Professional Documents
Culture Documents
التفسير والبيان SURAH ANNUR
التفسير والبيان SURAH ANNUR
هذه اآلية تبني حكم قذف احملصنة %وهي احلرة البالغة العاقلة العفيفة %،جيلد قاذفها مثانني
جلدة ،وكذلك جيلد قاذف الرجل العفيف اتفاقا ،وقذف الرجل .
داخل يف حكم اآلية باملعىن ،كدخول حترمي شحم اخلنزير يف حترمي حلمه .وذكر النساء،
ألن رميهن بالفاحشة أشنع ،والزىن منهن أقبح ،أما السرقة فالرجل عليها أجرأ وأقدر ،فبدأ به يف
آية حد السرقة.
ويف التعبري باإلحصان إشارة إىل أن قذف العفيف رجال أو امرأة موجب حلد القذف ،أما
املعروف بفجوره فال حد على قاذفه ،إذ ال كرامة للفاسق.
واملعىن :إن الذين يسبّون %النساء العفيفات %احلرائر املسلمات برميهن بالزىن ،ومل يتمكنوا من إثبات
التهمة بأربعة %شهود رأوهن متلبّسات بالزىن ،أي مل يقيموا البينة %على صحة القذف الذي قالوه،
هلم ثالثة أحكام:
الثاني -أن ترد شهادته أبدا ،فال تقبل يف أي أمر مدة العمر.
الثالث -أن يصري فاسقا ليس بعدل ،ال عند اهلل وال عند الناس ،سواء كان كاذبا يف قذفه أو
صادقا .والفسق :اخلروج عن طاعة اهلل تعاىل ،وهذا دليل على أن القذف كبرية من الكبائر ،ملا
يرتتب عليه من التشنيع وهتك حرمة املؤمنات .لكن شرط القاذف الذي نصت عليه اآلية :عجزه
عن اإلتيان %بأربعة %شهود ،وتقضي قواعد الشرع أن يكون %من أهل التكليف :وهو البالغ العاقل
املختار ،العامل بالتحرمي حقيقة ،أو حكما كمن أسلم حديثا ومضت عليه مدة يتمكن فيها من
معرفة أحكام الشرع.
وشرط املقذوف املرمي بنص اآلية :أن يكون %حمصنا :وهو املكلف (البالغ العاقل) احلر ،املسلم،
العفيف عن الزىن .فشرائط إحصان القذف مخسة :هي البلوغ والعقل باعتبارمها من لوازم العفة
عن الزىن ،واحلرية ألهنا من معاين اإلحصان ،واإلسالم،
لقوله عليه الصالة والسالم يف احلديث املتقدم (( :من أشرك باهلل فليس مبحصن ))
والعفة عن الزىن ،فال يعترب كل من اجملنون والصيب والعبد والكافر والزاين حمصنا ،فال حيد
قاذفهم ،لكن يعزر لإليذاء .ويالحظ أن ظاهر اآلية يتناول مجيع العفائف ،سواء كانت مسلمة أو
كافرة ،وسواء كانت حرة أو رقيقة ،إال أن الفقهاء قالوا شرائط اإلحصان يف القذف مخسة:
اإلسالم ،والعقل ،والبلوغ ،واحلرية ،والعفة عن الزىن .وإمنا اعتربنا اإلسالم للحديث املتقدم،
واعتربنا %العقل والبلوغ
لقوله صلّى اهلل عليه وسلم فيما رواه أمحد وأبو داود والنسائي وابن ماجه واحلاكم عن عائشة(( :
رفع القلم عن ثالثة ))
ومنهم الصيب واجملنون %،واعتربنا احلرية ألن العبد ناقص الدرجة ،فال يعظم عليه التعيري بالزىن،
واعتربنا %العفة %عن الزىن ألن احلد مشروع لتكذيب القاذف ،فإذا كان املقذوف زانيا ،فالقاذف
صادق يف القذف ،فال حيد ،وكذلك إذا كان املقذوف وطئ امرأة بشبهة أو نكاح فاسد ألن فيه
شبهة الزىن.
