Professional Documents
Culture Documents
نور الدين كريمة
نور الدين كريمة
ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ:
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷﺻﻠﻳﺔ اﻟﺻﻔﺔ اﻟرﺗﺑﺔ اﺳم وﻟﻘب اﻷﺳﺗﺎذ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2 رﺋﻳﺳﺎ أﺳﺗﺎذة ﻣﺣﺎﺿرة د .ﻟﻳﻠﻰ ﺑودرﻳش
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2 ﻣﻘر ار أ.د .ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي ﺣﺎرش أﺳﺗﺎذ اﻟﺗﻌﻠﻳم اﻟﻌﺎﻟﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2 ﻋﺿوا أﺳﺗﺎذة ﻣﺣﺎﺿرة د .أم ﻫﺎﻧﻲ رﻣﺿﺎﻧﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2 ﻋﺿوا أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر د .ﺑن ﻣوﻓق ﺑوﻣدﻳن
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗذة ﻋﺿوا أﺳﺗﺎذ ﻣﺣﺎﺿر د .ﺑن ﻋﻼﻝ رﺿﺎ
اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗذة ﻋﺿوا أﺳﺗﺎذة ﻣﺣﺎﺿرة د .ﻛﻬﻳﻧﺔ ﻗﺑﺎﻳﻠﻲ
إﱃ أﺳﺘﺎذي اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻬﺎدي ﺣﺎرش ،إﱃ ﻛﻞ اﻟﺬﻳﻦ أﻣﺪوا ﱄ ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﻣﻦ
ﻛﺎﻓﺔ اﳉﺎﻣﻌﺎت واﳌﻜﺘﺒﺎت واﳌﺮاﻛﺰ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ،اﻟﺬﻳﻦ ﱂ ﻳﺘﻮاﻧﻮا ﻋﻦ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻌﻮن واﻟﻨﺼﺢ ﱄ أذﻛﺮ
ﻣﻨﻬﻢ:
ﻋﻤﺎل اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ.
ﻋﻤﺎل اﳌﻜﺘﺒﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﳉﺎﻣﻌﱵ اﳉﺰاﺋﺮ 1ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺧﺪة واﳉﺰاﺋﺮ 2أﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺳﻌﺪ اﷲ.
ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻸﺳﺎﺗﺬة ﰲ اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺒﻮزرﻳﻌﺔ.
ﻋﻤﺎل اﳌﺮﻛﺰ اﻷﺳﻘﻔﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻷﲝﺎث ،ﺷﺎرع ﻟﻴﻘﻠﻴﺴﲔ اﳉﺰاﺋﺮ.
إﱃ ﻣﺪﻳﺮ وﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﻔﻨﻮن واﻵﺛﺎر ﺗﻮﻧﺲ.
إﱃ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﺪﻳﺮ اﳌﻌﻬﺪ اﳌﻠﻜﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ ) (IRCAMﺑﺎﻟﺮﺑﺎط وﻛﺬا ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ ﻫﺬا اﳌﻌﻬﺪ
واﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﺎوة اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ.
إﱃ ﻋﻤﺎل اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﺪراﺳﺎت ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺑﻮﻟﻔﺎرد راﺳﺒﺎﻳﻞ -ﺑﺎرﻳﺲ.
إﱃ ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﺎن ﺟﻮﻧﻔﻴﺎف ) (Saint Genevièveﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺴﻮرﺑﻮن -ﺑﺎرﻳﺲ.
إﱃ ﻋﻤﺎل اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ -ﺑﺎرﻳﺲ.
وﻛﺬا ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻏﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ اﻟﺴﻮرﺑﻮن ﺑﺎرﻳﺲ.
ﻋﻤﺎل ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ -ﺑﺎرﻳﺲ.
إﱃ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء أﻗﺪم ﻋﻈﻴﻢ اﻣﺘﻨﺎﱐ وﺟﺰﻳﻞ ﺷﻜﺮي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮﻩ ﱄ ﻣﻦ ﺗﺴﻬﻴﻼت وﻋﻮن.
ﺷﻜﺮا ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ.
اﻹﻫﺪاء
إﱃ رﻣﺰ اﳊﺐ واﳊﻨﺎن إﱃ أﲨﻞ وأروع ﻣﺎ ﰲ اﻟﻜﻮن ﺣﺒﻴﺒﱵ أﻣﻲ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ.
إﱃ ﻣﻦ ﻫﻴﺄ ﱄ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﻔﻀﻞ ﰲ ﳒﺎﺣﻲ اﺑﲏ اﻟﻌﺰﻳﺰ رﻳﺎن.
إﱃ إﺧﻮﰐ وأﺧﻮاﰐ ''ﻧﻮرﻳﺔ ،ﺣﻮرﻳﺔ ،زﻫﻴﺔ ،رزﻳﻘﺔ ،ﻋﺒﺪ اﻟﺮﲪﻦ ،اﳍﺎﴰﻲ''
كانت الزراعة بصفة عامة وزراعة الحبوب في إيطاليا عرضة لمنافسة حادة من
نظيراتھا في صقلية وسردينيا ،إذ كانت تصل إلى روما كميات كبيرة من قمح صقيلية
وسردينيا في بادئ األمر في شكل ضريبة العشر ) (Dimeالمفروضة على المقاطعات أو
تشتريه روما بأسعار متدنية بھدف بيعه بأسعار منخفضة للعامة ،كما كانت الحقا كميات
كبيرة من قموح إفريقيا للحفاظ دائما على األسعار المنخفضة في روما ،األمر الذي جعل
زراعة الحبوب في إيطاليا غير مجزية.
ھكذا بدأ الفالحون أصحاب الضيّع الكبرى ،يقلعون عن زراعة الحبوب ،ويتوجھون
نحو تربية المواشي ،التي تتماشى والمزارع الكبرى ،وكذا غراسة األشجار ،الزيتون
والكروم على وجه الخصوص ،أمام عجزھم عن منافسة أسعار االستيراد المفرط للحبوب.
إذا كان تشكيل الضيّع الكبرى )،(Latifundiaوالتوجه نحو تربية الماشية وغراسة
األشجار ،قد غيّر بشكل عميق دُرْ جة الزراعة في إيطاليا ،فإن سبب تدمير الزراعة وطبقة
الفالحين في إيطاليا ،ھو اللجوء إلى استخدام العبيد في خدمة األرض ،عوضا عن صغار
الفالحين الذين توجھوا نحو المدن خاصة روما.
كان على روما إلى جانب تزويد "العامة" بالحبوب ،تموين الجيوش بالحبوب وكذا
الحبوب الموجھة لدفع أجور العمال والموظفين المدنيين للدولة ،الذين كانت تضاف تموينات
عينية ألجورھم النقدية.
* -حارش )محمد الھادي( ،تاريخ الجزائر وبلدان المغرب في العصور القديمة ،ص .215-210.حيث يقدم األستاذ تحليل
معمق للملكيات الزراعية ،واإلنتاج الزراعي في إيطاليا وتراجع اإلنتاج في الوقت الذي تزايدت فيه الحاجة للحبوب،
بالمناسبة أشكر األستاذ على تمكيني من اإلطالع على الجزء المتعلق بالتموين.
10
مقدمة
ھكذا نالحظ أن االحتياجات كبيرة جدا في وقت تراجع إنتاج الحبوب في إيطاليا،
فأصبح االعتماد كلية على إنتاج المقاطعات لتموين روما.
كان ''التموين" يتمثل أساسا في الحبوب ،والحقا وبداية من منتصف القرن الثالث في
''الخبز" ،وكانت أيضا الزيت )منذ عھد سيبتيموس سيفيروس 211-193م( ،ومنذ عھد
أوريليانوس )275-270م( الخمر والفواكه الجافة.
طبعا لجباية ونقل وتخزين ثم توزيع ھذه الكميات الضخمة من احتياجات روما ،البد
من إدارة قادرة لالضطالع بھذه المھام المتعددة ،وتتوفر على مصالح إدارية في روما وفي
المقاطعات المعنية بالتموين "األنونة" وعلى جھاز إداري قائم ،وكانت العناية بھذا الجھاز
الذي يتوقف عليه أمن واستقرار روما كبيرة ،حتى أصبح ھذا الجھاز اإلداري من أكبر
المصالح في روما ،يتابعه األباطرة عن كثب ،باعتبار أن أي تعطل في وصول ''التموين"
يعني المجاعة في روما.
ھكذا رأيت لدراسة ھذا الجھاز اإلداري المعقد أن أقسم البحث إلى خمسة فصول،
أتناول في الفصل األول التوزيع المجاني لألنونة حيث أتعرض إلى اإلجراءات المتخدة من
طرف األباطرة وكذا المستفيدون العاديون واإلضافيون ثم تكلفة ھذا التوزيع.
أما الفصل الثاني فقد خصصناه لتنظيم مصلحة األنونة ،استعرضنا فيه موظفوا
مصلحة األنونة في أواخر الجمھورية حيث كان القيّمون ''األيادلة'' ،ھم من يتولون ھذه
المھمة قبل أن يتوالھا والي األنونة الدائم في العصر اإلمبراطوري والتعرف على رؤسائه
اإلداريين مثل والي المدينة ووالي البريتوار.
بينما درست في الفصل الثالث إدارة التحصيل أو إدارة الجباية حيث تعرضنا إلى
الموارد العامة وموار اإلضافية وكذا عملية التحصيل ومحصلو الضرائب ،فضال عن وسائل
النقل التي حظي فيھا مجھزو السفن بمكانة ھامة.
وفي الفصل الرابع تعرضت إلى إدارة التخزين والتوزيع تناولت فيه الموظفون
والجمعيات المھنية مثل الوزانون والعمال اليدويون وكذا المراقبة في ھذه المصلحة.
11
مقدمة
وقد خصصت الفصل الخامس إلدارة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية
بالخصوص.
وھي مجموعات قوانين ال يمكن االستغناء لكل طالب يتناول الضرائب من حيث
جمعھا ونقلھا وتوزيعھا ،فقد قدمت لنا تلك القوانين خدمات كبيرة لدراسة األنونة ومصالحھا
في روما أو حتى في المقاطعات ،إلى جانب تلك القوانين ،يمكن اإلشارة إلى بعض المصادر
التي عنيت بتراجم األباطرة مثل بلوتارخوس في "حياة المشاھير'' (Les vies des hommes
) illustresوسويتونيوس في "حياة القياصرة اإلثنا عشر'' (Suétone, la vie des douze
) Césarsمن قيصر حتى دوميسيانوس وكذا ھيروديانوس إلى قورديانوس ،فال شك أن تراجم
كل تلك الشخصيات التي لھا عالقة بالموضوع تنير لنا الكثير من النقاط الغامضة.
أما من حيث المراجع ،فيمكن اإلشارة إلى الدراسة الھامة التي قام بھا بيجويونو
) (Pigeonneauحول األنونة الرومانية وجمعيات مجھزي السفن ،وھي دراسة ھامة
ودقيقة ،وكذا دراسة والتزينك حول الجمعيات المھنية عند الرومان ،وفان برشم (Van
) Berchemحول توزيع القمح والنقود على العامة في روما ،وبخصوص قمح إفريقيا ،فنجد
من الدراسات الھامة ،الدراسة التي قام بھا ر .كانيا ) (R. Cagnatحول األنونة اإلفريقية،
وكذا حسين جعيدي حول إفريقيا والقمح في روما ،وجيلبير شارل بيكار حول نيرون وقمح
12
مقدمة
إفريقيا ،وھي كلھا دراسات تدخل في صميم ''األنونة" التي كان القمح مادتھا األساسية ،قبل
أن يضاف إليھا الزيت والخمر.
وأنا أنجز ھذا العمل ،أعترضتني مجموعة من الصعوبات ،أول تلك الصعوبات أن
الموضوع تم تناوله في عدة لغات أجنبية ال نجيدھا منھا األلمانية ،التي اضطررنا في كثير
من األحيان اللجوء إلى طلبة اللغة األلمانية إلعطائنا حتى ملخصات أو نبذات عن محتوى
تلك األعمال ،وھو ليس أمرا ميسورا دائما وكذا اللغة اإليطالية ،باإلضافة إلى االنجليزية
والالتينية ،التي كانت دراستنا لھا عبارة عن مداخل ،لكن ذلك أفضل من الجھل التام ،ألن
االستعانة بالقواميس يمكننا من معرفة محتواھا.
باإلضافة إلى ذلك يمكن اإلشارة التي تشتت المادة العلمية بين التاريخ واآلثار
واالقتصاد واالجتماع وحتى التشريع مما يجعل اإللمام بكل ھذه التخصصات وجمع مادتھا
ليس أمرا سھال ،لكن بفضل المثابرة وتشجيعات المحيط العائلي ومحيط العمل من زمالئي
وزميالتي حتى ولو بالسؤال عن مدى تقدمي في العمل ،جعلني أصر على المواصلة،
والفضل أيضا يعود ألستاذي الذي وقف إلى جانبي في أصعب مراحل البحث ،فإليه ولكل
ھؤالء أقدم جزيل شكري وعظيم امتناني ،فشكرا للجميع ولكل أساتذتي الذين تتلمذت وتعلمت
عنھم في كل مراحل تكويني.
الجزائر في 2018-06-10
13
الفصل األول :التوزيع المجاني لألنونة لألنونة
-IIالمستفيدون العاديون
عدد المستفيدين
شروط القبول في التوزيعات المجانية
مراقبة المستفيدين
قسائم توزيع القمح
قائمة التسجيالت الغذائية
أ -التسجيالت المجانية
ب -التسجيالت بمقابل
ج -وصية التسجيل
-IIIالمستفيدون اإلضافيون
زيادة على ذلك عندما يوجد شغور في قائمة المستفيدين يتم إكمالھا ال باألكثر عوزا ،لكن
بالفائزين بالسحب ) ،(subsoritioيعتبر إذن إصالح قيصر ،إصالحا سياسيا وماليا وليس
)(4
إصالحا إحسانيا ،إن صحت العبارة.
- 1يستعمل مصطلح األنونة للتعبير عن المحصول الذي يحصده الفالحون ،أي نسبته للسنة ) ،(annusواستعمله الرومان
الحقا للتعبير عن مجمل وسائل العيش أو المؤن خاصة الحبوب التي يستفيد منھا شعب روما مجانا ،كما دل خالل العھد
الجمھوري على الضريبة المباشرة العينية التي فرضھا الرومان على عدة مقاطعات ،بدءا من ضريبة العشر ،ودل في
بعض األحيان على سعر القمح في األسواق العمومية ،أما في العھد االمبراطوري فتداولته النصوص القانونية للداللة على
حصة القمح والخبز التي توزع على اإلداريين والجند أنظر في ھذا الصدد:
- Daremberg et Saglio, « Annona », D.A.G.R.T. II, p273 ; Barthélemy (P.), Essai sur
l’assistance publique son histoire, ses princes, son organisation actuelle, A. Maresco Anne,
Librairie, éditeur, (paris 1877).
2 -J.P.V.D. (Bldson), « Panem et Circenses », dans hommages de Marcell Renard, R. ar.
du centre de fr, T. 2, coll, Latonus, Vol. 102, (Bruxelles 1969), p. 57-60.
3- Mommsen (th.), Romiche geschichte, T.V, die provizen von caesar ; Robion (Félix.), Les
institutions de l’ancienne Rome, Institutions politiques, militaires et religieuses, éd, permi,
T.02, (paris 1884), p.300.
)حول تحديد الضريبة التي كانت تدفع من سكان المقاطعات باستثناء غالة كانت تدفع ضريبة )civitates stipendiaria
أي ضريبة المھزومين.
4- Sheidef (Walter.), Friesen, (Steven), “The size of the Economy and the contribution of
income in the roman Empire”, the journal of Roman studies, vol. 99, (novembre 2009).
15
التوزيع المجاني الفصل األول
)(1 )*(
مؤسسة إمبراطورية، )(Frumentationes من مؤسسة ''األنونة'' جعل ''أغسطس''
ونظم مصالحھا بصفة نھائية ،لكن ال أكثر من قيصر ،يبدو أنه لم يخضع لالعتبارات
)(3
الخيرية ،ويكون بناء على "سيوطون'') ،(Suétone)(2قد ألغى نھائيا التوزيعات المجانية
لوال تمرد العامة ،الذي أدى إلى إعادتھا إلى ما كانت عليه ،فقد اكتفى بالرفع إلى مائتي ألف
)(4
عدد المستفيدين ،الذين منذ وفاة قيصر ،قد تجاوز بكثير ھذا الحد ،ووضع )(200.000
قيودا قانونية صارمة للعتق ) ،(loi aelia sentiaلمنع المعتقين من االستمرار في المجيء
)(5
لوضع أنفسھم على كفالة األنونة.
)(2 )*(
بدوره العناية لمصلحة األنونة أولى ''كالوديوس'' )54-41م( )(Claudius
بضمان النقل لھا ،وتسھيل وصولھا بإنشاء ميناء ''أوستي'' )**() ،(Ostieوذلك خوفا من
)( 3
تحت حكم تظاھرات العامة التي طردته يوما بخزي من الساحة العامة )(Forum
''نيرون" ،بسبب استنفاذ خزينة الدولة بتبذير وإسراف األباطرة ،إذ أعطى اھتماما خاصا
للتجارة الدولية بفضل ھذا الميناء الذي أصبح يستقبل مائتي سفينة في آن واحد ،كما حفر قناة
تربط بين ''تيبر'' والميناء م ّما سھل وصول البضائع والواردات إلى روما بنفقات ضئيلة ،كما
زود الميناء بعدد من األرصفة والورش البحرية ،فكل ھذا ساعد على تسھيل إجراءات تفريغ
ودخول البضائع إلى روما) ،(4كما شجع أصحاب السفن على الدخول في التعاقدات لنقل
البضائع والغالل من الميناء إلى العاصمة بإعطائھم المزيد من االمتيازات مثل التأمين على
1 - Tacite (C.C.), histoire, trad. H. goelser, éd. Gallimard, (1980).
(*) - Serrigny, Droit public et administratif romain, LIV, I, Tit, T.V, sect, 2, 2 ; Dion Cassius,
38, 13 ; Marquardt (J.), de l’organisation financière chez les Romains, Broché, (2012).
2 - Dion Cassius, 38, 13 ; Marquard, op.cit, p. 147.
)(3
لمدة معينة ،بينما ضمن ''فسباسيانوس'' قام بتعليق التوزيع المجاني
) (Vespasienusوتيتوس )161-138) (Titusم( اعتراف العامة بإعادة تنظيم
التوزيع ،وبعدھا قام ''ماركوس أوريليوس" بالعديد من التحسينات بناء على قول
) (Captolinusلكن دون أن يذكرھا (4).والذي قام بعدة إصالحات ،إذ )*(
''كابتولينوس"
حرص على رعاية الفقراء وتوفير الحاجيات لھم من غذاء وترفيه ،وفي وقت األزمات
االقتصادية كان يخفف على كواھل الناس بإلغاء الضرائب المتأخرة ،كما زاد من عدد
)(5
المواطنين الماليين في المقاطعات اإليطالية لتحسين اإلدارة المالية.
1 - Pigeonneau (H), De convectione urbanae annonae et de publicis navicula riorum
corporibus apud Romanos, (paris 1876).
2 - Humbert (G), « Annona », D.A.G.R, (1877), T.I, pp 273-276.
3- Dion Cassius, XLVIII, 12.
)*( -ھو كابتولينوس )ماركوس – مانيليوس( ،تولى منصب القنصلية في سنة ) 392ق.م( في العھد الجمھوري.
4- Capitolinus, M. Aurél, 27 ; Capitolinus (Manilius.), dans les œuvres de Monsieur de la
Fosse, Nouvelle édition, T.1, M. DCC. XLVII, M. Aurèl, 27, publié par Geinola, Ernest st
Paul Fiévre (2015) ; M.K. Jaeger, « custodia fidelis memoriae : Livy’s story of M. Manlius
capitolinus », Latonus, vol. 52, N°2, (1993), p350-363.
5-Marquardt (J.), J. Marquardt (Joachim.), De l’organisation financière chez les Romains,
trad. Hermann Dessan, Albert Vigie, Alfred Von domaszeski, éditeur. Ernest Thorin (paris,
1888), p.
18
التوزيع المجاني الفصل األول
)(1
)211-193) (Spetimus sévèrusم( جراية من أضاف ''سبيتموس سيفيروس''
الزيت) (2لكل جراية من القمح الموزعة ،إذ كان يجاھر بمبدأ أساسي'' :إن على كل إمبراطور
)(3
إثراء جنوده ،إطعام شعب روما وال يبالي بالباقي''.
وفي ھذا الصدد ،نذكر تملق اإلمبراطور ''سيبتيموس'' )211-193م( اإلنفاق على
الجيش والغوغاء المعاكسة .فالبنسبة للجيش منحه الرواتب العالية والمكافآت ،وبالنسبة
)(4
للغوغاء أنفق نفائح مالية في المناسبات للجيش ھذا ما أدى إلى إرھاق الخزينة.
وفي األخير أجرى ''أوريليانوس'' في ھذه المصلحة تغييرات جذرية ،وذلك بأن حل
)(6
محل التوزيعات الشھرية للقمح ،بتوزيع الخبز الذي أصبح في الوقت نفسه يوميا.
1 - Sport, Sev, 18 ; Hirshfeld, II, I, 19.
2 - Berchen (D. Van), « L’annone militaire dans l’Empire romain au III siècle », mém. de la
soc. nat. des antiquités de France, N° 08, T. LXXX , (paris 1937), pp. 117- 202.
- 3وكان من جراء إتخاذ االمبراطور سبتموس سفيروس ھذا اإلجراء ،ربما عائد إلى الفوضى العسكرية التي عصفت
باالمبراطورية الرومانية إبان القرن الثالث الميالدي أي تزامنا مع حكم ھذه األسرة ،إذ انھارت القيمة النقدية وتضاعف عدد
اإلداريين وفق تطور المصالح اإلدارية ،خاصة جباة الضرائب ،مما أجبر سبتموس سفيروس تقديم مستحقات موظفيه عينا،
حول ھذا الموضوع راجع:
; - Petit (Paul), Histoire générale de l’empire Romain, T.II, éd. Du Seuil, (paris 1974), p.67
Stein (Ernest), Histoire du bas empire de l’Etat Romain à l’Etat Byzantin (284-471), T.I, éd
De Bouer, (Belgique, 1959).
4 - Carrié (J.M), A. Rousselle, l’empire romain en mutation de Sévères à Constantin, (129-
337), Rouselle, (paris 1999).
5 - Aurelius (Victor.), de caesaribus, 39, éd, P. Dufraigne, CUF, (paris 1975).
6 - Vespiscus, Aurelien, 35.
19
التوزيع المجاني الفصل األول
كانت نتيجة ھذه الخدمات المجانية والسخاء ،أن توافدت إلى روما جماھير واسعة
لدرجة أنه كان يجب فتح وتوسيع نطاق المدينة ،بالمقابل ھذا السخاء ،كان قد أنھك
)(1
المقاطعات ،مصر خاصة التي وقع معمروھا في درجة شديدة من البؤس.
أضاف ''أوريليوس") (2إلى توزيع الخبز) (3مجانا ،توزيع منتظم للزيت) ،(4الخمر) ،(5لحم
)(7
الخنزير) ،(6وكانت تقوم به مصلحة خاصة منفصلة عن مصلحة التموين )األنونة(
) ،(Suarii susceptoresإذ أنه كان يرى في إطعام الشعب أمرا نبيال وعظيما .وليمنح
لنفسه ھذه السعادة ،كان سيوزع حتى إوز الكابتول يقول "فوسبيسكوس'' لو تركوه يفعل.
لألسف الخزينة العامة) (8لم تكن تستجيب طويال لھذا السخاء ،إذ أصبح توزيع األنونة
في عھد خلفائه يتم بالمقابل ،الشك أن السعر ،كان متواضعا ،لكن في الوقت نفسه ،كانت
)(9
النوعية رديئة.
قام ''فالنسيانوس'' )396م( بتغيير ھذا الوضع مرة أخرى ،إذ أصبح مستفيدو األنونة
يتلقون ست ) (06خبزات من النوع األول )الرفيع( عوضا عن عشرين ) (20خبزة من
;1- Brunt (P.A), « The administrators of Roman Egypt », J.R.S, LXV, (1957), pp. 124-147
Homo (T.), les institutions politiques Romaines de la cité à l’Italie, Boulevard Saint Michel,
)(paris, 1927
2 - Vop, Aurelian, 35, Hirshfeld, dans le philogus, T XXIV, 20-21.
3 -Codex Théodosianus, éd. Mommson et Meyer, (Berlin 1903); (A.) Moreau de Jonnes,
Statistique des peuples de l’antiquité, (paris, 1851), p 173.
4 -Cod. Thé, 15, 3 ; 17 ; 15, 24, 1 .
5 - Cod, Th, XIV, 4, 3.
6 - Cod. Th, XIV, 4, 1-10.
7- Cagnat (R), « L’annone d’Afrique », M. A.I. L, T.XL, (paris, 1915), et dans C.T, T.XXV,
(Année 1977).
8- Cagnat (R.), Etude historique sur les impôts indirects chez les Romains jusqu’aux
invasions des barbares, d’après les documents littéraires et épigraphiques, (paris 1892).
-9أنظر في ھذا الموضوع:
- Camps- Faber (H.), L’olivier et l’huile dans l’Afrique romaine, (Alger 1953), p .
20
التوزيع المجاني الفصل األول
النوعية الثانية ،والتي تقدم لھم كل شھر بسعر منخفض ،وفي الوقت نفسه تم تغيير وزنھا من
أوقيتين ونصف أوقية إلى ست أوقيات)*( ،وقد تم تخصيص ذلك للعامة حصريا تحت طائل
)(1
العقوبة الصارمة لمن يخالف ذلك.
كان وزن الخبز يتغير تحت حكم نفس اإلمبراطور وذلك بحسب موارد األنونة ،وقد
)(2
قرر تخفيضه أكثر من مرة عندما تشكو المخازن الندرة.
وفي كل األحوال يوجد إنقاص في التوزيعات المجانية شأنھا شأن عدد المستفيدين بأكثر من
)(4
ثالثة أرباع.
وأخيرا فإن العامة في روما باتت تتحصل على مائة وعشرين ألف )(120.000
صاع سنويا ،تحت حكم اإلمبراطور ''ثيودوريك'' ،ما يكاد يكفي إلطعام أربعمائة ألف
)(5
) (400.000شخص .وكانت آخر التوزيعات التي بقيت منھا بعض اآلثار.
)*( -األوقية ) (onceالرومانية تزن 27.25غراما.
1- Codex Justinianus, éd. Kniger, (1929) ; Cod. Th, L, 5, XIV, 7.
2 - D. Van (Berchem.), Les distributions de blé et d’argent à la plèbe romaine sous l’empire,
(Genève 1939), p.45.
3 - (P.) Rich, « Grandes invasions et empires », Larousse universitaire de France, 4ème
édition, (paris 1968), p. 105-119.
4 - D. Van (Berchem.), op.cit ; p.
5 - (H.) Pigeonneau, op.cit ; p30 ; Humbert, « Canon frumentaire », D.A.G.R, de D et S.
21
التوزيع المجاني الفصل األول
نستطيع من ھذا العرض السريع ،أن نستخلص أن االمبراطورية ظلت خالل خمسة
قرون ھي الممون الوحيد للعامة ،ھذه األخيرة ،حرصت أال تنسى دورھا ،ولن تبقى خاضعة
إال بقدر إشباعھا ،ولذلك لم يتھاون األباطرة إطالقا من أجل ذلك ،ويستجيبون لرغباتھا زيادة
)(1
عن ذلك.
)(2
بدعوى أنھا تقوم بضمان وال ننسى أن .....روما كانت على حساب المقاطعات
)(3
األمن ''السلم الروماني''.
-IIالمستفيدون العاديون:
عدد المستفيدين:
في البداية لم يكن أي تحديد لعدد المستفيدين من األنونة على ما يبدو ،إذ يكفي أن يستوفى
)(5
الشروط التي سنذكرھا الحقا) ،(4وخاصة أن تكون تولى )تابعا( لبعض الشخصيات
الكبرى لتكون في القائمة ''التموين بالقمح" ) ،(Frumentationesبالمقابل الفقراء المساكين
الذين يتقدمون دون توصيات ،فھم عرضة للطرد ليأخذ معھم المعتقون لحسابھم الخاص أو
)(6
لحساب أسيادھم.
-1نفسه.
2- Nicolet (C.), Le métier de citoyen dans la Rome république, deuxième édition, Gallimard,
(paris 1976), p.125.
-3حول موضوع السلم الروماني ،أنظر:
- Petite (P.), La paix Romaine, coll. Nouvelle clio, N°09, presses universitaires de France
(1967).
-4أنطر ما سيأتي الحقا ،ص
5 - Dion Cassius, 43, 21 ; Mommsen, Resc Gestae, Divi Aug, 2, p 50, op.cit, p 174-175.
6 - (R.) Dunceau (Jones), « The purpose and organisation of the alimenta », dans P.B.S.R,
(1964), p. 123- 146.
22
التوزيع المجاني الفصل األول
كان عدد المشاركين في عھد ''كيكيرو'' ) (Cicéronيقارب الخمسين ) (50ألف ،أي
)(2
ما يعادل التسع من سكان روما) (1في ذلك العھد.
)(3
) (cura annonaeبأول إحصاء للمستفيدين قام ''بومبيوس'' أثناء إدارته لألنونة
من األنونة ،وحدد عددھم بقانون) ،(4لكن أثناء الحروب األھلية واالضطرابات الدائمة
ألواخر الجمھورية ،ھذا الحد تم تجاوزه بسرعة ،قد ساھم في ذلك يوليوس قيصر بجزء كبير
أثناء ديكتاتوريته ،بتسجيل جموع الموالين له ،األمر الذي جعل العدد يقفز إلى ثالثمائة
وعشرين ألفا ) ،(320.000أي ما يعادل ثالثة أرباع سكان روما) ،(5لكن في الوقت الالحق
عندما ،أصبح من القوة ،وليس في حاجة إلى شراء أي كان ،خفض عددھم إلى مائة وخمسين
) (150ألف مستفيد مع منع تجاوز ھذا العدد ،وال يمكن قبول مستقبال غير السحب بين قائمة
المترشحين ) (profitentesبحضور البريتور ).(praetor
- 1حول عدد السكان في روما راجع:
J. Marquardt (Joachim.), De l’organisation financière ………………p.105.
2 -Ciceron (Marcus Tulluis Ciceron), sur Verrines, II, 3, 30 ; Tacite, Ann, 12, 11 ; Suétone
(Gauis Suetonus tranquillus.), Nero. 7, trad, Ailloud, 4ème éd, (paris 1980).
3 - Tacit, Ann, 2, 87.
4 - Dion Cassius, XXXIX, 24.
5- Naudet, des changements opérés dans l’administration romaine, partie III, ch. 6. P. 215 et
suiv.
6 - Albertini (Eugene.), L’Empire Romain, éd P.U.F, (paris 1970), p32.
7 - Dezobry (Louis-Charles.), Rome au siècle d’Auguste ou voyage d’un gaulois à Rome à
l’époque du règne de Tibère, 4 vol, T.01, librairie Jean-Etienne Huret, éd. (paris 1875).
23
التوزيع المجاني الفصل األول
العدد نفسه أثناء حكم ''سيبتيموس سيفيروس" )211-193م( بمائة وستين ) (160ألفا من
)(1
العامة وأربعين ) (40ألفا من البريتوريين.
زيادة على العامة ،في الواقع سمح أيضا منذ عھد أغسطس لالستفادة من التموين
''األنونة'' لكتائب الحراسة ) ،(vigilesالبريتوريون ،وعبيد اإلدارة العمومية وجباة
الضرائب ،أي ما بين ثالثين ) (30وأربعين ) (40ألف رجل).(2
وفي أواخر االمبراطورية منحت نفس الميزة لضباط القصر اإلمبراطوري ،ولبعض
الجمعيات المحظوظة )تمتع بامتيازات( مثل ).(scutarii des clibanarii)(3
1 - Oehler (J.), « Annona », Paulys Realencycloadie der classichen Altertunswissenschaft,
(1894), T. I. pp. 2136-2320.
2- H. M. (Jones.) « Augustus », coll Ancient culture and society, Chatto and Windus,
(London 1970); Etienne (R), “Le siècle d’Auguste”, coll, v, 2, N° 139.
-3وذلك من خالل فرضه ضرائب متعددة األشكال على سكان الواليات أنظر:
- Burmain , L’impôt chez les Romains (Vectigalia populi romani) ; De Serrigny, Droit public
et administration romain, II, p173 ; Troplong, R.L. (1848), II, p122.
4 - Pigeonneau (H.), « L’annone romain », R.A.R, (1886), pp.221-224.
5 - Cicéron. Tux. 3,20, 4, 8 ; Dion Cassius, 39, 24 ; Persuis, 5, 73.
6 - D, Van (Bercha.), op.cit ; p.20.
24
التوزيع المجاني الفصل األول
(1)
. أن يكون مواطنا رومانيا ويسكن في روما-2
(de la plèbe) (2) . أن يكون من العوام-3
.(3) عندما يكون عدد المستفيدين محددا، االستفادة من شغور في قائمة المستفيدين-4
: الشرط األول-أ
( أوcongiaria) يمكن قبول األطفال البالغين أقل من إحدى عشر سنة في الھبات
لكن لم تكن للمستفيدين، التي يوزعھا األباطرة أثناء اعتالئھم العرش،الھبات غير العادية
(5)
م( أول من أدخلھم إلى117-98) ''( ويكون اإلمبراطور ''تاراجانوس4) .من األنونة
.(6)االستفادة من التموين )األنونة( المجاني بتأسيس لھم مؤسساته الغذائية
: الشرط الثاني-ب
والسبب في ذلك أن مؤسسة،كان يشترط دائما اإلقامة في روما وكذا صفة المواطنة
ولم يكن أبدا عمل،التوزيع المجاني في األصل والھدف منھا كان لھا طابع سياسي محض
فلم يقبل فيھا األطفال إال في، وبالتالي ال يحق الوجود فيھا إال لمن له حق التصويت،خيري
(7)
. أما العبيد والنساء فلم يقبلوا إطالقا،فترة متأخرة
1 - Saumagne (Ch), « Le droit latin et les cités romaines sous l’empire », P.I.D.R, XXIII,
Sirev, (paris 1965).
2 - J.P. (Waltzing.), Etude historique sur les corporations professionnelles chez les Romains,
Louvain, (1895-1900), T. 2, p. 19.
3 - Appien, The roman history, I, Vol, Eng translation H. White, éd Loeb class. Libr. London,
(1912-1928), D.C.2.120.
4 -Marquardt, op.cit, p150.
5- Dion Cassius, LXV III, 5 ; Henzen, « De tabula alimentaria bae bianrum », dans les ann.
Del Lust, (1844), p5. Suiv, avec des suppléments dans les Bulltains, del Int Erm. Des Jardins,
Disput, histoire.de cabulis alimentaruis, (paris 1854) et V. alimentarii « pueri et puellae »,
dans le dictionnaire des antiquités grecque. Rom, De D et S.
6 - Hirshefield, Geteideverw, op.cit, p.8.9; Marquardt, op.cit, p.151.
7 - Naudet (Joseph.), « Des secours public chez les Romains », mémoire de l’institut de
France, (1838), p.1.91; Nasse, Meletemata de publica cura annonae apud Romanos, (1851),
in 8.
25
التوزيع المجاني الفصل األول
ج -الشرط الثالث:
)(1
،كان مخصص للعامة الرومان ،بينما الفرسان التموين )األنونة( المجاني
والشيوخ كانوا مبعدين ،وإن كانت النقطة األخيرة محل خالف ،إذ يؤيد ''كونتاريني''
) (Contareniرأيا مخالفا مستندا على نص لسباسيانوس ) (Spartienفي ''حياة
ھدريانوس'' ،لكن يبدو أنه أخطأ في معنى كلمة ) (dimensumالتي فسرھا ''مداخيل
الشيوخ'' ،بينما ترجمھا معظم الكتاب ''قياس القمح'') ،(2كما يذكر أيضا مثال شخص قنصلي
ھو ''بيزو فروجي'' ) (Piso Frugiالذي طالب بحصته في التوزيعات التي أقرھا قانون
سامبرونيا ) ،(loi semproniaلكن إضافة إلى أن توزيعات ھذه الفترة لم تكن مجانية ،فإن
عائلة ''نيرون'' كانت تنتمي إلى العامة .مھما يكن من أمر االصالح الذي تم بعد ذلك بقليل
بقانون ''أوكتافيا'' ) (loi octaviaقد أبعد من التوزيعات السابقة دون تمييز الطبقات ،كل من
كانوا غير العامة.
يربط البعض ھذا اإلجراء بقانون سامبرونيا ،وآخرون بقانون مجھول معاصر
للحرب االجتماعية ) 90ق.م( يأمر بعرض قائمة اسمية في الساحة العامة ) (forumبحسب
طبقات المواطنين المقصيين من التوزيعات المجانية ،وإدانة بغرامة خمسمائة )(500
سسترس كل موظف في األنونة مدان بكونه قدم قمحا أثناء التوزيعات للمواطنين المسجلين
على ھذه القائمة) .(3ھذا يسمح لنا بالقبول أن في ھذه الفترة على األقل ،أن االنتماء إلى طبقة
)(4
أخرى غير الطبقة العامة لم يكن لذاته سببا في اإلقصاء.
أخيرا بعد إصالحات قيصر ،أصبح من الضروري وجود تصريح أولي ،حتى يكون
مقبوال في عدد المستفيدين في التموين )األنونة( المجاني .وھو عدد محدود ،كما قلنا سابقا،
ويكمل أثناء الشغور بسحب القرعة ) (Subsortitioبين المترشحين ،مما يسمح لنا بالتأكيد
1 - Bandi Divesme, « Mémoire cité », N°7, dans la revue histoire, (1861), p.368.
2 - Levasseur, de pecunus publicis quomodo aqud Romanos quatro post-christum seculo
ordinarentur, (1854).
3- CF, Dious Cassius, XXIX, 24.
-4في ھذا الصدد أنظر:
- (S.) Mazzarino, Aspetti sociali del quatro secolo Ricerche di storia tardo-romano, (Rome
1951), p. 235.
26
التوزيع المجاني الفصل األول
أن كل المواطنين من طبقة الفرسان ومجلس الشيوخ وحتى األثرياء من العامة كانوا مقصيين
من ھذه التوزيعات المجانية منذ عھد قيصر على األقل ،وقد وصل جشع البعض إلى درجة
تحرير عبيدھم حتى يشاركوا في التوزيعات العمومية بأسمائھم ،لكن قانونا خاصا يكون قد
)(1
قضى على ھذه التجاوزات.
تواصل إبعاد الطبقات العليا في العصر اإلمبراطوري عن توزيع القمح
) ،(frumentationesونجد في بعض القوانين أن الموصى له إن كان من طبقة
) ،(clarissimusإن وجد في وصيته تسجيال في التوزيعات المخصصة للعامة ،ال يمكنه أن
)(2
يحصل إال على قيمة نقدية مساوية لھذا التسجيل.
إذا كانت الشروط المذكورة أعاله ضرورية ،فقد كانت أيضا كافية للحصول على حق
)(3
التماس مكان في دور التوزيعات المجانية.
وھكذا يكون بإمكان المعتوقين من المواطنين الرومان أن يطمحوا إلى ذلك مثل األبرياء،
وكان عددھم المتزايد في قوائم األنونة ھو أحد األسباب التي دفعت أغسطس إلى سن قوانين
)(4
صارمة فيما يخص تحرير الرقيق.
مراقبة المستفيدين:
-قسائم توزيع القمح:
كانت تدون أسماء المستفيدين من األنونة منذ البداية على ألواح من البرونز ،وتوضع
)(5
من حيث جاءت تسمية ) (incisiالتي تستخدم أحيانا في الساحة العامة ''الفوروم''
1- Andrzej (Los.), « La condition sociale des affranchis privés au 1er siècle après J.C »,
Annales, (1995), p.1011-1043.
2 - Gérard (Minaud), La comptabilité à Rome Lausame , P.P.U.R, (2005), p.384.
3 - Cod. Theod, 14, 17, 10, de 392, Annonas civicas.
4 - Kotula (T), « Studa nad problemem ofry Kanskiej », (Etude sur le problème de l’annone
d’Afrique), Historyezny, T. XLIX, p.1-20, 423-424, (1958).
-5كانت ھذه القسائم تصنع أحيانا من الخشب وأخرى من الرصاص أو البرنز على شكل قالدة تحمل على جانب صورة
لصاع ) (modiusوحزمة سنابل وعلى الجانب اآلخر رسم المرأة ) (fortuna ou annonaeمع محراث وقرن الخصب.
27
التوزيع المجاني الفصل األول
لتسميتھم ،ھذا التسجيل يعطيھم الحق في نوع من القسيمة الغذائية الدائمة (titulus aeneus
)(1
) frumentariaالتي تقدم لموظفي األنونة عند كل توزيع.
تجنبا لھم كل التباس ،كان لكل قبيلة يوما محددا للتوزيع الشھري ،وتتلقاه عند شرفة
)*(
) ،(portius minuciaكل قسيمة تحمل اسم صاحبھا ،رقم الشرفة خاصة عند باب مينوكا
المحد ّدة له ،تحديد اليوم الذي يحضر فيه وأخيرا عدد الصاعات ) (modiiالتي يحصل
)(2
عليھا.
