Professional Documents
Culture Documents
علم االجتماع:
_1التعريف :العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكمه وتغيره ،تطور ليشمل الجانب التجريبي
والحقلي للمجتمعات ،وعملية المعرفة التي يمر بها المجتمع ،وماهية المحركات الرئيسية والمصدرية له ولألفراد
_2طبيعته :يصعب الحكم على طبيعته لكن يمكن التمييز بين اتجاهين أساسيين:
_3أهم موضوعاته:
+النظم االجتماعية
+الظاهرة االجتماعية
+الفعل االجتماعي
+العالقات االجتماعية
+المشكالت االجتماعية
+العمليات االجتماعية
_1عوامل ظهوره:
• عصر التنوير:
_التأثيرات:
+تقويض أفكار السلطة الملكية وسلطة الكنيسة وتمهيد الطريق للثورات السياسية؛
+تميز هذا العصر بالتركيز على المنهج العلمي واالختزالية والتشكيك بالعقائد الدينية؛
_األفكار:
+ظهور حركات فكرية (جون جاك روسو) بما في ذلك الليبرالية والكالسيكية الحديثة
+دور العالم االسالمي في تمهيد الطريق لعلماء أوربا (ابن رشد ،ابن سينا)
_2جذوره الفلسفية:
• أفالطون(424/743ق.م)
(كتاب الجمهوية)
التخطيط لقيام مدينة فاضلة بال شرور وتحكمها العدالة والمساواة وتشرف عليها طبقة الفالسفة؛
المجتمع ينقسم الى ثالث طبقات :الحكام والفالسفة↑ ؛ الجند_ ؛ الصناع والفالحين↓
(كتاب السياسة)
+إقرار الطبقية بين الجند والحك ام وتقسيم الحكومة إلى حكومة صالحة وحكومة فاسدة
• الفاربي(437/059م)
_وضع علما جديدا أسماه علم العمران البشري لتفسير االحداث التاريخية:
+النشأة؛
+النضج واالكتمال؛
+الهرم والشيخوخة؛
_ نواقصه:
+لم يضع نمو ذجا تفسيريا عاما يهم المجتمعات البشرية بل كان محددا ومحدودا في واجع المجتمعاتاالسالمية
في العصر الوسيط؛
+العمران؛
• أوغست كونت(2304/2454م)
_التأكيد على دراسة الظواهر االجتماعية باستخدام الطريقة العلمية (المالحظة← التجربة← المقارنة)
+االستاتيكا االجتماعية :مرحلة الجمود ،وهي دراسة الظواهر االجتماعية لكافة المجتمعات البشرية في حالة
الثبات واالستقرار في فترة زمنية معينة ،حيث تتميز بتغيرات طفيفة ال تؤثر على المجتمع.
+الديناميكا االجتماعية :يدرس علم االجتماع االن ساني ،والظواهر في حالة الحركة وتغيرها من حال إلى حال.
.المرحلة الالهوتية :أن العقل كان يفسر الظواهر الطبيعية واالجتماعية بإرجاع السبب إلى قوى خفية (الفهم
الديني)
.المرحلة الميتافيزيقية :العقل يفسر الظواهر إلى معان مجردة وقوى فلسفية ال يمكن إثباتها.
.المرحلة الوضعية :يفسر العقل الظواهر من خالل القوانين التي تحكمها واألسباب التي تؤثر فيها.
+الشرط األول :أن تخضع الظواهر االجتماعية لقوانين تسير عليها وال تخضع لألهواء والمصادفات؛
+الشرط الثاني :أن يحيط كل فرد بكافة القوانين االجتماعية ليتمكنوا من فهم الظواهر التي تقوم بتأسيس تلك
القوانين؛
+االيجابية :تنتج عن اإلدراك والتفكير وحب اآلخرين ويكون األفراد ملزمين باتباعها والسير على خطاها
(كاللغة والعادات)
_ الموضوعية؛
_ اعتبر الظواهر االجتماعية أشياء خارجية منفصلة (عن الذات الدارسة) ،أي يجب على الباحث التخلص من
الصور النمطية ()noiPinnoiP
_ العمومية :كيفما كانت ماهية الظاهرة فهي تتصف بأنها مشتركة بين غالبية أفراد المجتمع الواحد ومجتمعاته.
_ الموضوعية :الظاهرة لها وجود مستقل بذاته ولها قوانين خاصة تخضع لها في تطورها وتغيرها.
_ صفة االلزام :حيث يجد الفرد أن عليه أن يسلك وفق ما تقتضيه الظاهرة وإال تعرض لضغوط مختلفة من
الجما عات والمؤسسات االجتماعية ،ومع ذلك فإن الفرد ال يحس عادة بهذا االلزام.
_ الترابط :فالظواهر االجتماعية مترابطة مع المكونات االجتماعية ومع بعضها وقد يفسر أو يؤثر بعضها في
البعض اآلخر (مثال :ظاهرة الطالق مع ظاهرة األمية)
العلم الشامل للسلوك البشري ،وأكد أن علماء االجتماع ال يمكن أن يكونوا موضوعيين إال اذا جعلوا اعتقاداتهم
الذاتية ال تتدخل في تحليل بحوثهم.
_ السلطة التقليدية :القوة التي تستمد مشروعيتها من خالل احترام أنماط ثقافية ثابتة وطويلة المدى ،وقع نقلها
عبر االجيال ،وترتكز على شرعية التقاليد أو النظم التي توارتث عبر األجيال حتى أصبحت عرفا وتقليدا.
_ السلطة الكاريزمية :موهبة يتمتع بها بعض االشخاص وتؤهلهم للسيادة والسلطة ،والسلطة الكاريزمية يقودها
شخص غير عادي "خارق" يملك صفات حقيقية أو وهمية ،كما أنها نظام غريب على النظم المجتمعية المستقرة.
تأخذ مشروعيتها من خالل قوانين وتنظيمات سنت شرعيا لتجمع بين االعتقاد في القانون والعقالنية الرسمية في
اتخاذ القرارات.
عد فيبر العقالنية مذهبا وسيرورة ،والغرب هو الحاضن والمروج لهذا المذهب.
+فهم الفعل االجتماعي على مستوى المعنى عند األفراد (دوافع الفرد ونواياه أو الفهم من وجهة نظر الفرد
نفسه)
+فهم الفعل االجتماعي على المستوى الجمعي بين جماعات األفراد (النوايا والدوافع واألسباب وراء سلوك
الجماعة ومن وجهة نظر الفرد كعضو في الجماعة)
• البيروقراطية(النموذج المثالي):
_ تعني المكتب أو الموظفين في المكاتب وتطلق على كل مرافق الدولة والمؤسسات الرسمية ،وتدل أيضا على
السلطة والقوة والنفوذ والسيادة.
_ظهرت لتنظيم العمل وتسهيله والتحكم فيه وهي نتاج الرأسمالية والعقالنية والحداثة الغربية.
+خضوع االدارة البيروقراطية للقوانين المكتوبة والتعليمات على جميع المستويات واألصعدة.
+الموظفون (في التنظيمات البيروقراطية) ال يملكون المواد المالية والمادية المتاحة بل يجدونها عند الدولة.
• مفهوم الحقل:
• مفهوم الرأسمال:
.الحالة المؤسساتية.
+الرأسمال االجتماعي :شبكة العالقات التي يستعين بها الفرد عند الحاجة.
_ سياسات الطبقة االقتصادية :السيما التسلسل الهرمي وعدم المساواة ،وترتكز األبحاث في هذا السياق على
القمع الطبقي وكيف يتم التحكم فيه وإعادة انتاجه (النظام السياسي والتعليم كمؤسسة اجتماعية)
_ العالقات بين العمل ورأس المال :اختالف ظروف العمل واألجور وحقوق العاملين..
_ العالقة بين القاعدة والبنية الفوقية أو العالقات بين االقتصاد والعالم الثقافي (تأثير الرأسمالية العالمية المتقدمة
على قيمنا وتوقعاتنا وهوياتنا)..
_ الصالت بين الوعي النقدي والتغيير االجتماعي التدريجي :فهم كيفية تحرير وعي الجماهير من هيمنة النظام
الرأسمالي ثم لتعزيز التغيير االجتماعي التكافئ (كيفية قيام االقتصاد ومعاييرنا االجتماعية بتشكيل كيف نفهم
عالقتنا باالقتصاد ومكاننا داخل البنية االجتماعية بالنسبة لآلخرين)
-الفصل األول-
املحاضرة رقم -1-
1
التيارالعقالني
التياراالمبريقي الترابطي
التيارالوضعي
فيشنروتأسيس السيكوفيزياء
المدرسة السلوكية.3
مدرسة الجشطلت.4
المدرسة التكوينية.5
المدرسة المعرفية.6
الئحة المراجع
عرفت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تأسيس السيكولوجيا بوصفها مبحثا علميا
قائما بذاته ،ومستقال عن الفلسفة وباقي العلوم األخرى .ويمكن أن نرجع هذا الظهور المتأخر للسيكولوجيا
إلى هيمنة التقاليد الفلسفية على موضوع النفسية ،وعلى منهج دراستها -التأمل-؛ لكن االكتشافات التي
عرفتها مجاالت الفلك والتشريح والفيزيولوجيا والكيمياء والفيزياء ،قادت إلى إحداث رجة كبيرة في التصورات
الفلسفية السائدة عن النفسية ،لما قدمته من تقنيات جديدة وتصورات بديلة في دراسة النفسية.
لتوضيح ذلك ،سنتناول المقدمات التاريخية لظهور السيكولوجيا وفق قسمين ،حيث سنولي األهمية
في القسم األول لإلرث الفلسفي الممهد لهذا الظهور ،مبرزين إسهاماته في بداية ظهور نوع من التفكير
المنهجي حول النفسية ،وذلك بتقديم تصورات ثالثة تيارات فلسفية حكمت بمواقفها ليس فقط ،الظهور
الالحق لعلم النفس ،بل أكثر من ذلك التزال مواقفها تطرح تحديات أمام علم النفس موضوعا ومنهجا.
ولقد مكنت هذه االنجازات الفلسفية بفضل تالقحها مع االكتشافات العلمية والتقنية لتلك
المرحلة من بلورة مقدمات أولى للدراسة العلمية للنفسية دشنها ثلة من الرواد المتمرسين على التقنيات
التجريبية المستخدمة في مختلف تخصصات العلوم الطبيعية؛ هذه المقدمات العلمية ،هي ما سنتطرق
إليه في القسم الثاني ،وذلك باستعراض إسهامات هؤالء الرواد في تبني واستلهام تقنيات تجريبية تمرسوا
وعلى ضوء هذا التمييز سنتناول في القسم االول ثالثة مواقف فلسفية
االتجاه العقالني
3
وسنتناول في القسم الثاني بعض القضايا النظرية والمنهجية التي تطرحها الدراسة العلمية للنفسية
مستحضرين في ذلك بعدا كرونولوجيا لتطور الدراسات في هذ الجانب ،فسنتوقف عند مبحث
السيكوفيزيولوجيا موضحين إسهامه في التأسيس العلمي للدراسة النفسية من خالل أعمال فيشنر في مجال
اإلحساس .وسنتبعه بالمشروع العلمي ملختبر اليبزيغ من خالل ابراز اسهامات فونت في تقعيد االستبطان
والقضايا االشكالية التي يطرحها أمام الدراسة التجريبية للنفسية ،لننتقل بعد ذلك إلى االحاطة ببعض
القضايا المنهجية والنظرية التي تطرحها الدراسة التجريبية للسيرورات العليا ،في إطار محاولة تجاوز
لننتقل بعد ذلك إلى تقديم اسهامات أهم مدارس علم النفس خاصة السلوكية والجشطلتية
والتكوينية والمعرفية.
4
-الفصل األول-
1
تشير كل الكتابات التأريخية لعلم النفس إلى أن االهتمام الفلسفي بالنفس وإشكاالتها قديم قدم
التفكير الفلسفي ،فمنذ التقاليد الفلسفية اليونانية والنفس موضوع للتأمل العقل ،وصوال إلى سنة 9781
السنة التي أسس فيها فونت أول مختبر لعلم النفس ،والتي يتفق أغلب المؤرخين على اعتبارها لحظة
نشير إلى أن التناول الفلسفي لموضوع النفس عرف مقاربات متعددة بتعدد التيارات الفلسفية،
لكننا في هذا التقديم سنكتفي بتقديم تصورات ثالثة تيارات فلسفية حكمت بمواقفها ليس فقط ،الظهور
الالحق لعلم النفس ،بل أكثر من ذلك الزالت مواقفها تطرح تحديات أمام علم النفس موضوعا ومنهجا.
وقدمت تصورا جديدا إلشكالية النفس /الجسد ،يقوم على الفصل بينهما بوصفهما جوهرين منفصلين عن
بعضهما البعض .وهذا ما يحيل على نوع من الثنائية التي نجدها في أساس التصور الديكارتي ،غير أنه إذا
كانت فلسفة ديكارت تقوم على نوع من االستقالل المفهومي واالنطولوجي المتبادل بين النفس والجسد،
فإنها تطور باإلضافة إلى ذلك نظرية حول الوحدة السيكوفزيائية بين النفس والجسد ،والتي ال يمكن
اعتبارها مجرد تجميع بسيط لتفاعلهما .ذلك أن ديكارت فسر هذه الوحدة انطالقا من افتراض وجود
2
المعطيات النوروتشريحية التي استند إليها ديكارت في منح مكانة خاصة للغدة الصنوبرية من تصوره هذا.
إن الصعوبة التي يطرحها التصور الديكارتي تكمن في التمييز بين النفس ي والجسدي ،وفي اآلن نفسه
وحدتهما .أو بصيغة أخرى إن أساس إشكالية النفس /الجسد في التصور الديكارتي تتمثل في الجمع بين
الطابع الالممتد للنفس بوصفها جوهرا ال ماديا ،وبين تموضعها في حيز من الجسد (الدماغ).
ـ النفس بوصفها جوهرا [ش يء موجود بذاته ،ومستقل عن كل ش يء أخر] حيث ماهيتها أو طبيعتها
ـ الجسد بوصفه جوهرا من طبيعة مختلفة كليا ،إذ ماهيته أو طبيعته األساسية هي االمتداد الذي
نسجل أن هذا التمييز الثنائي الذي أخذ به ديكارت ليس اعتباطيا ،وإنما يستند إلى المراجعة النظرية
التي قام بها لمفهومي النفس والجسد؛ ذلك أن الفهم الجديد الذي قدمه ديكارت لمفهوم النفس يتجاوز
ويقطع مع التصور الكالسيكي لمفهوم الروح ،ففي بحثه عن تحديد الهوية الذاتية في جوابه عن سؤال" :من
أنا؟" انطلق من رفض كونه تجميعا لألعضاء التي يسميها "الجسد اإلنساني" ،ليخلص إلى كون الجواب
يتلخص في "الش يء المفكر" .ويبرز ذلك تخلي ديكارت عن التصور األرسطي لإلنسان بوصفه "حيوان عاقل"،
وكذلك عن التصورات الفلسفية والالهوتية القديمة حول الروح مبدأ حركة الجسد .لكن ما يميز اإلنسان
حسب ديكارت هو الملكة التأملية ( )théorétiqueالتي خص بها أرسطو الحيوانات التي لها ملكة
والتذهنية ( ،)cogitativeوهذا ما يشكل عمق المراجعة الديكارتية لمفهوم الروح التي كانت تعتبر" :علة
ومبدأ الجسد الحي" .وعلى ضوء ذلك ال الحيوانات وال النباتات تتوفر على روح بالمعنى الديكارتي.
3
النظرية لهذين المفهومين ،فديكارت ال يميز بين النفس والجسد بشكل عام ،وإنما بين "الجسد اآللة" من
إن ما توجه إليه سهام النقد في الثنائية الديكارتية ،ليس مقدماتها النظرية العامة المؤسسة على
خلفية التصور الميكانيكي السائد في الفكر الحديث ،وإنما خالصاتها االنطولوجية .،ذلك أن النشاط res-
المعكوسية واالستبطان ( .)l’intérioritéوعليه فالتفكير ما هو إال تمثل للمواضيع واألشياء على شكل أفكار،
هذه األخيرة ذات وجود ضمن عقلي ،تكمن في األناـ النفس ،على شكل تمثالت.
يقود التمييز الذي أدخله ديكارت بين الطبيعة الداخلية الذاتية للنشاط الذهني ،وبين الوجود
الخارجي والموضوعي لألشياء ،إلى اعتبار معرفة األنا أو الذهن هي المعرفة األسهل واألكثر مباشرة .فاإلدراك
الداخلي للذهن من طرف ذاته نفسها ،بوصفه مصدر كل األفعال الذهنية ،يقتض ي أن يكون التفكير محددا
بالوعي ،الذي يحيل على المعرفة األولية والمباشرة من طرف األنا نفسه باألفعال الذهنية الداخلية ،وهذا
-إن النشاط النفس ي يتم باستقالل عن الجسد ،والجسد يوجد ويشتغل من تلقاء ذاته ،على شكل
-إن الحاالت النفسية عبارة عن حاالت داخلية تتميز بالوعي والمعكوسية ،وتتم بصيغة المتكلم
"األنا".
انطالقا من هاتين الخالصتين نتساءل كيف استوعب ديكارت الهوية اإلنسانية ،بوصفها تركيبا
للنفس والجسد؟ أو بصيغة أخرى كيف يمكن استيعاب المعطيات والظواهر التي تؤكد تداخل النفس ي
4
والجسد؟
يشكل الفعل الذهني على الجسد ،كما هو الحال في األفعال المادية والجسدية التي يسببها الذهن،
اإلرادة أو الفعل اإلرادي ،والفعل الجسدي على الذهن الذي تمثله التجربة الحسية واالنفعالية ،المظهرين
لكن افتراض إمكانية للتفاعل السببي بين الذهن والجسد يقتض ي وجود حيز لحضور وتموضع
النفس في الجسد اإلنساني ،بحيث يمكنها أن تمارس وظائفها :توجيه الحركات الجسدية وتلقي االنطباعات
الحسية .ويتمثل هذا الحيز في الغدة الصنوبرية ( .)conarium, la glande pinéaleويرجع ذلك ديكارت إلى
كون الغدة الصنوبرية العضو الوحيد في الدماغ غير المقسم إلى شقين ،وعليه فالتركيب الذي يتكون من
النفس والجسد ،أساس الطبيعة اإلنسانية ،ليس تجميعا بسيطا لهما ،وإنما يعبر عن وحدة حقيقية:
"En effet, tous ces sentiments de faim, de soif, de douleur, etc., ne sont autre chose que
de certaines façons confuses de penser, qui, provient et dépendent de l’union et comme un
وخالصة القول ،إن الصعوبة التي يطرحها النسق الديكارتي أمام علم النفس تكمن في كيفية الجمع
في نسق واحد بين التمييز بين الذهن والدماغ بوصفهما جوهرين مختلفين ،وبين وحدتهما التفاعلية.