وإذا كان العبد أو الكافر عفيفا عن الزىن ،فيصبح حمصنا من وجه ،وغري حمصن من وجه آخر،
فيكون ذلك شبهة يف إحصانه ،فيجب درء احلد عن قاذفه.
وكان ينبغي جعل التزوج من صفات اإلحصان ،إال أن العلماء أمجعوا على عدم اعتباره
هنا ،وهو كون املرمي زوجة أو زوجا ،بدليل اآليات التالية يف اللعان ،فتكون %آية اللعان خمصصة
لعموم املوصول :والَّ ِذين يرمو َن الْمحص ِ
نات. َ َ َْ ُ ُ ْ َ
وظاهر اآلية :مُثَّ مَلْ يَْأتُوا %بِ َْأر َب َع ِة ُش َهداءَ يدل على أنه يشرتط لتحقق القذف املوجب
للعقوبة %عجز القاذف عن اإلتيان بأربعة %يشهدون أهنم قد رأوا املقذوف يزين ،وتاء بِ َْأر َب َع ِة تفيد يف
ظاهرها اعتبار %كوهنم من الرجال ،ويؤكد ذلك أنه ال تعترب شهادة النساء يف احلدود اتفاقا.
ومل تشرتط اآلية أكثر من كون الرجال األربعة أهال للشهادة ،لكن العلماء اختلفوا يف
اشرتاط كون الشاهد عدال ،فقال الشافعية :تشرتط عدالة الشاهد ،وقال احلنفية :ال تشرتط عدالة
الشاهد .فإذا شهد أربعة فساق فهم قذفة عند الشافعية حيدون كالقاذف ،وال حيدون عند احلنفية%،
ويدرأ احلد عن القاذف ألنه تثبت %بشهادهتم شبهة الزىن ،فيسقط احلد عنهم وعن القاذف ،وكذا
عن املقذوف.
وظاهر عموم اآلية أنه يكفي أن يكون زوج املقذوفة أحد الشهود األربعة ،وقد أخذ
احلنفية هبذا الظاهر ،وقال مالك والشافعي :ال يعترب الزوج أحد الشهود ،ويالعن الزوج وحيد
الشهود الثالثة %اآلخرون ألن الشهادة بالزىن قذف ،ومل يكتمل نصاب الشهادة املطلوب.
وظاهر إطالق اآلية أنه يصح جميء الشهود متفرقني أو جمتمعني ،وبه أخذ املالكية والشافعية%،
وذلك كالشهادة يف سائر األحكام .وقال أبو حنفية :ال تقبل شهادهتم إال إذا كانوا جمتمعني غري
متفرقني ،فإن تفرقوا مل تقبل شهادهتم ألن الشاهد الواحد ملا شهد صار قاذفا ،ومل يأت بأربعة
شهداء ،فوجب عليه احلد ،ومل يعد صاحلا للشهادة .ونقل ذلك أيضا عن مالك.
وظاهر اآلية أيضا أن القاذف جيلد إذا أتى بشاهدين أو ثالثة فقط ،وكذلك جيلد هؤالء الشهود
إذا مل يكملوا النصاب ،بدليل فعل عمر الذي أمر جبلد ثالثة شهود وهم شبل بن معبد وأبو بكرة
(نفيع بن احلارث) وأخوه نافع شهدوا بالزىن على املغرية بن شعبة ،وأما رابعهم زياد فلم جيزم
حبدوث حقيقة الزىن.