كان التوزيع يتم كل شھر ،وقد حاول أغسطس تقليصھا إلى ثالث توزيعات في العام
حتى يقلل من إزعاج الشعب ،لكن شكاوي المستفيدين جعلته يتراجع عن ھذا اإلجراء ،إذ كان
)(3
النقل صعب جدا ،وكانت التموينات تستھلك بوقت طويل قبل تجديدھا.
)(4
الحقا تحت حكم اإلمبراطور أوريليانوس عندما تم تعويض توزيع القمح بالخبز
) ،(panis goradilisكانت توضع عند كل منصة قائمة من البرونز ،حيث نقشت أسماء
1- G. E. F. (Chilver), “Princips and frumentation”, Amer, Journal of philology, LXX, 1,
(1949), p.47.
)*( -يتواجد ''باب مينوكيا'' ) (portius Municiaعلى ضفة الطريق المتواجد بين مسرحي مارسيلوس وبابلوس في
المنطقة التاسعة لروما .تم إنشاءه من طرف مينوسيوس رفوس قنصل في روما .وكان يحتوي في سنة 644ق.م على 45
شرفة ،وكان يستعمل كسوق للقمح .ولقد تم تعيين ھذا المكان للتوزيعات المجانية.
2 - D. Van (Berchem), op.cit ; p85.
3 - Sueton, Vie d’Auguste, XL.
4- Carrie (Jean-Michel), « Les distributions alimentaires dans les cités de l’empire romain
tardif », M.E.F.R, (1975), p. 995-1101.
وحول رخاء المواد الغذائية ،أنظر المراجع التالية:
- K. Hanmestad, L’évolution des resources agricoles de l’Italie du 4ème au 6ème siècle de
notre ère, Copenhague, (1962), p 93 ; L. Ruggini, Economia e societa mell « Italia
annonaria », Milan,(1961), p 402 ; F. M. Heichlchiem, Ancient Economic History, III,
Leydem, (1970), p91 ; T. E. Mionnet, Description des médailles antiques grecques en l’atines
supplément, VII, p62 . Not.a ; Th, Reinach, Une crise monétaire au III° de l’ère chrétienne à
Milisia (Bulletin de correspond, Hellen, 1896, P 523.
28
التوزيع المجاني الفصل األول
)(1
المستفيدين ،زيادة على ذلك كان عليھم إظھار عالمة خاصة عند كل توزيع ،والتي حلت
)(2
محل القسيمات السابقة.
كانت قائمة التسجيالت الغذائية تحفظ في مكاتب والة المدينة ،حيث تجدد بعنايتھم
بالشطب في حالة الوفاة ،أو إسقاط المواطنة والتسجيالت الجديدة عن طريق سحب القرعة
)(3
تدريجيا مع حدوث الشغور.
إلى جانب التسجيالت المجانية ،نجد نفس القائمة تحتوي في عمود خاص التسجيالت
)**(
وأحيانا أخرى ثابتة تسجل بواسطة بالدفع ،وھو نوع من المداخيل العينية أحيانا عمرية
صب رأسمال محدد إلى خزينة التموين ويمكن أن تكون كل ھبة أو وصية .وتؤسس أو تنقل
عن طريق الوصية ،وخالفا للتسجيالت المجانية التي كانت بناء على لوائح قيصر وأغسطس
)(4
ثابتة وغير قابلة للتنازل.
عرفت وصية التسجيل أنھا وصية كمية وليست وصية ھيئة مؤكدة حيث النتائج
التالية:
-1لم تكن معدودة ھبة فاسدة شكال من الموصى له وتعود لوريثه.
1 - Chastagnol (A.), La préfecture urbaine à Rome sous le bas-empire, (paris 1955), p.309.
2- Bouchard (L.), Etude sur l’administration des finances de l’empire Romain dans les
derniers temps de son existence, éd. Wittersc heim, (paris 1874), p. 132-136.
3 - Bouchard (Léon.), Histoire des institutions financières en France, éd. Wittersc heim, (paris
1874).
-IIIالمستفيدون اإلضافيون):(2
باإلضافة إلى المساعدات الشھرية المعتمد عليھا ،كان األباطرة يقومون في
االحتفاالت الھامة بتبرعات وھبات إضافية تتمثل في القمح ،الزيت والخمر والتي تسمى
) ،(*) (congiariaوالتي تقدم من طرف مصلحة األنونة).(3
تحولت ھذه التبرعات التي أصبحت في وقت الحق متكررة شيئا فشيئا ،توزيعات
)(4
دورية وشكلت نوعا من اإلرث لمن ال يملك شيئا ،وتفاقمت بذلك تكاليف األنونة.
1 - Scheidef (Walter), Freisen (Steven), “The size of the Economy and the distribution of
income in the roman Empire”, J.R.S, vol. 99, (Novembre 2009).
2 - Mommsen, II, 654 ; Heriems, Les praefecti frumenti dandi (enall ; Hershfeld, I, 133, NS.
)*( ( Congiarium, congiaria) -من congiusالتي تعني ھدية أو ھبة )للفقراء والجنود( في األصل وزن
) (congiusمن الطعام توزيعات الزيت ،الخمر للشعب الروماني عن بعض األحداث ،مثل اعتالء العرش ،عيد ميالد أو
االنتصار وأصبحت الحقا مبالغ حالية .بعد إحصائنا لجدول ) (congiusللمؤرخ ماركون تبين لنا -رغم صعوبة النتيجة
النھائية لوجود فراغات في الجدول -أن عدد المستفيدين قد ارتفع في سنة 46ق م إلى موت االمبراطور كلوديوس من
ثالثمائة وعشرين ألف ) (320.000مستفيد إلى ، 216.950.000ومن عھد نيرون إلى موت سيبتموس سفيروس وصل
العدد اإلجمالي لمستفيدي األنونة ،12.695.000.00وكما نالحظ أن العدد في تصاعد مستمر ،راجع:
4 - David (J M), « Réformes des administrations de l’annone et des domaines en Numidie
pendant la persécution de Valerien, 257-260 », A.F, (1977), T.11, pp. 149-160.
30
التوزيع المجاني الفصل األول
من ھم المستفيدون.
الشك ھم نفس المستفيدين من توزيعات الحنطة ،أو على األقل ما توحي به
نصوصنا .في بعض التبرعات ) (congiariaمثلما حدث في عھد "تاراجانوس'' )-98
117م( ،تم قبول حتى النساء واألطفال) .(1وفي وقت الحق ،قام اإلمبراطور أورليانوس
بافتتاح توزيعات يومية ومجانية للحم الخنزير ) ،(obsoniaوالشك أنھا كانت لصالح نفس
المستفيدين من توزيعات القمح ،واستمرت العملية في عھد كل خلفائه ،ألن المصير المشترك
لكل المزايا حتى ولو كانت مؤقتة التي تمنح للعامة ،ھو عدم إلغائھا الحقا باعتبارھا حقا
مكتسبا).(2
بعد انتشار المسيحية في اإلمبراطورية لم تسمح سياسة التزھد والتعسف التي فرضتھا
الكنيسة من توزيع اللحم إال خالل المائة وخمسين ) (150يوما في العام ،كما تقلصت أكثر
في عھد اإلمبراطور ''ھنوريوس'' )423-395م( بتناقص سكان روما وضيق خزينة الدولة،
إذ انخفضت في عھد ھذا االمبراطور إلى أربعة آالف ) (4000ليرة يوميا ،والتي أعادھا
)(3
الحقا فالنسيانوس الثالث إلى أربعة وعشرين ألف ) (24000ليرة.
ھذه المؤسسة التي نشأت في الشرق تحت حكم قسطنطينيوس )337-306م( تبدو أنھا
نقلت إلى روما أثناء القرن الرابع ،ألننا نجد ذكرا للمستفيدين من ھذه اإلعانات (panes
) aediciorumفي المادة الخامسة من قانون ثيودوز ) (XIV, 17الذي صدر في عھد
فالنتيانوس )375-364م( ،وھي مع ذلك المرة الوحيدة على حد علمنا تذكر فيھا ،وتكون ھذه
المؤسسة قد ألغيت بعد ذلك بقليل ،عندما تناقص عدد سكان روما بفعل ھجومات أالريك،
)(2
فأصبحت روما أكبر من عدد سكانھا.
عرفت روما في كل مراحلھا ،ممارسة األولياء الفقراء التخلي عن المواليد الجدد بال
جدوى وضع قانونا للجمھورية .وضع أطفال المواطنين الذين لھم أكثر من ثالثة أطفال تحت
; )1 -Brousse (E ;), Etude sur l’assistance publique et privée chez les Romains, (paris 1870
Humbert, « canon frumentarius », dans le dictionnaire des antiquités grecque et Rome, de
D et S.
2 - Jannier (J.), « La législation du bas-empire romain sur les édifices publics », publication
des annales de la faculté d’Aix Provence, la presse universitaire (1969).
-3روستوفزت) .م( ،تاريخ اإلمبراطورية الرومانية االجتماعي واالقتصادي ،مترجم ،دار النھضة المصرية) ،القاھرة
.(1985
4 - Dupuis (X), « Nouvelle promotion municipale de Tarjan et d’Hadrien à propos de deux
inscriptions récemment publiées », Z-P.G, pp. 93-123-131.
32
التوزيع المجاني الفصل األول
كفالة الدولة .كان قيصر قد وزع أراضي كامبانيا بين عشرين ) (20ألف عائلة محتاجة،
عبثا أشرك أغسطس نفسه األطفال المعوزين في تبرعاته ).(congiaria
وفي غضون أقل من قرن ،عرفت اإلمبراطورية قفارا )نقصا في عدد السكان( أسرع من
بؤس سكانھا ،فكان نيرفا )98-96) (Nérvaم( أول من فكر في إنشاء مؤسسات دائمة
لصالح األطفال المعوزين) ،(1لكن فضل إنشائھا عاد لتاراجانوس.
في المدن التي تتواجد بھا مثل روما قائمة التوزيع المجاني ،كان يكفي إضافة إلى
أسماء المستفيدين أسماء األطفال الذين يراد لھم االستفادة من المؤسسات الغذائية ،لكن
مؤسسة تارجانوس لم تكن خاصة بروما) ،(2فالنقش الذي عثر عليه في فيليا)*( )،( velleia
)**(
) ، (Ligures- Bebiensبيّن أن مؤسسات مماثلة تم إنشاؤھا وكذا نقش ليغور وبيبيان
)(3
من طرفه في إيطاليا والمقاطعات.
ثمة المؤسسات الغذائية ال ترتكز أبدا على التسجيالت في قائمة األنونة ،ولكن على
رؤوس أموال تقدمھا الدولة ،وتوضع في حسابات خواص الذين عليھم تقديم الفائدة
للمستفيدين ،ھذه الفائدة تختلف بحسب المناطق) ،(4وكانت مضمونة عن طريق مثقل لألمالك
المدين بالراتب بقيمة سبع وعشرون ) (27مرة أعلى من الرساميل التي تلقاھا ،وكانت الفائدة
-1وإلدارة ھذا المھام عيّن كاستور أوكراتور بكوري ) (quaestor ou curatores pecuriae alimentariaeأنظر في
ھذا الموضوع:
- Willems (Paul), le droit public romain, 5ème édition, (paris 1883); Dion Cassius, LXVIII, 2.
-2روستوفزت) .م( ،المرجع السابق ،ص .145
)*( ھذا النقش عثر عليه سنة 1747قرب بليزالنس ) (Plaisanceأراضي مدينة فيليا القديمة ،وھو نقش يعود لسنة 104م.
)** ( يعود إلى سنة 101م ،وليغوريا -ببيان ھي مدينة بينفانتم ) ،(Bénéventحول ھذه النقوش راجع:
Desjardins, Dictionnaire des antiquités grecques et romaines, p189.
-3نفسه.
-4كانت 0/20بالنسبة ليقوري-بيبا و 0/50بالنسبة فيليا ،أنظر:
Naudet () ; Des changements opérés……….................................................................p.210.
33
التوزيع المجاني الفصل األول
من ھذه الفكرة مزدوجة تسمح بمساعدة األطفال من جھة وتمويل القطاع الزراعي من جھة
(1)
.أخرى
م( على الطابع اإلنساني لھذه المؤسسة بقبول أبناء180-161) وقد أكد ماركوس أوريليوس
إذ نجد العديد من، ليست الدولة الممول الوحيد لكل المؤسسات الغذائية.العبيد المعتقين
(3)
.الخواص وكذا العديد من حكام المقاطعات يجدون الشرف للمساھمة فيھا
، قد تطلب إدارة خاصة،كان العدد الكبير وأھمية المؤسسات الغذائية لتاراجانوس وخلفائه
مكلف بتحصيل وحساب،(quaestor alimentorium)(4) تواجد في كل مدينة خازن لألنونة
يؤخذ ضمن،(procurator alimentarium) وفي كل مقاطعة وكيل الغذاء،اإليرادات الغذائية
كان مكلف باإلدارة العامة لھذه،( القدامىconsuls) ( أو القناصلpraetors) القضاة
(5)
.( في الرتب اإلمبراطوريةclarissimus) المؤسسات من طبقة األعيان
1 -( F. M.) Heichelheim, Ancient Economic History, III, (Leyden 1970), p .291 ; L. (Ruggini),
Economia e societa mell « Italia annonaria », Milan, (1961), p. 402; L. De (Salvo),
« Economia privata e publicci servizi mell impero romano », Missina (1992).
2 - Jul. Capitolinus, Antonin, 20, Marc, 33 ; R. (Remondo), « La crise du monde romain de
Marc-Aurèle », Anastase, 2ème éd, (1970), p. 250.
3- Veyne (P.), « La table des Ligures Baebiani de l’institution alimentaire de Trajan »,
Mélanges de l’école française de Rome (1958), p.117-241.
4 - Gustave Humbert, Essai sur les Finances et la comptabilité publique chez les Romains,
T.01, Erniest Thorin, Des écoles françaises d’Athènes et Rome, (paris 1886), p.87.
5 - Pflaum (G.H), Les procurateurs sous le Haut-Empire romain, librairie d’Amérique et
d’Orient, (paris 1950), p205.
34
التوزيع المجاني الفصل األول
)(1
(Praefecti وأخيرا على رأس مصلحة المؤسسات ،نجد والي التغذية
) alimentariumوإضافة إلى مھمتھم في المراقبة لھذه المؤسسات كان لھم توظيف الرھون
وإبرام العقود الضرورية إليجاد اإليرادات الغذائية ،ھم وحدھم المذكورون في صيغة
)(2
العقد.
)(4
بتجديد وإتمام إجراءات الخاصة بمساعدة األطفال الحديثي قام قسطنطنيوس
الوالدة) ،(5وأخيرا قام اإلمبراطور أناسطاس واإلمبراطور يوستينيانوس بإنشاء دور اليتامى
ومالجئ لألمومة مثل المتواجدات اليوم.
في سنة 75ق.م إلى عشرة ) (10ماليين سترس ،وفي سنة 62ق.م إلى ثالثين )(30
مليون سترس ،وفي سنة 46ق.م إلى سبع وسبعين ) (77مليون سترس.
1 - Mispoulet (J-B.), Les institutions politiques des Romains, 02vol, publication par G.
pedone Lauriel, (paris 1882-1883), p. 243-244.
2 - Marquardt (G.), les finances romaines, p185 ; Marcel, (Jean-Paul), « Rome capitale : les
productions et le commerce de César à Commode », dans le Bohec, Yann, (dir), Rome, ville
et capitale de césar à la fin des Antonins, du temps, (paris 2001), p. 141-158 ; Catherine
(Vidouvet), Famines et émeutes à Rome des origines de la République à la mort de Néron »,
C.E.F.R, 87, VII, (133).
3 -Jacques François, Les curateurs de cité dans l’occident romain de Trajan à Gallien, vol 05,
éditeur Nouvelles éditions latines, (1983).
4- Zaller, Histoire des empereurs.
5 - Code Théodose, XI, 27.
-6إبراھيم )نصحي( ،تاريخ الرومان ،خردان ،منشورات كلية اآلداب الجامعية الليبية )1983م(.
35
التوزيع المجاني الفصل األول
بتبني عدد مائتي ) (200ألف مستفيد ،والذي يمثل العدد االعتيادي خالل العصر
اإلمبراطوري ،وسعر يعادل أربعة سسترس لكل صاع وستين ) (60صاعا للشخص الواحد،
نجد أن المصاريف الفورية للخزينة على التموين )األنونة( المجاني لروما يساوي ثمانية
وأربعون مليون سترس ،مما يعني أن المساعدات العمومية كانت مرتفعة جدا ،فضال عن
فترات كانت أكبر مثل عصر تراجانوس )117-98م( حيث سمح لألطفال باالستفادة من
المؤسسات الغذائية).(1
قمنا بفحص مؤسسة األنونة المجانية في روما ،ودرسنا دواعيھا باإلضافة إلى القواعد
التي تسيرھا ،ويبقى أن نتحدث عن نتائجھا على الصعيد االقتصادي واالجتماعي ،وال يمكن
أن تكون إال غير مرضية) ،(2ما دامت العامة في روما قد باعت حريتھا مقابل الخبز :إذ
كانت تكتفي بالغذاء من يوم إلى آخر في ظل الفراغ )البطالة( والكسل ،وضيعت مع العادة
العمل ،الوسيلة الوحيدة التي تخلصھا من البؤس والفقر الذي يلفھا منذ قرون ،أنتشر
المتسولون في روما لدرجة أن فالنسيانوس أجبر على طردھم من المدينة ،بوضع قانون
خاص ،قانون آخر يتصرف فيھم مثلما تتصرف في إنسان محطم )من البؤس والمصائب(
)(3
تمنحھم للمبلغين عنھم بصفة معمرين إن كانوا أحرارا وملكا إن كانوا عبيدا.
أما المزارعون في المقاطعات الذين أنھكتھم الضرائب وأضنته خدمات القمح الضرورية
للعامة في روما ،فكانوا يبيعون بالخسارة ما تبقى لھم بسبب انخفاض األسعار والھبات
الكثيرة ،فدمروا ،فتخلوا بدورھم عن الزراعة).(4
- 1أنظر أعاله ،ص
2 - Lauré (Mauric), Traité de politique fiscale, éd. P.U.F, (paris 1957).
3 - Depeyrot (G), « Crise économique, formation des prix et politique monétaire au troisième
siècle J-C », R.M, (1988), III-2, pp. 235-247 ; f. (Benort), Notes et documents d’archéologie
arlésienne, Musée lapidaire, M.I.H.P, IX, (1932), p. 138-141.
4 - Code de Théodore, XIII, De consist, 13, 15-16 ; V, XV, 8, 9, 12 ; Coudy (Julien.), La
chute de l’empire Romain, éd. Julliard, (paris 1967) ; Nicol et (Claude), Rome et la conquête
du Monde Méditerranéen, éd, P.U.F, (paris 1979).
36
التوزيع المجاني الفصل األول
حاولت عبثا مؤسسات اإلمبراطورية أن تتجنب الكارثة ،باستغالل أراضي البور
بواسطة قدامى الجنود أو المعمرين) ،(1وحتى منحھا بالقوة ألصحاب األمالك المجاورة ،مع
إجبارية استغاللھا ،تلك المحاوالت باءت بالفشل) ،(2وفي نھاية القرن الرابع ،قبل الغزوات
األولى للبرابرة ،المتواجدين على أبواب روما ،تم التخلي نھائيا عن اثنين وخمسين ألف
وثمانمائة ) (58000فذان من أخصب أراضي كامبانيا من طرف أصحابھا ،فيجب الحكم
على مؤسسة عندما تنتج مثل ھذه النتائج).(3
1- Beribent (Jean), « Aquae Romae », éd S.A.A, (Alger 1962), p. 42-43 ; Christol (Michel),
L’empire romain du II siècle, histoire politique (192- 235 ap- J.C), Errance, (paris 1997).
2 - Loricet (Xavier), « Les premières années de la grande crise du II siècle, de l’événement
Mascimin le thrace (235) à la mort de Gardien II (244) », ANRW, II, 2, (Berlin- New York
1975), p. 788-798.
3 - (H.) Pigeonneau, La transformation de la République en monarchie, (paris 1874).
37
الفصل الثاني :تنظيم مصلحة األنونة
أوال :في العصر الجمھوري
-Iموظفوا مصلحة األنونة األوائل
األيادلة ووالي األنونة المؤقت
ثانيا :خالل العصر اإلمبراطوري
- Iموظفو مصلحة األنونة األوائل
- IIاأليادلة ووالي األنونة المؤقت
-IIIنصاب التوزيع
ثانيا :خالل العصر اإلمبراطوري
-Iقانون توزيع الحنطة
-1التوزيع بين المقاطعات
-2نصاب التوزيع
-IIوالي األنونة
-IIIالرؤساء اإلداريين لوالي األنونة
-1والي المدينة
أ -الصالحيات اإلدارية
ب -الصالحيات القضائية
-2والي البريتوار
أ -الصالحيات القضائية
ب -الصالحيات اإلدارية
- IXمساعدو والي األنونة
الواجبات
االمتيازات
التخفيضات
التشريعات والمزايا
أ -المھام اإلدارية
ب -الصالحيات القانونية
ج -االختصاصات القضائية
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
أوال :في العصر الجمھوري.
- Iموظفو مصلحة األنونة األوائل:
-اإليادلة و والة األنونة المؤقتون:
المكلفون في روما بإدارة األنونة).(2 )(1
يعتبر القيّمون )األيادلة( من الحكام األوائل
كانوا قد كلفوا مسبقا بتوزيع المساعدات العينية والنقدية عند مدخل معبد كيراس فكانوا إذن
معيّنون مسبقا بشكل ما إلدارة مصلحة تشمل مساعدة الفقراء وفي الوقت نفسه تموين
المدينة) .(3وقد عرّف كيكيرو األيادلة:
» .« Curator urbis annonae ludorum que solemnium
"قيّم المدينة ،مدير األنونة وغيرھا''.
لكن على عكس إدارة المدينة ) (cura urbisالتي تمارس من كل قيّم على حدة في
)*(
،كانت تمارس من طرفھا في آن واحد وفي كامل الحي المحدد به ،إدارة األنونة
المدينة).(4
وقد كانت تشمل بصفة عامة ك ّل ما له عالقة بتموين روما بما في ذلك الحرص على
تنوع العرض في السوق ،الحفاظ على النظام ،وضمان النوعية الجيدة للسلع خاصة الحبوب
وذلك طبقا للوزن والمقاييس ومنع زيادة األسعار واالحتكار والربا على الحبوب).(5
وللحفاظ على األسعار في السوق ،يقوم القيّم )اإليديل( وفي وقت مبكر بشراء كميات
ھامة من القمح المستورد من أومبريا ،أتروريا وصقلية).(6
1 - (T.) Mommsen, Staatsresht, II, P. 483.
-2اإليديل ) (aedilisھو موظف روماني مكلف بالشرطة البلدية ،تموين روما ،مراقبة األسواق ،تنظيم بعض األلعاب
) (cura ludorumوحفظ األرشيفات .وفي عھد قيصر تأسس منصبان جديدان وھما أيادلة الحبوب )(aediles cereales
المكلفين بتموين روما.
3 -(F.) Gaffiot, Dictionnaire latin- français, Hachette, (paris 2001), p. 465.
) *( -األنونة ) (annonaأو annusأو ،annuusكلمة بالالتينية ،وھي عبارة عن المداخل السنوية للدولة ،غالبا ما تشمل
المحاصيل الزراعية المتمثلة في القمح ،الخبز ،الزيت ،النبيذ .أنظر:
- Le petit Robert, Dictionnaire universel des noms propres, (paris 1996).
4 - Mommsen, Staatsresht, II, P.471-492.
5 - (M.) Waltzing, Etude historique sur les corporations………………………………..p. 66.
6 - De Ruyt (C.), et (Macellum), Marché alimentaire des Romains, Louvzin, La Neuve, (183).
39
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
يشمل اختصاص األيادلة في ھذه القضايا العقوبات التالية:
-1التمكن بنفسھم حل قضايا خرق أوامر الشرطة التي تصدر من طرفھم ،فكانوا
يملكون ) (Pignoris capio, jus mulctaeومحكمتھم واقعة في ساحة الفوروم
عند مدخل ضريح كيراس ).(ad oedem cereris
-2إذا تعلق األمر بقضايا أكثر خطورة كالربا واحتكار السلع ،فإنھم يتابعون المجرم
ويصدرون الحكم عليه أمام الشعب ،إذ يجلس اإليديل أمام مجلس الشعب ) comita
)(1
(tributaواآلخرون أمام مجلس العامة ).(concilia plebis
وأخيرا يتم وضع الغرامة في صندوق مخصص يسيره اإليدل ،ويخصص إما لأللعاب أو
ألعمال ذات منفعة عامة).(2
ولكن مع توسيع روما أصبح اإليديل عاجزا على تحمل تعدد وظائفھم ،فقام قيصر )44
)(3
بتعيين موظفين اثنين جديدين إلدارة األنونة وذلك بصفة حصرية ،إذ اختارھما من ق.م(
)( 4
العامة ،والذين تم تسميتھم قيّمي العامة للحبوب)(Aediles plebis ceriales
أما فيما يخص اختصاصھم في المنازعات يبدوا أنھا أسندت إلى قاضيين للحبوب،
الذين تم تعيينھم في الوقت نفسه الذي ت ّم فيه تعيين "قيّمي الحبوب''.
وكان لأليادلة مساعدين ھامين من ضمنھم حكام المقاطعات ،الذين أسندت لھم مھام خاصة
في ھذا المجال وكذا خازن أوستيا ) (quaestor ostiensesالمكلف بمراقبة السلع التي
تصل بحرا.
1 - J. P. V. D. (Balsdon), « Panem et cirenses », H.M.R, T. 02, coll, Latonus, vol. 102,
(Bruxelles 1969), pp. 57-60.
2 - Cod. Th, I, 17 ; Jannier (Y), « La législation du bas-empire romain sur les édifices
publics », P.A.F.L.A.P, La pausée universitaire (1969).
3 - (E.) Robert, Le siècle d’Auguste, 2ème éd. Colin, (paris 1989), p. 65.
4 - (D.) Sabbatucci, «l’editita romana : magistratura e sacer dozio », A.D.A.L.N, (1955), Ser,
VIII, Mémoire, Classe dixienze morali, Storshe, Filogiche, Vol. VI, (Rome 1955), p. 294-301.
40
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
( والذي يمثل أحيانا وفيcomita tributa) نجد إلى جانب اإليديل مجلس الشعب
(1)
بمھام مؤقتة ومحددة تتعلق بتموين الحاالت الطارئة المفوضين الخواص المكلفون
(2)
.المدينة
( لمصطلح إدارة األنونةTite-Live) ''ولھذا السبب نجد استعمال ''تيتوس ليفيوس
(3)
.« curatos annonae »
فلم تكن لھم صالحيات ألخذ إجراءات،لم يكن بوسع مھام اإليديل تجاوز حدود روما
األمر الذي تتطلب حتما تعيين موظفين جدد والذين كانوا يحملون،التموين في المقاطعات
(4)
ويتم تعيينھم تارة بقرار من مجلس الشيوخ وتارة أخرى (praefecti annonae) اسم
والمثل األول.(5) ويختارون من بين األشخاص البارزين في الجمھورية، من استفتاء شعبي
440) « والمكلف فيMinuscius Augurinus » الذي نذكره ھو مينوكيوس أغورينوس
فقد قام بعدة مشتريات في أمبيريا وصقلية وبعد إبعاد الخطر.م( بحماية روما من المجاعة.ق
(6)
.استقال من مھامه
م( رفقة خمس. ق57) وفي وقت كلف بومبيوي بالمھام نفسھا خالل خمس سنوات
عشر مساعدا من أعضاء مجلس الشيوخ مزود بسلطة تقديرية تسمح له بالتصرف في كل
(7 )
. وتجھيز األساطيل وتوجيه األساطيل حتى فوق حكامھا،موارد الخزينة العامة
1 - Scheidef (Walter), Friesen, (Steven), « The size of the economy and the distribution of
Income in the Roman Empire », J.R.S, vol. 99, (novembre 2009); Pelam (H.G), Les
procurateurs équestres sous le haut-empire Romain, (paris 1950).
2 - (W.) Smith, A dictionary of Greek and Roman antiquities by various writers, London:
John Murray , (1978).
3 - Titus Livius, Histoire romaine, éd, et trad, par divers auteurs, éd, J, Perret, CUF, (paris
1978-1980).
4 - H. Pavis d’Escuraux, le préfecture de l’annone, service administratif d’Auguste à
Constantin, (Rome 1977).
5 - G.E.F. Chilver,« Princips and frumentationes », in American Journal of philology, vol.
LXI, op. cit, p. 65.
6 - Bang, Peter Fibiger,“ The ancient Economy and New Institutional Economics”, The
journal of Roman studies, vol. 99, (2009), pp. 194-206.
7- Eutrope (Fl.), Abrégé de l’histoire romaine, trad.par N.A. Dubois, éd, Panckoucke, (paris
1843) ; Gerard (Minaud), « Romanisation économique aumonde antique », dans
perspectives, N°08, (2012), p.81.
41
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
زود برتوس وكاسيوس بسلطات مماثلة إثر وفاة قيصر سنة ) 44ق.م( .أخيرا
أغسطس زود بنفس المھام من طرف الشعب ،وحافظ عليھا لبعض الوقت وساعده في عملية
التوزيع موظفان من رتبة البرايتوريين السابقين ) ،(1وبعد أربع سنوات أنشأ منصب والي
األنونة ) (proefectus annonaeدائم تحت أوامره أربعة من البرايتوريين القدامى يعينون
)(2
من االقتراع.
1- Meiggs (R ), Roman ostia, (Oxsford 1973).
2 - Mommsen (th.), Die R. tribus, p. 179, Note 04.
3- Auelius (Victor.), Livre dès César, éd. P. Dufraigne, CUF, (Paris 1975).
4 - G.E.F. (Chilver), “Princips and frumentationes”, Amer, Journal of philology, LXX,1,
(1949), p. 17.
5 - CL (Préaux), « La préfecture d’Egypte de 187 à 196, chronique d’Egypte », B.F.R.E,
XXII, (1947), p. 338.
43
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
ومثل) ،(capitatio terrenaفإن مصلحة األنونة كانت ترتبط بملكية األرض
وتفرض على كل مالك العقار مھما كانت طبقته االجتماعية أو السياسية) .(2وكان على كل
أعضاء مجلس الشيوخ الذين يملكون منافع في المقاطعات خصوصا في إفريقيا) (3أن يضعوا
مكلفين بدفع ضرائبھم باسمھم .ولمنعھم من السرقة تم إعطاء أمر للحكام بإرسال مع نھاية
)(4
كل سنة جدول باألداءات التي تغاضوا عن دفعھا.
تم تكليف موظفين خاصين مثل القائمين باإلحصاء ) (censitorsومفتشين
) (inspectorsوأمين الخزنة ) (peraequatoresلضمان التوزيع العادل للخدمات بين كل
)(5
دافعي الضريبة.
باإلضافة إلى االھتمام الكبير لألباطرة الذي كان يتمثل في ضمان التموين لروما عن
طريق وضع قانون لتوزيع الحنطة سنويا (6)،كانت إحدى انشغاالتھم الدائمة ھي الوقاية من
نقص القيمة ،كل عجز يمكن يمكن حدوثه .وال يقبل أي إسقاط أو إعادة الشراء نقدا
) (adoeratioفي ھذه األداءات.
يبدو أن ھذا الحظر الذي استنسخ من أغلبية األباطرة ثيودوز ،فاالنسيانوس
وھنوريوس ،قد توسع بصفة عامة على كل الضرائب المدفوعة عينا إلى غاية حكم
يوستيانيوس ،ألن القانون الثيودوسي ) (inspectiebus inferi tributلم يتم بإعادته بنفسه.
وفي كل الحاالت حافظ ھذا االمبراطور على حظر إعادة شراء أداءات القمح). (7
1 - Guerin (Edmond), Recherches sur les quattuor publica Africae, (Mausc 1900) ; Dremberg
et Saglio, « Ager publicus », DA.G.R, T.I, Ed Hachette, (paris 1873).
2 - Adant (Gabriel), Histoire de l’impôt de l’antiquité au XVIIème siècle, Ed Fayard, (paris
1971), p. 47.
3 - (G.H.)Stevenson, Roman provincial administration till the age of The Antonines, Oxford,
(Black well, 1959), p. 58.
4 - Cod. Theo, I, 16, 21; L. Bouchard (H.), Op.cit ; p. 466.
5 - Calza (G), “L’africa fornitrice dell annona di Roma”, Roma, (1939), T. XVII, pp 525-533.
6 - Sontheimer (W.), « Annona », der Kheine Pauly, (1964), T.01, col.363-364.
-7روستوفزت) ،م( ،المرجع السابق ،ص.210
44
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
القرارات األمبراطورية ذاتھا لم يكن لھا مفعول ضدھا بتطبيق مبدأ النظام األعلى
الذي ال يمنح للخواص أي إعفاء يخالف المصلحة العامة).(1
ھكذا لم تكتف القوانين بالنطق المسبق ببطالن األمر ،بل تذھب حتى تغريم كل من طلبھا
)(2
والحكام الذين أصدروھا.
-3التخفيضات:
مع ذلك ،إذا كان األخيرون ال يمكنھم منع أي تخفيض بالمحاباة ،يمكنھم على األقل
التخفيض بطلب من المعنيين على األمالك المثقلة بالضرائب).(3
في وقت الحق عندما أھجرت مناطق بالكامل وأھملت ،يمكن أن يكلف المفتشون
وأمناء الخزينة من طرف اإلمبراطور وبطلب من المدن والمقاطعات لتخفيض نصابھم من
الضرائب ،وبناء على تقرير ھؤالء ،سيتم تحديد جدول جديد بعناية والي البريتوار ،لكن
)(4
زيارات ھؤالء الموظفين ،كانت في العادة يخشى منھا أكثر مما ھي مرغوب فيھا.
حالة واحدة تسمح بخفض ضريبة األرض ،وھي حالة ھجرھا من المعمرين
وتركھا دون زرع ،ومع ذلك يجب التمييز :إذا كانت ھناك في المزرعة نفسھا أراضي ذات
نوعية جيدة ) (opimi findusوأراضي بور ،القانون يقوم بعملية تعويض واحدة بأخرى.
ھذه الحيلة القانونية ،المعروفة في الضرائب بـ :القبول ) ،(adjectionبوضع على حساب
)( 5
األوائل األداءات المستحقة على اآلخرين.
كل األراضي المعروفة باإلنتماء إلى نفس المزرعة ،كل األراضي اآلتية من نفس طريقة
التملك سواء بمقابل أو مجانا عن طريق الوراثة مثال.
-1مصطفى )العباسي( ،اإلمبراطورية الرومانية ،دار النھضة العربية) ،بيروت .(1981
2 - Royden (H. L), “ The magistrates of the Roman professional collegia in Italy from the first
to the third country”, A. D. Piza, (1988).
3 - Gabriel (Andant.), Histoire de l’impôt de l’antiquité au XIVII siècle, éd. Fayard.
-4نفسه.
5 - Bouché Leclerq (André), Leçon d’histoire romaine, éd Hachette, (paris 1909).
45
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
وھكذا إذن تخفيض األراضي البور ،ال يمكن أن يتم إال في حالتين:
(1إذا كانت كل األراضي األخرى التابعة للمزرعة نفسھا أو اإلرث من نوعية
)(1
رديئة.
(2إذا كان العقار المراد تخفيضه آت من شراء معزول ،أيضا ھذا الحق في التخفيض
)(2
الذي منح للمشتري ال ينتقل لورثته.
في وقت الحق التمييز الذي تحدثنا عنه تالشى وانتھى إلى االختفاء ،وأي كان مالكا
لألرض الجيدة ،مجبر على أداء فضال عن األداءات المتعلقة بھذه األرض ،األداءات
المتعلقة باألرض البور المجاورة ،وكان مجبر فضال عن ذلك عند استصالحھا وإال صدرت
كل ممتلكاته ،وإن لم يوجد شخص لشرائھا ،وضعت مباشرة على نفقة أعضاء مجلس
)(3
وفي نفس الوقت يطالب من ھؤالء المالك رغما عنھم ضمانات دفع المقاطعة،
)(4
ضريبتھم.
ماذا يمكن القول في مثل ھذه اإلجراءات.
تعتبر غير فعالة ،وكيدية وتعسفية في مبدأھا ،إذ أن األراضي بقيت بدون استغالل
)(5
والضرائب لم تسدد في ظل ھذه القوانين.
ماذا القول عن مثل ھذه اإلجراءات ظلت مع ذلك غير قوية في مفعولھا ،وكانت جائرة،
تعسفية في مبدئھا ،األرياف ظلت بور ،والضرائب تعاني نكاية في المراسيم
األمبراطورية .في أمبراطورية الشرق ،إجراءات مماثلة ،حصلت على االحقاقات
1- Piganiol (André), Histoire de Rome, imp-fontana, (Alger 1992) ; Dury victor, Histoire des
; )Romains, T.II, éd Hachette, (paris 1880
2 -(E.) boudouin, « Les grands domaines dans l’Empire Romain », in R.D.F, T. XXI, (paris
1897).
3 -Person (Emile), Sur l’administration des provinces sous la république, Ed, Thorin, (paris
1878) ; Deureu de la Malle (M), Economie politique des romains, T, II, éd Hachette, (paris
1860), pp 425-427 ; Carcopino, Sur quelques passages controversés du règlement d’henchir
mettiche, memorial Henry Basset, T. XVII, (paris 1928).
4 - Pline l’ancien, Histoire Naturelle, Tome IV, traduit par A. de Grandsage et annoté par M.
Beaudant et autres, Pankouke, (paris 1829), V, 1.
5 - Willems (Paul), le droit public romain………………p.
46
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
نفسھا ،فكان آخر وضع قانوني في ھذا المجال تسجله المادة 166من دستور
يوستينيانوس ،فكانت تضع في حالة واحدة الحقول الجذباء ،الضرائب سواء نقدية أو
)(1
ھذا عينية ،التي خفضت له على كفالة عقارات أخرى متأتية من نفس األمالك،
الحجز يتم بالترتيب التالي:
(1على العقارات األخرى لنفس دافع الضرائب المتأتية من نفس أصل التركة .
(2إن لم توجد ،يكون على العقارات األخرى من نفس األصل في ملك الشركاء في
الميراث .
(3إن لم يوجدوا أيضا على عقارات أخرى من نفس األصل اشتراھا آخرون .
كان يفضل أن تفرض على الشركاء األقرب في الميراث وفي حالة وجود العديد من
الشركاء في الميراث من الدرجة نفسھا أو العديد لھم مصلحة ،كان يفرض على كل
واحد نصيب األمالك من نفس األصل التي يملكھا .
وھكذا نالحظ أن المشرع ،كان ھمه الوحيد ھو ضمان مداخيل الضرائب ،أكثر من
اھتمامه بوضعية األرض ومردودھا وال وضعية صاحبھا ،وھو ما أنعكس على الوضع
في العصر األمبراطوري الثاني .
-IIوالي األنونة:
منذ بداية عصر اإلمبراطورية أصبح أغسطس القاضي األول للشعب ،فقد كان يتمتع
بسلطة غير محدودة ،فقام بنزع إدارة األنونة نھائيا من يد القيّم ) (aedileوالبريتوريين الذين
كلفھم قيصر) ،(2وأخذ األمر بيده بسلطات متساوية مع بومبيوس ) ،(3 )(Pompéeلكن سريعا
ما فوض بعض صالحياته الثنين ثم إلى أربعة موظفين بريتوريين )سنة 18ق.م( ،وأخيرا
لشخصين قنصليين مكلفين من طرفه بتوزيع الحبوب ،ھؤالء وأولئك أخذوا أسماء :مديرو أو
1 - Vasiliev, Histoire de l’empire Byzantin, T.I, p. 77.
-2أنظر ما سبق ،الجزء الخاص بالموظفين األوائل لمصلحة األنونة ،ص
3 - Plutraque, Vies des hommes illustres, traduit par Gérard Walter, éd. Gallimard, (paris
1951).
47
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
)(1
(curatores ou praefecti frumenti dandi, والة الحنطة ،توزيع الحنطة
)frumenti dividundi
ھذه التجربة الناجحة دفعت أغسطس إلى تحويل في سنواته األخيرة )14-8م( ھذه
الوظائف المؤقتة إلى وظائف دائمة) (2مع توسيع صالحياتھا ،وكلف بھا شخص فريد عرف
منذ ذاك باسم والي األنونة).(Praefectus annonae) (3
لم يتم تحديد مدة ھذه الوظيفة ،وكانت ھي القاعدة العامة تحت النظام اإلمبراطوري،
)(4
مدة الوظائف ال ترتبط إال بإرادة اإلمبراطور ،وكانت في العادة مدة طويلة.
-1التشريفات والمزايا:
من حكم أغسطس إلى حكم قسطنطنيوس ،كان يعد والي األنونة واحدا من الشخصيات
األكثر اعتبارا ،كان يأخذ في الترتيب المكان مباشرة بعد القناصل ووالي المدينة).(5
لكن مھمته فقدت الكثير من أھميتھا ،عندما انتقلت اإلمبراطورية إلى القسطنطنية
رغم أن كاسيدور كان يفتخر دوما بوظائفه المتميزة ،لكن الحقيقة أنه منذ ھذه الفترة أو حتى
1 - Ibid.
