Professional Documents
Culture Documents
Moukawalatiya 2022bachouchi
Moukawalatiya 2022bachouchi
قسم االتصال
المقاوالتية
باشوشي كنزة
العام الدراسي0200/0202:
مقدمة
-2نشأة المقاوالتية
-2مفهوم المقاول
ب
-0المقاول ,ادارة التغيير و ادارة المؤسسة
أ -المدير
ب -القائد
ت
د -ترقية روح المبادرة
المحور الرابع :تطور البحث في المقاوالتية بين اشكاليتي توحيد التعريفة تعدد التوجهات
الفكرية
-3المقاربة السلوكية
ث
أ -اراء بعض المفكرين في مصادر فرص العمل
ج
المحور الخامس :مراحل اعداد مخطط العمل
ح
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
مقدمة:
تطور مفهوم المقاوالتية خالل مرحلة زمنية طويلة تعدت ال 052سنة ،لكن هذه الفترة الزمنية الطويلة
وقفت عاجزة عن إيجاد مفهوم موحد للمقاوالتية خاصة مع االختالفات الكبيرة التي اكتنفت تطور الدراسات
واألبحاث المتعلقة بالموضوع ،حيث تعددت التوجهات الفكرية بين االقتصاديين وعلماء النفس واالجتماع
وعلماء اإلدارة ،إذ اتخذ كل فريق منهم منهجا فكريا مختلفا ،وهذا ما أنتج لنا مع الزمن مقاربات مختلفة
لدراسة الظاهرة يمكن حصرها في ثالث مقاربات أساسية هي :المقاربة الوصفية الوظيفية والمقاربة
السلوكية ،ومقاربة العملية أو السيرورة المقاوالتية ،وسنحاول في المبحث التطرق لهذه المقاربات بالسرد
والتحليل.
عرف موضوع المقاوالتية اهتماما كبي ار من طرف الحكومات ،وهذا كونها أوضحت تمثل أحد أقطاب
االقتصاد وقاطرات نموه ،وما يؤكد على هذا تزايد الملتقيات العلمية والمؤتمرات الدولية التي تناقش
الموضوع في مختلف المحافل والمناسبات ،وكذا اإلعانات والتسهيالت التي تمنحها الدولة لتشجيعها.
لذا سوف نتطرق في هذا المبحث إلى نشأتها وتطورها وكذا مفهومها باإلضافة إلى مصطلحات ذات صلة
بها.
-1نشأة المقاوالتية:
لقد تطور البحث في مجال المقاوالتية حسب ثالث اتجاهات فكرية ،فإلى غاية الستينات عرف هذا
المجال سيطرة االتجاه الوظيفي الذي يدرس المقاوالتية من الجانب االقتصادي ،ليظهر بعدها اتجاه ثان
إلى جانبه يركز على دراسة خصائص األفراد وتأثيرها على المقاوالتية ،ومع بداية التسعينيات ظهر اتجاه
جديد يتزعمه المسيرون اهتم بدراسة سير العملية ككل ،وبعد عرض االتجاه االقتصادي سنقوم بالتطرق
تباعا إلى اتجاه خصائص األفراد واتجاه سير النشاط المقاوالتي.
1
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
لقد تمت دراسة المق اوالتية لفترة طويلة من الزمن انطالقا من العلوم االقتصادية واالجتماعية التي
قامت بالتركيز على نتائج المقاوالتية في محاولة لإلجابة على التساؤلين التاليين :1ما هو تأثير األنشطة
المقاوالتية على االقتصاد؟ ما هي الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تشجع المقاوالتية؟
كما تضمن هذا االتجاه محاوالت عديدة لتعريف المقاول انطالقا من وظائفه االقتصادية ،مما أدى إلى
تطور مفهوم المقاول عبر الزمن تماشيا مع التحوالت التي عرفها النظام االقتصادي العالمي ،حيث
استعملت كلمة المقاول ألول مرة سنة 2121من طرف Montchrétienوكانت تعني الشخص الذي يوقع
عقدا مع السلطات العمومية من أجل ضمان انجاز عمل ما ،أو مجموعة مختلفة ،2وبناءا على ذلك كانت
توكل إليه مهام تشييد المباني العمومية ،انجاز الطرق ،ضمان تزويد الجيش بالطعام ،إضافة إلى غيرها
من المهام.
ثم بدأ مصطلح المقاول يتوسع ليصبح أكثر شموال في القرن الثامن العشر ليعني " :3الشخص الذي
يباشر في عمل ما " أو بكل بساطة هو " شخص نشيط يقوم بإنجاز العديد من األعمال ".
وبالرغم من أن استعمال هذا المصطلح من قبل إال أن الفضل في إدخاله إلى النظرية االقتصادية يعود
إلى كل من R. Cantillonسنة 2555و B.SayJ.سنة ،2023واللذان يعتبران من االقتصاديين األوائل
الذين قدموا تصو ار واضحا لوظيفة المقاول ككل.
Sayو Cantillonهو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله الخاصة ،ويعتبر فالمقاول حسب
Cantillonعدم اليقين عنص ار أساسيا في تعريفه للمقاول ،حيث يعرفه وبغض النظر عن نشاطه ،بأنه
الشخص الذي يشتري (أو يستأجر) بسعر أكيد ليبيع (أو ينتج) بسعر غير أكيد .4وألن المقاول ال يمكنه
التأكد من نجاح نشاطه الذي أسسه بأمواله الخاصة فهو يتحمل وحده األخطار المرتبطة بشروط السوق،
وبتقلبات األسعار وبالظروف الطبيعية حيث يقوم بشراء العوامل الضرورية لإلنتاج والمواد األولية بسعر
محدد ،ليقوم بتحويلها أو بيعها ،وفي المقابل ال يملك ضمانات لما سيجنيه ،وال يمكنه التأكد من المداخيل
التي سيحصل عليها من وراء ذلك ،وال من قدرة مشروعه على تغطية التكاليف وتحقيق األرباح والتي هي
الدافع االساسي من وراء نشاطه.
2
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
يعكس هذا التعريف خصائص الفترة الزمنية التي عاش فيها الباحث ،والتي تتميز باقتصاد مبني أساسا
على الفالحة ،مع تطور ملحوظ للمبادالت التجارية.
أما بالنسبة إلى Sayاألمر الذي يميز المقاول وخاصة الصناعي هو قدرته على تطبيق العلم
والمعرفة ،حيث فرق بين كل من العالم الذي يدرس قوانين الطبيعة ويقوم بإجراء البحوث ،المقاول،
والعامل الذي يعمل لحسابهما ،فالمقاوليقوم باستغالل المعارف التي يمتلكها العالم من أجل إنتاج سلع ذات
منفعة ،ويعتمد في ذلك على العامل الذي تتمثل مهمته في انجاز العمل ،ويصف Sayأيضا المقاول
والذي يمكن أن يكون فالحا ،حرفيا أو تاج ار بأنه الوسيط بين طبقات المنتجين لمختلف عوامل اإلنتاج من
مالك األراضي وعمال وأصحاب رؤوس األموال ،وبين هؤالء والمستهلك.
ونظ ار لخبرته في المجال الصناعي ومجال البنوك يدرك Sayأن المقاول هو قبل كل شيء منظم،
حيث يقوم بالتنسيق بين عوامل اإلنتاج المختلفة :األرض ،العمل ،رأس المال من أجل الوصول إلى
تحقيق أقصى منفعة ممكنة وبالمقابل تترافق األنشطة الصناعية دائما وحتى المسيرة منها بشكل جيد
5
بعض األخطار التي تجعلها عرضة للفشل.
إضافة إلى تمتع المقاول بخاصية مهمة أخرى وهي قدرته الكبيرة على الحكم حيث يقوم بتقييم
6
االحتياجات والوسائل الضرورية إلشباعها ،ويوازن بين الهدف والوسائل التي يمتلكها.
يتفق Sayو Cantillonفي أنه ال يشترط أن يكون المقاول شخصا ثريا إذ يمكنه اللجوء إلى االقتراض
من اآلخرين ،وبذلك يفرق بين الرأسمالي الذي تتمثل مهمته في إقراض األموال مقابل الحصول على مبلغ
معين يعرف بالفائدة ،وبين المقاول الذي يتحمل المخاطر التي يمكن أن تعرقل نجاح نشاطه الذي أسسه
بأمواله الخاصة ،أو اللجوء إلى االقتراض من مالك رؤوس األموال.
وكذلك نجد أعمالA. Marshalالذي يعتبر من أوائل الكتاب االنجليز الذين اهتموا بالمقاول وذلك في
بداية القرن العشرين ،حيث تزامنت أعماله مع ظهور المؤسسات الكبيرة ،ولذلك فهو يعتبر أن تحول
االقتصاد من االعتماد على نظام الحرف الصغيرة التي يسيرها العمال أنفسهم إلى نظام المؤسسات الكبيرة
المسيرة من طرف مقاولين رأسماليين يتطلب وجود رجال ذوي طاقات كبيرة تتمثل مهمتهم في تسيير
اإلنتاج بطريقة تؤدي إلى جعل الجهد المبذول يقدم أحسن نتيجة ممكنة من أجل إشباع الحاجات
5
اإلنسانية.
3
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ونالحظ أن Marshalلم يفرق بين المقاول والمسير حيث عرف المقاول بتسليط الضوء على قدراته
التسييرية وعلى قدرته على تنظيم عمل عددكبير من األشخاص.
وبالرغم من مختلف هذه الدراسات ،لم يصبح المقاول عنص ار محوريا في التطور االقتصادي إال مع
ظهور األبحاث التي قام بها أب المقاوالتية J.A.Schumpeterسنة ،2335حيث يعتبر هذا الباحث أول
من تفطن ألهمية عامل التغيير ،وذلك عن طريق االستعمال المختلف للموارد واالمكانيات المتاحة
للمؤسسة ،وضرورة العمل على اكتشاف واستغالل الفرص الجديدة ،وادخال تنظيمات جديدة ،حيث تتمثل
وظيفة المقاول "7البحث عن التعيير والتصرف بما يوافقه واستغالله كأنه فرصة".
فالمقاول حسب Schumpeterوقبل كل شيء شخص مبدع يقوم باستخدام الموارد المتاحة بطريقة مختلفة،
8
كما يعتمد على االختراعات والتقنيات المبتكرة من أجل الوصول لتوليفات إنتاجية جديدة تتمثل في:
ومن أجل اإلبداع ،يقوم المقاول بتحميل األخطار المترتبة عن عملية البحث عن تنظيمات جديدة
لعوامل اإلنتاج ،ولكنه ال يتحمل هو بنفسه الخطر الذي يمكن أن يلحق بمؤسسته إنما سوق األموال هي
التي تسمح له بإيجاد ممولين يتحملون األخطار بدال عنه ،كما أن الدافع األول الذي يحركه ال يكمن في
9
البحث عن األرباح ،وانما هي الرغبة في النجاح من خالل تحقيق تنظيمات جديدة.
أما بالنسبة إلى Kiznerالمقاول هو شخص حساس للفرص ،ففي حين أن وظيفة المقاول حسب
Schumpeterتتمثل في إحداث حالة تخل بالتوازن وتكسر الروتين من أجل إحداث التغيير ،فالمقاول
حسبه تتمثل مهمته في إعادة حالة التوازن باستغالل الفرص الناتجة عن اختالله ،فالخاصية األساسية
للمقاول حسبه تتمثل في إدراكه لوجود فرص مربحة معرفة بالفرق بين أسعار المدخالت وأسعار
المخرجات.
4
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
كما يفرق بين المقاولة والتسيير ،فإذا كان المقاول ينتج عندما يقوم شخص باستغالل فرص ربح غير
مستغلة ،فالمسير يسعى للرفع من فعالية طرق اإلنتاج إلى أقصى حد ممكن وذلك بتعظيم كمية
10
المخرجات انطالقا من مستوى معين من المدخالت
وعلى عكس النظريات االقتصادية التي ركزت على دراسة تأثير المقاوالتية على االقتصاد ظهرت
مجموعة من النظريات الثقافية والتي تندرج ضمن النظريات االجتماعية تهتم بدراسة المقاوالتية والعوامل
الثقافية التي تساهم في ترقيتها ومن روادها M. Weberوالذي من خالل كتابه الذي أصدره سنة 2325أراد
أن يبين أن المقاوالتية هي خاصية مرتبطة بالمجتمع الغربي حيث قام بالرابط بين مبادئ المذهب
البروتستانتي للديانة المسيحية ونشاط المقاول،11
وتوصل إلى نتيجة تتمثل في أن قيم المذهب البروتستانتي في االزدهار االقتصادي للمجتمع.
إن االتجاه االقتصادي تتمتع بأهمية كبيرة ،حيث ساهم في إعطاء أسس تاريخية لمجال المقاوالتية غير
أن هذا االتجاه الذي استمر إلى غاية نهاية السبعينات لم يساهم كثي ار في تحسين فهمها للظاهرة ،نظ ار
التساع وتشعب مجال المقاوالتية التي ترتبط مع العديد من العوامل المتنوعة التي تتجاوز حدود العلوم
12
االقتصادية.
لقد تم التركيز ي هذه االتجاه على المقاول في حد ذاته ،وذلك بدراسة خصائصه باعتبارها وسيلة يمكن
من خاللها فهم النشاط المقاوالتي ،وفي هذا اإلطار ظهرت مجموعة من الدراسات قامت بدراسة المقاول
انطالقا من الخصائص النفسية والخصائص الشخصية ،والتي سعت لإلجابة عن نوعين من األسئلة:13
من هو المقاول ،ما الذي يميزه عن اآلخرين .وكذلك لما يصبح مقاوال ،لماذا يقوم بإنشاء مؤسسته
الخاصة؟
إيجاد خاصية رئيسية ،أو مجموعة من الصفات يمكن من خاللها التعرف على المقاول ،فنجد أعمال
D.McCllelandحاولت في بداية الستينات الذي بين من خالل دراسته أن الخاصية األساسية التي تميز
سلوك المقاول هي الحاجة إلى اإلنجاز ،بمعنى الحاجة للتفوق وتحقيق الهدف ،فحسبه المقاول هو
5
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
شخص تحكمه حاجة كبيرة لإلنجاز ،يبحث عن مواقف تسمح له برفع التحدي والتي من خاللها يقوم
14
بتحمل المسؤولية في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهه.
اهتمت بدراسة الخصائص الشخصية للمقاول مثل الوسط العائلي الذي ينتمي إليه ،المستوى التعليمي
الذي يتمتع به ،الخبرة المهنية المكتسبة ،السن...الخ.
تعرض هذااالتجاه إلى انتقادات كثيرة وذلك نهاية الثمانينات ،كونه غير قادر على تقديم شرح شامل
للظاهرة ،فمن الصعب شرح تصرف بهذا التعقيد باالعتماد فقط على بعض الصفات النفسية أو
الشخصية.15
لقد اهتم االتجاه االقتصادي بدراسة دور المقاول في االقتصاد والمجتمع ككل ،واهتم اتجاه خصائص
األفراد بشرح تصرفات المقاول وسلوكه ،ولذلك جاء هذا االتجاه كحتمية تنادي بضرورة تغيير مستوى
التحليل في األبحاث المنجزة في هذا المجال وذلك بوضع المقاول جانبا والتركيز عوض ذلك على دراسة
ما الذي يحدث فعال في المقاوالتية.
وفي هذا اإلطار ظهرت مجموعة من الدراسات ركز الباحثون من خاللها على دراسة العوامل األساسية
التي تسمح للمقاول والمؤسسة الجديدة بالنجاح ،من بينها نجد أعمال Druckerالذي أشار في مطلع
الثمانينات إلى التحول الكبير الذي ط أر على النظام االقتصادي والذي انتقل بفضل روح المقاوالتية من
اقتصاد مرتكز على أساس على المسيرين إلى اقتصاد مبني على المقاولين.
فبالنسبة له تكمن أسباب نجاح المقاول حسبه في اإلبداع الذي يعتبر وسيلة ضرورية لزيادة
الثروات " :يجب على المقاولين البحث عن مصادر اإلبداع ،وعن المؤشرات التي تدل على االبتكارات
التي يمكنها النجاح ،ويجب عليهم أيضا االطالع على المبادئ التي تسمح لهذه االبتكارات بالنجاح
16
وتطبيقها "
كما ركز أيضا على أهمية التغيير ،والذي يستطيع المقاول من خالله استعمال الموارد المتاحة
بطريقة جديدة وبشكل مختلف عما سبق ،كأن يقوم مثال بتغيير المجال أو القطاع الذي يستغل فيه
6
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المقاول هذه الموارد إلى قطاع آخر ذو مردودية أحسن وانتاجية أعلى ،أو أن يقوم باستعمال الموارد التي
يمتلكها أو تنسيقها بطرق جديدة تعطيها أكثر إنتاجية.
ويعتبر Gartnerأيضا من رواد هذا االتجاه ،حيث اقترح على الباحثين االهتمام بدراسة سير عملية
إنشاء المؤسسة الجديدة أي االهتمام بما يفعله المقاولون فعال عوض االهتمام بما هم عليه ،وقدم نموذجا
يصف فيه عملية إنشاءمؤسسة جديدة ،هذا النموذج له أربعة أبعاد تتمثل في :المحيط ،الفرد ،سير العملية
والمؤسسة ،يعتبر الباحث مجموع النشاطات التي تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة كمتغير واحد ضمن
النموذج الذي قدمه دون إهمال االبعاد األخرى.
17
وتتمثل هذه النشاطات فيما يلي:
لقد اهتم الباحثون بهذا االتجاه ألنه يسمح لهم بالخروج من التصورات السابقة الضيقة والمحدودة التي
تنحصر في دراسة عامل واحد ،صفة إنسانية ،أو وظيفة اقتصادية لعملية معقدة والتي يجب أن تدرس
ككل متكامل ومن جميع الجوانب حتى نتمكن من فهمها بشكل أفضل.
أصبحت المقاواتية مفهوم شائع االستعمال ومتداول بشكل واسع في معظم البلدان ،ومحور أساسي
للتطور ،ونمط حياة جذاب يمكن األفراد من تحقيق ذواتهم ويصبحوا أكثر استقاللية ومستوى معيشي
أفضل.
نظ ار الستعمال مصطلح المقاوالتية في عدة مجاالت مختلفة ،فال نجد تعريفا واحدا فهناك عدة مداخل
لتعريفها
7
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
هذا االتجاه والذي يتزعمه Gartnerيعتبر أن المقاوالتية هي عملية إنشاء منظمات جديدة ،وحتى
يتسنى لنا فهم هذه الظاهرة يتوجب علينا دراسة العملية التي تؤدي إلى والدة وظهور هذه المنظمات،
18
بمعنى آخر مجموع النشاطات التي تسمح للفرد بإنشاء مؤسسة جديدة.
فحسب هذا االتجاه تشمل المقاوالتية مجموع األعمال التي يقوم من خاللها المقاول بتجنيد وتنسيق الموارد
المختلفة من معلومات ،موارد مالية ،بشرية ،...وذلك من أجل تجسيد فكرة في شكل مشروع مهيكل وأن
19
يكون قاد ار على التحكم في التغيير ومسايرته من خالل أنشطة مقاوالتية جديدة
كما يرى هذا االتجاه أيضا أن عملية إنشاء مؤسسة جديدة هي ظاهرة تنتج عن التأثير المتبادل للعديد
من العوامل المختلفة مثل األفكار ،الخبرة ،والتي يصبح لها معنى بواسطة تنظيم جديد ،ويركز " "Gartner
أساسا على مسألة ظهور هذه المنظمة وكيف تتمكن هذه األخيرة من البروز والتحول إلى كيان موجود حقا
بعدما كانت مجرد فكرة ،ويشيد أيضا بقدرة المقاول الكبيرة على تحويل األحالم أو الرؤية إلى حقيقة
ملموسة مجسدة في شكل جديد.
غير أن هذا االتجاه يشوبه بعض الغموض ،فبالرجوع إلى طريقة االستغالل المعتمدة لتثمين فرصة أو
ابتكار ما يمكننا االعتماد على مؤسسة قائمة بدل اللجوء إلى مؤسسة جديدة ،فهل هذه الحالة تعتبر حالة
مقاوالتية أم ال .ومن جهة أخرى ومثلما بينه Bruyatال يمكن أن تؤدي جميع المؤسسات المقامة إلحداث
حاالت تكون فيها شدة التغيير بالنسبة للفرد باإلضافة إلى أهمية القيمة المقدمة ذات مستوى عال ،حيث
02
يمكن للمؤسسات أن تنشأ عن طريق التقليد أو إعادة اإلنتاج.
ومن خالل ما سبق يمكن أن نعرف المقاوالتية حسب هذا االتجاه بأنها عملية إنشاء لمؤسسة من خالل
تجسيد فكرة في مشروع.
حسب هذا االتجاه يعرف ShaneوVenkatarmanالمقاوالتية بأنها العملية التي يتم من خاللها اكتشاف
وتثمين واستغالل الفرص التي تسمح بخلق منتجات مستقبلية .والفرصة حسب Cassonتعني الحاالت
التي تسمح بتقديم منتجات ،خدمات ومواد أولية جديدة ،باإلضافة أيضا إلى إدخال طرق جديدة في تنظيم،
وبيعها بسعر أعلى من تكلفة إنتاجها ،ويتم ذلك عن طريق المقاول الذي يعتبر شخصا قاد ار على اكتشاف
موارد غير مثمنة والتي قام بشرائها وتنظيمها من أجل إعادة بيعها في شكل سلع ومنتجات مثمنة بشكل
8
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
أفضل من طرف المستهلكين ،وتفطن المقاول لمثل هذه الفرص يولد لديه رؤية مقاوالتية تدفعه لغنشاء
00
مؤسسة بهدف استغاللها 02.كما يوجد أيضا حسب Druckerمصادر أخرى للفرصة والتي تتمثل في:
*الفرص المتواجدة ف األسواق كثمرة لعدم الكفاءة الناتجة عن تناظر امعلومة ،أو عن عدم امتالك
التكنولوجيا الالزمة لتلبية الحاجات غير المشبعة.
إذن يركز هذا االتجاه على دراسة ظهور اقتصادي جديد ،والذي ليس بالضرورة مرتبط بظهور مؤسسة
جديدة ،ويطرح أ يضا هذا االتجاه بعض المشاكل الرئيسية في تصوره للمقاوالتية ،حيث أن الفرص في
الطبيعة كما هي ،ويكفي امتالك القدرة على معرفتها حتى نتمكن من امتالكها وتحويلها لحقيقة اقتصادية،
ولكن في الحقيقة يمكن أن تتشكل الفرص المقاواتية من خالل عملية إنشاء النشاط وليست هي بذاتها
نقطة االنطالق .كما يركز هذا االتجاه فقط
على دراسة طريقة استغالل أو تجسيد الفرصة التي تسمح بخلق منتج أو خدمة ،في حين أنه يتوجب
03
علينا دراسة ما يحدث فعال في الماوالتية من أجل فهم الظاهرة بصورة أفضل.
ومن خالل ما سبق يمكن أن تعرف المقاوالتية بانها استغالل للفرص التي تسمح بتجسيد مشروع.
حسب هذا االتجاه تتمحور المقاوالتية حول دراسة العالقة التي تربط بين الفرد والقيمة التي انشأها
ويتزعمه " "Bruyatفبالنسبة إليه يتمثل الموضوع العلمي المدروس في مجال المقاولة في الثنائية الفرد
وخلق القيمة ،04والثنائية هنا عبارة عن مبدا اقترح من طرف Morinوهو يندرج ضمن ديناميكية للتغيير
ويعرف من منظورين ،األول ينطلق من الفرد ويعتبره الشرط األساسي في خلق القيمة فهو العامل الرئيسي
في الثنائية إذ يقوم بتحديد طرق اإلنتاج ،سعته وكل التفاصيل المتعلقة بالقيمة المقدمة ،وبالتالي المقاول
هو ذلك الشخص أو المجموعة في صدد خلق قيمة كإنشاء مؤسسة جديدة مثال ،والذي بدونه لم يكن لهذه
القيمة أن تقدم.
9
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
أما المنظور الثاني فهو يعتبر أن خلق القيمة من خالل المؤسسة التي أنشأها هذا الفرد ،تؤدي إلى
جعل هذا األخير مرتبطا بالمشروع الذي أنشأه إلى درجة انه يصبح معرفا به ،وتحتل القيمة التي قدمها
مكانة كبيرة في حياته ،كما أنها تؤثر بشكل كبير عليه ،إذ تدفعه لتعلم أشياء جديدة ،لتعديل شبكة عالقاته
بما يتماشى مع متطلباته ،وهي قادرة حتى على تغيير صفاته وقيمه ،وعندمايقوم الفرد بإنشاء مؤسسة أو
تقديم ابتكار ما فاته بالمقابل يصبح مقيدا بالمشروع الذي أقامه .أما عن القيمة المقدمة فهي تتمثل في
مجموع النتائج التقنية ،المالية والشخصية التي تقدمها المنظمة والتي تولد رضا المقاول واألطراف الفاعلة
أو المهتمة.
يمكن اعتبار أن هذه االتجاهات الثالث متكاملة حيث ال يكفي أي اتجاه لوحده لتعريف المقاوالتية،
وبصفة عامة يمكن تعريفها كالتالي :المقاوالتية هي مجموعة النشاطات يتم من خاللها إنشاء مؤسسة ذات
طابع تنظيمي من خالل استغالل الفرص المتاحة من طرف فرد يتمتع بخصائص معينة من أجل تجسيد
فكرة مبدعة وبالتالي خلق قيمة.
05
ومنه فإنه يجب توفر ثالث عناصر أساسية في المقاوالتية هي:
وبناءا على ما سبق يمكن تحديد الجوانب الرئيسية للمقاوالتية كما يلي:
10
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
لطالما ارتبط مصطلح المقاوالتية بمصطلحات أخرى لها صلة وطيدة بموضوع المقاوالتية نذكر منها:
هو مفهوم يخضع لتأثير المحيط وبعض العوامل الخارجية ،حيث تعرف الثقافة بشكل عام على أنها:
التالؤم أو التوافق مع العوامل المحيطة ،وتتضمن الثقافة كذلك األفكار المشتركة بين مجموعات
األفراد وكذا اللغات التي يتم من خاللها إيصال األفكار بها ،وهو ما يجعل من الثقافة عبارة عن
01
نظام لسلوكيات مكتسبة.
مجموعة القيم المشتركة المتقاسمة بين أطراف المجتمع والتي يستعملونها في التعامالت
والتبادالت.05
من خالل ما سبق يمكن تعريف ثقافة المقاوالتية على أنها :00مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة
من فرد أو مجموعة من األفراد ومحاولة استغاللها وذلك بتطبيقها في االستثمار في رؤوس األموال وذلك
بإيجاد أفكار مبتكرة جديدة ،ابتكار في مجمل القطاعات الموجودة إضافة إلى وجود هيكل تسييري
تنظيمي ،وهي تتضمن التصرفات ،التحفيز ،ردود أفعال المقاولين ،باإلضافة للتخطيط ،اتخاذ الق اررات،
التنظيم والمراقبة .كما أن هناك ثالث أماكن يمكن أن ترسخ فيها هذه الثقافة هي :العائلة ،المدرسة،
المؤسسة.
ويلخص نموذج ( )J-P SABOURIN et Y.GASSEمفهوم الثقافة المقاوالتية ،حيث يبرز المراحل
التي تقود لبروز وظهور المقاولين بين فئة المتعلمين وباألخص الذين تابعوا تكوين في مجال المقاوالتية
حيث ومن خالل تحليل ثمانية برامج تكوينية الحظ الباحثان أنه توجد عالقة إيجابية بين التوجهات
المق اوالتية للفرد واإلمكانيات المقاوالتية .أما عن العوامل التي تؤثر على هذا النموذج فتقسم إلى ثالث
مجموعات:
أوال :المسبقات :وتمثل مجموع العوامل الشخصية والمحيطية التي تشجع على ظهور االستعدادات عند
الفرد ،حيث الحظ الباحثان بأن الطلبة الذين لديهم آباء يعملون لحسابهم الخاص لديهم إمكانيات مقاوالتية
أكبر بالمقارنة مع اآلخرين.
11
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ثانيا :االستعدادات :وهي مجموع الخصائص النفسيةالتي تظهر عند المقاول .وهي المحفزات ،المواقف،
األهلية الفائدة المرجوة والتي تتفاعل في ظل ظروف مالئمة لتتحول إلى سلوك.
ثالثا :تجسيد اإلمكانيات والقدرات المقاوالتية في مشروع :وهذا يكون تحت تأثير الدوافع المحركة والتي
تشمل العوامل اإليجابية وعوامل عدم االستم اررية (انقطاع) ،فكلما زادت كثافة الدوافع المحركة فهي تشجع
اإلفراد أكثر على خلق المشاريع ،واألفراد الذين يملكون إمكانيات وقدرات مقاوالتية أكبر فهم يحتاجون
لدوافع محركة أخف.
لقد ازداد اهتمام الباحثين بدراسة روح المقاوالتية نظ ار ألهميتها الكبيرة في تدعيم وتشجيع المقاوالتية،
وألن المصطلح مازال محل البحث لم يتم التوصل إلى اتفاق حول إيجاد تعريف موحد وشامل له.
فحسب Leger-Jarniouال يجب الخلط بين روح المقاوالتية وروح المؤسسة فلكل منهما مفهومه الخاص
به ، 03فروح المؤسسة تتمثل في مجموع المواقف اإليجابية تجاه المؤسسة والمقاول ،أما عن روح المقاوالتية
فهي تنتقد التصور الذي يعتبرها عملية التعرف على الفرص وجمع الموارد الكافية ذات الطبيعة المختلفة
من أجل تحويلها إلى مؤسسات ،بل يجب أن ينظر إلى هذه العملية كنتيجة ممكنة التحقيق لروح
المقاوالتية وليس كمفهوم لها.
حيث ترتبط روح المقاوالتية بالدرجة األولى بأخذ المبادرة والعمل أو االنتقال للتطبيق ،فاألفراد الذين
يتمتعون بروح المقاوالتية يمتلكون العزيمة على تجريب أشياء جديدة ،أو على انجاز األعمال بطريقة
مختلفة وذلك بسبب بسيط يكمن في وجود إمكانية التغيير ،وليس بالضرورة أن يكون لهؤالء األفراد الرغبة
في إنشاء مؤسستهم الخاصة ،وال حتى في الدخول في مسار مقاوالتي ،فهم يهدفون بالدرجة األولى إلى
تطوير قدرة للتعامل مع التغيير ،الختبار وتجريب أفكارهم والتعامل بكثير من االنفتاح والمرونة.
وحسب التعريف المقدم من مجموعة من المختصين في االتحاد األوروبي المكلفين بتدريس المقاوالتية،
يجب أ ال تنحصر روح المقاوالتية فقط في عملية إنشاء المؤسسات ،بل يجب النظر إليها كموقف عام
يمكن استعماله بالفائدة من طرف كل فرد في حياته اليومية وفي كل النشاطات المهنية .ولذلك ال يجب
حصر روح المقاوالتية في مجموعة الوسائل والتقنيات التي تسمح باالنطالق في نشاط تجاري ألنها تتعلق
32
قبل كل شيء بالمبادرة والعمل.
