You are on page 1of 139

PDF Creator Trial

PDF Creator Trial


PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
PDF Creator Trial
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬

‫أسس علم االجتماع‬

‫علم االجتماع‪:‬‬

‫‪_1‬التعريف‪ :‬العلم الذي يدرس المجتمعات والقوانين التي تحكمه وتغيره‪ ،‬تطور ليشمل الجانب التجريبي‬
‫والحقلي للمجتمعات‪ ،‬وعملية المعرفة التي يمر بها المجتمع‪ ،‬وماهية المحركات الرئيسية والمصدرية له ولألفراد‬

‫‪_2‬طبيعته‪ :‬يصعب الحكم على طبيعته لكن يمكن التمييز بين اتجاهين أساسيين‪:‬‬

‫االتجاه العملي ويمثل الفلسفة الوضعية (كونت ودوركايم)‬

‫االتجاه الفلسفي ويقوم على التأويل والفهم (ماكس فيبر)‬

‫‪_3‬أهم موضوعاته‪:‬‬

‫‪ +‬النظم االجتماعية‬

‫‪ +‬الظاهرة االجتماعية‬

‫‪ +‬الفعل االجتماعي‬

‫‪ +‬العالقات االجتماعية‬

‫‪ +‬المشكالت االجتماعية‬

‫‪ +‬العمليات االجتماعية‬

‫نشأة علم االجتماع وأصوله‪:‬‬

‫‪_1‬عوامل ظهوره‪:‬‬

‫• عصر التنوير‪:‬‬

‫_التأثيرات‪:‬‬

‫‪ +‬تقويض أفكار السلطة الملكية وسلطة الكنيسة وتمهيد الطريق للثورات السياسية؛‬

‫‪ +‬تميز هذا العصر بالتركيز على المنهج العلمي واالختزالية والتشكيك بالعقائد الدينية؛‬

‫_األفكار‪:‬‬

‫‪ +‬سيادة العقل واألدلة على الحواس؛‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬
‫‪ +‬المبادئ األساسية لفالسفة التنوير في فرنسا (الحرية الفردية والتسامح الديني)‬

‫‪ +‬المثل العليا (الرقي‪ ،‬الحرية‪ ،‬التسامح‪)..‬‬

‫• الثوراة السياسية في فرنسا‪:‬‬

‫‪ +‬مهدت الطريق للثورات السياسية (القرن ‪11/11‬م)‬

‫‪ +‬ساعدت في ظهور العلمانية مقابل الملكية المطلقة‬

‫‪ +‬ظهور حركات فكرية (جون جاك روسو) بما في ذلك الليبرالية والكالسيكية الحديثة‬

‫‪ +‬دور العالم االسالمي في تمهيد الطريق لعلماء أوربا (ابن رشد‪ ،‬ابن سينا)‬

‫• الثورة الصناعية في بريطانيا وألمانيا‪:‬‬

‫‪ +‬االيمان بقدرة العقل البشري‬

‫‪ +‬أهمية العلم والتقدم‬

‫‪ +‬نشاط الحياة الثقافية‬

‫‪ +‬رفع مستوى الوعي (تأثير المدينة في حياة الفرد)‬

‫‪_2‬جذوره الفلسفية‪:‬‬

‫• أفالطون(‪424/743‬ق‪.‬م)‬

‫(كتاب الجمهوية)‬

‫التخطيط لقيام مدينة فاضلة بال شرور وتحكمها العدالة والمساواة وتشرف عليها طبقة الفالسفة؛‬

‫المجتمع ينقسم الى ثالث طبقات‪ :‬الحكام والفالسفة↑ ؛ الجند_ ؛ الصناع والفالحين↓‬

‫• أرسطو(‪744/727‬ق‪.‬م) "تلميذ أفالطون"‬

‫(كتاب السياسة)‬

‫‪ +‬االنسان مدني بطبعه ويستحيل ان يعيش منفصال عن المجتمع‬

‫‪ +‬الدولة وجدت لتنظم حياة الناس في المجتمع وتطبق التشريعات‬

‫‪ +‬إقرار الطبقية بين الجند والحك ام وتقسيم الحكومة إلى حكومة صالحة وحكومة فاسدة‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬

‫• الفاربي(‪437/059‬م)‬

‫(كتاب السياسةالمدنية‪ /‬أهل المدينة الفاضلة)‬

‫‪ +‬انشاء مدينة على غرار مدينة أفالطون‬

‫‪ +‬تأثر بآراء فالسفة اليونان (أفالطون وأرسطو)‬

‫‪ +‬حاول الجمع بين آرائهما واآلراء االسالمية‬

‫‪_3‬مؤسسوا علم االجتماع‪:‬‬

‫• ابن خلدون (‪2491/2772‬م)‪:‬‬

‫_وضع علما جديدا أسماه علم العمران البشري لتفسير االحداث التاريخية‪:‬‬

‫‪ +‬دعى للكشف عن القوانين التي تحكم الظواهر االجتماعية؛‬

‫‪+‬أكد على أهمية االستعانة بالتاريخ عند دراسة الظواهر؛‬

‫‪ +‬تأثير البيئة الجغرافية على الحياة االجتماعية؛‬

‫‪ +‬أهمية السلطة في الحفاظ على المجتمع واستقراره؛‬

‫_ مرور المجتمعات االنسانية بثالثة أطوار (كل طور ‪04‬سنة)‪:‬‬

‫‪ +‬النشأة؛‬

‫‪ +‬النضج واالكتمال؛‬

‫‪ +‬الهرم والشيخوخة؛‬

‫_ نواقصه‪:‬‬

‫‪ +‬لم يضع لهذا العلم إطارا خاصا به؛‬

‫‪ +‬لم يجعله علما مستقال بذاته موضوعا ومنهجا؛‬

‫‪ +‬لم يضع نمو ذجا تفسيريا عاما يهم المجتمعات البشرية بل كان محددا ومحدودا في واجع المجتمعاتاالسالمية‬
‫في العصر الوسيط؛‬

‫_ كتبه‪( :‬كتاب العبر)‪:‬‬

‫‪ +‬المقدمة (فضل التاريخ وأسباب أخطاء المؤرخين←علم العمران)‬

‫‪ +‬العمران؛‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬
‫‪ +‬أخبار العرب (أجيالهم ودولهم)‬

‫‪ +‬أخبار البربر (أجيالهم ودولهم)‬

‫• أوغست كونت(‪2304/2454‬م)‬

‫_ مؤسس علم االجتماع الحديث والذي أطلق عليه اسم ‪eigoioicoS‬‬

‫_التأكيد على دراسة الظواهر االجتماعية باستخدام الطريقة العلمية (المالحظة← التجربة← المقارنة)‬

‫_التأكيد على أهمية المنهج التاريخي عند دراسة الظواهر االجتماعية‬

‫_تقسيم موضوعات علم االجتماع إلى‪:‬‬

‫‪+‬االستاتيكا االجتماعية‪ :‬مرحلة الجمود‪ ،‬وهي دراسة الظواهر االجتماعية لكافة المجتمعات البشرية في حالة‬
‫الثبات واالستقرار في فترة زمنية معينة‪ ،‬حيث تتميز بتغيرات طفيفة ال تؤثر على المجتمع‪.‬‬

‫‪ +‬الديناميكا االجتماعية‪ :‬يدرس علم االجتماع االن ساني‪ ،‬والظواهر في حالة الحركة وتغيرها من حال إلى حال‪.‬‬

‫← قانون المراحل الثالث (نظرية التقدم)‬

‫‪ .‬المرحلة الالهوتية‪ :‬أن العقل كان يفسر الظواهر الطبيعية واالجتماعية بإرجاع السبب إلى قوى خفية (الفهم‬
‫الديني)‬

‫‪ .‬المرحلة الميتافيزيقية‪ :‬العقل يفسر الظواهر إلى معان مجردة وقوى فلسفية ال يمكن إثباتها‪.‬‬

‫‪ .‬المرحلة الوضعية‪ :‬يفسر العقل الظواهر من خالل القوانين التي تحكمها واألسباب التي تؤثر فيها‪.‬‬

‫_ شروط المنهج الوضعي لفهم ظواهر المجتمع‪:‬‬

‫‪ +‬الشرط األول‪ :‬أن تخضع الظواهر االجتماعية لقوانين تسير عليها وال تخضع لألهواء والمصادفات؛‬

‫‪ +‬الشرط الثاني‪ :‬أن يحيط كل فرد بكافة القوانين االجتماعية ليتمكنوا من فهم الظواهر التي تقوم بتأسيس تلك‬
‫القوانين؛‬

‫رواد علم االجتماع‪:‬‬

‫‪_1‬إيميل دوركايم(الظواهر االجتماعية)‬

‫• أنواع الظواهر االجتماعية‪:‬‬

‫‪ +‬االيجابية‪ :‬تنتج عن اإلدراك والتفكير وحب اآلخرين ويكون األفراد ملزمين باتباعها والسير على خطاها‬
‫(كاللغة والعادات)‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬
‫‪ +‬السلبية‪ :‬تنتج عن تفكير سلبي فتصبح ظاهرة سائدة يشكوها البعض وتصبح عادية لدى البعض‪ ،‬وكل ذلك‬
‫يعتبر بمثابة مشاكل اجتماعية يجب القضاء عليها وتوعية األفراد بخطورتها وتوابعها عليهم وعلى أوالدهم‪.‬‬

‫• دراسة الظاهرة االجتماعية‪:‬‬

‫_ الموضوعية؛‬

‫_ العلمية (تجرد العالم من األفكار السابقة)‬

‫_ اعتبر الظواهر االجتماعية أشياء خارجية منفصلة (عن الذات الدارسة)‪ ،‬أي يجب على الباحث التخلص من‬
‫الصور النمطية (‪)noiPinnoiP‬‬

‫• خصائص الظاهرة االجتماعية‪:‬‬

‫_ العمومية‪ :‬كيفما كانت ماهية الظاهرة فهي تتصف بأنها مشتركة بين غالبية أفراد المجتمع الواحد ومجتمعاته‪.‬‬

‫_ الموضوعية‪ :‬الظاهرة لها وجود مستقل بذاته ولها قوانين خاصة تخضع لها في تطورها وتغيرها‪.‬‬

‫_ صفة االلزام‪ :‬حيث يجد الفرد أن عليه أن يسلك وفق ما تقتضيه الظاهرة وإال تعرض لضغوط مختلفة من‬
‫الجما عات والمؤسسات االجتماعية‪ ،‬ومع ذلك فإن الفرد ال يحس عادة بهذا االلزام‪.‬‬

‫_ الترابط‪ :‬فالظواهر االجتماعية مترابطة مع المكونات االجتماعية ومع بعضها وقد يفسر أو يؤثر بعضها في‬
‫البعض اآلخر (مثال‪ :‬ظاهرة الطالق مع ظاهرة األمية)‬

‫‪ _2‬ماكس فيبر (الفعل االجتماعي)‬

‫“ عالم اجتماع ألماني‪ ،‬كتب عن الدين‪ ،‬االقتصاد‪ ،‬السياسة‪ ،‬علم االجتماع‪”..‬‬

‫• تعريفه لعلم االجتماع‪:‬‬

‫العلم الشامل للسلوك البشري‪ ،‬وأكد أن علماء االجتماع ال يمكن أن يكونوا موضوعيين إال اذا جعلوا اعتقاداتهم‬
‫الذاتية ال تتدخل في تحليل بحوثهم‪.‬‬

‫• أنواع السلطة (تتنوع عبر المجتمعات وكذلك عبر الزمن)‪:‬‬

‫_ السلطة التقليدية‪ :‬القوة التي تستمد مشروعيتها من خالل احترام أنماط ثقافية ثابتة وطويلة المدى‪ ،‬وقع نقلها‬
‫عبر االجيال‪ ،‬وترتكز على شرعية التقاليد أو النظم التي توارتث عبر األجيال حتى أصبحت عرفا وتقليدا‪.‬‬

‫_ السلطة الكاريزمية‪ :‬موهبة يتمتع بها بعض االشخاص وتؤهلهم للسيادة والسلطة‪ ،‬والسلطة الكاريزمية يقودها‬
‫شخص غير عادي "خارق" يملك صفات حقيقية أو وهمية‪ ،‬كما أنها نظام غريب على النظم المجتمعية المستقرة‪.‬‬

‫_ السلطة العقالنية القانونية‪( :‬السلطة التقليدية مهدت للقانونية)‬

‫تأخذ مشروعيتها من خالل قوانين وتنظيمات سنت شرعيا لتجمع بين االعتقاد في القانون والعقالنية الرسمية في‬
‫اتخاذ القرارات‪.‬‬

‫عد فيبر العقالنية مذهبا وسيرورة‪ ،‬والغرب هو الحاضن والمروج لهذا المذهب‪.‬‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬
‫• الفعل االجتماعي‪:‬‬

‫_ لموضوع الرئيسي لعلم االجتماع عند فيبر‪.‬‬

‫_ لفهم السلوك االجتماعي‪:‬‬

‫‪ +‬فهم الفعل االجتماعي على مستوى المعنى عند األفراد (دوافع الفرد ونواياه أو الفهم من وجهة نظر الفرد‬
‫نفسه)‬

‫‪ +‬فهم الفعل االجتماعي على المستوى الجمعي بين جماعات األفراد (النوايا والدوافع واألسباب وراء سلوك‬
‫الجماعة ومن وجهة نظر الفرد كعضو في الجماعة)‬

‫_ أنماط الفعل االجتماعي‪:‬‬

‫‪ +‬الفعل العقلي المحض (العقل‪ -‬الرغبة‪ -‬بلوغ الهدف)‬

‫‪ +‬الفعل العقلي القيمي (الرغبة‪ -‬القيمة المعقلنة)‬

‫‪ +‬الفعل العاطفي (سيطرة العاطفة ‪ -‬غياب العقل‪ -‬غياب االرادة)‬

‫‪ +‬الفعل التقليدي (التقاليد‪ -‬اإلرث االجتماعي‪ -‬السلوك الميكانيكي)‬

‫• البيروقراطية(النموذج المثالي)‪:‬‬

‫_ تعني المكتب أو الموظفين في المكاتب وتطلق على كل مرافق الدولة والمؤسسات الرسمية‪ ،‬وتدل أيضا على‬
‫السلطة والقوة والنفوذ والسيادة‪.‬‬

‫_ظهرت لتنظيم العمل وتسهيله والتحكم فيه وهي نتاج الرأسمالية والعقالنية والحداثة الغربية‪.‬‬

‫_ خصائص النموذج المثالي عند فيبر‪:‬‬

‫‪ +‬توزيع السلطة في شكل تراتبي هرمي ومراتب واضحة‪.‬‬

‫‪ +‬خضوع االدارة البيروقراطية للقوانين المكتوبة والتعليمات على جميع المستويات واألصعدة‪.‬‬

‫يعمل الموظفون بدوام كامل مع تقاضي أجر وتعويضات عن العمل‪.‬‬

‫‪ +‬الفصل التام بين عمل المسؤول وحياته خارجيا‪.‬‬

‫‪ +‬الموظفون (في التنظيمات البيروقراطية) ال يملكون المواد المالية والمادية المتاحة بل يجدونها عند الدولة‪.‬‬

‫‪ _3‬بيير بورديو (السوسيولوجيا النقدية)‪:‬‬

‫• مفهوم الحقل‪:‬‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬
‫_ انقسام العالم االجتماعي إلى حقول ومجاالت مثل الحقل السياسي واالقتصادي… (لها عالقة بالتربية)‪،‬‬
‫والحقل ذو طبيعة تنازعية‪ ،‬ولكل حقل مجموعة مسيطرة ومسيطر عليها‪.‬‬

‫• مفهوم الرأسمال‪:‬‬

‫_ هو طاقة اجتماعية يستحوذها الشخص ويستند عليها في التمييز والمنافسة؛‬

‫‪ +‬الرأسمال االقتصادي‪ :‬الثروة والممتلكات ويؤمن مستوى من الحياة وتكوين الثروة؛‬

‫‪ +‬الرأسمال الثقافي‪ :‬المؤهالت الثقافية المكتسبة في التعليم‪ ،‬والهيئة الجسمانية؛‬

‫‪ .‬الحالة الملتحمة أو المجسدة‪.‬‬

‫‪ .‬الحالة المؤسساتية‪.‬‬

‫‪ .‬الحالة المموضعة أو المشيئة‪.‬‬

‫‪ +‬الرأسمال االجتماعي‪ :‬شبكة العالقات التي يستعين بها الفرد عند الحاجة‪.‬‬

‫• الهابيتوس (‪" )sutoban‬التطبع"‪:‬‬

‫العالمة (البصمة) _ التطبع (مكتسب) _ السجية (فطرية) _ العقلية‪.‬‬

‫‪ _0‬كارل ماكس (علم االجتماع الماركسي)‪:‬‬

‫• التركيز على العالقات بين االقتصاد والبنية االجتماعية والحياة االجتماعية‪:‬‬

‫_ سياسات الطبقة االقتصادية‪ :‬السيما التسلسل الهرمي وعدم المساواة‪ ،‬وترتكز األبحاث في هذا السياق على‬
‫القمع الطبقي وكيف يتم التحكم فيه وإعادة انتاجه (النظام السياسي والتعليم كمؤسسة اجتماعية)‬

‫_ العالقات بين العمل ورأس المال‪ :‬اختالف ظروف العمل واألجور وحقوق العاملين‪..‬‬

‫_ العالقة بين القاعدة والبنية الفوقية أو العالقات بين االقتصاد والعالم الثقافي (تأثير الرأسمالية العالمية المتقدمة‬
‫على قيمنا وتوقعاتنا وهوياتنا‪)..‬‬

‫_ الصالت بين الوعي النقدي والتغيير االجتماعي التدريجي‪ :‬فهم كيفية تحرير وعي الجماهير من هيمنة النظام‬
‫الرأسمالي ثم لتعزيز التغيير االجتماعي التكافئ (كيفية قيام االقتصاد ومعاييرنا االجتماعية بتشكيل كيف نفهم‬
‫عالقتنا باالقتصاد ومكاننا داخل البنية االجتماعية بالنسبة لآلخرين)‬

‫‪SARA‬‬ ‫◈ ━━━━━━━◆ ━━━━━━━◈‬ ‫‪ABOUIZZA‬‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬
‫املحاضرة رقم ‪-1-‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫محاورالمادة‬
‫المقدمات التاريخية لظهورعلم النفس‬.1

‫التيارالعقالني‬

‫التياراالمبريقي الترابطي‬

‫التيارالوضعي‬

‫المقدمات التجريبية لعلم النفس‬.2

‫فيشنروتأسيس السيكوفيزياء‬

‫فونت وتأسيس مختبراليبزيغ‬

‫المدرسة السلوكية‬.3

‫مدرسة الجشطلت‬.4

‫المدرسة التكوينية‬.5

‫المدرسة المعرفية‬.6

‫الئحة المراجع‬

Niclas, S. (2016) Histoire de la psychologie. Dunod


Nicolas, S., & Ferrand, L. (2009). Les grands courants de la psychologie moderne et
contemporaine. Bruxelles : De Boeck
Nicolas, S., & Ferrand, L. (2008).Histoire de la psychologie scientifique. Bruxelles : De Boeck.
Parot, F., et Richelle, M. (2018) Introduction à la psychologie : Histoire et méthodes.Presses
Universitaires de France, 31 jan.
Ribot, T. (1879). La psychologie allemande contemporaine (école expérimentale)
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k200745t.image
2

PDF Creator Trial


‫المقدمات التاريخية لظهورالسيكولوجيا‬

‫عرفت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين تأسيس السيكولوجيا بوصفها مبحثا علميا‬

‫قائما بذاته‪ ،‬ومستقال عن الفلسفة وباقي العلوم األخرى‪ .‬ويمكن أن نرجع هذا الظهور المتأخر للسيكولوجيا‬

‫إلى هيمنة التقاليد الفلسفية على موضوع النفسية‪ ،‬وعلى منهج دراستها ‪-‬التأمل‪-‬؛ لكن االكتشافات التي‬

‫عرفتها مجاالت الفلك والتشريح والفيزيولوجيا والكيمياء والفيزياء‪ ،‬قادت إلى إحداث رجة كبيرة في التصورات‬

‫الفلسفية السائدة عن النفسية‪ ،‬لما قدمته من تقنيات جديدة وتصورات بديلة في دراسة النفسية‪.‬‬

‫لتوضيح ذلك‪ ،‬سنتناول المقدمات التاريخية لظهور السيكولوجيا وفق قسمين‪ ،‬حيث سنولي األهمية‬

‫في القسم األول لإلرث الفلسفي الممهد لهذا الظهور‪ ،‬مبرزين إسهاماته في بداية ظهور نوع من التفكير‬

‫المنهجي حول النفسية‪ ،‬وذلك بتقديم تصورات ثالثة تيارات فلسفية حكمت بمواقفها ليس فقط‪ ،‬الظهور‬

‫الالحق لعلم النفس‪ ،‬بل أكثر من ذلك التزال مواقفها تطرح تحديات أمام علم النفس موضوعا ومنهجا‪.‬‬

‫ولقد مكنت هذه االنجازات الفلسفية بفضل تالقحها مع االكتشافات العلمية والتقنية لتلك‬

‫المرحلة من بلورة مقدمات أولى للدراسة العلمية للنفسية دشنها ثلة من الرواد المتمرسين على التقنيات‬

‫التجريبية المستخدمة في مختلف تخصصات العلوم الطبيعية؛ هذه المقدمات العلمية‪ ،‬هي ما سنتطرق‬

‫إليه في القسم الثاني‪ ،‬وذلك باستعراض إسهامات هؤالء الرواد في تبني واستلهام تقنيات تجريبية تمرسوا‬

‫على استخدامها في الحقول التي قدموا منها‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذا التمييز سنتناول في القسم االول ثالثة مواقف فلسفية‬

‫االتجاه العقالني‬

‫االتجاه االمبريقي الترابطي‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫االتجاه الوضعي‬

‫وسنتناول في القسم الثاني بعض القضايا النظرية والمنهجية التي تطرحها الدراسة العلمية للنفسية‬

‫مستحضرين في ذلك بعدا كرونولوجيا لتطور الدراسات في هذ الجانب‪ ،‬فسنتوقف عند مبحث‬

‫السيكوفيزيولوجيا موضحين إسهامه في التأسيس العلمي للدراسة النفسية من خالل أعمال فيشنر في مجال‬

‫اإلحساس‪ .‬وسنتبعه بالمشروع العلمي ملختبر اليبزيغ من خالل ابراز اسهامات فونت في تقعيد االستبطان‬

‫والقضايا االشكالية التي يطرحها أمام الدراسة التجريبية للنفسية‪ ،‬لننتقل بعد ذلك إلى االحاطة ببعض‬

‫القضايا المنهجية والنظرية التي تطرحها الدراسة التجريبية للسيرورات العليا‪ ،‬في إطار محاولة تجاوز‬

‫المشروع األصلي ملختبر اليبزيغ‪.‬‬

‫لننتقل بعد ذلك إلى تقديم اسهامات أهم مدارس علم النفس خاصة السلوكية والجشطلتية‬

‫والتكوينية والمعرفية‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم ‪-2-‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫اإلرث الفلسفي‬

‫تشير كل الكتابات التأريخية لعلم النفس إلى أن االهتمام الفلسفي بالنفس وإشكاالتها قديم قدم‬

‫التفكير الفلسفي‪ ،‬فمنذ التقاليد الفلسفية اليونانية والنفس موضوع للتأمل العقل‪ ،‬وصوال إلى سنة ‪9781‬‬

‫السنة التي أسس فيها فونت أول مختبر لعلم النفس‪ ،‬والتي يتفق أغلب المؤرخين على اعتبارها لحظة‬

‫االنطالقة الفعلية في الدراسة العلمية للنفس‪.‬‬

‫نشير إلى أن التناول الفلسفي لموضوع النفس عرف مقاربات متعددة بتعدد التيارات الفلسفية‪،‬‬

‫لكننا في هذا التقديم سنكتفي بتقديم تصورات ثالثة تيارات فلسفية حكمت بمواقفها ليس فقط‪ ،‬الظهور‬

‫الالحق لعلم النفس‪ ،‬بل أكثر من ذلك الزالت مواقفها تطرح تحديات أمام علم النفس موضوعا ومنهجا‪.‬‬

‫االتجاه العقالني ـ ديكارت‬


‫قامت فلسفة ديكارت على نقد التصور الكالسيكي للروح بوصفها مبدأ الحياة‪ ،‬وحركة الجسد‪.‬‬

‫وقدمت تصورا جديدا إلشكالية النفس‪ /‬الجسد‪ ،‬يقوم على الفصل بينهما بوصفهما جوهرين منفصلين عن‬

‫بعضهما البعض‪ .‬وهذا ما يحيل على نوع من الثنائية التي نجدها في أساس التصور الديكارتي‪ ،‬غير أنه إذا‬

‫كانت فلسفة ديكارت تقوم على نوع من االستقالل المفهومي واالنطولوجي المتبادل بين النفس والجسد‪،‬‬

‫فإنها تطور باإلضافة إلى ذلك نظرية حول الوحدة السيكوفزيائية بين النفس والجسد‪ ،‬والتي ال يمكن‬

‫اعتبارها مجرد تجميع بسيط لتفاعلهما‪ .‬ذلك أن ديكارت فسر هذه الوحدة انطالقا من افتراض وجود‬

‫تموضع عصبي للنفس‪ ،‬ومن وجود ترابط نوروسيكولوجي‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫نشير هنا إلى أن هذا البعد الثاني من تصور ديكارت ظل مهمال مقارنة بالبعد األول‪ ،‬ومرد ذلك إلى‬

‫المعطيات النوروتشريحية التي استند إليها ديكارت في منح مكانة خاصة للغدة الصنوبرية من تصوره هذا‪.‬‬

‫إن الصعوبة التي يطرحها التصور الديكارتي تكمن في التمييز بين النفس ي والجسدي‪ ،‬وفي اآلن نفسه‬

‫وحدتهما‪ .‬أو بصيغة أخرى إن أساس إشكالية النفس‪ /‬الجسد في التصور الديكارتي تتمثل في الجمع بين‬

‫الطابع الالممتد للنفس بوصفها جوهرا ال ماديا‪ ،‬وبين تموضعها في حيز من الجسد (الدماغ)‪.‬‬

‫يحدد النسق الديكارتي‪:‬‬

‫ـ النفس بوصفها جوهرا [ش يء موجود بذاته‪ ،‬ومستقل عن كل ش يء أخر] حيث ماهيتها أو طبيعتها‬

‫األساسية هي التفكير‪ .‬فهي تمثل "الش يء المفكر"‪،‬‬

‫ـ الجسد بوصفه جوهرا من طبيعة مختلفة كليا‪ ،‬إذ ماهيته أو طبيعته األساسية هي االمتداد الذي‬

‫يعبر عن الفهم الجديد‪ ،‬الهندس ي والتكميمي‪ ،‬للمادة‪ .‬أي "الش يء الممتد"‪.‬‬

‫نسجل أن هذا التمييز الثنائي الذي أخذ به ديكارت ليس اعتباطيا‪ ،‬وإنما يستند إلى المراجعة النظرية‬

‫التي قام بها لمفهومي النفس والجسد؛ ذلك أن الفهم الجديد الذي قدمه ديكارت لمفهوم النفس يتجاوز‬

‫ويقطع مع التصور الكالسيكي لمفهوم الروح‪ ،‬ففي بحثه عن تحديد الهوية الذاتية في جوابه عن سؤال‪" :‬من‬

‫أنا؟" انطلق من رفض كونه تجميعا لألعضاء التي يسميها "الجسد اإلنساني"‪ ،‬ليخلص إلى كون الجواب‬

‫يتلخص في "الش يء المفكر"‪ .‬ويبرز ذلك تخلي ديكارت عن التصور األرسطي لإلنسان بوصفه "حيوان عاقل"‪،‬‬

‫وكذلك عن التصورات الفلسفية والالهوتية القديمة حول الروح مبدأ حركة الجسد‪ .‬لكن ما يميز اإلنسان‬

‫حسب ديكارت هو الملكة التأملية (‪ )théorétique‬التي خص بها أرسطو الحيوانات التي لها ملكة‬

‫التفكير(‪ .)raisonnement‬وهو بذلك يختزل الوظائف النفسية في الوظيفة التأملية (‪)théorétique‬‬

‫والتذهنية (‪ ،)cogitative‬وهذا ما يشكل عمق المراجعة الديكارتية لمفهوم الروح التي كانت تعتبر‪" :‬علة‬

‫ومبدأ الجسد الحي"‪ .‬وعلى ضوء ذلك ال الحيوانات وال النباتات تتوفر على روح بالمعنى الديكارتي‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫إن أطروحة الفصل الواقعي بين النفس والجسد‪ ،‬الثنائية الديكارتية‪ ،‬تظل مرتبطة بالمراجعة‬

‫النظرية لهذين المفهومين‪ ،‬فديكارت ال يميز بين النفس والجسد بشكل عام‪ ،‬وإنما بين "الجسد اآللة" من‬

‫جهة‪ ،‬و"النفس بوصفها مبدأ النشاط العقلي" من جهة أخرى‪.‬‬

‫إن ما توجه إليه سهام النقد في الثنائية الديكارتية‪ ،‬ليس مقدماتها النظرية العامة المؤسسة على‬

‫خلفية التصور الميكانيكي السائد في الفكر الحديث‪ ،‬وإنما خالصاتها االنطولوجية‪ .،‬ذلك أن النشاط ‪res-‬‬

‫‪ cogitan‬الالمادي والالممتد ‪ ،inétendue‬بمعنى النشاط الذهني‪ ،‬أضحى يستوعب من خالل مفاهيم‬

‫المعكوسية واالستبطان (‪ .)l’intériorité‬وعليه فالتفكير ما هو إال تمثل للمواضيع واألشياء على شكل أفكار‪،‬‬

‫هذه األخيرة ذات وجود ضمن عقلي‪ ،‬تكمن في األناـ النفس‪ ،‬على شكل تمثالت‪.‬‬

‫يقود التمييز الذي أدخله ديكارت بين الطبيعة الداخلية الذاتية للنشاط الذهني‪ ،‬وبين الوجود‬

‫الخارجي والموضوعي لألشياء‪ ،‬إلى اعتبار معرفة األنا أو الذهن هي المعرفة األسهل واألكثر مباشرة‪ .‬فاإلدراك‬

‫الداخلي للذهن من طرف ذاته نفسها‪ ،‬بوصفه مصدر كل األفعال الذهنية‪ ،‬يقتض ي أن يكون التفكير محددا‬

‫بالوعي‪ ،‬الذي يحيل على المعرفة األولية والمباشرة من طرف األنا نفسه باألفعال الذهنية الداخلية‪ ،‬وهذا‬

‫ما يجعل من النفس "مسرحا داخليا" النعكاس األفكار أو التمثالت في "األنا"‪.‬‬

‫يتضح مما سبق‪:‬‬

‫‪ -‬إن النشاط النفس ي يتم باستقالل عن الجسد‪ ،‬والجسد يوجد ويشتغل من تلقاء ذاته‪ ،‬على شكل‬

‫آلة ذاتية الحركة‪ ،‬دون سند من النفس‪.‬‬

‫‪ -‬إن الحاالت النفسية عبارة عن حاالت داخلية تتميز بالوعي والمعكوسية‪ ،‬وتتم بصيغة المتكلم‬

‫"األنا"‪.‬‬

‫انطالقا من هاتين الخالصتين نتساءل كيف استوعب ديكارت الهوية اإلنسانية‪ ،‬بوصفها تركيبا‬

‫للنفس والجسد؟ أو بصيغة أخرى كيف يمكن استيعاب المعطيات والظواهر التي تؤكد تداخل النفس ي‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫والجسدي (اإلرادة واإلحساس) في التكوين اإلنساني‪ ،‬على أساس التمييز االنطولوجي الديكارتي بين النفس‬

‫والجسد؟‬

‫يشكل الفعل الذهني على الجسد‪ ،‬كما هو الحال في األفعال المادية والجسدية التي يسببها الذهن‪،‬‬

‫اإلرادة أو الفعل اإلرادي‪ ،‬والفعل الجسدي على الذهن الذي تمثله التجربة الحسية واالنفعالية‪ ،‬المظهرين‬

‫األساسيين لتفاعل الذهن والدماغ‪ ،‬وهو ما يبرز وحدتهما‪.‬‬

‫لكن افتراض إمكانية للتفاعل السببي بين الذهن والجسد يقتض ي وجود حيز لحضور وتموضع‬

‫النفس في الجسد اإلنساني‪ ،‬بحيث يمكنها أن تمارس وظائفها‪ :‬توجيه الحركات الجسدية وتلقي االنطباعات‬

‫الحسية‪ .‬ويتمثل هذا الحيز في الغدة الصنوبرية (‪ .)conarium, la glande pinéale‬ويرجع ذلك ديكارت إلى‬

‫كون الغدة الصنوبرية العضو الوحيد في الدماغ غير المقسم إلى شقين‪ ،‬وعليه فالتركيب الذي يتكون من‬

‫النفس والجسد‪ ،‬أساس الطبيعة اإلنسانية‪ ،‬ليس تجميعا بسيطا لهما‪ ،‬وإنما يعبر عن وحدة حقيقية‪:‬‬

‫‪"En effet, tous ces sentiments de faim, de soif, de douleur, etc., ne sont autre chose que‬‬

‫‪de certaines façons confuses de penser, qui, provient et dépendent de l’union et comme un‬‬

‫"‪mélange de l’esprit avec le corps‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬إن الصعوبة التي يطرحها النسق الديكارتي أمام علم النفس تكمن في كيفية الجمع‬

‫في نسق واحد بين التمييز بين الذهن والدماغ بوصفهما جوهرين مختلفين‪ ،‬وبين وحدتهما التفاعلية‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم ‪-3-‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫االتجاه االمبريقي – الترابطي‬

‫عرف القرن الثامن عشر تعويض الدراسات النفسية ذات الطبيعة العقالنية بدراسات ذات طبيعة‬

‫امبريقية تأخذ من التجربة الحسية موضوعا لها‪ .‬فإذا كان االتجاه العقالني قد عمل على بلورة خطاب نظري‬

‫حول النفس يخضع لجملة من قواعد االندماج الداخلي‪ ،‬لكنه ال يأخذ بمعطيات التجربة الحسية؛ فإن‬

‫االتجاه االمبريقي قد سعى إلى دراسة النفس استنادا إلى التجربة الحسية التي تمثل الجانب المالحظ‪ ،‬أي‬

‫مجمل األفكار التي يكونها الفرد عن ذاته وعن محيطه انطالقا من التجارب التي يعيشها‪ .‬ولقد اجتهد‬

‫الفالسفة االمبريقيون في تحديد هذه التجارب الذاتية وتصنيفها وتنظيمها من خالل استخدام منهج‬

‫المالحظة الذاتية الداخلية –االستبطان‪.-‬‬

‫عمل جون لوك على المساهمة في هذا السجال الذي عرفه القرن الثامن عشر بين هذين االتجاهين‬

‫الفلسفيين من خالل كتابه)‪. l’Essai sur l’entendement humain (1690‬‬

‫يتفق لوك وديكارت في األخذ بتصور يفترض وجود أدوات أو حاالت وسطى بين الذهن ومواضيع العالم‬

‫الخارجي‪ ،‬تسمى باألفكار أو التمثالت‪ ،‬لكنهما يختلفان في مصدرها‪ .‬فإذا كان ديكارت يقر بطبيعتها الفطرية‪،‬‬

‫فإن لوك يعتبرها مكتسبة‪ ،‬أي نتاج التجربة الحسية التي يعيشها اإلنسان مع مواضيع العالم الخارجي‪.‬‬

‫ويعكس هذا الموقف تبني لوك للنظرية الجسيمية التي طورها العالم "روبير بويل" في مجال الكمياء‪.‬‬

‫تشكل التجربة الحسية المصدر الوحيد للمعرفة‪ ،‬حيث الحواس مدخالت للذهن‪ ،‬فكل ما يمكن‬

‫شمه ولمسه وتذوقه يمر إلى الذهن عبر الحواس أو التجربة الحسية التي يعيشها اإلنسان مع محيطه‪ ،‬ذلك‬

