You are on page 1of 14

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التخطيط‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة التخطيط‬


‫لقد نتناول عدد كبير من الكتاب معنى التخطيط باعتباره المعبر الحقيقي عن خصائص العصر الحديث‬
‫وانه األسلوب المناسب للتعامل مع المشكالت وهناك عنصران أساسيان للتخطيط اولهما التنبؤ بالمستقبل‬
‫وثانيهما هو االستعداد له ومواجهته‪ .‬فالتخطيط ال يخرج عن كونه تحديد األهداف الجماعة في فترة مقبلة‬
‫ثم تعيينه لوسائل تحقيق هذه األهداف المطلوب التوصل إليها‪ - .‬فالتخطيط قديم قدم المجتمع اإلنساني فقد‬
‫مارسه اإلنسان منذ البداية ‪ ،‬فقد عرف منذ آالف السنين أيام الفراعنة ونستطيع أن ندل على صحة هذا‬
‫القول بالرجوع إلى القصص القرآني الكريم فالتحليل السلمي لكثير من القصص وسلوك األنبياء وأوامر‬
‫هللا تحدد ان أسلوب التخطيط قد تم ممارسته في المجتمعات في مختلف العصور فأم سيدنا موسى عليه‬
‫السالم من خالل تصرفه مع القانون الذي سنه فرعون لمقتل األطفال الذكور خطة فردية للتخلص من‬
‫مأزق وبناء سفينة نوح عليه السالم وركوبها وقت الطوفان خطة لمواجهة مشكلة طبيعية مدمرة والهجرة‬
‫النبوية الشريفة من مكة المكرمة ‪ ،‬حيث يتم اضطهاد الجماعة المسلمة والذي كان سائد فيها الصراع القائم‬
‫على التضاد بين تعاليم وقيم اإلسالم وبين القيم والمعتقدات لدى المشركين والكفار تعتبر حركة الهجرة في‬
‫معناها العام خطة لمواجهة الصراع ‪.‬‬
‫فالتخطيط كان معروف منذ القدم من خالل الممارسة اليومية فالتاريخ يشهد على ذلك من خالل ما حدث‬
‫مع سيدنا يوسف عليه السالم إزاء المجاعة التي ألمت بقومه ويتمثل في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع‬
‫عجاف فقد حاول مواجهة األزمة عن طريق تعبئة الموارد واإلمكانيات في الدولة وتوزيعها وفق تخطيط‬
‫معين لإلبقاء على حياة المجتمع‪.‬لكن نجد هذا التخطيط بسيط نظرا ا لبساطة المجتمع القديم أذاك ولكن مع‬
‫مرور الزمن أصبح التخطيط بمفهومه العلمي والذي يستخدم لمواجهة المشكالت المجتمعية يرتبط بالفكر‬
‫الحديث فقد مارس االتحاد السوفياتي اول تجربة للتخطيط على المستوى القومي في العالم فلم يكن يتصور‬
‫قيام االشتراكية العلمية ( الماركسية ) بدون تطور المنسق لالقتصاد ‪ .‬فقد كانت هناك خطى يسير عليها‬
‫التخطيط االقتصادي من خالل التنسيق لكن االشراكية لم تسر وفقا لذلك لم يكن يتصور قيامها وكذا لم‬
‫يتصور قيامها بدون الخطط الموضوعة على اسس علمية والقائمة على حسابات اقتصادية فاالقتصاد‬
‫المخطط ينشا في مرحلة معينة من تطور العالقات االقتصادية وذلك بفضل الملكية االجتماعية لوسائل‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬وفيهذا يقول انجلزانه بانتقال وسائل اإلنتاج الملكية المجتمع ‪ ...‬يصبح اإلنتاج االجتماعي ممكنا ‪،‬‬
‫فإنجاز يؤكد على الملكية التي تكون في يد المجتمع فهو ما يحقق اإلنتاج وذلك وفق الخطط ممكنا ‪،‬‬
‫فإنجاز يؤكد على الملكية التي تكون في يد المجتمع فهو ما يحقق اإلنتاح وذلك وفق الخطط التي نزسم‬
‫لتحقيق األهداف ‪ .‬فانتقال الملكية يعبر في حد ذاته تخطيط لتحقيق اإلنتاج ‪ ،‬كذلك في السنوات األخيرة‬
‫التي تلت الثورة االشتراكية أكتوبر ‪ 1917‬قام لينين " بإنشاء لجنة الدولة للتخطيط كجهاز يقوم بتحديد‬
‫مهمات وحقوق وواجبات هذه اللجنة التي أقرها مجلس مفوض الشعب في فيفري ‪. 1922‬‬
‫فقد كلفت اللجنة بإعداد خطة اقتصادية للدول كلها ‪ ،‬حيث نضم لجان للزراعة والنقل والطاقة ‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 1920‬اقرت اول خطة اقتصادية طويلة األمد في العالم وهي خطة كهربة روسيا ( خطة جويلرو) ‪،‬‬
‫والتي تم رسمها لمدة ( من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة ) ومنذ ذلك الحين بدأت اإلدارة المخططة تتطور وتبعتها بعد‬
‫ذلك خطة طويلة ومتوسطة األمد لتطوير وتنمية االقتصاد ‪ ،‬وبعدها نشا أول نوع من التخطيط ال يتم‬
‫بالمحافظة على كيان المجتمع في مواجهة األزمات واإلصالح بل يعني بتغيير األوضاع القائمة ‪ .‬وفي‬
‫خارج اإلطار الذي يضم مجموعة الدول التي تربط باالشتراكية الماركسية نجد هناك دول كثيرة‬
‫ومجتمعات متعددة حاولت استخدام التخطيط العلمي فنجد دول العالم الثالث والتي معظمها من الدول‬
‫المتخلفة التي عانت من االستعمار األجنبي وما فرصته ظروف االحتالل من تخلف ونهب لالقتصاد‬
‫حاولت اللجوء إلى التخطيط كوسيلة فعالة لكسر الحلقات المفرغة للتخلف والفقر واألخذ بعمليات التنمية ‪.‬‬
‫فمن خالل التخطيط تستطيع تدارك ما لحق بها والسعي إلى النهوض من خالل ما تم رسمه من خطط‬
‫لتحقيق الغايات ‪.‬‬
‫ففي الشيلي قامت هيئة للتنمية سنة ‪ 1939‬بوضع خطة مفصلة لعمليات تستغرق ‪ 25‬سنة لتنفيذ تنمية‬
‫االقتصاد الشيلي ‪ ،‬كذلك نجد ان الهند قامت بوضع أول خطة تنمية لها سنة ‪ ، 1951‬والتي عنيت بتحسين‬
‫الزراعة ووسائل النقل وتنمية الصناعات التحويلية ‪ ،‬وقد تبعت هذه الخطة عدة خطط كلها من نوع‬
‫الخطط المنتمية اما دول العالم الغربي والرأسمالي على وجه الخصوص فقد عرفت التخطيط مؤخرا وذلك‬
‫للمعارضة الشديدة التي لقيتها فكرة التخطيط على يد المفكرين والكتاب الذين يرون في التخطيط مبدأ‬
‫الحرية والعربية ولكن نظرا لألزمات االقتصادية الطاحنة التي هددت الدول الغربية تعارض مع والنجاح‬
‫الذي حققه التخطيط في االتحاد السوفياتي فقد أعادت الدول الغربية النظر في حساباتها ومارست التخطيط‬
‫لحل أزمة االقتصاد الغربي ‪ ،‬حيث نجد التخطيط " فورس " في الوأم‪ .‬منذ سنة ‪ 1935‬في مجال‬
‫‪1‬‬
‫مشروعات الرعاية االجتماعية كالضمان االجتماعي والتأمينات االجتماعية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف التخطيط‬
‫التخطيط كوظيفة إدارية ينطوي على تحديد األهداف ورسم السياسات ووضع البرامج واإلجراءات والتنبؤ‬
‫بالظروف المستقبلية‪ .‬وذلك حل مشكلة معينة أو اتخاذ قرار في موقف معين أو ألجاز عمل ما‪ ،‬وهنالك‬
‫تعريفات عديدة للتخطيط فيعرفه هنري فايول بأنه التنبؤ للمستقبل واالستعداد له كما يعرفه البعض بأنه‬
