Professional Documents
Culture Documents
📚 هـذا احلـديـث ال يـوجـد بـهـذا الـسـيـاق الـتـام ال ف كـتـاب الـبـخـاري وال ف كـتـاب مـسـلـم ,وهـو مُـلﱠـفـق مـن روايـتـي لـلـبـخـاري ,ووجـود
أصله عندهما سوّغ نسبته إليهما.
📖 قوله ﷺ» :إمنﱠَا األَْعْمَالُ بِالنّيﱠاتِ ,وَإِمنﱠَا لِكُلّ امْرِئٍ مَا نَوَى« جملتان تتضمنان خبرين;
🔸فاجلملة األولى :خبر عن حُكم الشريعة على العمل.
🔸واجلملة الثانية :خبر عن حُكم الشريعة على العامل;
👈 فاألعمال مناطة بنيّات عامليها ,وللعاملي من الثواب على قدر نيّاتهم.
📌 وأتـبـع الـنـبـي ﷺ اجلـمـلـتـي الـسـابـقـتـي مبـا يـفـصـح عـن حـقـيـقـة مـعـنـاهـمـا فـذكـر عـمـالً أثّـرت فـيـه الـنـيـة وهـو الـهـجـرة ,فـذكـر حـال
مهاجرَين:
' املهاجر إلى ال ورسوله.
📎 وأعاد اجلزاء بصيغة العمل لإلعالم بثبوث أجره,
فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى ال وَرَسُولِهِ نيّةً وقصدا ,فَهِجْرَتُهُ إلَى ال وَرَسُولِه أجرًا وثوابا.
( املهاجر لغير ال ورسوله ﷺ.
📎 فلم يصب من هجرته إال كونه تاجرًا إذا أصاب دنيا أو ناكحا إذا تزوج امرأةً.
💡 واخـتـار الـنـبـي ﷺ ضـرب املـثـال بـالـهـجـرة ألنـه عـمـل لـم تـكـن تـعـرفـه الـعـرب قـبـل اإلسـالم; فـإن الـعـرب لـم تـكـن لـتـتـرك بـالدهـا إال
لعدوّ يَغلب أو ربيع يُطلب.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه مـسـلـم ,ولـيـس ف الـنّـسـخ الـتـي بـأيـديـنـا مـنـه قـولـه» :جُـلُـوسٌ« ,ووقـع ف آخـره» :ثـم قـال لـي ,يـا عـمـر« بـزيـادة
»لي«.
📖 وقـول عـمـر فـيـه» :فَـأَسْـنَـدَ رُكْـبَـتَـيْـهِ إلَـى رُكْـبَـتَـيْـهِ ,وَوَضَـعَ كَـفﱠـيْـهِ عَـلَـى فَـخِـذَيْـهِ« أي :أسـنـد ركـبـتـيـه إلـى ركـبـتـي الـنـبـي ﷺ ,ووضـع
كفيه على فَخِذي رسول ال ﷺ.
📎 وقع التصريح بذلك ف القصة من رواية أبي هريرة وأبي ذر -رضي ال عنهما -مقروني عند النسائي.
👈 واحلامل له على فعله :إظهار شدة حاجته ,وافتقاره إلى سؤاله ,فكان هذا من سن العرب ف أحوالهم فيما يطلبون.
📖 وقـولـه» :أَخْـبِـرْنِـي عَـنْ اإلِْسْـالَمِ« فـقـال رسـول ال ﷺ» :اإلِْسْـالَمُ أَنْ تَـشْـهَـدَ أَنْ الَ إلـه إالﱠ ال «..فـيـه بـيـان حـقـيـقـة اإلسـالم
وأركانه وتقدم بيان ذلك وأنه:
👈 يقع تارة عامّا ويراد به الدين كله,
👈 ويقع تارة خاصا ويراد به األعمال الظاهرة.
🔗 وأمـا أركـانـه فـهـي اخلـمـسـة املـعـدودة ف احلـديـث» :أَنْ تَـشْـهَـدَ أَنْ الَ إلـه إالﱠ ال وَأَنﱠ مُـحَـمﱠـدًا رَسُـولُ ال ,وَتُـقِـيـمَ الـصﱠـالَةَ ,وَتُـؤْتِـيَ
الزﱠكَاةَ ,وَتَصُومَ رَمَضَانَ ,وَحتَُجﱠ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيالً«
📖 وقوله» :فَأَخْبِرْنِي عَنْ اإلِْميَانِ ,قَالَ :أَنْ تُؤْمِنَ بِاَل وَمَالَئِكَتِهِ «...احلديث ,وفيه بيان حقيقة اإلميان وأركانه.
📌 فأما حقيقته :فاإلميان ف الشرع له معنيان:
' عام; وهو الدين الذي بعث ال به محمدًا ﷺ.
🖊 وحقيقته شرعًا :التصديق اجلازم باطنًا وظاهرًا بال تعبدًا له بالشرع املُنزﱠل على محمد ﷺ على مقام املشاهدة أو املراقبة.
( خاص; وهو االعتقادات الباطنة ,وهٰذا املعنى هو املقصود إذا قُرن اإلميان باإلسالم واإلحسان.
🔗 وأمـا أركـانـه فـعُـدت ف احلـديـث سـتـة ,ف قـولـه» :أن تـؤمـن بـال ,ومـالئـكـتـه ,وكـتـبـه ,ورسـلـه ,والـيـوم اآلخـر ,وبـالـقـدر خـيـره
وشره«.
' الـركـن االول هـو» :شَـهَـادَة أَنْ الَ إلـه إالﱠ ال وَأَنﱠ مُـحَـمﱠـدًا عـبـده ورسـولـه« ,فـهـي تـتـضـمـن :الـشـهـادة ل عـز وجـل
بالتوحيد ,وحملمد بالرسالة.
( الركن الثاني هو» :إِقَام الصﱠالَةِ« وهي الصلوات اخلمس املفروضة ف اليوم والليلة.
* الركن الثالث هو» :إِيتَاء الزﱠكَاةِ« ,وهي الزكاة املفروضة ف األموال املعيﱠنة.
-الركن الرابع هو» :حَجّ الْبَيْتِ«; وهو حج بيت ال احلرام ف العمر مرة واحدة.
.الركن اخلامس هو» :صَوْم رَمَضَانَ« ,وهو صوم شهر رمضان ف كل سنة.
🖊 واملـقـاديـر املـذكـورة هـي املـعـيـنـة حلـدود تـلـك األركـان,فـمـا خـرج عـنـهـا فـلـيـس مـن ركـنـيـتـه وإن كـان واجـبًـا ,مـثـل نـذر صـوم أو
نذر حج.
📎 وقع ف رواية للبخاري التصريح بأن النفخ متأخر عن كتابة الكلمات املذكورة;
5فتُقدﱠم كتابة الكلمات ثم تُنفَخ فيه الروح.
🖋 كتابة الكلمات :أي كتابة مقادير العبد.
' 🔸االولى :ف قوله ﷺ }من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس منه { :فيه بيان حدّ البدعة احملدثة ف الدين .
☑بي النبي ﷺ حدّ احملدثة ف الدين بأربعة أمور :
' أن البدعة إحداث.
( أن ذلك اإلحداث ف الدين ال ف الدنيا.
* أنه إحداث ف الدين مبا ليس منه ,فال يرجع الى أصوله وال يبنى على قواعده.
-أن هذا االحداث ف الدين مبا ليس منه يُقصد به التعبد.
✅ فاحلد الشرعي للبدعة :أنها ما أُحدث ف الدين مما ليس منه بقصد التعبد.
( 🔸 الثانية :بيان حكم البدعة ف قوله ﷺ } فهو رد{ أي فهو مردود.