‫أن الذهن عند الوالدة يكون صفحة بيضاء تطبع عليها األفكار‪ ،‬ويقول لوك بخصوص ذلك‪:‬‬

‫‪"L’esprit est fait pour recevoir les impressions qu’il subit; soit des objets extérieurs par le‬‬

‫"‪biais des sens, soit par ses propres opérations quand il réfléchit sur elles.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫برفض لوك للطابع الفطري للمعرفة يكون بذلك قد منح للذهن طابعا غير فعال ‪ passive‬بوصفة‬

‫صفحة بيضاء تطبع عليها األفكار‪ ،‬وفي اآلن نفسه‪ ،‬حدد مجال بحثه في أصل األفكار ومصدرها‪ ،‬وفي أنواعها‬

‫وقواعد تنظيمها‪ ،‬منطلقا من السؤال التالي‪ :‬إذا لم تكن األفكار فطرية فكيف تتشكل إذن في الذهن؟‬

‫للجواب عن هذا السؤال عمل لوك على تحديد كل من األفكار والفهم (‪ ،)L’entendement‬فاألفكار‬

‫هي‪:‬‬

‫‪"Tout ce que l’esprit perçoit en lui-même, ou tout ce qui est l’objet immédiat de la‬‬

‫"‪perception, de la pensée ou de l’entendement.‬‬

‫بينما يفترض أن الفهم (‪ )L’entendement‬علبة سوداء مزودة بمدخالت تسمح بولوج معطيات‬

‫العالم الخارجي‪ ،‬ويقول بخصوص ذلك‪:‬‬

‫‪"L’entendement n’est pas très différent d’une pièce totalement fermée à la lumière, dotée‬‬

‫‪seulement de quelques petites ouvertures destinées à l’entrée de simulacres extérieurs‬‬

‫"‪visibles, ou idées de choses d’en dehors‬‬

‫إن افتراضا من هذا القبيل‪ ،‬يعكس النزعة االمبريقية التي ينطلق منها لوك في تأسيس تصوره للمعرفة‪،‬‬

‫الذي يمنح األولوية للتجربة الحسية في تشكل األفكار‪ ،‬ويميز لوك في هذه األخيرة بين بعدي اإلحساس‬

‫‪ sensation‬واالنعكاس (‪ ،)réflexion‬بقوله‪:‬‬

‫‪"Telles sont les deux sources de la connaissance, dont jaillissent toutes les idées que nous‬‬

‫"‪avons ou que nous pouvons naturellement avoir‬‬

‫يعتبر لوك اإلحساس المصدر األول لألفكار‪ ،‬ذلك أن اإلحساس بمواضيع العالم الخارجي يقتض ي‬

‫بداية تلقي الجسد انطباعا ماديا‪ ،‬غير أن هذا االنطباع لوحده ال يشكل إحساسا‪ ،‬إذ يتطلب تدخل فعل‬

‫سلبي أو غير فعال ‪ passive action‬من طرف ‪ l’entendement‬أثناء تلقي االنطباع المادي على الجسد حتى‬

‫يتحول إلى إحساس‪ .‬غير أن لوك يميز في اإلحساس بين مستويين‪ :‬االنطباع الذي يتركه موضوع خارجي على‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫الجسد‪ ،‬واإلدراك المصاحب لهذا االنطباع الذي يمنح للذهن فكرة معينة‪ ،‬ذلك أن االنطباع المادي لوحده‬

‫ال يشكل إحساسا‪ ،‬إال إذا كان مصحوبا بإدراك عقلي‪ ،‬يمكن الذهن من تكوين فكرة‪.‬‬

‫بهذا يمكن القول‪ ،‬إن تناول لوك لإلحساس يسير وفق مسارين‪:‬‬

‫‪ -‬من جهة السبب المادي‪ :‬يقدم اإلدراك المصاحب لكل انطباع تتركه مواضيع العالم الخارجي‪،‬‬

‫والذي يكون مختلفا عن كل أنماط التفكير األخرى‪ ،‬للذهن فكرة مميزة تسمى إحساسا؛‬

‫‪ -‬من جهة األثر‪ :‬يعد اإلحساس بمثابة مدخل حقيقي‪ ،‬لكل األفكار‪ ،‬إلى الفهم عن طريق الحواس‪.‬‬

‫إن عدم نقل االنطباع المادي‪ ،‬الذي تخلفه مواضيع العالم الخارجي على الجسم‪ ،‬إلى مستوى إدراك‬

‫عقلي ‪-‬نتيجة ضعف االنطباع المادي‪ ،‬إما لوجود خلل في العضو الحس ي أو ضعف في االستثارة‪ ،‬أو نتيجة‬

‫غياب أو تشتت االنتباه الذهني‪-‬ال يمكننا من الحديث عن وجود إحساس بالمعنى الذي يمنحه له لوك‪.‬‬

‫‪(ce caractère sensible est lié à l’action des corps sur nos facultés sensibles. Locke va‬‬

‫‪découvrir, dans les objets extérieurs un pouvoir qu’il appelle qualité et qui serait la cause, en‬‬

‫)‪nous, des idées‬‬

‫باإلضافة إلى اإلحساس يعتبر لوك ‪ la réflexion‬مصدرا ثانيا لألفكار‪ ،‬ويقول بخصوص ذلك‪:‬‬

‫‪"L’autre source d’où l’expérience tire de quoi garnir l’entendement d’idées, c’est la‬‬

‫‪perception interne des opérations de l’esprit lui-même tandis qu’il s’applique aux idées‬‬

‫"‪acquises.‬‬

‫ويضيف‪:‬‬

‫"‪"Mais comme j’appelle l’autre source sensation, j’appellerai celle-ci Réflexion.‬‬

‫يعتبر ‪ REFLEXION‬بمثابة إدراك داخلي‪ ،‬يكونه الذهن عن عملياته الخاصة‪ ،‬هذه األخيرة تصبح‬

‫حينما ينعكس ‪ réfléchit‬الذهن على نفسه موضوعا ل ‪ sa contemplation‬تفكر أو تأمل‪ ،‬وبهذا يمكن‬

‫القول إن ‪ Réflexion‬نوع من اإلحساس الداخلي‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫وعليه‪ ،‬حينما تصل اإلدراكات الحسية األولية إلى الفهم (‪ ،)l’entendement‬ينعكس ال‬

‫‪ l’entendement réfléchit sur lui-même‬لينتج أفكارا أخرى يسميها لوك أفكار ‪.idées de la réflexion‬‬

‫بمقارنة هذين المصدرين لألفكار‪ ،‬يتبين أن لوك يمنح األولوية في تشكل األفكار لإلحساس‪ .‬ويظل‬

‫الفهم مصدرا ثانويا‪ ،‬خاصة وأن لوك ينطلق من مسلمة تنفي وجود أفكار سابقة عن اإلحساس في الذهن‪.‬‬

‫إذا كانت األفكار حسب لوك تشكل أداة للمعرفة‪ ،‬فإنها ال تشكل معارف إال إذا انتظمت بشكل‬

‫منطقي‪ .‬وبهذا سيسعى لوك إلى دراسة أنواعها وقواعد تنظيمها‪ .‬فميز بذلك بين األفكار البسيطة واألفكار‬

‫المركبة‪.‬‬

‫يعتبر لوك أن األفكار البسيطة هي تلك األفكار التي ال يمكن تجزيئها‪ ،‬وتتمثل في المعطيات التي تقدمها‬

‫اإلحساسات وبعض المعطيات التي تقدمها ‪ ،idées de réflexion‬بينما األفكار المركبة فهي تلك األفكار التي‬

‫يمكن تجزيئها إلى أفكار بسيطة‪ ،‬وتتكون من ‪.idées de réflexion‬‬

‫إن نشاط الفهم وتكونه ينحصر حسب لوك في الحصول على أفكار بسيطة مباشرة من اإلحساس أو‬

‫‪ ،réflexion‬ثم يركبها في أفكار مركبة‪ ،‬ويعيد تركيبها حتى يصل إلى أفكار أكثر تركيبا؛ وبهذا يكون التمييز بين‬

‫األفكار المركبة من حيث الدرجة‪.‬‬

‫مادامت الحواس مصدرا للمعرفة‪ ،‬فمن الممكن تحليل األفكار المركبة إلى أفكار بسيطة وأولية ذات‬

‫طبيعة حسية‪ .‬وبهذا اجتهدت المدرسة االمبريقية في دراسة اآلليات التي تمكن العقل من إعادة تجميع هذه‬

‫العناصر الحسية على شكل أفكار أو تمثالت‪ .‬والتي حددتها في قانون الترابط‪ ،‬حيث ميزت مجموعة من‬

‫األنماط الترابطية التي تتدخل في تركيب وتنظيم األفكار البسيطة التي تزودنا بها المدخالت الحسية وإعادة‬

‫تنظيمها‪.‬‬
‫‪« Les principaux actes ou l’esprit exerce son pouvoir sur les idées simples sont les trois suivant :‬‬
‫‪- combiner diverses idées simples en une idée composée, ainsi sont faites les idées complexes.‬‬
‫‪- assembler deux idées, qu’elles soient simples ou complexes et les placer côte à côte de manière à‬‬
‫‪les saisir ensemble sans les unifier, il acquiert ainsi toutes les idées de relation.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪- séparer les idées de toutes les autres idées qui les accompagnent dans l’existence réelle ; c’est ce‬‬
‫‪qu’on nomme abstraction ; ainsi sont faites toutes les idées générales.‬‬

‫لكن هيوم يؤاخذ على لوك عدم منحه أهمية كبرى لمسألة ترابط األفكار البسيطة لتكوين أفكار‬

‫مركبة‪ ،‬وميز بذلك بين ثالث صيغ من الترابطات‪:‬‬

‫عمل هيوم على تحديد خصائص العالقات الترابطية التي تنشأ بين المعطيات الحسية فميز بين‪:‬‬

‫‪ -‬ترابطات عن طريق التجاور‪ :‬هذا النوع من العالقات بين األفكار الذي ينظم الذاكرة‪ ،‬ذلك أن‬

‫االستحضار الذهني لموضوع ما يستدعي بشكل طبيعي استحضار األشياء املجاورة له مجاليا‬

‫وزمنيا؛‬

‫‪ -‬ترابطات من خالل التشابه‪ :‬هذا النوع من العالقات ينطلق من النماذج إلى األفكار العامة؛‬

‫‪ -‬ترابطات السبب بالنتيجة‪ :‬هذا النوع من العالقات يحكم معارفنا العملية واعتقاداتنا‪.‬‬

‫نشير إلى أن هؤالء الفالسفة رغم اتخاذهم من وقائع التجربة الحسية موضوعا للدراسة‬

‫االستبطانية‪ ،‬إال أن تصورهم هذا يحمل في طياته مؤشرات مشروع مقاربة علمية للظواهر النفسية‪ ،‬والتي‬

‫يمكن رصدها في النقط التالية‪:‬‬

‫*‪ -‬يفيد افتراض وجود أصل حس ي للمعرفة‪ ،‬أن الباحث السيكولوجي يمكنه أن يتخلى عن تأمل ذاته‬

‫لذاته‪ ،‬لصالح مالحظة مواضيع العالم الخارجي وتسجيل اإلحساسات التي تمدنا بها‪.‬‬

‫*‪-‬يؤكد افتراض أن المعرفة مكتسبة وليست فطرية ضرورة تحليل املحيط الخارجي وتمييز ما يمكن‬

‫مالحظته وما هو قابل للتجزيء‪.‬‬

‫*‪-‬يفتح افتراض أن األفكار المركبة قابلة للتجزيء إلى عناصر أولية حسية‪ ،‬الباب لتطبيق هذه‬

‫المنهجية التحليلية في دراسة الظواهر النفسية‪ ،‬وكذلك جعل قانون الترابط أساس تشكل المعارف‪.‬‬

‫مادامت هذه هي المنهجية المعتمدة في المقاربة العلمية‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪ -‬تشكل األنشطة الذهنية التي تتدخل في تشكيل األفكار المركبة حسب لوك مقدمة للتفسيرات‬

‫المستندة إلى قوانين االرتباط‪.‬‬

‫بوضع االتجاه االمبريقي التجربة الحسية والترابط في أصل المعرفة وتشكيل النفسية‪ ،‬يكون بذلك‬

‫قد خطى خطوة هامة نحو منح إطار نظري جديد لمقاربة الظواهر النفسية‪ ،‬وهو األمر الذي ستكرسه‬

‫الفيزيولوجيا بمنحها األدوات المنهجية والتجريبية الضرورية والالزمة لبزوغ مشروع الدراسة العلمية‬

‫للنفسية‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم ‪-4-‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫االتجاه الوضعي‬
‫ارتبط هذا التيار باسم أوكست كونت (‪ )8189-8971‬من خالل كتابه "دروس الفلسفة الوضعية"‪،‬‬

‫الذي تضمن سلسلة الدروس التي ألقاها لما يزيد عن ‪ 81‬سنوات (‪ .)8181-8181‬يسير مشروع كونت وفق‬

‫مسارين واحد علمي واآلخر سياس ي‪:‬‬

‫‪ -‬يهم المسار العلمي من مشروع كونت تأسيس مشروع فلسفي يتجاوز أنماط المعرفة السابقة‬

‫ويؤسس لمعرفة موضوعية أساسها الحقائق العلمية المستمدة من التجربة والمالحظة‪ .‬ويكون بمقدوره‬

‫توحيد مختلف الميادين العلمية في منهجية تفكير موحدة وضعية‬

‫‪ -‬يروم المسار السياس ي من هذا المشروع تقديم جواب عملي عن األوضاع التي باتت تعيشها‬

‫فرنسا وأوروبا في تلك المرحلة‪ ،‬وحل المعضالت االجتماعية التي بات يتخبط فيها املجتمع الفرنس ي‪ ،‬وذلك‬

‫بالبحث عن نسق قيمي وأخالقي يعيد رص لحمة املجتمع الفرنس ي ويوحد مرجعيته الفكرية والقيمية‪ ،‬وذلك‬

‫باالستناد إلى العلم والمعرفة العلمية‪ ،‬وأداته في ذلك الفيزياء االجتماعية‪.‬‬

‫يهدف مشروع كونت إلى تحقيق هدف مزدوج‪:‬‬

‫‪ -‬من جهة يصعب تصور الفلسفة الوضعية دون تأسيس الفيزياء االجتماعية‪ ،‬ذلك أن الفلسفة‬

‫الوضعية ستكون محرومة من أحد دعاماتها العلمية المتخصصة في دراسة الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬من جهة أخرى ال يمكن البدء في دراسة الظواهر االجتماعية بشكل وضعي‪ ،‬دون أن يكون العقل‬

‫مدركا ومستعدا لتبني المنهجية الوضعية في دراسة الظواهر االجتماعية‪.‬‬

‫لتوضيح ما المقصود بالفلسفة الوضعية‪ ،‬ال بد من إعادة رسم مسار تطور الفكر اإلنساني في سياقه‬

‫التاريخي والذي يسير حسب كونت وفق قانون المراحل الثالث‪:‬‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


:‫ المرحلة الثيولوجية‬-
- dans l’état théologique, l’esprit humain dirigeant essentiellement ses recherches vers la nature
intime des êtres, les causes premières et finales de tous les effets qui frappent, en un mot, vers les
connaissances absolues, se représente les phénomènes comme produits par l’action directe et continue
d’agents surnaturels plus ou moins nombreux, dont l’intervention arbitraire explique toutes les anomalies
apparentes de l’univers.
:‫ المرحلة الميتافيزيقية‬-

- dans l’état métaphysique, qui n’est au fond qu’une simple modification générale du premier, les
agents surnaturels sont remplacés par des forces abstraites, véritables entités (abstractions personnifiées)
inhérentes aux divers êtres du monde, et conçues comme capables d’engendrer par elles-mêmes tous les
phénomènes observés, dont l’explication consiste alors à assigner pour chacun l’entité correspondante.
:‫ المرحلة الوضعية‬-
- enfin, dans l’état positif, l’esprit humain, reconnaissant l’impossibilité d’obtenir des notions
absolues, renonce à chercher l’origine et la destination de l’univers, et à connaitre les causes intimes des
phénomènes, pour s’attacher uniquement à découvrir, par l’usage bien combine du raisonnement et de
l’observation, leurs lois effectives, c’est-à-dire leurs relations invariables de succession que la liaison établie
entre les divers phénomènes particuliers et quelques faits généraux, dont les progrès de la science tendent
de plus en plus à diminuer le nombre.

:‫البد أن نسجل بعض المالحظات األساسية بخصوص قانون المراحل الثالث هذا‬

‫ وأن‬،‫ إن المرحلة الميتافيزيقية ال تمثل سوى مرحلة انتقالية بين المرحلتين الالهوتية والوضعية‬-

‫ فاألولى تشكل نقطة‬،‫ هما المرحلتان األساسيتان في مسار تطور المعرفة اإلنسانية‬،‫هاتين األخيرتين‬

‫ بينما المرحلة الوسطى مجرد حالة‬،‫ ونهايته‬،‫ واألخيرة نقطة ثباته‬،‫االنطالق الضرورية للفكر اإلنساني‬

.‫انتقال بين المرحلتين‬

‫ فإنه ال ينفي إمكانية تعايش هذه األنماط الثالث‬،‫ إن قانون المراحل الثالث ورغم طابعه التطوري‬-

‫ تعايش بين‬:‫ أو حضورها ضمن مجاالت علمية مختلفة‬،‫ضمن نفس الميدان العلمي في فترة زمنية معينة‬

PDF Creator Trial


‫تخصص ي وضمن تخصص ي‪ ،‬بمعنى إن تطور المباحث العلمية ال يسير بنفس السرعة وأنه محكوم بدرجة‬

‫عموميتها وبساطتها وكذلك استقالليتها المتبادلة‪.‬‬

‫‪ -‬الذات التي يتحدث عنها كونت في مشروعه ليست ذات ديكارتية فردية وال تاريخية‪ ،‬بل هي ذات‬

‫جماعية وتاريخية‪ :‬إنها اإلنسانية »‪le «grand-Etre‬‬


‫‪Le propre de l’homme n’est pas d’être un animal «raisonnable», «raisonneur» ou «parlant» ni même‬‬
‫»‪vraiment «social», mais un animal qui produit de la «civilisation‬‬
‫يعتبر كونت أن المرحلة الوضعية تشكل تتويجا لمسار تطور العقل اإلنساني‪ ،‬حيث يتم االقتصار‬

‫فيها على المالحظة والتجريب من أجل تحديد العالقات القائمة بين الظواهر‪ ،‬ذلك أن الباحث الوضعي ال‬

‫يقبل سوى بالمعطيات القابلة للمالحظة الموضوعية‪ .‬وعليه نتساءل هل استطاع العلم الوضعي أن يشمل‬

‫كل الظواهر القابلة للمالحظة‪ ،‬بما يمكن من تأسيس الفلسفة الوضعية‪ ،‬أم أن هنالك ظواهر ال زالت‬

‫منفلتة؟‬

‫يعتبر كونت أنه إذا كان العقل اإلنساني قد أسس الفيزياء الفلكية والفيزياء األرضية سواء ميكانيكية‬

‫أو كيميائية‪ ،‬والفيزياء العضوية نباتية أو حيوانية‪ ،‬فإن المهمة األساسية المطروحة على العقل الوضعي‬

‫إنجازها بملحاحيه آنية تكمن في تأسيس الفيزياء االجتماعية‪ ،‬حتى يكتمل نسق علوم المالحظة‪ ،‬ويتوج‬

‫تأسيس الفلسفة الوضعية بما يتماش ى وتحقيق الهدف المزدوج من مشروع كونت في بعديه العلمي‬

‫والسياس ي‪.‬‬

‫‪"Voilà donc la grande, mais évidemment la seule lacune qu’il s’agit de combler pour achever de‬‬
‫"‪constituer la philosophie positive.‬‬
‫نجد كونت قد صنف العلوم الوضعية على شكل هرم يبتدئ من البسيط وينتهي بالمعقد‪:‬‬

‫الرياضيات‪ ،‬الفلك‪ ،‬الفيزياء‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬الفيزيولوجيا‪ ،‬وأخيرا الفيزياء االجتماعية‪ .‬وبالمقابل ال نجد ذكرا‬

‫لمبحث السيكولوجيا ضمن هذا التصنيف‪،‬‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫علما أن الظواهر النفسية توجد في صلب اهتمامات كونت وأكثر من ذلك تطرح تحديا كبيرا على‬

:‫مشروع كونت سواء في بعده العلمي‬


« Premièrement l’étude de la philosophie positive, nous fournit le seul moyen rationnel de mettre en
évidence les lois logiques de l’esprit humain, qui ont été recherchées jusqu’ici par des voies si peut propres
à les dévoiler »
‫أو في بعده السياس ي‬
la lecture de l’histoire le mène à des méditations de « psychologie collective »- réflexions sur la
formation et l’efficacité des «opinions» et des «désirs», sur l’importance majeure de «l’opinion publique»,
sur la distribution des rôles entre « gouvernants » et « gouvernés », sur les affrontements des groupes et des
classes, sur la part d’efficace humaine, celle des génies et grands hommes et celle des peuples et des masses
:‫ عمل كونت‬،‫لتحديد المكانة التي ينبغي أن تأخذها السيكولوجيا من نسق علوم المالحظة‬

،‫ من جهة على توجيه سهام النقد إلى الدراسات السيكولوجية المنجزة في تلك المرحلة التاريخية‬-1

‫ ونسجل أن الحجة‬،88 ‫حيث نجده خصص حيزا مهما من الدرس األول لهذه المهمة وعاد لتناولها في الدرس‬

‫المقدمة من طرف كونت إلقصاء السيكولوجيا من هذا التصنيف تستند إلى المنهج المستخدم في دراسة‬

:‫ إذ يعتبر أن العقل ال يمكنه أن يالحظ نفسه بنفسه ويقول‬،‫الظواهر النفسية ـ االستبطان ـ‬


«A cette fin, ils ont imaginé, dans ces derniers temps, de distinguer, par une subtilité fort singulière,
deux sortes d’observations d’égale importance, l’une extérieure, l’autre intérieure, et dont la dernière est
destinée à l’étude des phénomènes intellectuels (….) je dois me borner à indiquer la considération principale
qui prouve clairement que cette prétendue contemplation directe de l’esprit par lui-même est une pur
illusion.
«L’esprit humain peut observer directement tous les phénomènes, excepté les siens propres. Car par
qui serait faite l’observation ? »
:‫لكن كونت ال يقف عند هذا الحد بل وجه نقده كذلك إلى خالصات الدراسات االستبطانية‬
«Depuis deux mille ans que les métaphysiciens cultivent ainsi la psychologie, ils n’ont pu encore

convenir d’une seule proposition intelligible et solidement arrêtée »

PDF Creator Trial


‫يجد النقد الذي وجهه كونت للدراسات النفسية المنجزة في وقته ورغبته في نفي أي إمكانية لتأسيس‬

‫مبحث علمي موضوعه الظواهر النفسية‪ ،‬أساسه في كونه يشيد مشروعه على الجماعة اإلنسانية وليس‬

‫الفرد‬

‫‪ -1‬ومن جهة أخرى؛ أعاد كونت تصنيف مجال انتماء الظواهر النفسية تبعا لمرامي مشروعه‬

‫الوضعي‪ ،‬وذلك بطرحه إمكانية إخضاع جزء من الدراسات النفسية للدراسة العلمية وفق جملة شروط‬

‫وضعها لذلك‪ .‬يسير هذا اإلمكان الذي وضع فيه الدراسات النفسية وفق مسارين‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة الشروط الفيزيولوجية إلنتاجها‪ ،‬مستندا في ذلك إلى إنجازات ‪ ،Gall‬بحيث تصبح ‪«la‬‬

‫»‪ physiologie phrénologique‬أداة لدراسة الملكات العقلية واالنفعالية واألخالقية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة تعبيراتها االجتماعية‪ ،‬ذلك أن الفيزياء االجتماعية ستتناول الظواهر النفسية بالدراسة وفق‬

‫بعد اجتماعي‪ :‬قوانين التفاعل بين الجماعات‪ ،‬واألنظمة االجتماعية والفكرية‪ ،‬األدوار االجتماعية‪...‬‬

‫وبهذا يختزل كونت الدراسات النفسية إما في الفيزيولوجيا أو في الفيزياء االجتماعية‪.‬‬


‫‪« Si l’on envisage ces fonctions sous le point de vue statique, leur étude ne peut consister que dans la‬‬
‫‪détermination des conditions organiques dont elle dépendent : elle forme ainsi une partie essentielle de‬‬
‫‪l’anatomie et de la physiologie. En les considérant sous le point de vue dynamique, tout se réduit à étudier‬‬
‫‪la marche effective de l’esprit humain en exercice, par l’examen des procédés réellement employés pour‬‬
‫‪obtenir les diverses connaissances exactes qu’il a déjà acquises, ce qui constitue essentiellement l’objet‬‬
‫»‪général de la philosophie positive, ainsi que je l’ai définie dans ce discours.‬‬
‫بشكل عام يمكن القول‪:‬‬

‫* إن كونت يضع السيكولوجيا أمام خيارين ‪:‬‬

‫‪ -‬إما أن تحتفظ بموضوعها النفسية وبمنهجها االستبطان وهي بذلك ليست وضعية‪ ،‬بقدر ما هي‬

‫ميتافيزيقية أو ثيولوجية‪ ،‬وبالتالي ال مكان لها بين العلوم‪.‬‬

‫‪ -‬إما أن تأخذ بمقاربة وضعية فتختزل في الفيزيولوجيا والسوسيولوجيا‪ ،‬وبالتالي ال وجود لها‬

‫كتخصص مستقل وقائم بذاته‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫* يطرح التمييز الذي أخذ به كونت بين االنفعال والذكاء ‪ -‬علما أن إمكانية دراسة األول علميا تسير‬

‫ضد المسار العام الذي أخذته السيكولوجيا‪ -‬تحديا كبيرا أمام المشروع السيكولوجي الوضعي‪ ،‬الذي ال‬

‫يقبل بالمالحظة الذاتية الداخلية‪.‬‬

‫قاد سعي كونت نفي السيكولوجيا من الئحة العلوم الوضعية‪ ،‬إلى تعزيز حضورها بذل تغييبها‪ ،‬ذلك‬

‫أن المسعى الذي ذهب فيه كونت إلى إعادة رسم حدود الظاهرة النفسية بين ما هو فيزيولوجي وما هو‬

‫ا جتماعي مكنها من االستفادة من التراكمات المنهجية التي سيعرفهما هذان الحقالن وسيتيح‪ ،‬في وقت‬

‫الحق‪ ،‬إمكانية قيام دراسة علمية موضوعية مستقلة بذاتها‪ ،‬وهو ما جسدته محاوالت الرواد المؤسسين‬

‫لعلم النفس‪ ،‬الدين تميزوا عن كونت بتبنيهم إمكانية دراسة الظواهر النفسية دراسة علمية‪ ،‬أي تأسيس‬

‫علم النفس بوصفه تخصصا علميا قائما بذاته رافضين اختزاله في الفيزيولوجيا أو السوسيولوجيا‪ ،‬وذلك‬

‫باعتماد المنهج الوضعي القائم على بناء القوانين انطالقا من المعطيات الموضوعية القابلة للمالحظة‬

‫وللتحقق‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-5‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ال ر‬ ‫تعرف السي ي ي الللم ة العفه لل ي ييجية افت السي ي ي الللم ة الج اتفليب لجع ات ا‬

‫ع‬ ‫االج اة نبتي ات ظةي هاةن الرر ال ةسيع ر ير ل للذ هاا ا يراا ة‬ ‫دياسي الظلاهر ال جسي‬

‫ييةوب الجفييت االجيانلللم يية االجيانييةت اال ه ييةت هيية س ي ي ي ييه لفتيية ي لييةس ي ي ي ي فيييةل‬ ‫ال رييذل اصليية ي ي ي ي ي‬

‫اصخفج ييةب ال جس ي ي ي يييعني ال ت ع ي ا ع هييذم هيياك ا ييةدن العفه ي ا ييالييت ات تج اصخ لاب ا ج ي‬

‫إلياة بعض ال ةيب‪.‬‬ ‫دياس الظلاهر ا ةدن ‪ .‬ا جى إرةدم قراتم ال ةئج ا ل‬ ‫ا تع‬

‫يةا الجفت ا ة ي ي ي ي ة لةب لعرف ل عةدل اصخ ال ي ي ي ييخ ي ي ي ي‬ ‫ةم‬ ‫دفع االق األلحية ا‬

‫ذا الجيانلللم ة ي ي ي ي ي االج س ييهح لجيم أال آلل ةب اش ي ةا اصجيةز‬ ‫اإلدياكل ااو ت ييةفةب اصلة ييف‬

‫رالقجاة لة ع ةب الت لللم‬ ‫ااصلس ي‬ ‫العص ي ي ي ي ي ي التة ي إله اوه هةل لةلظلاهر ال جس ي اإلديا‬

‫يفعجاة إله س لى العفم اللضع ‪.‬‬ ‫أدااب ار‬ ‫هة أاةح لفس الللم ة سةيا مذنذا ا ناة‬

‫فيشنر وتأسيس السيكوفيزياء‬

‫الرااد ا ؤس يسييي لفس ي الللم ة‬ ‫ارذل ب اةي خ رفم ال ج لفي ي عل ‪ )Fechner‬رله أته اا ذ‬

‫تحك الس ي الفيانةت‬ ‫ييراره العفم‬ ‫اأ ذ األسييهةت التةيزم اةي خ هاا العفم ا م ا لااا‬ ‫ال ر ب‬

‫شذم اإلثةيم االج‬ ‫سيةب شيذم او سةط ات القة‬ ‫الا افت ا عةدل الر ةضي الج لجليفية نه‬

‫نبسب ا ت ةفية إله لف بع ل ‪.)Weber‬‬

‫لف ةب‬ ‫يلل اغيع ة‬ ‫شي يييرم اسي ييم لفي ي ي عل فكت ة تظي ييج أ أغفب ته اظ‬ ‫ارله الرغم‬

‫راره‬ ‫ةأم اغيع دق ر ر ه ار‬ ‫عفل ةب‬ ‫أم ب أ رى ا جى ال ب الج ارذ ه ت ذهة تسي عر‬
‫راره‪.‬‬ ‫العفم إذ تسعه مةهذم إله ا ري اصجةتب العفم فرط‬

‫ه س ي يير ش ي يييرم في ي ي ع لعلد مةت تيع ه إله ةب ‪ )0681‬لر ة ي يير السي ي ي الفيانةتل ا ة‬ ‫إ‬

‫السي الفيانةت ا ذى هيلجاة ا صذاق جاة الجفسج‬ ‫ات رةداب ا سيجةا لصصيلأ أورا‬ ‫مرك رف ه‬

‫فصي ييال اة ال‬ ‫أ تس ي ي ذا رله ذلت لةلعلدم إله لي تلل ‪ )Ribot‬الاي ص ي ي‬ ‫اال ر ب االر ةضي ي ‪ .‬ا ه‬

‫ة فكهاة سي ال‬ ‫ل رذنم ره في ي ع ك نرلا ‪ )051-058‬ل إذا ب لفسي الفيانةت أ تسي هر لصي‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ةأم اغيع‬ ‫أ لسيمى لة ؤس ‪ ).... .‬فه ا ؤ ذ أته قت في ع لم المذ سلى أرهةا‬ ‫يب عه ا ه‬

‫أ ذي رهال اة ال ا ج ة ا الت إل ه امي ا ال جهةب‪.‬ل‬ ‫ذاب اسيةل رةل فيل أاا‬

‫التة ي الرالئ الان اشي ي ي فلا رله لض ي ييلرةب‬ ‫الته‬ ‫ي ييراا في ي ي ي ع ا ه‬ ‫غيع أ أهه‬

‫راا في ع ن لزا لي م الرلةنة العفه االجفسج الج ررفجاة أ ةت ة افت‬ ‫ه‬ ‫ذلت أ‬ ‫ي ي‬

‫الجلعم ال يةي ص ي فه ا يةفيانرية إله او الو اا س ي ي ي ييةئي الذنب ادياس ي ي ي ييةب اصجهةا اا ي ي ي ييلو إله دياس ي ي ي ي‬

‫ي ييراره الجفس ي ييج االعفم ‪.‬‬ ‫هيام ل لي‬ ‫ةلةاه ربع را‬ ‫او س ي ييةط اافية قل ي ييةنة ا ةالية في ي ي ع‬

‫رس ي ي ي ف هة ارذ ه ال ر العفه ‪ .‬لياا‬ ‫ذلت أ اليم الاي اة نح م في ي ي ي ع هل ا سي ي ييي أت لللم ة‬

‫ميي ا ميي أ رى رهي رله اوس ي ي ي ي ذوا رله‬ ‫يلدك لف ه يا لي ال ج ااصجس ي ي ي ييم‬ ‫رط في ي ي ي ي ع‬

‫ال ج ‪ /‬الراح ةضي ي ييرم ا ا لملداب ا ةدن العةلم اهل ة‬ ‫‪ pan-psychisme‬ن ع‬ ‫املد تلا‬

‫ه ال صلي العفم ‪.‬‬ ‫ن هةش ى ع يفله لي ه ال ار ا ةدن رله‬

‫ييراا الس ي الفيانةت الياك األ يعم رالقجاة لةألبعةد الجفسييج‬ ‫إ ة نه الل ذم األسييةس ي‬

‫ال ت لللم ة ‪ pan-psychiste‬الج ا ههية ه‬ ‫ي ي ييراا في ي ي ي ع لهة فياة اصي ي ييليك لعالق اصجسي ي ييم لةل ج‬

‫ي ييراره االج لهلمباة نصي ييت ال عةي لي‬ ‫ال لازي السي ي الفيانلللت الج رله أسي ييةسي ييية شي ي ذ‬ ‫أورا‬

‫رد ا الف زاا ال ظر‪ .‬ذلت أ ا ةا الاي قذ ه لونت ال ل جس ي يييع رالق اصجس ي ييم‬ ‫اصجس ي ييم اال ج‬

‫ةله ‪)0681‬‬ ‫رذ‬ ‫لةل ج نح ه اجسيعا لذنال هة ناهب إله ذلت في ع‬


‫‪Selon Fechner (1860, t 1, trad. p. 5), « Leibniz a oublié un autre moyen, le plus simple de tous. Il se‬‬
‫‪pourrait aussi que les deux horloges donnent la même heure, et néanmoins ne divergent jamais, parce‬‬
‫‪qu'elles ne sont pas deux horloges différentes. Dans ces conditions on fait l'économie du support commun,‬‬
‫‪de l'ajustement mutuel permanent, de l'artificialité du montage initial. Ce qui apparaît à l'observateur‬‬
‫‪extérieur comme une horloge organique, avec un fonctionnement et un mouvement fait de rouages et de‬‬
‫‪leviers organiques (ou plutôt comme sa partie la plus importante et la plus essentielle) apparaît à l'horloge‬‬
‫‪elle-même d'une manière bien différente, comme son propre esprit, animé de sentiments, de désirs et de‬‬
‫‪pensées. Il n'y a aucun affront à considérer ici une horloge comme un homme ».‬‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ييك هه يية ملهرا ال‬ ‫رله ض ي ي ي ييلت ذل ييت لع بع في ي ي ي ي ع أ اصجس ي ي ي ييم اال ج و نص فج يية‬

‫الذا ف رله أته تج ي ي أا س ي ي الللت‬ ‫ال ة‬ ‫اتعة لةاا ا ال ظ فهة نتذا ل‬ ‫لل ي ييجيهة ظير‬

‫الرلا إ‬ ‫اصخيةيل رله أتيه تعتيع مس ي ي ي ييم يةدي لفي ي ي ي ي ت تجس ي ي ي ييه‪ .‬ارف ه نه‬ ‫نتيذا لخ ر الياي نال م‬

‫ظيرا‬ ‫ال ج اهظير الااب لااتاة اهظير ‪-‬ذات ) ااصجس ييذ اهظير الااب لخ ر‪ .‬ا ةدال اصجس ييم اال ج‬

‫ال ج نرةلفه ت يع رله س ي ي لى اصجس ي ييم دا أ لع ذلت أ أ ذههة‬ ‫ل ج الي ي ي ت فا ت يع نحذ‬