12
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
إذن روح المقاوالتية هي عبارة واسعة الدالالت والمعاني تتعدى في مفهومها عملية إنشاء المؤسسات
الفردية ،لتشمل تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة مما يمكن األفراد من
أنفسهم ،واكتساب مهارات جديدة ناتجة عن االنتقال للميدان العلمي وتجريب األفكار الجديدة ،وبالتالي
كسر الخوف من التغيير واكتساب مرونة في التعامل مع المستجدات.
لقد تم تقديم المقاوالتية سابقا على أنها عملية خلق وايجاد شيء جديد ذي قيمة مع اعتبار المخاطر
والعوائد المصاحبة لهذه العملية من المقاولين أنفسهم ،ومن هنا يمكن تعريف العملية المقاوالتية بأنها القدرة
على تعريف وتقييم الفرص ،ثم تطوير خطة المشروع المناسبة ،ومن ثم تحديد الموارد الالزمة أو المطلوبة
لبناء وادارة المشروع المنبثق ،فهذه األنشطة واإلجراءات ال بد وأن تتولد مع انطالقة أي منظمة ريادية أو
32
مشروع ريادي.
30
وقد حدد Baygraveو Hoferخصائص العملية المقاوالتية على النحو التالي:
*أن نتائجها حساسة جدا لألوضاع المبدئية التي تتخذها هذه المتغيرات.
13
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ويمكننا التمييز بين المقاوالتية والمقاولة المؤسسية من خالل األبعاد الرئيسية اآلتية :واقع الممارسة،
وطبيعتها ومهمتها ،وتحمل المخاطر والصعاب ،واالستقاللية واالعتماد على النفس ،ورقابة البيئة الخارجية
كما تظهر في الجدول اآلتي:
أما أوجه التشابه بين المقاوالتية والمقاولة المؤسسية فإنها تتمثل في أن كليهما يعتمد أساسا على
االبتكار واإلبداع ،وكالهما يهدفان إلى زيادة اإلنتاجية ودعم الجهود التي تؤدي على خلق قيمة ألعضاء
المنظمة ،وأن الدافع عند كليهما يتمحور حول البحث عن الفرص واالهتمام بإنشاء فرق العمل ،وكالهما
يحتاج إلى الدعم والمساندة من اآلخرين في المجتمع والمنظمة ،مع أفضلية أكبر للمقاولة المؤسسية في
عالم األعمال والمنظمات التي ترعاها.
14
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ليس هناك إطار نظري واضح ودقيق يتفق عليه جميع الباحثين في مجال مفهوم المقاول ،هذا ما أدى
إلى التباين واالختالف الكبير بين مجموعة المفاهيم ،ويرجع السبب في ذلك أنه كثي ار ما ارتبط مفهومه
بالنظريات االقتصادية من جهة وبطبيعة النموذج االقتصادي السائد في المجتمع من جهة ثانية ،وسيتم
التطرق من خالل هذا المبحث إلى إعطاء لمحة عامة حول المقاول وذلك من خالل ثالثة مطالب
تتضمن مفهوم المقاول وخصائصه ،وكذا دوره في إدارة المؤسسة وادارة التغيير ،والتعرف على الفرق بين
المقاول ،المدير والقائد.
-1مفهوم المقاول:
-1تعريف المقاول:
لقد تطور تعريف المقاول بالموازاة مع التطور االقتصادي ،لذا فقد اختلفت التعاريف التي أعطيت له
فمصطلح المقاول " "Entrepreneurظهر في فرنسا خالل القرن السادس عشر وهي كلمة مشتقة من
الفعل " "Entreprenderوالذي معناه باشر التزم ،تعهد وبالنسبة للغة اإلنجليزية فإنها تستعمل نفس الكلمة "
" Entrepreneurللداللة على نفس المعنى في اللغة الفرنسية.
وعرف القاموس العام للتجارة الذي تم نشره سنة 2503بباريس كل من المصطلحين " " Entreprenderو
34
" " Entrepreneurبالشكل التالي:
ب :"Entrepreneur " -الشخص الذي يباشر عمال أو مشروعا ما ،فمثال بدال من أن نقول صاحب
مصنع نقول مقاول صناعي.
أما في إنجلت ار وفي القرن السادس عشر والسابع عشر ،فقد كان المصطلح الذي يقابل مصطلح
المقاول " "Entrepreneurهو مصطلح " "Undertakerأو " ،" Adventurerولقد عرف " " J.Dictionary
35
كلمة " " Undertakerعلى أنه " :الشخص الذي يحاول استغالل الفرص التي تتميز بالمخاطرة ".
يعتبر االقتصادي " )2532( " R.Cantillonأول من وضع مفهوما للمقاول ،ثم جاء بعده جملة من
الباحثين من المدرسة التقليدية الفرنسية أمثال " )2551( " Turgotوبعدها " )2003-2023( " J.B Sayو "
15
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
،)2032( " Tradeوكذلك كان الموضوع محل اهتمام المدرسة النمساوية وتمثل ذلك في أعمال كل من "
)2305-2343( " Mises " ،)2302( " Knightو " ،)2334( " Schumpeterوكذلك أعمال كل من "
31
)2300( " Casson " ،)2310( " Baumol " ،)2353( " Kirznerويمكن تلخيص أهم تعاريفهم فيمايلي:
أ :" Cantillon " -المقاول هو صاحب رأس المال الذي يتحمل المخاطر الناجمة عن الاليقين البيئة.
ب :"D.McClelland " -المقاول هو الشخص الديناميكي الذي يخوض مخاطر محسوبة.
ج :" Knight " -المقاول هو الذي يتصرف على أساس توقعاته لتقلبات السوق ،ويتحمل الاليقين في
ديناميكية عمل السوق.
وهن ا يتفق هؤالء الباحثون على أن المقاول يقوم بإنشاء مؤسسة أين يعمل في ظل ال يقين البيئة بصفة
عامة وتقلبات األسواق بصفة خاصة ،ويتحمل المخاطر الناجمة عن ذلك (مخاطر مالية ،جسدية ،عائلية،
نفسية).
أما اللجنة األوروبية عرفت المقاول كما يلي ":المقاول يمكن اعتباره ذلك (أو تلك) الفرد الذي يأخذ
ويتحمل األخطار ،بجمع الموارد بشكل فعال ،يبتكر في إنتاج خدمات ومنتجات بطرق إنتاج جديدة ،يحدد
األهداف التي يريد بلوغها ،وذلك بتخصيصه الناجع للموارد.35
بالرجوع إلى قاموس ( )Meniam Webster 1988عرف المقاول على أنه الشخص الذي يستطيع تنظيم
30
وادارة شركته باستخدام مهارته اإلدارية.
بعد التمعن مليا في التعاريف المذكورة سابقا والتي تزامنت والتطور االقتصادي يمكن تحديد تعريف
للمقاول وذلك كالتالي:
المقاول هو الشخص الذي لديه اإلرادة والقدوة وبشكل مستقل -إذا كان لديه الموارد الكافية -على تحويل
فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار يجسد على أرض الواقع باالعتماد على معلومة هامة من أجل تحقيق
عوائد مالية عن طريق المخاطرة ويتصف باإلضافة إلى ما سبق بالجرأة ،الثقة بالنفس ،المعارف
33
التسييرية ،والقدرة على اإلبداع .وبهذا يقود التطور االقتصادي.
16
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
شخص مبدع ومسير لمؤسسة صغيرة ومتوسطة يساهم بنسبة كبيرة في رأس مال المؤسسة ويقوم بدور
42
نشيط في الق اررات المتعلقة بتوجهه أو حل مشاكلها.
لقد تم وضع هذه الصفات في مجموعة (الخصائص الشخصية ،الخصائص السلوكية ،الخصائص
اإلدارية) ليسهل فهمها وربطها وذلك كما يلي:
حسب " "R.Papinهناك تعدد وتنوع كبير في الواجب توفرها لدى المقاول الناجح ،فليس باإلمكان
اقتراح صفة تسمح بالقول أنه لدى شخص ما مزايا المقاول الناجح أم ال ،ولكن هناك حد أدنى من
42
الصفات التي ينبغي توفرها لدى الشخص صاحب الفكرة والتي يمكن حصرها فيما يلي:
-2الطاقة والحركية :سلوك ضروري ال يمكن االستغناء عنه ألن عملية إنشاء مؤسسة تتطلب بذل جهد
معتبر وتهيئة الوقت الكافي والطاقة الالزمة إلنجاز األعمال.
-0القدرة على احتواء الوقت :ينبغي على صاحب الفكرة القيام بتطوير مجموعة من األنشطة في
الحاضر ،والتي سوف لن يكون لها أي أثر إال الحقا ،فال يمكن تصور نجاح مؤسسة دون التفكير في
المستقبل وتحديد الرؤية على المدى المتوسط والطويل.
-3القدرة على حل مختلف المشاكل :فقد تواجه المقاول عدة عقبات وهذا ما يفرض عليه محاولة حلها
واللجوء في بعض األحيان إلى أطراف أخرى ومع ذلك ال يجب نقل كل المشاكل إلى استشاري ما ،ألنه
ما قد يشكل له مشكلة ال يكون كذلك بالنسبة إلى استشاري أو مساعد.
-4تقبل الفشل :يشكل الفشل جزءا من النجاح وبالنسبة للمقاول الفشل ،الخطأ والحلم هي مصادر
الستغالل فرص جديدة ،وبالتالي تحقيق نجاحات مستقبلية.
-5قياس المخاطر :ينبغي أن يواجه المخاطر التي تواجهه في المستقبل وأن ال يعتمد على الحظ الذي
ناد ار ما يتكرر ،فالنجاح يأتي نتيجة لجهود طويلة وعمل دائم وتقييم مستمر للنشاط.
17
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-1التجديد واإلبداع :فالستمرار المؤسسة يجب أن تتطور من ناحية منتجاته أو هياكله أو مخططها
االجتماعي ،لهذا تنشأ ضرورة لالنفتاح على التجديد والتطوير ،وهذا ما يتطلب قدرة على التحليل واستعداد
لالستمتاع وتوفير الطاقة الالزمة لالستجابة للتوجهات الجديدة التي ستكون مفاتيح تطوير المؤسسة.
-5الثقة بالنفس :فيها يجعل المقاول أعماله ناجحة ،حيث يملك شعو ار متفوقا وحساسا بأنواع المشاكل
المختلفة بدرجات أعلى إذ أظهرت الدراسات أن المقاولين يملكون الثقة بالنفس وقدرة على ترتيب المشاكل
40
المختلفة وتصنيفها والتعامل معها بطريقة أفضل من اآلخرين.
باإلضافة إلى خصائص أخرى مثل :االندفاع للعمل ،االلتزام ،التفاؤل ،الرغبة في االستقاللية...الخ،
والشكل التالي يوضح أهم خصائص المقاولين.
-الغموض ،تقبل تحمل عدم التأكد - ،الحاجة إلى التقدير واالحترام منطق مقاول
18
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
من خالل الشكل يتبين لنا أربع خصائص للمقاولين تبعا للتطور أو التقليد وكذلك تبعا للجماعية أو
الفردية ،فنجد المقا ول الليبيرالي مقاوال متطو ار ذو منطق فردي ،أما المقاول الشبكي فهو مقاول متطور ذو
منطق جماعي ،أما المقاول التعاوني فهو مقاول تقليدي غير متطور وذو منطق فردي وعكسه المقاول
غير الرسمي الذي يعتبر مقاوال تقليديا ذو منطق جماعي.
-2المهارات التفاعلية " :" Interaction Skillsوتمثل مجموعة المهارات من حيث بناء وتكوين عالقات
إنسانية بين العاملين واإلدارة والمشرفين على األنشطة والعملية اإلنتاجية ،والسعي لخلق بيئة عمل تفاعلية
تستند إلى التقدير واالحترام والمشاركة في حل المشكالت ورعاية وتنمية االبتكارات ،فضال عن تحقيق
العدالة في توزيع األعمال وتقسيم األنشطة واقامة قنوات اتصال متفاعلة تضمن سير العمل بروح الفريق
الواحد ،وهذه المهارات توفر األجواء لتحسين اإلنتاجية وتطوير العمل.
-0المهارات التكاملية " :"IntergrationSkillsالمقاولون يسعون باستمرار إلى تنمية مهاراتهم التكاملية بين
العاملين ،حيث تصبح المؤسسة أو المشروع وكأنه خلية عمل متكاملة وتضمن إنسانية األعمال والفعاليات
40
بين الوحدات واألقسام.
43
تشتمل على تشكيلة أو توليفة متنوعة من المهارات نذكر منها ما يلي.
-2المهارات اإلنسانية :تمثل المهارات الخاصة بالتعامل اإلنساني والتركيز على إنسانية العاملين،
ظروفهم اإلنسانية واالجتماعية وتهيئة األجواء الخاصة بتقديم واحترام الذات فضال عن احترام المشاعر
اإلنسانية والكيفية التي يتم فيها استثمار الطاقات خالل بناء بيئة عمل تركز على الجانب السلوكي
واإلنساني.
-0المهارات الفكرية :وتتطلب إدارة المشروعات مجموعة المهارات الفكرية وامتالك المعارف والجوانب
العلمية والتخطيطية والرؤيا إلدارة مشروعه والقدرة على تحديد السياقات والنظم وصياغة األهداف على
أسس الرشد والعقالنية.
19
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-3المهارات التحليلية :وتهتم بتفسير العالقات بين العوامل والمتغيرات المؤثرة حاليا ومستقبليا على أداء
المشروع وتحليل (األسباب وتحديد عناصر القوة والضعف الخاصة بالبيئة الداخلية للمشروع ،عناصر
الفرص والتهديدات المحيطة بالمشروع في بيئتها الخارجية ،تحديد أثر ذلك على المركز التنافسي
للمؤسسة ،سلوكيات المنافسين وتصوراتهم المستقبلية وكذا سلوكيات المستهلكين وأثر ذلك على الحصة
السوقية للمشروع ،والجوانب المالية واإلنتاجية والتسويقية وغيرذلك).
-4المهارات الفنية (التقنية) :وتتمثل في المهارات األدائية ومعرفة طبيعة العالقات بين المراحل
اإل نتاجية ،والمهارات التصميمية للسلع ومعرفة كيفية أداء العديد من األعمال الفنية خاصة فيما يتعلق
بتصميم المنتج وكيفية تحسين أدائه وكل ما يرتبط بالجوانب التشغيلية ،ومعرفة كيفية تركيب األجزاء
وصيانة بعض المعدات واآلالت والمكونات األساسية لآلالت والمعدات ،وهذه المهارات تكون ذات تأثير
كبير في بعض المشروعات ،كما هو الحال في مصانع المالبس واألقمشة ،أو الشركات ذات الطبيعة
التصنيعية والفنية كالتجارة والمشاغل األخرى ،وحتى في بعض المجاالت الخدمية كصيانة األجهزة
الكهربائية والمعدات األخرى ،حيث ينظر العاملين إلى المقاولين وكأنهم المرجع األساسي لهم في هذا
النشاط.
لقد قسمت النظرية االقتصادية المقاولين من حيث السلوك إلى ثالث أنواع رئيسية وهي :المبدع،
المخاطر ،المدير.
ولقد قسم Mintzbergالمقاولين إلى أربع مجموعات وهي :المقاولين ذوي اإلمكانيات ،والرياديين الذين لديهم
النية إلقامة مشروع ،ورياديين فعليين ،ورياديين ليست عندهم النية لبدء وانشاء مشروع جديد.
44
مقاول أصيل ،ومقاول مبتدئ، وقد قسم بعضهم مثل Ucbasaranالمقاولين إلى أنواع أخرى مثل:
ومقاول تسلسلي أو تتابعي ،ومقاول احتوائي ،فالمقاول األصيل يحوي مفاهيما متعددة كالتي تم تبيينها في
مختلف التعاريف ،أما المقاول المبتدئ أو األولي فهو الذي يملك حاليا مشروعا واحدا ولكن عنده خبرة
سابقة في ملكية المشاريع وادارتها كونه مؤسسا لهذا المشروع أو أحد ورثته أو قد يكون مشتر لهذا
المشروع ،والمقاول التسلسلي أو التابعي هو المقاول الذي يملك مشروعا واحدا في وقت واحد بعد أن
20
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
قضى فترة زمنية في مشروع سابق ،والمقاول االحتوائي هو الذي يملك أكثر من مشروع واحد في وقت
زمني واحد.
نالحظ من التقسيمات واألنواع السابقة للمقاولين تعدد وتنوع تصنيفاتهم ،وقد يعزي ذلك إلى اختالف
المنهج الفكري والخلفية العلمية لكل باحث بالنظر إلى تصنيف المقاولين وابراز تطبيقاتهم وأنواعهم
المختلفة واختالف طبيعة الفرصة ونوعها.
ال شك أن للمقاول دور يتعدى شخصه إلى التأثير في إدارة مؤسسته وكذا التأثير على ميكانيزمات
االقتصاد الكلي والتوازنات المرتبطة بهمرو ار بالبيئة االجتماعية التي لها عالقة قوية بالحالة االقتصادية،
وسنحاول تسليط الضوء على دور المقاول في مؤسسته وادارة التغيير.
بشكل عام يمكن تعريف التغيير على أنه إحداث نقلة كمية أو نوعية في التنظيم من خالل عناصر
المؤسسة المادية والسلوكية (المهام ،الهيكل التنظيمي ،القوى البشرية والتكنولوجيا) وذلك بغرض رفع
مستوى أداء المؤسسة بشكل أفضل بما يحقق الكفاءة والفعالية ،وذلك عن طريق االستعانة بتقنيات
45
ومعارف سلوكية.
هناك العديد من القوى واألسباب التي تدفع المقاول نحو التغيير والتطوير ،إذ يواجه عمل المؤسسات
41
مصدرين من الضغوط ،مصدر داخلي ومصدر خارجي:
-2القوى والمسبات الداخلية :هي القوى والمسببات الناشئة من داخل المؤسسة المقاولة بسبب عملياتها
وعمالها ،ويمكن أن تتمثل بتضارب االهتمامات والمصالح بين اإلدارة والعمال ،واالنفعال بين الثقافة
العامة السائدة والنظام االجتماعي للمؤسسة المقاولة ،وكذلك االتصاالت داخل النظام االجتماعي لنفس
المؤسسات عندما تتضارب أولوياتها.
ويمكن القول أو القوى الداخلية التي تستدعي التغيير في المؤسسة لمقاولة نوعان:
21
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
أ -مشكالت وامكانيات تتعلق بالقوى العاملة ،مثل المشكالت الناشئة عن إدراك العمال بكيفية معاملة
المقاول لهم
ب -سلوك أو ق اررات المقاول ،فالصراع واالحتكام بين الرؤساء والمرؤوسين يتطلب تنمية مهارات في
التعامل لدى الجميع.
-0القوى والمسببات الناشئة من خارج المؤسسة المقاولة بسبب التفاعل المستمر بين المؤسسة وبيئتها،
وتتمثل األسباب الخارجية في جميع التطورات ،المستجدات ،المشاكل ،لتوقعات والمتطلبات في البيئة
الخارجية المحيطة بالمؤسسة ،ومن الضغوط الخارجية هناك البيئة ،التغيرات السكانية ،مستوى الثقافة
العاملة السائدة ،...ومن أهم القوى الخارجية حسب " "Hellriegleهي:
و -ظهور أفكار وفلسفيات إدارية حديثة ،مثل إدارة الجودة الشاملة ،إعادة هندسة نظم العمل
(الهندرة).
45
ومن ناحية أخرى يرى آخرون بأن أسباب التغيير والتطوير قد تكون:
22
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-0إدراك الصلة بين أسلوب التعامل مع العامل وافساح المجال له للمشاركة في اتخاذ القرار.
يمكن للمقاول أن يدير مؤسسة باساليب مختلفة تساعد على تفجير الطاقات اإلبداعية للعمال ،بما
يساعد المؤسسة المقاول على االستجابة للمتغيرات لببيئية المتسارعة ،ومن بين األساليب التي يمكن
40
للمقاول إتباعها ما يلي:
-2العمل على تهيئة بيئة تنظيمية تشجع األفراد على تقدم أفكارهم ومساهماتهم اإلبداعية وتجريبها؛
-0جعل اإلبداع ثقافة مقاوالتية مشتركة لجميع أفراد المقاولة ،عن طريق إعطاء العاملين مزيدا من
الحرية في أداء أعمالهم ،وتخليصهم من معوقات الالوتين والبيروقراطية ،ومساعدتهم على تقبل التغيير
وازالة مخاوفهم على أمنهم الوظيفي؛
-3تمكين األفراد من أن يلمسوا فوائد اإلبداع من الناحية المادية والمعنوي ،كحافز لهم على اإلبداع.
43
هناك أربع مداخل رئيسية للتغيير في المقاوالتية والمؤسسات بصفة عامة:
-2المدخل الوظيفي :ويهتم بأهداف وسياسات المقاولة تطويرها ،بحيث يمكن إنجاز األهداف بفعالية
وذلك من خالل اإلثراء الوظيفي أو التوسع الوظيفي؛
-0المدخل الهيكلي :ويهتم بتوزيع العمل ،تشكيل الوحدات اإلدارية ،ارتباطها وخطوط االتصال
والصالحيات والمسؤوليات؛
-3المدخل التكنولوجي :ويهتم بإدخال طرق وأساليب العمل الفنية ،ويشمل ذلك استعمال األجهزة والبرامج
اإللكترونية الحديثة؛
-4المدخل البشري :ويهتم بالتأثير على قيم واتجاهات األفراد والجماعات ومهاراتهم ويتم بصورة أساسية
من خالل التدريب ،بناء فريق...الخ.
23
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وبالرغم من عدم وجود اتفاق عامة العتماد مدخل واحد أو مجموعة مداخل الستخدامها في تغيير
المقاول ،فإن هناك عوامل تؤثر في اختيار استراتيجية التغيير المناسبة ومن أهمها الفرص والقوى المؤيدة
للتغيير ،الموارد المتاحة...الخ.
52
يمكن للمقاول بإحداث التغيير ،التقليل من المقاولة للتغيير من خالل عدة وسائل أهمها ما يلي:
-2تجنب المفاجآت عن طريق إحاطة الموظفين علنا وبشكل مسبق بما يراد عمله ،وذلك حتى يتم تفهم
األسباب ،وحتى يتوفر االستعداد ويتم تقبل التغيير ،ويمكن إتباع أسلوب االجتماعات واللقاءات والمناقشة
لتحقيق هذا الهدف؛
-0العمل على إفهام العمال بمضمون التغيير ودوافعه ودواعيه بحيث يتفهموا األسباب الحقيقية له بما
يقطع الشائعات حول مقاصد التغيير وما سيترتب عليه؛
-3ضرورة توفير حوافز لقبول التغيير ،واشعار المعنيين بالتغيير والمكاسب التي يمكن تحقيقها لهم جراء
التغيير ( بناء الثقة)؛
-4االستعانة بالقادة ورؤساء التنظيمات غير الرسمية في شرح التغيير ودواعي ما سيترتب عليه؛
-5إشراك العمال بكافة مراحل التغيير ما أمكن ،فاإلنسان بطبعه يتقبل أكثر تنفيذ ما يستشار فيه من
أمور وما يشترك في التخطيط له؛
-1إيجاد رؤيا مستقبلية يتم تعريف العمال بها واعطاء سلطة لفريق التغيير للعمل على تحقيقها.
-5وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تساعد في إنجاح عملية التغيير وأهمها:
-3التشاور وتبادل اآلراء في جميع الجهات المعنية فيما يتعلق بأبعاد التغيير وأغراضه وضرورة سبل
تحقيقه؛
-22تطبيق التغيير تدريجيا ،وذلك حتى يستطيع النظام التأقلم معه وامتصاص تأثيراته واستيعابه
والوقوف على مزاياه اإليجابية والسلبية؛
24
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-20مشاركة جميع العمال في نتائج التغيير من حيث زيادة الرواتب و األجور مما يجعلهم أكثر تقبال
للتغيير؛
-23إجراء تجربة مبدئية على التغيير وذلك قبل تطيقه بشكل نهائي.
من خالل الشكل يتضح أن نجاح المقاول يعتمد على مدى االستغالل األمثل لهذه األبعاد الستة في
إدارة مؤسسته ،حيث تساهم في تكوين رؤيته البعيدة المدى لكل الجوانب والعوامل والتغيرات التي تحيط
بمؤسسته مما يساهم في نجاحها ومدى بقاءه في السوق ،وهنا تظهر مكانة علوم التسيير باإلضافة إلى
مختلف المعارف من مجمل التخصصات المتعلقة بالمؤسسة من مالية وموارد بشرية واستراتيجية التسويق
خاصة ،أي أن فشل الكثير من المؤسسات الصغيرة يرجع أساسا إلى عدم المهارة والخبرة اإلدارية ،وافتقار
المالك ألسلوب العمل الجاد.
25
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
كما أن نجاح المقاول في دوره يعتمد على التفكير اإلبداعي للتطور وممارسة القيادة والتوجه ،حيث أن
اإلبداع والمخاطرة والنمو هي من أهم المقومات لبلوغ الفرد للمقاولة الناجحة والتي لها القدرة على انتقاء
52
الفرصة المتاحة في السوق قبل اآلخرين ،ومن أبرز هذه المقومات نجد:
-0الخبرة.
-4اإلبداع.
-5التأقلم واالستم اررية والمعرفة الجيدة للتعامل مع المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة.
50
تنحصر أهمها في العوامل األربعة التالية:
-2وجود الفرصة االستثمارية الحقيقية :وهناك طريقتان لتحديدها ،األولى تعتمد باعتقاد أن السوق يحتاج
إلى سلعة أخرى أكثر جودة وأقل سعر وهو ما يعرف " بالتوجه اإلنتاجي " إال أن االتجاه قد يكون صعبا
إذا كانت المنافسة مع شركات كبرى ،أما بالنسبة لالتجاه الثاني فهو المدخل العلمي والذي يعتمد على
التعرف على السوق واحتياجاته ومدى تقلبه للمنتجات وهو ما يعرف " بالتوجه التسويقي " أي من خالل
بحوث التسويق ويتم ذلك إما بالبحوث الميدانية من خالل المقابالت مع العمالء بأخذ عينة ممثلة لهؤالء
العمالء ،أو عن طريق البحث المكتبي الذي يعتمد على البيانات الموجودة في الكتب والدوريات العلمية
والجهات الحكومية.
-0ا لقدرة اإلدارية :وتعني أن يستطيع المالك انجاز أهداف المشروع من خالل اآلخرين وأن يكون ملما
لمجال النشاط الذي يعمل فيه جيدا وكذا األنشطة القريبة منه.
-3توافر القدر المناسب من راس المال والقرض :إذ البد من تحديد رأس المال الالزم بدقة ،وذلك من
خالل تحديد أنواع واحجام األصول المطلوبة ،وهذا ال يتم إال بدراسة دقيقة للمشروع.
القدرة على تطبيق األساليب اإلدارية الحديثة :هي القدرة على ممارسة وتطبيق األساليب الحديثة في
اإلدارة سواء كانت تسويقية أو إنتاجية ،فقد نجد العديد من المؤسسات المصغرة التي تعتمد على أساليب
26
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
تقليدية خاصة الحرفية ،التي تتميز بتكلفة إنتاجية عالية ،ومن ثم أسعار مرتفعة وهذا ما يضيق حجمها
في السوق الذي يتمز بالمنافسة الشديدة ،كما نجدها تتميز بمحدودية في اإلنتاج (قلة اإلنتاج والسلع).
ومن ثم نجد أن الوسائل الحديثة قد تكون أقل تكلفة من الكثير من الوسائل واألساليب القديمة ،وقد يمنح
المالك المؤسسة فرصة أكبر في جودة وكمية وتكلفة منتوجه.
قبل التطرق إلى دراسة أوجه االختالف بين كل من القائد ،المدير والمقاول كان لزاما علينا التعرف
على مفهومي القائد والمدير وذلك كما يلي:
أ -المدير:
عرف األستاذ " صالح عبد القادر النعيمي " المدير بأنه هو " الشخص الذي يتولى منصبا وظيفيا في
المنظمة يترأس من خالله مجموعة من األفراد العاملين ،وتقع على عاتقه مهمات متعددة يتطلب إنجازها
قدرات ومهارات إدارية في تحقيق حالة التفاعل ألداء النشاطات ذات العالقة بالوظائف اإلدارية التي يكون
53
مسؤوال عنها "
وأيضا يمكن تعريفه على أنه " الشخص المسؤول عن القيام بمجموعة من الجهود ( التخطيط والتنظيم
والتوجيه والرقابة) ،واستثمار مجموعة من الموارد المتاحة ( مادية وبشرية ومعنوية) ،لتحقيق أهداف
المنظمة ".
ويمكن وضع أدوار المدير في ثالث مجموعات رئيسية والموضحة في الشكل اآلتي:
كيف يستخدم المدراء المعلومات كيف يتبادل المدير المعلومات كيف يتعامل المدير مع
في صنع الق اررات: ويعالجها: اآلخرين:
-المفاوض
27 -
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
إن األدوار المشار إليها أعاله تتطلب مهارات متنوعة يجب أن تتوفر في شخص المدير ولعل أهمها م
54
يلي:
-2المهارات الفنية :وتتمثل بالقدرات على استخدام معرفة تخصصية ألداء مهام محددة مثل القدرات
المحاسبية والتسويقية والهندسية والتكنولوجية وغيرها ،ويحصل عليه المدير خالل الدراسة وكذلك التدريب
اثناء الوظيفة ،وهذه المهارات مهمة جدا في بداية الحياة الوظيفية في المستويات اإلدارية الدنيا؛
-0المهارات اإلنسانية :وتتجسد في العمل مع اآلخرين بشكل جيد ومتفاعل ومتعاون وتظهر في مكان
العمل من خالل روح التعاون والثقة والحماس للعمل ،والتفاعل اإليجابي مع اآلخرين؛
-3المهارات اإلدراكية :إن المدير اليد هو الذي يرى المواقف من جميع جوانبها بشكل شمولي ولديه
القدرة على حل المشاكل ،وهذه المهارات تحتاجها المستويات العليا من اإلدارة أكثر من غيرها.
ب -القائد:
يمكن تعريف القيادة بأنها " مجموعة من الخصائص الشخصية التي تجعل التوجيه والتحكم في
55
اآلخرين أم ار ناجحا "
وفي تعريف آخر القيادة هي " عملية تأثير القائد في النشاطات الجماعية إلعداد الهدف والحصول عليه
51
"
وتعرف أيضا على " استخدام التأثير غير القسري لتشكيل أهداف المنظمة والجماعة ودفع السلوك نحو
إنجاز األهداف التنظيمية ومساعدة الجماعة والمنظمة لتشكيل هويتها وثقافتها".55
بناءا على ما سبق يمكن اقتراح التعريف التالي للقيادة " :هي تأثير السلوك الذي يمارسه فرد معين
(القائد) على جماعة (مرؤوسين) نتيجة التفاعل بين خصائص كل من القائد ،الجماعة والظروف التي تتم
فيها القيادة بهدف تحقيق أهداف الجماعة ".
-2يمثل القائد مركز سلوك الجماعة :يؤكد هذا التعريف التفاف الجماعة حول القائد وقيامه بدرجة عالية
من عملية االتصال داخل الجماعة ،إال أن الخلل في هذا التعريف يتمثل في أنه توجد الكثير من الحالت
التي يكون فيها فرد ما مرك از النتباه الجماعة ،ولكنه ليس قائد ،مثل المخمور والمجنون.