5
-الفصل األول-
1
عرف القرن الثامن عشر تعويض الدراسات النفسية ذات الطبيعة العقالنية بدراسات ذات طبيعة
امبريقية تأخذ من التجربة الحسية موضوعا لها .فإذا كان االتجاه العقالني قد عمل على بلورة خطاب نظري
حول النفس يخضع لجملة من قواعد االندماج الداخلي ،لكنه ال يأخذ بمعطيات التجربة الحسية؛ فإن
االتجاه االمبريقي قد سعى إلى دراسة النفس استنادا إلى التجربة الحسية التي تمثل الجانب المالحظ ،أي
مجمل األفكار التي يكونها الفرد عن ذاته وعن محيطه انطالقا من التجارب التي يعيشها .ولقد اجتهد
الفالسفة االمبريقيون في تحديد هذه التجارب الذاتية وتصنيفها وتنظيمها من خالل استخدام منهج
عمل جون لوك على المساهمة في هذا السجال الذي عرفه القرن الثامن عشر بين هذين االتجاهين
يتفق لوك وديكارت في األخذ بتصور يفترض وجود أدوات أو حاالت وسطى بين الذهن ومواضيع العالم
الخارجي ،تسمى باألفكار أو التمثالت ،لكنهما يختلفان في مصدرها .فإذا كان ديكارت يقر بطبيعتها الفطرية،
فإن لوك يعتبرها مكتسبة ،أي نتاج التجربة الحسية التي يعيشها اإلنسان مع مواضيع العالم الخارجي.
ويعكس هذا الموقف تبني لوك للنظرية الجسيمية التي طورها العالم "روبير بويل" في مجال الكمياء.
تشكل التجربة الحسية المصدر الوحيد للمعرفة ،حيث الحواس مدخالت للذهن ،فكل ما يمكن
شمه ولمسه وتذوقه يمر إلى الذهن عبر الحواس أو التجربة الحسية التي يعيشها اإلنسان مع محيطه ،ذلك
أن الذهن عند الوالدة يكون صفحة بيضاء تطبع عليها األفكار ،ويقول لوك بخصوص ذلك:
"L’esprit est fait pour recevoir les impressions qu’il subit; soit des objets extérieurs par le
"biais des sens, soit par ses propres opérations quand il réfléchit sur elles.
2
صفحة بيضاء تطبع عليها األفكار ،وفي اآلن نفسه ،حدد مجال بحثه في أصل األفكار ومصدرها ،وفي أنواعها
وقواعد تنظيمها ،منطلقا من السؤال التالي :إذا لم تكن األفكار فطرية فكيف تتشكل إذن في الذهن؟
للجواب عن هذا السؤال عمل لوك على تحديد كل من األفكار والفهم ( ،)L’entendementفاألفكار
هي:
"Tout ce que l’esprit perçoit en lui-même, ou tout ce qui est l’objet immédiat de la
بينما يفترض أن الفهم ( )L’entendementعلبة سوداء مزودة بمدخالت تسمح بولوج معطيات
"L’entendement n’est pas très différent d’une pièce totalement fermée à la lumière, dotée
إن افتراضا من هذا القبيل ،يعكس النزعة االمبريقية التي ينطلق منها لوك في تأسيس تصوره للمعرفة،
الذي يمنح األولوية للتجربة الحسية في تشكل األفكار ،ويميز لوك في هذه األخيرة بين بعدي اإلحساس
sensationواالنعكاس ( ،)réflexionبقوله:
"Telles sont les deux sources de la connaissance, dont jaillissent toutes les idées que nous
يعتبر لوك اإلحساس المصدر األول لألفكار ،ذلك أن اإلحساس بمواضيع العالم الخارجي يقتض ي
بداية تلقي الجسد انطباعا ماديا ،غير أن هذا االنطباع لوحده ال يشكل إحساسا ،إذ يتطلب تدخل فعل
سلبي أو غير فعال passive actionمن طرف l’entendementأثناء تلقي االنطباع المادي على الجسد حتى
يتحول إلى إحساس .غير أن لوك يميز في اإلحساس بين مستويين :االنطباع الذي يتركه موضوع خارجي على
3
ال يشكل إحساسا ،إال إذا كان مصحوبا بإدراك عقلي ،يمكن الذهن من تكوين فكرة.
بهذا يمكن القول ،إن تناول لوك لإلحساس يسير وفق مسارين:
-من جهة السبب المادي :يقدم اإلدراك المصاحب لكل انطباع تتركه مواضيع العالم الخارجي،
والذي يكون مختلفا عن كل أنماط التفكير األخرى ،للذهن فكرة مميزة تسمى إحساسا؛
-من جهة األثر :يعد اإلحساس بمثابة مدخل حقيقي ،لكل األفكار ،إلى الفهم عن طريق الحواس.
إن عدم نقل االنطباع المادي ،الذي تخلفه مواضيع العالم الخارجي على الجسم ،إلى مستوى إدراك
عقلي -نتيجة ضعف االنطباع المادي ،إما لوجود خلل في العضو الحس ي أو ضعف في االستثارة ،أو نتيجة
غياب أو تشتت االنتباه الذهني-ال يمكننا من الحديث عن وجود إحساس بالمعنى الذي يمنحه له لوك.
(ce caractère sensible est lié à l’action des corps sur nos facultés sensibles. Locke va
découvrir, dans les objets extérieurs un pouvoir qu’il appelle qualité et qui serait la cause, en
باإلضافة إلى اإلحساس يعتبر لوك la réflexionمصدرا ثانيا لألفكار ،ويقول بخصوص ذلك:
"L’autre source d’où l’expérience tire de quoi garnir l’entendement d’idées, c’est la
perception interne des opérations de l’esprit lui-même tandis qu’il s’applique aux idées
"acquises.
ويضيف:
يعتبر REFLEXIONبمثابة إدراك داخلي ،يكونه الذهن عن عملياته الخاصة ،هذه األخيرة تصبح
حينما ينعكس réfléchitالذهن على نفسه موضوعا ل sa contemplationتفكر أو تأمل ،وبهذا يمكن
4
l’entendement réfléchit sur lui-mêmeلينتج أفكارا أخرى يسميها لوك أفكار .idées de la réflexion
بمقارنة هذين المصدرين لألفكار ،يتبين أن لوك يمنح األولوية في تشكل األفكار لإلحساس .ويظل
الفهم مصدرا ثانويا ،خاصة وأن لوك ينطلق من مسلمة تنفي وجود أفكار سابقة عن اإلحساس في الذهن.
إذا كانت األفكار حسب لوك تشكل أداة للمعرفة ،فإنها ال تشكل معارف إال إذا انتظمت بشكل
منطقي .وبهذا سيسعى لوك إلى دراسة أنواعها وقواعد تنظيمها .فميز بذلك بين األفكار البسيطة واألفكار
المركبة.
يعتبر لوك أن األفكار البسيطة هي تلك األفكار التي ال يمكن تجزيئها ،وتتمثل في المعطيات التي تقدمها
اإلحساسات وبعض المعطيات التي تقدمها ،idées de réflexionبينما األفكار المركبة فهي تلك األفكار التي
إن نشاط الفهم وتكونه ينحصر حسب لوك في الحصول على أفكار بسيطة مباشرة من اإلحساس أو
،réflexionثم يركبها في أفكار مركبة ،ويعيد تركيبها حتى يصل إلى أفكار أكثر تركيبا؛ وبهذا يكون التمييز بين
مادامت الحواس مصدرا للمعرفة ،فمن الممكن تحليل األفكار المركبة إلى أفكار بسيطة وأولية ذات
طبيعة حسية .وبهذا اجتهدت المدرسة االمبريقية في دراسة اآلليات التي تمكن العقل من إعادة تجميع هذه
العناصر الحسية على شكل أفكار أو تمثالت .والتي حددتها في قانون الترابط ،حيث ميزت مجموعة من
األنماط الترابطية التي تتدخل في تركيب وتنظيم األفكار البسيطة التي تزودنا بها المدخالت الحسية وإعادة
تنظيمها.
« Les principaux actes ou l’esprit exerce son pouvoir sur les idées simples sont les trois suivant :
- combiner diverses idées simples en une idée composée, ainsi sont faites les idées complexes.
- assembler deux idées, qu’elles soient simples ou complexes et les placer côte à côte de manière à
les saisir ensemble sans les unifier, il acquiert ainsi toutes les idées de relation.
5
لكن هيوم يؤاخذ على لوك عدم منحه أهمية كبرى لمسألة ترابط األفكار البسيطة لتكوين أفكار
عمل هيوم على تحديد خصائص العالقات الترابطية التي تنشأ بين المعطيات الحسية فميز بين:
-ترابطات عن طريق التجاور :هذا النوع من العالقات بين األفكار الذي ينظم الذاكرة ،ذلك أن
االستحضار الذهني لموضوع ما يستدعي بشكل طبيعي استحضار األشياء املجاورة له مجاليا
وزمنيا؛
-ترابطات من خالل التشابه :هذا النوع من العالقات ينطلق من النماذج إلى األفكار العامة؛
-ترابطات السبب بالنتيجة :هذا النوع من العالقات يحكم معارفنا العملية واعتقاداتنا.
نشير إلى أن هؤالء الفالسفة رغم اتخاذهم من وقائع التجربة الحسية موضوعا للدراسة
االستبطانية ،إال أن تصورهم هذا يحمل في طياته مؤشرات مشروع مقاربة علمية للظواهر النفسية ،والتي
* -يفيد افتراض وجود أصل حس ي للمعرفة ،أن الباحث السيكولوجي يمكنه أن يتخلى عن تأمل ذاته
لذاته ،لصالح مالحظة مواضيع العالم الخارجي وتسجيل اإلحساسات التي تمدنا بها.
*-يؤكد افتراض أن المعرفة مكتسبة وليست فطرية ضرورة تحليل املحيط الخارجي وتمييز ما يمكن
*-يفتح افتراض أن األفكار المركبة قابلة للتجزيء إلى عناصر أولية حسية ،الباب لتطبيق هذه
المنهجية التحليلية في دراسة الظواهر النفسية ،وكذلك جعل قانون الترابط أساس تشكل المعارف.
6
بوضع االتجاه االمبريقي التجربة الحسية والترابط في أصل المعرفة وتشكيل النفسية ،يكون بذلك
قد خطى خطوة هامة نحو منح إطار نظري جديد لمقاربة الظواهر النفسية ،وهو األمر الذي ستكرسه
الفيزيولوجيا بمنحها األدوات المنهجية والتجريبية الضرورية والالزمة لبزوغ مشروع الدراسة العلمية
للنفسية.
7
-الفصل األول-
1
الذي تضمن سلسلة الدروس التي ألقاها لما يزيد عن 81سنوات ( .)8181-8181يسير مشروع كونت وفق
-يهم المسار العلمي من مشروع كونت تأسيس مشروع فلسفي يتجاوز أنماط المعرفة السابقة
ويؤسس لمعرفة موضوعية أساسها الحقائق العلمية المستمدة من التجربة والمالحظة .ويكون بمقدوره
-يروم المسار السياس ي من هذا المشروع تقديم جواب عملي عن األوضاع التي باتت تعيشها
فرنسا وأوروبا في تلك المرحلة ،وحل المعضالت االجتماعية التي بات يتخبط فيها املجتمع الفرنس ي ،وذلك
بالبحث عن نسق قيمي وأخالقي يعيد رص لحمة املجتمع الفرنس ي ويوحد مرجعيته الفكرية والقيمية ،وذلك
-من جهة يصعب تصور الفلسفة الوضعية دون تأسيس الفيزياء االجتماعية ،ذلك أن الفلسفة
الوضعية ستكون محرومة من أحد دعاماتها العلمية المتخصصة في دراسة الظواهر االجتماعية.
-من جهة أخرى ال يمكن البدء في دراسة الظواهر االجتماعية بشكل وضعي ،دون أن يكون العقل
لتوضيح ما المقصود بالفلسفة الوضعية ،ال بد من إعادة رسم مسار تطور الفكر اإلنساني في سياقه
2
- dans l’état métaphysique, qui n’est au fond qu’une simple modification générale du premier, les
agents surnaturels sont remplacés par des forces abstraites, véritables entités (abstractions personnifiées)
inhérentes aux divers êtres du monde, et conçues comme capables d’engendrer par elles-mêmes tous les
phénomènes observés, dont l’explication consiste alors à assigner pour chacun l’entité correspondante.
: المرحلة الوضعية-
- enfin, dans l’état positif, l’esprit humain, reconnaissant l’impossibilité d’obtenir des notions
absolues, renonce à chercher l’origine et la destination de l’univers, et à connaitre les causes intimes des
phénomènes, pour s’attacher uniquement à découvrir, par l’usage bien combine du raisonnement et de
l’observation, leurs lois effectives, c’est-à-dire leurs relations invariables de succession que la liaison établie
entre les divers phénomènes particuliers et quelques faits généraux, dont les progrès de la science tendent
de plus en plus à diminuer le nombre.
:البد أن نسجل بعض المالحظات األساسية بخصوص قانون المراحل الثالث هذا
وأن، إن المرحلة الميتافيزيقية ال تمثل سوى مرحلة انتقالية بين المرحلتين الالهوتية والوضعية-
فاألولى تشكل نقطة، هما المرحلتان األساسيتان في مسار تطور المعرفة اإلنسانية،هاتين األخيرتين
بينما المرحلة الوسطى مجرد حالة، ونهايته، واألخيرة نقطة ثباته،االنطالق الضرورية للفكر اإلنساني
فإنه ال ينفي إمكانية تعايش هذه األنماط الثالث، إن قانون المراحل الثالث ورغم طابعه التطوري-
تعايش بين: أو حضورها ضمن مجاالت علمية مختلفة،ضمن نفس الميدان العلمي في فترة زمنية معينة
-الذات التي يتحدث عنها كونت في مشروعه ليست ذات ديكارتية فردية وال تاريخية ،بل هي ذات
فيها على المالحظة والتجريب من أجل تحديد العالقات القائمة بين الظواهر ،ذلك أن الباحث الوضعي ال
يقبل سوى بالمعطيات القابلة للمالحظة الموضوعية .وعليه نتساءل هل استطاع العلم الوضعي أن يشمل
كل الظواهر القابلة للمالحظة ،بما يمكن من تأسيس الفلسفة الوضعية ،أم أن هنالك ظواهر ال زالت
منفلتة؟
يعتبر كونت أنه إذا كان العقل اإلنساني قد أسس الفيزياء الفلكية والفيزياء األرضية سواء ميكانيكية
أو كيميائية ،والفيزياء العضوية نباتية أو حيوانية ،فإن المهمة األساسية المطروحة على العقل الوضعي
إنجازها بملحاحيه آنية تكمن في تأسيس الفيزياء االجتماعية ،حتى يكتمل نسق علوم المالحظة ،ويتوج
تأسيس الفلسفة الوضعية بما يتماش ى وتحقيق الهدف المزدوج من مشروع كونت في بعديه العلمي
والسياس ي.
"Voilà donc la grande, mais évidemment la seule lacune qu’il s’agit de combler pour achever de
"constituer la philosophie positive.
نجد كونت قد صنف العلوم الوضعية على شكل هرم يبتدئ من البسيط وينتهي بالمعقد:
الرياضيات ،الفلك ،الفيزياء ،الكيمياء ،الفيزيولوجيا ،وأخيرا الفيزياء االجتماعية .وبالمقابل ال نجد ذكرا
4
، من جهة على توجيه سهام النقد إلى الدراسات السيكولوجية المنجزة في تلك المرحلة التاريخية-1
ونسجل أن الحجة،88 حيث نجده خصص حيزا مهما من الدرس األول لهذه المهمة وعاد لتناولها في الدرس
المقدمة من طرف كونت إلقصاء السيكولوجيا من هذا التصنيف تستند إلى المنهج المستخدم في دراسة
مبحث علمي موضوعه الظواهر النفسية ،أساسه في كونه يشيد مشروعه على الجماعة اإلنسانية وليس
الفرد
-1ومن جهة أخرى؛ أعاد كونت تصنيف مجال انتماء الظواهر النفسية تبعا لمرامي مشروعه
الوضعي ،وذلك بطرحه إمكانية إخضاع جزء من الدراسات النفسية للدراسة العلمية وفق جملة شروط
وضعها لذلك .يسير هذا اإلمكان الذي وضع فيه الدراسات النفسية وفق مسارين:
-دراسة الشروط الفيزيولوجية إلنتاجها ،مستندا في ذلك إلى إنجازات ،Gallبحيث تصبح «la
-دراسة تعبيراتها االجتماعية ،ذلك أن الفيزياء االجتماعية ستتناول الظواهر النفسية بالدراسة وفق
بعد اجتماعي :قوانين التفاعل بين الجماعات ،واألنظمة االجتماعية والفكرية ،األدوار االجتماعية...
-إما أن تحتفظ بموضوعها النفسية وبمنهجها االستبطان وهي بذلك ليست وضعية ،بقدر ما هي
-إما أن تأخذ بمقاربة وضعية فتختزل في الفيزيولوجيا والسوسيولوجيا ،وبالتالي ال وجود لها
6
ضد المسار العام الذي أخذته السيكولوجيا -تحديا كبيرا أمام المشروع السيكولوجي الوضعي ،الذي ال
قاد سعي كونت نفي السيكولوجيا من الئحة العلوم الوضعية ،إلى تعزيز حضورها بذل تغييبها ،ذلك
أن المسعى الذي ذهب فيه كونت إلى إعادة رسم حدود الظاهرة النفسية بين ما هو فيزيولوجي وما هو
ا جتماعي مكنها من االستفادة من التراكمات المنهجية التي سيعرفهما هذان الحقالن وسيتيح ،في وقت
الحق ،إمكانية قيام دراسة علمية موضوعية مستقلة بذاتها ،وهو ما جسدته محاوالت الرواد المؤسسين
لعلم النفس ،الدين تميزوا عن كونت بتبنيهم إمكانية دراسة الظواهر النفسية دراسة علمية ،أي تأسيس
علم النفس بوصفه تخصصا علميا قائما بذاته رافضين اختزاله في الفيزيولوجيا أو السوسيولوجيا ،وذلك
باعتماد المنهج الوضعي القائم على بناء القوانين انطالقا من المعطيات الموضوعية القابلة للمالحظة
وللتحقق.