‫اصخةيل رله أته ت يع مس ييم ‪/‬فيانلللت تذي ه ‪-‬هل‬ ‫س ييبب اآل ر‪ .‬لهع ى أ ال يع الاي تذي ه إ تظرتة‬

‫ال ة‬ ‫اليذا ي رله أتيه ت يع تج ي ي ي ي ‪ /‬س ي ي ي ي الللت ‪ .‬لاياا نال في ي ي ي ي ع قذ أثب‬ ‫تجس ي ي ي ييه‪-‬إ تظرتية‬

‫ا ة نبتي‬ ‫اوت لللم املد ا ةلق أا الافق ‪ )Correspondence‬لي الب ييةا اصجسييم االب ييةا ال ج ي‬

‫تحك رفم نذيط وت ع هاك العالق ا ج ات ظة ية‪.‬‬ ‫الر ةل له و رة هل ا سي‬

‫ةفيانرة‬ ‫اصييلي‬ ‫س ي فيه‬ ‫ارف ه إ الس ي الفيانةت الج ره في ي ع رله ا سيييسييية‪-‬اإ اةت‬

‫يية جييية ات ييةئ ييية‪ .‬أي أ ت ي ي ي ياي رفهيية دق ريية قييةئهيية ليياااييه لعالقييةب‬ ‫ال لازي‪-‬رفيايية أ اال لض ي ي ي ييلر ي‬

‫تيةد اية ا ية جية اص ل لص لاب ثةل‬ ‫ذليت أتيه إذا ايةتي رفلل ال ت عي الج ا ف ي‬ ‫اصجس ي ي ي ييم ليةل ج‬

‫قلارذ‬ ‫ذاد ع‬ ‫ق‪-‬قذ أامذب ل جس ييية‬ ‫ا الت ال ي لةلبس ييت لعفلل ال ج – الس ي الللم ة اا‬

‫اش ي ي ي ي يةليية فيك هياا ا تحيك اصجذنذ الاي نرع ل ناهة االاي ئا م لةلعالقةب الرةئه لي اصجس ي ي ي ييم اال ج‬

‫ر يعا رةيت لاهة‪.‬‬

‫ارلل رله ال ر‬ ‫إيسييةت تحك السي الفيانةت رله أسي اضييع‬ ‫إ ة ن ةدي له في ي ع ن صخ‬

‫ييةل الجيانييةت‬ ‫االر ييةط اهيياك سي ي ي ي ي ل ي ليسي ي ي ي ي ب ر ت ي ر في ي ي ي ي ع اليياي اال ااش ي ي ي ي ي أس ي ي ي ييةس ي ي ي يية‬

‫ذل ييت لرلل ييه لنبتي أ اجيم الس ي ي ي ي الفيان ييةت ه يية رله أها يية رفم دق ق لعالق ييةب‬ ‫االجيانلللم يية‪ .‬ا صخ‬

‫اب ا رةل لي العةلم ا ةدي االعةلم ال ج ل‬ ‫اللعالط اللظ ج الرةئه لي اصجسم اال ج‬

‫ارس ي ي ي ي هييه العييةلم ا ييةدي لي ريية ي اا ييذ دا ل فيانلللت ااآل ر ييةيت ييةدي ا‬ ‫ات القيية‬

‫افلع في ي ع املد ر س ي الفيانةئ لي اإلثةيم الج نللذهة لضييلا‬ ‫ال لازي الس ي الفيانة‬ ‫أورا‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫اا‬ ‫ةدي ةيت ااإل سييةط الاي نب ج ر هاك اوثةيم‪ .‬فا إ سييةط ‪ -‬سييب في ي ع‪-‬هل ظةهرم رصييب‬

‫لهة لس ي ي ييه ه اصلر اصخةيم أا اإلثةيم اا ت يع تعرفه اإلثةيم نب ج ر ه‬ ‫الظلاهر العص ي ي ييب اظ رات‬

‫ت يع اإل سةط ا م ذلت ر ور ق الب ةا العص ‪.‬‬

‫الس الفيانةت‬ ‫لهع ى أ في ع نهيا لي س ل ي‬

‫لض ييلرية دياس ي رالق ال ج لةصجس ييم ا راتط لاة تةش ييرم لهع ى التحك‬ ‫س ي الفيانةت دا ف‬

‫رالقةب الظلاهر ال جس لةلظلاهر الجيانلللم‬

‫لهع ى التحك‬ ‫س ي ي ي ي الفيانيةت يةيم ي لض ي ي ي ييلريية دياس ي ي ي ي رالقي ال ج لةلعةلم ا ةدي الجيانة‬
‫رالقةب الظلاهر ال جس لةلظلاهر الجيانةئ ا ةدن ‪.‬‬
‫لي‬ ‫اتظييجة ة ا ة سييتق سييلف نهيا في ي ع رالقةب اللعالط اللظ ج الرةئه لي اصجسييم اال ج‬
‫رالقييةب اظ ج ي تييةش ي ي ي ييرم ارالقييةب اظ ج ي غيع تييةش ي ي ي ييرم ‪ )médiatisées‬ذلييت أ اإل س ي ي ي ييةس ي ي ي ييةب اظي‬
‫قلم الب ي ي ييةا‬ ‫اصلر الس ي ي ي الفيانةئ ) ة دا‬ ‫حال بعالق اياتةا تةشي ي ييرم ع الب ي ي ييةا العص ي ي ي‬
‫العص ي ي ي سي ي ييبتة قر تة ا تةش ي ي يرا ل سي ي ييةط ابعالق اياتةا غيع تةشي ي ييرم ع ا يع اصخةيت الاي نللذ هاك‬
‫اإلثةيم اصخةيم سييبتة بع ذا اغيع تةشيير لياا اإل سييةط‪ .‬ا ةل ةل فةألدام‬ ‫ة دا‬
‫اصلر السي الفيانةئ‬
‫ُ‬
‫ق ةط شي ييذم اإل سي ييةط ليس ي ي سي ييلى شي ييذم اإلثةيم إذا سي ييفه ة ع في ي ي ع ل ة نهيا ق ةط‬ ‫الج اه‬
‫األاله لي هة ال ةت ال ت‬ ‫ق ةط ال ت‬ ‫الر م ال جسي ر الر م ا ه ذم هل أ السييبب ُنه‬
‫ُ‬
‫ق ةط السبب‪.‬‬ ‫اه‬
‫س ي ي ي ي ص ي ي ي ييت‬ ‫هياا ال ه يا الياي أد فيه في ي ي ي ي ع لي الس ي ي ي ي الفيانيةت اليذا ف ي ااصخيةيم‬ ‫إت القية‬
‫لاي ا سييي الرةتل الر ةيي لي اإل سييةط ااإلثةيم‬ ‫ا سييي الرةتل الر ةيي لفسي الفيانةت ن م ربع‬
‫لض ي ي ي ييلا‬ ‫الج اح ييذث ييه لض ي ي ي ييلا الس ي ي ي ي الفيان ييةت اصخ ييةيم ي ) ا ي اإل س ي ي ي ي ييةط االظلاهر الجيانلللم ي‬
‫س ي ي ييب في ي ي ي ي ع ه السي ي ي ي الفيانةت الذا ف‬ ‫السي ي ي ي الفيانةت الذا ف )‪ .‬لهع ى أ السي ي ي ي الفيانةت اصلر ر‬
‫ييراا السي ي الفيانةت ل ناة ع ذلت اظ‬ ‫ةفيانرة ال لازي فذ لالت ا ل ج جه‬ ‫ا س ييت ذم إله فج‬
‫‪ )inférentielle‬هة لسي فةل ا سييي السي الفيانةت اصخةيم الرةئه رله ا ال ظ‬ ‫ذاب وت ع اسي ذول‬
‫جه الس ي ي الفيانةت ‪.‬لةل ي ييا الاي نص ي ييت‬ ‫فق اق ب الرحه ال ر‬ ‫االر ةط هاك األ يعم ت ي يا ا‬
‫ي ييراوة ل س ي ييي الس ي ي الفيانةت اصخةيم لال ق ةط اإل س ي ييةط‬ ‫عه ا س ي ييي الس ي ي الفيانةت الذا ف‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ق ةط‬ ‫لس ي ييت ذ إله الرةتل العةل ا لملد لي اإل س ي ييةط ااإلثةيم ا رةلف له أي أ الرةتل الاي ننه‬
‫اإل سةط هل اآل تجسه الرةتل األسةس لفس الفيانةت اصخةيم ‪.‬‬
‫ةاه لف ر ب‬ ‫ل رذنم ملاب ةسي ييم ر ا اةت ق ةط اإل سي ييةط رط في ي ي ع قسي ييهة تيعا‬
‫ييراره االج ام ال ل ي إلياة‬ ‫الت رله ص يير م ا ع ةب الج لهرذايهة أ اصذل‬ ‫االر ةط اره‬
‫قت الر ةض ي ي ي ي ةب االجيانةت االجفت االجيانلللم ة اه ع ةب غيع ؤورم‬ ‫يةوب رفه ي ص فجي‬
‫ا رةيتجاة لب ةئ ه‪ .‬اهاا ة ل ا ملهر ةله ر ة ر الس الفيانةت ‪.)0681‬‬ ‫لصفج س الللم‬
‫ف هة نل ة وت ع‬ ‫هع لذنه ن صخ‬ ‫إ س ي ي ييؤاا اوت الو لةلبس ي ي ييت لجي ي ي ي ع اافرة لفهع ةب ا‬
‫أ رى ة ا رذاي الاي نبتي أ ا يع له اإلثةيم‬ ‫العالق اللظ ج الج ار ط اإلثةيم لةإل س ييةط أا لص ي‬
‫جى ن يع او س ييةط رفهة أ ال ر ال ييخص ي و تس ييه ل ة ل ه م هاك ا ع ةب فا ة ارذ ه ل ة‬
‫مي ا مي أ رى لي‬ ‫رد ارذنر للملد فراو ا الف اإل سي ييةط أقلى أا أق أا سي ييةا‬
‫لهرذاي ال ر ال ي ي ييخص ي ي ي أ ارذل ل ة ع ةب دق ر ر وت ع الص ي ي ييف أا الرةتل الاي ن ظم ت يع‬
‫اإلثةيم ل يع اإل سةط لهع ى ه نةداد اإل سةط ل ج قذي ازدنةد اإلثةيم أل ب ا ص فف رناة‪.‬‬
‫اإل س ي ي ييةط ب ي ي ييا رةل لي‬ ‫ةا الجيانلللم ة نهياا‬ ‫ل لض ي ي ي ذلت ت ي ي يييع إله أ التة ي‬
‫الرلا ل اإل س ييةس ييةب اإ اظ‬ ‫ال ف أا ال لا ‪ )qualité‬ا ي ال ييذم أا ال م ‪ )quantité‬ارف ه نه‬
‫اهاك الر م ه الج نبتي‬ ‫ك شي ييذتاة ي ي ي ي ي ي هة لع أ لية ق هة ه‬ ‫يعم‬ ‫ك تلرية فذ‬ ‫ثةل‬
‫الرلا لي هيياا اإل س ي ي ي ييةط أقلى راي أا‬ ‫ارييذنرهيية افق ييذيال نحييذد ا ييةس ي ي ي ييب ت يعهيية لهع ى ف نه‬
‫ق ةسه تةشرم هة نرلا في ع‪.‬‬ ‫اإل سةط األاا رفهة أ اإل سةط و نه‬ ‫راب‬ ‫ثال‬
‫‪Il écrit (Fechner, 1860, 1, p. 59) : « Si maintenant l'on connaît la relation fondamentale entre la‬‬
‫‪somme des accroissements d'excitation à partir de zéro et la somme des accroissements de sensation‬‬
‫‪qui y correspondent, on a par là même la relation fonctionnelle entre l'excitation totale et la sensation‬‬
‫» ‪totale qu'elle produit.‬‬
‫احييذنييذ ر تي‬ ‫ارييذنر ق هي اإل س ي ي ي ييةط ات القيية‬ ‫لهع ى أ في ي ي ي ي ع لح ييه ر ملاب نه ييه‬
‫افلعاضي‬ ‫اوثةيم ات فق‬
‫ك نه‬ ‫رالق الع ة ي يير ف هة ل ناهة‬ ‫‪ *0‬تس ي ي ب ج العالق لي اوثةيم ااو سي ييةط ات القة‬
‫ة ع‬ ‫ال ظ اوثةيم ااو سةط لل جيهة‬
‫ةا اإل سيةط اهاا ال رذنر اإ اة‬ ‫‪ *2‬ا الت ا سي هاك العالق رله ارذنر لفهسيةاام‬
‫ن م إوةي ال ر فكته لهرذايتة اذق ره أ ثع لةس صذال ار ةب ةي‬

‫‪6‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ص ي ييرهة ثال ورائق‬ ‫ال رائق ال ر ب نه‬ ‫ال حر ق ذلت ره في ي ي ع رله ا ل ر مهف‬
‫اه رله ال ا ال ةل‬
‫أ‪ -‬ال ر ر األاله ايسهياة ‪)Méthode des plus petites différences perceptibles‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ر ال ةت ايسهياة ‪)Méthode des cas vrais et faux‬‬
‫ب‪ -‬ال ر ر ال ةل ايسهياة ‪)Méthode des erreurs moyennes‬‬

‫‪7‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-6‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ فونت وتأسيس مختبراليبزيغ‬.1.2.2.1

‫ على أن تأسيس أول مختبر للدراسات النفس ييق ت ق على‬،‫تجمع مختلف كتب علم النفس وتاريخه‬

."‫ "مختبر اليبزغ‬:‫ والتي بات ي مل اسمها‬Leipzig ‫" بجامع اليبزغ‬Wundt" ‫يدي فونت‬

‫ ولنما نتاق مخاد عل ي وسي ي ييقا أ ا ي ي ف ي ي ييا‬،‫ونشي ي يينر أنا أن تأسي ي يييس أ ا اءةتبر لم ينت ن وخا‬

‫ييا علمقييا مع رفييا بييه مؤس ي ي ي يسي ي ي ي يياتق يا‬ ‫ بت تس ي ي ي ي الس ي ي ي ييق ولو قييا م‬، ‫أ ي ا النون مت اوةتوات التنيقمق ي‬

.‫وا تماعقا‬

‫ أما مت النابق اون ق‬، ‫نش ي يينر من ت ديمنا وشي ي ي ون فونت أنه ع ل أرجع م تات للم ا ع الني ي‬

،8011 ‫ لةى بييدو س ي ي ي يني‬8181 ‫فقمنت ت س ي ي ي ييقم أي ا اوش ي ي ي ي ون لةى م تتنن ك نرتنن ت يدأ اء تي ا وةى مت‬

،8091 ‫ وتمتد اء ت ال انق مت أ ا التاريخ لةى س ي ي ي يين‬، ‫وع فيت أ او بل بالس ي ي ي ييق ولو قا الفنزيولو ق‬

‫ تتمنز أاتنن او بلتنن مت مش ي ي ون فونت بت نر‬. ‫وهن م بل سي ييق ولو قا الشي ييعو أو السي ييق ولو قا ا تتق‬

‫مجال اأتمامه مت راس اوستويات الدنقا للتشاط النفس ي لةى راس اوستويات العلقا مت أ ا التشاط‬

La Völkerpsychologie n'est pas une psychologie des peuples

Les expressions « psychologie des peuples » et « psychologie ethnique » sont des traductions

possibles, mais naïves et fallacieuses du mot Völkerpsychologie. Car pour Wilhelm Wundt, si l’introspection

ne permet pas d’observer les processus psychiques supérieurs sans les dénaturer, on peut les étudier en

analysant le langage, les mythes et la religion, les mœurs et les systèmes juridiques des sociétés

traditionnelles, etc. Ces productions, qui résultent de l’activité psychique qu’exercent les individus les uns

sur les autres, sont dues aux communautés mentales ou spirituelles qui forment la base d’un peuple, défini,

dans la tradition germanique (contrairement à la tradition française), comme communauté linguistique.

C’est pourquoi W. Wundt adopte le terme malheureux, bien que courant, de Völkerpsychologie. Mais il

souligne que celle-ci ne s’intéresse qu’aux lois psychologiques générales, et fait abstraction des différences

PDF Creator Trial


‫‪locales et nationales (sauf si elles jettent quelque lumière sur ces lois générales). Donc, il ne s’agit pas du‬‬

‫! ‪tout d’une psychologie des peuples‬‬

‫غنر أن أ ي ا الت نر من االأتم ييام ييات العلمق ي ل ييدظ فون ييت ال يت ن أن يني للق ييه مت اوي ي التن ييا‬

‫واالختالل بنن أ يياتنن او بلتنن ولنت من لم ييار منيور ت يياملن‪ ،‬منز مش ي ي ي ي ون فون ييت‪ ،‬س ي ي ي ي ى لةى ا ب ييامي ي‬

‫بالتشاط النفس ي من مختلف مستوياته الدنقا أو العلقا على بد سواخ‪.‬‬

‫لن الت ييدي ال ي ي ت فعييه الس ي ي ي ييق ولو قييا التج ياق ي الولقييدا يت ةم من الس ي ي ي ييؤال التيياةن‪ :‬كقف يمنت‬

‫لخضان الياأ ا النفسق ذات الت قع الداخلق الالما ي لل قاس والتج يب؟‬

‫ينتلق فونيت مت ع يد او يارني التيالقي بنن من قي ال ابع الت ق ن وما يت ن أن س ي ي ي يينر على منواله‬

‫ال ييابييع النفس ي ي ي ي ي‪ ،‬لذا ييان ال ييابييع الت ق ن ينتلق مت مالبي ي الييياأ ا التي ت ييدمهييا الت قع ي ش ي ي ي ي ييل‬

‫‪ observation médiate‬مالبي ي غنر ينق ي ‪ ،‬فييحن ال ييابييع الس ي ي ي ييق ولو ن علقييه أن ينتلق ك ي ل ي مت و ييا ع‬

‫الوعن التي ت ل اوالبي اآلنق ‪ ،‬وبقنما ي وم باخ زال الياأ ا اوالبي لةى عناص ي ي أا ا ولق الاسي ييقت‬

‫يسييل لةى ت ديد ال انون ال ي ي نمها‪ ،‬فهو أنا سيينر على نفس ختب ال ابع الت ق ن‪ ،‬ذل أن السيينرورا‬

‫التي تنمت خلف الوعن‪ ،‬والتي تتتج عنه ييا اليواأ الواعقي ي ‪ ،‬تع ييد بم ييابي ي ال ييانون ال ييامت خلف الي يياأ ا‬

‫الت قعق ‪.‬‬

‫تنمت ال اي مت ع د أ او ارن بنن من ق اشي ييت ال ال ابع الت ق ن وال ابع السي ييق ولو ن‪ ،‬من‬

‫لعا ا تس ي ي ييتقف الس ي ي ييق ولو قا ي ي ييمت العلوم الت قعق وت ويلها لةى علم تفس ي ي يينري‪ ،‬ولت قق أ ال اي ‪،‬‬

‫اوتم ل من تأسيس سق ولو قا تج ياق ‪ ،‬البد مت ت قق ش منن‪:‬‬

‫‪ -‬الش ي ي ط ا ول‪ :‬أن تتجاو الس ي ييق ولو قا الوص ي ييف وتتت ل لةى تفس ي يينر الياأ ا النفس ي ييق ‪ ،‬تس ي ييل‬

‫يياأ ا مع ييدا‬ ‫بي لي لةى م بلي النل ي ي ي ييل العل ي اومنزا للعلوم الت قعقي ‪ ،‬خيياصي ي ي ي ي أن الييياأ ا النفس ي ي ي يقي‬

‫ومتعد ا‪ ،‬ت دم م وناتها على أس يياس أأها أنش ييت نفس ييق مس ييت ل عت عض ييها ال ع ‪ ،‬أو بوص ييفها مل ات‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫للنفس‪ .‬وعلقه يتو ب ال ع عت العنسي ي ي ا وةن والاس ي ييقخ ال ي يمنت أن تخ زل للقه مختلف ا نشي ي ييت‬

‫النفسق ‪.‬‬

‫انسي اما وأ ا التسييور سييقعتبر فونت أن ا بسيياس ‪ )sensation‬أو العنسي ا وةن والاسييقخ ال ي‬

‫تنتلق منه ل اليواأ النفس ييق ا خ ظ‪ ،‬بمع أن ل اليواأ او ك يمنت اخ زالها من واأ سي يقت ‪،‬‬

‫وأ ا خنرا من ا بسياس‪ ،‬وتخ زل ا بسياسيات من السنرورات العساق ‪ ،‬ذه ا نسل لةى استخالا ال انون‬

‫ال امت خلف ل اليواأ النفسق‬

‫‪ -‬الش ط ال ان ‪ :‬لن تأسيس سق ولو قا تفسنري ي تض ي لخضان الياأ ا النفسق للتج يب‬

‫وال قاس‪ .‬لذا ان فونت د عمل على اخ زال الياأ ا النفسق من م وأها ا وةن والاسقخ اوتم ل من‬

‫ا بساس‪ ،‬فحن أ ا او ون ال يمنت راسته لال بدراس ش ومه الفنزيولو ق التي ت ل التج ب وال قاس‪.‬‬

‫بمع لن تناول فونت للياأ ا النفسق يتم مت اوةارق لق ل لةى الداخل‪ .‬وذه السق يمنننا الت نم من‬

‫الش وط التج ياق ‪ :‬عزل الياأ ا او ا راستها عت اليواأ ا خ ظ اوساب لها‪ ،‬لعا ا لنتاق الياأ ا من‬

‫ش وط وو عقات تج ياق م د ا تتق الت نم فيها‪.‬‬

‫انس اما والش منن او صو يت أعال عمل فونت على ت ديد مو ون السق ولو قا من راس‬

‫اليواأ النفسق ا ولق ا بساسات‪ ،‬وا را ات‪ ،‬والتم الت)‪ .‬فالوعن بسب فونت سنرورا تاتدئ‬

‫با بساسات التي تت ول لةى ل را ات بسق لتتتهي بتشنقل تم الت واعق ‪.‬‬

‫انتال ا مت أ ا التسور سق د فونت الهدل مت ال ع السق ولو ن ب وله‪" :‬‬


‫‪La tâche générale de la psychologie expérimentale peut être déterminée dans la‬‬

‫‪direction suivante : elle décompose (zerlegt) le contenu de notre conscience en ses éléments,‬‬

‫‪elle donne une connaissance de ces éléments eu égard à leurs caractères quantitatifs et‬‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪qualitatifs et détermine les relations de leur succession de façon exacte.[…] La description‬‬

‫‪exacte de la conscience est donc le seul but de la psychologie expérimentale 16.‬‬

‫أما الت نقات التج ياق التي يمنت اس ييتخدامها من راسي ي الوعن بس ييب م وناته ا ولق ف د بسي ي أا‬

‫فونت من ما يلن‪:‬‬

‫‪ -‬من راسي ي ي ا بس ي يياس ي ييات‪ :‬س ي ييتند لةى الت نقات الس ي ييق وفنزيولو ق التي مورأا فيشي ي ي ر‪ ،‬والتي تهتم‬

‫بدراس العال ات اوت ا ل بنن ال عد الفنزيا وال عد النفس ي‪.‬‬

‫‪ -‬من راسي ي ي ا را ات‪ :‬ي قل على ت نقات س ي ييتنريوسي ي ي و وت نقات ت كقب ا ص ي ييوات اوس ي ييتوباا مت‬

‫أعمال ألمهول ز ‪)Helmholtz‬‬

‫‪ -‬من راسي ي ي ي ي ي التم الت‪ :‬ي ييأخي ي بت نق ييات ق يياس الزمت الس ي ي ي ييق ولو ن‪ ،‬مس ي ي ي ييتخ ييدم ييا ك ونوس ي ي ي ي و‬

‫‪ chronoscope‬أ اا ل قاس مت ت ابخ التم الت‪.‬‬

‫ي دو لقا أن فونت ولن ان ي بأأمق االسي ي ييت تان من راس ي ي ي اليواأ النفسي ي ييق ‪ ،‬لال أنه ي س ي ي ي‬

‫اس ي ي ي ييتخدامه من بدو نقا تيل مؤم ا با مار التج يوي العام اوس ي ي ي ييتوهى مت فنزيولو قا ا بس ي ي ي يياس‪ ،‬فهو‬

‫عمل على ت لقم ح م بضي ييور االس ي ييت تان من الدراس ي ييات النفسي ييق ‪ ،‬وذل بو ي ييع م وتقه من و ي ييعقات‬

‫تتتلب ال ركنز على معتب ذات مت الياأ ا مو ي ي ييون الدراس ي ي ي ‪ .‬ويمنت ت ةقم الش ي ي ي وط‬ ‫تج ياق م ا‬

‫التي و عها فونت لالست تان‪ ،‬يس تج ياقا‪ ،‬من اب رام اوعاينر التالق‬

‫‪ -‬أن ت ون او نرات اوستخدم ابل عا ا ا نتاق‪ ،‬وأن ت ون م ا ‪ ،‬وماست ‪.‬‬

‫‪ -‬أن ي ون او وث باب ا سق ولو قا مدربا على ت نق االست تان ومعزوال عت ال ابع‪.‬‬

‫‪ -‬أن ت ون اوعتقات او ا او س ي ييول عليها مت او وث ذات م قع س ي ييقت ‪ ،‬وال يتلب مت او وث‬

‫ت ديم معلومات لفيق ت ي ي عت اشييت اله ال أ ي بل ينتف بت ديم وا م د سييلفا‪ :‬ويض يعقف‪،‬‬

‫نعمض ال‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-7‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪ .2.2.2.2‬االستبطان ومختبر فيرتزبورغ‬

‫كان للنجاح الذي حققه مختبر اليبزيغ‪ ،‬بمنح الص ف ف ففية ا كا يم ة والعلم ة لعلم النيس‪ ،‬بأن أصف ف ف فبح‬

‫التقن ففا التجة ففة وا ع ففاا‬ ‫قبل ففة للب ففاح من مف مختلن بل ففاان أويوا ففا وأمة ل ففا الل ف ف ف فم ففال ففة للتعة‬

‫امل اي‬ ‫ا س ف ففتخامة امل تذا اوإلتبر‪ ،‬و اس ف ففاديم الص ف ففية ا كا يم ة لتاياس لم النيس ومماي ف ففة الب‬

‫ففة التو بففا تففذا اوإلتبر يصف ف ف ف ففايتففا ويا تففامففا امل التعة ن‬ ‫أكففا ي ول ولعبففك‪ ،‬اففذلففي‪ ،‬اوجلففة الس ف ف ف ف ل ل‬

‫بأ مالهم‪ ،‬وأاثر مف ذلي ش ففللك ايا لتقايم اتص ففا أب اجيم ومجايديم‪ ،‬وفت ففال ميت حا للم ففجا ب يم‬

‫بااتت انتمالاتيمل‬

‫تذه الع امل مجتمعة ااص ففة أن مأ ف س مختبر اليبزيغ قا ش ففلل مقامة ب مأ ف ف س مختبرا أاة‬ ‫أ‬

‫امل مختلن اصففم بلاان أويواا وامل أبلج امعا أمة لا اللففمال ة‪ ،‬الاففيول الذي قا ب دعا الايا ففا‬

‫وااتت نتففاهجهففا ومن ت التقن ففا التجة ففة ومو ة ا وا ا س ف ف ف ففتخففامففة فايففال وأاثر مف ذلففي‪ ،‬اة تففذا‬

‫امل مجاال‬ ‫ا ناخ ا كا ي و ن ا مف دعا التقال ا التجة ة الإلاص ف ف ف ففة بلل مختبر‪ ،‬ون ا مف التخص ف ف ف ف‬

‫مع نة للايا ةل‬

‫ا ا أم مأ ف ف سف ففها‪ ،‬وح‬ ‫ةح السف ففقا ح حق قة الس ف ف ل ل‬ ‫ا‬ ‫ف ففا ا تذا ا ناخ ا كا ي و‬

‫ا نهج الذي ينبغمل ا ف ففتخاامه امل يا ف ففة الل اتة النيسف ف ف ة والتقن ا ا رية امل ذليل ااص ف ففة أن مختبر‬

‫العلم ة فة ن ا مف الص ف فةامة ا نهج ة وا ةاه ة امل أب اله‪ ،‬والتو با قابل حةمته‬ ‫اليبزيغ امل ف ففع ه ن‬

‫مف االتتمام بعمق اللاتة النيس ف ف ة‪ ،‬و علك نتاهه أب اله مباو كأ يا بمر متنا ف ففبة مل اوجه ا بذو امل‬

‫انجازتال و تج ذلي امل ا تحلتمن التال تمن‪:‬‬

‫مختبر اليبزيغ مقن ففا الق ففا ل ففايا ف ف ف ف ففة الس ف ف ف ففمرويا النيس ف ف ف ف ففة ال ففان ففا ع ففل مف الق ففا‬ ‫‪ -‬مخص ف ف ف ف‬

‫ا ‪ ،)psychométrie la‬يعنى بايا ف ففة الس ف ففمرويا‬ ‫الس ف ف ل ل مل ‪ )la psychométrie‬م يا مب ا ف ف ل ل‬

‫أ ف ف ففا أ يا مقن ا مجة ة‬ ‫ا ف ف ف عا مقن ا الق ا‬ ‫النيس ف ف ف ة الان ا‪ ،‬ا مة الذي ولم يسف ف ففا ا‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫يمكف ا ف ف ففتخاامها امل يا ف ف ففة الل اتة النيسف ف ف ف ة العل ا مف قب ل الذكال والحكم والتك ن والذااة للل‪ ،‬بما‬

‫ي ح الغ ص امل مق اللاتة النيس ةل‬

‫‪ -‬م ةم م اولة مختبر اليبزيغ حصفة ا فتخاام اال ف بوان ‪-‬ا تحلة الااال ة ا باشة ‪-‬امل حاو ن ا ضمف‬

‫ة‬ ‫فل ل‬ ‫ففليا‪ ،‬الباح الس ف ل ل مل مف معو ا‬ ‫أ اديا م ا‬ ‫وضففع ا مجة ة متففب ة‪ ،‬ح‬

‫لاي ففا دع ففايت امل‬ ‫ا مر وبن ففة بختصف ف ف ف ففا التج ففاي ال ففذام ففة ال ففااال ففة للمب لمن‪ ،‬والتو يتول ففج ال ص ف ف ف ف‬

‫اوإلوط التجة بو ا عتما مف ة مختبر اليبزيغ‬

‫انوتقا مف تذه ا تحلا مبل ي م ه بايل امل الحقل السف ف ف ف ل ل مل ف ف ففا ب ي اال تباي لت ف ف ف ف بوان أو‬
‫التجةاة الذام ة الااال ة‪ ،‬و ب منح مق ف ف ف ل ل مل لبب ا‪ ،‬اوإلبرية‪ ،‬وذلي بايا ف ف ففة الس ف ف ففمرويا العل ا‬
‫لتشتغا النيسيو‪ ،‬وأحا‪ ،‬بذلي قو عة مز و ة مل ا ي‪ ،‬التجة بو وإلتبر اليبزيغ‪:‬‬
‫ة العل ا وا ةابة‪ :‬الذااة والذكال والصف ي الذتن ة‬
‫‪ -‬مف هة أوب ي اال تباي لايا ففة الل اتة السف ل ل‬
‫ات مختبر اليبزيغ الذي م ي أ ماله امل يا فة الل اتة ا ول ة وال س وة‪ :‬اال تجابة مر بس ط)‬
‫‪ -‬ومف هفة لفان فة ب ف ملفان فة عفل اال ف ف ف ف بوفان مقن ة مجة ة دس ف ف ف ففتج ج لق ا ا ا نهج ة العلم ة‪ :‬مف‬
‫ح القول مل ا ي‪ ،‬اليلسف ف ففيا امل تذا الجانج‪ ،‬وذلي بتجاوز النلة الس ف ف ففلب ة الس ف ف ففاها ف اال ف ف ف بوان‬
‫ات القةن ‪ ،91‬ومف ح ف ف يفل الق ا ةاه ف ففة الصف ف ف ف ف ففايمف ففة التو ا تمف ففاتف ففا مختبر اليبزيغ امل مجف ففاياف ففه‬
‫اال بوان ةل‬
‫ص ف ف ابة تذا ا ل ف ففةوت الس ف ف ل ل مل‪ ،‬الذي فتح أفقا‬ ‫م ق قا لهذه الغاية‪ ،‬ملك لتلة مختبرا‬
‫اياا لت ف ف ف ف بوان امل الايا ف ف ف ففا الس ف ف ف ف ل ل ةل ولقا لعج مختبر فمرمزا يف ويا ابمرا امل التعة ن ديذا‬
‫ا لةوت‪ ،‬الذي ح أصبح ي مل ا مه‬

‫ة امل‬ ‫نلف ف ففمر امل تذا الصف ف ففا أنه‪ ،‬بانتقا ك لج ب امعة فمرمزا يف ف ف ففنة ‪ ،9911‬يل ن قا حقق نقلة ن‬
‫امل‬ ‫مس ف ففايه العل و‪ ،‬وأحا‪ ،‬قو عة مل انتماهه الس ف ففابق وإلتبر اليبزيغ‪ ،‬مس ف ففا اا لي نك‪ ،‬ومم ل تذا الت‬
‫مأ ف سففه وإلتبر فمرمزا يف الذي كس ملففةو ا بايت لايا ففة النيس ف ة‪ ،‬وذلي بمسففا ا للة مف الباح من‬
‫اللبا ‪ ،‬أم ا ‪ Karl Marbe (1869-1953) :‬و‪ Narziss Ach (1871-1946),‬و‪Karl Bühler (1879-1963),‬‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫بفرص ف ف ف ففااي مختبر فمرمزا يف ف ف ف ففلس ف ف ف فلفة مف ا ب ا‪ ،‬والايا ف ف ف ففا ح‬ ‫اةج تفذا ا ل ف ف ف ففةوت ب حمز ال‬
‫ال راهن النيس ة العل ا ما بمن ‪ 9111‬و‪ 9119‬التو من ته شهةمهل‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-8‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫تطور الدراسات الحيوانية‪:‬‬

‫‪.1‬بافلوف‪ :‬االشراط الكالسيكي‬

‫ةا‬ ‫لللل ف‬ ‫يرجع الفضل ل ل للف وم االشر طفالشى املد ل ل ل لراج ة ا اوسرةل ل ل للإ الف يشلشج إ الر ة ل ل ل ل إ‬

‫ب فلشف نت جإ أبح ثه حشل البن إ العص ل ل ل إ اوتحكمإ وم الجال ز العص ل ل ل ن الهن ن ل ة ن ج عام نش ف ة ى‬

‫جس نفس ل ل لله وم طاسطإ هذ اوشجإ‬ ‫‪ .4091‬هذا الب حث الذي لم يكن وم األص ل ل للف طالتم بمشا‪ ،‬ل ل ل ع ال ف‬

‫العلم إ الجسيسم الهن أ ذت طن التعلم ة س الح شان طش‪،‬شع دراة تن‬

‫ف ت جإ طالحظإ ة برم أث رت انتب هه دا ف املختبر الذي ي ل ل للتغف ف ه ةل ل ل ل غ ر طسل ل ل ل ر البح ن نحش‬

‫دراةلإ التعلم ة س الح شان‪ .‬ة ججمع لف الكت الت رخي إ لعلم ال ف ةىا أنه بن م ل ن ب فلشف طستغرا‬

‫طجمف املة ل للتج ب ت الهن ياشى‬ ‫وم أبح ثه دا ف املختبر بسأ لل امل تب ر ياشى ب ة ل للتج ب ت ة ل ل الن اللع‬

‫ف م هش طس للتغرا وم‬ ‫بن لحظإ جاسيم الطع ى طم أث ر انتب هه ل ل ل ل ل ب فلشف ل ل ل ل ل ة ا طالحظإ ة لللشل ت ال ل‬

‫طالحظ جه لج غرفإ املختبر الح رس او لف بإطع ى ال ل ‪.‬‬

‫علم املة للتج بإ لس للم ع طشات الح رس‬ ‫ةىا ‪ ،‬للشه هذ اوالحظإ الع برم افبرف ب فلشف أن ال ل‬

‫ب ف املةتج بإ الهن ياشى بن أث ه جاسيم الطع ى‪.‬‬

‫استجابة معينة‬ ‫مثيرمحايد‬

‫استجابة طبيعية‬ ‫مثيرطبيعي‬

‫الهن‬ ‫للتحاق طن ه للذا املفبراف حكم برج لله وم دراةل ل ل ل للإ الجال ل ز الالض ل ل ل ل ن ا ل س م للإ اللع ل‬