ني َج ْل َد ًة هم أولياء األمر احلكام ،وظاهر هذا العموم يشملِ واخلطاب يف قوله تعاىل :فَ ِ
وه ْم مَث ان َ
اجل ُد ُ
ْ
احلر والرقيق ،فحدمها مثانون جلدة ،وبه أخذ ابن مسعود واألوزاعي %والشيعة ،وأمجع بقية الفقهاء
على أن حد الرقيق يف القذف النصف وهو أربعون جلدة .ودل هذا الظاهر أيضا أن احلاكم يقيم
احلد ولو من غري طلب املقذوف ،وبه أخذ ابن أيب ليلى ،وقال اجلمهور :ال حيد إال مبطالبة
املقذوف ،وقال مالك :إذا مسعه اإلمام يقذف ،ح ّده ولو مل يطلب املقذوف ،إذا كان مع اإلمام
شهود عدول .واخلالصة :أن اإلمام ال يقيم حد القذف إال مبطالبة املقذوف يف املذاهب %األربعة.
ويف إقامة حد القذف :مراعاة حلق اهلل تعاىل يف محاية األعراض ،وحلق العبد الذي انتهكت %حرمته،
لكن اختلف الفقهاء يف املغلّب يف هذا احلد:
وذهب احلنفية %إىل تغليب حق اهلل تعاىل ألن استيفاءه حيقق مصلحة العبد أيضا .وتظهر مثرة
اخلالف يف أمثلة منها:
أ -إذا مات املقذوف قبل استيفاء احلد ،فيسقط عند احلنفية تغليبا حلق اهلل تعاىل ،وقال الشافعية:
ال يسقط احلد مبوت املقذوف ،بل يتوىل ورثته املطالبة به تغليبا حلق العبد.
ب -وإذا قذف شخص مجاعة بكلمة واحدة أو بكلمات متعددة ،فاحلنفية يقولون %بتداخل احلد،
ويكفي للجميع حد واحد ،تغليبا حلق اهلل تعاىل كمن زىن مرارا أو سرق أو شرب اخلمر ،وال
يتداخل احلد عند الشافعية ،وعليه لكل واحد حد تغليبا حلق العباد.
ج -وإذا عفا املقذوف عن احلد ،يسقط عند الشافعية تغليبا حلق العبد ،وال يسقط عند احلنفية %بعد
طلب إقامته.
ومبا أن جمموع العقوبات %الثالث %مرتب على القذف بالعطف بالواو %،فرتد شهادة القاذف ولو قبل
جلده يف رأي الشافعي ،وال ترد شهادته إال بعد جلده يف رأي أيب حنيفة ومالك ألن الواو وإن مل
تقتض الرتتيب %،لكن املراد الرتتيب%
لقوله صلّى اهلل عليه وسلم فيما رواه الديلمي وابن أيب شيبة عن ابن عمرو مرفوعا (( :املسلمون
عدول ،بعضهم على بعض ،إال حمدودا يف فرية ))
ورد شهادة القاذف عام يشمل ما إذا كانت الشهادة واقعة منه قبل القذف أم بعد القذف،
ويشمل شهادة من قذف وهو كافر مث أسلم ،إال أن احلنفية %استثنوا %الكافر إذا حد يف القذف مث
أسلم ،فإن شهادته بعد إسالمه تكون مقبولة ،الستفادته باإلسالم عدالة جديدة.
ورد شهادة القاذف هي من متام احلد يف رأي احلنفية ،عمال بظاهر اآلية اليت رتب اهلل فيها على
القذف عقوبتني ،فكان الظاهر أن جمموعهما حد القذف .وقال مالك والشافعي :احلد هو جلد
مثانني فقط ،وأما رد الشهادة فهو عقوبة %زائدة على احلد ألن احلد عقوبة بدنية ،ورد الشهادة
عقوبة معنوية ،وألن
قول النيب صلّى اهلل عليه وسلم هلالل بن أمية فيما أخرجه البخاري وأبو داود والرتمذي عن ابن
عباس (( :البينة %أو حد يف ظهرك ))
ويلزم على قول احلنفية أن احلاكم ال يرد شهادة القاذف إال بطلب املقذوف ،أما اآلخرون فال
يرون توقف رد الشهادة على طلب املقذوف.