📌والرواية الثانية} :من عمل عمال ليس عليه أمرنا فهو ردّ {
أعمّ من الرواية االولى النها تبي ردّ نوعي من العمل :
' عمل ليس عليه أمرنا وقع زيادة على حكم الشريعة 5وهي البدع احملدثات.
5وهو املنكرات الواقعات. ( عمل ليس عليه أمرنا وقع مخالفاً حلكم الشريعة
🔹وهؤالء صنفان:
' املتّقي للشبهات التارك لها.
( الواقع فيها الراتع ف جنباتها.
🔷العصمة نوعان:
' عصمة احلال :يُكتفى بها بالشهادتي.
( عصمة املآل :اي العاقبة وال بدّ من اإلتيان بحقوق الشهادتي من أركان اإلسالم.
🖋 الطيب من األفعال :ما اجتمع فيه أمران ' :اإلخالص ل تعالى ( .متابعة رسول ال ﷺ.
💎 احلكمة من قوله ﷺ" :وإن ال أمر املؤمني مبا أمر به املرسلي" :لتعظيم املأمور به.
( عمل الصاحلات. ' أكل الطيبات. 🖊 املأمور به ف اآليتي شيئان:
وقُرِنا :ملا بينهما من التالزم عادة; فمن أكل طيباً عمل صاحلاً والعكس كذلك.
❌ وموانع األجابة:
املطعم واملشرب وامللبس والغذاء احلرام.
📌 الـفـرق بـي الـغـذاء واملـطـعـم واملـشـرب :أن الـغـذاء اسـم جـامـع لـكـلّ مـا يـقـويّ الـبـدن ويـنـمّـيـه; فـفـيـه زيـادة عـلـيـهـمـا كـالـنـوم ,فـهـو مـن
جملة الغذاء; ألن من يكون نومه قليالً يسقم بدنه ويعتل.
📌 مـعـنـى قـولـه "فـأنـى يـسـتـجـاب لـه" :أي كـيـف يـسـتـجـاب لـه وهـو عـلـى تـلـك احلـال ,وغـايـتـه تـبـعـيـد حـصـول اإلجـابـة تـخـويـفـاً وحتـذيـراً
وليس نفيها; ألن ال قد يجيب الكافر فأولى أن يجيب دعاء املسلم العاصي.
🔻محل ورود الريب :األمور املشتبهة عدا البيّنة من حالل او حرام ف حق من لم يرقّ دينه.
5ومحله قلب املتصف بالعدالة الدينية الذي يجري مع حكم الشرع ال مع حكم هواه .
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه الـتـرمـذي وابـن مـاجـه ف الـسّـن مـن حـديـث أبـي هـريـرة ,ثـم رواه الـتـرمـذي مـن حـديـث عـلـي بـن احلـسـي
أحد التابعي مُرسالً ,وهو احملفوظ ف الباب ,فال يثبت هذا احلديث مسندًا.
📎 وهـو وإن كـان مُـضـعـفًـا مـن جـهـة الـروايـة فـهـو صـحـيـح مـن جـهـة الـدرايـة; فـهـو مـن جـهـة نـسـبـتـه إلـى الـنـبـي ﷺ روايـةً يـكـون ضـعـيـفًـا,
أما من جهة معناه فإنه صحيح ألن أصول الشرع وقواعده تدل عليه وتشهد به.
📚 هذا احلديث رواه البخاري ومسلم فهو من املتفق عليه ,واللفظ للبخاري.
📖 وقوله" :حَتﱠى يُحِبﱠ ألَِخِيهِ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ" :يستلزم أن يكره ألخيه ما يكرهه لنفسه من الشر .
📚 هـذا احلـديـث رواه الـبـخـاري ومـسـلـم فـهـو مـن املـتّـفـق عـلـيـه ,والـلـفـظ ملـسـلـم إال أنـه قـال» :دم امـرئ مـسـلـم يـشـهـد أن ال إلـه إال ال
وأن محمّدا رسول ال«.
📚 هـذا احلـديـث رواه الـبـخـاري ومـسـلـم مـن حـديـث أبـي هـريـرة ,فـهـو مـن املـتـفـق عـلـيـه ,لـكـن بـلـفـظ» :فـال يـؤذي جـاره« ,أمـا جـمـلـة
»فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ« فعند مسلم وحده.
📌 وقد ذكر النبي ﷺ ف هذا احلديث ثالثًا من خصال اإلميان املتعلقة بكماله الواجب:
' قول اخلير أو الصمت عن ما عداه.
( إكرام اجلار.
* إكرام الضيف.
📎 فاخلصلة األولى تتعلق بحقّ ال تعالى ,واخلصلتان الثانية والثالثة تتعلقان بحقوق العباد.
👈 وتقدير اإلكرام مردّه إلى العرف ,فما عدّه العرف إكراما فهو مأمور به شرعًا.
👈 وَحَدّ اجلوار من الدار لم يصح فيه حديث ,فيرجع تقديره إلى العُرف.
🖊 وأما الضيف :فهو كل مَنْ قصدك من غير بلدك ,فيجتمع فيه وصفان:
' أن يكون من خارج البلد.
( أن يكون متوجهًا إليك نازالً بك.
👈 فإذا اجتمعا هذان الوصفان فهو ضيف يجب حقه شرعا.
📚 هذا احلديث رواه البخاري وحده دون مسلم ,فهو من أفراده عنه.
👈 والـذي يُـنـهـى عـنـه مـن الـغـضـب مـا كـان انـتـقـامًـا لـلـنـفـس ,أمـا إذا غـضـب النـتـهـاك حـرمـات ال فـإن غـضـبـه مـأمـور بـه وشـرطـه أن
يجعله وفق ما أذنت به الشريعة.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه مـسـلـم وحـده دون الـبـخـاري فـهـو مـن أفـراده عـنـه .وأوّلـه عـنـده» :اثـنـتـان حـفـظـتـهـمـا مـن رسـول ال ﷺ« ...
احلديث ,ولفظه ف النسخ التي بأيدينا» :فَأَحْسِنُوا الذبح«.
📖 وقوله» :كَتَبَ اإلِْحْسَانَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ« أي :كتبه قدرًا أو شرعًا ,فالكتابة حتتمل أمرين:
' أن تـكـون الـكـتـابـة قـدريـة ,فـيـكـون املـعـنـى :أن األشـيـاء جـاريـة عـلـى اإلحـسـان بـتـقـديـر ال ,فـاملـكـتـوب هـنـا :هـو اإلحـسـان,
واملكتوب عليه :هو كل شيء.
( أن تـكـون الـكـتـابـة شـرعـيـة ,فـيـكـون املـعـنـى :إن ال كـتـب عـلـى عـبـاده اإلحـسـان إلـى كـل شـيء ,فـاملـكـتـوب هـنـا :هـو اإلحـسـان
أيضًا ,واملكتوب عليه -وهم العباد -غير مذكور فيه ,وإمنا املذكور :احملُسَن إليه.
📎 واحلديث صالح للكتابتي القدرية والشرعية جميعًا على املعنى املتقدم ف كلٍ.
💡 وذكـر الـنـبـي ﷺ مـثـاالً مـن اإلحـسـان يـتـضـح بـه املـقـال :وهـو اإلحـسـان ف قـتـل مـا يـجـوز قـتـلـه مـن الـنـاس والـبـهـائـم ,فـقـال» :فَـإِذَا
قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ,وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذّبْحَةَ« فأمر بإحسانهما ,وإحسانهما يكون بإيقاعهما على الصفة الشرعية.
📚 هذا احلديث رواه الترمذي من حديث أبي ذر ,ثم رواه من حديث معاذ بن جبل وقال» :نحوه« ,ولم يَسُق لفظه.