28
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-0القائد قادر على توجيه الجماعة نحو أهدافها :رغم أن هذا التعريف أقوى من سابقه ،إال أنه يصعب
تحديد أهداف الجماعة ،كما يوجد قادة يوجهون الجماعات نحو غير أهدافه بل نحو أهدافهم الشخصية،
ومع ذلك فهم قادة مثل هتلر.
-3القائد يتم اختياره إراديا من الجماعة :إن هذا التعريف يشير فقط إلى شخص يحتل منصب القيادة
وتقبله الجماعة طوعيا دون أن يبين خصائص هذه القيادة.
-4القائد هو الشخص الذي له تأثير ملحوظ على تركيب الجماعة :رغم أن هذا التعريف يشير إلى
التغيرات التي يحدثها القائد في مستوى أداء الجماعة ،لكنه ال يوضح بدقة من هو الشخص الذي يحدث
هذا التغيير.
إال أنه بوجد في الكثير من الحاالت أشخاصا يهتمون بسلوك جماعاتهم مثل رئيس شركة ،حاكم عسكري،
ومع ذلك ال يمثلون قادة العتمادهم أكثر على السلطة التي يخولها لهم المنصب.
نظ ار لوجود بعض االنتقادات في التعاريف السابقة ،يمكن تبسيط مفهوم المقاول في التعريف التالي " :هو
الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات األفراد من حوله إلنجاز اهداف محددة" .
ولإلشارة يوجد عدة أنماط للسلوك القيادي ويمكن تناول األنماط األكثر شيوعا فيما يلي:50
هو القائد الذي يتجه نحو السلطة المركزية ويعتمد على التشريعات ( القوانين) ،المكافآت ،القوة في إدارة
المرؤوسين ،وتكمن قوته في السلطات الرسمية التي يمتلكها ،إذ يعني مصطلح األوتوقراطي " حكم
المكتب " والسمة الغالبة لهذا النمط منالقيادة هي الحرص على العمل واإلنجاز ،فالقائد يهتم بتخطيط
العمل وتوجيه المرؤوسين الذين ينبغي عليهم تنفيذ ما هو مطلوب.
يتسم سلوك هذا النمط من القادة بتشجيع مشاركة اآلخرين وتخويلهم الصالحيات الضرورية لتسهيل تنفيذ
المهمات ،وهو يهتم بترسيخ االعتقاد لدى المرؤوسين أنهم جزء مهم في الق اررات الصادرة .إذ يعتمد على
29
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الخبرة وعلى قوة االستشارة في إدارة اآلخرين وتحفيزهم على العمل بروح الفريق بالشكل الذي يضمن
والئهم ويزيد دافعهم لإلنجاز والسعي لتحقيق األهداف بتعاون جماعي.
تبنى القائد السلوك الحر أو ما يسمى بقيادة عدم التدخل إذ يخول المرؤوسين الكثير من صالحياته وتكون
مساهماته بالحد األدنى من المجهود الشخصي والتوجه ،بينما يترك الفرصة األكبر للمرؤوسين في قيادة
أنفسهم وتنفيذ المهمات والواجبات المطلوبة.
وفي األخير يمكن إبراز االختالفات بين المقاول ،القائد والمدير من خالل الجدول الموالي:
30
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
إن إقامة المؤسسات الصغيرة يهدف إلى استغالل الطاقات المعطلة والحاقها باأليدي المنتجة التي
تساهم في البناء والتنمية واالعتماد على الذات في خلق الدخل ،والذي يخرجها من دائرة العوز وانتظار
53
الوظيفة.
يمكن اعتبار المؤسسات الصغيرة على أنها العمود الفقري ألي اقتصاد وطني .فقد بينت
اإلحصائيات المنشورة في الواليات المتحدة األمريكية إن من بين 02مليون هنالك مشروعا ما يقارب
02,5مليون أي نسبة %30من تلك المشاريع يمكن اعتبارها مشروعات مقاوالتية .وتعمل هذه المشروعات
في كل المجاالت االقتصادية على الرغم من أغلبها يرتكز في تجارة التجزئة والخدمات وكما يظهر الشكل
12
رقم ( ) 5 – 2
كما أنه على المستوى العالي نجد أن هذا النوع من المؤسسات عرف دعما ومساندة كبيرة حيث أنها تمثل
12
%32تقريبا من المؤسسات في العالم وتشتغل ما بين %52إلى %12من القوى العامة في العالم.
Ventes
تجارةالتجزئة
خدمات.
تجارةالجملة
انتاج
التمويل
اخرى
يمكن للصناعات الصغيرة والمتوسطة أن تسهم بدور فعال في عملية اإلسراع بالتنمية ألنها ال
تتطلب استثمارات ضخمة في وقت واحد ،وهي قادرة على تعبئة المدخرات الفردية ،ويمكن إلنتاج هذه
31
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الصناعات أن يوسع في السوق المحلي،ويضمن إنتاج بعض السلع التي يصعب الحصول عليها ،كما
تساعد في إعداد الكوادر الفنية ،كما يمكنها من تنمية الصادرات ومنه الحصول على العملة األجنبية
وبالتالي تحسين موازين مدفوعات الدول النامية .باإلضافة إلى مساهمتها في تكوين قطاع صناعي متوازن
يخدم االقتصاد ويساهم في تحقيق الدفع الذاتي لتقدم المجتمعات والسيما النامية منها.
ومنه يمكن استعراض الدور الذي يمكن أن تقوم به الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية
االقتصادية والذي يتمثل في:
تبدو المؤسسات الصناعية الكبيرة هي األقدر على رفع الكفاءة اإلنتاجية وتعظيم الفائض االقتصادي،
نظ ار إلى ارتفاع إنتاجية العامل فيها بالمقارنة بالمقاوالت الصغيرة والمتوسطة ،ونتيجة لما تتمتع به من
وفورات الحجم ،فضال عن تطبيق األساليب اإلدارية الحديثة وتنظيم العمل ،وجميع المزايا التي يحققها
كبر الحجم ،وهي تساهم في رفع الكفاءة اإلنتاجية ،ومن ثم تحقيق فوائض اقتصادية كبيرة ،إال أن مثل
هذا االعتقاد غير صحيح ،وذلك ألنه يتجاهل أم ار مهما وهو العالقة بين راس المال المستثمر للعامل
والفائض االقتصادي الذي يحققه ،ومن ثم الفائض االقتصادي الذي يتحقق للمجتمع ككل باستثمار مبلغ
معين من رأس المال ،ومع التسليم بأن الفائض االقتصادي الذي يحققه العامل يتزايد مع كبر حجم
المؤسسة ،إال أنه إذا تم الربط بين راس المال المستثمر والفائض االقتصادي الذي يحققه بحسب أحجام
المؤسسات المختلفة ،ومن ثم ما يتحقق للمجتمع من فائض اقتصادي على أساس مبلغ معين من رأس
المال ،يتضح لنا أن مؤسسات الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي االقدر على تعظيم الفائض
10.
االقتصادي للمجتمع
ومن ناحية أخرى ،فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قادرة على تحقيق الكفاءة اإلنتاجية بمعنى أنه
من خالل ما تحققه من وفرة عنصر راس المال ،فهي بذلك قادرة على استخدام الموارد النادرة أكبر ،أو
هي القادرة على استخدام الفن اإلنتاجي المناسب الذي يحقق االستخدام األمثل لعناصر اإلنتاج.
ففي اليابان تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة %35من مجموع المؤسسات ،وتساهم ب %32ن
القيمة المضافة اإلجمالية وفي فرنسا ،فتمثل المؤسسات التي تشغل أقل من 052عامال %33.0من
مجموع المؤسسات وتحقق %41من رقم األعمال اإلجمالي للمؤسسات ،وتساهم ب %53من القيمة
32
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المضافة اإلجمالية ،وفي كوريا الجنوبية تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأكثر من %05من
13
القيمة المضافة اإلجمالية.
تؤدي أعمال المقاولة دو ار هاما في تنويع اإلنتاج وتوزيعه على مختلف الفروع الصناعية ،وذلك نظ ار
لصغر حجم نشاطها وكذلك صغر حجم راس مالها ،مما يعمل على إنشاء العديد من المقاوالت التي تقوم
بإنتاج تشكيلة متنوعة من السلع والخدمات ،وتعمل على تلبية الحاجات الجارية للسكان خاصة بالنسبة
للسلع االستهالكية ،فضال عن تلبية احتياجات الصناعات الكبيرة بحيث تقوم بدور الصناعات المغذية لها
تتميز المقاوالت بقدرتها على االنتشار الجغرافي في المناطق الصناعية والريفية والمدن الجديدة،
وذلك نظ ار إلمكانية إقامتها وسهولة تكيفها مع محيط هذه المناطق ،كم أنها أعمال ال تتطلب استثمارات
كبيرة والتشترط تكوينا عاليا في العمل اإلنتاجي ،أو تكاليف مرتفعة في التسيير ،أو تكنولوجيا عالية ،لذلك
14
فهي تعمل على تحقيق تنمية إقليميةمتوازنة ،والتخفيف من مشاكل اإلسكان والتلوث البيئي.
تعاني الدولة النامية من انخفاض معدالت االدخار واالستثمار ،وتعمل أعمال المقاولة على عالج
ذلك االختالل نظ ار النخفاض تكلفة إنشائها مقارنة مع المؤسسات الكبيرة .باإلضافة إلى ذلك تساهم في
عالج اختالل ميزان المدفوعات من خالل تصنيع السلع المحلية بدال من استيرادها ،وتصدير السلع
الصناعية ،ونظ ار العتمادها على كثافة العمل لذلك تستغني عن استراد التكنولوجيا العالية ذات التكاليف
15
الباهضة
إن تنمية الصادرات تعتبر بمثابة قضية لمعظم الدول النامية التي تعاني عجز كبي ار ومتزايدا في
موازين مدفوعاتها وبصفة خاصة في الميزان التجاري ،فقد ظل التصدير حك ار لوقت طويل على
المؤسسات الكبيرة ،فاالستثمارات التي كانت تقضي بإنشاء شبكات تجارية معقدة مرتبطة بحجوم كبيرة جدا
33
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
من األسواق العالمية ،لم تكن تسمح حينها عمليا إال بوجود مؤسسات كبيرة الحجم ،إال أنه في الواقع
الحجم الصغير والمتوسط للمؤسسات يمتلك مزايا نوعية تساعد على التصدير.
تتضح أهمية الدور االستراتيجي الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التطور
االقتصادي للدول المتقدمة من خالل المساهمة في تكوين الناتج المحلي وذلك من خالل عملها على
توفير السلع والخدمات سواء للمستهلك النهائي أو الوسيط /مما يزيد من الدخل الوطني للدولة ،كما تحقق
ارتفاعا في معدالت اإلنتاجية لعوامل اإلنتاج التي تستخدمها مقارنة مع العمل الوظيفي الحكومي العام،
كما أنها تمثل مناخا مناسبا للتجديد واالبتكار ،مما يرفع من إنتاجية العامل باستمرار ،باإلضافة إلى أن
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم في التخفيف من اإلسراف والضياع على المستوى الوطني ،وتؤدي
هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة حجم الناتج المحلي وتنوعه ،بشموله العديد من المنتجات البديلة ،أو
المكملة.
تؤدي الصناعات الصغيرة والمتوسطة دو ار مهما في تكوين راس المال البشري ،وذلك بتأمين
الحصول على تدريب أقل كلفة مما تؤمنه مؤسسات التدريب الرسمية والمعاهد الفنية ،حيث تتسم هذه
المعاهد في الدول النامية بالندرة ونقص اإلمكانات ،فضال على أنها وجدت فهي غالبا ما تكون محدودة
الخبرة.
إن الصناعات الصغيرة والمتوسطة قادرة على تعبئة المدخرات المحدودة لدى صغار المدخرين الذين
ال يستخدمون النظام المصرفي ،وبكنهم على استعداد الستثمارها في مؤسساتهم الخاصة ،حيث من
المعروف أن طلب الصناعات الصغيرة والمتوسطة على راس المال هو طلب محدود ،ومن ثم فإن
المدخرات القليلة لدى أفراد االسرة قد تكون كافية إلقامة مشروع من مشروعات الصناعات الصغيرة
والمتوسطة ،بدال من ترك هذه األموال عاطلة وعرضة لألنفاق الترفي أو حتى إيداعها في البنوك ،وهكذا
فإن انخفاض حجم راس المال الالزم إلنشاء وتشغيل هذه الصناعات يجعلها أكثر جاذبية لصغار
المدخرين ،الذين ال يميلون ألنماط التوظيف التي تحرمهم من اإلشراف المباشر على استثماراتهم.11
34
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
باإلضافة لألدوار االقتصادية للمقاوالتية فيمكن أن نحصي األدوار االجتماعية من خالل مايلي:
إن االهتمام الدولي المتزايد بالمقاوالت راجع إلى الدور الذي تؤديه على مستوى التشغيل ،وبالتالي
المساهمة في حل مشكلة البطالة مونها تستخدم األساليب اإلنتاجية كثيفة العمل ،مما يجعلها أداة هامة
الستي عاب العرض المتزايد للقوة العاملة ،خاصة في الدول النامية التي تتميز بالتوفير النسبي لليد العاملة
على حساب راس المال .لذلك فهي تساهم في تحريك سوق العمل وضمان توازنه.
ففي دولة اإلمارات العربية المتحدة تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة %32من إجمالي المؤسسات
وتوظف نحو %05من القوى العاملة ،وفي السعودية تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حوالي %33
وتستوعب %55من إجمالي العمالة ،أما في سلطنة عمان تمثل المؤسسات الصغيرة %52وتوظف
15
%02من إجمالي العمالة.
إن وجود مقاوالت بالعدد الكبير ،ومتقاربة في الحجم ،والتي تعمل في ظروف تنافسية بسيطة ،مما
يساهم في تحقيق العدالة في توزيع الدخول ،بحيث أنها تتطلب إمكانيات استثمارية متواضعة والذي يسمح
لعدد كبير من أفراد المجتمع بإنشاء تلك المقاوالت ،وبالتالي سيساعد على توسيع حجم الطبقة المتوسطة
وتقليص حجم الطبقة الفقيرة بينما تحتاج عملية االستثمار في الصناعات الكبيرة إلى إمكانيات استثمارية
ضخمة تدفع نحو زيادة حجم التفاوت الطبقي االجتماعي.10
منذ منتصف الثمانينات ،ظهرت أهمية المقاولة المصغرة كوسيلة لمكافحة الفقر وادماج الفئات
المقصاة اجتماعيا واقتصاديا ،بداية في الدول النامية بالتزامن مع مخططات التعديل الهيكلي (تطور
المفهوم االقتصادي للقطاع الموازي) ،ثم في الدول المتقدمة نتيجة ارتفاع معدالت البطالة مدفوعة بالنجاح
النسبي للتجارب في الدول النامية وخاصة تجربة " بنك الفقراء " في بنغالديش .فهي تمثل الطريقة الوحيدة
الدائمة للخروج من الفقر ،وعوضا عن ذلك تحسين الرفاهية ومستوى المعيشة في األجل الطويل في بناء
35
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
األصول ،سواء المادية ( سكن ،ـرض ،تجهيزات) ،المالية (الحسابات البنكية مثال) االجتماعية (الشيكات
13
والعالقات االجتماعية) ،والبشرية (الخبرة والتعليم)
تؤكد مختلف الدراسات المهتمة بالتنمية الصناعية على أن أعمال المقاولة هي منبع المبادرة ،بفضلها
شهدت مختلف االقتصاديات بروز منظمين تعمل على تشجيع إنشاء طبقة من المقاولين الصغار
المستقلين ،وهذا ما أكده الرئيس األمريكي ريغان سنة 2305بقوله " تأتي معظم االبتكارات واالعمال
الجديدة ،والتقنيات والقوة االقتصادية في الوقت الراهن من دائرة صغيرة ،ولكن آخذة في النمو ،من
االبطال الذين هم رجال األعمال الصغيرة ،والمنظمون األمريكيون ذو كفاءة وجرأة يتحملون مخاطر كبيرة
في سبيل االستثمار وابتكار المستقبل "
على هذا األساس يبرز دور أعمال المقاولة في ترقية روح المبادرة الذاتية والمهارة بعكس المؤسسات
52
الكبيرة التي ال توفر هذه الفرص.
مما الشك فيه أن ممارسات إعادة الهيكلة تتفاوت كثي ار من دولة ألخرى ،لكن االقتطاع من الموازنات
المخصصة للرفاهية ،والتسريح من العمل ،والبطالة ،وانعدام فرص العمل المنتج ،تسببت بجزء من األعباء
االجتماعية األساسية الناجمة عن التغيرات االقتصادية الحديثة عبر العالم.
في أغلب األحيان يؤدي النفاذ المحدود إلى التعليم ،وعدم الثبات في العمل ،وعدم وجود تحفيزات
والمهارات الالزمة ،إلى دفع الشباب إلى هامش المجتمع ،فيتحكم بهم الضعف ،ويصبحون عرضة
لمخاطر عديدة منها الجرائم والمرض واإلدمان على المخدرات.
كما يتسبب االفتقار إلى فرص عمل منتجة في المجتمع بدفع الشباب إلى مجتمعات غير حضارية
وغير منظمة ،غالبا ما تفتقر إلى الحد األدنى من الموارد والخدمات .لهذا فإن المقاولة تمثل الحل لهذه
المشاكل وأخرى من خالل وضع حد لضعف أجيال المستقبل من خالل التعليم والتدريب الهادف
استراتيجيات التوظيف .ويفترض أن توفر هذه األخيرة الوسائل المناسبة التي تمكن الشباب من بناء
52
المستقبل الذي يرجونه بدال من التعويل على غريزة البقاء لديهم وحسب لتلبية احتياجاتهم الفورية.
36
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المحور األول :تطور البحث في المقاوالتية بين إشكاليتي توحيد التعريف وتعدد
التوجهات الفكرية.
تطور مفهوم المقاوالتية خالل مرحلة زمنية طويلة تعدت ال 052سنة ،لكن هذه الفترة الزمنية
الطويلة وقفت عاجزة عن إيجاد مفهوم موحد للمقاوالتية خاصة مع االختالفات الكبيرة التي اكتنفت تطور
الدراسات واألبحاث المتعلقة بالموضوع ،حيث تعددت التوجهات الفكرية بين االقتصاديين وعلماء النفس
واالجتماع وعلماء اإلدارة ،إذ اتخذ كل فريق منهم منهجا فكريا مختلفا ،وهذا ما أنتج لنا مع الزمن مقاربات
مختلفة لدراسة الظاهرة يمكن حصرها في ثالث مقاربات أساسية هي :المقاربة الوصفية الوظيفية والمقاربة
السلوكية ،ومقاربة العملية أو السيرورة المقاوالتية ،وسنحاول في المبحث التطرق لهذه المقاربات بالسرد
والتحليل.
لو استمرينا في سرد مختلف التعاريف قديما وحديثا فإنه سيستمر هذا التباين بل قد يزداد وضوحا وذلك
بسبب التشعب الكبير في المجاالت البحثية المهتمة بدراسة الظاهرة ،وألجل وضع هيكلة شاملة ومبسطة
لتطوير البحث في المقاوالتية يمكننا حصر ثالث مقاربات فكرية مسيطرة هي المقاربة الوصفية الوظيفية
والمقاربة السلوكية باإلضافة إلى مقاربة السيرورة المقاوالتية.
وتطرح كل مقاربة أسئلة مغايرة لألسئلة التي تطرحها المقاربة األخرى ،حيث أن األسئلة التي ظلت سائدة
حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي هي ماذا يفعل المقاول (? ) Whatوالمتعلق بالمقاربة الوصفية
الوظيفية أما المقاربة السلوكية فلم تركز على ماذا يفعل المقاولون بل حاولت اإلجابة على سؤال ،من هم
المقاولون ولماذا يفعلون ذلك (? ،)Who – Whyوفي بداية التسعينيات استطاع الباحثون تخطي
السؤالين السابقين لطرح السؤال التالي :كيف (? )howوهو سؤال متعلق بمقاربة السيرورة المقاوالتية
حيث يركز على العملية المقاوالتية بمختلف مراحلها ،والجدول الموالي يبين الفرق بين المقاربات الثالث:
37
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وبهدف التأكد على االرتباك الكبير واالختالف الذي يصل حد التناقض بين الباحثين ،سنحاول في
الجدول الموالي حصر المقاربات التي انطلق منها أبرز الباحثين في مجال المقاوالتية في شتى المجاالت
العلمية وفي مختلف المراحل الزمنية لتعريف الظاهرة.
38
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
39
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
بعد هذا العرض لمختلف التعاريف نجد أن مصطلح المقاوالتية يحمل في طياته معاني مختلفة ألفراد
مختلفين من خلفيات متعددة وأصول علمية مختلفة (علم االقتصاد ،علم النفس ،علم االجتماع ،علم
50
أن هناك حقوال علمية أخرى أسهمت في Low
اإلدارة اإلستراتيجية ،التسويق) ،ويضيف and Macmillan
تطوير مصطلح المقاوالتية مثل :علم اإلنسان ( )Anthropologyوعلم التاريخ ،وال يمكن أن يعرض
53
المصطلح من خالل وجهة نظر واحدة بل يجب دراسته من خالل وجهات نظر عديدة ومختلفة.
ونستطيع القول كذلك أن مفهوم المقاوالتية قد تطور مع تطور األهداف االقتصادية واالجتماعية التي
تسعى الدول لتحقيقها ،وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن علماء المقاوالتية قد انتقلوا من البحث في شخص
المقاول إلى البحث في السيرورة المقاوالتية نفسها ،والتركيز على جوانب واعتبارات أخرى لم تؤخذ في
الحسبان من قبل ،مثل المحيط االجتماعي أو البيئة التي ينشأ فيها الفرد والسلوك الموروث أو المكتسب،
وثقافة المجتمع ،ودور التعليم والتدريب في دعم المقاوالتية ،وكذا األبعاد السياسية واالجتماعية والثقافية
والنفسية السائدة ،وهو ما سيتم توضيحه في المطالب الالحقة من هذا المبحث.
ليس محددا لدى الباحثين أي تأريخ لظهور كممارسة عملية ،إذ قد يكون أول سلوك مقاوالتي قد ظهر
في المجتمعات البدائية ،لكن بعض الباحثين يؤرخ لسلوك المغامرين في المجتمعات اإلقطاعية على أنه
54
() Hisrich and Others 2008مثاال عن المقاولين األوائل مثال متقدم للسلوك المقاوالتي ،وقد ضرب
51Marcoالذي شق طريق الحرير والذي هو طريق التجارة بين الشرق Polo
التاجر اإليطالي ماركو بولو
والغرب ،حيث كان كوسيط ) (go-betweenيغامر ويتحمل المخاطر الجسدية والنفسية والمادية ليحصل
على نسبة من األرباح ال تصل إلى الربع في أغلب األحيان ،فيما يأخذ أصحاب رأس المال النسبة األكبر
من األرباح.
ويرجع البحث في تطور النظرية المقاوالتية إلى أصل الكلمة ،55حيث تم اشتقاق الكلمة Entrepreneurمن
الكلمتين الفرنسيتين Entreو Prendreوالتي يقابلها باللغة اإلنجليزية TakeBetweenأي يأخذ بين أو
Undertakeأي يتحمل أخذ ،وكان أول ظهور لكلمة Entrepreneurفي المعجم الفرنسي Dictionnairede
la langue françaiseسنة ،243555وفي القرون الوسطى كانت كلمة Entrepreneurتعني الوسيط ،أو
ذلك الشخص الذي يملك أو يدير مشروعا إنتاجيا ،وعلى العموم كل من ينفذ مشاريع أو أعمال لصالح
50
الدولة
40
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
في المقابل قام االقتصاديون بعدة أعمال أكاديمية لتطوير نظرية حول المقاوالتية ،وتقسم األعمال التي
قام بها االقتصاديون إلى :الكالسيكية والتي دامت حتى سنة ،2002والنيوكالسيك إلى غاية ،2352
والنظرية الحديثة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي ،حيث اهتمت معظم الدراسات بتحليل الدور
الذي يلعبه المقاول في التنمية االقتصادية ،إذ يتم تعريف المقاوالتية من خالل األنشطة االقتصادية
واالجتماعية للمقاول ،ويعرف المقاول من خالل خصائصه ومميزاته ،ولقد ركز االقتصاديون على
الخصائص والوظائف المقاوالتية معتبرين النظرية المقاوالتية مجرد بناء مفاهيمي يهدف لفهم أحسن
للتطور االقتصادي ،ولقد حاولوا في أبحاثهم اإلجابة عن التساؤالت التالية :من هو المقاول؟ ،وما هي
النشاطات التي يقوم بها؟ ،وما أثرها على االقتصاد؟.
وبسبب الكم الكبير للبحوث في هذا المجال ،سنتطرق فقط ألولئك الذين كانت مساهماتهم البحثية
األكثر تأثي ار على تطور النظرية المقاوالتية.
اوال :الكالسيك
تشير المدرسة الكالسيكية للمقاول من حيث سلوك المخاطرة لديه ،والتعامل مع الظروف والحاالت
الغير واضحة أي العمل في ظل الاليقين ،وكذلك ركز الكالسيك على مدى توظيف المقاول لقدراته
اإلدارية في تسيير المشروع للحصول على األرباح ،واستغالل رأس المال وتوظيفه بكفاءة في العملية
اإلنتاجية.
وسنة 2535قدم بيوكليوBeaucleauمفهوما للمقاول على أنه الشخص الذي يتحمل المخاطر ويخطط
ويشرف وينظم المشروع الذي يملكه ،وهو بذلك يعطي أهمية المقاوالتية من خالل األبعاد اإلدارية لملكية
53
المشروع
أما Jean Baptiste 2023وهو أستاذ اقتصاد فرنسي وسياسي ومالك لمصنع منسوجات ،فقد بنى على
أعمال آدم سميث ،حيث أسس نظرية حول العرض والطلب ،ووضع قانون (ساي) المشهور للعرض
والطلب ،ولقد وضح قانون (ساي) كيف أن النشاط المقاوالتي من خالل إنتاج سلع جديدة يستطيع رفع
ثروة ورفاهية كل أفراد المجتمع ،حيث وصف المقاول بأنه من يربط بين مختلف عوامل اإلنتاج ألجل
تحويل المنتج من الفكرة للواقع ،وأكد ،أن المقاول يعمل لحسابه الخاص ،تقع بين وظيفة العمال التنفيذيين
ووظيفة الباحثين ،02وهو في النهاية ركز على الوظيفة التي يقوم بها المقاولون.
41
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ثانيا :النيوكالسيك
وتتحدد هوية المقاول على أنه العون االقتصادي المازج لعوامل اإلنتاج (رأس المال ،العمل ،األرض
والتنظيم) فالعامل يتلقى أج ار مقابل عمله في حين يستفيد الرأسمالي من األرباح لقاء رأسماله ،وبينهما
يختار المقاول التكنولوجيا المالئمة وفقا ألسعار اإلنتاج ،ولكن Walrasال يعطي أي مكان للعالم الذي
يقوم بإنتاج المعارف العلمية التي تتضمن التكنولوجيا التي يستخدمها المقاول وهذا يعني أن المعارف
العلمية والتكنولوجية هي عمليات خارجة عن اإلنتاج ،ولقد فرق بين سوق الخدمات المنتجة وسوق السلع،
ففي السوق األولى عارضوا الخدمات هم أصحابها أما المقاول فهو طالب للخدمات أما في السلع فنجد
العكس تماما حيث أن العارضين هم المقاولون والطلب يكون من أصحاب الخدمات ،إن هين السوقين
مرتبطين ببعضهماالبعض بواسطة المقاول ،فهذا األخير يلعب دور الوسيط ،ولقد انتقد Walarsالنظرة
اإلنجليزية التي لم تميز بين الرأسمالي والمقاول ،ونفس النظرة نجدها عند V.Paretoحيث أكد أنه من
الضروري التفريق بين وظائف المقاول والرأسمالي ،فما يحصل عليه الرأسمالي من جراء امتالك لرأس
المال يختلف تماما عما يحصل عليه المقاول من تحويل راس المال إلى منتج ،أما مارشال (-2040
MarshallA. )2304فاعتبر أن المقاول هو مسير المؤسسة حيث أنه يتحمل مخاطر اإلنتاج كما أنه
يطلب الخدمات اإلنتاجية ويحاول تحقيق المساواة بين المنفعة الحدية لهاته الخدمات ومساهمتها في
اإلنتاج ،والمقاول يجب أن يكون على دراية تامة بتغيرات اإلنتاج واالستهالك كي يتمكن من معرفة متى
يجب أن ينتج سلعة جديدة أو متى عليه تطوير منتج قديم ،كما يجب أن يكون على علم تام بالمواد
02
األولية ،أي أنه يجب أن يكون يقظ لتغيرات األسواق والبيئة.
وفي الفترة الممتدة بين ( )2302-2302ظهرت في المدرسة النيوكالسيكية رؤى أخرى جديدة لمفهوم
المقاول حيث اعتبر شومبيتر)2352-2003( J. Schumpeterالمقاوالتية على أنها التفكيك الخالق
)(CreativeDestrictionواعتبر المقاول كمبدع والمؤسسة كوحدة إبداع ،حيث يعتبر شومبيتر أول من ركز
على عنصر اإلبداع في الميدان االقتصادي وذلك من خالل كتابه " نظرية التطور االقتصادي" المنشور
سنة 2320إذ بين أهمية اإلبداع في زيادة أرباح المؤسسة ،فالمقاول حسبه يقوم بوظيفة اإلبداع الذي
يعرفه على أنه أي تغيير يسمح بتحقيق أرباح جديدة ،ولهذا فإن الربح هو المكافئة العادلة للمقاول الذي
أخذ على عاتقه المخاطرة ،وهو بهذا يعتبر اإلبداع محرك النمو االقتصادي والتطور التكنولوجي ،ويقر أنه
دون مقاولين لن تكون هناك منافسة ،كما فرق بين المقاول والمسير فاألول هو المالك وفي الوقت نفسه
42
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المسير والمستغل والمبدع أما الثاني فهو أجير فقط وبالتالي فال يتحمل المخاطر ،ويعتبر هذا المفكر أن
00
وظيفة المقاول ليست مستمرة حيث أنها تتوقف عند توقف المؤسسة على اإلبداع وخوض المخاطر.
ولقد ظلت أفكار واستنتاجات Schumpeterمرجعا رئيسا للعديد من الباحثين اللين جاؤوا من بعده
واعتمادا على دراساته قامت مدرستان مستقلتان في المقاوالتية هما :مدرسة جامعة هارفرد ومدرسة السلوك
اإلنساني في المقاوالتية ،وسنتطرق إليهما بتفصيل أكثر في المطالب الالحقة.
لقيت آراء ومساهمات شومبيتر دعما وتأييدا من قبل الكثير من الباحثين ،مثل Kirchoffالذي أكد على
أن التفكير الخالق هو القوة الدافع لالقتصاد ،حيث يشير هذا المفهوم إلى كسر حالة التوازن الموجود في
السوق (الطلب والعرض على السلع) من خالل قيام المقاولين بابتكار منتج أو خدمة جديدة ،مما يؤدي
إلى خلق عرض وطلب جديدين على هذا المنتج أو الخدمة ،ويحقق المقاولون أرباحا وثروات طائلة من
وراء هذا االبتكار ويحتكرون السوق لفترة زمنية طويلة.