‫جمع الحقائق والمع لومات التي تساعد على تحديد األعمال الضرورية لتحقيق النتائج المرغوب فيها‪ .‬كما‬
‫يعرفه الدكتور إبراهيم درويش بانه نشاط يتعلق بالمستقبل وباالقتراحات وبالقرارات التي سوف تحكم هذا‬
‫المستقبل وتطبق فيه‪ ،‬وذلك في إطار البدائل الممكنة التي يجب تقييدها الختيار البديل األمثل والوسيلة‬
‫التي تحققه‬
‫اما جورج تيري فيقول أن التخطيط هو االختيار المرتبط بالحقائق ووضع واستخدام الفروض المتعلقة‬
‫بالمستقبل عند تصور وتكوين األنشطة المقترحة التي يعتقد بضرورتها لتحقيق النتائج المنشودة‪ .‬وأي‬
‫كانت التعاريف نجد أن التخطيط هو الوظيفة التي لها األولوية على سائر الوظائف األخرى في المشروع‪،‬‬
‫وهو الوظيفة التي تبني على أساس تحديد األهداف اإلستراتيجية والعامة للمنظمة ثم وضع السياسات‬
‫واإلجراءات الالزمة لتحقيق هذه األهداف ثم القيام بالتنبؤ الدقيق للمستقبل مع استخدام األدوات العلمية‬
‫المناسبة ثم بعد ذلك ت حليل البدائل المتاحة لتحقيق األهداف واختيار أفضلها‪ .‬وتختلف التعاريف فمنها من‬
‫يركز على اعتبار أن التخطيط هو دراسة الماضي والحاضر كأساس للتوقعات المستقبلية للظروف الممكن‬
‫التعرض لها‪ ،‬واالستعداد لهذه الظروف في جميع األحوال‪ .‬ومن هذه التعاريف من يركز على أساس أن‬
‫التخطيط هو بمثابة اتخاذ قرارات لحل مشكلة أو موقف معين‪ .‬وإن كانت آراء الكتاب فال يستطيع أحد أن‬
‫ينكر ما لهذه الوظيفة من حيوية وفعالية للمنظمة ككل‪ .‬فالتخطيط هو دراسة للمستقبل والتنبؤ بما سيكون‬
‫عليه واالستعداد لذلك وال تتم هذه الدراسات والتنبؤات إال من خالل البيانات والمعلومات والكفاءة اإلدارية‬
‫للقائمين بعملية التخطيط ومن العناصر التي تبرز الطبيعة المميزة لعملية التخطيط ما يلي‪:‬‬
‫يساهم التخطيط في تسهيل أنجاز األهداف الرئيسية والفرعية للمشروع‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يسبق التخطيط تنفيذ وظائف اإلدارة األخرى من تنظيم وتوجيه ورقابة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ 1‬التجاني قاسمي ‪ .‬التخطيط وعالقته بتسيير المؤسسة (مذكرة تخرج‪ :‬علم اجتماع تنظيم وعمل)‪ .‬قسم علوم االجتماعية‪ .‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية واالنسانية ‪ .‬جامعة الشهيد حمه لخضر الوادي‪.‬الجزائر ‪. 2015/2014‬ص‪26‬ص‪27‬ص‪28‬ص‪29‬‬
‫تمارس وظيفة التخطيط على أساس المقارنة بين التكاليف التي أنفقت على أعداد الخطط وتنفيذها‬ ‫‪-3‬‬
‫وبين درجة مساهمة الخطط في تحقيق أهداف المشروع فقد تساهم الخطة في إنجاز األهداف‬
‫‪2‬‬
‫المرغوبة ولكن بتكاليف مرتفعة أو غير ضرورية‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص التخطيط‬
‫نظر لألهمية التي‪ ،‬يتسم بها التخطيط في تحقيق اهداف المنظمة باعتباره الوسيلة االساسية التي تستطيع‬
‫االدارة من خالل ادارتها ترشيد امكاناتها البشرية والمادية والمالية والمعلوماتية بالشكل الذي يسهم في‬
‫تحقيق أهدافها‪ ،‬وباعتباره أحد الوظائف االدارية التي يمارسها المدير في المنظمات المختلفة‪ ،‬فإنه ال يمكن‬
‫أن يكون بالشكل السليم دون ان يستند الى عدد من خصائص االساسية وهي كما يأتي‪:‬‬
‫تحديد األهداف‪ :‬تنشأ المنظمات لتحقيق أهداف معينة وهي تخلق بفعل ارادي لمجموعة من‬ ‫‪-1‬‬
‫االفراد وتتبع االهداف من رسالة المنظمة الى المجتمع‪ .‬وتتحدد األخيرة في االجابة على جملة‬
‫تساؤالت أساسية منها لماذا تأسست المنظمة وما هي طبيعة نشاطها‪ ،‬وما هو نوع الزبائن الذين‬
‫تخدمهم‪ ،‬وماهي القيم واألسبقيات التي تعمل المنظمة على العمل بموجبها او تلبيتها؟ وتتفاوت‬
‫االهداف من منظمة الى ألخرى‪ ،‬وهي غالبا ما تكون مجموعة‪ ،‬أي أكثر من هدف واحد‪ .‬ومن‬
‫االهداف ما هو طويل األجل وهو األساسي الذي تنطلق منه عملية صياغة األهداف‪ .‬كما ان طول‬
‫األجل يتوافق مع سعة األهداف وكونها عريضة ورئية‪ .‬ثم تجزأ االهداف طويلة االجل إلى أهداف‬
‫متوسطة‪ ،‬وقصيرة األجل‪ ،‬في إطار ما يسمى (سلسلة الوسائل) أو عملية صياغة األهداف‬
‫الفرعية‪ .‬وال بد لألهداف المتعاقبة في التفصيل نزوال الى المستويات االدنى في الهيكل التنظيمي‪،‬‬
‫ان تكون متوافقة مع تخصصات وواجبات التقسيمات في الهيكل المذكور‪ ،‬أي ان تنسجم مع سلسلة‬
‫الوسائل واالهداف‪ .‬ومن الضروري أن تكون االهداف واضحة لكل المستويات في الهيكل‬
‫التنظيمي وقابلة للفهم‪ ،‬وبالتالي يمكن استخدامها في صياغة الخطط‪ ،‬وفي رقابة تنفيذها ال حقا‪.‬‬
‫الواقعية‪ :‬يعد مبدأ الواقعية من أهم المبادئ االساسية لنجاح مهمة التخطيط‪ ،‬سيما وان واقعية‬ ‫‪-2‬‬
‫التخطيط تعني ان الخطط الموضوعة ال بد ان تكون ضمن امكانية المنظمة‪ ،‬الحالية والمتصورة‬
‫في المستقبل‪ ،‬من حيث القدرات البشرية والمادية والمالية والمعلوماتية‪ ،‬وعدم تجاوزها بالشكل‬
‫الذي يخرج من واقعية الخطة في التصدي لمتطلبات انجاز المهمات الموكلة للمنظمة‪ .‬وبالمقابل‬
‫فإنه من الضروري عدم وضع الخطط المتواضعة التي ال تحقق طموحات إدارة المنظمة‪ .‬وبعبارة‬
‫أخرى فإن الواقعية تعني مالئمة الخطة لظروف الموقف الذي تعالجه بعيدا عن التفاؤل الموهوم‬
‫والتشاؤم الذي ال أساس له أي أن الخطة يجب أن تقوم على التوقعات المعقولة والمنطقة وعلى‬
‫الرغم من اعتماد تجارب الماضي بهذا الخصوص اال ان لكل موقف خطة مستقلة‪.‬‬
‫شمولية التخطيط‪ :‬يعني مفهوم شمولية الخطة احتواء الخطط الموضوعة على جميع االنشطة‬ ‫‪-3‬‬
‫والمتغيرات ذات العالقة‪ ،‬إذ أن اقتصار الخطة على جانب معين فقط من االنشطة من شأنه ان‬
‫يعرقل امكانية تحقيق األهداف ثم ان عدم األخذ بنظر االعتبار المتغيرات االخرى المؤثرة في‬
‫وضع الخطط وتنفيذها من شأنه أن يؤدي الى عدم تحقيق االهداف بشكل سليم‪ .‬ولذا يعد مبدا‬
‫شمولية الخطة من المبادئ االساسية في هذا الخصوص‪.‬‬
‫استمرارية التخطيط‪ :‬يشير مبدا استمرارية التخطيط الى ان الخطط الموضوعة ال تنتهي بمجرد‬ ‫‪-4‬‬
‫تحديد األهداف ووضع الخطط‪ ،‬بل يعقب عملية التخطيط قيام المنظمة بتنفيذ الخطة‪ ،‬ثم رقابة‬
‫عمليات التنفيذ بغية معالجة جوانب االنحراف الحاصلة في عملية التنفيذ‪ .‬لذلك فالخطط الموضوعة‬
‫ال تحقق أهداف المنظمة اال إذا اتسمت باالستمرارية‪.‬‬