‫وشاص للف ت هذا امل تب ر ا ى‬ ‫جفرزه الغسد اللع ب إ وم ‪ ،‬للع إ اة للتم رم ا ى ب ه ةسم ججرخ إ س للتج‬

‫بش‪ ،‬ل للع ال ل وم ‪ ،‬ل للع إ ا تب رخإ طمملإ وم ح لإ الجشع جا خس اعسم لا س ةفرازاجه اللع ب إ أث ه جاسيم‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫الطع ى أث ه جاسيم اوم ر الجسيس الذي اةل ل ل للتيسطه بسيال ةن صل ل ل للشت أاساى الح رس اوتممف وم صل ل ل للشت‬

‫الجرس الذي يمكن ا س دسم رنن ه‪.‬‬

‫ص غ ب فلشف بر جشلشل بحمه ةىا الص غإ الت ل إ‪:‬‬

‫االنتباه إلى مصدرالصوت‬ ‫صوت الجرس‬

‫سيالن اللعاب‬ ‫مسحوق اللحم‬

‫االنتباه إلى مصدرالصوت ‪+‬‬


‫صوت الجرس ‪ +‬مسحوق اللحم‬
‫سيالن اللعاب‬
‫تكرارالعملية لعدة مرات‬
‫(‪ 12‬محاولة)‬

‫سيالن اللعاب‬ ‫صوت الجرس‬

‫اع للس التحاق طن ه للذا املخطر التجرخ ن ةبر ة ل ل ل لللس ل ل ل لل للإ طن التج ل ر بمم رات طيتلف للإ ةىا ح شان ل ت‬

‫طيتلفإ انتهى ة ا ‪،‬ع الخط طإ الع طإ مل تب ر ةىا ال ف الت م‪:‬‬

‫االنتباه لوجود املثير‬ ‫املثيراملحايد‬

‫االستجابة الطبيعية‬ ‫املثيرالطبيعي‬

‫االستجابة الطبيعية‬ ‫املثيراملحايد ‪ +‬املثيرالطبيعي‬

‫تكرارالعملية لعدة مرات‬

‫االستجابة الشرطية‬ ‫املثيرالشرطي‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جحسيس اوف ه م اوستيسطإ‬

‫املثيرالطبيعي‪ :‬هش لك اوم ر الذي يؤدي ة ا اةل ل للتحسا اةل ل للتج بإ لسع ال عن ال م م ةب رم ةن‬

‫ردم فعف لشجشد وم بنئإ ال عن ال م‬

‫املثيراملحااايااد‪ :‬هش لللك اوم ر الللذي مل يؤدي ة ا جاللسيم املة ل ل ل للتجل بللإ اوطلش للإ وم امل تب ل ر خنب م أن‬

‫ي شن وم ةتبإ ةحس س ال عن ال م‬

‫االستجابة الطبيعية‪ :‬م جلك املةتج بإ الهن ياسطال ال ع إ ال م ح م ي شن أط ى طم ر طب عم‬

‫املثيرالشاارطي‪ :‬هش لك اوم ر الذي أصللبي يؤدي ة ا االشر املةللتج بإ ال للرط إ الهن ل ن يحسثن اوم ر‬

‫الطب عم فلصص ل ل ل للبي اوم ر ال ل ل ل للرطا يحلسثنل طن اعللسطل لل ن طحل يللسا بفعللف ارجبل طلله بل وم ر الطب عم لعلسد طن‬

‫اورات‬

‫االس ا ا ااتجابة الشا ا ا اارطية‪ :‬م املة ل ل للتج بإ الهن علم ال عن ال م جاسيمال ة س جاسيم اوم ر ال ل ل ل للرطا‬

‫لشحس اعسط ل ن ياسطال أط ى اوم ر الطب عم‪.‬‬

‫فال لخالص ل ل ل ل ت هلذ امل تبل رات انتهى بل فلشف ة ا جحلسيس ا نشن املد ل ل ل لراج الذي بمشجبه يص ل ل ل لبي‬

‫للمم ر ال ل للرطا ب ف املة ل للتج بإ الهن ل ن ياسطال أط ى جشد اوم ر الطب عم الهن‬ ‫ال عن ال م يس ل للتج‬

‫لك بفعف ارجب ج اوم ر املح يس ب وم ر الطب عم لعسد طن اورات‬ ‫س ل ل ل ل ى اة ل ل ل للتجل بإ د ل ل ل للرط إ‬ ‫أص ل ل ل للبحل‬

‫فصصبي يلع د ر اوم ر الطب عم‪.‬‬

‫املرجبل ج ب ن اوم ر املحل يللس اوم ر الطب عم حلسد بل فلشف مس ل ل ل للإ د ل ل ل للر ج ملبلس طن جشفرهل‬ ‫لحلس‬

‫حهى يتحاق املرجب ج م‪:‬‬

‫‪4‬ل أن ي شن اوم ر املح يس ةىا طستشع طن ال سم بح ث ياع ‪،‬من ةتبإ ةحس س ال عن ال م‬

‫‪ 2‬ل ل ل ل ل ل أن ي شن اوم ر الطب عم ةىا طسل للتشع طن ال ل للسم بح ث ياع ‪،‬ل للمن ةتبإ ةحس ل ل س ال عن ال م‬

‫بح ث يم ر اةتج بإ طب ع إ لسع ال عن ال م ةب رم ةن ردم فعف طب ع إ‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪ -3‬سلسف جاسيم اوم رات ة ينب م جاسيم اوم ر املح يس ةىا اوم ر الطب عم ألن جاسيم اوم ر الطب عم‬

‫ةىا اوم ر املح يس مل يؤدي ة ا جاسيم املةتج بإ ال رط إ‪.‬‬

‫‪-1‬الف ص للف الاطتن جت ل ف املة للتج بإ للمم ر ال للرطا ا ل ف أة للرع ة سط ي شن الف ص للف الاطتن ب ن‬

‫المشايا ج شن املةتج بإ ال رط إ‬ ‫جاسيم اوم ر املح يس اوم ر الطب عم اصل را جسا بح ث مل يتج ز اع‬

‫وم هذ الح لإ أ ثر اشم ديمشطإ‪.‬‬

‫‪-5‬ةسد طرات املرجب ج‪ :‬جكتس ل املةللتج بإ ال للرط إ اشم ديمشطإ للمم ر ال للرطا باخ دم ةسد طرات‬

‫املرجب ج ب ن اوم ر املح يس اوم ر الطب عم‪.‬‬

‫جكمن أهم للإ العمللف الللذي ا ل ى بلله ب ل فلشف وم لشنلله أث ل أن ال ل عن ال م يمك لله علم جاللسيم نف‬

‫لال ب ف جلك املةل للتج بإ‬ ‫املةل للتج ب ت الهن جم ره طم رات طب ع إ أط ى طم رات جسيسم لم يكن يسل للتج‬

‫لك بفضلف لل إ املدلراج طم يف س أن العالاإ ب ن اوم رات املةلتج ب ت م ةالاإ ارجب ط ت ادلراط ت‬

‫برات‬ ‫جن ل ل ل للص ب ن طم رات البنئلإ اة ل ل ل للتجل بل ت ال ل عن لالل د ن الحل جلإ ة ا الاشل بشجشد ةمل ل ت ةال إ أ‬

‫دعشرخإ ةبق لل عن أن بره ‪.‬‬

‫االشراط من الدرجة الثانية‬

‫االنتباه إلى مصدرالضوء‬ ‫ضوء أحمر‬

‫سيالن اللعاب‬ ‫صوت الجرس‬

‫االنتباه إلى مصدرالضوء ‪+‬‬


‫ضوء أحمر ‪ +‬صوت الجرس‬
‫سيالن اللعاب‬
‫تكرارالعملية لعدة مرات‬
‫(‪ 12‬محاولة)‬

‫سيالن اللعاب‬ ‫ضوء أحمر‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫الا ةسم الع طإ لالدراج طن السرجإ الم ن إ‪:‬‬

‫االنتباه لوجود املثير‪2‬‬ ‫املثيراملحايد‪2‬‬

‫االستجابة الشرطية ‪1‬‬ ‫املثيرالشرطي ‪1‬‬

‫االستجابة الشرطية ‪1‬‬ ‫املثيراملحايد‪ + 2‬املثيرالشرطي‪1‬‬

‫تكرارالعملية لعدة مرات‬

‫االستجابة الشرطية‪2‬‬ ‫املثيرالشرطي‪2‬‬

‫‪6‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-09‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ثورندايك‪ :‬نظرية املحاولة والخطأ‬

‫ط ا تعلمطت ا خل اال فقط‪ ،‬أإامط دراس ك ك ك‬ ‫ال تش ك ك ككامل اولة الخطأ أا منه يا ال مجالط‬

‫ل ااككطيككا ا ككط ع ك انلس ك ك ك ك ر‬ ‫ا مفس ك ك ك كل ك ككذ ككان ففه ا ل ك ا ككذا بككطل فلككا اككطفل م ة لا ي ككطر ككا‬

‫ةي اةلفل يفس ك ك ك ك ة‬ ‫ا خل ااطت ا ط ع ي ةل ل ا لةةل‬ ‫ا لأسك ك ك ككل ‪ ،‬بطل ي راحاةا ة لا لااطيا‬

‫ةتلف ي يلا ا تي ا تمحيط اطفل م يفس ا تعلمطت ا خل اال ن‬

‫لن ا مفح ا خل انه ي تق يقملطت ااتطيطت أ مل ااش ككةقت‪،‬‬ ‫ط‬ ‫اش ككثول ي راحاةا ات طر ا‬

‫مللك ك تش ك ك ك ككةل ككمل اري ككطك ككطت ا ل اا ات أاالس ك ك ك ككت ككطا ككطت‪ ،‬ككا لل‬ ‫إل ا تعلن ي‬ ‫أا تي ةمت ككا ي ا ق‬

‫االست طا ا صطدرة ي ا فلد يا ل جه تهدة أظلف علم ن‬

‫ةمنلق ي راحاةا يفس ك ك ك ك ع خحأق ا تعلن أفقط ا حل الخطأ أا منه ي االري طكطت ا تي ي شك ك ك ككامل‬

‫ة‬ ‫ال‬ ‫ح ا فلد ي تق تب ايا ا سك ككطاق ااتط هط ل ط‬ ‫ا ل اا ات أاالس ككت طاطت‪ ،‬ا تي تش ككال‬

‫س ق ا لل أاجههط‪ ،‬مط ةمةما ي يقحةن االست طا اامطس اانقلط ي الخطأ أا منهن‬

‫بوذا يعلي ي راحاةا ي الا ا حل االري طط ا ل اا ات أاالسك ك ككت طاطت‪ ،‬أ ارل افسك ك ككا رف ك ك ككا يفس ك ك ك‬

‫ا ت طر لل حد االري طكطت ا تي ةتن تشك ككةللهط أفقط هذا اا حل‬ ‫االري طكطت ي تق االش ك كلاط ا طفل ‪،‬‬

‫اكحأدة ا عكحد‪ ،‬أ لد كا إم اكحأدةك كحد اامعةس ك ك ك كطت ا فنلةك لأ ردأد ا فعكط ا تي ة كح ا اط ي ا‬

‫زأدا بوطن فه ةل اهل يمط ا آ لطت لتل يتحتمل تشككةلمل االري طكطت ا ل اا ات أاالسككت طاطت‪ ،‬تط ك‬

‫االست طاطت ات ا ن لع اإلرادة ن‬

‫ا خل ااكطت س ك ك ك ككتةح ط يقملطت ااتطيطت‬ ‫لتاقق ي كا لجل ي راكحاةكا ا عكحةكح ي ا ت كطرا‬

‫ا ةتنل‬ ‫ل‬ ‫لط‪ ،‬ل أي ك ككعا‬ ‫أ مل ااش ك ككةقتن أ ي ا ل ي طر ا ا ش ك ككه ة يلا ا تي لجلايط‬

‫ي يككذا اا ل ن ةتا ل يككذا اا ل اا ا ي ا عمككط ك ك ك ككل ا تككط ل ك لط‬ ‫يقككحةن اس ك ك ك ككت ككطا ك علم ك تملأ‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫ا قط‬ ‫رافع ك ‪ ،‬كعككط تككطر ا قفين أ لتةلي ي ا عككط ق‬ ‫جككط‪ ، ،‬لفي ةفتم ي تق ا ك ك ك ككعط‬

‫ا قلط بسل ك ع لن‬

‫ال ظ ي را ككحاة ككا لل ا قط ل ككط ام م ك ي الخ ككطأالت ا عش ك ك ك ك ا ل ك ي ل ل ككمل اا ا أا مل ش ك ك ك ك ك‬

‫ا لافع ا تي لدت إم‬ ‫هذع الخطأالت ا عشك ك ك ا ل ي ك ككعط‬ ‫أا قفزننن لتةلي ي يذا ا يك ك ك ‪ ،‬أ م ل‬

‫فتم اكطا ا قفي أا ملأ تمكطأ ا نعكط اا ج د ا مكطر ن أ لممط ل طد ي راحاةا ا قط إم ا قفي لة‬

‫لتل ال ظ لل حد الخطأالت ا عشك ا ل ‪ ،‬ا تي ةق بوط ل مل ا قلط اطلخطأ ا يككخلا ‪ ،‬احل ةقمل يحرة لط‬

‫ي جمل الخطأالت‬ ‫ي ام الخكطأالت ا ت لةيلك ‪ ،‬إم لل ا تفظ ا قط فقط اكطلخكطأ ا ي ك ك ك ككخلا أية‬

‫ي جمل الخطأالت ا مطكئ أا تفظ فقط اطلخطأ ا ي ك ككخلا ‪،‬‬ ‫ا مطكئ ن امعنى‪ ،‬إل ا قط تعلن ا تة‬

‫أا س ك ا ا ذا كل ا ي راحاةا ي اط ا ية ا قط ي الخطأالت ا مطكئ أا تفظ اطلخطأ ا ي ككخلا‬

‫فقط؟‬

‫لاا اتط الخطأ ا تي ةق بوط‬ ‫ط لسكمطع اقطا ل ا يل ا ذا ةمول إ لا‬ ‫أجح ي راحاةا ا ا اا‬

‫وككط أة ك ك ك ككع‬ ‫ا ة اجهككان فككطلخككطأ ك ا تي ةق بوككط أال ياقق يككحفهككط‪ ،‬ةتة‬ ‫ل‬ ‫ل ككط‬ ‫ا اككط ي ا‬

‫اري طكهط اطا ل اا ا اط ةاتج وط ي ط للق أ ح ري ك ككط‪ ،‬ايممط الخطأالت ا تي ياقق يحفهط ياتج وط‬

‫اري طكهط اطا ل اا ان‬ ‫ي االريلطح أا ليط‪ ،‬أه الخطأالت ا تي ةتن اال تفط بوط أةتق‬ ‫ط‬

‫ا شامل ا تطم‬ ‫ط ي راحاةا لطا ل ا يل أفق بعحةي‬

‫ا إ ا بطا اطوخ اولا خط ا لي ككط أاالريلطح ا تي‬ ‫ل‬ ‫ك ك ك ك ك ك ةتةلر يمفلذ اس ككت طا علم ل ط‬

‫إ ا لي ع ك االس ك ك ك ككت ككطا ك ااككط ك ي ا لي ك ك ك ككط‬ ‫ياتج وككطن مككط ةفلككح لل االري ككطط ا ل اا أاالس ك ك ك ككت ككطا ك ةتق‬

‫أاالريلطحن‬

‫ح ا لي ك ك ك ككط‬ ‫ا إ ا بطا فطش ك ك ك ككل اولا خط‬ ‫ل‬ ‫ك ك ك ك ك ك ك ك ك ة ك ك ك ككع يمفلذ اس ك ك ك ككت طا علم ل ط‬

‫أاالاز ط ا تي ياتج وطن مط ةفلح لل االري طط ا ل اا أاالس ك ككت طا ة ك ككع إ ا لي ع االس ك ككت طا ااط‬

‫ي ح ا ليط أا لقن‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫حة ا‬ ‫نس ككامل يمط‪ ،‬لل ي راحاةا رغن ي لاا ن يس ككتةح تعطا ا تعزةز أا عقطا بش ككامل ككلةم‬

‫ي ط ا ليط أ ح ا ليط‪ ،‬إال لاا ةمةي ا ت طريط ام طا اتط ج تعزةزة لأ قطال ن‬

‫ةل ي راحاةا لل االري طط ةزداد ل ة اطامطرسك أة ككع بعح اامطرس ك ‪ ،‬ا لل يةلار يقحةن افح‬

‫االس ك ككت طا ل ط اا ل اا ا افس ك ككا ة دا إم يق ة االري طط ا ل يذع االس ك ككت طا أاا ل اا ا‪ ،‬ايممط‬

‫ح يةلار استةحا االست طا افسهط ل ط اا ل اا ا ة دا إم إيعطم اري طكهط اا االات ا ق ق ن‬

‫أي ط مصا اقطا ل االستعمط ن‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬

‫‪-‬مسلك علم النفس‪-‬‬

‫وحدة‪ :‬مدخل إلى علم النفس‬

‫‪-‬الفصل األول‪-‬‬

‫املحاضرة رقم –‪-10‬‬

‫األستاذ‪ :‬الباديدي التهامي‬

‫‪1‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫سكينر‪ :‬االشراط االجرائي‬

‫ينطلق سكينر في بناء مشروعه من مالحظتين وجهتا لنموذجي بافلوف وثورندايك‪ ،‬تتمثل املالحظة‬

‫األولى في كون السلوكات التي درسها بافلوف تنحصر في سلوكات ردات الفعل‪ ،‬وبالتالي فاالشراط الكالسيكي‬

‫ال يغطي كل أوجه السلوك اإلنساني‪ ،‬وتشير املالحظة الثانية إلى أن ثورندايك ورغم اعتماده في دراسة‬

‫االرتباط على ما تخلفه املحاوالت السلوكية من نتائج بعدية‪ ،‬إال أن املفاهيم التي استخدمها ـ حالة الرضا‬

‫وعدم الرضا ـ يصعب تكميمها تجريبيا وتحيل على خبرات شعورية أكثر مما هي مفاهيم وضعية‪.‬‬

‫انطالقا من هاتين املالحظتين عمل سكينر على نقل السلوكية إلى مستويات أشمل وأكثر راديكالية في‬

‫تفسير السلوك‪ ،‬إذ يتوجب على نظرية االشراط أن تغطي كل األنماط السلوكية التي يقوم بها الكائن الحي‪،‬‬

‫سواء كانت نابعة من إرادته أو مجرد ردات فعل الإرادية‪.‬‬

‫إذا كان االشراط الكالسيكي البافلوفي يغطي السلوكات ذات الطبيعة االستجابية‪ ،‬فإن جهود سكينر‬

‫ستنصب على دراسة نمط جديد من االشراط يفسر كل مناحي السلوك اإلنساني‪ ،‬وخاصة السلوكات ذات‬

‫الطبيعة اإلجرائية‪ ،‬والذي اسماه االشراط اإلجرائي‪ .‬مستلهما في ذلك إنجازات ثورندايك وواطسن‪.‬‬

‫تحقيقا لهذه الغاية عمل سكينر على تطوير أدواته التجريبية‪ ،‬بما يمكنه من دراسة سلوكات الكائنات‬

‫الحية خاصة السلوكات اإلرادية التي تصدر عن الفرد بشكل حر وإرادي‪ .‬فطور لذلك عدة اختبارية عرفت‬

‫ببطارية سكينر‪ .‬الش يء الذي والتي مكنه من القيام بعدد من التجارب على حيوانات مختلفة‪ .‬وتعد تجربته‬

‫حول الحمام أشهر هذه التجارب واألكثر تداوال في كتب علم النفس‪.‬‬

‫تتلخص تجربة سكينر في وضع حمامة جائعة داخل ذلك الصندوق املسمى بطارية سكينر‪ ،‬وتتبع‬

‫السلوكات الصادرة عنها بما يتيح اختيار السلوك املراد دراسته‪ ،‬بحيث يجب أن يكون سلوكا إراديا وليس‬

‫نتيجة لوجود مثيرات محددة هي التي تثيره‪ ،‬وكلما قامت الحمامة بهذا السلوك (تحريك رأسها نحو اليمين‬

‫مثال)‪ ،‬إال وتم منحها الطعام تعزيزا لهذا السلوك‪ .‬فالحظ سكينر أن الحمامة تعلمت القيام بهذا السلوك‬

‫كلما كانت في حاجة إلى الطعام‪.‬‬

‫‪2‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫تفيد هذه التجربة أن السلوك محكوم بالنتائج البعدية املترتبة عن القيام به‪ ،‬وليس بالضرورة نتاج‬

‫املثيرات القبلية التي تثيره‪ ،‬كما هو الحال عليه في االشراط الكالسيكي عند بافلوف‪ .‬ذلك أن الطعام في تجربة‬

‫سكينر والذي يلعب دور املثير الطبيعي يأتي بعد االستجابة وليس قبلها‪ ،‬كما كان عليه األمر في اشراط‬

‫بافلوف‪ ،‬حيث املثير الطبيعي يلعب دور املعزز بين املثير املحايد واالستجابة الشرطية‪ .‬يمكن القول إن‬

‫السلوك حسب سكينر محكوم بنتائجه‪.‬‬

‫في دراسته لنتائج السلوك‪ ،‬ميز بين املثيرات التعزيزية والعقابية‪ ،‬كما حدد قواعد توظيفها‪.‬‬

‫املثيرات التعزيزية‪ :‬كل حدث سار يضاف على بيئة الكائن الحي قصد تقوية حدوث سلوك مرغوب‬

‫فيه وزيادة احتمالية ظهوره الحقا‪ .‬وتنقسم املثيرات التعزيزية إلى صنفين مثيرات تعزيزية داخلية املصدر‬

‫من قبيل الرضا واالرتياح والسرور واإلشباع‪ ،‬ومثيرات خارجية املصدر وتنقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫مادية‪ :‬تتمثل في الطعام واأللعاب واملكافئات النقدية واملالبس ‪...‬‬

‫رمزية‪ :‬تتحدد في العالمات والرموز والصور وشواهد التقدير‪...‬‬

‫اجتماعية‪ :‬تشمل املديح واإلطراء واالبتسامة واالحتضان واالهتمام والرعاية ‪...‬‬

‫املثيرات العقابية‪ :‬كل حدث غير سار يضاف على بيئة الكائن الحي قصد إضعاف حدوث سلوك غير‬

‫مرغوب فيه والتقليل من احتمالية ظهوره الحقا‪ .‬وتنقسم املثيرات العقابية إلى صنفين مثيرات عقابية‬

‫داخلية املصدر من قبيل عدم الرضا والتوتر والقلق ومثيرات خارجية املصدر وتنقسم بدورها إلى مادية‪،‬‬

‫ورمزية‪ ،‬واجتماعية‪:‬‬

‫أما بخصوص إجراءات تطبيقها‪ ،‬فإننا نجد أن سكينر ميز بين نمطين لتطبيق كل واحد منها‪.‬‬

‫إجراءات التعزيز‪:‬‬

‫التعزيز اإليجابي‪ :‬يعرف باإلضافة‪ ،‬أي إضافة مثير مرغوب فيه إلى بيئة الكائن الحي قصد تقوية‬

‫ظهور سلوك مرغوب فيه‪.‬‬

‫‪3‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫التعزيز السلبي‪ :‬يعرف باإلزالة‪ ،‬بمعنى إزالة مثير غير مرغوب فيه من بيئة الكائن الحي قصد تقوية‬

‫ظهور سلوك مرغوب فيه‪.‬‬

‫إجراءات العقاب‪:‬‬

‫العقاب اإليجابي ‪ :‬يعرف باإلضافة‪ ،‬أي إضافة مثير غير مرغوب فيه إلى بيئة الكائن الحي قصد‬

‫إضعاف ظهور سلوك غير مرغوب فيه‪.‬‬

‫العقاب السلبي‪ :‬يعرف باإلزالة‪ ،‬بمعنى إزالة مثير مرغوب فيه من بيئة الكائن الحي قصد إضعاف ظهور‬

‫سلوك غير مرغوب فيه‪.‬‬

‫في ضوء ذلك‪ ،‬قام سكينر بإحداث قطيعة مع التفسيرات السابقة عنه‪ ،‬في تفسير عملية االرتباط‪ ،‬إذ‬

‫ميز بين نوعين من السلوكات التي يقوم بها الكائن الحي‪:‬‬

‫السلوكات ذات الطبيعة االستجابية‪ :‬يشير إلى جميع األنماط السلوكية املكتسبة عن طريق االشراط‬

‫الكالسيكي‪ ،‬ويتمثل في جميع االستجابات الفطرية غير متعلمة في األصل والتي تتبع املثيرات الشرطية بفعل‬

‫تجاورها الزمني مع مثيرات طبيعية‪ .‬وعليه فالسلوكات االستجابية استجابات ال تحدث تغييرا في بيئة الكائن‬

‫الحي‪ ،‬لكونها ردات فعل تعلم الكائن الحي القيام بها أمام مثيرات محايدة بفعل ارتباط هذه األخيرة بمثيرات‬

‫طبيعية‪.‬‬

‫السلوكات ذات الطبيعة اإلجرائية‪ :‬تشمل جميع االستجابات اإلرادية املتعلمة التي تصدر عن الفرد‬

‫بشكل حر وإرادي‪ ،‬فهذا النوع من السلوكات يحدث تغييرا في بيئة الكائن الحي‪.‬‬

‫حصر سكينر التمييز بين االشراطين اإلجرائي واالستجابي في املظاهر التالية‪:‬‬

‫استجابة طبيعية‬ ‫مثيرطبيعي‬ ‫مثيرمحايد‬

‫استجابة شرطية‬ ‫مثيرطبيعي‬ ‫استجابة طبيعية‬

‫‪4‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫‪ .1‬يتضمن االشراط الكالسيكي االستجابات الالإرادية أو املنعكسات الفطرية التي تحدثها مثيرات‬

‫طبيعية محددة‪ ،‬بينما يتضمن االشراط اإلجرائي االستجابات اإلرادية التي يقوم بها الكائن الحي بشكل حر‬

‫وهادف؛‬

‫‪ .2‬يكون االرتباط في االشراط الكالسيكي بين مثيرين تتبعهما استجابة‪ ،‬في حين نكون االستجابة في‬

‫االشراط اإلجرائي متبوعة بمثير}‬

‫‪ .3‬ينطوي االشراط الكالسيكي على استجابات مستقلة بينما يتضمن االشراط اإلجرائي استجابات‬

‫هيكلية؛‬

‫‪ .4‬تعد االستجابات في االشراط الكالسيكي بمثابة ردات فعل ملثيرات البيئة التي تحدثها‪ ،‬فهي ذات‬

‫طبيعة اجترارية تحددها البيئة‪ ،‬أما استجابات االشراط اإلجرائي فهي عبارة عن استجابات إرادية ذات تأثير‬

‫في البيئة وتحدث تغييرات فيها؛‬

‫‪ .5‬يلعب الكائن الحي دورا سلبيا في االشراط الكالسيكي‪ ،‬لكونه ينتظر حدوث املثير حتى يستجيب‪،‬‬

‫وعكس ذلك في االشراط اإلجرائي حيث يكون هو مصدر االستجابة دون أن تكون لها بالضرورة مثيرات‬

‫محددة؛‬

‫‪ .6‬يلعب املثير الطبيعي دور التعزيز أو العقاب في االشراط الكالسيكي‪ ،‬حيث يحدد قوة االستجابة‬

‫وديمومتها للمثير الشرطي‪ ،‬أما في االشراط اإلجرائي فاملثير الطبيعي يأتي بعد االستجابة ويكون إما تعزيزيا أو‬

‫عقابيا‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية ‪-‬القنيطرة‬
‫شعبة علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬الفلسفة‬
‫خاص بمسلك الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬
‫مادة‪ :‬ميادين علم االجتماع‬
‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬

‫الحصة األولى عن بعد‬


‫سنحاول في هذه الحصص التعريف بميادين علم االجتماع وابراز الكيفية التي يتعامل بها علماء االجتماع‬
‫في دراستهم للظواهر االجتماعية والتي تميزهم عن بقية التخصصات األخرى‪.‬‬
‫في هذه الحصة سوف نحاول بداية التعريف بعلم االجتماع من خالل إبراز تاريخ وسياق تأسيسه وطبيعة‬
‫الموضوعات التي يدرسها‪.‬‬

‫تمهيد أولي‪:‬‬
‫على الرغم من أن لع لم االجتماع جذور في أعمال الفالسفة والمفكرين االجتماعيين مثل أفالطون وأرسطو‬
‫وابن خلدون وهيجل ودوتوكفيل وغيرهم‪ ،‬حيث التفكير واالنشغال بقوانين الحياة اجتماعية‪ ،‬إال إنه كمجال‬
‫علمي جديد نسبيًا‪ .‬ظهر في أوائل القرن التاسع عشر استجابة للتحوالت االجتماعية والسياسية واالقتصادية‬
‫التي عرفتها أورابا في هذه المرحة‪:‬‬
‫نمو الصناعة الميكانيكية‪ ،‬ارتفاع نسبة المهاجري ن من البوادي إلى المدن للعمل في المصانع‬ ‫‪-‬‬
‫الجديدة‪( .‬الناس الذين ينتمون إلى المجتمعات الفالحية وجدوا أنفسهم مكتظين بالمدن)‪.‬‬
‫نمت الرأسمالية أيضا في أوروبا الغربية في القرن التاسع عشر‪ .‬حيث كان قلة قليلة من الناس‬ ‫‪-‬‬
‫تمتلك وسائل اإلنتاج ‪ -‬مثل المصانع ‪ -‬بينما اضطر الكثيرون من الناس إلى بيع عملهم لهؤالء‬
‫المالكين‪.‬‬
‫تحوالت مست مختلف مجاالت الحياة والفكر والقيم بعد تقويض السلطة التقليدية للكنيسة والسلطة‬ ‫‪-‬‬
‫السياسية والقرية واألسرة‪( .‬بروز أشكال جديدة من التنظيم االجتماعي‪ ،‬ومن القيم‪ ،‬السلوكات‪...‬الخ‬
‫مرتبطة بشكل الحياة الجديدة)‪.‬‬
‫كان هناك نمو هائل في عدد السكان في جميع أنحاء العالم في هذه الفترة‪ ،‬بسبب طول العمر‬ ‫‪-‬‬
‫المتوقع وانخفاض كبير في معدالت وفيات األطفال‪.‬‬
‫هذه التغييرات االجتماعية الضخمة جعلت من الضروري تطوير العلوم االجتماعية لمتابعة هذه التغيرات‬
‫ومعرفتها بشكل أعمق‪ ،‬وبهذا سينشغل السوسيولوجييون األوائل باآلثار الضخمة لهذه الثورات االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية‪ :‬تركز اهتمامهم بشكل أكبر في السنوات األولى لعلم االجتماع حول هذا "التحول‬
‫الكبير ‪ -”the Great transformation‬كما سماه االقتصادي الهنغاري كارل بوالني في كتاب يحمل‬
‫نفس اإلسم"‪ -‬أي االنتقال من مجتمعات فالحية وبسيطة إلى مجتمعات صناعية ضخمة ومعقدة‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫في تعريف علم االجتماع وميادينه وطرق اشتغاله‪:‬‬
‫بشكل عام يمكن القول أن علم االجتماع هو علم ينشغل بدراسة الحياة االجتماعية ‪the study of social‬‬
‫‪ ،life‬التغيير االجتماعي ‪ ،social change‬أنماط العالقات االجتماعية والتفاعل االجتماعي داخل‬
‫المؤسسات والتنظيمات والمجموعات االجتماعية‪ .‬األسباب والنتائج االجتماعية للسلوك البشري‪.‬‬
‫علم االجتماع هو حقل علمي واسع يحلل ويشرح المسائل األساسية في حياتنا الشخصية وعالقاتنا‬
‫وتفاعالتنا داخل المجتمع‪.‬‬
‫يبحث علم االجتماع في األسباب والنتائج االجتماعية لقضايا مثل الصحة والمرض‪ ،‬الحب والخوف‬
‫والكراهية‪ ،‬الهوية العرقية والجنسية‪ ،‬القيم والصراع األسري‪ ،‬االنحراف‪ ،‬الجريمة‪ ،‬الشيخوخة‪ ،‬واإليمان‬
‫الديني‪ ،‬الفقر والثروة والصراع والتمييز‪ ،‬المدرسة والتعليم‪ ،‬الشركات والمجتمع الحضري والحركات‬
‫االجتماعية‪ .‬على المستوى العالمي يدرس علم االجتماع ظواهر مثل النمو السكاني والهجرة والحرب‬
‫والسالم والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫يستعمل علماء االجتماع طرق بحث متنوعة‪ .‬حيث يراقب علماء االجتماع الحياة اليومية للمجموعات‪،‬‬
‫وينجزون دراسات استقصائ ية واسعة النطاق‪ ،‬ويحللون الوثائق التاريخية‪ ،‬وبيانات التعداد السكاني‪،‬‬
‫ويدرسون التفاعالت المكتوبة أو المسجلة بواسطة الفيديو أو وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬ويجرون مقابالت‬
‫مع الساكنة‪ ،‬وقد يجرون تجارب اجتماعية‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية ‪-‬القنيطرة‬
‫شعبة علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬الفلسفة‬
‫خاص بمسلك الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬
‫مادة‪ :‬ميادين علم االجتماع‬
‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬

‫الحصة الثانية عن بعد‬


‫تمهيد (تتمة)‪:‬‬

‫يوفر علم االجتماع طريقة مميزة ومفيدة لرؤية وفهم العالم االجتماعي الذي نعيش فيه والذي يشكل حياتنا‪.‬‬
‫ينظر علم االجتماع إلى ما هو أبعد من وجهات النظر الطبيعية والعادية المعترف بها للواقع ‪ ،‬لتوفير فهم‬
‫أعمق للحياة االجتماعية‪.‬‬

‫من خالل النظريات السوسيولوجية وطر ق البحث الخاصة بها ‪ ،‬يعد علم االجتماع أحد التخصصات التي‬
‫تعمل على توسيع وعينا وتحليالتنا للعالقات االجتماعية والثقافات والمؤسسات التي تشكل حياتنا وتاريخنا‬
‫اإلنساني بعمق‪.‬‬
‫هل سبق لك أن تساءلت عن سبب تنوع وتعدد واختالف األفراد والمجتمعات؟ هل فكرت في دور القوى‬
‫ا الجتماعية في تشكيل وجودنا؟ كيف يعمل المجتمع؟ مالذي يدفعنا إلى اختيار أشياء أو اطعمة أو ألبسة أو‬
‫أمكنة معينة دون أخرى؟ لماذا تحدث االحتجاجات والصراعات مثال؟‪....‬‬
‫ضا إلى فهم العمليات االجتماعية إذا أردنا‬
‫إن السعي لفهم المجتمع أمر مهم وضروري‪ ،‬ولهذا نحتاج أي ً‬
‫ال تأثير عليها‪ .‬يمكن أن يساعدنا علم االجتماع في فهم أنفسنا بشكل أفضل ‪ ،‬ألنه يبحث في كيفية تأثير العالم‬
‫االجتماعي على طريقة تفكيرنا وشعورنا وفعلنا‪.‬‬
‫ضا في اتخاذ القرارات‪ ،‬سواء الخاصة بنا أو الخاصة بالمنظمات الكبيرة‪.‬‬
‫يمكن أن يساعد أي ً‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫يمكن لعلماء االجتماع جمع المعلومات بطرق منهجية تمكنهم من تقديم نظرة قوية وواقعية لما يحدث‪،‬‬
‫ومن ثم االستفادة منها في اتخاذ القرار السياسي أو التغييري وتقديم البدائل‪.‬‬