ولقد قسم Landstron 1999الدراسات التي جاءت بعد Schumpeterإلى مجموعتين أساسيتين هما
مدرسة جامعة هارفرد ومدرسة السلوك اإلنساني في المقاوالتية ،حيث أن مدرسة جامعة هارفرد تأسست
على بعض التغييرات التي قام بها Arthur H. Coleعلى نظرية ،Schumpeterحيث قام Coleبتأسيس "
03
بجامعة هارفرد سنة ،2340وقد وضعت هته المدرسة ثالث أبعاد مركز البحوث في التاريخ المقاوالتي "
أساسية للمقاوالتية هي:04
وأضاف Arthur H. Coleأن أي نظرية مقاوالتية لكي تكون واقعية يجب أن تنظر للمقاول على أنه
العامل المحفز للمشروع ،وأكد على أن الدراسات المقاوالتية يجب أن تنفتح على منهجيات الدراسة
الموجودة في العلوم األخرى ،وقسم مجاالت الدراسة في المقاوالتية إلى :دراسة بنية المقاوالتية ،دراسة
المحفزات المقاوالتية ودراسة سيرورة التغيير المقاوالتي ،وبسبب إغالق " مركز بحوث التاريخ المقاوالتي "
بقيت هته اآلراء طي النسيان والضياع فترة من الزمن.
43
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وقد أكد االقتصاديين النمساويين Von Mises et Hayekعلى تأثير قوة الفرد في االقتصاد ،حيث
قدم Hayek 2345فكرة التعليم المتبادل ووعي المشاركة السوقية ،وأكد على الدور المتفرد للمقاول في
اقتناص الفرص Mises2344 ،فكرة النشاط اإلنساني والمقاوالتي ،ورفض فكرة تجانس المعلومات في
السوق وأن أي فرد يستطيع الحصول على المعلومة من خالل شبكة عالقاته االجتماعية ،وطرح فكرة
05
مدى القدرة على استغالل المعلومات المتوفرة لصالحه.
وبناءا على هذه األعمال أكد Kirzner 2353على أهمية العامل اإلنساني ،من خالل دور المقاول
في الحصول على األفكار والمعلومات واستخدامها ،وأكد على أهمية الحماس والنشاط لدى المقاول في
اكتشاف الفرص المربحة واستغاللها ،وأطلق على لك تعبير الشغف المقاوالتي،Entrepreneurial Alertnes
ووجه االختالف بينه وبين Schumpeterهو أن هذا األخير يرى أنه يجب على المقاول أن يأتي بإبداع
جديد مهما كان شكله ،بينما يرى Kirznerأن دوره ينحصر في استغالل المعلومات المتاحة واقتناص
الفرص المتاحة.
وقد تبنى Kirznerوجهة النظر القائلة أن المقاول يتمتع بالقدرة على جمع البيانات بطريقة تؤدي إلى
خلق الفرص ،وتحقيق الربح ،كما أضاف دو ار جديدا للمقاول وهو التنسيق والربط بين مختلف الموارد
المحدودة.
Howard ولقد وضع هؤالء المفكرين قاعدة لمفكرين آخرين من جامعة هارفرد مثل 2303
Stevensonوالذي عرف المقاوالتية على أنها " السعي وراء الفرصة دون النظر إلى ما نملك من
موارد".
وكما ذكرنا سابقا فإن االقتصاديين ركزوا على البحث عن إجابة لالسئلة التالية :من هو المقاول؟،
وماذا يحدث عندما ينشط المقاول؟ أو ما هي آثار النشاط المقاوالتي على االقتصاد؟ ،ولقد حددوا خمسة
أدوار أساسية للمقاول هي:01
-رأسمالي .capitalist
-مبدع innovator
44
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وكان هدف البحث في المقلوالتية بالنسبة لهم هو من الوصول لفهم أكبر للتطور االقتصادي ،ولقد توصل
W. R Sandberg1992إلى أن ضعف المنهج الوصفي الذي أعتمد لفترة طويلة لتفسير ظاهرة المقاوالتية
هو السبب في تأخير فهمنا لها ،وكذلك ذهب W.B. Gartner 1998إلى نفس الطرح ،05وهو ما قاد
الباحثين إلى حركة علمية كبيرة نقلت المقاوالتية بعيدا عن النظرية االقتصادية نحو العلوم السلوكية،
وصارت األبحاث أكثر تركي از على المهارات والصفات والقدرات التي يمتلكها المقاول.
-3المقاربة السلوكية:
منذ بداية الستينات من القرن الماضي ط أر تحول كبير في طبيعة األسئلة التي يطرحها الباحثون في
سياق بحثهم في مجال المقاوالتية ،ويرجع لك ألسباب بيناها فيما سبق ،يتمثل أهمها في عجز المقاربة
الوصفية عن إيجاد تفسير متكامل للظاهرة محل الدراسة ،وهو ما نقل مجال الدراسة من العلوم االقتصادية
إلى العلوم السلوكية ،حيث تهتم المقاربة السلوكية بدراسة سلوك المقاول في ضل التأثير ببيئته
الثقافيةواالجتماعية واالقتصادية والسياسية...ألخ ،ولقد سيطرت هذه المقاربة من بداية الستينات من القرن
الماضي حتى نهاية الثمانينات ،واهتم عدد كبير من الباحثين بدراسة خصائص وسمات المقاول
مثل( O’Brien 1981, Hisrich and Brush 1984, Marchensay 1994, Fillion 1997, D Moore and D
)Unwalla 1964, McClelland and Winter 1969, Brockhaus 1980, Hisrich and O.Collinsوأصبح
البحث في الظاهرة المقاوالتية ينطلق من أسئلة منها :ماهي صفاته وسماته الشخصية؟ هل المقاوالتية
غريزة تظهر في شكل مجموعة من الصفات والخصائص الفطرية التي تولد مع المقاول؟.00
وانطلق معظم الباحثين من فرضية أساسية مفادها أن المقاولين يختلفون عن غيرهم ،وبالتالي ركزت
هته المقاربة على البحث في الخصائص السيكولوجية والسمات الشخصية للمقاولين ،وكذا دوافعهم
ومحفزاتهم وسلوكاتهم ،إضافة إلى أصولهم ومساراتهم االجتماعية ،بحثوا أيضا في السيرة االتية (البيانات
الشخصية) كل ذلك كان في محاولة منهم لوضعه صورة نمطية للمقاول من خالل صفاته وخصائصه،
03
حتى نتمكن من معرفة المقاولين المحتملين ومن منهم يمكن أن ينجح.
45
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وأشار Nicolaou, Shane, Cherkas, Hunkin et al 2008إلى العالقة الكبيرة بين الصفات الوراثية
والسلوك المقاوالتي ،حيث أكدا في دراستهما أن ما نسبته %35إلى %40من التباين في السلوك
المقاوالتي يرجع إلى صفات وراثية وليس إلى بيئة التنشئة.32
Arnold McClelland 1961عالم نفس في جامعة هارفرد ،هو أول من قام بدراسة في مجال المقاوالتية
انطالقا من العلوم السلوكية ،وذلك في عمله الرائد بعنوان ( ،) The Achieving Societyحيث بنى
McClellandعل أعمال Max Weberالذي درس التفاعل ما بين الثقافة والتطور االقتصادي للمجتمع
وتوصل إلى أن تعاليم وقيم المسيحية البروتستانتية كانت السبب في ظهور بعض الصفات والخصائص
في المجتمعات الغربية ،مما سمح بتطور الرأسمالية في تلك المجتمعات ،وأضاف McClellandعلى
أفكار Weberأن القيم والقواعد البرتستانتية السائدة في المجتمع الغربي آنذاك أدت إلى تشجيع الفرد على
االعتماد على الذات ،وهو ما ولد سلوكا مكتسبا هو الحاجة لالنجاز ،the need for achievementوبعد
العديد من الدراسات التجريبية ربط McClellandبين حاجة المجتمع لالنجاز وتطوره االقتصادي ،وقام
بعدها بوضع نظرية الخصائص السيكولوجية للمقاولين ،والتي بين من خاللها عددا من خصائص
المقاول ،والتي تتمثل برايه في :الحاجة لالنجاز ،الثقة الكبيرة بالنفس ،يمتلك مهارات حل المشكالت،
االسستقاللية ،يتحمل المخاطر ،يتحمل المسؤولية.32
نظرية ،McClellandقال أن تطبيقها على أرض الواقع معيب ،وبدوره اشترط في أي Gartner 1989
فرد كي يصبح مقاوال أن ينشئ مؤسسته الخاصة ،مستندا في منطقة على قاعدة أن المقاول ال يعني
بالضرورة المقاوالتية ولكن العكس صحيح ،ودعمت أعمال Gartnerخالل النقاشات التي دارت حول
مصداقية نظرية الخصائص السيكولوجية ،ومن بين االنتقادات قال Carsrud and krueger 1995أن
النظرية اعتمدت على افتراضات مبسطة حول الشخصية والسلوك المقاوالتي ،وأن االرتباط بين السمات
الشخصية وأداء المشروع يصعب تحديده بسبب تدخل عدة متغيرات وسطية في الظاهرة.
Landstronف ـ ـ ــي د ارس ـ ـ ــاته الس ـ ـ ــلوكية للمقاوالتي ـ ـ ــة ب ـ ـ ــين ت ـ ـ ــوجهين أساس ـ ـ ــيين هم ـ ـ ــا: مي ـ ـ ــز 1999
التوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه التحليل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيresearch oriented analyticallyوتوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه التحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل النفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
research oriented psychoanalyticallyحي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ترك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز المنهجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى
الخصـ ـ ـ ـ ـ ــائص والصـ ـ ـ ـ ـ ــفات المقاوالتيـ ـ ـ ـ ـ ــة ،بينمـ ـ ـ ـ ـ ــا المنهجيـ ـ ـ ـ ـ ــة الثانيـ ـ ـ ـ ـ ــة تؤكـ ـ ـ ـ ـ ــد أن السـ ـ ـ ـ ـ ــلوك المقـ ـ ـ ـ ـ ــاوالتي
ناتج عن تراكم خبرات وتجارب سابقة متعلقة بالبيئة المعاشة.
46
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وبناءا على أعمال الباحثين يمكن أن نحدد مجموعة من الخصائص المفتاحية التي يجب أن يتميز بها
30
المقاولون وهي:
وعلى الرغم من الجهود الملحوظة ألولئك الباحثين ،غالبا ما توصلت هته البحوث إلى نتائج متناقضة ،إذ
لحد الساعة لم تستطع هته المقاربة وضع إطار واضح للشخصية المقاوالتية من خالل اعتماد مجموعة
من الصفات المتفق عليها ،وبالتالي العجز عن تحديد المقاولين المستقبليين والتنبؤ بمدى نجاحهم ،كما تم
انتقاد افتراضها أن الخصائص والسمات المقاوالتية هي فطرية وال يمكن اكتسابها عن طريق التدريب،33
ومع ذلك فقد أنتجت هته المقاربة فائدتين مهمتين ،األولى هي مساعدتها للمقاولين من فهم أكثر لذواتهم
وخصائصهم ،والثانية أنها فتحت مجال البحث في الظاهرة المقاوالتية على موضوعات ومستوياتأخرى
تتداخل فيها مجاالت بحث وعلوم مختلفة.
من أبرز االنتقادات التي وجهت لمناهج البحث في المقاوالتية عدم قدرتها على توحيد التعارف الخاصة
بكل من مصطلحي المقاول والمقاوالتي ،ففي محاولة من Gartner 1990لحصر مختلف التعاريف
المتعلقة بالمقاول ،وجد أنها ال تقل عن 32وصفا لهذا المصطلح ،وقام Marris 1998بتحليل أكثر دقة
34
للمنشورات العلمية المتعلقة بالمقاوالتية حيث وجد 55تعريفا مختلفا ،وقبل لك طرح Gartner 1988
سؤاال كبي ار كان لمقاله الشهير( « Whois an enterpreneur ? is the wrong question ?«35من هو
المقاول؟ ،هل هو السؤال الخطأ؟) حيث تساءل عن مدى فعالية المقاربة السلوكية في الوصول لنتائج
ذات قيمة في مجال البحث في المقاوالتية ،وسنة 2332نشر مقاال آخر بعنوان « what are wetalking
( about whenwe talk about Enterpreneurshipعن ماذا نتكلم عندما نتكلم عن المقاوالتية؟) ودعم كل
من Stevenson and Jarillo 1990أعمال .Gartner
47
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وذهب Davidson 2004إلى البحث في الجوانب المشتركة بين مختلف األعمال المهتمة بالمقاوالتية،
متجنبا محاولة تعريف المقاول أو المقاوالتية ،حيث وجد أن النقطة المشتركة بين جميع األعمال في هذا
المجال والتي يمكن تسميتها مركز الثقل في البحوث المقاوالتية هي فكرة الخلق أو االنشاء ،واتفق مع
Brush 2003وآخرون في أن مفهوم الخلق أو اإلنشاء هو من الخصائص األساسية في أغلب األبحاث
التي اهتمت بالموضوع ،31وقد قادت كل هته النقاشات الباحثين المعاصرين إلى النظر للمقاوالتية على
أساس أنها سيرورة ،تحتوي عددا من العمليات المنطوية على مفهوم الخلق أو اإلنشاء.
لكن فكرة الخلق أة اإل نشاء لم تفهم على نفس الوجه من طرف الباحثين ،فهي لم تعني بالضرورة خلق أة
إنشاء مؤسسة أو منظمة بل تعدتها إلى معاني أخرى مثل :خلق القيمة ،خلق سوق جديد أو خلق منتج أو
خدمة جديدة ،ويشير Shane and Venkatarmanأن كل هذه األشكال من الخلق أو اإلنشاء مرتبطة بكل
أشكال المقاوالتية ،واقترح مفهوما أكثر شمولية تنضوي تحته كل األشكال األخرى ،وهو مفهوم خلق
النشاط حيث اعتبر أن خلق مؤسسة مثال هو أحد أشكال خلق النشاط ،وبالتالي فدراسة هذا الموضوع يقع
في نطاق البحث في المقاوالتية ،لكن ال يمكن اعتباره وحده أساس البحث في المقاوالتية ،وطرحا مقولة "
البحث في إنشاء المؤسسات ليس هو المقاوالتية ،لكن البحث في المقاوالتية يشمل البحث في إنشاء
المؤسسات" ،وفي نفس السياق وضحا أن خلق نشاط هو نتيجة لسيرورة تتضمن عددا من العمليات هي:
التعرف ،استكشاف استغالل الفرص المقاوالتية (the existence, Discovery, Exploitation of the
وانطلق Brushوآخرون من أن سيرورة الفرصة وخلق النشاط هما المفهومان االساسيان في مجال البحث
في المقاوالتية ،حيث اقترح تعريفا جامعا للمقاوالتية على أنها سيرورة تسعى لمعرفة واستكشاف (تقييم)
واستغالل الفرص بهدف خلق نشاط معين.
48
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ومما سبق يمكن تعريف المقاوالتية على أنها السيرورة التي تضم عمليات تعريف وتقييم الفرص ،ثم
تطوير خطة المشروع المناسبة ،ومن ثم تحديد الموارد الالزمة لبناء وتسيير المشروع المنبثق ،وقد حدد
33
Baygrave and Hofer 1991خصائص العملية المقاوالتية على النحو التالي:
.4تتمتع بالذاتية إلى حد كبير. .3تحدث على مستوى المؤسسات الفردية في
أغلب األحيان.
49
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
تتمثل الخطوات والمراحل الرئيسية التي تعكس جوهر العملية المقاوالتية كما وردت في دراسة Hisrich
بناء وادارة المؤسسة تحديد الموارد الالزمة وضع خطة للمشروع تعريف وتقييم الفرصة
ومدة خصائص وأبعاد القطاع التعرف على الموارد نمط اإلدارة أصل معرفة
المتوفرة للمقاول السوقي الفرصة
الرئيسية الدخول مدى العجز في الموارد العناصر الفرصة إستراتيجية قيمة إدراك
للنجاح وتوفرها للسوق الخطة التجارية وأهميتها
كيفية الحصول على تحديد المشاكل الحالية المخاطر قيود اإلنتاج حساب
والمحتملة الموارد المطلوبة والعوائد المتوقعة من
الفرصة
وضع نظم للرقابة مالئمة الخطة التسويقية مدى معرفة
للمهارات الفرصة
واألهداف الشخصية
شكل المؤسسة معرفة الوضع التنافسي
لقد أشار مختلف الباحثين والعاملين في حقل المقاوالتية إلى أن مراحل العملية المقاوالتية يجب أن تكون
محددة بدقة وبشكل تسلسلي ومتتابع ،حيث أنه من الصعب فصل المراحل عن بعضها البعض في الحدث
المقاوالتي ،فقد وضع الباحثان 55 Swayne and Tuckerخطوة للعملية المقاوالتية تنطوي على ثالث
مراحل هي :تعريف المشروع ،التخطيط ،التنفيذ ،وقد عرض Gartnerألعمال ثمانية باحثين آخرين ،وعرف
من خاللها ستة تصرفات أو سلوكيات شائعة وتمارس في العملية المقاوالتية وهي :تعريف وتقييم الفرصة،
تجميع الموارد ،إنتاج المنتج ،بناء المنظمة ،االستجابة لمتطلبات المجتمع والتشريعات والقوانين الحكومية
المختلفة فيه ،تسويق المنتجات والخدمات ،أما Stevensonفقد حدد خمس خطوات البتداء المشروع
50
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المقاوالتي وهي :تقييم وتحديد الفرص ،تطوير خطة المشروع ،تقييم الموارد الالزمة ،الحصول على الموارد
الالزمة بكفاءة وادارة المشروع المنبثق.
يعتبر المقاول حجر الزاوية في الظاهرة المقاوالتية بل في الديناميكية االقتصادية ككل ،ذلك أنه هو
المحرك والمنسق بين مختلف عوامل اإلنتاج األخرى ،وبالتالي فإن الفهم السليم للمقاوالتية يجب أن ينطلق
من فهم المقاول والظروف والعوامل المحددة لسلوكاته ،وتحديد أهم الخصائص والصفات التي يتمتع بها
ثم دراسة مختلف النماذج المفسرة للظاهرة المقاوالتية والتي يعتبر المقاول عنص ار مهما في بنائها وهو ما
سنتناوله من خالل هذا المبحث.
إن المقاولة من حيث أنها ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالنشاط االقتصادي ،وترتكز في األساس على
شخص المقاول ،فال بد من أنها تتأثر بمجموعة من العوامل النفسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية
التي تشكل عوامل محددة لهذه الظاهرة ،وكذلك فإن لها هي األخرى تأثيرات على البيئة االجتماعية
والمؤشرات االقتصادية والنمو االقتصادي بصفة عامة ،ويمكن أن نجمل محددات المقاول ودوره
االقتصادي فيما يلي:
لماذا يسعى بعض األفراد إلى خوض المخاطر وانشاء مؤسساتهم بينما ال يفكر آخرون مطلقا في
ذلك؟ لماذا قد ينجح البعض في عالم األعمال بينما يفشل آخرون؟ ،قد يرجع كثيرون أسباب ذلك إلى
مجموعة من العوامل الخارجية كتوفير الفرص أو التمويل مثال ،لكن لو أمعنا النظر في أولئك الذين
توجهوا للمقاولة فسنجد أن بعضا منهم يعيشون نفس الظروف وفي نفس البيئة ،وبالتالي فليست العوامل
الخارجية وحدها هي العنصر الحاسم ،وفي هذا الصدد قام الكثير من علماء النفس بدراسة الظاهرة
المقاوالتية مركزين فيها على المقاول حيث طرحوا عدة أسئلة متعلقة بصفاته والسمات الشخصية التي
يتمتع بها ،وانطلق معظم الباحثين من فرضية أساسية مفادها أن المقاولين يختلفون عن غيرهم ،وبالتالي
ركزت هته المقاربة على البحث في الخصائص السيكولوجية والسمات الشخصية للمقاولين ،وكذا دوافع
سلوكاتهم ،وعلى رأس هؤالء الباحثين عالم النفس األمريكي ،Arnold McClellandواذا أردنا أن نحدد
51
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
العوامل النفسية التي تلعب دو ار مهما في الفعل المقاوالتي ،فغنه يمكن تقسيمها إلى صنفين أساسيين هما:
222
دوافع المقاول والخصائص والسمات الشخصية للمقاولين.
وقد يكون أهم دافع للمقاولة بالنسبة ل Shaperoهو دافع االستقاللية أو أن يكون الفرد رئيس نفسه أو
يدير أمالكه الخاصة ،فاالنجذاب إلى االستقاللية هو من أهم دوافع المقاول ويلعب دور مهم في اتخاذ
قرار المقاولة من عدمه ،بالرغم من أن المقاول عند إنشاء مؤسسته الخاصة لن يحقق االستقاللية التامة
حيث انه سيبقى مرتبطا بالموردين من جهة والزبائن من جهة أخرى وكذلك هناك ارتباط بمختلف
222
المؤسسات األخرى وبالمجتمع ككل
أما بالنسبة لMcClellandفإن اإلنسان لديه ثالث حاجات هي الدوافع األساسية للمقاولة ،والتي هي
الحاجة لالنجاز ،الحاجة لالنتماء ،والحاجة للسلطة.220
ويمكن أن يكون هناك عدد كبير من الدوافع للمقاولة أو إنشاء مؤسسة ،لكن هناك دائما دافع مهيمن
يكون هو األكثر أهمية من الدوافع األخرى ،قد يكون هذا الدافع هو الحصول على األموال أو حب
السلطة أو غيرها من العوامل ،لكن وباإلسقاط على هرم223 maslawلتدرج الحاجات فإن الدافع
للمقاوالتية يكون استجابة للحاجات في قمة الهرم أي الحاجة إلى التقدير من طرف اآلخرين أو الحاجة
لتحقيق الذات والوصول إلى نجاح شخصي واجتماعي.
إن المقاول حسب المقاربة السلوكية هو شخص متميز ويختلف عن اآلخرين ،حيث أنه يمتلك مجموعة
من الصفات التي تمكنه من النجاح أين يخفق اآلخرون،فتتبع وجهات النظر في هذا المجال يقودنا إلى
وجهات نظر مختلفة ال تستطيع أن ترسم صورة متفقا عليها للمقاول ،إذ أن كل باحث وضع قائمة ألهم
الصفات التي يراها ضرورية للمقاول.
فعلى سبيل المثال ال الحصر اعتبر Gardner2335أن الصفات التي يجب أن يتميز بها المقاولون
الناجحون هي :العناد ،الصبر ،القابلية لتحمل المسؤولية ،الرؤية الواضحة ،التركيز ،البراعة ،سعة الحيلة
224
وقوة اإلرادة .
52
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
أما Harnadayفقد وضع قائمة أطول للخصائص التي يجب أن تتوفر في المقاولين الناجحين وهي:
الثقة بالنفس ،المثابرة والعزم ،سعة الحيلة ،القدرة على المخاطر المحسوبة ،اإلبداع ،روح المبادرة،
المرونة ،حب المغامرة ،االستقاللية ،البصيرة النافذة ،الديناميكية والقدرة على القيادة ،متعدد المعارف
225
الخبرات ،القابلية للتعايش مع اآلخرين ،يتفاعل مع النصائح واالنتقادات ،الفطنة والتفاؤل.
أما Nicholson, Fenton-O’Creevy Soane, and William 0225فاقترحوا أن السمات الخمس األساسية
للمقاول هي كما يلي :الوح االنبساطية العالمية ( ،)High Ex-traversionاالنفتاح ( ،)Opennessعدم
225
العصبية ( ،)lowNeuroticismاللطف والقبول ( ،)Agreeablenessاالجتهاد (.)Conscientiousness
نقصد بالعوامل االجتماعية والثقافية تلك العوامل المرتبطة مباشرة باألوساط المختلفة التي يتعامل معها
الفرد والتي يتعلم فيها ويأخذ الكثير من األفكار والقيم التي تؤثر في سلوكاته وبالتالي توجهاته بما فيها
التوجهات المقاوالتية ،وهي الفكرة التي يؤكد عليها مالك بن نبي وهو ما يصطلح عليه بالمعادلة
االجتماعية في كتابه المسلم في عالم االقتصاد ،220وقد تختلف هته العوامل في تأثيراتها حسب
خصوصيات كل مجتمع ،ويمكن أن نجمل هته المتغيرات فيمايلي ( :العائلة ،المدرسة والجامعة ،المجتمع
والثقافة السائدة فيه ،المؤسسات ،الخبرة المهنية أو العمل ،المنطقة الجغرافية...الخ) ،ويرى
Coiranen0222أن نمو وتطور المقاوالتية ينبع من جملة العوامل المتداخلة ويعطي األهمية الكبرى
للعوامل التالية( :العائلة ،المدرسة أو النظام التعليمي ،والبيئة المحيطة).
وبناءا على دراسة Kirkwood 2007من المنصف أن نقول أن اآلباء اللين يمتلكون أعمالهم الخاصة
يلعبون دو ار مهما في قرار أبنائهم أن يصبحوا مقاولين ،223وأشار باحثون آخرون إلى صحة ما يسمى
بظاهرة االستنساخ المقاوالتي ،حيث الحظوا أن نسبة كبيرة من المقاولين نشؤوا في عائالت مقاولة ،وأنه
222
هذا إضافة إلى التربية دائما ما يكون لآلباء دور كبير في التأثير على األبناء ليتخذوا قرار المقاولة
االجتماعية ومجموع القيم المكتسبة من األسرة مثل االستقاللية ،الجدية ،روح المبادرة ،والكثير من
الصفات الشخصية التي تلعب االسرة دو ار كبي ار في ظهورها ،ونشير أيضا إلى األسرة مثلما لها دور
إيجابي فإنه يمكن أن يكون لها دور سلبي كذلك.
53
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وفي دراسة استقصائية قامت بها مؤسسة كوفمانا للمقاوالتية حول خصائص المقاولين العاملين في
القطاعات عالية التكنولوجيا في الواليات المتحدة األمريكية ،حيث شملت العينة 543منشئ مؤسسة،
وكانتاإلجابة على السؤال من أفراد عائلتك أنشئ مؤسسة قبلك كما يوضح الشكل الموالي ،والذي يبين أن
ما يقارب ال%52من المستقصيين لديهم أقارب من المقاولين ،وهم في الغلب اآلباء الذين شكلت نسبتهم
ال %42تقريبا.
نقصد بالعوامل االقتصادية مختلف الموارد من مواد أولية ويد عاملة مؤهلة وذات خبرة وكذلك وسائل
اإلنتاج ومصادر التمويل والحصول على المعلومات المختلفة ،فالعوامل االقتصادية ال تأتي في المقام
األول حيث إذا تورت اإلدارة ووجدت اإلمكانات الشخصية والدوافع القوية ويمكن فعل المستحيل ،لكن هذا
ال يعني أن العوامل االقتصادية غير مؤثرة ،إذ أنها قد تكون عوامل مفتاحية في التوجه نحو المقاولة لدى
األفراد وانشاء مؤسساتهم الخاصة ،حيث أن الوسائل والموارد االقتصادية المتاحة والقدرة على البحث
222
ويمكن أن نجمل أهم العوامل والحصول عليها واستغاللها ،تعتبر ميزة للمشروع والمؤسسة ذاتها
االقتصادية فيمايلي:
-التمويل.
-مدى انفتاح األسواق.
-توفر فرص المقاولة.
-السياسات االقتصادية الحكومية.
ال يمكن عزل الحدث المقاوالتي عن سياق حدوثه ،وهذا السياق يرافقه مجموعة من العوامل ات
العالقة بالحياة الشخصية والعملية للفرد ،حيث تعمل العوامل السياقية على استثارة (استفزاز) مؤثرات
نفسية أو حسية من شأنها أن تساهم في اتخاذ قرار المقاولة أو إنشاء مؤسسة خاصة.
.2الحظ Shapiroأن معظم منشئي المؤسسات في سياق اتخاذهم هذا القرار حدث لهم تغيير ما أو
انتقال من وضع إلى آخر ،أو حادثة معينة في حياتهم الشخصية أو العملية تكسر الروتين
المعتاد ،ويعتبر Shpiroهو أول من أدخل مفهوم االنتقال ( ) Déplacementوتكلم أيضا عن
54
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
عوامل الدفع ( )Pushأي العوامل اإليجابية ،وعوامل السحب ( )pullأي العوامل السلبية ،وتتمثل
العوامل السلبية مثال فصل عن العمل أو فشل مهني ،أو حادثة في الحياة العائلية كالطالق مثال
أو انفصال مكلف ،ويمكن أن يكون عامل إيجابي مثل التعرف بشخص يصبح شريكك مستقبال
في اكتشاف الفرصة وتجسيدها ،حيث أن االنتقال Déplacementهو حدث في حياة الفرد يأتي
ضمن سياق معين يسمح بأن يكون محف از إلطالق الحدث المقاوالتي ،220والنموذج الموالي الذي
وضعه SokolوShapiroيوضح هته الفكرة.
55
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
إن بحثنا في سمات المقاول ينطلق من المقاربة السلوكية التي اعتبرت المقاول فردا متمي از عن
اآلخرين ،إذ أنه يمتلك سمات ومميزات ومهارات تختلف عن غيره مما يؤهله لتحمل مخاطر إنشاء مؤسسة
جديدة ،حيث يرى Yvon Gasseالبروفيسور في جامعة Lavalالكندية أنه فقط واحد من بين كل 22أفراد
يمكن أن تتوفر فيه هته السمات ،أما David McClellandفقد اعتبر فقط واحد من بين 2222يمتلك هته
السمات ، 223وفي الواقع هناك الكثير من الدراسات والباحثين اللذين اهتموا بالموضوع ،إذ سنحاول من
خالل هذا المطلب التطرق ألهم الدراسات في هذا الموضوع.
ثانيا .السمات المقاوالتية ل :1991114Bediبناءا على بيانات مبنية على المالحظة وفي الملتقى الدولي
حول المقاوالتية المقام في بانكوك سنة 2335حدد Bediأربع سمات مشتركة لكل المقاولين هي كالتالي:
-المقاول يمتلك الشجاعة لتخطي الماضي ومواجهة ما هو غير مألوف ،ويثبت هته الروح عن طريق
شق طريقه بنفسه.
-المقاولون لديهم دوافع ومحفزات ذاتية ،ويؤمنون أن قدرتهم ومصيرهم يمكن أن يصنعوه من خالل
جهودهم الخاصة.
-المقاولون لديهم إيمان كبير بأفكارهم الخاصة ،على الرغم من األفكار وحدها غير قادرة على جعلهم
مقاولين.
111
:أجرى Kets de Vriesدراسة سنة 2305 ثالثاKets de Vries .والجوانب المشرقة والمظلمة للمقاول
حول 30مقاوال يعملون في مجاالت مختلفة ،لمحاولة فهم كيف يتعامل المقاولون مع اآلخرين وكيف
56
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
يتعاملون مع النجاح والفشل ،وقد استطاع تحديد عدة سمات مختلفة للمقاولين ،وقسمها إلى قسمين أطلق
عليهما " الجوانب المظلمة " و" الجوانب المشرقة " للمقاولين.