‫‪2‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬أصول اإلدارة والتنظيم‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪,1‬المملكة األردنية‪ ,2016 ,‬ص‪.67‬ص‪68‬‬
‫المرونة‪ :‬يتضمن مبدأ المرونة قدرة الخطط المعتمدة على استيعاب التغيرات والمعطيات‬ ‫‪-5‬‬
‫والمواقف الجديدة واحتماالتها‪ ،‬بدون اجراء تعديالت جذرية فيها‪ .‬وهذا يعني امكانية احداث‬
‫التغييرات لمواجهة المستجدات بدون أن تتكبد المنظمة نفقات إضافية ملحوظة وتتطلب مثل هذه‬
‫المرونة وضع االحتياطيات التي من شأنها أن تجعل الخطة مرنة تجاه التغيرات الظرفية المحتملة‬
‫وبالتالي معالجة االحتماالت التي ترافق تنفيذ الخطط بما في ذلك ردود فعل التقسيمات واالفراد‬
‫تجاهها‪ .‬غير ان التوكيد على المرونة ال يعني تبديل الخط ألي سبب‪ .‬فاألصل هو المحافظة على‬
‫الخطط‪.‬‬
‫المشاركة في وضع الخطط‪ :‬التخطيط عمل جماعي‪ ،‬يتطلب االفادة من وجهات النظر المتعدد‬ ‫‪-6‬‬
‫وبخاصة من العاملين في المنظمة‪ ،‬ألنهم يغنون الخطط بحرارة الميدان‪ ،‬وبالخبرات والتجارب‬
‫المكتسبة وقد أصبح من الثابت اآلن أن مشاركة االفراد في وضع الخطط يجعلها أكثر نجاحا ال في‬
‫مرحلة الصياغة‪ ،‬حسب‪ ،‬وانما كذلك في مرحلة التنفيذ‪ ،‬الن االفراد يتحمسون لتنفيذ ما أسهموا‬
‫بصياغته ولو أن ما أخذ من آرائهم في الصياغة كان جزئيا‪ .‬وتعنى المشاركة كذلك أن الخطط تعد‬
‫في نسقين نازل (أهداف عريضة تفصل تدريجيا الى المستويات االدنى‪ ،‬وذلك في إطار التوجيهات‬
‫والتعليمات) وصاعد (صياغة الخطط بشكل أولي من قبل المستويات األدنى‪ ،‬لكي تتكثف وتتجمع‬
‫وتتناسق تدريجيا‪ ،‬وصوال الى المستويات االعلى)‪ ،‬وبشكل متكرر حتى ينتهي اعداد الخطط‬
‫وتعتمد للتنفيذ كما ان الخطط‪ ،‬أساسا عمل إنساني له دوافعه السلوكية المرتبطة بحوافز العمل‪ ،‬فهي‬
‫ليست مجرد أرقام وتنبؤات كمية‪.‬‬
‫الدقة‪ :‬أي أن تكون الخطط دقيقة في بياناتها التي تعتمد عليها‪ ،‬سواء‪ ،‬كانت حول الموارد البشرية‬ ‫‪-7‬‬
‫أو المالية أو المادية‪ ،‬وال بد ان تكون البيانات صحيحة وحديثة قدر المستطاع‪.‬‬
‫البساطة‪ :‬ال بد وان تتميز الخطط الموضوعة بالبساطة وعدم التعقيد في جميع مراحلها وأجزائها‬ ‫‪-8‬‬
‫وأن توضع على اسس منطقية تتفادى االرتباك والتأويل‪ ،‬وأن تكون واضحة الفهم من قبل المنفذين‬
‫‪3‬‬
‫بذات المعنى الذي حدده المخطط‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬اهمية التخطيط‬
‫يعد التخطيط أحد العناصر األساسية في العملية اإلدارية تتبع أهمية التخطيط في الوقت الحاضر من أن‬
‫المديرين يعملون في اقتصاد ديناميكي متغير فالتغير أصبح سمة الحياة المعاصرة ‪ .‬وهذا التغير يحدث في‬
‫كل الجوانب ‪ ،‬اإلدارة ‪ ،‬االقتصاد ‪ ،‬الصناعة ‪ ،‬التعليم ‪ ،‬العلم ‪ .‬والتغير قد يكون فجائيا ً أو متدرجا ً ‪ .‬وتؤثر‬
‫هذه المتغيرات على البيئة المحيطة بالمنظمة بعضها قد يكون فرصا ً قد تنقل لصالح المنظمة واألخرى‬
‫تعتبر تحديات أسهمت العولمة في نشأتها االقتصادية ومثلت للمنظمات منافسة تزايد حدتها وتتعدد منابعها‬
‫‪ .‬كالتكتالت االقتصادية أو تحالف الشركات الكبيرة وتنامي عمليات الشركات المتعددة الجنسية ‪ .‬فهذه‬
‫جميعها تؤثر على إنتاج المنظمات ‪ .‬وقد أثبتت العديد من الدراسات والبحوث التي شملت العديد من‬
‫الصناعات أهمية التخطيط في نجاح وربحية المشروعات واتضح أن المديرين الذين يهتمون بوظيفة‬
‫التخطيط يقودون منظماتهم إلى النجاح وتحقيق الريحية وفقا ً للدراسة التي أجريت على مائتين وثمانون‬
‫مديرا ً في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ، .‬والتي قام بها مستيجلينز حول األهمية النسبية للوظائف مثل‬
‫العالقات العامة ‪ ،‬االجتماعات التنظيمية ‪ ،‬التخطيط ‪ ،‬الرقابة ‪ ،‬أجاب أكثر من ‪ % 65‬من عينة المدعوين‬
‫أن التخطيط هو أكثر الوظائف أهمية ‪.‬‬

