You are on page 1of 3

‫املحور الثاني‪ :‬التسييرالجبائي لنشأة املؤسسة‬

‫نهدف من خالل هذه املحاضرة توضيح أهمية الدور الذي يلعبه العامل الجبائي في اختيارالشكل القانوني للمؤسسة‬
‫وكذا املوقع الجغرافي للمشروع حيث عادة ما يتوقف اختيارالشكل القانوني وطبيعة النشاط على أقل تكلفة جبائية‬
‫ممكنة‬

‫التسيري اجلبائي لنشأة املؤسسة هو عامل حاسم لبقاء واستمرار املشروع‪ ،‬فإذا كان التسيري اجلبائي بقصد به العمل على تدنية التكاليف‬
‫واملخاطر اجلبائية يف احلدود اليت يسمح هبا القانون والتشريع الضرييب ‪ ،‬فإن التسيري اجلبائي لنشأة املؤسسة هو عبارة عن حماولة حتديد‬
‫األهداف اجلبائية على مدى حياة املشروع( انشاء ‪ ،‬منو ‪ ،‬تسوع ‪ )...‬من أجل الرتكيز عليها وحماولة معرفة حجم الضرائب اليت قد تدفعها‬
‫املؤسسة وكذلك حماولة حتديد خمتلف االنشطة واملناطق اليت ميكن احلصول من خالهلا على حتيفيزا ومزااي ضريبية ‪ ،‬كما ميكن تعرييفه أيضا‬
‫على أنه تلك اخليارا اليت حتدد اخلصائص اجلبائية للمشروع اليت تعترب بدورها أحد أهم العوامل املؤثرة يف اخليارا االسرتاتيجية للمؤسسة‬
‫(خيار التوسع‪ ،‬خيار النمو‪ ،‬خيار التنويع) ‪ ،‬حيث تعترب املعلوما اجلبائية أحد أهم حمددا القرار االسرتاتيجي للمؤسسة على مدار‬
‫خمتلف مراحل دورة حياته ( ما يعرف خبدمة اسرتاتيجية املؤسسة)‪.‬‬
‫قصد تبسيط اليفكرة أكثر فإن انشاء أية مؤسسة يتطلب املرور مبجموعة من املراحل لعل من أبرزها ‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬دراسة‌فكرة‌املشروع‌ومجع‌املعلومات‌ذات‌العالقة‌(خمتلف‌املعلومات)‌إن اخلطوة األوىل إلنشاء أي مؤسسة تنطلق عن فكرة‬
‫مشروع واليت تشري إىل ذلك التصور الذي يضعه املالك (صاحب املشروع) ملؤسسته على املدى الطويل‪ ،‬ومن أهم املصادر الذي ميكن‬
‫اللجوء إليها يف البحث عن فكرة مشروع جند‪ :‬السوق‪ ،‬املستهلكني‪ ،‬املؤسسا املوجودة يف السوق‪.‬‬
‫إن‌دراسة‌فكرة‌أي‌مشروع ال ميكن فصلها عن مجع املعلوما اليت قد أتثر على نشاط املؤسسة عرب خمتلف مراحل عمرها‪،‬‬
‫ومن أهم اجلوانب اليت ميكن الرتكيز عليها يف هذه املرحلة جند‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد طبيعة نشاط املؤسسة وحجمها؛‬
‫‪ -‬دراسة السوق (دراسة اجتاها العرض والطلب‪ ،‬أذواق املستهلكني‪ ،‬األسعار‪)....‬؛‬
‫‪ -‬حتديد نوع السلع واخلدما اليت جيب الرتكيز عليها؛‬
‫‪ -‬حتديد طبيعة املنافسني املوجودين يف السوق (حتديد نقاط القوة والضعف واليفرص والتهديد)‬
‫ب‪ -‬حتديد‌الشكل‌القانوين‌للمؤسسة‌(نوع‌املؤسسة)‌تعترب هذه املرحلة مهمة للغاية ابعتبار أنه يوجد أنواع (أشكال) كثرية للشركا‬
‫‌‬
‫ولكل نوع أو شكل سياسا وأحكام وشروط قانونية خاصة هبا مثل‪ :‬الشركة ذا الشخص الوحيد‪ ،‬الشركة ذا املسؤولية احملدودة‪،‬‬
‫شركة التضامن وشركة املسامهة‪.‬‬