بالنسبة للجوانب المظلمة فقد الحظ السمات التالية :الحاجة للسيطرة والتحكم ،الشعور العام بعدم الثقة،
الحاجة لإلطراء أو التبجيل ،االستخدام المفرط آلليات الدفاع.
أما الجوانب المشرقة فتمثلت فيما يلي :الحس والواقعي المرتفع ،معدل مشاكل شخصية متوسط ،الجمع
بين األفكار اإلبداعية واالعقالنية ،القدرة الكبيرة على الحركة والقيادة ،الطاقة الكبيرة ،الهوس الشخصي.
ويرى Kets de Vriesأن كال من الجوانب المشرقة والمظلمة تساعد على دفع االقتصاد من خالل إنشاء
المؤسسات وخلق مناصب العمل.
رابعا .أنواع الشخصية المقاوالتية ل :Minerحدد Minerسنة 2331أربعة أنواع للشخصية المقاوالتية
الناجحة تتمثل فيما يلي :شخصية منجزة ،رجل مبيعات جيد ،مدير حقيقي ،خبير في توليد األفكار ،وكل
نوع من هته األنواع يتصف بسمات مقاوالتية معينة ،حيث أن المقاول الناجح يتصف على األقل بسمات
إحدى هته الشخصيات المقاوالتية ،وقد نجد بعض المقاولين لديهم سمات ألكثر من نوع واحد من هته
األنواع ،ومفتاح نجاح المقاول بالنسبة ل Minerهو أوال تحديد نقاط القوة في شخصية المقاول ثم بعدها
تحديد الوضعية التي تمكن من استخدام نقاط قوتها في استغالل الفرص المتاحة.
والجدول الموالي يوضح السمات المقاوالية التي يتمتع بها كل نوع من األنواع السابقة الذكر.
57
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
225
دوافع المقاولين تعطي قوة دفع تؤثر على سلوكهم خامسا .نظرية الحاجات الدافعة ل :McClelland
من خالل إثارتها وتغذيتها وتوجيهها نحو تحقيق األهداف ،سنة 2353قام McClellandبتطوير نموج من
ثالث مستويات بسيطة من األنماط لترتيب الدوافع الموجهة للمقاول ،وهي كما يلي:
58
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الوصف الحاجة
التركيز على األهداف ،تطوير األداء ،المهام، .2الحاجة لالنجاز
النتائج المقاسة والمعرفي والمعنوية ،االنضباط
التركيز على الرفقة اإلنسانية ،العالقات ،والتركيز على اآلخرين. .0الحاجة لالنتماء
سادسا :التوجهات الشخصية ل :Utschتم مناقشتها في دراسة من إعداد Utsch, Rouch, freseسنة
2333حيث أن التوجهات الشخصية تلعب دو ار كبي ار في ظهور المقاولين ،التوجهات الشخصية الخمس
التي تم مناقشتها في الدراسة كانت :االستقاللية ،اإلبداع ،روح المبادرة ،التنافسية العالية ،التوجه لالنجاز.
سابعا .القواسم المشتركة لدى األشخاص الناجحين ل :Crissmanقام ببحث حول 12من األشخاص
الناجحين ووجد أن هناك الكثير من األشياء المشتركة بينهم والتي أجملها فيما يلي :يحبون عملهم ،كفاءة
عالية في تخصصاتهم ،االلتزام في أعمالهم واعطاء وقتهم وحياتهم لعملهم ،يشبعون كل احتياجاتهم من
خالل عملهم ،يركز على عمله لدرجة أن ينسى نفسه فيه ،يرى ويستغل بسرعة األفكار الجديدة في عمله.
األشخاص الناجحون غالبا ما يدفعون ثمنا لنجاحهم مثل العدد القليل من األصدقاء ،مناسبات اجتماعية
قليلة ،سفر قليل ،والعزلة عن العائلة.
المخاطرة :قد تكون المخاطرة توجها فرديا نحو أخذ الفرصة في وضعيات اتخاذ القرار ،فالمقاولون يجب
عليهم تحمل معدالت متوسطة من المخاطر سعيا للحصول على تغذية راجعة بخصوص النتائج وتحقيق
األهداف ،وبالتالي يجب أن يكونوا مبدعين ويخططوا للمستقبل.
وفي ضوء ما تقدم يمكن عرض بعض سمات المقاول على النحو التالي:
59
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-المبادرة في عالم األعمال واقتناص للفرص :وينبغي أن يكون قاد ار على الشروع في العمل
واالستفادة من الفرص.
-االستعداد لتحمل المخاطر :في أي عمل هناك عنصر مخاطرة وال توجد ضمانة تامة بأن العمل
ناجح دوما.
-القدرة على التعلم من التجربة :يجوز لصاحب المشروع ارتكاب األخطاء ،ال ينبغي أن يكرر
األخطاء وبالتالي يجب امتالك القدرة على التعلم من التجربة.
-الدافع الذاتي المستمر :الدافع الذاتي هو مفتاح النجاح ،وهذا أمر ضروري للنجاح في كل
مناحي الحياة .وبمجرد البدء يدفعك إلكمال العمل.
-الثقة بالنفس :الثقة الزمة لتحقيق النجاح في الحياة ،وينبغي للمرء أن يمتلك الثقة في النفس
ألنها أساس دال على الشجاعة والحماس والقدرة على القيادة.
-التوجه نحو العمل الجاد :ليس هناك بديل عن العمل الجاد في الحياة ،ألنك في إدارتك ألعمالك
كل يوم تواجه مشكالت متعددة تستوجب العمل الجاد والدائم في ظل اليقظة.
-القدرة على إتخاذ القرار :تكون القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مطلب
أساس في ظل بيئة معقدة متغيراتها كثيرة وتتحرك بسرعة بالغة ،كما أن غياب القدرة على اتخاذ
القرار المناسب في الوقت المناسب تهدر العديد من الفرص وتكبد الخسائر .الرائد لديه هدف
طموح ،وهي القوة التي تدفعه لبناء الشركة.
-الجدة في األفكار :عادة ما يكون الهدف ( )Visionمدعوم بالعديد من األفكار الجديدة والقوية
والمحددة التي ليس لها مثيل في السوق.
-يمتلك المقاول اإلصرار والتصميم (يضع المقاول إستراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس).
-التفكير اإليجابي :فهو دائما يسعى لتحقيق شيء دون النظر للمعوقات.
-تحمل الغموض :يتسم المقاولون بأنهم قادرون على العيش في ظل معلومات أقل عن حياتهم
وعملهم وربما في ظل معلومات تتغير كل يوم بشكل يصعب التأكد منها.
-حب االستقالل في العمل :يتسم المقاولون بنزعة إلى االستقالل والفردية في العمل ،فهم يحبون
أن يسيطروا على مقدرات األمور في أعمالهم ،وال يحبون سيطرة اآلخرين عليهم حتى إن عمل
المقاولون في ظل شراكة اآلخرين لهم ،فهم يعملون ألنفسهم أساسا وللنجاح الفردي أو إلعالء
عملهم وشركتهم.
60
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-اإليمان بالقدرات الذاتية :يتسم المقاولون بأنهم يؤمنون بقدراتهم الذاتية ،وهم واثقون من أنفسهم
وأن قدراتهم ومهاراتهم وشخصياتهم قادرة تماما على تحقيق أحالمهم وتحويلها إلى واقع عملي
حقيقي فهم ال يومنون بالحظ والتواكل وانما يومنون بقدراتهم وعملهم وكفاءتهم.
-الحاجة لالنجاز :هي استعداد ثابت نسبيا في الشخصية يحدد مدى سعي الفرد ومثابرته في سبيل
تحقيق نجاح أو بلوغ هدف ،يترتب عليه درجة معينة من اإلشباع.
-اإلبداع :عرف Shumpeterاإلبداع حيث عرفه بأنه النتيجة الناجمة عن إنشاء طريقة أو أسلوب
جديد في اإلنتاج ،وكذا التغيير في جميع مكونات المنتج أو كيفية تصميمه ،وقد حدد خمس
أشكال لإلبداع هي :إنتاج منتجات جديدة استجابة لطلبات مستقبلية ،الكشف عن طرائق جديدة
في اإلنتاج لم تكن معروفة من قبل تسهم في تخفيض التكاليف ،إيجاد منفذ جديد لتصريف
المنتجات ،اكتشاف مصدر جديد للمواد األولية ،إيجاد تنظيم جديد.
-الميل للمخاطرة :هو نزوع المقاول إلى اتخاذ ق اررات في ظل بيئة تتسم بالاليقين ،وبالتالي فإن
النتائج ال تكون مضمونة.
-الخبرة :هي المعرفة والدراية حول أداء العمل وحل المشكالت واتخاذ الق اررات ،وتعكس تجربته
والمعارف والمهارات المكتسبة على مر السنين.
ظهرت خالل العقود الثالثة الماضية عدة نماذج نظرية تم وضعها لمحاولة تفسير وتوضيح الظاهرة
المقاوالتية على العموم ،وانشاء المؤسسات على الخصوص ،حيث تأخذ هته النماذج شكل مخططات
بيانية أو معادالت رياضية تلخص العمليات والمراحل المكونة للسيرورة المقاوالتية التي تنتهي حسب
2332 Grtnerغالبا بإنشاء المؤسسة.
61
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الموارد والسوق
الشروع التأسيس
أما Paul Reynoldsوفريق Global Entreperneurship Monitor GEM220فيرى أن السيرورة المقاوالتية ال
تنتهي عند إنشاء المؤسسة بل تتعداها إلى فترة قد تصل إلى 40شه ار ،223والشكل الموالي يوضح ذلك:
السيرورة المقاوالتية
وضع HERNANDEZنموذجاستراتيجي يعطي أهمية كبيرة لكل من الفرد وفرصة األعمال ،حيث قسم
السيرورة المقاوالتية إلى أربع مراحل أساسية (االبتدائية ،النضج ،القرار النهائية) ،ويتأثر المقاول في هته
المراحل بأصوله العائلية وخصائصه النفسية وسمات الشخصية والبيئة المحيطة.
.1المرحلة االبتدائية :هي في األساس مرحلة البحث عن الفرصة انطالقا من المراقبة والرصد الدائم
للبيئة الخارجية والتطورات الديموغرافية والتكنولوجية وأساليب الحياة.
.2مرحلة النضج :يجب أن يتحقق فيها التناسق بين منشئ المؤسسة والفرصة المتاحة ،وفي حالة
عدم حدوث ذلك فإنه يكون من الحكمة التخلي عن المشروع.
62
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
.3مرحلة القرار :وفيها يتخذ الفرد قرار إنشاء مؤسسة ويتجلى السلوك المقاوالتي للفرد.
.4المرحلة النهائية :االنتهاء من وضع اللمسات األخيرة لمشروع المؤسسة والبدء في التنفيذ.
البيئةاالقتصادية
الجزئية=المؤسسة
الخصائص
المتوسطة=الشبكة
النفسية
-الكلية
المشروع- االستراتيجية:
االستراتيجة:
التطبيق
الخيار
يرى Bruyatان البيئة والفرد هما العنصران االساسيان في العملية المقاوالتية ،وان أي نموذج بحثي في
المقاوالتية يجب ان يشتمل على العناصر التالية :المؤسسة المنشأة ،المنشئ ،البيئة ،سيرورة العمليات،
حيث وضع مخططا لعمليات انشاء مؤسسة جديدة كما يلي:
63
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
PR E
.1المرحلة :1وفيها يكون الفرد غير مدرك إطالقا لمفهوم اإلنشاء ،وقد يرجع ذلك إلى البيئة والتعليم
والشخصية ،حيث أن إنشاء مؤسسة ليس مدمجا ضمن المخططات المعرفية للفرد.
.2المرحلة :1إدراك مفهوم إنشاء مؤسسة خاصة ،حيث أن الفرد أصبح يمتلك المعلومات األساسية
حول إنشاء مؤسسة ،دون أدنى تفكير في إنشاء مؤسسته الخاصة.
.3المرحلة :2االقتناع بالعمل إلنشاء مؤسسة ،وبداية البحث عن فكرة واضحة لمشروع مستقبلي،
وتخصيص بعض الوقت لذلك.
.4المرحلة :3بدأ االستثمار في الفكرة ومحاولة تقييمها ،وتختلف هته المرحلة عن سابقتها من حيث
االلتزام الحقيقي للفرد والتضحية بوقته وماله في سبيل القيام بدراسة حقيقية للسوق ووضع خطة عمل
واضحة وفي المرحلة يستمر الفرد في عمله إذا كان موظفا أو يستمر بالبحث عن عمل إذا كان بطاال
بالتزامن مع عمله على تطوير فكرة مشروعه.
.5المرحلة :4بدأ التنفيذ ،وانطالق المفاوضات مع العمالء والموردين ،والقيام باإلجراءات القانونية
وطلب وسائل اإلنتاج األساسية...الخ.
64
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
: TR .1التخلي عن المشروع بشكل مؤقت أو دائم ،حيث فضل الفرد ذلك بعد الحصول على المعلومات
وتقييم المشروع ،وقد يكون ذلك ألسباب نفسي أو موضوعية أو أي أسباب أخرى.
اقترح BYGRAVEنموذج يجعل فيه إنشاء المؤسسة جزءا من السيرورة المقاوالتية حيث تتداخل عدة
202
متغيرات كما يلي:
.1عوامل متعلقة بالفرد :وتنقسم إلى مجموعتان حيث أن المجموعة األولى والتي تتكون من ( الحاجة
لالنجاز ،الرقابة الداخلية ،الغموض ،القيم ،التعليم ،الخبرة) تؤثر على افرد في مرحلة اإلبداع أو والدة
الفكرة ،أما المجموعة الثانية والتي تتكون من (المخاطرة ،عدم الرضا الوظيفي ،فقدان العمل التعليم،
العمر ،الجنس ،االلتزام) فتؤثر عند بداية االنطالق.
.2عوامل النمط االجتماعي :حيث أن العالقات الشخصية والزمالء والعائلة ونماذج المقاولين تؤثر في
مرحلة بداية االنطالق والمراحل التي تليها.
.3العوامل البيئية :وتؤثر في كل المراحل انطالقا من والدة الفكرة إلى إطالق المشروع التنفيذ والنمو.
وكما سنالحظ من الشكل الموالي فإن السيرورة المقاوالتية تبدأ بمرحلة اإلبداع عند األفراد انطالقا من
قدرتهم وحاجاتهم لالنجاز ،يساعدهم مستوى تعليمهم وخبراتهم السابقة ،ثم تأتي بداية إطالق الحدث
المقاوالتي حيث يأخذ األفراد المخاطرة ألطالق المشروع ،ثم تأتي مرحلة تنفيذ فكرة المشروع وترجمتها
على أرض الواقع يسهم في ذلك العالقات التي يتمتع بها المقاول مع أطراف مختلفة في المحيط
االجتماعي الذي يعيش فيه مثل الجهات العائلية ،ثم تاتي مرحلة نمو المشروع المقاوالتي من خالل بناء
الهيكل التنظيمي له وتعضيد ثقافته التنظيمية ،وبناء فريق العمل واالستراتيجية المناسبة له ،والقيام برصد
200
وتحليل البيئة الخارجية ألجل استدامة أنشطة المشروع واستم ارريته ونموه وتطوره
65
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المحتوى المقاوالتي لدى األفراد صفات وخصائص النمط االجتماعي نمط المنظمة
الحاجةإلىاإلنجاز األفراد العالقات الشخصية الفريق
التحكمالداخلي أخذالمخاطرة فرقالعمل المقاول االستراتيجية
التعاملمعالحاالت عدمالرضىالوظيفي دعماألباء القائد الهيكلالتنظيمي
الغموض الخوفمنفقدانالعمل دعمالعائلة المدير الثقافة
المخاطرة التعلم نماذجالقدوةالحسنة االلتزام المنتجات
القيمالشخصية العمل الرؤية
مستوىالتعليم الجنس
الخبرة االلتزام
البيئة
المنافسون
البيئة الزبائن
البيئة المنافسون المستثمرون
تأثيرالفرص الموارد الموردين-البنوك
القدوةالحسنة حاضناتاألعمال المحامين-الموارد
االبتكار السياساتالحكومية السياساتالحكومية
يبرز هذا النموذجالمراحل التي تقود لظهور المقاولين ،حيث قسما العوامل المؤثرة في هذا النموذج إلى
203
ثالث مجموعات هي:
.1المسبقات :ANTECEDENTSوتمثل مجموع العوامل الشخصية والمحيطية التي تشجع على ظهور
االستعدادات عند الفرد ،حيث الحظ الباحثان أن الطلبة اللذين لديهم آباء يعملون لحسابهم الخاص لديهم
66
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
.2االستعدادات :PREDISPOSITIONSوهي مجموع الخصائص النفسية التي تظهر عند المقال ،وهي
المحفزات والمواقف ،األهلية والفائدة المرجوة والتي تتفاعل مع الظروف المالئمة لتتحول إلى سلوك.
.3تجسيد اإلمكانات والقدرات المقاوالتية في مشروع ،وهذا يكون تحت تأثير دوافع محركة والتي تشمل
فكلما زادت الدوافع المحركة فهي تشجع األفراد أكثر على خلق مؤسساتهم ،واألفراد الذين يملكون إمكانات
وقدرات مقاوالتية أكبر يحتاجون لدوافع محركة أخف ،أنظر للشكل الموالي:
67
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المسبقات
العائلة
الهوايات
الخبرةالمهنية
البيئة
-القدوات
-البنيةالتحتية
-الموارد
الفصل الثاني:
للمؤسسة
69
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
تمهيد.
ال يكفي ونحن بصدد د ارسة الظاهرة المقاوالتية االكتفاء بالتعاريف العامة لكل من المقاوالتية والمقاول
وسرد صفات المقاول والظروف التي قد تسهم في تكوينه أو اآلثار االقتصادية لنشاطه ،بل يجب أن
نتعدى ذلك للبحث في تلك الجوانب الدقيقة ،التي نستطيع عند تتبعها أن نكتشف كيف تتحول تلك
السمات الشخصية المؤهالت والخبرات المكتسبة لدى الفرد ،ضمن ظروف بيئة معينة وشبكة اجتماعية
مساعدة إلى مشروع مقاوالتي على أرض الواقع.
ويعتبر الكثير من الباحثين على غرار Venkataramanو Shaneأن الفرصة هي محور العملية
المقاوالتية وأن ظهور أي مشروع مقاوالتي مرهون بالفرصة ،وأن األعمال التي يجب أن يركز عليها
المقاول هي التعرف على الفرص أو اكتشافها ثم تقييمها ،وفي األخير استغاللها لتترجم في شكل مشروع
على أرض الواقع ،وهنا وجب أن نطرح عدة تساؤالت بخصوص هذا الموضوع ،حول ماهية الفرص
ومصادرها وطرق اكتشافها وكيفية تطويرها وبناء أفكار واضحة لمشاريع تستطيع استغالل تلك الفرص
استغالال أمثال ،وعند الحديث عن تطور الفرص فإننا نفتح بابا واسعا للنقاش ،إذ أن الفكرة التي يفشل
البعض في تحويلها إلى مشروع مريح قد يصنع منها آخرون ثروة طائلة ،وهذا ما حصل مع كثير من
اإلبداعات واالبتكارات التكنولوجية ،وبالتالي فإن اختيار نموذج األعمال المناسب (والذي هو الترجمة
الفعلية لطريقة استغالل الفرصة وبناء تصور واضح للمشروع والمنتجات والعمالء ومصادر الدخل
والتكاليف) يعتبر النقطة الفارقة بين النجاح والفشل.
وسوف نحاول من خالل هذا الفصل التطرق إلى كل هته المواضيع ،إلى كيفية عمل مخطط األعمال
الخاص بالمشروع ،وتطبيقه العلمي ،ثم اإلشكال التي قد يتخذها المشروع المقاوالتي ،وفي األخير سنتطرق
إلى مؤشرات قياس نجاح المشاريع المقاوالتية الجديدة وخاصة الصغيرة منها.
وقد قسمنا هذا الفصل إلى محورين أساسيين هما على التوالي:
70
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
لقد ركز الكثير من الباحثين على مفهوم الفرصة كحجر الزاوية في النظرية المقاوالتية ،ومن أبرزهم
Venkataramanو Shaneاللذان اعتب ار البحث في المقاوالتية هو " التساؤل عن الفرصة من حيث :كيف
تعمل؟ ومن طرف؟ من وما هو أثرها في خلق السلع والخدمات؟ وكيف يتم اكتشافها وتقييمها واستغاللها؟
"204واضافا أن نتائج هذا التعريف تتضمن معرفة :مصدر الفرصة ،اكتشافها ،تقييمها ،استغاللها ،إضافة
إلى مجموع األفراد اللذين يقومون بهذا العمل والسيرورة المتبعة في ذلك ،وهو ما سنتطرق إليه في هذا
المبحث.
اعتبر Venkataramanو Shaneأن وجود المقاوالتية مرهون بوجود الفرصة ،حيث أن الفرصة
المقاوالتية هي الوضعية التي يستطيع منتج أو مادة أولية أو آلية تنظيمية جديدة أن تتخذ شكال جديدا
يوفر فرصة للربح ،وبشكل واضح ترتبط الفرصة بالربح ،ويجب النظر إليها على أنها نقطة االنطالق في
النقاش حول المقاوالتية.205
ولقد فرق عدد من الكتاب بين الفرصة والفكرة ،فبالنسبة ل Hernandezالفرصة هي أكثر من مجرد
فكرة بسيطة ،فهي تحتاج إلى توفر إمكانية استغاللها من أجل تحقيق الربح ،وهي تمتلك القدرة على
الجذب وامكانية االستمرار ،وأضاف "Fillionإن الفرصة متعلقة بالحاجة ،فهي تطرح في السوق في وقت
محدد وتمنح للمنتج قيمة إضافية بالنسبة للمستهلك ،أما األفكار فهي عبارة عن مصطلح عام ونظري غير
201
ملموس ،بينما الفرصة تمتاز بكونها ملموسة وممكنة التحقيق في أرض الواقع ".
واستعمل بعض الباحثين مصطلح (الفرصة الجيدة) وهي التي تتصف بأنها قابلة للتحقيق وتمثل حالة
مرغوبة في المستقبل ،أما Bygrave 2334فقد أكد أنه ليست كل األفكار فرصا بالضرورة ،وأن الفرصة قد
ال تكون مناسبة للجميع.
205
71
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وبالنسبة آلخرين تعرف الفرصة على أنها تابعة للظروف ،تنشأ بسبب االختالل أو عدم التوازن أو عجز
أو نقص في المعلومات أو التطورات في السوق ،وتعتبر فرصة للمقاولين الذين يمكنهم العمل في مثل
هته الظروف وايجاد الحلول ومعالجة العيوب الموجودة.
أماHillو Gartnerفقد أبر از شكلين للفرصة ،حيث أن كالهما تعتبر الفرصة على أنها أحداث مرجوة تقع
في إطار تفاعالت البيئة ،كما يلي:
ويعرفها Tat Kech 2002وآخرون بأنها وضع مستقبلي مرتبط بشخصية متخذ القرار ،وتكون من وجهة
203
نظره مرغوبا بها وذات جدوى اقتصادية ،أي في حدود إمكاناته وكفاءته.
وقد ربط Mard 2004وكذلك 0223 McMillan and Shapiredبين المعرفة واإلبداع وبين الفرصة ،حيث
اعتبر األفكار الجديدة هي نتاج للمعارف المكتسبة والتي تتحول عن طريق سيرورة معرفية تعتمد على
232
اإلبداع إلى فرص مقاوالتية
وفي الحقيقة هناك الكثير من التعاريف واألفكار حول مفهوم الفرصة وعالقتها بالمقاوالتية ،والجدول
الموالي يلخص أهم تلك الدراسات.
72
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وكخالصة لكل هته التعاريف والمفاهيم يمكن أن نقدم تعريفا عاماللفرصة على أنها" وضع مرغوب
وقابل للتحقيق على أرض الواقع ،ينشأ نتيجة لظروف يصنعها الفرد أو توفرها تفاعالت البيئة الخارجية،
ويتطلب االكتشاف والتقييم ثم االستغالل بشكل يحقق أرباحا مادية".
ومن منطق الفرصة فإن المقاول هو ذلك الشخص الذي يستطيع تمييز الفرص واغتنامها ،بينما ال
يستطيع اآلخرون ذلك ،ويمتلك الخصائص النادرة وغير المتوفرة لدى اآلخرين في المجتمع ،مثل الحاجة
73
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
لالنجاز ،الرقابة على األعمال ،أخذ المخاطرة ،القدرة على العمل في حاالت عدم التأكد ،ورؤية الفرص
التي ال يراها اآلخرون ،ولديه التصورات الواضحة لما يمكن عمله ،ويقوم بجمع وتنظيم المصادر أو
الموارد والتي تجعل هدفه واضحا ،وبما يتناسب مع المشروع الجديد.
وتتميز الفرص المقاوالتية بالتنوع والتعدد ،كما تتميز بصعوبة تكرراها مرة أخرى ،فحينما تذهب الفرصة
وال تستغل ،فإنها ال تأتي مرة أخرى ،وال يجب على المقاول أن يندب حظه ،فستأتي أفكار وفرص أخرى
غيرها ،لكن المهم أن تكون لديه القدرة على اكتشافها.
يمكن أن تتخذ فرص األعمال أشكاال مختلفة حسب اختالف مصادرها ،حيث يمكن أن تكون نتيجة
للعوامل السوقية ،كاكتشاف مواد أولية جديدة ،أو إبداع في أسلوب اإلنتاج أو مختلف العمليات األخرى أو
شكل جديد من العائد السوقي ،أو استغالل مصدر طاقة جديد ،أو في إعادة هيكلة السوق ،كما أنها يمكن
أن تنتج عن التباين في المعلومات أو اإلبداع بمختلف أشكاله ،فهي تكون نتيجة لتغيرات معقدة
والتكنولوجيا والبيئة االقتصادية والسياسية واالجتماعية والديموغرافية ،فهي توجد بسبب توفر ظروف لم
تكن موجودة من قبل.232
الذي ركز على اإلبداع كمصدر أساسي للفرص وفي هذا السياق تأتي أعمالPeter Druker 1985
المقاوالتية ،لكنه ذلك اإلبداع الذي يحدث تغيي ار أو يكون استجابة لتغيير ما ،حيث وضع سبع مصادر
أساسية للفرص اإلبداعية كلها تنطلق من التغيرات ،إذ أن أربع منها مرتبطة بالتغيرات في السوق أو
الصناعة وهي :ا ألحداث غير المتوقعة (نجاح ،فشل ،حدث خارجي ،)...التعارض بين الواقع وبين ما
يجب أن يكون كاالختالل في توازن العرض والطلب مثال ،إبداعات ناتجة عن الحاجة العملية ،التغيرات
في السوق أو الصناعة ،والمصادر الثالث األخرى تأتي من التغيرات خارج السوق أو الصناعة وهي:
التغيرات الديموغرافية ،التغيرات في اإلدراك واألذواق والمزاج ،والمعارف الجديدة (علمية أو غير علمية).
وانطلق Shane and Venkataraman 2003من أعمال Drukerحيث أكد أن الفرص السوقية يمكنأن
تكون ناتجة خلق معلومات جديدة مثل اختراع تكنولوجيا جديدة مثال ،أو استغالل أوجه القصور في
السوق والتي تنتج عن التباين في المعلومات ،بسبب االختالف الزماني والمكاني ،ردودالفعل للتغيرات في
74
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
تكاليف استخدام اليد العملة والموارد المختلفة ،أو التغيرات في البيئة كما يحدث في التغيرات السياسية
230
والتنظيمية والديموغرافية.
ووضع Shane and Eckhardt 2003إطا ار يمكن من خالله تصنيف الفرص المقاوالتية حسب
233
ثالثمجموعات أساسية كالتالي:
.2موضع التغيرات " "locus of changesالتي تولد الفرص :الفرص المقاوالتية تستطيع أن تكون نتاجا
لتغيرات في مختلف أجزاء سلسلة القيمة ،بمعنى أنها يمكن أن تكون نتيجة خلق منتج أو خدمة جديدة أو
اكتشاف سوق جديد ،اكتشاف أو ظهور مادة أولية جديدة أو طريقة إنتاج جديدة أو أسلوب أو سيرورة
إدارية مختلفة ،فكل هته العناصر قد تمثل موضع التغييرات " "locus of changesالتي قد تكون سببا
لظهور فرصة مقاوالتية.
.0مصادر الفرص نفسها :هناك ألربع طرق مهمة لتصنيف الفرص حسب مصدرها ،فهناك الناتجة عن
التغير في المعلومات ،حيث أن هناك فرقا بين تلك الفرص الناتجة عن التباين في المعلومات عند
الفاعلين في السوق وتلك الناتجة عن صدمة خارجية بسبب معلومات جديدة ،وكذا يمكن أن نصنفها
حسب التغير في العرض والطلب ،فبالنسبة للعرض قد تنتج الفرصة عن طريق تغييرات في طريقة اإلنتاج
أو طرق التسيير أو تغييرات في المنتج نفسه ،وبالنسبة للطلب قد تنتج الفرصة عن تفضيالت المستهلكين
وثقافتهم أو تأثيرات الموضة.
.3المبادرون للتغيير اللذين يولون الفرص :وهم الكيانات الغير التجارية مثل الحكومات والجامعات
والمقاولين والمشرعين...الخ ،اللذين لهم تأثير على سيرورة اكتشاف الفرصة وتحديد قيمتها.
عالوة على ذلك أكد Shane and Venkataramanأن اختالف معتقدات األفراد وطريقة تفكيرهم هي من
بين مصادر فرص األعمال ،فبالنسبة للباحثين فإن األفراد لديهم تفسيرات ومفاهيم وتقديرات مختلفة
لألسعار وقيمة الموارد والسلع والخدمات التي قد تباع بسعر أعلى أو أقل من تكلفة إنتاجها ،ومدى
إمكانية نمو األسواق أو استحداث أسواق جديدة ،وبالتالي فإن قدرة الفرد على التنبؤ والتحليل الجيد
234
لظروف السوق وسلوكه المستقبلي هو نقطة مهمة جدا في اكتشاف الفرص وتقييمها.
يقول Holcombeأن المقاوالية هي ظاهرة تنشأ فقط في ظروف السوق ،ومن هنا اقترح تصنيف مصادر
235
الفرص المتاحة في السوق كما يلي:
75
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
. 2عوامل تمثل العناصر التي تخل توازن السوق ،فبالنسبة له عوامل مثل التفضيالت الجديدة للسوق
تتطلب إعادة تخصيص للموارد للتكيف مع هذا السلوك الجديد ،وهذا التغير في السلوك قد يكون نتاجا
للتغيرات في البيئة ،كالفيضانات التي قد تشكل صعوبات للمزارعين مثال ،أو النقص في الموارد الطبيعية
فهي عوامل تخل بتوازن السوق.
.0عوامل تعزز إمكانات اإلنتاج ،وهي عوامل يمكنها أن تخل بتوازن السوق إذا كانت غير متوقعة فمثال
في قطاع البرمجيات التطور في القطاع متوقع ومتوافق مع توازن السوق ،لكن في حالة ما إذا لم يحدث
ما كان متوقعا فإن ذلك يؤدي إلى اختالالت في توازن السوق.