‫‪ 3‬التجاني قاسمي ‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪,‬ص‪30‬ص‪31‬ص‪32‬ص‪33‬‬


‫ومن هنا يتضح أن التخطيط الجيد يقوم بدور هام في نجاح المشروع وتحقيقه ألهدافه المطلوبة ‪ .‬ويمكن‬
‫هنا ذكر بعض المزايا الهامة للتخطيط ‪:‬‬
‫يوضح التخطيط األهداف التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها بالصورة التي يمكن جميع أفراد المنشأة‬ ‫‪-1‬‬
‫من معرفة هذه األهداف وبالتالي توحيد هذه الجهود الجماعية في المنظمة لتحقيق أهداف المنظمة‪.‬‬
‫مواجهة التغيرات الطارئة ‪ ،‬فيساعد التخطيط الجيد على التعرف وتحيد المشكالت المستقبلية‬ ‫‪-2‬‬
‫المتوقع حدوثها وبالتالي االستعداد لمواجهة هذه األحداث والعمل على تالفيها قبل وقوعها ‪.‬‬
‫مواجهة المنافسة فيساعد التخطيط السليم المنشأة على المنافسة مع المنشأت األخرى والبقاء في‬ ‫‪-3‬‬
‫مركز تنافسي قوي في السوق‪.‬‬
‫يساعد التخطيط على التنسيق بين األنشطة الرئيسية والفرعية في المنظمة حيث إنه يحدد الوقت‬ ‫‪-4‬‬
‫الالزم ألداء كل مرحلة من مراحل العمل وبالتالي يمكن من عملية ربط األنشطة وأجزاء العمل مع‬
‫بعضها البعض ويمنع التداخل أو االزدواجية في العمل‪ .‬وكذلك يحفظ الوقت الالزم ألداء كل‬
‫مرحلة من مراحل العمل‪.‬‬
‫يساهم التخطيط في استغالل الموارد المالية والمادية والبشرية بالشكل األمثل وبالتالي يخفض‬ ‫‪-5‬‬
‫التكاليف إلى أقل حد ممكن‪.‬‬
‫يؤدي التخطيط الجيد إلى الشعور باألمن الوظيفي للعاملين ‪ .‬حيث إن التخطيط الجيد يقلل من‬ ‫‪-6‬‬
‫األخطاء إلى حد كبير مما يؤدي إلى االرتياح النفسي لدى العاملين وبالتالي يحفزهم إلى العمل‬
‫ويرفع من إنتاجيتهم‪.‬‬
‫يساعد التخطيط الجيد المديرين على رؤية الصورة الكاملة للمنظمة وبالتالي تحديد األهمية النسبية‬ ‫‪-7‬‬
‫لكل نشاط من األنشطة والعالقات المتداخلة بينها والتحديد الدقيق للواجبات واالختصاصات لكل‬
‫وظيفة‪.‬‬
‫يساعد التخطيط على تسهيل عملية االتصال بين اإلدارات واألقسام واألفراد وجميع العاملين حيث‬ ‫‪-8‬‬
‫يعمل التخطيط على توفير المعلومات والبيانات التي تتناسب ‪ ،‬مع األهداف والخطط والبرامج‬
‫والمعايير في كافة قنوات االتصال وفي كافة االتجاهات بين اإلدارة واألفراد والمديرين‬
‫والمرؤوسين‪.‬‬
‫رفع كفاءة عملية الرقابة ‪ .‬يوفر التخطيط وسائل الرقابة والمتابعة على التنفيذ فاألهداف التي يتم‬ ‫‪-9‬‬
‫تحديدها في الخطة هي عبارة عن معايير رقابية يقاس بموجبها نتائج األعمال وتصحيح‬
‫االنحرافات حين حدوثها‪.‬‬
‫‪ -10‬يؤدي التخطيط إلى خفض العمل غير المنتج إلى أدنى حد فالجهود التي ستبذل ألداء عمل معين‬
‫‪4‬‬
‫ستدرس بدقة وعناية ويستبعد أي جهد ال يؤدي إلى تحقيق العمل بشكل فعال‪.‬‬

