You are on page 1of 139

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية علوم االعالم و االتصال‬

‫قسم االتصال‬

‫مطبوعة بيداغوجية بعنوان‪:‬‬

‫المقاوالتية‬

‫موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر ‪ ،‬تخصص اتصال تنظيمي‬

‫من اعداد الدكتورة‪:‬‬

‫باشوشي كنزة‬

‫العام الدراسي‪0200/0202:‬‬
‫مقدمة‬

‫المحور االول ‪:‬ماهية المقاوالتية‬

‫‪ -2‬نشأة المقاوالتية‬

‫أ‪-‬المقاوالتية حسب االتجاه االقتصادي‬

‫ب‪-‬المقاوالتية حسب اتجاه خصائص االفراد‬

‫ج‪-‬المقاوالتية حسب سير النشاط المقاوالتي‬

‫‪ -0‬االتجاهات المفسرة للمقاوالتية‬

‫أ‪ -‬المقاوالتية كظاهرة تنظيمية‬

‫ب‪ -‬المقاوالتية استغالل الفرص‬

‫ج‪ -‬المقاوالتية ازدواجية بين الثنائية (الفرد‪ -‬خلق القيمة)‬

‫‪ -3‬مصطلحات ذات عالقة بالمقاوالتية‬

‫أ‪ -‬الثقافة المقاوالتية‬

‫ب‪ -‬روح المقاوالتية‬

‫ج‪ -‬العملية المقاوالتية‬

‫د‪ -‬المقاولة المؤسسية‬

‫المحور الثاني‪ :‬ماهية المقاول‬

‫‪ -2‬مفهوم المقاول‬

‫أ‪ -‬تعريف المقاول‬

‫ب‪ -‬خصائص و مميزات المقاول‬

‫ج‪-‬انواع المقاولين و تصنيفاتهم‬

‫‌‬
‫ب‬
‫‪ -0‬المقاول‪ ,‬ادارة التغيير و ادارة المؤسسة‬

‫أ‪-‬المقاول و ادارة التغيير‬

‫ب‪ -‬المقاول و ادارة المؤسسة‬

‫‪ -3‬التأصيل االصطالحي للمقاول‪ ,‬المدير و القائد‬

‫أ‪ -‬المدير‬

‫ب‪ -‬القائد‬

‫المحور الثالث‪ :‬دور المقاوالتية‬

‫‪ -2‬الدور االقتصادي للمقاوالتية‬

‫أ‪ -‬رفع الكفاءة االنتاجية و تعظيم الفائض االقتصادي‬

‫ب‪ -‬تنويع الهيكل االصطناعي‬

‫ج‪ -‬تدعيم التنمية االقليمية‬

‫د‪ -‬معالجة بعض االختالالت االقتصادية‬

‫ه‪ -‬تنمية الصادرات‬

‫و‪ -‬زيادة االتناج المحلي‬

‫ز‪ -‬تكوين الكوادر‬

‫ي‪ -‬جذب المدخرات‬

‫‪ -0‬الدور االجتماعي للمقاوالتية‬

‫أ‪ -‬زيادة التشغيل‬

‫ب‪ -‬عدالة توزيع الدخول‬

‫ج‪ -‬مكافحة الفقر و الترقية االجتماعية‬

‫‌‬
‫ت‬
‫د‪ -‬ترقية روح المبادرة‬

‫ه‪ -‬مكافحة االفات االجتماعية‬

‫المحور الرابع‪ :‬تطور البحث في المقاوالتية بين اشكاليتي توحيد التعريفة تعدد التوجهات‬
‫الفكرية‬

‫‪ -2‬المقاربات االساسية لدراسة المقاوالتية‬

‫‪ -0‬المقاربات الوظيفية و الوصفية‬

‫‪ -3‬المقاربة السلوكية‬

‫‪ -4‬مقاربة السيرورة المقاوالتية‬

‫المحور الخامس‪ :‬المقاول كمحرك للسيرورة المقاوالتية‬

‫‪ -2‬العوامل المحددة للتوجه المقاوالتي‬

‫أ‪ -‬العوامل النفسية‬

‫ب‪ -‬العوامل االقتصادية و الثقافية‬

‫ج‪ -‬العوامل االقتصادية‬

‫د‪ -‬العوامل السياقية‬

‫‪ -0‬سمات و خصائص المقاول‬

‫‪ -3‬بعض نماذج السيرورة المقاوالتية‬

‫الفصل الثاني‪:‬مراحل االنتقال من الفكرة للمؤسسة‬

‫المحور االول‪ :‬فكرة المشروع و فرصة العمل‬

‫‪ -2‬طبيعة و مفهوم الفرصة‬

‫‪ -0‬مصادر الفرص المقاوالتية و كيفية اكتشافها‬

‫‌‬
‫ث‬
‫أ‪ -‬اراء بعض المفكرين في مصادر فرص العمل‬

‫ب‪ -‬طرق اختيلر و تطوير االفكار الجيدة‬

‫ج‪ -‬اهم العوامل المؤثرة في خلق و اكتشاف فرصة مقاوالتية‬

‫د‪ -‬دوافع المقاول‬

‫ه‪ -‬تحديد المواصفات الشخصية االساسية للمقاول‬

‫المحور الثاني‪ :‬انماط المقاول‬

‫المحور الثالث‪ :‬البحث عن الفكرة‬

‫‪ -2‬المراحل االساسية للبحث عن الفكرة‬

‫‪ -0‬مصادر الحصول على الفكرة‬

‫‪ -3‬طرق انشاء الفكرة‬

‫‪ -4‬االفكار الصحيحة و الخاطئة‬

‫‪ -5‬دراسة قابلية تجسيد الفكرة‬

‫المحور الرابع‪ :‬دراسة السوق و البحث عن المعلومات‬

‫‪ -2‬دراسة السوق و المعلومات‬

‫‪ -0‬انواع المعلومات التسويقية‬

‫‪ -3‬االخطاء الواجب تجنبها عند دراسة السوق‬

‫‪ -4‬دراسة الجوانب المالية‬

‫أ‪ -‬الحاجات من االموال الدائمة‬

‫ب‪ -‬مصادر التمويل‬

‫ج‪ -‬اعداد مخطط العمل‬

‫‌‬
‫ج‬
‫المحور الخامس‪ :‬مراحل اعداد مخطط العمل‬

‫‪ -2‬اعداد مخطط االعمال‬

‫أ‪ -‬مكونات مخطط االعمال‬

‫‪ -0‬تحديد الجوانب القانونية للمؤسسة‬

‫أ‪ -‬حقوق التسجيل المرتبطة بهيكل المؤسسة‬

‫‪ -3‬المخاطر المتعلقة بالمقاول‬

‫‌‬
‫ح‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تطور مفهوم المقاوالتية خالل مرحلة زمنية طويلة تعدت ال‪ 052‬سنة‪ ،‬لكن هذه الفترة الزمنية الطويلة‬
‫وقفت عاجزة عن إيجاد مفهوم موحد للمقاوالتية خاصة مع االختالفات الكبيرة التي اكتنفت تطور الدراسات‬
‫واألبحاث المتعلقة بالموضوع‪ ،‬حيث تعددت التوجهات الفكرية بين االقتصاديين وعلماء النفس واالجتماع‬
‫وعلماء اإلدارة‪ ،‬إذ اتخذ كل فريق منهم منهجا فكريا مختلفا‪ ،‬وهذا ما أنتج لنا مع الزمن مقاربات مختلفة‬
‫لدراسة الظاهرة يمكن حصرها في ثالث مقاربات أساسية هي‪ :‬المقاربة الوصفية الوظيفية والمقاربة‬
‫السلوكية‪ ،‬ومقاربة العملية أو السيرورة المقاوالتية‪ ،‬وسنحاول في المبحث التطرق لهذه المقاربات بالسرد‬
‫والتحليل‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬ماهية المقاوالتية‬

‫عرف موضوع المقاوالتية اهتماما كبي ار من طرف الحكومات‪ ،‬وهذا كونها أوضحت تمثل أحد أقطاب‬
‫االقتصاد وقاطرات نموه‪ ،‬وما يؤكد على هذا تزايد الملتقيات العلمية والمؤتمرات الدولية التي تناقش‬
‫الموضوع في مختلف المحافل والمناسبات‪ ،‬وكذا اإلعانات والتسهيالت التي تمنحها الدولة لتشجيعها‪.‬‬

‫لذا سوف نتطرق في هذا المبحث إلى نشأتها وتطورها وكذا مفهومها باإلضافة إلى مصطلحات ذات صلة‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ -1‬نشأة المقاوالتية‪:‬‬

‫لقد تطور البحث في مجال المقاوالتية حسب ثالث اتجاهات فكرية‪ ،‬فإلى غاية الستينات عرف هذا‬
‫المجال سيطرة االتجاه الوظيفي الذي يدرس المقاوالتية من الجانب االقتصادي‪ ،‬ليظهر بعدها اتجاه ثان‬
‫إلى جانبه يركز على دراسة خصائص األفراد وتأثيرها على المقاوالتية‪ ،‬ومع بداية التسعينيات ظهر اتجاه‬
‫جديد يتزعمه المسيرون اهتم بدراسة سير العملية ككل‪ ،‬وبعد عرض االتجاه االقتصادي سنقوم بالتطرق‬
‫تباعا إلى اتجاه خصائص األفراد واتجاه سير النشاط المقاوالتي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أ‪ -‬المقاوالتية حسب االتجاه االقتصادي‪:‬‬

‫لقد تمت دراسة المق اوالتية لفترة طويلة من الزمن انطالقا من العلوم االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫قامت بالتركيز على نتائج المقاوالتية في محاولة لإلجابة على التساؤلين التاليين‪ :1‬ما هو تأثير األنشطة‬
‫المقاوالتية على االقتصاد؟ ما هي الظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية التي تشجع المقاوالتية؟‬

‫كما تضمن هذا االتجاه محاوالت عديدة لتعريف المقاول انطالقا من وظائفه االقتصادية‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫تطور مفهوم المقاول عبر الزمن تماشيا مع التحوالت التي عرفها النظام االقتصادي العالمي‪ ،‬حيث‬
‫استعملت كلمة المقاول ألول مرة سنة ‪ 2121‬من طرف ‪Montchrétien‬وكانت تعني الشخص الذي يوقع‬
‫عقدا مع السلطات العمومية من أجل ضمان انجاز عمل ما‪ ،‬أو مجموعة مختلفة‪ ،2‬وبناءا على ذلك كانت‬
‫توكل إليه مهام تشييد المباني العمومية‪ ،‬انجاز الطرق‪ ،‬ضمان تزويد الجيش بالطعام‪ ،‬إضافة إلى غيرها‬
‫من المهام‪.‬‬

‫ثم بدأ مصطلح المقاول يتوسع ليصبح أكثر شموال في القرن الثامن العشر ليعني‪ " :3‬الشخص الذي‬
‫يباشر في عمل ما " أو بكل بساطة هو " شخص نشيط يقوم بإنجاز العديد من األعمال "‪.‬‬

‫وبالرغم من أن استعمال هذا المصطلح من قبل إال أن الفضل في إدخاله إلى النظرية االقتصادية يعود‬
‫إلى كل من ‪ R. Cantillon‬سنة ‪ 2555‬و ‪B.SayJ.‬سنة ‪ ،2023‬واللذان يعتبران من االقتصاديين األوائل‬
‫الذين قدموا تصو ار واضحا لوظيفة المقاول ككل‪.‬‬

‫‪ Say‬و‪ Cantillon‬هو شخص مخاطر يقوم بتوظيف أمواله الخاصة‪ ،‬ويعتبر‬ ‫فالمقاول حسب‬
‫‪ Cantillon‬عدم اليقين عنص ار أساسيا في تعريفه للمقاول‪ ،‬حيث يعرفه وبغض النظر عن نشاطه‪ ،‬بأنه‬
‫الشخص الذي يشتري (أو يستأجر) بسعر أكيد ليبيع (أو ينتج) بسعر غير أكيد‪ .4‬وألن المقاول ال يمكنه‬
‫التأكد من نجاح نشاطه الذي أسسه بأمواله الخاصة فهو يتحمل وحده األخطار المرتبطة بشروط السوق‪،‬‬
‫وبتقلبات األسعار وبالظروف الطبيعية حيث يقوم بشراء العوامل الضرورية لإلنتاج والمواد األولية بسعر‬
‫محدد‪ ،‬ليقوم بتحويلها أو بيعها‪ ،‬وفي المقابل ال يملك ضمانات لما سيجنيه‪ ،‬وال يمكنه التأكد من المداخيل‬
‫التي سيحصل عليها من وراء ذلك‪ ،‬وال من قدرة مشروعه على تغطية التكاليف وتحقيق األرباح والتي هي‬
‫الدافع االساسي من وراء نشاطه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫يعكس هذا التعريف خصائص الفترة الزمنية التي عاش فيها الباحث‪ ،‬والتي تتميز باقتصاد مبني أساسا‬
‫على الفالحة‪ ،‬مع تطور ملحوظ للمبادالت التجارية‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى ‪Say‬األمر الذي يميز المقاول وخاصة الصناعي هو قدرته على تطبيق العلم‬
‫والمعرفة‪ ،‬حيث فرق بين كل من العالم الذي يدرس قوانين الطبيعة ويقوم بإجراء البحوث‪ ،‬المقاول‪،‬‬
‫والعامل الذي يعمل لحسابهما‪ ،‬فالمقاوليقوم باستغالل المعارف التي يمتلكها العالم من أجل إنتاج سلع ذات‬
‫منفعة‪ ،‬ويعتمد في ذلك على العامل الذي تتمثل مهمته في انجاز العمل‪ ،‬ويصف ‪ Say‬أيضا المقاول‬
‫والذي يمكن أن يكون فالحا‪ ،‬حرفيا أو تاج ار بأنه الوسيط بين طبقات المنتجين لمختلف عوامل اإلنتاج من‬
‫مالك األراضي وعمال وأصحاب رؤوس األموال‪ ،‬وبين هؤالء والمستهلك‪.‬‬

‫ونظ ار لخبرته في المجال الصناعي ومجال البنوك يدرك ‪Say‬أن المقاول هو قبل كل شيء منظم‪،‬‬
‫حيث يقوم بالتنسيق بين عوامل اإلنتاج المختلفة‪ :‬األرض‪ ،‬العمل‪ ،‬رأس المال من أجل الوصول إلى‬
‫تحقيق أقصى منفعة ممكنة وبالمقابل تترافق األنشطة الصناعية دائما وحتى المسيرة منها بشكل جيد‬
‫‪5‬‬
‫بعض األخطار التي تجعلها عرضة للفشل‪.‬‬

‫إضافة إلى تمتع المقاول بخاصية مهمة أخرى وهي قدرته الكبيرة على الحكم حيث يقوم بتقييم‬
‫‪6‬‬
‫االحتياجات والوسائل الضرورية إلشباعها‪ ،‬ويوازن بين الهدف والوسائل التي يمتلكها‪.‬‬

‫يتفق ‪Say‬و‪ Cantillon‬في أنه ال يشترط أن يكون المقاول شخصا ثريا إذ يمكنه اللجوء إلى االقتراض‬
‫من اآلخرين‪ ،‬وبذلك يفرق بين الرأسمالي الذي تتمثل مهمته في إقراض األموال مقابل الحصول على مبلغ‬
‫معين يعرف بالفائدة‪ ،‬وبين المقاول الذي يتحمل المخاطر التي يمكن أن تعرقل نجاح نشاطه الذي أسسه‬
‫بأمواله الخاصة‪ ،‬أو اللجوء إلى االقتراض من مالك رؤوس األموال‪.‬‬

‫وكذلك نجد أعمال‪A. Marshal‬الذي يعتبر من أوائل الكتاب االنجليز الذين اهتموا بالمقاول وذلك في‬
‫بداية القرن العشرين‪ ،‬حيث تزامنت أعماله مع ظهور المؤسسات الكبيرة‪ ،‬ولذلك فهو يعتبر أن تحول‬
‫االقتصاد من االعتماد على نظام الحرف الصغيرة التي يسيرها العمال أنفسهم إلى نظام المؤسسات الكبيرة‬
‫المسيرة من طرف مقاولين رأسماليين يتطلب وجود رجال ذوي طاقات كبيرة تتمثل مهمتهم في تسيير‬
‫اإلنتاج بطريقة تؤدي إلى جعل الجهد المبذول يقدم أحسن نتيجة ممكنة من أجل إشباع الحاجات‬
‫‪5‬‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ونالحظ أن ‪Marshal‬لم يفرق بين المقاول والمسير حيث عرف المقاول بتسليط الضوء على قدراته‬
‫التسييرية وعلى قدرته على تنظيم عمل عددكبير من األشخاص‪.‬‬

‫وبالرغم من مختلف هذه الدراسات‪ ،‬لم يصبح المقاول عنص ار محوريا في التطور االقتصادي إال مع‬
‫ظهور األبحاث التي قام بها أب المقاوالتية‪ J.A.Schumpeter‬سنة ‪ ،2335‬حيث يعتبر هذا الباحث أول‬
‫من تفطن ألهمية عامل التغيير‪ ،‬وذلك عن طريق االستعمال المختلف للموارد واالمكانيات المتاحة‬
‫للمؤسسة‪ ،‬وضرورة العمل على اكتشاف واستغالل الفرص الجديدة‪ ،‬وادخال تنظيمات جديدة‪ ،‬حيث تتمثل‬
‫وظيفة المقاول ‪ "7‬البحث عن التعيير والتصرف بما يوافقه واستغالله كأنه فرصة"‪.‬‬

‫فالمقاول حسب ‪ Schumpeter‬وقبل كل شيء شخص مبدع يقوم باستخدام الموارد المتاحة بطريقة مختلفة‪،‬‬
‫‪8‬‬
‫كما يعتمد على االختراعات والتقنيات المبتكرة من أجل الوصول لتوليفات إنتاجية جديدة تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬صنع منتج جديد؛‬


‫‪ ‬استعمال طريقة جديدة في اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬اكتشاف قنوات توزيع جديدة في السوق؛‬
‫‪ ‬اكتشاف مصادر جديدة للموارد األولية أو المواد نصف المصنعة؛‬
‫‪ ‬إنشاء تنظيمات جديدة‪.‬‬

‫ومن أجل اإلبداع‪ ،‬يقوم المقاول بتحميل األخطار المترتبة عن عملية البحث عن تنظيمات جديدة‬
‫لعوامل اإلنتاج‪ ،‬ولكنه ال يتحمل هو بنفسه الخطر الذي يمكن أن يلحق بمؤسسته إنما سوق األموال هي‬
‫التي تسمح له بإيجاد ممولين يتحملون األخطار بدال عنه‪ ،‬كما أن الدافع األول الذي يحركه ال يكمن في‬
‫‪9‬‬
‫البحث عن األرباح‪ ،‬وانما هي الرغبة في النجاح من خالل تحقيق تنظيمات جديدة‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى ‪Kizner‬المقاول هو شخص حساس للفرص‪ ،‬ففي حين أن وظيفة المقاول حسب‬
‫‪ Schumpeter‬تتمثل في إحداث حالة تخل بالتوازن وتكسر الروتين من أجل إحداث التغيير‪ ،‬فالمقاول‬
‫حسبه تتمثل مهمته في إعادة حالة التوازن باستغالل الفرص الناتجة عن اختالله‪ ،‬فالخاصية األساسية‬
‫للمقاول حسبه تتمثل في إدراكه لوجود فرص مربحة معرفة بالفرق بين أسعار المدخالت وأسعار‬
‫المخرجات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫كما يفرق بين المقاولة والتسيير‪ ،‬فإذا كان المقاول ينتج عندما يقوم شخص باستغالل فرص ربح غير‬
‫مستغلة‪ ،‬فالمسير يسعى للرفع من فعالية طرق اإلنتاج إلى أقصى حد ممكن وذلك بتعظيم كمية‬
‫‪10‬‬
‫المخرجات انطالقا من مستوى معين من المدخالت‬

‫وعلى عكس النظريات االقتصادية التي ركزت على دراسة تأثير المقاوالتية على االقتصاد ظهرت‬
‫مجموعة من النظريات الثقافية والتي تندرج ضمن النظريات االجتماعية تهتم بدراسة المقاوالتية والعوامل‬
‫الثقافية التي تساهم في ترقيتها ومن روادها ‪M. Weber‬والذي من خالل كتابه الذي أصدره سنة ‪ 2325‬أراد‬
‫أن يبين أن المقاوالتية هي خاصية مرتبطة بالمجتمع الغربي حيث قام بالرابط بين مبادئ المذهب‬
‫البروتستانتي للديانة المسيحية ونشاط المقاول‪،11‬‬

‫وتوصل إلى نتيجة تتمثل في أن قيم المذهب البروتستانتي في االزدهار االقتصادي للمجتمع‪.‬‬

‫إن االتجاه االقتصادي تتمتع بأهمية كبيرة‪ ،‬حيث ساهم في إعطاء أسس تاريخية لمجال المقاوالتية غير‬
‫أن هذا االتجاه الذي استمر إلى غاية نهاية السبعينات لم يساهم كثي ار في تحسين فهمها للظاهرة‪ ،‬نظ ار‬
‫التساع وتشعب مجال المقاوالتية التي ترتبط مع العديد من العوامل المتنوعة التي تتجاوز حدود العلوم‬
‫‪12‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫ب‪ -‬المقاوالتية حسب اتجاه خصائص األفراد ‪:‬‬

‫لقد تم التركيز ي هذه االتجاه على المقاول في حد ذاته‪ ،‬وذلك بدراسة خصائصه باعتبارها وسيلة يمكن‬
‫من خاللها فهم النشاط المقاوالتي‪ ،‬وفي هذا اإلطار ظهرت مجموعة من الدراسات قامت بدراسة المقاول‬
‫انطالقا من الخصائص النفسية والخصائص الشخصية‪ ،‬والتي سعت لإلجابة عن نوعين من األسئلة‪:13‬‬
‫من هو المقاول‪ ،‬ما الذي يميزه عن اآلخرين‪ .‬وكذلك لما يصبح مقاوال‪ ،‬لماذا يقوم بإنشاء مؤسسته‬
‫الخاصة؟‬

‫أوال‪ :‬الخصائص النفسية‬

‫إيجاد خاصية رئيسية‪ ،‬أو مجموعة من الصفات يمكن من خاللها التعرف على المقاول‪ ،‬فنجد أعمال‬
‫‪ D.McClleland‬حاولت في بداية الستينات الذي بين من خالل دراسته أن الخاصية األساسية التي تميز‬
‫سلوك المقاول هي الحاجة إلى اإلنجاز‪ ،‬بمعنى الحاجة للتفوق وتحقيق الهدف‪ ،‬فحسبه المقاول هو‬

‫‪5‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫شخص تحكمه حاجة كبيرة لإلنجاز‪ ،‬يبحث عن مواقف تسمح له برفع التحدي والتي من خاللها يقوم‬
‫‪14‬‬
‫بتحمل المسؤولية في إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجهه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص الشخصية‬

‫اهتمت بدراسة الخصائص الشخصية للمقاول مثل الوسط العائلي الذي ينتمي إليه‪ ،‬المستوى التعليمي‬
‫الذي يتمتع به‪ ،‬الخبرة المهنية المكتسبة‪ ،‬السن‪...‬الخ‪.‬‬

‫تعرض هذااالتجاه إلى انتقادات كثيرة وذلك نهاية الثمانينات‪ ،‬كونه غير قادر على تقديم شرح شامل‬
‫للظاهرة‪ ،‬فمن الصعب شرح تصرف بهذا التعقيد باالعتماد فقط على بعض الصفات النفسية أو‬
‫الشخصية‪.15‬‬

‫ج‪-‬المقاوالتية حسب سير النشاط المقاوالتي‪:‬‬

‫لقد اهتم االتجاه االقتصادي بدراسة دور المقاول في االقتصاد والمجتمع ككل‪ ،‬واهتم اتجاه خصائص‬
‫األفراد بشرح تصرفات المقاول وسلوكه‪ ،‬ولذلك جاء هذا االتجاه كحتمية تنادي بضرورة تغيير مستوى‬
‫التحليل في األبحاث المنجزة في هذا المجال وذلك بوضع المقاول جانبا والتركيز عوض ذلك على دراسة‬
‫ما الذي يحدث فعال في المقاوالتية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار ظهرت مجموعة من الدراسات ركز الباحثون من خاللها على دراسة العوامل األساسية‬
‫التي تسمح للمقاول والمؤسسة الجديدة بالنجاح‪ ،‬من بينها نجد أعمال ‪Drucker‬الذي أشار في مطلع‬
‫الثمانينات إلى التحول الكبير الذي ط أر على النظام االقتصادي والذي انتقل بفضل روح المقاوالتية من‬
‫اقتصاد مرتكز على أساس على المسيرين إلى اقتصاد مبني على المقاولين‪.‬‬

‫فبالنسبة له تكمن أسباب نجاح المقاول حسبه في اإلبداع الذي يعتبر وسيلة ضرورية لزيادة‬
‫الثروات‪ " :‬يجب على المقاولين البحث عن مصادر اإلبداع‪ ،‬وعن المؤشرات التي تدل على االبتكارات‬
‫التي يمكنها النجاح‪ ،‬ويجب عليهم أيضا االطالع على المبادئ التي تسمح لهذه االبتكارات بالنجاح‬
‫‪16‬‬
‫وتطبيقها "‬

‫كما ركز أيضا على أهمية التغيير‪ ،‬والذي يستطيع المقاول من خالله استعمال الموارد المتاحة‬
‫بطريقة جديدة وبشكل مختلف عما سبق‪ ،‬كأن يقوم مثال بتغيير المجال أو القطاع الذي يستغل فيه‬

‫‪6‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المقاول هذه الموارد إلى قطاع آخر ذو مردودية أحسن وانتاجية أعلى‪ ،‬أو أن يقوم باستعمال الموارد التي‬
‫يمتلكها أو تنسيقها بطرق جديدة تعطيها أكثر إنتاجية‪.‬‬

‫ويعتبر ‪ Gartner‬أيضا من رواد هذا االتجاه‪ ،‬حيث اقترح على الباحثين االهتمام بدراسة سير عملية‬
‫إنشاء المؤسسة الجديدة أي االهتمام بما يفعله المقاولون فعال عوض االهتمام بما هم عليه‪ ،‬وقدم نموذجا‬
‫يصف فيه عملية إنشاءمؤسسة جديدة‪ ،‬هذا النموذج له أربعة أبعاد تتمثل في‪ :‬المحيط‪ ،‬الفرد‪ ،‬سير العملية‬
‫والمؤسسة‪ ،‬يعتبر الباحث مجموع النشاطات التي تسمح بإنشاء مؤسسة جديدة كمتغير واحد ضمن‬
‫النموذج الذي قدمه دون إهمال االبعاد األخرى‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وتتمثل هذه النشاطات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬البحث عن الفرصة المناسبة؛‬


‫‪ ‬جمع الموارد؛‬
‫‪ ‬تصميم المنتج؛‬
‫‪ ‬إنتاج المنتج؛‬
‫‪ ‬تحمل المسؤولية أمام الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫لقد اهتم الباحثون بهذا االتجاه ألنه يسمح لهم بالخروج من التصورات السابقة الضيقة والمحدودة التي‬
‫تنحصر في دراسة عامل واحد‪ ،‬صفة إنسانية‪ ،‬أو وظيفة اقتصادية لعملية معقدة والتي يجب أن تدرس‬
‫ككل متكامل ومن جميع الجوانب حتى نتمكن من فهمها بشكل أفضل‪.‬‬

‫‪ -2‬االتجاهات المفسرة للمقاوالتية‪:‬‬

‫أصبحت المقاواتية مفهوم شائع االستعمال ومتداول بشكل واسع في معظم البلدان‪ ،‬ومحور أساسي‬
‫للتطور‪ ،‬ونمط حياة جذاب يمكن األفراد من تحقيق ذواتهم ويصبحوا أكثر استقاللية ومستوى معيشي‬
‫أفضل‪.‬‬