.3نشاطات المقاولين أنفسهم ،وهي من أهم مصادر الفرص السوقية ،للكاتب المقاول بمؤهالته النفسية
والسلوكية وخبرته العلمية هو الذي يزيل اللثام عن فرص لم يالحظها أحد من قبل ،وهو ما يخلق فرص
ربح للمقاولين اآلخرين ،حيث أن الظروف االقتصادية تصنع من خالل هذه العملية فرص مقاوالتية
أخرى.
.4بيئة المقاولين ودور البحث والتطوير فيها ،وهناك أكثر من بيئة يمكن أن توفر فرص الربح للمقاولين،
إذا كان هناك مقاولين متأهبين إليجاد هته الفرص ،وأوضح الكاتب أن البحث والتطوير ليس هو بنفسه
مصد ار للفرص ،لكنه يخلق البيئة أين يمكن للفرص االقتصادية أن توجد ،حيث افترض أن الفرص
المقاوالتية مرتبطة بالمعرفة وأن خلق معرفة جديدة يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف فرص جديدة.
وقد أشار Hillو Scottوآخرون إلى أن الشبكات االجتماعية قد تكون مصد ار مهما للفرص ،فالروابط
العائلية أو المعارف والصداقات بمختلف أنواعها أو العالقات المهنية يمكن أن تشكل إمكانية للوصول
231
إلى معلومات قد تؤدي الكتشاف فرصة مقاوالتية.
ومن وجهة نظر Hernandezفإن مصادر الفرص متعددة ومتناقضة ،فبالنسبة إليه المصدر األكثر
أهمية مرتبط بالخبرة المكتسبة من قبل المقاول ،والمصدر الثاني يمكن أن يكون ظروفا مختلفة اللقاء
بالشريك المستقبلي ،أو استغالل براءة اختراع أو الحصول على رخصة استغالل منتج ما ،والمصدر
الثالث هو البحث المنهجي عن الفرصة.
توجهات البيئة كذلك تعتبر من مصادر الفرص بالنسبة ل ،Fillionفقد قدم مفهوما للتوجهات العامة
والخاصة للبيئة وأورد تفصيالت لمصادر الفرص من خالل قائمة التوجهات البيئية التالية :شيخوخة
76
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المجتمع ،اتجاه األفراد لتحسين لياقتهم البدنية ،ديمومة الحاجة الكبيرة للمعرفة ،زيادة دخل العائلة ،ترابط
االقتصاديات ،ارتفاع اإلنتاجية ،ارتفاع عدد العائالت بأحد الوالدين ،السياحة ،مراكز الملتقيات والمؤتمرات
235
المنتجات القديمة.
Block et MacMillan 1993افترضا أن الفرص يمكن أن تنشأ من داخل المؤسسة نفسها ،في الصناعة
واألسواق التي تعمل فيها ،فبالنسبة لهما الحاجة أم االختراع وأكثر الفرص قابلية للحياة هي تلك التي
230
كانت استجابة لحاجة ما أو حال لمشكل معين ،فالمصادر الثالث للفرص بالنسبة لهما هي:
.2المصادر الداخلية :يمكن أن تتواجد في مختلف نواحي العملية اإلنتاجية ،كالحاجات المختلفة أو نسبة
المنتجات المعينة أو غيرها من نواحي العملية اإلنتاجية التي تتطلب تحسين الجودة وتوريد أحسن
المنتجات والخدمات للزبائن ،أو إبدال مواد أولية محل أخرى.
.0التغيرات في السوق أو الصناعة :هته التغيرات هي مصادر أساسية للفرص الجديدة ،وهي الفرص
األكثر إثما ار واحتماالت نجاحها كبيرة جدا ،هته التغيرات المتعلقة باألفكار واالحتياجات والزبائن ،عمليات
الدمج الصناعية ،مشاكل ارتفاع تكاليف التوزيع ،تضخم األقسام...الخ.
.3التهديدات والفرص التي يمكن أن تشكلها البيئة الخارجية ،فهي يمكن أن تكون مصد ار ممتا از ألفكار
يمكن استغاللها ،كالتغيرات الديموغرافية ،طريقة وأسلوب الحياة ،اللوائح الحكومية ،المشاكل االجتماعية
(الجرائم ،المخدرات ،)...الضرائب ،القوانين ،كل هته العوامل تخلق مشاكل واحتياجات لحلها.
وفي دراسة قام بها Hills et Shrader 2001على مجموعتين مختلفتين من المقاولين بهدف معرفة
المصدر األكثر أهمية لألفكار الجديدة لألعمال ،وكانت أغلبية األجوبة في كال العينتين %32و%35أن
الفرص المقاوالتية مرتبطة بإيجاد حلول للمشاكل ،ومن هنا اقترح الكاتبان أنه يمكن زيادة احتمال نجاح
المقاولين عن طريق تحويل حلول المشاكل إلى أفكار تجارية ،باإلضافة لهذا استنتج الكاتبان أن الفرص
تأتي من التغيرات والزبائن والسوق ،حيث أن %10و %53من أفراد العينتين أكدوا أن أعمالهم استندت
إلى أفكار من السوق ،و %04و %32من أفراد العينتين أفكارهم نتجت عن االستماع الدائم لما يقوله
الزبائن ،وفي النهاية يشير الكاتبان إلى أهمية التغييرات التكنولوجية ،لكن بالنسبة للمقاولين فقد أكدوا
أهميتها لكن بدرجة أقل من التغيرات السوقية.
وانطالقا من أعمال الباحثين الواردة أعاله ،يمكننا أن نلخص أهم مصادر المقاوالتية فيما يلي:
77
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-التغيرات البيئية سواء فيما تعلق ببيئة األعمال أو البيئة االقتصادية أو مختلف البيئات األخرى
سياسية أو اجتماعية أو قانونية...الخ.
-التباين في المعلومات ،والتي قد تكون نتاجا إلبداع أو ابتكار أو معرفة جديدة ،أو بسبب
االختالفات الزمانية والمكانية بين األسواق.
-الحاجات والمشاكل :فهي مادة خام لألفكار ،والفرص المبنية على إيجاد حلول لمشاكل أو سد
حاجات معينة هي أكثر الفرص إثما ار ونجاحا.
-اإلبداع واالبتكار بمختلف أشكاله ،فهو يمكن أن يحدث تغييرات في مختلف البيئات أو تباين في
المعلومات أو إيجاد حلول لمشاكل أو سد حاجات معينة ،وبالتالي يمكن اعتباره من أهم مصادر
الفرص المقاوالتية.
-المقاولون أنفسهم من خالل بحثهم المنهجي على الفرص ،واستغاللهم لقدراتهم وصفاتهم التي
تمكنهم من المخاطرة واإلبداع ،وكذا شبكة عالقاتهم الواسعة التي تمكنهم من رصد البيئة
والوصول للمعلومة واكتشاف التغيرات التي يمكن أن تكون مصد ار للفرص.
إن اكتشاف فرصة مقاوالتية هي خطوة كبيرة إال أنه ال بد للمقاول أن يكون لديه أفكار واضحة
الستثمار هذه الفرصة واستغاللها بفعالية ،233ألنه بالنهاية سيبذل مجهودا كبي ار ويستغرق وقتا طويال في
تجسيدها ،وكما ذكرنا سابقا فإن أهم مصدر لألفكار يمكن أن يكون الزبائن واالستماع الدائم لهم والمعرفة
بحاجاتهم ومشاكلهم ،فالمعرفة الجيدة بالسوق ومتغيراته عامل حاسم في تطوير أفكار مجدية ،كما قد
تسهم الحكومات من خالل هيئات الدعم وقواعد البيانات في توفير المعلومات التي تساعد في تطوير
األفكار ،باإلضافة لهذا فإن مراكز البحث والتطوير من خالل الدراسات التي تقوم بها أو ابتكاراتها في
مختلف المجاالت تعد أحد مصادر األفكار.
وعلى الرغم من تعدد مصادر تطوير األفكار المقاوالتية الجديدة ،فإن جميع طرق تطوير هذه األفكار
يلزمها اختيار الفكرة األفضل ،وهي من األمور البالغة األهمية ،ويمكن للمقاول استخدام عدة طرق في
تطوير واختيار األفكار الجديدة مثل حلقات النقاش والعصف الذهني باإلضافة إلى الطرق المختلفة
المستخدمة في حل المشاكل.
78
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
.2حلقات النقاش :وتتم مناقشة األفكار من خاللها بين عدد من األفراد بكل حرية وانفتاح ،بهدف
الوصول إلى الق اررات التي تتعلق بالمنتجات والخدمات الجديدة ،أو المفاهيم الجديدة من خالل تحليل
النتائج باستخدام األساليب والطرق الكمية وغير الكمية.
.0العصف الذهني :Brainstormingيساعد على تقديم األفكار الجديدة في صورة جماعية ،للوصول
إلى حلول جديدة أو أنماط جديدة من المنتجات أو الخدمات ،ويتم هذا من خالل جلسة مفتوحة يشارك
فيها مجموعة من األفراد في طرح األفكار بكل حرية وتجرد من أجل تطوير أفكار جديدة.
وعندما تنشأ الفكرة من أحد المصادر السابقة أو غيرها فال بد لها أن تمر بمرحلة من التطور والتنقيح قبل
تطبيقها على أرض الواقع ،وتسمى هذه العملية بعملية تصفية وتنقيح الفكرة ( .)RefiningProcess
بالنسبة للعديد من الباحثين إنشاء مؤسسة جديدة هو نتيجة الكتشاف وتطوير الفرص ،فهم يفترضون
أن سيرورة اكتشاف (خلق) وتطوير الفرص متكاملة مع سيرورة إنشاء مؤسسة جديدة ،فإذا نظرنا
للمقاوالتية على أنها إنشاء مؤسسة بشكل نهائي فإن اكتشاف وتطوير الفرصة تتموقع في بداية هذه
السيرورة ،مما يقتضي من المقاولين المحتملين أو المستقبليين اهتماما خاصا بها.
البحث الدقيق عن الفرصة واستشعار احتياجات السوق ،وكذا القدرة على تحديد المصادر المثلى
للموارد ،يمكن أن تقود الكتشاف أو خلق فرصة ،وخلق الفرص يتطلب السلوك الخالق والمبدع للمقاول،
فمن المهم التركيز على تطوير الفرص لتكون قادرة على التحول إلى شكل قابل لتحقيق األرباح عوضا
عن التركيز فقط على اكتشافها أو خلقها ،فإدراك احتياجات السوق المشاكل التي تواجهه وكذا مصادر
الموارد المناسبة ليست كافية وحدها لخلق فرصة مستدامة ،بل يجب تطويرها في إطار النشاطات اليومية
242
للمقاول.
79
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
باإلضافة إلى ما سبق فإن اكتشاف وتطوير الفرص عملية دورية ومتكررة ،حيث على المقاول إجراء
تقييمات دورية في مختلف المراحل ،مما يؤدي إلى تعديالت إضافية أو تغيير في النظرة األصلية
للفرصة.
إن من الضروري اقتراح العوامل الرئيسية التي من المحتمل أن تؤثر على خلق أو اكتشاف وتطوير
الفرصة ،وتحويلها إلى حالة دائمة في شكل مؤسسة (انظر الشكل رقم ،)23وهي كالتالي:
Kirzner ترتكز سيرورة اكتشاف الفرص واستغاللها على ما يسمى باليقظة المقاوالتية ،240ويعتبر
1973أول من استخدم مصطلح اليقظة ( )vigilanceليعبر بها عن إدراك الفرصة ،حيث عرفها على أنها "
القدرة على التعرف على الفرص المهملة من اآلخرين " ،وأضاف Ray et Cardozo 1996أن إدراك
الفرص من قبل المقاولين هي حالة من حاالت اليقظة للمعلوماتية ،وأطلق على هذه الحالة اسم الوعي
المقاوالتية ( ،)entrepreneurial awarnessوعرفه على أنه الميل لمعرفة المعلومات حول المنتج وسلوك
السوق ،والتركيز بشكل خاص على المشاكل التي تواجه المنتجين والمستهلكين ،والحاجات المتجددة
للسوق ،باإلضافة إلى اإلمكانات الجديدة لدمج الموارد ،كما أضاف باحثون أخرون أن السمات الشخصية
والبيئية قد يتفاعالن لخلق ظروف من شأنها تحفيز الوعي المقاوالتي وبالتالي اكتشاف الفرص ،وبالنسبة
للكثير من الباحثين فإن المقاولين أكثر يقظة للفرص الجديدة ويستعملون المعلومات بشكل يختلف عن
243
األخريين (المدراء مثال).
مفهوم اليقظة المقاوالتية لKirznerيتفق مع المنهج المتبع في دراسة الفرصة ،فKirznerيفترض أن
الفرصة توجد في البيئة ،وأن المقاولين انطالقا من يقظتهم للبيئة هم من يستطيع اكتشاف الفرص دون
غيرهم ،فهذا المنهج يفصل بين المقاولين والفرص ،ويفترض وجود مخزون من الفرص في البيئة يتطلب
أفرادا (يقظين مقاوالتيا) ،حيث أن األفراد الغير اليقظين عميان عن روية تلك الفرص.
80
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
بالنسبة ل Shaneوانطالقا من النظرة النمساوية التي تعتبر أن وجود المقاوالتية هو بسبب التباين في
المعلومات المتوفرة لدى الفاعلين االقتصاديين ،فقد افترض أن األفراد يكتشفون الفرص المقاوالتية ألن
معارفهم السابقة تمكنهم من تحديد قيمة المعلومات الجديدة.
وأكد الكاتب أنه مهما كانت طبيعة المقاول فإنه يكتشف الفرص انطالقا من معارفه السابقة ،التي تمكنه
من استيعاب المعلومات المتوفرة ،وأكد عددا من الفرضيات نلخصها كما يلي:
-ليست هناك فرصة مقاوالتية يمكن أن تكون واضحة لكل المقاولين المحتملين ،حيث أنه من
-المعارف السابقة لكل فرد تخلق ما يسمى بمجال المعرفة ( )Knowledge corridorالذي يمكن
من إدراك بعض الفرص فقط وليس الكل ،وهناك ثالث أبعاد رئيسية للمعارف الداخلية المهمة لسيرورة
اكتشاف الفرصة المقاوالتية وهي :المعرفة السابقة للسوق ،المعرفة السابقة لمختلف طرق العمل في
244
السوق ،المعرفة السابقة لمشاكل الزبائن.
Hillsوزمالؤه وجهوا اهتمامهم نحو دراسة أهمية شبكة العالقات في اكتشاف الفرص ،حيث أشاروا إلى
العالقات الضعيفة ( المعارف العرضة وغير الوطيدة) هي " جسور" توصلنا لمصادر المعلومات ،تلك
المصادر التي ال تصل إليها بالضرورة من خالل العالقات القوية ( العائلة ،األصدقاء ،)...وأكد
Granovetterأن احتمال حصولنا على المعلومات المهمة من العالقات الضعيفة أكبر من احتمال
حصولنا عليها من العالقات القوية ،ألنه في الغلب عالقاتنا الضعيفة أكثر من عالقاتنا القوية ،وسمح
اختيار هذه الفرضية ل Hillisوزمالؤه من التأكيد على أن " المقاولين اللذين لهم شبكة عالقات واسعة
245
لدبهم احتمال اكتشاف فرص أكبر من غيرهم ".
واستنتج هؤالء الباحثون أيضا أن نوعية العالقات وحجمها يمكن أن تؤثر كذلك على جوانب أخرى مثل
اليقظة واإلبداع ،وبالتالي يمكن اعتبار شبكة العالقات عامال يخلق عدم التكافؤ في المعلومات حول
241
السوق بين المقاولين المحتملين ،وبالتالي فإنه يؤثر على اكتشاف وتطوير الفرص.
81
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-السمات الشخصية.
يركز الكثير من الكتاب على السمات الشخصية ودورها في نجاح المؤسسات المقاوالتية ،حيث أشار
245
إلى أن االختيارات النفسية توصلت إلى تحديد سمتين رئيسيتين لهما عالقة بتحديد Shaver et Scott
-أوال الحظ الكثير من الباحثين االرتباط بين التفاؤل واالكتشاف المرتفع للفرص ،فالدراسات التي
قام بها Krueger et Brazealو krueger et Dicksonأكدت أن التفاؤل المقاوالتي يرتبط باإليمان بالكفاءة
الذاتية (ثقة بالنفس) ،وعلينا أن نالحظ التفاؤل هنا مرتبط بالقدرة على تحقيق أهداف صعبة ومختلفة
(الكفاءة) وليس مرتبطا بتحمل مخاطر أكبر.
أما Guthوزمالؤه فقد وضحوا أن التفاؤل المقاوالتي هو رؤية داخلية الحتمال نجاح المؤسسة ،ترتكز في
الجانب األكبر منها على تقييم المقاولين إلمكاناتهم ومعارفهم ،مع نزعة واقعية في الحكم على النتائج
المحتملة.
-الخاصية الثانية هي اإلبداع ،وهي التي اعتمدها Schumpetreفي القول أن المقاولين ينجحون
حيث وجد Hilliوزمالؤه أن % 32من عينتهم يعتقدون أن اإلبداع مهم جدا الكتشاف الفرص ،لكن
المقاولين يعتقدون أن األكثر أهمية بالنسبة لهم هو االندماج ضمن شبكة توفر لهم المعلومات حول
السوق ،واستنتجوا أن المقاولين المرتبطين بشبكة معلومات مع الفرص المقاوالتية هم بحاجة اقل الن يكون
240
مبدعين مثل الذين ال تتوفر لهم تلك الشبكة.
والشكل الموالي هو عبارة عن نموذج يبين كيف تتداخل وتتفاعل كل هذه العوامل في اكتشاف وتطوير
الفرصة.
في أغلب األحيان ما يجعل المقاولون ينطلقون هو اإلرادة في الذهاب دائما إلى البعيد ،والرغبة في
الحرية في أداء العمل ،وتأتي في درجة أقل الرغبة في امتالك السلطة ،حيث أن الرغبة في الذهاب إلى
البعيد تمكن من تجاوز الحواجز والمصاعب ،وغالبا ما يكون هذا هو هدف كل من يرغب في إنشاء
82
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
مؤسسة ،فاالستمرار في العمل في هذه الحالة سيتم بكل ثقة دون النظر إلى الصعوبات رغبة في الوصول
إلى األهداف المسطرة بأكبر سرعة ممكنة ،هذا إضافة إلى كون المقاول يفضل أن يبقى ح ار في توجيه
243
وتسطير أهدافه والحكم بذاته ،واختيار إطار عمله ومساعديه.
حسب روبرت بابين " "R.Papinهناك تعدد وتنوع كبير في الجوانب الواجب توفرها لدى المقاول الناجح
فليس باإلمكان إذن اقتراح وصفة تسمح بالقول أنه لدى شخص ما مزايا المقاول الناجح أم ال ،ولكن هناك
حد أدنى من الصفات التي ينبغي توفرها لدى الشخص صاحب الفكرة والتي يمكن حصرها فيمايلي:
)1الطاقة والحركية :فالطاقة والحركية سلوك ضروري ال يمكن االستغناء عنه ،ألن عملية إنشاء مؤسسة
252
تتطلب بذل جهد معتبر ،إضافة إلى تهيئة الوقت الكافي والطاقة الالزمة إلنجاز األعمال.
)2الثقة في النفس :تعمل الثقة في النفس على تنشيط الجوانب اإلدراكية والتصورية للمقاول ،وذلك ما
252
فاألفراد الذين يملكون الثقة بالنفس يشعرون بأنهم يجعله أكثر تفاؤال تجاه المتوقع من أعماله الجديدة.
يمكن أن يقابلوا التحديات ،وعن طريق الثقة بالنفس يستطيع المقاولون أن يجعلوا من أعمالهم أعماال
ناجحة ،إنهم يملكون شعو ار متفوقا واحساسا بأنواع المشاكل المختلفة بدرجات أعلى ،فميزة اإلحساس
باألمان التي يبحث عنها األفراد عادة ال تحد من قدرتهم وحريتهم في السيطرة على األمور ،ويعتبرون
حدوث الخطأ وتحمله جزء من ضريبة األعمال ،ودوافع كبير لإلبداع والتطور واضافة قيم وخدمات جديدة
250
للمجتمع.
)3القدرة على احتواء الوقت :ينبغي على صاحب الفكرة أن يضع في الحسبان أنه سيقوم بتطوير
مجموعة من األنشطة في الحاضر ،والتي سوف لن يكون لها أي أثر إال الحقا ،فال يمكن تصور نجاح
مؤسسة دون التفكير في المستقبل وتحديد الرؤية على المدى المتوسط والطويل.
)4القدرة على حل مختلف المشاكل :فقد تواجه المقاول عقبات عديدة عند قيامه بإنشاء مؤسسته ،وهذا
ما يفرض عليه محاولة حلها ،واللجوء في بعض األحيان إلى أطراف أخرى ،ومع هذا فال يجب نقل كل
المشاكل إلى استشاري ما ،ألنه ما قد يشكل له مشكلة ال يكون كذلك بالنسبة إلى استشاري أو مساعد ما.
)5تقبل الفشل :يشكل الفشل جزءا من النجاح ،وبالنسبة للمقاول الفشل والخطأ والحلم هي مصادر
الستغالل فرص جديدة ،وبالتالي تحقيق نجاحات مستقبلية.
83
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
)1قياس المخاطر :ينبغي أن يكون المقاول قد قدر المخاطر التي ستواجهه في المستقبل سواء كانت
على المدى المتوسط أو الطويل ،فال يجب أن يعتمد على الحظ الذي ناد ار ما يتكرر ،فالنجاح يأتي نتيجة
لجهود طويلة وعمل دائم وتقييم مستمر للنشاط.
)1االبتكار واإلبداع :من أجل أن تستمر المؤسسة يجب أن تتطور من ناحية منتوجاتها وهياكلها
ومخططها االجتماعي ،لهذا تنشأ ضرورة لالنفتاح على االبتكار والتطور ،وهذا ما يتطلب قدرة على
التحليل واستعداد لالستماع وتوفير الطاقة الالزمة لالستجابة للتوجهات الجديدة التي ستكون مفاتيح تطوير
المؤسسة.
)8القدرة على تقلد منصب القائد :يقود التطور اإليجابي لنشاط المؤسسة إلى هيكل معقد شيئا فشيئا،
وهذا ما يتطلب وجود قائد إداري يمكنه تسيير منظمته ،ويتمتع بالقدرة على إنعاش النشاط والتعامل مع
الصراعات وتكييف الهياكل.
تلك هي أهم الصفات التي يفترض تواجدها لدى المقاول الناجح ،والذي ال بد له من فكرة يستطيع
من خاللها تحديد مجال نشاط مشروعه.
-المقاول العملي.
-المقاول المتطور.
وهنا سنقوم بعرض أكثر األنماط تداوال في األدبيات المقاولية ،مركزين على صفاتهم ومالمحهم.
أ) أنماط المقاولين تبعا لظروف اإلنشاء :التقليديون ،الحرفيون ،والمنتهزون للفرص
Normaneخالل سنوات 1981على مجتمع يضم منشئي SMITH بعد دراسة قام بها نورمان سميث
المؤسسات في قطاع نشاط معين في الواليات المتحدة األمريكية ،اقترح ترتيب مشهور ليفرق بين المقاول
84
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الحرفي والمقاول المنتهز للفرص .فحسب رأيه يقوم المقاول الحرفي بإنشاء مؤسسة دون أن تكون له خبرة
كبيرة في مجاالت عديدة وباألخص مجال التسيير ،فهو لديه مهارات تقنية أكثر ،ويركز على نشاطات
ذات تجديد ضعيف .أما المقاول المنتهز للفرص فيكون سنه أكبر وذو خبرة كبيرة خاصة في مجال
التسيير (بإمكانه أن يكون إطار أو مهندس) ،أما نمو ونضج مشروعه فيعود الستغالله لفرصة تجديد
( لذلك أعتبر منتهز للفرص) باالعتماد على استثمار أمواله الشخصية ودعم متين من أطراف أخرى.
يمتد هذا التصنيف من سابقه ،حيث يعطي اهتمام بالغ ألسلوب إدارة األعمال .إذ يهتم التقنيون في
المستوى األول بظروف تصنيع المنتوج ،وفي هذا اإلطار يسعون لتثمين مهاراتهم المهنية وحرفتهم ،لذلك
نجدهم يقتربون من نمط المقاول الحرفي عند سميث .أما بالنسبة للمدراء وكنتيجة لطبيعة تكوينهم (امتالك
لشهادات في مجال التسيير) و /أو خبرتهم المهنية ،نجدهم يركزون على طرق وأشكال تسيير لموارد ،كما
يتميزون باليقظة في مجال تدنية التكاليف ،واالقتصاد في الموارد ،واالستثمار خارج اإلنتاج (مثال نظام
المعلومات).
والمالحظ أن هذا التصنيف لم يعط اهتماما كبي ار للمقاول ،ويركز على المنظم (وبالتالي يمكن ربطه
بالتصنيف األول مثلما فعله بعض االقتصاديون) ،كما يمكن مالحظة تواجد نمط آخر من المقاولين وهم
التجار الذين يولون اهتماما أكبر بالمسائل المرتبطة بالسوق والتوزيع ،أما المسائل اإلدارية فتأتي في
مستوى أقل.
يعتبر هذا النمط أن المقاول هو مجدد بحث ،إذ يبحث الفرد هنا عن التجديد الدائم (في المنتوج،
إجراء اإلن تاج ،)...رغم عدم تأكده التام من قدرته على تجسيده على أرض الواقع ،لذا يقوم بتنظيمها أوال
ثم يطرحها على مستوى السوق ،بشكل يمكنه من خلق مؤسسة .ويتالءم هذا النمط من المقاول مع
النشاطات ذات التكنولوجيا العالية (البيوتكنولوجيا مثال) ،والتي تكون فيها إمكانيات االستثمار والتصنيع
85
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
والتسويق تتجاوز القدرات الفردية ،فغالبا ما تشتري هذه األفكار والمشاريع من قبل المجمعات الصناعية
الكبرى التي ترغب في خلق فرع جديد.
المقاول المجدد
يمتلك هذا النمط من المقاولين ميل كبير للسيرورة المقاولية ،حيث يبحث عن التجديد بشكل نظامي
يق وم باستغالله هو بنفسه واالستثمار فيه وتحويله إلى مؤسسة ،ويمتلك هذا الفرد درجة عالية من اليقظة
للتكنولوجيا والمنافسة ،وهذا ما يفترض امتالكه ميزانية عالية تجند في البحث والتطوير ،التي تضمن تنمية
عملية التجديد.
هو المقاول الذي يتابع التجديد الذي يظهر على مستوى السوق بطريقة نظامية واستباقية دائمة ،وهو
النمط السائد لدى اليابانيين والمؤسسات اليابانية .وفي هذا اإلطار يقوم المجددون بفتح المجاالت ألنشطة
جديدة ومنتوجات مختلفة ،أما المتتبعون فيقومون بإدخال تحسينات على مستوى التجديد ،الذي قد يمس
253
التسيير وتخفيض التكلفة ،وتعتبر هذه االستراتيجية أصعب من التجديد في ذاته ،وذات تكلفة أكبر.
يتبنى هذا النمط من المقاولين استراتيجية تنمية ناتجة عن رد فعل ،حيث يتكيف مع الوقائع التي
تحدث ،ويبدي لها ردود أفعال تتالءم واألفعال التي تحدث .وقد يحمل هذا الموقف االنتهازي خط ار يرتبط
بالتزعزعات التي يمكن أن تط أر على القطاع ،وضعف درجة استجابة الزبائن للتجديد نتيجة لوفائهم
لمنتجاتهم أو مؤسساتهم المفضلة.
أقترح هذا التصنيف من طرف جوليان وماركزنيJulien et Marchesneyانطالقا من مبدأ تواجد ثالث
254
مبتغيات سوسيو اقتصاديةللمقاولية وهي:
• استم اررية المؤسسة ( :)Pérennitéأي أمل استمرار المؤسسة عبر الزمن حتى لو أضطر المقاول لبيعها
ألفراد آخرين أو ألحد أفراد العائلة أو لمؤسسات أخرى.
• االستقاللية ( :)L’indépendanceيملك المقاول مستوى عالي من األنا ،ويرغب دائما في الحصول على
االستقاللية فيما يخص امتالك رأس المال و /أو مستقبل فيما يخص اتخاذ القرار.
86
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
ومن خالل هذه العناصر الثالثة قام الباحثين باستخالص نمطين هامين من المقاولين ،وهما:
يبحث المقاول في ظل هذا النمط عن تكديس الثروة قبل كل شيء ،قد تكون في شكل ممتلكات ذات
قيم استعمالية .يعطي األولوية الستم اررية المؤسسة ،ويطمح للحفاظ على استقاللية ذمته المالية ،فيرفض
إدخال شركاء أو مقرضين خارجين ،ما قد يجعل هدف نمو المؤسسة يتنافى مع فكرة االستقاللية المالية.
وينشر هذا النمط بشكل كبير على مستوى المؤسسات العائلية ،التي يرغب المقاول فيها بتوسيع استثمارات
عائلية ،ويظهر بشكل في استثمارات البناء والزراعة .كما أن الفرد في هذا النمط ال يثق في إخراج
األنشطة االستثمارية المعنوية (التكوين ،التجديد ،البيع.)...
انطالقا من منطق تكديس الثروة يمكن اقتراح منطق آخر أال وهو منطق رأس المال ،ويتعلق هذا
االمر باألنشطة الخدماتية خاصة ،والتي قد تظهر قدرة عالية على النمو وبالتالي ستكون ذات مردودية
عالية ،لكن وفي حالة ما تم التخلي عن هذه المؤسسة فستكون قيمة التخلي عنها شبه معدومة.
والمقاول ضمن هذا النمط يبحثون عن األنشطة ذات النمو القوي ( ،)Croissanceفال يولون اهتماما كبي ار
بالقيمة المادية للمؤسسة ،ويتجهون نحو المشاريع المخطرة (في حين أن مقاولو نموذج PICيحاولون تفادي
الخطر) ،وهم في بحث دائم عن االستقاللية في اتخاذ القرار ( ) Autonomieدون االهتمام بمسألة
االستقاللية في رأس المال ،األمر الذي قد يجعله يلجأ للبحث عن أموال خارجية ،والتي قد تؤدي إلى
استقاللية فروع المؤسسة ،مع بقائه سيد للمؤسسة ،في حين ال يأبه كثي ار الستم اررية ()Pérennité
مؤسسته ،فيمكن تغيير النشاط بسهولة ما عدا في بعض الحاالت االستثنائية ،ويطلق على هذا النوع من
المقاولين ( .)CAPفالمقاول من نوع ( )CAPيتموقع ضمن أنشطة متزعزعة ،ومتطورة وفي توسع وله ميل
إلخراج البعض من وظائفها ،ويعطي األولوية لالستثمارات المعنوية مثل البحث والتطوير ،واإلشهار
واالتصال وتكوين األفراد ،ويفضل الهياكل المرنة والقادرة على التكيف مع المحيط.