ثـم قـال :قـال مـحـمـود بـن غَـيْـالن -وهـو أحـد شـيـوخـه :-والـصـحـيـح حـديـث أبـي ذر ,أي :أن احلـديـث مـروي مـحـفـوظًـا عـن أبـي ذر ولـيـس
ملعاذ بن جبل رواية له ,وغلِط بعض الرواة فجعلوه عن معاذ بن جبل ,وإسناده ضعيف ,ورُوي من وجه ال يثبت منها شيء.
📌 ووصـيـة الـنـبـي ﷺ مـعـاذ بـن جـبـل رُويـت مـن وجـوه عـدة ,مـنـهـا جـمـل صـحـيـحـة كـحـديـث ابـن عـبـاس ف الـصـحـيـحـي أن الـنـبـي
ﷺ ملا بعث معاذًا إلى اليمن قال» :إنك تأتي قومًا أهل كتاب «...احلديث.
ومنها جمل ال تثبت بل هي ضعيفة.
📌 وجمعت وصية النبي ﷺ ف هذا احلديث ملعاذ بي حقوق ال وحقوق عباده ,فإن على العبد حقي:
' حق ال ,واملذكور منه هنا التقوى وإتْباع السيئة احلسنة.
( حق العباد ,واملذكور منه هنا معاملة اخلَلق باخلُلُق احلَسَن.
👈 فحق ال ف احلديث جمع أمرين:
🔸 التقوى ,وهي شرعًا :اتخاذ العبد وقايةً بينه وبي ما يخشاه بامتثال خطاب الشرع.
🔸 إتْباع السيئة احلسنة :أي فعْلها بعدها ,وله مرتبتان:
🔹 اإلتباع بقصد إذهاب السيئة; فاحلسنة مفعولة بقصد اإلذهاب.
🔹 اإلتباع من غير قصد اإلذهاب ,فاحلسنة مفعولة ل مع عدم قصد محو السيئة.
💡 واملـرتـبـة األولـى أكـمـل مـن الـثـانـيـة ,ملِـا فـيـهـا مـن شـهـود الـقـلـب الـسـيّـئـة فـيـخـافـهـا; فـإنّ الـعـبـد ال يـزال بـخـيـر مـا خـاف سـيّـئـاتـه ,قـال
سعيد بن جبير" :إنّ الرجل ليعمل السيّئة يدخل بها اجلنّة"...
👈 وحق العباد املذكور ف احلديث :هو معاملتهم باخلُلق احلسن.
واخلُلق ف الشرع له معنيان:
🔸 أحدهما عام ,وهو الدين.
ومنه قوله تعالى} :وَإِنﱠكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ{ ]القلم [٤ :أي :دين عظيم ,قاله مجاهد وغيره.
🔸 واآلخر :خاص ,وهو املعاملة مع الناس ,وهذا هو املقصود ف احلديث ,وجاء وصفه باحلُسْن ف أحاديث كثيرة.
وحقيقته :اإلحسان إلى اخلَلق ف القول والفعل
.
📚 هذا احلديث رواه الترمذي ف »اجلامع« لكن ليس فيه» :وَإِنْ اجْتَمَعُوا على أن يضرّوك«.
بل لفظه فيه» :ولو اجتمعوا« ,وإسناده حسن.
📚 وأما الرواية األخرى التي ذكرها املصنف :فهي رواية عبد بن حُمَيْد ف مسنده ,وفيها سياقه ,وإسنادها ضعيف.
📚 ورُويـت هـذه اجلـمـلـة مـن طـرق أخـرى حتُـسﱠـن بـهـا إال قـولـه» :وَاعْـلَـمْ أَنﱠ مَـا أَخْـطَـأَك لَـمْ يَـكُـنْ لِـيُـصِـيـبَـك ,ومـا أَصَـابَـك لَـمْ يَـكُـنْ
لِيُخْطِئَك«; فليس ف طرق هٰذا احلديث ما يشهد جمليئها ف وصية النبي ﷺ البن عباس ,وإن كانت ثابتة ف أحاديث أخرى.
📖 واملراد بحفظ ال املذكور ف قوله» :احْفَظْ ال« :حفظ أمره.
👈 وأمر ال نوعان:
' قدري ,وحفظه :بالصبر عليه.
( شرعي ,وحفظه بتصديق اخلبر وامتثال الطلب واعتقاد حِلّ احلالل.
📖 وبيّ النبي ﷺ جزاء مَنْ حفظ أمر ال ف قوله» :يَحْفَظْك« ,وقوله» :جتَِدْهُ جتَُاهَك« ,وف الرواية األخرى» :أمامك«,
👈 فجزاء مَنْ حفظ أمر ال نوعان:
🔸 أحدهما :حتصيل حفظ ال له ,وهذه وقاية 🔸 .واآلخر :حتصيل نصر ال وتأييده ,وهذه رعاية.
📖 وقوله» :رُفِعَتْ األَْقْالَمُ ,وَجَفﱠتْ الصّحُفُ« أي :ثبتت املقادير وفُرِغ من كتابتها.
📖 وقوله» :تَعَرﱠفْ إلَى ال فِ الرﱠخَاءِ يَعْرِفك فِ الشّدﱠةِ« مشتمل على عمل وجزاء;
👈 وأما اجلزاء :فمعرفة الرب عبده. 👈 أما العمل :فمعرفة العبد ربه.
فاملبتدئ بالعمل :العبد ,واملتفضل باجلزاء :هو ال.
📌 ومعرفة العبد ربه نوعان:
🔹 أحدهما :معرفة اإلقرار بربوبيته ,وهذه املعرفة يشترك فيها املؤمن والكافر والبَر والفاجر.
🔹 معرفة اإلقرار بألوهيته ,وهذه املعرفة تختص باملؤمني ,وليس األبرار منهم فيها كالفجار.
📌 ومعرفة ال عبده نوعان أيضًا:
🔹 أحدهما :معرفة عامة ,تقتضي شمول علم ال عبده ,واطّالعه عليه.
🔹 واآلخر :معرفة خاصة ,تقتضي معرفة ال عبده بالنصر والتأييد
.
📚 هذا احلديث رواه البخاري وحده دون مسلم ,فهو من أفراده عنه.
📖 وقـولـه فـيـه» :إنﱠ ممِﱠـا أَدْرَكَ الـنﱠـاسُ مِـنْ كَـالَمِ الـنّـبُـوﱠةِ األُْولَـى« أي :ممـا أُثـر عـن األنـبـيـاء الـسـابـقـي وصـار مـحـفـوظًـا عـنـهـم يتـنـاقـلـه الـنـاس
جيالً بعد جيل.
📖 ولفظه ف النّسخ التي بأيدينا» :قُلْ :آمَنْت بِاَل فاسْتَقِمْ« فجعل الفاء موضع »ثم«.
🖊 وحقيقة االستقامة :طلب إقامة النفس على الصراط املستقيم الذي هو اإلسالم.
ثبت تفسير الصراط باإلسالم ف حديث النواس بن سمعان عند أحمد بسند حَسَن.
🖊 فاملستقيم :هو املقيم على شرائع اإلسالم املتمسك بها باطنًا وظاهرًا.
💡 واألسماء الدينية مردها إلى الشرع ,فالشرع هو الذي يسميه مستقيما ,ويسميه مطيعا ,ويسميه عابدا...
❌ والينبغي هجر األسماء الشرعية إلى غيرها مما يكتنفه معان مشتركة بي احلق والباطل وال تفي مبقصود الشريعة .
📚 هذا احلديث رواه مسلم أيضًا دون البخاري فهو من أفراده عنه.
👈 ففي عبارة املصنف قصور; ألنه خصﱠه باالجتناب دون ذِكْر اعتقاد احلُرمة.