‫نظ ار الستعمال مصطلح المقاوالتية في عدة مجاالت مختلفة‪ ،‬فال نجد تعريفا واحدا فهناك عدة مداخل‬
‫لتعريفها‬

‫أ‪ -‬المقاوالتية كظاهرة تنظيمية ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫هذا االتجاه والذي يتزعمه ‪ Gartner‬يعتبر أن المقاوالتية هي عملية إنشاء منظمات جديدة‪ ،‬وحتى‬
‫يتسنى لنا فهم هذه الظاهرة يتوجب علينا دراسة العملية التي تؤدي إلى والدة وظهور هذه المنظمات‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫بمعنى آخر مجموع النشاطات التي تسمح للفرد بإنشاء مؤسسة جديدة‪.‬‬

‫فحسب هذا االتجاه تشمل المقاوالتية مجموع األعمال التي يقوم من خاللها المقاول بتجنيد وتنسيق الموارد‬
‫المختلفة من معلومات‪ ،‬موارد مالية‪ ،‬بشرية‪ ،...‬وذلك من أجل تجسيد فكرة في شكل مشروع مهيكل وأن‬
‫‪19‬‬
‫يكون قاد ار على التحكم في التغيير ومسايرته من خالل أنشطة مقاوالتية جديدة‬

‫كما يرى هذا االتجاه أيضا أن عملية إنشاء مؤسسة جديدة هي ظاهرة تنتج عن التأثير المتبادل للعديد‬
‫من العوامل المختلفة مثل األفكار‪ ،‬الخبرة‪ ،‬والتي يصبح لها معنى بواسطة تنظيم جديد‪ ،‬ويركز " ‪"Gartner‬‬
‫أساسا على مسألة ظهور هذه المنظمة وكيف تتمكن هذه األخيرة من البروز والتحول إلى كيان موجود حقا‬
‫بعدما كانت مجرد فكرة‪ ،‬ويشيد أيضا بقدرة المقاول الكبيرة على تحويل األحالم أو الرؤية إلى حقيقة‬
‫ملموسة مجسدة في شكل جديد‪.‬‬

‫غير أن هذا االتجاه يشوبه بعض الغموض‪ ،‬فبالرجوع إلى طريقة االستغالل المعتمدة لتثمين فرصة أو‬
‫ابتكار ما يمكننا االعتماد على مؤسسة قائمة بدل اللجوء إلى مؤسسة جديدة‪ ،‬فهل هذه الحالة تعتبر حالة‬
‫مقاوالتية أم ال‪ .‬ومن جهة أخرى ومثلما بينه ‪ Bruyat‬ال يمكن أن تؤدي جميع المؤسسات المقامة إلحداث‬
‫حاالت تكون فيها شدة التغيير بالنسبة للفرد باإلضافة إلى أهمية القيمة المقدمة ذات مستوى عال‪ ،‬حيث‬
‫‪02‬‬
‫يمكن للمؤسسات أن تنشأ عن طريق التقليد أو إعادة اإلنتاج‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن أن نعرف المقاوالتية حسب هذا االتجاه بأنها عملية إنشاء لمؤسسة من خالل‬
‫تجسيد فكرة في مشروع‪.‬‬

‫ب‪ -‬المقاوالتية استغالل الفرص‪:‬‬

‫حسب هذا االتجاه يعرف ‪Shane‬و‪Venkatarman‬المقاوالتية بأنها العملية التي يتم من خاللها اكتشاف‬
‫وتثمين واستغالل الفرص التي تسمح بخلق منتجات مستقبلية‪ .‬والفرصة حسب ‪Casson‬تعني الحاالت‬
‫التي تسمح بتقديم منتجات‪ ،‬خدمات ومواد أولية جديدة‪ ،‬باإلضافة أيضا إلى إدخال طرق جديدة في تنظيم‪،‬‬
‫وبيعها بسعر أعلى من تكلفة إنتاجها‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق المقاول الذي يعتبر شخصا قاد ار على اكتشاف‬
‫موارد غير مثمنة والتي قام بشرائها وتنظيمها من أجل إعادة بيعها في شكل سلع ومنتجات مثمنة بشكل‬

‫‪8‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أفضل من طرف المستهلكين‪ ،‬وتفطن المقاول لمثل هذه الفرص يولد لديه رؤية مقاوالتية تدفعه لغنشاء‬
‫‪00‬‬
‫مؤسسة بهدف استغاللها‪ 02.‬كما يوجد أيضا حسب‪ Drucker‬مصادر أخرى للفرصة والتي تتمثل في‪:‬‬

‫*الفرص المتواجدة ف األسواق كثمرة لعدم الكفاءة الناتجة عن تناظر امعلومة‪ ،‬أو عن عدم امتالك‬
‫التكنولوجيا الالزمة لتلبية الحاجات غير المشبعة‪.‬‬

‫* الفرص الناتجة عن التغرات الخارجية في المجاالت االجتماعية‪ ،‬السياسية‪ ،‬الديمغرافية واالقتصادية‪.‬‬

‫* الفرص الناتجة عن االبتكارات واالكتشافات والتي تولد أيضا معارف جديدة‪.‬‬

‫إذن يركز هذا االتجاه على دراسة ظهور اقتصادي جديد‪ ،‬والذي ليس بالضرورة مرتبط بظهور مؤسسة‬
‫جديدة‪ ،‬ويطرح أ يضا هذا االتجاه بعض المشاكل الرئيسية في تصوره للمقاوالتية‪ ،‬حيث أن الفرص في‬
‫الطبيعة كما هي‪ ،‬ويكفي امتالك القدرة على معرفتها حتى نتمكن من امتالكها وتحويلها لحقيقة اقتصادية‪،‬‬
‫ولكن في الحقيقة يمكن أن تتشكل الفرص المقاواتية من خالل عملية إنشاء النشاط وليست هي بذاتها‬
‫نقطة االنطالق‪ .‬كما يركز هذا االتجاه فقط‬

‫على دراسة طريقة استغالل أو تجسيد الفرصة التي تسمح بخلق منتج أو خدمة‪ ،‬في حين أنه يتوجب‬
‫‪03‬‬
‫علينا دراسة ما يحدث فعال في الماوالتية من أجل فهم الظاهرة بصورة أفضل‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن أن تعرف المقاوالتية بانها استغالل للفرص التي تسمح بتجسيد مشروع‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقاوالتية ازدواجية بين الثنائية (الفرد – خلق القيمة) ‪:‬‬

‫حسب هذا االتجاه تتمحور المقاوالتية حول دراسة العالقة التي تربط بين الفرد والقيمة التي انشأها‬
‫ويتزعمه " ‪ "Bruyat‬فبالنسبة إليه يتمثل الموضوع العلمي المدروس في مجال المقاولة في الثنائية الفرد‬
‫وخلق القيمة‪ ،04‬والثنائية هنا عبارة عن مبدا اقترح من طرف ‪ Morin‬وهو يندرج ضمن ديناميكية للتغيير‬
‫ويعرف من منظورين‪ ،‬األول ينطلق من الفرد ويعتبره الشرط األساسي في خلق القيمة فهو العامل الرئيسي‬
‫في الثنائية إذ يقوم بتحديد طرق اإلنتاج‪ ،‬سعته وكل التفاصيل المتعلقة بالقيمة المقدمة‪ ،‬وبالتالي المقاول‬
‫هو ذلك الشخص أو المجموعة في صدد خلق قيمة كإنشاء مؤسسة جديدة مثال‪ ،‬والذي بدونه لم يكن لهذه‬
‫القيمة أن تقدم‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أما المنظور الثاني فهو يعتبر أن خلق القيمة من خالل المؤسسة التي أنشأها هذا الفرد‪ ،‬تؤدي إلى‬
‫جعل هذا األخير مرتبطا بالمشروع الذي أنشأه إلى درجة انه يصبح معرفا به‪ ،‬وتحتل القيمة التي قدمها‬
‫مكانة كبيرة في حياته‪ ،‬كما أنها تؤثر بشكل كبير عليه‪ ،‬إذ تدفعه لتعلم أشياء جديدة‪ ،‬لتعديل شبكة عالقاته‬
‫بما يتماشى مع متطلباته‪ ،‬وهي قادرة حتى على تغيير صفاته وقيمه‪ ،‬وعندمايقوم الفرد بإنشاء مؤسسة أو‬
‫تقديم ابتكار ما فاته بالمقابل يصبح مقيدا بالمشروع الذي أقامه‪ .‬أما عن القيمة المقدمة فهي تتمثل في‬
‫مجموع النتائج التقنية‪ ،‬المالية والشخصية التي تقدمها المنظمة والتي تولد رضا المقاول واألطراف الفاعلة‬
‫أو المهتمة‪.‬‬

‫يمكن اعتبار أن هذه االتجاهات الثالث متكاملة حيث ال يكفي أي اتجاه لوحده لتعريف المقاوالتية‪،‬‬
‫وبصفة عامة يمكن تعريفها كالتالي‪ :‬المقاوالتية هي مجموعة النشاطات يتم من خاللها إنشاء مؤسسة ذات‬
‫طابع تنظيمي من خالل استغالل الفرص المتاحة من طرف فرد يتمتع بخصائص معينة من أجل تجسيد‬
‫فكرة مبدعة وبالتالي خلق قيمة‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫ومنه فإنه يجب توفر ثالث عناصر أساسية في المقاوالتية هي‪:‬‬

‫‪ ‬المقاولون الذين لن يكون هناك إبداع من دونهم؛‬


‫‪ ‬البعد التنظيمي المرتبط بالرؤية‪ ،‬الثقة المثالية‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬التحوط للفشل‪ ،‬التحوط للغموض‪ ،‬الرقابة‬
‫الداخلية؛‬
‫‪ ‬البعد البيئي المرتبط بالتنوع في األسواق؛‬

‫وبناءا على ما سبق يمكن تحديد الجوانب الرئيسية للمقاوالتية كما يلي‪:‬‬

‫* هي عملية إنشاء شيء جديد ذو قيمة؛‬

‫* تخصيص الوقت الجهد والمال؛‬

‫* تحمل المخاطر المختلفة الناجمة عن المخاطرة؛‬

‫* الحصول على العوائد الناجمة عن المخاطرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -3‬مصطلحات ذات عالقة بالمقاوالتية‪:‬‬

‫لطالما ارتبط مصطلح المقاوالتية بمصطلحات أخرى لها صلة وطيدة بموضوع المقاوالتية نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الثقافة المقاوالتية‪:‬‬

‫هو مفهوم يخضع لتأثير المحيط وبعض العوامل الخارجية‪ ،‬حيث تعرف الثقافة بشكل عام على أنها‪:‬‬

‫‪ ‬التالؤم أو التوافق مع العوامل المحيطة‪ ،‬وتتضمن الثقافة كذلك األفكار المشتركة بين مجموعات‬
‫األفراد وكذا اللغات التي يتم من خاللها إيصال األفكار بها‪ ،‬وهو ما يجعل من الثقافة عبارة عن‬
‫‪01‬‬
‫نظام لسلوكيات مكتسبة‪.‬‬
‫‪ ‬مجموعة القيم المشتركة المتقاسمة بين أطراف المجتمع والتي يستعملونها في التعامالت‬
‫والتبادالت‪.05‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن تعريف ثقافة المقاوالتية على أنها‪ :00‬مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة‬
‫من فرد أو مجموعة من األفراد ومحاولة استغاللها وذلك بتطبيقها في االستثمار في رؤوس األموال وذلك‬
‫بإيجاد أفكار مبتكرة جديدة‪ ،‬ابتكار في مجمل القطاعات الموجودة إضافة إلى وجود هيكل تسييري‬
‫تنظيمي‪ ،‬وهي تتضمن التصرفات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬ردود أفعال المقاولين‪ ،‬باإلضافة للتخطيط‪ ،‬اتخاذ الق اررات‪،‬‬
‫التنظيم والمراقبة‪ .‬كما أن هناك ثالث أماكن يمكن أن ترسخ فيها هذه الثقافة هي‪ :‬العائلة‪ ،‬المدرسة‪،‬‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫ويلخص نموذج (‪ )J-P SABOURIN et Y.GASSE‬مفهوم الثقافة المقاوالتية‪ ،‬حيث يبرز المراحل‬
‫التي تقود لبروز وظهور المقاولين بين فئة المتعلمين وباألخص الذين تابعوا تكوين في مجال المقاوالتية‬
‫حيث ومن خالل تحليل ثمانية برامج تكوينية الحظ الباحثان أنه توجد عالقة إيجابية بين التوجهات‬
‫المق اوالتية للفرد واإلمكانيات المقاوالتية‪ .‬أما عن العوامل التي تؤثر على هذا النموذج فتقسم إلى ثالث‬
‫مجموعات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المسبقات‪ :‬وتمثل مجموع العوامل الشخصية والمحيطية التي تشجع على ظهور االستعدادات عند‬
‫الفرد‪ ،‬حيث الحظ الباحثان بأن الطلبة الذين لديهم آباء يعملون لحسابهم الخاص لديهم إمكانيات مقاوالتية‬
‫أكبر بالمقارنة مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ثانيا‪ :‬االستعدادات‪ :‬وهي مجموع الخصائص النفسيةالتي تظهر عند المقاول‪ .‬وهي المحفزات‪ ،‬المواقف‪،‬‬
‫األهلية الفائدة المرجوة والتي تتفاعل في ظل ظروف مالئمة لتتحول إلى سلوك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تجسيد اإلمكانيات والقدرات المقاوالتية في مشروع‪ :‬وهذا يكون تحت تأثير الدوافع المحركة والتي‬
‫تشمل العوامل اإليجابية وعوامل عدم االستم اررية (انقطاع)‪ ،‬فكلما زادت كثافة الدوافع المحركة فهي تشجع‬
‫اإلفراد أكثر على خلق المشاريع‪ ،‬واألفراد الذين يملكون إمكانيات وقدرات مقاوالتية أكبر فهم يحتاجون‬
‫لدوافع محركة أخف‪.‬‬

‫ب‪ -‬روح المقاوالتية‪:‬‬

‫لقد ازداد اهتمام الباحثين بدراسة روح المقاوالتية نظ ار ألهميتها الكبيرة في تدعيم وتشجيع المقاوالتية‪،‬‬
‫وألن المصطلح مازال محل البحث لم يتم التوصل إلى اتفاق حول إيجاد تعريف موحد وشامل له‪.‬‬

‫فحسب ‪ Leger-Jarniou‬ال يجب الخلط بين روح المقاوالتية وروح المؤسسة فلكل منهما مفهومه الخاص‬
‫به‪ ، 03‬فروح المؤسسة تتمثل في مجموع المواقف اإليجابية تجاه المؤسسة والمقاول‪ ،‬أما عن روح المقاوالتية‬
‫فهي تنتقد التصور الذي يعتبرها عملية التعرف على الفرص وجمع الموارد الكافية ذات الطبيعة المختلفة‬
‫من أجل تحويلها إلى مؤسسات‪ ،‬بل يجب أن ينظر إلى هذه العملية كنتيجة ممكنة التحقيق لروح‬
‫المقاوالتية وليس كمفهوم لها‪.‬‬

‫حيث ترتبط روح المقاوالتية بالدرجة األولى بأخذ المبادرة والعمل أو االنتقال للتطبيق‪ ،‬فاألفراد الذين‬
‫يتمتعون بروح المقاوالتية يمتلكون العزيمة على تجريب أشياء جديدة‪ ،‬أو على انجاز األعمال بطريقة‬
‫مختلفة وذلك بسبب بسيط يكمن في وجود إمكانية التغيير‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون لهؤالء األفراد الرغبة‬
‫في إنشاء مؤسستهم الخاصة‪ ،‬وال حتى في الدخول في مسار مقاوالتي‪ ،‬فهم يهدفون بالدرجة األولى إلى‬
‫تطوير قدرة للتعامل مع التغيير‪ ،‬الختبار وتجريب أفكارهم والتعامل بكثير من االنفتاح والمرونة‪.‬‬

‫وحسب التعريف المقدم من مجموعة من المختصين في االتحاد األوروبي المكلفين بتدريس المقاوالتية‪،‬‬
‫يجب أ ال تنحصر روح المقاوالتية فقط في عملية إنشاء المؤسسات‪ ،‬بل يجب النظر إليها كموقف عام‬
‫يمكن استعماله بالفائدة من طرف كل فرد في حياته اليومية وفي كل النشاطات المهنية‪ .‬ولذلك ال يجب‬
‫حصر روح المقاوالتية في مجموعة الوسائل والتقنيات التي تسمح باالنطالق في نشاط تجاري ألنها تتعلق‬
‫‪32‬‬
‫قبل كل شيء بالمبادرة والعمل‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫إذن روح المقاوالتية هي عبارة واسعة الدالالت والمعاني تتعدى في مفهومها عملية إنشاء المؤسسات‬
‫الفردية‪ ،‬لتشمل تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة مما يمكن األفراد من‬
‫أنفسهم‪ ،‬واكتساب مهارات جديدة ناتجة عن االنتقال للميدان العلمي وتجريب األفكار الجديدة‪ ،‬وبالتالي‬
‫كسر الخوف من التغيير واكتساب مرونة في التعامل مع المستجدات‪.‬‬

‫ج‪ -‬العملية المقاوالتية‪:‬‬

‫لقد تم تقديم المقاوالتية سابقا على أنها عملية خلق وايجاد شيء جديد ذي قيمة مع اعتبار المخاطر‬
‫والعوائد المصاحبة لهذه العملية من المقاولين أنفسهم‪ ،‬ومن هنا يمكن تعريف العملية المقاوالتية بأنها القدرة‬
‫على تعريف وتقييم الفرص‪ ،‬ثم تطوير خطة المشروع المناسبة‪ ،‬ومن ثم تحديد الموارد الالزمة أو المطلوبة‬
‫لبناء وادارة المشروع المنبثق‪ ،‬فهذه األنشطة واإلجراءات ال بد وأن تتولد مع انطالقة أي منظمة ريادية أو‬
‫‪32‬‬
‫مشروع ريادي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫وقد حدد ‪ Baygrave‬و‪ Hofer‬خصائص العملية المقاوالتية على النحو التالي‪:‬‬

‫*أنها عملية تنشأ بمحض واختيار وارادة اإلنسان‪.‬‬

‫*أنها تحدث على مستوى الشركات الفردية في أغلب األحوال‪.‬‬

‫*أنها تتضمن نوعا من تغيير األوضاع‪.‬‬

‫*أنها تتضمن نوعا من عدم االستم اررية‪.‬‬

‫*أنها عملية شاملة‪.‬‬

‫*أنها عملية ديناميكية‪.‬‬

‫*أنها تتمتع بالذاتية إلى حد كبير‪.‬‬

‫*أنها تتضمن العديد من المتغيرات السابقة على حدوثها‪.‬‬

‫*أن نتائجها حساسة جدا لألوضاع المبدئية التي تتخذها هذه المتغيرات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫د‪ -‬المقاولة المؤسسية‪:‬‬

‫لقد تعددت المفاهيم الخاصة بالمقاولة المؤسسة ‪ CorporateEntrepreneurship‬فمنها المقاولة الداخلية‬


‫‪ Intrapreneurship‬والتي تمثل المقاول داخل التنظيم‪ ،‬أو عمل المشاريع التابعة للمنظمة‬
‫التنظيم‬ ‫داخل‬ ‫المؤسسية‬ ‫المقاولة‬ ‫مستوى‬ ‫أو‬ ‫‪InternalIntrapreneurship‬‬

‫‪ .InternalCorporateIntrapreneurship‬ويعود الفضل إلى الباحث ‪ Gifford Pinchot‬الذي أبرز مفهوم‬


‫‪33‬‬
‫المقاولة المؤسسية على أنها مقاوالتية يعمل بها في منظمة قائمة باألصل‪.‬‬

‫ويمكننا التمييز بين المقاوالتية والمقاولة المؤسسية من خالل األبعاد الرئيسية اآلتية‪ :‬واقع الممارسة‪،‬‬
‫وطبيعتها ومهمتها‪ ،‬وتحمل المخاطر والصعاب‪ ،‬واالستقاللية واالعتماد على النفس‪ ،‬ورقابة البيئة الخارجية‬
‫كما تظهر في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)2-2‬أوجه االختالف بين المقاوالتية والمقاولة المؤسسية‬

‫المقاولة المؤسسية‬ ‫المقاوالتية‬ ‫مجال االختالف‬


‫نلتمسها أكثر في المنظمات صغيرة نلتمسها أكثر في المنظمات كبيرة‬ ‫واقع المؤسسة‬
‫الحجم‬ ‫الحجم‬
‫تشغيل وادارة منظمة قائمة باألصل‬ ‫ابتداء مشروع صغير الحجم وادارته‬ ‫طبيعتها ومهمتها‬
‫أقل مخاطرة ومصاعب مقارنة مع أكثر صعوبة ومخاطرة من المقاوالتية‬ ‫تحمل المخاطر والصعاب‬
‫وخصوصا المخاطرة المالية‬ ‫المقاولة المؤسسية‬
‫المقاول مستقل بذاته ويعتمد على ليس مستقال بذاته وانما تابع لمنظمة‬ ‫االستقاللية واالعتماد على النفس‬
‫معينة يخضع إلجراءاتها وقوانينها‬ ‫نفسه في إدارة منظمته‬
‫أكثر سيطرة على البيئة التي يعمل أقل سيطرة على البيئة التي يعمل بها‬ ‫رقابة البيئة الخارجية‬
‫فيها وخصوصا البيئة الداخلية‬

‫أما أوجه التشابه بين المقاوالتية والمقاولة المؤسسية فإنها تتمثل في أن كليهما يعتمد أساسا على‬
‫االبتكار واإلبداع‪ ،‬وكالهما يهدفان إلى زيادة اإلنتاجية ودعم الجهود التي تؤدي على خلق قيمة ألعضاء‬
‫المنظمة‪ ،‬وأن الدافع عند كليهما يتمحور حول البحث عن الفرص واالهتمام بإنشاء فرق العمل‪ ،‬وكالهما‬
‫يحتاج إلى الدعم والمساندة من اآلخرين في المجتمع والمنظمة‪ ،‬مع أفضلية أكبر للمقاولة المؤسسية في‬
‫عالم األعمال والمنظمات التي ترعاها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور الثاني‪ :‬ماهية المقاول‬

‫ليس هناك إطار نظري واضح ودقيق يتفق عليه جميع الباحثين في مجال مفهوم المقاول‪ ،‬هذا ما أدى‬
‫إلى التباين واالختالف الكبير بين مجموعة المفاهيم‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك أنه كثي ار ما ارتبط مفهومه‬
‫بالنظريات االقتصادية من جهة وبطبيعة النموذج االقتصادي السائد في المجتمع من جهة ثانية‪ ،‬وسيتم‬
‫التطرق من خالل هذا المبحث إلى إعطاء لمحة عامة حول المقاول وذلك من خالل ثالثة مطالب‬
‫تتضمن مفهوم المقاول وخصائصه‪ ،‬وكذا دوره في إدارة المؤسسة وادارة التغيير‪ ،‬والتعرف على الفرق بين‬
‫المقاول‪ ،‬المدير والقائد‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم المقاول‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف المقاول‪:‬‬

‫لقد تطور تعريف المقاول بالموازاة مع التطور االقتصادي‪ ،‬لذا فقد اختلفت التعاريف التي أعطيت له‬
‫فمصطلح المقاول " ‪ "Entrepreneur‬ظهر في فرنسا خالل القرن السادس عشر وهي كلمة مشتقة من‬
‫الفعل "‪ "Entreprender‬والذي معناه باشر التزم‪ ،‬تعهد وبالنسبة للغة اإلنجليزية فإنها تستعمل نفس الكلمة "‬
‫‪ " Entrepreneur‬للداللة على نفس المعنى في اللغة الفرنسية‪.‬‬

‫وعرف القاموس العام للتجارة الذي تم نشره سنة ‪ 2503‬بباريس كل من المصطلحين " ‪ " Entreprender‬و‬
‫‪34‬‬
‫" ‪ " Entrepreneur‬بالشكل التالي‪:‬‬

‫أ‪ :"Entreprender " -‬تعني تحمل مسؤولية عمل ما أو مشروع أو صناعة‪...‬الخ‪.‬‬

‫ب‪ :"Entrepreneur " -‬الشخص الذي يباشر عمال أو مشروعا ما‪ ،‬فمثال بدال من أن نقول صاحب‬
‫مصنع نقول مقاول صناعي‪.‬‬

‫أما في إنجلت ار وفي القرن السادس عشر والسابع عشر‪ ،‬فقد كان المصطلح الذي يقابل مصطلح‬
‫المقاول " ‪ "Entrepreneur‬هو مصطلح " ‪ "Undertaker‬أو " ‪ ،" Adventurer‬ولقد عرف " ‪" J.Dictionary‬‬
‫‪35‬‬
‫كلمة " ‪ " Undertaker‬على أنه‪ " :‬الشخص الذي يحاول استغالل الفرص التي تتميز بالمخاطرة "‪.‬‬

‫يعتبر االقتصادي " ‪ )2532( " R.Cantillon‬أول من وضع مفهوما للمقاول‪ ،‬ثم جاء بعده جملة من‬
‫الباحثين من المدرسة التقليدية الفرنسية أمثال " ‪ )2551( " Turgot‬وبعدها " ‪ )2003-2023( " J.B Say‬و "‬

‫‪15‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ ،)2032( " Trade‬وكذلك كان الموضوع محل اهتمام المدرسة النمساوية وتمثل ذلك في أعمال كل من "‬
‫‪ )2305-2343( " Mises " ،)2302( " Knight‬و " ‪ ،)2334( " Schumpeter‬وكذلك أعمال كل من "‬
‫‪31‬‬
‫‪ )2300( " Casson " ،)2310( " Baumol " ،)2353( " Kirzner‬ويمكن تلخيص أهم تعاريفهم فيمايلي‪:‬‬

‫أ‪ :" Cantillon " -‬المقاول هو صاحب رأس المال الذي يتحمل المخاطر الناجمة عن الاليقين البيئة‪.‬‬

‫ب‪ :"D.McClelland " -‬المقاول هو الشخص الديناميكي الذي يخوض مخاطر محسوبة‪.‬‬

‫ج‪ :" Knight " -‬المقاول هو الذي يتصرف على أساس توقعاته لتقلبات السوق‪ ،‬ويتحمل الاليقين في‬
‫ديناميكية عمل السوق‪.‬‬

‫وهن ا يتفق هؤالء الباحثون على أن المقاول يقوم بإنشاء مؤسسة أين يعمل في ظل ال يقين البيئة بصفة‬
‫عامة وتقلبات األسواق بصفة خاصة‪ ،‬ويتحمل المخاطر الناجمة عن ذلك (مخاطر مالية‪ ،‬جسدية‪ ،‬عائلية‪،‬‬
‫نفسية)‪.‬‬

‫أما اللجنة األوروبية عرفت المقاول كما يلي‪ ":‬المقاول يمكن اعتباره ذلك (أو تلك) الفرد الذي يأخذ‬
‫ويتحمل األخطار‪ ،‬بجمع الموارد بشكل فعال‪ ،‬يبتكر في إنتاج خدمات ومنتجات بطرق إنتاج جديدة‪ ،‬يحدد‬
‫األهداف التي يريد بلوغها‪ ،‬وذلك بتخصيصه الناجع للموارد‪.35‬‬

‫بالرجوع إلى قاموس ( ‪ )Meniam Webster 1988‬عرف المقاول على أنه الشخص الذي يستطيع تنظيم‬
‫‪30‬‬
‫وادارة شركته باستخدام مهارته اإلدارية‪.‬‬

