Professional Documents
Culture Documents
قراءة أسلوبية في قصيدة حديث مع أبي موسى الأشعري-فضة مشاقبة
قراءة أسلوبية في قصيدة حديث مع أبي موسى الأشعري-فضة مشاقبة
جامعة آل البيت
1
الفهرس:
المقدمة 3................................................................................
المبحث الثاني :حديث خاص مع أبي موسى األشعري (دراسة أسلوبية)16 ............... .
2
المقدمة
تعد األسلوبية أحد المناهج ال نقدية التي أثارت الكثير من الجدل والتساؤالت حول طبيعتها ومنهجها،
ومصادر تلقيها ،وذلك بتغيير الرؤية التقليدية التي تعتمد على االنطباعية والذوق في عملية الحكم والتقييم
للنص األدبي إلى رؤية معاصرة تعتمد التعامل مع النص بآليات وإجراءات جديدة مستمدة من ثقافة الغرب
وعصارة فكره.
وفي ظل الكثير من الجدل واإلشكاالت والتساؤالت فكان لزاماً على الدارسين األسلوبيين العرب
المعاصرين أال يتجاهلوا ما يحدث من تغيرات في مسار األسلوبية من تطورات ،وحراك ،ولذلك وقفوا موقفاً
حائ ًار صوب هذه اإلشكالية معترفين في ذلك بصعوبة المهمة سواء في مستوى الجهاز المصطلحي
لألسلوبية ومنهجها أو في مستوى مصادر تلقيها والمنابع التي نهلت منها من منطلقاتها وأسسها.
يعتبر المتلقي ركنا مهما في الدراسة األسلوبية ،فالخطاب الشعري موجه لقارئ في األصل ،وهو
رسالة من مبدع ،وعلى المتلقي أن يفك رموزها ،وكي يستطيع ذلك فإن عليه أن يبحث في أمرين:
األول :اختيار المبدع لهذا الشكل من اإلبداع.
الثاني :االنحرافات الجزئية والكلية داخل النص ،ذلك أن المبدع ،يختار بوعي شكل التعبير الذي
يراه مناسبا من بين خيارات عدة ،ثم ولتجويد نصه فإنه يقوم بجملة من االنحرافات عما هو سائد ومعروف
في عرف اللغة ،وهذه سمة اإلبداع األولى ،فما هو مألوف وعادي ال يشد المتلقي ،وال يحدث فيه أث ار ما،
وال يدفعه لمتابعة القراءة والتفاعل مع النص ،وهذا ما يبتعد في األدب عن دوره ،فالنص الجيد هو الذي
ينقل توتر المبدع إلى المتلقي ،ويحقق التأثير والتأثر ،وقد حرص البالغيون العرب على إبراز أهمية
االستهالل في الشعر والنثر ،لدوره الهام في خلق عمليه محاورة النص واالستمتاع به والوقوف على خباياه.
3
المبحث األول :ماهية المنهج األسلوبي
إن مفاهيم األسلوب تختلف وفق اختالف أنظار رواد المناهج األسلوبية والمنطلقات التي
يصدرون عنها في تقليبهم للنصوص األدبية واستطالعهم لتجلياتها المائزة .والمالحظ أن االختالف
في دراسة األسلوب يرجع إلى تعدد طرق التناول األسلوبي وإن كان المطلب الكلي للمناهج األسلوبية
ومن الواجب علينا أن نلتمس جذره اللغوي في القواميس العربية قبل الخوض في تحديد ماهيته
المختلفة ،حيث نجد في لسان العرب ما يلي ":ويقال للسطر من النخيل أسلوب .وكل طريق ممتد فهو
أسلوب ،واألسلوب الطريق ،والوجه ،والمذهب ،يقال :أنتهم في أسلوب سوء ،ويجمع أساليب ،واألسلوب:
وأما في المعجم الوسيط فقد تم تعريفه على أنه ":األسلوب هو الطريق ،ويقال :سلكت أسلوب
فالن على مذا طريقته ،مذهبه واألسلوب طريقة الكاتب في كتابته ،واألسلوب الفن ،يقال :أخذنا في
2
أساليب من القول أي فنون متنوعة ،واألسلوب الصف من النخيل ،ونحوه ،والجمع أساليب".
وعند النظر إلى التحديد اللغوي لكلمة األسلوب نجد أمرين بحسب ما أورده محمد عبد المطلب:3
1ابن منظور ،جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،مج ،1ط1995 ،1م ،ص.473:
2أنيس ،إيراهيم وآخرون ،المعجم الوسيط ،دار األمواج ،بيروت ،لبنان ،ط1990 ،2م ،ص.440:
3عبد المطلب ،محمد ،البالغة واألسلوبية ،الشركة المصرية العالمية للنشر ،لونجمان ،ط ،1994 ،1ص.10:
4
األمر األول :البعد المادي الذي يمكن أن نلمسه في تحديد مفهوم الكلمة من خالل ارتباطها في
األمر الثاني :البعد الفني اللذي يتمثل في ربطها بأساليب القول وأفانينه ،كما نقول سلكت أسلوب
وإن أبرز ما ورد في التراث البالغي والنقدي العربيين من آراء ومقوالت مختلفة المشارب ،متنوعة
المسالك لكلمة أسلوب ،حيث كانت قضية إعجاز القرآن م ن أهم القضايا التي تعرضت لتحديد مفهوم
األسلوب ،وتميي اًز بينه وبين أساليب العرب ،فقال محمد الباقالني( ت403ه)" :إن نظم القرآن على
تصرف وجوهه ،وتباين مذاهبه خارج عن المعهود من نظام جميع كالمهم ،ومباين للمألوف من ترتيب
خطابهم ،وله أسلوب يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكالم المعتاد.وذلك أن الطرق التي
يتقيد بها الكالم البديع المنظوم ،تنقسم إلى أعاريض الشعر ،على اختالف أنواعه ،ثم إلى أنواع الكالم
الموزون غير المقفى ،ثم إلى أصناف الكالم المعدل المسجع ،ثم إلى معدل موزون غير مسجع ،ثم
ال ،فتطلب في ه اإلصابة واإلفادة ،وإفهام المعاني المعترضة على وجه بديع ،ترتيب
إلى ما يرسل إرسا ً
ال في وزنه ،وذلك شبيه بجملة الكالم الذي ال يتعمل فيه وال يتصنع له".4
لطيف ،وإن لم يكن معتد ً
وأما ابن قتيبة( ت276ه) فقد قال في صدر كتابهّ ":إنما يعرف فضل القرآن من كثر نظره،
واتسع علمه ،وفهم مذاهب العرب وافتنانها في األساليب ،وما خص هللا به لغتها دون جميع اللغات؛
4الباقالني ،محمد بن الطيب ،إعجاز القرآن ،تحقيق :أحمد صقر ،القاهرة ،مصر1972 ،م ،ص.35 :
5
من هللا ،لما أرهصه في الرسول ،وأراده من إقامة الدليل على نبو ِ
ته بالكتاب ،فجعله علمه ،كما جعل
علم ُك ِّل نبي من المرسلين من أشبه األمور بما في زمانه المبعوث فيه".5
ّ
التهذيب ،ومصّفى
كل ّثم يستطرد ابن قتيبة في الكالم حتى يقولّ ":ثم ال يأتي بالكالم كّله ،مه ّذبا ّ
كّله".6
وأما عبد القاهر الجرجاني فقد حدد مفهوم األسلوب الذي يربطه بالنظم من حيث هو نظم
للمعاني وترتيب لها ،وهو يطابق بينهما من حيث كانا يمثالن تنوعا لغويا فرديا يصدر عن وعي
واختيار ،ومن حيث إمكانية هذه التنوعات في أن تصنع نسقاً وترتيباً يعتمد على إمكانية النحو".7
وذلك أن األسلوب يعتبر اختيار من المتكلم وذلك بشرط أن يكون صاد ًار عن وعي وإرادة وانتظام
لذلك االختيار في الكلمات التي تشكل تركيبا ما ،ألن عدم انتظامها واختيارها في أي تركيب لغوي ال
يمكن أن تشكل نسقاً ،وإنما الذي يشكل نسقاً هو إرادة المبدع وقصده وطريقة تركيبه للكلمات وذلك
وفقًا ألسلوب معين " ،ولكل معنى أسلوب خاص فيه ،واألسلوب والضرب من النظم والطريقة فيه ،فلذلك
يعمد شاعر آخر إلى ذلك األسلوب فيجيء به في شعره ،فيشبه بمن يقطع أديمه نعالً على مثال نعل
إن عبد القاهر الجرجاني يؤكد على عملية الوعي في تركيب األسلوب عندما يتحدث عن
االستعارة ،وإن منها نوعًا ال يمكن الوصول إليه أو معرفته إال ذوو الروحانية واألذهان الصافية ،والعقول
5اب ن قتيبة ،أبو محمد عبد هللا بن مسلم ،تأويل مشكل القرآن ،تحقيق :أحمد صقر ،دار إحياء الكتب ،القاهرة ،ص . 11
6المرجع السابق.