📌 ووقـع ف هـذا احلـديـث إهـمـال ذِكْـر الـزكـاة واحلـج ,وهـمـا مـن أجَـلّ شـرائـع اإلسـالم الـظـاهـرة بـاعـتـبـار حـال الـسـائـل; فـعـلـم الـنـبـي ﷺ
من حاله أنه ال مال له فيزكيه ,وال قدرة له على احلج.
📖 وقوله» :وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا; أَأَدْخُلُ اجلَنﱠةَ? قَالَ :نَعَمْ«:
فـيـه بـيـان أن هـذه األعـمـال مـن مـوجـبـات اجلـنـة ,إمـا بـالـدخـول إلـيـهـا ابـتـداءً أو بـاملـصـيـر إلـيـهـا انـتـهـاءً ,بـحـسـب اجـتـمـاع الـشـروط وانـتـفـاء
املوانع
.
📚 هذا احلديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من أفراده عنه.
📖 وقوله ﷺ» :الطّهُورُ شَطْرُ اإلِْميَانِ« :هو بضم الطاء ,واملراد به :فِعْل التطهر,
🖊 والشطر :هو النصف.
👈 والطهارة املقصودة ف احلديث :هي الطهارة احلسية املعروفة عند الفقهاء; ألنها هي املعهود ف خطاب الشرع عند اإلطالق.
📖 وقوله» :وسُبْحَانَ ال وَاحلَمْدُ ل متَْآلَنِ -أَوْ :متَْألَُ -مَا بَيَْ السﱠمَاء وَاألَْرْضِ« هكذا وقع احلديث على الشك عند مسلم,
🔹 فعلى األول تكون الكلمتان مقرونتي »متآلن ما بي السماء واألرض«.
🔹 وعلى الثاني تكون كل واحدة منهما متأل ما بي السماء واألرض.
📎 ووقع ف رواية النسائي وابن ماجه ف هٰذا احلديث" :والتسبيح والتكبير ميآلن ما بي السماء واألرض".
👈 ووقع ف بعض نسخ مسلم» :والصيام ضياء« ,وهو مفسر للصبر; وهو فرد من أفراده ملا فيه من اإلمساك.
📖 وقوله» :كُلّ النﱠاسِ يَغْدُو ,فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا«; معناه :أن كل أحد من الناس يسعى ف أول النهار,
🖊 فالغدو :اسم للسير أول النهار.
📚 هذا احلديث أخرجه مسلم وحده دون البخاري ,فهو من أفراده عنه.
وأوله ف النسخ التي بأيدينا عن النبي ﷺ» :فيما روى عن ال تبارك وتعالى«.
📖 وقوله» :يَا عِبَادِي :إنّي حَرﱠمْت الظّلْمَ «...إلى آخره ,فيه بيان حتري الظلم من وجهي:
' كون ال حرمه على نفسه ,فإذا كان مُحرﱠمًا عليه مع متام مُلكه فحرمته على العبد أولى.
( ف نهيه سبحانه وتعالى ف قوله» :فالَ تَظَاملَُوا« ,والنهي للتحري.
🖊 والـظـلـم :هـو وضـع الـشـيء ف غـيـر مـوضـعـه; هـذا أحـسـن مـا قـيـل فـيـه .حـقـقـه ابـن تـيـمـيـة احلـفـيـد ف رسـالـة مـفـردة ف شـرح هـذا
احلديث.
📌 ثم ذكر ف احلديث تسع جُمل هي منقسمة إلى ثالثة أقسام:
' القسم األول :ف حتقيق فقر اخمللوق وبيان ما يغنيه; 👈 وهو ف أربع جُمَل,
📖 ف قـولـه تـعـالـى» :يَـا عِـبَـادِي! كُـلّـكُـمْ ضَـالﱞ إالﱠ مَـنْ هَـدَيْـتـه ,فَـاسْـتَـهْـدُونِـي أَهْـدِكُـمْ .يَـا عِـبَـادِي! كُـلّـكُـمْ جَـائِـعٌ إالﱠ مَـنْ أَطْـعَـمْـتـه,
فَـاسْـتَـطْـعِـمُـونِـي أُطْـعِـمْـكُـمْ ,يَـا عِـبَـادِي! كُـلّـكُـمْ عَـارٍ إالﱠ مَـنْ كَـسَوْتـه ,فَـاسْـتَـكْـسُـونِـي أَكْـسـكُـمْ .يَـا عِـبَـادِي! إنﱠـكُـمْ تُـخْـطِـئُـونَ بِـالـلﱠـيْـلِ وَالـنﱠـهَـارِ وَأَنَـا
أَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا; فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ«.
( والقسم الثاني :ف بيان غنى ال,
📖 وهـو ف أربـع جُـمَـل أيـضًـا ,ف قـولـه» :يَـا عِـبَـادِي! إنﱠـكُـمْ لَـنْ تَـبْـلُـغُـوا ضُـرّي فَـتَـضُـرّونِـي ,وَلَـنْ تَـبْـلُـغُـوا نَـفْـعِـي فَـتَـنْـفَـعُـونِـي ,يَـا عِـبَـادِي! لَـوْ أَنﱠ
أَوﱠلَـكُـمْ وَآخِـرَكُـمْ وَإِنْـسَـكُـمْ وَجِـنﱠـكُـمْ كَـانُـوا عَـلَـى أَتْـقَـى قَـلْـبِ رَجُـلٍ وَاحِـدٍ مِـنْـكُـمْ ,مَـا زَادَ ذَلِـكَ فِ مُـلْـكِـي شَـيْـئًـا .يَـا عِـبَـادِي! لَـوْ أَنﱠ أَوﱠلَـكُـمْ
وَآخِـرَكُـمْ وَإِنْـسَـكُـمْ وَجِـنﱠـكُـمْ كَـانُـوا عَـلَـى أَفْـجَـرِ قَـلْـبِ رَجُـلٍ وَاحِـدٍ ,مَـا نَـقَـصَ ذَلِـكَ مِـنْ مُـلْـكِـي شَـيْـئًـا .يَـا عِـبَـادِي! لَـوْ أَنﱠ أَوﱠلَـكُـمْ وَآخِـرَكُـمْ
وَإِنْـسَـكُـمْ وَجِـنﱠـكُـمْ قَـامُـوا فِ صَـعِـيـدٍ وَاحِـدٍ ,فَـسَـأَلُـونِـي ,فَـأَعْـطَـيْـت كُـلﱠ إنـسـان مَـسْأَلَـتـه ,مَـا نَـقَـصَ ذَلِـكَ ممِﱠـا عِـنْـدِي إالﱠ كَـمَـا يَـنْـقُـصُ اخملِْـيَـطُ إذَا
أُدْخِلَ الْبَحْرَ«.
* والقسم الثالث :ف بيان احلُكم العدل ف يوم الفصل بي املفتقرين إلى ال واملستغني عنه,
📖 وهـو ف قـولـه» :يَـا عِـبَـادِي! إمنﱠَـا هِـيَ أَعْـمَـالُـكُـمْ أُحْـصِـيـهَـا لَـكُـمْ ,ثُـمﱠ أُوَفّـيـكُـمْ إيﱠـاهَـا; فَـمَـنْ وَجَـدَ خَـيْـرًا فَـلْـيَـحْـمَـدْ ال ,وَمَـنْ وَجَـدَ غَـيْـرَ
ذَلِكَ فَالَ يَلُومَن إالﱠ نَفْسَهُ«; 👈 .وهذه اجلملة حتتمل معنيي صحيحي:
🔹 األول :أنـهـا أمـر عـلـى حـقـيـقـتـه; فـمَـنْ وجـد خـيـرًا فـلـيـحـمـد ال عـلـى مـا عـجﱠـل لـه مـن جـزاء عـمـلـه الـصـالـح ,ومَـنْ وجـد غـيـر ذلـك
فهو مأمور بلوم نفسه على الذنوب التي وجد عاقبتها ف الدنيا ,فتكون اجلملة على إرادة األمر مبنى ومعنى.