‫بعد التمعن مليا في التعاريف المذكورة سابقا والتي تزامنت والتطور االقتصادي يمكن تحديد تعريف‬
‫للمقاول وذلك كالتالي‪:‬‬

‫المقاول هو الشخص الذي لديه اإلرادة والقدوة وبشكل مستقل‪ -‬إذا كان لديه الموارد الكافية‪ -‬على تحويل‬
‫فكرة جديدة أو اختراع إلى ابتكار يجسد على أرض الواقع باالعتماد على معلومة هامة من أجل تحقيق‬
‫عوائد مالية عن طريق المخاطرة ويتصف باإلضافة إلى ما سبق بالجرأة‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬المعارف‬
‫‪33‬‬
‫التسييرية‪ ،‬والقدرة على اإلبداع‪ .‬وبهذا يقود التطور االقتصادي‪.‬‬

‫كما يمكن تعريف المقاول على أنه‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫شخص مبدع ومسير لمؤسسة صغيرة ومتوسطة يساهم بنسبة كبيرة في رأس مال المؤسسة ويقوم بدور‬
‫‪42‬‬
‫نشيط في الق اررات المتعلقة بتوجهه أو حل مشاكلها‪.‬‬

‫ب‪ -‬خصائص ومميزات المقاول‪:‬‬

‫لقد تم وضع هذه الصفات في مجموعة (الخصائص الشخصية‪ ،‬الخصائص السلوكية‪ ،‬الخصائص‬
‫اإلدارية) ليسهل فهمها وربطها وذلك كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الخصائص الشخصية‬

‫حسب " ‪ "R.Papin‬هناك تعدد وتنوع كبير في الواجب توفرها لدى المقاول الناجح‪ ،‬فليس باإلمكان‬
‫اقتراح صفة تسمح بالقول أنه لدى شخص ما مزايا المقاول الناجح أم ال‪ ،‬ولكن هناك حد أدنى من‬
‫‪42‬‬
‫الصفات التي ينبغي توفرها لدى الشخص صاحب الفكرة والتي يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬الطاقة والحركية‪ :‬سلوك ضروري ال يمكن االستغناء عنه ألن عملية إنشاء مؤسسة تتطلب بذل جهد‬
‫معتبر وتهيئة الوقت الكافي والطاقة الالزمة إلنجاز األعمال‪.‬‬

‫‪ -0‬القدرة على احتواء الوقت‪ :‬ينبغي على صاحب الفكرة القيام بتطوير مجموعة من األنشطة في‬
‫الحاضر‪ ،‬والتي سوف لن يكون لها أي أثر إال الحقا‪ ،‬فال يمكن تصور نجاح مؤسسة دون التفكير في‬
‫المستقبل وتحديد الرؤية على المدى المتوسط والطويل‪.‬‬

‫‪ -3‬القدرة على حل مختلف المشاكل‪ :‬فقد تواجه المقاول عدة عقبات وهذا ما يفرض عليه محاولة حلها‬
‫واللجوء في بعض األحيان إلى أطراف أخرى ومع ذلك ال يجب نقل كل المشاكل إلى استشاري ما‪ ،‬ألنه‬
‫ما قد يشكل له مشكلة ال يكون كذلك بالنسبة إلى استشاري أو مساعد‪.‬‬

‫‪ -4‬تقبل الفشل‪ :‬يشكل الفشل جزءا من النجاح وبالنسبة للمقاول الفشل‪ ،‬الخطأ والحلم هي مصادر‬
‫الستغالل فرص جديدة‪ ،‬وبالتالي تحقيق نجاحات مستقبلية‪.‬‬

‫‪ -5‬قياس المخاطر‪ :‬ينبغي أن يواجه المخاطر التي تواجهه في المستقبل وأن ال يعتمد على الحظ الذي‬
‫ناد ار ما يتكرر‪ ،‬فالنجاح يأتي نتيجة لجهود طويلة وعمل دائم وتقييم مستمر للنشاط‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -1‬التجديد واإلبداع‪ :‬فالستمرار المؤسسة يجب أن تتطور من ناحية منتجاته أو هياكله أو مخططها‬
‫االجتماعي‪ ،‬لهذا تنشأ ضرورة لالنفتاح على التجديد والتطوير‪ ،‬وهذا ما يتطلب قدرة على التحليل واستعداد‬
‫لالستمتاع وتوفير الطاقة الالزمة لالستجابة للتوجهات الجديدة التي ستكون مفاتيح تطوير المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -5‬الثقة بالنفس‪ :‬فيها يجعل المقاول أعماله ناجحة‪ ،‬حيث يملك شعو ار متفوقا وحساسا بأنواع المشاكل‬
‫المختلفة بدرجات أعلى إذ أظهرت الدراسات أن المقاولين يملكون الثقة بالنفس وقدرة على ترتيب المشاكل‬
‫‪40‬‬
‫المختلفة وتصنيفها والتعامل معها بطريقة أفضل من اآلخرين‪.‬‬

‫باإلضافة إلى خصائص أخرى مثل‪ :‬االندفاع للعمل‪ ،‬االلتزام‪ ،‬التفاؤل‪ ،‬الرغبة في االستقاللية‪...‬الخ‪،‬‬
‫والشكل التالي يوضح أهم خصائص المقاولين‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2-2‬الصفات األربع للمقاول في العالم‬

‫منطق مقاول متطور‬


‫مقاول ليبيرالي‬ ‫مقاول شبكة‬
‫– الذاتية‪.‬‬ ‫‪ -‬التفويض‪ ،‬التمهين‪.‬‬
‫‪-‬التفاؤل‪.‬‬ ‫‪ -‬نظام عالقات‪ ،‬التحسين‬

‫– روح المبادرة واإلنجاز‪.‬‬ ‫تجاه اآلخرون‪ ،‬المرونة‪.‬‬ ‫منطق مقاول‬

‫‪ -‬األموال كوسيلة قياس الفعالية منطق جماعي‬

‫‪ -‬االستقاللية‪ ،‬الثقة في النفس‪ ،‬فردي‬ ‫‪ -‬االخذ بالمخاطر‪ ،‬تقبل وتحمل‬

‫‪ -‬الغموض‪ ،‬تقبل تحمل عدم التأكد‪ - ،‬الحاجة إلى التقدير واالحترام‬ ‫منطق مقاول‬

‫إمكانية التأكد‬ ‫تقليدي‬

‫مقاول تعاوني‬ ‫مقاول غير رسمي‬

‫‪18‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫من خالل الشكل يتبين لنا أربع خصائص للمقاولين تبعا للتطور أو التقليد وكذلك تبعا للجماعية أو‬
‫الفردية‪ ،‬فنجد المقا ول الليبيرالي مقاوال متطو ار ذو منطق فردي‪ ،‬أما المقاول الشبكي فهو مقاول متطور ذو‬
‫منطق جماعي‪ ،‬أما المقاول التعاوني فهو مقاول تقليدي غير متطور وذو منطق فردي وعكسه المقاول‬
‫غير الرسمي الذي يعتبر مقاوال تقليديا ذو منطق جماعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الخصائص السلوكية‬

‫يمتلك المقاول نوعين من المهارات وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬المهارات التفاعلية " ‪ :" Interaction Skills‬وتمثل مجموعة المهارات من حيث بناء وتكوين عالقات‬
‫إنسانية بين العاملين واإلدارة والمشرفين على األنشطة والعملية اإلنتاجية‪ ،‬والسعي لخلق بيئة عمل تفاعلية‬
‫تستند إلى التقدير واالحترام والمشاركة في حل المشكالت ورعاية وتنمية االبتكارات‪ ،‬فضال عن تحقيق‬
‫العدالة في توزيع األعمال وتقسيم األنشطة واقامة قنوات اتصال متفاعلة تضمن سير العمل بروح الفريق‬
‫الواحد‪ ،‬وهذه المهارات توفر األجواء لتحسين اإلنتاجية وتطوير العمل‪.‬‬

‫‪ -0‬المهارات التكاملية " ‪ :"IntergrationSkills‬المقاولون يسعون باستمرار إلى تنمية مهاراتهم التكاملية بين‬
‫العاملين‪ ،‬حيث تصبح المؤسسة أو المشروع وكأنه خلية عمل متكاملة وتضمن إنسانية األعمال والفعاليات‬
‫‪40‬‬
‫بين الوحدات واألقسام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخصائص اإلدارية‬

‫‪43‬‬
‫تشتمل على تشكيلة أو توليفة متنوعة من المهارات نذكر منها ما يلي‪.‬‬

‫‪ -2‬المهارات اإلنسانية‪ :‬تمثل المهارات الخاصة بالتعامل اإلنساني والتركيز على إنسانية العاملين‪،‬‬
‫ظروفهم اإلنسانية واالجتماعية وتهيئة األجواء الخاصة بتقديم واحترام الذات فضال عن احترام المشاعر‬
‫اإلنسانية والكيفية التي يتم فيها استثمار الطاقات خالل بناء بيئة عمل تركز على الجانب السلوكي‬
‫واإلنساني‪.‬‬

‫‪ -0‬المهارات الفكرية‪ :‬وتتطلب إدارة المشروعات مجموعة المهارات الفكرية وامتالك المعارف والجوانب‬
‫العلمية والتخطيطية والرؤيا إلدارة مشروعه والقدرة على تحديد السياقات والنظم وصياغة األهداف على‬
‫أسس الرشد والعقالنية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -3‬المهارات التحليلية‪ :‬وتهتم بتفسير العالقات بين العوامل والمتغيرات المؤثرة حاليا ومستقبليا على أداء‬
‫المشروع وتحليل (األسباب وتحديد عناصر القوة والضعف الخاصة بالبيئة الداخلية للمشروع‪ ،‬عناصر‬
‫الفرص والتهديدات المحيطة بالمشروع في بيئتها الخارجية‪ ،‬تحديد أثر ذلك على المركز التنافسي‬
‫للمؤسسة‪ ،‬سلوكيات المنافسين وتصوراتهم المستقبلية وكذا سلوكيات المستهلكين وأثر ذلك على الحصة‬
‫السوقية للمشروع‪ ،‬والجوانب المالية واإلنتاجية والتسويقية وغيرذلك)‪.‬‬

‫‪ -4‬المهارات الفنية (التقنية)‪ :‬وتتمثل في المهارات األدائية ومعرفة طبيعة العالقات بين المراحل‬
‫اإل نتاجية‪ ،‬والمهارات التصميمية للسلع ومعرفة كيفية أداء العديد من األعمال الفنية خاصة فيما يتعلق‬
‫بتصميم المنتج وكيفية تحسين أدائه وكل ما يرتبط بالجوانب التشغيلية‪ ،‬ومعرفة كيفية تركيب األجزاء‬
‫وصيانة بعض المعدات واآلالت والمكونات األساسية لآلالت والمعدات‪ ،‬وهذه المهارات تكون ذات تأثير‬
‫كبير في بعض المشروعات‪ ،‬كما هو الحال في مصانع المالبس واألقمشة‪ ،‬أو الشركات ذات الطبيعة‬
‫التصنيعية والفنية كالتجارة والمشاغل األخرى‪ ،‬وحتى في بعض المجاالت الخدمية كصيانة األجهزة‬
‫الكهربائية والمعدات األخرى‪ ،‬حيث ينظر العاملين إلى المقاولين وكأنهم المرجع األساسي لهم في هذا‬
‫النشاط‪.‬‬

‫ج‪ -‬أنواع المقاولين وتصنيفاتهم‪:‬‬

‫لقد قسمت النظرية االقتصادية المقاولين من حيث السلوك إلى ثالث أنواع رئيسية وهي‪ :‬المبدع‪،‬‬
‫المخاطر‪ ،‬المدير‪.‬‬

‫ولقد قسم ‪Mintzberg‬المقاولين إلى أربع مجموعات وهي‪ :‬المقاولين ذوي اإلمكانيات‪ ،‬والرياديين الذين لديهم‬
‫النية إلقامة مشروع‪ ،‬ورياديين فعليين‪ ،‬ورياديين ليست عندهم النية لبدء وانشاء مشروع جديد‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مقاول أصيل‪ ،‬ومقاول مبتدئ‪،‬‬ ‫وقد قسم بعضهم مثل ‪Ucbasaran‬المقاولين إلى أنواع أخرى مثل‪:‬‬
‫ومقاول تسلسلي أو تتابعي‪ ،‬ومقاول احتوائي‪ ،‬فالمقاول األصيل يحوي مفاهيما متعددة كالتي تم تبيينها في‬
‫مختلف التعاريف‪ ،‬أما المقاول المبتدئ أو األولي فهو الذي يملك حاليا مشروعا واحدا ولكن عنده خبرة‬
‫سابقة في ملكية المشاريع وادارتها كونه مؤسسا لهذا المشروع أو أحد ورثته أو قد يكون مشتر لهذا‬
‫المشروع ‪ ،‬والمقاول التسلسلي أو التابعي هو المقاول الذي يملك مشروعا واحدا في وقت واحد بعد أن‬

‫‪20‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫قضى فترة زمنية في مشروع سابق‪ ،‬والمقاول االحتوائي هو الذي يملك أكثر من مشروع واحد في وقت‬
‫زمني واحد‪.‬‬

‫نالحظ من التقسيمات واألنواع السابقة للمقاولين تعدد وتنوع تصنيفاتهم‪ ،‬وقد يعزي ذلك إلى اختالف‬
‫المنهج الفكري والخلفية العلمية لكل باحث بالنظر إلى تصنيف المقاولين وابراز تطبيقاتهم وأنواعهم‬
‫المختلفة واختالف طبيعة الفرصة ونوعها‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاول‪ ،‬إدارة التغيير وادارة المؤسسة‪:‬‬

‫ال شك أن للمقاول دور يتعدى شخصه إلى التأثير في إدارة مؤسسته وكذا التأثير على ميكانيزمات‬
‫االقتصاد الكلي والتوازنات المرتبطة بهمرو ار بالبيئة االجتماعية التي لها عالقة قوية بالحالة االقتصادية‪،‬‬
‫وسنحاول تسليط الضوء على دور المقاول في مؤسسته وادارة التغيير‪.‬‬

‫أ‪ -‬المقاول وادارة التغيير‪:‬‬

‫بشكل عام يمكن تعريف التغيير على أنه إحداث نقلة كمية أو نوعية في التنظيم من خالل عناصر‬
‫المؤسسة المادية والسلوكية (المهام‪ ،‬الهيكل التنظيمي‪ ،‬القوى البشرية والتكنولوجيا) وذلك بغرض رفع‬
‫مستوى أداء المؤسسة بشكل أفضل بما يحقق الكفاءة والفعالية‪ ،‬وذلك عن طريق االستعانة بتقنيات‬
‫‪45‬‬
‫ومعارف سلوكية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب التي تدفع المقاول إلدارة التغيير داخل المؤسسة‬

‫هناك العديد من القوى واألسباب التي تدفع المقاول نحو التغيير والتطوير‪ ،‬إذ يواجه عمل المؤسسات‬
‫‪41‬‬
‫مصدرين من الضغوط‪ ،‬مصدر داخلي ومصدر خارجي‪:‬‬

‫‪ -2‬القوى والمسبات الداخلية‪ :‬هي القوى والمسببات الناشئة من داخل المؤسسة المقاولة بسبب عملياتها‬
‫وعمالها‪ ،‬ويمكن أن تتمثل بتضارب االهتمامات والمصالح بين اإلدارة والعمال‪ ،‬واالنفعال بين الثقافة‬
‫العامة السائدة والنظام االجتماعي للمؤسسة المقاولة‪ ،‬وكذلك االتصاالت داخل النظام االجتماعي لنفس‬
‫المؤسسات عندما تتضارب أولوياتها‪.‬‬

‫ويمكن القول أو القوى الداخلية التي تستدعي التغيير في المؤسسة لمقاولة نوعان‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أ‪ -‬مشكالت وامكانيات تتعلق بالقوى العاملة‪ ،‬مثل المشكالت الناشئة عن إدراك العمال بكيفية معاملة‬
‫المقاول لهم‬

‫ب‪ -‬سلوك أو ق اررات المقاول‪ ،‬فالصراع واالحتكام بين الرؤساء والمرؤوسين يتطلب تنمية مهارات في‬
‫التعامل لدى الجميع‪.‬‬

‫‪ -0‬القوى والمسببات الناشئة من خارج المؤسسة المقاولة بسبب التفاعل المستمر بين المؤسسة وبيئتها‪،‬‬
‫وتتمثل األسباب الخارجية في جميع التطورات‪ ،‬المستجدات‪ ،‬المشاكل‪ ،‬لتوقعات والمتطلبات في البيئة‬
‫الخارجية المحيطة بالمؤسسة‪ ،‬ومن الضغوط الخارجية هناك البيئة‪ ،‬التغيرات السكانية‪ ،‬مستوى الثقافة‬
‫العاملة السائدة‪ ،...‬ومن أهم القوى الخارجية حسب " ‪ "Hellriegle‬هي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التطور التكنولوجي السريع؛‬

‫ب‪ -‬الثورة المعرفية والنمو السريع في جميع ميادين المعرفة؛‬

‫ج‪ -‬التقادم السريع للمنتجات؛‬

‫د‪ -‬التغيير في تركيب اليد العاملة؛‬

‫ه‪ -‬التغيير في نوعية وجودة حياة العمل؛‬

‫و‪ -‬ظهور أفكار وفلسفيات إدارية حديثة‪ ،‬مثل إدارة الجودة الشاملة‪ ،‬إعادة هندسة نظم العمل‬
‫(الهندرة)‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ومن ناحية أخرى يرى آخرون بأن أسباب التغيير والتطوير قد تكون‪:‬‬

‫‪ -2‬التطور الذي يحصل األساليب المستخدمة في العمل؛‬

‫‪ -0‬التغييرات في السياسات‪ ،‬القوانين واألنظمة؛‬

‫‪ -3‬تطور وعي العمال وزيادة طموحاتهم وحاجاتهم؛‬

‫‪ -4‬تغير نظرة الجمهور وتوقعاته عن المؤسسات العمومية والخاصة؛‬

‫‪ -5‬تطور المعرفة اإلنسانية في مجال العلوم السلوكية؛‬

‫‪22‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -1‬التغيرات في الظروف السياسية واالقتصادية؛‬

‫‪ -5‬زيادة المنافسة بين التنظيمات اإلدارية؛‬

‫‪ -0‬إدراك الصلة بين أسلوب التعامل مع العامل وافساح المجال له للمشاركة في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور المقاول في إدارة التغيير‬

‫يمكن للمقاول أن يدير مؤسسة باساليب مختلفة تساعد على تفجير الطاقات اإلبداعية للعمال‪ ،‬بما‬
‫يساعد المؤسسة المقاول على االستجابة للمتغيرات لببيئية المتسارعة‪ ،‬ومن بين األساليب التي يمكن‬
‫‪40‬‬
‫للمقاول إتباعها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬العمل على تهيئة بيئة تنظيمية تشجع األفراد على تقدم أفكارهم ومساهماتهم اإلبداعية وتجريبها؛‬

‫‪ -0‬جعل اإلبداع ثقافة مقاوالتية مشتركة لجميع أفراد المقاولة‪ ،‬عن طريق إعطاء العاملين مزيدا من‬
‫الحرية في أداء أعمالهم‪ ،‬وتخليصهم من معوقات الالوتين والبيروقراطية‪ ،‬ومساعدتهم على تقبل التغيير‬
‫وازالة مخاوفهم على أمنهم الوظيفي؛‬

‫‪ -3‬تمكين األفراد من أن يلمسوا فوائد اإلبداع من الناحية المادية والمعنوي‪ ،‬كحافز لهم على اإلبداع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مداخل وطرق التغيير التنظيمي‬

‫‪43‬‬
‫هناك أربع مداخل رئيسية للتغيير في المقاوالتية والمؤسسات بصفة عامة‪:‬‬

‫‪ -2‬المدخل الوظيفي‪ :‬ويهتم بأهداف وسياسات المقاولة تطويرها‪ ،‬بحيث يمكن إنجاز األهداف بفعالية‬
‫وذلك من خالل اإلثراء الوظيفي أو التوسع الوظيفي؛‬

‫‪ -0‬المدخل الهيكلي‪ :‬ويهتم بتوزيع العمل‪ ،‬تشكيل الوحدات اإلدارية‪ ،‬ارتباطها وخطوط االتصال‬
‫والصالحيات والمسؤوليات؛‬

‫‪ -3‬المدخل التكنولوجي‪ :‬ويهتم بإدخال طرق وأساليب العمل الفنية‪ ،‬ويشمل ذلك استعمال األجهزة والبرامج‬
‫اإللكترونية الحديثة؛‬

‫‪ -4‬المدخل البشري‪ :‬ويهتم بالتأثير على قيم واتجاهات األفراد والجماعات ومهاراتهم ويتم بصورة أساسية‬
‫من خالل التدريب‪ ،‬بناء فريق‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وبالرغم من عدم وجود اتفاق عامة العتماد مدخل واحد أو مجموعة مداخل الستخدامها في تغيير‬
‫المقاول‪ ،‬فإن هناك عوامل تؤثر في اختيار استراتيجية التغيير المناسبة ومن أهمها الفرص والقوى المؤيدة‬
‫للتغيير‪ ،‬الموارد المتاحة‪...‬الخ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬كيفية تعامل المقاول مع مقاولة التغيير‬

‫‪52‬‬
‫يمكن للمقاول بإحداث التغيير‪ ،‬التقليل من المقاولة للتغيير من خالل عدة وسائل أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬تجنب المفاجآت عن طريق إحاطة الموظفين علنا وبشكل مسبق بما يراد عمله‪ ،‬وذلك حتى يتم تفهم‬
‫األسباب‪ ،‬وحتى يتوفر االستعداد ويتم تقبل التغيير‪ ،‬ويمكن إتباع أسلوب االجتماعات واللقاءات والمناقشة‬
‫لتحقيق هذا الهدف؛‬

‫‪ -0‬العمل على إفهام العمال بمضمون التغيير ودوافعه ودواعيه بحيث يتفهموا األسباب الحقيقية له بما‬
‫يقطع الشائعات حول مقاصد التغيير وما سيترتب عليه؛‬

‫‪ -3‬ضرورة توفير حوافز لقبول التغيير‪ ،‬واشعار المعنيين بالتغيير والمكاسب التي يمكن تحقيقها لهم جراء‬
‫التغيير ( بناء الثقة)؛‬

‫‪ -4‬االستعانة بالقادة ورؤساء التنظيمات غير الرسمية في شرح التغيير ودواعي ما سيترتب عليه؛‬

‫‪ -5‬إشراك العمال بكافة مراحل التغيير ما أمكن‪ ،‬فاإلنسان بطبعه يتقبل أكثر تنفيذ ما يستشار فيه من‬
‫أمور وما يشترك في التخطيط له؛‬

‫‪ -1‬إيجاد رؤيا مستقبلية يتم تعريف العمال بها واعطاء سلطة لفريق التغيير للعمل على تحقيقها‪.‬‬

‫‪ -5‬وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تساعد في إنجاح عملية التغيير وأهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬إشراك المتأثرين بالتغيير في التخطيط له وتنفيذه ورقابته؛‬

‫‪ -3‬التشاور وتبادل اآلراء في جميع الجهات المعنية فيما يتعلق بأبعاد التغيير وأغراضه وضرورة سبل‬
‫تحقيقه؛‬

‫‪ -22‬تطبيق التغيير تدريجيا‪ ،‬وذلك حتى يستطيع النظام التأقلم معه وامتصاص تأثيراته واستيعابه‬
‫والوقوف على مزاياه اإليجابية والسلبية؛‬

‫‪24‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -22‬أن تتوافر كافة اإلمكانات والترتيبات الالزمة إلنجاحه؛‬

‫‪ -20‬مشاركة جميع العمال في نتائج التغيير من حيث زيادة الرواتب و األجور مما يجعلهم أكثر تقبال‬
‫للتغيير؛‬

‫‪ -23‬إجراء تجربة مبدئية على التغيير وذلك قبل تطيقه بشكل نهائي‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)0- 2‬الرؤية االستراتيجية للمقاول‬

‫الرؤية االستراتيجية‬ ‫‌‬


‫التصميم التنظيمي‬ ‫وضعية المؤسسة‬
‫الكفاءات‬
‫‌نقاط القوة و الضعف التفتح الفكري و التعلم‬
‫الراس مال االجتماعي‬
‫األداء ومعايير التقييم‬ ‫العالقات‬

‫من خالل الشكل يتضح أن نجاح المقاول يعتمد على مدى االستغالل األمثل لهذه األبعاد الستة في‬
‫إدارة مؤسسته‪ ،‬حيث تساهم في تكوين رؤيته البعيدة المدى لكل الجوانب والعوامل والتغيرات التي تحيط‬
‫بمؤسسته مما يساهم في نجاحها ومدى بقاءه في السوق‪ ،‬وهنا تظهر مكانة علوم التسيير باإلضافة إلى‬
‫مختلف المعارف من مجمل التخصصات المتعلقة بالمؤسسة من مالية وموارد بشرية واستراتيجية التسويق‬
‫خاصة‪ ،‬أي أن فشل الكثير من المؤسسات الصغيرة يرجع أساسا إلى عدم المهارة والخبرة اإلدارية‪ ،‬وافتقار‬
‫المالك ألسلوب العمل الجاد‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫كما أن نجاح المقاول في دوره يعتمد على التفكير اإلبداعي للتطور وممارسة القيادة والتوجه‪ ،‬حيث أن‬
‫اإلبداع والمخاطرة والنمو هي من أهم المقومات لبلوغ الفرد للمقاولة الناجحة والتي لها القدرة على انتقاء‬
‫‪52‬‬
‫الفرصة المتاحة في السوق قبل اآلخرين‪ ،‬ومن أبرز هذه المقومات نجد‪:‬‬

‫‪ -2‬الثقافة بأنواعها التربوية‪ ،‬االجتماعية والمهنية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -0‬الخبرة‪.‬‬

‫‪ -3‬المهارات المكتسبة من الثقافة والخبرة معا‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلبداع‪.‬‬

‫‪ -5‬التأقلم واالستم اررية والمعرفة الجيدة للتعامل مع المحيط الداخلي والخارجي للمؤسسة‪.‬‬

‫ب‪-‬عوامل نجاح المقاول في إدارة المؤسسة الصغيرة‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫تنحصر أهمها في العوامل األربعة التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬وجود الفرصة االستثمارية الحقيقية‪ :‬وهناك طريقتان لتحديدها‪ ،‬األولى تعتمد باعتقاد أن السوق يحتاج‬
‫إلى سلعة أخرى أكثر جودة وأقل سعر وهو ما يعرف " بالتوجه اإلنتاجي " إال أن االتجاه قد يكون صعبا‬
‫إذا كانت المنافسة مع شركات كبرى‪ ،‬أما بالنسبة لالتجاه الثاني فهو المدخل العلمي والذي يعتمد على‬
‫التعرف على السوق واحتياجاته ومدى تقلبه للمنتجات وهو ما يعرف " بالتوجه التسويقي " أي من خالل‬
‫بحوث التسويق ويتم ذلك إما بالبحوث الميدانية من خالل المقابالت مع العمالء بأخذ عينة ممثلة لهؤالء‬
‫العمالء‪ ،‬أو عن طريق البحث المكتبي الذي يعتمد على البيانات الموجودة في الكتب والدوريات العلمية‬
‫والجهات الحكومية‪.‬‬

‫‪ -0‬ا لقدرة اإلدارية‪ :‬وتعني أن يستطيع المالك انجاز أهداف المشروع من خالل اآلخرين وأن يكون ملما‬
‫لمجال النشاط الذي يعمل فيه جيدا وكذا األنشطة القريبة منه‪.‬‬