7أبو العدوس ،يوسف ،األسلوبية والرؤيا والتطبيق ،دار النشر والتوزيع ،عمان ،ط2007 ،1م ،ص.16:
8الجرجاني ،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز ،شرح وتعليق :محمد عبد المنعم خفاجي،-197 ،ص.418:
6
النافذة ،والطباع السليمة ،وذلك ألن االستعارة لها عدة طرف في اإلتيان بها من حيث التفرد والتميز،
ولم يتحدث الجرجاني فقط عن االستعارة ودورها في مجال األسلوب فقط ،بل قام بتجاوز ذلك
إلى مسالك أخرى من شأنها أن تضفي الجمال على األسلوب ،وتؤكد على العالقة بين أنماط التعبير
وخاصية األسلوب ،طالما إن األسلوب يقوم على نظم العالقات بين الكلمات والجمل في شكل انزياحات
وخروج عن المألوف في التعبير ،ولعل من بين هذه المسالك نجد التمثيل والتشبيه والمجاز.9
تطرق الجاحظ إلى النظم والفرق بين نظم القرآن ،ونظم سائر الكالم ،فيقول في ذلك ":فرق ما
بين نظم القرآن وتأليفه ،فليس يعرف فروق النظم ،واختالف البحث والنثر إال من عرف القصيد من
الرجز ،والمخمس من األسجاع ،والمزدوج من المنثور ،والخطب من الرسائل ،وحتى يعرف العجز
العارض الذي يجوز ارتفاعه ،من العجز الذي هو صفة في الذات .فإذا عرف صنوف التأليف عرف
مباينة نظم القرآن لسائر الكالم ثم ال يكتفي بذلك حتى يعرف عجزه وعجز أمثاله عن مثله ،وأن حكم
والنظم عند الجاحظ يتجلى في "حسن اختيار اللفظة المفردة اختيا ار موسيقيا يقوم على سالمة
جرسها ،واختيا ار معجميا يقوم على ألفتها ،واختيا ار ايحائياً يقوم على الظالل التي يمكن أن يتركها
استعمال الكلمة في النفس وذلك حسن التناسق بين الكلمات المتجاورة تآلفاً وتناسباً".11
9الجرجاني ،عبد القاهر ،أسرار البالغة ،بيروت ،دار المعرفة للطباعة1978 ،م ،ص.58 :
10أبو عثمان عمرو بن بحر ،الجاحظ ،كتاب العثمانٌة ،تحقيق ،عبد السالم هارون ،دار الجيل ،بيروت، 1991 ،ص .16
11المرجع السابق.
7
إن مفهوم النظم عند الجاحظ يتخلص في أنه ذو صلة وثيقة باألسلوب ،فيمكن القول أن عالقة
النظم باألسلوب هي عالقة الجزء بالكل ،فال يمكن أن يتأتى األسلوب متينًا قويًا حسنًا موحيًا إال إذا
حسن التناسق بين الكلمات ،واختيار طريقة معينة من خاللها تدرك المعاني النحوية ،والدالالت الخفية.
إن الكثير من النقاد األسلوبيين العرب المعاص رين عرفوا كلمة أسلوب ،فكان أحمد الشايب يعرف
مجاز أو كناية،
تشبيها أو ًا
ً قصصا أو حو ًارا، األسلوب تعريفات مختلفة أبرزها ":هو فن من الكالم يكون
ً
كما وأمثاال .فإذا صح هذا االستنباط كان لألسلوب معنى أوسع إذ يتجاوز هذا العنصر ِ
ير أو ح ً
تقر ًا
اللفظي فيشمل الفن األد بي الذي يتخذه األديب وسيلة لإلقناع أو التأثير.12
وأما عبد القادر عبد الجليل فقد عرفه على أنه ":األسلوب باعتباره منج اًز لغوياً فإنه رؤية الفكر
ورؤية الملتقي به ،لذا حمل خاصية التعدد ،وهو ينهض على مرتكزات بيانية ثالثة :التفكير ،والتصوير،
التعبير".13
أما األسلوبيين العرب المعاصرين فقد استعصى عليهم ترجمة المقاالت التي تتعلق بموضوع
األسلوب ،أو تلقيهم لموضوع األسلوب من الموروث البالغي ،لذلك تعددت المفاهيم لديهم بتعدد
المشارب والمسالك ،وبتنوع البيئات التي عاش فيها أولئك النقاد ،فمحمد كريم الكواز قال عن األسلوب":
إن كلمة أسلوب في عصرنا هذا من الكلمات الشائعة التي يتم استعمالها في بيئات مختلفة ،ويستعملها
العلماء ليدلوا بها على منهج من مناهج البحث العلمي ،ويستعملها الموسيقيون دليالً على طرق التلحين
12الشايب ،أحمد ،األسلوب دراسة بالغية تحليلية ألصول األساليب األدبية ،مكتبة النهضة المصرٌة ،ط، 1966، 6ص .41
13عبد الجليل ،عبد القادر ،األسلوبية وثالثية الدوائر البالغية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط ،2000 ،1ص.12:
8
وتأليف األنغام ،وأما الرسامون فهي عندهم دليل على طريقة تأليف األلوان ومراعاة التناسب بينها،
مهما أختلفت وجهات نظر النقاد في األسلوب ،فإنه يبقى مفهوم األسلوب محو اًر يدور في فلك
اللغة والنقد األدبي والبالغة ،ومهما تعددت مناهجه واتجاهاته ،وهو الذي يجمع بين الفكر والصور،
وقد ألفوا الك ّتاب كتبًا في هذا المجال مثل الناقد عبد السالم المسدي في كتابه "األسلوبية واألسلوب"،
وتالحقت أيضًا البحوث والدراسات حول ماهية األسلوب ،في عدد كبير من النقاد األسلوبيين العرب،
وهذا ما نراه عند المؤلف عدنان بن ذريل في مؤلفاته :اللغة واألسلوب ،اللغة والبالغة ،والنقد واألسلوبية
بين النظرية والتطبيق .ونجد أن عدنان بن ذريل في مؤلفاته يرى أن األسلوبية ال يمكن أن تكون بديالً
عن النقد األدبي أو أن تقوم مقام البالغة ،ومن ناحية أخرى ال نجده ينكر صلة األسلوبية بهذه العلوم.15
وأما شكري محمد عياد فقد أضاف العديد من المقاالت والكتب حول موضوع األسلوب واألسلوبية
من أبرزها ":مدخل إلى علم األسلوب ،اتجاهات البحث األسلوبي ،اللغة واإلبداع".
