‫املحور الرابع ‪ :‬التسييرالضريبي للتحفيزات الجبائية‬

‫نهدف من خالل هذه املحاضرة توضيح أمفهوم التحفيزات الجبائية و خصائصها وأهم أشكالها باإلضافة الى‬
‫عرض بعض التحفيزات التي جاءت في التشريع الجزائري في مجال تشجيع االستثمار‬

‫‪-‬مفهوم التحفيزات اجلبائية ‪:‬‬

‫اعترب التحفيزات اجلبائية أحد اهم األدوات اليت تستخدمها الدولة يف اطار تنفيذ السياسة االقتصادية واالجتماعية ‪،‬‬
‫وهي ابملفهوم البسيط تشري اىل تلك االجراءات واالمتيازات اليت تقدمها الدولة للمتعاملني االقتصاديني بغرض‬
‫توجيه نشاطهم لقطاع معني أو منطقة جغرافية أو أي هدف آخر يندرج ضمن السياسة العامة للدولة ‪ ،‬كما‬
‫تعرف كذلك أبهنا " عبارة عن ختفيض يف معدل الضريبة ‪ ،‬أو القاعدة الضريبية أو االلتزامات اجلبائية واليت متنح‬
‫للمستفيد بشرط تقيده والتزامه مبجموعة من املقاييس ( الشروط) ‪،‬‬
‫‪-2‬خصائص التحفيزات اجلبائية ‪:‬‬
‫للتحفيزات اجلبائية مجلة من اخلصائص توجزها يف ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬هي اجراءات اختيارية ‪ :‬أي أن للمؤسسة احلرية التامة يف اختيار اخلضوع هلا واالستفادة منها او‬
‫العكس‬
‫‪ ‬اجراءات ختضع لشروط معينة‪ :‬كما سبق االشارة اليه فإن االستفادة من التحفيزات واملزااي اجلبائية‬
‫مقرتن بتحقيق شروط ومعايري معروفة مسبقا ‪ ،‬وهذه الشروط واملعايري دائما تكون مقرتنة إما بتوجيه‬
‫األعوان االقتصاديني لالستثمار يف مناطق أو أنشطة معينة ‪ ،‬واألمر الثاين هو حتفيز املؤسسات‬
‫االقتصادية اىل تبين سلوكيات أو ممارسات ختدم الصاحل العام و األهداف التنموية للبلد ‪.‬‬
‫‪ ‬ان هذه التحفيزات تكون مدروسة وحمددة وفق التشريع الضرييب ‪ ،‬حيث يتم حتديد معايري االستفادة‬
‫منها والفئات املستهدفة ( عادة ما تكون موجهة لفئة معينة يف مناطق معينة وملدة زمنية حمددة )‬
‫أما من حيث االهداف ـ فالغرض من التحفيزات اجلبائية هو حتقيق مايلي ‪:‬‬
‫تطوير وترقية االستثمار بفضل تراكم رأس املال الناتج عن االمتيازات والتخفيضات املمنوحة‬
‫ضمان توفري مناصب شغل وحتقيق عدالة اجتماعية وتوازن جهوي‬
‫زايدة احلصيلة الضريبية الناجتة عن التوسع والتنويع يف النشاط االقتصادي‬
‫‪ -3‬أشكال التحفيزات اجلبائبة‬
‫أ‪ -‬اإلعفاء الضرييب‪ :‬واملقصود به إسقاط حق الدولة يف حتصيل الضريبة مقابل التزام املتعامل االقتصادي للقيام‬
‫بنشاط يف منطقة معينة وظروف معينة ويكون هذا اإلعفاء دائما وهذا يكون عادة حسب أمهية النشاط ومدى‬
‫أتثريه على احلياة االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وقد يكون هذا االعفاء مؤقت كاإلعفاءات املمنوحة عند بداية املشروع‬
‫االستثماري( مرحلة اطالق املشروع ) او اعفاء املؤسسات اليت تستثمر يف اجلنوب اجلزائري من الضريبة على أرابح‬
‫الشركات ‪ ،‬الرسم العقاري والرسم على النشاط املهين ملدة ‪ 10‬سنوات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التخفيض الضرييب‪ :‬واملقصود به إخضاع املكلف ملعدالت اقل من تلك املعتمدة أو يف شكل تقليص‬
‫الوعاء الضرييب اخلاص ابلضريبة ( االستثناءات) مقابل التزام املكلف ببعض الشروط‪ ،.‬وعادة ما نلجأ الدولة إىل‬
‫هذا الشكل قصد حتفيف العبئ الضرييب على املكلفني ومن مت التأثري اجيااب على نيتهم للدخول يف مشاريع‬
‫استثمارية جديدة ( التأثري اجيااب على قرار االستثمار)‬