‫‪ -3‬توافر القدر المناسب من راس المال والقرض‪ :‬إذ البد من تحديد رأس المال الالزم بدقة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تحديد أنواع واحجام األصول المطلوبة‪ ،‬وهذا ال يتم إال بدراسة دقيقة للمشروع‪.‬‬

‫القدرة على تطبيق األساليب اإلدارية الحديثة‪ :‬هي القدرة على ممارسة وتطبيق األساليب الحديثة في‬
‫اإلدارة سواء كانت تسويقية أو إنتاجية‪ ،‬فقد نجد العديد من المؤسسات المصغرة التي تعتمد على أساليب‬

‫‪26‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫تقليدية خاصة الحرفية‪ ،‬التي تتميز بتكلفة إنتاجية عالية‪ ،‬ومن ثم أسعار مرتفعة وهذا ما يضيق حجمها‬
‫في السوق الذي يتمز بالمنافسة الشديدة‪ ،‬كما نجدها تتميز بمحدودية في اإلنتاج (قلة اإلنتاج والسلع)‪.‬‬
‫ومن ثم نجد أن الوسائل الحديثة قد تكون أقل تكلفة من الكثير من الوسائل واألساليب القديمة‪ ،‬وقد يمنح‬
‫المالك المؤسسة فرصة أكبر في جودة وكمية وتكلفة منتوجه‪.‬‬

‫‪ -3‬التأصيل االصطالحي للمقاول‪ ،‬المدير والقائد‪:‬‬

‫قبل التطرق إلى دراسة أوجه االختالف بين كل من القائد‪ ،‬المدير والمقاول كان لزاما علينا التعرف‬
‫على مفهومي القائد والمدير وذلك كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المدير‪:‬‬

‫عرف األستاذ " صالح عبد القادر النعيمي " المدير بأنه هو " الشخص الذي يتولى منصبا وظيفيا في‬
‫المنظمة يترأس من خالله مجموعة من األفراد العاملين‪ ،‬وتقع على عاتقه مهمات متعددة يتطلب إنجازها‬
‫قدرات ومهارات إدارية في تحقيق حالة التفاعل ألداء النشاطات ذات العالقة بالوظائف اإلدارية التي يكون‬
‫‪53‬‬
‫مسؤوال عنها "‬

‫وأيضا يمكن تعريفه على أنه " الشخص المسؤول عن القيام بمجموعة من الجهود ( التخطيط والتنظيم‬
‫والتوجيه والرقابة)‪ ،‬واستثمار مجموعة من الموارد المتاحة ( مادية وبشرية ومعنوية)‪ ،‬لتحقيق أهداف‬
‫المنظمة "‪.‬‬

‫ويمكن وضع أدوار المدير في ثالث مجموعات رئيسية والموضحة في الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)3 – 2‬أدوار المدير‬

‫األدوار الق اررية‪:‬‬ ‫األدوار المعلوماتية‪:‬‬ ‫األدوار التفاعلية‪:‬‬

‫كيف يستخدم المدراء المعلومات‬ ‫كيف يتبادل المدير المعلومات‬ ‫كيف يتعامل المدير مع‬
‫في صنع الق اررات‪:‬‬ ‫ويعالجها‪:‬‬ ‫اآلخرين‪:‬‬

‫‪ -‬المقاول ( الريادي)؛‬ ‫‪ -‬الراصد؛‬ ‫‪ -‬ممثل المنظمة؛‬

‫‪ -‬معالج االضطرابات والمشاكل؛‬ ‫‪ -‬المرسل؛‬ ‫‪ -‬القائد؛‬

‫‪ -‬موزع الموارد؛‬ ‫‪ -‬الناطق الرسمي باسم المنظمة‬ ‫‪ -‬حلقة الوصل‪.‬‬

‫‪ -‬المفاوض‬

‫‌‬
‫‪27‬‬ ‫‪‌-‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫إن األدوار المشار إليها أعاله تتطلب مهارات متنوعة يجب أن تتوفر في شخص المدير ولعل أهمها م‬
‫‪54‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬المهارات الفنية‪ :‬وتتمثل بالقدرات على استخدام معرفة تخصصية ألداء مهام محددة مثل القدرات‬
‫المحاسبية والتسويقية والهندسية والتكنولوجية وغيرها‪ ،‬ويحصل عليه المدير خالل الدراسة وكذلك التدريب‬
‫اثناء الوظيفة‪ ،‬وهذه المهارات مهمة جدا في بداية الحياة الوظيفية في المستويات اإلدارية الدنيا؛‬

‫‪ -0‬المهارات اإلنسانية‪ :‬وتتجسد في العمل مع اآلخرين بشكل جيد ومتفاعل ومتعاون وتظهر في مكان‬
‫العمل من خالل روح التعاون والثقة والحماس للعمل‪ ،‬والتفاعل اإليجابي مع اآلخرين؛‬

‫‪ -3‬المهارات اإلدراكية‪ :‬إن المدير اليد هو الذي يرى المواقف من جميع جوانبها بشكل شمولي ولديه‬
‫القدرة على حل المشاكل‪ ،‬وهذه المهارات تحتاجها المستويات العليا من اإلدارة أكثر من غيرها‪.‬‬

‫ب‪ -‬القائد‪:‬‬

‫يمكن تعريف القيادة بأنها " مجموعة من الخصائص الشخصية التي تجعل التوجيه والتحكم في‬
‫‪55‬‬
‫اآلخرين أم ار ناجحا "‬

‫وفي تعريف آخر القيادة هي " عملية تأثير القائد في النشاطات الجماعية إلعداد الهدف والحصول عليه‬
‫‪51‬‬
‫"‬

‫وتعرف أيضا على " استخدام التأثير غير القسري لتشكيل أهداف المنظمة والجماعة ودفع السلوك نحو‬
‫إنجاز األهداف التنظيمية ومساعدة الجماعة والمنظمة لتشكيل هويتها وثقافتها"‪.55‬‬

‫بناءا على ما سبق يمكن اقتراح التعريف التالي للقيادة‪ " :‬هي تأثير السلوك الذي يمارسه فرد معين‬
‫(القائد) على جماعة (مرؤوسين) نتيجة التفاعل بين خصائص كل من القائد‪ ،‬الجماعة والظروف التي تتم‬
‫فيها القيادة بهدف تحقيق أهداف الجماعة "‪.‬‬

‫بالنسبة للقائد يمكن إعطاؤه التعاريف التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬يمثل القائد مركز سلوك الجماعة‪ :‬يؤكد هذا التعريف التفاف الجماعة حول القائد وقيامه بدرجة عالية‬
‫من عملية االتصال داخل الجماعة‪ ،‬إال أن الخلل في هذا التعريف يتمثل في أنه توجد الكثير من الحالت‬
‫التي يكون فيها فرد ما مرك از النتباه الجماعة‪ ،‬ولكنه ليس قائد‪ ،‬مثل المخمور والمجنون‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -0‬القائد قادر على توجيه الجماعة نحو أهدافها‪ :‬رغم أن هذا التعريف أقوى من سابقه‪ ،‬إال أنه يصعب‬
‫تحديد أهداف الجماعة‪ ،‬كما يوجد قادة يوجهون الجماعات نحو غير أهدافه بل نحو أهدافهم الشخصية‪،‬‬
‫ومع ذلك فهم قادة مثل هتلر‪.‬‬

‫‪ -3‬القائد يتم اختياره إراديا من الجماعة‪ :‬إن هذا التعريف يشير فقط إلى شخص يحتل منصب القيادة‬
‫وتقبله الجماعة طوعيا دون أن يبين خصائص هذه القيادة‪.‬‬

‫‪ -4‬القائد هو الشخص الذي له تأثير ملحوظ على تركيب الجماعة‪ :‬رغم أن هذا التعريف يشير إلى‬
‫التغيرات التي يحدثها القائد في مستوى أداء الجماعة‪ ،‬لكنه ال يوضح بدقة من هو الشخص الذي يحدث‬
‫هذا التغيير‪.‬‬

‫‪ -5‬القائد هو الشخص الذي يهتم بسلوك الجماعة‪.‬‬

‫إال أنه بوجد في الكثير من الحاالت أشخاصا يهتمون بسلوك جماعاتهم مثل رئيس شركة‪ ،‬حاكم عسكري‪،‬‬
‫ومع ذلك ال يمثلون قادة العتمادهم أكثر على السلطة التي يخولها لهم المنصب‪.‬‬

‫نظ ار لوجود بعض االنتقادات في التعاريف السابقة‪ ،‬يمكن تبسيط مفهوم المقاول في التعريف التالي‪ " :‬هو‬
‫الشخص الذي يستخدم نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك وتوجهات األفراد من حوله إلنجاز اهداف محددة‪" .‬‬

‫ولإلشارة يوجد عدة أنماط للسلوك القيادي ويمكن تناول األنماط األكثر شيوعا فيما يلي‪:50‬‬

‫أ‪ -‬القائد األوتوقراطي " ‪:" Autocratic Leader‬‬

‫هو القائد الذي يتجه نحو السلطة المركزية ويعتمد على التشريعات ( القوانين)‪ ،‬المكافآت‪ ،‬القوة في إدارة‬
‫المرؤوسين‪ ،‬وتكمن قوته في السلطات الرسمية التي يمتلكها‪ ،‬إذ يعني مصطلح األوتوقراطي " حكم‬
‫المكتب " والسمة الغالبة لهذا النمط منالقيادة هي الحرص على العمل واإلنجاز‪ ،‬فالقائد يهتم بتخطيط‬
‫العمل وتوجيه المرؤوسين الذين ينبغي عليهم تنفيذ ما هو مطلوب‪.‬‬

‫ب‪ -‬القائد الديموقراطي " ‪:" Dmocratic Leader‬‬

‫يتسم سلوك هذا النمط من القادة بتشجيع مشاركة اآلخرين وتخويلهم الصالحيات الضرورية لتسهيل تنفيذ‬
‫المهمات‪ ،‬وهو يهتم بترسيخ االعتقاد لدى المرؤوسين أنهم جزء مهم في الق اررات الصادرة‪ .‬إذ يعتمد على‬

‫‪29‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الخبرة وعلى قوة االستشارة في إدارة اآلخرين وتحفيزهم على العمل بروح الفريق بالشكل الذي يضمن‬
‫والئهم ويزيد دافعهم لإلنجاز والسعي لتحقيق األهداف بتعاون جماعي‪.‬‬

‫ج‪ -‬القائد الليبي ارلي " ‪:"Liberal Leader‬‬

‫تبنى القائد السلوك الحر أو ما يسمى بقيادة عدم التدخل إذ يخول المرؤوسين الكثير من صالحياته وتكون‬
‫مساهماته بالحد األدنى من المجهود الشخصي والتوجه‪ ،‬بينما يترك الفرصة األكبر للمرؤوسين في قيادة‬
‫أنفسهم وتنفيذ المهمات والواجبات المطلوبة‪.‬‬

‫وفي األخير يمكن إبراز االختالفات بين المقاول‪ ،‬القائد والمدير من خالل الجدول الموالي‪:‬‬

‫الجدول (‪ :)0 – 2‬الفروق بين المقاول‪ ،‬القائد والمدير‬

‫القائد‬ ‫المدير‬ ‫المقاول‬


‫‪ -‬يقود‪.‬‬ ‫‪ -‬يدير‪.‬‬ ‫‪ -‬يتمتع بالعمل‪.‬‬
‫‪ -‬يبتكر‪.‬‬ ‫‪ -‬يحافظ على الوضع الراهن‪.‬‬ ‫‪ -‬يبتكر‪.‬‬
‫‪ -‬يطور الوضع الراهن‪.‬‬ ‫‪ -‬يركز على نظم العمل‪.‬‬ ‫‪ -‬يخلق وضعا جديدا‪.‬‬
‫‪ -‬يركز على األفراد‪.‬‬ ‫‪ -‬يعتمد على الرقابة والسيطرة‪.‬‬ ‫‪ -‬يركز على أعمال المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬يوحي بالثقة‪.‬‬ ‫‪ -‬ال يرى إال المشكالت‪.‬‬ ‫‪ -‬يكون فريق عمل‪.‬‬
‫‪ -‬ينظر إلى المستقبل‪.‬‬ ‫‪ -‬يسأل كيف ومتى؟‬ ‫‪ -‬يدرك وجود الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬يسأل ماذا ولماذا؟‬ ‫‪ -‬يركز على األجل القصير‪.‬‬ ‫‪ -‬يسأل كيف ومتى؟‬
‫‪ -‬يفكر في األجل الطويل‪.‬‬ ‫‪ -‬يريد أن يؤدي األشياء بطريقة صحيحة‪.‬‬ ‫‪ -‬يركز على األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬يستخدم تأثيره في أداء األشياء‪.‬‬ ‫‪ -‬يريد أن يقوم بأداء األشياء الصائبة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور الثالث‪ :‬دور المقاوالتية‬

‫إن إقامة المؤسسات الصغيرة يهدف إلى استغالل الطاقات المعطلة والحاقها باأليدي المنتجة التي‬
‫تساهم في البناء والتنمية واالعتماد على الذات في خلق الدخل‪ ،‬والذي يخرجها من دائرة العوز وانتظار‬
‫‪53‬‬
‫الوظيفة‪.‬‬

‫‪ -1‬الدور االقتصادي للمقاوالتية‪:‬‬

‫يمكن اعتبار المؤسسات الصغيرة على أنها العمود الفقري ألي اقتصاد وطني‪ .‬فقد بينت‬
‫اإلحصائيات المنشورة في الواليات المتحدة األمريكية إن من بين ‪ 02‬مليون هنالك مشروعا ما يقارب‬
‫‪ 02,5‬مليون أي نسبة ‪ %30‬من تلك المشاريع يمكن اعتبارها مشروعات مقاوالتية‪ .‬وتعمل هذه المشروعات‬
‫في كل المجاالت االقتصادية على الرغم من أغلبها يرتكز في تجارة التجزئة والخدمات وكما يظهر الشكل‬
‫‪12‬‬
‫رقم ( ‪) 5 – 2‬‬

‫كما أنه على المستوى العالي نجد أن هذا النوع من المؤسسات عرف دعما ومساندة كبيرة حيث أنها تمثل‬
‫‪12‬‬
‫‪ %32‬تقريبا من المؤسسات في العالم وتشتغل ما بين ‪%52‬إلى ‪ %12‬من القوى العامة في العالم‪.‬‬

‫الشكل (‪ :) 4 – 2‬توزيع المشاريع الصغيرة في المجاالت االقتصادية في أمريكا‬

‫‪Ventes‬‬
‫تجارة‌التجزئة‬
‫خدمات‪.‬‬
‫تجارة‌الجملة‬
‫انتاج‬
‫التمويل‬
‫اخرى‬

‫يمكن للصناعات الصغيرة والمتوسطة أن تسهم بدور فعال في عملية اإلسراع بالتنمية ألنها ال‬
‫تتطلب استثمارات ضخمة في وقت واحد‪ ،‬وهي قادرة على تعبئة المدخرات الفردية‪ ،‬ويمكن إلنتاج هذه‬

‫‪31‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الصناعات أن يوسع في السوق المحلي‪،‬ويضمن إنتاج بعض السلع التي يصعب الحصول عليها‪ ،‬كما‬
‫تساعد في إعداد الكوادر الفنية‪ ،‬كما يمكنها من تنمية الصادرات ومنه الحصول على العملة األجنبية‬
‫وبالتالي تحسين موازين مدفوعات الدول النامية‪ .‬باإلضافة إلى مساهمتها في تكوين قطاع صناعي متوازن‬
‫يخدم االقتصاد ويساهم في تحقيق الدفع الذاتي لتقدم المجتمعات والسيما النامية منها‪.‬‬

‫ومنه يمكن استعراض الدور الذي يمكن أن تقوم به الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية والذي يتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬رفع الكفاءة اإلنتاجية وتعظيم الفائض االقتصادي‪:‬‬

‫تبدو المؤسسات الصناعية الكبيرة هي األقدر على رفع الكفاءة اإلنتاجية وتعظيم الفائض االقتصادي‪،‬‬
‫نظ ار إلى ارتفاع إنتاجية العامل فيها بالمقارنة بالمقاوالت الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ونتيجة لما تتمتع به من‬
‫وفورات الحجم‪ ،‬فضال عن تطبيق األساليب اإلدارية الحديثة وتنظيم العمل‪ ،‬وجميع المزايا التي يحققها‬
‫كبر الحجم‪ ،‬وهي تساهم في رفع الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬ومن ثم تحقيق فوائض اقتصادية كبيرة‪ ،‬إال أن مثل‬
‫هذا االعتقاد غير صحيح‪ ،‬وذلك ألنه يتجاهل أم ار مهما وهو العالقة بين راس المال المستثمر للعامل‬
‫والفائض االقتصادي الذي يحققه‪ ،‬ومن ثم الفائض االقتصادي الذي يتحقق للمجتمع ككل باستثمار مبلغ‬
‫معين من رأس المال‪ ،‬ومع التسليم بأن الفائض االقتصادي الذي يحققه العامل يتزايد مع كبر حجم‬
‫المؤسسة‪ ،‬إال أنه إذا تم الربط بين راس المال المستثمر والفائض االقتصادي الذي يحققه بحسب أحجام‬
‫المؤسسات المختلفة‪ ،‬ومن ثم ما يتحقق للمجتمع من فائض اقتصادي على أساس مبلغ معين من رأس‬
‫المال‪ ،‬يتضح لنا أن مؤسسات الصناعات الصغيرة والمتوسطة هي االقدر على تعظيم الفائض‬
‫‪10.‬‬
‫االقتصادي للمجتمع‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قادرة على تحقيق الكفاءة اإلنتاجية بمعنى أنه‬
‫من خالل ما تحققه من وفرة عنصر راس المال‪ ،‬فهي بذلك قادرة على استخدام الموارد النادرة أكبر‪ ،‬أو‬
‫هي القادرة على استخدام الفن اإلنتاجي المناسب الذي يحقق االستخدام األمثل لعناصر اإلنتاج‪.‬‬

‫ففي اليابان تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ %35‬من مجموع المؤسسات‪ ،‬وتساهم ب ‪ %32‬ن‬
‫القيمة المضافة اإلجمالية وفي فرنسا‪ ،‬فتمثل المؤسسات التي تشغل أقل من ‪ 052‬عامال ‪%33.0‬من‬
‫مجموع المؤسسات وتحقق ‪ %41‬من رقم األعمال اإلجمالي للمؤسسات‪ ،‬وتساهم ب ‪ %53‬من القيمة‬

‫‪32‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المضافة اإلجمالية‪ ،‬وفي كوريا الجنوبية تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأكثر من ‪ %05‬من‬
‫‪13‬‬
‫القيمة المضافة اإلجمالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬تنويع الهيكل الصناعي‪:‬‬

‫تؤدي أعمال المقاولة دو ار هاما في تنويع اإلنتاج وتوزيعه على مختلف الفروع الصناعية‪ ،‬وذلك نظ ار‬
‫لصغر حجم نشاطها وكذلك صغر حجم راس مالها‪ ،‬مما يعمل على إنشاء العديد من المقاوالت التي تقوم‬
‫بإنتاج تشكيلة متنوعة من السلع والخدمات‪ ،‬وتعمل على تلبية الحاجات الجارية للسكان خاصة بالنسبة‬
‫للسلع االستهالكية‪ ،‬فضال عن تلبية احتياجات الصناعات الكبيرة بحيث تقوم بدور الصناعات المغذية لها‬

‫ج‪-‬تدعيم التنمية اإلقليمية‪:‬‬

‫تتميز المقاوالت بقدرتها على االنتشار الجغرافي في المناطق الصناعية والريفية والمدن الجديدة‪،‬‬
‫وذلك نظ ار إلمكانية إقامتها وسهولة تكيفها مع محيط هذه المناطق‪ ،‬كم أنها أعمال ال تتطلب استثمارات‬
‫كبيرة والتشترط تكوينا عاليا في العمل اإلنتاجي‪ ،‬أو تكاليف مرتفعة في التسيير‪ ،‬أو تكنولوجيا عالية‪ ،‬لذلك‬
‫‪14‬‬
‫فهي تعمل على تحقيق تنمية إقليميةمتوازنة‪ ،‬والتخفيف من مشاكل اإلسكان والتلوث البيئي‪.‬‬

‫د‪ -‬معالجة بعض االختالالت االقتصادية‪:‬‬

‫تعاني الدولة النامية من انخفاض معدالت االدخار واالستثمار‪ ،‬وتعمل أعمال المقاولة على عالج‬
‫ذلك االختالل نظ ار النخفاض تكلفة إنشائها مقارنة مع المؤسسات الكبيرة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك تساهم في‬
‫عالج اختالل ميزان المدفوعات من خالل تصنيع السلع المحلية بدال من استيرادها‪ ،‬وتصدير السلع‬
‫الصناعية‪ ،‬ونظ ار العتمادها على كثافة العمل لذلك تستغني عن استراد التكنولوجيا العالية ذات التكاليف‬
‫‪15‬‬
‫الباهضة‬

‫ه‪ -‬تنمية الصادرات‪:‬‬

‫إن تنمية الصادرات تعتبر بمثابة قضية لمعظم الدول النامية التي تعاني عجز كبي ار ومتزايدا في‬
‫موازين مدفوعاتها وبصفة خاصة في الميزان التجاري‪ ،‬فقد ظل التصدير حك ار لوقت طويل على‬
‫المؤسسات الكبيرة‪ ،‬فاالستثمارات التي كانت تقضي بإنشاء شبكات تجارية معقدة مرتبطة بحجوم كبيرة جدا‬

‫‪33‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫من األسواق العالمية‪ ،‬لم تكن تسمح حينها عمليا إال بوجود مؤسسات كبيرة الحجم‪ ،‬إال أنه في الواقع‬
‫الحجم الصغير والمتوسط للمؤسسات يمتلك مزايا نوعية تساعد على التصدير‪.‬‬

‫و‪ -‬زيادة الناتج المحلي‪:‬‬

‫تتضح أهمية الدور االستراتيجي الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التطور‬
‫االقتصادي للدول المتقدمة من خالل المساهمة في تكوين الناتج المحلي وذلك من خالل عملها على‬
‫توفير السلع والخدمات سواء للمستهلك النهائي أو الوسيط‪ /‬مما يزيد من الدخل الوطني للدولة‪ ،‬كما تحقق‬
‫ارتفاعا في معدالت اإلنتاجية لعوامل اإلنتاج التي تستخدمها مقارنة مع العمل الوظيفي الحكومي العام‪،‬‬
‫كما أنها تمثل مناخا مناسبا للتجديد واالبتكار‪ ،‬مما يرفع من إنتاجية العامل باستمرار‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم في التخفيف من اإلسراف والضياع على المستوى الوطني‪ ،‬وتؤدي‬
‫هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة حجم الناتج المحلي وتنوعه‪ ،‬بشموله العديد من المنتجات البديلة‪ ،‬أو‬
‫المكملة‪.‬‬

‫ز‪ -‬تكوين الكوادر الفنية واإلدارية‪:‬‬

‫تؤدي الصناعات الصغيرة والمتوسطة دو ار مهما في تكوين راس المال البشري‪ ،‬وذلك بتأمين‬
‫الحصول على تدريب أقل كلفة مما تؤمنه مؤسسات التدريب الرسمية والمعاهد الفنية‪ ،‬حيث تتسم هذه‬
‫المعاهد في الدول النامية بالندرة ونقص اإلمكانات‪ ،‬فضال على أنها وجدت فهي غالبا ما تكون محدودة‬
‫الخبرة‪.‬‬

‫ي‪ -‬جذب المدخرات‪:‬‬

‫إن الصناعات الصغيرة والمتوسطة قادرة على تعبئة المدخرات المحدودة لدى صغار المدخرين الذين‬
‫ال يستخدمون النظام المصرفي‪ ،‬وبكنهم على استعداد الستثمارها في مؤسساتهم الخاصة‪ ،‬حيث من‬
‫المعروف أن طلب الصناعات الصغيرة والمتوسطة على راس المال هو طلب محدود‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫المدخرات القليلة لدى أفراد االسرة قد تكون كافية إلقامة مشروع من مشروعات الصناعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬بدال من ترك هذه األموال عاطلة وعرضة لألنفاق الترفي أو حتى إيداعها في البنوك‪ ،‬وهكذا‬
‫فإن انخفاض حجم راس المال الالزم إلنشاء وتشغيل هذه الصناعات يجعلها أكثر جاذبية لصغار‬
‫المدخرين‪ ،‬الذين ال يميلون ألنماط التوظيف التي تحرمهم من اإلشراف المباشر على استثماراتهم‪.11‬‬

‫‪34‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -2‬الدور االجتماعي للمقاوالتية‪:‬‬

‫باإلضافة لألدوار االقتصادية للمقاوالتية فيمكن أن نحصي األدوار االجتماعية من خالل مايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬زيادة التشغيل‪:‬‬

‫إن االهتمام الدولي المتزايد بالمقاوالت راجع إلى الدور الذي تؤديه على مستوى التشغيل‪ ،‬وبالتالي‬
‫المساهمة في حل مشكلة البطالة مونها تستخدم األساليب اإلنتاجية كثيفة العمل‪ ،‬مما يجعلها أداة هامة‬
‫الستي عاب العرض المتزايد للقوة العاملة‪ ،‬خاصة في الدول النامية التي تتميز بالتوفير النسبي لليد العاملة‬
‫على حساب راس المال‪ .‬لذلك فهي تساهم في تحريك سوق العمل وضمان توازنه‪.‬‬

‫ففي دولة اإلمارات العربية المتحدة تمثل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ %32‬من إجمالي المؤسسات‬
‫وتوظف نحو ‪ %05‬من القوى العاملة‪ ،‬وفي السعودية تشكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حوالي ‪%33‬‬
‫وتستوعب ‪ %55‬من إجمالي العمالة‪ ،‬أما في سلطنة عمان تمثل المؤسسات الصغيرة ‪ %52‬وتوظف‬
‫‪15‬‬
‫‪ %02‬من إجمالي العمالة‪.‬‬

‫ب‪ -‬عدالة توزيع الدخول‪:‬‬

‫إن وجود مقاوالت بالعدد الكبير‪ ،‬ومتقاربة في الحجم‪ ،‬والتي تعمل في ظروف تنافسية بسيطة‪ ،‬مما‬
‫يساهم في تحقيق العدالة في توزيع الدخول‪ ،‬بحيث أنها تتطلب إمكانيات استثمارية متواضعة والذي يسمح‬
‫لعدد كبير من أفراد المجتمع بإنشاء تلك المقاوالت‪ ،‬وبالتالي سيساعد على توسيع حجم الطبقة المتوسطة‬
‫وتقليص حجم الطبقة الفقيرة بينما تحتاج عملية االستثمار في الصناعات الكبيرة إلى إمكانيات استثمارية‬
‫ضخمة تدفع نحو زيادة حجم التفاوت الطبقي االجتماعي‪.10‬‬

‫ج‪ -‬مكافحة الفقر والترقية االجتماعية‪:‬‬

‫منذ منتصف الثمانينات‪ ،‬ظهرت أهمية المقاولة المصغرة كوسيلة لمكافحة الفقر وادماج الفئات‬
‫المقصاة اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬بداية في الدول النامية بالتزامن مع مخططات التعديل الهيكلي (تطور‬
‫المفهوم االقتصادي للقطاع الموازي)‪ ،‬ثم في الدول المتقدمة نتيجة ارتفاع معدالت البطالة مدفوعة بالنجاح‬
‫النسبي للتجارب في الدول النامية وخاصة تجربة " بنك الفقراء " في بنغالديش‪ .‬فهي تمثل الطريقة الوحيدة‬
‫الدائمة للخروج من الفقر‪ ،‬وعوضا عن ذلك تحسين الرفاهية ومستوى المعيشة في األجل الطويل في بناء‬