قال الشافعي :توبة القاذف :إكذابه نفسه ،واملعىن كما فسره االصطخري من أصحاب الشافعي:
أن يقول :كذبت فيما قلت ،فال أعود ملثله ،وفسره أبو إسحاق املروزي من أصحاب الشافعي :ال
يقول :كذبت ألنه رمبا يكون %صادقا ،فيكون قوله( :كذبت) كذبا ،والكذب معصية %،واإلتيان
باملعصية ال يكون %توبة عن معصية أخرى ،بل يقول :القذف باطل ،وندمت على
ما قلت ،ورجعت عنه ،وال أعود إليه .ورجح أبو احلسن اللخمي أن التوبة إمنا تكون بالتكذيب%
يف القذف.
وقال بعض العلماء :توبة القاذف كتوبة غريه ،تكون بينه وبني ربه ،ومضموهنا الندم على ما قال،
والعزم على أال يعود.
وقد اختلف العلماء يف هذا االستثناء %،هل يعود إىل اجلملة األخرية فقط ،فرتفع التوبة الفسق فقط،
ويبقى مردود الشهادة دائما ،وإن تاب وأصلح ،أو يعود إىل اجلملتني الثانية %والثالثة أو إىل الكل؟
يالحظ كما ذكرنا أن اآلية ذكرت ثالثة أحكام بثالث مجل متعاطفة %بالواو ،معقبة باالستثناء،
فاتفق العلماء على أن االستثناء ال يرجع هنا إىل اجلملة األوىل ،فال يسقط احلد بتوبة القاذف،
للمحافظة على حق العبد وهو املقذوف.
واحنصر اخلالف يف عود االستثناء %إىل اجلملتني الثانية والثالثة %،أي رد الشهادة والفسق ،فقال
احلنفية :إمنا يعود االستثناء إىل اجلملة األخرية فقط ،فريتفع الفسق بالتوبة ،ويبقى %مردود الشهادة
ك هم الْ ِ
فاس ُقو َ%ن مجلة مستأنفة %بصيغة اإلخبار ،منقطعة عما قبلها ،لدفع ِئ
أبدا ألن قوله تعاىلَ :وُأول َ ُ ُ
توهم أن القذف ال يكون %سببا لثبوت صفة الفسق هبتك عرض املؤمن بال فائدة ،وإذا كانت
اجلملة األخرية مستأنفة %،توجه االستثناء إليها وحدها.
وقال اجلمهور (املالكية والشافعية واحلنابلة) :يعود االستثناء %إىل كلتا اجلملتني الثانية والثالثة ألن
هادةً َأبَداً مستأنفة منقطعة عما قبلها ألهنا ليست من تتمة احلد ،ومجلة
مجلة َوال َت ْقَبلُوا هَلُ ْم َش َ
ك هم الْ ِ
فاس ُقو َ%ن تبني علة رد الشهادة ،فإذا ارتفع الفسق الذي هو علة بالتوبة ،ارتفع املعلول ِئ
َوُأول َ ُ ُ
الذي هو رد الشهادة ،فهذه اجلملة تعليل ،ال مجلة مستقلة بنفسها ،أي ال تقبلوا شهادهتم
لفسقهم ،فإذا زال الفسق فلم ال تقبل شهادهتم؟.
وال يثور هذا اخلالف بني الفريقني إذا قامت قرينة أو دليل على أن االستثناء %يرجع إىل اجلملة
األخرية أو إىل اجلمل كلها ،كما يف املثالني اآلتني:
األول -قوله تعاىل يف دية القتل اخلطأَ :فتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍة ُمْؤ ِمنَ ٍةَ ،و ِديَةٌ ُم َسلَّ َمةٌ ِإىل َْأهلِ ِهِ ،إاَّل َأ ْن يَ َّ
ص َّدقُوا
[النساء ]92 /4فيه قرينة تدل على أن االستثناء %عائد إىل الدية ال إىل حترير الرقبة ألن التحرير
حق اهلل تعاىل ،وتصدق الويل ال يسقط حق اهلل تعاىل.