‫في كتابه "قواعد المنهج السوسيولوجي" ‪ ،‬حدد دوركهايم الواقعة االجتماعية ‪ ،‬وأصبح‬
‫الكتاب أحد النصوص األساسية لعلم االجتماع‪.‬‬
‫عرف علم االجتماع بأنه دراسة للوقائع االجتماعية التي قال إنها أفعال المجتمع ‪the‬‬
‫ّ‬
‫‪ . actions of society‬الوقائع االجتماعية هي السبب في اختيار األشخاص داخل‬
‫المجتمع للقيام بنفس األشياء األساسية؛ على سبيل المثال ‪ ،‬أين سيعيشون ‪ ،‬ماذا‬
‫يأكلون‪ ،‬وكيف يمارسون الطقوس وكيف يتفاعلون‪ .‬المجتمع الذي ينتمون إليه يشكل‬
‫طرقا للقيام بهذه األشياء ‪ ،‬ويضمن استمرار الوقائع االجتماعية‪.‬‬

‫يبحث علماء االجتماع عن إجابات لما يعتبره الكثيرون أسئلة بسيطة‪ .‬اقترح بيرغر أن هناك أربعة أسئلة‬
‫أساسية في قلب علم االجتماع تتيح لنا رؤية الروابط بين الحياة اليومية والبنيات االجتماعية والقوى‬
‫االجتماعية‪:‬‬
‫ما الذي يفعله الناس مع بعضهم البعض هنا؟‬
‫ما هي العالقات التي تربطهم؟‬
‫كيف يتم تنظيم هذه العالقات داخل المؤسسات؟‬
‫ما هي األفكار الجمعية ‪ the collective ideas‬التي تحرك الناس والمؤسسات؟‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫كيفية تطبيق الخيال السوسيولوجي (مثال القهوة)‬
‫يقدم عالم االجتماع انتوني غيدنز في كتابه "علم االجتماع" مثاال مهما‬
‫يبرز فيه كيف يمكننا تطبيق مفهوم الخيال السوسيولوجي (التفكير‬
‫بطريقة سوسيولوجية) على أي سلوك‪ .‬خذ فعالً بسيطا ً وهو شرب فنجان‬
‫من القهوة ‪ ،‬على سبيل المثال‪ .‬يمكننا القول أن القهوة ليست مجرد‬
‫مشروب‪ ،‬ولكن لها قيمة رمزية كجزء من الطقوس االجتماعية اليومية‪.‬‬
‫غالبًا ما تكون طقوس شرب القهوة أكثر أهمية من فعل تناول القهوة‬
‫نفسها‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬ربما يكون شخصان يلتقيان "لتناول القهوة"‬
‫م ًعا مهتمين أكثر باللقاء والدردشة أكثر من اهتمامهم بما يشربونه ‪.‬‬
‫في جميع المجتمعات‪ ،‬يعد تناول الطعام والشرب مناسبات للتفاعل‬
‫االجتماعي وأداء الطقوس ‪ ،‬والتي توفر قدرا كبيرا من الموضوعات‬
‫للدراسة السوسيوجية‪.‬‬
‫البعد الثاني لفنجان من القهوة يتعلق باستخدامه كدواء‪ .‬القهوة تحتوي‬
‫على مادة الكافيين ‪ ،‬وهو دواء له آثار محفزة على الدماغ‪ .‬بالنسبة‬
‫للكثيرين ‪ ،‬هذا هو السبب في أنهم يشربون القهوة‪ .‬من المثير لالهتمام‬
‫من الناحية االجتماعية التساؤل عن سبب عدم اعتبار مدمني القهوة‬
‫متعاطين للمخدرات في الثقافات الغربية ‪ ،‬رغم أنهم قد يكونون كذلك‬
‫في ثقافات أخرى‪ .‬مثل الكحول ‪ ،‬القهوة هي دواء مقبول اجتماعيا في‬
‫حين أن الماريجوانا ليست كذلك‪ .‬في الثقافات األخرى ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬يتم‬
‫التسامح مع استخدام الماريجوانا ‪ ،‬ولكن استهالك القهوة والكحول أمر‬
‫مستهجن‪.‬‬
‫ومع ذل ك ‪ ،‬فإن البعد الثالث لفنجان من القهوة مرتبط بالعالقات االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪ .‬تعد زراعة القهوة وتعبئتها وتوزيعها وتسويقها مؤسسات‬
‫عالمية تؤثر على العديد من الثقافات والفئات االجتماعية والمنظمات داخل‬
‫تلك الثقافات‪ .‬غالبًا ما تحدث هذه األشياء على بعد آالف األميال من شارب‬
‫القهوة‪ .‬تقع العديد من جوانب حياتنا اآلن في التجارة واالتصاالت المعولمة‬
‫‪ ،‬ودراسة هذه المعامالت العالمية مهمة لعلماء‬
‫االجتماع‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬
‫شعبة علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬الفلسفة‬
‫مسلك الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬

‫مادة‪ :‬ميادين علم االجتماع‬


‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫الحصة الثالثة عن بعد‬
‫الحصة الثانية عن بعد‬

‫المجاالت الرئيسية لعلم االجتماع‬


‫تتعدد ميادين اشتغال علم االجتماع وتتداخل‬
‫أيضا‪ :‬دراسة الثقافة والطبقة االجتماعية‪،‬‬
‫ينشغل بالمجتمع ككل ويبحث عن‬ ‫‪-‬‬ ‫المكانة والدور االجتماعي والمؤسسات‬
‫العالقات والتفاعالت بين العناصر‬ ‫والجماعات التي تشكل البنية االجتماعية‪.‬‬
‫التي تشكل الكل‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬فإن المؤسسات التي توفر‬
‫يقوم بتعميم المواصفات المشتركة‬ ‫‪-‬‬
‫النظام االجتماعي (األسرة ‪ ،‬واالقتصاد ‪،‬‬
‫لألحداث االجتماعية المماثلة‪.‬‬
‫والتعليم ‪ ،‬والدين ‪ ،‬والقانون ‪ ،‬والموسيقى‬
‫يتناول األحداث االجتماعية في‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬والرياضة) تشكل مجاالت النقاش‬
‫اتجاهات متعددة‪.‬‬
‫الرئيسية لعلم االجتماع‪.‬‬
‫يستفيد من نتائج العلوم األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن أن ينتقل إلى تقديم توصيات‬ ‫‪-‬‬ ‫بعض الخصائص المميزة لعلم االجتماع‪:‬‬
‫أو اقتراحات لصناع السياسات‪.‬‬ ‫ال يهتم علم االجتماع بالمشكالت‬ ‫‪-‬‬
‫لماذا يجب علينا أن نمارس علم االجتماع؟‬ ‫الفردية ‪individual problems‬‬
‫علم االجتماع علم وضعي‬ ‫‪-‬‬
‫أوالً كما هو الحال في مجاالت العلوم‬
‫‪ positive science‬وليس عل ًما‬
‫االجتماعية األخرى ‪ ،‬يوفر علم االجتماع‬
‫معياريًا ‪.normative science‬‬
‫أطر مفاهيمية غنية ويثري العالم الذهني‬
‫ال يدرس الوضع الذي يجب أن‬ ‫‪-‬‬
‫لألفراد‪.‬‬
‫يكون عليه الواقع االجتماعي وإنما‬
‫يعزز علم االجتماع فكرة أن األفراد ليسوا‬ ‫الوضع الذي يوجد عليه وكيف‬
‫وحدهم في بيئته االجتماعية (حي‪ ،‬وسط‬ ‫أصبح على ما هو عليه‪.‬‬
‫تعليمي‪ ،‬قرية‪ ،‬مقاولة‪ ،‬مدينة) ‪ .‬بمعنى‬ ‫يبحث عن عالقة السبب والنتيجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫آخر‪ ،‬يتميز علم االجتماع بخاصية يمكن أن‬
‫صا كثيرين‬‫تُظهر لألفراد أن هناك أشخا ً‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫مثلهم من حولهم ويتشاركون معهم في قيم‬
‫وتصورات ووقائع‪...‬‬
‫ووفقًا لجيدنز‪ ،‬فإن‬
‫يقول فيتشر ‪ Fitcher‬ردا على السؤال ‪:‬‬
‫علم االجتماع ‪،‬‬
‫لماذا علم االجتماع؟‬
‫يعلمنا أن نفكر‬
‫ماذا يتوقع الشخص من علم االجتماع؟‬ ‫بوجهة نظر جديدة‬
‫اإلجابة على هذا السؤال يمكن أن يكون‬ ‫تبتعد عن النظام‬
‫على النحو التالي‪ :‬الرغبة في معرفة‬ ‫المألوف للحياة‬
‫المواصفات األساسية للمجتمع الذي يعيش‬ ‫اليومية ويذكر أن‬
‫فيه وفهم كيف يمكن للمجموعة والبيئة‬ ‫االجتماع‬ ‫لعلم‬
‫التي يعيشون فيها أن تؤثر على‬ ‫فوائد‬ ‫ثالث‬
‫سلوكياتهم‪ .‬إدراك الحقيقة وراء األحداث‬ ‫رئيسية‪ .‬يساعدك‬
‫اليومية والرغبة في التمكن من رؤية وفهم‬ ‫على‪:‬‬
‫التأثير االجتماعي لألفراد على االختيارات‬
‫والحركات‪.‬‬
‫‪ 1‬الوعي باالختالفات الثقافية ‪cultural‬‬
‫)‪differences‬‬
‫‪ 2‬تقييم اآلثار السياسية ‪political‬‬
‫‪effects‬‬
‫‪Enlightening‬‬ ‫الذات‬ ‫‪ 3‬تنوير‬
‫‪yourself‬‬
‫يكتسب علم االجتماع وجهة نظر مهمة‬
‫تساعد على فهم الحياة االجتماعية التي‬
‫تتألف من أنظمة من العالقات المعقدة‪،‬‬
‫ويساعد على تحليل أسباب األحداث التي‬
‫تقع في المجتمع ‪ ،‬وتقييم ليس فقط الجزء‬
‫المرئي من األحداث االجتماعية ولكن أيضا‬
‫األجزاء المخفية‪.‬‬
‫يساعدنا على رصد التغيرات التي تطرأ‬
‫على المجتمع‪ ،‬الثقافة‪ ،‬القيم‪ ،‬العالقات‪...‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬
‫شعبة علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬الفلسفة‬
‫مسلك الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬

‫مادة‪ :‬ميادين علم االجتماع‬


‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫الحصة الرابعة عن بعد‬
‫الحصة الثانية عن بعد‬

‫الثــقافـــة‪)the Culture( :‬‬


‫بالنسبة لشخص نشأ في ألمانيا‪ ،‬قد تبدو عادات‬
‫الزواج لعائلة من نيجيريا غريبة‪ ،‬أو حتى خاطئة‪.‬‬ ‫لقد نتج عن عيش الناس بشكل مشترك تشكل‬
‫على العكس من ذلك‪ ،‬قد يشعر شخص ما من‬ ‫عادات وسلوكيات وقيم مشتركة يتم تناقلها جيال‬
‫عائلة تقليدية باالستغراب من فكرة الحب‬ ‫بعد آخر‪ ،‬بد ًءا من استقبال المولود الجديد وطرق‬
‫الرومانسي كأساس اللتزام الزواج مدى الحياة‪.‬‬ ‫تربية األطفال وصوال إلى طرق التعامل مع‬
‫بعبارة أخرى ‪ ،‬تعتمد الطريقة التي ينظر بها‬ ‫الموت وحتى األساليب المفضلة للحصول على‬
‫الناس إلى الزواج إلى حد كبير على ما تعلموه‬ ‫الطعام‪.‬‬
‫داخل مجتمعهم‪.‬‬ ‫يتم تعلم كل سلوك بشري تقريبا عن طريق‬
‫إن تلك السلوكات المكتبسة تسمح للناس بتشيكل‬ ‫التنئشة االجتماعية‪ ،‬من التسوق إلى الزواج إلى‬
‫المجتمع عبر قواعد غير مكتوبة وهي التي تساعد‬ ‫التعبير عن المشاعر واألفكار وتداول القيم‬
‫الناس على الشعور باألمان‪ .‬بحيث يريد معظم‬ ‫والتفضيالت‪ .‬وهي التي تحدد وتميز كل مجتمع‬
‫الناس أن يعيشوا حياتهم اليومية واثقين من أن‬ ‫عن اآلخر‪( .‬مثال في كندا ‪ ،‬يميل الناس إلى‬
‫سلوكياتهم ستكون مقبولة وتسمح باستمرار الحياة‬ ‫اختيارا بين شخصين ‪ ،‬بنا ًء على‬
‫ً‬ ‫اعتبار الزواج‬
‫االجتماعية وعدم تعطيلها‪.‬‬ ‫مشاعر الحب المتبادلة‪ .‬في دول أخرى وفي‬
‫أوقات أخرى ‪ ،‬تم ترتيب الزيجات من خالل‬
‫عملية معقدة من المقابالت والمفاوضات بين‬
‫عائالت بأكملها)‪.‬‬

‫ذ يونس الحياني‬ ‫ميادين علم االجتماع‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫ضا األشياء المادية المشتركة لتلك‬
‫تشمل الثقافة أي ً‬ ‫كيف يعرف علماء االجتماع الثقافة؟‬
‫المجموعة أو المجتم‪.‬‬
‫يعرف علم االجتماع الثقافة على أنها عناصر‬
‫الثقافة هي واحدة من أهم المفاهيم في علم‬ ‫متداخلة ومركبة من اللغات والعادات والمعتقدات‬
‫االجتماع ألن علماء االجتماع يدركون أنها تلعب‬ ‫والقواعد والفنون والمعرفة والذكريات الجماعية‬
‫دورا مه ًما في حياتنا‬
‫ً‬ ‫التي ط ورها أعضاء جميع الفئات االجتماعية‬
‫تشكل‬ ‫االجتماعية‪.‬‬ ‫والتي تجعل بيئاتهم االجتماعية ذات مغزى‪.‬‬
‫العالقات‬ ‫الثقافة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وتحافظ‬
‫النظام‬ ‫على‬ ‫يدرس علماء االجتماع‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتحدد‬ ‫المعنى الثقافي من‬
‫كيفية فهمنا للعالم‬ ‫استكشاف‬ ‫خالل‬
‫والتفاعل مع بعضنا‬ ‫الفردي‬ ‫التواصل‬
‫البعض ‪ ،‬وأيضا تقوم‬ ‫والجماعي ؛ يتم التعبير‬
‫أعمالنا‬ ‫بتشكيل‬ ‫عن المغزى في‬
‫وتجاربنا اليومية في المجتمع‪ .‬وهي تتألف من‬ ‫الروايات االجتماعية‬
‫أشياء غير مادية ومادية‪.‬‬ ‫واأليديولوجيات‬
‫والممارسات واألذواق‬
‫باختصار ‪ ،‬يحدد علماء االجتماع الجوانب غير‬
‫والقيم والمعايير وكذلك‬
‫المادية للثقافة على أنها القيم والمعتقدات واللغة‬
‫في التمثالت الجماعية والتصنيفات االجتماعية‪.‬‬
‫والتواصل والممارسات التي تشترك فيها‬
‫مجموعة من الناس ‪.‬‬
‫ضا القواعد واألعراف والقوانين واألخالق‬
‫إنها أي ً‬ ‫يدرس علم االجتماع‬
‫التي تحكم المجتمع؛ الكلمات التي نستخدمها‬ ‫ضا إنتاج المعنى‬ ‫أي ً‬
‫وكذلك الطريقة التي نتحدث بها ونكتبها‪ ،‬والرموز‬ ‫الثقافي ونشره وتلقيه‬
‫التي نستخدمها للتعبير عن المعنى واألفكار‬ ‫وتقييمه وتطبيقه عبر‬
‫والمفاهيم (مثل إشارات المرور والرموز‬ ‫المؤسسات والمنظمات‬
‫ضا‬
‫التعبيرية ‪ ،‬على سبيل المثال)‪ .‬الثقافة هي أي ً‬ ‫والمجموعات‪ ،‬بما في‬
‫ما نفعله وكيف نتصرف ونقوم به (على سبيل‬ ‫ذلك كيفية تمييز‬
‫المثال ‪ ،‬المسرح والرقص) ‪.‬‬ ‫الثقافات للجماعات‬
‫واإلثنية‬ ‫العرقية‬
‫تعمل الثقافة على تحديد كيفية المشي والجلوس‬
‫والطبقية‪...‬‬
‫واستخدام أجسادنا والتفاعل مع اآلخرين‪.‬‬
‫كيف نتصرف حسب المكان والزمان و السياق‪.‬‬
‫يشير مفهوم الثقافة إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة‬
‫وكيف نعبر عن هويات العرق والطبقة والجنس‬ ‫من الجوانب غير المادية للحياة االجتماعية‪ .‬وفقًا‬
‫وعالقات النوع االجتماعي‪.‬‬ ‫لعلماء االجتماع‪ ،‬تتكون الثقافة من القيم‬
‫ضا الممارسات الجماعية التي‬ ‫تشمل الثقافة أي ً‬ ‫والمعتقدات وأنظمة اللغة والتواصل والممارسات‬
‫نشارك فيها‪ ،‬مثل االحتفاالت الدينية واالحتفال‬ ‫واألنشطة التي يشترك فيها الناس والتي يمكن من‬
‫باألعياد وحضور األحداث الرياضية‪.‬‬ ‫خاللها تحديدهم كمجموعة ‪.‬‬

‫ذ يونس الحياني‬ ‫ميادين علم االجتماع‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫المشتركة بينهم‪ ،‬وبذلك يقوون الروابط‬
‫االجتماعية التي تربطهم ببعضهم البعض ‪.‬‬
‫تتكون الثقافة المادية من األشياء التي يصنعها‬
‫اليوم ‪ ،‬يرى علماء االجتماع أن هذه الظاهرة‬ ‫البشر ويستخدمونها‪ :‬يتضمن هذا الجانب من‬
‫االجتماعية المهمة ال تحدث فقط في الطقوس‬ ‫الثقافة مجموعة متنوعة من األشياء مثل المباني‬
‫ضا في المناسبات‬ ‫واالحتفاالت الدينية‪ ،‬ولكن أي ً‬ ‫واألدوات التكنولوجية والمالبس واألطعمة‪. ..‬‬
‫العلمانية ‪ -‬مثل الحفالت الموسيقية والفنية داخل‬
‫يرى علماء االجتماع أن جانبي الثقافة ‪ -‬المادي‬
‫المسارح والمسابقات الرياضية‪. ..‬‬ ‫طا وثيقًا‪ .‬تنشأ‬‫وغير المادي ‪ -‬مرتبطان ارتبا ً‬
‫الثقافة المادية من الجوانب غير المادية للثقافة‬
‫وتتشكل بها‪.‬‬
‫بعبارة أخرى ‪ ،‬ما نقدره ونؤمن به ونعرفه (وما‬
‫نفعله معًا في الحياة اليومية) يؤثر على األشياء‬
‫التي نصنعها‪ .‬لكنها ليست عالقة أحادية االتجاه‬
‫بين الثقافة المادية وغير المادية‪ .‬يمكن أن تؤثر‬
‫ضا على الجوانب غير المادية‬ ‫الثقافة المادية أي ً‬
‫للثقافة‪ .‬على سبيل المثال ‪ ،‬قد يغير فيلم وثائقي‬
‫(أحد جوانب الثقافة المادية) مواقف الناس‬
‫ومعتقداتهم (أي الثقافة غير المادية)‪.‬‬
‫االنتاجات المادية على سبيل المثال ‪ ،‬تؤثر على‬
‫قيم ومعتقدات وتوقعات أولئك الذين يتفاعلون‬
‫معها‪ ،‬والتي بدورها تؤثر على خلق منتجات‬
‫ثقافية إضافية‪.‬‬
‫لماذا الثقافة مهمة لعلماء االجتماع؟‬
‫دورا‬
‫ً‬ ‫الثقافة مهمة لعلماء االجتماع ألنها تلعب‬
‫أساسيا ومه ًما في إنتاج النظام االجتماعي‪ .‬يشير‬
‫النظام االجتماعي إلى وضعية المجتمع الذي‬
‫يستمر على أساس االتفاق الجماعي على القواعد‬
‫واألعراف التي تسمح ألفراده بالتعاون والعمل‬
‫كمجتمع والعيش م ًعا‪.‬‬
‫توفر لنا الثقافة القيم والمعتقدات واألخالق‬
‫واألفكار والممارسات التي يتشاركها الناس‬
‫وتجعلهم يحسون بنفس الهوية الجماعية‬
‫ويضمنون استمرارها ‪.‬‬
‫كشف عالم االجتماع الفرنسي دوركهايم من خالل‬
‫بحثه أنه عندما يجتمع الناس للمشاركة في‬
‫الطقوس‪ ،‬فإنهم يعيدون التأكيد على الثقافة‬

‫ذ يونس الحياني‬ ‫ميادين علم االجتماع‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ‪-‬القنيطرة‬
‫شعبة علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬الفلسفة‬
‫مسلك الفلسفة وعلم النفس‪.‬‬

‫مادة‪ :‬ميادين علم االجتماع‬


‫ذ‪ ،‬يونس الحياني‬ ‫الحصة الخامسة عن بعد‬
‫الحصة الثانية عن بعد‬

‫لنقدم أمثلة على ذلك‪:‬‬ ‫عناصر الثقافة‪:‬‬

‫إذا كان فعل المصافحة أمرا شائعا في‬ ‫تحتوي الثقافة على عناصر متعددة‬
‫مجتمعات معينة‪ ،‬فإنه ال يكون كذلك في‬ ‫ومتداخلة ومركبة ومختلفة‪ .‬في ما يلي من‬
‫مجتمعات أخرى‪ .‬عادة ما تستخدم‬ ‫الدروس سوف نتوقف عن بعض هذه‬
‫المصافحة كعالمة على التحية أو المغادرة‪.‬‬ ‫العناصر‪:‬‬
‫ً‬
‫رموزا غير‬ ‫ربما تمتلك جميع المجتمعات‬ ‫‪ -1‬الرموز ‪Symbols‬‬
‫لفظية نسميها اإليماءات أو حركات اليدين‬
‫تنتج كل ثقافة مجموعة من الرموز‪ ،‬وهي‬
‫أو الذراعين أو أجزاء أخرى من الجسم‬ ‫عبارة عن أشياء‪ ،‬عالمات‪ ،‬حركات أو‬
‫تهدف إلى نقل أفكار أو عواطف أو قيم‬ ‫صور‪ ..‬تمثل شيئًا أو تعبر عن فكرة أو فعل‬
‫ودالالت معينة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن نفس‬ ‫أو قيمة معينة‪ .‬حيث يثير هذا الرمز ردود‬
‫الحركات واإليماءات يمكن أن تعني نفس‬ ‫فعل ومشاعر مختلفة عند استعماله‪.‬‬
‫الشيئ في مجتمع مختلف تما ًما في مجتمع‬
‫آخر‪.‬‬ ‫تتيح الرموز إمكانيات متعددة للتواصل‬
‫غير اللفظي‪ .‬تساعد الرموز بحسب‬
‫المنظور التفاعلي الرمزي على جعل‬
‫التفاعل االجتماعي ممكنًا‪.‬‬

‫ذ يونس الحياني‬ ‫محاضرات ميادين علم االجتماع‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫دراسة الرموز لفهم المجتمع‪:‬‬ ‫نجد أيضا بعض الرموز الدينية (مثال‬
‫الرموز الدينية األكثر شيو ًعا في العديد من‬
‫من المهم والضروري لألنثروبولوجيين أن‬
‫هي‬ ‫الدول‬
‫يأخذوا في االعتبار الخلفية الثقافية الخاصة‬
‫نجمة داود‬
‫عند النظر إلى الرموز في ثقافة مختلفة‪.‬‬
‫والصليب‬
‫وذلك ألن العديد من الرموز ‪ ،‬على الرغم‬
‫وهالل القمر ‪،‬‬
‫من تشابهها في الشكل ‪ ،‬يمكن أن تعني‬
‫من‬ ‫والتي‬
‫أشياء مختلفة تما ًما‪ .‬يمكن فهم هذه الرموز‬
‫المفهوم على‬
‫أو تفسيرها بشكل أفضل من خالل الثقافة‬
‫نطاق واسع‬
‫التي تنتمي إليها ‪ ،‬وإال فقد تفقد أهميتها‬
‫أنها تمثل اليهودية والمسيحية واإلسالم‬
‫ومعناها‪.‬‬
‫على التوالي‪.‬‬
‫إذا فالرموز ليست إنتاجات اعتباطية وخالية‬
‫من المعنى بل إن التفاعالت اليومية بين‬ ‫بينما تثير هذه الرموز مشاعر قوية جدًا‬
‫الناس تحدث وتصبح ممكنة ألنهم يفهمونها‬ ‫من اإليمان الديني لكثير من الناس في جميع‬
‫ويستخدمونها للتواصل‪ .‬ولهذا فإن‬ ‫أنحاء العالم‪ .‬نفس هذه الرموز ال تثير أي‬
‫السوسيولوجيا واألنثروبولوجيا تعتبر‬ ‫مشاعر بالنسبة لثقافات أخرى‪ ،‬بل قد تجد‬
‫دراسة الرموز عملية أساسية لفهم أعمق‬ ‫جماعات تكره هذه الرموز وتقوم بتدنيسها‪.‬‬
‫بالنظام الثقافي المشكل لمجتمعات معينة‪.‬‬
‫ومن هنا برزت تصورات مختلفة لهذا‬
‫الغرض من أهمها ما يعرف بالتفاعلية‬ ‫هناك أمثلة لرموز مادية‪ :‬العلم الوطني ألي‬
‫الرمزية‪.‬‬ ‫دولة أو أعالم وأقنعة لمجموعة تنظيمية‬
‫(فرق كرة القدم‪ ،‬التنظيمات السياسية‬
‫تركز هذه النظرية‪ ،‬على كيفية استخدامنا‬
‫المقاومة‪ )...‬فهذا الشعار ليس مجرد قطعة‬
‫للرموز‪ :‬مثل المالبس واإلشارات‬
‫والحركات‪ ،‬للتواصل مع بعضنا البعض؛‬ ‫قماش بها خطوط أو أشكال أو رسوم معينة‬
‫بمعنى كيف نشكل المعاني ونحافظ عليها‪،‬‬ ‫ال معنى لها‪ ،‬بل تحمل دالالت تكون قوية‬
‫ونعبر عن هوياتنا االجتماعية بكل ما‬ ‫ومحددة لسلوكات االشخاص توحدهم وقد‬
‫تمثلها‪ .‬وبالتالي فإننا من خالل التفاعل‬ ‫تدفعهم للضحية بأنفسهم من أجل الحفاظ‬
‫االجتماعي‪ ،‬نخلق ونحافظ على فهم معين‬ ‫عليه‪.‬‬
‫للمجتمع وما يحدث داخله‪.‬‬

‫ذ يونس الحياني‬ ‫محاضرات ميادين علم االجتماع‬


‫‪PDF Creator Trial‬‬
‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫محاضرات علم النفس الدورة الخريفية‪ ،‬السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫رقم المحاضرة‪ :‬األولى‬ ‫عنوان الوحدة‪ :‬ميادين وتيارات علم النفس‬
‫االستاذ(ة) الحدادي‬ ‫األول‬ ‫الفصل‪:‬‬

‫تعريف علم النفس‪:‬‬


‫لقد تعددت مفاهيم علم النفس وتباينت تعاريفه باختالف مراحل تطور هذا العلم منذ ان كان‬
‫فرعا من فروع الفلسفة‪ ،‬حتى أصبح يشتمل على مجاالت وتخصصات متعددة‪ ،‬تتضمن‬
‫جميع أوج ه النشاط الذهني‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬االنفعالي‪ ،‬الجسمي‪ ،‬والحركي‪ ،‬التي تحدث عندما‬
‫يتفاعل االنسان مع البيئة التي تحيط به‪.‬‬
‫علم النفس ‪ psychologie‬او )‪ (Ψ‬هي كلمة مركبة من مصطلحين‪ ،‬يفيد األول ‪psycho‬‬
‫النفس او العقل او الروح وكلمة ‪ Logie‬وتعني العلم او المذهب او الدراسة‪ ،‬وهي كلمة‬
‫معنى واضحا ومباشرا مفاده‪ ،‬دراسة النفس او العقل والروح‪.‬‬
‫ً‬ ‫التينية تعطي‬
‫<"علم النفس هو الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني">‪ :‬هذا التعريف يتفق عليه معظم‬
‫علماء النفس‪ ،‬غير ان ‪ Michael Eyzenk‬يرى ان هذا التعريف ضيق ومحدود جدا‪،‬‬
‫الن االهتمام الرئيسي لعلماء النفس هو محاولة فهم تصرف االنسان بهذا السلوك او ذاك‪،‬‬
‫ولفهم السلوك اإلنساني يجب االخذ بعين االعتبار العمليات والدوافع الداخلية الكامنة وراء‬
‫السلوك الظاهر‪ ،‬لذلك فهو يعرفه كالتالي‪" :‬علم النفس هو علم يستخدم فيه السلوك‬
‫وغيره من الشواهد‪ ،‬لفهم العمليات النفسية الداخلية التي تدفع االنسان والكائن الحي الى‬
‫التصرف بهذه الطريقة او تلك‪.‬‬
‫تعدد التيارات في علم النفس‪.‬‬
‫منذ استقالل علم النفس عن الفلسفة‪ ،‬تزايد عدد العلماء النفسيين عشرات االضعاف‪ ،‬كما‬
‫بلغ عدد البحوث النفسية نسبة كبيرة‪ ،‬هذا الكم الهائل من البحوث كان نتيجة تعدد‬
‫المدارس السيكولوجية واختالفها جوهريا‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫إن تعدد المدارس في علم النفس هو إغناء للساحة السيكولوجية‪ ،‬فتعقد الظاهرة النفسية‬
‫(سلوكية‪ ،‬معرفية‪ ،‬وجدانية‪ )...‬يفرض باألساس تعدد زوايا الرؤية لهذه الظاهرة‪ ،‬كما‬
‫يفرض تعددا في النظريات المفسرة‪ ،‬مما ينتج عنه تعدد في المقاربات السيكولوجية‪ .‬إن‬
‫دراسة االنسان هي مهمة جد صعبة تستدعي تدخل وتكامل مختلف المقاربات لفهم شامل‪،‬‬
‫وتفسير أفضل للسلوك اإلنساني‪ ،‬بالتالي تدخل أفضل‪.‬‬
‫تعدد ميادين وفروع علم النفس‪:‬‬
‫تطور علم النفس في سيرورته البحثية تطورا مذهال‪ ،‬وتوسعت افاقه ولم يبقى ميدان من‬
‫ميادين الحياة المعاصرة إال وتغلغل علم النفس فيه‪ ،‬ولم يعد(علم النفس) مجرد مجال‬
‫واحد في الدراسة‪ ،‬بل إنه مفهوم مركب ومتشعب الندماج واسع لمختلف المجاالت‬
‫الفرعية بعد ان خضع لمنطق التقدم العلمي‪ ،‬فاتسع ميدان دراسته واتجه البحث فيه نحو‬
‫التخصص والتعمق‪ ،‬مما سمح له بان تكون له ميادين وفروع مختلفة‪ ،‬والتي قسمت‬
‫حسب اراء العلماء والباحثين في المجال الى قسمين‪ ،‬األول نظري والثاني تطبيقي‪ ،‬حيث‬
‫يحدد األول األسس النظرية التي تفسر السلوك‪ ،‬بينما يستخدم الثاني ما انتهت اليه الفروع‬
‫النظرية بهدف حل مشاكل واقعية تخص الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تيارات علم النفس‪.‬‬


‫‪ .1‬التيار البنائي‪:‬‬
‫في النصف الثاني من القرن ‪ ،19‬كان علم النفس البنائي هو علم النفس بدون منازع‪،‬‬
‫تتمثل أهميته في إعطاء علم النفس دفعة قوية‪ ،‬بحيث أصبح نسقا علميا معترفا به‪،‬‬
‫مستقال عن الفلسفة والفيزيولوجيا‪ ،‬يقوم على عدة أسس‪ ،‬أهمها دراسة الخبرة الشعورية‬
‫وعالقتها الميكانيكية بالجهاز العصبي المركزي‪ ،‬وتحليل هذه الخبرة الى عناصرها‬
‫ومكوناتها االصلية‪ ،‬والكشف عن قوانين حركتها وارتباطها وأسباب تجمعها على هذا‬
‫الشكل‪ ،‬كما قدمت المدرسة البنائية المنهج االستبطاني على انه المنهج الوحيد في علم‬
‫النفس‪.‬‬
‫‪ ‬وليام فوندت ‪)1920_1832( W.Wund‬‬
‫هناك شبه اتفاق بين مؤرخي علم النفس‪ ،‬على ان نشأة هذا العلم وظهوره كعلم قائم‬
‫بذاته‪ ،‬تعود الى بدايات النصف الثاني من القرن ‪ 19‬على يد العالم فوندت‪ ،‬بعد انشاءه‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫ألول مختبر تجريبي لعلم النفس‪ ،‬بهدف بحث الظواهر النفسية في جامعة ليبزج بألمانيا‬
‫سنة ‪ ،1879‬والذي تحول بعد فترة قصيرة الى معهد علمي درس فيه العديد من رواد علم‬
‫النفس في العالم‪.‬‬
‫تركزت البحوث التجريبية في معمل فوندت على ثالث محاور أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات االدراك الحسي‪.‬‬
‫‪ -‬السيكوفيزياء‪ ،‬التي تهتم بدراسة العالقة بين المنبهات والمثيرات الحسية‪،‬‬
‫واالستجابات او ردود األفعال الناتجة عنها‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة زمن الرجع (وهو الفاصل الزمني الذي يفصل بين ظهور المثير وحدوث‬
‫االستجابة)‪.‬‬
‫إدوارد تيتشنر ‪.)1927-1867( Edward B. Titchener‬‬
‫هو عالم نفس امريكي‪ ،‬من أبرز علماء المدرسة البنائية‪ ،‬ويعتبر من واضعي األسس‬
‫التجريبية لعلم النفس‪ ،‬الذي موضوعه حسب تيتشنر هو الخبرة الشعورية‪ ،‬ومنهجه‬
‫االستبطان‪ ،‬وهدفه تحليل هذه الخبرة الشعورية الداخلية المباشرة‪ ،‬خاصة اإلحساس‬
‫واالدراك الى عناصرها المتناهية‪ ،‬وكذا اكتشاف قوانين تركيبها وترابطها‪ ،‬على نهج علم‬
‫الكيمياء‪.‬‬
‫يعرف تيتشنر علم النفس بكونه علم الخبرة الشعورية‪ ،‬على اعتبار انها تتغير بتغير نشاط‬
‫الجهاز العصبي‪ ،‬وموضوع علم النفس حسب تيتشنر ليس نشاط الجهاز العصبي‪ ،‬بل‬
‫الخبرة المعتمدة عليه‪ ،‬والعقل هو المجموع النهائي لكل الخبرات‪ ،‬والشعور هو قطاع في‬
‫العقل في لحظة معينة‪ .‬كما يشير الى وجود ثالث فئات من العمليات الذهنية األولية وهي‪،‬‬
‫االحساسات والصور الذهنية والوجدانية‪.‬‬
‫‪ 2‬التيار الوظيفي ‪:‬‬
‫يهتم علم النفس الوظيفي بدراسة العقل من حيث وظائفه‪ ،‬او من حيث انه يٌستخدم في‬
‫تكيف الكائن الحي مع البيئة‪ ،‬وقد ركزت الحركة الوظيفية على سؤال مهم وهو‪ :‬ما وظيفة‬
‫العمليات العقلية؟‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫تعد المدرسة الوظيفية‪ ،‬اول مدرسة أمريكية في علم النفس‪ ،‬وهي بمثابة رد واحتجاج‬
‫على ا لمدرسة البنائية التي لم تستطع اإلجابة على مجموعة من األسئلة أهمها‪ :‬ماذا يفعل‬
‫العقل؟ وكيف يفعل او كيف يؤدي هذه الوظيفة؟‬
‫لقد مهد لظهور المدرسة الوظيفية علماء من خارج ميدان علم النفس‪ ،‬مثل "تشارلز‬
‫داروين" صاحب نظرية التطور‪ ،‬التي تفترض حدوث تطور طبيعي‪ ،‬وتوارث للخصائص‬
‫والسمات من جيل ألخر‪ ،‬كما تشير أيضا الى االستمرارية بين االنسان والحيوان في‬
‫الوظائف النفسية‪ ،‬االمر الذي سيؤدي الى دخول الحيوان الى مختبرات علم النفس من‬
‫أوسع أبوابها‪.‬‬
‫وليام جيمس ‪:William James‬‬
‫أحد أبرز رواد علم النفس الوظيفي‪ ،‬وهو فيلسوف وعالم نفس امريكي‪ ،‬أسس اول مختبر‬
‫لعلم النفس بأمريكا سنة ‪ ،1875‬من اهم مؤلفاته كتاب "مبادئ علم النفس" وفيه يعالج‬
‫علم النفس على انه علم طبيعي بيولوجي‪.‬‬
‫من اهم إنجازاته في علم النفس يمكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫علم النفس يدرس وظيفة الشعور وليس تركيبته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يرى ان علم النفس هو العلم الذي يدرس الحياة العقلية‪ ،‬ويوافق على منهج‬ ‫‪-‬‬
‫االستبطان‪ ،‬لكن مع مراعاة النواحي التجريبية واالهتمام بالدراسات المقارنة‪.‬‬
‫يرى ان العمليات العقلية هي وظائف تكيفية‪ ،‬هدفها توافق الكائن الحي مع البيئة‬ ‫‪-‬‬
‫الطبيعية التي يعيش فيها‪.‬‬
‫االنسان كائن حي يحس ويشعر ويفكر وليس كائنا عقليا محضا‪ ،‬بل يخضع أيضا‬ ‫‪-‬‬
‫للعوامل االنفعالية والعاطفية‪.‬‬
‫جون ديوي ‪:John Dewey‬‬
‫هو فيلسوف وعالم نفس امريكي‪ ،‬يرى ان السلوك اإلنساني وامكاناته التطورية هي نتيجة‬
‫للتطور الطبيعي‪ ،‬وهو بذلك متأثر بداروين‪ ،‬فالسلوك في نظره هو أداء ووظيفة‪ ،‬ووظيفة‬
‫الكائن الحي هي تحقيق الهدف‪ ،‬وهذا الهدف هو االستمرار في الحياة‪ ،‬وعلى هذا فان علم‬
‫النفس هو دراسة الوظائف التكيفية للكائن الحي‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫جيمس انجل ‪:James Rowland Angell‬‬