‫‪35‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫األصول‪ ،‬سواء المادية ( سكن‪ ،‬ـرض‪ ،‬تجهيزات)‪ ،‬المالية (الحسابات البنكية مثال) االجتماعية (الشيكات‬
‫‪13‬‬
‫والعالقات االجتماعية)‪ ،‬والبشرية (الخبرة والتعليم)‬

‫د‪ -‬ترقية روح المبادرة‪:‬‬

‫تؤكد مختلف الدراسات المهتمة بالتنمية الصناعية على أن أعمال المقاولة هي منبع المبادرة‪ ،‬بفضلها‬
‫شهدت مختلف االقتصاديات بروز منظمين تعمل على تشجيع إنشاء طبقة من المقاولين الصغار‬
‫المستقلين‪ ،‬وهذا ما أكده الرئيس األمريكي ريغان سنة ‪ 2305‬بقوله " تأتي معظم االبتكارات واالعمال‬
‫الجديدة‪ ،‬والتقنيات والقوة االقتصادية في الوقت الراهن من دائرة صغيرة‪ ،‬ولكن آخذة في النمو‪ ،‬من‬
‫االبطال الذين هم رجال األعمال الصغيرة‪ ،‬والمنظمون األمريكيون ذو كفاءة وجرأة يتحملون مخاطر كبيرة‬
‫في سبيل االستثمار وابتكار المستقبل "‬

‫على هذا األساس يبرز دور أعمال المقاولة في ترقية روح المبادرة الذاتية والمهارة بعكس المؤسسات‬
‫‪52‬‬
‫الكبيرة التي ال توفر هذه الفرص‪.‬‬

‫ه‪ -‬محاربة اآلفات االجتماعية‪:‬‬

‫مما الشك فيه أن ممارسات إعادة الهيكلة تتفاوت كثي ار من دولة ألخرى‪ ،‬لكن االقتطاع من الموازنات‬
‫المخصصة للرفاهية‪ ،‬والتسريح من العمل‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وانعدام فرص العمل المنتج‪ ،‬تسببت بجزء من األعباء‬
‫االجتماعية األساسية الناجمة عن التغيرات االقتصادية الحديثة عبر العالم‪.‬‬

‫في أغلب األحيان يؤدي النفاذ المحدود إلى التعليم‪ ،‬وعدم الثبات في العمل‪ ،‬وعدم وجود تحفيزات‬
‫والمهارات الالزمة‪ ،‬إلى دفع الشباب إلى هامش المجتمع‪ ،‬فيتحكم بهم الضعف‪ ،‬ويصبحون عرضة‬
‫لمخاطر عديدة منها الجرائم والمرض واإلدمان على المخدرات‪.‬‬

‫كما يتسبب االفتقار إلى فرص عمل منتجة في المجتمع بدفع الشباب إلى مجتمعات غير حضارية‬
‫وغير منظمة‪ ،‬غالبا ما تفتقر إلى الحد األدنى من الموارد والخدمات‪ .‬لهذا فإن المقاولة تمثل الحل لهذه‬
‫المشاكل وأخرى من خالل وضع حد لضعف أجيال المستقبل من خالل التعليم والتدريب الهادف‬
‫استراتيجيات التوظيف‪ .‬ويفترض أن توفر هذه األخيرة الوسائل المناسبة التي تمكن الشباب من بناء‬
‫‪52‬‬
‫المستقبل الذي يرجونه بدال من التعويل على غريزة البقاء لديهم وحسب لتلبية احتياجاتهم الفورية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور األول‪ :‬تطور البحث في المقاوالتية بين إشكاليتي توحيد التعريف وتعدد‬
‫التوجهات الفكرية‪.‬‬

‫تطور مفهوم المقاوالتية خالل مرحلة زمنية طويلة تعدت ال‪ 052‬سنة‪ ،‬لكن هذه الفترة الزمنية‬
‫الطويلة وقفت عاجزة عن إيجاد مفهوم موحد للمقاوالتية خاصة مع االختالفات الكبيرة التي اكتنفت تطور‬
‫الدراسات واألبحاث المتعلقة بالموضوع‪ ،‬حيث تعددت التوجهات الفكرية بين االقتصاديين وعلماء النفس‬
‫واالجتماع وعلماء اإلدارة‪ ،‬إذ اتخذ كل فريق منهم منهجا فكريا مختلفا‪ ،‬وهذا ما أنتج لنا مع الزمن مقاربات‬
‫مختلفة لدراسة الظاهرة يمكن حصرها في ثالث مقاربات أساسية هي‪ :‬المقاربة الوصفية الوظيفية والمقاربة‬
‫السلوكية‪ ،‬ومقاربة العملية أو السيرورة المقاوالتية‪ ،‬وسنحاول في المبحث التطرق لهذه المقاربات بالسرد‬
‫والتحليل‪.‬‬

‫‪ -1‬المقاربات األساسية لدراسة المقاوالتية‪.‬‬

‫لو استمرينا في سرد مختلف التعاريف قديما وحديثا فإنه سيستمر هذا التباين بل قد يزداد وضوحا وذلك‬
‫بسبب التشعب الكبير في المجاالت البحثية المهتمة بدراسة الظاهرة‪ ،‬وألجل وضع هيكلة شاملة ومبسطة‬
‫لتطوير البحث في المقاوالتية يمكننا حصر ثالث مقاربات فكرية مسيطرة هي المقاربة الوصفية الوظيفية‬
‫والمقاربة السلوكية باإلضافة إلى مقاربة السيرورة المقاوالتية‪.‬‬

‫وتطرح كل مقاربة أسئلة مغايرة لألسئلة التي تطرحها المقاربة األخرى‪ ،‬حيث أن األسئلة التي ظلت سائدة‬
‫حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي هي ماذا يفعل المقاول (? ‪ ) What‬والمتعلق بالمقاربة الوصفية‬
‫الوظيفية أما المقاربة السلوكية فلم تركز على ماذا يفعل المقاولون بل حاولت اإلجابة على سؤال‪ ،‬من هم‬
‫المقاولون ولماذا يفعلون ذلك (? ‪ ،)Who – Why‬وفي بداية التسعينيات استطاع الباحثون تخطي‬
‫السؤالين السابقين لطرح السؤال التالي‪ :‬كيف (? ‪ )how‬وهو سؤال متعلق بمقاربة السيرورة المقاوالتية‬
‫حيث يركز على العملية المقاوالتية بمختلف مراحلها‪ ،‬والجدول الموالي يبين الفرق بين المقاربات الثالث‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الجدول رقم ‪ :11‬المقاربات المختلفة للبحث في المقاوالتية‪.‬‬

‫كيف؟? ‪How‬‬ ‫من ولماذا؟? ‪WhoWhy‬‬ ‫ماذا؟? ‪What‬‬ ‫األسئلة الرئيسية‬


‫مقاربة السيرورة المقاوالتية‬ ‫المقاربة السلوكية‬ ‫المقاربة الوظيفية‬
‫القرن‬ ‫من‬ ‫التسعينات‬ ‫بداية‬ ‫بداية الخمسينيات من القرن الماضي‬ ‫‪ 052‬سنة األخيرة‬ ‫المجال الزمني‬
‫الماضي‬
‫علوم التسيير‬ ‫‪-‬‬ ‫علم النفس‬ ‫‪-‬‬ ‫االقتصاد‬ ‫الحقل العلمي‬
‫علم العمل‬ ‫‪-‬‬ ‫علم االجتماع‬ ‫‪-‬‬

‫نظريات المنظمات‬ ‫‪-‬‬ ‫علم النفس المعرفي‬ ‫‪-‬‬


‫األنتروبولوجيا‬ ‫‪-‬‬
‫مراحل إنشاء نشاط جديد أو‬ ‫الخصائص الشخصية‬ ‫‪-‬‬ ‫وظائف المقاول‬ ‫هدف الدراسة‬
‫مؤسسة جديدة‬ ‫سمات األفراد‬ ‫‪-‬‬
‫والمقاولون‬ ‫المقاولون‬ ‫‪-‬‬
‫المحتملون‬
‫كمية‬ ‫‪-‬‬ ‫كمية‬ ‫‪-‬‬ ‫كمية‬ ‫المنهجية‬

‫كيفية‬ ‫‪-‬‬ ‫كيفية‬ ‫‪-‬‬


‫العمليات المقاوالتية تختلف عن‬ ‫المقاولون مختلفون عن غيرهم‬ ‫المقاول يلعب أو ال يلعب‬ ‫الفرضيات األساسية‬
‫غيرها‬ ‫دور مهم في النمو االقتصادي‬
‫المؤسسات‬ ‫‪-‬‬ ‫المقاولون‬ ‫‪-‬‬ ‫الدولة‬ ‫‪-‬‬ ‫المهتمون بالدراسة‬
‫المقاولون‬ ‫‪-‬‬ ‫المقاولون المحتملون‬ ‫‪-‬‬ ‫المجتمعات والهيئات‬ ‫‪-‬‬
‫المقاولون المحتملون‬ ‫‪-‬‬ ‫النظام التعليمي والتكويني‬ ‫‪-‬‬ ‫المحلية‬
‫المربون والمكونون‬ ‫‪-‬‬ ‫المسؤولون‬ ‫‪-‬‬

‫الهيئات المقاوالتية‬ ‫‪-‬‬ ‫االقتصاديون‬

‫وبهدف التأكد على االرتباك الكبير واالختالف الذي يصل حد التناقض بين الباحثين‪ ،‬سنحاول في‬
‫الجدول الموالي حصر المقاربات التي انطلق منها أبرز الباحثين في مجال المقاوالتية في شتى المجاالت‬
‫العلمية وفي مختلف المراحل الزمنية لتعريف الظاهرة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الجدول رقم‪ :12‬المساهمات الرئيسية في تعريف المقاوالتية‪.‬‬

‫جوانب التركيز‬ ‫المساهمة الرئيسية‬ ‫الباحث‬


‫جانب وظيفي‬ ‫‪ Richard Cantillon 1725‬تحمل المخاطر‬
‫جانب وظيفي‬ ‫‪ J B Say 1803‬استغالل رأس المال‬
‫جانب وظيفي‬ ‫‪ Francis Walker 1867‬القدرات اإلدارية‬
‫جانب وظيفي‬ ‫‪ Adam Smith 1900‬أحد عناصر اإلنتاج‬
‫جانب وظيفي سلوكي‬ ‫‪ Kirzner 1921‬الحماس واقتناص الفرص‬
‫جانب وظيفي‬ ‫‪ Schumpeter 1934‬اإلبداع‪ ،‬االبتكار‪ ،‬التفكيك الخالق‬
‫جانب سلوكي‬ ‫‪ Harvard‬خلق األرباح والمنظمات‬ ‫‪Business‬‬ ‫‪School‬‬
‫‪1948‬‬
‫معقولة جانب نفسي‬ ‫بدرجة‬ ‫المخاطر‬ ‫‪ McClelland 1961‬تحمل‬
‫والحاجة لإلنجاز‬
‫جانب سلوكي‬ ‫‪ Drucker 1964‬اإلبداع‪ ،‬تعظيم الفرص‬
‫جانب نفسي‬ ‫‪ Libenstein 1968‬المخاطرة‬
‫جانب سلوكي‬ ‫‪ Gartner 1985‬خلق وأيجادالمنطمة‬
‫جانب سلوكي‬ ‫‪ Mintzberg et al 1998‬إنشاء المنظمات وادارتها واإلبداع فيها‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫‪ W.D. Bygrave and C.W.‬طبيعة وخصائص العمليات المقاوالتية‬
‫‪Hofer 1991‬‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫‪ C. Bruyat 1993‬إنشاء المؤسسة‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫المقاول واستغالل فرص األعمال‬ ‫‪E. M. Hernandez 1999‬‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫استغالل الفرص‬ ‫‪Venkataraman 2000‬‬
‫جانب نفسي سلوكي‬ ‫المسؤولية االجتماعية‬ ‫‪Bolton and Thompson 2000‬‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫خلق الثروة‬ ‫‪Michael and Ireland 2001‬‬
‫جانب السيرورة المقاوالتية‬ ‫‪ Commission‬تطوير النشاط االقتصادي‬ ‫‪of‬‬
‫‪theEuropeanCommunities‬‬

‫‪39‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫بعد هذا العرض لمختلف التعاريف نجد أن مصطلح المقاوالتية يحمل في طياته معاني مختلفة ألفراد‬
‫مختلفين من خلفيات متعددة وأصول علمية مختلفة (علم االقتصاد‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬علم‬
‫‪50‬‬
‫أن هناك حقوال علمية أخرى أسهمت في‬ ‫‪Low‬‬
‫اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬التسويق)‪ ،‬ويضيف ‪and Macmillan‬‬

‫تطوير مصطلح المقاوالتية مثل‪ :‬علم اإلنسان (‪ )Anthropology‬وعلم التاريخ‪ ،‬وال يمكن أن يعرض‬
‫‪53‬‬
‫المصطلح من خالل وجهة نظر واحدة بل يجب دراسته من خالل وجهات نظر عديدة ومختلفة‪.‬‬

‫ونستطيع القول كذلك أن مفهوم المقاوالتية قد تطور مع تطور األهداف االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫تسعى الدول لتحقيقها‪ ،‬وتجدر اإلشارة كذلك إلى أن علماء المقاوالتية قد انتقلوا من البحث في شخص‬
‫المقاول إلى البحث في السيرورة المقاوالتية نفسها‪ ،‬والتركيز على جوانب واعتبارات أخرى لم تؤخذ في‬
‫الحسبان من قبل‪ ،‬مثل المحيط االجتماعي أو البيئة التي ينشأ فيها الفرد والسلوك الموروث أو المكتسب‪،‬‬
‫وثقافة المجتمع‪ ،‬ودور التعليم والتدريب في دعم المقاوالتية‪ ،‬وكذا األبعاد السياسية واالجتماعية والثقافية‬
‫والنفسية السائدة‪ ،‬وهو ما سيتم توضيحه في المطالب الالحقة من هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ -2‬المقاربة الوظيفية أو الوصفية‪.‬‬

‫ليس محددا لدى الباحثين أي تأريخ لظهور كممارسة عملية‪ ،‬إذ قد يكون أول سلوك مقاوالتي قد ظهر‬
‫في المجتمعات البدائية‪ ،‬لكن بعض الباحثين يؤرخ لسلوك المغامرين في المجتمعات اإلقطاعية على أنه‬
‫‪54‬‬
‫(‪) Hisrich and Others 2008‬مثاال عن المقاولين األوائل‬ ‫مثال متقدم للسلوك المقاوالتي‪ ،‬وقد ضرب‬
‫‪51Marco‬الذي شق طريق الحرير والذي هو طريق التجارة بين الشرق‬ ‫‪Polo‬‬
‫التاجر اإليطالي ماركو بولو‬
‫والغرب‪ ،‬حيث كان كوسيط )‪ (go-between‬يغامر ويتحمل المخاطر الجسدية والنفسية والمادية ليحصل‬
‫على نسبة من األرباح ال تصل إلى الربع في أغلب األحيان‪ ،‬فيما يأخذ أصحاب رأس المال النسبة األكبر‬
‫من األرباح‪.‬‬

‫ويرجع البحث في تطور النظرية المقاوالتية إلى أصل الكلمة‪ ،55‬حيث تم اشتقاق الكلمة ‪Entrepreneur‬من‬
‫الكلمتين الفرنسيتين ‪ Entre‬و ‪ Prendre‬والتي يقابلها باللغة اإلنجليزية‪ TakeBetween‬أي يأخذ بين أو‬
‫‪ Undertake‬أي يتحمل أخذ‪ ،‬وكان أول ظهور لكلمة ‪Entrepreneur‬في المعجم الفرنسي ‪Dictionnairede‬‬

‫‪ la langue française‬سنة ‪ ،243555‬وفي القرون الوسطى كانت كلمة ‪Entrepreneur‬تعني الوسيط‪ ،‬أو‬
‫ذلك الشخص الذي يملك أو يدير مشروعا إنتاجيا‪ ،‬وعلى العموم كل من ينفذ مشاريع أو أعمال لصالح‬
‫‪50‬‬
‫الدولة‬

‫‪40‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫في المقابل قام االقتصاديون بعدة أعمال أكاديمية لتطوير نظرية حول المقاوالتية‪ ،‬وتقسم األعمال التي‬
‫قام بها االقتصاديون إلى‪ :‬الكالسيكية والتي دامت حتى سنة ‪ ،2002‬والنيوكالسيك إلى غاية ‪،2352‬‬

‫والنظرية الحديثة منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث اهتمت معظم الدراسات بتحليل الدور‬
‫الذي يلعبه المقاول في التنمية االقتصادية‪ ،‬إذ يتم تعريف المقاوالتية من خالل األنشطة االقتصادية‬
‫واالجتماعية للمقاول‪ ،‬ويعرف المقاول من خالل خصائصه ومميزاته‪ ،‬ولقد ركز االقتصاديون على‬
‫الخصائص والوظائف المقاوالتية معتبرين النظرية المقاوالتية مجرد بناء مفاهيمي يهدف لفهم أحسن‬
‫للتطور االقتصادي‪ ،‬ولقد حاولوا في أبحاثهم اإلجابة عن التساؤالت التالية‪ :‬من هو المقاول؟‪ ،‬وما هي‬
‫النشاطات التي يقوم بها؟‪ ،‬وما أثرها على االقتصاد؟‪.‬‬

‫وبسبب الكم الكبير للبحوث في هذا المجال‪ ،‬سنتطرق فقط ألولئك الذين كانت مساهماتهم البحثية‬
‫األكثر تأثي ار على تطور النظرية المقاوالتية‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬الكالسيك‬

‫تشير المدرسة الكالسيكية للمقاول من حيث سلوك المخاطرة لديه‪ ،‬والتعامل مع الظروف والحاالت‬
‫الغير واضحة أي العمل في ظل الاليقين‪ ،‬وكذلك ركز الكالسيك على مدى توظيف المقاول لقدراته‬
‫اإلدارية في تسيير المشروع للحصول على األرباح‪ ،‬واستغالل رأس المال وتوظيفه بكفاءة في العملية‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬

‫وسنة ‪ 2535‬قدم بيوكليو‪Beaucleau‬مفهوما للمقاول على أنه الشخص الذي يتحمل المخاطر ويخطط‬
‫ويشرف وينظم المشروع الذي يملكه‪ ،‬وهو بذلك يعطي أهمية المقاوالتية من خالل األبعاد اإلدارية لملكية‬
‫‪53‬‬
‫المشروع‬

‫أما ‪ Jean Baptiste 2023‬وهو أستاذ اقتصاد فرنسي وسياسي ومالك لمصنع منسوجات‪ ،‬فقد بنى على‬
‫أعمال آدم سميث‪ ،‬حيث أسس نظرية حول العرض والطلب‪ ،‬ووضع قانون (ساي) المشهور للعرض‬
‫والطلب‪ ،‬ولقد وضح قانون (ساي) كيف أن النشاط المقاوالتي من خالل إنتاج سلع جديدة يستطيع رفع‬
‫ثروة ورفاهية كل أفراد المجتمع‪ ،‬حيث وصف المقاول بأنه من يربط بين مختلف عوامل اإلنتاج ألجل‬
‫تحويل المنتج من الفكرة للواقع‪ ،‬وأكد‪ ،‬أن المقاول يعمل لحسابه الخاص‪ ،‬تقع بين وظيفة العمال التنفيذيين‬
‫ووظيفة الباحثين‪ ،02‬وهو في النهاية ركز على الوظيفة التي يقوم بها المقاولون‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ثانيا ‪ :‬النيوكالسيك‬

‫وتتحدد هوية المقاول على أنه العون االقتصادي المازج لعوامل اإلنتاج (رأس المال‪ ،‬العمل‪ ،‬األرض‬
‫والتنظيم) فالعامل يتلقى أج ار مقابل عمله في حين يستفيد الرأسمالي من األرباح لقاء رأسماله‪ ،‬وبينهما‬
‫يختار المقاول التكنولوجيا المالئمة وفقا ألسعار اإلنتاج‪ ،‬ولكن ‪ Walras‬ال يعطي أي مكان للعالم الذي‬
‫يقوم بإنتاج المعارف العلمية التي تتضمن التكنولوجيا التي يستخدمها المقاول وهذا يعني أن المعارف‬
‫العلمية والتكنولوجية هي عمليات خارجة عن اإلنتاج‪ ،‬ولقد فرق بين سوق الخدمات المنتجة وسوق السلع‪،‬‬
‫ففي السوق األولى عارضوا الخدمات هم أصحابها أما المقاول فهو طالب للخدمات أما في السلع فنجد‬
‫العكس تماما حيث أن العارضين هم المقاولون والطلب يكون من أصحاب الخدمات‪ ،‬إن هين السوقين‬
‫مرتبطين ببعضهماالبعض بواسطة المقاول‪ ،‬فهذا األخير يلعب دور الوسيط‪ ،‬ولقد انتقد ‪Walars‬النظرة‬
‫اإلنجليزية التي لم تميز بين الرأسمالي والمقاول‪ ،‬ونفس النظرة نجدها عند ‪V.Pareto‬حيث أكد أنه من‬
‫الضروري التفريق بين وظائف المقاول والرأسمالي‪ ،‬فما يحصل عليه الرأسمالي من جراء امتالك لرأس‬
‫المال يختلف تماما عما يحصل عليه المقاول من تحويل راس المال إلى منتج‪ ،‬أما مارشال (‪-2040‬‬

‫‪ MarshallA. )2304‬فاعتبر أن المقاول هو مسير المؤسسة حيث أنه يتحمل مخاطر اإلنتاج كما أنه‬
‫يطلب الخدمات اإلنتاجية ويحاول تحقيق المساواة بين المنفعة الحدية لهاته الخدمات ومساهمتها في‬
‫اإلنتاج‪ ،‬والمقاول يجب أن يكون على دراية تامة بتغيرات اإلنتاج واالستهالك كي يتمكن من معرفة متى‬
‫يجب أن ينتج سلعة جديدة أو متى عليه تطوير منتج قديم‪ ،‬كما يجب أن يكون على علم تام بالمواد‬
‫‪02‬‬
‫األولية‪ ،‬أي أنه يجب أن يكون يقظ لتغيرات األسواق والبيئة‪.‬‬

‫وفي الفترة الممتدة بين (‪ )2302-2302‬ظهرت في المدرسة النيوكالسيكية رؤى أخرى جديدة لمفهوم‬
‫المقاول حيث اعتبر شومبيتر‪)2352-2003( J. Schumpeter‬المقاوالتية على أنها التفكيك الخالق‬
‫)‪(CreativeDestriction‬واعتبر المقاول كمبدع والمؤسسة كوحدة إبداع‪ ،‬حيث يعتبر شومبيتر أول من ركز‬
‫على عنصر اإلبداع في الميدان االقتصادي وذلك من خالل كتابه " نظرية التطور االقتصادي" المنشور‬
‫سنة ‪ 2320‬إذ بين أهمية اإلبداع في زيادة أرباح المؤسسة‪ ،‬فالمقاول حسبه يقوم بوظيفة اإلبداع الذي‬
‫يعرفه على أنه أي تغيير يسمح بتحقيق أرباح جديدة‪ ،‬ولهذا فإن الربح هو المكافئة العادلة للمقاول الذي‬
‫أخذ على عاتقه المخاطرة‪ ،‬وهو بهذا يعتبر اإلبداع محرك النمو االقتصادي والتطور التكنولوجي‪ ،‬ويقر أنه‬
‫دون مقاولين لن تكون هناك منافسة‪ ،‬كما فرق بين المقاول والمسير فاألول هو المالك وفي الوقت نفسه‬

‫‪42‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المسير والمستغل والمبدع أما الثاني فهو أجير فقط وبالتالي فال يتحمل المخاطر‪ ،‬ويعتبر هذا المفكر أن‬
‫‪00‬‬
‫وظيفة المقاول ليست مستمرة حيث أنها تتوقف عند توقف المؤسسة على اإلبداع وخوض المخاطر‪.‬‬

‫ولقد ظلت أفكار واستنتاجات ‪ Schumpeter‬مرجعا رئيسا للعديد من الباحثين اللين جاؤوا من بعده‬
‫واعتمادا على دراساته قامت مدرستان مستقلتان في المقاوالتية هما‪ :‬مدرسة جامعة هارفرد ومدرسة السلوك‬
‫اإلنساني في المقاوالتية‪ ،‬وسنتطرق إليهما بتفصيل أكثر في المطالب الالحقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬المدرسة الحديثة‬

‫لقيت آراء ومساهمات شومبيتر دعما وتأييدا من قبل الكثير من الباحثين‪ ،‬مثل ‪Kirchoff‬الذي أكد على‬
‫أن التفكير الخالق هو القوة الدافع لالقتصاد‪ ،‬حيث يشير هذا المفهوم إلى كسر حالة التوازن الموجود في‬
‫السوق (الطلب والعرض على السلع) من خالل قيام المقاولين بابتكار منتج أو خدمة جديدة‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى خلق عرض وطلب جديدين على هذا المنتج أو الخدمة‪ ،‬ويحقق المقاولون أرباحا وثروات طائلة من‬
‫وراء هذا االبتكار ويحتكرون السوق لفترة زمنية طويلة‪.‬‬

‫ولقد قسم ‪ Landstron 1999‬الدراسات التي جاءت بعد ‪ Schumpeter‬إلى مجموعتين أساسيتين هما‬
‫مدرسة جامعة هارفرد ومدرسة السلوك اإلنساني في المقاوالتية‪ ،‬حيث أن مدرسة جامعة هارفرد تأسست‬
‫على بعض التغييرات التي قام بها ‪ Arthur H. Cole‬على نظرية ‪ ،Schumpeter‬حيث قام ‪ Cole‬بتأسيس "‬
‫‪03‬‬
‫بجامعة هارفرد سنة ‪ ،2340‬وقد وضعت هته المدرسة ثالث أبعاد‬ ‫مركز البحوث في التاريخ المقاوالتي "‬
‫أساسية للمقاوالتية هي‪:04‬‬

‫‪ -‬التغيرات في النظام االقتصادي‪.‬‬


‫‪ -‬خلق المنظمات كأحد تجليات االستخدام التجاري لإلبداعات‪.‬‬
‫‪ -‬وظيفة المقاول هي الحصول على األرباح‪.‬‬

‫وأضاف ‪ Arthur H. Cole‬أن أي نظرية مقاوالتية لكي تكون واقعية يجب أن تنظر للمقاول على أنه‬
‫العامل المحفز للمشروع‪ ،‬وأكد على أن الدراسات المقاوالتية يجب أن تنفتح على منهجيات الدراسة‬
‫الموجودة في العلوم األخرى‪ ،‬وقسم مجاالت الدراسة في المقاوالتية إلى‪ :‬دراسة بنية المقاوالتية‪ ،‬دراسة‬
‫المحفزات المقاوالتية ودراسة سيرورة التغيير المقاوالتي‪ ،‬وبسبب إغالق " مركز بحوث التاريخ المقاوالتي "‬
‫بقيت هته اآلراء طي النسيان والضياع فترة من الزمن‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وقد أكد االقتصاديين النمساويين ‪Von Mises et Hayek‬على تأثير قوة الفرد في االقتصاد‪ ،‬حيث‬
‫قدم ‪ Hayek 2345‬فكرة التعليم المتبادل ووعي المشاركة السوقية‪ ،‬وأكد على الدور المتفرد للمقاول في‬
‫اقتناص الفرص‪ Mises2344 ،‬فكرة النشاط اإلنساني والمقاوالتي‪ ،‬ورفض فكرة تجانس المعلومات في‬
‫السوق وأن أي فرد يستطيع الحصول على المعلومة من خالل شبكة عالقاته االجتماعية‪ ،‬وطرح فكرة‬
‫‪05‬‬
‫مدى القدرة على استغالل المعلومات المتوفرة لصالحه‪.‬‬