7
-الفصل األول-
1
ع االج اة نبتي ات ظةي هاةن الرر ال ةسيع ر ير ل للذ هاا ا يراا ة دياسي الظلاهر ال جسي
ييةوب الجفييت االجيانلللم يية االجيانييةت اال ه ييةت هيية س ي ي ي ييه لفتيية ي لييةس ي ي ي ي فيييةل ال رييذل اصليية ي ي ي ي ي
اصخفج ييةب ال جس ي ي ي يييعني ال ت ع ي ا ع هييذم هيياك ا ييةدن العفه ي ا ييالييت ات تج اصخ لاب ا ج ي
إلياة بعض ال ةيب. دياس الظلاهر ا ةدن .ا جى إرةدم قراتم ال ةئج ا ل ا تع
يةا الجفت ا ة ي ي ي ي ة لةب لعرف ل عةدل اصخ ال ي ي ي ييخ ي ي ي ي ةم دفع االق األلحية ا
ذا الجيانلللم ة ي ي ي ي ي االج س ييهح لجيم أال آلل ةب اش ي ةا اصجيةز اإلدياكل ااو ت ييةفةب اصلة ييف
رالقجاة لة ع ةب الت لللم ااصلس ي العص ي ي ي ي ي ي التة ي إله اوه هةل لةلظلاهر ال جس ي اإلديا
يفعجاة إله س لى العفم اللضع . أدااب ار هة أاةح لفس الللم ة سةيا مذنذا ا ناة
الرااد ا ؤس يسييي لفس ي الللم ة ارذل ب اةي خ رفم ال ج لفي ي عل )Fechnerرله أته اا ذ
تحك الس ي الفيانةت ييراره العفم اأ ذ األسييهةت التةيزم اةي خ هاا العفم ا م ا لااا ال ر ب
شذم اإلثةيم االج سيةب شيذم او سةط ات القة الا افت ا عةدل الر ةضي الج لجليفية نه
لف ةب يلل اغيع ة شي يييرم اسي ييم لفي ي ي عل فكت ة تظي ييج أ أغفب ته اظ ارله الرغم
راره ةأم اغيع دق ر ر ه ار عفل ةب أم ب أ رى ا جى ال ب الج ارذ ه ت ذهة تسي عر
راره. العفم إذ تسعه مةهذم إله ا ري اصجةتب العفم فرط
ه س ي يير ش ي يييرم في ي ي ع لعلد مةت تيع ه إله ةب )0681لر ة ي يير السي ي ي الفيانةتل ا ة إ
السي الفيانةت ا ذى هيلجاة ا صذاق جاة الجفسج ات رةداب ا سيجةا لصصيلأ أورا مرك رف ه
فصي ييال اة ال أ تس ي ي ذا رله ذلت لةلعلدم إله لي تلل )Ribotالاي ص ي ي اال ر ب االر ةضي ي .ا ه
ة فكهاة سي ال ل رذنم ره في ي ع ك نرلا )051-058ل إذا ب لفسي الفيانةت أ تسي هر لصي
2
التة ي الرالئ الان اشي ي ي فلا رله لض ي ييلرةب الته ي ييراا في ي ي ي ع ا ه غيع أ أهه
راا في ع ن لزا لي م الرلةنة العفه االجفسج الج ررفجاة أ ةت ة افت ه ذلت أ ي ي
الجلعم ال يةي ص ي فه ا يةفيانرية إله او الو اا س ي ي ي ييةئي الذنب ادياس ي ي ي ييةب اصجهةا اا ي ي ي ييلو إله دياس ي ي ي ي
ي ييراره الجفس ي ييج االعفم . هيام ل لي ةلةاه ربع را او س ي ييةط اافية قل ي ييةنة ا ةالية في ي ي ع
ميي ا ميي أ رى رهي رله اوس ي ي ي ي ذوا رله يلدك لف ه يا لي ال ج ااصجس ي ي ي ييم رط في ي ي ي ي ع
ال ج /الراح ةضي ي ييرم ا ا لملداب ا ةدن العةلم اهل ة pan-psychismeن ع املد تلا
ييراا الس ي الفيانةت الياك األ يعم رالقجاة لةألبعةد الجفسييج إ ة نه الل ذم األسييةس ي
ال ت لللم ة pan-psychisteالج ا ههية ه ي ي ييراا في ي ي ي ع لهة فياة اصي ي ييليك لعالق اصجسي ي ييم لةل ج
ي ييراره االج لهلمباة نصي ييت ال عةي لي ال لازي السي ي الفيانلللت الج رله أسي ييةسي ييية شي ي ذ أورا
رد ا الف زاا ال ظر .ذلت أ ا ةا الاي قذ ه لونت ال ل جس ي يييع رالق اصجس ي ييم اصجس ي ييم اال ج
3
الذا ف رله أته تج ي ي أا س ي ي الللت ال ة اتعة لةاا ا ال ظ فهة نتذا ل لل ي ييجيهة ظير
الرلا إ اصخيةيل رله أتيه تعتيع مس ي ي ي ييم يةدي لفي ي ي ي ي ت تجس ي ي ي ييه .ارف ه نه نتيذا لخ ر الياي نال م
ظيرا ال ج اهظير الااب لااتاة اهظير -ذات ) ااصجس ييذ اهظير الااب لخ ر .ا ةدال اصجس ييم اال ج
اصخةيل رله أته ت يع مس ييم /فيانلللت تذي ه -هل س ييبب اآل ر .لهع ى أ ال يع الاي تذي ه إ تظرتة
ال ة اليذا ي رله أتيه ت يع تج ي ي ي ي /س ي ي ي ي الللت .لاياا نال في ي ي ي ي ع قذ أثب تجس ي ي ي ييه-إ تظرتية
ا ة نبتي اوت لللم املد ا ةلق أا الافق )Correspondenceلي الب ييةا اصجسييم االب ييةا ال ج ي
ةفيانرة اصييلي س ي فيه ارف ه إ الس ي الفيانةت الج ره في ي ع رله ا سيييسييية-اإ اةت
يية جييية ات ييةئ ييية .أي أ ت ي ي ي ياي رفهيية دق ريية قييةئهيية ليياااييه لعالقييةب ال لازي-رفيايية أ اال لض ي ي ي ييلر ي
تيةد اية ا ية جية اص ل لص لاب ثةل ذليت أتيه إذا ايةتي رفلل ال ت عي الج ا ف ي اصجس ي ي ي ييم ليةل ج
قلارذ ذاد ع ق-قذ أامذب ل جس ييية ا الت ال ي لةلبس ييت لعفلل ال ج – الس ي الللم ة اا
اش ي ي ي ي يةليية فيك هياا ا تحيك اصجذنذ الاي نرع ل ناهة االاي ئا م لةلعالقةب الرةئه لي اصجس ي ي ي ييم اال ج
ارلل رله ال ر إيسييةت تحك السي الفيانةت رله أسي اضييع إ ة ن ةدي له في ي ع ن صخ
ييةل الجيانييةت االر ييةط اهيياك سي ي ي ي ي ل ي ليسي ي ي ي ي ب ر ت ي ر في ي ي ي ي ع اليياي اال ااش ي ي ي ي ي أس ي ي ي ييةس ي ي ي يية
ذل ييت لرلل ييه لنبتي أ اجيم الس ي ي ي ي الفيان ييةت ه يية رله أها يية رفم دق ق لعالق ييةب االجيانلللم يية .ا صخ
اب ا رةل لي العةلم ا ةدي االعةلم ال ج ل اللعالط اللظ ج الرةئه لي اصجسم اال ج
ارس ي ي ي ي هييه العييةلم ا ييةدي لي ريية ي اا ييذ دا ل فيانلللت ااآل ر ييةيت ييةدي ا ات القيية
افلع في ي ع املد ر س ي الفيانةئ لي اإلثةيم الج نللذهة لضييلا ال لازي الس ي الفيانة أورا
4
لهة لس ي ي ييه ه اصلر اصخةيم أا اإلثةيم اا ت يع تعرفه اإلثةيم نب ج ر ه الظلاهر العص ي ي ييب اظ رات
لض ييلرية دياس ي رالق ال ج لةصجس ييم ا راتط لاة تةش ييرم لهع ى التحك س ي الفيانةت دا ف
لهع ى التحك س ي ي ي ي الفيانيةت يةيم ي لض ي ي ي ييلريية دياس ي ي ي ي رالقي ال ج لةلعةلم ا ةدي الجيانة
رالقةب الظلاهر ال جس لةلظلاهر الجيانةئ ا ةدن .
لي اتظييجة ة ا ة سييتق سييلف نهيا في ي ع رالقةب اللعالط اللظ ج الرةئه لي اصجسييم اال ج
رالقييةب اظ ج ي تييةش ي ي ي ييرم ارالقييةب اظ ج ي غيع تييةش ي ي ي ييرم )médiatiséesذلييت أ اإل س ي ي ي ييةس ي ي ي ييةب اظي
قلم الب ي ي ييةا اصلر الس ي ي ي الفيانةئ ) ة دا حال بعالق اياتةا تةشي ي ييرم ع الب ي ي ييةا العص ي ي ي
العص ي ي ي سي ي ييبتة قر تة ا تةش ي ي يرا ل سي ي ييةط ابعالق اياتةا غيع تةشي ي ييرم ع ا يع اصخةيت الاي نللذ هاك
اإلثةيم اصخةيم سييبتة بع ذا اغيع تةشيير لياا اإل سييةط .ا ةل ةل فةألدام ة دا
اصلر السي الفيانةئ
ُ
ق ةط شي ييذم اإل سي ييةط ليس ي ي سي ييلى شي ييذم اإلثةيم إذا سي ييفه ة ع في ي ي ع ل ة نهيا ق ةط الج اه
األاله لي هة ال ةت ال ت ق ةط ال ت الر م ال جسي ر الر م ا ه ذم هل أ السييبب ُنه
ُ
ق ةط السبب. اه
س ي ي ي ي ص ي ي ي ييت هياا ال ه يا الياي أد فيه في ي ي ي ي ع لي الس ي ي ي ي الفيانيةت اليذا ف ي ااصخيةيم إت القية
لاي ا سييي الرةتل الر ةيي لي اإل سييةط ااإلثةيم ا سييي الرةتل الر ةيي لفسي الفيانةت ن م ربع
لض ي ي ي ييلا الج اح ييذث ييه لض ي ي ي ييلا الس ي ي ي ي الفيان ييةت اصخ ييةيم ي ) ا ي اإل س ي ي ي ي ييةط االظلاهر الجيانلللم ي
س ي ي ييب في ي ي ي ي ع ه السي ي ي ي الفيانةت الذا ف السي ي ي ي الفيانةت الذا ف ) .لهع ى أ السي ي ي ي الفيانةت اصلر ر
ييراا السي ي الفيانةت ل ناة ع ذلت اظ ةفيانرة ال لازي فذ لالت ا ل ج جه ا س ييت ذم إله فج
)inférentielleهة لسي فةل ا سييي السي الفيانةت اصخةيم الرةئه رله ا ال ظ ذاب وت ع اسي ذول
جه الس ي ي الفيانةت .لةل ي ييا الاي نص ي ييت فق اق ب الرحه ال ر االر ةط هاك األ يعم ت ي يا ا
ي ييراوة ل س ي ييي الس ي ي الفيانةت اصخةيم لال ق ةط اإل س ي ييةط عه ا س ي ييي الس ي ي الفيانةت الذا ف
5
6
7
-الفصل األول-
1
على أن تأسيس أول مختبر للدراسات النفس ييق ت ق على،تجمع مختلف كتب علم النفس وتاريخه
." "مختبر اليبزغ: والتي بات ي مل اسمهاLeipzig " بجامع اليبزغWundt" يدي فونت
ولنما نتاق مخاد عل ي وسي ي ييقا أ ا ي ي ف ي ي ييا،ونشي ي يينر أنا أن تأسي ي يييس أ ا اءةتبر لم ينت ن وخا
ييا علمقييا مع رفييا بييه مؤس ي ي ي يسي ي ي ي يياتق يا بت تس ي ي ي ي الس ي ي ي ييق ولو قييا م، أ ي ا النون مت اوةتوات التنيقمق ي
.وا تماعقا
أما مت النابق اون ق، نش ي يينر من ت ديمنا وشي ي ي ون فونت أنه ع ل أرجع م تات للم ا ع الني ي
،8011 لةى بييدو س ي ي ي يني8181 فقمنت ت س ي ي ي ييقم أي ا اوش ي ي ي ي ون لةى م تتنن ك نرتنن ت يدأ اء تي ا وةى مت
،8091 وتمتد اء ت ال انق مت أ ا التاريخ لةى س ي ي ي يين، وع فيت أ او بل بالس ي ي ي ييق ولو قا الفنزيولو ق
تتمنز أاتنن او بلتنن مت مش ي ي ون فونت بت نر. وهن م بل سي ييق ولو قا الشي ييعو أو السي ييق ولو قا ا تتق
مجال اأتمامه مت راس اوستويات الدنقا للتشاط النفس ي لةى راس اوستويات العلقا مت أ ا التشاط
Les expressions « psychologie des peuples » et « psychologie ethnique » sont des traductions
possibles, mais naïves et fallacieuses du mot Völkerpsychologie. Car pour Wilhelm Wundt, si l’introspection
ne permet pas d’observer les processus psychiques supérieurs sans les dénaturer, on peut les étudier en
analysant le langage, les mythes et la religion, les mœurs et les systèmes juridiques des sociétés
traditionnelles, etc. Ces productions, qui résultent de l’activité psychique qu’exercent les individus les uns
sur les autres, sont dues aux communautés mentales ou spirituelles qui forment la base d’un peuple, défini,
C’est pourquoi W. Wundt adopte le terme malheureux, bien que courant, de Völkerpsychologie. Mais il
souligne que celle-ci ne s’intéresse qu’aux lois psychologiques générales, et fait abstraction des différences
غنر أن أ ي ا الت نر من االأتم ييام ييات العلمق ي ل ييدظ فون ييت ال يت ن أن يني للق ييه مت اوي ي التن ييا
واالختالل بنن أ يياتنن او بلتنن ولنت من لم ييار منيور ت يياملن ،منز مش ي ي ي ي ون فون ييت ،س ي ي ي ي ى لةى ا ب ييامي ي
لن الت ييدي ال ي ي ت فعييه الس ي ي ي ييق ولو قييا التج ياق ي الولقييدا يت ةم من الس ي ي ي ييؤال التيياةن :كقف يمنت
لخضان الياأ ا النفسق ذات الت قع الداخلق الالما ي لل قاس والتج يب؟
ينتلق فونيت مت ع يد او يارني التيالقي بنن من قي ال ابع الت ق ن وما يت ن أن س ي ي ي يينر على منواله
ال ييابييع النفس ي ي ي ي ي ،لذا ييان ال ييابييع الت ق ن ينتلق مت مالبي ي الييياأ ا التي ت ييدمهييا الت قع ي ش ي ي ي ي ييل
observation médiateمالبي ي غنر ينق ي ،فييحن ال ييابييع الس ي ي ي ييق ولو ن علقييه أن ينتلق ك ي ل ي مت و ييا ع
الوعن التي ت ل اوالبي اآلنق ،وبقنما ي وم باخ زال الياأ ا اوالبي لةى عناص ي ي أا ا ولق الاسي ييقت
يسييل لةى ت ديد ال انون ال ي ي نمها ،فهو أنا سيينر على نفس ختب ال ابع الت ق ن ،ذل أن السيينرورا
التي تنمت خلف الوعن ،والتي تتتج عنه ييا اليواأ الواعقي ي ،تع ييد بم ييابي ي ال ييانون ال ييامت خلف الي يياأ ا
تنمت ال اي مت ع د أ او ارن بنن من ق اشي ييت ال ال ابع الت ق ن وال ابع السي ييق ولو ن ،من
لعا ا تس ي ي ييتقف الس ي ي ييق ولو قا ي ي ييمت العلوم الت قعق وت ويلها لةى علم تفس ي ي يينري ،ولت قق أ ال اي ،
-الش ي ي ط ا ول :أن تتجاو الس ي ييق ولو قا الوص ي ييف وتتت ل لةى تفس ي يينر الياأ ا النفس ي ييق ،تس ي ييل
يياأ ا مع ييدا بي لي لةى م بلي النل ي ي ي ييل العل ي اومنزا للعلوم الت قعقي ،خيياصي ي ي ي ي أن الييياأ ا النفس ي ي ي يقي
ومتعد ا ،ت دم م وناتها على أس يياس أأها أنش ييت نفس ييق مس ييت ل عت عض ييها ال ع ،أو بوص ييفها مل ات
3
النفسق .
انسي اما وأ ا التسييور سييقعتبر فونت أن ا بسيياس )sensationأو العنسي ا وةن والاسييقخ ال ي
تنتلق منه ل اليواأ النفس ييق ا خ ظ ،بمع أن ل اليواأ او ك يمنت اخ زالها من واأ سي يقت ،
وأ ا خنرا من ا بسياس ،وتخ زل ا بسياسيات من السنرورات العساق ،ذه ا نسل لةى استخالا ال انون
-الش ط ال ان :لن تأسيس سق ولو قا تفسنري ي تض ي لخضان الياأ ا النفسق للتج يب
وال قاس .لذا ان فونت د عمل على اخ زال الياأ ا النفسق من م وأها ا وةن والاسقخ اوتم ل من
ا بساس ،فحن أ ا او ون ال يمنت راسته لال بدراس ش ومه الفنزيولو ق التي ت ل التج ب وال قاس.
بمع لن تناول فونت للياأ ا النفسق يتم مت اوةارق لق ل لةى الداخل .وذه السق يمنننا الت نم من
الش وط التج ياق :عزل الياأ ا او ا راستها عت اليواأ ا خ ظ اوساب لها ،لعا ا لنتاق الياأ ا من
انس اما والش منن او صو يت أعال عمل فونت على ت ديد مو ون السق ولو قا من راس
اليواأ النفسق ا ولق ا بساسات ،وا را ات ،والتم الت) .فالوعن بسب فونت سنرورا تاتدئ
با بساسات التي تت ول لةى ل را ات بسق لتتتهي بتشنقل تم الت واعق .
direction suivante : elle décompose (zerlegt) le contenu de notre conscience en ses éléments,
elle donne une connaissance de ces éléments eu égard à leurs caractères quantitatifs et
4
أما الت نقات التج ياق التي يمنت اس ييتخدامها من راسي ي الوعن بس ييب م وناته ا ولق ف د بسي ي أا
فونت من ما يلن:
-من راسي ي ي ا بس ي يياس ي ييات :س ي ييتند لةى الت نقات الس ي ييق وفنزيولو ق التي مورأا فيشي ي ي ر ،والتي تهتم
-من راسي ي ي ا را ات :ي قل على ت نقات س ي ييتنريوسي ي ي و وت نقات ت كقب ا ص ي ييوات اوس ي ييتوباا مت
-من راسي ي ي ي ي ي التم الت :ي ييأخي ي بت نق ييات ق يياس الزمت الس ي ي ي ييق ولو ن ،مس ي ي ي ييتخ ييدم ييا ك ونوس ي ي ي ي و
ي دو لقا أن فونت ولن ان ي بأأمق االسي ي ييت تان من راس ي ي ي اليواأ النفسي ي ييق ،لال أنه ي س ي ي ي
اس ي ي ي ييتخدامه من بدو نقا تيل مؤم ا با مار التج يوي العام اوس ي ي ي ييتوهى مت فنزيولو قا ا بس ي ي ي يياس ،فهو
عمل على ت لقم ح م بضي ييور االس ي ييت تان من الدراس ي ييات النفسي ييق ،وذل بو ي ييع م وتقه من و ي ييعقات
تتتلب ال ركنز على معتب ذات مت الياأ ا مو ي ي ييون الدراس ي ي ي .ويمنت ت ةقم الش ي ي ي وط تج ياق م ا
التي و عها فونت لالست تان ،يس تج ياقا ،من اب رام اوعاينر التالق
ت ديم معلومات لفيق ت ي ي عت اشييت اله ال أ ي بل ينتف بت ديم وا م د سييلفا :ويض يعقف،
نعمض ال.