‫ت‪‌ -‬اختيار‌مكان‌للمشروع‌(االختيار‌اجلغرايف)‬
‫‌‬
‫ث‪‌ -‬دراسة‌واختيار‌شكل‌التمويل‌املناسب‌وهو يعين امليفاضلة بني خمتلف مصادر التمويل املتاحة واختيار املزيج (الرتكيبة) األمثل‪.‬‬
‫‌‬
‫وعلى العموم يوجد مصدرين أساسني للتمويل مها‪ :‬مصادر‌داخلية‪ ،‬تتمثل يف التمويل الذايت (أموال خاصة)‪ ،‬مصادر‌خارجية‬
‫تتمثل يف االقرتاض من املؤسسا املالية (البنوك) وكذلك اللجوء إىل السوق املايل (األسهم والسندا )‪.‬‬
‫إن املراحل السابقة تتأثر بشكل مباشر أو غري مباشر ابلعامل‌اجلبائي وهو األمر الذي يتطلب من صاحب املشروع أن يكون ملما‬
‫بكافة أنواع الضرائب والرسوم املمكن اخلضوع هلا وكذلك خمتلف املزااي الضريبية املمنوحة قصد االستيفادة منها عرب خمتلف مراحل دورة‬
‫حياة املؤسسة‪ ،‬وسنحاول فيما يلي ابراز أمهية التسيري اجلبائي يف اختبار الشكل القانوين املؤسسة وكذلك املوقع اجلغرايف للمشروع ‪.‬‬
‫الدور‌الذي‌يلعبه‌العامل‌اجلبائي‌يف‌حتديد‌طبيعة‌النشاط‌واملوقع‌اجلغرايف‌للمشروع ‌‬
‫من املتيفق عليه أن من أهم حمددا سياسة االستثمار العامل اجلبائي (حجم الضرائب والرسوم) ابعتبار أن هناك عالقة‬
‫عكسية بني امليل يف االستثمار ومعدل الضرائب والرسوم املستحقة‪ ،‬فامليل لالستثمار يزيد بزايدة فرص الربح (اخنيفاض‬
‫معدال الضرائب على األرابح واملداخيل)‪.‬‬
‫إن اختيار املؤسسة خليار استثماري دون غريه من اخليارا هو انتج ابلدرجة األوىل للميفاضلة بني تلك االستثمارا‬
‫بناء على حجم االمتيازا والتحيفيزا اجلبائية املمنوحة‪ ،‬حسب طبيعة النشاط أو املنطقة اجلغرافية اليت سيقام فيها‪ ،‬وهلذا‬
‫وحتيفيزا‬ ‫احلكومية تعمل دائما على خلق مناخ استثمار مشجع وحميفز من خالل تقدمي امتيازا‬ ‫جند أن السياسا‬
‫للمستثمرين قصد توجيههم حنو قطاعا أو أنشطة أو مناطق جغرافية معينة‪.‬‬
‫أمهية‌العامل‌اجلبائي‌يف‌اختيار‌الشكل‌القانوين ‌‬
‫من املسلم به أن كل شخص أو جمموعة من األشخاص يرغبون يف إنشاء مؤسسة سيكون أمام عدة خيارا من حيث‬
‫الشكل القانوين الذي سيختاره ‪ ،‬وهناك إمجاع على ان احملدد الرئيسي هلذا اخليار هو البحث عن أقل تكاليف جبائية‬
‫ممكنة هذا من جهة ومن جهة أخرى يقدم التشريع اجلبائي أنظمة اخضاع متعددة حسب الشكل القانوين لكل مؤسسة‬
‫(كل مؤسسة أو شركة ختضع لضرائب ورسوم خاصة)‪.‬‬
‫فمثال يتعني على الشخص الراغب يف ممارسة التجارة أو أعمال حرة أن خيتار بني شكلني قانونيني مها‪ :‬مؤسسة فردية‬
‫أو أتسيس شركة ذا شخص وحيد حيث أن هذا االختيار يكون بناءا على ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬معرفة مجيع أنظمة اإلخضاع الضرييب‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة مجيع معدال الضرائب املطبقة على كل شكل قانوين‪.‬‬
‫‪ ‬حساب التكليفة اجلبائية اليت سيتحملها صاحب املشروع يف كل شكل قانوين سيختاره (اختيار الشكل‬
‫املناسب يكون على أساس أدىن تكليفة جبائية ممكنة)‬