‫وبناءا على هذه األعمال أكد ‪ Kirzner 2353‬على أهمية العامل اإلنساني‪ ،‬من خالل دور المقاول‬
‫في الحصول على األفكار والمعلومات واستخدامها‪ ،‬وأكد على أهمية الحماس والنشاط لدى المقاول في‬
‫اكتشاف الفرص المربحة واستغاللها‪ ،‬وأطلق على لك تعبير الشغف المقاوالتي‪،Entrepreneurial Alertnes‬‬
‫ووجه االختالف بينه وبين ‪Schumpeter‬هو أن هذا األخير يرى أنه يجب على المقاول أن يأتي بإبداع‬
‫جديد مهما كان شكله‪ ،‬بينما يرى ‪ Kirzner‬أن دوره ينحصر في استغالل المعلومات المتاحة واقتناص‬
‫الفرص المتاحة‪.‬‬

‫وقد تبنى ‪ Kirzner‬وجهة النظر القائلة أن المقاول يتمتع بالقدرة على جمع البيانات بطريقة تؤدي إلى‬
‫خلق الفرص‪ ،‬وتحقيق الربح‪ ،‬كما أضاف دو ار جديدا للمقاول وهو التنسيق والربط بين مختلف الموارد‬
‫المحدودة‪.‬‬

‫‪Howard‬‬ ‫ولقد وضع هؤالء المفكرين قاعدة لمفكرين آخرين من جامعة هارفرد مثل ‪2303‬‬
‫‪ Stevenson‬والذي عرف المقاوالتية على أنها " السعي وراء الفرصة دون النظر إلى ما نملك من‬
‫موارد"‪.‬‬

‫وكما ذكرنا سابقا فإن االقتصاديين ركزوا على البحث عن إجابة لالسئلة التالية‪ :‬من هو المقاول؟‪،‬‬
‫وماذا يحدث عندما ينشط المقاول؟ أو ما هي آثار النشاط المقاوالتي على االقتصاد؟‪ ،‬ولقد حددوا خمسة‬
‫أدوار أساسية للمقاول هي‪:01‬‬

‫‪ -‬متحمل للمخاطر أو مدير للمخاطر ‪risk-taker / risk manager‬‬

‫‪ -‬رأسمالي ‪.capitalist‬‬

‫‪ -‬مبدع ‪innovator‬‬

‫‪ -‬مقتنص للفرص‪an alertseeker of opportunities‬‬

‫‪44‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬منسق لمختلف الموارد النادرة ‪coordinator of limitedresources‬‬

‫وكان هدف البحث في المقلوالتية بالنسبة لهم هو من الوصول لفهم أكبر للتطور االقتصادي‪ ،‬ولقد توصل‬
‫‪W. R Sandberg1992‬إلى أن ضعف المنهج الوصفي الذي أعتمد لفترة طويلة لتفسير ظاهرة المقاوالتية‬
‫هو السبب في تأخير فهمنا لها‪ ،‬وكذلك ذهب ‪W.B. Gartner 1998‬إلى نفس الطرح‪ ،05‬وهو ما قاد‬
‫الباحثين إلى حركة علمية كبيرة نقلت المقاوالتية بعيدا عن النظرية االقتصادية نحو العلوم السلوكية‪،‬‬
‫وصارت األبحاث أكثر تركي از على المهارات والصفات والقدرات التي يمتلكها المقاول‪.‬‬

‫‪ -3‬المقاربة السلوكية‪:‬‬

‫منذ بداية الستينات من القرن الماضي ط أر تحول كبير في طبيعة األسئلة التي يطرحها الباحثون في‬
‫سياق بحثهم في مجال المقاوالتية‪ ،‬ويرجع لك ألسباب بيناها فيما سبق‪ ،‬يتمثل أهمها في عجز المقاربة‬
‫الوصفية عن إيجاد تفسير متكامل للظاهرة محل الدراسة‪ ،‬وهو ما نقل مجال الدراسة من العلوم االقتصادية‬
‫إلى العلوم السلوكية‪ ،‬حيث تهتم المقاربة السلوكية بدراسة سلوك المقاول في ضل التأثير ببيئته‬
‫الثقافيةواالجتماعية واالقتصادية والسياسية‪...‬ألخ‪ ،‬ولقد سيطرت هذه المقاربة من بداية الستينات من القرن‬
‫الماضي حتى نهاية الثمانينات‪ ،‬واهتم عدد كبير من الباحثين بدراسة خصائص وسمات المقاول‬
‫مثل( ‪O’Brien 1981, Hisrich and Brush 1984, Marchensay 1994, Fillion 1997, D Moore and D‬‬

‫‪ )Unwalla 1964, McClelland and Winter 1969, Brockhaus 1980, Hisrich and O.Collins‬وأصبح‬
‫البحث في الظاهرة المقاوالتية ينطلق من أسئلة منها‪ :‬ماهي صفاته وسماته الشخصية؟ هل المقاوالتية‬
‫غريزة تظهر في شكل مجموعة من الصفات والخصائص الفطرية التي تولد مع المقاول؟‪.00‬‬

‫وانطلق معظم الباحثين من فرضية أساسية مفادها أن المقاولين يختلفون عن غيرهم‪ ،‬وبالتالي ركزت‬
‫هته المقاربة على البحث في الخصائص السيكولوجية والسمات الشخصية للمقاولين‪ ،‬وكذا دوافعهم‬
‫ومحفزاتهم وسلوكاتهم‪ ،‬إضافة إلى أصولهم ومساراتهم االجتماعية‪ ،‬بحثوا أيضا في السيرة االتية (البيانات‬
‫الشخصية) كل ذلك كان في محاولة منهم لوضعه صورة نمطية للمقاول من خالل صفاته وخصائصه‪،‬‬
‫‪03‬‬
‫حتى نتمكن من معرفة المقاولين المحتملين ومن منهم يمكن أن ينجح‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وأشار ‪ Nicolaou, Shane, Cherkas, Hunkin et al 2008‬إلى العالقة الكبيرة بين الصفات الوراثية‬
‫والسلوك المقاوالتي‪ ،‬حيث أكدا في دراستهما أن ما نسبته ‪ %35‬إلى ‪ %40‬من التباين في السلوك‬
‫المقاوالتي يرجع إلى صفات وراثية وليس إلى بيئة التنشئة‪.32‬‬

‫‪ Arnold McClelland 1961‬عالم نفس في جامعة هارفرد‪ ،‬هو أول من قام بدراسة في مجال المقاوالتية‬
‫انطالقا من العلوم السلوكية‪ ،‬وذلك في عمله الرائد بعنوان (‪ ،) The Achieving Society‬حيث بنى‬
‫‪McClelland‬عل أعمال‪ Max Weber‬الذي درس التفاعل ما بين الثقافة والتطور االقتصادي للمجتمع‬
‫وتوصل إلى أن تعاليم وقيم المسيحية البروتستانتية كانت السبب في ظهور بعض الصفات والخصائص‬
‫في المجتمعات الغربية‪ ،‬مما سمح بتطور الرأسمالية في تلك المجتمعات‪ ،‬وأضاف ‪ McClelland‬على‬
‫أفكار ‪ Weber‬أن القيم والقواعد البرتستانتية السائدة في المجتمع الغربي آنذاك أدت إلى تشجيع الفرد على‬
‫االعتماد على الذات‪ ،‬وهو ما ولد سلوكا مكتسبا هو الحاجة لالنجاز‪ ،the need for achievement‬وبعد‬
‫العديد من الدراسات التجريبية ربط ‪ McClelland‬بين حاجة المجتمع لالنجاز وتطوره االقتصادي‪ ،‬وقام‬
‫بعدها بوضع نظرية الخصائص السيكولوجية للمقاولين‪ ،‬والتي بين من خاللها عددا من خصائص‬
‫المقاول‪ ،‬والتي تتمثل برايه في‪ :‬الحاجة لالنجاز‪ ،‬الثقة الكبيرة بالنفس‪ ،‬يمتلك مهارات حل المشكالت‪،‬‬
‫االسستقاللية‪ ،‬يتحمل المخاطر‪ ،‬يتحمل المسؤولية‪.32‬‬

‫نظرية ‪ ،McClelland‬قال أن تطبيقها على أرض الواقع معيب‪ ،‬وبدوره اشترط في أي‬ ‫‪Gartner 1989‬‬

‫فرد كي يصبح مقاوال أن ينشئ مؤسسته الخاصة‪ ،‬مستندا في منطقة على قاعدة أن المقاول ال يعني‬
‫بالضرورة المقاوالتية ولكن العكس صحيح‪ ،‬ودعمت أعمال ‪Gartner‬خالل النقاشات التي دارت حول‬
‫مصداقية نظرية الخصائص السيكولوجية‪ ،‬ومن بين االنتقادات قال ‪Carsrud and krueger 1995‬أن‬
‫النظرية اعتمدت على افتراضات مبسطة حول الشخصية والسلوك المقاوالتي‪ ،‬وأن االرتباط بين السمات‬
‫الشخصية وأداء المشروع يصعب تحديده بسبب تدخل عدة متغيرات وسطية في الظاهرة‪.‬‬

‫‪ Landstron‬ف ـ ـ ــي د ارس ـ ـ ــاته الس ـ ـ ــلوكية للمقاوالتي ـ ـ ــة ب ـ ـ ــين ت ـ ـ ــوجهين أساس ـ ـ ــيين هم ـ ـ ــا‪:‬‬ ‫مي ـ ـ ــز ‪1999‬‬

‫التوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه التحليل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‪research oriented analytically‬وتوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه التحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل النفس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫‪research oriented psychoanalytically‬حي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ترك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز المنهجي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫الخصـ ـ ـ ـ ـ ــائص والصـ ـ ـ ـ ـ ــفات المقاوالتيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬بينمـ ـ ـ ـ ـ ــا المنهجيـ ـ ـ ـ ـ ــة الثانيـ ـ ـ ـ ـ ــة تؤكـ ـ ـ ـ ـ ــد أن السـ ـ ـ ـ ـ ــلوك المقـ ـ ـ ـ ـ ــاوالتي‬
‫ناتج عن تراكم خبرات وتجارب سابقة متعلقة بالبيئة المعاشة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وبناءا على أعمال الباحثين يمكن أن نحدد مجموعة من الخصائص المفتاحية التي يجب أن يتميز بها‬
‫‪30‬‬
‫المقاولون وهي‪:‬‬

‫‪ -‬رؤية واضحة‬ ‫‪ -‬الحاجة لالنجاز‬


‫‪ -‬الكفاءة الذاتية‬ ‫‪ -‬تحمل مخاطر محسوبة‬
‫‪ -‬الحاجة لالستقاللية‬ ‫‪ -‬حس مرتفع للتحكم في الذات‬
‫‪ -‬مبدع‬ ‫‪ -‬خالق‬
‫‪ -‬متسامح‬

‫وعلى الرغم من الجهود الملحوظة ألولئك الباحثين‪ ،‬غالبا ما توصلت هته البحوث إلى نتائج متناقضة‪ ،‬إذ‬
‫لحد الساعة لم تستطع هته المقاربة وضع إطار واضح للشخصية المقاوالتية من خالل اعتماد مجموعة‬
‫من الصفات المتفق عليها‪ ،‬وبالتالي العجز عن تحديد المقاولين المستقبليين والتنبؤ بمدى نجاحهم‪ ،‬كما تم‬
‫انتقاد افتراضها أن الخصائص والسمات المقاوالتية هي فطرية وال يمكن اكتسابها عن طريق التدريب‪،33‬‬
‫ومع ذلك فقد أنتجت هته المقاربة فائدتين مهمتين‪ ،‬األولى هي مساعدتها للمقاولين من فهم أكثر لذواتهم‬
‫وخصائصهم‪ ،‬والثانية أنها فتحت مجال البحث في الظاهرة المقاوالتية على موضوعات ومستوياتأخرى‬
‫تتداخل فيها مجاالت بحث وعلوم مختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬مقاربة السيرورة المقاوالتية‪The EnterpreneurialProcess‬‬

‫من أبرز االنتقادات التي وجهت لمناهج البحث في المقاوالتية عدم قدرتها على توحيد التعارف الخاصة‬
‫بكل من مصطلحي المقاول والمقاوالتي‪ ،‬ففي محاولة من ‪ Gartner 1990‬لحصر مختلف التعاريف‬
‫المتعلقة بالمقاول‪ ،‬وجد أنها ال تقل عن ‪ 32‬وصفا لهذا المصطلح‪ ،‬وقام ‪ Marris 1998‬بتحليل أكثر دقة‬
‫‪34‬‬
‫للمنشورات العلمية المتعلقة بالمقاوالتية حيث وجد ‪ 55‬تعريفا مختلفا ‪ ،‬وقبل لك طرح ‪Gartner 1988‬‬

‫سؤاال كبي ار كان لمقاله الشهير‪( « Whois an enterpreneur ? is the wrong question ?«35‬من هو‬
‫المقاول؟‪ ،‬هل هو السؤال الخطأ؟) حيث تساءل عن مدى فعالية المقاربة السلوكية في الوصول لنتائج‬
‫ذات قيمة في مجال البحث في المقاوالتية‪ ،‬وسنة ‪ 2332‬نشر مقاال آخر بعنوان ‪« what are wetalking‬‬

‫‪( about whenwe talk about Enterpreneurship‬عن ماذا نتكلم عندما نتكلم عن المقاوالتية؟) ودعم كل‬
‫من ‪ Stevenson and Jarillo 1990‬أعمال ‪.Gartner‬‬

‫‪47‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫اوال‪ :‬الخلق أو االنشاء محور العملية المقاوالتية‪.‬‬

‫وذهب‪ Davidson 2004‬إلى البحث في الجوانب المشتركة بين مختلف األعمال المهتمة بالمقاوالتية‪،‬‬
‫متجنبا محاولة تعريف المقاول أو المقاوالتية‪ ،‬حيث وجد أن النقطة المشتركة بين جميع األعمال في هذا‬
‫المجال والتي يمكن تسميتها مركز الثقل في البحوث المقاوالتية هي فكرة الخلق أو االنشاء‪ ،‬واتفق مع‬
‫‪ Brush 2003‬وآخرون في أن مفهوم الخلق أو اإلنشاء هو من الخصائص األساسية في أغلب األبحاث‬
‫التي اهتمت بالموضوع‪ ،31‬وقد قادت كل هته النقاشات الباحثين المعاصرين إلى النظر للمقاوالتية على‬
‫أساس أنها سيرورة‪ ،‬تحتوي عددا من العمليات المنطوية على مفهوم الخلق أو اإلنشاء‪.‬‬

‫لكن فكرة الخلق أة اإل نشاء لم تفهم على نفس الوجه من طرف الباحثين‪ ،‬فهي لم تعني بالضرورة خلق أة‬
‫إنشاء مؤسسة أو منظمة بل تعدتها إلى معاني أخرى مثل‪ :‬خلق القيمة‪ ،‬خلق سوق جديد أو خلق منتج أو‬
‫خدمة جديدة‪ ،‬ويشير ‪Shane and Venkatarman‬أن كل هذه األشكال من الخلق أو اإلنشاء مرتبطة بكل‬
‫أشكال المقاوالتية‪ ،‬واقترح مفهوما أكثر شمولية تنضوي تحته كل األشكال األخرى‪ ،‬وهو مفهوم خلق‬
‫النشاط حيث اعتبر أن خلق مؤسسة مثال هو أحد أشكال خلق النشاط‪ ،‬وبالتالي فدراسة هذا الموضوع يقع‬
‫في نطاق البحث في المقاوالتية‪ ،‬لكن ال يمكن اعتباره وحده أساس البحث في المقاوالتية‪ ،‬وطرحا مقولة "‬
‫البحث في إنشاء المؤسسات ليس هو المقاوالتية‪ ،‬لكن البحث في المقاوالتية يشمل البحث في إنشاء‬
‫المؤسسات"‪ ،‬وفي نفس السياق وضحا أن خلق نشاط هو نتيجة لسيرورة تتضمن عددا من العمليات هي‪:‬‬
‫التعرف‪ ،‬استكشاف استغالل الفرص المقاوالتية ‪(the existence, Discovery, Exploitation of the‬‬

‫)‪EnterpreneurialOpportunities‬حيث رك از على السيرورة (العمليات) بدال من التركيز على النتائج‪،‬‬


‫وجعال مفهوم الفرص في لب البحث في المقاوالتية‪ ،35‬وشرحا أن البحث في هذا المجال يكون على ثالث‬
‫مستويات هي‪ :‬دراسة مصادر الفرص‪ ،‬سيرورة اكتشاف وتقييم واستغالل الفرص‪ ،‬ودراسة األفراد الذين‬
‫‪30‬‬
‫يقومون باكتشاف وتقييم واستغالل الفرص‬

‫وانطلق ‪ Brush‬وآخرون من أن سيرورة الفرصة وخلق النشاط هما المفهومان االساسيان في مجال البحث‬
‫في المقاوالتية‪ ،‬حيث اقترح تعريفا جامعا للمقاوالتية على أنها سيرورة تسعى لمعرفة واستكشاف (تقييم)‬
‫واستغالل الفرص بهدف خلق نشاط معين‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ومما سبق يمكن تعريف المقاوالتية على أنها السيرورة التي تضم عمليات تعريف وتقييم الفرص‪ ،‬ثم‬
‫تطوير خطة المشروع المناسبة‪ ،‬ومن ثم تحديد الموارد الالزمة لبناء وتسيير المشروع المنبثق‪ ،‬وقد حدد‬
‫‪33‬‬
‫‪ Baygrave and Hofer 1991‬خصائص العملية المقاوالتية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .0‬عملية ديناميكية‪.‬‬ ‫‪ .2‬عملية تنشأ بمحض واختيار وارادة اإلنسان‪.‬‬

‫‪ .4‬تتمتع بالذاتية إلى حد كبير‪.‬‬ ‫‪ .3‬تحدث على مستوى المؤسسات الفردية في‬

‫أغلب األحيان‪.‬‬

‫‪ .1‬عملية شاملة‪.‬‬ ‫‪ .5‬تتضمن نوعا من التغيير‬

‫‪ .0‬تتضمن العديد من المتغيرات السابقة‬ ‫‪ .5‬تتضمن نوعا من عدم االستم اررية‪.‬‬

‫لحدوثها ‪Antecedent Variables‬‬

‫‪ .3‬نتائجها حساسة جدا لألوضاع المبدئية التي‬

‫تتخذها هته المتغيرات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ثانيا‪ .‬خطوات ومراحل العملية المقاوالتية‬

‫تتمثل الخطوات والمراحل الرئيسية التي تعكس جوهر العملية المقاوالتية كما وردت في دراسة ‪Hisrich‬‬

‫‪:and Peters 1989‬‬

‫الجدول رقم ‪ :23‬خطوات ومراحل العملية المقاوالتية‪.‬‬

‫بناء وادارة المؤسسة‬ ‫تحديد الموارد الالزمة‬ ‫وضع خطة للمشروع‬ ‫تعريف وتقييم الفرصة‬
‫ومدة خصائص وأبعاد القطاع التعرف على الموارد نمط اإلدارة‬ ‫أصل‬ ‫معرفة‬
‫المتوفرة للمقاول‬ ‫السوقي‬ ‫الفرصة‬
‫الرئيسية‬ ‫الدخول مدى العجز في الموارد العناصر‬ ‫الفرصة إستراتيجية‬ ‫قيمة‬ ‫إدراك‬
‫للنجاح‬ ‫وتوفرها‬ ‫للسوق الخطة التجارية‬ ‫وأهميتها‬
‫كيفية الحصول على تحديد المشاكل الحالية‬ ‫المخاطر قيود اإلنتاج‬ ‫حساب‬
‫والمحتملة‬ ‫الموارد المطلوبة‬ ‫والعوائد المتوقعة من‬
‫الفرصة‬
‫وضع نظم للرقابة‬ ‫مالئمة الخطة التسويقية‬ ‫مدى‬ ‫معرفة‬
‫للمهارات‬ ‫الفرصة‬
‫واألهداف الشخصية‬
‫شكل المؤسسة‬ ‫معرفة الوضع التنافسي‬

‫لقد أشار مختلف الباحثين والعاملين في حقل المقاوالتية إلى أن مراحل العملية المقاوالتية يجب أن تكون‬
‫محددة بدقة وبشكل تسلسلي ومتتابع‪ ،‬حيث أنه من الصعب فصل المراحل عن بعضها البعض في الحدث‬
‫المقاوالتي‪ ،‬فقد وضع الباحثان ‪ 55 Swayne and Tucker‬خطوة للعملية المقاوالتية تنطوي على ثالث‬
‫مراحل هي‪ :‬تعريف المشروع‪ ،‬التخطيط‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬وقد عرض ‪Gartner‬ألعمال ثمانية باحثين آخرين‪ ،‬وعرف‬
‫من خاللها ستة تصرفات أو سلوكيات شائعة وتمارس في العملية المقاوالتية وهي‪ :‬تعريف وتقييم الفرصة‪،‬‬
‫تجميع الموارد‪ ،‬إنتاج المنتج‪ ،‬بناء المنظمة‪ ،‬االستجابة لمتطلبات المجتمع والتشريعات والقوانين الحكومية‬
‫المختلفة فيه‪ ،‬تسويق المنتجات والخدمات‪ ،‬أما ‪ Stevenson‬فقد حدد خمس خطوات البتداء المشروع‬

‫‪50‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المقاوالتي وهي‪ :‬تقييم وتحديد الفرص‪ ،‬تطوير خطة المشروع‪ ،‬تقييم الموارد الالزمة‪ ،‬الحصول على الموارد‬
‫الالزمة بكفاءة وادارة المشروع المنبثق‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬المقاول كمحرك للسيرورة المقاوالتية‬

‫يعتبر المقاول حجر الزاوية في الظاهرة المقاوالتية بل في الديناميكية االقتصادية ككل‪ ،‬ذلك أنه هو‬
‫المحرك والمنسق بين مختلف عوامل اإلنتاج األخرى‪ ،‬وبالتالي فإن الفهم السليم للمقاوالتية يجب أن ينطلق‬
‫من فهم المقاول والظروف والعوامل المحددة لسلوكاته‪ ،‬وتحديد أهم الخصائص والصفات التي يتمتع بها‬
‫ثم دراسة مختلف النماذج المفسرة للظاهرة المقاوالتية والتي يعتبر المقاول عنص ار مهما في بنائها وهو ما‬
‫سنتناوله من خالل هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ -1‬العوامل المحددة للتوجه المقاوالتي‪:‬‬

‫إن المقاولة من حيث أنها ظاهرة اجتماعية مرتبطة بالنشاط االقتصادي‪ ،‬وترتكز في األساس على‬
‫شخص المقاول‪ ،‬فال بد من أنها تتأثر بمجموعة من العوامل النفسية واالجتماعية والثقافية واالقتصادية‬
‫التي تشكل عوامل محددة لهذه الظاهرة‪ ،‬وكذلك فإن لها هي األخرى تأثيرات على البيئة االجتماعية‬
‫والمؤشرات االقتصادية والنمو االقتصادي بصفة عامة‪ ،‬ويمكن أن نجمل محددات المقاول ودوره‬
‫االقتصادي فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬العوامل النفسية‪:‬‬

‫لماذا يسعى بعض األفراد إلى خوض المخاطر وانشاء مؤسساتهم بينما ال يفكر آخرون مطلقا في‬
‫ذلك؟ لماذا قد ينجح البعض في عالم األعمال بينما يفشل آخرون؟‪ ،‬قد يرجع كثيرون أسباب ذلك إلى‬
‫مجموعة من العوامل الخارجية كتوفير الفرص أو التمويل مثال‪ ،‬لكن لو أمعنا النظر في أولئك الذين‬
‫توجهوا للمقاولة فسنجد أن بعضا منهم يعيشون نفس الظروف وفي نفس البيئة‪ ،‬وبالتالي فليست العوامل‬
‫الخارجية وحدها هي العنصر الحاسم‪ ،‬وفي هذا الصدد قام الكثير من علماء النفس بدراسة الظاهرة‬
‫المقاوالتية مركزين فيها على المقاول حيث طرحوا عدة أسئلة متعلقة بصفاته والسمات الشخصية التي‬
‫يتمتع بها‪ ،‬وانطلق معظم الباحثين من فرضية أساسية مفادها أن المقاولين يختلفون عن غيرهم‪ ،‬وبالتالي‬
‫ركزت هته المقاربة على البحث في الخصائص السيكولوجية والسمات الشخصية للمقاولين‪ ،‬وكذا دوافع‬
‫سلوكاتهم‪ ،‬وعلى رأس هؤالء الباحثين عالم النفس األمريكي ‪ ،Arnold McClelland‬واذا أردنا أن نحدد‬

‫‪51‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫العوامل النفسية التي تلعب دو ار مهما في الفعل المقاوالتي‪ ،‬فغنه يمكن تقسيمها إلى صنفين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪222‬‬
‫دوافع المقاول والخصائص والسمات الشخصية للمقاولين‪.‬‬

‫وكلمة دوافع هي باللغة اإلنجليزية ‪ Motivation‬واصلها الكلمة الالتينية ‪ Matere‬ومعناها يتحرك‬


‫ويعرف قاموس ‪ Webster‬كلمة الدافع بأنها الشيء الذي يدفع اإلنسان للتصرف أو الحركة‪ ،‬ولو قمنا‬
‫‪222‬‬
‫بتحليل كلمة ‪ Motivation‬نجد أنها مركبة من كلمتين ‪Motive+Action‬ويعني التصرف الناتج عن دافع‪.‬‬

‫وقد يكون أهم دافع للمقاولة بالنسبة ل‪ Shapero‬هو دافع االستقاللية أو أن يكون الفرد رئيس نفسه أو‬
‫يدير أمالكه الخاصة‪ ،‬فاالنجذاب إلى االستقاللية هو من أهم دوافع المقاول ويلعب دور مهم في اتخاذ‬
‫قرار المقاولة من عدمه‪ ،‬بالرغم من أن المقاول عند إنشاء مؤسسته الخاصة لن يحقق االستقاللية التامة‬
‫حيث انه سيبقى مرتبطا بالموردين من جهة والزبائن من جهة أخرى وكذلك هناك ارتباط بمختلف‬
‫‪222‬‬
‫المؤسسات األخرى وبالمجتمع ككل‬

‫أما بالنسبة ل‪McClelland‬فإن اإلنسان لديه ثالث حاجات هي الدوافع األساسية للمقاولة‪ ،‬والتي هي‬
‫الحاجة لالنجاز‪ ،‬الحاجة لالنتماء‪ ،‬والحاجة للسلطة‪.220‬‬

‫ويمكن أن يكون هناك عدد كبير من الدوافع للمقاولة أو إنشاء مؤسسة‪ ،‬لكن هناك دائما دافع مهيمن‬
‫يكون هو األكثر أهمية من الدوافع األخرى‪ ،‬قد يكون هذا الدافع هو الحصول على األموال أو حب‬
‫السلطة أو غيرها من العوامل‪ ،‬لكن وباإلسقاط على هرم‪223 maslaw‬لتدرج الحاجات فإن الدافع‬
‫للمقاوالتية يكون استجابة للحاجات في قمة الهرم أي الحاجة إلى التقدير من طرف اآلخرين أو الحاجة‬
‫لتحقيق الذات والوصول إلى نجاح شخصي واجتماعي‪.‬‬