5
-الفصل األول-
1
كان للنجاح الذي حققه مختبر اليبزيغ ،بمنح الص ف ف ففية ا كا يم ة والعلم ة لعلم النيس ،بأن أصف ف ف فبح
التقن ففا التجة ففة وا ع ففاا قبل ففة للب ففاح من مف مختلن بل ففاان أويوا ففا وأمة ل ففا الل ف ف ف فم ففال ففة للتعة
امل اي ا س ف ففتخامة امل تذا اوإلتبر ،و اس ف ففاديم الص ف ففية ا كا يم ة لتاياس لم النيس ومماي ف ففة الب
ففة التو بففا تففذا اوإلتبر يصف ف ف ف ففايتففا ويا تففامففا امل التعة ن أكففا ي ول ولعبففك ،اففذلففي ،اوجلففة الس ف ف ف ف ل ل
بأ مالهم ،وأاثر مف ذلي ش ففللك ايا لتقايم اتص ففا أب اجيم ومجايديم ،وفت ففال ميت حا للم ففجا ب يم
بااتت انتمالاتيمل
تذه الع امل مجتمعة ااص ففة أن مأ ف س مختبر اليبزيغ قا ش ففلل مقامة ب مأ ف ف س مختبرا أاة أ
امل مختلن اصففم بلاان أويواا وامل أبلج امعا أمة لا اللففمال ة ،الاففيول الذي قا ب دعا الايا ففا
وااتت نتففاهجهففا ومن ت التقن ففا التجة ففة ومو ة ا وا ا س ف ف ف ففتخففامففة فايففال وأاثر مف ذلففي ،اة تففذا
امل مجاال ا ناخ ا كا ي و ن ا مف دعا التقال ا التجة ة الإلاص ف ف ف ففة بلل مختبر ،ون ا مف التخص ف ف ف ف
ا ا أم مأ ف ف سف ففها ،وح ةح السف ففقا ح حق قة الس ف ف ل ل ا ف ففا ا تذا ا ناخ ا كا ي و
ا نهج الذي ينبغمل ا ف ففتخاامه امل يا ف ففة الل اتة النيسف ف ف ة والتقن ا ا رية امل ذليل ااص ف ففة أن مختبر
العلم ة فة ن ا مف الص ف فةامة ا نهج ة وا ةاه ة امل أب اله ،والتو با قابل حةمته اليبزيغ امل ف ففع ه ن
مف االتتمام بعمق اللاتة النيس ف ف ة ،و علك نتاهه أب اله مباو كأ يا بمر متنا ف ففبة مل اوجه ا بذو امل
مختبر اليبزيغ مقن ففا الق ففا ل ففايا ف ف ف ف ففة الس ف ف ف ففمرويا النيس ف ف ف ف ففة ال ففان ففا ع ففل مف الق ففا -مخص ف ف ف ف
أ ف ف ففا أ يا مقن ا مجة ة ا ف ف ف عا مقن ا الق ا النيس ف ف ف ة الان ا ،ا مة الذي ولم يسف ف ففا ا
2
-م ةم م اولة مختبر اليبزيغ حصفة ا فتخاام اال ف بوان -ا تحلة الااال ة ا باشة -امل حاو ن ا ضمف
ة فل ل ففليا ،الباح الس ف ل ل مل مف معو ا أ اديا م ا وضففع ا مجة ة متففب ة ،ح
لاي ففا دع ففايت امل ا مر وبن ففة بختصف ف ف ف ففا التج ففاي ال ففذام ففة ال ففااال ففة للمب لمن ،والتو يتول ففج ال ص ف ف ف ف
انوتقا مف تذه ا تحلا مبل ي م ه بايل امل الحقل السف ف ف ف ل ل مل ف ف ففا ب ي اال تباي لت ف ف ف ف بوان أو
التجةاة الذام ة الااال ة ،و ب منح مق ف ف ف ل ل مل لبب ا ،اوإلبرية ،وذلي بايا ف ف ففة الس ف ف ففمرويا العل ا
لتشتغا النيسيو ،وأحا ،بذلي قو عة مز و ة مل ا ي ،التجة بو وإلتبر اليبزيغ:
ة العل ا وا ةابة :الذااة والذكال والصف ي الذتن ة
-مف هة أوب ي اال تباي لايا ففة الل اتة السف ل ل
ات مختبر اليبزيغ الذي م ي أ ماله امل يا فة الل اتة ا ول ة وال س وة :اال تجابة مر بس ط)
-ومف هفة لفان فة ب ف ملفان فة عفل اال ف ف ف ف بوفان مقن ة مجة ة دس ف ف ف ففتج ج لق ا ا ا نهج ة العلم ة :مف
ح القول مل ا ي ،اليلسف ف ففيا امل تذا الجانج ،وذلي بتجاوز النلة الس ف ف ففلب ة الس ف ف ففاها ف اال ف ف ف بوان
ات القةن ،91ومف ح ف ف يفل الق ا ةاه ف ففة الصف ف ف ف ف ففايمف ففة التو ا تمف ففاتف ففا مختبر اليبزيغ امل مجف ففاياف ففه
اال بوان ةل
ص ف ف ابة تذا ا ل ف ففةوت الس ف ف ل ل مل ،الذي فتح أفقا م ق قا لهذه الغاية ،ملك لتلة مختبرا
اياا لت ف ف ف ف بوان امل الايا ف ف ف ففا الس ف ف ف ف ل ل ةل ولقا لعج مختبر فمرمزا يف ويا ابمرا امل التعة ن ديذا
ا لةوت ،الذي ح أصبح ي مل ا مه
ة امل نلف ف ففمر امل تذا الصف ف ففا أنه ،بانتقا ك لج ب امعة فمرمزا يف ف ف ففنة ،9911يل ن قا حقق نقلة ن
امل مس ف ففايه العل و ،وأحا ،قو عة مل انتماهه الس ف ففابق وإلتبر اليبزيغ ،مس ف ففا اا لي نك ،ومم ل تذا الت
مأ ف سففه وإلتبر فمرمزا يف الذي كس ملففةو ا بايت لايا ففة النيس ف ة ،وذلي بمسففا ا للة مف الباح من
اللبا ،أم ا Karl Marbe (1869-1953) :و Narziss Ach (1871-1946),وKarl Bühler (1879-1963),
3
4
-الفصل األول-
1
ةا لللل ف يرجع الفضل ل ل للف وم االشر طفالشى املد ل ل ل لراج ة ا اوسرةل ل ل للإ الف يشلشج إ الر ة ل ل ل ل إ
ب فلشف نت جإ أبح ثه حشل البن إ العص ل ل ل إ اوتحكمإ وم الجال ز العص ل ل ل ن الهن ن ل ة ن ج عام نش ف ة ى
جس نفس ل ل لله وم طاسطإ هذ اوشجإ .4091هذا الب حث الذي لم يكن وم األص ل ل للف طالتم بمشا ،ل ل ل ع ال ف
دراةلإ التعلم ة س الح شان .ة ججمع لف الكت الت رخي إ لعلم ال ف ةىا أنه بن م ل ن ب فلشف طستغرا
طجمف املة ل للتج ب ت الهن ياشى وم أبح ثه دا ف املختبر بسأ لل امل تب ر ياشى ب ة ل للتج ب ت ة ل ل الن اللع
ف م هش طس للتغرا وم بن لحظإ جاسيم الطع ى طم أث ر انتب هه ل ل ل ل ل ب فلشف ل ل ل ل ل ة ا طالحظإ ة لللشل ت ال ل
علم املة للتج بإ لس للم ع طشات الح رس ةىا ،للشه هذ اوالحظإ الع برم افبرف ب فلشف أن ال ل
الهن للتحاق طن ه للذا املفبراف حكم برج لله وم دراةل ل ل ل للإ الجال ل ز الالض ل ل ل ل ن ا ل س م للإ اللع ل
وشاص للف ت هذا امل تب ر ا ى جفرزه الغسد اللع ب إ وم ،للع إ اة للتم رم ا ى ب ه ةسم ججرخ إ س للتج
بش ،ل للع ال ل وم ،ل للع إ ا تب رخإ طمملإ وم ح لإ الجشع جا خس اعسم لا س ةفرازاجه اللع ب إ أث ه جاسيم
2
اع للس التحاق طن ه للذا املخطر التجرخ ن ةبر ة ل ل ل لللس ل ل ل لل للإ طن التج ل ر بمم رات طيتلف للإ ةىا ح شان ل ت
3
املثيرالطبيعي :هش لك اوم ر الذي يؤدي ة ا اةل ل للتحسا اةل ل للتج بإ لسع ال عن ال م م ةب رم ةن
املثيراملحااايااد :هش لللك اوم ر الللذي مل يؤدي ة ا جاللسيم املة ل ل ل للتجل بللإ اوطلش للإ وم امل تب ل ر خنب م أن
ي شن وم ةتبإ ةحس س ال عن ال م
املثيرالشاارطي :هش لك اوم ر الذي أصللبي يؤدي ة ا االشر املةللتج بإ ال للرط إ الهن ل ن يحسثن اوم ر
الطب عم فلصص ل ل ل للبي اوم ر ال ل ل ل للرطا يحلسثنل طن اعللسطل لل ن طحل يللسا بفعللف ارجبل طلله بل وم ر الطب عم لعلسد طن
اورات
االس ا ا ااتجابة الشا ا ا اارطية :م املة ل ل للتج بإ الهن علم ال عن ال م جاسيمال ة س جاسيم اوم ر ال ل ل ل للرطا
فال لخالص ل ل ل ل ت هلذ امل تبل رات انتهى بل فلشف ة ا جحلسيس ا نشن املد ل ل ل لراج الذي بمشجبه يص ل ل ل لبي
للمم ر ال ل للرطا ب ف املة ل للتج بإ الهن ل ن ياسطال أط ى جشد اوم ر الطب عم الهن ال عن ال م يس ل للتج
لك بفعف ارجب ج اوم ر املح يس ب وم ر الطب عم لعسد طن اورات س ل ل ل ل ى اة ل ل ل للتجل بإ د ل ل ل للرط إ أص ل ل ل للبحل
املرجبل ج ب ن اوم ر املحل يللس اوم ر الطب عم حلسد بل فلشف مس ل ل ل للإ د ل ل ل للر ج ملبلس طن جشفرهل لحلس
2ل ل ل ل ل ل أن ي شن اوم ر الطب عم ةىا طسل للتشع طن ال ل للسم بح ث ياع ،ل للمن ةتبإ ةحس ل ل س ال عن ال م
4
-1الف ص للف الاطتن جت ل ف املة للتج بإ للمم ر ال للرطا ا ل ف أة للرع ة سط ي شن الف ص للف الاطتن ب ن
المشايا ج شن املةتج بإ ال رط إ جاسيم اوم ر املح يس اوم ر الطب عم اصل را جسا بح ث مل يتج ز اع
-5ةسد طرات املرجب ج :جكتس ل املةللتج بإ ال للرط إ اشم ديمشطإ للمم ر ال للرطا باخ دم ةسد طرات
جكمن أهم للإ العمللف الللذي ا ل ى بلله ب ل فلشف وم لشنلله أث ل أن ال ل عن ال م يمك لله علم جاللسيم نف
لال ب ف جلك املةل للتج بإ املةل للتج ب ت الهن جم ره طم رات طب ع إ أط ى طم رات جسيسم لم يكن يسل للتج
لك بفضلف لل إ املدلراج طم يف س أن العالاإ ب ن اوم رات املةلتج ب ت م ةالاإ ارجب ط ت ادلراط ت
برات جن ل ل ل للص ب ن طم رات البنئلإ اة ل ل ل للتجل بل ت ال ل عن لالل د ن الحل جلإ ة ا الاشل بشجشد ةمل ل ت ةال إ أ
5
6
-الفصل األول-
1
ط ا تعلمطت ا خل اال فقط ،أإامط دراس ك ك ك ال تش ك ك ككامل اولة الخطأ أا منه يا ال مجالط
ل ااككطيككا ا ككط ع ك انلس ك ك ك ك ر ا مفس ك ك ك كل ك ككذ ككان ففه ا ل ك ا ككذا بككطل فلككا اككطفل م ة لا ي ككطر ككا
ةي اةلفل يفس ك ك ك ك ة ا خل ااطت ا ط ع ي ةل ل ا لةةل ا لأسك ك ك ككل ،بطل ي راحاةا ة لا لااطيا
لن ا مفح ا خل انه ي تق يقملطت ااتطيطت أ مل ااش ككةقت، ط اش ككثول ي راحاةا ات طر ا
مللك ك تش ك ك ك ككةل ككمل اري ككطك ككطت ا ل اا ات أاالس ك ك ك ككت ككطا ككطت ،ككا لل إل ا تعلن ي أا تي ةمت ككا ي ا ق
ةمنلق ي راحاةا يفس ك ك ك ك ع خحأق ا تعلن أفقط ا حل الخطأ أا منه ي االري طكطت ا تي ي شك ك ك ككامل
ة ال ح ا فلد ي تق تب ايا ا سك ككطاق ااتط هط ل ط ا ل اا ات أاالس ككت طاطت ،ا تي تش ككال
بوذا يعلي ي راحاةا ي الا ا حل االري طط ا ل اا ات أاالسك ك ككت طاطت ،أ ارل افسك ك ككا رف ك ك ككا يفس ك ك ك
ا ت طر لل حد االري طكطت ا تي ةتن تشك ككةللهط أفقط هذا اا حل االري طكطت ي تق االش ك كلاط ا طفل ،
اكحأدة ا عكحد ،أ لد كا إم اكحأدةك كحد اامعةس ك ك ك كطت ا فنلةك لأ ردأد ا فعكط ا تي ة كح ا اط ي ا
زأدا بوطن فه ةل اهل يمط ا آ لطت لتل يتحتمل تشككةلمل االري طكطت ا ل اا ات أاالسككت طاطت ،تط ك
ا ةتنل ل لط ،ل أي ك ككعا أ مل ااش ك ككةقتن أ ي ا ل ي طر ا ا ش ك ككه ة يلا ا تي لجلايط
ي يككذا اا ل ن ةتا ل يككذا اا ل اا ا ي ا عمككط ك ك ك ككل ا تككط ل ك لط يقككحةن اس ك ك ك ككت ككطا ك علم ك تملأ
2
ا لافع ا تي لدت إم هذع الخطأالت ا عشك ك ك ا ل ي ك ككعط أا قفزننن لتةلي ي يذا ا يك ك ك ،أ م ل
فتم اكطا ا قفي أا ملأ تمكطأ ا نعكط اا ج د ا مكطر ن أ لممط ل طد ي راحاةا ا قط إم ا قفي لة
لتل ال ظ لل حد الخطأالت ا عشك ا ل ،ا تي ةق بوط ل مل ا قلط اطلخطأ ا يككخلا ،احل ةقمل يحرة لط
ي جمل الخطأالت ي ام الخكطأالت ا ت لةيلك ،إم لل ا تفظ ا قط فقط اكطلخكطأ ا ي ك ك ك ككخلا أية
ي جمل الخطأالت ا مطكئ أا تفظ فقط اطلخطأ ا ي ك ككخلا ، ا مطكئ ن امعنى ،إل ا قط تعلن ا تة
فقط؟
لاا اتط الخطأ ا تي ةق بوط ط لسكمطع اقطا ل ا يل ا ذا ةمول إ لا أجح ي راحاةا ا ا اا
وككط أة ك ك ك ككع ا ة اجهككان فككطلخككطأ ك ا تي ةق بوككط أال ياقق يككحفهككط ،ةتة ل ل ككط ا اككط ي ا
اري طكهط اطا ل اا ا اط ةاتج وط ي ط للق أ ح ري ك ككط ،ايممط الخطأالت ا تي ياقق يحفهط ياتج وط
اري طكهط اطا ل اا ان ي االريلطح أا ليط ،أه الخطأالت ا تي ةتن اال تفط بوط أةتق ط
ا إ ا بطا اطوخ اولا خط ا لي ككط أاالريلطح ا تي ل ك ك ك ك ك ك ةتةلر يمفلذ اس ككت طا علم ل ط
إ ا لي ع ك االس ك ك ك ككت ككطا ك ااككط ك ي ا لي ك ك ك ككط ياتج وككطن مككط ةفلككح لل االري ككطط ا ل اا أاالس ك ك ك ككت ككطا ك ةتق
أاالريلطحن
ح ا لي ك ك ك ككط ا إ ا بطا فطش ك ك ك ككل اولا خط ل ك ك ك ك ك ك ك ك ك ة ك ك ك ككع يمفلذ اس ك ك ك ككت طا علم ل ط
أاالاز ط ا تي ياتج وطن مط ةفلح لل االري طط ا ل اا أاالس ك ككت طا ة ك ككع إ ا لي ع االس ك ككت طا ااط
ي ح ا ليط أا لقن
3
ةل ي راحاةا لل االري طط ةزداد ل ة اطامطرسك أة ككع بعح اامطرس ك ،ا لل يةلار يقحةن افح
االس ك ككت طا ل ط اا ل اا ا افس ك ككا ة دا إم يق ة االري طط ا ل يذع االس ك ككت طا أاا ل اا ا ،ايممط
4
-الفصل األول-
1
ينطلق سكينر في بناء مشروعه من مالحظتين وجهتا لنموذجي بافلوف وثورندايك ،تتمثل املالحظة
األولى في كون السلوكات التي درسها بافلوف تنحصر في سلوكات ردات الفعل ،وبالتالي فاالشراط الكالسيكي
ال يغطي كل أوجه السلوك اإلنساني ،وتشير املالحظة الثانية إلى أن ثورندايك ورغم اعتماده في دراسة
االرتباط على ما تخلفه املحاوالت السلوكية من نتائج بعدية ،إال أن املفاهيم التي استخدمها ـ حالة الرضا
وعدم الرضا ـ يصعب تكميمها تجريبيا وتحيل على خبرات شعورية أكثر مما هي مفاهيم وضعية.
انطالقا من هاتين املالحظتين عمل سكينر على نقل السلوكية إلى مستويات أشمل وأكثر راديكالية في
تفسير السلوك ،إذ يتوجب على نظرية االشراط أن تغطي كل األنماط السلوكية التي يقوم بها الكائن الحي،
إذا كان االشراط الكالسيكي البافلوفي يغطي السلوكات ذات الطبيعة االستجابية ،فإن جهود سكينر
ستنصب على دراسة نمط جديد من االشراط يفسر كل مناحي السلوك اإلنساني ،وخاصة السلوكات ذات
الطبيعة اإلجرائية ،والذي اسماه االشراط اإلجرائي .مستلهما في ذلك إنجازات ثورندايك وواطسن.
تحقيقا لهذه الغاية عمل سكينر على تطوير أدواته التجريبية ،بما يمكنه من دراسة سلوكات الكائنات
الحية خاصة السلوكات اإلرادية التي تصدر عن الفرد بشكل حر وإرادي .فطور لذلك عدة اختبارية عرفت
ببطارية سكينر .الش يء الذي والتي مكنه من القيام بعدد من التجارب على حيوانات مختلفة .وتعد تجربته
حول الحمام أشهر هذه التجارب واألكثر تداوال في كتب علم النفس.
تتلخص تجربة سكينر في وضع حمامة جائعة داخل ذلك الصندوق املسمى بطارية سكينر ،وتتبع
السلوكات الصادرة عنها بما يتيح اختيار السلوك املراد دراسته ،بحيث يجب أن يكون سلوكا إراديا وليس
نتيجة لوجود مثيرات محددة هي التي تثيره ،وكلما قامت الحمامة بهذا السلوك (تحريك رأسها نحو اليمين
مثال) ،إال وتم منحها الطعام تعزيزا لهذا السلوك .فالحظ سكينر أن الحمامة تعلمت القيام بهذا السلوك
2
املثيرات القبلية التي تثيره ،كما هو الحال عليه في االشراط الكالسيكي عند بافلوف .ذلك أن الطعام في تجربة
سكينر والذي يلعب دور املثير الطبيعي يأتي بعد االستجابة وليس قبلها ،كما كان عليه األمر في اشراط
بافلوف ،حيث املثير الطبيعي يلعب دور املعزز بين املثير املحايد واالستجابة الشرطية .يمكن القول إن
في دراسته لنتائج السلوك ،ميز بين املثيرات التعزيزية والعقابية ،كما حدد قواعد توظيفها.