🔹 والـثـانـي :أنـهـا أمـر يُـراد بـه اخلـبـر ,وأن مَـنْ وجـد ف اآلخـرة خـيـرًا فـسـيـحـمـد ال ,ومَـنْ وجـد غـيـر ذلـك فـإنـه يـلـوم نـفـسـه والت
مندم.
فتكون اجلملة ف صورة األمر مرادًا بها اخلبر ,فهي خبر عما ستؤول إليه حال الناس ف اآلخرة.
💡 والفرق بي املعنيي أن األول محله الدنيا والثاني محله اآلخرة.
📚 هذا احلديث رواه مسلم وحده دون البخاري ,فهو من أفراده عنه ,رواه ف موضعي:
🔸 أحدهما :مطوالً باللفظ املذكور.
🔸 واآلخر :مختصرًا بزيادة ف أوله وآخره.
📖 وقـولـه» :أَرَأَيْـتُـمْ لَـوْ وَضَـعَـهَـا فِ حَـرَامٍ «...إلـى آخـره ,ظـاهـره أنـه يُـوجـر عـلـى إتـيـان أهـلـه ولـو لـم تـكـن لـه نـيـة صـاحلـة ,و ٰهذا الـظـاهـر
يُرَدّ إلى أصول الشرع وقواعده ,أنه ال أجر على مباح إال بنية صاحلة.
👈 ففي معرفة النيات تفاوت الناس ,فصار لصاحب العلم مزية على غيره;
💎 فالقليل من اخلير يكون بحسن التصرف فيه شرعا 👈 كثيرا.
💎 والكثير من الشر يكون بحسن التصرف فيه شرعا 👈 قليال.
📚 هذا احلديث أخرجه البخاري ومسلم فهو من املتفق عليه ,والسياق املُثبَت بلفظ مسلم أشبه.
📖 وقوله» :عَلَيْهِ صَدَقَةٌ« أي :جتب على العبد فيه صدقة ألن »على« موضوعة ف خطاب الشرع للداللة على اإليجاب.
واملـراد مـن احلـديـث :أن اتـسـاق الـعـظـام وسـالمـتـهـا ف تـراكـيـبـهـا نـعـمـة تـوجـب عـلـى الـعـبـد الـتـصـدق عـن كـل مـفـصـل مـنـهـا كـل يـوم تـطـلـع
فيه الشمس ,فشكرها واجب على العبد .والشكر املأمور به ف اليوم والليلة له درجتان:
📚 هـذه الـتـرجـمـة تـشـتـمـل عـلـى حـديـثـي ال عـلـى حـديـث واحـد ,وإدراجـهـمـا ف تـرجـمـة واحـدة صـيﱠـر أحـاديـث الـكـتـاب بـاعـتـبـار
تراجمه اثني وأربعي حديثًا ,وباعتبار تفصيلها ثالثة وأربعي حديثًا.
🔸 فأما حديث النواس فرواه مسلم بهذا اللفظ ,ووقع ف رواية له» :اإلثم ما حاك ف صدرك«.
🔸 وأمـا حـديـث وابـصـة فـرواه أحـمـد ف مـسـنـده والـدارمـي ف مـسـنـده أيـضًـا بـإسـنـاد ضـعـيـف ,والـلـفـظ املـذكـور بـروايـة الـدارمـي أشـبـه.
ورواه الـطـبـرانـي ف »املـعـجـم الـكـبـيـر« ,والـبـزار ف »مـسـنـده« مـن وجـه آخـر ال يـثـبـت أيـضًـا ,ولـه شـاهـد مـن حـديـث أبـي ثـعـلـبـة اخلـشـنـي رواه
الطبراني ف الكبير وإسناده حسن.
📖 وقوله» :الْبِرّ حُسْنُ اخلُلُقِ« فيه بيان حقيقة البر وأنه حُسن اخلُلق,
📌 والبر يُطلق على معنيي:
' عام ,وهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة.
( خاص ,وهو اإلحسان إلى اخلَلق ف املعاملة.
👈 واخلُلق -كما تقدم -يشمل هذين املعنيي ,فيُطلَق على الدين كله ,ويُطلَق على معاملة اخلَلق وحدها.
وف هذه اجلملة بيان حقيقة البر ,وسيأتي ف حديث وابصة بيان أثره.
📖 وقوله ف حديث وابصة» :استفت قلبك« أمر باستفتاء القلب ,أي :بالرجوع إلى ف طلب جواب فُتيا.
📌 واألخذ بفتوى القلب مشروط بأمرين:
' كونها مسلطة على محل االشتباه املتعلق مبناط احلُكم.
( أن يكون املستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية واالستقامة الشرعية.
📖 وقوله» :وَإِنْ أَفْتَاك النﱠاسُ وَأَفْتَوْك« معناه أن ما تردد ف قلبك وحاك ف نفسك فهو إثم ,وإن أفتاك الناس بأنه ليس بإثم,
👈 وهذا مشروط بأمرين:
' أن يكون املستفتي قلبه متصفا بالعدالة الدينية واالستقامة الشرعية.
( أن يكون مفتيه من عرف أنه يفتي الناس وفق أهوائهم ويجري معهم حسب رغباتهم.
👈 فإذا وُجد فيه الوصف األول ,ووُجد ف مفتيه الوصف الثاني فإنه يعوّل على ما وجده ف قلبه من كونه إثمًا.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه أبـو داود والـتـرمـذي كـمـا عـزاه إلـيـهـمـا املـصـنـف ,وأخـرجـه ابـن مـاجـه أيـضًـا ,فـتـكـمـيـل الـعـزو أن يـقـال :رواه
أصحاب السن إال النسائي.
وهو حديث صحيح من أجود حديث الشاميي .قاله أبو نعيم األصبهاني.
5هـذا احلـديـث رواه الـتـرمـذي وابـن مـاجـه أيـضًـا ,وإسـنـاده ضـعـيـف ,ورُوي مـن وجـوه مـتـعـددة عـن مـعـاذ -رَضِـيَ الُ عَـنْـهُ -كـلـهـا
منقطعة ,ومن أهل العلم مَنْ يقويها مبجموعها.
📌وهو من األحاديث العظيمة اجلامعة بي الفرائض والنوافل.
' 🔹فـأمـا الـفـرائـض فـهـي املـذكـورة ف قـولـه ﷺ» :تَـعْـبُـدُ ال والَ تُـشْـرِكُ بِـهِ شَـيْـئًـا وَتُـقِـيـمُ الـصﱠـالَةَ «...إلـى آخـر اجلـمـلـة املـذكـورة,
وهــي م ـت ـض ـم ـنــة أركــان اإلســالم ال ـتــي ت ـقــدم ب ـيــان ـهــا ف حــديــث ع ـبــد ال بــن ع ـمــر ,وهــو احلــديــث ال ـثــالــث» :بُ ـنــي اإلســالم ع ـلــى
خـمـس«🖊 ..وقـولـه ف احلـديـث» :تَـعْـبُـدُ ال والَ تُـشْـرِكْ بِـهِ شَـيْـئًـا« هـو مبـنـزلـة الـشـهـادتـي ف حـديـث ابـن عـمـر; ألن عـبـادة ال املـذكـورة
فيه ال تتحقق إال باجتماع الشهادتي; الشهادة ل بالتوحيد ,والشهادة حملمد ﷺ بالرسالة.
