Apogée : 16002546 المقدمة: عرفت المجتمعات المختلفة على مر العصور فكرة الشركة ،فهي ليس ت ولي دة العص ر بل انها نتيجة لتطور المشاريع االقتصادية التي أصبحت كبيرة و بحاجة إلى رؤوس األم وال ضخمة ازدادت الحاجة إلى مختلف أنواع الشركات التي أصبحت تلعب دور هام ا في الحي اة االقتصادية للمجتمعات الحديث ة و خاص ة التجاري ة منه ا ق وة اقتص ادية هام ة ،مم ا اض طر بالدول إلى سن قوانين خاصة لتوجيهها بما يخدم المصلحة العامة . و المش رع المغ ربي ش أنه ش أن ب اقي التش ريعات س ن ق وانين لتنظيم مختل ف أن وع الش ركات ،ورغم أن ه لم يع رف الش ركة من خالل ق وانين الش ركات ب ل عم ل على ادراج خصائص كل نوع من الشركات على حدة. ووفق هذا التوجه تعد الشركات التجارية االطار األكثر مالئم ة للقي ام بالمش اريع في ظ ل االقتصاديات الحديثة و من ابرز هذه التحوالت صدور قانون المتعل ق بش ركة المس اهمة رقم 17.95و القانون المتعلق بباقي الشركات 5.96هذه القوانين ب دورها ع رفت ع دة تع ديالت في سبيل إرساء ترسانة تشريعية لمواكبة التحوالت ال تي عرفه ا الع الم في مج ال االس تثمار وتحسين مناخ األعمال. و تكمن أهمية الشركة ضمن المنظومة التجارية المغربية في الرف ع من مالءم ة المش اريع والتحوالت الحالية في مجال االقتصاد و االستثمار داخل البالد. األمر الذي يدفعنا إلى طرح إشكالية محورية مفادها :إلى أي ح د اس تطاع المش رع المغ ربي من خالل قوانين المنظم للشركات مواكبة التحوالت االقتصادية؟ لمعالجة هذه اإلشكالية ،ارتأينا اعتماد التصميم اآلتي: المحور األول :تحول مفهوم الشركة من العقد الى النظام المحور الثاني :اهم المستجدات التي طالت قانون الشركات المحور األول :تحول مفهوم الشركة من العقد الى النظام إن متتبع المسار التشريعي لقانون الشركات عموما و مفهوم الش ركة خصوص ا س يجد نفسه أمام تراكمات تشريعية و متغيرات قانونية اقتضتها طبيعة نشاط الشركة ،و بالتالي كان المشرع يدور وف ق االتج اه ال ذي تمي ل إلي ه التح والت االقتص ادية ال تي تنعكس على نش اط الشركة ،و هذا ما يفسر تنظيم المشرع للشركة كعقد له قواع د عام ة وخاص ة في اط ار أق دم القوانين في التشريع المغربي أال وهو قانون االلتزامات و العقود. و لكن المالحظ أن نظرية العقد تبقى قاص رة عن اس تيعاب االث ار القانوني ة لعق د الش ركة ألن أثره ال يقتصر على ترتيب التزامات متبادلة المتعاقدين ،بل هو يؤدي إلى نش وء ش خص قانوني جديد ال يحكمه العقد المنشئ للشركة بل يحكمه القانون. و يمكن القول أن الشركات نظام قانوني لكن دون إغفال دور اإلرادة كلي ا وه و نظ ام من نوع خاص ينشأ عنه ش خص معن وي يم يزه عن ب اقي األنظم ة األخ رى ومس تقل عن ب اقي األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المكونة لها ،وبعبارة أخرى ال وج ود لش ركة ب دون نظ ام أساسي والعكس صحيح ،وبجميع األحوال تعتبر الشركات التجارية عقد يتولد عنه نظام. المحور الثاني :اهم المستجدات التي طالت قانون الشركات قام المشرع المغربي بإدخال ع دة تع ديالت على الق وانين الم ؤطرة لش ركات س واء الق انون 17.95المنظم لشركات المس اهمة او ق انون 5.96المنظم لب اقي الش ركات و ذل ك بمقتض ى القانونين 20.19المتمم لقانون 17.95و القانون 21.19المتم لقانون ، 5.96و ذلك لت دارك العيوب التي كانت تعتري المقتضيات القانونية القديمة المتعلق ة بالش ركات و تزوي د المغ رب بتشريع حديث يعكس روح العصر ،و كذا توفير الحماية المالئمة للش ركاء و المس اهمين في الشركات التجارية و لألغيار. ويبقى الهدف الرئيسي من هذه التعديالت ه و تعزي ز تنافس ية المق اوالت المغربي ة و ترس يخ الش فافية و الحكام ة الجي دة ب ه إلى ج انب تحس ين من اخ األعم ال ب المغرب والتواف ق م ع الممارسات الدولية ،وفي ذات السياق ف إن بن ود ه ذه الق وانين تجس د لن ا الخط وط العريض ة للمشروع و أهدافه الرئيسية المتمثلة في الحصول على المعلوم ات و تعزي ز دور المس اهمين في تسير الشركات. ووفق نفس التوجه فإن المشرع المغربي في إطار حالة الطوارئ التي عرفه ا بل دنا ش أنها ش أن ب اقي دول الع الم بس ب جائح ة كرون ا ق د ق ام بإدخ ال تع ديالت على الق انون 17.95 بمقتض ى الق انون 20.27المتعل ق بس ن أحك ام خاص ة بس ير أش غال أجه زة إدارة ش ركات المساهمة و كيفيات انعقاد جمعياتها العامة خالل مدة سريان حالة الطوارئ الصحية. خاتمة و ختاما يتضح لنا مما سبق ذكره ،أن اإلطار التشريعي لقانون الشركات يعرف نوعا من المرونة إذ غالبا ما يتم اخضاعه للتعديالت المتالحقة تماشيا مع ما يرتبط بنشاط الشركة في السوق و لمواكبة التطورات االقتصادية التي يشهدها العالم.
حدود التدخل التشريعي كقيد على مبدأ الحرية التعاقـدية في الشركات التجاريـة... ا... e principle of contractual freedom in commercial companies according to algerian law