‫ج‪ -‬إجراءات ضريبية خاصة‪ :‬واملقصود هبا اعتماد اإلجراءات الضريبية لبعض اجلوانب املرتبطة ابملؤسسة كطريقة‬
‫االهتالك‪ ،‬سياسة توزيع األرابح‪ ،‬إعادة تقييم االستثمار‪ ،‬حيث تكون هلذه اإلجراءات آاثر ضريبية على املؤسسة (‬
‫اهلدف هنا هو ختفيض العبء الضرييب) ‪.‬‬
‫‪ -3‬اهم التحفيزات اليت يطرحها التشريع اجلزائري ‪:‬‬
‫لقد عملت الدولة على طرح العديد من التحفيزات اجلبائية يف حمال االستثمار او ضمن غرض تشجيع‬
‫انشاء مؤسسات مصغرة ابإلضافة اىل تشجيع االستثمار يف مناطق جغرافية معينة‬
‫‪--1-3‬االمتيازات املمنوحة لالستثمار ‪ :‬ميكن التمييز بني ما يسمى ابلنظام العام ( احلالة العادية ) وبني‬
‫النظام االستثنائي والنص القانوين الوارد يف هذا اجملال هو االمر رقم ‪ 01-03‬املؤرخ يف ‪ 20‬اوت ‪2001‬‬
‫‪-1-1-3‬النظام العام‬
‫‪ ‬االمتيازات املمنوحة بغرض االجناز ‪ :‬حيث متنح اعفاءات عن السلع املستوردة واليت تدخل يف اجناز‬
‫االستثمار ‪ ،‬االعفاء من دفع رسوم نقل امللكية ‪ ،‬االعفاء من دفع رسوم التسجيل ومصاريف االشهار‬
‫العقاري ‪...‬اخل‬
‫‪ ‬االمتيازات املمنوحة بغرض االستغالل ‪ :‬االعفاء من الضريبة على ارابح الشركات والرسم على النشاط‬
‫املهين ملدة ثالث (‪ ) 03‬سنوات لالستثمارات اليت حتدث ما ال يقل عن ‪ 100‬منصب شغل عند انطالق‬
‫النشاط ‪ ،‬و اعفاء ملدة مخس (‪ )05‬سنوات لالستثمارات اليت توظف اكثر من ‪ 100‬عامل ‪ ..‬بكا‬
‫أضاف قانون املالية لسنة ‪ 2014‬انه تعفى االستثمارات املسجلة يف قائمة القطاعات االسرتاتيجية من‬
‫الضريبة على ارابح الشركات والرسم على النشاط املهين ملدة مخس سنوات دون شرط نوفري مناصب‬
‫الشغل‪.‬‬
‫‪ -2-3‬النظام االستثنائي ‪ :‬عادة ما يرتبط هذا النظام بشكلني أساسني مها ‪:‬‬
‫‪ -1-2-3‬النظام املطبق على االستثمارات اليت تتطلب مسامهة خاصة من الدولة وتتمثل اهم تلك‬
‫التحفيزات يف مايلي ‪:‬‬
‫‪ ‬يف مرحلة اجناز املشروع‬
‫‪ ‬االعفاء من دفع حقوق نقل امللكية ‪..‬تكفل الدولة جزئيا او كليا ابملصاريف اخلاصة ابملنشآت األساسية‬
‫لتنفيذ املشروع‪...‬الشراء ابإلعفاء من الرسم على القيمة املضافة ابلنسبة لكل السلع ( حملية آو مستوردة )‬
‫اليت تدخل مباشرة يف اجناز املشروع ‪....‬احل‬
‫‪ ‬يف مرحلة االستغالل ‪ :‬متنح مزااي ملدة ‪ 10‬سنوات يف ما خيص ‪ :‬الضريبة على ارابح الشركات وكذلك‬
‫الرسم على النشاط املهين ‪....‬اخل‬
‫‪ -2-2-3‬اجراءات ختص دعم وترقية املنتوج الوطين ‪ :‬هي عبارة عن امتيازات ومزااي جبائية تقدمها‬
‫الدولة بغرض تشجيع وترقية النتوج الوطين واهم النصوص الواردة يف هذا اجملال ما ورد يف قانون املالية لسنة‬
‫‪ 2015‬الذي مينح ‪:‬‬
‫‪ ‬امتيازات جبائية لالستثمارات املتعلقة ببعض القطاعات مثل ‪ :‬صناعة احلديد والتعدين ‪ ،‬املهرابء‬
‫والصناعة الكهرومنزلية ‪ ،‬صناعة النسيج وااللبسة واجللود واملواد املشتقة ‪ ،‬الصناعة الصيدجالنية ‪...‬اخل‬
‫حيث متنح لالستثمارات يف هذه القطاعات اعفاءات من الضريبة على ارابح الشركات وكذلك الرسم على‬
‫النشاط املهين وكذلك تطبيق معدل بقدر ب ـ‪ % 3‬على فوائد القروض ‪...‬‬
‫( هذه االمتيازات واالعفاءات متنح للمستثمرين دون ان تلغى االمتيازات اليت جاءت يف قانون تطوير‬
‫االستثمار الصادر بتاريخ ‪ 20‬اوت ‪) 2001‬‬