‫هو عالم نفس امريكي‪ ،‬رائد الحركة الوظيفية‪ ،‬وهو تلميذ كل من وليام جيمس وجون‬
‫ديوي‪ ،‬سنة ‪ 1904‬نشر كتابه الشهير "علم النفس الوظيفي" يرى ان وظيفة الشعور هي‬
‫تحسين اإلمكانيات التكيفية للكائن الحي‪ ،‬وان على علم النفس ان يدرس كيف يساعد‬
‫العقل على هذا التوافق بين الكائن الحي وبيئته‪.‬‬
‫يمكن توضيح موقف اينجل في علم النفس الوظيفي في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬علم النفس الوظيفي هو العلم الذي يدرس العمليات العقلية‪ ،‬وان مهمة الوظيفية هي‬
‫اكتشاف كيف تتم العملية العقلية؟ وماذا يتم عند حدوثها؟ وتحت أي ظروف تحدث؟‬
‫‪ -‬علم النفس الوظيفي يهتم بالشعور والعمليات العقلية باعتبارها جزء أساسي من النشاط‬
‫العقلي‪.‬‬
‫‪-‬علم النفس الوظيفي هو العلم الذي يهتم بالعالقات "النفسجسدية" وكذلك بالعالقات‬
‫الشاملة بين الكائن الحي وبيئته‪.‬‬

‫لكل اسئلتكم واستفساراتكم وتدخالتكم‪ ،‬اضع رهن إشارة كل الطلبة‪:‬‬


‫البريد االلكتروني‪elhaddadi06@gmail.com:‬‬
‫رقم الهاتف ‪0634748691:‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫محاضرات علم النفس الدورة الخريفية‪ ،‬السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫رقم المحاضرة‪ :‬الثالثة‬ ‫عنوان الوحدة‪ :‬ميادين وتيارات علم النفس‬
‫االستاذ(ة) الحدادي‬ ‫األول‬ ‫الفصل‪:‬‬

‫‪ 3‬تيار التحليل النفسي‪:‬‬


‫يعتبر "فرويد "‪ Freud‬مؤسسا لمدرسة التحليل النفسي‪ ،‬كما يعد اسم "فرويد ‪"Freud‬‬
‫واسم مدرسة "التحليل النفسي" من أكثر األسماء السيكولوجية شيوعا‪ ،‬فأصبح علم‬
‫النفس يعرف من خالل مفاهيم التحليل النفسي وأفكاره‪ ،‬فتعددت النظريات التحليلية‬
‫المختلفة مع اتجاه فرويد إلى درجة كبيرة لدى البعض‪ ،‬ودرجة اقل بعدا في نظريات‬
‫أخرى‪ ،‬ألن نظرية فرويد ما هي إال نظرية من نظريات التحليل النفسي‪ ،‬هذه النظريات‬
‫منها ما استقل تماما وابتعد كثيرا عن المسلمات األساسية لنظرية فرويد منهم‪( ،‬يونج‬
‫‪ Jung،‬أدلر‪ ،(Adler،‬ومنها االتجاهات المطورة لفكر فرويد منهم‪ ( ،‬انّا فرويد ‪،)Anna‬‬
‫ثم الفرويديون الجدد والذين احتفظوا ببعض المسلمات األساسية مع تقديمهم لفكر جديد‬
‫مخالف لفكر فرويد منهم‪( ،‬فروم ‪ ،)Fromm‬علما بان معظم المسلمات األساسية‬
‫للمدرسة هي ما قدمه فرويد‪ ،‬ومن أهم المسلمات في مدرسة التحليل النفسي التي يقبلها‬
‫معظم المنظرين نجد‪:‬‬
‫‪-‬أهمية الخبرات الالشعورية‬
‫‪-‬أهمية الخبرات المبكرة في الطفولة‬
‫‪-‬أهمية عملية الكبت والتي يتم عن طريقها تحويل خبرات الطفولة المؤلمة إلى خبرات‬
‫الشعورية‪.‬‬
‫سيغموند فرويد ‪:SIGMUND FREUD‬‬
‫ولد فرويد في ‪ 6‬ماي ‪ ،1856‬عاش معظم حياته في فيينا عاصمة النمسا‪ ،‬له ستة أبناء‬
‫أشهرهم ابنته آنا فرويد التي أصبحت محللة نفسية كأبيها‪ ،‬كان لزميله الفسيولوجي جوزيف‬
‫بروير الفضل األول في تغيير مسار اهتمامه وعمله في السنوات التالية‪ ،‬فقد تعرف فرويد‬
‫على مصطلح التنويم المغناطيسي ألول مرة على يد زميله الذي كان يقوم بعالج مرضى‬
‫الهستيريا‪ ،‬فبعد تنويم المريض مغناطيسيا يقوم الطبيب بجعل المريض يتحدث عن معلومات‬
‫لم تكن ظاهرة في حالة الوعي‪ ،‬ومن ثم تبدأ األعراض بالزوال تدريجيا‪ ،‬وهو ما كان يعرف‬
‫بـ"العالج بالكالم" كان متحمسا جدا لهذه الفكرة‪ ،‬لذلك رحل إلى باريس ليواصل تلقي المزيد‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫من الخبرة في هذا المسلك الجديد‪ ،‬وعندما عاد بعد أعوام طويلة‪ ،‬قام بإنشاء عيادته‬
‫النفسية‪ ،‬لكنه فوجئ بأن التنويم المغناطيسي لم يكن بتلك الكفاءة‪ ،‬فمازال هناك الكثير من‬
‫الخبايا العالقة التي ال يمكن اإلفصاح عنها حتى مع التنويم المغناطيسي‪ ،‬هذا ما دعاه إلى‬
‫تطوير طريقة أحدث للعالج وهي أن يجعل المريض يتحدث بأريحية تامة بينما يكون مستلقيا‬
‫يدون كل ما يسمعه وبعدها يحاول الوصول إلى تحليل سليم للخريطة‬ ‫على أريكة والطبيب ّ‬
‫التي بين يديه ‪.‬‬
‫استغرق تطوير نظرية فرويد مدة تزيد عن الخمسين عاما ( ‪(1939-1886‬حيث تناول‬
‫فرويد خالل عمره المديد كثيرا من األفكار والتي استمر في تطويرها والتنازل عن بعضها‬
‫وتأكيد بعضها اآلخر في فترات الحقة‪ ،‬ولقد توفي وهو يطور في نظريته ‪ ،‬ويمكن تلخيص‬
‫التطور التاريخي للنظرية في‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة اإلعداد (‪ :)1886-1895‬تشمل دراسته الطبية والفلسفية ثم عملة مع المشتغلين‬
‫بالعالج النفسي ومنهم "بروير وشاركو" فالعوامل المؤثرة في فكره خالل هذه الفترة تتمثل‬
‫في خلفيته الطبية وتأثره باالتجاه الفلسفي العقلي‪ ،‬وكشفة من خالل العمل مع "بروير"‬
‫ألهمية الخبرات الجنسية المؤلمة‪.‬‬
‫وكان من أهم المنتجات النظرية في هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬تأثره باعتقاد بروير بان االضطرابات االنفعالية المؤلمة هي أساس االضطرابات الهستيرية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام التنويم المغناطيسي ونجاحه المحدود فيه وارتباطه بكثير من المشكالت‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل عالج بعض الحاالت الهستيرية‪ ،‬وصل فرويد إلى قناعة بان الخبرات االنفعالية‬
‫المؤلمة المؤدية إلى االضطرابات الهستيرية ترتبط بخبرات جنسية مؤلمة في الطفولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة التحليل النفسي الذاتي (‪ :)1895-1899‬ولعل من اهم المنتجات النظرية في‬
‫هذه المرحلة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وصوله إلى قناعة تامة بنظرية الجنسية الطفولية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مراحل النمو النفس‪-‬جنسي‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد للمركبات األوديبية في مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ -‬وصوله إلى فكرة اضطراب النمو بالثبات أو النكوص‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫‪ -3‬مرحلة االشتغال على تفسير االحالم (‪ :)1900-1914‬توصل الى نظريته في االحالم‬


‫مؤكدا الوظيفة الديناميكية لها والمتمثلة في التنفيس االنفعالي‪ ،‬وخفض درجة القلق الناتجة‬
‫عن الصراعات الالشعورية‪ ،‬فكنتيجة لضغوط األنا المؤكدة لضرورة إبقاء الخبرات المؤلمة‬
‫في حيز الالشعور‪ ،‬يكون تعبير االحالم غير مباشر‪ ،‬وذلك من خالل اشتماله على معنى‬
‫ظاهر هو ما يمكن للفرد استرجاعه شعوريا‪ ،‬ومعنى باطن (خفي) يشير إلى الرغبات‬
‫الالشعورية‪ ،‬فيحدث التشويه في محتويات الحلم عن طريق ميكانزمات دفاعية أو نظام‬
‫الرقابة الالشعوري‪ ،‬حيث يعمل على منع خروج الرغبات المكبوتة إلى الوعي‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن لألحالم وظيفة اشباعية وتنفيسية‪ ،‬يرى فرويد أن األحالم ذات طبيعة"نكوصية" ونعني‬
‫بذلك ارتباطها بخبرات الطفولة المكبوتة‪ ،‬والمؤلمة‪ ،‬والمرتبطة بالجنس والعدوان في‬
‫الغالب‪ ،‬حيث يحقق الحلم إشباعا أو تنفيسا محدودا نتيجة لنظام الرقابة‪ ،‬هذه النتائج أكدت‬
‫لفرويد افتراضاته السابقة عن أهمية الخبرات الطفولية المرتبطة بالجنس والعدوان‪ ،‬كما‬
‫أكدت له عملية الكبت لهذه الخبرات والتي تجعل منها خبرات الشعورية‪.‬‬
‫‪ 4‬مرحلة التقييم والمراجعة (‪ :)1914-1939‬في هذه المرحلة‪ ،‬بدأ اهتمام فرويد بمبدأ‬
‫الواقع‪ ،‬واعتبره األساس في نمو األنا في مرحلة الرضاعة‪ ،‬و فرق بين عمليات التفكير‬
‫األولية والثانوية‪ ،‬مؤكدا بان العمليات األولية تعني الطاقة الكلية الالشعورية والتي‬
‫تسعى لتحقيق اإلشباع‪ ،‬وتتركز حول غريزتي الجنس والعدوان‪ ،‬في حين ارجع العمليات‬
‫الثانوية للعمليات الفكرية الشعورية المرتبطة باألنا الذي يرتبط بدوره بالواقع‪ ،‬والتي تعمل‬
‫على تأجيل أو تنظيم إشباع الغرائز‪ ،‬كما اكد في هذه المرحلة على أهمية الالشعور و أوجد‬
‫نموذجه عن الشعور والالشعور‪ ،‬بعد ذلك سوف يتوصل إلى البناء النهائي للشخصية‬
‫والمكون من الهو واالنا و األنا العليا‪،‬‬
‫بناء الشخصية‪:‬‬
‫تنا ول فرويد بناءات الشخصية من جانبين ‪ ،‬حيث تحدث عن البناءات من حيث أساس‬
‫تكوينها و وظائفها وتشمل الهو ‪ ،‬األنا ‪ ،‬واالنا االعلى‪ ،‬ثم تحدث عنها وعن محتواها من‬
‫حيث مدى ارتباطها بالوعي فقسمها إلى الشعور‪ ،‬ما قبل الشعور‪ ،‬و أخيرا الالشعور‪ ،‬فقام‬
‫بتطوير نموذج طبوغرافي مصور عن العقل‪ ،‬والذي شرح من خالله معالم بنية العقل‬
‫ووظيفته‪ ،‬ومثّل ذلك باستعمال الجبل الجليدي لوصف مستويات العقل الثالث‪ ،‬بحيث على‬
‫سطح الجبل الجليدي يوجد الشعور‪ ،‬والذي يتكون من األفكار التي تشكل محور تركيزنا‬
‫اآلن‪ ،‬أما العقل الباطن فيتكون من كل األشياء التي يمكن استعادتها من الذاكرة(قبل‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫المكونة‬
‫ّ ِّ‬ ‫الشعور)‪ ،‬أما المنطقة الثالثة واألكثر أهمية هي الالشعور‪ ،‬حيث توجد اآلليات‬
‫للدوافع الحقيقية لسلوكاتنا‪ ،‬لذا فإن أهم جزء بالعقل هو الجزء المخفي عنا تما ًما كما في‬
‫الجبل الجليدي‪ ،‬الذي يشكل أساسه جزؤه المخفي‪ ،‬ويعمل الالشعور كمخزن لألماني األولية‬
‫ودافع يطفو على بر األمان يتم التوسط له عن طريق العقل الباطن‪.‬‬
‫فيما بعد عام (‪ ،)1923‬طور فرويد نموذ ًجا أكثر بنا ًء عن العقل‪ ،‬ينطوي على المكونات‬
‫الثالث التالية‪( :‬االنا‪ ،‬االنا األعلى والهو)‪ ،‬والتي يدعوها فرويد ب الجهاز النفسي‪ ،‬ولتلك‬
‫المفاهيم وظائف عقلية هامة جدًا‪ ،‬وأثر كبير في تشكيل شخصية الفرد‪.‬‬
‫األنا ‪ : Ego‬تنمو األنا خالل مرحلة الرضاعة حيث ينفصل عن الهو كنتيجة للضغوط التي‬
‫يفرضها الواقع على الفرد‪ ،‬ويعمل األنا من الناحية الوظيفة كوسيط بين الواقع ورغبات‬
‫الهو‪ ،‬حيث يسعى إلى إشباع هذه الرغبات بطريق مشروعة اجتماعيا (مبدأ الواقع)‪ ،‬كما‬
‫انه في صراعه هذا يقع تحت ضغوط األنا األعلى وخاصة عندما يضعف أمام رغبات الهو‬
‫المرفوضة‪ ،‬ولتحقيق ذلك يعمل على تأجيل اإلشباع عند الحاجة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫ميكانزمات الدفاع‪ ،‬لحل الصراع بين حاجات الهو ومتطلبات الواقع وقيم األنا األعلى‪.‬‬
‫األنا األعلى ‪ : Super-ego‬تنمو األنا االعلى في نهايات المرحلة األوديبية‪ ،‬وذلك كنتيجة‬
‫للتوحد مع الوالد من نفس الجنس‪ ،‬ويتم امتصاص القيم الوالدية حول ما هو مقبول أو‬
‫غير مقبول‪ ،‬وتعمل كقوة ضاغطة على الهو من جانب‪ ،‬وأيضا على األنا عندما يبدي‬
‫تساهال في التعامل مع الهو‪ ،‬فاالنا األعلى هي مسؤولة عن تأكيد المعايير األخالقية‬
‫ال ُمتَّبَعة‪ ،‬وتدفعنا للتصرف بمسؤولية واتباع سلوكات اجتماعية مقبولة‪.‬‬
‫الهو‪ : Id‬يولد الطفل مزودا به‪ ،‬ويرتبط بالغرائز األساسية وأهمها الجنس والعدوان‬
‫ويسير وفقا لمبدأ اللذة‪ ،‬بمعنى انه يسعى لإلشباع المباشر ويصارع لتحقيق ذلك‪ ،‬فيحتوي‬
‫على معظم دوافعنا األساسية األولية التي تتطلب االشباع‪ ،‬تلك الرغبة الدفينة المتولدة عن‬
‫طاقة كبيرة غير منظمة وغير مضبوطة‪ ،‬هذه الرغبات هي التي تدفعنا لمواجهة الحياة‬
‫وتقودنا للبحث عن الطرق التي قد نحتاجها للبقاء‪.‬‬
‫مراحل النمو النفسي عند فرويد‪:‬‬
‫يرى "فرويد " أن الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل خالل السنوات الخمس األولى‪ ،‬يليها‬
‫لمدة تستمر خمس أو ست سنوات فترة الكمون‪ ،‬فيتحقق قدر من الثبات واالستقرار‬
‫الدينامي‪ ،‬ومع بداية المراهقة تنبعث القوى الدينامية مرة أخرى‪ ،‬ثم تستقر بعد ذلك بالتدريج‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫مع االنتقال من المراهقة إلى الرشد‪ ،‬ولقد رأى "فرويد "أن تطور ونمو الشخصية إنما‬
‫يتعلق بنمو مصدر الطاقة الغريزية البيولوجية (الذي اسماه "الليبيدو")‪ ،‬والذي ينعكس‬
‫على سلوك المرء وشخصيته طوال الحياة‪ ،‬هذه الطاقة تتمركز في مناطق من جسم الطفل‬
‫تؤدي الى االشباع الجنسي الليبيدي‪- ،‬هذه المناطق‪ -‬تتغير‪ ،‬تبعًا للسن ولنمو الكائن‬
‫تغيرا في تنظيم عالقات الكائن‬
‫العضوي‪ ،‬كما ان هذا التغيّر في مناطق تركيز اللبيدو‪ ،‬يحدث ً‬
‫العضوي مع ذاته ومع بيئته ومع أفراد مجتمعه‪ ،‬وقد ينتج عن ذلك صراع قد تظهر آثاره‬
‫النمو في نظرية فرويد على النحو التالي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫في شخصيته فيما بعد‪ ،‬وتسير مراحل‬
‫المرحلة الفمية‪ :‬وتنقسم إلى مرحلتين فرعيتين ‪:‬المرحلة الف ّمية السلبية‪ ،‬والمرحلة الف ّمية‬
‫السادية‪.‬‬
‫المرحلة الفمية السلبية‪:‬‬
‫تقع هذه المرحلة في النصف األول من السنة األولى‪ ,‬وفي هذه المرحلة يكون المصدر‬
‫الرئيسي للذة اللبيدية متضمنًا تنبي ًها لمسيًّا للشفتين وللتجويف الفمي‪ ،‬ويكون الفم هو مركز‬
‫التفاعل مع البيئة الخارجية‪ ،‬ويكون النمط السائد من السلوك المشبع هو ذلك النمط المبني‬
‫على اإلدماج‪ ،‬وال تقتصر عملية اإلدماج على مص ثدي األم فحسب‪ ،‬بل تشاهد أيضًا في‬
‫سي‪ ،‬ففي فترات الحرمان واالنتظار والتوتر‬‫امتصاص أي شيء يقع في مجال الطفل الح ِّ ّ‬
‫يلجأ الطفل إلى جسمه لكي يحصل منه على اإلشباع عن طريق المص (أصبعه)‪ ،‬وبذلك‬
‫يمنح نفسه إشباعًا شهوانيًّا ذاتيًّا‪.‬‬
‫المرحلة الفمية السادية‪:‬‬
‫وتقع في النصف الثاني من السنة األولى‪ ،‬وفيها يحل العض محل اإلدماج بالمص‪ ،‬ذلك أن‬
‫التوتر الناتج عن عملية التسنين تلزم الطفل أن يعض‪ ،‬وبذلك يجد نفسه في موقف صراعي‬
‫في بعض األحيان‪ ،‬ألنه ملزم بالحصول على الطعام عن طريق االمتصاص للثدي بدون‬
‫عرضه ذلك للعقاب في صورة الضرب أو سحب الثدي‪ ،‬لذلك يقع الطفل في‬ ‫عض‪ّ ،‬‬
‫وإال َّ‬
‫صراع بين الرغبة في العض والخوف من العقاب‪.‬‬
‫المرحلة الشرجية‪ :‬تمتد المرحلة الشرجية طوال السنتين الثانية والثالثة من العمر‪ ،‬وفي‬
‫هذه المرحلة يرتبط اإلشباع اللبيدي بتفريغ وتهييج الغشاء المخاطي الشرجي‪ ،‬فبعد أن يت َّم‬
‫هضم الطعام تتراكم المخلفات في النهاية للقناة الهضمية‪ ،‬ليطرد بواسطة الفعل المنعكس‬
‫عندما يبلغ الضغط على عضالت الشرج العاصرة مستوى معينًا‪ ،‬وبذلك فإن طرد الفضالت‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫شعورا بالراحة‪ ،‬ويمكن للطفل في هذه الفترة أن يزيد التهيج‬


‫ً‬ ‫يزيل مصدر الضيق ويحدث‬
‫بحجز البراز‪ ،‬وتصبح المواد البرازية موضعًا للحب والكراهية‪ ،‬وذلك بما لها من قابلية‬
‫للطرد أو االحتفاظ‪ ،‬ولذا تس َّمى هذه المرحلة بالمرحلة السادية الشرجية‪ ،‬وعندما يتلقَّى‬
‫الطفل التدريب على النظافة في السنة الثانية‪ ،‬يلتقى بأول خبرة حاسمة له لتنظيم هذه‬
‫الدفاعات الغريزية‪ ،‬فعليه أن يتعلّم إرجاء اللذة التي يحققها له تخلصه من توتره الشرجي‪،‬‬
‫الخاص في تدريبه على ضبط‬ ‫ّ‬ ‫وتتوقف نتائج هذا التدريب على أسلوب األم‬
‫التبرز‪ ،‬ومشاعرها حيال عملية التبرز‪.‬‬
‫المرحلة القضيبية‪ :‬تقع بين السنتين الثالثة والخامسة من العمر‪ ،‬وفي هذه المرحلة تصبح‬
‫األعضاء التناسيلة "القضيب عند الذكر‪ ،‬والبظر عند األنثى "هي المنقطة الرئيسية المولدة‬
‫للذة الشهوانية‪ ،‬وتهيئ هذه المشاعر المرتبطة بالنشاط الشهوي السبيل لظهور عقدتين‬
‫خطيرتين تؤثران في شخصية الطفل المستقبلية‪ ،‬هما ‪:‬عقدة أوديب‪ ،‬وعقدة الخصاء‪.‬‬
‫أ‪-‬العقدة األوديبية‪ :‬هي شحنة انفعالية جنسية تستهدف الوالد من الجنس المقابل‪ ،‬وشحنة‬
‫عدوانية تستهدف الوالد من نفس الجنس‪ ،‬فالصبي يرغب في امتالك أ َّمه واستبعاد‬
‫أبيه "وهنا تس َّمى عقدة أوديب"‪ ،‬في حين ترغب البنت في امتالك أبيها وإبعاد أمها "وتس َّمى‬
‫عقدة إلكترا‪ ،‬وتعبر هذه المشاعر عن نفسها في األفعال الدالة على الحب واألفعال المعبرة‬
‫عن التمرد والثورة إزاء الوالدين‪ ،‬ففي هذه السن يعرف األطفال أن بين األب واألم عالقة‬
‫صة مريبة ولذيذة‪ ،‬ولكن األهم من ذلك أن الطفل يرغب في امتالك أ ّمه امتالكًا تا ًّما‪ ،‬يريد‬ ‫خا َّ‬
‫أن تلبي له طلباته ورغباته وترعاه‪ ،‬لكنه يرى أن األب يأتي إلى المنزل ويستأثر باألم‪ ،‬أو‬
‫سا‪ ،‬ونجد الموقف ذاته عند البنت‬ ‫على األقل يأخذ وقتها‪ ،‬ومن ث َ َّم ينظر إلى األب بوصفه مناف ً‬
‫الصغيرة مع األب‪ ،‬تكون استجابة الطفل ثنائية العاطفة في هذه الفترة‪ ،‬فبالنسبة للولد يصبح‬
‫لألب قوة سلبية "تشكل تهديد وإحباط"‪ ،‬ألنه يتنافس معه في جذب اهتمام األم‪ ،‬وقوة‬
‫إيجابية "فهو يداعبه ويأتيه باللعب والحلوى ويصحبه للنزهة "‪ ،‬وهنا يصبح األب مصدر‬
‫حب وكراهية في نفس الوقت‪ ،‬ويبدأ الطفل الحل السوي لعقدة أوديب‪ ،‬فيبدأ في التو ّحد‬
‫بالوالد من نفس الجنس‪ ،‬ويقوي "األنا األعلى "‪ ،‬ويكتسب خصائص الشخصية البالغة‪ ،‬ألنه‬
‫تتحول المشاعر الشهوية الخطرة نحو األم إلى مشاعر‬ ‫ّ‬ ‫يريد أن يكون شبي ًها باألب‪ ،‬ومن ث َ َّم‬
‫رقيقة حنونة ال خطر منها نحوها‪ ،‬وبذلك يؤدي حل عقدة أوديب في النهاية إلى تطور "األنا‬
‫األعلى "‪ ،‬أما إذا لم يحل الموقف األوديبي ولن يت َّخلص الطفل من كراهيته لألب من نفس‬
‫الجنس‪ ،‬فإن هذه المشاعر ال تتالشى تما ًما‪ ،‬بل يدفع بها إلى األعماق لتبرز مرة ثانية‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫بأشكال أخرى‪ ،‬فتزاح المشاعر السلبية عند نضج الفرد إلى أفراد راشدين آخرين في‬
‫المجتمع لهم سلطة األب‪ ،‬كالمعلم في المدرسة‪ ،‬أو الرئيس في العمل‪ ،‬إلخ‪ ،‬ومن المحتمل‬
‫أن نجد الطفل الذي فشل في حل الثنائية الوجدانية في هذه المرحلة تظهر لديه مشاعر غير‬
‫مستقرة تجاه الناس‪ ،‬فهو يساعد أصدقاءه ثم يؤذيهم‪ ،‬ومن المحتمل أن يفشل في أن يسلك‬
‫سلوكًا ثابتًا مما يؤدي إلى شعوره بالشلل وعدم االستقرار على قرار‪.‬‬
‫ب‪-‬عقدتا الخصاء وحسد القضيب‪ :‬اكتشف فرويد عقدة الخصاء من تحليل‬
‫حالة "هانز "الصغير عام ‪ ،1908‬وتظهر حين يدرك الطفل الذكر الفروق التشريحية بين‬
‫عضوا ذكريًّا "البظر "ولكنه غير ظاهر‪ ،‬وذلك‬
‫ً‬ ‫الجنسين‪ ،‬فيستنتج الصبي أن البنات لهن‬
‫عقابًا لهن‪ ،‬ومن ث َ َّم نجد أن اشتياق الطفل الذكر المحرم لألم ونقمته على األب تؤدي به إلى‬
‫الصراع مع األب‪ ،‬فهو يتخيل أنه منافسه المستبد الذي سيوقع به األذى‪ ،‬وقد تؤيّد مخاوفه‬
‫بسبب ما يصدر من األب من تهديدات‪ ،‬ويتركّز خوفه مما قد يوقعه به األب من أذى حول‬
‫أعضائه التناسلية‪ ،‬إذ أنه مصدر مشاعره الجياشة بالشهوة‪ ،‬وهو يخشى أن يستأصل والده‬
‫الغيور هذه األعضاء المسيئة‪ ،‬ويؤدي الخوف من الخصاء أو ما يسميه "فرويد "بقلق‬
‫الخصاء‪ ،‬إلى كبت الرغبة الجنسية اتجاه األم‪ ،‬والعدوان نحو األب‪ ،‬مما يساعد على حدوث‬
‫التعيين الذاتي باألب‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألنثى ‪:‬فإن البنت تغيّر موضوع حبها األصلي وهو األم بموضوع جديد هو‬
‫عضوا جنسيًّا‬
‫ً‬ ‫األب‪ ،‬وسبب ذلك هو شعور البنت بخيبة األمل عندما تكتشف أن الصبي يمتلك‬
‫مختلفًا ع َّما لديها‪ ،‬ومن ث َ َّم تعتبر أمها مسئولة عن حالة الخصاء هذه‪ ،‬مما يضعف حبها‬
‫لها‪ ،‬وتبدأ البنت تحول حبها ألبيها ولغيره من الرجال‪ ،‬وتبدأ هذه المشاعر تمتزج كذلك‬
‫بمشاعر الحسد للذكور المتالكهم شيئ ًا تفتقر إليه وهو ما يعرف "بحسد القضيب‪ ،‬وبذلك فإن‬
‫حسد القضيب هو المقابل األنثوي للخصاء عند الذكر‪ ،‬فالبنت تتخيل أنها فقدت شيئ ًا ذا قيمة‪،‬‬
‫في حين يخاف الصبي من أن يتعرض لفقده‪.‬‬
‫مرحلة الكمون‪ :‬تقع هذه المرحلة بين السادسة وسن البلوغ‪ ،‬وفيما يضعف الدافع الغريزي‬
‫أو الطاقة الغريزية‪ ،‬وينسى الطفل األشكال السابقة لتطور الطاقة الجنسية‪ ،‬ويتخذ من‬
‫المبادئ الخلقية القائمة في الثقافة التي يعيش فيها موانع يقيمها في وجه غرائزه األولية‪،‬‬
‫بمعنى أن الرغبة الجنسية والشعور بالكراهية تجاه الوالد من نفس الجنس تكبت‪ ،‬ويتميز‬
‫الطفل بالهدوء النسبي من الناحية الدينامية‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫المرحلة التناسلية‪ :‬بعد فترة الكمون‪ ،‬ومع الوصول إلى البلوغ في الثانية عشرة تقريبًا تبدأ‬
‫الغريزة الجنسية تنمو في اتجاه الهدف البيولوجي‪ ،‬وتبدأ االستثارة الفسيولوجية من الغدد‬
‫الجنسية في حث الدافع الجنسي بشدة حتى أنها تحكم حواجز الكبت‪ ،‬ومن هنا يعود الشخص‬
‫ينظر إلى الجنس نظرة مشبعة باللذة‪ ،‬ولكن بادراك جديد للموقف‪ ،‬إنه يرغب في رفيق من‬
‫سنه وليس أحد الوالدين‪ ،‬لذلك تعتبر المرحلة التناسلية هي أولى خصائص النضج الحقيقي‬
‫والتخلي عن مبدأ اللذة مع نمو كامل لألنا األعلى‪ ،‬ويتضمن الجنس في هذه المرحلة فكرة‬
‫الحصول على اللذة بإعطائها لآلخر بمنأى عن األنانية والنرجسية المطلقة والتمركز حول‬
‫الذات التي كانت تميز المراحل المبكرة‪ ،‬وبذلك ينجذب الفرد إلى الموضوعات الجنسية‬
‫انجذابًا غير نرجسي‪ ،‬وعلى ذلك تعد المرحلة التناسلية فترة النشاط الجمعي‪ ،‬والزواج‬
‫وإنشاء األسرة ورعايتها‪ ،‬والميل إلى التقدم المهني‪.‬‬
‫اهم الميكانيزمات الدفاعية‪ :‬يلجأ الفرد عادة الى استخدام مجموعة من األساليب‪ ،‬او‬
‫الميكانيزمات‪ ،‬او الحيل الدفاعية النفسية‪ ،‬من اجل تحاشي الشعور بالقلق‪ ،‬عن طريق تجاهل‬
‫مسبباته‪ ،‬مما يجعله يحقق التوازن النفسي ولو بشكل مؤقت‪ ،‬فهذه المييكانيزمات هي من‬
‫الوسائل التي تستخدمها "االنا" الشعوريا في الغالب لتجنب التعبير عن النزعات التي تهدد‬
‫اتزانه‪ ،‬ومن اهم هذه الحيل نجد‪:‬‬

‫الكبت‪ :‬هو آلية دفاعية الشعورية ‪ ،‬يهدف األنا من خاللها إلى دفع كل التصورات المزعجة‬
‫والمسببة للتوتر إلى الالشعور‪.‬‬
‫النكوص‪ :‬هو آلية دفاعية ال شعورية‪ ،‬وهو تراجع اإلنسان إلى مرحلة سـابقة فـي نمـوه‪،‬‬
‫واستبدال سلوكاته الحديثة بأخرى أكثر قـدما‪.‬‬
‫التثبيت‪ :‬التثبيت هو توقف نمو الشخصية عند مرحلة من النضج ال يتعداها عندما تكون‬
‫مرحلة النمو التالية بمثابة تهديد خطير‪.‬‬
‫التقمص‪ :‬حيلة دفاعية يقوم الشخص خاللها بالتقمص الالشعوري ألفكار وقيم ومشاعر‬
‫شخص آخر لتحقيق رغبات ال يستطيع تحقيقها بنفسه للشعور بالرضا الذاتي‪.‬‬
‫اإلزاحة‪ :‬يقاوم الفرد الصراعات أو عوامل الضغط الداخلية أو الخارجية‪ ،‬حيث يقوم بنقـل‬
‫وإزاحة أفكاره وأحاسيسه من موضوع إلى آخر‪.‬‬
‫االنسحاب‪ :‬وهو التجنب المباشر للناس أو مواقف التهديد‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫االنكار‪ :‬للدفاع عن القلق ضرورة ان يغفل االنسان عن الحقيقة‪ ،‬أي التهديدات الموضوعية‬
‫والحقيقي‪ ،‬أي ان الشخص يرفض بعض األشياء‪ ،‬التي تثير قلقه‪.‬‬
‫االسقاط‪ :‬أي التحويل على شخص اخر كل تهديدات االنا‪ ،‬أي ان الشخص يرى في االخرين‬
‫كل مساوئه واالشياء التي ال يرغب فيها‪ ،‬لدرجة قد تصل الى لوم االخرين عن تلك االعمال‬
‫والتصرفات واألساليب الغير أخالقية التي توجد فيه‪.‬‬
‫التسامي‪ :‬هو ميكانيزم دفاعي إيجابي‪ ،‬يلجأ اليه الفرد للتعبير عن الدوافع الغير مرغوب‬
‫فيها من قبل المجتمع‪ ،‬فيعوض السلوك العدواني المكبوت الى فعل اخر مقبول‪ ،‬مثل التنفيس‬
‫بواسطة االعمال األدبية‪ ،‬الرياضية‪ ،‬الفنية‪....‬‬
‫التحويل‪ :‬تحويل المحتوى العاطفي من فرد آلخر‪ ،‬مثال شاب تتخلى عنه خطيبته‪ ،‬فيجد‬
‫لنفسه خطيبة أخرى بشكل سريع‪ ،‬ويحول لها نفس المشاعر السابقة‪ ،‬او عامل يغضبه‬
‫رئيسه في العمل‪ ،‬فيكتم غضبه‪ ،‬والحقا عند عودته للمنزل يقوم بمعاقبة ابناءه او زوجته‪،‬‬
‫لتصرف يكون عادة مقبوال او يمكن التغاضي عنه‪.‬‬