‫اجلدو ‌‌املوايل‌يلحص‌الفكرة‌السابقة‌‪‌ :‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫معدالت‌الضريبة ‌‬ ‫الضرائب‌والرسوم‌املطبقة ‌‬ ‫انظمة‌اإلخضاع‌الضرييب ‌‬ ‫الشكل‌القانوين ‌‬
‫وفق نسبة معينة ‪......%20‬‬ ‫‪‬‬ ‫بناء على حصة كل شريك يف ر‪.‬م‬ ‫‪‬‬
‫‪، %2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ TAP ‬و‬ ‫نظام الربح احلقيقي‬ ‫شركات‌األشخاص ‌‬
‫‪%19 ،%9‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪TVA‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪-‬شركة التضامن‬
‫حسب طبيعة النشاط (‪)%25 ،% 23 ،%19‬‬ ‫الضريبة على ارابح الشركا‬ ‫‪‬‬ ‫‪-‬التوصية البسيطة‬
‫‪%2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪ TAP ‬و‬ ‫النظام املبسط‬ ‫‪-‬احملاصة‬
‫‪%9 ،%19‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪TVA ‬‬
‫حسب طبيعة النشاط (‪)%25 ،% 23 ،%19‬‬ ‫‪‬‬ ‫الضريبة على ارابح الشركا‬ ‫‪‬‬ ‫شركات‌األموا ‌‬
‫‪، %2‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪TAP ‬‬ ‫نظام الربح احلقيقي‬ ‫شركة ذا مسؤولية حمدودة‬
‫‪%9 ،%19‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪TVA ‬‬ ‫شركة مسامهة‬
‫‪ ،‬وسيختار‬ ‫إذن من خالل حساب التكليفة اجلبائية لكل شكل قانوين سيكون صاحب املشروع أمام عدة خيارا‬
‫الشكل الذي حيقق له أدىن تكاليف جبائية ممكنة ‪.‬‬
‫كخالصة ملا سبق ‪ ،‬جيب قبل الدحول يف أي مشروع واختيار شكله القانوين وطبيعة نشاطه ان تكون لدى‬
‫صاحب املشروع دراية عن خمتلف الضرائب والرسوم اليت سيخضع هلا خالل دورة حياة مشروعه آخذا بعني االعتبار‬
‫امكانية التحول من شكل قانوين لشكل قانوين آلخر والذي قد يكون نتيجة امكانية توسع املشروع مستقبال ‪ ،‬وكذلك‬
‫أساسية للضرائب‬ ‫اليت من املمكن أن يستيفيد منها ‪ ،‬وعلى العموم هناك ‪ 03‬جمموعا‬ ‫خمتلف املزااي والتخيفيضا‬
‫والرسوم اليت ختضع هلا املؤسسة واليت جيب أحذها بعني االعتبار يف خمتلف القرارا املمكن اختاذها يف ما خيص انشاء‬
‫مشروع أو اختيار املكان اجلغرايف ‪...‬اخل وهي ‪:‬‬
‫‪ ‬مج‪‌01‬الضرائب‌والرسوم‌اليت‌تدفعها‌املؤسسة‌بصفتها‌اتجر‌‪‌:‬وهي‌‪:‬‬
‫‌ارابا‌الشىركات‌ ‪sur bénéfices L’impôt‬‬ ‫الضريبة‌على ‌الىدخل‌االمجىايل‌ ‪‌،L’impôt sur le revenu Global‬الضىريبة‌على‬
‫‌النشاط‌املهين ‪la taxe sur l’activité professionnelle‬‬ ‫‪des sociétés‬الرسم‌عل‬
‫‪ ‬مح‪‌2‬الضرائب‌والرسوم‌اليت‌تدفعها‌املؤسسة‌بصفتها‌مالكة‌وهي‌تضم‌ ‌‬
‫الرسم‌العقاري‌‪‌،‬رسم‌التطهري‌‪‌،‬حقوق‌التسجيل ‌‬
‫‪ ‬مج‌‪‌:‌03‬الضرائب‌والرسوم‌اليت‌تدفعها‌املؤسسة‌بصفتها‌مكلفة‌قانوان‌‪‌:‬وهي‌تضم‌‬
‫‌‬ ‫‌القيمة‌املضافة‌‪‌،‌Taxe sur la Valeur Ajoutée‬حقوق‌الطابع‌‪Droit Timbre‬‬ ‫الرسم‌عل‬
‫‌‬
‫‌‬

You might also like