87
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
بعد توضيح الفرق بين المقاولية وانشاء المؤسسات وكذا تعريف المقاول وتحديد دوافعه وأنماطه ،يمكن
تحديد مراحل سيرورة إنشاء المؤسسة من خالل ما يعرف بدورة حياة المشروع ،والتي تبدأ بفكرة أولية عن
255
المشروع مرو ار إلى إعداده وتقييمه وتنفيذه ،ثم التقييم الالحق.
عموما هناك ثالث خطوات أساسية للبحث عن الفكرة ،والتي تتمثل في:
)1مالحظة الحياة اليومية :في هذه الخطوة يستعمل المقاول كل المعلومات المتواجدة ،وال يتغاض عن
أي منها ،كما ال يقتصر بحثه على اإلحصائيات فقط ألنها ال تعكس إال جزءا قليال من الحقيقة ،لذا يجب
االهتمام بالظروف المالية للحياة وكل التصرفات التي يبديها األفراد يوميا من خالل محاولة االستعالم
250
بعناية عن كل األشياء التي تحيط بهم.
)2نقد المنافسة :إن طرح نشاط منافس لما هو متواجد في السوق يستوجب أن تكون هناك فكرة واضحة
عن نقاط القوة والضعف لمنتجات المنافسين وأيضا لطريقة صنعها ،فبمجرد ما أن يبدأ المقاول بالتفكير
االنتقادي ،سوف يكتشف أفكار جديدة ،إضافة إلى اكتشاف العديد من الصعوبات التي قد تواجهه.
88
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
)3البحث عن الحلول والبدائل :األهم هنا هو تجاوز المساحة السابقة ،وأخذ عملية النقد بجدية للحلول
والبدائل المتواجدة ،واجراء المفاضلة بينها ،وبالتالي إيجاد الفكرة المالئمة.
عادة ما يستعمل المقاول المعارف التي اكتسبها في مرحلة الدراسة أو خالل عمله داخل مؤسسة،
األمر الذي يساعده على اكتساب مهارة تقنية ومعرفة جيدة للسوق والتسيير والتي تمكنه من اكتشاف فكرة
لالنطالق في مشروعه ،وتوجد العديد من األفكار الممكنة التجسيد ،والتي يتم استقاؤها من المستهلكين
وشبكات التوزيع وعملية البحث وعملية البحث والتطور ،ويمكننا تفصيل ذلك كمايلي:
)1المستهلكين :بدأ اهتمام المقاولون يتجه إلى الذي ينبغي أن يكونون النقطة المحورية لفكرة المنتوج أو
الخدمة الجديدة الممثلة بالمستهلك .إذ يمكنهم متابعة األفكار المالحظة بصفة غير رسمية أو بصفةأكثر
رسمية ،من خالل وضع إمكانات للمستهلكين تسمح لهم بإبداء آرائهم.
)2المؤسسات المتواجدة على مستوى السوق :ينبغي أيضا على المقاولين أن يضعوا منهجية أكثر
تنظيما لمراقبة وتقييم المنتجات والخدمات المعروضة من طرف مؤسسات أخرى سواء كانت حديثة أو
قديمة ،وتسمح هذه الدراسة بمحاولة تحسين العرض المتواجد على مستوى السوق ،والخروج بإنشاء
مؤسسة جديدة.
)3شبكات التوزيع:يعتبر األفراد الذين يعملون على مستوى شبكات التوزيع مصدر ممتاز للحصول على
أفكار جديدة ،نظ ار لقربهم من السوق فغالبا ما يمتلكون اقتراحات تتعلق بمنتجات جيدة ،ويمكنهم أيضا
فيما بعد تسويق األفكار الجديدة.
)4اإلدارة :يمكن لإلدارة أن تساعد على إيجاد واستغالل األفكار الجديدة تحت شكلين .األول هو ملفات
التصريح اإلداري -إدارة براءات االختراع -التي تحوي العديد من اإلمكانيات للمنتجات الجديدة.
وحتى وان كانت براءات االختراع في حد ذاتها ال تحمل بالضرورة منتوجات جديدة للتجسيد ،فيمكن من
خاللها استخراج أفكار جديدة لمنتجات أكثر قابلة للتجسيد .أما بالنسبة لالتجاه الثاني ،فيتمثل في
المنتجات الجديدة التي يمكن أن تأتي من القوانين العمومية.
89
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
مثل القانون األمريكي للصحة وقانون العمل الخاص بمنع الظروف الخطرة للصناعة ،األمر الذي أجبر المؤسسات على
تخصيص حقيبة إستعجاالت أولية ،وهذه الحقائب ينبغي أن تحوي معدات مختلفة ترتبط بنوع النشاط الممارس ،ونتيجة
لهذا القانون كانت هناك مؤسسات متواجدة من قبل أو أنشئت حديثا توجهت إلنتاج وبيع كل أنواع حقائب االستعجاالت
األولية ومن بينها شركة جديدة أنشأت في هذا المجال وهي ،R&H Safety Salesوالتي عرفت نجاحا كبير في هذا
اإلطار.
)5البحث والتطوير :تعتبر خدمات البحث والتطوير للمقاول من أهم المصادر لألفكار الجديدة ،وهي
تتعلق بأمر جديد يرتبط بعمله الحالي ،أو بمخبر فرد هاوي في مستودع ما ،ومن الطبيعي أنه غالبا ما
تكون خدمة البحث والتطوير األكثر رسمية من أجل إنتاج أفكار جديدة لمنتجات جديدة.
)1استرجاع نشاط مؤسسة قديمة أو محل قديم :تتطلب عملية شراء محل تجاري قائم أو شراءمؤسسة
قديمة ،الحصول على معلومات أولية دقيقة جدا وكاملة حول الوضعية الحقيقية ألصول وخصوم أعمالها،
وحصول صاحب المشروع على هذا النوع من المؤسسات قد يحقق له نتائج جد إيجابية ألن إشعاعها
253
سوف ينعكس على المؤسسة الجديدة.
)2نظام منح حق االمتياز التجاري :هو عقد يمنح فيه المالك لمنتوج أو خدمة الحق في تشغيل وادارة
منتوجه أو خدمته مقابل دفع مبلغ من المال الستغالل حق االمتياز التجاري في شكل مئوية من إجمالي
المبيعات ،وهذا ما يتيح له فرصة استخدام عالمة تجارية معروفة ،ونظام عمل تم تجربته والتأكد من
212
فعاليته.
ال توجد أفكا ار صحيحة وأخرى خاطئة ،ولكن ما هو خطأ هو عدم اهتمام المقاول بأهمية أراء
اآلخرين ،فالتخطيط الفردي يظهر له بأنه الطريقة األكثر مالءمة لتجسيد فكرته أو منتوجه ،ولكن
األصوب هو اكتساب قدرة على إقناع اآلخرين وليس البحث عن سبب فقط من أجل إنشاء مؤسسة.
وغالبا ما تضع عملية إيجاد أفكار العديد من المشاكل ،فمن أجل تقييم األفكار الجديدة ،يستعين المقاول
بعدة طرق .ومن بين أكثرها استعماال ،نذكر مجموعات التقارب ،والعصف الذهني والتحليل من طرف
212
مجردي المشاكل.
90
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
إن مقابالت مجموعة التقارب تم استعمالها في العديد من المجاالت منذ سنة ،1951وهذه الطريقة
تعبر عن جمع فريق يعمل تحت قيادة معدل ( )Modérateurمن خالل إجراء مناقشة مفتوحة ومعمقة ،أي
ببساطة طرح أسئلة من أجل استقطاب اإلجابة من طرف الحاضرون ،والشخص المعدل يركز نقاش
الفريق في مجال المنتوج الجديد ،وقد يكون ذلك بصفة مباشرة أم ال.
إضافة إلى ذلك فإنه إلنشاء أفكار جديدة ،تعتبر مجموعة التقارب طريقة ممتازة للفرز األولي لألفكار
والمفاهيم وتوجد العديد من اإلجراءات لتحليل وتقديم النتائج بطريقة أكثر كمية ،وبفضل هذه التقنية،
أصبحت مجموعات التقارب الطريقة األكثر استعماال لتسيير األفكار الجديدة للمنتجات.
إن طريقة العصف الذهني مؤسسة على أن إبداع األفراد يمكن أن يحفز من طرف لقاءات مع
مشاركين آخرين ذوي تجارب في شكل مجموعات منظمة .فالمقاول يمكنه أن يجمع فريق من األفراد من
أجل مناقشة وخلق أفكار جديدة ،واألكيد أنه هناك العديد من األفكار التي تطرح والتي تكون غير معقولة
وليست محتملة التجسيد ،لكنه قد تكون هناك على األقل فكرة أو فكرتين قابلة للتجسيد ،وعادة ما ينتج ذلك
عندما يكون العصف الذهني مرك از على مجال محدد ،واذا ما استعملنا هذه الطريقة ينبغي أن نتبع أربع
قواعد رئيسية هي:
. 3من األفضل أن يكون هناك كم كبير من األفكار ،ألنه كلما تحقق ذلك كلما زاد الحظ في إنشاء
أفكار قابلة للتجسيد؛
.4من المستحسن تنظيم وتحسين األفكار ،حيث أن أفكار اآلخرين يمكن أن تولد فكرة جديدة
وجيدة.
إذن فالعصف الذهني يجب أن يكون عفويا وغير موجه بطريقة عمل مقيدة ،فال ينبغي أن يشارك أي
خبري في أي مجال من مجاالت التفكير.
91
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
يعتبر التحليل من طرف مجردي المشاكل أحد الطرق التي تمكن من إنشاء أفكار جديدة ،ويتعلق األمر
باستدعاء أفراد بطريقة مماثلة لطريقة مجموعات التقارب .في حين أنه ينبغي مناقشة األفكار من قبل
المجموعة ذاتها ،فالمستهلكون هم من يتلقون قائمة تضم مختلف المشاكل التي تمس صنف معين من
المن تجات ،ونطلب منهم اإلشارة إلى منتجات الصنف المحدد حسب نوع المشكل الخاص ،والذي يتم
مناقشته فيما بعد ،وتكون هذه الطريقة جد فعالة في حدود أن نتمكن من الجمع بين منتجات معروفة
ومشاكل محددة ،ثم استحداث فكرة جيدة لمنتوج معين ،أو خلق فكرة جديدة تماما لمنتوج جديد تماما ،وهذه
الطريقة هي أيضا ممتازة الختيار فكرة منتوج جيد.
كما ينبغي تحليل النتائج المتعلقة بالجرد وتقييمها بحذر على أساس أن تعكس فيه بصدق فرصة
اقتصادية جديدة.
فمثال شركة General foodsأطلقت منتوج في شكل علب صغيرة ،Céréales compacteوذلك ألن العلب
القديمة كانت ال تثبت على الرفوف ،وهذا ما يؤثر سلبا على سلوك المستهلك.
إذن من أجل الحصول على أحسن النتائج ،ينبغي أن يقدم تحليل جرد المشاكل استقطاب ألفكار جديدة لمنتجات جديدة،
مع القيام بالموازاة بدراسة معقمة لتأثيرها على المستهلكين.
ال توجد أفكا ار صحيحة وأخرى خاطئة ،لكن ما هو خطأ هو عدم اهتمام المقاول بأهمية أراء اآلخرين،
فالتخطيط الفردي يظهر له بأنه الطريقة األكثر مالءمة لتجسيد فكرته أو منتوجه ،ولكن األصوب هو
210
اكتساب قدرة على إقناع اآلخرين وليس البحث عن سبب فقط من أجل إنشاء مؤسسة.
وايجاد فكرة جيدة ال يعني انتهاء مهام المقاول بل ينبغي عليه أن يتأكد من جودتها من خالل دراسة
السوق.
إن إيجاد فكرة جيدة ال يعني انتهاء مهام المقاول بل ينبغي عليه أن يتأكد من جودتها من خالل دراسة
السوق.
92
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-في المعنى الكمي ،يشير إلى مجموعة من المعطيات العددية حول أهمية وهيكلة وتطور
مبيعات منتوج ما ،أي الزوج سوق /منتوج.
-في المعنى « سوق /نظام » نتكلم عن السوق كمجموعة من المشترين والمستهلكين وكل
المجتمع الذي من شأنه التأثير على مبيعات المنتوج.
-في المعنى االستراتيجي ،نقول « سوق تابع لمنتوج أو عالمة ما » هو الفضاء التنافسي الذي
تتموقع فيه المؤسسة ،أما « السوق المستهدف » فيشير إلى عدد وطبيعة الزبائن الذين نهتم
بهم.
أما دراسة السوق فهي وسيلة لجمع المعلومات التي تستخدم كأساس في تحديد الخطة التسويقية وتتضمن
214
مما يؤدي في األخير إلى التمكن من تحديد هذه األخيرة عملية جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها
215
العناصر التالية:
-تحليل المحيط الكلي للمؤسسة الذي يشمل المحيط االقتصادي والقانون والتكنولوجي.
-وصف السوق من خالل تحديد حجمها وتقسيمها بين مختلف فئات المستهلكين وبين مختلف
العالمات المتواجدة ،وأيضا تطور هذه العناصر.
-التنبؤ بالطلب الكلي ،وتحديد قدرات الطلب والمبيعات المحتملة لمنتوج المؤسسة.
-دراسة المستهلكين من خالل تعريفهم ،والتعرف على دوافعهم ومواقفهم ،وسلوكهم وبصفة عامة
سيرورتهم في الشراء.
-دراسة التوزيع من خالل القنوات المستعملة وتطورها ،ومواقف وسلوكيات المستهلكين حسب هذه
القنوات ،وتحديد استراتيجيات التوزيع.
-دراسة المنافسين ،ويتم ذلك من خالل التعريف بهم وتحليل استراتيجياتهم وأيضا تحليل عرضهم
ونتائجهم.
-القوانين والتشريعات ذات العالقة بنوع العمل الذي يمارسه المشروع.
93
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-طبيعة البيئة التي يعمل فيها المشروع من حيث المناخ السياسي واالقتصادي ،الموردين العمالة،
األجور الدخل القومي واتجاهات تطوره في المستقبل ،التضخم ،االنكماش ،تقلبات األسعار،
211
مصادر التمويل...إلخ.
وهذا ما يمكن في األخير من تحديد المزيج التسويقي األمثل والذي يشمل العناصر األربعة التالية:
)1المنتوج :يقوم صاحب المشروع بالبحث عن المنتوج الجيد الذي يلبي احتياجات المستهلك من حيث
تصميمه وشكله وتعبئته ومواصفاته.
)2السعر) يقوم المقاول هنا بالمقارنة بين أسعار ذات المنتوج الخاص به أخذا بعين االعتبار أهم العوامل
المؤثرة على تسعير المنتوج والمتمثلة في:
)3الترويج :ويسمى أيضا هذا العامل باالتصال ألن تقنياته لها هدف مشترك يتمثل في االتصال مع
مختلف المشترين المحتملين والعمل على جذبهم ،عن طريق اإلعالن أو البيع الشخصي أو وسائل
الدعاية (صحف ،ومجالت...وغيرها) ،أما بالنسبة لصاحب المشروع الصغير ينبغي عليه أن يعتمد في
215
البداية على وسائل ترويج بسيطة مثل البطاقات ،والخدمات المجانية.
)4التوزيع :يقصد به تلك الطرق التي تمكن من وصول المنتوج إلى المستهلك من خالل قنوات التوزيع.
تنقسم المعلومات التسويقية من حيث األهمية إلى معلومات ثانوية وأخرى أولية.
)1المعلومات الثانوية :وهي عبارة عن بيانات سبق جمعها وتحليلها وتفسيرها ونشرها عن طريق اآلخرين
ألغراض أخرى متنوعة قد تختلف عن غرض الدراسة الحالية ،210ويتم البحث المستندي وفقا للمراحل
التالية:
.0تحديد الجهات التي سوف يتم جمع المعلومات منها والتي يمكن حصرها في:
94
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-الهيئات الحكومية :مثل الهيئات الوطنية لإلحصاء والدراسات االقتصادية والبنوك ومراكز دراسة العوائد
والتكاليف ،ومراكز السجل التجاري...وغيرها ،والتي ما تعطي معلومات موثوق منها مقابل دفع مالي
213
مقبول نوعا ما.
-المنافسين :من خالل الوثائق التجارية (مجلة المؤسسة ،لوحات تقديم المنتوج.)...
.3تحليل المعلومات المحصل عليها والبحث عن األهم منها ووضعها في شكل وثيقة (تقارير) لتسهيل
عملية اتخاذ الق اررات ،ثم وضعها في التقرير النهائي لدراسة السوق .لكن ورغم أهمية هذه المعلومات إال
أنها تبقى غير كفية من أجل إجراء دراسة سوق شاملة ،لهذا يستوجب األمر اللجوء إلى المعلومات
األولية.
)2المعلومات األولية :وهي تلك البيانات التي يقوم بها الباحث بنفسه أو عن طريق من يمثله يجمعها
وتسجيلها وتحليلها وتفسيرها وعرضها لتخدم غرض البحث ،252وتنقسم تقنيات جمع المعلومات األولية إلى
قسمين هما:
252
* تقنيات كمية :غايتها األساسية هي قياس السلوكيات أو اآلراء من خالل استعمال تقنية االستبيان.
* تقنيات كيفية :وهدفها األساسي هو اإلجابة عن السؤال لماذا؟ ،والتي تكون اإلجابة عليه عن طريق
الدراسات الكمية غير كافية ،من خالل فهم الحقيقة القاعدية لسلوكيات وأراء أو مواقف المستهلكين (أي
البحث عن أسباب الكبح والتحفيز) ،وتعتبر المقابلة والمالحظة المباشرة من أهم األساليب الكيفية .ويمكن
تلخيص كل هذه التقنيات من خالل الجدول التالي:
95
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
التكاليف ارتفاع - هي نقاش معمق بين -تحديد هدف المقابلة غنى المعلومات نتيجة األساليب المقابلة
لحرية تعبير الفرد الباحث والمبحوث وقد الكيفية
(خاصة الوقت) عدد تحديد -
تكون:
مضاعفة -إمكانية المقابالت
أخذ صعوبة -
االتصال (كل فرد مبحوث مباشرة :أي دون وجود
المواعيد(حاصة إذا كان أسئلة تحضير -
يقود إلى مبحوث آخر) حدود ما بين البحث
المبحوث شخص مختص) المقابلة
مما يمكن من الحصول والمبحوث (نقاش حر)
-طول فترة اإلجابة الباحثين اختيار -
على معلومات هامة
غ .مباشر :أي اتباع
تبعا لهدف المقابلة
استمارة أسئلة.
اختالف إمكانية - -إمكانية معرفة السلوك المالحظة تتمثل في مراقبة سلوك
األفراد ضمن حالة معينة،
عن الحقيقي السلوك الحقيقي لألفراد.
وتكون إما:
السلوك المالحظ خاصة
-تجاوز انحراف النتائج
بالنسبة للنوع المالحظة أي الحالة: -داخل
عن التأثيرات المتوقعة من
في المخبر. مالحظة الباحث لسلوك
هي نفسها المتبعة في قبل الباحث على الفرد
مكان داخل األفراد
-استحالة شرح الحوافز المالحظ. تقنية المقابلة
البحث.
وعدم المالحظ للسلوك
بشكل تعريفه إمكانية -المالحظة بالمشاركة:
محدد. وفيها يندمج الباحث مع
األفراد محاولة منه لفهم
سلوكاتهم.
-المالحظة في المخبر:
في مرحلة أولى يكون يستمد االستبيان ايجابياته و سلبياته من إيجابيات األساليب االستبيان يتمثل في استجواب أفراد
هناك اجتماع مسبق وسلبيات طريقة إدارته (التكلفة ،سرعة الحصول على الكمية
ينتمون إلى عينة ممثلة
بين مسؤولي الدراسة إجابات موثوق منها ،طول االستبيان ،وطبيعة وتوزيع
96
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
أجل االفراد المستجوبين) حيث نجد: من حول الزبائن الحاليين أو والباحثين
البحث دليل رد تحديد وقياس المحتملين
-بالنسبة لالستبيان وجها لوجه يكون مرن ولكنه من
النشاطات والي يشمل: تجاه فعلهم
جهة أخرى مكلف.
واستغالل التجارية،
-النصائح المتبعة.
-بالنسبة لالستبيان عن طريق المراسلة يكون أقل
األجوبة المحصل عليها
الحصص تكلفة ولكن غالبا ما يكون معدل اإلجابة ضعيف، شبكات
فيما بعد ،وقد يكون:
إضافة إلى عدم الجدية في حالة اإلجابة....وهكذا. المحتملة
-وجها لوجه
-المكان
-عن طريق الهاتف
-المدة
-عن طريق المراسلة
تقديم األسئلة (مفتوحة،
-عن طريق االنترنت.
مغلقة)
تحديد العينة.
فهناك إذن عدة طرق لجمع المعلومات ويتوقف االختبار منها على هدف الدراسة ودرجة الدقة المراد
الحصول عليها وأيضا اإلمكانيات المتاحة.
هناك عدة أخطاء ينبغي تفاديها عند القيام بدراسة السوق ،ألنها قد تؤدي على ظهور نتائج سلبية،
250
ومن بينها:
فدراسة السوق تعتبر مرحلة جد هامة قبل الشروع في تجسيد المشروع لذا ينبغي الحذر عند الحصول على
المعلومات وعدم التمادي في البحث عنها ألن ذلك سيكون مكلفا.
97
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وبعد تحليل المعلومات المحصل عليها بكل دقة والتأكد من فعالية المشروع ،يقوم صاحب المشروع في
مرحلة الحقة بالبحث عن مصادر األموال الالزمة من خالل اللجوء إلى مختلف المصادر الممكنة.
يعتبر تمويل المشروع أحد الشروط الهامة النطالق واستم اررية المؤسسة مستقبال ،لهذا فمن الضروري
تحديد مختلف المصادر المالية والتي تتناسب وحاجياتها.
253
أ -الحاجات من األموال الدائمة :وتتكون من:
)1مصاريف اإلنشاء :وتتمثل في أتعاب المستشار القانوني ،واصدار الشهادات واألوراق ومصاريف
اإلشهار األولي ،وكل المصاريف األولية بصفة عامة.
)2االستثمارات :مثل مصاريف إنشاء المحل ،ومصاريف اقتناء التجهيزات (آالت ،ومعدات النقل.)...
)4االحتياجات من رأس المال العامل :هي عبارة عن مبلغ من المال يستعمل بشكل دائم من أجل الحيازة
على المخزون الضروري لكي تمارس المؤسسة نشاطها بشكل عادي ،فسوء تقدير احتياجات المؤسسة من
راس المال العامل يدخل مشاكل على مستوى الخزينة في المدى القصير.
)1األموال الخاصة :وتتكون من األموال الشخصية التي يحصل عليها صاحب المشروع من خالل
عالقاته مع المحيط مثل العائلة واألصدقاء ،إضافة إلى مساهمة الشركاء ،ويكون هذا الجزء من األموال
ضروري في مرحلة االنطالق والنمو ،وهو أيضا عامل مهم ألن المساهمة الشخصية تترجم ثقة صاحب
254
المشروع في مشروعه ،كما تمكنه من الحصول على قرض بسهولة.
والمساهمة الخاصة مهمة لكنها غالبا ما تكون غير كافية خاصة في مرحلة النمو ،لهذا فسيكون صاحب
المشروع مجب ار على البحث عن مصادر إضافية من األموال.
)2التمويل الخارجي :لقد ذكرنا بأنه ينبغي على المقاول ضمان حد أدنى من األموال الخاصة من أجل
انطالق مشروعه ،ولكنه في الحقيقة ينبغي أن يقوم بالتحضير لطلب تمويل خارجي ،ويتمثل هذا األخير
98
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
في إعطاء الحرية للمقاول في التصرف في سلع حقيقية أو قدرة شرائية نضير وعد بأن نفس السلع أو سلع
مثيلة ستعاد خالل مهلة محددة ،وغالبا ما يكون ذلك مقابل أجر الخدمة والخطر السائد ،255وتتوقف قدرة
251
صاحب المشروع على الحصول على أموال خارجية على ما يلي:
-المردودية.
-الهيئات المحلية
-بعض البنوك التجارية والتي عادة ما تمنح قروض مقابل ضمانات ولفترة قصيرة أو قروض بنكية
متوسطة األجل
رأس -رأس المال المخاطر :هو عبارة عن قيام مؤسسات مالية متخصصة بتقديم أموال في مساهمة
تأتي من المحيط الخارجي لمؤسسات جديدة تحتاج إلى أموال من أجل أن تنمو، المال
وهدف مؤسسات رأس المال المخاطر هو المساهمة بجزء من راس المال ،وبيع هذه
المساهمة بقيمة أكبر عندما تكون قيمة المؤسسة أكبر (غالب ما تكون في البورصة)
-التنظيمات المختصة.
99
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وهذه هي أهم مصادر التمويل التي يمكن أن يحصل عليها صاحب المشروع والتي يتوقف االختيار منها
على حاجاته الفعلية ،والتي يجب تبريرها وتوضيحها لتلك المصادر من خالل ما يعرف بمخطط األعمال.
مخطط األعمال هو عبارة عن وثيقة تقديرية تحضر من طرف منشئ المؤسسة ،والتي تدل بصفة
تفصيلية على محتوى المشروع واستراتيجية تطويره ،والنمو المرتقب لرقم األعمال ،والنتائج المستقبلية
وخاصة حاجات التمويل في األشهر القادمة (رافعة رأس المال الضروري) ،أي أن مخطط األعمال يظهر
الرؤية االقتصادية والمالية للمؤسسة ،واعداده بالطريقة الصحيحة يضمن اهتمام وثقة الشركاء ،والذين قد
يكونوا مستثمرين أو مساعدين أو موردين.255
ومن أجل إعداد هذا المخطط ال بد من المرور عبر مراحل أساسية تمكن في األخير من تحديد
المحاور األساسية التي يجب أن يشملها.
اختيارإستراتيجية ()5
تكميمالموارد ()1
()5 ()0
دراسةإمكاناتالتزودبالموارد رغبة
المساهمين ()3
مخططاألعمال
من خالل الشكل أعاله يمكن القول أن المراحل من ( )22إلى ( )24تعبر عن مراحل للتزود بالمعلومات
التي تمكن من تحديد وضعية المؤسسة ،أما المرحلة الخامسة فتحدد اإلستراتيجية المتبعة والتي سوف
تكون مؤقتة ،ألنها لن تكون فعلية إال بعد دراسة قابلية تنفيذها في المراحل الالحقة.
100
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
من أجل توفير المعلومات الضرورية للمقرضين والشركاء والمستثمرين حول المشروع ينبغي أن يشمل
مخطط األعمال المحاور التالية:
)1ملخص وهدف المخطط :ففي هذه الفقرة يجب توضيح بشكل جيد بأن المقاول يريد مباشرة نشاط
جديد ،وأن يقنع الجهات الموجه إليها بصدق هذا المخطط ،وأن يشير إلى الحاجات الفعلية لألموال
ومردودية رأس المال ورقم األعمال التقديري ،وان كان من الصعب تحديد هذا األخير بدقة.
-نوع النشاط وما إذا كان يتركز فقط على البيع ،أو مقاولة من الباطن...أو غير ذلك ،والصناعة التي
تنشط فيها.
-اسم المؤسسة التجاري واسم منتوجها والذي يفضل أن يكون سهل التركيز.
-الشكل القانوني.
-المالك والمساهمون.
-استخدام الزوج منتوج /سوق من أجل تحديد فئة الزبائن الموجه إليها المنتوج.
-إجراء األبحاث المتعلقة بالنشاط الحالي ،والتي تتم من خالل البحث عن الموردين والمنافسين
وميوالت السوق المستهدف.
-تحديد معايير النجاح ( حصة السوق ،أو قيمة الخدمة ،أو السعر ،أو الجودة.)...
-التجهيزات المراد الحصول عليها ( جرد كل التجهيزات الضرورية ،وتحديد أسعارها ،وطريقة
استعمالها وصيانتها.)......
)4نتائج دراسة السوق :هي حصيلة لما تم التوصل إليه من خالل دراسة السوق ،وتشمل ما يلي:
101
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-سياسة السعر ( هل هي نفسها بالنسبة للمنافسين أم تختلف عنهم ،وهل هو أكثر ارتفاعا نتيجة
لتميزه عن منتوجات المنافسين.)...
-إستراتيجية التسويق ( المنتوج ،وموقع هذا األخير بالنسبة للعمالء ،وسبل ترقيته ،ومستوى سعره
بالنسبة لألهداف المرجوة.)...
)5تحديد وسائل اإلنتاج :وفي هذا الجزء يتم وصف بشكل دقيق مجموع وسائل اإلنتاج وطريقة استغاللها
فمثال بالنسبة للبنايات يتم ذكر أنواعها ومساحتها ،وبالنسبة لآلالت والتجهيزات يتم تحضير قائمة تشملها
كلها وتوضح طريقة تركيبها واألعطاب والصعوبات التي قد تظهر عند استعمالها ،إضافة نمط التخزين
وقدراته ،كما يتم شرح طرق العمل ،وطرق سير كل وحدة من وحدات اإلنتاج ،وكيفية إطالق الطلبيات،
وتحديد مخطط اإلنتاج الزمني يتم إعداده من خالل مخطط غانت " " Ganttالذي يسمح بتمثيل أنشطة
253
المؤسسة عن طريق أعمدة وبيانات ،فيقسم المنتوج إلى مراحل تسمح بتحديد تواريخ تطوير المنتوج.
)1المعطيات المالية :تكون العناصر المالية لب مخطط األعمال ،وتشمل بذلك العناصر التالية:
-المردودية المتوقعة.
-رقم أعمال وحسابات النتائج التوقعي على مدى الثالث أو خمس سنوات القادمة.
-الميزانية االفتتاحية الشاملة والمفضلة لألصول والخصوم والتي تتضمن كل التكاليف المتعلقة
بالموارد البشرية ،والتراخيص ،واإلشهار....وغيرها.
-التدفقات النقدية المتوقعة والتي تمكن من حساب القدرة على التمويل الذاتي.
)1إدارة الموارد البشرية :ويتم فيها وصف الوظائف من خالل إعداد البطاقات الوظيفية ،وتحديد العالقة
بينها ،وطرق حل الصراعات الناتجة ،والترتيب السلمي للوظائف إن وجد ،كما يتم توضيح طرق اتخاذ
الق اررات على مستوى مختلف مراكز المسؤولية ،واالختصاصات الواجب توفرها ،وبرامج التكوين الداخلية
والخارجية المدعمة لها إن وجدت ضرورة لذلك.
102
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
* األهداف :وهنا تحدد مهمة المؤسسة التي تعبر عن غرض أو مبرر وجودها202 ،وعادة ما يعود ذلك إلى
صفتها كمواطن ،ومساهمتها في األهداف العامة خاصة على المستوى الوطني (معدل النمو والتشغيل،
202
والمنافسة الوطنية )...إضافة إلى تحديد الرؤية المستقبلية للعالم بمجرد وصول المشروع.
* نوع اإلستراتيجيات المتبعة :واألمر يتعلق باختيار إستراتيجية من بين العديد من اإلستراتيجيات والتي
تتالءم مع وضعية المؤسسة ،ومن بينها نجد إستراتيجية التركيز ،والتنويع ،والقيادة بالتكلفة
200
والتمايز...إلخ.
