التقاليد و الديانات و الفنون و غري ذلك من مظاهر احلياة
و يف إطار هذا االهتمام و التساؤل تطورت الدراسات Rخالل العصور و تبلورت بنشأة فرع
جديد من فروع املعرفة اصطلح على تسميته باألنثروبولوجيا.
نعترب األنثروبولوجيا علماً حديثاً يقرب عمرهُ من قرن وربع القرن تقريباً كما
مُي كننا أن َ
نستطيع .بعني الوقت ،أن نعتربها من أقدم علوم البشر .فاجلامعات مل تبدأ بتدريس
األنثروبولوجيا إال حديثاً جداً .فلقد ع أول ٍ
أستاذ هلا يف جامعة أكسفورد ،وهو " السر نّي
أدورد تايلور" عام ،1884ويف جامعة كمربج ،وهو األستاذ " هادن" يف عام ،1900ويف
جامعة لفربول ،وهو " السر جيمس فريزر" يف عام .1907وع أول أس ٍ
تاذ هلا يف جامعة ُ نّي
لندن يف عام ،1908ويف اجلامعات األمريكية يف عام .1886
المبحث الأول :مدخل إلى الأنثروبولوجيا
ان تعريف الأنثروبولوجيا ليس بالأمر السهل ،لكن نقول أنه لقي الكثير من الاهتمام من
الباحثين و لاسيما البريطانيين ،حيث ظهر سنة 1593م بالمملكة المتحدة البريطانية ،و كان
المقصود به دراسة الانسان من جميع جوانبه الطبيعية ،و السيكولوجية و الاجتماعية ،و لذلك
ظل حتى الان يحمل معنى الدراسة المقارنة للجنس البشري ،الا أن تزايد البحث و خاصة في
المجتمعات البدائية أدى الى تطورات هامة في النظرة إلى الأنثروبولوجيا ،وخاصة في علاقتها
بالاثنولوجيا و الاثنوغرافيا و علم الآثار و اللغويات ،و غيرها من الدراسات التي تتصل بدراسة
الإنسان .
المطلب الثاني :نشأة الأنثروبولوجيا
إن الأنثروبولوجيا التطبيقية هي مجموعة المبادئ و العمليات النظرية و الأفكار ،التي لخصت
مجموع فروع الأنثروبولوجيا العامة المختلفة ،في تطوير وتغيير المجتمعات الإنسانية ،وأول استخدام
كان على يد المفكر " راد كليف براون" سنة 1930م ،كذلك استخدم مالينوفسكي مصطلح
الأنثروبولوجيا العملية ليشير إلى نفس المعنى السابق ،وعموما فالأنثروبولوجيا التطبيقية تنطلق
أساسا من مقدمة أساسية مفادها " :أن تطوير العلم يتناول العلاقات الإنسانية ،فلابد أن يرتكز
على إمكانية اختيار نظرياته وقضاياه في الممارسة ،وذلك حينما تدرس بالفعل مشكلات
ملموسة في المجتمع ".وإذن فالمتخصص في هذا الميدان يتحمل مسؤولية التأثير في مجرى الحياة
1
والعلاقات الاجتماعية مستعينا بالمعرفة العلمية .
و الجدير بالذكر أن هناك بعض الفروق بين الذين يرون أن الأنثروبولوجيا التطبيقية تمثل مهنة
متخصصة تحتاج إلى معرفة نظرية و خبرة عملية معا،و الذين يرون أنها نوع من البحث
للمجتمعات البدائية وخاصة فيما يتعلق بالتحولات التي حدثت في تلك الفترة عند تحولها إلى
في القرن الخامس قبل الميلاد ،و الذي كان رحالة يحب السفر ،أول من صور أحلام
الشعوب وعاداتهم وطرح فكرة وجود تنوع وفوارق من حيث النواحي السلالية و الثقافية و
فهو أول من قام بجمع معلومات وصفية دقيقة عن عدد كبير من الشعوب غير الأوروبية،
حيث تناول بالتفصيل تقاليدهم و عاداتهم و ملامحهم الجسمية و أصولهم السلالية ،إضافة
و كذلك نجد أن أرسطو كان من الأوائل الذين وضعوا بعض أوليات الفكر التطوري
للكائنات الحية ،و ذلك من خلال ملاحظاته و تأملاته في التركيبات البيولوجية وتطورها في
الحيوان ،كما ينسب إليه أيضا توجيه الفكر نحو وصف نشأة الحكومات و تحليل أشكالها،
الأمر الذي يعتبر مساهمة مبدئية وهامة في دراسة النظم الاجتماعية و الإنسانية.