( 🔹وأمـا الـنـوافـل فـهـي املـذكـورة ف قـولـه ﷺ» :أَالَ أَدُلّـك عَـلَـى أَبْـوَابِ اخلَْـيْـرِ?« ثـم عـدهـا ,وأبـواب اخلـيـر املـمـدوحـة نـوافـلـهـا ف
احلديث ثالثة:
🔸األول :الصوم املذكور ف قوله» :الصﱠوْمُ جُنﱠةٌ« واجلُنة :ما يُتقى ويُستتَر به.
🔸والثاني :الصدقة املذكورة ف قوله ﷺ» :وَالصﱠدَقَةُ تُطْفِئُ اخلَْطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ املَاءُ النﱠارَ«.
🔸والـثـالـث :صـالة الـلـيـل املـذكـورة ف قـولـه» :وَصَـالَةُ الـرﱠجُـلِ فِ جَـوْفِ الـلﱠـيْـلِ« ,وجـوف الـلـيـل هـو وسـطـه ,وذُكِـر الـرجـل تـغـلـيـبًـا ,وإال
فاملرأة داخلة ف األجر املذكور ,وقراءة اآلية عقِب ذِكْر صالة الليل للداللة على جزاء أهلها.
📌ثـم أرشـد الـنـبـي ﷺ الـى األصـل اجلـامـع لـتـلـك الـوصـيـة الـنـافـع لـلـعـبـد ف الـعـمـل بـهـا ,فـقـال» :أَالَ أُخْـبِـرُك بِـرَأْسِ األَْمْـرِ وَعَـمُـودِهِ وَذِرْوَةِ
سَـنَـامِـهِ?« » اجلِْـهَـادُ« وهـذه الـروايـة هـي احملـفـوظـة ف احلـديـث ,واملـعـروف ف الـروايـة الـتـامـة جلـامـع الـتـرمـذي :قـولـه ﷺ» :رَأْسُ األَْمْـرِ
اإلِْسْالَمُ ,وَعَمُودُهُ الصﱠالَةُ ,وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ اجلِْهَادُ ف سبيل ال«.
📝 ثم فقال» :كُفﱠ عَلَيْك هذا« أي :اللسان ,فأصل اخلير هو إمساك اللسان وحفظه ,وأصل الشر هو إرسال اللسان وإطالقه.
📝 وقوله» :ثَكِلَتْك أُمّك« أي :فقدتك ,وهذه كلمة جتري على اللسان ,وال يُراد بها حقيقتها وإمنا تقال عند إرادة تعظيم شيء.
📝 وقوله» :وَهَلْ يَكُبّ النﱠاسَ ف النار عَلَى وُجُوهِهِمْ «...احلديث; أي :يطرح الناس على وجوههم ,فالكب :الطرح ,
قال أو مناخرهم -وهي :أنوفهم -إال حصائد ألسنتهم.
🔹واحلصائد :جمع حصيدة ,وهي كل شيء قيل ف الناس باللسان وقُطِع عليهم به ,ذكره ابن فارس ف »مقاييس اللغة«.
5فـاخملُـوّف مـن عـقـوبـتـه هـنـا لـيـس جـنـس الـكـالم; بـل نـوعًـا خـاصـاً مـنـه وهـو املـشـتـمـل عـلـى اجلـزم بـحـال أحـد واحلُـكـم عـلـيـه إذا كـان
غير موافق للحقيقة الواقعة شرعًا.
5هـذا احلـديـث أخـرجـه الـدارقـطـنـي وإسـنـاده ضـعـيـف ,وف سـيـاقـه تـقـدي وتـأخـيـر عـن مـا ذكـره املـصـنـف ,ولـيـس عـنـده ف الـنـسـخـة
املنشورة »رحمةً لكم« ,وإمنا» :وسكت عن أشياء من غير نسيان«.
📚 وف هذا احلديث جماع أحكام الدين; فقد قُسّمت فيه األحكام أربعة أقسام مع ذِكْر الواجب فيها:
' فالقسم األول :الفرائض ,والواجب فيها عدم إضاعتها.
( والـقـسـم الـثـانـي :احلـدود ,واملـراد بـهـا ف احلـديـث :مـا أذِن ال بـه ,فـيـشـمـل الـفـرض والـنـفـل واملـبـاح ,فـكـلـهـا مـأذون بـه ,واملـأمـور بـه
فيها :عدم تعدّيها ,والتعدي :مجاوزة احلد املأذون به.
* والقسم الثالث :احملرمات ,والواجب فيها :عدم انتهاكها بالكف عن قربانها واالنتهاء عن اقترافها.
-والـقـسـم الـرابـع :املـسـكـوت عـنـه ,وهـو مـا لـم يُـذْكَـر حُـكـمـه خـبـرًا أو طـلـبًـا ,بـل هـو ممـا عـفـا ال عـنـه ,والـواجـب فـيـهـا :عـدم الـبـحـث
عنها.
📝 وقوله» :وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ« فيه إثبات صفة السكوت ل ,واإلجماع منعقد على إثباتها ,نقله ابن تيمية احلفيد.
📎 ومعنى السكوت اإللهي :عدم إظهار احلكم,
🖊واحلكم اإللهي يكتنفه شيئان:
' أحدهما :إظهار احلكم ,ويسمى تبييناً.
( واآلخر :عدم إظهار احلكم ,ويسمى سكوتاً.
5هـذا احلـديـث أخـرجـه ابـن مـاجـه وأولـه عـنـده» :أتـى الـنـبـي ﷺ رجـلٌ فـقـال «... :احلـديـث ,وإسـنـاده ضـعـيـف جـداً ,ورُوي مـن
وجوه أخرى ال يثبت منها شيء; فتحسي هذا احلديث بعيد جدًا.
📚 والزهد ف الدنيا يشمل الزهد مما ف أيدي الناس ,وفُرّق بينهما ف احلديث الختالف ثمرته;
فـالـزهـد ف الـدنـيـا يـورث مـحـبـة ال ,والـزهـد فـيـمـا عـنـد الـنـاس يـورث مـحـبـتـهـم ,فـالـنـاس يـأنـسـون مبَـنْ يـتـرك مـنـازعـتـهـم ,ويـقـاطـعـون مَـنْ
يتوهمون أنه ينازعهم ألدنى سبب ,فإذا خلُصت النفس من منازعة اخللْق أُورث العبد حبهم.
📚 هذا احلديث لم يُخْرِجه ابن ماجه ف السّن من حديث أبي سعيد اخلدري
وإمنا هو عنده من حديث ابن عباس رضي ال عنهما بإسناد ضعيف جداً.
👈وإمنـا أخـرجـه الـدارقـطـنـي مـن حـديـث أبـي سـعـيـد ف الـسّـن ,وال يـثـبـت مـوصـوالً ,واحملـفـوظ فـيـه املـرسـل الـذي عـزاه املـصـنـف إلـى
موطأ مالك.
واملرسل حكمه انه ضعيف.
ومرسلُ احلديثِ ما قدْ وصفَ *** برفع تابعٍ له وضعّفَ 5وقد أشار الشيخ الى حده وحكمه ف بيت واحد فقال:
🖊 ورُوي هـذا احلـديـث عـن جـمـاعـة آخـريـن مـن الـصـحـابـة مـن طـرق يـقـوي بـعـضـهـا بـعـضًـا كـمـا قـال املـصـنـف ,ويـنـدرج بـهـا احلـديـث ف
جملة احلسان من املرويات عن النبي ﷺ ,فهو حديث حسن.
✅ فـيـكـون قـولـه ﷺ» :الَ ضَـرَرَ وَالَ ضِـرَارَ« أكـمـل مـن قـول الـفـقـهـاء :الـضـرر يُـزال; لـتـعـلـق كـالمـهـم بـنـوع واحـد ,وهـو مـا يـنـزل بـعـد
وقوع الضرر.