* طرق تحقيق اإلستراتيجيات :فالوصول إلى أي إستراتيجية يتطلب اإلمكانيات والبحوثوالعالقات الالزمة
لذلك.
-األخطار التي تنجم عن عدم األكادة والتي تنتج بدورها بسبب انعدام المعلومات ،ولتجنبهايجب
توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات الضرورية.
-األخطار الناتجة عن عدم القدرة على االستمرار ،وهذا ما يفرض القيام بالتخطيط المستمر.
وبالتالي إعداد مخطط األعمال بشكل جيد سوف يضمن الحصول على الموارد المالية والتقنية الالزمة من
أجل البدء في ممارسة النشاط ،وهذه الموارد قد تسمح بشكل أو بآخر بتحديد الشكل القانوني للمؤسسة.
سنحاول في هذا العنصر القيام بدراسة األشكال القانونية للمؤسسة ،والضرائب والحقوق الجبائية
الناتجة ،والتي تخضع لها المؤسسة منذ نشأتها والى غاية حلها.
يتميز عقد الشركة عن غيره من العقود بأنه يتولد عنه كيان له ذمة مالية مستقلة ،ويعرف هذا الكائن
بالشخص المعنوي ،حيث أن عملية إنشاء أو تعديل أو حل الشركة يجعل هذه األخيرة تخضع إلى حقوق
نوجزها في الجدول التالي:
103
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
يحصل الشريك على حقوق اجتماعية مقابل تقديمه لجزء من رأس المال مثل االستفادة الحصص
من عدد من األسهم أو جزء من األرباح مقابل تحمل بعض األخطار ،وتخضع هذه
الخالصة و مرحلة
الحصص إلى معدل تسجيل يقدر ب %2من المبلغ الكلي الممنوح.
البسيطة اإلنشاء
الحصص لقاء الشريك هنا ال يحصل على حقوق اجتماعية ولن يتحمل أي أخطار حيث يتم
مكافأته بشكل فوري ،أو تتعهد الشركة بتحميل الديون الخاصة به ،أو أن يصبح عوض
حامل سندات مصدرة من الحكومة ،وقد يكون ذلك في شكل:
-تنازل عن العقارات :وينتج عنه تسديد إشهار عقاري بنسبة %0وحقوق تسجيل
بنسبة .%0
-محل تجاري :ينتج عنه رسم تحويل الملكية بمعدل %0أما البضائع الجديدة
فمعدلها .%3
رأس -في حالة إصدار أسهم جديدة لالكتتاب أو سندات فإنها تخضع لنفس القواعد زيادة
المطبقة في مجال إنشاء الشركات التي تمت اإلشارة إليها سابقا. المال
-في حالة زيادة رأس المال عن طريق األرباح غير الموزعة ،فيجب أن تخضع تعديالت
إلى معدل .%2 عقد في
الشركة
تخفيض رأس عندما تخفض المؤسسة من رأس مالها من أجل امتصاص الخسائر تخضع لحق
ثابت يقدر ب522دج ،أما إذا كان سبب التخفيض هو االرتفاع الكبير في رأس المال
المال فتخضع إلى معدل يقدر ب %0من المبلغ المخصص.
الشكل -بقاء الشخص المعنوي نتيجة لتغيير الشكل القانوني ينجر عنه دفع مبلغ تغيير
522دج. القانوني
-ظهور شخص معنوي ينجر عنه تطبيق رسوم إنشاء شركة جديدة المذكورة
سابقا.
-تمديد عقد الشركة قبل انتهاء فترة حيلتها ينجر عنه دفع %3من صافي
المركز المالي لها ،وفي حالة التمديد بعد انتهائها تدفع الرسوم مثلما لو كانت
جديدة.
تخضع عملية حل الشركة إلى حقوق ثابتة تقدر ب 3222دج. حل الشركة
104
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
يلعب المقاول دو ار محوريا داخل المؤسسة الصغيرة ،وهو اليهدف إلى تعظيم الثروة وتحقيق أكبر
مردودية فقط مثلما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الكبيرة ،بل له أهدافغير مادية مثل المحافظة على
استقاللية وضمان العمل ،أو أن يكون معروفا على مستوى وسطه.
ولهذا فالرغبة في النمو قد تفتح المجال لمجيء شركاء خارجين (مساهمين أو مقرضين) وهذا ما يحد
من قدرته على المراقبة والتأثير على المردودية والسيولة وعائد رؤوس األموال المستثمرة ،والعكس ففي
حالة التخوف من ظهور هذه اآلثار السيئة الناتجة عن جذب شركاء قد يكتفي بالبقاء في الوسط الذي
تنشأ فيه فقط وهذا أيضا قد يشكل خط ار بالنسبة له يتمثل في عدم القدرة على البقاء واالستم ارر .ومن
جهة أخرى يرتبط الخطر بالمواصفات الشخصية للمبادر في حد ذاته ،وموقفه تجاه الخطر ،203وكذلك في
أنه غالبا ما يكون الشخص الوحيد الذي يطلع بمسؤولية المهام مثل اإلنتاج واإلدارة والتمويل والتسويق،
204
وهي عمليات تتوزع في المؤسسات الكبيرة على عدة أشخاص.
المخاطر المالية
يرتبط الخطر المالي بهيكل التمويل الذي اختارته المؤسسة وهوية وأصل الشركاء الحاليين وعقود
التمويل (المستحقات والشروط الناتجة) ،والقدرة على االستدانة ،والقدرة على إعادة استثمار األمالك
الحالية.
)1هيكل التمويل :يرتبط هيكل التمويلبتقسيم موارد المؤسسة المالية بين مختلف المصادر المتاحة والتي
تتطلب تكاليف ثابتة (فوائد،وتوزيعات تسديد رأس المال) ،فكلما كانت التكاليف الثابتة كبيرة كلما ارتفع
الخطر المالي ،وهذا ما يؤدي إلى إضعاف قدرة المؤسسة على مقاومة المشاكل والصعوبات الطارئة ،ومن
ناحية أخرى كلما كان الهيكل المالي متكون من األموال الخاصة كلما كان الخطر المالي ضعيف وهذا ما
يزيد من قدرتها االفتراضية.
وعموما تمثل الفوائد أعباء ثابتة يستوجب سدادها بغض النظر عن نتيجة األعمال التي يحققها
المشروع ،كما أن أصل القرض له تاريخ سداد معين مما يتطلب عناية بها من طرف إدارة المؤسسة دون
205
أن يؤدي إلى مشاكل متعلقة بالسيولة.
105
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
)2الشركاء الماليون :إن ظهور الشركاء الماليين مثل مؤسسات رأس المال المخاطر ،والتنظيمات
الحكومية قد تخفض من بعض المخاطر المالية التي تواجه المؤسسات الصغيرة من خالل تأثيرها على
تسيير المؤسسة ،ودعمها المستمر للمؤسسات التي تقترب من حالة الفشل.
)3عقود التمويل :كثي ار ما يظهر الخطر المالي للمؤسسة نتيجة لبعض الشروط المتعاقد عليها خالل
العملية التمويلية ،والتي قد تقيد وتحد من توسع المؤسسة ونموها ،إضافة إلى الخطر الناتج عن منح
الضمانات وال سيما بالنسبة للمشاريع التي تقوم على أساس االبتكار ،حيث كثي ار ما يصعب تقييم
الضمانات الصادرة عن األصول المعنوية غير الملموسة.
تعرف إذن المؤسسة اليوم على أنها مجموعة أنظمة نشطة تعمل على التنسيق بين مختلف األفراد
والمعلومات والمصالح والمهارات المختلفة ،وتهدف إلى تجنيد الموارد والتنسيق بين مختلف الجهود من
أجل تسهيل بقائها ،والذي لن يتم إال بوجود عدة وظائف تخول لها لك ،رغم تعدد أشكالها وأحجامها.
وتعتبر المؤسسة إذن ثمرة تفكير جدي ومسار طويل يمر من خالله الشخص المقاول بدراسة إلمكاناته
التي تؤهله ألن يجد فكرة ،فيصبح بذلك صاحب فكرة.
وايجاد فكرة أمر يفرض عليه دراسة مكثفة ودقيقة للسوق ومصادر التمويل ومعرفة ولو بسيطة للجوانب
القانونية ألن يصبح صاحب مشروع ،وبعدها يقوم بتحويل ذلك المشروع إلى مؤسسة حقيقية تنطلق فيما
بعد في أداء نشاطها ،ثم البحث من بين الخيارات االستراتيجية المتواجدة عن األنسب منها في ظل
المحيط السائد ،والتمكن من تجاوز كل المخاطر التي تحيط به.
106
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
خاتمة:
لقد تباين الموقع الذي احتلته المقاوالتية خالل مختلف المراحل التي مرت بها ،فلم تحظى باالهتمام
الكبير من طرف الباحثين بسبب اتجاه أنظارهم نحو المسير وظهور المؤسسات الكبيرة ،واألزمة
االقتصادية التي واجهتها المؤسسات الكبيرة ابتداء من منتصف السبعينيات عاد المقاول ليظهر على
الساحة االقتصادية بعد االقتناع أخي ار بضرورة تشجيع عملية إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،كحل
يمكن االعتماد عليه للتخفيف من االنعكاسات السلبية لهذه األزمة.
وبعودة المقاول إلى الواجهة عاد الباحثون لطرح مختلف الدراسات التي تناولت المقاوالتية ،دراسات
انحصرت معظمها ولفترة طويلة من الزمن في العديد من المحاوالت لتعريف المقاول انطالقا من وظائفها
االقتصادية.
ونظ ار لعجز مختلف المقاربات على توضيح مفهوم المقاوالتية تفطن الباحثون في آخر المطاف إلى
ضرورة االنتقال من التركيز على المقاول إلى التركيز على ما يحدث فعال في المقاوالتية ،مما ساهم في
إزالة الكثير من الغموض الذي كان يلف الظاهرة وسمح بإخراجها من مجاالت ضيقة ومحدودة إلى مجال
شامل لمختلف المقاربات.
107
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
:التهميش
Isabelle Djanou, L’entrepreneuriat : un champ fertile à la recherche )1
de son unité, revue française de gestion, vol 28, n 138, avril /juin 2002, p
110.
Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis, La légende de l’entrepreneur, )2
Edition la découverte & Syros, Paris, 1999, p 23.
-Ibid, p 18. )3
Brahim Allali, vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de )4
recherche L’ISCAE, n17, Maroc, p 3.
Azzedine Tounés, L’intention entrepreneurial, thèse doctorat, faculté de
droit, des SC économiques et de gestion, université de Rouen, France,
2003, p 71.
Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis, Op. cit, p 26. )5
Ibid, pp 28,29 )6
Robert Wtterwulghe, La PME une entreprise humaine, De Boeck - )7
Université, Paris, 1998, p41.
Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis Op. cite, p 30.- )8
Khaled Bouabdallah et AbdellaZouache, Entrepreneuriat et - )9
développement économique, les cahiers du CREAD, Alger, n73, 2005,
pp 16,17.
Ibid, p11. )01
Azzedine Tounés, Op. Cit, p33. )00
Issabelledjanou, Op, cit. p112. )11
Robert Witterwulghe, Op. cit, p46. )11
Alain Fayolle, Introduction à l’entrepreneuriat, Dunod, Paris, )14
2005, pp 12,13.
Robert Wtterwulghe, Op. cit, p 42. )05
Alain Fayolle, Op. cit., p14. )01
Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Dunod, Paris, 2004, p 29. )07
Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Les compétences )01
entrepreneurials. Définition et construction d’un référentiel,
communication au séminaire l’internationalisation des PME et ses
108
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
كلية علوم، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير، ثقافة المؤسسة والتغيير،سليمة سالم )32
.22 : ص،0224-0223 سنة، جامعة الجزائر،االقتصاد والتسيير
مداخلة في الملتقى، هل هي قضية ثقافية؟: إنشاء مؤسسة والمقاوالتية،يحياوي مفيدة )32
جامعة محمد، كلية علوم االقتصاد والتسيير، التكوين وفرص العمل، المقاوالتية:الدولي حول
.22 : ص،0222 أفريل20/25/21 : أيام، الجزائر،خيضر بسكرة
109
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
بلقاسم ماضي ،عبير حقيقي ،ثقافة المؤسسة والمقاوالتية ،مداخلة ضمن الملتقى الدولي )30
األول حول المقاوالتية :التكوين وفرص األعمال ،جامعة بسكرة ،الجزائر 0/5/1 ،أفريل ،0222
ص.25 :
Catherine Leger-Janion, Le profile du créateur d’entreprise, )33
Edition L’Harmattan, canada, 1997, p 91.
Anne-Françoise Lambert, Jean Donnay et autres, Réalisation d’une )32
boite a outils pédagogique qui contribuent au développement de
l’esprit d’entreprendre à l’attention des enseignants et étudiants de
l’enseignement secondaire, Mai, 2005, p16. Sur le site :
www.freefondation.be (25/12/2010).
مجدي عوض مبارك ،الريادة في األعمال ،عالم الكتب الحديث ،إربد ،األردن،0223 ، )35
ص .203
نفس المرجع السابق،ص .232 )31
نفس المرجع السابق ،ص .032 )35
خذري توفيق ،حسين الطاهر ،المقاولة كخيار فعاللنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة )30
الجزائرية :المسارات والمحددات ،مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول واقع النظام المحاسبي
المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،جامعة الوادي ،الجزائر ،0223 ،ص.4
حمزة لفقير ،تقييم البرامج التكوينية لدعم المقاولة ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات )33
نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير تخصص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،جامعة
بومرداس ،الجزائر ،0223 ،ص .21
عمر عالء الدين زيداني ،ريادة األعمال القوة الدافعة لالقتصاديات الوطنية ،القاهرة، )42
مصر ،0220 ،ص.30 :
كمال مرداوي ،كمال زموري ،االبتكار كعنصر أساسي لنجاح سيرورة المقاوالتية في ظل )42
رهانات اقتصاد السوق ،مداخلة في الملتقى الوطني حول المقاوالتية :التكوين وفرص األعمال،
كلية علوم التسيير واالقتصاد ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ،أيام20/25 /21 :
أفريل ،0222ص.25 :
110
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
بالل خلف السكارنة ،الريادة وادارة منظمات األعمال ،دار المسيرة للنشر والتوزيع، )40
عمان ،األردن ،0220 ،ص.02 :
توفيق خذري ،حسين الطاهر ،نفس المرجع السابق ،ص .4 )43
وفاء رايس ،دور التكوين في تنمية الحس المقاوالتي ،مداخلة ضمن ملتقى حول )44
المقاوالتية وفرص األعمال ،جامعة بسكرة ،الجزائر 20/25/21 ،أفريل ،0222ص .22
صندرة سايبي ،سيرورة إنشاء المؤسسة وأساليب المرافقة ،دار المقاوالتية ،جامعة )45
قسنطينة ،الجزائر ،0222 ،ص .3 ،0
فايزة جمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،الريادة وادارة األعمال الصغيرة ،دار )41
الحامد ،عمان ،0221 ،ص .20
زيد منير عبوي ،االتجاهات الحديثة في المنظمات اإلدارية ،دار الشروق للنشر والتوزيع، )53
عمان ،0221 ،ص .02
محمد خثيري ،إبراهيم زروقي ،مرجع سبق ذكره.23 ، )54
نفس المرجع السابق ،ص .20 )55
شعيب بونوة ،سعاد بوزيدي ،المقاولة والتنمية االقتصادية حالة المؤسسات الصغيرة )51
والمتوسطة ،مداخلة ضمن الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،خميس مليانة،
الجزائر ،0225 ،ص .35
111
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
صالح مهدي محسن العامري ،طاهر محسن منصور الغالبي ،مرجع سبق ذكره ،ص )53
.35 ،31
صالح الدين عبد الباقي ،السلوك التنظيمي :مدخل تطبيقي معاصر ،الدار الجامعية، )66
اإلسكندرية ،0223 ،ص .042
ظاهرة كاللدة ،القيادة اإلدارية ،دار زهران ،عمان ،2335 ،ص .20 )12
طارق عبد الحميد البدري ،أساسيات علمإدارة القيادة ،دار الفكر ،عمان ،0220 ،ص )61
.243
صالح عبد القادر النعيمي ،مرجع سيق ذكره ،ص .30 )13
بالل خلف سكارنة ،مرجع سبق ذكره ،ص .30 )14
ماجدة عطية ،مرجع سابق ،ماجدة العطية ،إدارة المشروعات الصغيرة ،الطبعة األولى، )62
دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان ،األردن ،0220 ،ص.03 :
آيت عيسى عيسى ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – آفاق وقيود ،مجلة )66
اقتصاديات شمال أفريقيا ،العدد السادس،0223،ص .055
عبد الرزاق خليل ،عادل نقموش ،دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق )15
التنمية االقتصادية ،مداخلة في الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،معهد
علوم االقتصاد والتسيير ،جامعة خميس مليانة ،الجزائر ،0225 ،ص.23 :
http :www.blog.saeeed.com/2011/03/contribution-petite-et- )68
)moyenne-entreprise-developpement-economique/,(20/06/2015
ناصر مراد ،دور ومكانة المقاول في التنمية االقتصادية في الجزائر ،الندوة الدولية جول )13
المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،خميس مليانة،
الجزائر ،0225 ،ص.021 :
نفس المرجع السابق ،ص.025 : )06
112
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
عبد الرزاق خليل ،عادل نقموش ،مرجع سابق ،ص.24 : )52
)http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=2325,(20/06/2015 )72
ناصر مراد ،مرجع سبق ذكره ،ص.020 : )01
يوسف بودلة ،عبد الحق بن تفات ،دور المقاولة المصغرة في التنمية االقتصادية )54
استرتيجيات تنظيم
ا واالجتماعية والتحديات التي تواجهها ،مداخلة في الملتقى الدولي حول:
ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،جامعة ورقلة ،يومي 20و 23أفريل
،0220ص.25 :
ناصر مراد ،مرجع سابق ،ص.020 : )02
نتائج بحث اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية الممارسات الجيدة ،نحو ثقافة للريادة في )51
القرن الواحد والعشرون تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في المدارس الثانوية،
منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ،منظمة العمل الدولية ،الطبعة العربية ،0222
ص.35:
تترجم كلمة Entrepreneurللغة العربية بكلمة مقاول أو رائد (يستخدمها المشارقة)، )02
وقد ورد في لسان العرب :رود ،الرود أي مصدر الفعل رائد والرائد :الذي يرسل في التماس
النجعة وطلب الكأل ،والجمع رواد مثل ازئر زوار ،وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكأل
113
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
والمعنى واحد أي، بعثنا رائدا يرود لنا الكأل والمنزل ويرتاد: وقد قالت العرب،ومساقط الغيث
.ينظر ويطلب ويختار أفضله والرائد ال يكذب أهله
Jack Zimmerman, op cite, p 19. )12
Sophie BOUTILLIER et Dimitri UZUNIDIS, L’entrepreneur : )13
une analyse socio-économique, édition d’économica, Paris, 1995, p 08.
وتم إغالقه سنة2352 نفسه حتى وفاته سنةSchumpeter هو المركز الذي عمل به )00
.2353
Jack Zimmerman, op cite, p 28. )19
1 Ibid. )91
Jack Zimmerman, op cite, p29. )90
Azzedine Tounes, l’intention entrepreneurial : Une recherche )92
comparative entre des étudiant des formation en entrepreneuriat (bac+5)
et des étudiants en DESS, op, cite, p30.
METAICHE fatima, op cite, p28. )11
David Deakins and Mark Freel, Entrepreneurship and )14
smallfirms, 4thedition, McGraw-hill Education, london, 2006, p 09.
Jack Zimmerman, op cite, p 30. )95
David Deakins and Mark Freel, op cite, p 10. )16
J.P. Ulhøi, The social dimensions of entrepreneurship, )10
Technovation, 25 (2005), pp 939 – 946.
Zineb AOUNI, Bernard Surlemont, le processus d’acquisition des )18
compétences entrepreneuriales : une approche cognitive, le
5emecongres international de l’entrepreneuriat,l’académie de
l’entrepreneurait et de l’innovation, France, 2007.
114
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
115
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
،2333 ، كندا، المركز الكندي للتنمية البشرية، المفاتيح العشرة للنجاح،إبراهيم الفقي )221
.30 ص
116
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
في عدد من الدول يهدف لقياس معدل2333 تم انتشاره سنة،مؤشر المقاوالتية العالمي )111
أطلع،) لتلك للدول اعتمادا على عدد األفراد المنشئين لمؤسسات جديدةTEA ( النشاط المقاوالتي
.http://www.gemconsortuim.comعلى الموقع الرسمي
Zineb Aouni, le processus d’apprentissage des entrepreneurs )032
naissants, CAHIER DE RECHERCHE, HEC-Ecol de gestion de
l’Université de liège, Août 2006, p 09.
MEZIANE Amina, op cite, pp 21,22. )112
A. Tounes, l’intention entrepreneurial : Une recherche )116
comparative entre des étudiants suivant des formations en
entrepreneuriat(bac+5) et des étudiants en DESS , op cite, p 40.
المفاهيم والنماذج والمداخل العلمية: الريادة في إدارة األعمال،مجدي عوض مبارك )235
.235 ص،مرجع سابق
Source : Azzedine Tounes, l’intention entrepreneurial : Une )230
recherche comparative entre des étudiants suivant des formation en
entrpreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS, op cite, p46.
117
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
دار الحامد للنشر، الريادة وادارة األعمال الصغيرة، عبد الستار محمد العلي،فايز النجار )255
.25 ،20 ص،0221 ،2 ط، عمان،والتوزيع
Franck BARES, Amine CHELLY, Thierry LEVY-TADJINE, la )051
création et le développement d’opportunités : vers une relecture du
rôle de l’accompagnement en entrepreneuriat, 4éme colloque
« Métamorphose de Organisation » : Logiques de création, Nancy-21-22
Octobre 2004.
DAVAL Hervé, Analyse du processus de création par essaimage )057
à partir des opportunités entrepreneuriales, VIIIéme Conférence
International de Management Stratégique, Ecole Centrale Paris, 26-27-28
Mai 1999.
118
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
119
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
، القاهرة، طيبة للنشر والتوزيع، دراسات الجدوى وتقييم المشروعات،سعد طه عالم )250
.20 . ص،0223
. ص،0225 ، عمان، مركز يزيد للنشر، إدارة المشروعات الصغيرة،علي الضالعين )200
.203
Eric Vernette, L’essentiel du marketing, 2éme édition, Les )013
éditions d’Organisations, Paris,2001, P. 66.
. ص،0223 ، اإلسكندرية، الدار الجامعية، بحوث التسويق،ثابت عبد الرحمن إدريس )204
.210
Daniel Caumont,Les études de marché, Dunod, Paris, 1998, P. 22. )182
120
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
زايد مراد ،الريادة واإلبداع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،مداخلة في الملتقى -1
الوطني حول المقاوالتية :التكوين وفرص األعمال ،كلية علوم التسيير واالقتصاد،
جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ،أيام 20/25/21 :أفريل 0222
سليمة سالم ،ثقافة المؤسسة والتغيير ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،كلية علوم -2
االقتصاد والتسيير ،جامعة الجزائر ،سنة 0224-0223
يحياوي مفيدة ،إنشاء مؤسسة والمقاوالتية :هل هي قضية ثقافية؟ ،مداخلة في الملتقى -3
الدولي حول :المقاوالتية ،التكوين وفرص العمل ،كلية علوم االقتصاد والتسيير ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ،أيام 20/25/21 :أفريل 0222
بلقاسم ماضي ،عبير حقيقي ،ثقافة المؤسسة والمقاوالتية ،مداخلة ضمن الملتقى -4
الدولي األول حول المقاوالتية :التكوين وفرص األعمال ،جامعة بسكرة ،الجزائر،
0/5/1أفريل 0222
مجدي عوض مبارك ،الريادة في األعمال ،عالم الكتب الحديث ،إربد ،األردن0223 ، -5
خذري توفيق ،حسين الطاهر ،المقاولة كخيار فعاللنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة -1
الجزائرية :المسارات والمحددات ،مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول واقع النظام
المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،جامعة الوادي،
الجزائر0223 ،
حمزة لفقير ،تقييم البرامج التكوينية لدعم المقاولة ،مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات -1
نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير تخصص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
جامعة بومرداس ،الجزائر0223 ،
عمر عالء الدين زيداني ،ريادة األعمال القوة الدافعة لالقتصاديات الوطنية ،القاهرة، -8
مصر0220 ،
كمال مرداوي ،كمال زموري ،االبتكار كعنصر أساسي لنجاح سيرورة المقاوالتية في -9
ظل رهانات اقتصاد السوق ،مداخلة في الملتقى الوطني حول المقاوالتية :التكوين
121
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
وفرص األعمال ،كلية علوم التسيير واالقتصاد ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر،
أيام 20/25 /21 :أفريل0222
-11بالل خلف السكارنة ،الريادة وادارة منظمات األعمال ،دار المسيرة للنشر والتوزيع،
عمان ،األردن0220 ،
-11وفاء رايس ،دور التكوين في تنمية الحس المقاوالتي ،مداخلة ضمن ملتقى حول
المقاوالتية وفرص األعمال ،جامعة بسكرة ،الجزائر 20/25/21 ،أفريل .0222
-12صندرة سايبي ،سيرورة إنشاء المؤسسة وأساليب المرافقة ،دار المقاوالتية ،جامعة
قسنطينة ،الجزائر0222 ،
-13فايزة جمعة صالح النجار ،عبد الستار محمد العلي ،الريادة وادارة األعمال الصغيرة،
دار الحامد ،عمان0221 ،
-14محمد خثيري ،إبراهيم زروقي ،المقاول بين التغيير واإلبداع بالمؤسسة ،مداخلة ضمن
الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،جامعة مليانة ،الجزائر0225 ،
-15قاسم نايف علوان المحياوي ،إدارة الجودة في الخدمات ،دار الشروق للنشر والتوزيع،
عمان0221 ،
-11زيد منير عبوي ،االتجاهات الحديثة في المنظمات اإلدارية ،دار الشروق للنشر
والتوزيع ،عمان0221 ،
-11شعيب بونوة ،سعاد بوزيدي ،المقاولة والتنمية االقتصادية حالة المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،مداخلة ضمن الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية،
خميس مليانة ،الجزائر0225،
-18صالح عبد القادر النعيمي ،المدير القائد والمفكر االستراتيجي فن ومهارات التفاعل
مع اآلخرين ،الطبعة األولى ،مكتبة الجامعة ،اإلثراء للنشر والتوزيع ،عمان0220 ،
-19صالح الدين عبد الباقي ،السلوك التنظيمي :مدخل تطبيقي معاصر ،الدار الجامعية،
اإلسكندرية0223،
-21ظاهرة كاللدة ،القيادة اإلدارية ،دار زهران ،عمان2335 ،
-21طارق عبد الحميد البدري ،أساسيات علم إدارة القيادة ،دار الفكر ،عمان0220،
122
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-22آيت عيسى عيسى ،المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – آفاق وقيود ،مجلة
اقتصاديات شمال أفريقيا ،العدد السادس0223،
-23عبد الرزاق خليل ،عادل نقموش ،دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق
التنمية االقتصادية ،مداخلة في الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية،
معهد علوم االقتصاد والتسيير ،جامعة خميس مليانة ،الجزائر.0225
-24ناصر مراد ،دور ومكانة المقاول في التنمية االقتصادية في الجزائر ،الندوة الدولية
جول المقاولة واإلبداع في الدول النامية ،معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،
خميس مليانة ،الجزائر0225،
-25يوسف بودلة ،عبد الحق بن تفات ،دور المقاولة المصغرة في التنمية االقتصادية
واالجتماعية والتحديات التي تواجهها ،مداخلة في الملتقى الدولي حول :استراتيجيات
تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر ،جامعة ورقلة ،يومي 20
و 23أفريل.0220
-21نتائج بحث اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية الممارسات الجيدة ،نحو ثقافة للريادة في
القرن الواحد والعشرون تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في المدارس
الثانوية ،منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ،منظمة العمل الدولية ،الطبعة
العربية 0222
-21إبراهيم الفقي ،المفاتيح العشرة للنجاح ،المركز الكندي للتنمية البشرية ،كندا2333،
الجامعية الدار المهارات، بناء مدخل التنظيمي: السلوك ماهر، -28أحمد
إلسكندرية0223،
-29مالك بن نبي ،المسلم في عالم االقتصاد ،دار الفكر ،بيروت2332،
-31جمال عبد الرسول الدباغ ،بشرى هاشم محمد ،العالقة بين حاجات األفراد وقواهم
الدافعة ،مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد 0222،03
-31كاسر نصر المنصور ،شوفي ناجي جواد ،إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى
الياء ،الطبعة األولى ،الحامد ،عمان0222،
-32فايز جمعة صالح النجار وآخرون،الريادة وادارة األعمال الصغيرة ،الطبعةاألولى ،دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان0221
123
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
124
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
125
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
126
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
127
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
:مواقع الكترونية
1- Anne-Françoise Lambert, Jean Donnay et autres, Réalisation d’une boite a
outils pédagogique qui contribuent au développement de l’esprit
d’entreprendre à l’attention des enseignants et étudiants de l’enseignement
secondaire, Mai, 2005, p16. Sur le site : www.freefondation.be
(25/12/2010).
2- http:www.blog.saeeed.com/2011/03/contribution-petite-et-moyenne-
entreprise-developpement-economique/ (20/06/2015)
3- http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=2325,(20/06/2015)
4- https://ar.wikipedia.Org/wiki%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9
%88-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%84%D9%8 2101 /10/12.
5- Qui est entrepreneur ? Existe-t-il un profil type ? Consulté dans le Site
.http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutdAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm.13/06/2
009.
6- Les différentes étape de la création d’entreprise, Consulté dans le site.
http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm,Op.Cit,
13/06/2009.
7- APCE, Créer une entreprise, Consulté dans le Site.
http.//www.apce.com/pid217/1-I-idee.html ?espace-1&tp-1.13/06/2014,
في عدد من الدول يهدف لقياس معدل النشاط2333 تم انتشاره سنة، مؤشر المقاوالتية العالمي-8
أطلع على، ( لتلك للدول اعتمادا على عدد األفراد المنشئين لمؤسسات جديدةTEA) المقاوالتي
.http://www.gemconsortuim.comالموقع الرسمي
مداخلة ضمن الندوة، المقاول بين التغيير واإلبداع بالمؤسسة، إبراهيم زروقي، محمد خثيري-9
. 52) 25 ص،0225 ، الجزائر، جامعة مليانة،الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية
.0223/20/22 تم اإلطالع عليه يومWWW.ibda3.MABLOG.COM
128
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
الفهرس:
المخطط............................................................................أ-ح
مقدمة 2 .............................................................................
129
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
-2مفهوم المقاول25...............................................................................
أ -المدير05...................................................................................
ب -القائد00..................................................................................
130
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
المحور الرابع :تطور البحث في المقاوالتية بين اشكاليتي توحيد التعريفة تعدد التوجهات
الفكرية 31............................................................................
-3المقاربة السلوكية45..........................................................................
131
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
تمهيد52.............................................................................
132
مطبوعةبيداغوجيةفيمقياسالمقاوالتية
خاتمة 225............................................................................
هوامش 220...........................................................................
فهرس 232............................................................................
133