وقام صالح فضل بإصدار كتاب علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ،ففيه الكثير من الموضوعات
التي تتعلق بموضوع األسلوب ،حيث يرى أن األسلوب يمكن أن يكون وريثًا شرعيًا للبالغة التي أدركها
ٍ
أصالب مختلفة. سن اليأس ،وهو ينحدر من
14الكواز ،محمد كريم ،علم األسلوب مفاهيم وتطبيقات ،جامعة السبع من أبريل ،ليبيا ،ط ،1ص.20:
15ابن رذيل ،عدنان ،اللغة واألسلوب ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق1989 ،م ،ص.141:
9
األسلوب في الفكر الغربي
اختلفت وجهات النظر لدى األسلوبيين الغرب حول ماهية األسلوب ،فقد أوردت الكتب العربية
المترجمة مفاهيم عديدة لألسلوب لدى الغربيين ،فحسن ناظم يورد مجموعة من الثوابت كانت سببًا في
تغير ماهية األسلوب ،فاألسلوب عند حسن ناظم متعدد الزوايا مختلف الروئ ،فتارة هو اختيار ،وتارة
أخرى هو مجموعة من االستجابات ،وكل ذلك ال يتم إال بثوابت ثالث يتفاعل بعضها ببعض وهي:
ويعرض حسن ناظم مجموعة من المعاجم المترجمة ا لتي من خاللها تم تحديد مفهوم األسلوب،
ومن أبرز هذه المعاجم معجم األسلوبية الذي حدد مفهوم األسلوب كما يلي ":وفي أبسط معانيه يدل
األسلوب على طريقة التعبير في الكتابة أو الكالم ،مثلما هناك طريقة في عمل أشياء معينة مثل لعب
السكواتش أو الرسم ،وربما نتحدث عن كتا بة شخص بأنها ذات أسلوب منمق ،أو عن كالم شخص
وأما يوسف وغليسي في كتاباته قام بإطالعنا بأن فريديرك نوفاليس يعتبر أحد األوائل الذين
استخدموا هذا المصطلح ،على أن عامة الباحثين الغربيين من النادر ما يعتدون بمثل هذه االستخدامات
وأما إنفكست فأنه يرى األسلوب على أنه ":مجموعة من اإلمكانيات السياقية لمفرداته اللسانية".
16ناظم ،حسن ،البنى األسلوبية ،دراسة في أنشودة المطر للسياب ،المركز الثقافي العربي ،الدار البيضاء ،المغرب ،2002 ،ص.15:
17وغليسي ،يوسف ،مناهج النقد األدبي ،جسور للنشر والتوزيع ،المحمدية ،الجزائر ،ط،2007 ،1ص.75:
10
وأما صالح فضل فيرى أن أصل كلمة أسلوب اشتقت من األصل الالتيني stylusويعني ريشة،
ثم قان باالنطالق عن طريق المجاز إلى مفهومات تتعلق كلها بطريقة الكتابة".18
مفهوم األسلوبية
تهتم األسلوبية بدراسة النص األدبي ،وتعتبر منهجاً في دراسة األدب ونقده وهي متأثرة ببعض
العلوم األخرى التي تدرس النص األدبي؛ حيث ّإنها تدرس خصائص األسلوب والصور الشعرية
والمجازات واإليقاع وما فيه من جناس وأصوات ولغة الشعر ،باإلضافة إلى الغموض وتوظيف األسطورة
المعرفية،
ّ علما له ضوابطه
التطور النقدي بمراحله المختلفة ،وكذلك بقضية سعي النقد لكي يصبح ً
ّ
ولذلك فإنها تهتم باألدب وق درة األديب على استخدام اللغة في التعبير عما يريد إيصاله للمتلقي.
يعرف نور الدين السد األسلوبية على أنها ":الوجه الجمالي لأللسونية إنها تبحث في الخصائص
التعبيرية والشعرية التي يتوسلها الخطاب األدبي ،وترتدي طابعا علميا تقريريا في وصفها للوقائع،
وما تولد عنه في مختلف اللغات الفرعية أو انطلقنا من المصطلح الذي استقر له ترجمة في العربية
وفقاً على دال مركب جذره أسلوب styleوالحقته يه iqueفاألسلوب ذو مدلول إنساني ذاتي وبالتالي
نسبي ،والالحقة تختص فيما تختص به بالبعد العلماني العقلي ،وبالتالي موضوعي ويمكن في كلتا
18فضل ،صالح ،علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ،دار الشروق ،القاهرة ،ط1998 ،1م ،ص.93:
11
الحالتين تفكيك الدال االصطالحي إلى مدلولية بما يطابق عبارة علم األسلوب ،لذلك يتم تعريف
ويرى رومان جاكبسون أن األسلوبية ":بحث عما يتميز به الكالم الفني عن بقية مستويات
ويمكن اعتبار األسلوبية منهجًا لسانيًا نقديًا جديدًا ومنحنى حديثًا في قراءة النص بما يحمله من
ظواهر صوتية ،صرفية تركيبية داللية ،وهي تسعى جاهدة لخلق استقالليتها وإثبات وجودها.