‫‪4‬فاطمة بدر‪ ،‬معاذ الصباغ‪ ،‬اساسيات اإلدارة‪ ،‬الجامعة االفتراضية السورية‪ ،‬ط‪ ,1‬سوريا‪ ,2020 ,‬ص‪100‬ص‪101‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع وخطوات وأساليب التخطيط‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع التخطيط‬
‫من حيث فترة الخطة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تخطيط طويل االجل‬ ‫‪-1.1‬‬
‫يغطي هذا النوع من التخطيط مدة زمنية طويلة يصعب تحديدها ‪ ،‬وقد تختلف من منظمة ألخرى‬
‫حسب طبيعة نشاطاتها ‪ ،‬ولكن غالبا ً ما تغطي فترة أكثر من خمس سنوات ‪ ،‬وكلما طالت المدة‬
‫زادت صعوبة التنبؤ بالظروف المستقبلية دقيقة ‪ .‬وبشكل عام يشمل التخطيط طويل األمد على‬
‫أهداف عامة وال يتناول التفاصيل ‪ .‬وغالبا ً ما يكون تحديد األهداف بعيدة المدى من مهام اإلدارة‬
‫العليا‪.‬‬
‫تخطيط متوسط المدى‬ ‫‪-1.2‬‬
‫يغطي هذا التخطيط فترة زمنية ليست طويلة وال قصيرة ‪ ،‬قد تمتد من سنة إلى خمس سنوات ‪،‬‬
‫وعادة ما توضع الخطط متوسطة المدى استنادا ً للخطط طويلة المدى ‪ ،‬وتشتمل على تفاصيل أكثر‬
‫‪ .‬وتعطي الخطط متوسطة المدى مجاالت عديدة مثل ‪ :‬تطوير المنتجات ‪ ،‬تعديل بعض خطوط‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬زيادة منافذ التوزيع‪.‬‬
‫تخطيط قصير المدى‬ ‫‪-1.3‬‬
‫لتخطيط قصير المدى يغطي التخطيط قصير األمد فترة زمنية تمتد من شهور إلى سنة ‪ ،‬وتشكل‬
‫هذه الخطط عادة أداة وآلية تنفيذية التحقيق األهداف الواردة في الخطط متوسطة األمد ‪ ،‬وهي أكثر‬
‫تفصيال من الخطط السابقة‪.‬‬
‫من حيث النشاط‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التخطيط المالي‬ ‫‪-2.1‬‬
‫يتعلق التخطيط المالي باالستثمارات للمشروعات التي سوف تقوم المنظمة بتنفيذها خالل فترة‬
‫زمنية مستقبلية‪ .‬يعين التخطيط المالي اإلدارة على تنظيم الموارد المالية الضرورية والمتوفرة لدى‬
‫المنشأة لسد احتياجات التمويل‪.‬‬
‫تخطيط القوى العاملة‬ ‫‪-2.2‬‬
‫ويعني التنبؤ باحتياجات المنظمة من القوى العاملة خالل فترة زمنية مقبلة لتسيير العمليات‬
‫اإلنتاجية والتسويقية واإلدارية ‪.‬‬
‫تخطيط اإلنتاج‬ ‫‪-2.3‬‬
‫يهدف تخطيط اإلنتاج إلى تحقيق التوازن بين حجم إنتاج السلعة وحجم الطلب المتوقع عليها‬
‫ول تقدير حجم الطلب المتوقع ‪ ،‬من أجل وضع خطة إنتاجية يمكن استخدام أسلوب التنبؤ الذي يعتمد‬
‫على استخدام معلومات الماضي والحاضر في توقع أحداث المستقبل‪.‬‬