2 - Durant (Will), Histoire de la civilisation, T.VIII, Rome, trad. Mary, éd. Payot, (paris
1949-1950), (9.V), p.p 21-22.
3 - Tacite, Annale, I, 7 ; Cod. Th, XI, 5, de indiction ; C. J. X, 23, de canon, Largit ; G.E.F .
Chilver, « Princips and frumentationes », in American Journal of philology, Vol. LXX, II ,
Baltmore, (1949), p.17.
-4ع ّد ھيرشفلد ثمان وعشرين واليا من سنة 8م إلى 534م.
5 - Durliat (Jean), De la ville antique à la ville Byzantine , Le problème des subsistances,
(Rome 1990).
48
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
قبلھا فإن اإلدارة العليا لألنونة خرجت من يديه وأصبح بين يدي والي المدينة ،وأصبحت
بالتالي تابعه األول).(1
ظل والي األنونة دائما ،يختار بين طبقة الفرسان وكان له حجاب متميزين )منفصلين(
عن حجاب والي المدينة وبشرين وحراس خاصين ،وحصل في القرن الثالث على ألقاب
الرائع ) ،(spectabilisالكامل ) (perfecticsimusثم الكالريسيموس ومنحه قسطنطنيوس
لقب سيف الحق ) (Ius gladiiللقب الذي نزع منه سنة 360م) ، (2زيادة على ذلك فقد سمح
له بمرافقة والي المدينة أينما ذھب ،حتى عندما يراه الشعب يشارك في نفس التشريفات يقول
كاسيدور ينال االحترام والتقدير أكثر ،أخيرا من بين االمتيازات األكثر أھمية والمتعلقة بھذه
الوظيفة ،ھي اإلعفاء من كل وصاية أو قوامة ) ،(curatelleسواء مستقبلية أو كانت
متواجدة من قبل).(3
كان لوالي األنونة مھام بثالثة أصناف مختلفة :إدارية ،قضائية والشرطة.
1 - Cracco Ruggini (Lellia), « Le associazioni professionami nel mondo romano- byzantino,
in settimane di studio del centro italiano di studialto medioevo, 18- I, (1870) ; Stein
(Ernest), op.cit, p. 284-471.
2- Pavis d’exurac (H), « la préfecture de l’annone , Service administratif impérial d’Auguste à
Constantin », B.E.F.A.R , 226, Rome ; Alexandre (khyzhda (dir.), « Praetorian prefect »,
Oxford dictionary of Byzantin, T.03, New York et Oxford, University press, (1991), 1 éd,
T.03, P. 1710 ; Joh. Le droit, « Die rrom schiffahebeit in stromgebeit des Rheins »,
Kulturgesh wegweiser durch das rom-germ zentral, 12, (1930).
3 - Waltzing, (Jean –Pierre), Etude historique sur les corporations ……………p.
4 - Vignaux, « Essai sur l’histoire de la praefecture urbia à Rome », R.G.D, (paris 1885).
5 - Cod. Th, 4 ; cod. J. XII, 6, 30.
49
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
يقوم والي األنونة أوال بجمع كميات القمح في المقاطعات المحددة لالستھالك السنوي
في روما ) .(canon frumentaireيراسل في ھذا الخصوص حكام المقاطعات في البداية
بشكل مباشر ،ثم الحقا بواسطة والي البريتوار) .(1عالوة على ذلك كان تحت أوامره في
المقاطعات قيّمو األنونة ) (curatores annonaeأو األمناء ) (adjutoresالمكلفون بشراء
)(2
القمح الموجه إلكمال التوزيع عند حدوث العجز.
كان القمح الموجه إلى روما كضريبة من إفريقيا يشكل الحصة األكثر أھمية بالنسبة
لتموينھا) ،(3لذلك كان على والي التموين )األنونة( الحرص عليه بعناية خاصة ،حتى أنه ت ّم
تعيين والي التموين ) (Preafectus annonaeخاص في قرطاجة لمراقبة الشحن
والتسليم). (4
وكان قد وضع تحت سلطة والي األنونة في روما ،الذي عليه أن يخبره بوضع التحصيل
وفترة االرسال وعليه في نفس الوقت تعجيل االنطالق).(5
وفي حالة حدوث عراقيل غير متوقعة ،كان على والي إفريقيا لألنونة أن يرجع ال إلى
والي األنونة في روما وإنما إلى والي المدينة وحتى لإلمبراطور نفسه عند الحاجة .ھذا
1 - Fustel (de Coulanges.), Histoire des institutions politiques de l’ancienne France, Librairie
Hachette, (paris 1922), p.98.
; 2 - Cagnat (R.), “l’annone d’Afrique”, Mém de Ins de France, T. XL, 116, pp. 247-277
Cagnat (R.), « L’annone d’Afrique », Extrait des mémoires de l’académie des Inscriptions et
Belles Lettres, T. XL, (1916), p.44-46.
;)3 - J. Abun-Naser, A history of the Maghreb, Cambridge, (1971
-شنيتي )محمد البشير( ،التغيرات االقتصادية واالجتماعية في المغرب أثناء االحتالل الروماني ودورھا في أحداث القرن
الرابع الميالدي ،المؤسسة الوطنية للكتاب) ،الجزائر .(1984
-4تم ذكر والي األنونة لقرطاجة في العديد من المرات في قانون تيودوز أنظر:
-Code th, XI7, I.4 ; I,13 ; XII, 5 ; XIII, 9
5 -(W.) Liebenam, stadteverwalting im roinishen kaiserreich, Leipzig, Denker und Humblot,
(1900), p. 242.
50
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
األخير يتخذ عندئذ اإلجراءات الضرورية ،وحتى أنه يرسل عادة ضابطا من ديوانه
)(1
الستعجال ذھاب األسطول ،الذي يمكن ألي تأخير بسيط أن يج ّوع العاصمة.
يقوم والي األنونة بالدرجة الثانية بالسھر على وصول األنونة إلى روما بالكامل ودون
)*(
النتظار وصول البضائع شح ،وكنتيجة لذلك كان عليه التنقل إلى ميناء أوستيا )(Ostie
وتفتيشھا ومراقبة وثائق الشحن أو سند الشحن بمجرد وصول السفن في انتظار مراقبة والي
)(2
المدينة التي تتم في غضون خمسة أيام.
)(3
التأكد عن طريق المراقبة العادية أن وفيما يخص التوزيع ،كان على والي األنونة
القمح والحقا الخبز المسلّم له مطابق في الوزن والنوعية) ،(4ويمارس أيضا مراقبته على
سجل المستفيدين من األنونة حتى يتجنب في ھذا اإلطار كل تزوير أو تواطؤ لألضرار).(5
في الفترة التي ظھرت فيھا قائمة الموظفين اإلداريين )،(Notitia dignatatum
أصبحت مھمة ضمان وصول التموين إلى روما في يد والي البريتوار ،ووالي األنونة في
قرطاجة الموضوع تحت أوامره المباشرة ،واحتفظ زميله في روما بالمراقبة فقط وإدارة
التوزيع).(6
1 - Bouchard (L.), op.cit; p.133 ; Calza (G.), "L’Africa fornitrice dell annona di Roma",
Roma (1939), T. XV. IX, pp 522-533; Albertini (E ), L’Afrique romaine, éd, P.U.F , (paris
1970), p.31 ; Warmington (B.H), The North African province from Diolitian to the Vandal
conquest, Ed. The university press, (Cambridge 1954).
) *( -أوستي ) (Ostieكلمة مشتقة من الالتينية ) (ostiumوالتي تعني النھر ).(en bouchure
2 - Code Th, XIII , 5 ; XIII, 9 ; Cod. Th, XIII, 5 ; XIII, 9 ; Meiggs (R. ), Roman ostia, (oxford
1973) ; Achal (Saint paul), « Du trésor public, ses organisations et ses droits à Rome », J.E,
(paris 1875).
3-Hirschfeld, Uber Annona, in philolugus, XXIX ; (J.) Pigeonneau, De convectione urbanae
annonae, (paris 1876).
4-CF. Cassiodore, Variar, VI in formula praefectia, p.199 ; Cassiodri, Variae, VI in Fromula
praefectia, éd, Berolini, Weidmam (1894).
5 - Cod the, XII, 12, 19, 12, 14.
6-Picard (G.H.), « Néron et le blé d’Afrique », C.T, (1956), T. 04, pp. 163- 173.
51
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
- 3الصالحيات القانونية:
ممارسة ھذا القدر من الصالحيات المتعددة ،جعلت مسؤولية والي التموين )األنونة(
ثقيلة جدا ،المم ّون الحقيقي للشعب ،مكلف بالحفاظ على المخازن الثالثمائة في روما مليئة،
أي خطأ أي تھاون من طرفه يمكن أن يتسبب في مجاعة وعامل تمرد).(1
ولمساعدته على تحمل ھذا العبء ،منحه األباطرة سلطة قضائية واسعة ،سريعة
قوية في تصرفاته.
اختصاصاته اإلقليمية تمتد على كامل اإلمبراطورية) ،(2باإلضافة إلى ذلك كان لوالي
التموين سلطة قانونية على كل المواد المتعلقة بدائرة اختصاصه ،مع ذلك يمكن االستئناف
عن مراسيمه ولوائحه في البداية لدى برايتور المدينة ،ثم بداية من القرن الثالث عند والي
المدينة ،زيادة على ھذه السلطة القانونية ،كان لوالي األنونة صالحية الشرطة والمراقبة على
)(3
كل الجمعيات المھنية المستخدمة في ھذه المصلحة بالخصوص جمعية الخبازين
)(4
والبحارين.
وكان عليه أن يسھر على أن يؤدوا عملھم على أكمل وجه ،وعلى أال يتھرب أي أحد
من مسؤولياته مھما كان السبب أو االمتياز.
1 - Montesquieu, Considération sur les causes de la grandeur des Romains et de leur
décadence, ch. XVIX, T 02, éd. Liferère, N°8, p.315; Marquardt (J.), De l’organisation
Financière……, p.163.
; 2 - Marquardt, op.cit, p.165
ھي ھيئة خاصة تسمى ) (Minores possessoresيقوم بمراقبة نوعية الحبوب ووزنھا لتجنب الغش ،أنظر:
- Cod, th. XI, 83 ; 7, 12.
3- Cod. Th, XIV, 3 de pistribus et catabolensibus ; Nauvelle Valent tit XXXIII ; cod. J. XI,
15 ; Walter, N° 380, Note 41-42 ; Sarrigny, op.cit ; N° 1084-1087 ; Karlawa, I2, p.917 et S.
; Willems, 5éd. P. 581-635 ; Bouchard, op.cit, p. 143-365
حظت ھذه الھيئة الخبازين ) (pistoresعناية فائقة من طرف أباطرة روما ،إذ كان الخبز المادة األساسية لسكان روما.
4 - cod.Th, The Navicular, XIII, 5, C. J- de Nautis. Tiberin, XI, 26.
52
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
)(1
-4االختصاصات القضائية :
يبدو أن ھذا النوع من االختصاصات ،لم تمنح له في األصل ،فلم يكن غير موظف
إداري ،ولم يعد حاكما ) (magistratإال في وقت الحق ،ھكذا سلطته يشعر بھا دائما من
وجھة النظر الجزائية وال تمارس إال بشكل محدود على تجار الحبوب والجمعيات التابعة
لمصلحة األنونة ،وحتى بخصوصھم ،كل الحاالت الخطيرة ،كانت تخصص لوالي المدينة،
)(2
الرئيس اإلداري لوالي األنونة ،ولم يكن حينئذ لھذا األخير غير سلطات قاضي التحقيق.
ونضيف أخيرا أن بعض موظفي األنونة ،وبفضل امتياز خاص ،وباألخص أرباب
العمل الثالث األوائل مثل قواربية نھر التبر ) (*)(caudicariiووزنوا القمح )(mensores
الذين أصبحوا خاضعين مباشرة لوالي المدينة في كل أشكال المخالفات ويفلتون نھائيا من
عقوبات والي األنونة).(3
في الشأن المدني ،كان والي األنونة يعرف النزاعات التي تحدث بين المالحين
والوزانين والخبازين وتجار الحبوب ،إجراءات الدفع أو تعويض المواد الغذائية فقد كان
بصفة عامة مختص في كل القضايا المدنية التي ترتبط بالتموين )األنونة( .وال يمكن أن
1 - Walter, N°471 , 844 ; Bethmam Hollweg, III, S135, 139, 146 ; Dion Cassius, LVII, 23.
2 - Montesquieu, Esprit des lois, XI, 19, p. 218 ; Laboulay, Essai sur les lois criminelles des
Romains concernant la responsabilité des magitrats, (paris 1845).
)*( :caudicarii -ھيئة خاصة لنقل األنونة من ميناء أوستي إلى روما ،نقال عن ماركوارت أنظر:
; - Cod. Th, 14, 4, 9, 15, 1, 3, 2 ; Orelli, N° 1084, c. I. L. VI, 1624, 163, comp, c. I. L,XIV
Varro, vol. II, p. 246.
3 - Gustave (Humbert.), Op. Cit : p.85.
53
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
يستأنف حول حكمه إلى اإلمبراطور مثلما في كل الشؤون التي يفوض في ھذا األخير سلطته
)(1
لموظفيه.
ّ
للبت في كل جنحة واألخطاء وفيما يخص الشأن الجزائي ،فقد كان له اختصاص
الخفيفة لمرؤوسيه ،وعلى كل مخالفة للوائح التي أصدرھا ،بصفة عامة ،كان له اختصاص
لمتابعة وردع كل جريمة أو تجاوزات ترتكب ضد المصلحة المكلف بھا.
كان عليه أن يتابع كل إخالل بالواجب ،كل تحالف ،كل المناورات اإلجرامية ھدفھا
احتكار ورفع أسعار المواد الغذائية) ،(2لكن نسبيا للحاالت األخيرة ،لم تكن له غير سلطة
التحقيق :بسبب خطورتھا المسألة تتجاوز اختصاصه ،وتحال أمام والي المدينة ،الوحيد في
الواقع ھذا األخير له الحق في معرفة األسباب التي يمكنھا أن تؤدي إلى اإلعدام سواء في
)(4
لباقي إيطاليا والحكام في روما أو على بعد عشرة أميال) ،(3وكان والي البريتوار
)(5
المقاطعات كانوا يتقاسمون نفس المزايا ،ويمكن دائما استئناف أحكامھم لدى اإلمبراطور.
1 -Willem, op.cit, p.479 ; L. De (Salvo), Economie priivata e publici servizi nell impero
romano, Messina (1992).
2-M.(Corbier),« Dévaluation et évaluation des prix (ie-me siècle) »,Revue numismatique,
(1985), pp. 69-106.
3- Daremberg et Saglio, « curus publicus », D.A.G, T. I, p. 1650.
4 - Amien (Marcellin.), histoire romaine, XX, III, 16, trad E. Collection, éd, les belles-lettres,
(paris 1988).
5- Cod. Th. XIV, 23, 1, de patronuis horrerum portuensuim ; Bouchard, op.cit ; p. 463.
6 - Jones, « The purposand organisation of the alimenta », Dans P.B.S.R, (1964), p. 123-146.
54
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
-IIIالرؤساء اإلداريون لوالي التموين )األنونة(:
-1والي المدينة:
كان الرئيس األعلى والمباشر لوالي األنونة ،ھو والي المدينة ،فله تعود الرقابة العليا
لمصلحة األنونة ،له السلطة على الجمعيات المھنية والمرتبطة بھا ،على أعضائھا وعلى
ممتلكاتھم ،اختصاصه اإلقليمي يشمل روما وضواحيھا على امتداد مائة ) (100ميل ،أبعد
من ذلك يكون من اختصاص والي البرتيوار ،لكن يبدو أن ھؤالء وأولئك لم يشاركوا في ھذه
المصلحة إال بداية من حكم قسطنطينوس )337-306م( ،كما يبدو فضال عن ذلك أن الوفاق
لم يدم دائما بين والي األنونة ووالي المدينة) ، (1انتھى ھذا األخير إلى اإلعفاء من صالحياته
على مرؤوسيه ،وكان ذلك مصدر نزاعات كثيرة بين اإلداريين ،وحتى يضع حدا لذلك أمر
فالنتيانوس )375-364م( الواليين التصرف من تلقاء أنفسھم وبالتشاور ،كما أمر والي
األنونة االنصياع لسلطة والي المدينة ،وأن يعامل األخير زميله باحترام ،وأن ال يتخذ أي
إجراء وال القيام بأي تنظيم دون مشاورته ،ووضع حد لتطاول موظفيه في مصلحة
)(2
األنونة.
عدة قوانين موزعة في المدونتين ،تشير بشكل جيد لھذا العمل المتوازي والمتزامن لھذين
الحاكمين ،نذكر إثنين على سبيل المثال:
(1على جميع عمال المخازن العمومية إيالء العناية على إنفاق كل التموينات القديمة قبل
اللجوء إلى الجديدة ،وبل يجب تموير القمح الفاسد بخلطه بالقمح ذي النوعية الجيدة
حتى ال تتحمل خزينة الدولة الخسارة ،وقد كلف فالنتيانوس )375-364م( الواليين
)(3
بمراقبة تنفيذ ھذا اإلجراء المزدوج.
1- Delmaire (R.), « Les institutions de Bas-Empire, de Constantin à Justinien », Revue de
l’histoire des religions, (1996), p 355-356.
2 -Berchan (D. Van), « L’annone militaire dans l’empire romain au II siècle », M.S.A.F,
N°08, T. LXXX, (paris 1937), pp. 117-202.
3 - Code Just, X.26 ; Bouchard (L.), op.cit, p. 492.
55
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
(2إذا كان البحار نقص في حمولته ،تتجاوز النقص ) (diametronالمسموح به ،على
الواليين القيام بالتحقيق في األمر بالتوازي وبالتشاور خالل خمسة أيام من وصول
)(1
الحمولة إلى أوستيا.
باعتباره الرئيس المباشر لوالي األنونة ،فإن لوالي المدينة مثله وظائف رقابية كبيرة ،بينما
كانت بعض الصالحيات خاصة به ،فھكذا كان له حق المراقبة على جمعيات الوزانين
) (mensoresوالعمال اليدويون ) (saccariiفي روما وقواربية التبر)،(caudicarii
المعينون في مصلحة التموين) (2فكان يضمن توظيفھم ،ونقل أمالكھم الوراثية).(3
وكانت له صالحية تفتيش ومراقبة كل التموينات باللحم ،وفي حالة القحط ،فيعود أيضا
لوالي المدينة رفع الضرائب اإلضافية ومراقبة العمل ،وفي كل األوقات عليه أن يحرص
)(4
على عدم إخراج القمح من المخازن العمومية قبل وضع كامل أصول الحنطة السنوية.
أخيرا كان عليه التوجه إلى أوستيا في األوقات المعتادة لوصول أسطول إفريقيا
) ،(naviculariiلتقديم أضحية في معبد كاستور ) (Castorوبولوكس ) (polluxللحصول
على الرياح المواتية ،ألن المالحة كانت صعبة في مصب نھر التبر).(5
1 - Code Th. XIII, 5 ; Becati, « Giovcanni, Scavidi di ostia », IV, I, mosaici ei pavimenti
marmori, Rome, (1961).
2 - Code Th, XVI, 22 ; code Justin. XIV, 15.
3 - Fustel de Coulanges, Op.Cit ; p.15 ; Montesquieu, op.cit ; 218 et suiv.
4 - Code th, XI, 14 ; G.E.F, (Chilver), “Princips and frumentationes”, Amer, Journal of
philology, LXX, 1, (1949), p.17.
5 - Le galle (J.), « Le fleuve, la mer et les hommes aux bouches du Tibre », in déplacement
des lignes de rivage en Méditerranée d’après les données de l’archéologie, (paris 1987),
pp. 89-93.
6 - Mommsen, Staastrech, 2éd, II, p. 195, 216, 980, 982.
56
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
كان أيضا لوالي المدينة صالحيات قضائية :على الصعيد المدني ،كان عليه التدخل في كل
االعتراضات المتعلقة بالتسجيل في قوائم التوزيع المجاني ،وعلى الصعيد الجنائي ،فقد كان
قاضي االستئناف في كل المخالفات التي يعرفھا والي التموين ،فكانت له معرفة حصرية
بالغرامات وأوائل أرباب العمل الثالث الكاوديكاري) (Caudicariiووازنوا الميناء
) ،(1) (mensoresوعموما كل المخالفات الخطيرة ضد مصلحة األنونة ،باإلضافة إلى
العقوبات العادية ،كان له الحق إن كان المذنب تاجرا أن يمنعه من كل تجارة سواء في روما
)(2
أو على كل امتداد إقليم اختصاصه سواء مؤقتا أو مدى الحياة.
استثناء عند اكتشاف سرقات أو ابتزازات و جرائم أخرى ضد التموين )األنونة( على متن
السفن التي تصل إلى أوستيا ) ،(3)(Ostiaفلم تكن لوالي المدينة صالحية لمعرفة إن كان
المتھمون من مجھزي السفن ) ،(naviculariiفعليه أن يحيلھم أمام قاضي المقاطعة التي
)(4
جاءت منھا حمولة السفينة.
في الواقع المقاطعة التي جاء منھا ھؤالء المجرمين ،والخسائر الناجمة عن عملھم ،كان
لھا كل الحق في محاكمتھم بنفسھا ،ونفس الوضعية تطبق عند اكتشاف حادثة مماثلة أثناء
)( 5
التوقف :فيتصرف والي البريتوار الذي يتبعه ميناء التوقف بنفس الطريقة.
-2والي البريتوار)*(:
1 - Cod. Th. XI. 14.
2 - Ammien Marcellin, XIX, 10.
3-Ansehmino, Lucilla et Alli, « Ostia , Terme del Nuotatore », in le mercigli
insendianmenti, (1986), p.202-218.
4 -Pigeonneau (H.), De convetione urbanae annonae et de pulicis navicularicum corpobus
aquad Roman, (paris 1876).
5 - Rougé (Jean), Recherches sur l’organisation du commerce maritime en Méditerranée sous
l’empire romain, Ecole pratique des Hantes Etudes- Sevpen, (paris 1966).
* -أنظر:
(Voy.) Humbert, dans Daremberg et Saglio, Dictionnaire des antiquités, T. 1, p. 1133.
57
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
صالحيات والة البريتوار في دوقياتھم ) ،(diocesesالمتعلقة بمصلحة األنونة ،كانت
تقريبا مشابھة لصالحيات والي المدينة في روما.
كان له مثل والي المدينة في روما سلطات ردعية على كل الجنح المرتكبة ضد التموين في
مجال اختصاصھم وضد كل حاكم أو موظف غير مخلص لواجباته في ھذه المصلحة)،(2
وكان عليه بالخصوص أن يعاقب بصرامة كل خيانة في الوظيفة وتحصيل عائدات القمح
وضد احتكارات ومضاربات تجار الحبوب ،بھدف التسبب في رفع األسعار).(3
في الشأن اإلداري ،كان عليه ضمان توزيع ،تحصيل ونقل الضرائب عموما وبالخصوص
ضرائب التموين ،عدم الموافقة وعدم السماح لمستخدميھم بالموافقة على أي تخفيض أو
إعادة شراء بالمال ) (adaeratioألداءات القمح ،بكلمة واحدة معارضة المطلقة لكل تغيير
)(4
أو إبدال في الكميات المعتادة لعائدات القمح.
لتسھيل عملية التحصيل ولتفادي وإحباط كل غش ،يقوم والة البريتوار كل عام بتسليم
لمختلف الوكالء والحكام الذين تحت أوامره ،جدول توزيع األداءات العينية الواجب تقديمھا
من طرف الخاضعين إلدارتھم ،كانت لھم أيضا سلطات إدارية وقضائية كاملة على
باإلضافة إلى مراقبة المصالح العادية للتموين )األنونة( ،كانت على والة البريتورية أيضا
مراقبة كل المشتريات اإلضافية للقمح ) ، (publica compiatrioالتي تمت بناء على
أوامر مجلس الشيوخ أو اإلمبراطور لحساب سواء روما أو المدن األخرى ،مع وجوب
الحرص على عدم إعفاء أي دافع للضريبة من ھذا البيع اإلجباري ،ومن جھة أخرى
الحرص على أال يسلب من أي واحد منھم القمح الضروري لمعاشه من طرف محصلي
الضرائب) ،(3لمساعدتھم في مھامھم العديدة تلك ،كان لوالة البريتوار كمساعدين أساسيين
وكالء ) ،(vicaireواحد في كل مقاطعة ،فضال عن ذلك نجد والة األنونة في المدن الرئيسية
مثل اإلسكندرية وقرطاجة مماثلين لما ھو موجود في روما).(4
1 - Téon (Homo), Les institutions politiques Romaines de la cité à l’Italie, Boulevard Saint-
Michel, (paris 1927) ; Paul-Viollet, Les institutions politiques et administration de la France,
T. 01, Librairie- Editeur, (paris 1890), p. 80.
2 - Humbert,"Essai sur les Finances……...............………..T.1,p367 ; Vector, Economie
politique des Romains, T. 1, p. 43-311.
3 - Chastagnol (André), Le sénat romain à l’époque impérial, (paris 1994), p. 159-194.
-4المقاطعات الرئيسية لتموين روما ھي :صقلية ،سردينيا ،افريقيا ،حيث كان عليھا تقديم كل محتويات األنونة مع العلم أن
ھذه المقاطعات تخضع أيضا لضريبة العشر ،ولما أصبحت الزراعة مھملة في صقلية وسردينيا وسردينيا ولم تكن في
استطاعتنا تقديم مستخلفاتھا وقع الضغط على مقاطعات افريقيا راجع:
- (J.) Pigenneau, « L’annone romaine », RAR (1886), p. 221, 224.
59
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
فوق ذلك كان ھذا األخير على اتصال مباشر مع والة البريتوار في كل ما يخص المصالح
المشتركة ،وكان عليه أن يقدم لھم سنويا قائمة المواطنين في روما الذين يملكون في مجال
اختصاصھم ،ممتلكات تخضع لمصلحة األنونة مع اإلشارة إلى مقدارھا).(1
وضع والي األنونة على رأس مصلحته التي تعد أھم المصالح في اإلمبراطورية ،مكلف
بتموين مدينة ضخمة ،كان لوالي األنونة كما قلنا سابقا مھمة ذات ثالثة أبعاد:
)(2
-1القيام بتحصيل ونقل حاصل القمح الموجه له.
)(3
-2ضمان تخزينه.
)(4
-3عملية التوزيع.
لكن ھذه المھمة ثقيلة جدا لرجل واحد ،ويستحيل القيام بھا إن لم يكن مدعم بجيش حقيقي
من الموظفين والمأمورين ،والذين يبقى لنا الحديث عنھم.
)(5
) ،(officiumنوع من وزارة ،كانت كان لوالي األنونة تحت تصرفه المباشر مكتب
مكاتبھا مشغولة بجمع من الكتاب والمحاسبين والمصدرين ،الصرافون (Zugostatae,
) chritologie, tabulariiمكلفون بنقل أوامره وأعوان آخرون خاصون من صغار
1 - Thibault (Fabien), « Les impôts directs sous le bas Empire Romain », R.G.D.F.E. T. 23,
(paris 1899).
2 - Panella, Clementina, Thermia, André, « Produits agricoles transports en Amphores,
d’huile et surtout le vin, dans l’Italie d’Auguste à Domitien », (colloque Rome 1992), CEFR,
(Rome 1994), p 145- 165.
3 - Cod. Justin. X, 23, dé canone largitionaliu titulorum.
4 - C. Th. XI, 7, 14, VII, 4, 1, 22, 24, de erogatione millitaris annonae.
-5يذكر في مدونة يوستنيانوس "مكتب والي األنونة" ) (de officio praefectiaوقد ضاعت لألسف التشكيلة األساسية
التي يتكون منھا.
60
تنظيم مصلحة األنونة الفصل الثاني
)(1
) (agentes rebus, compulsores, apparitoresالذين يحملون أوامره الموظفين
حتى أقاصي اإلمبراطورية).(2
على رأس ھذا العدد من الموظفين نجد عونا ) (adjucatorأو نائب الوالي
) (subpraefectusمن طبقة الفرسان مثله وھو منصب أنشأه على ما يبدو سيبتيموس
سيفيروس ،وكان تحت تصرف والي األنونة حتى يواجه تكاليف ھذا العدد من الموظفين
(fiscus ومصاريف مصالحه ،خزينة خاصة تعرف بخزينة التموين أو القمح
) frumentariusيديرھا مقتصد ) (dispensatorأو صراف ) (tabulariiھؤالء وأولئك
كانوا تحت مراقبته المباشرة.
أما فيما يخص باقي مساعديه ،سنتطرق إليھم تدريجيا ،عند دراسة مختلف جوانب األنونة
وذلك تجنبا للتكرار الذي ال طائل منه).(3
-1كان لوالي األنونة وظيفة ) (apparitoreيمنع له منعا باتا التدخل في إدارة األنونة ).(cura annona
2 - Auréluis Victor, De caesaribus, 40, 25, p. 140.
-3فترة حكم العائلة السفيرية ) 235 -193م( أنظر:
- Stein (Ernest), op.cit, p.
61
الفصل الثالث :إدارة التحصيل
-Iتحقيق موارد األنونة
(1الموارد العامة
التحصيل
محصلو األنونة
(2الموارد اإلضافية
-IIوسائل النقل :مجھزو السفن
-1المرحلة األولى :من أغسطس إلى كالوديوس
-2المرحلة الثانية :من كالوديوس إلى قسطنطين
أ( الجمعيات الحرة
أصحاب الزوارق الخشبية
مجھزو سفن المقاطعات
ب( الجمعيات اإلجبارية
مجھزو سفن إفريقيا
-3المرحلة الثالثة :من قسطنطينوس إلى ثيودور
-1توحيد نظام الجمعيات المھنية
-2تشريع الجمعيات المھنية في العصر الكالسيكي
-3التجنيد
-4االمتيازات
-5إجراءات مجھزو السفن
-6واجبات خاصة في حالة الغرق
-7نظام الملكيات
-المرحلة الرابعة :من ثيودور إلى ثيودوريك
-1إصالحات ثيودور
أ -التجنيد
ب -المزايا
ج -الواجبات
-2إصالحات ھنوريوس )423-395م(
االمتيازات وإجراءات الحماية
نظام الملكية
واجبات البحارة
الغش
إدارة التحصيل الفصل الثالث
-Iتحقيق موارد األنونة:
-1الموارد العادية:
-التحصيل):(1
)(2
) (exactioاألنونة كما ھو الحال في الضرائب األخرى ،يترتب عنھا تحصيل
االبتزاز ،االختالس والنھب بال حساب ،وكانت موضوعة أيضا تحت رقابة والي البريتوار،
الوكالء ،وحكام المقاطعات .كانت األداءات تدفع على ثالثة أقساط من أربعة أشھر)،(3
باستثناء أرمينيا التي كانت وفق عادة قديمة تدفع على قسطين سداسي لكل قسط ،ويمكن لكل
تأخير في التحصيل أن يعرض معاش روما للخطر ،ويؤدي بالتالي إلى متابعات جبائية،
فكان يعاقب بمجرد تجاوز ستة أشھر بضريبة مضاعفة ،والتي تتضاعف في حالة تأخر
)(4
جديد ،متبوعة عند الحاجة بالمصادرة وبيع الممتلكات.
في أواخر اإلمبراطورية ،أصبح تموين روما غير ثابت شيئا فشيئا ،فألزم فالنتيانوس
دافعي الضرائب في إفريقيا بالدفع خالل أربعة أشھر من إصدار المرسوم السنوي ،وإال
-1قام اإلمبراطور أغسطس من أجل تحسين عمليات استحصال الضرائب ،بانشاء البريد العمومي )،(curus publicus
أنر في ھذا الصدد المراجع التالية:
- Naudet, De l’administration des postes chez les Romains, T.XXIII, 2ème partie, pp. 166-
;)240, (paris 1858); Aflegler, pour servi à l’histoire des postes (annal.); Nuermberg, (1858
Huedmam, l’Histoire de l’administration des postes dans l’Empire Romain, Anall, Keil,
» (1866), 2ème éd. (berlin 1878); Stobbe, « pour service à la chronologie des lettres de plin
(all.), dans philologus, XXX, 378-384; G; (Von Rittershain), les postes de l’Empire Romain,
(Berlin 1880.
2 - C. Th, X, 1, 11, De Jure Fisci et XII usceptoribus, l’Empitrom ; Cod. J. XI, 22.
-3تبدأ من 1جانفي ،القسط الثاني يبدأ 1ماي ،القسط الثالث يبدأ 01سبتمبر راجع:
- Lesc Malicitana, Ch. 67 ; cod. Th. I.15 de annon ; Emille Brouss, Etude sur l’assistance
publique et privée chez les romains, Alphonse Derenne, Editeur, Boulevard Saint-Michel,
(Paris 1876) ; Bouchard, op.cit ; p. 453.
4 - Naudet, Des changements opérés ………………………………………………215 et suiv.
63
إدارة التحصيل الفصل الثالث
*
أجبروا على ذلك من طرف أعوان خاصيين لوالي األنونة )(compulsores
).(1) (discussores) (opiratores
-محصلو األنونة:
كان محصلو األنونة أول مساعدي والي األنونة في جباية أصول الحنطة (canon
)(2
) (publicaniالذين تجمعوا في شركات مستأجرة لكل ) frumentaireھم العشارون
الضرائب ،غير أنه لم يكن لھم منفذا أبدا إلى مصر ،حيث كان تحصيل العشر يتم عن طريق
موظفين تابعين لإلمبراطور ،فكان ابتزاز العشارون والشكاوي العامة الناتجة عن ذلك ،قد
أدت إلى تعميم ھذا اإلجراء في كل المقاطعات ،وتم تعويضھم بالوكالء األغسطيين
)(3
المكلفون بجمع أصول الحنطة ،والقيام بشراء القمح )(procuratores augustorum
الضروري لإلكمال عند الحاجة ،وھكذا نجد في غالة)(procuratore augustorum ad (4
) ، annonan provinciae narbonensis et liguriaeوعندما يتعلق األمر بشراء القمح
في المقاطعات ،كانت الدولة تتوجه عادة للمضاربين الخواص ،وغالبا إلى شركات للفرسان
التي تقوم بصفقات التموين معه).(5
)*( -يمنع لھذه األخيرة التدخل في مھام ،escticeفي حالة حدوث ذلك تفرض عليھا عقوبات وخيمة أنظر في ھذا
الصدد:
- Cod th, XI, 7, 17 et 18 des escutice ; C.J.I, 40. 10 , De officirector ; X, 19, 6, 7, 9, est
escutice ; X, 19, 26, de canon, sacar-largit-tit ; X, 23 ; XII, 60, 1 ; Bethmam-Holloweg, S134,
p. 46.
-1عبارة عن مفتشية المقاطعة ،تراقب الذين لم يقدموا فواتيرھم أو تأخروا عن الدفع أنظر:
- Cod. Th, I, 16, 21 ; cod. Th, VII, 8, 9 de escutor et exact oribus.
2 -H. Pigeonneau, « L’annone romaine et corps de naviculaires particulièrement en Afrique »,
in revue de l’Afrique française et des A. AFR, T,IV , (paris 1888), p. 225.
3 - Tacite, Ann, I, 7 ; Pflaun (H.G), Essai sur l’assistance publique, son histoire, ses principes,
son organisation actuelle, A, Maresco Aine, Librairie- Edition (paris 1877), p258.
4 - Giand, Essai sur l’histoire du droit français au moyen âge, T. I, pp. 117. Note 3, 133-114.
5 - Jean (Andreau), L’économie du monde romain, éd Ellipses, (paris 2010), p.282.
64
إدارة التحصيل الفصل الثالث
أخذ وكالء إفريقيا ومصر األكثر أھمية من الجميع تحت حكم قسطنطينوس لقي والة
األنونة لقرطاجة واإلسكندرية مع االحتفاظ بنفس الدور ،ووضعوا تحت أمر والي البرتيوار
)(1
إليطاليا والشرق.
ضمن الوكالء نجد وكيل أوستيا يتمتع بصالحيات خاصة ،فكان لھذه المدينة أھمية
خاصة ألن في ميناءھا تفرغ )تنزل( كامل التموينات الموجھة لروما ،لذلك منذ القوانين
األولى لتوزيع القمح تم وضع موظف دائم لمصلحة األنونة مكلف بمراقبة وصول شحنات
)(2
القمح وإعادة شحنھا على القوارب ) (caudicariiالتي تقطع التبر حتى روما.
تم تنصيب دوق الميناء ) (comes postusمن طرف كالوديوس بعد حريق ميناء
أوستيا ،تكفل خصوصا بإدارة وشرطة الميناء ،ومثل والي األنونة ،الوكالء كان عددھم
قليال ،ولم يستطيعوا أداء مھامھم بمفردھم ،وتم تكليف موظفين أدنى لمساعدتھم مثل
) ،(susceptores canoncisوھم ينتمون إلى فئة جابي الضرائب) ،(2لكن يتميزون
بوضوح عن زمالئھم ،ألنه أوال عوض أن يوضعوا تحت اسم :كونت الھبات المقدسة
)(3
كانوا يتبعون فحسب ومباشرة لوالة المدينة ).(comes sacrarum largitionum
واألنونة ،ثم خالفا لزمالئھم يمكن أن يختاروا ضمن أعضاء البلدية ) ،(curiatesلكن
يختارون عادة من ھيئة المكتبيين ) (officialesأو حجاب ) (appariteursالحكام أو
البروقنصليين العسكريين ،ويمكن حتى أن يؤخذوا ضمن حجاب والة البريتوار الذين فقدوا
مكانتھم )يقالون( ،وأخيرا في وقت الحق يختار ھؤالء سنويا من زمالء خاصين
) ،(nominatoresالذين يستجيبون لمنتخبھم تجاه الضرائب إن تعرضت األخيرة للخسارة
من رئيسھا.
ولمنع أي غش من طرفھم ،منع عليھم البدء في التحصيل للسنة المالية قبل تصفية
حسابات السنة السابقة ،وعدم استخدام في دوراتھم إجراءات أخرى وأوزان مختلفة غير التي
1- Cod. Justin, X,23, de canon largitionalium titulam.
-2أنظر:
- Van (Berchan), op.cit ; p. 36; Marquardt, op.cit; p. 146-147.
-أوكلت مھمة جباية الضرائب لھيئة خاصة وھي Decuriousاستمرت في منتصف القرن السابع للميالدي حول
الموضوع أنظر:
- Handbuch der rom, Alterthumer, T.V, Rom staatsver waltung, T. II (1876), p 198-221.
وقد منحت لھم مكافآت أكثر أھمية عند نھاية السنة المالية) ،(3عندما تكون حساباتھم
دقيقة وقانونية ،ويمكنھم حينئذ البقاء في الوظيفة كامتياز لمدة خمس سنوات في نفس الوظيفة
ويحرر في المستقبل من التشريفات البلدية المتخوف منه ،نذكر أخيرا منھا إلى جانب
المحصل نجد ) (discossores) ( campulasores) (opiratoresالذين يلجأون إلى
القسر الذي سبق الحديث عن دورھم ،كانوا يختار من طرف والي التموين )األنونة( ضمن
حجابه ويرسلون من طرفه إلى دافعي الضرائب المتأخرين ،ألن مكتبه ) (officiumوھو
نفسه شخصيا المسؤول تجاه الخزينة في حالة نقص القيمة التي يمكن أن تحدث نتيجة
ابتزازت مساعديه الخاضعين له التي تجاوزت كل الحدود ،األمر الذي جعل يوستينيانوس
يخلص إلى التنازل والتخلص عن مساعدتھم وقرر االكتفاء بمحصل واحد في كل مقاطعة،
)(4
يتكفل بكل ما يخص المحصول السنوي.
1 - Cod. J. Y. 23.
2 - L’abbé (Dubois.), op.cit ; p.175.
-3أوكلت مھمة جباية الضرائب لھيئة خاصة عرفت بـ ) (Decuriousالتي استمرت في منتصف القرن السابع الميالدي،
أما حول المدة الزمنية لجباية الضرائب كذلك كانت مح ّددة سنويا حسب المؤرخ:
- Marquardt (J.), L’organisation financière………………..…….., p.160.
4 - Cuprien (Halgan.), Essai sur l’administration des provinces sénatoriales sur l’empire
romain, Albert Fontemoing, Editeur librairie des Ecoles françaises d’Athènes et Rome, (paris
1898) ; Marquardt, Organisation de l’Empire romain, II.
67
إدارة التحصيل الفصل الثالث
-IIالموارد االستثنائية )اإلضافية(:
الموارد العادية لمصلحة األنونة) ،(1كانت كما قلنا مؤلفة من الضرائب العينية للمقاطعات،
ومجموع ھذه الضرائب ،كان قد أخذ منذ عھد أنطونيوس)*( اسم'' :قانون توزيع الحنطة''.
لكن عادة في الوقت الالحق ما حدث نقص في القيمة أو عجز في المدخول السنوي ،األمر
الذي دفع إلى اللجوء إلى موارد استثنائية ،والتي كانت تمون عن طريق):(2
)(3
-1المصادرات .(superindictiones) :
)(4
-2المشتريات العمومية ).(publicae comparationes
)(5
-3مشتريات التجارة الخاصة.
1 - Tite-Live, II, 51 ; Matthiss, ouvr.cité, p.32 et S ; Otto Karlowa, ouvr.cité, 1, 2. S106, p.
906 ; Dion Cassius, LXXVII, 9, etc ; Ossell, Essai sur le règne de l’empereur Domitien, p.