اتجاهات األسلوبية
-1األسلوبية المثالية :ترى األسلوبية المثالية أن األسلوب نتاج فكر فردي ،يعكس
شخصية الكاتب أو المؤلف ،ويستجلي إرادته ومزاجه وثقافته وعولمته النفسية واالجتماعية ،وهذا
يشبه ما قالت به الوضعية العقلية أو المثالية الفلسفية ،ومثل هذا التصور كل من فاندات ،وهيجو
شوشاردت ،وكارل فوسلر ،وبنديتو كروتشة ،وفي هذا التصور يتم التركيز على أن العقل والذهن
هو المصدر الحقيقي لإلبداع األدبي ،ومن هنا نجد إن األسلوب هو االنسجام واالتساق المتحققين
في النص اإلبداعي ،ومن ثم يتم تعبير عن شخصية المبدع وفردانيته ،ومن ثم األسلوب هو
صورة الروح.21
19المسدي ،عبد السالم ،في آليات النقد األدبي ،دار الجنوب ،تونس1994،م ،ص.48:
20المسدي ،عبد السالم ،ا ألسلوب واألسلوبية ،نحو بديل ألسني في نقد األدب ،الدار العربية للكتاب1977 ،م ،ص.33:
21حمداوي ،جميل ،اتجاهات األسلوبية ،دار األلوكة ،ط ،1د.ت ،ص.12:
12
-2األسلوبية البنيوية :وتعرف أيضاً باألسلوبية الوظيفية ،وهي أكثر االتجاهات األسلوبية
شيوعًا حاليًا ،حيث أولى الدارسون العرب من خالل ترجماتهم وأفكارهم أهمية لهذا االتجاه ،فاعتبر
امتدادا متطو ار ألسلوبية بالي في الوصفية ،وامتدادًا آلراء سوسير التي قامت على التفرقية بين
اللغة والكالم.22
-3األسلوبية اللسانية :يعد فرديناند دوسوسير المؤسس الحقيقي لألسلوبية اللسانية .كما
يتجلى ذلك واضحا في كتابه (:محاضرات في اللسانيات العامة) ،حيث بلور مجموعة من
المستويات اللسانية لها عالقة باألسلوب ،كالمستوى الصرفي ،والمستوى الصوتي ،والمستوى
الداللي ،والمستوى التكريبي . ،وقد تبنى دوسوسير دراسة اللغة بدل الكالم؛ ألن الكالم فعل حر
فردي منعزل ،من الصعب دراسته ،وتجريده ،وتصنيفه .على عكس اللغة ،فهي ظاهرة اجتماعية
وثقافية تتسم بالثبات ،ويمكن رصدها بشكل الئق صوتيا وصرفيا ودالليا وتركيبيا .وقد ناقش
دوسوسير قضية الدال والمدلول في عالقتهما بالمرجع ،ودافع أيضا عن دراسة اللغة سانكرونيا
بدل دراستها دياكرونيا وتارخييا .واهتم أيضا بالعالقات االستبدالية والتركيبية في دراسة اللغة ،و
-4األسلوبية التعبيرية :تعتبر األسلوبية التعبيرية من أكثر االتجاهات شيوعا وانتشا ار في
الدرس األسلوبي ،لذلك قام العلماء باالهتمام بها وخصوصا بالدراسة والتحليل ،وهذا االتجاه يمثل
شارل بالي فاألسلوب عنده يتجلى في مجموعة من الوحدات اللسانية التي تمارس تأثي اًر معينًا في
مستمع ها أو قارئها ،ومن هنا يتمحور هدف األسلوبية حول اكتشاف القيم اللسانية المؤثرة ذات
22
-Ferdinand de Saussure : Cours de linguistique générale,Payot,Paris,France1967.
23حمداوي ،جميل ،اتجاهات األسلوبية ،مرجع سابق ،ص.14 :
13
الطباع العاطفي ،ويركز بالي على أهمية تأثير القيم أو الوحدات اللسانية في وجدان المتلقي،
ولذلك فإن األسلوبية التعبيرية تهتم في دراسة الصلة بين األثر األدبي وما ينتجه من تأثيرات
وجدانية في المتلقي.
وتهدف أسلوبية التعبير إلى دراسة القيم التعبيرية اللغوية التي تكمن في الكالم ،أو المثا ةر
فيه وهي ":تقف على نحو خاص أمام الكالم المنطوق ،لتالحظ العالقة بين المحتوى الوجداني
والتركيب الذي جاء عليه الكالم ،فإذا كان موقف اإلشفاق ينتج عبارة مثل ":يا للمسكين فإن هناك
عالقة أسلوبية يمكن أن تقوم من خالل التحليل بين الشفقة والتعجب واإليجاز ،ويمكن اكتشاف
المحتوى الوجداني للتصغير في عبارة يا بني من خالل إثارته للرقة أو الضعف .24"..ولهذا
األسلوبية عند بالي علم يقوم بالتركيز على المحتوى العاطفي أو المضمون الوجداني حيث يعتبر
األسلوبية ":علم يدرس وقائع التعبير اللغوي من ناحية محتواها العاطفي أي التعبير عن واقع
الذاتية وشاعت تسميتها باألسلوبية النفسية ،وقد اهتم العرب اهتماما كبي ار في هذا االتجاه ،الذي
يضم طائفة من األسلوبيين الغربيين وعلى رأسهم " ليو سبترز" الذي ذاع صيته باعتباره أحد النقاد
ا لذي يعزى هذا االتجاه لهم ،وأصبح الممثل الصريح له ،وهذا األمر جعل األسلوبيين العرب أن
يتأثروا به ،فقاموا بالمحاولة في تحري الموضوعية تجاه أسلوبيته تنظي ار وتطبيقا ،والتي قامت
بالتركيز على المبدع دون مصدر اإلبداع وغايته إليه ،ثم على معاشرة النص والولوج إلى أعماقه
24الكواز ،محمد كريم ،علم األسلوب مفاهيم وتطبيقات ،منشورات جامعة السابع من أبريل ،ليبيا ،ط، 1ص .98
25فضل ،صالح ،علم األ سلوب ،مبادئه وإجراءاته ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة ،ط، 1985، 1ص 17
14
تمهيداً للتحليل والتشريح ،وقد قام سبترز أن يقيم صلة بين نفسية الكاتب وأسلوبه وقد استطاع
من خالل ذلك أن يقوم بتحديد منهجية في البحث األسلوبي ،تعرف بطريقة الدائرة الفيلولوجية(
فقه اللغة) التي تترتب على التعاطف الحدسي مع النص ،وهي تتكون من مرحلتين وهما:
المرحلة األولى :هي المرحلة التي تعتمد على القارئ ،فمن المفروض أن تتوافر فيه -
الموهبة والخبرة ،والتجربة ،واالخالص ،واإليمان ،فيقوم بقراءة النص قراءة متأتية ناتجة عن تكرار،
حتى أن يدرك ما يلفت نظره في لغة النص أو أن يقوم بالعثور على سمة أسلوبية مكررة بصفة
المرحلة الثانية :هي مرحلة إجرائية تفسيرية بعيدة عن الذاتية ،والتذوق الشخصي، -
بالبحث عن قراءات جديدة تفسر السمة األسلوبية حيث أن بمقدورها أن تكون بمثابة دعم لما
توصل إليه الحدس ،وبالتالي تلك القراءات الجديدة يمك ن أن تمثل الجزئيات التي تكمل وتدعم
الكل.
15
المبحث الثاني :حديث خاص مع أبي موسى األشعري (دراسة أسلوبية).
يشكل العنوان الصدمة األولى للمتلقي ،فإنه يوحي للملتقي بأنه حوار سيكون بين الشاعر،
وأبي موسى األشعريّ ،إال أن القارئ يفاجأ بالشاعر قد لبس قناع أبي موسى وتحدث باسمه ،فالعنوان
يتحدث عن حديث "مع أبي موسى وليس ألبي موسى ،ويتوقع أن يجد الشاعر وأبا موسى يتبادالن
الحديث ،وبخاصة أن اسم أبي موسى ارتبط بقضية التحكيم بين علي ومعاوية بعد معركة صفين التي
تمخضت عن خالف ،بعد أن تمت خديعة أبي موسى من قبل الحكم الثاني عمرو بن العاص ،وترتب
على ذلك أن انتقلت الخالفة من البيعة إلى الملك المورث،بعد سفك دماء ،وتفرق كلمة المسلمين من
خالل ظهور أكثر من حزب سياسي ،واستمرار الخالف حول الحكم .
شكل العنوان إغواء وإغراء للملتقي،فالسياق الذي كتبت فيه القصيدة ،يهيء لذلك ،فقد كتبت
ّ
قبيل حرب حزيران بشهرين وبعض الشهر ،فالمتلقي في شوق لمعرفة ما سيقوله أبو موسى حول ما
حدث في التحكيم إال أنه يفاجأ بالشاعر يدخله في رمزية ،وعليه أن يبحث في ثناياها عما يريد إيصاله
إليه .