‫نظرية ادلر‬
‫ألفرد أدلر هو طبيب نفسي نمساوي‪ ،‬مؤسس مدرسة علم النفس الفردي‪ ،‬وكلمة "الفردي"‬
‫قد استخدمها للتأكيد على تميز واختالف كل شخصية عن األخرى‪ ،‬وعدم إمكانية تقسيم أو‬
‫تجزئة الشخصية بل وجوب النظر إلى الشخصية على أنها وحدة ال تتجزأ‪ ،‬خالل الحرب‬
‫العالمية األولى خدم آدلر في جيش بالده طبيبا ً في قسم األمراض النفسية والعصبية في‬
‫إحدى المستشفيات العسكرية‪ ،‬وقد جعلته فترة الخدمة العسكرية أكثر إدراكا ً ألهمية‬
‫وضرورة نشر أفكاره‪ ،‬كما ان مفهوم الشخصية عنده يرتكز أساسا ً على مبدأ فهم شخصية‬
‫الفرد وطبيعته الداخلية مما تستلزم الكشف عن اإلطار االجتماعي الذي يعيش فيه اإلنسان‪.‬‬
‫قسم ادلر أنماط الشخصية في بداية حياته إلى تفاؤلية‪ ،‬عدوانية‪ ،‬انطوائية‪ ،‬ومنبسطة‪ ،‬ثم‬
‫طورها عام ‪ 1935‬مضيفا إليها درجة فاعلية الشخص ودرجة اهتماماته االجتماعية ومن‬
‫ثم خرج بالتقسيم التالي‪:‬‬
‫النوع المتمسك بالقواعد‪ :‬لديه درجة عالية من اإلصراروالسيطرة على الحياة ولكنه على‬
‫درجة عالية من العدوانية‪ ،‬كما يعاني من ضعف شديد في االهتمامات االجتماعية‪.‬‬
‫النوع النفعي‪ :‬يتوقع إشباع حاجاته‪ ،‬لديه اهتمامات اجتماعية ولكنها ضعيفة‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫النوع االنسحابي‪ :‬يتسم باالنسحابية وضعف النشاط وعدم القدرة على تحقيق أهدافه‪،‬‬
‫ولذا فان اهتماماته االجتماعية ضعيفة بالمقارنة بكل المجموعات األخرى‪.‬‬
‫النوع االجتماعي‪ :‬نمط سوي نشط‪ ،‬للشخص أهدافه التي يسعى لتحقيقها في حدود مصالح‬
‫المجتمع ذلك أن لهم أهداف اجتماعية واضحة‪.‬‬
‫المسلمات األساسية لنظرية ادلر‪:‬‬
‫مشاعر النقص والعجز والكفاح من اجل التميز والكمال كبديل لنظرية الجنس‪ :‬يمثل مركب‬
‫النقص في اإلنسان والذي يرتبط بالعجز الطبيعي في بداية الحياة‪ ،‬وما يدعمه من‪ ،‬عوامل‬
‫أخرى كالمرض واالصابات‪ ،‬ثم العجز عن مواجهة الموت‪ ،‬األساس لدافع الكفاح من اجل‬
‫التغلب على مشاعر النقص والعجز‪ ،‬ثم من اجل التميز والكمال‪ ،‬وهذا الدافع يعتبر سويا‬
‫من وجهة نظره‪ ،‬إذا بقي الفرد محافظا على أهدافه االجتماعية‪ ،‬إال انه قد يصبح مرضيا‬
‫اذ فقد الفرد أهدافه االجتماعية‪.‬‬
‫العدوان ‪ :‬بالرغم من أن ادلر هو المبتكر لفكرة العدوان التي قال بها فرويد فقد قام بتعديل‬
‫وتطوير الفكرة من خالل أعماله المتتالية ‪ ،‬ويمكن إيجاز ذلك في‪:‬‬
‫العدوان ‪- :‬إحساس بالكره نحو مشاعر العجز وعدم القدرة على تحقيق اإلشباع ‪ ،‬ويمكن‬
‫للعدوان أن يتحول بطرق عديدة عندما ال يستطيع الفرد توجيهه للموضوع األساسي‪ ،‬ومنها‬
‫تحول الدافع العدواني إلى العكس كالغيرية‪ ،‬ثم تحويل طاقة العدوان إلى دافع بديل آخر‪،‬‬
‫وتحويل العدوان إلى هدف آخر‪ ،‬وتحويل العدوان إلى الذات‪.‬‬
‫‪-‬ربط ادلر فكرة العدوان من اجل التغلب على مشاعر العجز والنقص بالذكورة‪ ،‬لما‬
‫‪-‬يرتبط بها بيولوجيا وثقافيا من مشاعر التميز والقوة‪ ،‬إال انه قلل ممن أهمية ذلك فيما‬
‫بعد‪.‬‬
‫‪ -‬ربط العدوان بالكفاح بالبحث عن التميز‪.‬‬
‫‪-‬وأخيرا ربط العدوان بالكفاح من اجل تحقيق الذات والكمال‪.‬‬
‫الحاجة للحب‪ :‬بالرغم من أن العدوان دافع طبيعي من وجهة نظر ادلر لتحقيق ذاته‪ ،‬فان‬
‫وجوده ال ينفي حاجة اإلنسان للحب والعاطفة ولذا فهو يكافح من اجل تحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫الغائية‪ :‬يرى أن الفرد يسعى بفاعلية لتحقيق غايات واهداف‪ ،‬يسعى من خاللها لتحقيق‬
‫التميز والكمال والتغلب على مشاعر العجز‪.‬‬
‫االهتمام االجتماعي‪ :‬يسعى الجميع للكفاح من اجل التغلب على مشاعر العجز‪ ،‬وال فرق بين‬
‫االسوياء والعصابيين في ذلك‪ ،‬كما يمثل العدوان دافع طبيعي مرتبط بهذا الكفاح‪ ،‬اال ان‬
‫الفرق بين المجموعتين هو وجود أهداف اجتماعية لألشخاص األسوياء‪ ،‬مما يعني توجيه‬
‫العدوان وتهذيبه ليكون اجتماعيا‪ ،‬وليأخذ شكل اجتماعيا مقبوال‪ ،‬كما تنعدم النرجسية‬
‫المرضية لدى األسوياء‪ ،‬في حين تنعدم األهداف االجتماعية ويمارس العدوان والنرجسية‬
‫بشكل صريح عند العصابيين‪.‬‬
‫نمط الحياة‪ :‬استخدم ادلر مصطلح علم النفس الفردي‪ ،‬ليؤكد الطبيعة الذاتية لكفاح الفرد‬
‫من اجل تحقيق أهدافه التي يسعى من خاللها للسعي للتميز في الكمال‪.‬‬
‫كارل غوستاف يونغ‬
‫طبيب نفسي سويسري ومؤسس علم النفس التحليلي‪ ،‬ابتكر طريقة التداعي بالكلمات‪ ،‬التي‬
‫تعتمد في الوصول إلى الهدف المطلوب على استجابات المريض على الكلمات أي المثيرات‬
‫التي تعرض عليه‪ ،‬كما عوض تقنية االريكة بتقنية المقابلة‪ ،‬وهو مكتشف ما يسمى ب‬
‫“الالشعور الجماعي” الناشئ عن التخيل‪ ،‬يقسم الشخصية الى‪:‬‬
‫األنا الشعوري‪ :‬تقابل األنا عند فرويد إال أنها شعورية تماما‪ ،‬وتشمل كل الخبرات الواعية‬
‫واالنطباعات والعمليات العقلية‪ ،‬فالشعور يشمل تحديدا اإلحساس والتفكير والمشاعر‬
‫والحدس‪ ،‬وهي ما يحدد أنماط الشخصية‪.‬‬
‫الالشعور الشخصي‪ :‬ال يقابل الالشعور‪ ،‬بل ما قبل الشعور عند فرويد‪ ،‬إذ يحتوي على‬
‫الخبرات الماضية والتوقعات المستقبلية التي ال تكون في حيز الوعي في حينها‪ ،‬إال أن‬
‫باإلمكان استرجاعها بشيء من الجهد‪ ،‬كما يمكن ظهور التوقعات المستقبلية من خالل‬
‫األحالم‪.‬‬
‫الالشعور الجمعي‪ :‬الالشعور الجمعي عام بين كل الناس‪ ،‬إذ يعتمد على االستعدادات‬
‫المتوارثة‪ ،‬تنتج عن التأثير االنفعالي التراكمي للخبرات اإلنسانية‪ ،‬أي ردود األفعال االنفعالية‬
‫المكررة ألفكار قد ال تكون واقعية‪ ،‬بل االستعداد المسبق لالستجابة بطريقة محددة ورثت‬
‫عبر األجيال‪ ،‬ولكل ذلك فان محتويات الالشعور الجمعي هي مجموعة أساسية من النماذج‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫البدائية المحددة لردود األفعال االنفعالية ونمط االستجابة التي تقوم بها حيال األحداث‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫اهم المفاهيم في نظريته نجد‪:‬‬
‫الشخص ‪ persona‬يرمز للناحية السطحية(الخارجية) من الشخصية‪ ،‬التي تتجلى في‬
‫العالقة المباشرة لإلنسان باآلخرين دون أن تعكس وجهه الحقيقي‪ ،‬إنه صورة اإلنسان التي‬
‫يظهر فيها أمام نفسه وأمام اآلخرين‪ ،‬أو القناع ‪ mask‬الذي ترتديه الشخصية إلخفاء‬
‫حقيقتها‪.‬‬
‫الظل يرمز إلى كل ما هو منحط في أخالق اإلنسان‪ .‬فقد قصد به يونغ وجود الجانب السلبي‪،‬‬
‫القاتم في الشخصية الذي يحتوي على النزعات العدوانية والتخريبية‪ ،‬ويتموضع في أعماق‬
‫النفس البشرية‪.‬‬
‫األنيما تعبر عن النمط األول األنثوي في الرجل‪.‬‬
‫األنيموس تعبر عن النمط األول الذكري في المرأة‪.‬‬

‫ميالني كالين‬
‫ميالني كالين‪ ،‬عالمة نمساوية ومحللة نفسية ورائدة في مجال التحليل النفسي لألطفال‪،‬‬
‫اتجهت في أبحاثها نحو دراسة التكوين النفسي لألطفال‪ ،‬فوجدت أن عالقة األم والطفل‬
‫عالقة تجمع بين الحب والكراهية في آن واحد‪ ،‬كما ان خوف الطفل من هجر أمه له‪ ،‬هو‬
‫السبب في عدد من االضطرابات الشخصية لدى األطفال والبالغين‪ ،‬فكالين ترى َ‬
‫ان األنا‬
‫االعلى حاضرة في مرحلة ما قبل الخامسة من العمر‪ ،‬وعقدة أوديب تظهر قبل السنة الثالثة‬
‫من العمر‪ ،‬وبالتالي فقد قامت بإجراء تغيير في الروزنامة التي حدَّدها فرويد لتشكيل هذين‬
‫المفهومين‪ :‬أوديب واالنا األعلى‪.‬‬
‫كما ترى ان الحسد هو المصدر األساسي للعنف لدى األطفال‪ ،‬والمبالغة في هذا الحسد يؤدّي‬
‫في المستقبل إلى إنتاج أشخاص عاجزين عن الحب‪ ،‬وعاجزين حتى عن الشعور باالمتنان‪،‬‬
‫وقد استخدمت ألعاب األطفال في ممارستها للتحليل النفسي مع األطفال لتتيح لهم أن يعبّروا‬
‫عن حياتهم االستيهامية من خالل اللعب‪ ،‬بحيث تعتبر ان للعب محتوى كامن نستطيع من‬
‫خالله الكشف عن مشاعر الطفل الالواعية‪ ،‬على سبيل المثال فتاة صغيرة تدعى ‪trude‬‬
‫لعبت متظاهرة في احدى الجلسات العالجية انها تهاجم محللتها‪ ،‬وتبحث عن شخصيات من‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫الدمى داخل معدتها‪ ،‬ورأت كالين ان ذلك يرمز لغيرتها من مولود شقيق قادم يتطلب اهتماما‬
‫من امه‪.‬‬

‫جاك الكان ‪ :‬من أشهر المحللين النفسيين بعد فرويد‪ ،‬ولد في باريس عام ‪ 1901‬من‬
‫عائلة بورجوازية‪ ،‬يرى ان الالشعور يتكون كلغة ويتجلى في مظاهرها‪ ،‬وهو يعمل على‬
‫الدالالت وليس المدلوالت التي ترمز إليها المصطلحات‪ ،‬اذن هو كيان لغوي متكامل وبنيته‬
‫لغوية بالدرجة األولى‪ ،‬فمن ناحية التكثيف يرى الكان بأنها تشبه المجاز األدبي والذي من‬
‫خالله يمكننا تحويل داللة خاصة غير مناسبة السم ما إلى داللة أخرى‪ ،‬أما التحويل فهو‬
‫يشبه الكناية تُؤخذ فيه النتيجة كسبب والسبب كنتيجة والحامل بصفته محموال واالسم على‬
‫أنه مكان والكناية تحدد موضوعها داخل المفهوم الذي يرتبط بدوره مع مفهوم آخر بعالقة‬
‫جديدة وهكذا تتشكل أول لبنات اللغة‪ ،‬لذلك فهو يرى ان كالم المريض يشكل الوسيلة الوحيدة‬
‫لعالجه في مجال التحليل النفسي وهو كلمة السر من أجل معرفة مكنوناته النفسية(التداعي‬
‫الحر‪ ،‬المقابلة)‪.‬‬

‫آنا فرويد ‪ :Anna Freud‬هي االبنة األخيرة لعالم النفس الشهير سيجموند‬
‫فرويد‪ ،‬فكانت أقرب أبناء فرويد له وشديدة االلتصاق به‪ ،‬وأخذت عنه اتجاهاته العلمية‬
‫واهتماماته السيكولوجية‪ ،‬وتعد من أوائل مؤسسي التحليل النفسي للطفل‪ ،‬بدأت عملها‬
‫كمدرسة أطفال في فيينا في العشرينيات‪ ،‬وساعدها قربها من األطفال على فهم نفسيتهم‬
‫وإدراك أهمية سنواتهم األولى في تطور عقليتهم في المستقبل‪ ،‬بالتالي أكدت على دور األنا‬
‫في الحياة النفسية وفي العالج النفسي التحليلي‪ ،‬كما ترى ان تحليل الميكانيزمات الالشعورية‬
‫التي يلجأ إليها األنا‪ ،‬يمكن أن تطلعنا على التحوالت التي طرأت على الغرائز عند المريض‪،‬‬
‫بالتالي يتلخص دور المحلل من وجهة نظرها في إزعاج األنا باستثارة المكبوت‪.‬‬
‫تصف آنا فرويد خمسة أنواع من الميكانيزمات الدفاعية‪:‬‬
‫اإلنكار عن طريق التخيل‪ :‬كأن يكره الطفل أباه المستبد‪ ،‬فيتخيله أسدا مثال‪ ،‬ويتوهم أنه‬
‫صديقه‪ ،‬وأنه يأتيه ويالعبه ويتبعه‪ ،‬والطفل بهذا التخيل أنكر واقعه وهو أنه ال يحب أباه‪،‬‬
‫وحولها إلى صورة متخيلة محببة‪ ،‬وهذه الحيلة يلجأ لها األطفال كثيرا‪.‬‬
‫إنكار اللفظ والفعل‪ :‬إنكار الطفل للواقع إنكارا يحمي به نفسه ضد عجزه وقلة حيلته واعتماده‬
‫على غيره‪“ ،‬أنا كبير مثل بابا" أو “أنا ال أكره الدواء‪ ،‬أنا أحبه جيدا"‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫تقييد األنا‪ :‬حرمان االنا من المباهج التي يحبها الطفل وتقييد اناه بالمباهج التي يحبها‬
‫اقرانه‪.‬‬
‫دفاع التعيين بالمعتدي‪ :‬يتم من خالله السيطرة على القلق بامتثال خصال المعتدي واستدماج‬
‫صفاته‪ ،‬ومثاله الطفل الصغير الذي تألم من خلع أحد أسنانه قد يلعب مع أخته بأن يمثل دور‬
‫الطبيب ويجعلها تمثل دور المريضة‪.‬‬
‫الدفاع باإليثار‪ :‬الدفاع عن األشخاص االخرين كما لو كان مكانهم‪.‬‬

‫إريك فروم‪ :‬عالم نفس وفيلسوف إنساني ألماني أمريكي‪ ،‬ولد في مدينة فرانكفورت‬
‫وهاجر إلى الواليات المتحدة األمريكية في ‪ ،1934‬بدأ من علم االجتماع وليس من الطب‬
‫أو الطب النفسي‪ ،‬كما كان يعارض الرؤية االختزالية التي ترى أن اإلنسان مشروط‬
‫بمجموعة من القوى الالواعية التي ال يمكن السيطرة عليها بإرادتنا الواعية‪ ،‬ويع ّد من أبرز‬
‫المحللين النفسيين المجددين‪ ،‬حيث حاول دراسة السلوك اإلنساني على التوفيق بين المنهج‬
‫الفرويدي‪ ،‬الذي يهتم بدراسة الفرد وبنياته النفسية الثالث‪ ،‬من جهة‪ ،‬والمنهج الماركسي‬
‫القائم على دراسة المعطيات االقتصادية التي تتحكم بالفرد‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فيرى أن جمع‬
‫هذين المنهجين يؤدي إلى إدراك التطور والسلوك اإلنساني‪ ،‬هذا اإلنسان المتأثر ليس فقط‬
‫بالتكوين الداخلي‪ ،‬بل بالظروف المحيطة به أيضًا‪.‬‬
‫في اختالف مع فرويد‪ ،‬الذي يركز على الحاجات أو الغرائز الجنسية والعدوانية‪ ،‬يحدد فروم‬
‫ست حاجات اجتماعية أساسية وهي‪ :‬الحاجة لالرتباط‪ ،‬الحاجة للنمو‪ ،‬الحاجة لالنتماء‪،‬‬
‫الحاجة للهوية‪ ،‬الحاجة لإلثارة‪ ،‬الحاجة إلى معتقد يعمل كإطار للتوجيه‪ ،‬كما اهتم أيضا بأثر‬
‫الخبرات الالشعورية‪ ،‬وذهب إلى ابعد مما ذهب إليه فرويد حيث يرى أن هنـاك "الشعور‬
‫اجتماعي" يعمل على كبت الخبرات والرغبات غير المقبولـة اجتماعيـا ويستخدم ميكانزمات‬
‫اجتماعية ثقافية تشمل اللغة والقوانين والمحرمـات االجتماعيـة‪ ،‬هـذا الالشعور يتداخل مع‬
‫الالشعور الشخصي‪.‬ب‬
‫إريك إريكسون‪ :‬ولد عام ‪ 1902‬بمدينة فرانكفورت بألمانيا‪ ،‬درس اللعب عند األطفال‬
‫الطبيعيين والمضطربين‪ ،‬بحيث يرى أن النمو اإلنساني هو حصيلة التفاعل بين العوامل‬
‫البيولوجية الغريزية‪ ،‬والعوامل االجتماعية‪ ،‬وأيضا فاعلية األنا‪ ،‬ومن خالل هذا التفاعل‬
‫تنمو شخصية الفرد من خالل ثمان مراحل متتابعة‪ ،‬كل مرحلة تشكل ازمة أو حاجة يؤدي‬
‫حلها إلى نمو األنا وكسب فاعليات جديدة في حين يؤدي الفشل في حل هذه األزمات‪ ،‬إلى‬
‫اضطراب النمو وتحديدا نمو األنا‪ ،‬وتعني األزمة بصفة عامة وجود مشكلة‪ ،‬إال أنها تعبر‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬
‫القنيطرة‬

‫في نظرية اريكسون‪ ،‬عن الضغوط المعتدلة المرتبطة بحاجات النمو أكثر من أن تكون أحداث‬
‫متطرفة‪ ،‬أو أزمات مستعصية على الحل‪ ،‬وهي مرتبطة بحاجات الفرد البيولوجية‪ ،‬ومستوى‬
‫نضجه من جانب‪ ،‬والمتطلبات االجتماعية المتوقعة منه (ممن هم في سنه أو مستوى‬
‫نضجه) من جانب آخر‪ ،‬وأيضا محاوالت الفرد النفسية للتكيف مع المتطلبات الجديدة للحياة‬
‫االجتماعية في مراحل النمو المختلفة‪ ،‬فاالنتقال إلى مرحلة تالية يتطلب حل األزمات‬
‫السابقة‪ ،‬ويعني ظهور أزمة جديدة مرتبطة بمستوى نضجه‪ ،‬و بالمتطلبات والتوقعات‬
‫االجتماعية المناسبة‪:‬‬
‫‪-‬السنة األولى (الثقة مقابل عدم الثقة)‬
‫‪-‬السنة الثانية (أزمة االستقالل مقابل الشعور بالخجل)‬
‫‪-‬الطفولة المبكرة (أزمة المبادرة في مقابل الشعور بالذنب)‬
‫‪-‬مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة‪( :‬أزمة الكفاية مقابل الشعور بالنقص)‬
‫‪-‬المراهقة (أزمة الهوية مقابل اضطراب الدور)‬
‫‪-‬الشباب المبكر (المودة واأللفة مقابل العزلة)‬
‫‪-‬أواسط العمر (اإلنتاجية مقابل الركود)‬
‫‪-‬الرشد المتأخر (تكامل الذات مقابل اليأس)‬

‫بعض المراجع‪:‬‬
‫محمد شحاتة ربيع‪ ،‬تاريخ علم النفس ومدارسه‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫بدرالدين عامود‪ ،‬علم النفس في القرن العشرين‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق ‪.2001‬‬
‫نجاة عيسى انصورة‪ ،‬اساسيات واصول علم النفس‪ ،‬كنوز للنشر والتوزيع‪.2016 ،‬‬
‫فاطمة عبدالرحيم النوايسة‪ ،‬االرشاد النفسي والتربوي‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪.2012 ،‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫محاضرات علم النفس الدورة الخريفية‪ ،‬السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫رقم المحاضرة‪ :‬الرابعة‬ ‫عنوان الوحدة‪ :‬ميادين وتيارات علم النفس‬
‫الحدادي‬ ‫االستاذ(ة)‬ ‫األول‬ ‫الفصل ‪:‬‬

‫‪ 3‬التيار السلوكي‪:‬‬
‫تعتبر المدرسة السلوكية من المدارس الكبرى في علم النفس‪ ،‬وتقوم على أساس ان عملية‬
‫التعلم‪ ،‬تحدث نتيجة ارتباط وثيق بين مثير ما واستجابة معينة‪ ،‬فمجال االهتمام الرئيسي‬
‫لهذه المدرسة هو السلوك (السلوك الظاهر القابل للمالحظة والقياس)‪ ،‬عن طريق مجموعة‬
‫من التساؤالت من أهمها‪ ،‬كيف نتعلم؟ وكيف نكتسب سلوكنا؟ كيف تتغير هذه السلوكات؟‬
‫فالسلوك بالنسبة للمدرسة السلوكية هو عبارة عن مجموعة من العادات التي يتعلمها الفرد‬
‫ويكتسبها اثناء مراحل نموه المختلفة‪ ،‬ويرجعون ذلك الى العوامل البيئية التي يتعرض لها‬
‫الفرد‪ ،‬باعتبار ان االنسان كائن يستقي سلوكه بحتمية بيئية‪ ،‬وليس هناك ما يسمى بعوامل‬
‫داخلية او صانعة للسلوك‪ ،‬لذلك فليس هناك أي داع لدراسة عوامل أخرى‪ ،‬كما تعد السلوكية‬
‫من المدارس التي عارضت االستبطان منهجا للدراسة‪ ،‬وحاولت إقصائه من مجال علم‬
‫النفس‪ ،‬ألنه يقوم على المالحظة الذاتية في تفسير السلوك‪ ،‬كما رفضت مفاهيم مثل العقل‬
‫والشعور‪ ،‬ألنه داخلي وغير مالحظ‪ ،‬بالتاي ال يمكن قياسه بواسطة اإلجراءات العلمية‬
‫الموضوعية‪ ،‬الن علم النفس ال يمكنه االرتقاء به إلى مستوى العلم الحقيقي‪ ،‬إال إذا تبنى‬
‫المنهج التجريبي الذي تعتمده العلوم الطبيعية‪ ،‬مما يجعل منه علما قابال للمالحظة و التجربة‬
‫و بذلك يكون(واطسون) قد خلَّص علم النفس من أزمته‪ ،‬بجعله علما طبيعيا يدرس السلوك‬
‫و التكيف عند البشر والحيوان عن طريق المالحظة الخارجية ألفعالهم‪ ،‬و لذلك نادى‬
‫واطسون بأن موضوع علم النفس يجب أن ينحصر في دراسة السلوك الخارجي للكائن‬
‫الحي‪ ،‬و أنه هو الموضوع الوحيد لدراسة علم النفس‪ ،‬ذلك السلوك الذي يخضع للمالحظة‬
‫و المشاهدة و القياس‪ ،‬من حيث الزمن الذي يستغرقه أداءه و تحليله إلى أجزاء متعددة‪،‬‬
‫وتعديله أو تغييره‪ ،‬و ضبط الشروط التي تؤدي إلى ظهوره‪ ،‬و من ثَّم التحكم في هذا الظهور‬
‫من خالل توفير شروطه المتمثلة في المثيرات واالستجابات‪.‬‬
‫لقد اعتمدت السلوكية على مبدأ المساواة بين اإلنسان والحيوان‪ ،‬من حيث أنها تعتبر اللغة‪،‬‬
‫عبارة عن مجموعة من العادات الكالمية يكتسبها اإلنسان‪ ،‬انطالقا من المفهوم السلوكي‬
‫لالكتساب‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫وقد تَّزعم النظرية السلوكية علماء نفسيين نخص بالذكر واطسون ‪ Watson‬وبافلوف‬
‫‪ Pavlov‬وسكينر ‪ Skinner‬ثورندايك ‪ ،Thorndike‬وهم من أبرز العلماء اللذين ساهمت‬
‫آراءهم وأفكارهم في ميالد وتطوير النظرية السلوكية واعتمادها من إحدى أشهر نظريات‬
‫التعلم‪:‬‬
‫المفاهيم االساسية للنظرية‪:‬‬
‫السلوك‪ :‬يمثل السلوك كل المظاهر النفسية للفرد سواء كانت هذه المظاهر قوال ً أو فعالً‪.‬‬
‫المثير ‪ :‬هو أي حدث أو تغير في البيئة الخارجية وهو إما مثير طبيعي أو مثير شرطي‪.‬‬
‫االستجابة ‪ :‬هي أي نشاط يصدر عن الفرد سواء كان إرادي أو ال إرادي وهي إما استجابة‬
‫طبيعية أو استجابة شرطية‪.‬‬
‫التعلم ‪:‬السلوك االنساني متعلم سواء كان سويا أو مضطربا وبالتلي يمكن تعديله أيضا‬
‫بالتعلم‪.‬‬
‫االقتران ‪ :‬هو التجاور الزمني لمثيرين أحدهما محايد واآلخر طبيعي قادر على إحداث‬
‫االستجابة‪.‬‬
‫التعزيز ‪ :‬هو أي إجراء بعد السلوك يؤدي إلى احتمال زيادة السلوك مستقبال‪.‬‬
‫العقاب ‪ :‬هو أي إجراء يؤدي إلى احتمال نقص السلوك مستقبال‪.‬‬
‫الدافع‪ :‬مجموعة من الحوافز الفطرية كالجوع والعطش‪...‬ومكتسبة كاألمن والتقدير‬
‫والتحصيل‪...‬‬
‫التعميم‪ :‬نستخدم التعميم عندما يمتد أثر تعزيز سلوك ما إلى ظروف أخرى غير التي حدث‬
‫فيها التدريب أي أن يمتد على مواقف أو سلوكيات أخرى‪.‬‬
‫اإلشراط الكالسيكي‪ :‬هو عملية اقتران بين مثير شرطي ومثير طبيعي بحيث يتمكن المثير‬
‫الشرطي من انتزاع االستجابة التي ينتزعها المثير الطبيعي‪.‬‬
‫جـــون واطســون‪ :‬ولد جون واطسون بأمريكا‪ ،‬درس علم نفس التجريبي‪ ،‬بحيث كان يجري‬
‫تجاربه على الحيوانات وقد قدم رسالة الدكتورة عن" تطبيقات في مجال علم نفس‬
‫الحيوان"‪ ،‬سنة ‪ 1912‬نشر مقالة بعنوان "علم النفس من وجهة نظر السلوكية"‪ ،‬في هذا‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫المقال أشار الى ان علم النفس كما تراه السلوكية هو فرع تجريبي من العلوم الطبيعية‪،‬‬
‫وهدفه النظري هو التنبؤ بالسلوك والتحكم فيه‪ ،‬كما يعرف علم النفس بانه ذلك الفرع من‬
‫العلم الطبيعي الذي يتخذ السلوك اإلنساني او الحيواني موضوعا له‪ ،‬هذا السلوك قد يبدو‬
‫في األفعال او االقوال‪ ،‬سواء المتعلمة او الغير متعلمة‪ ،‬ويرى ان افعالنا هي سلوك‪ ،‬والتحدث‬
‫مع النفس –أي التفكير‪ -‬هو سلوك‪ ،‬شأنه في ذلك شأن لعب كرة القدم‪ ،‬كما يرفض واطسون‬
‫استعمال منهج االستبطان‪ ،‬ألنه ال يوصلنا الى نتائج موضوعية‪ ،‬وعوضه بالمنهج التجريبي‬
‫الذي يمكن من ضبط وقياس السلوك بطريقة موضوعية‪ ،‬لذلك يمكن القول بأنه قد ساهم‬
‫في بناء علم نفس موضوعي‪ ،‬من خالل تطبيق أساليب البحث في علم النفس الحيوان الذي‬
‫كان محل اهتمامه األول‪ ،‬وهذا المظهر من السلوكية يمكن تسميته بالسلوكية –االمبريقية‪-‬‬
‫العملية العلمية‪.‬‬
‫تتميز سلوكية واطسون ب ‪ :‬التنبؤ باالستجابة علي أساس معرفة المثير‪ ،‬والتنبؤ بالمثير‬
‫علي أساس معرفة االستجابة‪ ،‬فالمثير هو أي حاصل في البيئة بوجه عام او أي تغيير فيها‪،‬‬
‫مثل ان نمنع الطعام عن الكلب‪ ،‬واالستجابة هي ما كل رد فعل ينتج عن الحيوان‪ ،‬مثل القفز‬
‫عند سماع األصوات المزعجة‪.‬‬
‫مسلمــات علم النفس حسب تحديد واطسون‪:‬‬
‫‪-‬السلوك مكون من عناصر يمكن تحليلها بواسطة مناهج البحث العلمية الموضوعية‪.‬‬
‫‪-‬السلوك مكون أساسا وكليا من افرازات غددية وحركات عضلية‪ ،‬وهو بهذا خاضع للعمليات‬
‫الفيزيوكيميائية‪(،‬فيزيولوجية‪ :‬عبر مجموعة من أعضاء الجسم كالعضالت والدماغ‪،‬‬
‫وكيميائية عبر مجموعة من السوائل الكيميائية في الدماغ‪ ،‬كالسيروتونين‪ ،‬الدوبامين‬
‫النواقل العصبية‪.)..‬‬
‫‪-‬االنفعاالت هي بكل بساطة استجابات جسمية لمثير معين‪( ،‬مثال وجود خطر مهدد)‪ ،‬يؤدي‬
‫هذا المثير الى تغيرات جسمية داخلية‪ ،‬ومنه الى االستجابة المناسبة لهذا المثير (الهرب‬
‫مثال)‪ ،‬ويقسمها الى ثالثة‪ :‬الخوف‪ ،‬الغضب والحب‪.‬‬
‫‪-‬هناك استجابة فورية من نوع ما لكل مثير والعكس (فعل ‪-‬ردة فعل)‪.‬‬
‫‪-‬العمليات الشعورية وان وجدت‪ ،‬ال يمكن دراستها علميا‪ ،‬كالتخيل والتفكير‪.‬‬
‫‪-‬أهمل دور الوراثة وركز على أن السلوك محكوم كليا بالبيئة وقال‪ :‬كل شيء بيئة ‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫من أشهر تجاربه‪ :‬تجربة الطفل ألبرت الذي استنتج منه فرضية االقتران أواالشراط‪ ،‬بحيث‬
‫قام بتعريض الطفل البرت (‪11‬شهرا)‪ ،‬لمجموعة من المثيرات من بينها (فأر صغير ابيض‪،‬‬
‫ارنب‪ ،‬قرد)‪ ،‬ثم حرق مجموعة من األوراق امامه‪ ،‬في البداية لم يظهر الطفل أي خوف‪ ،‬ثم‬
‫عرض الفأر على الطفل وبالموازاة مع ذلك يقوم بضرب أنبوب معدني يصدر صوتا مزعجا‪،‬‬
‫فيبدأ الطفل بالبكاء‪ ،‬وبعد اقتران الفأر األبيض بالصوت المزعج مرارا وتكرارا‪ ،‬يبدأ الطفل‬
‫البرت بالبكاء بمجرد رؤيته للفأر او القرد‪ ،‬او االرنب‪ ،‬أي كل من لديه فرو‪.‬‬
‫استجابة‪.‬‬ ‫من هنا جاءت معادلته الرئيسة‪ :‬مثير‬
‫عناصر تجربة البرت كمثال لإلشراط الكالسيكي‪:‬‬
‫المثير الشرطي‪ :‬الفأر األبيض ‪-‬االستجابة الشرطية‪ :‬الخوف‬
‫المثير غير الشرطي‪ :‬الضوضاء المزعجة ‪-‬االستجابة غير الشرطية‪ :‬الخوف‪.‬‬
‫إدوارد لي ثورندايك‪ :‬يعتبر ثورندايك من أبرز علماء النفس الذين يمثلون االتجاه السلوكي‬
‫في تفسير عملية التعلم‪ ،‬بحيث يرى أن أكثر أشكال التعلم تميزا عند اإلنسان والحيوان على‬
‫حد سواء هو التعلم بالمحاولة والخطأ‪ ،‬وقد ظهرت أبحاثه في نظرية التعلم بين عام ‪-1913‬‬
‫‪ 1914‬عندما نشر كتابه "علم النفس التربوي " الذي يتألف من ثالث أجزاء‪ ،‬وحدد فيه‬
‫قانون التدريب‪ ،‬وقانون األثر‪ ،‬وهي المبادئ التي وضعها في ضوء أبحاثه التجريبية‬
‫واإلحصائية‪ ،‬كان من أوائل علماء النفس الذين حاولوا تفسير التعلم بحدوث ارتباطات بين‬
‫المثيرات واالستجابات‪ ،‬كما يرى أن أكثر التعلم تميزا عند اإلنسان والحيوان على حد السواء‬
‫هو التعلم بالمحاولة والخطأ‪ ،‬والتعلم بالنسبة له هو تغير آلي في السلوك يتجه تدريجيا إلى‬
‫االبتعاد عن المحاوالت الخاطئة‪ ،‬أي بنسبة تكرار أعلى للمحاوالت الناجحة التي تؤدي إلى‬
‫إزالة حالة التوتر والوصول إلى حالة اإلشباع‪.‬‬
‫أبرز تجاربه كانت على القطة التي توضع في قفص له باب يمكن فتحه إذا سحبت الخيط‬
‫المدلى داخل القفص‪ ،‬وكانت مهمة القطة الخروج من القفص للحصول على الطعام‬
‫(المكافأة) الموجود خارج القفص‪ ،‬وقد كرر ثورندايك هذه التجربة عدة مرات‪ ،‬فوجد أن‬
‫الوقت الذي تستغرقه القطة يتناقص تدريجيا إلى أن أصبحت تسحب الخيط فور دخولها‬
‫القفص‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫القوانين الرئيسية‪:‬‬
‫قانون األثر‪ :‬عندما تكون الرابطة بين المثير واالستجابة مصحوبة بحالة ارتياح فإنها‬
‫تقوى‪ ،‬أما إذا كانت مصحوبة بحالة ضيق أو انزعاج فإنها تضعف‪.‬‬
‫قانون التدريب (التكرار)‪ :‬إن تكرار الرابطة بين المثير واالستجابة يؤدي إلى تثبيت الرابطة‬
‫وتقويتها وبالتالي يصبح التعلم أكثر رسوخا‪.‬‬
‫قانون االستعداد‪ :‬يصف األسس الفسيولوجية لقانون األثر‪ ،‬فهو يحدد ميل المتعلم إلى‬
‫الشعور بالرضي أو الضيق‪.‬‬
‫قانون االنتماء‪ :‬الرابطة تقوى بين المثير واالستجابة الصحيحة كلما كانت االستجابة أكثر‬
‫انتماء إلى الموقف‪ ،‬لهذا تجد الفرد يميل إلى رد التحية بانحناء الرأس أكثر ما يكون ميله‬
‫إلى االستجابة بالكالم‪.‬‬
‫إيفان بافلوف (االشراط الكالسيكي)‪ :‬هو عالم روسي ولد سنة ‪ ،1849‬خوله عمله الرائد‬
‫حول “الجهاز الهضمي الخاص بالكالب‪ ،‬للحصول عل جائزة نوبل في الفيزيولوجيا والطب‬
‫عام ‪ ،1904‬من أشهر أعماله نظرية االستجابة الشرطية التي تفسر بها التعلم‪.‬‬
‫بدأت قصة الكشف عن فعل المنعكس الشرطي‪ ،‬حين كان بافلوف يجري أبحاثه الخاصة‬
‫باإلفرازات اللعابية عند الكلب‪ ،‬إذ الحظ أن لعاب الكلب يبدأ بالسيالن قبل وصول الطعام‬
‫(قطعة اللحم) إلى فمه‪ ،‬وأن لعاب الكلب يسيل لمجرد رؤية من يقدم له الطعام‪ ،‬أو لدى‬
‫سماع خطواته‪.‬‬
‫اإلشراط الكالسيكي‪ :‬هو عملية اقتران بين مثير شرطي ومثير غير شرطي‪ ،‬بحيث يتمكن‬
‫المثير الشرطي (الذي كان أصالً مثيرا ً محايداً)‪ ،‬من انتزاع االستجابة التي ينتزعها المثير‬
‫غير الشرطي‪ ،‬فتحدث عملية ارتباط بين المثير المحايد والمثير األصلي‪ ،‬بحيث أصبح المثير‬
‫ي المثير المحايد بالمثير الشرطي‪،‬‬
‫المحايد قادر على استدعاء االستجابة األصلية‪ ،‬لذا سم ّ‬
‫وسميت االستجابة األصلية باالستجابة الشرطية‪ ،‬فأطلق بافلوف على المثير الطبيعي‪ ،‬أي‬
‫الطعام‪ ،‬تعبير المثير غير الشرطي‪ ،‬وعلى االستجابة الطبيعة تعبير االستجابة غير الشرطية‪،‬‬
‫ثم أطلق على المثير الخارجي (صوت الجرس)‪ ،‬تعبير المثير الشرطي وعلى االستجابة غير‬
‫الطبيعية (سيالن اللعاب لمجرد سماع صوت الجرس)‪ ،‬تعبير االستجابة الشرطية‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫بورهوس فريدريك سكينر(نظرية االشراط اإلجرائي)‪ :‬يميز سكينر بين نوعين من السلوك‬
‫وهما ‪:‬‬
‫السلوك االستجابة‪ :‬يمثل استجابات ذات طابع انعكاسي فطري‪ ،‬مثل إغماض العينين عند‬
‫التعرض لمنبه قوي‪ ،‬أو المشي اآللي‪ ،‬او منعكس المص عند المولود حديثا ‪.‬‬
‫السلوك اإلجرائي‪ :‬هذا السلوك من اإلجراءات المنبعثة من العضوية على نحو تلقائي دون‬
‫أن تكون مقيدة بمثيرات معينة‪ ،‬ويعرف السلوك اإلجرائي بأثره على البيئة‪ ،‬وليس بواسطة‬
‫مثيرات قبلية‪ ،‬مثال على ذلك‪ ،‬قيادة السيارة‪ ،‬ركوب الدراجة‪ ،‬المشي على األقدام‪ ،‬بهدف‬
‫الوصول إلى المكان ما‪ ،‬بحيث تصبح االستجابة اإلجرائية هي االستجابة الموجهة نحو هدف‬
‫ما‪ ،‬بمعنى أخر‪ :‬هي كل استجابة أو فعل أو إجراء يساهم الوصول إليه‪ ،‬في تحقيق الهدف‬
‫من التجربة‪.‬‬
‫ويميز سكينربين ثالثة أنواع من المثيرات التي تتحكم في السلوك اإلجرائي وهي‪:‬‬
‫‪-‬المثير المعزز و يقصد به كل أنواع المثيرات االيجابية التي تصاحب السلوك اإلجرائي‪،‬‬
‫كالمعززات اللفظية والمادية واالجتماعية والرمزية (التعزيز اإليجابي)‪.‬‬
‫المثير الحيادي ويقصد به المثيرات التي تؤدي إلى إضعاف السلوك اإلجرائي أو تقويته‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫المثير العقابي ويقصد به كل أنواع العقاب‪ ،‬مثل العقاب اللفظي واالجتماعي أو الجسدي‪،‬‬
‫التي تلي حدوث السلوك اإلجرائي‪ ،‬وتعمل على إضعافه‪( ،‬التعزيز السلبي)‪.‬‬
‫تجربة صندوق سكينر‪ :‬قام بوضع حمامة جائعة في صندوق زجاجي به قضيب معدني وعند‬
‫الضغط على القضيب يسقط الطعام امام الحمامة‪ ،‬فتبدأ في استكشاف المكان وتضغط‬
‫بالصدفة على القضيب فيسقط الطعام‪ ،‬تتكرر هذه العملية عدة مرات‪ ،‬وبعدها تتعلم ان ضغط‬
‫القضيب ينتج عنه إنزال الطعام‪.‬‬
‫المثير الشرطي‪ :‬القضيب‬
‫االستجابة الشرطية ‪ :‬الضغط على القضيب‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫محاضرات علم النفس الدورة الخريفية‪ ،‬السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫رقم المحاضرة‪ :‬الخامسة‬ ‫عنوان الوحدة‪ :‬ميادين وتيارات علم النفس‬
‫الحدادي‬ ‫االستاذ(ة)‬ ‫األول‬ ‫الفصل ‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميادين وفروع علم النفس‪:‬‬