املثيرات التعزيزية :كل حدث سار يضاف على بيئة الكائن الحي قصد تقوية حدوث سلوك مرغوب
فيه وزيادة احتمالية ظهوره الحقا .وتنقسم املثيرات التعزيزية إلى صنفين مثيرات تعزيزية داخلية املصدر
من قبيل الرضا واالرتياح والسرور واإلشباع ،ومثيرات خارجية املصدر وتنقسم إلى ثالثة أنواع:
املثيرات العقابية :كل حدث غير سار يضاف على بيئة الكائن الحي قصد إضعاف حدوث سلوك غير
مرغوب فيه والتقليل من احتمالية ظهوره الحقا .وتنقسم املثيرات العقابية إلى صنفين مثيرات عقابية
داخلية املصدر من قبيل عدم الرضا والتوتر والقلق ومثيرات خارجية املصدر وتنقسم بدورها إلى مادية،
ورمزية ،واجتماعية:
أما بخصوص إجراءات تطبيقها ،فإننا نجد أن سكينر ميز بين نمطين لتطبيق كل واحد منها.
إجراءات التعزيز:
التعزيز اإليجابي :يعرف باإلضافة ،أي إضافة مثير مرغوب فيه إلى بيئة الكائن الحي قصد تقوية
3
إجراءات العقاب:
العقاب اإليجابي :يعرف باإلضافة ،أي إضافة مثير غير مرغوب فيه إلى بيئة الكائن الحي قصد
العقاب السلبي :يعرف باإلزالة ،بمعنى إزالة مثير مرغوب فيه من بيئة الكائن الحي قصد إضعاف ظهور
في ضوء ذلك ،قام سكينر بإحداث قطيعة مع التفسيرات السابقة عنه ،في تفسير عملية االرتباط ،إذ
السلوكات ذات الطبيعة االستجابية :يشير إلى جميع األنماط السلوكية املكتسبة عن طريق االشراط
الكالسيكي ،ويتمثل في جميع االستجابات الفطرية غير متعلمة في األصل والتي تتبع املثيرات الشرطية بفعل
تجاورها الزمني مع مثيرات طبيعية .وعليه فالسلوكات االستجابية استجابات ال تحدث تغييرا في بيئة الكائن
الحي ،لكونها ردات فعل تعلم الكائن الحي القيام بها أمام مثيرات محايدة بفعل ارتباط هذه األخيرة بمثيرات
طبيعية.
السلوكات ذات الطبيعة اإلجرائية :تشمل جميع االستجابات اإلرادية املتعلمة التي تصدر عن الفرد
بشكل حر وإرادي ،فهذا النوع من السلوكات يحدث تغييرا في بيئة الكائن الحي.
4
طبيعية محددة ،بينما يتضمن االشراط اإلجرائي االستجابات اإلرادية التي يقوم بها الكائن الحي بشكل حر
وهادف؛
.2يكون االرتباط في االشراط الكالسيكي بين مثيرين تتبعهما استجابة ،في حين نكون االستجابة في
.3ينطوي االشراط الكالسيكي على استجابات مستقلة بينما يتضمن االشراط اإلجرائي استجابات
هيكلية؛
.4تعد االستجابات في االشراط الكالسيكي بمثابة ردات فعل ملثيرات البيئة التي تحدثها ،فهي ذات
طبيعة اجترارية تحددها البيئة ،أما استجابات االشراط اإلجرائي فهي عبارة عن استجابات إرادية ذات تأثير
.5يلعب الكائن الحي دورا سلبيا في االشراط الكالسيكي ،لكونه ينتظر حدوث املثير حتى يستجيب،
وعكس ذلك في االشراط اإلجرائي حيث يكون هو مصدر االستجابة دون أن تكون لها بالضرورة مثيرات
محددة؛
.6يلعب املثير الطبيعي دور التعزيز أو العقاب في االشراط الكالسيكي ،حيث يحدد قوة االستجابة
وديمومتها للمثير الشرطي ،أما في االشراط اإلجرائي فاملثير الطبيعي يأتي بعد االستجابة ويكون إما تعزيزيا أو
عقابيا.
5
تمهيد أولي:
على الرغم من أن لع لم االجتماع جذور في أعمال الفالسفة والمفكرين االجتماعيين مثل أفالطون وأرسطو
وابن خلدون وهيجل ودوتوكفيل وغيرهم ،حيث التفكير واالنشغال بقوانين الحياة اجتماعية ،إال إنه كمجال
علمي جديد نسبيًا .ظهر في أوائل القرن التاسع عشر استجابة للتحوالت االجتماعية والسياسية واالقتصادية
التي عرفتها أورابا في هذه المرحة:
نمو الصناعة الميكانيكية ،ارتفاع نسبة المهاجري ن من البوادي إلى المدن للعمل في المصانع -
الجديدة( .الناس الذين ينتمون إلى المجتمعات الفالحية وجدوا أنفسهم مكتظين بالمدن).
نمت الرأسمالية أيضا في أوروبا الغربية في القرن التاسع عشر .حيث كان قلة قليلة من الناس -
تمتلك وسائل اإلنتاج -مثل المصانع -بينما اضطر الكثيرون من الناس إلى بيع عملهم لهؤالء
المالكين.
تحوالت مست مختلف مجاالت الحياة والفكر والقيم بعد تقويض السلطة التقليدية للكنيسة والسلطة -
السياسية والقرية واألسرة( .بروز أشكال جديدة من التنظيم االجتماعي ،ومن القيم ،السلوكات...الخ
مرتبطة بشكل الحياة الجديدة).
كان هناك نمو هائل في عدد السكان في جميع أنحاء العالم في هذه الفترة ،بسبب طول العمر -
المتوقع وانخفاض كبير في معدالت وفيات األطفال.
هذه التغييرات االجتماعية الضخمة جعلت من الضروري تطوير العلوم االجتماعية لمتابعة هذه التغيرات
ومعرفتها بشكل أعمق ،وبهذا سينشغل السوسيولوجييون األوائل باآلثار الضخمة لهذه الثورات االقتصادية
واالجتماعية والسياسية :تركز اهتمامهم بشكل أكبر في السنوات األولى لعلم االجتماع حول هذا "التحول
الكبير -”the Great transformationكما سماه االقتصادي الهنغاري كارل بوالني في كتاب يحمل
نفس اإلسم" -أي االنتقال من مجتمعات فالحية وبسيطة إلى مجتمعات صناعية ضخمة ومعقدة.
يوفر علم االجتماع طريقة مميزة ومفيدة لرؤية وفهم العالم االجتماعي الذي نعيش فيه والذي يشكل حياتنا.
ينظر علم االجتماع إلى ما هو أبعد من وجهات النظر الطبيعية والعادية المعترف بها للواقع ،لتوفير فهم
أعمق للحياة االجتماعية.
من خالل النظريات السوسيولوجية وطر ق البحث الخاصة بها ،يعد علم االجتماع أحد التخصصات التي
تعمل على توسيع وعينا وتحليالتنا للعالقات االجتماعية والثقافات والمؤسسات التي تشكل حياتنا وتاريخنا
اإلنساني بعمق.
هل سبق لك أن تساءلت عن سبب تنوع وتعدد واختالف األفراد والمجتمعات؟ هل فكرت في دور القوى
ا الجتماعية في تشكيل وجودنا؟ كيف يعمل المجتمع؟ مالذي يدفعنا إلى اختيار أشياء أو اطعمة أو ألبسة أو
أمكنة معينة دون أخرى؟ لماذا تحدث االحتجاجات والصراعات مثال؟....
ضا إلى فهم العمليات االجتماعية إذا أردنا
إن السعي لفهم المجتمع أمر مهم وضروري ،ولهذا نحتاج أي ً
ال تأثير عليها .يمكن أن يساعدنا علم االجتماع في فهم أنفسنا بشكل أفضل ،ألنه يبحث في كيفية تأثير العالم
االجتماعي على طريقة تفكيرنا وشعورنا وفعلنا.
ضا في اتخاذ القرارات ،سواء الخاصة بنا أو الخاصة بالمنظمات الكبيرة.
يمكن أن يساعد أي ً
في كتابه "قواعد المنهج السوسيولوجي" ،حدد دوركهايم الواقعة االجتماعية ،وأصبح
الكتاب أحد النصوص األساسية لعلم االجتماع.
عرف علم االجتماع بأنه دراسة للوقائع االجتماعية التي قال إنها أفعال المجتمع the
ّ
. actions of societyالوقائع االجتماعية هي السبب في اختيار األشخاص داخل
المجتمع للقيام بنفس األشياء األساسية؛ على سبيل المثال ،أين سيعيشون ،ماذا
يأكلون ،وكيف يمارسون الطقوس وكيف يتفاعلون .المجتمع الذي ينتمون إليه يشكل
طرقا للقيام بهذه األشياء ،ويضمن استمرار الوقائع االجتماعية.
يبحث علماء االجتماع عن إجابات لما يعتبره الكثيرون أسئلة بسيطة .اقترح بيرغر أن هناك أربعة أسئلة
أساسية في قلب علم االجتماع تتيح لنا رؤية الروابط بين الحياة اليومية والبنيات االجتماعية والقوى
االجتماعية:
ما الذي يفعله الناس مع بعضهم البعض هنا؟
ما هي العالقات التي تربطهم؟
كيف يتم تنظيم هذه العالقات داخل المؤسسات؟
ما هي األفكار الجمعية the collective ideasالتي تحرك الناس والمؤسسات؟
إذا كان فعل المصافحة أمرا شائعا في تحتوي الثقافة على عناصر متعددة
مجتمعات معينة ،فإنه ال يكون كذلك في ومتداخلة ومركبة ومختلفة .في ما يلي من
مجتمعات أخرى .عادة ما تستخدم الدروس سوف نتوقف عن بعض هذه
المصافحة كعالمة على التحية أو المغادرة. العناصر:
ً
رموزا غير ربما تمتلك جميع المجتمعات -1الرموز Symbols
لفظية نسميها اإليماءات أو حركات اليدين
تنتج كل ثقافة مجموعة من الرموز ،وهي
أو الذراعين أو أجزاء أخرى من الجسم عبارة عن أشياء ،عالمات ،حركات أو
تهدف إلى نقل أفكار أو عواطف أو قيم صور ..تمثل شيئًا أو تعبر عن فكرة أو فعل
ودالالت معينة .ومع ذلك ،فإن نفس أو قيمة معينة .حيث يثير هذا الرمز ردود
الحركات واإليماءات يمكن أن تعني نفس فعل ومشاعر مختلفة عند استعماله.
الشيئ في مجتمع مختلف تما ًما في مجتمع
آخر. تتيح الرموز إمكانيات متعددة للتواصل
غير اللفظي .تساعد الرموز بحسب
المنظور التفاعلي الرمزي على جعل
التفاعل االجتماعي ممكنًا.
إن تعدد المدارس في علم النفس هو إغناء للساحة السيكولوجية ،فتعقد الظاهرة النفسية
(سلوكية ،معرفية ،وجدانية )...يفرض باألساس تعدد زوايا الرؤية لهذه الظاهرة ،كما
يفرض تعددا في النظريات المفسرة ،مما ينتج عنه تعدد في المقاربات السيكولوجية .إن
دراسة االنسان هي مهمة جد صعبة تستدعي تدخل وتكامل مختلف المقاربات لفهم شامل،
وتفسير أفضل للسلوك اإلنساني ،بالتالي تدخل أفضل.
تعدد ميادين وفروع علم النفس:
تطور علم النفس في سيرورته البحثية تطورا مذهال ،وتوسعت افاقه ولم يبقى ميدان من
ميادين الحياة المعاصرة إال وتغلغل علم النفس فيه ،ولم يعد(علم النفس) مجرد مجال
واحد في الدراسة ،بل إنه مفهوم مركب ومتشعب الندماج واسع لمختلف المجاالت
الفرعية بعد ان خضع لمنطق التقدم العلمي ،فاتسع ميدان دراسته واتجه البحث فيه نحو
التخصص والتعمق ،مما سمح له بان تكون له ميادين وفروع مختلفة ،والتي قسمت
حسب اراء العلماء والباحثين في المجال الى قسمين ،األول نظري والثاني تطبيقي ،حيث
يحدد األول األسس النظرية التي تفسر السلوك ،بينما يستخدم الثاني ما انتهت اليه الفروع
النظرية بهدف حل مشاكل واقعية تخص الفرد والمجتمع.
ألول مختبر تجريبي لعلم النفس ،بهدف بحث الظواهر النفسية في جامعة ليبزج بألمانيا
سنة ،1879والذي تحول بعد فترة قصيرة الى معهد علمي درس فيه العديد من رواد علم
النفس في العالم.
تركزت البحوث التجريبية في معمل فوندت على ثالث محاور أساسية وهي:
-عمليات االدراك الحسي.
-السيكوفيزياء ،التي تهتم بدراسة العالقة بين المنبهات والمثيرات الحسية،
واالستجابات او ردود األفعال الناتجة عنها.
-دراسة زمن الرجع (وهو الفاصل الزمني الذي يفصل بين ظهور المثير وحدوث
االستجابة).
إدوارد تيتشنر .)1927-1867( Edward B. Titchener
هو عالم نفس امريكي ،من أبرز علماء المدرسة البنائية ،ويعتبر من واضعي األسس
التجريبية لعلم النفس ،الذي موضوعه حسب تيتشنر هو الخبرة الشعورية ،ومنهجه
االستبطان ،وهدفه تحليل هذه الخبرة الشعورية الداخلية المباشرة ،خاصة اإلحساس
واالدراك الى عناصرها المتناهية ،وكذا اكتشاف قوانين تركيبها وترابطها ،على نهج علم
الكيمياء.
يعرف تيتشنر علم النفس بكونه علم الخبرة الشعورية ،على اعتبار انها تتغير بتغير نشاط
الجهاز العصبي ،وموضوع علم النفس حسب تيتشنر ليس نشاط الجهاز العصبي ،بل
الخبرة المعتمدة عليه ،والعقل هو المجموع النهائي لكل الخبرات ،والشعور هو قطاع في
العقل في لحظة معينة .كما يشير الى وجود ثالث فئات من العمليات الذهنية األولية وهي،
االحساسات والصور الذهنية والوجدانية.
2التيار الوظيفي :
يهتم علم النفس الوظيفي بدراسة العقل من حيث وظائفه ،او من حيث انه يٌستخدم في
تكيف الكائن الحي مع البيئة ،وقد ركزت الحركة الوظيفية على سؤال مهم وهو :ما وظيفة
العمليات العقلية؟
تعد المدرسة الوظيفية ،اول مدرسة أمريكية في علم النفس ،وهي بمثابة رد واحتجاج
على ا لمدرسة البنائية التي لم تستطع اإلجابة على مجموعة من األسئلة أهمها :ماذا يفعل
العقل؟ وكيف يفعل او كيف يؤدي هذه الوظيفة؟
لقد مهد لظهور المدرسة الوظيفية علماء من خارج ميدان علم النفس ،مثل "تشارلز
داروين" صاحب نظرية التطور ،التي تفترض حدوث تطور طبيعي ،وتوارث للخصائص
والسمات من جيل ألخر ،كما تشير أيضا الى االستمرارية بين االنسان والحيوان في
الوظائف النفسية ،االمر الذي سيؤدي الى دخول الحيوان الى مختبرات علم النفس من
أوسع أبوابها.
وليام جيمس :William James
أحد أبرز رواد علم النفس الوظيفي ،وهو فيلسوف وعالم نفس امريكي ،أسس اول مختبر
لعلم النفس بأمريكا سنة ،1875من اهم مؤلفاته كتاب "مبادئ علم النفس" وفيه يعالج
علم النفس على انه علم طبيعي بيولوجي.
من اهم إنجازاته في علم النفس يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
علم النفس يدرس وظيفة الشعور وليس تركيبته. -
يرى ان علم النفس هو العلم الذي يدرس الحياة العقلية ،ويوافق على منهج -
االستبطان ،لكن مع مراعاة النواحي التجريبية واالهتمام بالدراسات المقارنة.
يرى ان العمليات العقلية هي وظائف تكيفية ،هدفها توافق الكائن الحي مع البيئة -
الطبيعية التي يعيش فيها.
االنسان كائن حي يحس ويشعر ويفكر وليس كائنا عقليا محضا ،بل يخضع أيضا -
للعوامل االنفعالية والعاطفية.
جون ديوي :John Dewey
هو فيلسوف وعالم نفس امريكي ،يرى ان السلوك اإلنساني وامكاناته التطورية هي نتيجة
للتطور الطبيعي ،وهو بذلك متأثر بداروين ،فالسلوك في نظره هو أداء ووظيفة ،ووظيفة
الكائن الحي هي تحقيق الهدف ،وهذا الهدف هو االستمرار في الحياة ،وعلى هذا فان علم
النفس هو دراسة الوظائف التكيفية للكائن الحي.
من الخبرة في هذا المسلك الجديد ،وعندما عاد بعد أعوام طويلة ،قام بإنشاء عيادته
النفسية ،لكنه فوجئ بأن التنويم المغناطيسي لم يكن بتلك الكفاءة ،فمازال هناك الكثير من
الخبايا العالقة التي ال يمكن اإلفصاح عنها حتى مع التنويم المغناطيسي ،هذا ما دعاه إلى
تطوير طريقة أحدث للعالج وهي أن يجعل المريض يتحدث بأريحية تامة بينما يكون مستلقيا
يدون كل ما يسمعه وبعدها يحاول الوصول إلى تحليل سليم للخريطة على أريكة والطبيب ّ
التي بين يديه .
استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاما ( (1939-1886حيث تناول
فرويد خالل عمره المديد كثيرا من األفكار والتي استمر في تطويرها والتنازل عن بعضها
وتأكيد بعضها اآلخر في فترات الحقة ،ولقد توفي وهو يطور في نظريته ،ويمكن تلخيص
التطور التاريخي للنظرية في:
-1مرحلة اإلعداد ( :)1886-1895تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عملة مع المشتغلين
بالعالج النفسي ومنهم "بروير وشاركو" فالعوامل المؤثرة في فكره خالل هذه الفترة تتمثل
في خلفيته الطبية وتأثره باالتجاه الفلسفي العقلي ،وكشفة من خالل العمل مع "بروير"
ألهمية الخبرات الجنسية المؤلمة.
وكان من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي:
-تأثره باعتقاد بروير بان االضطرابات االنفعالية المؤلمة هي أساس االضطرابات الهستيرية.
-استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكالت.
-من خالل عالج بعض الحاالت الهستيرية ،وصل فرويد إلى قناعة بان الخبرات االنفعالية
المؤلمة المؤدية إلى االضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة.
-2مرحلة التحليل النفسي الذاتي ( :)1895-1899ولعل من اهم المنتجات النظرية في
هذه المرحلة ما يلي:
-وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية.
-تحديد مراحل النمو النفس-جنسي.
-تحديد للمركبات األوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة.
-وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص.
المكونة
ّ ِّ الشعور) ،أما المنطقة الثالثة واألكثر أهمية هي الالشعور ،حيث توجد اآلليات
للدوافع الحقيقية لسلوكاتنا ،لذا فإن أهم جزء بالعقل هو الجزء المخفي عنا تما ًما كما في
الجبل الجليدي ،الذي يشكل أساسه جزؤه المخفي ،ويعمل الالشعور كمخزن لألماني األولية
ودافع يطفو على بر األمان يتم التوسط له عن طريق العقل الباطن.
فيما بعد عام ( ،)1923طور فرويد نموذ ًجا أكثر بنا ًء عن العقل ،ينطوي على المكونات
الثالث التالية( :االنا ،االنا األعلى والهو) ،والتي يدعوها فرويد ب الجهاز النفسي ،ولتلك
المفاهيم وظائف عقلية هامة جدًا ،وأثر كبير في تشكيل شخصية الفرد.