142-279.
)*( -مدة حكم العائلة األنطونية )192-117م() :ھادريان ،118-117إيليوس قيصر ،(138-137) ،أنطونيوس -138
،161ثم لوكيوس فيروس )166-161م( ،ثم ماركوس أوريليانوس )180-166م( .ثم أفيدوس كاسيوس ) ،(175وأخيرا
كومودوس من 180م إلى غاية 192م.
2 - Saumagne (ch), “Quelques observations sur la constitution Antoniani”, Mélanges. J.
caropino Hachette, (paris 1966), pp. 150-173.
3 - P. Huvelin, Etude d’histoire du droit commercial romain, (histoire externe, du droit
maritime), 1929.
4 - Ibid.
5 - Tenney (Frank.), “An Economic history of Rome”, Journal des savants, 2 édition,
(1927), p. 276-278.
-6روستوفزت) ،م( ،تاريخ اإلمبراطورية االجتماعي واالقتصادي ،..........ص.115 ،
68
إدارة التحصيل الفصل الثالث
ھذه المصادرات ) ،(superindictionesأصبحت سنوية في صقيلية ،وكانت تقدم
)(1
ثالثة ماليين صاع )مديوم( سنويا.
في أواخر اإلمبراطورية ،وتحت حكم ھونوريوس أدت حاجة الخزينة إلى الموارد
اللجوء إلى المصادرات ) (superndictionesكضريبة عادية ومنظمة ،الضريبة نفسھا
تجبر بدون تمييز جميع سكان المقاطعات بحسب الممتلكات التي يمتلكونھا ،فال يمكن
)(3
لمنصب وال امتياز أو محاباة من أي شكل من األشكال أن تعفيه.
1 - Finly (M.E), « The ancient Economy”, Chatto and windus, (1973), J.R.S. LXV, (1975),
pp. 164-171, (M. W. Frederisken).
2 - Houston (G.W), « The administration of Italian seaports during the first three centuries of
the Roman Empire”, in the seaborne commerce of ancient Rome, Maar, XXXVI, (1980), p.
157-171, p. 160.
3 -Avon (M.), Les avocats du fisc dans le monde romain, thèse de droit dactylographie, Aix,
(1972).
4 - Code jus, X, 27 ; C.G. Schwentzek (dir.), Le monde romain de 70 av. J.C, Armand Colin
éditions Sedes, (2014), p. 16.
69
إدارة التحصيل الفصل الثالث
كانت االعتمادات )المالية( الضرورية للمشتريات العمومية ) (coemptionesتقتطع
في البداية من الخزينة العمومية) ،(1وأصبحت الحقا تقتطع من خزينة خاصة مجھزة سنويا
)(2
من طرف اإلمبراطور.
كل جور وكل ابتزاز من طرفھم يعاقب بغرامة قدرھا بخمسين ) (50لبرة ذھبية،
وفقدان الرتبة الشرفية الحزام ) (cingulusبدون حساب أضرار العقوبات أكثر خطورة
)(5
أيضا عند االقتضاء.
1 - Frontin, de aquaeduc, 101, Serriguy, N° 934.935 ; cod. Th, XV, 1, 26, de operibus
publicis.
2 - Code th, XIV, 16 ; Whiter, op.cit ; p. 154.
3 - (C.G.) Schwentzek (dir.), Op.cit; p. 163.
4 - Chastagnol (A.), l’évolution politique, sociale et économique du monde romain (284-363),
paris.
5 - code Justinien, X, 27 ; Rheinmuth (O.W), op.cit ; 90.
70
إدارة التحصيل الفصل الثالث
(1)
. مجھزو السفن: وسائل النقل-II
. من أغسطس إلى كالوديوس:المرحلة األولى
(2)
وقد توصلوا إلى ذلك بثالثة .بذل األباطرة جھودا لتحسين مصلحة نقل األنونة
:(3)وسائل
(4)
. بجعل المالحة أكثر أمنا وأكثر سھولة-1
(5)
. بتشجيع التجار الذين امتھنوھا بالعديد من االمتيازات-2
(6)
. بجمعھم )بضمھم( شيئا فشيئا في جمعيات قوية ومجھزة بشكل جيد-3
لتسھيل وضمان النقل كان يجب قبل كل شيء تھيئة )امتالك( ميناء آمن عند مصب
(7)
قام قيصر، كان بعيد جدا، الوحيد في الساحل،(Pouzzoles) التبر ألن ميناء بوزول
لكن ھذا المشروع توقف، وجعله يتصل بروما عبر قناة،بتصميم مخطط إنشاء ميناء أوستيا
وتم، الذي أنشأه على الضفة اليمنى للنھر،(8) ولم يستأنف إال مع كالوديوس،عند وفاته
1 - Dubois (), Pouzzoles antique, p. 83; A. Sogliano, « Colonie romaine », R.L, (1897), p.
398-405.
2 - C. Th, XIII, 5, de navicule ; Kulin, I, 3, p78 à 80 et 280 ; Bouchard (L.), op.cit; p. 128.
3 - Gustave (Humbert.), op.cit ; p.87.
4 - Doisy (H), « Recherche sur les horrae de Rome, ostie de portus triani », C.R.A.I, (1952),
p. 170 et suiv. ; Le gall (J.), op.cit ; p258.
5 - Peter Fibiger (Bang.), “The roman Bazaar: A comparative study of trade and Markets in a
tributary empire”, Cambridge university press, l’antiquité classique, (2011), p. 532-560.
6 - E. (Rodocanachi), op.cit ; p108.
7 - Strabon, Géographie, XVII, éd. H.L.Jones. Loeb, Londres, (1961), p. 145 ; Elian, Hist,
nat.13, 06; Dubois (ch), op.cit ; p. 112.
8 - Ciceron, De finibus, II, 26, 84 ; Humbert, (V), « annona », p. 275 ; Deny, IV, 24 ; H. J.
(Bell), « Antinoo polis : A Hadrianic fondation in Egypt”, Journal et Roman studies, XXX
(1940), pp. 147-183.
71
إدارة التحصيل الفصل الثالث
تزويده بمنارة كبيرة تقليدا لمنارة اإلسكندرية تحيط به مخازن واسعة ،وسمي بميناء روما،
وأصبح بالنسبة لھذه بمثابة ميناء بيري ) (Piréeبالنسبة ألثينا مركز حياتھا التجارية).(1
كان بإمكان السفن أن تجد فيه مالجئ في كل الفصول ،وعھد بإدارة وشرطة الميناء
)(2
ووالي التي كونت لميناء ) ،(comes portusالذي وضع تحت أوامر والي المدينة
)(3
وسعى كالوديوس في نفس الوقت لربط بحيرة فوكين ) (fucinبنھر التبر حتى األنونة.
يجعله أكثر قابلية للمالحة ،لكن اإلجراءات لم تتخذ بشكل جيد ،فلم يبلغ ھذا المشروع الضخم
)(4
مداه.
قام تارجانوس بتوسيع ميناء أوستيا ،وقام بحفر قناة جانبية للتبر حتى يتجنب الرمال
وطمي مصبه ،وقام أخيرا أنطونينوس ) (Antoninبتحصين أوستيا ،وأعاد اوريليانوس
)(5
حفر مجرى التبر وأنشأ في نفس الوقت مالجئ للسفن في صقلية وفي جنوب إيطاليا.
1 -(O.) Hirschfeld, die Getreideverwaltung; (J.) Carcopino, “Ostansia”, In Mélanges
d’archéologie d’histoire, (paris 1910), p. 426-427; O. Hirschfeld, Die kaiserlishen
; )verwoltingsbeamten bis auf Diocletian, T. II, Weidman, (Berlin 1905
-تشار لزورت ،م،ب ،اإلمبراطورية الرومانية ،ترجمة رمزي جرجس ،دار الفكر العربي )1961م(.
2 - Lydus, de magistratil, III, 30 : Walter N°381, Note 48 ; Willems, 5éd, p. (580).
3 - Sueton, Caes, 44 ; Cassiodre, Var, XI, 18 ; C.Th, XI, 30, 4, de appelli ; Walter, N°293,
Note 18, N°740, Note 62.
5 - Polivini (Carlo.), Ostie port et porte de Rome, (Toulouse 2002), p.140.
6 - Pigeonneau (A.), « L’annone romane et les corps des Naviculaires », Extrait de la Revue
de l’Afrique française, pp
72
إدارة التحصيل الفصل الثالث
)(1
العمومية ،طيلة مدة خدمتھم ،نفس االمتياز منح للتجار الذين يمونون إدارة األنونة،
)(2
والبحارة المستخدمون من طرفھا.
ذھب كالوديوس أبعد من ذلك ،إذ منح للمواطنين الرومان اإلعفاء عن قانون بابيا بوبيا
*
) (Papia Poppeaوالالتين حق سكان روما ) ،(quiritaireوللنساء (jus quatuor
) liberorumولألجانب حق مدينة في روما بعد ست سنوات من الرحالت بين إفريقيا
وإيطاليا بسفن ذات حمولة ال تقل عن عشرة آالف ) (10.000صاع ،ويلتزم فضال عن ذلك
عن تعويض كل الخسائر ،وتجعل كل أصحاب السفن الذين يوافقون على اإلبحار أثناء فصل
)(3
الشتاء يستفيدون من فائدة مضمونة.
)(4
ويمكن أن نالحظ على ھذه االمتيازات:
1 - Cod.th, the navicular, XIII, 5, C.5, de Nautis, Tiberin, XI, 26.
2 - Pigeonneau (A.), op.cit ; p ; Albertini (E.A), L’empire romain, deuxième édition, presses
universitaires de France, (paris 1970).
وكايوس بوبانيوس سابينوس )*( -قانون يقترح بين القنصلين ماركوس بوبايوس سابينوس )(M. Papius Mutlis
) (C.Poppaeus Sabiausسنة 9ق.م لتنظيم زواج المواطنين الرومان ،يمنح بموجبه على الشيوخ )(Senateurs
والمنحدرين منھم الزواج بالمعتقات ،وتشجيع الزواج واإلنجاب مع فرض عقوبات على العزاب.
3- Ulpien, III, 6 ; Sueton, claud, 18, 19 ; Coarelli (F.), « Apulio à ostia ? » , DARCH, N°07,
(1989), pp. 27-42.
4 - F . Oehler, « Genssenschaften in Kleinasien und syrien », Eranos vindobonesis, (1893),
p. 276.
5 - Seston (W.), « La citoyenneté romaine », A.C.S.H, (Moscow 1970), pp
73
إدارة التحصيل الفصل الثالث
وكان لتنظيم كالديوس نقص بأن وضع خزينة الدولة تحت رحمة مجھزي السفن ،فضال
عن ذلك لم يتم تحديد أية حمولة على سفنھم ،التي كانت عادة صغيرة ،فارتفعت أسعار النقل
كذلك ،بالمقابل ،ظلت سفن سكان المقاطعات خاضعة لكل استبداد وابتزازات الستبداد
(cani البروقنصليين والبريتوريين المتنفعين عادة من أرباح شركات العشارين
) ،(1)publicaniوأصبحت تجاوزاتھم عديدة ،وأثاروا في إفريقيا خاصة شكاوي عامة،
لدرجة أن اإلمبراطور نيرون أنفعل ومنع المصادرات المجانية للسفن ،ومنع أخذ قيمتھم بعين
)(2
االعتبار في تقييم الكتلة الخاضعة للضريبة بين التجار.
ھكذا كان نظام نقل األنونة في المقاطعات تحت حكم األباطرة األوائل ،كان يدار
بواسطة شركات خواص ،التي تستغل في نفس الوقت الدولة ودافعي الضرائب).(3
-طريقة نقل قمح مصر) :(4كان الوضع في مصر كمقاطعة إمبراطورية)( 5يختلف ،فقد أبقى
أغسطس اليد المطلق لھذا البلد بعد احتالله ،المنظومة الضريبية لملوكھا القدامى دون الحاجة
إلى استشارة مجلس الشيوخ ،وأجھد نفسه في االستفادة قدر اإلمكان ،فلم يجدد في شيء ،ال
في نصاب الضريبة المطلوب ،وال في طريقه نقله إلى اإلسكندرية ،واستمر ينقل من طرف
زوارق النيل).(6
1 - Jacques (François), op.cit ; p. 76 ; Picard (G.ch), « Néron et le blé d’Afrique », Cahiers de
Tunisie, (1956), T.04, pp. 163-173.
2 - Tacite, Ann. XIII, 50, 52 ; Mercier (Ernest), Histoire de l’Afrique septentrional depuis les
temps les plus reculés jusqu’à la conquête française, T.3, éd. Leroux, (paris 188) ; Picard
(G.ch), « Néron et le blé d’Afrique », Cahiers de Tunisie, (1956), T.04, pp. 163-173.
3 - Cl (Preaus), « La préfecture d’Egypte de 187 à 190, Chronique d’Egypte », Bulletin de la
Fondation Reine Elisabeth, XXII, (1947), p. 338.
4 - Humbert (M.), « La juridiction du préfet d’Egypte d’Auguste à Dioclétien », Aspects de
l’Empire Romain, (paris 1964), pp. 75-95.
5 - Vospicus, Aurelian, I, 45 ; Marquardt, R, Staatsverivalt, 2 éd, (1884), II, p, 234, N° 4.
6 - O. Hirschfeld, Die Oetreideverwaltung, p. 76; Brunt (P.A), “The administrators of Roman
Egypt”, J.R.S, LXV, (1975), pp. 124-147.
74
إدارة التحصيل الفصل الثالث
تعود جمعيات مجھزو ھذه الزوارق إلى عصور موغلة في القدم ،سبق لھيرودوت أن
أشار لھا في القرن الخامس قبل الميالد ،وكانت مزدھرة تحت حكم البطالمة ،الذين استغلوھا
لنقل ''عشورھم" ومنحوھم بالمقابل احتكار المالحة في نھر النيل ،تم الحفاظ عليھا من طرف
)(1
المحتل الروماني ،واحتفظت بنفس المھام ونفس المزايا.
من مصب النيل إلى مصب التبر ،ضريبة الحنطة المصرية ،كانت تنقل بواسطة
األسطول البحري لإلسكندرية وكان ھذا األسطول أيضا سابق للرومان ،كان مالك السواحل
يساھمون في كل األوقات ،سواء بالتجھيزات البحرية الضرورية للدولة إما نقدا أو عينا .كان
)(2
مواطنو اإلسكندرية معفيين من الضرائب العقارية التي كانت تفرض على سكان األرياف
المجبرون ھم اآلخرون منذ فترة مبكرة على ھذه الخدمات البحرية ،فتجمعوا في شركات
لتقديم خدمات نقل العشور بمصاريف أقل ،وكذا بناء وإصالح السفن الذي كان على
عاتقھم).(3
بعد احتالل مصر قام أغسطس ببناء أسطول حربي لحراسة السواحل ،لكن مستغال
األعراف القديمة ،فقد ترك نقل ''العشور'' على عاتق المدن البحرية ،سكانھا تجار أو
1 - Herodote, II, 104, texte présenté, traduit et annoté par A. Barguet, éd. Gallimard, (paris
1964).
فھم أغسطس أھمية االحتفاظ بمقاطعة كانت تعتبر ''مفتاح األنونة'' أوقف مصر عن باقي اإلمبراطورية ووضع على رأسھا
عوض بروقنصل الذي يمكنه أن يستقل بھا شخصا عاديا من طبقة الفرسان باسم والي أغسطسي ،زيادة على ذلك منع على
الشيوخ والفرسان الذھاب إليھا دون ترخيص خاص من طرفه .أنظر:
-Tacite, Annalles, XII, 60 ; Waddington, Fastes des provinces asiatiques de l’empire romain,
Depuis leur origine jusqu’au règne de Dioclétien, (paris 1872) ; J . Klein, Les fonctionnaires
provinces, de l’Etat romain jusqu’à Dioclétien, 1er Fasc. Bom, (1878).
2 - Le Gall (J.), « Un mode de transport méconnu : les animaux de bât », in le ravitaillement
en blé à Rome, Naples-Rome, (1994), p. 69-72, N°7.
3 - H-I Marron, Décadence romaine ou antiquité tardive?, III-VI siècle, Seuil, (paris 1977).
75
إدارة التحصيل الفصل الثالث
أصحاب سفن ظلوا مثقلين بھذه المھمة ،مثلما كانوا تحت حكم البطالمة ،فتجمعوا في جمعية
)(1
مماثلة لجمعية اإلغريق لھذه الفترة.
)(2
) (munus naviculariumال يثقل األشخاص وإنما أمالك عبء التجار البحريين
المدن البحرية والساحلية) ،(3فكان مستحق كخدمة مسندة من كل المالكين وكل المشترين
عالوة على ضريبة العشر ) ،(frumentum decumumالتي تنتقل مجانا من أصحاب
السفن لإلسكندرية ،كان عليھم أيضا نقل بسعر محدد من اإلمبراطور ،كل مشتريات القمح
للدولة ،وكان أسطولھم بقيادة وكيل ) (procuratorتحت األوامر المباشرة لوالي األنونة في
)(4
روما.
العبور من االسكندرية إلى أوستيا ،كان يستغرق حوالي خمسة عشر يوما مع الرياح
المواتية ،كان يعاد نقل القمح لصعود التبر حتى روما على القوارب ) ،(codicariiوقد نظم
)(5
كالوديوس بعناية كبيرة أسطول اإلسكندرية ،التكفل ،مھام الربان ،حمولة السفن...
انشغل األباطرة منذ فترة مبكرة للرفع وتشجيع انطالق المالحة للتحرر من وساطة
العشارون الذين يحصلون على فوائد ضخمة على حساب الخزينة) ،(6لكن ال يمكن
لألسف التفكير في إنشاء أساطيل عمومية في شاكلة أسطول اإلسكندرية ،لكن يمكننا
1 - Maurice (Sartre.), L’orient romain, provinces et sociétés provinciales en Méditerranée
orientale d’Auguste aux Sévères (31 avant J.C- 235 après J.C), Seuil, (paris 1999), p.
2-C. th, XIII, 5, de Navicular, Kulin, I, 3, p. 78 à 80 et 280 ; Bouchard,(L.), op.cit; p. 128.
3 - (A.) Aristides, « Eloge de Rome, (Discours XXVI) 10-13 », in G-CH. Picard et J. Rougé.
4 - Tacite, Ann. XIII, 51; Yaun (LeBohec.), L’Egypte des Roamins de l’eploitation à la
provincialisation, (paris 2002).
5 - Aleselmino Lucilla et alii, “Ostia, terme del Nuotatore”, In le merci, gli insediament,
(1968), p 202-218 ; Saint-Denis, « Mare calausum », R.E.A, T. IV, p322, (1952).
6 - Sontheimer (W), « Annona », Der kleine pauly, (1964), T.01, col. 363-364.
76
إدارة التحصيل الفصل الثالث
استعارة منه بعض قواعد التنظيم ،وقد قام األنطونينيون في ھذا المجال بخطوة حاسمة،
إذ فكروا في تعيين رجال خاصين ومتمرسين في نقل األنونة موحدين في مجمع مزودين
بمزايا عديدة ومرتبطين بالمقابل بالتزامات أبدية ،إجبارية ووراثية).(1
لكن لم يصلوا منذ المحاولة األولى لمثل ھذا التصور ،في المحاوالت األولى التي
تمت ،لم يتعلق األمر بالنسبة للمالحين اإلمبراطوريين إال بتعھد ح ّر ،فردي وأساسا
مؤقت ،مجموعة المتعھدين في شكل مجمع ) (en collègeأعطيت لھم األولوية ،لكن
)(2
غير إجبارية.
كانت قد تأسست منذ فترة طويلة في المقاطعات جمعيات المالحين النھرية مماثلة
للموجودة في نھر النيل ،لضمان نقل السلع والتموينات مثل جمعية البحارين )(Nautae
في بيتيكا باسبانيا و ) (Nautaeفي نھر الرون والصون في غالة ،قد تكون ھذه المجامع
)(3
أخذت ھذه المؤسسات كنموذج.
تعود اإلشارات األولى التي وصلتنا إلى نقوش من عھد تراجانوس ،بعد ذلك بقليل
كايوس في تعليقه على تصريح المقاطعاتي لماركوس أوريليوس ،فكانت المدن ضمن
الجمعيات المسموح لھا في ھذه الفترة).(4
لم يمنح كالوديوس ونيرون المزايا وامتيازات نقل األنونة لغير المواطنين الرومان
والالتين ،بينما وسع ذلك تراجانوس وھرديانوس لكل سكان المقاطعات دون تمييز ،فضال
1 - C, J, XI, 17, 1, de collegial ; Charles Picard (G.), et Rougé (J.), « Textes et documents
relatifs à la vie économique et social dans l’empire romain 31 av. J.C », coll. Regards sur
l’histoire, (paris 1969).
2 - Suéton, Claude, XXV, 2.
3 - Duval (P.M), « La gaule jusqu’au milieu du cinquième siècle (les sources de l’histoire de
France », Revue histoire de l’Egypte de l’église de France, p. 321, 323.
4 - Pline le Jeune, Tome IV, Panégynque de Tarjan, texte établi et traduit par M. Durry, les
belles-lettres, (paris 1959), p.120.
77
إدارة التحصيل الفصل الثالث
عن ذلك أكثريتھم كانوا حاصلين على الحق الروماني أو الحق الالتيني )(jus latinitatis
)(1
وأصبح كل مالح يتمتع من اآلن فصاعدا بالمزايا التالية:
)(2
-1اإلعفاء من الوظائف العمومية للمستلحقات والمجالس البلدية.
-2اإلعفاء من كل وصاية شرعية شريطة أن يكرس نفسه للتجارة أو نقل األنونة ويعد
عندئذ ويعامل كغائب لمصلحة الجمھورية ).(3) (republicae causa
ظلت ھذه المزايا فضال عن ذلك شخصية ومؤقتة ومحدودة بفترة الوظيفة ،ولم تغر
عددا كبيرا من المواطنين ،لكن أكثر من واحد حاول االستفادة من ھذه المزايا المرتبطة
بمصلحة األنونة دون أن يتحمل األعباء ،وإلحباط ھذا الغش ،قرر ماركوس أوريليوس
) (Marc Aurèleأنه في المستقبل ،للحصول على المزايا الممنوحة لمجھزي السفن إما
اإلقالع بنفسه أو تكريس الجزء األكبر من ثروته للنقل وتجارة األنونة ،نفس المزايا رفضت
لكل الذين يحاولون التھرب من األعباء العمومية السابقة بذريعة االنضمام إلى مھنة مجھزي
)(4
السفن.
أخيرا على سبيل المراقبة ،كانت توجه قائمة سنوية إلى اإلمبراطورية بأسماء كل
مجھزي السفن وميناء الربط تقييم ثرواتھم ودرجة أقدميتھم ،كانت إذن مھام مجھزي السفن
في األصل مھام مؤقتة واختيارية ،جماعية أم فردية بناء على رغبتھم ،لكن شيئا فشيئا يبدو
من األفضل وفي فائدة مصلحة األنونة ومصلحة مجھزي السفن أنفسھم ضمان لمؤسساتھم
القوة المزدوجة التي تتولد عن الدوام واالتحاد ،كانت فضال عن التوجه العام لذلك العصر،
1 - Sueton (W), et Euzmat (M), La citoyenneté au temps de Marc Aurèle de Commode
d’après la Tabula Banasitana », C.R.A.I, p.317-324.
2 - Jean Michel (David.), La romanisation de l’Italie, Aubier, T.1, (paris 1994) ; R. Syme, La
révolution romaine, trad. R Stuveras, Gallimard, « tel », (paris 1967).
3 - François (Jacques.), Les cités de l’occident romain, du 1er siècle av J.C au VV° siècle
après J.C, documents traduits et commentés par : Raepsaet-Charlier et Marie- Théresé,
(1991), p.582.
4 - J.P (Waltzing), op.cit ; p. 19-20.
78
إدارة التحصيل الفصل الثالث
كانت إدارة اإلمبراطورية بدأت تنبت وتطور في صفوف العمال والحرفيين مجموعة من
)(1
الجمعيات المھنية ،تولدت عن الضرورة التي تدفع الضعفاء للتجمع للعيش.
كانت ھذه الجمعيات محل شك في البداية ،حاربتھا ،اضطھدتھا ،حلتھا ،بعدھا فھمت جيدا
الموارد التي يمكن للدولة أن تجنيھا ،فسمح بھا األباطرة وقاموا بحمايتھا وشجعوھا
باالمتيازات وبالمقابل اقتطعھا كل يوم الواحدة بعد األخريات للخدمات العمومية
)(2
لإلمبراطورية وجعلھا بعد أن كانت حرة وإرادية إلى وراثية أوال ثم إجبارية الحقا.
تعمم ھذا التطور وانتھى ليصل كل الجمعيات في اإلمبراطورية ،التي تشكلت في كل
فروع األنونة ،انقادوا في البداية بحرية للوظيفة ،فوجدوا أنفسھم يوما دائمين ووراثية مثل
جيرانھم العموميين وإجبارية في نفس الوقت ،تلك كانت وضعية الخبازين )(pistores
) (suariiمربو المواشي ) (pecuariiفي روما ،والقواربية ) (caudicariiالوزانون
) (mensoresالعمال اليدويون ) (saccariفي أوسقيا ،وھو وضع مجھزو السفن في كل
)(3
مكان.
منذ ذاك كل واحدة من ھذه الجمعيات المرتبطة باألنونة في مقابل بعض االمتيازات أو
الخدمات الخاصة ،الدقيقة المحددة التي تثقل في نفس الوقت على األشخاص وعلى موروث
كل األعضاء).(4
بدأ ھذا التطور على ما يبدو في بداية القرن الثالث أواخر حكم ماركوس أوريليوس )حكم
من 180-166م( ،.كان قد مھد له تراجانوس )حكم من 98م117-م( وھدريانوس )حكم من
117م138-م( عندما اعترفا بجمعيات المالحين لمجھزي السفن بالشخصية المدنية
1 - C, th. XI, 6, 24, de susceptribus ; C. J. XI, 1, 18 ; Bouchard (L.) ; op.cit ; p. 141.
2 - Finly (M.I), « The ancient Economy », Chatto and windus, (1973), J.R.S, LXV, (1975),
pp 164- 171 (M. W Frederiseken).
3 - Oehler (J.), « Annona », paulys Realencyclopidie der classichen altertumswissenshaft,
(1894), To, I, col. 2136-2320.
4 - Gebrardt, Etudes sur les approvisionnements de Rome et Constantinople au bas empire,
(Dorp at 1881), pp. 38-42.
79
إدارة التحصيل الفصل الثالث
) ،(personnalité civileوحق الملكية ،وحق التصويت من طرف أعضائھا على القوانين
المتعلقة بمصالحھم العامة ،وأخيرا يداروا من طرف رؤساء منتخبين من ضمنھم لوقت
)(1
محدد.
من المحتمل أن ھذا التحول كان تحت حكم تراجانوس أو حكم ھدريانوس بعد انتھاء من
بناء ميناء أوستيا ،إذ منح لھم احتكار نقل األنونة في التبر ،وقد خصص لھم أراضي في
الخلف ) (Iundi dotalesوخط عمومي ) ،(publica lignaلمساعدتھم على بناء وصيانة
وإصالح سفنھم.
)(4
وصلتنا معظم قوانين الكوديكير ،وكانت وشروط القبول في الجمعية كالتالي:
كانت تجدد االنتخابات لھذه الوظائف كل خمس سنوات مثلما نالحظ على التسمية ،وكانت
خاضعة لمصادقة والي األنونة ،الذي نزعت منه في أواخر اإلمبراطورية ثالث جمعيات
)(2
ووضعت تحت صالحيات والي المدينة.
كانت ھذه الوظائف الخماسية ممارسة عند معظم الجمعيات في روما ،ويمكن أن
)(3
ومع ذلك استثناء كان يمنع الجمع بين يكون سيد العديد من الجمعيات في نفس الوقت.
وظائف سيد الخبازين مع وظيفة سيد القواربية ،بھدف تجنب الغش المعتاد في تسليم القمح،
ولھدف مخالف قام ھونوريوس ) (Honoriusفي وقت الحق بدفع النتخاب رئيس )معلم(
مشترك للقواربية ) (caudicariiوالوزانين ) (mensoresفي أوستيا ،مكلف بمراقبة عامة
للمخازن خاصة المخازن التي يترأسھا زمالؤه اآلخرون .في الواقع األخيرون الذين يبيعون
للخبازين في روما القمح لصناعة خبز أوستيا ) (panis ostiensisالمخصص للتموين
) ،(canon frumentaireوال يسلمون لھم عادة غير القمح ذي النوعية الرديئة ،ع ّوض
)(4
بعد مدة طويلة من االزدھار انحطت جمعية قمح النوعية األولى التي كان عليھم تسليمھا
)( 5
القواربية ) ،(caudicariiفي الوقت نفسه الذي انحطت فيه مصالح األنونة األخرى.
1 - Gustave (Humbert), op.cit ; pp. 58-59.
2 - Code th. XIV, 4.
3 - Code th. XIV, 3.
4 - Code th. XIV, 15.
5 - Pensabene (Patrizio), Levie del manem Ibloccbi dicava di Roma e die ostia : il fenomeno
del marmo mella Roma Antica, Itineria ostiensi, VII, (Rome 1994).
81
إدارة التحصيل الفصل الثالث
يكون فالنسيانوس قد أصدر مرسوما سنة 364يأمر فيه كل أصحاب القوارب في التبر حتى
وھم أجانب عن الجمعية ،تقديم قواربھم لنقل القمح عند كل استدعاء ال امتياز وال رتبة يمكن
)(1
أن تعفيھم من ذلك.
بعد قرن من ذلك ،قانون فالنتيانوس الثالث خصص بطريقة عادية لنفس وسائل النقل
ھذه ،كل السفن التي تسع أكثر من أربعين ) (40برميال ) (cupaeأو ألفي ) (2000صاع
)موديوم( بمعدل رحلة سنوية لكل واحد ،كما منع إنشاء بواخر أصغر مستقبال ،أما الموجودة
فقد فرضت عليھا ضريبة فلسين سنويا .لصالح جمعية القواربين ) (caudicariiويدخلونھا
في الوقت ننفسه بالقوة وعائلتھم وأمالكھم ،كل الذين فروا حتى لو للدخول في جمعيات
)(2
إلى ھذا الحد في الحقيقة في أواخر العصر اإلمبراطوري كانت جيوش الموظفين أخرى
)(3
كبيرة أو صغيرة ،لم تكن غير جيوش الفارين.
في حالة عدم الكفاية في المقاطعات التي تقدم الحنطة ،يقوم الرومان بجلب من غالة،
(solatia اسبانيا ،نوميديا وآسيا التموينات اإلضافية التي يحتاجونھا انفراج التموين
) annonaeفكان لھذه المقاطعات بدورھا منذ فترة مبكرة جمعياتھا الخاصة لمجھزي
)(4
السفن.
1 - Cod.th. XIV, 21 ; C.I.XI, 26; Naudet, “Des secours publics chez les Romains”, mém de
l’acad des ins des belles lettres, T. XIII, p64-75.
1- Nouvelle Valenti, III ; Marquardt (J), l’organisation financière..................…….,p. 145.
3 - Van Berchan (D), « L’annone militaire dans l’empire romain au III siècle », Mémoire de
la société nationale des antiquaires de France, T.80, 8° S, T. 10, (1937), p185 et N°4.
4 - Desanges (J), l’Afrique romaine et lybico berbère, Rome et la conquête du monde
Méditerranée, T.II, genèse d’un empire, dir, c, Nicolat, 486- 489 et XIX- XIV, 627- 656,
(paris).
82
إدارة التحصيل الفصل الثالث
)(1
لم نعرف جمعية اسبانيا إال من خالل نص من قانون تيودوز ،أما غالة فقد تركوا
)(2
آثارھم في العديد من النقوش ،البعض يضمنون نقل األنونة على األنھار :مالحة الرون
)(3
) (avariciليقوريا ) (Liguriciواآلخرون ) (Nautae Rhodaniciوعلى الصاون
تجمعوا في جمعية أكثر أھمية يقومون بالنقل البحري مثل مجھزي السفن في أرلس )(Arles
)(4
تأسست على ما يبدو تحت حكم ماركوس أوريليوس وكان لھم والناربون )(Narbonne
نظام يختلف قليال عن قانون القواربية ) (caudicariiوال يبدوا أنه حددت لھم خطوط
) (publica ligraوال منحت لھم أراضي ) ،(fundi dotalesويمكن أن نذكر أيضا ضمن
مجھزي السفن في آسيا في أكويال ) (Aquiléeإيفاز ) (Epheseوأخيرا في بحر
)(5
األدرياتيك.
-IIالجمعيات اإلجبارية:
يمكن أن تعود مؤسستھم إلى عھد اإلمبراطور لوكيوس كومودوس )حكم من 180م192-م(،
الذي بنى لنقل أنونة إفريقيا أسطوال خاصا سمي ''كموديانا ھيروكليا'' (Commodiana
)(6
) Herculeaوزاد أوريليانوس في تعداده.
1 - Cod. Th XIII, 5 ; Ammien (Marcelin), 29. 5, 34.
2- Christol (M.), Fiches (J.L.), « Le Rhône : batellerie et commerce dans l’antiquité », dans
gallia 56, (1999), p.141-155.
3 - Orelli 200, 4077, 4244 ; Jean (Andreau), L’économie du monde romain, édition Ellipses,
(paris 2010), p. 282.
4 - Pigeonneau (A.), Histoire du commerce, t.1, p.33.
5 - Louis (Bounard.), Navigation intérieure de la gaule à l’époque gallo-romaine, N°08, (paris
1913), p.268.
6 - Lamprid, Commode, 17 ; Morel (Jean-paul), « Rome capitale : les productions et le
commerce de César à Commode », dans le Bohec, yan, (dir.), Rome, ville et capitale de césar
à la fin des Antonins, éd du temps, (paris 2001), p. 141-158.
83
إدارة التحصيل الفصل الثالث
تختلف ھذه الجمعية بطابع أساسي عن الجمعيات األخرى لھذه الفترة جمعية متطوعة وحرة
في أصلھا ،مصادق عليھا ومساندتھا ثم تم احتكارھا من الدولة ،فقد كانت منذ البداية عبارة
عن تجنيد إجباري وبالقوة فرضته روما على قرطاجة ،ولم يصلنا من مرسوم كومودوس أي
شيء ،لكن المؤسسات السابقة تمكننا معرفة من أي طبقة من المواطنين تم تجنيد ھذه
الجمعية):(1
-2التجار ومالكو السواحل الذين يدفعون ضريبة اإلحصاء للمجالس )(census curialis
ويملكون بالتالي موارد كافية لضمان خدمة نفس النقل) ،(2نظام مجھزي سفن إفريقيا يذكر في
نفس الوقت نظام مجھزي سفن النيل ولمجھزي قوارب أوستيا لألوائل تشبه طريقة تجنيدھم
المفروض بالقوة ولم يقبلوه طواعية ونوعية األداء ،شكل من الخدمة مفروضة ،ويقتربون
)(3
من الثانية بالتجھيز بالمواد والمزايا التي تقدمھا الدولة ،مھامھم ھي التالية:
(1ضرورة إنشاء ،صيانة وإصالح السفن بأعداد كافية لضمان خدمة األنونة بحمولة
أدناھا عشرة صاعات )مديوم( لكل سفينة.
(2ضرورة تجنيد ،تجھيز وصيانة الطاقم الضروري ،السفر بالتناوب ،القيام بالنقل في
فترات محددة وفي فاصل زمني محدد.
(3رصد دائم ألمالك مجھزي السفن الموجود تحت كفالتھم ،القاعدة التي ستصبح
معممة في ھذا العصر على كل الموظفين المرتبطين بخدمة عمومية .
1 - Megagara (M.), « La navigazione in Egitto nell eta greco-romana », Aegyptus, N°10,
(1930), p.105-109.
2 - D’Arims (J.H.), et Kopff (E.C.), the seaborne commerce of ancient Rome : S. arch. and
his. (Rome 1980).
3 - Delmaire (R), “Cités et fiscalité au bas empire à propos du rôle des curiales dans la levée
des impôts, la fin de la cité antique et le début de la cité médiévale, de la fin du III siècle à
l’avènement de Charlemagne », Actes de colloque de Nanterre, (Bari 1993), pp 59-70.
84
إدارة التحصيل الفصل الثالث
بعد تأسيس القسطنطنية ،عندما حرمت روما من تموينات اإلسكندرية لصالح
منافستھا ،ووجدت نفسھا مقصورة على تموينات إفريقيا ،تنامت أھمية مجھزي سفن إفريقيا
بشكل معتبر ،وكل األباطرة ،قرانيانوس ) (Gratienوھنوريوس ) (Honoriusبالخصوص
)(1
أولوا اھتماما خاصا لجمعيتھم.
بحظوة استثنائية ،وسعت في وقت الحق لكل مجھزي السفن ولھم استثناء ،قام
فراسيانوس بإعفاء مجھزي سفن إفريقيا من ضريبة المساھمة )(custralis collatio
وضريبة الفيكتيكال ) (vectigalالضريبة التي كانت تثقل في ھذه الفترة كل التجار ،لذلك
كان على حاكم المقاطعة أن يسھر على أن ال يجعل مجھزي السفن أشخاص آخرين
)(2
يستفيدون من ھذا اإلعفاء بطرق غير مباشرة.
في الوقت نفسه أذن قراستيانوس لمجھزي سفن إفريقيا بحق استكمال جمعيتھم بالتجنيد بالقوة
المواطنين الذين أفلتوا من األعباء العمومية أو البلدية ،ھذا ما يؤكد على ما يبدو أنه على
رغم كل جھود الجمعية انحطت في فترة مبكرة وبسرعة ،مادامت كانت في حاجة إلى اللجوء
)(3
لنفسھا للعيش.
أخيرا جعل قراستيانوس النقل أقل صعوبة ،بإلغاء النقل في فصل الشتاء ،وحدد فصل
المالحة من كالندا أبريل إلى إيدس أكتوبر ،كل إقالع يجب أن ينتھي في كالندا ھذا الشھر
)(4
نفسه.
انشغل ھنوريوس أوال بإعادة أسطول مجھزي سفن إلى وضعه بعد أن دمر باإلھمال
والقدم) ،(5ثم أكد كل امتيازات القديمة وأحاطھا بحماية خاصة ،ھكذا عند نھاية إحدى ھذه
المؤسسات ،كل حاكم ،كل موظف مدني كان أم عسكري حتى ولو كان من الرتبة العليا.
1 - Vasiliev (A.A.), Histoire de l’empire Byzantin, traduit du russe par : Brodin (p.), 2 vol,
(paris 1932).
2 - Cod. Th. XIII, 5.
3- Cod.th. XIII, 5.
4 - Cod.th, The Navicular, XII, 5 ; C.J. de Nautis. Tiberui, XII, 26.
5 - Cod. Th. XIII, 9 ; Cod Just. XI, 5.
85
إدارة التحصيل الفصل الثالث
مقتنع باحتقارھم أو تعدى عليھم أو سمح بالتعدي عليھم ،يجب أن يخضع ھو نفسه للمجازاة
بالمثل ودون عفو ممكن ،يجب أن يخضع إجبارا ) (munus navicularumھو ،عائلته
وأمالكه زيادة على ذلك كل حاكم يبتز ،يمكن أن يكون محل شكوى مجھز سفينة ،يعاقب
)(1
تعسفا من طرف حاكم المقاطعة.
أخيرا كل تحقيق يخص ضرر بحري يجب الحكم فيه علنا ،بھدف تجنب التواطؤ
)(2
والتوافقات في مدة أقصاھا سنتين.
في الغرب قلنا أن نقل األنونة إلى روما كان يتم بأسطولين عموميين لمجھزي سفن
قرطاجة واإلسكندرية أما أسطول التموين التكميلي ) ،(solatia annonaeفكان تتكفل به
أحيانا جمعيات مجھزي السفن مثلما في صقلية وسردينيا ،وأحيانا لشركات خاصة .أخيرا،
القمح الذي يصل إلى أوستيا ،فكان يصعد إلى روما على بواخر القواربية )،(caudicarii
شيئا فشيئا أصبح لكل مدينة بحرية مجھزي سفنھا الخاصة ،بفضل ھذه اآللية التي تعوض
األعباء باالمتيازات والمزايا ،تمكنت الدولة من تقليص التكاليف إلى الحد األدنى لمصلحة
)(3
من أھم المصالح.
مع ذلك ،ھذا التنظيم كانت له نواقصه ،التي كانت تزداد مع الوقت أعباء مجھزي
السفن ،كانت دائما خاضعة ألھواء األباطرة ال يستأثر األكثر حماسا واألكثر نشاطا ،لكن
حسب صدفة تحويل األموال ،اإلجبار الدائم ال يقع على األشخاص وإنما على األموال،
1 - Duval (P-M), “La forme des navires romains d’après la mosaïque d’Althiburos”, MEFR,
61, p. 119-149.
2 - Romanelli (p), « Le iscrizioni di ostia e del poprto di Roma », Actes du 11ème congrès
epigre, (paris 1953), p.282-290.
3-Pigenneau (A.), « L’annone romaine et le corps des naviculaires », Extrait de la Revue de
l’Afrique française et des A.A.F.A, T. IV, (paris 1888), p.225.