‫إن المقاول حسب المقاربة السلوكية هو شخص متميز ويختلف عن اآلخرين‪ ،‬حيث أنه يمتلك مجموعة‬
‫من الصفات التي تمكنه من النجاح أين يخفق اآلخرون‪،‬فتتبع وجهات النظر في هذا المجال يقودنا إلى‬
‫وجهات نظر مختلفة ال تستطيع أن ترسم صورة متفقا عليها للمقاول‪ ،‬إذ أن كل باحث وضع قائمة ألهم‬
‫الصفات التي يراها ضرورية للمقاول‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال ال الحصر اعتبر ‪ Gardner2335‬أن الصفات التي يجب أن يتميز بها المقاولون‬
‫الناجحون هي‪ :‬العناد‪ ،‬الصبر‪ ،‬القابلية لتحمل المسؤولية‪ ،‬الرؤية الواضحة‪ ،‬التركيز‪ ،‬البراعة‪ ،‬سعة الحيلة‬
‫‪224‬‬
‫وقوة اإلرادة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أما ‪ Harnaday‬فقد وضع قائمة أطول للخصائص التي يجب أن تتوفر في المقاولين الناجحين وهي‪:‬‬
‫الثقة بالنفس‪ ،‬المثابرة والعزم‪ ،‬سعة الحيلة‪ ،‬القدرة على المخاطر المحسوبة‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬روح المبادرة‪،‬‬
‫المرونة‪ ،‬حب المغامرة‪ ،‬االستقاللية‪ ،‬البصيرة النافذة‪ ،‬الديناميكية والقدرة على القيادة‪ ،‬متعدد المعارف‬
‫‪225‬‬
‫الخبرات‪ ،‬القابلية للتعايش مع اآلخرين‪ ،‬يتفاعل مع النصائح واالنتقادات‪ ،‬الفطنة والتفاؤل‪.‬‬

‫أما ‪Nicholson, Fenton-O’Creevy Soane, and William 0225‬فاقترحوا أن السمات الخمس األساسية‬
‫للمقاول هي كما يلي‪ :‬الوح االنبساطية العالمية (‪ ،)High Ex-traversion‬االنفتاح (‪ ،)Openness‬عدم‬
‫‪225‬‬
‫العصبية (‪ ،)lowNeuroticism‬اللطف والقبول (‪ ،)Agreeableness‬االجتهاد (‪.)Conscientiousness‬‬

‫ب‪ -‬العوامل االجتماعية والثقافية‪:‬‬

‫نقصد بالعوامل االجتماعية والثقافية تلك العوامل المرتبطة مباشرة باألوساط المختلفة التي يتعامل معها‬
‫الفرد والتي يتعلم فيها ويأخذ الكثير من األفكار والقيم التي تؤثر في سلوكاته وبالتالي توجهاته بما فيها‬
‫التوجهات المقاوالتية‪ ،‬وهي الفكرة التي يؤكد عليها مالك بن نبي وهو ما يصطلح عليه بالمعادلة‬
‫االجتماعية في كتابه المسلم في عالم االقتصاد‪ ،220‬وقد تختلف هته العوامل في تأثيراتها حسب‬
‫خصوصيات كل مجتمع‪ ،‬ويمكن أن نجمل هته المتغيرات فيمايلي‪ ( :‬العائلة‪ ،‬المدرسة والجامعة‪ ،‬المجتمع‬
‫والثقافة السائدة فيه‪ ،‬المؤسسات‪ ،‬الخبرة المهنية أو العمل‪ ،‬المنطقة الجغرافية‪...‬الخ)‪ ،‬ويرى‬
‫‪Coiranen0222‬أن نمو وتطور المقاوالتية ينبع من جملة العوامل المتداخلة ويعطي األهمية الكبرى‬
‫للعوامل التالية‪( :‬العائلة‪ ،‬المدرسة أو النظام التعليمي‪ ،‬والبيئة المحيطة)‪.‬‬

‫وبناءا على دراسة ‪ Kirkwood 2007‬من المنصف أن نقول أن اآلباء اللين يمتلكون أعمالهم الخاصة‬
‫يلعبون دو ار مهما في قرار أبنائهم أن يصبحوا مقاولين‪ ،223‬وأشار باحثون آخرون إلى صحة ما يسمى‬
‫بظاهرة االستنساخ المقاوالتي‪ ،‬حيث الحظوا أن نسبة كبيرة من المقاولين نشؤوا في عائالت مقاولة‪ ،‬وأنه‬
‫‪222‬‬
‫هذا إضافة إلى التربية‬ ‫دائما ما يكون لآلباء دور كبير في التأثير على األبناء ليتخذوا قرار المقاولة‬
‫االجتماعية ومجموع القيم المكتسبة من األسرة مثل االستقاللية‪ ،‬الجدية‪ ،‬روح المبادرة‪ ،‬والكثير من‬
‫الصفات الشخصية التي تلعب االسرة دو ار كبي ار في ظهورها‪ ،‬ونشير أيضا إلى األسرة مثلما لها دور‬
‫إيجابي فإنه يمكن أن يكون لها دور سلبي كذلك‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وفي دراسة استقصائية قامت بها مؤسسة كوفمانا للمقاوالتية حول خصائص المقاولين العاملين في‬
‫القطاعات عالية التكنولوجيا في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث شملت العينة ‪ 543‬منشئ مؤسسة‪،‬‬
‫وكانتاإلجابة على السؤال من أفراد عائلتك أنشئ مؤسسة قبلك كما يوضح الشكل الموالي ‪ ،‬والذي يبين أن‬
‫ما يقارب ال‪%52‬من المستقصيين لديهم أقارب من المقاولين‪ ،‬وهم في الغلب اآلباء الذين شكلت نسبتهم‬
‫ال‪ %42‬تقريبا‪.‬‬

‫ج‪ -‬العوامل االقتصادية ‪:‬‬

‫نقصد بالعوامل االقتصادية مختلف الموارد من مواد أولية ويد عاملة مؤهلة وذات خبرة وكذلك وسائل‬
‫اإلنتاج ومصادر التمويل والحصول على المعلومات المختلفة‪ ،‬فالعوامل االقتصادية ال تأتي في المقام‬
‫األول حيث إذا تورت اإلدارة ووجدت اإلمكانات الشخصية والدوافع القوية ويمكن فعل المستحيل‪ ،‬لكن هذا‬
‫ال يعني أن العوامل االقتصادية غير مؤثرة‪ ،‬إذ أنها قد تكون عوامل مفتاحية في التوجه نحو المقاولة لدى‬
‫األفراد وانشاء مؤسساتهم الخاصة‪ ،‬حيث أن الوسائل والموارد االقتصادية المتاحة والقدرة على البحث‬
‫‪222‬‬
‫ويمكن أن نجمل أهم العوامل‬ ‫والحصول عليها واستغاللها‪ ،‬تعتبر ميزة للمشروع والمؤسسة ذاتها‬
‫االقتصادية فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬مدى انفتاح األسواق‪.‬‬
‫‪ -‬توفر فرص المقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات االقتصادية الحكومية‪.‬‬

‫د‪ -‬العوامل السياقية‪:‬‬

‫ال يمكن عزل الحدث المقاوالتي عن سياق حدوثه‪ ،‬وهذا السياق يرافقه مجموعة من العوامل ات‬
‫العالقة بالحياة الشخصية والعملية للفرد‪ ،‬حيث تعمل العوامل السياقية على استثارة (استفزاز) مؤثرات‬
‫نفسية أو حسية من شأنها أن تساهم في اتخاذ قرار المقاولة أو إنشاء مؤسسة خاصة‪.‬‬

‫‪ .2‬الحظ ‪ Shapiro‬أن معظم منشئي المؤسسات في سياق اتخاذهم هذا القرار حدث لهم تغيير ما أو‬
‫انتقال من وضع إلى آخر‪ ،‬أو حادثة معينة في حياتهم الشخصية أو العملية تكسر الروتين‬
‫المعتاد‪ ،‬ويعتبر ‪ Shpiro‬هو أول من أدخل مفهوم االنتقال (‪ ) Déplacement‬وتكلم أيضا عن‬

‫‪54‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫عوامل الدفع (‪ )Push‬أي العوامل اإليجابية‪ ،‬وعوامل السحب (‪ )pull‬أي العوامل السلبية‪ ،‬وتتمثل‬
‫العوامل السلبية مثال فصل عن العمل أو فشل مهني‪ ،‬أو حادثة في الحياة العائلية كالطالق مثال‬
‫أو انفصال مكلف‪ ،‬ويمكن أن يكون عامل إيجابي مثل التعرف بشخص يصبح شريكك مستقبال‬
‫في اكتشاف الفرصة وتجسيدها‪ ،‬حيث أن االنتقال ‪Déplacement‬هو حدث في حياة الفرد يأتي‬
‫ضمن سياق معين يسمح بأن يكون محف از إلطالق الحدث المقاوالتي‪ ،220‬والنموذج الموالي الذي‬
‫وضعه ‪Sokol‬و‪Shapiro‬يوضح هته الفكرة‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :24‬نموج ‪ Shapiro‬و ‪ Sokol‬للحدث المقاوالتي‬


‫مسار التغيير في الحياة‬
‫_____________________________________________________‬
‫االنتقادات السلبية‪:‬‬
‫الهجرة اإللزامية‬
‫طرد من العمل‬
‫القذف‬
‫الطالق‬
‫األوضاع الوسيطية‪:‬‬
‫إدراك إمكانية اإلنجاز‬ ‫إدراك الرغبات‬ ‫الخروج من الجيش‬
‫الدعم المالي‬ ‫الثقافية‬ ‫الخروج من المدرسة‬
‫إنشاء مؤسسة‬ ‫نماذج مقاولين‬ ‫الخروج من السجن‬
‫وسائل أخرى للدعم‬ ‫التأثيرات اإليجابية‪:‬‬
‫الزمالء واألصدقاء‬
‫من الشركاء‬
‫من المستثمرين‬
‫من المستهلكين‬
‫من األسواق المحتملة‬
‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬سمات وخصائص المقاول‪:‬‬

‫إن بحثنا في سمات المقاول ينطلق من المقاربة السلوكية التي اعتبرت المقاول فردا متمي از عن‬
‫اآلخرين‪ ،‬إذ أنه يمتلك سمات ومميزات ومهارات تختلف عن غيره مما يؤهله لتحمل مخاطر إنشاء مؤسسة‬
‫جديدة‪ ،‬حيث يرى ‪ Yvon Gasse‬البروفيسور في جامعة ‪ Laval‬الكندية أنه فقط واحد من بين كل ‪22‬أفراد‬
‫يمكن أن تتوفر فيه هته السمات‪ ،‬أما ‪David McClelland‬فقد اعتبر فقط واحد من بين ‪ 2222‬يمتلك هته‬
‫السمات‪ ، 223‬وفي الواقع هناك الكثير من الدراسات والباحثين اللذين اهتموا بالموضوع‪ ،‬إذ سنحاول من‬
‫خالل هذا المطلب التطرق ألهم الدراسات في هذا الموضوع‪.‬‬

‫اوال‪ .‬سمات المقاول ل ‪ :Gardner‬حدد‪Gardner‬سنة ‪ 2335‬مجموعة من السمات المشتركة التي يتمتع‬


‫بها المقاولون الناجحون كما يلي‪ :‬العناد‪ ،‬الشغف‪ ،‬الثقة بالنفس‪ ،‬القدرة على تحمل المسؤولية‪ ،‬كما يجب‬
‫أن يتوفر فيهم‪ :‬التركيز‪ ،‬البراعة‪ ،‬سعة الحيلة‪ ،‬قوة اإلرادة‪ ،‬هته السمات تجعل من المقاول قاد ار على بناء‬
‫‪224‬‬
‫وادارة فريق عمل وتنفيذ رؤية للمؤسسة ومخطط أعماله‬

‫ثانيا‪ .‬السمات المقاوالتية ل ‪:1991114Bedi‬بناءا على بيانات مبنية على المالحظة وفي الملتقى الدولي‬
‫حول المقاوالتية المقام في بانكوك سنة ‪ 2335‬حدد ‪Bedi‬أربع سمات مشتركة لكل المقاولين هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬المقاول يمتلك الشجاعة لتخطي الماضي ومواجهة ما هو غير مألوف‪ ،‬ويثبت هته الروح عن طريق‬
‫شق طريقه بنفسه‪.‬‬

‫‪ -‬المقاولون لديهم دوافع ومحفزات ذاتية‪ ،‬ويؤمنون أن قدرتهم ومصيرهم يمكن أن يصنعوه من خالل‬
‫جهودهم الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬المقاولون قادرون على تنفيذ األفكار‪ ،‬وليس فقط توليدها‪.‬‬

‫‪ -‬المقاولون لديهم إيمان كبير بأفكارهم الخاصة‪ ،‬على الرغم من األفكار وحدها غير قادرة على جعلهم‬
‫مقاولين‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ :‬أجرى ‪Kets de Vries‬دراسة سنة ‪2305‬‬ ‫ثالثا‪Kets de Vries .‬والجوانب المشرقة والمظلمة للمقاول‬
‫حول ‪ 30‬مقاوال يعملون في مجاالت مختلفة‪ ،‬لمحاولة فهم كيف يتعامل المقاولون مع اآلخرين وكيف‬

‫‪56‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫يتعاملون مع النجاح والفشل‪ ،‬وقد استطاع تحديد عدة سمات مختلفة للمقاولين‪ ،‬وقسمها إلى قسمين أطلق‬
‫عليهما " الجوانب المظلمة " و" الجوانب المشرقة " للمقاولين‪.‬‬

‫بالنسبة للجوانب المظلمة فقد الحظ السمات التالية‪ :‬الحاجة للسيطرة والتحكم‪ ،‬الشعور العام بعدم الثقة‪،‬‬
‫الحاجة لإلطراء أو التبجيل‪ ،‬االستخدام المفرط آلليات الدفاع‪.‬‬

‫أما الجوانب المشرقة فتمثلت فيما يلي‪ :‬الحس والواقعي المرتفع‪ ،‬معدل مشاكل شخصية متوسط‪ ،‬الجمع‬
‫بين األفكار اإلبداعية واالعقالنية‪ ،‬القدرة الكبيرة على الحركة والقيادة‪ ،‬الطاقة الكبيرة‪ ،‬الهوس الشخصي‪.‬‬

‫ويرى ‪ Kets de Vries‬أن كال من الجوانب المشرقة والمظلمة تساعد على دفع االقتصاد من خالل إنشاء‬
‫المؤسسات وخلق مناصب العمل‪.‬‬

‫رابعا‪ .‬أنواع الشخصية المقاوالتية ل ‪ :Miner‬حدد ‪Miner‬سنة ‪ 2331‬أربعة أنواع للشخصية المقاوالتية‬
‫الناجحة تتمثل فيما يلي‪ :‬شخصية منجزة‪ ،‬رجل مبيعات جيد‪ ،‬مدير حقيقي‪ ،‬خبير في توليد األفكار‪ ،‬وكل‬
‫نوع من هته األنواع يتصف بسمات مقاوالتية معينة‪ ،‬حيث أن المقاول الناجح يتصف على األقل بسمات‬

‫إحدى هته الشخصيات المقاوالتية‪ ،‬وقد نجد بعض المقاولين لديهم سمات ألكثر من نوع واحد من هته‬
‫األنواع‪ ،‬ومفتاح نجاح المقاول بالنسبة ل ‪Miner‬هو أوال تحديد نقاط القوة في شخصية المقاول ثم بعدها‬
‫تحديد الوضعية التي تمكن من استخدام نقاط قوتها في استغالل الفرص المتاحة‪.‬‬

‫والجدول الموالي يوضح السمات المقاوالية التي يتمتع بها كل نوع من األنواع السابقة الذكر‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪Miner‬الجدول رقم ‪ :24‬أنواع الشخصية المقاوالتية ل‬

‫األنماط الشخصية األربع للمقاولين الناجحين‬


‫الحاجة لإلنجاز‬ ‫‪ .2‬شخصية منجزة‬
‫الرغبة في التغذية الراجعة‬
‫قوة المبادرة الشخصية‬
‫يمكنه صناعة الفرق‬ ‫اإليمان أن شخصا واحدا‬

‫القدرة على فهم أحاسيس األخرين‬ ‫‪ .0‬رجل مبيعات جيد‬


‫الرغبة في مساعدة اآلخرين‬
‫الرغبة في صناعة عالقات إيجابية قوية مع اآلخرين‬
‫األيمان بأن قوة المبيعات عامل حاسم في تنفيذ استراتيجية المؤسسة‬

‫الحسم‬ ‫‪ .3‬مدير حقيقي‬


‫لديه موقف إيجابي من السلطة‬
‫_______________________________________________________________‬
‫الرغبة في التنافس‬
‫الرغبة في القوة‬
‫الرغبة في البروز والتميز عن الجمهور‬

‫الرغبة في اإلبداع‬ ‫‪ .4‬خبير في توليد األفكار‬


‫حب األفكار‬
‫األيمان أن تطوير األفكار الجديدة عامل حاسم في تنفيذ‬
‫استراتيجية‬
‫المؤسسة‬

‫‪225‬‬
‫دوافع المقاولين تعطي قوة دفع تؤثر على سلوكهم‬ ‫خامسا‪ .‬نظرية الحاجات الدافعة ل ‪:McClelland‬‬
‫من خالل إثارتها وتغذيتها وتوجيهها نحو تحقيق األهداف‪ ،‬سنة ‪ 2353‬قام ‪McClelland‬بتطوير نموج من‬
‫ثالث مستويات بسيطة من األنماط لترتيب الدوافع الموجهة للمقاول‪ ،‬وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ McClelland.‬جدول رقم‪ :25‬الحاجات الدافعة‬

‫الوصف‬ ‫الحاجة‬
‫التركيز على األهداف‪ ،‬تطوير األداء‪ ،‬المهام‪،‬‬ ‫‪ .2‬الحاجة لالنجاز‬
‫النتائج المقاسة والمعرفي والمعنوية‪ ،‬االنضباط‬

‫الشخصي‪،‬حفظ المواعيد المسؤولية‪ ،‬يعرف ما يريد‪ ،‬االفتقار‬


‫للتوجه الجماعي‪.‬‬

‫التركيز على الرفقة اإلنسانية‪ ،‬العالقات‪ ،‬والتركيز على اآلخرين‪.‬‬ ‫‪ .0‬الحاجة لالنتماء‬

‫الرغبة في التحكم في الموارد‪ ،‬واآلخرين‪ ،‬والبيئة‬ ‫‪ .3‬الحاجة للقوة‬

‫سادسا ‪ :‬التوجهات الشخصية ل ‪ :Utsch‬تم مناقشتها في دراسة من إعداد ‪Utsch, Rouch, frese‬سنة‬
‫‌‬
‫‪ 2333‬حيث أن التوجهات الشخصية تلعب دو ار كبي ار في ظهور المقاولين‪ ،‬التوجهات الشخصية الخمس‬
‫التي تم مناقشتها في الدراسة كانت‪ :‬االستقاللية‪ ،‬اإلبداع‪ ،‬روح المبادرة‪ ،‬التنافسية العالية‪ ،‬التوجه لالنجاز‪.‬‬

‫سابعا‪ .‬القواسم المشتركة لدى األشخاص الناجحين ل ‪ :Crissman‬قام ببحث حول ‪ 12‬من األشخاص‬
‫الناجحين ووجد أن هناك الكثير من األشياء المشتركة بينهم والتي أجملها فيما يلي‪ :‬يحبون عملهم‪ ،‬كفاءة‬
‫عالية في تخصصاتهم‪ ،‬االلتزام في أعمالهم واعطاء وقتهم وحياتهم لعملهم‪ ،‬يشبعون كل احتياجاتهم من‬
‫خالل عملهم‪ ،‬يركز على عمله لدرجة أن ينسى نفسه فيه‪ ،‬يرى ويستغل بسرعة األفكار الجديدة في عمله‪.‬‬

‫األشخاص الناجحون غالبا ما يدفعون ثمنا لنجاحهم مثل العدد القليل من األصدقاء‪ ،‬مناسبات اجتماعية‬
‫قليلة‪ ،‬سفر قليل‪ ،‬والعزلة عن العائلة‪.‬‬

‫المخاطرة‪ :‬قد تكون المخاطرة توجها فرديا نحو أخذ الفرصة في وضعيات اتخاذ القرار‪ ،‬فالمقاولون يجب‬
‫عليهم تحمل معدالت متوسطة من المخاطر سعيا للحصول على تغذية راجعة بخصوص النتائج وتحقيق‬
‫األهداف‪ ،‬وبالتالي يجب أن يكونوا مبدعين ويخططوا للمستقبل‪.‬‬

‫وفي ضوء ما تقدم يمكن عرض بعض سمات المقاول على النحو التالي‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬المبادرة في عالم األعمال واقتناص للفرص‪ :‬وينبغي أن يكون قاد ار على الشروع في العمل‬
‫واالستفادة من الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لتحمل المخاطر‪ :‬في أي عمل هناك عنصر مخاطرة وال توجد ضمانة تامة بأن العمل‬
‫ناجح دوما‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على التعلم من التجربة‪ :‬يجوز لصاحب المشروع ارتكاب األخطاء‪ ،‬ال ينبغي أن يكرر‬
‫األخطاء وبالتالي يجب امتالك القدرة على التعلم من التجربة‪.‬‬
‫‪ -‬الدافع الذاتي المستمر‪ :‬الدافع الذاتي هو مفتاح النجاح‪ ،‬وهذا أمر ضروري للنجاح في كل‬
‫مناحي الحياة‪ .‬وبمجرد البدء يدفعك إلكمال العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الثقة بالنفس‪ :‬الثقة الزمة لتحقيق النجاح في الحياة‪ ،‬وينبغي للمرء أن يمتلك الثقة في النفس‬
‫ألنها أساس دال على الشجاعة والحماس والقدرة على القيادة‪.‬‬
‫‪ -‬التوجه نحو العمل الجاد ‪ :‬ليس هناك بديل عن العمل الجاد في الحياة‪ ،‬ألنك في إدارتك ألعمالك‬
‫كل يوم تواجه مشكالت متعددة تستوجب العمل الجاد والدائم في ظل اليقظة‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على إتخاذ القرار‪ :‬تكون القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مطلب‬
‫أساس في ظل بيئة معقدة متغيراتها كثيرة وتتحرك بسرعة بالغة‪ ،‬كما أن غياب القدرة على اتخاذ‬
‫القرار المناسب في الوقت المناسب تهدر العديد من الفرص وتكبد الخسائر‪ .‬الرائد لديه هدف‬
‫طموح‪ ،‬وهي القوة التي تدفعه لبناء الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬الجدة في األفكار‪ :‬عادة ما يكون الهدف (‪ )Vision‬مدعوم بالعديد من األفكار الجديدة والقوية‬
‫والمحددة التي ليس لها مثيل في السوق‪.‬‬
‫‪ -‬يمتلك المقاول اإلصرار والتصميم (يضع المقاول إستراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس)‪.‬‬
‫‪ -‬التفكير اإليجابي‪ :‬فهو دائما يسعى لتحقيق شيء دون النظر للمعوقات‪.‬‬
‫‪ -‬تحمل الغموض‪ :‬يتسم المقاولون بأنهم قادرون على العيش في ظل معلومات أقل عن حياتهم‬
‫وعملهم وربما في ظل معلومات تتغير كل يوم بشكل يصعب التأكد منها‪.‬‬
‫‪ -‬حب االستقالل في العمل‪ :‬يتسم المقاولون بنزعة إلى االستقالل والفردية في العمل‪ ،‬فهم يحبون‬
‫أن يسيطروا على مقدرات األمور في أعمالهم‪ ،‬وال يحبون سيطرة اآلخرين عليهم حتى إن عمل‬
‫المقاولون في ظل شراكة اآلخرين لهم‪ ،‬فهم يعملون ألنفسهم أساسا وللنجاح الفردي أو إلعالء‬
‫عملهم وشركتهم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬اإليمان بالقدرات الذاتية‪ :‬يتسم المقاولون بأنهم يؤمنون بقدراتهم الذاتية‪ ،‬وهم واثقون من أنفسهم‬
‫وأن قدراتهم ومهاراتهم وشخصياتهم قادرة تماما على تحقيق أحالمهم وتحويلها إلى واقع عملي‬
‫حقيقي فهم ال يومنون بالحظ والتواكل وانما يومنون بقدراتهم وعملهم وكفاءتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة لالنجاز‪ :‬هي استعداد ثابت نسبيا في الشخصية يحدد مدى سعي الفرد ومثابرته في سبيل‬
‫تحقيق نجاح أو بلوغ هدف‪ ،‬يترتب عليه درجة معينة من اإلشباع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبداع‪ :‬عرف ‪Shumpeter‬اإلبداع حيث عرفه بأنه النتيجة الناجمة عن إنشاء طريقة أو أسلوب‬
‫جديد في اإلنتاج‪ ،‬وكذا التغيير في جميع مكونات المنتج أو كيفية تصميمه‪ ،‬وقد حدد خمس‬
‫أشكال لإلبداع هي‪ :‬إنتاج منتجات جديدة استجابة لطلبات مستقبلية‪ ،‬الكشف عن طرائق جديدة‬
‫في اإلنتاج لم تكن معروفة من قبل تسهم في تخفيض التكاليف‪ ،‬إيجاد منفذ جديد لتصريف‬
‫المنتجات‪ ،‬اكتشاف مصدر جديد للمواد األولية‪ ،‬إيجاد تنظيم جديد‪.‬‬
‫‪ -‬الميل للمخاطرة‪ :‬هو نزوع المقاول إلى اتخاذ ق اررات في ظل بيئة تتسم بالاليقين‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫النتائج ال تكون مضمونة‪.‬‬
‫‪ -‬الخبرة‪ :‬هي المعرفة والدراية حول أداء العمل وحل المشكالت واتخاذ الق اررات‪ ،‬وتعكس تجربته‬
‫والمعارف والمهارات المكتسبة على مر السنين‪.‬‬

‫‪ -3‬بعض نماذج السيرورة المقاوالتية‪:‬‬

‫ظهرت خالل العقود الثالثة الماضية عدة نماذج نظرية تم وضعها لمحاولة تفسير وتوضيح الظاهرة‬
‫المقاوالتية على العموم‪ ،‬وانشاء المؤسسات على الخصوص‪ ،‬حيث تأخذ هته النماذج شكل مخططات‬
‫بيانية أو معادالت رياضية تلخص العمليات والمراحل المكونة للسيرورة المقاوالتية التي تنتهي حسب‬
‫‪ 2332 Grtner‬غالبا بإنشاء المؤسسة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫السيرورة المقاوالتية‬ ‫إنشاء المؤسسة‬

‫الموارد والسوق‬

‫الشروع‬ ‫التأسيس‬

‫أما ‪Paul Reynolds‬وفريق‪ Global Entreperneurship Monitor GEM220‬فيرى أن السيرورة المقاوالتية ال‬
‫تنتهي عند إنشاء المؤسسة بل تتعداها إلى فترة قد تصل إلى ‪ 40‬شه ار‪ ،223‬والشكل الموالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫السيرورة المقاوالتية‬

‫المقاول الناشئ‬ ‫المقاول الشاب‬

‫أول حركة إلنشاء‬ ‫‪ 3‬أشهر من إنشاء المؤسسة‬ ‫‪ 40‬شهر من النشاط‬


‫المؤسسة‬ ‫النشاط‬
‫ولسنا هنا بصدد سرد كل تلك النماذج‪ ،‬بل استعراض أكثرها نجاحا وقدرة على تفسير الظاهرة محل‬
‫الدراسة‪ ،‬وبالطبع فإن كل تلك النماذج تنطلق مقاربة السيرورة المقاوالتية وتوظيف المقاربتين الوصفية‬
‫والسلوكية‪ ،‬توظف فيها العوامل الشخصية والبيئية التي قد تؤثر في كل مرحلة‪ ،‬تنطلق من وضع الفرد‬
‫كذلك(أجير‪ ،‬طالب‪ ،‬بطال‪...‬الخ) لتنتهي بعد جملة من المراحل إلى الفرد منشئ المؤسسة‪.‬‬