ين تابُواِ %م ْن َقْب ِل َأ ْن َت ْق ِد ُروا َعلَْي ِه ْم [املائدة ]34 /5 %فيه دليل ِإ َّ ِ
الثاين -قوله تعاىل يف احملاربني :اَّل الذ َ
على رجوع االستثناء %إىل اجلمل كلها ،فإن التقييد يف قوله تعاىلِ :م ْن َقْب ِل َأ ْن َت ْق ِد ُروا َعلَْي ِه ْم مينع
ِ ِ
يم ألن التوبة% ذاب َعظ ٌ عود االستثناء إىل اجلملة األخرية ،وهي قوله سبحانهَ :وهَلُ ْم يِف اآْل خَر ِة َع ٌ
تسقط العذاب األخروي ،سواء أكانت قبل القدرة عليهم أم بعدها ،فلم يكن هلذا التقييد فائدة إال
سقوط احلد ،فهذا االستثناء راجع إىل اجلميع باالتفاق.
وتعسر عليه
ّفر ج اهلل تعاىل هبذه اآلية عن األزواج وأوجد هلم املخرج إذا قذف أحدهم زوجتهّ ،
إقامة البينة %،وهو أن حيضرها إىل احلاكم ،فيدعي عليها مبا رماها به ،فيالعنها كما أمر اهلل عز
وجل ،بأن %حيلفه احلاكم أربع شهادات باهلل ،يف مقابلة أربعة شهداء ،إنه ملن الصادقني فيما رماها
به من الزىن ،فقال تعاىل:
فإذا قال ذلك بانت منه هبذا اللعان نفسه عند مجهور العلماء غري احلنفية %،وحرمت عليه أبدا،
ويعطيها مهرها ،ويسقط عنه حد القذف ،وينفي %الولد عنه إن وجد ،ويتوجه عليها حد الزىن.
ني أي ويدفع عنها حد الزىن أن حتلفوي ْدر ا عْنها الْعذاب -..إىل قولهِ :-إ ْن كا َن ِمن َّ ِ ِ
الصادق َ َ َ َ َ ُؤ َ َ َ َ
باهلل أربعة أميان :إن زوجها كاذب فيما رماها به
من الفاحشة ،والشهادة اخلامسة أن غضب اهلل عليها إن كان زوجها صادقا فيما يقول.
وسبب التفرقة بينهما بتخصيصه باللعنة ،وختصيصها بالغضب هو التغليظ عليها ألهنا سبب الفجور
ومنبعه ،بإطماعها الرجل يف نفسها.
مث بنّي اهلل تعاىل ما تفضل به على عباده من الفضل والنعمة والرمحة هبذا التشريع إذ جعل اللعان
للزوج طريقا لتحقيق مراده .وللزوجة سبيال إىل درء العقوبة %عن نفسها ،فقال:
ِ ض ُل اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َو َرمْح َتُهَُ ،و َّ
يم أي ولوال ما خصكم اهلل به من مزيد فضله َأن اللَّهَ َت َّو ٌ
اب َحك ٌ َولَ ْوال فَ ْ
ونعمته وإحسانه ورمحته ولطفه ورأفته من تشريع ما به فرج وخمرج من الشدة والضيق ،ومتكني
من قبول التوبة ،لوقعتم يف احلرج واملشقة %يف كثري من أموركم ،ولفضحكم وعاجلكم بالعقوبة،
ولكنه سرت عليكم ،وأنقذكم من الورطة باللعان ،فمن صفاته الذاتية أنه كتب الرمحة على نفسه،
وأنه التواب %الذي يقبل التوبة %عن عباده ،وإن كان ذلك بعد احللف واألميان املغلظة ،وأنه حكيم
فيما يشرعه ،ويأمر به ،وينهى عنه ،فإنه بالرغم من أن أحد الزوجني كاذب يف ميينه ،يدرأ عنه
يم ِ
العقاب الدنيوي وهو احلد ،ويستحق ما هو أشد منه وهو العقاب األخروي .وعرب بقولهَ :حك ٌ
ال رحيم مع أن الرمحة تناسب التوبة ألن اهلل أراد السرت على عباده بتشريع اللعان بني الزوجني.