‫التخطيط السلعي‬ ‫‪-2.4‬‬


‫السلعة هي إحدى مكونات البرنامج التسويقي الذي تسعى اإلدارة التسويقية التخطيط له يهدف‬
‫مقابلة الطل ب المتوقع من المستهلكين وتحقيق االستغالل األمثل للموارد البشرية والمادية للمنظمة ‪،‬‬
‫وتقليل مخاطر التسويق ‪ .‬ويشمل هذا النشاط تحــيد تشكيلة السلع التي تنتجها المنظمة خالل الفترة‬
‫القادمة ‪ ،‬تحديد نوعها وكميتها ‪ ،‬وتصميم التعبئة والتغليف ‪ ،‬ووضع عالمة مميزة للسلعة ‪ ،‬بهدف‬
‫خلق طلب خاص على السلعة من خالل عالمتها التجارية ‪.‬‬
‫من حيث االستخدام‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الخطط أحادية االستخدام‬ ‫‪-3.1‬‬
‫هي الخطط التي تستخدم مرة واحدة لمقابلة احتياجات موقف غير متكرر ‪ .‬وبالتالي فإن هذه‬
‫الخطط مصممة لتحقيق أهداف محددة خالل فترة زمنية محددة ‪ .‬وهذه الخطط هي ‪ :‬البرامج ‪،‬‬
‫المشروعات ‪ ،‬الموازنات‪.‬‬
‫الخطط الدائمة عديدة االستخدام‬ ‫‪-3.2‬‬
‫يقصد بالخطط الدائمة تلك الخطط التي تستخدم أكثر من مرة ‪ ،‬وتعد بمثابة الموجه للتصرفات‬
‫المصممة لمواجهة المواقف المتكررة ‪ .‬وبالتالي بمجرد وضع تلك الخطط تصبح اإلطار الذي‬
‫يحكم العالقات والتصرفات داخل التنظيم ‪ ،‬وهذه الخطط هي ‪ :‬السياسات واإلجراءات والقواعد‬
‫‪ -1‬السياسات‪ :‬السياسة هي مجموعة من المبادئ والمفاهيم تضعها اإلدارة العليا لكي تهتدي بها‬
‫اإلدارة الوسطى والدنيا عند وضع خططها ‪ ،‬كما يسترشد بها المدراء عندما يتخذون قراراتهم‬
‫‪ ،‬فالسياسة هي اإلطار العام الذي تتم في نطاقه جميع التصرفات ‪ .‬والسياسات يمكن أن تكون‬
‫على مستويات مختلفة ‪ ،‬فهناك سياسات عامة على مستوى المؤسسة ( مثل سياسات األجور‬
‫والتعويضات ) ‪ ،‬وهناك سياسات على مستوى اإلدارة الوسطى ( مثل سياسة إدارة الموارد‬
‫البشرية ) ‪ ،‬وهناك سياسات تتعلق باألنشطة التنفيذية على مستوى اإلدارة اإلشرافية ( سياسة‬
‫تنفيذ الدورات التدريبية ) ‪.‬‬
‫‪ -2‬إلجراءات ‪ :‬اإلجراءات هي سلسلة من األعمال المرتبطة بعضها بالبعض وهي الطرق‬
‫التفصيلية المعتمدة إلنجاز العمل ‪ ،‬وكيفية إنجازه ‪ ،‬وتحديد المسؤول عنه في كل مرحلة ‪ ،‬وهي‬
‫وسيلة لتحديد طريقة اإلنجاز ‪ .‬تستخدم اإلجراءات في تنفيذ األعمال الروتينية المتكررة ( مثل ‪:‬‬
‫إجراءات الشراء ‪ ،‬إجراءات التوزيع ‪ ،‬إجراءات اإلجازات ‪) ...‬‬
‫‪ -3‬القواعد ‪ :‬والقاعدة هي ما يجب القيام به وما يجب االمتناع عنه من األعمال ‪ ،‬وقد تتخذ شكل‬
‫‪5‬‬
‫أوامر أو تعليمات ‪.‬‬

‫‪ 5‬فاطمة بدر‪ ,‬معاذ الصباغ‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص‪97‬ص‪98‬ص‪99‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬خطوات التخطيط‬
‫خطوات التخطيط ‪ :‬من الممكن فهم وإدراك العملية التخطيطية إذا إستعرضنا الخطوات الرئيسية التي‬
‫يجب اتباعها في كل عمليات التخطيط الكاملة ويشمل الشكل نموذجا ً لخطوات التخطيط‬

‫االهداف‪ :‬الخطوة األولي في عملية التخطيط هي وضع أهداف المشروع الرئيسية وبعد ذلك‬ ‫‪-1‬‬
‫األهداف المشتقة أو المتفرعة لوحدات مختلفة ‪ ،‬فاألهداف هي التي تحدد النتائج المتوقعة أو توضح‬
‫النقاط النهائية التي يجب الوصول إليها ‪ ،‬فأهداف المشروع ترشد أو توجه طبيعة الخطط التي‬
‫تعكس هذه األهداف ‪ .‬فتحدد األهداف شبكة السياسات واإلجراءات والقواعد والميزانيات التقديرية‬
‫والبرامج التقديرية ‪ .‬فالتحليل والبحث يجب أن يسبق وضع األهداف ‪ .‬وإن كنا نذكر األهداف‬
‫كنقطة بداية إال أنها في نفس الوقت تعتبر نتيجة الجهود التخطيطية السابقة ‪ .‬ونحن نتناول وضع‬
‫األهداف البد أن نتحدث لشمولية التخطيط أو ما يعرف بالتخطيط الشامل ‪ ،‬وكما يعرفه د ‪ .‬حمدي‬
‫مصطفي المعاز بأنه يعني الدراسة المنظمة والمصممة ألجل تحديد أهداف المنظمة وتحديد‬
‫األهداف والخطة الواقعية المناسبة لتحقيقها بأحسن كفاءة ممكنة ‪ .‬ويركز التخطيط الشامل على‬
‫األهداف طويلة المدي المستمرة ويركز أيضا ً على الدراسة في المجال الصناعي وفرصة المنظمة‬
‫في الحصول على حصتها من األسواق وبالتالي نجده يتناول متغيرات كثيرة ‪ .‬ونجد أن أهداف‬
‫المنظمات بشكل عام قد تكون أحد األهداف اآلنية ‪ -1 :‬تحقيق الربحية حيث أن أكثر المنظمات‬
‫تسعي لتحقيق الربحية ‪.‬‬
‫الحصول على حصة ومركز في األسواق ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تطوير أساليب العمل بالمنظمة ومسايرة التقدم التكنولوجي‬ ‫‪-3‬‬
‫خدمة المجتمع‬ ‫‪-4‬‬
‫النمو واالستقرار والتقدم و االستمرار ويعتبر هذا الهدف أيضا ً هدفا ً إستراتيجيا ً أي طويل المدي‬ ‫‪-5‬‬
‫لكل المنظمات ‪.‬‬
‫بينما تكون األهداف الفرعية مثل‪:‬‬
‫فتح فرع جديد لإلنتاج ‪ ،‬تحس ين جودة المنتج ‪ ،‬تطوير الخدمة المقدمة ‪ ،‬أصالح هيكل التمويل‬ ‫•‬
‫للمنظمة ‪ ،‬أو تخفيض تكلفة اإلنتاج وهكذا‪.‬‬
‫البد أن تتناسق األهداف الفرعية النوعية مع األهداف العامة ‪ .‬بحيث أن أنجازها يؤدي إلى تحقيق‬ ‫•‬
‫األهداف العامة الرئيسية‪.‬‬