وأما قول النبي ﷺ فإنه يشمل ما قبل وما بعد دفعاً ورفعاً.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه الـبـيـهـقـي ف الـسّـن الـكـبـرى ,وهـو بـهـذا الـلـفـظ غـيـر مـحـفـوظ ,ويـثـبـت مـن حـديـث ابـن عـبـاس بـلـفـظ» :لـو
يُعطى الناس بدعواهم الدّعى ناس دماءَ رجالٍ وأموالَهم ,ولكن اليمي على املدﱠعَى عليه« متفق عليه ,واللفظ ملسلم.
🔻فـلـيـس عـنـدهـمـا أن» :الـبـيـنـة عـلـى املـدﱠعِـي« ,واحلـديـث عـنـدهـمـا بـلـفـظ مـخـتـصـر أيـضًـا »أن الـنـبـي ﷺ قـضـى أن الـيـمـي عـلـى املـدعﱠـى
عليه«.
📚 ف احلـديـث بـيـان مـا حتُـسَـم بـه املـنـازعـات ويَـفْـصـل ف اخلـصـومـات ,وهـو جـعْـل الـبـيـنـة عـلـى املـدعـي والـيـمـي عـلـى مَـنْ أنـكـر)املـدعـى
عليه(.
📚 وف احلديث :أن البيّنة على املدعي واليمي على من أنكر دعواه وليس االمر كذلك بإطالقٍ.
بل يُنظر فيه إلى قوة القرائن التي حتيط بالقضية ,فتُجعل اليمي ف أقوى اجلانبي.
📚 هذا احلديث رواه مسلم وحده دون البخاري ,فهو من أفراده عنه.
🖊 وفـيـه األمـر بـتـغـيـيـر املـنـكـر لـقـولـه ﷺ» :مَـنْ رَأَى مِـنْـكُـمْ مُـنْـكَـرًا فَـلْـيُـغَـيّـرْهُ «...احلـديـث ,واألمـر يـفـيـد اإليـجـاب ,فـتـغـيـيـر املـنـكـرات
باإلنكار واجب.
📎 واملنكر شرعًا :كل ما أنكره الشرع بالنهي عنه على وجه التحري .فاملنكرات هي احملرمات.
🔹واملرتبتان األُوليان مشروطتان باالستطاعة ,فال يجبان اال مع استطاعة العبد عليهما.
🔸أما املرتبة الثالثة فهي واجبة على كل أحد ال تسقط بحال; لثبوت القدرة عليها ف حق كل أحد.
🖊 وإنكار املنكر بالقلب يكون بكراهته والنفرة منه ,وبُغْضِه ,وال يجب أن يقترن ف الظاهر مبا يدل على الباطن.
🔹واملرتبة األولى موكولة إلى ذي السلطان; كولي األمر ,أو نائبه ,أو الرجل ف بيته.
🔸واملـرتـبـة الـثـانـيـة حـظ كـل مـسـلـم; فـكـل أحـد مـن املـسـلـمـي كـانـت لـه قـدرةٌ عـلـى اإلنـكـار بـالـلـسـان فـإن هـذا مـكـفـولٌ لـه ف الـشـريـعـة
بشرط أن يأتي بها وفق ما توجبه
.
📚 هذا احلديث رواه مسلم دون البخاري ,فهو من أفراده عنه ,وليس عنده قوله» :وال يَكْذِبُهُ« .
📌 ثم أتبع النبي ﷺ املنهياتِ اخلمسَ بأمر فقال» :وَكُونُوا عِبَادَ ال إخْوَانًا« وهو يحتمل معنيي:
' أحـدهـمـا :أنـه إنـشـاء ال تُـراد بـه حـقـيـقـتـه ,بـل يـراد بـه اخلـبـر ,أي :إذا تـركـتـم الـتـحـاسـد والـتـنـاجـش والـتـبـاغـض والـتـدابـر ولـم يـبـع
بعضكم على بيع بعضٍ كنتم عباد ال إخوانًا.
( واآلخـر :أنـه إنـشـاء تـراد بـه حـقـيـقـتـه وهـو األمـر ,أي :كـونـوا عـبـاد ال إخـوانًـا ,فـهـو أمـر بـتـحـصـيـل كـل سـبـب يـحـقـق اإلخـوة الـديـنـيـة
ويقويها.
وكال املعنيي صحيح.
📚 ثـم قـال ﷺ» :الـتﱠـقْـوَى هَـاهُـنَـا ,وَيُـشِـيـرُ إلَـى صَـدْرِهِ ثَـالَثَ مَـرﱠاتٍ« أي :أصـل الـتـقـوى ف الـقـلـوب ومـن ثَـمّ أشـار الـنـبـي ﷺ إلـى
صدره لإلعالم بأن مُستقَر أصلها ف قلب العبد الذي محله الصدر.
✅ ومنزلة هذه اجلملة من احلديث :ذِكْر ما يندفع به عن النفس حتَْقِيرُ اخللق بإعالمها بأن العبرة باجلوهر ال املظهر.
🖋 ثم قال النبي ﷺ مبينًا شدة اخلطر ف احتقار املسلمي» :بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشﱠرّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ املُسْلِمَ« أي :يكفيه شرًا.
🔶 ثم ختم ﷺ مبا يردع اجملرم عن التعدي على املسلم فقال» :كُلّ املُسْلِمِ عَلَى املُسْلِمِ حَرَامٌ :دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ«.
📌 ثـم خـتـم الـنـبـي ﷺ بـقـولـه» :وَمَـنْ بَـطﱠـأَ بِـهِ عَـمَـلُـهُ لَـمْ يُـسْـرِعْ بِـهِ نَـسَـبُـهُ« إعـالمًـا مبـقـام الـعـمـل ,وأن مَـنْ وقـف عـن بـلـوغ املـقـامـات
العالية ف اآلخرة فإنه ال يبلغها مبجرد نسبه ,فإن النسب ال يزكي أحدًا وال يقدسه
.
📚 قـولـه ﷺ ف هـذا احلـديـث فـيـمـا يـرويـه عـن ربـه تـبـارك وتـعـالـى أنـه قـال» :إنﱠ ال كَـتَـبَ احلَـسَـنَـاتِ وَالـسﱠـيّـئَـاتِ« املـراد بـالـكـتـابـة
هنا 👈 :الكتابة القدرية دون الشرعية ألن املكتوب شرعًا هو احلسنات دون السيئات فهي التي يُؤمَر بها اخللق.
وكالهما حق ,إال أن السياق يدل على أن املراد ف احلديث هو الثاني لقوله» :ثُمﱠ بَيﱠَ ذَلِكَ« فذكر ثواب احلسنة والسيئة.
📎 واحلسنة :اسم لكل ما وُعِد عليه بالثواب احلسن ,وهي كل ما أمر الشرع به ,فتندرج الفرائض والنوافل ف اسم احلسنة.
📎والسيئة :اسم لكل ما تُوعّد عليه بالثواب السيئ ,وهي كل ما نهى الشرع عنه نهي حتري.
👈فتختص السيئة باحملرم دون سائر املنهيات.
' احلـال األولـى :أن يَـهُـمّ بـاحلـسـنـة وال يـعـمـل بـهـا ,فـيـكـتـبـهـا ال عـنـده حـسـنـةً كـامـلـة ,واملـراد بـالـهـم هـنـا :هـو هـم اخلَـطَـرات ال هـم
اإلصرار الذي هو العزم اجلازم; فإذا خطر ف القلب فِعْل احلسنة كتب ال عزوجل له حسنةً كاملة ,وهٰذا من فضل ال علينا.
( واحلال الثانية :أن يهمّ باحلسنة ثم يعمل بها فيكتبها ال عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة.