وقومي عروبي من جمهورية مصر العربيةُ ،ولد أمل دنقل في الصعيد المصري من أسرة صعيدية في
قرية القلعة مركز قفط في محافظة قنا في الصعيد ،وكان والده من علماءاألزهر الشريف ،وقد أثر ْت
هذه المكانة التي كان لوالده في شخصيته بشكل واضح ،كما ظهر هذا التأثير في قصائده ،وسمي أمل
دنقل بهذا االسم ألنه جاء في السنة التي حصل فيها والده على إجازة عالمية ،فسماه باسم أمل لنجاحه
16
في ذلك العام ،وقد ورث أمل دنقل عن والده كتابة الشعر ،كما ورث عنه مكتبة ضخمة فيها الكثير
من كتب الفقه والشريعة والتفسير ،وفي سن العاشرة فقد أمل والده فكان لهذا الفقد المبكر أثر كبير على
وبخالف ما كان سائداً في الشعر في أواسط القرن العشرين من تأثر بالميثولوجيا الغربية بشكل عام
واليونانية بشكل خاص ،عاش أمل دنقل أحالم العروبة والثورة المصرية وقام بالكتابة من أجل هذه
األهداف ،وفي عام 1967م تعرض أمل دنقل مثل العرب والمصريين إلى صدمة كبيرة بعد حرب
النكسة ضد الصهيونية ،فكتب مجموعته الرائعة "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ،وأصدر مجموعته
الشعرية الموسومة "تعليق على ما حدث" ،وبعد أن شاهد أمل دنقل النصر في حرب النكسة ثم الهزيمة
القاسية ،وقف في وجه معاهدة السالم وكتب وقتها قصيدته الشهيرة "ال تصالح" ،هذه القصيدة التي
كل ما يكون يدور في باله وبال جميع المصريين ،وقد ظهر تأثير هذه المعاهدات على
عبر فيها عن ُّ
شعر أمل دنقل ،وخاصة في مجموعته الشعرية "العهد اآلتي" الصادرة عام 1977م.26
حمل دنقل مع الجماهير التي كتب لها شعره ،آالم األمة العربية وضياع نصرها عبر معاهدات
السالم المجحفة ،متجرعا م اررة طعم النكسة عام ،1967لينعكس كل ألم عاشته البالد واألمة في
شعره ،بل في حياته وجسده ونفسيته المرهفة ،حيث تم معاملته من قبل السلطات المصرية معاملة ال
تليق بشاعر عربي كبير ،في حين أغدقت بسخاء على آخرين.27
26الحزاني ،عماد ،نبذة عن أمل دنقل ،متوفر على موقع اإلنترنت /https://sotor.comمتوفر بتاريخ 2020/6/26تمت مشاهدته
بتاريخ .2022/11/11
27أمل دنقل شاعر البسطاء والمهزومين ..بريق "ال" الشعرية في أزمنة االنحطاط العربي ،متوفر على موقع اإلنترنت
/https://www.aljazeera.netبتاريخ ،2020/7/17تمت مشاهدته بتاريخ .2022/11/12
17
إن جمالية الكلمات الشعرية في قصائد دنقل كانت ترتفع من مجرد المشاهدة الفورية الممتعة
إلى التأمل المعرفي المنتج ،فقد تمكن دنقل من أن يحدث شرخا في القصيدة العربية ،استطاع من
خالله كثير من الشعراء الالحقين أن ينفذوا منه إلى أفق جديد ومتميز ،فقلما نجد اآلن شاع ار من
شعراء التفعيلة لم يتأثر -ولو بقدر -بقصيد ة أمل دنقل الرافضة المحتجة المتألمة ..فأمل هو صاحب
بدأ القصيدة بمقدمة شارحة وكأنها تضيء طريق القصيدة ،وتخبر القارئ بأنها قصيدة حدسية
(حاذيت خطو هللا ال أمامه ،ال خلفه) ،والمقدمة الشارحة ،أو المسيرة ،انحراف يحرص عليه
ُ
الشاعر أمل دنقل كثيرا ،وليس من عادة الشعراء قديما وحديثًا فعل ذلك ،وإن وجد فهو انحراف قد
واالستهالل مهم ،وذو أثر بالغ ،ويؤكد ذلك علم النفس"إن االنطباع األولي للنفس يكون أقوى
وأكثر فاعلية من غيره ،وألنه من ثم سينسحب آثاره على ما يليه ،فإن كان حسنا انجذبت النفس إلى
النص الذي ينقل التجربة ،وتفاعلت معه ،ولهذا يكون عامال مهما في إثارة التخيالت المناسبة فيها،
28ناجي ،مجيد عبد المجيد ،األسس النفسية لألساليب البالغية العربية ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ،بيروت ،د.ت ،ص.91:
18
وتشف هذه المقدمة الشارحة بأن الشاعر يؤمن بقدرة الشاعر والشعر معا على استشراف
ُّ
المستقبل ،بل يؤكد ذلك ،والعبارة تنسب ألبي موسى بعد أن لومه حزب المحكمة ،ومن شأنها ،أن
تخلق أسئلة لدى المتلقي،فتكون الصدمة الثانية التي تدفعه لمواصلة القراءة ،فالعبارة لمن ال يفهم
مضمونها قد يعتقد أن خروجا كبي ار عن الد ين فيها ،ووضعها مقدمة شارحة ،يعتبر مجازفة من الشاعر،
وقد فسرت الحقا بأنها خروج عن الدين ،وعلى المتلقي أن يدرك أنه تعبير مجازي ،والقصد منه نفي
الهوى عما هو قادم من كالم ،وأنه حقائق ،وأن النبوءة القادمة ستكون صادقة كذلك .
التشكيل البصري:
التشكيل البصري "هو كل ما يمنحه النص للرؤية ،سواء أكانت الرؤية على مستوى العين المجردة
أم على مستوى العين البصيرة" .29تهتم قصيدة الشعر الحر بالتشكيل البصري ،كبديل لإليقاعات
الصوتيه ،بعد أن تخلت قصيدة الشعر الحر عن إيقاع القصيدة العمودية ،وال تقف عند شكل واحد من
هذا التشكيل ،بل تنوعت أشكاله وطرقه تبعا للحالة الشعورية لدى المبدع ،ووعية بأهميته ،وأصبحت
مساحة البياض ،و الفواصل السطرية ،وعالمات الترقيم تحمل مردودا إيحائيا على المتلقي أن يدركه
ويتفاعل معه كواحد من أهم انحرافات القصيدة الحديثة عن األنماط السائدة ،إضافة إلى تداخل األجناس
األدبية والفنية ،ومعرفة الشعراء بأهمية كل ما يتعلق بفضاء القصيدة،ويسهم في نقل حالته الشعورية،
تشد انتباه المتلقي من خالل الصورة البصرية ،فهي تعمل على كسر المألوف
والتي من شأنها أن ّ
المرأي ،ففي تساوى عدد األسطر طوال وترتيبا مثال ،يعمل على إدخال الملل إلى المتلقي ،بينما في
29ا لصفراني ،محمد ،التشكيل البصري في الشعر العربي الحديث،النادي األدبي الثقافي بالرياض ،والمركز الثقافي العربي ،بيروت،
2008م ،ص.18:
19
_التشكيل البصري السطري:
تتفاوت األسطر الشعرية في قصيدة أمل دنقل "حديث خاص مع أبي موسى األشعري ،من حيث
عدد الكلمات ،وتوزيعها في األسطر الشعرية ،وهذة المساحة التي يحتلها السطر ،ونرى ذلك في معظم
مقاطع القصيدة:
اليومية
ّ لكني ..فرشت فوق الجسد الملقى جريدتي
ويعبر هذا التفاوت في طول األسطر وترتيبها ،عن الحالة الشعورية للشاعر،فأقصر سطرفي
المقطع الشعري الذي يعبر عن موقف واحد ،هو تعبير عن حالة الالمباة ،والسطر األخير يعبر عن
20
وهما اقصر سطرين في المقطع الشعري ،والفارق بينهما أن األول يعبر عن الالمباالة ،فقط،
والثاني يعبر عن اعتزال الفتنة واإلنسحاب من أجواء الفتنة التي أعقبت التحكيم،وموقف الالمباالة األول
من قبل معاوية على األغلب ،وتسببه بالحرب التي تركت سيال من الدماء وانسحباب أبي موسى
وصمته هما ما يحاربهما الشاعر ،ويكره الخوض فيهما ،فانتهت الدفقة الشعورية في سطرين قصيرين،
وفي مقطع آخر تتفاوت األسطر طوال وعدد كلمات ،وهي سمة القصيدة كلها:
...............................................