األنا : Egoتنمو األنا خالل مرحلة الرضاعة حيث ينفصل عن الهو كنتيجة للضغوط التي
يفرضها الواقع على الفرد ،ويعمل األنا من الناحية الوظيفة كوسيط بين الواقع ورغبات
الهو ،حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروعة اجتماعيا (مبدأ الواقع) ،كما
انه في صراعه هذا يقع تحت ضغوط األنا األعلى وخاصة عندما يضعف أمام رغبات الهو
المرفوضة ،ولتحقيق ذلك يعمل على تأجيل اإلشباع عند الحاجة ،وذلك من خالل
ميكانزمات الدفاع ،لحل الصراع بين حاجات الهو ومتطلبات الواقع وقيم األنا األعلى.
األنا األعلى : Super-egoتنمو األنا االعلى في نهايات المرحلة األوديبية ،وذلك كنتيجة
للتوحد مع الوالد من نفس الجنس ،ويتم امتصاص القيم الوالدية حول ما هو مقبول أو
غير مقبول ،وتعمل كقوة ضاغطة على الهو من جانب ،وأيضا على األنا عندما يبدي
تساهال في التعامل مع الهو ،فاالنا األعلى هي مسؤولة عن تأكيد المعايير األخالقية
ال ُمتَّبَعة ،وتدفعنا للتصرف بمسؤولية واتباع سلوكات اجتماعية مقبولة.
الهو : Idيولد الطفل مزودا به ،ويرتبط بالغرائز األساسية وأهمها الجنس والعدوان
ويسير وفقا لمبدأ اللذة ،بمعنى انه يسعى لإلشباع المباشر ويصارع لتحقيق ذلك ،فيحتوي
على معظم دوافعنا األساسية األولية التي تتطلب االشباع ،تلك الرغبة الدفينة المتولدة عن
طاقة كبيرة غير منظمة وغير مضبوطة ،هذه الرغبات هي التي تدفعنا لمواجهة الحياة
وتقودنا للبحث عن الطرق التي قد نحتاجها للبقاء.
مراحل النمو النفسي عند فرويد:
يرى "فرويد " أن الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل خالل السنوات الخمس األولى ،يليها
لمدة تستمر خمس أو ست سنوات فترة الكمون ،فيتحقق قدر من الثبات واالستقرار
الدينامي ،ومع بداية المراهقة تنبعث القوى الدينامية مرة أخرى ،ثم تستقر بعد ذلك بالتدريج
مع االنتقال من المراهقة إلى الرشد ،ولقد رأى "فرويد "أن تطور ونمو الشخصية إنما
يتعلق بنمو مصدر الطاقة الغريزية البيولوجية (الذي اسماه "الليبيدو") ،والذي ينعكس
على سلوك المرء وشخصيته طوال الحياة ،هذه الطاقة تتمركز في مناطق من جسم الطفل
تؤدي الى االشباع الجنسي الليبيدي- ،هذه المناطق -تتغير ،تبعًا للسن ولنمو الكائن
تغيرا في تنظيم عالقات الكائن
العضوي ،كما ان هذا التغيّر في مناطق تركيز اللبيدو ،يحدث ً
العضوي مع ذاته ومع بيئته ومع أفراد مجتمعه ،وقد ينتج عن ذلك صراع قد تظهر آثاره
النمو في نظرية فرويد على النحو التالي:
ّ في شخصيته فيما بعد ،وتسير مراحل
المرحلة الفمية :وتنقسم إلى مرحلتين فرعيتين :المرحلة الف ّمية السلبية ،والمرحلة الف ّمية
السادية.
المرحلة الفمية السلبية:
تقع هذه المرحلة في النصف األول من السنة األولى ,وفي هذه المرحلة يكون المصدر
الرئيسي للذة اللبيدية متضمنًا تنبي ًها لمسيًّا للشفتين وللتجويف الفمي ،ويكون الفم هو مركز
التفاعل مع البيئة الخارجية ،ويكون النمط السائد من السلوك المشبع هو ذلك النمط المبني
على اإلدماج ،وال تقتصر عملية اإلدماج على مص ثدي األم فحسب ،بل تشاهد أيضًا في
سي ،ففي فترات الحرمان واالنتظار والتوترامتصاص أي شيء يقع في مجال الطفل الح ِّ ّ
يلجأ الطفل إلى جسمه لكي يحصل منه على اإلشباع عن طريق المص (أصبعه) ،وبذلك
يمنح نفسه إشباعًا شهوانيًّا ذاتيًّا.
المرحلة الفمية السادية:
وتقع في النصف الثاني من السنة األولى ،وفيها يحل العض محل اإلدماج بالمص ،ذلك أن
التوتر الناتج عن عملية التسنين تلزم الطفل أن يعض ،وبذلك يجد نفسه في موقف صراعي
في بعض األحيان ،ألنه ملزم بالحصول على الطعام عن طريق االمتصاص للثدي بدون
عرضه ذلك للعقاب في صورة الضرب أو سحب الثدي ،لذلك يقع الطفل في عضّ ،
وإال َّ
صراع بين الرغبة في العض والخوف من العقاب.
المرحلة الشرجية :تمتد المرحلة الشرجية طوال السنتين الثانية والثالثة من العمر ،وفي
هذه المرحلة يرتبط اإلشباع اللبيدي بتفريغ وتهييج الغشاء المخاطي الشرجي ،فبعد أن يت َّم
هضم الطعام تتراكم المخلفات في النهاية للقناة الهضمية ،ليطرد بواسطة الفعل المنعكس
عندما يبلغ الضغط على عضالت الشرج العاصرة مستوى معينًا ،وبذلك فإن طرد الفضالت
بأشكال أخرى ،فتزاح المشاعر السلبية عند نضج الفرد إلى أفراد راشدين آخرين في
المجتمع لهم سلطة األب ،كالمعلم في المدرسة ،أو الرئيس في العمل ،إلخ ،ومن المحتمل
أن نجد الطفل الذي فشل في حل الثنائية الوجدانية في هذه المرحلة تظهر لديه مشاعر غير
مستقرة تجاه الناس ،فهو يساعد أصدقاءه ثم يؤذيهم ،ومن المحتمل أن يفشل في أن يسلك
سلوكًا ثابتًا مما يؤدي إلى شعوره بالشلل وعدم االستقرار على قرار.
ب-عقدتا الخصاء وحسد القضيب :اكتشف فرويد عقدة الخصاء من تحليل
حالة "هانز "الصغير عام ،1908وتظهر حين يدرك الطفل الذكر الفروق التشريحية بين
عضوا ذكريًّا "البظر "ولكنه غير ظاهر ،وذلك
ً الجنسين ،فيستنتج الصبي أن البنات لهن
عقابًا لهن ،ومن ث َ َّم نجد أن اشتياق الطفل الذكر المحرم لألم ونقمته على األب تؤدي به إلى
الصراع مع األب ،فهو يتخيل أنه منافسه المستبد الذي سيوقع به األذى ،وقد تؤيّد مخاوفه
بسبب ما يصدر من األب من تهديدات ،ويتركّز خوفه مما قد يوقعه به األب من أذى حول
أعضائه التناسلية ،إذ أنه مصدر مشاعره الجياشة بالشهوة ،وهو يخشى أن يستأصل والده
الغيور هذه األعضاء المسيئة ،ويؤدي الخوف من الخصاء أو ما يسميه "فرويد "بقلق
الخصاء ،إلى كبت الرغبة الجنسية اتجاه األم ،والعدوان نحو األب ،مما يساعد على حدوث
التعيين الذاتي باألب.
أما بالنسبة لألنثى :فإن البنت تغيّر موضوع حبها األصلي وهو األم بموضوع جديد هو
عضوا جنسيًّا
ً األب ،وسبب ذلك هو شعور البنت بخيبة األمل عندما تكتشف أن الصبي يمتلك
مختلفًا ع َّما لديها ،ومن ث َ َّم تعتبر أمها مسئولة عن حالة الخصاء هذه ،مما يضعف حبها
لها ،وتبدأ البنت تحول حبها ألبيها ولغيره من الرجال ،وتبدأ هذه المشاعر تمتزج كذلك
بمشاعر الحسد للذكور المتالكهم شيئ ًا تفتقر إليه وهو ما يعرف "بحسد القضيب ،وبذلك فإن
حسد القضيب هو المقابل األنثوي للخصاء عند الذكر ،فالبنت تتخيل أنها فقدت شيئ ًا ذا قيمة،
في حين يخاف الصبي من أن يتعرض لفقده.
مرحلة الكمون :تقع هذه المرحلة بين السادسة وسن البلوغ ،وفيما يضعف الدافع الغريزي
أو الطاقة الغريزية ،وينسى الطفل األشكال السابقة لتطور الطاقة الجنسية ،ويتخذ من
المبادئ الخلقية القائمة في الثقافة التي يعيش فيها موانع يقيمها في وجه غرائزه األولية،
بمعنى أن الرغبة الجنسية والشعور بالكراهية تجاه الوالد من نفس الجنس تكبت ،ويتميز
الطفل بالهدوء النسبي من الناحية الدينامية.
المرحلة التناسلية :بعد فترة الكمون ،ومع الوصول إلى البلوغ في الثانية عشرة تقريبًا تبدأ
الغريزة الجنسية تنمو في اتجاه الهدف البيولوجي ،وتبدأ االستثارة الفسيولوجية من الغدد
الجنسية في حث الدافع الجنسي بشدة حتى أنها تحكم حواجز الكبت ،ومن هنا يعود الشخص
ينظر إلى الجنس نظرة مشبعة باللذة ،ولكن بادراك جديد للموقف ،إنه يرغب في رفيق من
سنه وليس أحد الوالدين ،لذلك تعتبر المرحلة التناسلية هي أولى خصائص النضج الحقيقي
والتخلي عن مبدأ اللذة مع نمو كامل لألنا األعلى ،ويتضمن الجنس في هذه المرحلة فكرة
الحصول على اللذة بإعطائها لآلخر بمنأى عن األنانية والنرجسية المطلقة والتمركز حول
الذات التي كانت تميز المراحل المبكرة ،وبذلك ينجذب الفرد إلى الموضوعات الجنسية
انجذابًا غير نرجسي ،وعلى ذلك تعد المرحلة التناسلية فترة النشاط الجمعي ،والزواج
وإنشاء األسرة ورعايتها ،والميل إلى التقدم المهني.
اهم الميكانيزمات الدفاعية :يلجأ الفرد عادة الى استخدام مجموعة من األساليب ،او
الميكانيزمات ،او الحيل الدفاعية النفسية ،من اجل تحاشي الشعور بالقلق ،عن طريق تجاهل
مسبباته ،مما يجعله يحقق التوازن النفسي ولو بشكل مؤقت ،فهذه المييكانيزمات هي من
الوسائل التي تستخدمها "االنا" الشعوريا في الغالب لتجنب التعبير عن النزعات التي تهدد
اتزانه ،ومن اهم هذه الحيل نجد:
الكبت :هو آلية دفاعية الشعورية ،يهدف األنا من خاللها إلى دفع كل التصورات المزعجة
والمسببة للتوتر إلى الالشعور.
النكوص :هو آلية دفاعية ال شعورية ،وهو تراجع اإلنسان إلى مرحلة سـابقة فـي نمـوه،
واستبدال سلوكاته الحديثة بأخرى أكثر قـدما.
التثبيت :التثبيت هو توقف نمو الشخصية عند مرحلة من النضج ال يتعداها عندما تكون
مرحلة النمو التالية بمثابة تهديد خطير.
التقمص :حيلة دفاعية يقوم الشخص خاللها بالتقمص الالشعوري ألفكار وقيم ومشاعر
شخص آخر لتحقيق رغبات ال يستطيع تحقيقها بنفسه للشعور بالرضا الذاتي.
اإلزاحة :يقاوم الفرد الصراعات أو عوامل الضغط الداخلية أو الخارجية ،حيث يقوم بنقـل
وإزاحة أفكاره وأحاسيسه من موضوع إلى آخر.
االنسحاب :وهو التجنب المباشر للناس أو مواقف التهديد.
االنكار :للدفاع عن القلق ضرورة ان يغفل االنسان عن الحقيقة ،أي التهديدات الموضوعية
والحقيقي ،أي ان الشخص يرفض بعض األشياء ،التي تثير قلقه.
االسقاط :أي التحويل على شخص اخر كل تهديدات االنا ،أي ان الشخص يرى في االخرين
كل مساوئه واالشياء التي ال يرغب فيها ،لدرجة قد تصل الى لوم االخرين عن تلك االعمال
والتصرفات واألساليب الغير أخالقية التي توجد فيه.
التسامي :هو ميكانيزم دفاعي إيجابي ،يلجأ اليه الفرد للتعبير عن الدوافع الغير مرغوب
فيها من قبل المجتمع ،فيعوض السلوك العدواني المكبوت الى فعل اخر مقبول ،مثل التنفيس
بواسطة االعمال األدبية ،الرياضية ،الفنية....
التحويل :تحويل المحتوى العاطفي من فرد آلخر ،مثال شاب تتخلى عنه خطيبته ،فيجد
لنفسه خطيبة أخرى بشكل سريع ،ويحول لها نفس المشاعر السابقة ،او عامل يغضبه
رئيسه في العمل ،فيكتم غضبه ،والحقا عند عودته للمنزل يقوم بمعاقبة ابناءه او زوجته،
لتصرف يكون عادة مقبوال او يمكن التغاضي عنه.
نظرية ادلر
ألفرد أدلر هو طبيب نفسي نمساوي ،مؤسس مدرسة علم النفس الفردي ،وكلمة "الفردي"
قد استخدمها للتأكيد على تميز واختالف كل شخصية عن األخرى ،وعدم إمكانية تقسيم أو
تجزئة الشخصية بل وجوب النظر إلى الشخصية على أنها وحدة ال تتجزأ ،خالل الحرب
العالمية األولى خدم آدلر في جيش بالده طبيبا ً في قسم األمراض النفسية والعصبية في
إحدى المستشفيات العسكرية ،وقد جعلته فترة الخدمة العسكرية أكثر إدراكا ً ألهمية
وضرورة نشر أفكاره ،كما ان مفهوم الشخصية عنده يرتكز أساسا ً على مبدأ فهم شخصية
الفرد وطبيعته الداخلية مما تستلزم الكشف عن اإلطار االجتماعي الذي يعيش فيه اإلنسان.
قسم ادلر أنماط الشخصية في بداية حياته إلى تفاؤلية ،عدوانية ،انطوائية ،ومنبسطة ،ثم
طورها عام 1935مضيفا إليها درجة فاعلية الشخص ودرجة اهتماماته االجتماعية ومن
ثم خرج بالتقسيم التالي:
النوع المتمسك بالقواعد :لديه درجة عالية من اإلصراروالسيطرة على الحياة ولكنه على
درجة عالية من العدوانية ،كما يعاني من ضعف شديد في االهتمامات االجتماعية.
النوع النفعي :يتوقع إشباع حاجاته ،لديه اهتمامات اجتماعية ولكنها ضعيفة.
النوع االنسحابي :يتسم باالنسحابية وضعف النشاط وعدم القدرة على تحقيق أهدافه،
ولذا فان اهتماماته االجتماعية ضعيفة بالمقارنة بكل المجموعات األخرى.
النوع االجتماعي :نمط سوي نشط ،للشخص أهدافه التي يسعى لتحقيقها في حدود مصالح
المجتمع ذلك أن لهم أهداف اجتماعية واضحة.
المسلمات األساسية لنظرية ادلر:
مشاعر النقص والعجز والكفاح من اجل التميز والكمال كبديل لنظرية الجنس :يمثل مركب
النقص في اإلنسان والذي يرتبط بالعجز الطبيعي في بداية الحياة ،وما يدعمه من ،عوامل
أخرى كالمرض واالصابات ،ثم العجز عن مواجهة الموت ،األساس لدافع الكفاح من اجل
التغلب على مشاعر النقص والعجز ،ثم من اجل التميز والكمال ،وهذا الدافع يعتبر سويا
من وجهة نظره ،إذا بقي الفرد محافظا على أهدافه االجتماعية ،إال انه قد يصبح مرضيا
اذ فقد الفرد أهدافه االجتماعية.
العدوان :بالرغم من أن ادلر هو المبتكر لفكرة العدوان التي قال بها فرويد فقد قام بتعديل
وتطوير الفكرة من خالل أعماله المتتالية ،ويمكن إيجاز ذلك في:
العدوان - :إحساس بالكره نحو مشاعر العجز وعدم القدرة على تحقيق اإلشباع ،ويمكن
للعدوان أن يتحول بطرق عديدة عندما ال يستطيع الفرد توجيهه للموضوع األساسي ،ومنها
تحول الدافع العدواني إلى العكس كالغيرية ،ثم تحويل طاقة العدوان إلى دافع بديل آخر،
وتحويل العدوان إلى هدف آخر ،وتحويل العدوان إلى الذات.
-ربط ادلر فكرة العدوان من اجل التغلب على مشاعر العجز والنقص بالذكورة ،لما
-يرتبط بها بيولوجيا وثقافيا من مشاعر التميز والقوة ،إال انه قلل ممن أهمية ذلك فيما
بعد.
-ربط العدوان بالكفاح بالبحث عن التميز.
-وأخيرا ربط العدوان بالكفاح من اجل تحقيق الذات والكمال.
الحاجة للحب :بالرغم من أن العدوان دافع طبيعي من وجهة نظر ادلر لتحقيق ذاته ،فان
وجوده ال ينفي حاجة اإلنسان للحب والعاطفة ولذا فهو يكافح من اجل تحقيق ذلك.
الغائية :يرى أن الفرد يسعى بفاعلية لتحقيق غايات واهداف ،يسعى من خاللها لتحقيق
التميز والكمال والتغلب على مشاعر العجز.
االهتمام االجتماعي :يسعى الجميع للكفاح من اجل التغلب على مشاعر العجز ،وال فرق بين
االسوياء والعصابيين في ذلك ،كما يمثل العدوان دافع طبيعي مرتبط بهذا الكفاح ،اال ان
الفرق بين المجموعتين هو وجود أهداف اجتماعية لألشخاص األسوياء ،مما يعني توجيه
العدوان وتهذيبه ليكون اجتماعيا ،وليأخذ شكل اجتماعيا مقبوال ،كما تنعدم النرجسية
المرضية لدى األسوياء ،في حين تنعدم األهداف االجتماعية ويمارس العدوان والنرجسية
بشكل صريح عند العصابيين.
نمط الحياة :استخدم ادلر مصطلح علم النفس الفردي ،ليؤكد الطبيعة الذاتية لكفاح الفرد
من اجل تحقيق أهدافه التي يسعى من خاللها للسعي للتميز في الكمال.
كارل غوستاف يونغ
طبيب نفسي سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي ،ابتكر طريقة التداعي بالكلمات ،التي
تعتمد في الوصول إلى الهدف المطلوب على استجابات المريض على الكلمات أي المثيرات
التي تعرض عليه ،كما عوض تقنية االريكة بتقنية المقابلة ،وهو مكتشف ما يسمى ب
“الالشعور الجماعي” الناشئ عن التخيل ،يقسم الشخصية الى:
األنا الشعوري :تقابل األنا عند فرويد إال أنها شعورية تماما ،وتشمل كل الخبرات الواعية
واالنطباعات والعمليات العقلية ،فالشعور يشمل تحديدا اإلحساس والتفكير والمشاعر
والحدس ،وهي ما يحدد أنماط الشخصية.
الالشعور الشخصي :ال يقابل الالشعور ،بل ما قبل الشعور عند فرويد ،إذ يحتوي على
الخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية التي ال تكون في حيز الوعي في حينها ،إال أن
باإلمكان استرجاعها بشيء من الجهد ،كما يمكن ظهور التوقعات المستقبلية من خالل
األحالم.