‫افتراضات التخطيط‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫والخطوة الثانية في عملية التخطيط هي وضع إفتراضات التخطيط أي تحديد عناصر المحيط‬
‫الخارجي والمتوقع أن تعمل فيه خطط المشروع في المستقبل ‪ .‬ويعتبر التنبؤ من األدوات الرئيسية‬
‫إلفتراضات التخطيط مثل التنبؤ بكمية العمل ‪ ،‬مستويات األجور ‪ ...‬الخ ‪ .‬ويجب التفرقة بين‬
‫عملية التنبؤ وتحديد األهداف ‪ ،‬فالتنبؤ يمد اإلدارة بالتوقعات التي في المستقبل ‪ ،‬أما األهداف فهي‬
‫النتائج التي ترغب اإلدارة في الوصول إليها ويعتمد على فاعلية اإلدارة وقدرتها على تحليل‬
‫المستقبل ‪.‬‬
‫تحديد الوسائل البديلة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الخطوة رة الثالثة في عملية التخطيط هي فحص ودراسة الوسائل البديلة لتحقيق األهداف ‪.‬‬
‫والمشكلة ليست العثور على بدائل ‪ ،‬ولكن المشكلة هي تحديد عدد البدائل التي تكون أكثر فاعلية‬
‫من غيرها في الوصول إلى النتائج المطلوبة‪.‬‬
‫تقييم الوسائل البديلة‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫الخطوة الرابعة في عملية التخطيط هي تقييم الوسائل البديلة بفحص نقاط القوة والضعف في كل‬
‫بديل ووزن كل عامل من العوامل في ضوء أهداف وأفتراضات التخطيط‪.‬‬
‫القرار‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫والخطوة الخامسة في عملية التخطيط هي اختيار القرار أي اختيار الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف‬
‫‪6‬‬
‫المناسب‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التخطيط‬
‫أساليب التنبؤ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫هنا نتحدث عنه كأحد األساليب التخطيطية الهامة وكما ذكرنا سابقا أن التنبؤ يساعد على التوقع‬
‫باألحداث المستقبلية باعتماد األساليب الرياضية واإلحصائية لهذا قيل عنه انه الفن المساعد والداعم‬
‫للعملية التخطيطية ومن طرق التنبؤ ما يلي ‪:‬‬
‫• األساليب النوعية ‪ Qualitative Methods‬وهي الطرق التي تعتمد على التخمين‬
‫والحدس الذاتي والخبرة المتراكمة لدى اإلداريين ومنها تقديرات المديرين وطريقة دلفي‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫• األساليب الكمية ‪ Quantitative Methods‬وهي الطرق التي تعتمد على األساليب‬
‫اإلحصائية والرياضية وهي أكثر دقة من الطرق النوعية ومنها الطرق البيانية‬
‫والمتوسطات المتحركة واالنحدار والتمهيد األسي البسيط‪.‬‬
‫أسلوب البرمجة الخطية ‪:Linear Programming‬‬ ‫‪-2‬‬

‫محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص‪70‬ص‪71‬‬ ‫‪6‬‬


‫وهو أسلوب رياضـي يحتوي على دالـة هـدف واحـدة أو عدة دوال يسعى اإلداري لتحقيقها في‬
‫ظل مجموعة من القيود والمحددات المعروفة كالموارد والقوى البشرية وغيرها ‪ .‬وسميت بالخطية‬
‫الن معادالتها و دالة الهدف فيها خطية إما لتعظيم المخرجات أو لتصغير المدخالت‬
‫وبواسطة البرنامج الخطي يستطيع المخطط الوصول إلى أهداف محددة وذلك عن طريق تغذية‬
‫النموذج بقيم القيود في النموذج كأعداد العمالة واألموال الالزمة وكميات المياه والوقت الالزم‬
‫والكمائن وغير ذلك ‪.‬‬
‫أسلوب التخطيط الشبكي ‪Network planning Method:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ويقوم هذا األسلوب على نماذج شبكية توضح طريقة اتخاذ القرارات للوصول إلى أهداف معينة‬
‫وحيث أن تحقيق األهداف يقع في صلب العملية التخطيطيـة فـإن األسلوب الشبكي يساعد في بلوغ‬
‫ذلك ‪ .‬ومن األساليب الشبكية ‪ :‬مشكلة النقل ومشكلة التخصيص ومشكلة اقصر مدار ومشكلة‬
‫المسار الحرج ومشكلة أقصى تدفق ‪.‬‬
‫أسلوب اإلدارة باألهداف ‪Management by Objectives‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ويركز هذا األسلوب على المشاركة الواسعة للعاملين في وضع وسبل تحقيقها وتتم عملية التخطيط‬
‫وفق هذا األسلوب بالخطوات اآلتية ‪:‬‬
‫‪-‬األهداف‬
‫‪ -‬وضع األهداف‬
‫ـ إعداد خطة العمل‬
‫‪ -‬عمل المراجعات الدورية‬
‫‪ -‬تقييم األداء‪.‬‬
‫أسلوب مصفوفة القرارات ‪:Decisions Matrix‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وهو أسلوب يستخدم لتحديد أفضل البدائل المعتمدة وتقليل األخطار المترتبة على األخطاء الناشئة‬
‫عن القرارات غير الصحيحة‪ .‬وتبدأ المصفوفة عادة بتحديد األهداف ثم إعطاء كل هدف وزنا‬
‫يعكس مدى أهميته وحقول عمودية أخرى تعكس خصائصه وتكاليفه وتعطي درجات تقييمية لكل‬
‫‪7‬‬
‫هدف ومن خالل إجمالي التقدير يمكن تحديد الخيار ( الهدف ) األفضل‪.‬‬

‫‪ 7‬مجيد الكرخي‪ ,‬التخطيط األستراتيجي المبني على النتائج‪ ,‬بيت الغاشم للنشر والترجمة‪ ,‬قطر‪ ,2019 ,‬ص‪36‬ص‪ 37‬ص‪38‬ص‪39‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬صعوبات وعيوب و زيادة فعالية التخطيط‬
‫المطلب األول‪ :‬صعوبات التخطيط‬
‫تواجه عملية التخطيط العديد من الصعوبات‪ ،‬منها ما يتعلق بطبيعة عملية التخطيط‪ ،‬ومنها ما يتعلق‬
‫باألفراد المعنيين بوضع الخطط وتنفيذها‪.‬‬
‫من أهم الصعوبات المتعلقة بعملية التخطيط ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة توفير المعلومات الدقيقة المتعلقة بالمتغيرات البيئية والظروف المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬التغيرات البيئية المتسارعة التي تزيد من درجة عدم التأكد فيما يتعلق باالحتماالت‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة تحديد األهداف الواضحة‪ ،‬القابلة للقياس و القابلة للتحقيق‪.‬‬
‫‪ -‬الوقت والكلفة الكبيرة لعملية التخطيط‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بالصعوبات الناشئة عن األفراد فهي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود التزام حقيقي بالتخطيط على جميع المستويات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفير الموارد الالزمة للقيام بالتخطيط‪.‬‬
‫‪ -‬مقاومة التغيير‪ :‬يتطلب التخطيط تغيير عدد من مجاالت العمل في المنظمة‪ ،‬غير أن بعض‬
‫األشخاص في المنظمة يمكن أن يقاوموا هذا التغيير نتيجة خوفهم من المستقبل أو من‬
‫انعكاسات هذا التغيير عليهم في العمل‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬عدم استخدام أسلوب تحفيزي مناسب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عيوب التخطيط‬
‫بالرغم من المزايا والفوائد العديدة التي يقدمها التخطيط إال انه ال يخلو من العيوب والتي يتعين على‬
‫اإلدارة العمل على تجنبها أو على األقل تحييدها لكي ال تحدث أضررا في سالمة الخطة الموضوعة ومن‬
‫هذه العيوب مايلي ‪:‬‬
‫عدم وضوح المستقبل ‪ :‬بما أن مجال التخطيط يقع في المستقبل وان الظروف غير معروفة وغير‬ ‫‪-1‬‬
‫مؤكدة في هذا المجال مما يقلل من صواب ما يتحدث عنه من قدرات وإمكانيات وأهداف ووسائل‬
‫وغيرها وكثيرا مـا يـؤدي ذلك إلى عدم وضوح المستقبل وإخفاق خطط بذلت فيها جهود وأموال‬
‫واهتمامات ‪.‬‬
‫التضليل المعلوماتي ‪ :‬أن التخطيط ‪ .‬يرسم المستقبل في ضوء تحليل الماضي والحاضر استنادا‬ ‫‪-2‬‬
‫على بيانات ومعلومات كثير منها يفتقد بعضها إلى الدرجة المطلوبة من الصحة و ال يمكن الركون‬
‫إليها فتقدم لنا هذه المعلومات والبيانات صـورة غيـر واضـحـة عـن الحـاضـر وصـورة مشوشـة‬
‫عـن المستقبل فتأخـذ المخططين نحو اتجاهات مضللة ‪ .‬الخطط‬