ويكون جوع
ويكون جوع!
بعد سطر مملوء بعالمة الحذف ،ربما يعبر عن الزمن الفاصل بين الحرب والجوع ،يأتي بسطرين
هما اقصر سطرين في القصيدة كلها ،وهما سطر مكرر طوال وعدد كلمات مع فارق بعالمة تعجب
في السطر األخير الذي يختم به القصيدة ،فقد استنفذ الشاعر كل ما لدية من تعبير وطاقتة شعورية،
فختم بالجوع رم از للكارثة التي ستحل بعد الحرب ،ولن تعود بعدها حمامة السالم ،ألن المعاناة
ستستمر ،وقد صدقت نبوءة الشاعر ،فوقعت الحرب بعد شهرين ،وتليها حرب بعد سنوات.
21
_عالمات الترقيم:
لم تنظر القصيدة العربية الحديثة لعالمات الترقيم على أنها مزيد من القيود كما كان في القصيدة
العمودية ،بل باتت واحدة من أدوات الشاعر في البنية الشعورية لدية ،من خالل وقعها البصري على
المتلقي ونقلها الكثير من اإليحاءات والدالالت ،وإسهامها في تكثيف الحالة االنفعالية ،وشد المتلقي،
ودفعه للتوقف عندها وقراءة مضمونها وإيحائها،فالشعر العربي الحديث "استدرج عالمات الترقيم لخدمة
منحاة اإلبداعي التجاوزي ،وعاملها معاملة الدوال اللغوية ،وذلك بشحنها بدالالت ووظائف جديدة تحيد
وتحتل عالمات ال ترقيم مساحة من هذه القصيدة وأهمها وأكثرها دورانا ،عالمة التعجب ،وعالمة
الحذف ،وتهيمن عالمة التعجب على بقية العالمات ،ال بل على القصيدة ذاتها ،فيكررها ٍ
ثمان وعشرين
مرة ،ويكرر أحيانا عالمة التعجب في المساحة الواحدة ،لتكثيف اإليحاء بالحالة التي يود التعبير عنها
من خالل الرؤية البصرية ،فعالمة التعجب ليست مرهونة بالتعجب القياسي في هذه القصيدة ،هذا
الذي يرضخ للقواعد النحوية المعروفة ،ال بل يأخذ أشكاال أخرى ويعبر عن حاالت تنقل المتلقي ما لم
يقله الشاعر من خالل كلمات اللغة ،فأحيانا يجد المتلقي نفسه حائ ار أمام توظيف هذه العالمة مثل:
22
إن السؤال الذي يطرحه المتلقي ،هو :لماذا جاءت عالمة التعجب مرة واحدة في السطر
فإذا كان قد تعجب من المشهد في السطر األول الذي يرمز إلى دور معاوية في الحرب فإنه
في السطر الثاني يعبر عن غضبه وتعجبه من هذا االستهتار بحياة الناس من أجل منفعة ذاتية ،وهذه
هكذا يفسر المتلقي حضور عالمة التعجب مكررة ،وقد يفسرها بطريقة أخرى ولكنها تنقل بعضا
من انفعال الشاعر ،ويبدو أثرها واضحا في محاولة تفسيرها من قبل المتلقي ،وبخاصة أنها جاءت
خرقا لقواعد توظيفه المألوف .وتظهر بهذا الشكل مرة أخرى في المقطع الشعري ذاته ،ومن خالل هذا
فهناك تشابه في المقوفين مضمونا ،وصورة بصرية من حيث قصر السطرين ،والقافية التي جاء
بها عمدا ليقارب بين الموقفين واإلدانتين لفعل معاوية ،وفعل أبي موسى األشعري من خالل انسحابه
رغم أنه بطيبته كان سببا فيما جرى ،ثم كثف المشهد من بالصورة البصرية المتشابهة ،في عالمات
23
سار وسرت ،ثم عالمة الحذف ( )..ثم عالمتا التعجب(!!) ،ثم الترتيب الذي أعطى إيحاء أكثر
هذه األسطر من بين مقطع يعبر فيه الشاعر عما ستكون عليه مصر بعد الحرب من فقر
وجوع ،ضمن نبوءته التي بثها في القصيدة ،ففي السطر األول تعبير عن الخوف من أن تجبر ظروف
العيش نساء مصر إلى بيع حليهن وأدوات زينتهن ،و خص العذ اروات ،ألنهن أشد تعلقا بأدوات التزيين
والتجميل ،وذلك لتكثيف المشهد اإليحائي ،ثم جاء بعالمة التعجب ليزيد من هذا التكثيف جامعا بين
الصورة التعبيرية والصورة البصرية الموحية ،وحين تطور المشهد إلى أكل لحم األطفال بلغت الحالة
اإلنفعالية عند الشاعر ذروتها ،فجاء بعالمة التعجب مكررة ،فنقلت انفعاله مضخما ومكثفا ،وكذلك
استقبلها المتلقي ،إنه انفعال مشوب بالرعب والقلق ،والغضب ،وقد يكون هذا الشكل التعبيري البصري
ويمكن قراء ة الحالة الشعورية التي يمر بها الشاعر عند ذكر األطفال في القصيدة ،وانفعاالته
وتدفقها وغليانها من خالل هذه العالمة فها هو في مقطع آخر يأتي بعالمة التعجب مكررة عند ذكر
24
تقول لي تحنيطة التمساح فوق باب المنزل المقابل:
فقد كرر عالمة التعجب عند ذكر الطفل الرضيع ،وها هو يكررها عند ذكر طفلة ..
وليست هذه إال أمثلة على داللة توظيف واحدة من عالمات الترقيم في التشكيل البصري عند الشاعر
في هذه القصيدة ،وهي العالمة المهيمن ة،ولكن عالمات الحذف ال تقل شأنا في هذه القصيدة في بث حاالت
الشاعر اإلنفعالية المختلفة ،وما كان يريد أن يوصله المتلقي ،فهو يبدأ القصيدة بعالمة الحذف:
تترك عالمة الحذف الفضاء مفتوحا أمام المتلقي ليخمن داللتها ،وضرورة وجودها ..إن مجرد
خلق هذا الفضاء البصري التأملي يعتبر انحرافا مهما وخالقا ،فليس شرطا أن يلتقي الجميع حول تأويل
واحد لهذا الفراغ المنقوط ،وليس شرطا أن يجد المتلقي له تأويال ،فيكفي أنه ترك في ذاته انطباعا بأن
الشاعر لديه ما يقوله ولكنه لم يقله ،ألنه أحجم عن ذلك ،أو ألنه كان أكبر من أن يعبر عنه بالمفردات،
أو ألنه كان يمر بحالة انفعال لم يجد لها ترجمة بواسطة التعبير الصريح ،أو ...