86
إدارة التحصيل الفصل الثالث
وأصبحت بمثابة النظام اإلقطاعي للقرون الوسطى ،ويختلفون في كونھم ال يمكن تركھم وال
التخلي عنھم واألعباء الواقعة عليھم أصبحت مع الوقت من خفيفة ثقيلة إلى ثقيلة ال تحتمل).(1
الطابع العقاري أساسا المرسخ لـ) ،(munus naviculariumكان يؤدي إلى انحطاط
اإلمبراطورية) ،(2وخراب مؤسسة مجھزي السفن ،االنخفاض العام لألراضي في ھذه الفترة
مسھا بطريقة يتعذر إصالحه ،لكن منذ مدة طويلة الثورات المستعمرة التي كانت تقلق
روما ،كانت قد أدت إلى انھيار جمعيات مجھزي السفن) ،(3كادت أن تزول المرة األولى،
أثناء فترة الفوضى العسكرية ،التي أتت بعد األنطونيين والسفيريين أحياھا ديوقليسيانوس،
كادت أن تختفي أثناء الحروب األھلية التي دمرت اإلمبراطورية حتى انتصار
)(4
قسطنطينوس.
1 - Delmaire (R.), « Cités et fiscalités au bas-empire à propos du rôle curiales dans la levée
des impôts, la fin de la cité antique et le début de la cité médiévale, De la fin du III siècle à
l’avènement de charlemagne », Actes de colloque de Nautre, (Bari 1993), 59-77 ; M.
Charles (Lécrivin), « Etudes sur le bas empire », Mélanges de l’école française de Rome,
1890, pp. 253- 283.
2 - Pallasse (M), « La capitation et le problème du bas empire », R.H.D.F.E, (paris 1958).
3 - Duval (P.M), « La forme des navires romains d’après la mosaïque d’Althiburos »,
MEFR, 61, 119-149.
4 - Carrié (J.M), A. Rousselle, L’empire romain en mutation des Sévères à Constantin (192-
337), Rousselle, (paris 1999).
5 - Delmaire (R), Les institutions du bas empire de Constantin à Justinien. I. les institutions
civiles palatines, (paris) ; Delmaire (R), « Largesses sacrées et ses privata laeruim imperial et
son administration du IV au VI siècle », CEFR, Rome, p.121.
87
إدارة التحصيل الفصل الثالث
تم إنشاء مجمعي ) (collègeاإلسكندرية وقرطاجة تعسفا من السلطات اإلمبراطورية
وجند بالقوة من بعض طبقات سكان المقاطعات ،عكس ذلك المجمعات التي تشكلت الحقا
وفق نموذجھم مثل مجمع قواربي التبر ومجھزي سفن المقاطعات ،كانت قد أنشأت من وفاق
متبادل بين األباطرة وأصحاب السفن وكالء نقل األنونة ،قبل األخيرين دوام األعباء،
واألوائل يضمنون دوام االمتيازات التي ترتبط بھا).(1
وجد منذ ذاك نوعان من مجھزي السفن بأصول مختلفة وأعباء متماثلة مفروضة بالقوة على
البعض ومقبولة بحرية عند البعض اآلخر :اختالف نظري ،ألنه لم يكن البعض أحرارا أبدا،
اآلخرون كفوا عن ذلك جمعيات مجھزي السفن مھما كان أصلھا ،وجدت نفسھا تمتلك نفس
)(2
االمتيازات ونفس األعباء.
القوانين العديدة التي تحدثنا عنھا يمكن أن ترتب تحت أربع فئات أساسية تخص:
التوظيف ،االمتيازات ،الواجبات المتعلقة بھم ،االلتزامات المتعلقة بأمالكھم ،وتسمح لنا بذلك
بإعادة إنشاء بشكل عام وكامل بالتقريب ،التنظيم العام لھذه الجمعيات في القرن الرابع.
قوانين قسطنطينوس وخلفائه ،أوصلت ھذه المؤسسات إلى أوجھا ،بينما كانت قوانين ثيودوز
)(3
وھنوريوس تسعى لوقف تدھور االنھيار.
-تشريع الجمعيات المھنية في العصر الكالسيكي
-التجنيد:
يتم تجنيد مجھزي السفن في األصل ضمن األشخاص الذين يتمتعون ببعض األمالك،
وأحيانا حتى ضمن أعضاء المجالس البلدية والشيوخ) ،(4وبعد تنظيم جمعيتھم ،تصبح
1- Waltzing (Jean-Pierre), op-cit, p.85 ; Nicolet (C), Rome et la conquête du Monde
Méditerranéen, I, Les structures de l’Italie, (paris).
2 - Rostovtseff, (M), Histoire économique et sociale du monde romain, éd France ; J.
Andereau, (paris 1988).
3 - Luttwak (A), La grande stratégie de l’empire romain, trad. B.J. pages, (paris) ; Chastagnol
(A), Les préfets de prétoire de Constantin, R.E.A, 70-32-352.
4 - Code.The. XIII, 5.
88
إدارة التحصيل الفصل الثالث
)(1
وراثية ،ويمكن االلتحاق بھا عن طريق طلب االنضمام ) ،(adlectioلكن بسبب األعباء
المتزايدة التي ثقل مجھزي السفن ،أصبحت ھذه الطريقة في التجنيد نادرة شيئا فشيئا ،ولن
تشمل ھذه الجمعيات قريبا غير الورثة ،دون تمييز في السن وال في الجنس ،وال يمكن تفاديھا
بالحيلة وال اإلعفاء ،وال الفرار وال شرف المزايا ،وال الوظائف العمومية في المجالس البلدية
أو حتى رؤساء المجالس الذين يتم تنزيلھم)(2أما بالنسبة للفارين ،فيتم تعقبھم وإحضارھم إلى
)(3
وظائفھم ،مثلما يعاد ربط المحكوم إلى سالسله.
أخيرا األعباء ) (munusال يمس مجھزي السفن في شخصھم فقط وإنما يشمل
أبناءھم ،وھذا مدى الحياة ،ومنذ ميالدھم حتى ال شيء يخفيھم ومن باب االحتياط يمنعون
حتى من ممارسة عملھم خارج منازلھم ،وحتى الزواج لم يكن بالنسبة للمرأة مضطر لألعباء
)(4
) (munusبأمالكھم سببا في تغيير اإلقامة.
1 - Jacques (f), « Le privilège de liberté politique impériale et autonomie municipale dans les
cités de l’occident romain, (161-244) », CERR- 76, (Rome 1984).
2 - Garnsey (P.), et Sallers (R.), et Goodman (M.), « L’Empire romain, économie, société,
culture, annales, (1995), p. 1101-1105.
3 - Code th, X, 20, 1, 10.
4 - Duncan- Jones (R-P), The economy of the Roman Empire, Quantitative studies,
(Cambridge 1982).
89
إدارة التحصيل الفصل الثالث
االمتيازات:
)(1
سابقا للذين تكفلوا بنقل تم اإلبقاء على كل االمتيازات التي منحھا كالوديوس
األنونة أو تجديدھا لصالح مجھزي السفن ،بعض ھذه االمتيازات مادية واألخرى معنوية
شرفية) ،( 2كما قام قسطنطينوس بمنحھم رتبة الفرسان وقام بإعفائھم من كل الضرائب سواء
عامة أو خاصة ،وكل األعباء العمومية بما فيه المجالس البلدية ،كما منحت لھم في وقت
)( 3
الحق بعض التشريفات األخرى.
وفيما يخص سفنھم ال يمكن حجزھا ) ،(angariariلنقل آخر غير األنونة ،ومنح لھم
حتى اإلعفاء من ضريبة العبور ) ( portoriumعلى كل السلع التي تنقلھا على متنھا)،(4
مثلھا مثل القمح العمومي ،كل ھذه المزايا تم تأكيدھا من طرف فالنتيانوس الثاني
)(5
) (Valentinien IIوخلفائه.
كما منحت لمجھزي السفن مزايا مادية أخرى ،بمنحھم امتياز قانوني خاص ،لكل
مجھزي السفن الحق طلب في كل وقت أمالكه الوراثية ،التي انتقلت إلى طرف ثالث ،حتى
لو كان األمر تم بناء على البيع في المزاد العلني من طرف خزينة الدولة ،حتى ولو كان
الطرف الثالث نفسه من مجھزي السفن ،وكان له لتحقيق ذلك االختيار بين عمل )(in rem
أو المتابعة القضائية ) ،(persecut extraordinariaوال يفرض عليه أي تقادم ،الشرط
الوحيد ھو تعويض الطرف الثالث عن الضرر الناتج عن الطرد والتحسينات التي يمكن أن
1 - Dion Cassius, LX, 11.
2 - Van Berchan, Les distributions de blé et d’argent………,p.105.
3 - Durcain – Jones (R.P), Structure and scale in the roman economy, Cambridge, (New
York).
4 - Vigie (M), « Etude sur les impôts indirects des Romains, des douanes dans l’empire
Romain », C.A.E.L, (paris 1886), p.6.
5- B. W. Henderson, Five Roman Emperors, (London 1927), p 212.
90
إدارة التحصيل الفصل الثالث
)(1
يكون قد أدخلھا على الملك ،والمقابل يمكن للطرف الثالث أن يدافع عن نفسه ضد الطرد
)(2
إن التزم شخصيا بالوفاء بما عليه لحصة الممتلكات التي يملكونھا.
أخيرا أمالك مجھز السفن الذي توفى بدون أطفال أو وصية ،تعود للجمعيات عوض أن
)(3
تذھب لخزينة الدولة.
-إجراءات الحماية:
لم تكن شخصية مجھزو السفن أقل حماية من ممتلكاتھم ،فكان على حكام المقاطعات،
محصلو الضرائب الضباط المكلفون بالحراسة في الموانئ والسواحل ،كان عليھم احترام
امتيازات مجھزو السفن واالبتعاد عن أية مضايقة جسدية أو غيرھا ،مخالفتھم لھذا الواجب
يعاقب عليه بشكل مثالي مستحق حتى اإلعدام ،خفف قسطانس ھذه العقوبة إلى دفع عشر
)(4
) (10ليرات ذھبية ،لكن خلفاءه أعادوھا ،وأضافوا لھا مصادرة كل أمالك المذنب.
-واجبات مجھزو السفن:
قبل كل شيء على مجھزي السفن أن يتكفلوا بكل نفقات بناء وصيانة سفنھم ،وعندما تصبح
موارد البحارة غير كافية لمواجھة ھذه النفقات في ھذه الحالة يتحملھا دافعوا الضرائب
الرئيسيين في المقاطعة ،وفي بعض المقاطعات حتى الخشب الذي كان ضروريا لھم
)(5
) (publica lignaكان يقدم لھم مجانا ،حتى عن طريق المصادرة.
في الصف الثاني رحالت مجھزو السفن يجب أن تتم في أوقات مختلفة وفقا للمسافات األبعد
خالل سنتين ،وكل تأخير غير مبرر ،كل خسارة ناتجة عن وضعية سفنھم ،تقع تحت
1 - Code Th. XIII, 6.
2 - Chastagnal (A), « Le sénateur volusien et la conversion d’une famille de l’aristocratie
roamine au bas-empire », RER, 241-253.
3 - André (Piganiol), « La fiscalité du Bas-Empire », Journal des savants, (1946), p. 128-
139.
4 - R. Meiggs, Roman, Ostia, (1960).
5 Code th. XIII, 5 ; De Matino (F), La storia Economica di Roma antia, Florence, (1979).
91
إدارة التحصيل الفصل الثالث
مسؤوليتھم ،ولتوزيع األعباء أيضا من كل أعضاء الجمعية ،يضع والي البريتوار مناوبة
)(1
يحدد لكل واحد فترة ومدة رحالته.
يقوم مجھز السفن قبل كل إقالع بتصريح بالكميات والنوعية التي كانت على متن سفنه،
بحضور وتحت مراقبة حاكم مكان اإلرسال ،وكان على والي األنونة عند اإلنزال التأكد أنه
لم يحدث أي تغيير في الطريق سواء في الكمية أو نوعية القمح باستثناء نقص خفيف
) (epimetronالمسموح به كحثالة ) ،(déchetإن كان تجاوز الحد ،فالبحار مسؤول على
كل ممتلكاته .بعد إفراغ السفن ،كان على البحار يعيدھا فارغة إلى ميناء اإلقالع ،وتجنب كل
)(2
تأخير يكون ناتجا عن حمولة في طريق العودة.
ھناك مع ذلك حالة القوة القاھرة التي ال يعود فيھا عدم تسليم القمح الذي كان على حسابه،
وھو حالة الغرق سواء الكامل أو الجزئي للحمولة ،فالخسارة كانت توضع على نفقة الدولة
على أن يقدم دليل الغرق.
في حالة النكبة ،على مجھز السفن أن يتقدم لحضرة حاكم المقاطعة المختص للمعاينة*،
)(3
والحصول على قرار التعويض.
1-Pavis d’exurac (H), « La préfecture de l’annone, service administratif impérial d’Auguste à
Constantin », BEFAR, 226 (Rome).
2 -Code th. XIII, 5 ; Cébellac- Gervasoni (M), « Ostie et le blé au II siècle ap- J.C, le
ravitaillement en blé de Rome », A.coll de Na (14-26, février 1991), Rome, p47-59.
)*( -من ھو ھذا الحاكم المختص .البعض يرى حاكم المقاطعة األقرب من مكان الغرق ،بينما يرى آخرون ھو حاكم
المقاطعة حيث يوجد ميناء استقبال الحمولة ،أما قرار التعويض ،فكان من اختصاص والي البريتوار بناء على رأي حاكم
المقاطعة.
3 - Code th. XIII, 5
92
إدارة التحصيل الفصل الثالث
كان يجب أن يتم تصريحه في مدة معينة ،سنة واحدة بالنسبة للحموالت الموجھة إلى روما
)(2 )(1
(Portus أو إلى موانئ تموين الجيش وسنتين بالنسبة للموجھة إلى القسطنطنية
)( 3
) .expeditionatesتجاوز ھذه المدة ،يتحمل مجھز السفن كامل الخسائر.
لكن إثبات ومعاينة الغرق ،كان يتطلب إجراءات ال حدود لھا وتحقيقات طويلة وصعبة،
وللوصول إلى الحقيقة أمر فالنتيانوس بتعريض طاقم السفينة للتعذيب ،بينما اكتفى قراتيانوس
باثنين أو ثالثة فقط ،مع تفضيل الربان ،إذا ھلك كل الطاقم ،يحاكم أولياء وأبناء البحار،
)(4
ويعتبر الغرق مؤكد ،إذ م ّرت خمس سنوات دون أن يتلقى األبناء أخبار والدھم.
-نظام الملكيات:
تخضع أمالك كل مجھز السفن إلى نظام خاص ،فقد خصصت لوظائفھم ،وظلت كذلك رغم
كل أنواع نقل الملكية أو الھبة التي يتم االتفاق عليھا ،ال شيء يمكنھم اإلعفاء منھا ،فقد
برھنت على عبودية خاصة ،وھي المساھمة في واجبات البحارة (munus
)(5
) naviculariumوھذا اإلجبار كان مرتبط في الواقع بموضوع الملكية.
ھي بال شك حصة نسبية لعائدات األمالك المكتسبة ،فالحصة محددة إما من طرف
رؤساء الجمعية أو من طرف والي األنونة ،فال نملك حول ھذه المسألة غير المادة السابعة
)(7 )(6
المتعلقة بطريقة إشتراك دور )جمعيات( ومدونة يوستينيانوس من مدونة ثيودوز
البحارة في روما.
1 - Daremberg, (annona) ; warmington, op-cit, p.59.
2 - De Ruyt (C ), Macellum, Marché alimentaire des Romains, Lonvain- La Nenve, (1983).
3 - Code th. XIII, 9 ; code J. XI, 5.
4 - Abbot (F), A. Johnson, Municipal administration in the Roman Empire, princeton, (1926).
5 - Thibault (Fabien), « Les impôts directs sous le bas empire romain », R.G.D.E, t.23, (paris
1899) ; Santa Maria Scrinari (V), « Les nouvelles fouilles du port de Rome », in Archéologie
et histoire, (1983), pp. 46-48.
6 - Code th. XIII, 6.
7 - Code J. XI, 2.
93
إدارة التحصيل الفصل الثالث
ھكذا إلى جانب البحارة العاملين المكلفين مباشرة بضمان نقل التموين )األنونة(،
والملزمين القيام بوظائفھم من أب البن بفعل الوراثة) ،(1كانت توجد في ھذه الفترة طبقة من
المواطنين مجبرين على تقديم لھم إعانة مالية سنوية بسبب األمالك التي بحوزتھم ،ال شيء
يعفيھم من ھذه المساھمة المالية غير تخليھم عن ھذه األمالك وحتى العائلة اإلمبراطورية
)(2
غير معفية من ذلك.
مع ذلك يجب عدم الخلط بين ھذين النوعين من مساعدي مصلحة األنونة ،فھناك
فروقات عميقة تفصلھم ،بينما نجد ال شيء يخلص األوائل من التزاماتھم ،كان بإمكان
األخيرين التخلص من ذلك بالتخلي عن أمالكھم التي كانت سببا في ذلك والتي تعود عندئذ
)( 3
وفي المرتبة الثانية تجاه الدولة ،مجھزو السفن كانوا ملزمين لجمعيات مجھزي السفن.
بأداء التزاماتھم ال فقط على أمالكھم التي ورثوھا ،لكن أيضا كل األمالك التي تمكنوا
الحصول عليھا بالشراء أنفسھم ،وھم بذلك مثقلين بشكل من الرھن العام تجاه التموين
)األنونة( ،عكس اآلخرين المجبرين الملزمون فقط باألمالك ،التي حصلوا عليھا من مجھز
السفن ) (4) (Portio quae ab initio navicularia fuitوال على األمالك الشخصية.
القوانين التي قمنا بعرضھا ،لم توضع دون العديد من التقلبات ،الدليل في العديد من
اإلجراءات المتناقضة من قوانين ثيودوز ،فالعديد من مجھزي السفن ،يفضلون البؤس على
عبء وظيفتھم ،جعلھم يتخلون على أمالكھم للغير الذين أمر قسطنطينوس بوضوعھم بالقوة
في مكان المتخلين ،بينما اتخذ فالنتيانوس )إمبراطور (375-364قرارا مخالفا ،وأمر بأن
تعود كل األمالك إلى الجمعيات.
1 - C.th. XIV, 7, 1, 2, de collegatis ; C.J, XI, 17, 7, 1, de collegial.
2 - Code th. XIII, 6 ; Code J. XI, 2 ; Chastagnol (A), « Le sénateur Voulusien et la conversion
d’une famille de l’aristocratie romaine en bas Empire », REA, 241-253.
3 - Jean pierre (Waltzing), Etude dur les corporations professionnelles chez les Romains
depuis les origines jusqu’à la chute de l’empire d’occident, éditeur C. Peeters, université de
Harvard, (1896).
-4نفسه.
94
إدارة التحصيل الفصل الثالث
وفي وقت الحق سمح لوضعي اليد بالحفاظ عليھا شريطة دفع تكاليف الرھن ،مقدرا أنه
)(1
يعاكس النظم القانونية منع المعامالت التجارية على األمالك مھما كانت طبيعتھا.
كل اإلجراءات ،رغم صرامتھا وتعددھا ،لم تؤد على ما يبدو إلى فعالية ،تھاون
قابلية الموظفين للرشوة ،الحروب األھلية المعتادة ،غزوات البرابرة ،جلبوا لمصلحة األنونة
)(2
شيئا فشيئا االضطراب الكامل.
التموين بشكل غير كافي ،غير منظم يوما بعد يوم ،العاصمة كانت مھددة باستمرار
بالمجاعة ،العديد من المرات ،والة روما خاصة ''سيماك'' ) (Symmaqueكانوا يتوسلون
المساعدة من أباطرة الشرق ،األخيرون يبعثون حتى التبر سفن اإلسكندرية .عند نھاية حكم
تيودوز سنة ،(3)397كانت ثورة جيلدون في إفريقيا 4قد نزعت كل الموارد لروما ،وجعلھا
تشاريف الموت ،حتى تم طرد العبيد واألجانب ،ضخامة الخطر ،دفع إلى اتخاذ بعض
)(5
اإلجراءات وأدت إلى عالج الداء وذلك بفضل إصالحات تيودوز وخليفته ھنوريوس.
-إصالحات ثيودوز:
-
التجنيد:
أمام نقص في أعضاء جمعيات مجھزي السفن ،أمر االمبراطور ثيودوس )-379
395م( بإدخال بالقوة كل من يمكن العثور عليھم ،حتى أخذ لھذه المصلحة األشخاص وأمالك
أعضاء المجالي البلدية ) ،(curialeأن تعفى من أعباء مجھزي السفن ،أصبح مزية تمنح
حصريا لبعض األعوان المرؤوسين ) (sublaternesفي المصالح االمبراطورية ،فقط ھذا
1 - Pavis d’Exurac (H), « La préfecture de l’annone, service administratif impérial d’Auguste
à Constantin », BEFAR, 266, Rome.
2-De ligt (L), Fairs and Markets in the Roman Empire, Economic and social of periodic trade
in a pre-industrial society, Amsterdam.
3- ,« Ostie, port de Rome », H. arché, Les dossiers, N°71, (mars 1983).
4 - Ammien Morcellin, XXIX, 5 .
5 - Bénabou (M), La résistance africaine à la romanisation, (paris 1976), p.214-227.
95
إدارة التحصيل الفصل الثالث
الشرط يعفى من ) ،(munus naviculariumال بميالدھم وال بأمالكھم ،في كل مقاطعة
يكلف أصحاب الشرف ) (honoratiبإحصاء سنوي لمجھزي السفن وإمكانية تعويضھم
)1
وإعادة للجمعيات الذين حاول الخروج منھا ،وكانت قراراتھم خاضعة لموافقة اإلمبراطور.
(
المزايا:
*
تم تأكيد على امتيازات مجھزي السفن ،وت ّم حصر اإلعفاء من ضريبة البورتوريوم
)(2
) (portoriumعلى السلع التي تعود لمجھزي السفن الذين يقومون بالنقل.
الواجبات:
على كل البحارين القيام مستقبال برحالتھم في سنتين ذھابا وإيابا ،أن يحملوا في نفس
المدة الزمنية حمولتھم ،لحكام المقاطعة ،وفي حاالت التأخر يتحملون كل أخطار الغرق
)(3
حصريا.
كانت الدولة تتحمل خسائر معتادة بسبب الغرق فأصدر اإلمبراطور ثيودوز قرارا أنه في
حالة عدم بقاء أي شاھد على الحادث ،فخسارة السفينة يتحملھا وكيل التوزيع (prosecutor
) frumentiللمقاطعة األصلية للسفينة الضائعة ،ألنه ھو المسؤول عن عدم اختيار قادة
)( 4
أكفاء.
1 - Abott (F), A. Johnson, Municipal administration in the Roman Empire, princeton, (1926).
* -تستعمل الرسوم البرية التي تدفع عن البضائع التي تعبر الحدود الداخلية بين المقاطعات دخوال وخروجا ،ومنه قسم
الرومان ضريبة العبور إلى قسمين :ضريبة عند الموانئ خاصة بالبضائع المصدرة نحو الدول المجاورة وقد سمين بضريبة
الرسوم البحرية (porotorium maritimum) :وضريبة الرسوم الداخلية البرية ) (porotorium trestreأنظر:
-دليلة )بورني( :تطور النظام الضريبي الروماني في شمال إفريقيا رسالة لنيل شھادة الماجستير ،كلية العلوم اإلنسانية،
جامعة الجزائر ،(2001-2000) ،2ص.54-53
-2أنظر ما سبق.
3 - Testaguzz (O.), « The port of Rome », in Archeology, 17, (1964), pp. 173-170.
4 - Le pelley (C ), « Témoignages épigraphiques sur le contrôle des finances municipales par
les gouvernements à partir du règne de Dioclétien, Capito, p. 235-247.
96
إدارة التحصيل الفصل الثالث
-اصالحات ھنوريوس )امبراطور 423-395م(.
بعد نھب روما من طرف أالريك) ،(1حاول ھنوريوس إعادة تنظيم للمرة األخيرة،
وسط خراب المؤسسات ومختلف مصالح األنونة ،أكد كل االمتيازات الممنوحة إلى البحارة
سواء بقوانين إمبراطورية أو مراسيم والي البريتوار ،مع االحتفاظ بحق التعديل الحقا ،فقد
حرص خصوصا على حماية جمعياتھم ضد ابتزازات الضباط التابعين ''الحجاب''
) (apparitorsالموضوعين تحت أوامر حكام المقاطعات ،كل ابتزاز كان يعاقب بأربعة
)(2
أضعاف الناجم عن الغرامة تودع في خزينة مجھزي السفن.
وفي المقابل كل اإلعفاءات التي حصل عليھا البعض ،ألغيت ومجھزو السفن
القدامى يعودون إلى الجمعية ھم وعائالتھم.
نطام الملكية:
تبقى األحوال المتعلقة بالوظيفة ) (munumملزمة مھما كانت صفة اكتسابھا ،يمنع
التخلي عنھا واالحتفاظ لنفسه بااللتزام بالوظيفة ) (munumالتي تثقله ،ألنه في تكرار ذلك
إفقار ،ويصبح أقل قابلية لتحمل تكاليف الوظيفة .حتى خزينة الدولة لم تكن لھا سلطة بيع
)( 3
أمالك البحارة باقتطاعھا من تكاليفھم.
ولسبب مماثل يمنع ترك ھذه األموال لألكثر فقرا منه .في الحاالت المماثلة البيع ال
يحرر البائع من التزاماته تجاه الجمعية ،ويبقى ملزم مع المشتري ،ھذه التعليمات ،واألخيرة
بالخصوص ،كانت ذات صرامة شديدة ،ليأتي قانون آخر لھونوريوس ليخفف منھا ،وذلك
بالتقادم المبرئ بخمسين سنة لألمالك واألشخاص المرتبطين بوظيفة البحارين (munus
1 - Lot (F), op.cit ; p
2- Pavis d’Exurac (H), « La préfecture de l’annone, service administratif impérial d’Auguste à
Constantin », BEFAR, 266, Rome, p.360-362.
3- Delmaine (R.), « Largesses sacrées et resprivata Laeraruim imperial et son administration
du IV au VI siècle », C.E.F.R, Rome, 121.
97
إدارة التحصيل الفصل الثالث
) ،naviculariumھذه المدة ذاتھا ت ّم تخفيضھا إلى عشرين سنة ،عندما يكون البيع عبر
)(1
العدالة.
واجبات البحارة:
تمثلت بالخصوص في تفادي كل تأخر في وصول شحنات التموين إلى روما وتم
اتخاذ العديد من اإلجراءات من طرف ھنوريوس في ھذا اإلطار ،ھكذا منع على البحارة
التوقف للمضاربة على قموحھم ،كبيعھا بأسعار مرتفعة في بعض البلدان لشراء أخرى في
مكان آخر بأسعار منخفضة ،وحتى يمنعھم من ذلك ،ألزمھم في كل رحلة بسحب حمولتھم في
نفس سنة اإلقالع ،قبل أن تمنح لھم سنة ثانية مثلما حدث مع ثيودوز لحملھا إلى حاكم
)(2
مقاطعتھم.
وفي الدرجة الثانية أمرھم بإرسال الثلث األول من المحصول السنوي إلى روما مع
بداية فصل المالحة ،أما باقي القافلة ،إذا احتجزت ألي سبب كان على الساحل يمنع منعا باتا
)(3
التصرف فيھا أو تغيير مسارھا ونقلھا إلى مكان آخر غير روما.
أخيرا يجبر البحارة على القيام برحالتھم حتى خارج الموسم االعتيادي ،دون األخذ
بعين االعتبار فصل الشتاء ،فيخرجون كلما كانت الرياح مواتية ،يمكن حجز أمالك حكام
)(4
المقاطعات أو ضباط الموانئ الذين يسمحون بإقامة السفن في مياھھم.
1- Delmaine (R), op.cit ; p ; M. Charles (Lécrivain), « Etudes sur le bas-empire », Mélanges
de l’école française de Rome, (1890), pp 253-283.
2 - Pavolini (C.), « L’dedilizai commerciale a l’edilizai nel contesto di ostia cardoantica », in
societe e impero tardoantico urbano, (éd . A. Giardina), Roma- Bari, (1986), p. 239-283, p
214, N° 14 .
3- Becati Giovanni, Scari di ostia, IVI mosaici ei pavimenti, marmorei, (Rome 1961).
4- Anselmino, Lualla et alli, « Ostia terme del Nuotatore », in le merci, gli insediamenti,
(1986), pp.202-218.
98
إدارة التحصيل الفصل الثالث
الغش:
كان ھناك قانونين أخيرين لھنوريوس ،كان ھدفھا ھو قمع كل أنواع التحايل التي ترتكب
سواء من طرف إدارة والة المدينة أو والة األنونة ،أو من طرف البحارة أنفسھم ،فكل نقص
يتجاوز الكميات التي منحت لھم على شكل فضالت يستدعي إجراء تحقيق ،يقوم به والي
المدينة ،بحضور والي األنونة وثالثة مشاھير ) ،(illustresفي الخمسة أيام الموالية لوصول
السفن إلى ميناء أوستيا) ،(1وفي حالة انقضاء ھذه المدة ،قبل أن يرفع الوالة القضية ،فھم
معرضون لدفع غرامة قدرھا خمس ليرات ذھبية بالنسبة لوالي المدينة وليرتين بالنسبة لوالي
األنونة ،وفي حالة الغش معترف به من البحار ) ،(naviculaireيؤخذ األخير تحت حراسة
مشددة إلى حاكم المقاطعة أو والي األنونة لقرطاجة ،إن كان أصيل إفريقيا ،ويحكم عليه
بتعويض الدولة كامل قيمة النقص ،وھذا دون تطبيق عقوبات أشد إن كان ثمة تدليس من
)(2
طرفه.
أخيرا كل موظف أو حاجب مكلف بتوجيه حمولة التموين إلى روما ،وأخذ كمية
مھما كانت لصالحه ،معرض لعقوبة جزائية خاضعة إلرادة الحاكم ،أما فيما يخص بائعي
ومشتري القمح المسروق ،فإنھم فإن كانوا من األشراف ) (honestioresيعاقبون بنفيھم
ومصادرة ممتلكاتھم ،أما إذا كانوا من العامة الوضاع ،فيكون الحكم باإلعدام .وإن كان
)(3
الجاني بحارا ،فإنه يحكم عليه بالنفي.
1 - Floriani Squarciapino (M), « La synagogue d’ostie », in archéologie et histoire, (1883), p.
80- 81.
2 - Jean paul (Rey- Coquais), « Sur l’inscription des naviculaires d’Arles Beyrouth », S.
Arché, Art et hist(1993), pp. 69-80.
3- Delmaire (R.), « Cités et fiscalité au bas-empire, à propos du rôle des curiales dans la levée
des impôts, la fin de la cité antique et le début de la cité médiévale, de la fin du III siècle à
l’avènement de Charlemagne », A.de coll .de Nan, (Bari 1993), pp. 59-70.
99
إدارة التحصيل الفصل الثالث
حتى يتم تخفيض عدد الرحالت ،كان على سفن الجمعية أن تكون لھا حمولة قانونية،
وكان يمنع عليھم بناء سفن ذات حمولة أقل ،تحت طائل الحجز نفس العقوبة تطبق على الذين
)(1
يحاولون سحب سفنھم من الخدمة العمومية لألنونة ،عندما تكون مدعوة لھذا الغرض.
أما فيما يخص التحقيقات المتعلقة بالغرق ،فقد سلمت لوالي األنونة بالشراكة مع وكيل
المدينة ) ،(vicarius urbisھذه اإلشارة الوحيدة لھذا األخير في ھذا المجال ويبدوا أن
اختصاصه لم يكن لمدة طويلة في المادة 38من قانون ثيودوز ) (5 ،XIIالذي صدر بعد
)(3
ذلك بقليل ،نجد والي المدينة في محله.
رغم المجھودات المتكررة لھنوريوس ،مصلحة نقل األنونة ،بعد أعاد بناءھا للمرة
األخيرة ،ال تتأخر في االلتحاق بخراب مؤسسات اإلمبراطورية التي انھارت كلھا في وقت
واحد شيئا فشيئا استولى الوندال على صقلية وسردينيا وإفريقيا) ،(4وحرمت روما من كل
مواردھا وراء البحار واقتصرت على طلب مساعدات الملوك القوطيين ،وكرم ملوك الشرق
)(5
الذين يتصدقون عليھا ببعض المؤن.
1- Pigenneau, « l’annone romain », R.E.F. (1886), pp 221-224.
2 - Bouchard, « Origines de la Justinien ecclésiastique et son développement en France »,
N.R.H. de dr. F et étra, (1885).
3 - Cod.th, XII, 5.
; 4 - Moderan (Y), « Les Vandales et la chute de Carthage », mémoire (2002) », p.97-132
Moderan (y), « l’établissement territorial des Vandales », Autard, (Rome 2003), 314.
5 - Cracco Ruggini, Lellia, « Le associazioni professional mel mondo romano-bizantino » , in
settimane di studio del centro italiano di studi sull alto medioevo, 18. I, (1970) ; Durliat
(Jean), op.cit ; p.
100
إدارة التحصيل الفصل الثالث
أما بحارة إفريقيا ،فھم غير واردون إذ نجد آخر إشارة لبحارة التبر تحت حكم
)(1
أما بحارة المقاطعات األخرى ،فيبدوا أنھم استمروا مع الجمعيات فالنسيانوس الثالث
العمومية حتى سقوط اإلمبراطورية الغربية ،وھو ما يبدو على األقل من قانونين لفالنسيانوس
)(2
الثالث سنة 445م ومن قانون االمبراطور سيفيروس سنة 465م.
وأخيرا قام الملك ثيودوريك نفسه بتكفل والحفاظ في روما بالموظفين اإلداريين لألنونة:
والي البريتوار مكلف بالمشتريات والنقل ،والى األنونة مكلف بالتوزيع المجاني ومراقبة
التموين ،الوزن ونوعية الخبز ،لكن ال نجد أية إشارة لجمعيات مجھزي السفن السابقة ،فقد
زالت بأشخاصھا وممتلكاتھا وسط ھذه االضطرابات وعوضت سفنھم من طرف
) (Dromonsللملك البارباري ،سفن خفيفة ،تستخدم بال تمييز للتجارة والحرب التي تذھب
)( 3
لتحصيل الضرائب في المقاطعات.
1 - Mastina (A), Economie e societa mel Nord Africa et in sadegna in eta imperial : continuit
a et transformazioni, intrduzione, l’Africa Romana, 8, 35-48.
2 - Polnaque (J.R), Le bas empire (collection que sais-je ?), (1995), p32.
3 - Dich (P), « Grandes invasions et empires », Larousse, (paris 1968) ; P. Courcelle, Histoire
; )littéraire des grandes invasions germaniques, 3 éd, études Augustiniennes, (paris 1964
Cantareni , Fromentaria romania largetions, Milano, 1609 ; Fr. Roces, de annonae praefecti
Instituto juridictione et facultatibus, Napls, (1665), Summa tractatum : I de Annonae
administratione, Bologne, 1685.
101
الفصل الرابع :إدارة التخزين والتوزيع ومراقبة الغش ومكمالت التموين
-Iالموظفون
-IIالجمعيات المھنية
(1الوزانون العموميون
(2العمال اليدويون
-Iالموظفون
-IIالجمعيات المھنية
(1جمعية الخبازون
(2جمعية الحمالون
-Iالمراقبة والمحاسبة
-IIالغش والعقوبات
-1اللحم
-2الزيت
-3الخمر
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
كان والي األنونة كما سبق وقلنا) ، (1مكلف في المرتبة الثانية بتخزين وحفظ التموينات
الموجھة له في المخازن العمومية في روما) .(2كان يساعده في ھذه المھمة:
في روما :مديرو المخازن(cratuores horreorum) .
وفي المقاطعات :مندوب(proepositi) .
وفي أوستيا :حامي مخازن الميناء(patronus horreorum portuensium) .
نحاول أن نقدم بعض التفاصيل على مھام كل واحد منھم بالنسبة لوكالء المخازن
) ،(curatores horreorumلم نعرفھم إال من خالل النقوش) ،(3كما يشار إليه في بعض
)(4
(procuratores Augusti a األحيان تحت تسمية ''وكالء أغسطس لتوزيع الحنطة''
).frumento
ھكذا ال نعرف إال شيئا واحدا ،أن كل واحد منھم له إدارة مخزن أو عدة مخازن في
روما ،ومثلھم ومثل كل موظفي األنونة ،كانوا يعينون من طرف اإلمبراطور دون أن تكون
لوظيفتھم مدة محددة ،لكن إن كانت تنقصنا تفاصيل عنھم ،فإننا على األقل نعرف شيئا عن
الطاقم الذي وضع تحت أوامرھم ،وكان يتشكل من :الخزانين أو المندوبين (horrari ou
المكلف البعض بالنقل واآلخرون بالوزن ،جمعوا في وقت مبكر في جمعيات خاصة ،تحدثت
)( 2
عنھا مدونة قوانين ثيودوز ويوستينيانوس تحت تسمية واحدة مقاولوا أو مسٮؤولي المخزن
)(susceptores et proepositi horreorum
في الواقع ھذين الصنفين من الموظفين ينتقون ويعينون بنفس الطريقة ،وكانت
خاضعة لنفس التنظيم فيما يخص مدة عملھم والتصفية السنوية لحساباتھم،مع ذلك خالفا
لمقاولي ) (susceptoresومسؤولو المخازن ،ال يمكن أن يختار ضمن حجاب والي
)(3
البريتوار ،فكان بإمكانھم باالختالس بسھولة وإخفائھا عن كل مراقبة.
لنذكر أھم القواعد األساسية التي تنظم وظيفتھم:
على حراس المخازن تسليم وصل في الحال لكل إيداع للحبوب يتكلفون به.
عليھم تحريك القمح الذي عھد به إليھم ،على الدوام تفاديا لتعفنه ،وعدم السماح
بخروج أي شيء من مخازنھم قبل أن يدخل كامل تموين السنة ،واستھالك التموينات
القديمة أوال قبل الشروع في الجديدة ،وتقديم لالستھالك العمومي القمح الفاسد ،بخلطه
بحنكة باآلخر ،حتى تتجنب خزينة الدولة الخسائر ،وكان يختار حارسا وكياال بعناية
)(4
خاصة لھذه المھمة األخيرة تحت مراقبة والي األنونة ووالي المدينة.
1 - Edward (Gibon), L’histoire de la décadence et la chute de l’empire romain, ch. XX, T. 07,
Edition 1828, p493.
2 - Cod ; th, I, 16, 4, de officiorectoris provincia.
3 - Romanelli (p.), « Le iscrizioni de ostia et del porto di Roma », Actes du 11ème congrès
Epigr, (paris 1953) , p. 282.
4 - Gustave (Humebert), Finance et la comptabilité publique,………….. p. 105.
104
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
أخيرا لتفادي كل خطأ وكل غش ،يجب أن يكون سجل إدخال وإخراج القمح مھيأ على
الدوام ،يراقب من طرف مسؤولي المخزن ) (proepositiبمساعدة المقاول
) (susceptoresبحضور وكيل ) (vicaireروما ووالي األنونة ،ويمنح ألصحاب السجالت
)(2
الدقيقة ،مزية البقاء خمس سنوات متوالية في الوظيفة.
يوجد مسؤولوا مخازن على رأس المخازن العمومية موزعة في المقاطعات ،كانت لھم
نفس الوظيفة ،ويخضعون لنفس القوانين ،ضمن المخازن التي أوكلت لھم ،البعض موجھة
لروما في انتظار الفصل الصالح للمالحة ،والبعض اآلخر موجودة عادة قرب الحدود
)(3
ومخصصة لتموين الجيوش.
ھؤالء المسؤولون ) (proepositiالخاضعون ألوامر والي األنونة ،وضعوا تحت
المراقبة المباشرة لحكام المقاطعات ،الذين كان عليھم تفتيش مخازنھم مرارا ،لكن كان
ممنوعا عليھم وھذا تحت طائل العقوبة ،المساس بالتموينات التي تحتويھا ،حتى عند
الضرورة القصوى لتكفل بإحتياجات أخرى ،فيجب عليھم عندئذ الحصول على ترخيص
)(4
مسبق من اإلمبراطور
1 - Pavis d’exurac (H), “la préfecture de l’annone, service administrif impérial d’Auguste à
Constantin », BEFAR, 226, (Rome).
2 - Oehler (J), « Annona », paulys Realeneyclopidire der classichen Altertums
wissenschaft, (1894), T.L , col. 2136-2320.
3 - Cebeillac- ger Vasoni (M), « Ostie et le blé au II siècle ap. J-C, le ravitaillement en blé de
Rome », Actes de colloque de Naples (14-26), février 1991, Rome, pp 47-59.
4 - Berchen (D.Van), « L’annone militaire dans l’Empire romain au III siècle », mémoire de
la société nationale des antiquités de France, N°08, T. LXXX, (paris 1937), p. 117-202.
105
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
-1كان مياء بوزول ) (pouzzolesقبل إنشاء ميناء أوستيا النقطة الوحيدة على الساحل التي حيث يمكن لحموالت التموين
النزول ،ومن بوزول ،كان ينقل القمح عبر البر إلى أوستيا من حيث ينقل القمح بواسطة القوارب ) (caudicariiعبر التبر.
كانت مخازن بوزول من إنشاء الخواص الذين يجنون أرباحا معتبرة من كراءھا للدولة.
2- R (Meiggs), Roman, Ostia, (1960), p.33 ; Russel (Meiggs.), Roman Ostia, second edition,
Oford, At the glarendon press, (1973).