👈ومـوجـب الـتـضـعـيـف :كـمـال اإلحـسـان ,فـمَـنْ هـو أحـسـن إسـالمًـا أكـثـر تـضـعـيـفًـا ,فـالـنـاس مـتـفـاوتـون ف مـنـتـهـى تـضـعـيـف حـسـنـاتـهـم
بعد العشر بحسب تفاوتهم ف حُسن اإلسالم.
* واحلال الثالثة :أن يهمّ بالسيئة ويعمل بها; فتُكتب سيئة واحدة مثلها من غير مضاعفة.
-واحلال الرابعة :أن يهمّ بالسيئة ثم ال يعمل بها ,وهٰذه احلال معترك أنظار ومختلف نظّار.
📚 هذا احلديث رواه البخاري ف صحيحه بهذا اللفظ دون مسلم ,فهو من أفراده عنه.
💎 بـل مـن أفـراده عـن بـقـيـة أصـحـاب الـكـتـب الـسـتـة وهـي مـن الـنـوادر الـواقـعـة ف صـحـيـح الـبـخـاري فـسـائـر مـا فـيـه يـوافـقـه عـلـيـه واحـد أو
أكثر وفيه أحاديث قليلة انفرد بها عن بقية أصحاب األصول مسلم وأصحاب السن.
ووقع ف بعض روايات البخاري» :وإن سألني ألعطينه ,وإن استعاذني ألعيذنه «
🖋 فالولي ل له حقيقتان:
' أحداهما :احلقيقة الشرعية; فهو كل مؤمن تقي ,فيندرج فيه النبي فمن دونه.
( واألخرى :احلقيقة االصطالحية ,فهو كل مؤمن تقي غير نبي ,فال يندرج فيه النبي.
✅ واحلديث وارد باعتبار احلقيقة الشرعية للولي ,وهو املراد عند اإلطالق ف خطاب الشرع,
📝ومعاداة الولي تؤذن صاحبها بحرب من ال ,وهي محرمة أشد التحري ومحل ذلك موردان:
' األول :أن يعاديه ألجل دينه.
( واآلخر :أن يعاديه ألجل الدنيا مع ظلمه والتعدي عليه.
🔻 5فهذان األمران هما املتوعد عليهما مبعاداة ال له,
🔹أما إذا عاداه ألجل الدنيا مع عدم ظلمه والتعدي عليه فال يدخل ف احلديث.
📝 وقـولـه ف آخـره» :فَـإِذَا أَحْـبَـبْـتُـهُ كُـنْـت سَـمْـعَـهُ الﱠـذِي يَـسْـمَـعُ بِـهِ «...احلـديـث ,مـعـنـاه :أوفّـقـه فـيـمـا يـسـمـع ويـبـصـر ويـبـطـش وميـشـي,
فال يقع منه شيء متعلق بها إال فيما أحبه ال ورضيه
.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه ابـن مـاجـه بـلـفـظ» :إن ال وضـع عـن أمـتـي« ,وأخـرجـه الـبـيـهـقـي أيـضًـا بـلـفـظ قـريـب مـنـه ,وإسـنـاده ضـعـيـف,
والرواية ف ٰهذا الباب فيها لِي.
والـعـزو البـن مـاجـه كـافٍ ,فـاحلـديـث املـروي ف الـكـتـب الـسـتـة اتـفـاقًـا أو انـفـردًا ال يُـعـزَى إلـيـهـا حـال االخـتـصـار ف الـتـخـريـج ,كـالـواقـع ف
املتون احلديثية اجملردة .والداعي إلى عزو املصنف له إلى البيهقي كونه شافعيًا.
📝 وف ٰهذا احلديث :بيان فضل ال على ٰهذه األمة بوضع املؤاخذة عنها ف ثالثة أمور:
' أحدها :اخلطأ ,واملراد به هنا :وقوع الشيء على وجهٍ لم يقصده فاعله.
( وثانيها :النسيان ,وهو ذهول القلب عن معلوم متقرر فيه.
* وثالثها :اإلكراه ,وهو إرغام العبد على ما ال يريد.
🖋 ومعنى الوضع :نفي وقوع اإلثم مع وجودها ,فال إثم على مخطئ وال ناسٍ ,وال مُكرَه ,بل ذلك مما رفعه ال عنا رحمة بنا.
📝 وفيه إرشاد النبي ﷺ إلى احلال التي يكون بها صالح العبد ف الدنيا ,بأن ينْزِل نفسه إحدى منزلتي:
' األولـى :مـنـزلـة الـغـريـب ,وهـو املـقـيـم بـغـيـر بـلـده ,فـقـلـبـه مـتـعـلـق بـالـرجـوع إلـى بـلـده ,واشـتـغـالـه حـيـنـئـذٍ بـأمـره ف تـلـك الـبـلـدة الـتـي هـو
فيها قليل ,وركونه إلى أهلها ضعيف.
( والـثـانـيـة :مـنـزلـة عـابـر الـسـبـيـل ,وهـو املـسـافـر الـذي ميـر بـبـلـد ثـم يـخـرج مـنـهـا ,فـتـعـلـقـه بـهـا أشـد ضـعـفًـا مـن الـغـريـب ألن مُـكـثـه فـيـهـا
أقل ,وليست له رغبة ف اإلقامة.
فمَنْ أراد أن يصلح نفسه حملها على إحدى املنزلتي ,واملنزلة الثانية أكمل من األولى لقلة تعلّق صاحبها بالدنيا.
📚 هـذا احلـديـث عـزاه املـصـنـف إلـى كـتـاب »احلُـجـة عـلـى تـارك احملـجـة« ألبـي الـفـتـح نـصـر بـن إبـراهـيـم املـقـدسـي ,ولـم يُـظـفـر بـه بـعـد,
ويـوجـد لـه مـخـتـصـر مـجـرد مـن األسـانـيـد ,وأخـرج ٰهذا احلـديـث مَـنْ هـو أشـهـر مـنـه فـرواه ابـن أبـي عـاصـم ف كـتـاب »الـسّـنـة« ,وأبـو نـعـيـم
األصـبـهـانـي ف »حـلـيـة األولـيـاء« ,وإسـنـاده ضـعـيـف ,وتـصـحـيـح هٰذا احلـديـث بـعـيـد مـن وجـوه بـيّـنـهـا أبـو الـفـرج بـن رجـب ف »جـامـع الـعـلـوم
واحلِكم« ,لكن أصول الشرع تصدقه وتشهد بصحة معناه درايةً.
📝 والهوى :هو امليل اجملرد ,ويغلب إطالقه على خالف احلق; فيكاد يكون الثاني مُراد الشرع.
🖋 فللهوى معنيان:
' أحدهما :امليل اجملرد ,وهو املراد ف ٰهذا احلديث.
( واآلخر :ميل القلب إلى خالف الهدى.
5فيكون معنى هذا احلديث :ال يؤمن أحدكم حتى يكون ميله تبعًا ملا جئت به.
📚 هـذا احلـديـث أخـرجـه الـتـرمـذي ف اجلـامـع وف إسـنـاده كـالم إال أن لـلـحـديـث طـرقًـا يـتـقـوى مبـجـمـوعـهـا فـيـصـيـر حـسـنًـا ,ولـفـظـه ف
النسخ التي بأيدينا من جامع الترمذي» :على ما كان فيك«.
📎 والقُراب :بضم القاف وكسرها أيضًا ,فيقال :قُراب ,وقِراب :وهو ملء الشيء.
🖊 ثـم وعـد أن يـشـرح األحـاديـث الـتـي انـتـخـبـهـا ف كـتـاب مـسـتـقـل ,واخـتـرمـتـه املـنـيـة قـبـل أن يـفـي بـوعـده .ذكـره صـاحـبـه ابـن الـعـطـار
ف مقدمة شرحه على األربعي.
🔻 وأما الشرح الرائج بأيدي الناس املنسوب إلى النووي فال تصح نسبته إليه.