‫يتميز علم النفس الحديث بتشعب فروعه وتعدد ميادينه واختصاصاته‪ ،‬وذلك تبعا لتعدد‬
‫الموضوعات والمشاكل القائمة في المجتمع‪ .‬وبالنظر لتعدد المواقف التي يمكن ان يدرس‬
‫من خاللها علم النفس الكائنات الحية‪ ،‬فان هذا العلم قد فرض على المختصين ان يقسموا‬
‫موضوع علم النفس الى فروع وميادين يختص كل منها بقطاع محدد من السلوك‪.‬‬
‫تنقسم فروع علم النفس الى نوعين‪ ،‬نظرية‪ ،‬وتطبيقية‪ ،‬بحيث يحدد األول األسس النظرية‬
‫التي تفسر السلوك‪ ،‬بينما يستخدم النوع الثاني‪ ،‬ما انتهت اليه الفروع النظرية‪ ،‬سوء في‬
‫الموضوع او المنهج‪ ،‬قصد حل مشاكل واقعية تخص الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ .1‬علم النفس المرضي‪.‬‬
‫علم النفس المرضي هو أحد الفروع النظرية لعلم النفس‪ ،‬يهتم بدراسة االضطرابات‬
‫واالمراض النفسية والسلوكية‪ ،‬أي بالشق المرضي للظاهرة النفسية‪ ،‬ويبحث في السلوك‬
‫المضطرب ونواحي العجز في القدرة على أداء السلوك السوي‪ ،‬كما يهتم بطبيعة تطور كل‬
‫اشكال االضطرابات النفسية من حيث تصنيفها وتحديد أسبابها وتشخيصها وكيفية عالجها‬
‫والوقاية منها‪.‬‬
‫تاريخ علم النفس المرضي‪:‬‬
‫عرف االضطراب النفسي والعقلي بصور مختلفة منذ قديم الزمان‪ ،‬فهو ليس وليد العصر‬
‫الحديث بحضارته المعقدة‪ ،‬وإنما توجد شواهد تاريخية على أنه وجد منذ العصور األولى‪،‬‬
‫فظهرت عدة محاوالت لفهم وتأمل اعراض هذه االضطرابات والتعرف على أسبابها‪ ،‬إذ‬
‫كانت تنسب في البداية للشياطين‪ ،‬والتملك من قبل األرواح الشريرة‪ ،‬بعدها أصبح ينظر‬
‫إليهم (المرضى) باعتبارهم سحرة‪ ،‬فيودعون السجن ويتعرضون للتعذيب واالضطهاد‪.‬‬
‫اثناء الثورة الفرنسية قام ‪ philippe pinel‬بالتحرك إليجاد عالج انساني فعال للمرضى‬
‫النفسيين في المصحات‪ ،‬بقيامه بإنشاء مصحة نفسية في باريس‪ ،‬فقام بفك السالسل التي‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫كانت تقيد المرضى‪ ،‬وبدأ في معاملتهم كمخلوقات بشرية‪ ،‬مع إصراره لضرورة البحث عن‬
‫أسباب هذه االمراض في البنى البيولوجية والفيزيولوجية للمريض‪.‬‬
‫ظهر علم النفس المرضي كفرع قائم من فروع علم النفس‪ ،‬في بداية القرن ‪ 20‬بفضل عدة‬
‫مجهودات لفهم ودراسة السواء من خالل دراسة الالسواء‪ ،‬وتخلل ذلك بمجهودات عديدة‬
‫من أهمها كتاب ‪ psychopathologie général‬لصاحبه ‪ ،Jaspers‬وكتاب فرويد‬
‫‪.psychopathologie de la vie quotidienne‬‬
‫تعريف علم النفس المرضي‪:‬‬
‫علم النفس المرضي هو العلم الذي يهتم بالجانب المرضي للظاهرة النفسية‪ ،‬وذلك بدراسة‬
‫التطور النفسي للفرد‪ ،‬واضطراباته‪ ،‬بهدف تصنيفها وتشخيصها‪ ،‬ويعرفه ‪" bergeret‬بأنه‬
‫دراسة الجانب النفسي واضطراباته النفسية واسبابها‪ ،‬وصراعات الشخص الداخلية‬
‫والخارجية في سعيه للتكيف"‬
‫السواء والالسوء‪:‬‬
‫السواء هو حالة من التكامل الوظيفي‪ ،‬والقدرة على توافق الفرد مع نفسه وبيئته‪ ،‬اما‬
‫الالسواء فهو االنحراف عما هو عادي‪ ،‬وعدم التوافق الشخصي السلوكي واالنفعالي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ويطلق السلوك الالسوي على ذلك الذي يخالف المعتاد‪ ،‬ونظرا لصعوبة تعريف‬
‫او رسم حدود الالسواء والسواء من ثقافة الخرى‪ ،‬نجد هناك عدة معايير لتحديد الالسواء‬
‫منها‪ ،‬المعيار االحصائي‪ ،‬المعيار االجتماعي الثقافي‪ ،‬التعاسة الشخصية‪.... ،‬‬
‫تصنيف االمراض النفسية‪:‬‬
‫ان تشخيص االمراض النفسية يعني تصنيف المعلومات المتعلقة بالحالة السلوكية‬
‫واالنفعالية‪ ،‬ويتم التصنيف وفق أكثر انظمة التصنيف استخداما في مجال الطب النفسي‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪-‬الدليل التشخيصي واالحصائي لالضطرابات العقلية (‪ ،)DSM‬الصادر عن رابطة األطباء‬
‫النفسيين(‪.)APA‬‬
‫‪-‬التصنيف الدولي لألمراض (‪ ،)CIM‬والصادر عن منضمة الصحة العالمية‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫علم النفس اإلكلينيكي‬


‫علم النفس اإلكلينيكي او ما يسمى بعلم النفس السريري‪ ،‬او العيادي‪ ،‬هو ذلك العلم الذي‬
‫يدمج بين النظريات والمعرفة اإلكلينيكية‪ ،‬بهدف فهم طبيعة الضغوط واالضطرابات أو‬
‫األمراض النفسية والخلل الوظيفي الناتج عنها‪ ،‬ومحاولة التخفيف من حدتها والتغلب عليها‬
‫من خالل الفحص والتشخيص والعالج‪.‬‬
‫تاريخ علم النفس اإلكلينيكي ونشأته‬
‫على الرغم من أن تاريخ علم النفس باعتباره علما مستقالً بذاته هو نسبيا حديث‪ ،‬اال ان‬
‫محاوالت إيجاد العديد من الوسائل لتقييم وعالج الضغوط واالضطرابات النفسية كانت‬
‫موجودة قبل ذلك بفترة طويلة‪ ،‬إذ أن األساليب والوسائل المسجلة في بادئ األمر كانت‬
‫تجمع بين وجهات النظر الدينية ووجهات النظر المبنية على السحر والشعوذة‪.‬‬
‫في بداية القرن التاسع عشر‪ ،‬أصبح من الممكن فحص رأس الفرد عن طريق علم فراسة‬
‫الدماغ‪ ،‬وهو دراسة شخصية الفرد ومعرفة سماته ودرجة قواه العقلية من خالل شكل‬
‫الجمجمة‪ ،‬وعدة طرق عالجية أخرى شائعة‪ ،‬والتي شملت علم فراسة الوجه أو ما يعرف‬
‫بالفيزيونومي‪ ،‬وهو دراسة شكل الوجه ومالمحه وتعبيراته‪ ،‬فعلى الرغم من أن األوساط‬
‫العلمية أعلنت رفضها لجميع هذه األساليب السابقة‪ ،‬اال انه لم يتغير االمر اال في نهاية‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬وتقريبًا حتى قام سيجموند فرويد ألول مرة بتقديم طريقة العالج بالكالم‬
‫وكانت البداية األولى للتطبيق العملي اإلكلينيكي لعلم النفس بصورة علمية‪.‬‬
‫تعريف علم النفس االكلينيكي‪.‬‬
‫يعرفه جالتون "هو ذلك الفرع الذي يهتم بدراسة االضطرابات العقلية وعالجها"‬
‫ويعرفه جوليان روتر " هو الميدان الذي يتم فيه تطبيق المبادئ النفسية"‬
‫ويعرفه شان ماجان " هو احد حقول علم النفس الذي يهتم بفهم السلوك الغير السوي‪،‬‬
‫وقياسه‪ ،‬او تقويمه او معالجته والوقاية منه او منع حدوثه"‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫علم النفس الفيزيولوجي‪.‬‬


‫يعد علم النفس الفيزيولوجي أحد فروع علم النفس النظرية التي تهتم بدراسة وتحليل‬
‫األسس الوظيفية والعصبية التي تساهم في تشكيل السلوك اإلنساني‪ ،‬ويشكل الجهاز العصبي‬
‫لإلنسان وتركيبته ووظيفته‪ ،‬المحور األساسي في هذا التخصص‪ .‬فهو يعكس اخر المراحل‬
‫في تطور علم النفس المعاصر‪ ،‬فيقع بين الحدود الفاصلة بين علم النفس‪ ،‬وعلم وظائف‬
‫األعضاء (الفيزيولوجيا)‪ ،‬حيث يهتم علم النفس الفيزيولوجي‪ ،‬او علم نفس وظائف‬
‫األعضاء‪ ،‬بدراسة وظائف الكائن الحي (االنسان والحيوان)‪ ،‬أي كيف تقوم أعضاء الجسم‬
‫بوظائفها‪.‬‬
‫تاريخ علم النفس الفيزيولوجي‪:‬‬
‫نظرا لصعوبة حصر جميع األحداث العلمية التاريخية التي أدت إلى إرساء دعائم هذا العلم‬
‫سنقتصر على ذكر البعض منها‪:‬‬
‫في القرن السادس قبل الميالد أشار فيثاغورس إلى فكرة أن المخ هو عضو العقل‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومنذ ذلك الحين أدرك الناس أن العقل السليم في الجسم (المخ) السليم‪.‬‬
‫عام ‪1833‬اكتشف ريماك ‪Remak‬أن المادة الرمادية التي تحيط باأللياف العصبية‬ ‫‪-‬‬
‫ذات طبيعة خلوية‪ ،‬وعرف فيما بعد أنها تحتوي على المراكز العصبية‪.‬‬
‫سنة ‪1857‬قدم شيرنجتون ‪ Cherengton‬نتائج هامة حول تحديد وظائف الجهاز‬ ‫‪-‬‬
‫العصبي‪ ،‬وأهمية التناسق والتكامل بين أجزاء المخ بالنسبة لمستوى النشاط العقلي‬
‫ذاته‪.‬‬
‫وفي ميدان التشريح اكتشف العالم بول بوركا ‪ Paul broca‬سنة ‪1861‬أن حالة‬ ‫‪-‬‬
‫مريض ظهرت عليه عالمات فقدان الكالم ترجع إلى تلف بالجزء الخلفي من‬
‫الفصوص الجبهية األمامية وهذا االكتشاف كان حافزا للكثير من المتهمين لتوجيه‬
‫أبحاثهم لدراسة العالقة بين تلف أجزاء من المخ والوظائف النفسية التي تختفي‬
‫كنتيجة إلصابة تلك األجزاء‪.‬‬
‫في نفس السياق العلمي وبعد سنوات اكتشف كارل فيرنيك ‪Wernicke 1873 Karl‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تلف الثلث الخلفي من الفصوص الصدغية يؤدي إلى فقدان القدرة على فهم الكالم‬
‫المسموع‪ ،‬وعرف فيما بعد باسم مركز الصورة الحسية للكالم‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم الفلسفة‬
‫القنيطرة‬

‫أول من أطلق مصطلح علم النفس الفسيولوجي على مجموعة الدراسات التي قدمها حول‬
‫هذا الفرع من فروع علم النفس هو وليام فوندت‪ ،‬فقام في عام ‪1987‬م بتأسيس معهد‬
‫متخصص بدراسة العالقة بين الفسيولوجيا وعلم النفس‪ ،‬وتمكن من الوصول إلى العديد‬
‫من النتائج المهمة في هذا المجال العلمي‪ ،‬والتي ساهمت في التعرف على العديد من أنواع‬
‫األمراض النفسية‪ ،‬والعصبية‪.‬‬
‫تعريف علم النفس الفيزيولوجي‪:‬‬
‫عديدة تلك المحاوالت التي قدمت تعريف هدا النسق المعرفي‪ ،‬ومن هذه التعريفات نذكر ما‬
‫يلي‪" :‬هو العلم الذي يجمع بين علم الفيزيولوجيا الذي يختص بدراسة الوظائف الجسمية‬
‫بأنواعها المتعددة وعلم النفس الذي يهتم بدراسة الجوانب السلوكية واالنفعالية للفرد‪،‬‬
‫ومالحظة مدى تبعية العمليات الفيزيولوجية المختلفة التي تتم داخل هذه األعضاء‪.‬‬
‫موضوع علم النفس الفيزيولوجي بشكل عام هو دراسة العالقة بين الجهاز العصبي‬
‫والسلوك‪ ،‬وهو بشكل اعم دراسة العالقة بين السلوك المتكامل‪ ،‬وبين الوظائف البدنية‬
‫المتنوعة‪ ،‬ويعتمد هذا الفرع في دراسته لهذا الموضوع على مجموعة من الوسائل نذكر‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬التصوير بالرنين المغناطيسي‪.‬‬
‫‪ -‬التصوير باألشعة المقطعية‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫محاضرات علم النفس الدورة الخريفية‪ ،‬السنة الجامعية ‪2021-2020‬‬


‫رقم المحاضرة‪ :‬الخامسة‬ ‫عنوان الوحدة‪ :‬ميادين وتيارات علم النفس‬
‫الحدادي‬ ‫االستاذ(ة)‬ ‫األول‬ ‫الفصل ‪:‬‬

‫علم النفس العصبي‪:‬‬


‫علم النفس العصبي هو " ذلك العلم الذي يقوم بدراسة العالقة بين السلوك والدماغ" أو‬
‫هو " دراسة العالقة بين وظائف الدماغ من ناحية والسلوك من ناحية أخرى"‪ ،‬وتستمد‬
‫هذه الدراسة معلوماتها من أكثر من علم كعلم التشريح ‪ Anatomie‬وعلوم الحياة‬
‫البيولوجي ‪ ،Biologie‬وعلم األدوية ‪ ،Pharmakologie‬وعلم وظائف األعضاء‬
‫الفسيولوجي ‪ ،Physiologie‬ويعد علم النفس العصبي اإلكلينيكي‪ ،‬هو أحد المجاالت التي‬
‫يتم فيها تطبيق هذه المعرفة في المواقف اإلكلينيكية الخاصة ببعض المشكالت‪.‬‬
‫يعرفه ‪ Henry Hecaen‬بأنه‪ " :‬العلم الذي يدرس الوظائف العقلية العليا وعالقتها‬
‫بالمكونات العصبية"‬
‫في نفس السياق يذهب ‪ Frédérique Brin‬ويعرفه بكونه‪" :‬العلم الذي يدرس الوظائف‬
‫العقلية العليا (مثل الذاكرة‪ ،‬اللغة‪ ،‬الفهم‪ )...‬وعالقتها بالجهاز العصبي"‬
‫‪ Delamare‬يعرفه‪" :‬هو العلم الذي يدرس سلوكات الفرد‪ ،‬وعالقتها بوظائف ونشاط‬
‫الجهاز العصبي‪.‬‬
‫النشأة الحديثة لعلم النفس العصبي‪:‬‬
‫يُعد جون جاكسون ‪ J.Jackson‬أول من وضع األساس الحديث لعلم النفس العصبي وكتب‬
‫أكثر من ‪ 300‬مؤلفا ً وبحثاً‪ ،‬واعتبر أن الجهاز العصبي يتكون من مجموعة من الطبقات‬
‫ذات الوظيفة التدرجية أو الهرمية‪ ،‬كما يعد القرن التاسع عشر قرن زيادة المعرفة بتركيب‬
‫المخ ووظائفه‪ ،‬ومع ذلك فإن علم النفس العصبي لم يكن قد بدأ في الظهور إال عام ‪1949‬‬
‫عندما استخدم المصطلح ألول مرة‪.‬‬
‫ويمكن اجمال مجموعة من األسباب التي مهدت لظهور هذا الفرع فيما يلي‪:‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫‪ - 1‬رفض علماء األعصاب في عشرينات القرن العشرين‪ ،‬النظرية الكالسيكية التي وضعها‬
‫كل من بروكا وفيرنيك‪ ،‬واعتبرهم أن محاولتهما لربط الوظيفة بمكان تشريحي معين في‬
‫المخ هو تكرار لنموذج الفرينولوجيا ‪.‬‬
‫‪- 2‬عطلت الحربان العالميتان األولى والثانية التطور العلمي في العديد من المجاالت وفي‬
‫عديد من الدول‪ ،‬مما أثر على اكتشاف الجديد في النواحي التشريحية للمخ وعالقتها‬
‫بالسلوك ‪.‬‬
‫‪- 3‬إن علماء النفس عادة ما كانوا يبحثون عن جذورهم في الفلسفة بدال ً من البيولوجيا‪،‬‬
‫وأدى ذلك إلى قلة اهتماماتهم بالفسيولوجيا والتشريح‪.‬‬
‫أهمية دراسة علم النفس العصبي‪:‬‬
‫ظهر علم النفس العصبي نتيجة لزيادة اإلصابات الدماغية في الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫كضرورة لتقييم اآلثار السلوكية الناتجة عن هذه اإلصابات‪ ،‬وإذا كان هذا العلم يهتم بدراسة‬
‫التغيرات السلوكية الناجمة عن إصابات الدماغ فإن دراسة تحديد موضع اإلصابة الدماغية‬
‫تعد مسألة في غاية األهمية‪ ،‬وكما هو معروف فإن لكل منطقة دماغية وظيفة معينة‪ ،‬وهذه‬
‫الوظائف النوعية هي لب دراسة علم النفس العصبي‪ ،‬ويعني هذا أن تحديد التغيرات‬
‫السلوكية يتطلب تحديد موضع اإلصابة الدماغية العضوية‪ ،‬كما أنه يتطلب تحديد مساحة‬
‫هذه اإلصابة‪.‬‬
‫وقد ساهم التطور التكنولوجي بدوره‪ ،‬في بروز وتقدم هذا الفرع من علم النفس‪ ،‬لكونه‬
‫يعتمد على مجموعة من المعدات كوسيلة لدراسة الدماغ في بنيته الميكروتشريحية‬
‫ووظيفتها‪ ،‬من بين هذه الوسائل نجد عدة تقنيات‪ ،‬بد ًء من األشعة العادية‪ ،‬وانتها ًء بالرنين‬
‫المغناطيسي‪ ،‬والمعروف اختصارا ً بـ ‪ ،IRM‬سواء كان تصويرا ً تشريحيا ً أو وظيفياً‪ ،‬ومرورا ً‬
‫باألشعة المقطعية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫علم النفس االجتماعي‪:‬‬
‫يعتبر علم النفس االجتماعي‪ ،‬الدراسة التي تقدم المفاهيم والمناهج والنظريات العلمية‬
‫األساسية في تحليل الظواهر السلوكية‪ ،‬والمحاولة العلمية في فهم جوانب من العالقات لدى‬
‫األفراد من الحياة االجتماعية‪ ،‬كما يهتم أيضا بدراسة السلوك االجتماعي للفرد في الجماعة‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫ودراسة سلوك األفراد من الحياة االجتماعية‪ ،‬كما يهتم أيضا بدراسة السلوك االجتماعي‬
‫للفرد في الجماعة ودراسة سلوك األفراد فيما بينهم داخل الجماعة الواحدة أو بين جماعة‬
‫وأخرى‪ ،‬وذلك لكون اإلنسان كائن اجتماعي يتفاعل‪ ،‬ويتأثر‪ ،‬باألشخاص المحيطين به سواء‬
‫في األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬العمل والمجتمع‪.‬‬
‫تعريف علم النفس االجتماعي‪:‬‬
‫يعرف بأنه العلم الذي يتناول بالوصف والتجريب والتحليل‪ ،‬سلوك الفرد مع األفراد اآلخرين‪،‬‬
‫وبذلك يهدف الباحث في علم النفس االجتماعي الكتشاف العوامل التي يتغير بتأثيرها سلوك‬
‫الفرد في استجابته للمثيرات االجتماعية المختلفة‪ ،‬وعلى العموم فعلم النفس يدرس السلوك‬
‫وفق األساليب العلمية في ظل تأثره بمعطيات البيئة الخارجية‪ ،‬فالسلوك هو نتاج العامل‬
‫الفردي في ظل تفاعالته المختلفة بالمثيرات سواء كانت داخلية شخصية أو مثيرات خارجية‪.‬‬
‫أهداف علم النفس االجتماعي‪:‬‬
‫إن لعلم النفس االجتماعي اهداف عريضة وواسعة يسعى علماء النفس الى تحقيقها ويركز‬
‫عليها‪ ،‬وهذه األهداف هي كالتالي‪:‬‬
‫‪ 1‬فهم السلوك االجتماعي ومعرفة اسباب حدوثه والعوامل التي تؤثر فيه‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫ما الذي يجعل الناس عندما يحضرون في اجتماع معين أن يكونوا هادئين وملتزمين‬
‫بتعليمات هذا االجتماع‪ ،‬ولماذا ينفذون التعليمات التي قد تصدر منه‪.‬‬
‫‪ 2‬التنبؤ بما سيكون عليه السلوك االجتماعي استنادا الى معرفة العالقات الموجودة بين‬
‫الظواهر االجتماعية ذات العالقة بهذا المجال‪ ،‬على سبيل المثال عندما نعرف ان التلميذ‬
‫الذي يأتي من بيئة اجتماعية منضبطة وملتزمة بالقيم الخلقية واالجتماعية للمجتمع فان‬
‫ذلك يساعدنا بالتنبؤ الى درجة عالية أن هذا التلميذ سيكون مطيعا وهادئا على خالف‬
‫التلميذ الذي ينشأ في بيئة أسرية عدوانية‪.‬‬
‫‪ 3‬ضبط السلوك االجتماعي والتحكم فيه من اجل الوصول الى نتائج صادقة‪ ،‬تساعد بالحكم‬
‫على الناس والسيطرة على سلوكهم‪ ،‬مثال‪ ،‬إن معرفة الطرق التي تؤدي الى تفشي ظاهرة‬
‫سيئة ألشخاص داخل جماعة‪ ،‬سيساعدنا على ضبط سلوكهم والسيطرة عليهم في أي موقف‬
‫اجتماعي سواء كان في المدرسة او المصنع او الجيش‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫االهتمامات الرئيسة لعلم النفس االجتماعي‬


‫وضع علماء النفس االجتماعي اربعة خطوط رئيسة في دراسة كيفية حدوث السلوك‬
‫االجتماعي‪ ،‬وهذه االهداف هي‪:‬‬
‫‪ . 1‬كيف يؤثر فرد واحد في سلوك ومعتقدات اآلخر‪.‬‬
‫‪. 2‬تأثير الجماعة على سلوكيات ومعتقدات اعضائها‪.‬‬
‫‪. 3‬تأثيرا االعضاء على نشاطات الجماعة‪.‬‬
‫‪ . 4‬تأثير جماعة واحدة على جماعات أخرى‪.‬‬
‫موضوعات علم النفس االجتماعي‪:‬‬
‫يدرس علم النفس االجتماعي‪ ،‬مجموعة من المواضيع التي لها طابع نفسي من جهة‪ ،‬وطابع‬
‫اجتماعي من جهة أخرى‪ ،‬ومن بين هذه المواضيع الدراسة العلمية للسلوك اإلنساني في‬
‫أثناء تفاعله داخل جماعات يتأثر بها‪ ،‬ويؤثر فيها عبر مواقف اجتماعية مختلفة‪ ،‬أي مختلف‬
‫العالقات التفاعلية التي تحدث بين األفراد داخل الجماعات‪ ،‬وعلى سبيل المثال يمكننا أن‬
‫نذكر‪:‬‬
‫‪-‬عملية التنشئة االجتماعية التي يتحول من خاللها الفرد من كائن بيولوجي يخضع كليا إلى‬
‫مكوناته الوراثية إلى كائن اجتماعي يتحكم ويراقب سلوكه بما يحقق له التوافق النفسي‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم الطبيعة اإلنسانية وإلى أي حد تتأثر شخصية الفرد بالوسط الثقافي واالجتماعي‬
‫الذي تنشأ فيه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة المظاهر المرضية للحياة االجتماعية منها‪ :‬الجريمة‪ ،‬العنف‪ ،‬إنحراف األحداث‪،‬‬
‫تعاطي الخمور‪ ،‬واإلدمان‪.‬‬
‫علم النفس اإليجابي‪:‬‬
‫هو تيار حديث في علم النفس يهتم بدراسة كل ما هو ايجابي‪ ،‬كما يهتم بدراسة الفضائل‬
‫اإلنسانية ومكامن القوة عند اإلنسان لمواجهة الضغوط الحياتية‪ ،‬وتحصين الفرد ضد‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫األمراض‪ ،‬وهو الدراسة العلمية ذات الطبيعة التطبيقية للخبرات اإليجابية‪ ،‬ولخصال‬
‫الشخصية اإليجابية‪ ،‬وللمؤسسات النفسية واإلجتماعية التي تعمل على تيسير تنمية هذه‬
‫الخبرات والخصال واإلرتقاء بها‪ ،‬لخلق إنسان ذي شخصية إيجابية وفعالة ومؤثرة‪ ،‬وتتركز‬
‫جهود علم النفس اإليجابي‪ ،‬على إثراء القوى اإلنسانية القابلة للتعديل‪ ،‬عن طريق تنمية‬
‫قدرات ومهارات الفرد‪ ،‬وتطويرها كمدخل لتحقيق السعادة الحقيقية‪ ،‬وتحقيق مستوى أفضل‬
‫من التوافق النفسي واإلجتماعي واألسري‪.‬‬
‫كما تقوم اإلفتراضات النظرية لعلم النفس اإليجابي‪ ،‬على البحث والتمحيص وتطويع بعض‬
‫المفاهيم اإليجابية‪ ،‬كالعاطفة‪ ،‬والوجدان‪ ،‬واإلنفعال اإليجابي‪ ،‬والتنعم‪ ،‬ورحة البال‪ ،‬لإلستفادة‬
‫منها في بناء الشخصية اإليجابية الفعالة وفى الوقاية والعالج النفسي‪.‬‬
‫لقد تم تأسيس علم النفس اإليجابي عام‪ ،1998‬على يد عالم النفس األميركي‬
‫مارتن سليجمان ‪ ،M. Seligman‬مدير مركز علم النفس اإليجابي في جامعة بنسلفانيا‬
‫األميركية‪ ،‬والزال يعرف هذا العلم نموا متسارعا على مستوى الدراسات واألبحاث ومجاالت‬
‫التطبيق‪ ،‬حيث تم تأسيس عديد من األقسام والمراكز ٕواجراء الدراسات العلمية وتنظيم‬
‫المؤتمرات المتخصصة حول العالم ‪ ،‬والتي تهتم بهذا العلم وتطبيقاته المهمة في عديد من‬
‫المجاالت ‪ ،‬وبدأ ينمو في مجابهة الهيمنة المرضية على علم النفس الذي ركز كل جهده‬
‫على عالج أسوأ الحاالت‪ ،‬فلم يعد علم النفس ينتظر وقوع الفرد في الحالة المرضية من‬
‫أجل مساعدته في التغلب عليها‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى دراسة كيف يمكن لنا أن نجعل الفرد‬
‫يعيش سعيدا ً في حياته من خالل ما يمتلكه من قدرات عقلية وبدنية من أجل تحقيق السعادة‬
‫لديه‪ ،‬وان اإلحساس بالسعادة والمرح هو عنصر أساسي وضروري لحياة صحية‪ ،‬وحاجة‬
‫المرء لهذا اإلحساس تماما ً كحاجته للماء والغذاء والنوم وغيرها‪.‬‬

‫تعريف علم النفس اإليجابي‪:‬‬


‫يهتم علم النفس اإليجابي بدراسة الجوانب اإليجابية التي تساعد على التعرف على أساليب‬
‫سعادة الفرد‪ ،‬وهو كما يعرفه سيلجمان "إتجاه في علم النفس يسعى إلى دراسة القوى‬
‫والقيم وتنمية القدرات التي تمكن كل من األفراد والمجتمعات من التقدم واإلزدهار‪.‬‬
‫ويعرفه أيضا بأنه الدراسة العلمية لنقاط القوة التي تمكن االفراد والمجتمعات من اإلزدهار‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬


‫جامعة ابن طفيل‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫مسلك علم النفس‬

‫القنيطرة‬

‫موضوع علم النفس اإليجابي‪.‬‬


‫يركز علم النفس اإليجابي على دراسة ثالثة محاور أساسية وهي‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬الخبرات اإليجابية الذاتية‪ ،‬كاالزدهار‪ ،‬والهناء الذاتي‪ ،‬السعادة االنفعالية‬
‫واالجتماعية والنفسية‪ ،‬التدين‪ ،‬االمل‪ ،‬نمط التفسير او العزو‪ ،‬االنفعاالت اإليجابية‪ ،‬التفكير‬
‫اإليجابي‪ ،‬التعاطف الوجداني‪ ،‬االمل‪...‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬يدرس القيم العاملة والتفاؤل‪( ،‬مكامن القوة في الشخصية)‪ ،‬والتي تتصل‬
‫بالمستوى الشخصي‪ ،‬وتَوافُ ِق ِه وتنظيمه مع الذات ومع االخرين‪ ،‬والذي يتصف بعدد من‬
‫القيم اإليجابية والشائعة في الشخصية اإلنسانية اإليجابية‪ ،‬منها التسامح‪ ،‬العدالة‪ ،‬التواضع‪،‬‬
‫المثابرة‪ ،‬الحيوية‪...‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬يعالج السياق االجتماعي والمؤسسات االجتماعية اإليجابية‪ ،‬ويهدف الى‬
‫دراسة الشخصية في سياق اجتماعي خاص‪ ،‬ولذلك يهدف الى الوصول بالهيئات‬
‫والمؤسسات‪ ،‬الى مؤسسات إيجابية على المستوى العام‪ ،‬وليس فقط على مستوى االفراد‪.‬‬

‫‪PDF Creator Trial‬‬

You might also like