3 - Cebeilla- Gervasoni (M), « L’élite politique d’ostie de la République à Néron, In : les
élites municipales de l’Italie péninsulaire des grecques à Néron », Ac.de la T.R de Cler.Fer.,
(28-30 novembre), (Naples 1991), p
4 - Marquardt (J), Organisation financière……….....................................................,p. 142.
106
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
عند نھاية مھامه ،إن أھم وظيفته بنزاھة ،له الحق في الترقية إلى كونت من الدرجة
الثالثة ،وفي حالة المخالفة ،فإنه يفقد كل أمالكه ،ويعاقب بوظيفة في أسوأ مكاتب الخبازين
)( 1
).(pistina
ھذا الموظف الموضوع تحت أوامر والي األنونة ،كان تحت تصرفه ھو اآلخر الكثير
من الجمعيات الھامة معينة لمصلحة األنونة ھي جمعيات (2):العمال اليدويون أو المكلفون
باألكياس ) (saccariiوعرفنا حتى أنه انتخب من اآلخرين ،سبق وتكلمنا عن القواربية
)(3
) ، (caudicariiلنقول بعض الكلمات حول :الوزانون ).(mensores
-IIالجمعيات المھنية:
الوزانون العموميون :
كانت وظيفة جمعيتعم أن تزن سواء أثناء اإلقالع أو إرساء أسطول مجھزي السفن سواء
عند مدخل أو عند مخرج المخازن العمومية ،كميات القمح المنقولة لمصلحة األنونة ،وقد
أشير لھذه الجمعية ألول مرة في عھد ماركوس أوريليوس )180-161م( وكومودوس
)ماركوس أوريليوس كمودوس( )إمبراطور (192-180الذي أعفاھم من كل وصاية أو
)(4
والية ،يبدو أنه مؤسس الجمعية.
أما بالنسبة لوزاني ميناء أوستيا ) ،(mensores portuensesفكانت جمعيتھم على
عالقة دائمة مع قواربي ) (caudicairesالتبر ،فكان التفاھم وحسن النية بين الطرفين كان
)(5
نادرا ،الوزانون يغشون في الكمية والقواربية في نوعية القمح المنقولة من طرفھم.
ھكذا تصور ھنوريوس )423-395م( كما رأينا سابقا أن ينتخب من الجمعيتين حماة
)(1
) (patronesخماسين مھمتھم تدارك وردع ھذا الغش المتبادل.
ومثل كل الجمعيات األخرى الموجھة لنفس المصلحة جمعية الوزانين كانت موضوعة
تحت األوامر المباشرة لوالي األنونة ،وبحظوة خاصة ھؤالء الحماة الثالثة األقدم مثل جمعية
)(2
القواربية ،أخرجت من سلطته القضائية ،ووضعت مباشرة تحت سلطة والي المدينة.
ووزانو روما ،كانوا يسمون باسم الوزانو باآلالت ).(mensores machinarii
العمال اليدويون :
العمال اليدويون لميناء روما ) :(scarii portus Romaeخدمة تفريغ األنونة في
أوستيا ،كانت قد أسندت لجمعية العمال اليدويين ) (sccarriمقابل التزاماتھم ،كان لھم
احتكار كل تفريغ في الميناء .والسعر كان قد يوضع من طرف والي األنونة ،وكان ممنوع
على الخواص استخدام الحمالين في إنزال سلعھم ،وحتى لو كانوا عبيدا لھم ،واإلخالل بذلك
يعرضھم لغرامة قدرھا خمس قيمة السلعة ،وبالمقابل كل عامل يدوي ) (sacarriusيثبت
عليه تحويل سلعة ،كان يعاقب بشدة أكبر من سارق عادي ،بحيث يتم جلده ،أو ينفى أو يحكم
)(3
عليه باألشغال العمومية تبعا لخطورة الحدث.
ثانيا :إدارة التوزيع .
-Iالموظفون:
كان تحت أوامر والي األنونة للتوزيع المجاني لألنونة ،مساعدون كانوا يعرفون في
البداية باسم الرباعي ) (saturniثم المديرون ) ،(curatoresعندما يكون التوزيع من خزينة
تم إنشاء جمعية الخبازين بشكل اختياري في عھد اإلمبراطور تراجانوس )-98
117م( ،لكنھا أصبحت مثل باقي الجمعيات إجبارية ووراثية ،وكانت موزعة بين
1 - Van Bechem (D.) “L’annone militaire….................…….”, mé.De fr. N° 08, T.10, (1937),
p.117-202.
2 - CG. Schwentzel (dir.), Le monde romain de 700 a.v J-C à 73 ap J-C, Armand Colin,
Editions Sedes, (2014), p. 160-161-178.
3 - Boulvert (G.), Esclaves et affranchis…...........................................................….., p.200.
4- Cod. Th, XIV, 3, de pistribus et catabelensibus ; cod. J. XII, 15.
109
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
خبازي ) ( pistrinaeaالجھات األربعة عشرة لروما ،وكانت مكلفة في نفس الوقت بطحن
)(1
كانت كل الحبوب وطھي الخبز ،وكان يمنع عليھم التبادل بينھم دون ترخيص خاص.
مخبزة تسير من طرف معلم ) (patronيؤخذ من الجمعية كل خمس سنوات.
كل عام يجتمع معلمي المخابز النتخاب رئيس مكلف بالتفتيش العام للمصلحة ،وتسيير
المداخيل المشتركة ،ويمثل في نفس الوقت الجمعية أمام المحاكم ،ويقدم الحساب عند نھاية
)(2
سنة إدارته.
أخيرا كان الخبازون ،يوضعون مثل باقي الجمعيات المعينون في نفس المصلحة ،تحت
)(3
األوامر المباشرة ومراقبة والي األنونة.
-التوظيف:
كانت ظروف الخبازين من عدة أوجه ،أصعب من باقي الجمعيات المھنية ،ال امتياز ،وال
أي عذر ،ال الميليشات ،وال المشيخة البلدية ،وال اإلكليركية وال أية وظيفة عمومية أخرى
وال حتى قرار من اإلمبراطور يمكن أن يعفيھم ،كان يمنع على الخبازين ) (pistoresأن
يطلبوا ھذا اإلعفاء ،كما يمنع على القضاة الحكم بذلك تحت طائلة عقوبة تتراوح ما بين اثنين
وخمس ليرات ذھبية ،ويتعرض الموظفون الذين يدعمون أو يوصون بمثل ھذا المسعى لنفس
)( 4
العقوبة.
1- P. (Veyne), « Les alimenta de Tarjen, dans empereurs romains d’Espagne », Colloque
CNRS, (paris 1965), p. 163-179.
2 - Dunceau (Jones), “The purpose and organization of the alimenta”, dans PBSR, (1964),
p.123-146.
3- Pavis d’Exurax (H), « La préfecture de l’annone…….................... », B.E.F.A.R, p360-362.
4-J. (Rougé), op.cit ; p.55; E.A (Albertin), L’empire Romain, deuxième édition, presses
universitaires de France, (paris 1970), p.
110
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
وأخيرا كان يمنع على القضاة السماح للخبازين بإھمال )ترك( وظائفھم أو التخلي عن
أمالكھم الموجھة لوظيفة الخبازين ) ،(munus pistoriumوھذا حتى بتصريح من الجمعية
أو اإلمبراطور ،باستثناء الخبازين المعينون في مجلس الشيوخ ،يمكنھم مغادرة جمعيتھم،
)(1
شريطة أن يعوضوا بأحد أفراد العائلة ،مؤھل لھذه الوظيفة.
كانت مھنة الخبازين وراثية من أب البن ،لكن ھذا األخير ال يلتزم بااللتزامات
األبوية إال عند بلوغ سن العشرين ،لكن على الجمعية أن تقدم من يقوم مقامه ريثما يصل تلك
السن ،وذلك حتى يكون عدد األعضاء كامال ،باستثناء ھذا اإلعفاء المؤقت ،ال يمكن ألبناء
الخبازين اإلفالت من وظيفتھم ھذه بأية وسيلة كانت ،حتى ولو تخلوا عن ممتلكاتھم أو ح ّل
)(2
آخر محلھم.
1 - Chastagnol (A), « La carrière sénatoriale au bas-empire », E.O.S (Titul, 04), Rome, pp
167-194 ; Chastagnol (A), Le sénat romain à l’époque impériale, Recherches sur la
composition de l’assemblée et le statut de ses membres, (paris), p.
2 - E. (Rodocanachi), Les corporations ouvrières à Rome depuis la chute de l’Empire romain,
(1895), p. 105.
-3نفسه.
111
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
كان ھذا التحويل زيادة على ذلك إجباري ،وال يمكن تفاديه ،حاول بعض األزواج
التحرر من األعباء التي تنفره بتبديد مھر نسائھم ،ويعاملون كأنھم ولدواھم اآلخرون في
)(1
الجمعية.
االمتيازات ):(Bonis
عقوبة أو االعتراض:
ھذا الصنف األخير من التجنيد ،مثل باقي االلتزامات كان إجباري ،ويبدوا أنه كان
)(3
خاصا بجمعية الخبازين حيث يعوض بشكل أو آخر النقص.
أصدر قسطنطينوس قانونا جدده فالنسيانوس ينص على تحويل إلى الجمعية المحكوم
عليھم بعقوبات خفيفة ،عقابا لھم ،كما أمر نفس اإلمبراطور في قانون آخر أرسل إلى
بروقنصل إفريقيا ،يأمره بإرسال إلى روما كل خمس سنوات عددا معينا من الموظفين الجدد
1- André (Chastgnol.), Les fastes de la préfecture de Rome au bas- Empire, Nouvelles
éditions latines, vol.1, (paris 1962).
2 -Brunt (P.A), “The administrators of Roman Egypt”, J.R.S, LXV, (1975), pp 124-147.
3 - Gustave (Humbert.), op.cit, p125.
112
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
للجمعية ،وكان عليه أن يختارھم ضمن المعترضين ،يعينھم قسطنطينوس ،وينتمون سواء
)(1
للبروقنصل نفسه أو لحكام المقاطعات اآلخرين.
كل موظف يحاول أن يجنب موظفيه ھذا اإلجبار ،يخضع له محلھم ،في وقت الحق
)(2
ھذا العقاب عوض بدفع غرامة قدرھا خمسين ) (50ليرة فضية.
االمتيازات:
تمتع الخبازون ) (pistoresتقريبا بنفس امتيازات البحارة )مجھزو السفن( ،فقد كانوا
معفيين من كل وصاية أو قوامة ) (curatelleومن كل األعباء الشخصية أو العمومية
ويتقاسم مع خزينة الدولة حق رفع قضاياھم أمام المحاكم حتى أيام العطل ،ويمكن أيضا أن
يعينوا في مجلس الشيوخ كجزاء ألعمالھم ،تحت الشروط التي رأيناھا أعاله ،ومع ذلك
)(3
وخالفا للبحارة )مجھزو السفن( كانوا يمنعون من شرف الكمال ).(perfecissimatus
نظام الملكية:
كان ھدف ھذا القانون ھو تفادي كل تآمر أو غش فيما يخص أموالھم الحبيسة لكن
بالمقابل ال يمكن إعطائھا إال لخلفائھم ،وھذا تجنبا إلفقار أمالك األخيرين ،ما يجعلھم غير
قادرين على ممارسة وظائفھم (2).ولسبب مماثل ،لم يكن ممكنا الوصية بھا ألشخاص آخرين
إال إذا كانوا من نفس الوظيفة.
ھكذا كان وضع التشريع الخاص بأمالك الخبازين تحت حكم فالنسيانوس ،لكن مع
اإلھمال العام للزراعة في العصر اإلمبراطوري األسفل ،وتدھور جمعياتھم ،انتھى الخبازون
إلى ترك أمالك جمعيتھم في بوار التي ال يمكنھم أبدا ال زرعھا وال التنازل عنھا ولمعالجة
ھذا الوضع ،أمر ھنوريوس )423-395م( باستئجار ولمدة طويلة لكل األراضي الجمعية
التي غادرھا الخبازون ،شريطة صب المداخيل لجمعيتھم ،وقد جدد فالنتيانوس الثالث
1 - Minaurd (G.), la comptabilité à Rome, essai d’histoire économique sur la pensée
comptable commerciale et privé dans le monde antique, Lausanne, (2005).
2- Minaurd (G.), Les gens de commerce et le droit à Rome, essai d’histoire juridique et
sociale du commerce dans le monde antique romain d’Aix en Provence, presses universitaires
d’Aix (Marseille, 2011), XVIII, p.468.
114
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
)إمبراطور 455-425م( نفس األوامر مع إضافة إعطاء األفضلية للمواطنين الالجئين الذين
)(1
طردوا من إفريقيا بسبب غزو الوندال.
نذكر أخيرا إجراء آخر لھنوريوس يتعلق بالخبازين إذ أدت تنازالت خاصة شيئا فشيئا
إلى تحويل جزء من الماء الذي يستخدمونه لقوة محركة ،مما تسبب في نقص مردود
المطاحن ،فمنع ھنوريوس كل تنازل من ھذا النوع مستقبال وإال تعرض لغرامة قدرھا خمس
)(2
) (5ليرات ذھبية ضد كل من طلب ذلك ،وموظفو مصلحة األنونة الذين تنازلوا.
الواجبات:
كانت جمعية الخبازين تتلقى مجانا حبوب مصلحة األنونة وعليھا تقديم اليد العاملة
بطريقة تقوم يوميا الخبز الضروري للتوزيع العمومي ،وبالمقابل تتمتع بالمداخيل التي
خصصھا لھا اإلمبراطور كھبة ،لكن شيئا فشيئا ھذه المداخيل التي أسيء تسييرھا ،انتھت
)(3
إلى كونھا ال تقدم شيئا.
فطلب الخبازون بإعادة توزيع للخبز الذي سلموه ھم أنفسھم للمستفيدين من األنونة
مجانا ،إجراءات ھنوريوس )423-395م( وفالنسيانوس )375-364م( ،الخاصة باألمالك
العقارية للجمعية ،كان ھدفھا إعادة المجانية في التوزيع العمومي ،إضافة إلى الخبز
المخصص لھذا الغرض ) ،(panis graotilisإضافة إلى الخبز المصنع لزبائنھم العاديين
بالقمح المشترى من طرفھم ،كان على الخبازين تخصيص حصة من الخبز إلى العامة
بأسعار منخفضة ) ،(panis ostiensis ou fiscalisسعر كل خبزة ال يجب أن يتجاوز
سعر المفروض من طرف والي األنونة ،وإال تعرض لغرامة قدرھا ليرتين ذھبيتين ،كان ھذا
1 - Alzon (G), Roman granaries and store buildings, University press, (Cambridge 1971).
2- Plin, N.H, 18 , 19 ; Cicron de offi, 02, 25, 89 ; Marquardt (J), l’organisation
financière…....., p.143.
;3 - D. Van (Berchen), les distributions de blé……….............…,p25; H (Berchem),op.cit; p25
H. (Framcotte), op.cit; p150.
115
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
السعر حوالي سسترس ،لكن الخبازين يبحثون عن الربح بخبز ھذا الخبز من نوعية
)(1
رديئة.
-IIIالحمالون:
مثل العمال اليدويين ) (les sccariiالذين شكلوا جمعية الحمالين في خدمة البحارين،
شكل الحمالون جمعية أخرى في خدمة الخبازين ،كانوا يحملون الحبوب من المخازن
العمومية إلى المخابز ،والخبز من المخابز إلى أماكن التوزيع.
يوظفون ضمن المعتقين الذين يجندون بالقوة عند الضرورة ،كان عليھم امتالك سواء
مبلغا من ثالثين ليرة فضية على األقل ،أو أراضي التي يمكن أن تحول عند الحاجة إلى
)(2
الجمعية.
مصلحة األنونة مثلھا مثل جميع المصالح اإلدارية الكبرى ،كان لھا خزينتھا خاصة،
محاسبيھا ،ومراقبھا المالي ،وكان ھذا األخير تابعا لخزينة الدولة ،حيث تتمركز بصفة عامة
)(4
كل الضرائب) ،(3ھنا يتم تحقيق حسابات المقاطعات التي تساھم في تموين العاصمتين.
وخالفا للتموين )األنونة( الموجه للمواطنين ،األنونة الموجھة للمواطنين ،األنونة الموجھة
للجيش كانت تابعة لخزينة الوالية ) (Arca Praepecturaeأو الخزينة العسكرية ،التي تعد
جزء من الخزينة الخاصة باإلمبراطور )،(5) (Res privatae, privatae largitiones
1 - Son theimer (W), « Annona » der klein pauly, T. I, col. 363-364.
2 - Jean (Andreau), L’économie du monde romain, éd Ellipses, (paris 2010), p. 282.
3 -Gustave (Humbert), Op.Cit, p58.
-4العاصمتان ھما :روما أوال ثم القسطنطنية بداية من عصر اإلمبراطور قسطنطين الكبير )إمبراطور 337-306م(،
وھو من قام بنقل العاصمة إلى ببزنطة التي وسعا وحصنھا وحملت اسمه.
5 - Rebuffat (R), « Une zone militaire et sa vie économique, Le limes de tripolitaine
116
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
وكانت تستخدم خصيصا لإلنفاق على القصر والجيش ،وكانت تتمون من أنونة المقاطعات
التي لم تتمكن مصلحة األنونة في روما والقسطنطنية من االستيعاب ،وبتنامي التكاليف دائما،
كان البد من إضافة الحقا جزء من مكس العبور عبر الموانئ ) (Portoriaوالبراحين
)(1
).(Caduca
كان على الجباة تقديم وصوالت استالم بالكميات التي استلموھا لدافعي الضرائب،
تحت طائل العقوبات الصارمة لكل مخالف لذلك ،تجمع من طرف مراقبي الخزينة،
وترسل إلى الصرافين ) (tabularriتستخدم كمستند حسابات ،على الجباة تبرير دفع
)(3
مبالغھم سواء إلى المخازن العمومية سواء إلى البحارة المكلفين بالنقل.
1- M. Dominicis, « La statio annonae urbis Rome », Bull.com, 52, (1925), p.135.
2 -F. De Romanis, « Septem annonum canon, sul canon populi romani lasciato da settinio
severo », Atti dell Accademia nazional dei linecei, CCCX CIII, Rendiconti 1, (1996), p.133-
159.
3 - Virlouvet, Tessera frumentaria, les procédures à la distribution de blé public à Rome,
(1995), p.195.
118
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
منه للبحارة ،كسند الشحن ،وبمجرد وصولھم إلى وجھتھم يقدمونه لوالي األنونة
)(1
للتحقق.
يقوم وزانو الميناء بتحرير أمامه وثيقة استالم الشحنة ،التي يجب أن تتوافق بالضبط
مع سند الشحن المقدم ،بعد إجراء ھذا التحقيق ،كان على اإلدارة أن تسلم للبحارة خالل
عشرة أيام إخالء ذمة ) ،(relatoriaالذي يجب أن يسلم إلى وكيل ميناء اإلفراغ في مدة
)(2
أقصاھا سنتين بداية من اإلقالع ،ھذا تحت طائل عقوبة شديدة.
إضافة إلى التحقيق األول المقدم إلدارة األنونة من طرف سند الشحن ،وإضافة
التحقيق الذي يقدم بمقارنة التفريغ مع جدول اإلرسال ،ھناك مراقبة ثالثة تفرض على
حكام المقاطعات) (3وھو مقارنة حاالت اإلرسال مع اإلفراغ وحاالت االستقبال التي
يقدمھا كتاب والي األنونة كل سنة ،بھذه الطريقة إال في حالة التواطؤ بين كل ھؤالء
الموظفين ،أصبحت كل أنواع الغش غير ممكنة ،أخيرا النتيجة النھائية لھذه المراقبة
)(4
الثالثة ،كانت تحول إلى مكتب والي األنونة والحقا إلى مكتب والي البريتوار.
باختصار مراقبة صارمة ودائمة ،كانت تمارس من طرف موظفي األنونة على
)(5
أتباعھم.
عند نھاية كل سنة مالية ،يقوم المفوضون لكل المصالح بتقديم حسابات تسييرھم ،قبل
الشروع في السنة المالية الجديدة .ھذا الحساب كان يقدم من طرف القابضين الحضريين
1 - M. (Christol), « Les naviculaires d’Arles et les structures du grand commerce maritime
sous l’empire romani », dans Provence historique, (1982), p5-17.
2- M. (Christol), « Remarque sur les naviculaires d’ales », dans latonus, 30, (1971), p.643-
653.
3 - Andreau (J.), op.cit ; p.281.
4 - Sigfreid (J), de laet, « La préfecture du prétoire sous le haut-empire et le principe de la
collégialité », Revue belge de philologie et histoire, vol. 22, (1943), p. 73-95.
5- (A.) fevrier, Essai sur l’histoire politique et économique de Palimyre, (1931).
119
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
وشبه الحضريين لألنونة ووالي المدينة من طرف مديري المخازن العمومية ،وإلى والي
)(1
األنونة ومن طرف البحارة إلى حكام المقاطعات التي قاموا منھا بالنقل.
عند قراءة قانون ثيودوز وعقوباته العديدة ضد اإلخالل بالواجب ،االبتزاز والنھب
من طرف أعوان األنونة ،من السھل أن ندرك أنه كم مرة تلغى ھذه المراقبة بتواطؤ
المسؤولين مع من ھم أدنى ،الذين يتقاسمون معھم األرباح غير القانونية عوضا عن
)(2
قمعھا.
ووصلت األمور في أواخر اإلمبراطورية إلى درجة أن اإلمبراطور فالنسيانوس
الثالث )455-425م( ،منع حكام المقاطعات )سنة 445م( من مغادرة مقاطعاتھم قبل
ثالثة أشھر من انتھاء مھامھم) ،(3وھذا بھدف منعھم من التملص من المتابعات التي يمكن
أن يتعرضوا لھا في حاالت االبتزاز ،كانوا يعاقبون بعقوبات صارمة ،كلما قاموا بتحويل
أو سمحوا بتحويل حصة من التموين عن وجھتھا األولية ،ويعتبرون مسؤولين ،ال على
اختالساتھم الشخصية ،لكن أيضا عن نھب موظفيھم الذي لم يدركوه ،أو لم يرغبوا في
)(4
قمعه.
1 -Michel (Molin), « Préfets et préfecture du prétoire dans l’histoire de Dion-Cassius », C.du
cen. Gu.Glo, (2007), pp. 199-216.
2- Hobenreich (E.), Annona, Juristiche Aspekte des stadtromischen Lebensmittel versorgung
in prinzipat, graz, (1997), p.85.
3 - J.R. (Palanque), Essai sur la préfecture du prétoire du bas-empire, (paris 1933).
-4ھذه العقوبات تتمثل في غرامة رباعية ،الحجز أو النفي لھم ،واإلعدام لرؤساء مصالحھم.
- (J.) Andreau, op.cit ; p.200 ; F. Himard (dir.), histoire romaine, tome I : Des origines à
Auguste, Fayard, (paris 2000).
120
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
الخبازون )(pistores
كان الخبازون ،أكثر موظفو األنونة عرضة للغش وإلى االبتزاز من كل األشكال)،(1
ھذا يتضح من كثرة المحظورات والنواھي الممالة عليھم ،فقد منع عليھم استخدام القمح
)(2
ألغراض أخرى غير الخبز ،عليھم تقديم حسابات المسلم لھم من المخازن العمومية
)(3
الستخدامھم وتعويض للدولة العجز الناتج عن عملھم.
وتجنبا قدر اإلمكان الختالساتھم وتحويالتھم ،تم إعالن مھنة الخبازين ال تتماشى مع
مھنة البحارين والقواربية ) (caudicairesووزانو الحبوب ،ومقتصدي مخازن
)(4
الدولة.
كان على والي األنونة ،المكلف بمراقبة الجمعية ،فصل كل خباز مبذر )(dicoctor
يعني مقتنع أنه بذر سواء القمح الذي قدم له سواء أھمل األراضي أو المعدات التي كان
مؤتمن عليھا .وكان بعض الخبازين يرتكبون أحيانا جرائم أكثر خطورة.
ففي خضم االضطرابات التي عرفتھا روما في أواخر اإلمبراطورية ،فقد جعلوا من
محالتھم مھالك حيث كان يجذب األجانب لسرقتھم ويحبسون ويربطون إلى المطاحن،
)(5
مثل العبيد ،وعندما اكتشف ثيودوز مرتكبو ھذه األفعال ،قام بمعاقبتھم عقابا مثاليا.
ويمكننا أن نذكر أيضا العديد من العقوبات في قانون ثيودوز تتعلق خاصة بالغش
واالبتزاز ترتكب في مصالح األنونة :تم إصدار حكم اإلعدام على الجباة المتھمين بالنھب
واالبتزاز ،لكن إلعفاء دافعي الضرائب ،يسمح لھم باإلعفاء أربعة أشھر في البداية ثم
(Cognitores سنة كاملة الحقا قبل أن يقعوا بين أيدي كافل المقاطعة
)(1
).provinciarum
بالتوازي مع ھذه اإلجراءات ،تستخدم الطرق الوقائية ضد إرتشاء موظفي األنونة،
فقد تم منع أصناف بالكامل من الموظفين ،فقد منع ثيودور الثاني )392-375م( على
والي البريتوار أن يختار المحاسبين ) (chritologiوالوزانين ) (Rygostataeمن إدارة
القمح باإلسكندرية ضمن المشيخين تقريبا كلھم ابتزازيين ،وقد منع فالنسيانوس لنفس
)(2
األسباب حجاب والي المدينة من المساھمة في شيء في مصلحة األنونة.
1 - M . (Carbier), “ Fiscus and patrimonium, the saepinum inscription and transhumance in
the abrussi”, JRS, 73, (1983), p. 126.
2 - Code. Justinien, XI, 27, code th. XI, 1 ; G. (Geraci), « Alessandria, l’Egitto e il
rifomimento frumentario di Romani in eta et c virlouvet (dir.) », Nouri les cités de
Méditerranées, Antiquité-temps modernes, (paris 2003), p625-690.
3 - Roland (Delmaire), « Les esclaves et condicionales fiscaux au bas-empire », Topoi orient-
occident, (1999), p. 179-189.
122
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
أخيرا بصفة عامة الغشاشين األحرار ،إدخالھم وممتلكاتھم في جمعية الخبازين ،وفي
حالة انعدام األمالك فيتم أخذھم كأشخاص ،ويصبحوا عبيد خدام المخابز (operaria
)(1
).servitus
كل ھذه اإلجراءات ،كل ھذه العقوبات ،تثبت بقساوتھا حتى كم كانت األخطاء المعتادة
التي تعاقب عليھا .ونالحظ أنه غريب حقا إلى أي درجة وحتى في إجراءات ھدفھا اإلحسان،
)(2
كان تشريع األباطرة مسرف بالتھديد والتخويف والمصادرة والتعذيب.
إضافة إلى التموين بالقمح ،كان على والي األنونة )التموين( أن يتكفل بالحفاظ على
وفرة كل المواد الغذائية الضرورية للحياة في أسواق روما مثل اللحم ،الزيت والخمر.
لكن ،بينما كان المسؤول المباشر لمصلحة موارد الزيت والقمح ،لم تكن له في
المصالح األخرى غير مھام الرقابة والتفتيش ،المديرية واإلدارة كانت موكلة لرؤساء
)(3
) (tribunes fori suariiوجراية الخمر خاصين ''نائب تجار الخنزير''
) (Rationalision vinorumكالھما مثل والي األنونة يتبعان والي المدينة ،ومثل والي
األنونة أيضا عليھم:
(1ضمان كل واحد منھما في مصلحته التموين الضروري لروما.
1 - H. (Wallom), Histoire de l’esclavage dans l’antiquité, p.641 ; De Salvo (L.), Economia
privata e publici servizi nell’ impero romano I compora naviculariom, Messine, (1992), p.220.
2- Louis (Quesnot.), Droit Romain, le droit budgétaire des cités sous l’empire Romain : droit
français de la comptabilité des fabriques, Editeur librairie Nouvelle de droit et de
jurisprudence, (1893) ; M. Rostovtseff, « Les inscriptions caravanières de Palmyre »,
Mélanges glotz, II, (1932), p. 793.
3- Michel (Christol), « l’huile du prince : évergétisme impérial et administration annonaire au
II° siècle après J.C », 1, Collection de l’institut des sciences de l’antiquité, T1, (2003), p209-
226.
123
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
(2االستجابة للتوزيعات العينية ) ،(1التي تقدم من كرم األباطرة تارة مجانا وتارة أخرى
بأسعار منخفضة.
-1اللحم :الخنزير ) (suarriوالقطعان )(pecuarii
يتم ضمان التموين باللحم الحصص العينية التي تقع على دافعي الضرائب في بعض
أجزاء من إيطاليا ھكذا كان الكمبانيون ،السامنتيون واللوقانيون والتوسكانيون ملزمون بدفع
البعض العشر والنصف واآلخرون عشران من قطعانھم ،وھذا كضريبة سنوية (anilis
)(2
).functio
كان ھناك مفتش ) (inspectorكان مكلف بتقدير الطلبات ،أما فيما يخص جباية
الضريبة الخاصة بالمواشي ،فكانت موكلة تقريبا في كامل العصر اإلمبراطوري إلى
جمعيتين خاصتين ھما ) (suariiالخاصة بالخنازير و ) (pucuariiالخاصة بالمواشي
األليفة )األبقار واألغنام( اللتان ت ّم إنشائھما في نفس الوقت ،والخاضعتان لنفس قوانين
جمعيات مصلحة األنونة األخرى).(3
ظلتا متميزتين الواحدة عن األخرى لمدة طويلة قبل أن يوحدھا ھنوريوس )-395
423م( ،وكان ألعضائھا الوظائف الثالثة التالية:
عكس ما كان عليه القمح ،إعادة شراء نقدا لضريبة المواشي ،كانت دائما اختيارية
وأحيانا حتى إجبارية مثلما حدث في بداية عھد قسطنطين وخالل عھد جوليان خليفته ،لكن
الخنزريين ) (suariiالمكلفون في األصل بتحصيل الضريبة ،كانوا يحددون أسعارا تعسفية،
ولوضع ح ّد لتجاوزاتھم ،قرر األباطرة في البداية أن إعادة الشراء ،يكون بسعر السوق في
روما ،دون إمكانية الحد األقصى ) (6فلسات في الليرة) ،(2لكن ھذا العالج األول لم يكن
كافيا ،فتم نزع التحصيل من الخنزيريين ) (suariiوضباط والي المدينة المكلفين بالتوازي
معھم بصفة نھائية ،لتمنح لمجمع من الجباة المحليين ) (ordo suariusيعين من
البروقنصليين ومشيخي المقاطعات الدافعة .ال يذكر التاريخ فضال عن ذلك ،إن وجد الدافعون
أنفسھم في وضع أحسن ،وكان لھذا المجمع الحق كتعويض ثلث من الفضالت
) (Epimetronالمحصل ،فضال عن مكافأة سنوية تقدر بخمسة ) (05آالف جرة )أمفورة(
من الخمر (3).أما فيما يخص المبالغ التي تحصل من إعادة الشراء أو الفدية )،(adaeratio
فستصب في خزينة لوالي البريتوار ) (arca paetorianaوتعاد إلى الخنزيريين )(suarii
بتتابع المشتريات الضرورية).(4
1 -Mireille (Gorbier), « Dévaluations et fiscalité (161-235), dans les dévaluation à Rome,
Epoque républicaine et impériale », Vol. 01, Acte du colloque de Rome, (Rome 1978), p.
273-309.
2 - M. (Carbier), « Dévaluation et évaluation des prix (ie- me siècles), Revue numismatique,
(1985).
3 - André Chemia et Jean-Pierre Brun, Le vin romain antique, Grenoble, glenat, (1999),
p.160 ; Thenia (A.), Le vin de l’Italie romaine, (Rome 1986), p.20.
4 - A. Van Domaszewski, « Die annonae des hors in kriege » , H. Swobada, p.117.
125
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
وكان لرؤسائھم الثالثة األقدمون الحق في الحصول على شرف "الدوق'' من الدرجة
الثالثة).(3
أخيرا قام فالنسيانوس الثالث )455-425م( بإضافة لھم امتياز الحزام العسكري
) ،(cingulumوح ّدد في نفس الوقت إعفاء توظيفھم من كل األعباء العمومية أو كل
العقوبات الجسدية ،وأضاف إلى ھذا امتيازات مالية ،فقد منح لـ )( suarriو )(picuarii
1 - Legall (J), « Un monde de transport méconnu : Les animaux de bât » in le ravitaillement
à Rome, N°7, Naples-Rome, (1994), p. 69-72.
)*( -فالفيوس قراتيانوس ) (Flavius Gratianusولد في سيريوم ) (383-359إمبراطور روماني في الغرب )-375
383م( حكمه وحكم ثيودوز في الشرق ،يسجل نھاية الوثنية كديانة دولة.
)**( -باألدق األوساخ أو الفضالت ونفضل المصطلح األخير.
2 - N.Y. Clausen, A customs-House registry from Romain (1925), p.57; L. Fiesel,
“Geleitzolle in grich-rom Agypten und um germanish- romanischen Abendland”,
ott.gel.Nach, (1925), p.57.
3 - Michel (Molin), « Préfets et préfecture du prétoire dans l’histoire de Dion-Cassius »,
Cahiers du centre Gustave Glotz, (2007), p.199-216.
126
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
الجزء العشرين من الماشية التي يتكفلون بنقلھا في شكل فضالت ،زيادة عن مكافأة سنوية
تقدر بـ 17000جرة )أمفورة( من الخمر تقدم من خزينة الخمر).(arca vinaria) (1
أما فيما يخص المبالغ النقدية المتأتية من االفتداء)*( ،فھي خالية من الفضالت
)(2
) ،(Epimetronألنه ال فضالت تخشى معھا.
التوظيف:
1 - Levean (ph.), « A propos de l’huile et du vin en Afrique romaine et pourquoi
« déromaniser » l’archéologie des compagnes, Pallas, p. 77-89 ; Ichemia (A), « Le vin de
l’Italie romaine, essai d’histoire économique d’après les amphores », BEFAR, 261, (Rome).
)*( -أن يقوم صاحب القطيع بفدي ماشيته بدفع مقابلھا نقدا عوض تسليمھا ضريبة عينية.
2 - Novelle, Valentin ; code th. 15.
)**( -قسطنطين األول أو الكبير )فالفيوس فاليريوس أوريليوس قسطنطينوس( ولد في نيسوس سنة 337-280إمبراطور
)337-306م( ،ابن قنسطانس كلود ،أعلن إمبراطورا بعد وفاة والده ،وكان األمر يتطلب منه خمس عشرة سنة من النضال
للتخلص من منافسيه ) 6سنة ،(310وكان انتصاره على ماكسانس ) (Maxenceتحت أسوار روما سنة 312انتصارا
للمسيحية ،أصدر سنة 313مرسوم ميالنو يعلن فيه الحرية الدينية ،وفي سنة 325تخلص من ليكينيوس )(Licinius
وأعاد الوحدة لإلمبراطورية ،ودعا إلى مجمع نيفيا 325الذي اعتبر الكنيسة كأحد الدعائم األساسية للدولة .وفي سنوات
) (330-324أسس القسطنطينية التي أصبحت عاصمة جديدة لإلمبراطورية.
127
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
ھكذا إلى جانب، تتبع نفس قواعد البحارين،(suarii) فيما يتعلق الخنزيريين
فقد كانت نفس ھذه الوظائف تجبر أيا ّ كان،الخنزيريين المرتبطين بوظائفھم بقانون الوراثة
(4)
.( وھذا وفقا لحصة قيّمھمmunus suarii) له أمالك محمل بواجب الخنزيريين
1- Depeyrot (G), « Crise économique, Formation des prix et politique monétaire au troisième
siècle après J.C », histoire et mesure, (1988), III-2, p. 235-247.
-2الزيت:
كان الزيت بعد القمح من المواد الغذائية الضرورية للحياة عند الرومان ،ألنه ال
يدخل فقط في إعداد كل األغذية :فالحمامات العمومية والقاعات الرياضية )(gymnases
تستھلك أيضا كميات ضخمة ،وھكذا ال نستغرب إذا عرفنا أنه إذا كان لروما في فترة مبكرة
(canon مع قانون التموين بالقمح ) (canon frumentaireقانون التموين بالزيت
) oléariusيتمون من الضريبة العينية لبعض المقاطعات مثل بيثيا أخايا ،إفريقيا ،إسبانيا)،(1
ظلت إفريقيا لوحدھا لمدة طويلة تقدم خمسة ماليين رطال من الزيت).(2
كان تحصيل )جباية( ھذه الضريبة الخاصة في العصر اإلمبراطوري ،تخضع لنفس
القواعد ،وموكلة لنفس الموظفين الذين أوكلت لھم جباية القمح ،تحت اإلدارة العليا لوالي
األنونة ،ورئيسھم المباشر).(3
قام قسطنطين بسحب كل اإلعفاءات التي تحصل عليھا الدافعين الخاضعين لھذا من
(Olei الضرائب ،ونقلھا كان يتم بواسطة جمعيات ح ّمالين خاصة "حمالو الزيت"
)(4
فعلى ھذا التموين كانت تقتطع توزيعات الزيت ،إذ قام السكيبيونين األوائل ).baguli
وقيصر بھذا التوزيع للشعب) ،(5بينما جعل سيبتيموس سيفيروس )212-193م( ھذا التوزيع
1 - Pascale (Guichard), « Politique Flavienne fiscalité en Hispania », M.de la c.de V, (1990),
p.45-73.
2- Huriette (Camps-Faber), L’olivier et son importance économique dans l’Afrique du Nord.
3 - Lepelly (C.), « Déclin ou stabilité du l’agriculture africaine au Bas-empire, A propos d’une
loi de l’empereur Honorius », Antiquités africaines, T.01, (1967), p.135-144.
4 - Lepelly (C.), « Les cités de l’Afrique romaine au bas-empire, T.01 : la permanence d’une
civilisation municipale, Etude augustinienne, (paris 1979).
5- Tite Live XXV, 2 ; Sueton, Cesar, 38.
129
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
يوميا ومجانيا وبانتظام .وقام بإلغائھا ابنه ھليوجابالوس)*( ،لكن االسكندر سيفيروس )-222
(235أعادھا من جديد ووسع توزيعھا أورليانوس )إمبراطور .(1)(275-270
إلى جانب التوزيع المجاني ،كان يوجد في روما بالنسبة للزيت مثلما ھو للقمح ،توزيع
بأسعار منخفضة ،والمداخيل كان تصب في البداية في خزينة التموين ،وفي وقت الحق في
خزينة خاصة ھي خزينة الزيت ) ،(arca oleariaكان دورھا ھو تفادي العجز ونقص
القيمة بالنسبة للتوزيع السنوي).(2
لھذا دور التوزيع المجاني كان يشمل عددا من التسجيالت بالدفع تعرف المصلحة الثانية
) (mensaأو قياس الزيت ) ،(dimensa oleariaوكانت ھذه التسجيالت قابلة للنقل عن
طريق الوراثة ،ويعاد بيع التسجيالت الباطلة أو الشاغرة من طرف والي األنونة ،وكان سعر
البيع يتغير بحسب الفترات .فقد ح ّدده قسطنطين بعشرين ) (20فلسا ،وقام في نفس الوقت
بمعاقبة بالعمل في المناجم كل تضارب باألسھم وكل مضاربة ترمي إلى رفع ھذا السعر
)(3
مستقبال.
)*( -ھليوقابال :إيالقابال ماركوس أوريليوس أنطونيوس المعروف إيالقابال ) (222-204إمبراطور روماني )-218
.(222
1 - Daguet-gagey (A), Septime Sévère, Rome, l’Afrique et l’orient, (paris S.D), p105.
2 - (C.) West, “Phases of commercial life in Roman Egypt”, J. R .S .N° 7, (1917), p45.
3- Lequement (R ), « Une épave du Bas-empire dans la baie Pampelune (presqu’île de Saint
Tropez) », Revue archéologie de la Narbonnaise , IX, (1976), p.177 ; Ponish (M), « Le
facteur géographique dans les moyens de transport de l’huile de Bétique », IIe congr.
Internat, produccion y comeri a del aceite en la Antigueded, (Madrid 1980), p.101-113.