إن هذا الفضاء المفتوح من خالل التشكيل البصري البسيط يجمع بين المبدع والمتلقي،في الحالة
اإلنفعالية .
25
ما يقوله التشكيل البصري بعالمات الحذف في هذا المشهد أبلغ بكثير مما قاله التعبير باللغة،
فقد بلغ من كره الشاعر لهذا النادل أن ضاق التعبير عن وصفه ،فترك عالمات الحذف لتقول عنه ما
تشاء ،وترك للملتقي أن يرسم في مخيلته ما يشاء من صور لهذا النموذج من البشر.
إن الفضاء الواسع الذي تفتحه عالمات الحذف أمام المتلقي هو من مظاهر انحرافات القصيدة
الحديثة التي لم تفرض قالبها الشكلي ومقوالتها على المتلقي ،بل تركت له أن يكون شريكا في عملية
اإلبداع من خالل عملية التوصيل الذي تقوم به اللغة ،و التأويل ،والمشاركة اإلنفعالية مع المبدع.
فها هو الشاعر يأتي في نهاية القصيدة بصورة أخرى من صور التشكيل البصري بعالمات
الحذف:
................................
ويكون جوع
ويكون جوع!
ٍ
مساو للسطر الذي سبقه في الطول ،ثم جاء بأقصر سطر فقد أتى بسطر من عالمات الحذف
مينية على نبوءة الشاعر وحدسه ،بأن الحرب ستقع وستترك آثا ار اقتصادية مدمرة ،وال يمكن أن تتحدث
عن الحرب إال وتفكر في ضده وهو السالم ،والسالم رمزه الحمامة ،فخاطب الحمامة مؤكدا بأنها
26
سترحل بال عودة كناية عن طول أمد المشقة في مصرفكثف هذه الصورة من خالل تعبير صريح من
خالل سطر شعري قصير مكرر داللة على نفاذ الطاقة الشعرية مع هذه النهاية المتوقعة ،ثم ترك
المتلقي أن يركض مع عالمة الحذف سط ار كامال ،وليكن بدال من ذلك زمنا طويال ،ثم يأتي بعالمة
يحظى موضوع تداخل األجناس األدبية والفنية باهتمام كبير ،ذلك أن األدب بشكل عام بات
مفتوحا لتداخل األجناس األدبية والفنية ،والقصيدة كالرواية ،والقصة القصيرة وغيرها باتت قادرة على
احتضان غيرها من هذه الفنون األدبية والفنية ،فإن عوامل عدة أسهمت في تركيز القصيدة على الصو ةر
المتحركة الناطقة ،التي ال تكتفي بالقول ،بل تضعه أمام صورة متحركة موحية مؤثرة،ولهذا فإن القصيدة
الحديثة تتعالق مع السينما كما الرواية وغيرها من األجناس األدبية والفنية،وقد أخذت القصيدة الحديثة
بأسلوب المونتاج الذي تعت مد علية السينما "على أن أهم تغير ط أر على القصيدة منذ نشوئها إلى يومنا
. 31
هو تبنيها ألسلوب المونتاج الذي استحدثته السينما"
تعتمد السينما على الصورة المكثفة القادرة على إحداث المتعة والتأثير في المشاهد ،وهو ما باتت
تعتمده القصيدة الحديثة من خالل بالغة التشكيل البصري في تكثيف اللقطات ،وشحنها بالطاقة
اإليحائية ،ولعل في تأثر الشعر بتقنيات الصورة في السينما ألن الصورة ،أبلغ أث ار في ذات المتلقي،
31الدوخي ،حمد محمود ،المونتاج الشعري في القصيدة العربية المعاصرة ،إتحاد كتاب العرب ،2009 ،ص.15:
27
والشعر منذ القدم وظف الصورة ،ولكنها صورة ثابتة في الغالب تعتمد على بعض الفنون البالغية ،أما
صورة الشعر الحديث فإنها أخذ ت من الصورة السينمائية ،حيويتها وحركتها ،وتكثيفها .
تهيمن الصورة المتحركة على قصيدة أمل دنقل ،ال هذه القصيدة فحسب ،بل في معظم قصائده،
فهو يعتمد على الصورة اعتمادها كبيرا ،ويبدو وكأنه عمل شاع ار مخرجا ،فالقصيدة مدار التحليل
مقسمة إلى مجموعة من الصور ،من خالل تقسيم الشاعر لها إلى وحدات شعرية منفصلة واضحة
الحدود ولكنها في النهاية ترسم جسد القصيدة ،وتبوح بسرها المبني على الحدس النابع من الظروف
إنه مشهد لصورة متحركة :سيارة تدهس رجال ،ويبقى دمه عالقا على إطارها ،ولكن قائد السيا ةر
يمضي يتابع سير سيارته ،وكأن شيئا لم يكن ،والراوي هو الشاهد الوحيد على الحادثة يقف متفرجا،
ثم يضع جريدته فوق جثة القتيل ،وحين قدم جمع من الرجال إلى موقع الحدث،غادر الشاهد دون أن
ظل ساد ار في طلب الخالفة ،وأبو موسى الشاهد على لعبة التحكيم ،طوى ورقة التحكيم ومضى إلى
مكة !..