مستقل لدراسة الشعوب و ثقافاتهم ،أو تقاليد راسخة لمثل هذه الدراسات و قد رأى بعض
برونزية ثم حديدية 2 ،...بينما رأى البعض الأخر في فكرة "لوكورتيوس" ،تطابقا مع فكرة
"لويس موجان" أحد أعلام الأنثروبولوجيا في القرن التاسع عشر ،و ذلك من حيث رؤية
و على الرغم من أن الرومان اهتموا بالواقع ،من حيث ربط السلالات البشرية بإمكانية
التقدم الاجتماعي و الحركة الحضارية ،فقد وجدوا في أنفسهم امتيازا و أفضلية على
الشعوب الأخرى فكان الروماني فوق غيره بحكم القانون ،حتى أن الرومان إذا أرادوا أن
يرفعوا من قدر الإنسان أو شأن سلالة ،تصدر الدولة قرارا بمنح الجنسية الرومانية له و يبدو
أن هذا الاتجاه عنصري ،وجد في معظم الحضارات القديمة و لاسيما الحضارات الشرقية
يعتقد بعض المؤرخين و لاسيما الأنثروبولوجيين منهم أنه على الرغم من اهتمام الصينيين
من الناحية الاقتصادية المعيشية ،حتى أن تجارتهم الخارجية انحصرت فقط في تبادل السلع،
من دون أن يكون لها تأثيرات ثقافية عميقة فلم يعبأ الصينيون في القديم بالثقافات الأخرى
خارج حدودهم ،ومع ذلك لم يخل تاريخهم من بعض الكتابات الوصفية لعادات الجماعات
و لذلك اهتم الفلاسفة الصينيين القدامى بالأخلاق و شؤون المجتمعات البشرية ،من خلال
الاتجاهات الواقعية في دراسة أمور الحياة الإنسانية ومعالجتها لأن معرفة الأنماط السلوكية
التي ترتبط بالبناء الاجتماعي ،في أي مجتمع تسهم في تقديم الدليل الواضح على التراث الثقافي
لهذا المجتمع ،و الذي يكشف بالتالي عن طرق التعامل فيما بينهم من جهة ،ويحدد أفضل
الطرق للتعامل من جهة أخرى ...وهذا ما يفيد الباحثين في العلوم الأخرى ،و لاسيما تلك
و عصر النهضة
يذكر المؤرخون أنه في هذه العصور الوسطى 'المظلمة' تدهور التفكير العقلاني ،و ُأ دينت أية
أفكار تخالف التعاليم المسيحية ،أو ما تقدمه الكنيسة من تفسيرات للكون و الحياة
الإنسانية ،و لكن إلى جانب ذلك كانت مراكز أخرى وجهت منطلقات المعرفة وحددت
و قد ظهرت في هذه المرحلة محاولات عدة للكتابة عن بعض الشعوب إلا أنها اتسمت غالبا
بالوصف التخيلي بعيدة عن مشاهد المباشرة على أرض الواقع ،مثال ذلك ما قام به الأسقف
"اسيدور" الذي عاش ما بين ( )636-560حيث أعد في القرن السابع ميلادي موسوعة
عن المعرفة و أشار فيها إلى بعض تقاليد الشعوب المجاورة و عاداتهم و لكن بطريقة وصفية
عفوية تتسم بالسطحية و قد ظلت تلك الشعوب السائدة و الشائعة حتى القرن الثالث عشر
حيث ظهرت موسوعة أخرى أعدها الفرنسي "باتولو ماكوس" التي حظيت بشعبية كبيرة على
3
الرغم من أنها تختلف كثيرا عن سابقتها في الاعتماد على الخيال.
و تمتد من منتصف القرن السابع ميلادي حتى نهاية القرن الرابع عشر تقريبا حيث بدأ
الإسلام في الانتشار و بدأت معه بوادر الحضارة العربية الإسلامية آنذاك بالتكوين و
الازدهار .
و قد اقتضت الأوضاع الجيدة التي أحدثتها الفتوحات العربية الإسلامية في البلاد الاهتمام
بدراسة أحوال الناس في البلاد المفتوحة و سبيل إدارتها حيث أصبح ذلك من ضروريات
و يمكن أن نقول أن الفلاسفة و المفكرين الغرب أسهموا بفاعلية خلال العصور الوسطى في
معالجة كثير من الظواهر الاجتماعية التي يمكن أن تدخل في الاهتمامات الأنثروبولوجية ،و
لاسيما التنوع الثقافي بين الشعوب ،سواء بدراسة خصائص ثقافة أو حضارة أو بمقارنتها مع
ثقافة أخرى ،و لكن على الرغم من اعتبارها مصادر للمادة الأثنوغرافية التي درست
الحياة.
فان الأنثروبولوجيا التي تبلورت في أواخر القرن التاسع عشر كعلم جديد معترف به ،و لمتكن
ذات صلة تذكر بهذه الدراسات و لا يغيرها من الدراسات (اليونانية و الرومانية القديمة).
يتفق المؤرخون على أن عصر النهضة في أوروبا ،بدأ في نهاية القرن الرابع عشر ميلادي،
حيث شرع الأوروبيون بعملية دراسة انتقائية للمعارف الاغريقية و العربية ،متوافقة بحركة
ريادية نشطة للاكتشافات الجغرافية ،وتبع ذلك الانتقال من المنهج الفلسفي الى المنهج العلمي
التجريبي في دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية ،و الذي تبلور و تكامل في القرن السابع
عشر.
ان هذه التغيرات مجتمعة أدت الى ترسيخ عصر النهضة أو ما سمي عصر الأنوار ،و أسهمت
بالتالي في بلورة الأنثروبولوجيا في نهاية القرن التاسع عشر ،كعلم يدرس تطور الحضارة
البشرية في اطارها العام وعبر التاريخ الانساني ،الامر الذي استلزم توافر الموضوعات الوصفية
عن ثقافات الشعوب و حضاراتها ،في أوروبا وخارجها من أجل المقارنات و التعرف على
أساليب هاته الشعوب و تؤتيبها بحسب مراحل تطورية معينة ،بحيث يضع ذلك أساسا لنشأة
الأنثروبولوجيا.
خاتمة:
و ختاما أو تأسيسا على ما قدمنا يمكن القول ان الفكر الأنثروبولوجي الذي ساد في القرن
التاسع عشر أو قبل نشأة الأنثروبولوجيا وتجلى في العديد من كتابات الفلاسفة و الباحثين و
المؤرخين ،شكل الملامح النظرية الأولى لعلم الأنثروبولوجيا الذي بدأ يستقل بذاته مع بدايات
قائمة المراجع:
محمد عبده محجوب_الأنثروبولوجيا التطبيقية_دار المعرفة_الاسكندرية_2006