Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة السادسة في التأمين
المحاضرة السادسة في التأمين
قسط التأمين
يعتبر قسط التأمين من أهم االلتزامات التي تقع على عاتق المؤمن
عرف المشرع قسط التأمين بأنه" :مبلغ مستحق على مكتتب عقد
المقابل المالي الذي يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن مقابل تحمل هذا األخير
الخطر المؤمن منه ،فهو يشكل الركن الثاني في التأمين ،إذ يشكل مجموع
األقساط المجتمعة لتسوية الحوادث الواقعية ،وهو العقد كذلك ،حيث ال
ينعقد هذا األخير إال بوجود محل االلتزام المؤمن له أال وهو القسط.
في عملية التأمين من مجموع األقساط التي يدفعها المؤمن لهم يتكون كل
من المشترك الذي يمكن المؤمن من الوفاء بالتزامه يدفع مبلغ التأمين عن
طريق المقاصة بين المخاطر ،مما يعني أن القسط الذي يدفعه كل مكتتب
ال يستعمل فقط لتغطية الخطر الذي يتهدده بل لتغطية المخاطر التي تهدد
قيمة الخطر الذي يؤمن عليه حتى تتم عملية التأمين على الوجه األكمل،
المؤمن لهم من خطر معين كافيا لتغطية المخاطر المتوقع تحققها بالنسبة
إليهم ،ما يفرض على المؤمن العمل على إيجاد التناسب بين كل قسط على
وال يتدخل الخطر في تحديد نسبة القسط الذي يساير التعاقد فحسب ،وإنما
أيضا خالل مرحلة تنفيذ العقد ،ويجب أن يكون هناك تناسب مثال بين
الخطر والقسط ،لذلك يؤثر الخطر على القسط الصافي من حيث درجة
المؤمن له ،بهدف تصنيفه ضمن الفرع المناسب وتحديد قسط التأمين
المالئم .
-درجة احتمال وقوع الخطر
يقصد بدرجة احتمال وقوع الخطر فرص تحقق الخطر ،وتحدد تلك
الدرجة إلى األساسيين الفنيين الذين يقوم عليهما التأمين ،وهما تقدير
االحتماالت ،وقانون األعداد الكبيرة يجب إذا أفادت اإلحصائيات مثال من
بين ألف حريق يؤمن عليها في السنة ،تتحقق عشرة حاالت حريق ،فذلك
المؤمن أن يتوقع النسبة للسنة التي هو يصددها ،يحقق عشرة حرائق من
مدة التأمين هي التي يضمن خاللها المؤمن الخطر المؤمن منه ،وفي
الغالب يكون نسبة حتى يمكن ضبط التوقعات وتصحيحها عند الضرورة،
وإذا زادت هذه المدة زاد مقدار التأمين ،وإذا نقصت نقص المقدار.
غير أن هناك بعض أنواع التأمين التي تتحدد فيها المدة باالستناد إلى
اعتبارات مغايرة ،في التأمين من مخاطر النقل البحري حيث تحدد المدة
بالوقت الذي تشعر فيه عملية النقل أو تأمين السفر الذي تعقده وكالة سفر
لتغطية مخاطر السفر بالنسبة للرحالت التي تنظمها والتي تتحدد في مدة
كل رحلة
أعباء القسط أو عالوات القسط
ويقصد بأعباء القسط المبالغ المالية التي تضاف إلى القسط الصافي،
وتهدف هذه األعباء إلى تغطية بعض المصاريف التي ينفقها المؤمنون في
وتتنوع هذه المصاريف إلى األرباح التي يرمي المؤمن تحقيقها من
األقساط ،ونفقات اإلدارة وتتخذ شكل إيجار لإلدارات التي تشغلها مقاوالت
هذا األداء في تغطية الخطر ،لذلك يشكل العوض الذي يتعهد به المؤمن
ويكون األداء النقدي إما على شكل رأسمال أو إيراد ،ويتجلى األداء
األصل أن يتخذ مبلغ التأمين شكل مبلغ مالي (نقدي) يدفعه المؤمن
فيأتي ذلك المبلغ إما في شكل تعويض أو مبلغ جزافي ،يدفعه إلى المستفيد
غير أنه بقراءة المادة 19من مدونة التأمينات ،والتي تتحدث عن
تسديد المؤمن "التعويض والمبلغ المحدد حسب عقد التأمين" ،فإنه يتخذ
مبلغ التأمين أشكاال أخرى غير شكل المبلغ النقدي ،وذلك تبعا لما جاء في
العقد.
يمكن أن يتخذ مبلغ التأمين شكل أداء معين (إصالح السيارة أو
اآللة )...أو إصالح الشيء المحترق ،وتلجأ شركات التأمين عادة إلى
عبث المؤمن له الذي قد يعمد إلى المبالغة في مصاريف اإلصالح ،إما في
االكتتاب في التأمين.
والمالحظ أنه وإن كان مبلغ التأمين يتخذ شكل األداء العيني بالنسبة
للمؤمن له ،فإنه بالنسبة للمؤمن ينتهي به األمر دائما إلى تحمل مبلغ نقدي
بمناسبة ذلك ،بمعنى أن ذلك األداء يبقى محتفظا دائما بالطابع النقدي
بالنسبة إليه ما دام الشيء الذي يتجسد به ذلك التعويض يجري تمويلها نقدا ً
من قبله.
-االلتزام باألداء الخدماتي
يمكن أن يتخذ مبلغ التأمين شكل خدمات يؤديها المؤمن إلى المؤمن
له حيث ترتبط بوقوع الخطر المؤمن منه ،مثل مؤازره المؤمن له في
المسؤولية ،وتأمين النقل إلى غير ذلك ،تمتاز األداءات الخدماتية بطابعها
يعتبر عقد التأمين األداة القانونية التي تنظم عالقة المؤمن بزبنائه،
ولما كان عقد التأمين من عقود القانون المدني يخضع لألحكام العامة
يكونا مؤهلين إلبرامه بعد شرح آثاره القانونية ،بحيث تطهر هذا العقد
بمجرد اقتران اإليجاب والقبول ،دون أن يوقع على شيء معين كإجراء ما
لنفاذه ،كما هو الشأن بالنسبة للعقود الشكلية وال يشترط في تكوينه القيام
بعمل معين ،بحيث يجعل منه عقدا عينيا لدفع القسط األول مثال.
وعلى الرغم من أن المادة ( 11الفقرة األولى) في مدونة التأمين
نص على أثر يجب أن يحرر عقد التأمين كتابة فإن الكتابة لإلثبات وليس
لالنعقاد ،والدليل على ذلك أن المادة 11قد وردت في باب إثبات عقد
التأمين وأشكال العقود وطرق انتقالها ،وهذا ما يجعل الكتابة فيه شرط
إال أن التأمين قد يصبح عقدا شكليا أو عينيا بإرادة طرفيه ،كما اتفقا
يقصد بعقد اإلذعان ذلك العقد الذي يقبل أحد األطراف بالشروط التي
يعوضها عليه الطرف اآلخر دون إمكانية اآلخر مناقشتها ،وعقد التأمين
طبقا للتشريع المغربي من عقود اإلذعان فهو يقتضي بأن يفسر الشك