‫‪ 8‬بدر فاطمة‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص‪106‬‬


‫التكاليف الباهظة لوضع الخطط ‪ :‬يعتقد البعض أن وضع وتصميم يستنزف أمواال طائلـة كـان من‬ ‫‪-3‬‬
‫الممكن انفاقها على تطوير المنظمة وتحسين أدائها مباشرة‬
‫‪ -4‬تقييد اإلبداع واالبتكار ‪ :‬حيث يضع التخطيط مجموعة من القواعد واإلجراءات التي تحد من‬ ‫‪-4‬‬
‫حرية اإلبداع واالبتكار والمبادرة لدى العاملين التي كثيرا ماتدفع العمل إلى أمام وتوفر أسباب‬
‫تطوره‪.‬‬
‫البطء في اتخاذ القرارات ‪ :‬بما أن الخطـة تحتوي على نظام متكامل من العمل فإن هذا النظام ال‬ ‫‪-5‬‬
‫‪9‬‬
‫يسمح أحيانا باتخاذ اإلجراءات السريعة والفورية لمعالجة المشكالت الناشئة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬زيادة فعالية التخطيط‬
‫لزيادة فعالية التخطيط والتكيف مع الصعوبات التي تواجه عملية التخطيط ‪ ،‬يجب على اإلدارة عند‬
‫التخطيط أن تأخذ في الحسبان االعتبارات التالية ‪:‬‬
‫وضوح الهدف ‪ :‬ال بد أن يكون للخطة هذف واضح تسير عليه المنظمة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التزام اإلدارة العليا في المنشأة في عملية التخطيط والتنفيذ لهذه الخطط فيجب على اإلدارة العليا‬ ‫‪-2‬‬
‫حث العاملين على المشاركة في عملية التخطيط‪.‬‬
‫المرونة ‪ :‬إن الظروف المحيطة بالمنظمة تتصف بعدم الثبات فهي تتغير وتتطور بشكل مستمر‬ ‫‪-3‬‬
‫مما يؤثر على الخطة ‪ .‬لذلك يجب أن تكون الخطة مرنة قادرة على االستجابة لهذه الظروف‬
‫المتغيرة‪.‬‬
‫المشاركة في التخطيط ‪ :‬إن مشاركة العاملين في المنظمة في عملية التخطيط تزيد من حماسهم‬ ‫‪-4‬‬
‫واقتناعهم باألهداف المطلوب تحقيقها وبالتالي يعملون إلنجاح هذه الخطة ألنها قامت في األساس‬
‫على المشاركة في جهود العاملين في المنظمة ‪.‬‬
‫الواقعية في التخطيط ‪ :‬بحيث تنادهم الخطط مع اإلمكانات المادية والبشرية المنظمة ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫توافر هيكل تنظيمي جيد يساعد في عملية التخطيط لجميع األعمال وتقويض السلطات‬ ‫‪-6‬‬
‫والصالحيات‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫البساطة‪:‬يجب ان تتميز الخطة بالوضوح والسهولة لكي يسهل فهمها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪ 9‬مجيد الكرخي‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪,‬ص‪19‬ص‪20‬‬


‫‪ 10‬فاطمة بدر‪ ,‬مرجع سبق ذكره‪ ,‬ص‪106‬ص‪107‬‬
‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التخطيط‬


‫المطلب األول‪ :‬نشأة التخطيط‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف التخطيط‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص التخطيط‬
‫المطلب الرابع‪ :‬اهمية التخطيط‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع وخطوات وأساليب التخطيط‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع التخطيط‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خطوات التخطيط‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التخطيط‬
‫المبحث الثالث‪ :‬صعوبات وعيوب و زيادة فعالية التخطيط‬
‫المطلب األول‪ :‬صعوبات التخطيط‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عيوب التخطيط‬
‫المطلب الثالث‪ :‬زيادة فعالية التخطيط‬

‫الخاتمة‬

‫المراجع‬
‫المراجع‬
‫‪ -1‬التجاني قاسمي ‪ .‬التخطيط وعالقته بتسيير المؤسسة (مذكرة تخرج‪ :‬علم اجتماع تنظيم وعمل)‪.‬‬
‫قسم علوم االجتماعية‪ .‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية ‪ .‬جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫الوادي‪.‬الجزائر ‪. 2015/2014‬‬
‫‪ -2‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬أصول اإلدارة والتنظيم‪ ،‬دار الجنان للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪,1‬المملكة األردنية‪.2016 ,‬‬
‫‪ -3‬فاطمة بدر‪ ،‬معاذ الصباغ‪ ،‬اساسيات اإلدارة‪ ،‬الجامعة االفتراضية السورية‪ ،‬ط‪,1‬‬
‫سوريا‪.2020 ,‬‬
‫‪ -4‬مجيد الكرخي‪ ,‬التخطيط األستراتيجي المبني على النتائج‪ ,‬بيت الغاشم للنشر‬
‫والترجمة‪ ,‬قطر‪.2019 ,‬‬

You might also like