130
إدارة التخزين والتوزيع الفصل الرابع
-3الخمر:
كان تموين روما بالنبيذ كما سبق ذكره موكل'' :جراية النبيذ'' (Rationalis
) vinorumوكانت جزئيا مضمونة بواسطة ضريبة عينية تجبى في جھات مجاورة لروما،
وجبايتھا كانت موكلة لمقاولي الكروم).(vini sasceptores) (1
وكان يمنع فدي ھذه الضريبة بالمال )النقود( ) ،(vinum fiscaleالتي تستخدم في
مختلف المجاالت ،وكان جزء منھا يستخدم لدفع تعويضات عينية الممنوحة لبعض الجمعيات
بالخصوص جمعيات ) (suariiو ) (pecuariiلكن الجزء األعظم كان يباع من طرف
النبيذيين ) (vinariiبالربع أدنى سعر السوق ،وكان الناتج عن ھذا البيع ،يصب في خزينة
خاصة من طرف جراية النبيذ ) (Rationalis vinorumوالحقا من طرف والي المدينة).(2
ھذه الخزينة أنشئت لنفس الغرض الذي أنشئت له خزينة التموين بالقمح والزيت (arca
) frumentaria et oleoriaھو معالجة العجز ونقص قيمة الضرائب بالشراء ،وكان عليھا
فضال عن ذلك أن تتحمل بعض المصاريف التي يكلفھا بھا والي المدينة خاصة أجور
الكالسين)*( البلديين). (calcis cotores) (3
بالمقابل لم تكن تستخدم كباقي الخزائن للتموين المجاني للعامة ،ما عدا محاولة فاشلة
ألوريليانوس ،فال يبدو أنه تم التوزيع المجاني للنبيذ في روما).(1
وبعد ھذا العرض الطويل للجمعيات ولموظفين المرتبطين باألنونة ،يمكننا أن نقدم
مالحظة ،وھي أننا نجد في ھذه المصلحة األكثر حركة مزايا وعيوب اإلدارة الرومانية :نجد
بھا مھارة عالية في كل دواليبھا ،تصل حتى تعقيدات ال طائل منھا ،حتى التشابك ،تعدد ال
متناھي للمأمورين أخيرا جمعيات تسخر لكل المصالح العمومية من أعالھا إلى أدناھا :فرق
من العبيد عادة فارين عادة كان استعبادھم الدائم والوراثي كان يجازى بشكل سيء باستثناء
بعض االمتيازات).(2
ونتأسف مع ذلك لعدم وجود وثائق كاملة على ھذا الموضوع ما عدا )olignitatum
(notitiaمن قانون ثيودوز )395-378م( ،صرح فترة كانت كل العيوب التي نذكرھا قد
أن بلغت ذروتھا).(3
1 - Michel (Bouvier), Les sauveurs du vin antique, (paris 2001), p. 199 ; P. Gérard, Manuel
élémentaire du droit romain, (1918), p. III-IV, titre 1, ch, II, 3 ; E cuq, Manuel d’institutions
romaines, (1917), p. 493.
2- W. Westerman, « Sklaverei », en RE suppl. VI, (1935), p. 1065-1066.
3- Th. Mommsen, Le droit public romain, II, p. 229.
132
الفصل الخامس :إدارة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص
النقل في المقاطعات
التوزيع المجاني
األنونة المجانية في قرطاجة
-2التخزين
-3الجمعيات المھنية
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
-Iإدارة األنونة في المقاطعات
للحصول على ھذه النتائج قام األباطرة بمضاعفة عدد المخازن في مصر ،في إفريقيا،
)(3
بريطانيا ،بانونيا ولوقيا وربما في كل المقاطعات تحت حراسة ومراقبة الحكام.
إضافة إلى ذلك معظم المستلحقات لھا إدارة لألنونة إقتداء بروما ،قد سلمت في العادة
للقيّمين ) (Aedilesوأحيانا إلى موظف خاص ،مدير األنونة ) (annonae curatoresأو
مخول إدارة تموين المستلحقة ) (Pro magister Frumenti municipalisوالمالحظ أن
)(4
ھذه الوظائف ،لم تكن تعتبر في المقاطعات كحاكمية )شرفية( لكن كأعباء شخصية.
أخيرا عرفنا سابقا أنه يوجد واليين خاصين لألنونة في مدينتي اإلسكندرية وقرطاجة)،(5
(curatores وكان في بعض مدن المقاطعات يتكفل بالتموين مدراء توزيع التموين
) frumenti comprantiأو الممونون ) (frumentariiويوضعون تحت سلطة شيخ
)(6
المدينة ).(patres civitatum
1- Sigfreid (J.), de laet, « Les pouvoirs militaires des préfets du prétoire et leur développement
progressif », Revue beige de philologique et l’histoire, Vol.25, N°03, 04, (1946), p. 509-554.
2- Goldsmith, Raymond (W.), « Estimate of the size and structure of the national product of
the early Romain Empire », Review of income and weath, vol. 30, N°03, (1984), p. 112-120.
3 - tacite, Agricola, 19 ; C.I.L. 4180.
4- Cagnat (R ), « L’annone d’Afrique », Meim, de l’Ins de France, T. XL, 116, pp.247-277.
أما فيما يخص األموال الموجھة لھذه المشتريات العمومية ،فھي غير قابلة للحجز :ال
جباة الضرائب ،ال حكام المقاطعات) (2بإمكانھم اإلستيالء عليھا ،الھيئات التي انتخبت مديرو
التموين ) (frumenti curatoresھي المسؤولة عن تسييرھم.
)(3
-1النقل عبر المقاطعات
نقل األنونة عبر المقاطعات البرية لإلمبراطورية ،لم يكن يتم مثل النقل البحري
عبر جمعيات خاصة ،لكن من دافعي الضرائب أنفسھم أو على حسابھم ،تحت مراقبة
)(pagorum ou pagarcti) (praepositi ومسؤولية مأمور الباقوروم أو الباقاريتي
الموجھون لتموين المدن ترابط البريد ،معسكرات المحصنة لفيالق قدامى المحاربين حراس
الحدود ،ويتم ذلك عن طريق الحجز ،وكان ھذا النقل يشكل بالنسبة لدافعي الضريبة حمال
)(4
ثقيال أكثر من الضريبة نفسھا ،بسبب االبتزازات الدائمة ،التي كانت ذريعة.
لھذا فرض موظفو األنونة على سكان المدن الساحلية النقل على اليابسة وعلى المدن
الداخلية النقل البحري ،المحدد وفق نزواتھم أو باألحرى بناء على حسابات جشعھم ،الفترات
1 - M. Mezagora, « La Navigzione in Egitoo nell eta greco- romana », Ae gyptus, 10, (1930),
p.105.
2- Andreau (Jean), Banque et affaires dans le monde romain, Seuil, (paris 2001).
3 - L. Bonnard, La navigation intérieure de la gaule à l’époque romaine (1913) ; Jaidi (H.),
l’Afrique et le blé de Rome aux IV et V siècle, (Tunis 1990).
4- Julien (Guey), « Inscription au second siècle relative à l’annone militaire », Mélanges de
l’école française de Rome, (1938), p. 56-77.
135
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
األقل مالئمة ،المخازن األكثر بعدا من أماكن الجني ،على أمل ابتزاز المال من دافعي
)(1
الضرائب.
ھذه المضايقات كانت تقليد ،نجد قد أشار إليه تاكيتوس) ،(2ولم تمنع حتى عھد
فالنسيانوس ،تحت طائل عقوبة اإلعدام ،أھمية النقل ،خط السير ،الفترة الواجب القيام بھا،
كل ذلك أصبح من اآلن فصاعدا محدد مسبقا من طرف وكالء ) (Vicairesالمقاطعة
)(3
بطريقة تخفف على دافعي الضرائب من حمل المصادرات.
-2التوزيع المجاني
في بعض المدن الكبرى في المقاطعات ،كان يوجد مثل روما ،توزيع للقمح أو الخبز
)(4
أحيانا بأسعار منخفضة ،وكان القيّمون ) (Aedilesيتكفلون بذلك.
ال نملك لألسف إال وثائق نادرة على ھذا التوزيع .فيذكر أن أوكتافيوس أغسطس حاول
إشراك أھالي األرياف :لكن ھذا اإلجراء كان محدودا في فترة المجاعة ،ولم يتجدد ،بينما
أدخل تراجانوس ) (117-98إلى االستفادة من التموين )األنونة( المجاني أطفال أرياف
)(5
ومدن المقاطعات ،الذين يعجز أولياءھم عن إطعامھم.
أخيرا في وقت الحق ،كان لإلسكندرية وقرطاجة موارد خاصة موجھة إلطعام
)(6
فقرائھا.
1 - M. Sarte, Le haut-empire romain les provinces de la méditerranée orientale d’Auguste aux
Sévères, (paris 1991).
2- Tacite, Agricola, 4.
3- B. Sirks, Food for Rome, The legal structure of the tranportation and processing of supplies
for the imperial distribution for Rome and Constantinople, (Amsterdam 1991).
4
5 - B. Sirks, Food for Rome, the legal structure of the transportation and processing of
supplies for the imperial distribution for Rome and Constantinople, (Amsterdam 1991).
6- J. Rougé, Recherche sur l’organisation du commerce maritime en Méditerranée sous
l’empire romain, (paris 1966).
136
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
-3األنونة المجانية في اإلسكندرية
وقع نقاش بين المھمتين بالتموين ،حول وجود التموين المجاني في قرطاجة من
عدمه ،ففي الوقت الذي يرى فيه قود فروي ) ،(Godfroyاألمر لم يكن موجودا في قرطاجة
(la loi unic. Frumento في تعليقه على القانون الموحد للتموين في قرطاجة
)(3
يتبنون رأيا مخالفا ،مرتكزين ) ،carthaginiensiلكن الكثير من الباحثين المعاصرين
أساسا على المكانة األساسية التي تمثلھا عبارة frumento carthaginiensiفي قانون
ثيودوز من frumento Alexandrinoو frumento Constantinople urbisالتي
)(4
تتكلف بالتوزيع المجاني لألنونة.
1- J. Carcopino, Les richesses des daces et le redressement de l’empire romain sous Tarjan,
Dans dacia, I, (1924), p. 28-34.
2 - Brun (J.P), Archéologie du vin et du l’huile dans l’empire romain, (paris 2004), p.259.
3-G. H. Stevenson, « Communications and commerce », Legacy of Rome, (1923), p.141; Y.
Moderan, L’empire Romain (235-295), Ellipses, (Paris 2003).
4- Picard (G.H), « Neron et le blé d’Afrique », Cahiers de Tunisie, (1956), T. 04, p. 163-173.
137
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
التسجيالت'' التي تستخدم فضال عن ذلك لإلشارة إلى تذاكر التموين ،فيبدو إذن أن األمر
)(1
يتعلق بتوزيع القمح للمحتاجين مثلما ھو في روما.
نفس القانون يخبرنا أن ھذا القمح كان يقدم من طرف ممولين خاضعين لضريبة
عينية ،توضع تحت كفالة بعض األمالك التي ال يشير إليھا بطريقة محددة ،ويمنع على
الحكام استغالل سلطتھم للتخلص من ھذه الضرائب إن كانوا معنيين بھا ،ووضعوا على
)(2
حساب مساھمين آخرين.
عرفنا أن إحدى االنشغاالت الدائمة لمجلس الشيوخ في القرن األخير للجمھورية ھو
''األنونة'' بمعنى تموين روما كان الجزء األكبر من إيطاليا قد تخلى عن زراعة الحبوب:
أختفت الملكيات الصغرى ،واألراضي الخصبة استولت عليھا المراعي أو المزارع الكبرى،
)(3
في الوقت الذي لم يكف فيه عدد سكان روما عن التزايد ،ويكبر معه عدد البؤساء.
ھذه العامة العاطلة ،التي ترفض العمل ،والتي ال تجده حتى إن أرادت ذلك ،ألنھا لم
تكن قادرة على منافسة عمل العبيد الذي دمر العمل الحر ،فأصبح كل المواطنين الرومان،
يعيشون من ''حق المواطنة'') ،(4من رئيس مجلس الشيوخ إلى المواطن الكادح ،الكثيرون ال
يعيشون من غير ذلك ،النبالء كموظفين ،الفرسان كعشارين )جباة الضرائب( ،يستغلون
المقاطعات :والعامة بدورھا تطالبھا بحقھا في استغالل العالم لصالح ''المدينة'' بالخبز الذي ال
)(5
نستطيع طلبه بالعمل ،نطالب به كحق.
1- D. Van (Berchen.), Les distributions de blé et d’argent à la plèbe romaine, p30.
2 - D. Van (Berchen.), « L’annone militaire dans l’empire romain du III siècle », dans mém de
la soe, des Ins. De France LXXX, (1937), p. 143.
3- White (K.D), Agriculture implements of the Roman world, university press, (Cambridge
1967).
4 - Seston (W.), « La citoyenneté Romaine », Actes du XIIIème congrès international des
sciences historiques, (Moscow 1970); Ptite (P), Le premier siècle de notre ère..........p.
-5-المرجع السابق ،ص
138
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
أثناء الحرب البونيقية الثانية ) 201-218ق.م( ،كان القيّمون )األيادلة ،(Aediles/قد
باعوا القمح المستورد من إسبانيا وإفريقيا بأسعار أقل من سعر السوق) ،(1وفي وقت الحق،
قرر كايوس كراكوس ،أن ضريبة العشر التي تجبى عينا ،تقدم للمواطنين الرومان بنصف
سعرھا بمقدار خمس صاعات ) (770-43للرأس شھريا ،وجعل أخيرا كالوديوس
)(2
) 50) (cladiusق.م( ،التوزيع مجانا على األقل على العامة ،أي الذين ليس لھم أمالك.
كان عدد المستفيدين عند إصدار القانون مائتي ) (200أالف ،ليصل العدد ثالثمائة
)(3
وعشرين ) (320ألفا بعدھا بسنوات أثناء دكتاتورية قيصر سنة 45ق.م.
كان إذن بواقع ستين ) (60صاعا )موديوم( للشخص سنويا ،يساوي حوالي عشرين )(20
)(4
وإذا مليونا من الصاعات ) 1.750.000ھكتولتر( التي يجب الحصول عليھا سنويا.
أضيفت االحتياطات التي كان مجلس الشيوخ يريد االحتفاظ بھا في المخازن للضرورة ،كان
يصل التموين العمومي سنويا إلى أربع وعشرين ) (24صاعا ما يمثل مليوني ومائة ألف
)(5
) (2.1000.000ھيكتولتر.
كان في القرن األخير للجمھورية ،ثالث مقاطعات ،تعرف بمقاطعات ''التموين'' ھي
صقلية ،سردينيا وإفريقيا التي تقدم لألنونة كل تمويناته تقريبا ،وكانت المقاطعات الثالث
خاضعة لضريبة العشر) ،(6مما يعني أن األرض خاضعة لنظام المقاطعات ،والتي ال تتمتع
1 - Tite Live, XXX, 26; XXXI, 5 et 50; XXXIII, 42 ; Dezulueta (E), « L’histoire du droit dans
l’antiquité », Mélanges Fournier, (1929).
2 - Colls (D.), et (al.), L’épave de port- vendres II et le commerce de la Bétique à l’époque de
Claude, 1, (paris 1925).
3 -Suctor, Vie de César, 44 ; Maud (Marchand), La comptabilité à Rome sous la république et
au début de l’empire, (paris).
4 - D’Arms (J.H), et Kopff (E.C), (eds), « The seaborne commerce of ancient Rome », studies
in archeology and history, (Rome 1900).
5 - Leveau (ph), « A propos de l’huile et du vin en Afrique romaine et pourquoi (dermaniser),
l’archéologie des compagnes, Pallas.
6 - Boissier (G), « L’Afrique romaine », promenades archéologique en Algérie et en Tunisie,
(paris 1901).
139
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
بأي إعفاء خاص ،عليھا أن تدفع للخزينة كضريبة عشر محصولھا ويدفع عينا عوض أن
)(1
يقيم بالعملة مثلما يحدث في إسبانيا ومعظم المقاطعات األخرى.
إذا كانت النصوص لم تذكر شيئا بھذا الخصوص بالنسبة ألواخر الجمھورية ،فإننا
نجد في أوائل العصر اإلمبراطوري ،ومنذ عھد أغسطس الذي غيّر بشكل عميق نظام
األنونة ،وخلفاءه ،نجد إضافة مصر إلى مقاطعات التموين السابقة صقلية ،سردينيا
)(2
وكانت الضريبة محددة بخمس اإلنتاج وليس العشر ،وكانت تقدم في عھد وإفريقيا.
أغسطس سنويا لروما حوالي عشرين ) (20مليون صاع ،أكثر من ربع االستھالك
اإلجمالي) ،(3لكن تحت إدارة أغسطس ذاته وخاصة خلفائه ،توقفت األنونة عن التم ّون من
صقلية،حيث اختفت الضريبة العينية منذ عھد قيصر ،كما ال تحصل من سردينيا إال على
موارد ضعيفة .فأصبحت إفريقيا ومصر المقاطعتين المغذيتين لروما) :(4ففي عھد الفالفين
)(5
) ،(Flavieneكانت األولى تقدم الثلثين والثانية ثلث التموين العمومي.
ھذا الدور الذي تقوم به مقاطعة إفريقية في تموين روما ،ھو دافعنا لتخصيص حيز
من البحث إلدارة التموين في المقاطعة.
1- Rostovtseff (M.), « La perception de l’annone militaire dans l’Egypte romaine », Mélanges
Moeller, (Re. De trav, etc de l’univ. De Louvain, N°40, (1917).
2 - Dezobry (u), Rome au siècle d’Auguste, T.III, Lettre LXXXV, p. 363 ; J.Meunier,
« L’huilerie romaine de Kherbet Agoub (prigotville) », Bulletin de Sétif, T.II, p35.
3 - Aurelius Victor, Epitomae, I,G ; Flavius Josephe, Guerre des Juifs, II, 64, 4, Paul Orose, I,
8.
-من العشرين مليون ھذه ،نجد ثمانية ماليين فقط تمثل المساھمة اإلجبارية لمصر ،والباقي يشتريه الخواص أو تشتريه
إدارة األنونة.
4 - Hurelet (Fréderic.), « Le proconsul d’Afrique d’Auguste à Dioclétien », Pallas, N° 68,
(2005), p145-167.
5- Christol (M), Du Notable local à l’administrateur impérial,………………..………., p.
140
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
)*(
)(Aediles كان التموين في العصر الجمھوري يدخل ضمن صالحيات القيّمين
الذين واجھوا صعوبات في تموين المدينة "روما" التي تزايد بھا عدد العاطلين عن العمل
سواء من الفالحين الصغار الذين فقدوا أراضيھم أو من الجنود المسرحين ،لكن بداية من
العصر اإلمبراطوري ،غيّر أغسطس بعمق نظام التموين )األنونة( ،فإذا لم يتجرأ على إلغائه
مثلما فكر لحظة التوزيع المجاني) (1فقد قنّنه ،وحدد عدد المواطنين المستفيدين بمائتي ألف
)(2
مواطن ،على أن تحدد القرعة كل سنة الذين يخلفون األموات.
والية األنونة ،التي لم تكن في العصر الجمھوري غير مھمة إضافية ومؤقتة،
أصبحت وظيفة دائمة ورئيس اإلدارة الجديد ،يختاره اإلمبراطور نفسه ضمن الفرسان،
وتحت أوامره ،شخصية معتبرة) ،(3التموين العمومي الذي يشمل ال القمح الموجه للتوزيع
المجاني فحسب لكن أيضا االحتياجات ،وجراية الجنود وجراية عبيد اإلمبراطور والدولة،
وصلت سنويا إلى سبع وعشرين مليون وثالثمائة وخمس وسبعين ألف )(27.375.000
)(4
صاع أي ما يعادل) 2.396.407ھكتولتر( ما يعني نصف االستھالك اإلجمالي لروما.
لذلك أصبحت إدارة األنونة من أھم اإلدارات التي يتوقف عليھا أمن واستقرار روما،
ألن أي تأخير في وصول التموين ألي سبب من األسباب قد يتسبب في اضطرابات
اجتماعية -سياسية ال تحمد عقباھا .ما دفع األباطرة إيالء االھتمام المتزايد لھذه المصلحة
سواء في روما أو في المقاطعات خاصة مقاطعات التموين منھا مقاطعة إفريقية ،واقتضت
) *( -القيم ) (Aedilisفي روما :موظف مكلف بتموين روما ) (cura annonaeالشرطة في روما )(cura curbis
واأللعاب العمومية ومراقبة األسواق ،كان عددھم حتى سنة 366إثنان ثم أضاف قانون يوليا إثنان )(Aediles ceriales
مكلفان بتموين روما بالحبوب أنظر:
- Jean-Luc Lamboley, Lexique d’Histoire et de civilisation romaine, 2e éd Ellipses (paris
1995), matière Edile.
1 - Sueton, Auguste, 42.
2 - Pigeonneau H. « L’annone romaine et les corps de Naviculaires particulièrement en
Afrique », Revue de l’Afrique française et des Antiquités africaines, T.4 (1886), p
3 - Tacite, Annales, I, 17, Hirschfeld, Annonae, p27.
4 - Christol (Michel), « Les subdivisions de l’administration dominable et financière en
Afrique romain », PUPS, (PARIS 1999).
141
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
مھام مراقبة المنتجين وكذا الجباية تكوين جھاز للجباية في ھذه المقاطعة ،مدعم بالموظفين
التابعين لحكام المقاطعة المعين بدوره من طرف مجلس الشيوخ في البداية واإلمبراطور
)(1
الحقا.
فقد خضعت مصلحة األنونة في إفريقيا لبروقنصلية للبروقنصل حاكم المقاطعة ،وكان
مقر ھذه المصلحة في مدينة قرطاجة ،وكان البروقنصل المسؤول األول عن عمليات شحن
)(2
المواد الغذائية خاصة القمح نحو روما .فأسندت إليه إدارة األنونة بموجب ذلك.
ويبدو من مصادرنا أن مصلحة األنونة اإلفريقية ،قد جندت عددا ھائال من الموظفين
واألعوان لجباية الضرائب العينية ،المفروضة على المحاصيل خاصة القمح في المرحلة
)(3
األولى ثم الزيت الحقا.
لجباية الضرائب المفروضة على القمح وزيت الزيتون اعتمد والي األنونة اإلفريقية
على المحاسبين ) (numerariiوالصرافين ) (tabulariiالذين يقومون بتحديد قوائم
)(4
المنتجيين وھم الوزانون الخاضعين للضرائب العينية بأربعة أشھر قبل موعد جبايتھا.
ونظرا لكثرة التحايل والغش والتواطؤ ،لجأت إدارة األنونة إلى استخدام موظفين
آخرين ،وھو الوزانين ) ،(mensoresوذلك للتدقيق في الكميات المتحصلة من القمح
والزيت سنويا ،عرفوا بوزاني القمح ) ،(mensores frumentariiرغم أن ھؤالء
1- Lepelley (Claude), « La préfecture de tribu dans l’Afrique du Bas- empire », Aspects de
l’Afrique romaine, Les cités, La vie rurale, Le christianisme, Bani, Edipuglia, (2001), p. 305-
317.
2- Hurelet (Fréderic.), « Le proconsul d’Afrique d’Auguste à Dioclétien », pallas, N° 68,
(2005), p. 145-167.
3 - Cod.th, Livrm XIVm T. 03 ; pline, II, N.L. 18, c.28.
-4أنظر أعاله ،الفصل الثاني ،الجزء الخاص بمساعدي والي األنونة ،ص
142
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
الموظفين كانوا تابعين لوالي األنونة ومسؤولين أمامه ،لكن ذلك لم يمنعھم من إرتكاب
)(1
تجاوزات على حساب المنتجين.
قسمت مقاطعة إفريقية إلى دوائر إدارية ،استغلت كقاعدة في توزيع األسس
الضريبية) ،(2فكان موظفو األنونة أو حاكم المقاطعة يقوم بتحديد عدد المالك وحجم أمالكھم
وما فيھا من حقول القمح وأشجار الزيتون لتحديد الضريبة التي تقدر بعشر إنتاج القمح الذي
)(4
يؤخذ من البيدر بعد الحصاد والدرس) ،(3وكذا ثلث إنتاج الزيت الذي بعد عصره.
زودت إدارة األنونة بمراقبين ) (custodiaحتى ال يتخلف أحد عن دفع حصته من
الضريبة العينية ،وتتم جباية الزيت بحضور عون مكلف بالزيت تابع لمصلحة األنونة ،ويبدو
من تعيين ھذا العون الخاص بالزيت اإلفريقي ) ،(Olem afrumأن جباية الزيت بدوره
كانت تحظى بعناية خاصة نظرا لتعدد استخداماته فإضافة إلى دخوله في مختلف الوجبات
)(5
الغذائية ،كان يستخدم في قاعات الرياضة واإلنارة وصناعة الصابون.
1 - Barrau (Patrek), « A propos de l’officium du vicaire d’Afrique », l’Africa romana, 4/1,
(1988), p.79-100.
-2حارش )محمد الھادي( ،التاريخ المغاربي القديم ،السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح اإلسالمي ،المؤسسة
الجزائرية للكتب) ،الجزائر ،(1995ص .190 .أنظر كذلك،
- Jacques (Gascou.) , « La politique municipale de l’empire Romain en Afrique proconsulaire
de Trajan à Septime-Sevère », publications de l’école Française de Rome, (1972), p
3- M. Rostowtzeff, studien zur geschichre des romischen Kolonates, Leipzig Teuber, 1910,
p.346
نقال عن :أحمد سعيد ،األنونة في المغرب الروماني )الضرائب العينية على إنتاج القمح وزيت الزيتون( )146ق.م235-م(،
مذكرة لنيل شھادة الماجستير جامعة الجزائر ) ،(2009-2008ص.92.
4 - Camps- Faber, L’olivier et l’huile en Afrique romaine, (Alger 1953).
-5حارش )محمد الھادي( ،المرجع السابق ،ص.207.
143
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
)(1
وأربعمائة ألف ) (2400.000ھكتولتر ،ما يعني أنه يتجاوز احتياجات التموين العمومي
)(2
أو ما يسمى في عھد األنطونيين التموين السنوي لمدينة روما.
إلى جانب دفع الضريبة ،كان المنتجون يجبرون على نقل الضريبة العينية إلى
المخازن التابعة لمكاتب األنونة ،ويتم ذلك عن طريق التسخير ،وھو األمر الذي سنعود له
)(3
الحقا.
-2التخزين:
إلى جانب المخازن الضخمة التي ت ّم بناؤھا في بوزول وأوستيا الستقبال القمح الموجه
لتموين روما ،أقامت مصلحة األنونة ،مخازن في مقاطعات إفريقية منھا إفريقية
)(4
البروقنصلية.
وكان يختار لبناء ھذه المخازن المواقع القريبة من المزارع ومناطق إنتاج الزيت،
)(5
. وعلى حافات الطرقات تسھيال الستقبال الجباية المستحصلة من طرف مصلحة األنونة
وكذا في الموانئ تسھيال لعملية الشحن نحو بوزول في البداية ثم نحو أوستيا من حيث تنقل
)(6
على القوارب إلى روما.
1- R. Cagnat, « l’annone d’Afrique », mémoires de l’académie des inscriptions et belles-
lettres, t.40, (1915), p255. Pigeonneau H, op.cit, p.224 ; Leveau Philipe, « L’organisation de
l’espace agricole en Afrique à l’époque romaine, l’Afrique dans l’occident romain, (1 siècle
av. J.C) », CEFR, (Rome 1990), p129-141.
2- Leveau Philipe, « L’organisation de l’espace agricole en Afrique à l’époque romaine »,
l’Afrique dans l’occident romain, (1 siècle av. J.C) », CEFR, (Rome 1990), p129-141.
3 - Jaidi (Honane.), op.cit ; p240
4 - Picard (G.Ch), « Néron et le blé d’Afrique », Cahiers de Tunisie, T.4, (1956), p.163-173.
5- Mokhtar, G, op.cit, p359 ; Lefebures Noettes, « La voie romaine à la route moderne »,
Rev.arch, (1925), p15 ; Hirschfeld (o.), « Die romichen Meilensteine », Kl. Schr, p.703.
6- Dubois, Pouzzoles antique, p83.
144
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
وكانت ھذه المخازن تبنى على مسافات متباعدة عن بعضھا البعض بحوالي ثالثين
مترا على األقل ،وذلك تجنبا للحرائق ،ويدل إنشاء جھاز خاص بإطفاء الحرائق على تكرار
ھذه الحرائق سواء تلقائية أو من فعل فاعل.
وتواجدت أھم مخازن مقاطعة إفريقية بمدينة قرطاجة وأوتيكا لتخزين المواد المنتجة
في زغوان )السھول الكبرى وسھول مجردة( ،شيدت مخازن أخرى في ھرقلة قرب
)(1
حضروموتوم ) (Hadrumutumالستقبال من محاصيل المزاق.
)(2
كما تواجدت في تابسوس )رأس الديماس( وثوردروس )الجم( وزانا )جامة(.
ويبدو أن ھذه المخازن كانت ذات حجم كبير ،يقال أن أحد المخازن في أوستيا بلغت
)،(3
وقدرت عدد غرفه بمائة وأربعين مساحته حوالي واحد وعشرين ألف متر )(21000
) (140غرفة ،وكانت بعض تلك المخازن تتكون من طابقين) ،(4مما يعني ضخامة ھذه
المخازن وبالتالي تكون إدارة األنونة ال تكتفي فقط بتخزين الحاجيات السنوية وإنما تضع
احتياطات لما يمكن أن نسميه بالسنوات العجاف سواء بسبب القحط أو األحوال الجوية أو
)(5
االضطرابات الناتجة عن معاداة للسياسة الرومانية.
وقد تم بناء تلك المخازن باألحجار المقصوبة المستطيلة الشكل عادة لبناء الجدران
التي يقدر سمكھا بأزيد من ستين سنتمترا) ،(6وذلك لمواجھة الظروف الطبيعية كحرارة
الصيف وبرودة الشتاء ،وللقضاء على الحشرات التي قد تتلف الحبوب ،كان يتم طالء
الجدران من الداخل وكذا أرضيتھا بالطين المختلط بنسغ الزيتون ) ،(amurcaكما كانت
1 - Cagnat (R.), L’armée romaine d’Afrique et l’occupation militaire ................, p.315.
2 - Slim (hédi), « Nouveaux témoignages sur la vie économique à Thysdrus », dans l’histoire
et archéologique d’Afrique du Nord (II colloque international), (paris 1985), p.63-85.
3 - D.S. Potter and D.J. Mattimgly, Life, death and entertainment in the Roman Empire,
Michigan (1999), p182.
4 - Cagnat (R.), op.cit, p.313.
5
- Ibid.
6 - Allais (Y.), « Les greniers publics de Djemila (cuicul), Revue africaine, t.74, (1933),
p.260.
145
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
)(1
(villici أبواب تلك المخازن متينة ،وتغلق بإحكام ،وخصصت غرفتين لحراس المخزن
) ،exhorreariiكما وضعت لھا أسقف من القرميد لحمايتھا من األمطار والثلوج شتاء
)(2
والحرارة صيفا.
كان تسيير ھذه المخازن في العھد الجمھوري خاضع لسلطة القيّميين ) (Aedilesثم
قيّمي الحبوب ) (Aediles plebis cerealesبداية من عھد يوليوس قيصر ،وأصبحت
)(3
مھمة تسييرھا في العھد اإلمبراطوري من صالحيات إدارة األنونة حتى نھاية ھذا العھد.
لم يكن السكان مجبرون فقط على دفع الضريبة العينية فحسب ،بل كانوا مجبرين على
نقلھا إلى المخازن بوسائلھم الخاصة بواسطة العربات) (5أو على دواب النقل ،وكان النقل يعد
في حد ذاته كضريبة تعفيھم من أعباء عمومية أخرى ،وال شك أن روما طبقت ھذا المبدأ
)(6
الذي كان معمول به في مصر البطالمة.
1 - Beschaouch (Azdine.), « Aspects des finances municipales en Afrique romaine », CRAI,
(1999), p.1035-1052.
2 - Precheur- (Canonge), La vie rurale en Afrique romaine d’après la mosaïque, éd. PUF,
(1962), p32.
3 - Waltzing (M.), op.cit, p.66.
4 - Pavis d’exurac (H.), « La préfecture de l’annone……… », B.E.F.A.R. (1976), p.264.
5- Morel (J-Paul.), « Nouveaux regards sur l’économie de l’Afrique antique et médiéval »,
l’Afrique du Nord antique et médiévale, VI (colloque international), éd du CTHS, (1995),
p.209-216.
6 - Code Theo. XI, 1,2; West (C ), “Phases of commercial life in Roman Egypt”, JRS, N°07,
(1917), p.45.
146
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
وكانت السخرة التي يلجأ إليھا لفرض على دافعي الضريبة نقل الضريبة إلى
المخازن ،محل العديد من التجاوزات ،وكان على دافعي الضريبة جلب الحبوب في تواريخ
مح ّددة بالقانون موزعة على ثالث مرات على األقل منذ عھد ديوقليسيانوس إلى المخازن
البلدية األقرب من مقر اإلقامة) ،(1حيث يسلمونھا مقابل وصل ،ومن ھنا كانت تنقل األنونة
من طرف البلدية إلى مخازن أخرى ،مخازن الضريبة ) (horrea fiscalisالتي تقع على
(praepositi محطات أو مفترق الطرق ،وكانت تدار بواسطة مندوب المخازن
) horreorumعون دولة ،من ھذه المخازن كانت تصل إلى المخازن الواقعة في الموانئ،
وقد ع ّد روني كانيا ) (R. Cagnatبعض تلك الموانئ الداخلية والساحلية الواقعة في
)(2
البروقنصلية.
كان جزء من ھذه الحبوب التي توضع في ھذه المخازن يوجه لجيش االحتالل)،(3
(annonae والجزء اآلخر كان يوزع على الموظفين كأجر لھم بحسب درجاتھم
)(4
).congrumae suae dignitati
وأخيرا الجزء األعظم كان يوجه إلى روما ،وھنا الواجب دراستھا عندما يتعلق األمر
بمقاطعة إفريقية .وھنا أيضا يجب التمييز بين العصر الجمھوري والعصر اإلمبراطوري
السابق لديوقليسيانوس وما بعد ديوقليسيانوس.
1 - R. Cagnat, op.cit, p. 262-263 ; Mitteis (L.), « Romishes privatrecht bis auf die zeit
Diokletians, I, grundbegriffe und lehre non de juritschen personen », in Binding, Handbuch d.
Deutschen Rechtswiss, (1908).
2 - Leppelly (Claude), « Témoignages épigraphiques sur le contrôle des finances municipales
par les gouverneurs à partir du règne de Dioclétien », Actes de la rencontre internationale
franco-italienne sur l’épigraphie du monde romain, CEFR, (Rome 1999), p. 235-247.
3- Christol (Michel.), « L’armée des provinces pannoniennes et la pacification des révoltes
maures sous Antonin le pieux », Anti Afr, (1981), p. 133-141.
4 - Van Berchen (D.), « L’annone militaire dans l’empire romain au IIIe », Mem.de.La SO.
Na. des anti. De Fran, T. 80, N°08 S. T. 10, (1937), p.185 et N°4.
147
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
في العصر الجمھوري وفي كل األوقات التي كان يتم فيھا اللجوء إلى االستئجار
لتحصيل الضريبة ،كان النقل على كفالة العشارين ) (publicaniوفي الحاالت االستثنائية
)(1
فقط لدعمھم أو من أجل ضمان سرعة النقل ،كان يلجأ إلى التسخير.
المقارنة بين طريقتي العمل تلك تؤكد بسرعة للدولة أنه من مصلحتھا تجاوز
االستئجار في أقرب وقت ممكن ألن ھؤالء المستأجرين لم يكونوا "أصحاب سفن" فكانوا ھم
أنفسھم يستأجرونھا عند تجار المدن الساحلية الكبرى ،وھي خسارة للخزينة المجبرة على
الدفع لھؤالء وأولئك ،فكان من األفضل إبعاد الوسطاء ،وھكذا ت ّم التخلي على نظام االستئجار
منذ القرن األول بالنسبة لموريطانيا والقرن الثاني بالنسبة للبروقنصلية) (2بعد التخلي على
نظام االستئجار لجباية الضريبة وعوضت بنظام إداري للجباية ،وجدت اإلدارة
اإلمبراطورية نفسھا مجبرة على البحث على وسيلة لنقل قمح إفريقيا إلى روما ،فقررت
التفاوض مباشرة مع أصحاب السفن ولنا دليل على ذلك نقش يشير إلى مساعد والي األنونة
مكلف بالتفاوض مع مجھزي السفن لنقل القمح والزيت:
وبلجوء الدولة إلى أصحاب السفن ھؤالء ،كان يجب عليھا وأن تشجعھم أن تزيد في
عددھم وأن تدفعھم لبناء عدد أكبر من السفن ،وأن تضمن لمن يقدم لھا خدمات بعض المزايا
واالمتيازات ،وما ھي مع ذلك إال امتيازات شرعية مقابل الصعوبات المادية ،والغيابات
المستمرة والدائمة ،وقد الحظنا ھذه المزايا منذ العصر الجمھوري.
1 - Devalroger (Raoul), Droit Romain de la ferme des impôts et autres revenus publics, (paris
1895).
2 - Pamella (Clementina), et Tchernia (André), « Produits agricoles transportés en amphores,
l’huile et surtout le vin, dans l’Italie d’Auguste à Domitien (Colloque, Rome 1992), CEFR,
(Rome 1944), p. 145-167.
3 - C.I.L. II, 1180 ; Héron de villefosse, « La mosaique des Narbonnais », Bull. arch. Du con.
Des trav. Hist. (1918), p.245.
148
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
)،(1
وت ّم إعفاء ففي سنة 215ق.م كلفت ثالث شركات بتموين الجيش في إسبانيا
)(2
خالل كامل فترة الحملة ،وفي عھد ھدريانوس أصحاب أعضائھا من الخدمة العسكرية
السفن الذي يم ّونون روما كانوا معفيين من األعباء البلدية وسينتظم ھؤالء في وقت الحق في
"مجمع" لكن دون أن يفقدوا استقاللھم تجاه الدولة ،أعضاء ''المجمع'' الذين يريدون تقديم
خدماتھم لمصلحة "األنونة" ،يستفيدون من االمتيازات المرتبطة بالمھمة ،واآلخرون يبقون
أحرارا بالبقاء خارج ھذه المصلحة ويمارسون التجارة لحسابھم) ،(3فلم نصل بعد إلى اعتبار
(numus مجھز السفن كموظف والدور الذي أنيط به ،كواجب ومصلحة عمومية
) publicumوقد فسر ولتزينج) (M. Waltzing)(4كيفية قطع ھذه المرحلة رسخت
االمتيازات نھائيا في عھد سيبتيموس سفيروس وكراكال ) ،(5وتتمثل قبل كل شيء في اإلعفاء
من كل األعباء البلدية ،ولتبرير ھذا اإلعفاء المخالف لنظام توزيع األعباء كما يذكر
كاليسرات أن أھمية الحبوب في روما ،ھي األخرى عبء عمومي وبالتالي من الطبيعي أن
تعفي من األعباء األخرى ،من يتكفل بھذا العبء) (6وظيفة مجھز السفن رغم مجازاتھا ،بدأت
تدمج في مصلحة وواجب عمومي حقيقي ) (munus publicumال يتعلق األمر بفرضھا،
لكن أن تبرر االمتياز الذي حصلت عليه ،وعندما يعتبر "اإلعفاء" مرتبط ''بالمجمع"
) ،(collègeوالمجمع كمكلف بمھمة عمومية ،يبدو ھذا األخير كمؤسسة رسمية موجھة
)(7
لضمان خدمة عمومية ومثبت في الھدف مثل الكثير من الجمعيات المھنية األخرى.
1 - Pascale (G.), « Politique Flavienne et fiscalité en Hispania », Mélange de casa de
velazque, (1990), p.45-73.
2 - Cagnat (C .), « L’armée romaine de l’Afrique », (1829), p.182.
3 - Julien (G.), « Inscription du second siècle relative à l’annone militaire », Mélanges de
l’école française de Rome, (1938), p.56-77.
4 - M. Waltzing, Etole historique sur les corporations………………., p. 46 et suiv.
5 - Digeste, I, 6, 6.
6 - Dayet- gagey (A.), Septime sévère, Rome, l’Afrique et l’orient, (paris).
7 - Christol (M.) et Fiches (J.L), « le Rhône : batellerie et commerce dans l’antiquité », dans
gallia 56, (1999), p.141-155.
149
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
)(1
)192-177م( في تم تنظيم أسطول األنونة في عھد اإلمبراطور كومودوس
قرطاجة ليتولى نقل األنونة اإلفريقية على شاكلة أسطول اإلسكندرية (classis africana
) commodiana herculeaوقد زاد اإلمبراطور في عدد وقيمة ناقالت القمح اإلفريقي،
وتدخل إللزامھا بالخدمة العمومية بطريقة مستمرة وثابتة لمجھزي السفن األفارقة ،وله يعود
في الواقع تنظيم أسطول قرطاجة ،وكان أعضاؤه يعينون من البروقنصل شريطة مصادقة
)(2
اإلمبراطور.
ھذا وضع المؤسسة قبل ديوقليسيانوس ،أما بداية من عھد ديوقليسيانوس ،فنجد على
)(3
(praefectus رأس المصلحة في إفريقيا شخصية تحمل اسم "والي أنونة إفريقية''
) ،annonae africaeيظھر ألول مرة في قوانين 315م في مدونة ثيودوسيوس) ،(4كان
موجود إذن في ھذا التاريخ .لكن إنشاء ھذا المنصب على ما يبدو سابق لذلك ،والبعض
يريدون إعادته حتى القرن الثالث للميالد ،ونجد المنصب مذكور في موجز المناصب
الرسمية ).(la notice dignites) (5
كان يخضع مباشرة لوالي البريتوار في إيطاليا ،وال يخضع ال لسلطة البروقنصل وال
لوكيل إفريقيا) (vicarius africae)(6دور ھذين األخرين كان مختلف :البروقنصل في
مقاطعة إفريقية البروقنصلية فقط أما وكيل إفريقيا ،فھو مسؤول على كامل باقي شمال
إفريقيا ،وأكثر من مرة وحتى في البروقنصلية كان الجباة األوائل للضريبة األمناء المسؤولين
1 - Marel (Jean-paul), « Rome capitale : les productions et le commerce de César à
Commode », dans le Bhec, yann, (dir.), Rome, ville et capitale de César à la fin des
Antonins, (paris), éd, du temps, (2001), p.141-158.