لقد قدم الشاعر الحدث بصورة مكثفة قريبة ،فصورها عن قرب فبدت المتلقي قريبة واضحة
بأحداثها ودالالتها ،فقد جمع أكثر من مشهد متحرك ودمجه في صورة متحركة ،فبات التشكيل البصري
من خالل عملية المونتاج السينمائي أكثر إيحاء وإقناعا ،ويشي ذلك بأن صورة الحدث التارخي الذي
استحضره الشاعر ليسقط عليه ما يجري أو قد يحدث في مصر ،يعيش في ذاته ،وأن الخوف الذي
بادلته الكرها
29
جردته بنظرة ارتياب
فالصورة متحركة ،وهي صورة معبرة عن أحوال الناس في زمن الشاعر ،وتترك للمتلقي فرصة
تأويلها ،وهي ذات داللة على شغف الشاعر بهذا النوع من التشكيل البصري ،فالصورة هنا تتحرك في
مكان هو المطعم أو المقهى ،ويقابل الراوي بنظرة ازدراء من نادل المطعم ،يقابلها نظرة زاجرة من
الراوي الشاعر ،ثم وبعد أن منحه القرش رم از لمبلغ صغير من المال ،تغيرت نظرته ومالمحه ،وللقارئ
أن يستحضر صورة "الكلب المبتسم" من خياله ،ثم يرى صورته الجديدة فوق علبة الثقاب التي سيرميها
والقصيدة قائمة على الصور المتحركة ،بعضها قريب ،وبعضها بعيد قليال ،ولكنها جميعا صور
وهذه صورة تلخص أسطورة أو خرافة مصرية قديمة ،تحكي أن المصريين القدماء كانوا يقدمون
لنهر النيل قربانًا كل عام ،وهو عبارة عن فتاة جميلة يتم تجميلها وتزينها في ليلة تسمى ليلة الوفاء ثم
يلقى بها في النهر في اليوم التالي ،والشاعر من أكثر الشعراء العرب توظيفا للتراث العربي واإلسالمي،
واألسطورة أحياناً ،واستحضار القصة الخ ارفية لها مدلولها ،وهي بمثابة التشبيه التمثيلي في البالغة،
فهي إسقاط على ما يشغل الشاعر في زمن كتابة القصيدة ،وكأنه يشبه مصر بعروس النيل ،ثم يقدم
مشهدا مؤث ار للملتقي معب ار عن عما يصطرخ في داخله من خوف وغضب ،ويضعه أمام المتلقي على
شكل صورة سينمائية ،وكأنه مخرج ماهر يحرك الكامي ار متتبعا المشاهد المؤثرة:
إنه يقدم طقسا خرافيا مصريا قديما_لم تثبت صحته_من خالل صورة متحركة ،فيصور الناس
وهم ذاهبون إلى نهر النيل لرؤية لحظة رمي الفتاة القربان في النيل ،ثم بعد ذلك بكاءهم وصلواتهم،
ثم بعد ذلك انشغالهم بالبيع والشراء ،إذ تنتقل الكامي ار في المكان وتصور مشاهد مؤثرة اختارها الشاعر
وبث فيها مشاعره ،ليعبر عن موقف الناس السلبي واستسالمهم ،وضعفهم ،واالكتفاء بالحسرة والبكاء
وهو ما حاربه الشاعر طول مشواره الشعري ،ودفع ثمنه غاليا ،فهو شاعر مقاوم ،وبعد هزيمة عام
.١٩٦٧ذهب إلى زرقاء اليمامه وبكى بين يديها ،وكأنه يذكر بأنه تنبأ بالعزيمة من خالل هذه القصيدة
التي وظف فيها التراث من خالل استدعاء شخصية عربية مسلمة ،ومن خالل أسطورة قديمة،وليس
ذلك حسب ،بل ذهب إلى تناص يعثر عليه بالكاد فحوره بما يخدم القصيدة ،ولكنه يلفت إلى أهمية
الرؤيا ،وعنون المقطع ب"الرؤيا ":
ويكون عام ..فيه تحترق السنابل والضروع"
فقد ذهب إلى قصة تفسير _يوسف عليه السالم_لرؤيا فرعون ،غير أن العام الذي تحدث عنه
يوسف عام يغاث فيه الناس بعد سبع سنين عجاف ،أما عام الشاعر فهو عام قحط:
ويكون عام ..فيه تحترق السنابل والضروع
تنمو حوارنا _مع اللعنات_من ٍ
ظمأ وجوع
يتزاحف األطفال في لعق الثرى
...
31
الخاتمة
كشفت الدراسة أن دراسة القصيدة دراسة أسلوبية قادرة على استكناه مكامن جمالها وتأثيرها من
خالل دراسة جملة انحرافاتها ،وقد توصلت هذه الدراسة القصيرة إلى جملة من النتائج وهي كالتالي:
وتمييز
اً إن قضية إعجاز القرآن من أهم القضايا التي تعرضت لتحديد مفهوم األسلوب، -
إن األسلوب يعتبر اختيار من المتكلم وذلك بشرط أن يكون صاد ًار عن وعي وإرادة -
وانتظام لذلك االختيار في الكلمات التي تشكل تركيبا ما ،ألن عدم انتظامها واختيارها في أي
_كان لتداخل القصيدة مع السينما األثر األكبر في التشكيل البصري ،فقد اعتمدت
32
قصيدة حديث خاص مع أبي موسى األشعري -للشاعر :أمل دنقل
33
34
35
36
37
المراجع
الكتب:
-أنيس ،إبراهيم أنيس وآخرون ،المعجم الوسيط ،دار األمواج ،بيروت ،لبنان ،ط1990 ،2م
-باقالني ،محمد بن الطيب ،إعجاز القرآن ،تحقيق :أحمد صقر ،القاهرة ،مصر1972 ،م
-الجرجاني ،عبد القاهر بن عبد الرحمن ،أسرار البالغة ،تحقيق :محمود محمد شاكر ،مطبعة
المدني ،القاهرة ،د.ت.
-الجرجاني ،عبد القاهر بن عبد الرحمن ،دالئل اإلعجاز في علم المعاني ،تحقيق :محمود محمد
شاكر ،مطبعة المدني ،القاهرة ،ط1992 ،3م.
-دوخي ،حمد محمود ،المونتاج الشعري في القصيدة العربية المعاصرة ،إتحاد كتاب العرب2009 ،
-ذريل ،عدنان ،اللغة واألسلوب ،منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق1989 ،م.
-شايب،أحمد ،األسلوب دراسة بالغية تحليلية ألصول األساليب األدبية ،مكتبة النهضة المصرية،
ط.1966، 6
-صفراني ،محمد ،التشكيل البصري في الشعر العربي الحديث،النادي األدبي الثقافي بالرياض،
والمركز الثقافي العربي ،بيروت2008 ،م.
-عبد الجليل ،عبد القادر ،األسلوبية وثالثية الدوائر البالغية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط،1
2000م.
-عبد المطلب ،محمد عبد المطلب ،البالغة واألسلوبية ،الشركة المصرية العالمية للنشر ،لونجمان،
ط.1994 ،1
-عدوس ،يوسف ،األسلوبية والرؤيا والتطبيق ،دار النشر والتوزيع ،عمان ،ط2007 ،1م.
-عثمان ،عمرو بن بحر الجاحظ ،العثمانٌة ،تحقيق :عبد السالم هارون ،دار الجيل ،بيروت،
.1991
-فضل ،صالح ،علم األسلوب مبادئه وإجراءاته ،دار الشروق ،القاهرة ،ط1998 ،1م.
38
-قتيبة ،أبو محمد عبد هللا بن مسلم ،تأويل مشكل القرآن ،تحقيق :أحمد صقر ،دار إحياء الكتب،
القاهرة.
-كواز ،محمد كريم ،علم األسلوب مفاهيم وتطبيقات ،جامعة السبع من أبريل ،ليبيا ،ط.1
-منظور ،جمال الدين محمد بن مكرم ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،مج ،1ط1995 ،1م.
-ناظم ،حسن ،البنى األسلوبية ،دراسة في أنشودة المطر للسياب ،المركز الثقافي العربي ،الدار
البيضاء ،المغرب2002 ،م.
-ناجي ،مجيد عبد المجيد ،األسس النفسية لألساليب البالغية العربية ،المؤسسة الجامعية للدراسات
والنشر ،بيروت ،د.ت.
-وغليسي ،يوسف ،مناهج النقد األدبي ،جسور للنشر والتوزيع ،المحمدية ،الجزائر ،ط2007 ،1م.
مواقع إلكترونية:
-أمل دنقل شاعر البسطاء والمهزومين ..بريق "ال" الشعرية في أزمنة االنحطاط العربي ،متوفر
على موقع اإلنترنت /https://www.aljazeera.netبتاريخ ،2020/7/17تمت مشاهدته
بتاريخ .2022/11/12
-الحزاني ،عماد ،نبذة عن أمل دنقل ،متوفر على موقع اإلنترنت /https://sotor.comمتوفر
بتاريخ 2020/6/26تمت مشاهدته بتاريخ .2022/11/11
مراجع أجنبية:
39