الالشعور الجمعي :الالشعور الجمعي عام بين كل الناس ،إذ يعتمد على االستعدادات
المتوارثة ،تنتج عن التأثير االنفعالي التراكمي للخبرات اإلنسانية ،أي ردود األفعال االنفعالية
المكررة ألفكار قد ال تكون واقعية ،بل االستعداد المسبق لالستجابة بطريقة محددة ورثت
عبر األجيال ،ولكل ذلك فان محتويات الالشعور الجمعي هي مجموعة أساسية من النماذج
البدائية المحددة لردود األفعال االنفعالية ونمط االستجابة التي تقوم بها حيال األحداث
المختلفة.
اهم المفاهيم في نظريته نجد:
الشخص personaيرمز للناحية السطحية(الخارجية) من الشخصية ،التي تتجلى في
العالقة المباشرة لإلنسان باآلخرين دون أن تعكس وجهه الحقيقي ،إنه صورة اإلنسان التي
يظهر فيها أمام نفسه وأمام اآلخرين ،أو القناع maskالذي ترتديه الشخصية إلخفاء
حقيقتها.
الظل يرمز إلى كل ما هو منحط في أخالق اإلنسان .فقد قصد به يونغ وجود الجانب السلبي،
القاتم في الشخصية الذي يحتوي على النزعات العدوانية والتخريبية ،ويتموضع في أعماق
النفس البشرية.
األنيما تعبر عن النمط األول األنثوي في الرجل.
األنيموس تعبر عن النمط األول الذكري في المرأة.
ميالني كالين
ميالني كالين ،عالمة نمساوية ومحللة نفسية ورائدة في مجال التحليل النفسي لألطفال،
اتجهت في أبحاثها نحو دراسة التكوين النفسي لألطفال ،فوجدت أن عالقة األم والطفل
عالقة تجمع بين الحب والكراهية في آن واحد ،كما ان خوف الطفل من هجر أمه له ،هو
السبب في عدد من االضطرابات الشخصية لدى األطفال والبالغين ،فكالين ترى َ
ان األنا
االعلى حاضرة في مرحلة ما قبل الخامسة من العمر ،وعقدة أوديب تظهر قبل السنة الثالثة
من العمر ،وبالتالي فقد قامت بإجراء تغيير في الروزنامة التي حدَّدها فرويد لتشكيل هذين
المفهومين :أوديب واالنا األعلى.
كما ترى ان الحسد هو المصدر األساسي للعنف لدى األطفال ،والمبالغة في هذا الحسد يؤدّي
في المستقبل إلى إنتاج أشخاص عاجزين عن الحب ،وعاجزين حتى عن الشعور باالمتنان،
وقد استخدمت ألعاب األطفال في ممارستها للتحليل النفسي مع األطفال لتتيح لهم أن يعبّروا
عن حياتهم االستيهامية من خالل اللعب ،بحيث تعتبر ان للعب محتوى كامن نستطيع من
خالله الكشف عن مشاعر الطفل الالواعية ،على سبيل المثال فتاة صغيرة تدعى trude
لعبت متظاهرة في احدى الجلسات العالجية انها تهاجم محللتها ،وتبحث عن شخصيات من
الدمى داخل معدتها ،ورأت كالين ان ذلك يرمز لغيرتها من مولود شقيق قادم يتطلب اهتماما
من امه.
جاك الكان :من أشهر المحللين النفسيين بعد فرويد ،ولد في باريس عام 1901من
عائلة بورجوازية ،يرى ان الالشعور يتكون كلغة ويتجلى في مظاهرها ،وهو يعمل على
الدالالت وليس المدلوالت التي ترمز إليها المصطلحات ،اذن هو كيان لغوي متكامل وبنيته
لغوية بالدرجة األولى ،فمن ناحية التكثيف يرى الكان بأنها تشبه المجاز األدبي والذي من
خالله يمكننا تحويل داللة خاصة غير مناسبة السم ما إلى داللة أخرى ،أما التحويل فهو
يشبه الكناية تُؤخذ فيه النتيجة كسبب والسبب كنتيجة والحامل بصفته محموال واالسم على
أنه مكان والكناية تحدد موضوعها داخل المفهوم الذي يرتبط بدوره مع مفهوم آخر بعالقة
جديدة وهكذا تتشكل أول لبنات اللغة ،لذلك فهو يرى ان كالم المريض يشكل الوسيلة الوحيدة
لعالجه في مجال التحليل النفسي وهو كلمة السر من أجل معرفة مكنوناته النفسية(التداعي
الحر ،المقابلة).
آنا فرويد :Anna Freudهي االبنة األخيرة لعالم النفس الشهير سيجموند
فرويد ،فكانت أقرب أبناء فرويد له وشديدة االلتصاق به ،وأخذت عنه اتجاهاته العلمية
واهتماماته السيكولوجية ،وتعد من أوائل مؤسسي التحليل النفسي للطفل ،بدأت عملها
كمدرسة أطفال في فيينا في العشرينيات ،وساعدها قربها من األطفال على فهم نفسيتهم
وإدراك أهمية سنواتهم األولى في تطور عقليتهم في المستقبل ،بالتالي أكدت على دور األنا
في الحياة النفسية وفي العالج النفسي التحليلي ،كما ترى ان تحليل الميكانيزمات الالشعورية
التي يلجأ إليها األنا ،يمكن أن تطلعنا على التحوالت التي طرأت على الغرائز عند المريض،
بالتالي يتلخص دور المحلل من وجهة نظرها في إزعاج األنا باستثارة المكبوت.
تصف آنا فرويد خمسة أنواع من الميكانيزمات الدفاعية:
اإلنكار عن طريق التخيل :كأن يكره الطفل أباه المستبد ،فيتخيله أسدا مثال ،ويتوهم أنه
صديقه ،وأنه يأتيه ويالعبه ويتبعه ،والطفل بهذا التخيل أنكر واقعه وهو أنه ال يحب أباه،
وحولها إلى صورة متخيلة محببة ،وهذه الحيلة يلجأ لها األطفال كثيرا.
إنكار اللفظ والفعل :إنكار الطفل للواقع إنكارا يحمي به نفسه ضد عجزه وقلة حيلته واعتماده
على غيره“ ،أنا كبير مثل بابا" أو “أنا ال أكره الدواء ،أنا أحبه جيدا"
تقييد األنا :حرمان االنا من المباهج التي يحبها الطفل وتقييد اناه بالمباهج التي يحبها
اقرانه.
دفاع التعيين بالمعتدي :يتم من خالله السيطرة على القلق بامتثال خصال المعتدي واستدماج
صفاته ،ومثاله الطفل الصغير الذي تألم من خلع أحد أسنانه قد يلعب مع أخته بأن يمثل دور
الطبيب ويجعلها تمثل دور المريضة.
الدفاع باإليثار :الدفاع عن األشخاص االخرين كما لو كان مكانهم.
إريك فروم :عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي ،ولد في مدينة فرانكفورت
وهاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية في ،1934بدأ من علم االجتماع وليس من الطب
أو الطب النفسي ،كما كان يعارض الرؤية االختزالية التي ترى أن اإلنسان مشروط
بمجموعة من القوى الالواعية التي ال يمكن السيطرة عليها بإرادتنا الواعية ،ويع ّد من أبرز
المحللين النفسيين المجددين ،حيث حاول دراسة السلوك اإلنساني على التوفيق بين المنهج
الفرويدي ،الذي يهتم بدراسة الفرد وبنياته النفسية الثالث ،من جهة ،والمنهج الماركسي
القائم على دراسة المعطيات االقتصادية التي تتحكم بالفرد ،من جهة أخرى ،فيرى أن جمع
هذين المنهجين يؤدي إلى إدراك التطور والسلوك اإلنساني ،هذا اإلنسان المتأثر ليس فقط
بالتكوين الداخلي ،بل بالظروف المحيطة به أيضًا.
في اختالف مع فرويد ،الذي يركز على الحاجات أو الغرائز الجنسية والعدوانية ،يحدد فروم
ست حاجات اجتماعية أساسية وهي :الحاجة لالرتباط ،الحاجة للنمو ،الحاجة لالنتماء،
الحاجة للهوية ،الحاجة لإلثارة ،الحاجة إلى معتقد يعمل كإطار للتوجيه ،كما اهتم أيضا بأثر
الخبرات الالشعورية ،وذهب إلى ابعد مما ذهب إليه فرويد حيث يرى أن هنـاك "الشعور
اجتماعي" يعمل على كبت الخبرات والرغبات غير المقبولـة اجتماعيـا ويستخدم ميكانزمات
اجتماعية ثقافية تشمل اللغة والقوانين والمحرمـات االجتماعيـة ،هـذا الالشعور يتداخل مع
الالشعور الشخصي.ب
إريك إريكسون :ولد عام 1902بمدينة فرانكفورت بألمانيا ،درس اللعب عند األطفال
الطبيعيين والمضطربين ،بحيث يرى أن النمو اإلنساني هو حصيلة التفاعل بين العوامل
البيولوجية الغريزية ،والعوامل االجتماعية ،وأيضا فاعلية األنا ،ومن خالل هذا التفاعل
تنمو شخصية الفرد من خالل ثمان مراحل متتابعة ،كل مرحلة تشكل ازمة أو حاجة يؤدي
حلها إلى نمو األنا وكسب فاعليات جديدة في حين يؤدي الفشل في حل هذه األزمات ،إلى
اضطراب النمو وتحديدا نمو األنا ،وتعني األزمة بصفة عامة وجود مشكلة ،إال أنها تعبر
في نظرية اريكسون ،عن الضغوط المعتدلة المرتبطة بحاجات النمو أكثر من أن تكون أحداث
متطرفة ،أو أزمات مستعصية على الحل ،وهي مرتبطة بحاجات الفرد البيولوجية ،ومستوى
نضجه من جانب ،والمتطلبات االجتماعية المتوقعة منه (ممن هم في سنه أو مستوى
نضجه) من جانب آخر ،وأيضا محاوالت الفرد النفسية للتكيف مع المتطلبات الجديدة للحياة
االجتماعية في مراحل النمو المختلفة ،فاالنتقال إلى مرحلة تالية يتطلب حل األزمات
السابقة ،ويعني ظهور أزمة جديدة مرتبطة بمستوى نضجه ،و بالمتطلبات والتوقعات
االجتماعية المناسبة:
-السنة األولى (الثقة مقابل عدم الثقة)
-السنة الثانية (أزمة االستقالل مقابل الشعور بالخجل)
-الطفولة المبكرة (أزمة المبادرة في مقابل الشعور بالذنب)
-مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة( :أزمة الكفاية مقابل الشعور بالنقص)
-المراهقة (أزمة الهوية مقابل اضطراب الدور)
-الشباب المبكر (المودة واأللفة مقابل العزلة)
-أواسط العمر (اإلنتاجية مقابل الركود)
-الرشد المتأخر (تكامل الذات مقابل اليأس)
بعض المراجع:
محمد شحاتة ربيع ،تاريخ علم النفس ومدارسه ،دار غريب ،القاهرة.2004 ،
بدرالدين عامود ،علم النفس في القرن العشرين ،الجزء األول ،اتحاد الكتاب العرب ،دمشق .2001
نجاة عيسى انصورة ،اساسيات واصول علم النفس ،كنوز للنشر والتوزيع.2016 ،
فاطمة عبدالرحيم النوايسة ،االرشاد النفسي والتربوي ،دار الحامد ،عمان.2012 ،
3التيار السلوكي:
تعتبر المدرسة السلوكية من المدارس الكبرى في علم النفس ،وتقوم على أساس ان عملية
التعلم ،تحدث نتيجة ارتباط وثيق بين مثير ما واستجابة معينة ،فمجال االهتمام الرئيسي
لهذه المدرسة هو السلوك (السلوك الظاهر القابل للمالحظة والقياس) ،عن طريق مجموعة
من التساؤالت من أهمها ،كيف نتعلم؟ وكيف نكتسب سلوكنا؟ كيف تتغير هذه السلوكات؟
فالسلوك بالنسبة للمدرسة السلوكية هو عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد
ويكتسبها اثناء مراحل نموه المختلفة ،ويرجعون ذلك الى العوامل البيئية التي يتعرض لها
الفرد ،باعتبار ان االنسان كائن يستقي سلوكه بحتمية بيئية ،وليس هناك ما يسمى بعوامل
داخلية او صانعة للسلوك ،لذلك فليس هناك أي داع لدراسة عوامل أخرى ،كما تعد السلوكية
من المدارس التي عارضت االستبطان منهجا للدراسة ،وحاولت إقصائه من مجال علم
النفس ،ألنه يقوم على المالحظة الذاتية في تفسير السلوك ،كما رفضت مفاهيم مثل العقل
والشعور ،ألنه داخلي وغير مالحظ ،بالتاي ال يمكن قياسه بواسطة اإلجراءات العلمية
الموضوعية ،الن علم النفس ال يمكنه االرتقاء به إلى مستوى العلم الحقيقي ،إال إذا تبنى
المنهج التجريبي الذي تعتمده العلوم الطبيعية ،مما يجعل منه علما قابال للمالحظة و التجربة
و بذلك يكون(واطسون) قد خلَّص علم النفس من أزمته ،بجعله علما طبيعيا يدرس السلوك
و التكيف عند البشر والحيوان عن طريق المالحظة الخارجية ألفعالهم ،و لذلك نادى
واطسون بأن موضوع علم النفس يجب أن ينحصر في دراسة السلوك الخارجي للكائن
الحي ،و أنه هو الموضوع الوحيد لدراسة علم النفس ،ذلك السلوك الذي يخضع للمالحظة
و المشاهدة و القياس ،من حيث الزمن الذي يستغرقه أداءه و تحليله إلى أجزاء متعددة،
وتعديله أو تغييره ،و ضبط الشروط التي تؤدي إلى ظهوره ،و من ثَّم التحكم في هذا الظهور
من خالل توفير شروطه المتمثلة في المثيرات واالستجابات.
لقد اعتمدت السلوكية على مبدأ المساواة بين اإلنسان والحيوان ،من حيث أنها تعتبر اللغة،
عبارة عن مجموعة من العادات الكالمية يكتسبها اإلنسان ،انطالقا من المفهوم السلوكي
لالكتساب.
وقد تَّزعم النظرية السلوكية علماء نفسيين نخص بالذكر واطسون Watsonوبافلوف
Pavlovوسكينر Skinnerثورندايك ،Thorndikeوهم من أبرز العلماء اللذين ساهمت
آراءهم وأفكارهم في ميالد وتطوير النظرية السلوكية واعتمادها من إحدى أشهر نظريات
التعلم:
المفاهيم االساسية للنظرية:
السلوك :يمثل السلوك كل المظاهر النفسية للفرد سواء كانت هذه المظاهر قوال ً أو فعالً.
المثير :هو أي حدث أو تغير في البيئة الخارجية وهو إما مثير طبيعي أو مثير شرطي.
االستجابة :هي أي نشاط يصدر عن الفرد سواء كان إرادي أو ال إرادي وهي إما استجابة
طبيعية أو استجابة شرطية.
التعلم :السلوك االنساني متعلم سواء كان سويا أو مضطربا وبالتلي يمكن تعديله أيضا
بالتعلم.
االقتران :هو التجاور الزمني لمثيرين أحدهما محايد واآلخر طبيعي قادر على إحداث
االستجابة.
التعزيز :هو أي إجراء بعد السلوك يؤدي إلى احتمال زيادة السلوك مستقبال.
العقاب :هو أي إجراء يؤدي إلى احتمال نقص السلوك مستقبال.
الدافع :مجموعة من الحوافز الفطرية كالجوع والعطش...ومكتسبة كاألمن والتقدير
والتحصيل...
التعميم :نستخدم التعميم عندما يمتد أثر تعزيز سلوك ما إلى ظروف أخرى غير التي حدث
فيها التدريب أي أن يمتد على مواقف أو سلوكيات أخرى.
اإلشراط الكالسيكي :هو عملية اقتران بين مثير شرطي ومثير طبيعي بحيث يتمكن المثير
الشرطي من انتزاع االستجابة التي ينتزعها المثير الطبيعي.
جـــون واطســون :ولد جون واطسون بأمريكا ،درس علم نفس التجريبي ،بحيث كان يجري
تجاربه على الحيوانات وقد قدم رسالة الدكتورة عن" تطبيقات في مجال علم نفس
الحيوان" ،سنة 1912نشر مقالة بعنوان "علم النفس من وجهة نظر السلوكية" ،في هذا
المقال أشار الى ان علم النفس كما تراه السلوكية هو فرع تجريبي من العلوم الطبيعية،
وهدفه النظري هو التنبؤ بالسلوك والتحكم فيه ،كما يعرف علم النفس بانه ذلك الفرع من
العلم الطبيعي الذي يتخذ السلوك اإلنساني او الحيواني موضوعا له ،هذا السلوك قد يبدو
في األفعال او االقوال ،سواء المتعلمة او الغير متعلمة ،ويرى ان افعالنا هي سلوك ،والتحدث
مع النفس –أي التفكير -هو سلوك ،شأنه في ذلك شأن لعب كرة القدم ،كما يرفض واطسون
استعمال منهج االستبطان ،ألنه ال يوصلنا الى نتائج موضوعية ،وعوضه بالمنهج التجريبي
الذي يمكن من ضبط وقياس السلوك بطريقة موضوعية ،لذلك يمكن القول بأنه قد ساهم
في بناء علم نفس موضوعي ،من خالل تطبيق أساليب البحث في علم النفس الحيوان الذي
كان محل اهتمامه األول ،وهذا المظهر من السلوكية يمكن تسميته بالسلوكية –االمبريقية-
العملية العلمية.
تتميز سلوكية واطسون ب :التنبؤ باالستجابة علي أساس معرفة المثير ،والتنبؤ بالمثير
علي أساس معرفة االستجابة ،فالمثير هو أي حاصل في البيئة بوجه عام او أي تغيير فيها،
مثل ان نمنع الطعام عن الكلب ،واالستجابة هي ما كل رد فعل ينتج عن الحيوان ،مثل القفز
عند سماع األصوات المزعجة.
مسلمــات علم النفس حسب تحديد واطسون:
-السلوك مكون من عناصر يمكن تحليلها بواسطة مناهج البحث العلمية الموضوعية.
-السلوك مكون أساسا وكليا من افرازات غددية وحركات عضلية ،وهو بهذا خاضع للعمليات
الفيزيوكيميائية(،فيزيولوجية :عبر مجموعة من أعضاء الجسم كالعضالت والدماغ،
وكيميائية عبر مجموعة من السوائل الكيميائية في الدماغ ،كالسيروتونين ،الدوبامين
النواقل العصبية.)..
-االنفعاالت هي بكل بساطة استجابات جسمية لمثير معين( ،مثال وجود خطر مهدد) ،يؤدي
هذا المثير الى تغيرات جسمية داخلية ،ومنه الى االستجابة المناسبة لهذا المثير (الهرب
مثال) ،ويقسمها الى ثالثة :الخوف ،الغضب والحب.
-هناك استجابة فورية من نوع ما لكل مثير والعكس (فعل -ردة فعل).
-العمليات الشعورية وان وجدت ،ال يمكن دراستها علميا ،كالتخيل والتفكير.
-أهمل دور الوراثة وركز على أن السلوك محكوم كليا بالبيئة وقال :كل شيء بيئة .