2 - Hurelet (Fréderic), « Le proconsul d’Afrique d’Auguste à Dioclétien », pallas, N°68,
2005, p.1445-176.
3 - Lepelley (C ), « La préfecture de tribu dans l’Afrique du bas-empire », Mélanges W.
4 - Code theo, XI, 30, 4 ; XXI, 5, 2.
5- Hirschield, Philologus, 1870, p.87, d’après R. Cagnat, op.cit, p.269.
6 - Not.dign.oc.II, 41.
150
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
إزاء الضريبة إليھم تسليم ) ،(transmissioأما والي األنونة ،فكان دوره مركز )جمع( ھذه
الضريبة) (1وإرسالھا إلى روما ).(pervectio
مثل كل رؤساء المصالح كان تحت أوامر ھذا الوالي عدد من الموظفين بالخصوص
بالخصوص الصرافون ) (tabulariiالذين يحفظون الحبوب التي تصل إلى روما.
وضعية ھؤالء )أصحاب السفن( في القرن الرابع ،كانت تختلف عن وضعية سابقيھم،
الدولة ال تتفاوض معھم فرديا مثلما كان في الماضي ،فكانت تملي ما تريد للجمعيات التي
ينتمون إليھا ،والتي ھم مرتبطون بھا اآلن ،ال إراديا مثلما كان في السابق ،لكن إجباريا
وقانونيا.
1 - Code theo. I , 15, 10.
2 - Godefroy, Waltzing, op.cit ; p.60.
3 -Christol (M.), « Remarque sur les naviculaires d’Arles », Dans Latonus, N°30, (1971), p.
643-653.
151
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
(munus أصبحت خدمتھم في ھذه الفترة تنفيذ ) ،(functioعبء عمومي
) publicumسبب وجودھم تقريبا ،وكانت تشكل في نفس الوقت عب ًء شخصيا (munus
)(1
) personarumوعب ًء على أمالكھم ).(munus patrimonii
الثروة الخاصة لكل واحد من مجھزي السفن يجب أن تخصص لھذه المصلحة ،الكل
يساھم نسبيا في أمالكھم ،ھكذا كان عليھم إنشاء سفنھم بأموالھم الخاصة ،لكن بناء على
نموذج محدد باللوائح العمومية ،وتوظيف وكذا أجر كل الطاقم من الرُبان إلى البحار ،وفي
)(2
حالة الغرق ،ھم مسؤولون عن وضعھم والنكبة وعلى فقدان الحمولة.
الواجبات
يجب على مجھزي السفن السھر على النقل وأن يقودوا ھم أنفسھم سفنھم)،(3
ويعتبرون مسؤولين عن تسليم المؤونة ،إذا تم إدراك بعد الوصول إلى أوستيا أنه لم يأتي
بالكمية المطلوبة ،فيسجل الحادث رسميا ويتم تحرير تقرير ،ويرسل مجھز السفن إلى إفريقيا
تحت حراسة عون اإلدارة ) (excutorليحاكم من طرف والي األنونة في قرطاجة ،ويدفع
من أمواله الفرق ،كما كانت ثروة كل أعضاء الجمعية كما نعرف كانت مخصصة باستمرار
للمصلحة ،ما كان إمكانية مؤكدة للحكم على األشخاص ،وعندما تكون ھذه الوسيلة غير
كافية ،يتم اللجوء إلى وسائل أخرى بتمديد لألطفال االلتزام المفروض على األولياء،
)(4
وإجبارھم للقبول مع الميراث األعباء التي ترتبط به.
االمتيازات
مقابل تلك األعباء ،منحت الدولة لمجھزي السفن عددا معينا من المزايا واالمتيازات:
1 - Christol (M.), « les naviculaires d’Arles et les structures du grand commerce maritime
sous l’empire romain », dans province historique, (1982), p. 5-14.
2-
-3قانون ثيودوسيوس 6،5 ،XIIIقانون موجه ضد مجھزي السفن الذين يتواطؤون مع الحكام ،ويبقون في منازلھم،
ويتركون لألقل تجربة مھمة نقل القمح إلى روما.
4 - Palanque (J.R), op.cit ; 105.
152
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
في بعض أجزاء اإلمبراطورية خاصة في الشرق ،أصحاب السفن ،كانوا يتلقون
كأجرة مبلغا يتناسب مع كمية السلع المنقولة ،ولم يكن األمر كذلك مع مجھزي سفن إفريقيا،
فكان لھم الحق تسليم الحبوب التي أسندت لھم مع فضلة ) (déchetمن %1الذي يبقى ملكا
)(1
لھم ويشكل عمولتھم.
كانوا يتمتعون باإلضافة إلى ذلك ببعض اإلعفاءات ،فاإلعفاءات التي تمتعوا بھا في
)(2
القرن الثالث والقرن الرابع تم تأكيدھا أكثر من مرة في سنة .326
وقد حصلوا من اإلمبراطور قسطنطينوس على رتبة الفرسان وھذا ما تم تأكيده الحقا،
وذلك ال للرفع من مرتبة جمعيتھم ،لكن ليجنب أعضاءھا العقاب الجسدي المخصص
للوضيعين ) ،(humilioresخاصة في الحاالت يتم التحقيق في حاالت الغرق وفقدان سلع
)(4
األنونة ،فكان البحارة فقط من يتعرضون لھذا النوع من التحقيق.
نجھل تماما ما ھي األھمية الحقيقية وتنظيم أسطول التموين )األنونة( اإلفريقي الذي
ترتبط به عموما الحياة والسلم في روما.
1- Sartre (M), L’orient romain, seuil, (paris 1991).
2 - Chastagol (André), op.cit, p.95.
3 - Cagnat (R. ), « Portium » , in daremberg-saglio, IV, p. 586.
4 - Salama (pierre) , « les provinces d’Afrique et les débuts du monogramme Constantinien,
In: Bulletin de la Société Nationale des Antiquaires de France, 1998, 2002. pp. 137-159.
153
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
كان ھذا األسطول يبحر مع بداية الربيع ،وأثناء الخريف والشتاء ،لم يكن البحر
األبيض المتوسط يضمن مالحة آمنة وسريعة ،فلم يكن بمقدور الدولة إجبار مجھزي السفن
)(1
على اإلبحار إال في حاالت الضرورة القصوى على إجبار مجھزي السفن على اإلبحار.
يتوقف اإلبحار في شھر نوفمبر ويستأنف في منتصف مارس ،لكن ليس دون خطورة
حتى عيدس مايو على األقل بالنسبة للسفن الحربية ،أما التجارية فيمكن أن تستأنف قبل ذلك
بقليل ،قانون سنة 350الموجه لمجھزي سفن إفريقيا يذكر بداية أفريل كتاريخ أولي لبداية
أسفار نقل القمح) ،(2ونعلم أن الضرائب العينية تدفع على ثالثة أقساط في األول من يناير في
األول من مايو وفي األول من سبتمبر).(3
بينما األراضي الخاضعة للقانون الخاص لألنونة ) (jus privatum salvo cannonأو
قانون ) ،(jus emphy teuticumكانت تصب في مارس وجويلية).(4
الحصة األولى من األنونة التي تساوي الثلث من مساھمة إفريقيا اإلجمالية ،والتي
تبحر في بداية الربيع توافق وقسط يناير المحدد لضريبة ) (stependiumوقسط مارس
يطبق على باقي الدفعات ،والباقي يحمل بالتتالي خالل فصل اإلبحار.
ال تذكر النقوش عادة "مجھزي السفن'' في إفريقيا ،فلم نعثر إال على خمس نقوش كما
وسكيكدة)،(8 )(7
)سوسة( ،نابل) ،(6طبرقة )(5
ھو منتظر في المدن الساحلية في حضرموتوم
لكن الحفريات التي أجريت في أوستيا مكنتنا من معرفة أن كل الجمعيات التي الصفوف
األولى ھي إفريقية حيث نجد (navicuarii karthaginiensen) :ويجاورھم
hippo )(navicularii misuensesو) (sellectumفي المزاق ،وھيبو-ديارتيوس)
1-
-2قانون ثيودوسيوس .3 ،9 ،XIII
-3نفسه .1،16 ،XI
-4نفسه .19 ،7 ،XII
5 - Année epig. 1912, 170.
6 - C. I. L, VIII, 969, 970.
7 - La blanchère, Tombesen, mosaïque de thabraea, p. 20, N° 20.
8- C.I.L. VIII, p 1879, (inscription grecque).
154
مصلحة األنونة في المقاطعات ومقاطعة إفريقية بالخصوص الفصل الخامس
(Diarchtusوصبراتة ) (sabrataفي إقليم طرابلس وكلھا من إفريقية البروقنصلية دون
ذكر باقي المقاطعات.
تقديم األنونة ونقلھا إلى روما بعناية مجھزي السفن لم تكن االلتزام الوحيد المفروض
على إفريقيا ،ھناك أخرى ترتبط باألولى ،فمنذ اليوم الذي قرر فيه األباطرة توزيع الخبز
على الشعب عوض القمح مجانا أو بأسعار منخفضة ،فكان يجب تنظيم على أسس متينة
جمعية الخبازين في روما ،فأصبح الخبازون كمجھزي السفن أعوان دولة ،فإذا كان األوائل
يأتون بالقمح فاألخيرين يحولونه بأوامر عليا لتغذية مواطني العاصمة ،من ھنا جاءت
ضرورة االستجابة للتوظيف المستمر لھذه الھيئة ،فكانت إفريقيا مطالبة بالمساھمة برجالھا
في دعم ھذه الجمعية ،فكان على حاكم المقاطعة أن يرسل أشخاص يعينھم بنفسه لھذه
المصلحة).(1
1 - Naudet, « Des secours publics chez les Romains », mémoire de l’académie, des
Inscriptions des Belles -Lettres, T, XIII, (1925).
155
الخاتمة
الخاتمة:
-كانت "األنونة" أي تموين مدينة روما إحدى اإلنشغاالت األساسية والدائمة لمجلس
الشيوخ في أواخر العصر الجمھوري ،وقد تزايدت االحتياجات إلى التموين في أوائل العصر
اإلمبراطوري وتفاقمت في العصر اإلمبراطوري األسفل.
-كان الجزء األكبر من إيطاليا قد تخلى على زراعة الحبوب التي لم تستطع منافسة
نظيرتھا القادمة من صقلية ،سردينيا وإفريقيا في المرحلة األولى ومن إفريقيا ومصر في
فترة الحقة ،فاضطر صغار الفالحين الھجرة إلى روما حيث عانوا البطالة ،وكان لجوء
قدامى المحاربين والجنود المسرحين بدورھم إلى روما أن تزايد عدد العاطلين الذين يطلبون
القوت.
-لجأت الدولة في البداية إلى محاولة توفير القوت لھؤالء العاطلين بأسعار منخفضة،
لكن ذلك لم يكن كافيا أمام إنعدام موارد لھم.
-كان استخدام العبيد في العمالة الزراعية أن غيّر درجة الحياة في إيطاليا ،فمن ناحية
أبعد صغار الفالحين من مزارعھم وھم المساھمون بقدر من اإلنتاج الفالحي واستخدام العبيد
الذين تنقصھم الخبرة ،أدى إلى تناقص اإلنتاج ،في وقت ازدادت الحاجة إلى الحبوب لتموين
الجيوش المتزايد أعدادھا في اإلمبراطورية من ناحية وكذا تموين العاطلين عن العمل في
روما من ناحية أخرى.
-أصبح كل المواطنين الرومان من أعضاء مجلس الشيوخ إلى الفرسان إلى آخر
مواطن كادح يعيشون من حقھم في "المواطنة" ،النبالء كموظفين ،والفرسان كعشار )جباة
ضرائب( يعيشون من استغالل المقاطعات ،والعامة تطلب حقھا من ھذا االستغالل للعالم
لصالح المدينة ''روما" ،تطلب الخبز الذي ال تستطيع طلبه بالعمل الذي استولى عليه العبيد.
157
الخاتمة
-بدأ القيّمون ) (Aediles curutesمنذ الحرب البونيقية الثانية في بيع القمح المورد
من إسبانيا ،وإفريقيا بأسعار أقل من أسعار السوق ،قبل أن يقرر كايوس قراكوس ،تقديم
ضريبة العشر العينية ،بنصف سعرھا في السوق للمواطنين الرومان ،بحصة خمس صاعات
) 43.770لتر( لكل فرد في كل شھر ،قبل أن يتم التوزيع المجاني في عھد كومودوس للعامة
على األقل.
-بلغ عدد المواطنين الرومان الذين يستفيدون من التوزيع المجاني عند إصدار
القانون ،ليصل العدد بعد ذلك ببعض سنين ثالثمائة وعشرين ألف مواطن أثناء ديكتاتورية
يوليوس سنة )45ق.م( ،مما يعني التزايد الرھيب لطالبي القوات.
-خالل العصر الجمھوري ،كانت ثالث مقاطعات ھي المعروفة بـ :مقاطعات الحبوب
أو التموين ھي صقلية ،سردينيا وإفريقيا التي تقدم لألنونة كل احتياجاتھا تقريبا ،لكن سرعان
ما تراجعت صقلية وسردينيا قبل أن تعوضھما مصر إلى جانب إفريقية التي أصبحت توفر
ثلثي احتياجات روما ،بينما تتكفل مصر بالثلث اآلخر.
-كانت تلك المقاطعات الثالث ،خاضعة لضريبة العشر ،أي أن أراضيھا خاضعة
لنظام المقاطعات التي ال تستفيد من اإلعفاء الخاص ،ومدينة للخزينة بعشر إنتاجھا الذي يدفع
عينا وال يقيّم نقدا مثلما ھو في مقاطعات أخرى مثل إسبانيا ومعظم المقاطعات.
-كان المالك الخاضعين للضريبة ،ملزمون بنقل القمح حتى المخازن ،ونقله إلى
روما كان على نفقة الدولة.
-كانت حمولة السفن المسموح لھا بالتعھد للنقل العمومي ھو عشرة آالف صاع أو
مائة برميل ،مما يسمح لنا بتقدير عدد السفن بحوالي أربعمائة سفينة تقل ما بين 40.000أو
50.000صاع )أو 440-350سعة برميل( لنقل ذلك يستلزم أسطول من أربعمائة سفينة أو
على األقل مائة إلى مائة وخمسين سفينة ،إذ افترضنا عدة رحالت.
158
الخاتمة
-كانت وسائل النقل ھذه كانت تستأجر في روما بالمزاد من طرف المراقبين أو
الخازنين ) ،(quaestoresوكانت تعود عادة لمستأجري الضرائب الذين يقدمون بسعة
مواردھم وعالقاتھم ضمانات ،ال تتوفر في الخواص.
-كانت الدولة تقدم امتيازات لھؤالء ،فكانت الدولة تأخذ على عاتقھا الخسائر الناتجة
عن تعفن السلع أو الخسائر الناتجة عن الحوادث كالغرق أو عمليات القرصنة ،فضال عن
اإلعفاء من الخدمة العسكرية وبعض األعباء الشخصية األخرى.
-كانت الدولة تحتفظ بحق السخرة في الحاالت المستعجلة أو عندما تخشى نقص
وسائل النقل ،فالدولة تحتفظ بحق السخرة على سفن النقل ذات سعة عشرة آالف صاع.
-غيّر أغسطس بشكل عميق نظام التموين وح ّدد عدد المستفيدين بمائتي ألف مستفيد،
وكانت القرعة تحدد سنويا الذين يخلفون األموات.
-والية األنونة ،التي لم تكن في العصر الجمھوري غير مھمة إضافية ومؤقتة،
أصبحت وظيفة دائمة ورئيسھا يعين من طرف اإلمبراطور ضمن الفرسان ،وكان تحت
أوامره عددا معتبرا من الموظفين.
-عمل األباطرة على ضمان النقل لمصلحة األنونة باستخدام نظام التحفيزات،
فإضافة إلى االمتيازات التي تمتع بھا مجھزي السفن في العصر الجمھوري أضاف األباطرة
العديد من المزايا واالمتيازات التي كانت ضرورية مقابل األخطار والصعوبات التي تواجه
البحارة.
-تم تحسين وتوسيع مينائي بوزولوس وأوستيا بطريقة تجعلھما قابالن للمالحة حتى
في فصل الشتاء ،وحفر قناة بين الميناءين من طرف اإلمبراطور نيرون ،كما ت ّم تنقية قعر
نھر التبر ،وأصبح قابل الستقبال سفن ذات حمولة ما بين 300-250برميل وغيرھا من
األشغال مثل إقامة المخازن الضخمة في الميناءين الستقبال الكميات الضرورية للتموين
فحسب ،وحتى الكميات االحتياطية ،مما يعني أھمية ''األنونة''' ال لتغذية المواطنين فقط،
وإنما كوسيلة لضمان االستقرار والسلم االجتماعي في روما.
159
الخاتمة
-حدث بداية من القرن الثاني تطور في نقل األنونة فالنظامان المطبقان حتى ذاك:
التأجير عن طريق المزايدة العمومية ونظام التسخير كانت تعتريھما نقائص كثيرة ،فعملية
التسخير تسببت في تجاوزات كثيرة والتعسف في استخدام السلطة ،التي تطلبت الردع أكثر
من مرة ،وأثارت سخط المقاطعات.
أما التأجير عن طريق المزايدة ،فلم تفد غير المضاربين الذين يتضامنون باالتفاق
على تأجير خدماتھم بأعلى األسعار الممكنة ،وكان معظمھم ال يملكون السفن وإنما يقومون
بكرائھا من المدن الساحلية ،ويحتفظون بفوائد التي تعد خسارة للخزينة العمومية ،فبدأ
األباطرة يعملون للتخلص من العشارين ،وفتحوا المجال للمبادرات الخاصة التي شجعوھا
باإلعفاءات واالمتيازات.
وتأسست كنتيجة لذلك مؤسسات حقيقية للنقل ،تديرھا شخصيات قوية معترف بھا من
طرف الدولة.
-وباعتبار إفريقية كان يتوقف عليھا معاش وأمن واستقرار روما ،قام اإلمبراطور
كومودوس بتنظيم في قرطاجة أسطول النقل ،وفق نموذج أسطول اإلسكندرية عرف بـ
كوموديانا ھرقليا ) ،(Commodiana herculeaموجه لتموين روما بالقمح.
-كان أسطول إفريقية مثل أسطول اإلسكندرية تحت قيادة والي يتبع على ما يحتمل
والي األنونة ،وكان يتم العبور عند افتتاح المالحة في منتصف أبريل بعد دخول الضرائب
العينية األولى في بداية مارس وفي فصل الخريف بداية من منتصف يوليو ،وكان عادة ما
يتلقى البحارة األمر بالعبور حتى في الفترات الخطيرة عندما تستدعي الضرورة ذلك.
-تأسيس القسطنطينية وانتقال عاصمة اإلمبراطورية إليھا ،والتي تستفيد بدورھا من
التوزيع المجاني ،ستقلب كل التقاليد التي استمرت لما ينيف عن ثالثة قرون ،فأصبح قمح
160
الخاتمة
مصر وأسطول اإلسكندرية ،مخصص ألنونة )التموين( المدينة الجديدة ،وكان على مقاطعة
إفريقية تقديم لروما الجزء األعظم من تمويناتھا ،بينما أصبحت رافن ) (Ravenneوميالنو
مقر إقامة األباطرة كانت تأتي باحتياجاتھا من إيليريا ولوكانيا.
-بعد قسطنطينوس وقع كل شيء في الفوضى وظواھر االنحالل تزداد يوما بعد آخر
المشيخون )أعضاء المشيخة :المجلس البلدي( الذين أصبحت وظيفتھم باھظة أكثر فأكثر
يبذلون جھودا للولوج في صفوف مجھزي السفن ،ومجھزو السفن أنفسھم ،رغم االمتيازات
الجديدة التي منحھم إياھا قسطنطينوس ،بدأوا يحسون بثقل مھامھم ،ويبيعون أمالكھم
بالتجزئة ،ويحولونھا بھبات وھمية ،ويتفنون في إيجاد أسباب اإلعفاء ،والحكام ال يعرفون
إطالقا كيف يوظفون جھازا بدأ ينحل شيئا فشيئا ،والذي ال يكفي للقيام بواجباته ،قنسطانس،
يوليان ،فالنسيانوس ،قراسيانوس ) (Gratienضاعفوا دون نجاح إجراءات الصرامة أو
المزايا التي ال يكتب لھا النجاح.
-عرفت سنة 397ثورة جيلدون ،وكيل إفريقيا آنذاك وقطع المواصالت مع روما،
وحدت الرعب فيھا ھزيمة جيلدون ،لم تكن بالنسبة لألنونة غير مھلة لبعض سنين ،فقدان
إفريقية وقريبا صقلية وسردينيا لصالح الوندال ،أتت إلنھاء ما بدأته الثورات وخراب أمالك
الدولة والخواص ،واختفى أسطول إفريقيا ،وواجھت روما مصيرھا.
161
البيبليوغرافية
:البيبليوغرافية
:المصادر .I
Amien (Marcellin.), histoire romaine, XX, III, 16, trad E. Collection, éd,
les belles-lettres, (paris 1988).
Auelius (Victor.), Livre dès César, éd. P. Dufraigne, CUF, (paris 1975).
Dion Cassius, Histoire romaine, L.VI, 1, 17, trad. Angl. E.W. Carry,
Loeb, Cambridge, (1914-1927).
163
البيبليوغرافية
Florus, Abrégé de l’histoire romaine, trad.par P. Hanisselin et H. Watelet,
éd. Classique germier, (paris 1932).
Herodote, II, 104, texte présenté, traduit et annoté par A. Barguet, éd.
Gallimard, (paris 1964).
Pline le Jeune, Tome IV, Panégynque de Tarjan, texte établi et traduit par
M. Durry, les belles-lettres, (paris 1959), p.120.
Plutraque, Vies des hommes illustres, traduit par Gérard Walter, éd.
Gallimard, (paris 1951).
Suétone, Vie des douze Césars (Jules César), trad. Laudembach, éd. J.
dubochet, le chevalier, (paris 1845)
Titus Livius, Histoire romaine, éd, et trad, par divers auteurs, éd, J, Perret,
CUF, (paris 1978-1980).
164
البيبليوغرافية
المراجع: .II
-الكتب:
-1باللغة العربية:
إبراھيم )نصحي( ،تاريخ الرومان ،جزءان،منشورات كلية اآلداب الجامعية الليبية )1983م(.
أحمد )علي الناصري( ،اإلمبراطورية الرومانية السياسي والحضاري ،الطبعة الثانية ،دار
النھضة العربية للنشر) ،القاھرة (1991
حارش )محمد الھادي( ،التاريخ المغاربي القديم ،السياسي والحضاري منذ فجر التاريخ إلى الفتح
اإلسالمي ،المؤسسة الجزائرية للكتاب) ،الجزائر (1995
روستوفتزف) .م( ،تاريخ اإلمبراطورية الرومانية االجتماعي واالقتصادي ،مترجم ،دار النھضة
المصرية) ،القاھرة .(1985
شنيتي )محمد البشير( ،التغيرات االقتصادية واالجتماعية في المغرب أثناء االحتالل الروماني
ودورھا في أحداث القرن الرابع الميالدي ،المؤسسة الوطنية للكتاب) ،الجزائر .(1984
-2باللغة األجنبية:
Avon (M.), Les avocats du fisc dans le monde romain, thèse de droit
dactylographie, Aix, (1972).
Barthélemy (P.), Essai sur l’assistance publique son histoire, ses princes,
son organization actuelle, A. Maresco Anne, Librairie, éditeur, (paris
1877).
166
البيبليوغرافية
Beribent (Jean), « Aquae Romae », éd S.A.A, (Alger 1962), p. 42-43
Brousse (E ;), Etude sur l’assistance publique et privée chez les Romains,
(paris 1870)
167
البيبليوغرافية
Brun (J.P), Archéologie du vin et du l’huile dans l’empire romain, (paris
2004).
Burman (P.) , L’impôt chez les Romains (Vectigalia populi romani) (S.D).
Cangat (R.), Etude historique sur les impôts indirects chez les Romains
jusqu’aux invasions des barbares, d’après les documents littéraires et
épigraphiques, (paris 1892).
168
البيبليوغرافية
Chastagnol (A.), La préfecture urbaine à Rome sous le bas-empire, (paris
1955).
169
البيبليوغرافية
De Ruyt (C), Macellum, Marché alimentaire des Romains, Lonvain- La
Nenve, (1983).
170
البيبليوغرافية
Durliat (Jean), De la ville antique à la ville Byzantine , Le problème des
subsistances, (Rome 1990).
Emille Brouss, Etude sur l’assistance publique et privée chez les romains,
Alphonse Derenne, Editeur, Boulevard Saint-Michel, (Paris 1876)
Flegler (A.), pour servir à l’histoire des postes (en ail.), Nuernberg, (1858)
France (J.), et Hesnard (A.), Une station du quarantième des gaules et les
opérations commerciales dans le port.
171
البيبليوغرافية
Gabriel (Andant.), Histoire de l’impôt de l’antiquité au XIVII siècle, éd.
Fayard.
172
البيبليوغرافية
Homo (T.), les institutions politiques Romaines de la cité à l’Italie,
Boulevard Saint Michel, (paris, 1927)
Jacques (F), « Les curateurs des cités dans l’occident romain de Trajan à
Gallien », (paris).
Krakauer, Das wesen der stadt Rom in der spateren kaiserzert, (Berlin
1874)
173
البيبليوغرافية
L’abbé (Dubois), Histoire critique de l’établissement de la monarchie
française dans les gaules, L.I.CH-XII, édit de (1742), T. I,
174
البيبليوغرافية
Luttwak (A), La grande stratégie de l’empire romain, trad. B.J. pages,
(paris) .
Mazzarino (S.), Aspetti sociali del quatro secolo Ricerche di storia tardo-
romano, (Rome 1951),
175
البيبليوغرافية
Michel (Bouvier), Les sauveurs du vin antique, (paris 2001).
176
البيبليوغرافية
Morel (Jean-paul), « Rome capitale : les productions et le commerce de
César à Commode », dans le Bohec, yan, (dir.), Rome, ville et capitale de
césar à la fin des Antonins, éd du temps, (paris 2001).
177
البيبليوغرافية
Petite (P), La paix Romaine, coll. Nouvelle clio, N°09, presses
universitaires de France (1967).
Pflaun (H.G), Essai sur l’assistance publique, son histoire, ses principes,
son organisation actuelle, A, Maresco Aine, Librairie- Edition (paris
1877).
Potter (D.S.) and Mattimgly (D.J.) , Life, death and entertainment in the
Roman Empire, Michigan (1999).
178
البيبليوغرافية
Rebuffat (R), Une zone militaire et sa vie économique, Le limes de
tripolitaine, Armée et fiscalité dans le monde antique, (paris 1976).
Robion (F), l’institution de l’ancienne Rome, éd. Permi, T.II, (paris 1884)
179
البيبليوغرافية
Rougé (J.), Recherches sur l’organisation du commerce maritime en
Méditerranée sous l’empire romain, école pratique des Hautes études-
Sevpen, (paris 1966).
Sirks (B.), Food for Rome, The legal structure of the tranportation and
processing of supplies for the imperial distribution for Rome and
Constantinople, (Amsterdam 1991).
180
البيبليوغرافية
Stevenson, « Communications and commerce », Legacy of Rome, (1923).
181
البيبليوغرافية
Warmington (B.H), The North African province from Diolitian to the
Vandal conquest, Ed. The university press, (Cambridge 1954).
: المقاالت-III
Achal (Saint paul), « Du trésor public, ses organisations et ses droits à
Rome », J.E, (paris 1875).
182
البيبليوغرافية
Becatti (G.), « Scavi di ostia », IV, I, mosaici ei pavimenti marmori,
Rome, (1961).
183
البيبليوغرافية
Cagnat (R.), « L’annone d’Afrique », Extrait des mémoires de
l’académie des Inscriptions et Belles Lettres, T. XL, (1916)
184
البيبليوغرافية
Charles (Lécrivin), « Etudes sur le bas empire », Mélanges de l’école
française de Rome, 1890.
185
البيبليوغرافية
Christol (Michel), « Les subdivisions de l’administration dominable et
financière en Afrique romain », PUPS, (PARIS 1999).
186
البيبليوغرافية
Delmaire (R ), « Cités et fiscalité au bas-empire, à propos du rôle des
curiales dans la levée des impôts, la fin de la cité antique et le début de la
cité médiévale, de la fin du III siècle à l’avènement de Charlemagne »,
Actes de colloque de Nanterre, (Bari 1993).
Diosy (H), « Recherches sur les horrae de Rome, ostie de portus triani »,
C. R. A. I, (1952).
187
البيبليوغرافية
Dremberg et Saglio, « Ager publicus », DA.G.R, T.I, Ed Hachette, (paris
1873).
Francotte (H.), « le pain à bon marché et le pain gratuit dans les cités
grecques », Mélanges Nicole, (Genève 1905) .
188
البيبليوغرافية
Geraci (G.), « Alessandria, l’Egitto e il rifomimento frumentario di
Romani in eta et c virlouvet (dir.) », Nouri les cités de Méditerranées,
Antiquité-temps modernes, (paris 2003).
189
البيبليوغرافية
Humbert (M.), « La juridiction du préfet d’Egypte d’Auguste à
Dioclétien », Aspects de l’Empire Romain, (paris 1964).
190
البيبليوغرافية
Legall (J), « Le fleuve, la mer et les hommes aux bouches du Tibre », in
déplacement des lignes de rivage en Méditerranée d’après les données
de l’archéologie, (paris 1987).
191
البيبليوغرافية
Leveau (ph.), « A propos de l’huile et du vin en Afrique romaine et
pourquoi « déromaniser » l’archéologie des compagnes, Pallas, (2005).
192
البيبليوغرافية
Moderan (y), « l’établissement territorial des Vandales », Autard, (Rome
2003)
Naudet (J.), “Des secours publics chez les Romains”, mém de l’acad des
ins des belles lettres, T. XIII,(1837).
193
البيبليوغرافية
Pavolini (C.), « L’dedilizai commerciale a l’edilizai nel contesto di ostia
cardoantica », in societe e impero tardoantico urbano, (éd . A.
Giardina), Roma- Bari, (1986).
194
البيبليوغرافية
Roland (Delmaire), « Les esclaves et condicionales fiscaux au bas-
empire », Topoi orient-occident, (1999).
Romanelli (p), « Le iscrizioni di ostia e del poprto di Roma », Actes du
11ème congrès epigre, (paris 1953).
Rostovtseff (M.), « Les inscriptions caravanières de Palmyre »,
Mélanges glotz, II, (1932).
Scheidef (Walter), Freisen (Steven), “The size of the Economy and the
distribution of income in the roman Empire”, The journal of the Roman
studies, vol. 99, (Novembre 2009).
195
البيبليوغرافية
Seston (W.), « La citoyenneté Romaine », Actes du XIIIème congrès
international des sciences historiques, (Moscow 1970)
Seston (W.), et Euzennat (M.), La citoyenneté au temps de Marc Aurèle et
de Commode d’après la Tabula Banasitana », Publication de l’Ecole
française de Rome, (1980).
Sheidef (Walter), Friesen, (Steven), “ The size of the Economy and the
contribution of income in the roman Empire”, the journal of Roman
studies, vol. 99, (novembre 2009).
196
البيبليوغرافية
Thibault (Fabien), « Les impôts directs sous le bas Empire Romain »,
R.G.D.F.E. T. 23, (paris 1899).
: القواميس والمسوعات-IV
: الرسائل واألطروحات-V
( األنونة في المغرب الروماني )الضرائب العينية على إنتاج القمح وزيت الزيتون، أحمد سعيد
(2009-2008) مذكرة لنيل شھادة الماجستير جامعة الجزائر،(م235-م.ق146)
، تطور النظام الضريبي الروماني في شمال إفريقيا رسالة لنيل شھادة الماجستير:( دليلة )بورني
.(2001-2000) ،2 جامعة الجزائر،كلية العلوم اإلنسانية
198
-1فھرس الشعوب والقبائل:
-2فھرس األعالم:
أكتافيوس .43-42-41-35
أالريك .96-31-20
أمابليانوس .150
أناسطاس .150-34
أنطونيوس .71-67-33
أوريليانوس .130-108-82-78-31-27-18-13-10
أوكتافيوس .43-42-41-35
تراجانوس .135-109-79-87-76-35-33-31
تيتوس.17
ثيودور .136-127-119-103-99-95-94-93-92-87-44
200
ثيودور الثاني .136
ثيودوريك .100-94-61
جوستيانوس .103-44
جوليان .201-124
ديوقلديانوس .11
سيوطون .15
فالنتيانوس .93-92-62-54-44-31-20
قراسيانوس .192-92-84
-126-124-112-93-89-87-86-85-75-64-61-54-48-47-23-11 قسطنطينوس
.201-160-159-152-129-128
قيصر .145
كاسيدور .48
مومسن 14
نودي .20
نيرون .158-76-73-25-16-11
ھدريانوس .148-79-78-25
201
-123-114-107-105-99-98-97-96-94-87-84-61-44-42-30-20 ھنوريوس
.125
أتروريا .38
إسبانيا .157-156-148-139-138-128
-114-112-99-98-94-84-83-82-73-72-64-62-61-55-50-49-45-42 إفريقيا
-156-154-153-152-151-149-147-142-141-139-138-137-133-132-128
.160-157
أوستيا .124-80-65-64-50-39-16
إيطاليا .156-149-123-72-71-64-53-32-9
بوزول .158-143-105-70
بولوكس .55
بيبيان .32
ثوزدروس .144
جاما 144
حضروموثوم 144
روما -39-38-36-35-34-32-31-30-24-22-21-20-18-17-16-14-12-11-10-9
-80-78-75-72-71-70-64-62-59-58-57-56-55-54-53-50-49-44-43-42-40
-120-116-112-109-107-106-105-104-102-100-99-98-97-96-94-92-84
202
-141-140-139-137-136-135-133-130-129-127-126-125-124-123-122
.160-159-158-157-156-154-152-150-148-147-146-145-143
الرون .82-76
زانا .144
زغوان .142
سكيكدة .133
سوسة .153
صبراتة .154
صقلية .157-156-139-138-99-85-79-71
طبرقة .153
طرابلس .154
الفوروم .26
فيليا .32
قرطاجة -150-149-144-141-136-135-133-132-98-87-85-83-64-58-51-49
.205-159-151
القسطنطينية .205-59-116-92-84-48-31
كابتول .19
203
كاستور .48
كامبانيا .55-39
كموديانا ھرقيليا
ليغور .32
مزاق .153-144-142
مصر -159-157-156-145-139-136-133-74-73-64-63-43-19
موريطانيا .147
مينوكا .27
نابل .153
ھرقلة .144
204
فھرس المحتوى
المقدمة10.........................................................................................................
الفصل األول :التوزيع المجاني لألنونة14 .................................................................
-Iاإلجراءات المتخذة من طرف األباطرة 15..............................................................
-IIالمستفيدين العاديين22 .....................................................................................
عدد المستفيدين22 ......................................................................................
شروط القبول في التوزيعات المجانية24 ...........................................................
أ -الشرط األول25 ........................................................................................
ب -الشرط الثاني25 ........................................................................................
ج -الشرط الثالث26 ........................................................................................
مراقبة المستفيدين27 ..................................................................................
قسائم توزيع القمح27...................................................................................
قائمة التسجيالت الغذائية29......................................................................
أ -التسجيالت المجانية29.................................................................................
ب -التسجيالت بمقابل29 ..................................................................................
ج -وصية التسجيل29 .....................................................................................
-IIIالمستفيدون اإلضافيون30................................................................................
المؤسسات الغذائية لتراجانوس وماركولوس أوريليانوس32................................
-Vتكلفة التوزيعات المجانية36... ...........................................................................
الفصل الثاني :تنظيم مصلحة األنونة38 .................................................................
أوال :في العصر الجمھوري39.. ..............................................................................
-Iموظفوا مصلحة األنونة األوائل39..............................................................
-IIاأليادلة ووالي األنونة المؤقت39 ............................................................
ثانيا :خالل العصر اإلمبراطوري43.......................................................................
-قانون توزيع الحنطة43 ...............................................................................
-2التوزيع بين المقاطعات44............................................................................
-IIوالي األنونة48 .......................................................................................
-IIIالرؤساء اإلداريين لوالي األنونة55 .............................................................
-1والي المدينة55 .....................................................................................
أ -الصالحيات اإلدارية56 ...........................................................................
ب -الصالحيات القضائية57............................................................................
-2والي البريتوار58...................................................................................
أ -الصالحيات القضائية58.............................................................................
ب -الصالحيات اإلدارية 58.............................................................................
- IXمساعدو والي األنونة60 ...........................................................................
الفصل الثالث :إدارة التحصيل62 .........................................................................
-Iتحقيق موارد األنونة63..................................................................................
(1محصلو األنونة64........................................................................................
(2الموارد اإلضافية68.....................................................................................
الخاتمة 157..........................................................................................................
بيبليوغرافيا البحث 163............................................................................................
الفھارس 199........................................................................................................
-فھرس الشعوب والقبائل200.............................................................................
-فھرس األعالم 200.........................................................................................
-فھرس األماكن202..........................................................................................
-فھرس المحتوى
مالحق
-ملحق :1أشكال
-ملحق :2خرائط
شكل رقم :01سفن تجارية لمجھزي سفن قرطاجة ،فسيفساء أرضية )موقع الجمعيات في
أوستيا(
شكل رقم :02السفن التجارية لروما :تابوت يعود إلى القرن الثالث ميالدي.
شكل رقم :03سفن تجارية لروما مع شراع مربعة ومجاديف :فسيفساء لمباني
الجمعيات في أوستيا .
شكل رقم :04قارب شراعي للتجارة في روما :فسيفساء لمباني الجمعيات في أوستيا .
شكل رقم :05أوستيا :قارب لنقل الحنطة ،رسم يعود للقرن الثالث ميالدي تم العثور عليه
في أوستيا سنة ) .1867متحف مكتبة الفاتيكان( .
غزوات جوستنيان
خريطة رقم :11مصب نھر تيبر ،على أقصى اليسار ميناء تارجان والموقع القديم ألوستيا ،وبينھما
موزوال ساكرا.
خريطة رقم :04ميناء أوستيا تحت حكم كالوديوس وترجانوس
غزوات جوستنيان
خريطة رقم :11مصب نھر تيبر ،على أقصى اليسار ميناء تارجان والموقع القديم ألوستيا ،وبينھما
موزوال ساكرا.
خريطة رقم :04ميناء أوستيا تحت حكم كالوديوس وترجانوس
خريطة رقم :03إمبراطورية روما عند وفاة كالوديوس )54م(
غزوات جوستنيان
خريطة رقم :11مصب نھر تيبر ،على أقصى اليسار ميناء تارجان والموقع القديم ألوستيا ،وبينھما
موزوال ساكرا.
خريطة رقم :12ميناء أوستيا تحت حكم كالوديوس وترجانوس
غزوات جوستنيان
فھرس المحتوى
المقدمة10.........................................................................................................
الفصل األول :التوزيع المجاني لألنونة14 .................................................................
-Iاإلجراءات المتخذة من طرف األباطرة 15..............................................................
-IIالمستفيدين العاديين22 .....................................................................................
عدد المستفيدين22 ......................................................................................
شروط القبول في التوزيعات المجانية24 ...........................................................
أ -الشرط األول25 ........................................................................................
ب -الشرط الثاني25 ........................................................................................
ج -الشرط الثالث26 ........................................................................................
مراقبة المستفيدين27 ..................................................................................
قسائم توزيع القمح27...................................................................................
قائمة التسجيالت الغذائية29......................................................................
أ -التسجيالت المجانية29.................................................................................
ب -التسجيالت بمقابل29 ..................................................................................
ج -وصية التسجيل29 .....................................................................................
-IIIالمستفيدون اإلضافيون30................................................................................
المؤسسات الغذائية لتراجانوس وماركولوس أوريليانوس32................................
-Vتكلفة التوزيعات المجانية36... ...........................................................................
الفصل الثاني :تنظيم مصلحة األنونة38 .................................................................
أوال :في العصر الجمھوري39.. ..............................................................................
-Iموظفوا مصلحة األنونة األوائل39..............................................................
-IIاأليادلة ووالي األنونة المؤقت39 ............................................................
ثانيا :خالل العصر اإلمبراطوري43.......................................................................
-قانون توزيع الحنطة43 ...............................................................................
-2التوزيع بين المقاطعات44............................................................................
-IIوالي األنونة48 .......................................................................................
-IIIالرؤساء اإلداريين لوالي األنونة55 .............................................................
-1والي المدينة55 .....................................................................................
أ -الصالحيات اإلدارية56 ...........................................................................
ب -الصالحيات القضائية57............................................................................
-2والي البريتوار58...................................................................................
أ -الصالحيات القضائية58.............................................................................
ب -الصالحيات اإلدارية 58.............................................................................
- IXمساعدو والي األنونة60 ...........................................................................
الفصل الثالث :إدارة التحصيل62 .........................................................................
-Iتحقيق موارد األنونة63..................................................................................
(1محصلو األنونة64........................................................................................
(2الموارد اإلضافية68.....................................................................................
الخاتمة 157..........................................................................................................
بيبليوغرافيا البحث 163............................................................................................
الفھارس 199........................................................................................................
-فھرس الشعوب والقبائل200.............................................................................
-فھرس األعالم 200.........................................................................................
-فھرس األماكن202..........................................................................................
-فھرس المحتوى
مالحق
-ملحق :1أشكال
-ملحق :2خرائط