من أشهر تجاربه :تجربة الطفل ألبرت الذي استنتج منه فرضية االقتران أواالشراط ،بحيث
قام بتعريض الطفل البرت (11شهرا) ،لمجموعة من المثيرات من بينها (فأر صغير ابيض،
ارنب ،قرد) ،ثم حرق مجموعة من األوراق امامه ،في البداية لم يظهر الطفل أي خوف ،ثم
عرض الفأر على الطفل وبالموازاة مع ذلك يقوم بضرب أنبوب معدني يصدر صوتا مزعجا،
فيبدأ الطفل بالبكاء ،وبعد اقتران الفأر األبيض بالصوت المزعج مرارا وتكرارا ،يبدأ الطفل
البرت بالبكاء بمجرد رؤيته للفأر او القرد ،او االرنب ،أي كل من لديه فرو.
استجابة. من هنا جاءت معادلته الرئيسة :مثير
عناصر تجربة البرت كمثال لإلشراط الكالسيكي:
المثير الشرطي :الفأر األبيض -االستجابة الشرطية :الخوف
المثير غير الشرطي :الضوضاء المزعجة -االستجابة غير الشرطية :الخوف.
إدوارد لي ثورندايك :يعتبر ثورندايك من أبرز علماء النفس الذين يمثلون االتجاه السلوكي
في تفسير عملية التعلم ،بحيث يرى أن أكثر أشكال التعلم تميزا عند اإلنسان والحيوان على
حد سواء هو التعلم بالمحاولة والخطأ ،وقد ظهرت أبحاثه في نظرية التعلم بين عام -1913
1914عندما نشر كتابه "علم النفس التربوي " الذي يتألف من ثالث أجزاء ،وحدد فيه
قانون التدريب ،وقانون األثر ،وهي المبادئ التي وضعها في ضوء أبحاثه التجريبية
واإلحصائية ،كان من أوائل علماء النفس الذين حاولوا تفسير التعلم بحدوث ارتباطات بين
المثيرات واالستجابات ،كما يرى أن أكثر التعلم تميزا عند اإلنسان والحيوان على حد السواء
هو التعلم بالمحاولة والخطأ ،والتعلم بالنسبة له هو تغير آلي في السلوك يتجه تدريجيا إلى
االبتعاد عن المحاوالت الخاطئة ،أي بنسبة تكرار أعلى للمحاوالت الناجحة التي تؤدي إلى
إزالة حالة التوتر والوصول إلى حالة اإلشباع.
أبرز تجاربه كانت على القطة التي توضع في قفص له باب يمكن فتحه إذا سحبت الخيط
المدلى داخل القفص ،وكانت مهمة القطة الخروج من القفص للحصول على الطعام
(المكافأة) الموجود خارج القفص ،وقد كرر ثورندايك هذه التجربة عدة مرات ،فوجد أن
الوقت الذي تستغرقه القطة يتناقص تدريجيا إلى أن أصبحت تسحب الخيط فور دخولها
القفص.
القوانين الرئيسية:
قانون األثر :عندما تكون الرابطة بين المثير واالستجابة مصحوبة بحالة ارتياح فإنها
تقوى ،أما إذا كانت مصحوبة بحالة ضيق أو انزعاج فإنها تضعف.
قانون التدريب (التكرار) :إن تكرار الرابطة بين المثير واالستجابة يؤدي إلى تثبيت الرابطة
وتقويتها وبالتالي يصبح التعلم أكثر رسوخا.
قانون االستعداد :يصف األسس الفسيولوجية لقانون األثر ،فهو يحدد ميل المتعلم إلى
الشعور بالرضي أو الضيق.
قانون االنتماء :الرابطة تقوى بين المثير واالستجابة الصحيحة كلما كانت االستجابة أكثر
انتماء إلى الموقف ،لهذا تجد الفرد يميل إلى رد التحية بانحناء الرأس أكثر ما يكون ميله
إلى االستجابة بالكالم.
إيفان بافلوف (االشراط الكالسيكي) :هو عالم روسي ولد سنة ،1849خوله عمله الرائد
حول “الجهاز الهضمي الخاص بالكالب ،للحصول عل جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب
عام ،1904من أشهر أعماله نظرية االستجابة الشرطية التي تفسر بها التعلم.
بدأت قصة الكشف عن فعل المنعكس الشرطي ،حين كان بافلوف يجري أبحاثه الخاصة
باإلفرازات اللعابية عند الكلب ،إذ الحظ أن لعاب الكلب يبدأ بالسيالن قبل وصول الطعام
(قطعة اللحم) إلى فمه ،وأن لعاب الكلب يسيل لمجرد رؤية من يقدم له الطعام ،أو لدى
سماع خطواته.
اإلشراط الكالسيكي :هو عملية اقتران بين مثير شرطي ومثير غير شرطي ،بحيث يتمكن
المثير الشرطي (الذي كان أصالً مثيرا ً محايداً) ،من انتزاع االستجابة التي ينتزعها المثير
غير الشرطي ،فتحدث عملية ارتباط بين المثير المحايد والمثير األصلي ،بحيث أصبح المثير
ي المثير المحايد بالمثير الشرطي،
المحايد قادر على استدعاء االستجابة األصلية ،لذا سم ّ
وسميت االستجابة األصلية باالستجابة الشرطية ،فأطلق بافلوف على المثير الطبيعي ،أي
الطعام ،تعبير المثير غير الشرطي ،وعلى االستجابة الطبيعة تعبير االستجابة غير الشرطية،
ثم أطلق على المثير الخارجي (صوت الجرس) ،تعبير المثير الشرطي وعلى االستجابة غير
الطبيعية (سيالن اللعاب لمجرد سماع صوت الجرس) ،تعبير االستجابة الشرطية.
بورهوس فريدريك سكينر(نظرية االشراط اإلجرائي) :يميز سكينر بين نوعين من السلوك
وهما :
السلوك االستجابة :يمثل استجابات ذات طابع انعكاسي فطري ،مثل إغماض العينين عند
التعرض لمنبه قوي ،أو المشي اآللي ،او منعكس المص عند المولود حديثا .
السلوك اإلجرائي :هذا السلوك من اإلجراءات المنبعثة من العضوية على نحو تلقائي دون
أن تكون مقيدة بمثيرات معينة ،ويعرف السلوك اإلجرائي بأثره على البيئة ،وليس بواسطة
مثيرات قبلية ،مثال على ذلك ،قيادة السيارة ،ركوب الدراجة ،المشي على األقدام ،بهدف
الوصول إلى المكان ما ،بحيث تصبح االستجابة اإلجرائية هي االستجابة الموجهة نحو هدف
ما ،بمعنى أخر :هي كل استجابة أو فعل أو إجراء يساهم الوصول إليه ،في تحقيق الهدف
من التجربة.
ويميز سكينربين ثالثة أنواع من المثيرات التي تتحكم في السلوك اإلجرائي وهي:
-المثير المعزز و يقصد به كل أنواع المثيرات االيجابية التي تصاحب السلوك اإلجرائي،
كالمعززات اللفظية والمادية واالجتماعية والرمزية (التعزيز اإليجابي).
المثير الحيادي ويقصد به المثيرات التي تؤدي إلى إضعاف السلوك اإلجرائي أو تقويته.
المثير العقابي ويقصد به كل أنواع العقاب ،مثل العقاب اللفظي واالجتماعي أو الجسدي،
التي تلي حدوث السلوك اإلجرائي ،وتعمل على إضعافه( ،التعزيز السلبي).
تجربة صندوق سكينر :قام بوضع حمامة جائعة في صندوق زجاجي به قضيب معدني وعند
الضغط على القضيب يسقط الطعام امام الحمامة ،فتبدأ في استكشاف المكان وتضغط
بالصدفة على القضيب فيسقط الطعام ،تتكرر هذه العملية عدة مرات ،وبعدها تتعلم ان ضغط
القضيب ينتج عنه إنزال الطعام.
المثير الشرطي :القضيب
االستجابة الشرطية :الضغط على القضيب
كانت تقيد المرضى ،وبدأ في معاملتهم كمخلوقات بشرية ،مع إصراره لضرورة البحث عن
أسباب هذه االمراض في البنى البيولوجية والفيزيولوجية للمريض.
ظهر علم النفس المرضي كفرع قائم من فروع علم النفس ،في بداية القرن 20بفضل عدة
مجهودات لفهم ودراسة السواء من خالل دراسة الالسواء ،وتخلل ذلك بمجهودات عديدة
من أهمها كتاب psychopathologie généralلصاحبه ،Jaspersوكتاب فرويد
.psychopathologie de la vie quotidienne
تعريف علم النفس المرضي:
علم النفس المرضي هو العلم الذي يهتم بالجانب المرضي للظاهرة النفسية ،وذلك بدراسة
التطور النفسي للفرد ،واضطراباته ،بهدف تصنيفها وتشخيصها ،ويعرفه " bergeretبأنه
دراسة الجانب النفسي واضطراباته النفسية واسبابها ،وصراعات الشخص الداخلية
والخارجية في سعيه للتكيف"
السواء والالسوء:
السواء هو حالة من التكامل الوظيفي ،والقدرة على توافق الفرد مع نفسه وبيئته ،اما
الالسواء فهو االنحراف عما هو عادي ،وعدم التوافق الشخصي السلوكي واالنفعالي
واالجتماعي ،ويطلق السلوك الالسوي على ذلك الذي يخالف المعتاد ،ونظرا لصعوبة تعريف
او رسم حدود الالسواء والسواء من ثقافة الخرى ،نجد هناك عدة معايير لتحديد الالسواء
منها ،المعيار االحصائي ،المعيار االجتماعي الثقافي ،التعاسة الشخصية.... ،
تصنيف االمراض النفسية:
ان تشخيص االمراض النفسية يعني تصنيف المعلومات المتعلقة بالحالة السلوكية
واالنفعالية ،ويتم التصنيف وفق أكثر انظمة التصنيف استخداما في مجال الطب النفسي
وهي:
-الدليل التشخيصي واالحصائي لالضطرابات العقلية ( ،)DSMالصادر عن رابطة األطباء
النفسيين(.)APA
-التصنيف الدولي لألمراض ( ،)CIMوالصادر عن منضمة الصحة العالمية.
أول من أطلق مصطلح علم النفس الفسيولوجي على مجموعة الدراسات التي قدمها حول
هذا الفرع من فروع علم النفس هو وليام فوندت ،فقام في عام 1987م بتأسيس معهد
متخصص بدراسة العالقة بين الفسيولوجيا وعلم النفس ،وتمكن من الوصول إلى العديد
من النتائج المهمة في هذا المجال العلمي ،والتي ساهمت في التعرف على العديد من أنواع
األمراض النفسية ،والعصبية.
تعريف علم النفس الفيزيولوجي:
عديدة تلك المحاوالت التي قدمت تعريف هدا النسق المعرفي ،ومن هذه التعريفات نذكر ما
يلي" :هو العلم الذي يجمع بين علم الفيزيولوجيا الذي يختص بدراسة الوظائف الجسمية
بأنواعها المتعددة وعلم النفس الذي يهتم بدراسة الجوانب السلوكية واالنفعالية للفرد،
ومالحظة مدى تبعية العمليات الفيزيولوجية المختلفة التي تتم داخل هذه األعضاء.
موضوع علم النفس الفيزيولوجي بشكل عام هو دراسة العالقة بين الجهاز العصبي
والسلوك ،وهو بشكل اعم دراسة العالقة بين السلوك المتكامل ،وبين الوظائف البدنية
المتنوعة ،ويعتمد هذا الفرع في دراسته لهذا الموضوع على مجموعة من الوسائل نذكر
منها:
-التصوير بالرنين المغناطيسي.
-التصوير باألشعة المقطعية.
القنيطرة
القنيطرة
- 1رفض علماء األعصاب في عشرينات القرن العشرين ،النظرية الكالسيكية التي وضعها
كل من بروكا وفيرنيك ،واعتبرهم أن محاولتهما لربط الوظيفة بمكان تشريحي معين في
المخ هو تكرار لنموذج الفرينولوجيا .
- 2عطلت الحربان العالميتان األولى والثانية التطور العلمي في العديد من المجاالت وفي
عديد من الدول ،مما أثر على اكتشاف الجديد في النواحي التشريحية للمخ وعالقتها
بالسلوك .
- 3إن علماء النفس عادة ما كانوا يبحثون عن جذورهم في الفلسفة بدال ً من البيولوجيا،
وأدى ذلك إلى قلة اهتماماتهم بالفسيولوجيا والتشريح.
أهمية دراسة علم النفس العصبي:
ظهر علم النفس العصبي نتيجة لزيادة اإلصابات الدماغية في الحرب العالمية الثانية،
كضرورة لتقييم اآلثار السلوكية الناتجة عن هذه اإلصابات ،وإذا كان هذا العلم يهتم بدراسة
التغيرات السلوكية الناجمة عن إصابات الدماغ فإن دراسة تحديد موضع اإلصابة الدماغية
تعد مسألة في غاية األهمية ،وكما هو معروف فإن لكل منطقة دماغية وظيفة معينة ،وهذه
الوظائف النوعية هي لب دراسة علم النفس العصبي ،ويعني هذا أن تحديد التغيرات
السلوكية يتطلب تحديد موضع اإلصابة الدماغية العضوية ،كما أنه يتطلب تحديد مساحة
هذه اإلصابة.
وقد ساهم التطور التكنولوجي بدوره ،في بروز وتقدم هذا الفرع من علم النفس ،لكونه
يعتمد على مجموعة من المعدات كوسيلة لدراسة الدماغ في بنيته الميكروتشريحية
ووظيفتها ،من بين هذه الوسائل نجد عدة تقنيات ،بد ًء من األشعة العادية ،وانتها ًء بالرنين
المغناطيسي ،والمعروف اختصارا ً بـ ،IRMسواء كان تصويرا ً تشريحيا ً أو وظيفياً ،ومرورا ً
باألشعة المقطعية ،وغيرها.
علم النفس االجتماعي:
يعتبر علم النفس االجتماعي ،الدراسة التي تقدم المفاهيم والمناهج والنظريات العلمية
األساسية في تحليل الظواهر السلوكية ،والمحاولة العلمية في فهم جوانب من العالقات لدى
األفراد من الحياة االجتماعية ،كما يهتم أيضا بدراسة السلوك االجتماعي للفرد في الجماعة
القنيطرة
ودراسة سلوك األفراد من الحياة االجتماعية ،كما يهتم أيضا بدراسة السلوك االجتماعي
للفرد في الجماعة ودراسة سلوك األفراد فيما بينهم داخل الجماعة الواحدة أو بين جماعة
وأخرى ،وذلك لكون اإلنسان كائن اجتماعي يتفاعل ،ويتأثر ،باألشخاص المحيطين به سواء
في األسرة ،المدرسة ،العمل والمجتمع.
تعريف علم النفس االجتماعي:
يعرف بأنه العلم الذي يتناول بالوصف والتجريب والتحليل ،سلوك الفرد مع األفراد اآلخرين،
وبذلك يهدف الباحث في علم النفس االجتماعي الكتشاف العوامل التي يتغير بتأثيرها سلوك
الفرد في استجابته للمثيرات االجتماعية المختلفة ،وعلى العموم فعلم النفس يدرس السلوك
وفق األساليب العلمية في ظل تأثره بمعطيات البيئة الخارجية ،فالسلوك هو نتاج العامل
الفردي في ظل تفاعالته المختلفة بالمثيرات سواء كانت داخلية شخصية أو مثيرات خارجية.
أهداف علم النفس االجتماعي:
إن لعلم النفس االجتماعي اهداف عريضة وواسعة يسعى علماء النفس الى تحقيقها ويركز
عليها ،وهذه األهداف هي كالتالي:
1فهم السلوك االجتماعي ومعرفة اسباب حدوثه والعوامل التي تؤثر فيه ،على سبيل المثال
ما الذي يجعل الناس عندما يحضرون في اجتماع معين أن يكونوا هادئين وملتزمين
بتعليمات هذا االجتماع ،ولماذا ينفذون التعليمات التي قد تصدر منه.
2التنبؤ بما سيكون عليه السلوك االجتماعي استنادا الى معرفة العالقات الموجودة بين
الظواهر االجتماعية ذات العالقة بهذا المجال ،على سبيل المثال عندما نعرف ان التلميذ
الذي يأتي من بيئة اجتماعية منضبطة وملتزمة بالقيم الخلقية واالجتماعية للمجتمع فان
ذلك يساعدنا بالتنبؤ الى درجة عالية أن هذا التلميذ سيكون مطيعا وهادئا على خالف
التلميذ الذي ينشأ في بيئة أسرية عدوانية.
3ضبط السلوك االجتماعي والتحكم فيه من اجل الوصول الى نتائج صادقة ،تساعد بالحكم
على الناس والسيطرة على سلوكهم ،مثال ،إن معرفة الطرق التي تؤدي الى تفشي ظاهرة
سيئة ألشخاص داخل جماعة ،سيساعدنا على ضبط سلوكهم والسيطرة عليهم في أي موقف
اجتماعي سواء كان في المدرسة او المصنع او الجيش.
القنيطرة
القنيطرة
األمراض ،وهو الدراسة العلمية ذات الطبيعة التطبيقية للخبرات اإليجابية ،ولخصال
الشخصية اإليجابية ،وللمؤسسات النفسية واإلجتماعية التي تعمل على تيسير تنمية هذه
الخبرات والخصال واإلرتقاء بها ،لخلق إنسان ذي شخصية إيجابية وفعالة ومؤثرة ،وتتركز
جهود علم النفس اإليجابي ،على إثراء القوى اإلنسانية القابلة للتعديل ،عن طريق تنمية
قدرات ومهارات الفرد ،وتطويرها كمدخل لتحقيق السعادة الحقيقية ،وتحقيق مستوى أفضل
من التوافق النفسي واإلجتماعي واألسري.
كما تقوم اإلفتراضات النظرية لعلم النفس اإليجابي ،على البحث والتمحيص وتطويع بعض
المفاهيم اإليجابية ،كالعاطفة ،والوجدان ،واإلنفعال اإليجابي ،والتنعم ،ورحة البال ،لإلستفادة
منها في بناء الشخصية اإليجابية الفعالة وفى الوقاية والعالج النفسي.
لقد تم تأسيس علم النفس اإليجابي عام ،1998على يد عالم النفس األميركي
مارتن سليجمان ،M. Seligmanمدير مركز علم النفس اإليجابي في جامعة بنسلفانيا
األميركية ،والزال يعرف هذا العلم نموا متسارعا على مستوى الدراسات واألبحاث ومجاالت
التطبيق ،حيث تم تأسيس عديد من األقسام والمراكز ٕواجراء الدراسات العلمية وتنظيم
المؤتمرات المتخصصة حول العالم ،والتي تهتم بهذا العلم وتطبيقاته المهمة في عديد من
المجاالت ،وبدأ ينمو في مجابهة الهيمنة المرضية على علم النفس الذي ركز كل جهده
على عالج أسوأ الحاالت ،فلم يعد علم النفس ينتظر وقوع الفرد في الحالة المرضية من
أجل مساعدته في التغلب عليها ،بل تعدى ذلك إلى دراسة كيف يمكن لنا أن نجعل الفرد
يعيش سعيدا ً في حياته من خالل ما يمتلكه من قدرات عقلية وبدنية من أجل تحقيق السعادة
لديه ،وان اإلحساس بالسعادة والمرح هو عنصر أساسي وضروري لحياة صحية ،وحاجة
المرء لهذا اإلحساس تماما ً كحاجته للماء والغذاء والنوم وغيرها.
القنيطرة