‫اوال‪ .‬نموذج ‪HERNANDEZ 1999‬‬

‫وضع ‪HERNANDEZ‬نموذجاستراتيجي يعطي أهمية كبيرة لكل من الفرد وفرصة األعمال‪ ،‬حيث قسم‬
‫السيرورة المقاوالتية إلى أربع مراحل أساسية (االبتدائية‪ ،‬النضج‪ ،‬القرار النهائية)‪ ،‬ويتأثر المقاول في هته‬
‫المراحل بأصوله العائلية وخصائصه النفسية وسمات الشخصية والبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪ .1‬المرحلة االبتدائية‪ :‬هي في األساس مرحلة البحث عن الفرصة انطالقا من المراقبة والرصد الدائم‬
‫للبيئة الخارجية والتطورات الديموغرافية والتكنولوجية وأساليب الحياة‪.‬‬

‫‪ .2‬مرحلة النضج‪ :‬يجب أن يتحقق فيها التناسق بين منشئ المؤسسة والفرصة المتاحة‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم حدوث ذلك فإنه يكون من الحكمة التخلي عن المشروع‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ .3‬مرحلة القرار‪ :‬وفيها يتخذ الفرد قرار إنشاء مؤسسة ويتجلى السلوك المقاوالتي للفرد‪.‬‬

‫‪ .4‬المرحلة النهائية‪ :‬االنتهاء من وضع اللمسات األخيرة لمشروع المؤسسة والبدء في التنفيذ‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :25‬نموذج ‪HERNANDEZE-M‬للسيرورة المقاوالتية سنة ‪.2333‬‬

‫البيئة‌االقتصادية‌‬
‫الجزئية=المؤسسة‌‬
‫الخصائص‌‬
‫المتوسطة‌=‌الشبكة‌‬
‫النفسية‬
‫‪-‬الكلية‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‬

‫المشروع‪-‬‬ ‫االستراتيجية‌‪‌:‬‬
‫االستراتيجة‪‌:‬‬
‫التطبيق‬
‫الخيار‬

‫األصول‌‬ ‫المنشئ‌‬ ‫قرار‌‬ ‫السلوك‌‬


‫الفرصة‬ ‫نجاح‌‬
‫العائلية‬ ‫المستقبلي‬ ‫المقاوالتي‬
‫اإلنشاء‬ ‫االنشاء‬

‫االبتداء‬ ‫النضج‬ ‫القرار‬ ‫النهاية‬

‫المرحلة األولى‬ ‫المرحلة الثانية‬ ‫المرحلة الثالثة‬ ‫المرحلة الرابعة‬

‫ثانيا‪ .‬نموذج ‪Bruyat1993121‬‬

‫يرى ‪ Bruyat‬ان البيئة والفرد هما العنصران االساسيان في العملية المقاوالتية‪ ،‬وان أي نموذج بحثي في‬
‫المقاوالتية يجب ان يشتمل على العناصر التالية‪ :‬المؤسسة المنشأة‪ ،‬المنشئ‪ ،‬البيئة‪ ،‬سيرورة العمليات‪،‬‬
‫حيث وضع مخططا لعمليات انشاء مؤسسة جديدة كما يلي‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الشكل رقم‪ :21‬نموذج‪ Bruyat‬للسيرورة المقاوالتية‪.‬‬

‫‪PR‬‬ ‫‪E‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ .1‬المرحلة ‪ :1‬وفيها يكون الفرد غير مدرك إطالقا لمفهوم اإلنشاء‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى البيئة والتعليم‬
‫والشخصية‪ ،‬حيث أن إنشاء مؤسسة ليس مدمجا ضمن المخططات المعرفية للفرد‪.‬‬

‫‪ .2‬المرحلة ‪ :1‬إدراك مفهوم إنشاء مؤسسة خاصة‪ ،‬حيث أن الفرد أصبح يمتلك المعلومات األساسية‬
‫حول إنشاء مؤسسة‪ ،‬دون أدنى تفكير في إنشاء مؤسسته الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬المرحلة ‪ :2‬االقتناع بالعمل إلنشاء مؤسسة‪ ،‬وبداية البحث عن فكرة واضحة لمشروع مستقبلي‪،‬‬
‫وتخصيص بعض الوقت لذلك‪.‬‬

‫‪ .4‬المرحلة ‪ :3‬بدأ االستثمار في الفكرة ومحاولة تقييمها‪ ،‬وتختلف هته المرحلة عن سابقتها من حيث‬
‫االلتزام الحقيقي للفرد والتضحية بوقته وماله في سبيل القيام بدراسة حقيقية للسوق ووضع خطة عمل‬
‫واضحة وفي المرحلة يستمر الفرد في عمله إذا كان موظفا أو يستمر بالبحث عن عمل إذا كان بطاال‬
‫بالتزامن مع عمله على تطوير فكرة مشروعه‪.‬‬

‫‪ .5‬المرحلة ‪ :4‬بدأ التنفيذ‪ ،‬وانطالق المفاوضات مع العمالء والموردين‪ ،‬والقيام باإلجراءات القانونية‬
‫وطلب وسائل اإلنتاج األساسية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ .1‬المرحلة ‪ :5‬تم إنشاء المؤسسة وأصبحت كيانا معترفا به من قبل المتعاملين‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ : TR .1‬التخلي عن المشروع بشكل مؤقت أو دائم‪ ،‬حيث فضل الفرد ذلك بعد الحصول على المعلومات‬
‫وتقييم المشروع‪ ،‬وقد يكون ذلك ألسباب نفسي أو موضوعية أو أي أسباب أخرى‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬نموذج ‪W.D. BYGRAVE, 1989‬‬

‫اقترح ‪BYGRAVE‬نموذج يجعل فيه إنشاء المؤسسة جزءا من السيرورة المقاوالتية حيث تتداخل عدة‬
‫‪202‬‬
‫متغيرات كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬عوامل متعلقة بالفرد‪ :‬وتنقسم إلى مجموعتان حيث أن المجموعة األولى والتي تتكون من ( الحاجة‬
‫لالنجاز‪ ،‬الرقابة الداخلية‪ ،‬الغموض‪ ،‬القيم‪ ،‬التعليم‪ ،‬الخبرة) تؤثر على افرد في مرحلة اإلبداع أو والدة‬
‫الفكرة‪ ،‬أما المجموعة الثانية والتي تتكون من (المخاطرة‪ ،‬عدم الرضا الوظيفي‪ ،‬فقدان العمل التعليم‪،‬‬
‫العمر‪ ،‬الجنس‪ ،‬االلتزام) فتؤثر عند بداية االنطالق‪.‬‬

‫‪ .2‬عوامل النمط االجتماعي‪ :‬حيث أن العالقات الشخصية والزمالء والعائلة ونماذج المقاولين تؤثر في‬
‫مرحلة بداية االنطالق والمراحل التي تليها‪.‬‬

‫‪ .3‬العوامل البيئية‪ :‬وتؤثر في كل المراحل انطالقا من والدة الفكرة إلى إطالق المشروع التنفيذ والنمو‪.‬‬

‫وكما سنالحظ من الشكل الموالي فإن السيرورة المقاوالتية تبدأ بمرحلة اإلبداع عند األفراد انطالقا من‬
‫قدرتهم وحاجاتهم لالنجاز‪ ،‬يساعدهم مستوى تعليمهم وخبراتهم السابقة‪ ،‬ثم تأتي بداية إطالق الحدث‬
‫المقاوالتي حيث يأخذ األفراد المخاطرة ألطالق المشروع‪ ،‬ثم تأتي مرحلة تنفيذ فكرة المشروع وترجمتها‬
‫على أرض الواقع يسهم في ذلك العالقات التي يتمتع بها المقاول مع أطراف مختلفة في المحيط‬
‫االجتماعي الذي يعيش فيه مثل الجهات العائلية‪ ،‬ثم تاتي مرحلة نمو المشروع المقاوالتي من خالل بناء‬
‫الهيكل التنظيمي له وتعضيد ثقافته التنظيمية‪ ،‬وبناء فريق العمل واالستراتيجية المناسبة له‪ ،‬والقيام برصد‬
‫‪200‬‬
‫وتحليل البيئة الخارجية ألجل استدامة أنشطة المشروع واستم ارريته ونموه وتطوره‬

‫والشكل الموالي يوضح نموذج‪:BYGRAVE‬‬

‫‪65‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الشكل رقم ‪ :25‬نموذج ‪ BYGRAVE‬للسيرورة المقاوالتية‬

‫المحتوى المقاوالتي لدى األفراد‬ ‫صفات وخصائص‬ ‫النمط االجتماعي‬ ‫نمط‬ ‫المنظمة‬
‫الحاجة‌إلى‌اإلنجاز ‌‬ ‫األفراد‬ ‫العالقات ‌‬ ‫الشخصية‬ ‫الفريق ‌‬
‫التحكم‌الداخلي ‌‬ ‫أخذ‌المخاطرة ‌‬ ‫فرق‌العمل ‌‬ ‫المقاول ‌‬ ‫االستراتيجية ‌‬
‫التعامل‌مع‌الحاالت ‌‬ ‫عدم‌الرضى‌الوظيفي ‌‬ ‫دعم‌األباء ‌‬ ‫القائد ‌‬ ‫الهيكل‌التنظيمي ‌‬
‫الغموض ‌‬ ‫الخوف‌من‌فقدان‌العمل ‌‬ ‫دعم‌العائلة ‌‬ ‫المدير ‌‬ ‫الثقافة ‌‬
‫المخاطرة ‌‬ ‫التعلم ‌‬ ‫نماذج‌القدوة‌الحسنة‬ ‫‌االلتزام ‌‬ ‫المنتجات‬
‫القيم‌الشخصية ‌‬ ‫العمل ‌‬ ‫الرؤية‬
‫مستوى‌التعليم ‌‬ ‫الجنس ‌‬
‫الخبرة‬ ‫االلتزام‬

‫اإلبداع‌‌‬ ‫إطالق‌الحدث‌المقاوالتي ‌‬ ‫التنفيذ‬ ‫النمو ‌‬


‫بداية‌االنطالق‌‬

‫البيئة‬
‫المنافسون ‌‬
‫البيئة ‌‬ ‫الزبائن ‌‬
‫البيئة‬ ‫المنافسون ‌‬ ‫المستثمرون ‌‬
‫تأثير‌الفرص ‌‬ ‫الموارد ‌‬ ‫الموردين‪-‬البنوك ‌‬
‫القدوة‌الحسنة ‌‬ ‫حاضنات‌األعمال ‌‬ ‫المحامين‪-‬الموارد ‌‬
‫االبتكار‬ ‫السياسات‌الحكومية‬ ‫السياسات‌الحكومية‬

‫رابعا‪ .‬نموذج ‪J-P SABOURIN et Y GASSE‬‬

‫يبرز هذا النموذجالمراحل التي تقود لظهور المقاولين‪ ،‬حيث قسما العوامل المؤثرة في هذا النموذج إلى‬

‫‪203‬‬
‫ثالث مجموعات هي‪:‬‬

‫‪ .1‬المسبقات ‪ :ANTECEDENTS‬وتمثل مجموع العوامل الشخصية والمحيطية التي تشجع على ظهور‬

‫االستعدادات عند الفرد‪ ،‬حيث الحظ الباحثان أن الطلبة اللذين لديهم آباء يعملون لحسابهم الخاص لديهم‬

‫إمكانات مقاوالتية أكبر من غيرهم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ .2‬االستعدادات ‪ :PREDISPOSITIONS‬وهي مجموع الخصائص النفسية التي تظهر عند المقال‪ ،‬وهي‬

‫المحفزات والمواقف‪ ،‬األهلية والفائدة المرجوة والتي تتفاعل مع الظروف المالئمة لتتحول إلى سلوك‪.‬‬

‫‪ .3‬تجسيد اإلمكانات والقدرات المقاوالتية في مشروع‪ ،‬وهذا يكون تحت تأثير دوافع محركة والتي تشمل‬

‫العوامل اإليجابية وعوامل عدم االستم اررية أو االنقطاع‪.‬‬

‫فكلما زادت الدوافع المحركة فهي تشجع األفراد أكثر على خلق مؤسساتهم‪ ،‬واألفراد الذين يملكون إمكانات‬

‫وقدرات مقاوالتية أكبر يحتاجون لدوافع محركة أخف‪ ،‬أنظر للشكل الموالي‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الشكل رقم ‪ :20‬نموذج ‪J-P SABOURIN et Y GASSE 2303‬للسيرورة المقاوالتية‪.‬‬

‫المسبقات‬

‫العائلة ‌‬
‫الهوايات ‌‬
‫الخبرة‌المهنية ‌‬
‫البيئة ‌‬
‫‪ -‬القدوات‬
‫‪ -‬البنية‌التحتية‬
‫‪ -‬الموارد ‌‬

‫الدوافع‬ ‫االستعدادات‬ ‫الخصائص‬


‫اإلنجاز‬ ‫الثقة بالنفس‬
‫السلطة‬ ‫القدرات البدنية والعقلية‬
‫االستقاللية‬ ‫الطاقة‬
‫التحدي‪/‬الجرأة‬ ‫تحمل االجهادالدوافع‬
‫الخصائصالموقف‬
‫‌‌‌‌‌‌‌‌الموقف‬
‫الفائدة‌المرجوة‬

‫المرجوةأموااللمبادرة‪ /‬االبتكارخطر‬ ‫الفائدة‬


‫‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌السلوك‬ ‫العمل نجاح ‪/‬فشل‬
‫تغيير‬ ‫االلتزام طويل االجل‬
‫منافسة‬ ‫مؤثرالعاطفة‬ ‫المسؤوليات‬
‫القيادة‬
‫عوامل‌االطالق‬ ‫الموارد البشرية‬
‫عوامل االنقطاع‬ ‫المعرفي المعلومات‬
‫اقالة‪ ،‬فقدان الوظيفة‬ ‫التعلم‬

‫عدم الترقية الوظيفية‬ ‫التغذية الراجعة‬


‫التكيف‬ ‫الفعل‬
‫اإلحباط وعدم الرضا‬
‫الفرص‬
‫أزمة منتصف الحياة‬
‫القرار‬
‫المهنية‬
‫‌‬
‫العوامل اإليجابية‬ ‫‌‌‌‌‌‌‌‌‌النتائج‬
‫خدمات االحتضان الفرص‬
‫مؤسسة‌جديدة‬
‫تجمعات المقاولين‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‌‬
‫‪68‬‬
‫‌‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مراحل االنتقال من الفكرة‬

‫للمؤسسة‬

‫‪69‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫تمهيد‪.‬‬

‫ال يكفي ونحن بصدد د ارسة الظاهرة المقاوالتية االكتفاء بالتعاريف العامة لكل من المقاوالتية والمقاول‬
‫وسرد صفات المقاول والظروف التي قد تسهم في تكوينه أو اآلثار االقتصادية لنشاطه‪ ،‬بل يجب أن‬
‫نتعدى ذلك للبحث في تلك الجوانب الدقيقة‪ ،‬التي نستطيع عند تتبعها أن نكتشف كيف تتحول تلك‬
‫السمات الشخصية المؤهالت والخبرات المكتسبة لدى الفرد‪ ،‬ضمن ظروف بيئة معينة وشبكة اجتماعية‬
‫مساعدة إلى مشروع مقاوالتي على أرض الواقع‪.‬‬

‫ويعتبر الكثير من الباحثين على غرار ‪ Venkataraman‬و‪ Shane‬أن الفرصة هي محور العملية‬
‫المقاوالتية وأن ظهور أي مشروع مقاوالتي مرهون بالفرصة‪ ،‬وأن األعمال التي يجب أن يركز عليها‬
‫المقاول هي التعرف على الفرص أو اكتشافها ثم تقييمها‪ ،‬وفي األخير استغاللها لتترجم في شكل مشروع‬
‫على أرض الواقع‪ ،‬وهنا وجب أن نطرح عدة تساؤالت بخصوص هذا الموضوع‪ ،‬حول ماهية الفرص‬
‫ومصادرها وطرق اكتشافها وكيفية تطويرها وبناء أفكار واضحة لمشاريع تستطيع استغالل تلك الفرص‬
‫استغالال أمثال‪ ،‬وعند الحديث عن تطور الفرص فإننا نفتح بابا واسعا للنقاش‪ ،‬إذ أن الفكرة التي يفشل‬
‫البعض في تحويلها إلى مشروع مريح قد يصنع منها آخرون ثروة طائلة‪ ،‬وهذا ما حصل مع كثير من‬
‫اإلبداعات واالبتكارات التكنولوجية‪ ،‬وبالتالي فإن اختيار نموذج األعمال المناسب (والذي هو الترجمة‬
‫الفعلية لطريقة استغالل الفرصة وبناء تصور واضح للمشروع والمنتجات والعمالء ومصادر الدخل‬
‫والتكاليف) يعتبر النقطة الفارقة بين النجاح والفشل‪.‬‬

‫وسوف نحاول من خالل هذا الفصل التطرق إلى كل هته المواضيع‪ ،‬إلى كيفية عمل مخطط األعمال‬
‫الخاص بالمشروع‪ ،‬وتطبيقه العلمي‪ ،‬ثم اإلشكال التي قد يتخذها المشروع المقاوالتي‪ ،‬وفي األخير سنتطرق‬
‫إلى مؤشرات قياس نجاح المشاريع المقاوالتية الجديدة وخاصة الصغيرة منها‪.‬‬

‫وقد قسمنا هذا الفصل إلى محورين أساسيين هما على التوالي‪:‬‬

‫‪ -‬فكرة المشروع وفرصة األعمال‪.‬‬


‫‪ -‬مخطط األعمال تطبيقه ومؤشرات قياس نجاح المشروع‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور األول‪ :‬فكرة المشروع وفرصة األعمال‪.‬‬

‫لقد ركز الكثير من الباحثين على مفهوم الفرصة كحجر الزاوية في النظرية المقاوالتية‪ ،‬ومن أبرزهم‬
‫‪Venkataraman‬و‪ Shane‬اللذان اعتب ار البحث في المقاوالتية هو " التساؤل عن الفرصة من حيث‪ :‬كيف‬
‫تعمل؟ ومن طرف؟ من وما هو أثرها في خلق السلع والخدمات؟ وكيف يتم اكتشافها وتقييمها واستغاللها؟‬
‫"‪204‬واضافا أن نتائج هذا التعريف تتضمن معرفة‪ :‬مصدر الفرصة‪ ،‬اكتشافها‪ ،‬تقييمها‪ ،‬استغاللها‪ ،‬إضافة‬
‫إلى مجموع األفراد اللذين يقومون بهذا العمل والسيرورة المتبعة في ذلك‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه في هذا‬
‫المبحث‪.‬‬

‫‪ -1‬طبيعة ومفهوم الفرصة‪:‬‬

‫اعتبر ‪ Venkataraman‬و ‪ Shane‬أن وجود المقاوالتية مرهون بوجود الفرصة‪ ،‬حيث أن الفرصة‬
‫المقاوالتية هي الوضعية التي يستطيع منتج أو مادة أولية أو آلية تنظيمية جديدة أن تتخذ شكال جديدا‬
‫يوفر فرصة للربح‪ ،‬وبشكل واضح ترتبط الفرصة بالربح‪ ،‬ويجب النظر إليها على أنها نقطة االنطالق في‬
‫النقاش حول المقاوالتية‪.205‬‬

‫اوال‪ .‬التفريق بين مفهومي الفرصة والفكرة‪.‬‬

‫ولقد فرق عدد من الكتاب بين الفرصة والفكرة‪ ،‬فبالنسبة ل‪ Hernandez‬الفرصة هي أكثر من مجرد‬
‫فكرة بسيطة‪ ،‬فهي تحتاج إلى توفر إمكانية استغاللها من أجل تحقيق الربح‪ ،‬وهي تمتلك القدرة على‬
‫الجذب وامكانية االستمرار‪ ،‬وأضاف ‪ "Fillion‬إن الفرصة متعلقة بالحاجة‪ ،‬فهي تطرح في السوق في وقت‬
‫محدد وتمنح للمنتج قيمة إضافية بالنسبة للمستهلك‪ ،‬أما األفكار فهي عبارة عن مصطلح عام ونظري غير‬
‫‪201‬‬
‫ملموس‪ ،‬بينما الفرصة تمتاز بكونها ملموسة وممكنة التحقيق في أرض الواقع "‪.‬‬

‫واستعمل بعض الباحثين مصطلح (الفرصة الجيدة) وهي التي تتصف بأنها قابلة للتحقيق وتمثل حالة‬
‫مرغوبة في المستقبل‪ ،‬أما ‪ Bygrave 2334‬فقد أكد أنه ليست كل األفكار فرصا بالضرورة‪ ،‬وأن الفرصة قد‬
‫ال تكون مناسبة للجميع‪.‬‬
‫‪205‬‬

‫‪71‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وبالنسبة آلخرين تعرف الفرصة على أنها تابعة للظروف‪ ،‬تنشأ بسبب االختالل أو عدم التوازن أو عجز‬
‫أو نقص في المعلومات أو التطورات في السوق‪ ،‬وتعتبر فرصة للمقاولين الذين يمكنهم العمل في مثل‬
‫هته الظروف وايجاد الحلول ومعالجة العيوب الموجودة‪.‬‬

‫أما‪Hill‬و‪ Gartner‬فقد أبر از شكلين للفرصة‪ ،‬حيث أن كالهما تعتبر الفرصة على أنها أحداث مرجوة تقع‬
‫في إطار تفاعالت البيئة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬النظرة الموضوعية (اكتشاف الفرصة ‪ :)the opportunutydiscovery‬وفقالهذه النظرة فإن الفرص‬


‫موجودة في البيئة‪ ،‬وما على األفراد إال محاولة إسقاط معلوماتهم على البيئة الكتشاف الفرص‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة الذاتية (صناعة الفرصة ‪ :)the opportunutyenactement‬فتعتبر أن ظروف الفرد وأفكاره‬
‫هي من تصنع الفرصة‪ ،‬فالبيئة تتأثر بسلوك وأفكار األفراد والمؤسسات‪ ،‬وبالتالي يجب على الفرد‬
‫‪200‬‬
‫صنع الفرصة بدل البحث عنها في البيئة‪.‬‬

‫ويعرفها ‪Tat Kech 2002‬وآخرون بأنها وضع مستقبلي مرتبط بشخصية متخذ القرار‪ ،‬وتكون من وجهة‬
‫‪203‬‬
‫نظره مرغوبا بها وذات جدوى اقتصادية‪ ،‬أي في حدود إمكاناته وكفاءته‪.‬‬

‫وقد ربط ‪ Mard 2004‬وكذلك ‪ 0223 McMillan and Shapired‬بين المعرفة واإلبداع وبين الفرصة‪ ،‬حيث‬
‫اعتبر األفكار الجديدة هي نتاج للمعارف المكتسبة والتي تتحول عن طريق سيرورة معرفية تعتمد على‬
‫‪232‬‬
‫اإلبداع إلى فرص مقاوالتية‬

‫ثانيا‪ .‬أهم األعمال البحثية المتعلقة بالفرصة المقاوالتية‪.‬‬

‫وفي الحقيقة هناك الكثير من التعاريف واألفكار حول مفهوم الفرصة وعالقتها بالمقاوالتية‪ ،‬والجدول‬
‫الموالي يلخص أهم تلك الدراسات‪.‬‬

‫جدول رقم ‪ :21‬أهم الدراسات حول الفرص المقاوالتية‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المساهمة‬ ‫الباحث‬ ‫السنة‬

‫‪ LumpKin and Dess‬أهمية التوجه المقاوالتي في متابعة الفرص المقاوالتية‬ ‫‪2331‬‬


‫‪ Shane‬يجب أن يشمل أي بحث مقاوالتي عمليات التعرف على الفرصة‬ ‫‪and‬‬ ‫‪0222-2335‬‬
‫‪ Venkatarama‬وتقييمها واستغاللها‬
‫‪ Timmons‬أثر الخبرة المهنية في اكتشاف الفرصة المقاوالتية‬ ‫‪2333‬‬
‫‪ McGrath and MacMillan‬دور العقلية المقاوالتية في التعرف على الفرصة وتقييمها‬ ‫‪0222‬‬
‫واستغاللها‬
‫‪ Gaglio and Katz‬اليقظة المقاوالتية هي مصدر الفرصة‬ ‫‪0222‬‬
‫‪ Kang and Uhlenbruck‬إطار نظري متعدد يركز على اكتشاف واستغالل الفرصة‪ ،‬ودور‬ ‫‪0220‬‬
‫المقاول في ذلك‬
‫‪ Ardichvili, Cardozo and‬إطار نظري يفسر أثر التوجه المقاوالتي والخبرة السابقة والشبكة‬ ‫‪0223‬‬
‫‪ Ray‬االجتماعية‬
‫‪ Eckhardt and Shane‬أهمية دراسة المقاوالتية ضمن إطار وجود فرص األعمال‬ ‫‪0223‬‬
‫وخصائصها‬
‫‪ West III‬عرض إطار متعدد المستويات‪ ،‬يركز على العمليات المعلوماتية‬ ‫‪0223‬‬
‫والمعرفة غير المتماثلة والشبكات كشرط أساسي القتناص‬
‫الفرص‬
‫‪ Dew,‬نظرية للمقاوالتية تقود على خلق فرص مقاوالتية تستغلها‬ ‫‪Velamuri‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪0224‬‬
‫‪ Venkataraman‬المؤسسات الجديدة‬
‫‪ Ward‬األفكار الجديدة حول فرص األعمال تتبع من المعرفة القائمة‬ ‫‪0224‬‬
‫التي يتم نقلها عن طريق سيرورة معرفية تعتمد اإلبداع‬

‫وكخالصة لكل هته التعاريف والمفاهيم يمكن أن نقدم تعريفا عاماللفرصة على أنها" وضع مرغوب‬
‫وقابل للتحقيق على أرض الواقع‪ ،‬ينشأ نتيجة لظروف يصنعها الفرد أو توفرها تفاعالت البيئة الخارجية‪،‬‬
‫ويتطلب االكتشاف والتقييم ثم االستغالل بشكل يحقق أرباحا مادية"‪.‬‬

‫ومن منطق الفرصة فإن المقاول هو ذلك الشخص الذي يستطيع تمييز الفرص واغتنامها‪ ،‬بينما ال‬
‫يستطيع اآلخرون ذلك‪ ،‬ويمتلك الخصائص النادرة وغير المتوفرة لدى اآلخرين في المجتمع‪ ،‬مثل الحاجة‬

‫‪73‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫لالنجاز‪ ،‬الرقابة على األعمال‪ ،‬أخذ المخاطرة‪ ،‬القدرة على العمل في حاالت عدم التأكد‪ ،‬ورؤية الفرص‬
‫التي ال يراها اآلخرون‪ ،‬ولديه التصورات الواضحة لما يمكن عمله‪ ،‬ويقوم بجمع وتنظيم المصادر أو‬
‫الموارد والتي تجعل هدفه واضحا‪ ،‬وبما يتناسب مع المشروع الجديد‪.‬‬

‫وتتميز الفرص المقاوالتية بالتنوع والتعدد‪ ،‬كما تتميز بصعوبة تكرراها مرة أخرى‪ ،‬فحينما تذهب الفرصة‬
‫وال تستغل‪ ،‬فإنها ال تأتي مرة أخرى‪ ،‬وال يجب على المقاول أن يندب حظه‪ ،‬فستأتي أفكار وفرص أخرى‬
‫غيرها‪ ،‬لكن المهم أن تكون لديه القدرة على اكتشافها‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر الفرص المقاوالتية وكيفية اكتشافها‪:‬‬

‫يمكن أن تتخذ فرص األعمال أشكاال مختلفة حسب اختالف مصادرها‪ ،‬حيث يمكن أن تكون نتيجة‬
‫للعوامل السوقية‪ ،‬كاكتشاف مواد أولية جديدة‪ ،‬أو إبداع في أسلوب اإلنتاج أو مختلف العمليات األخرى أو‬
‫شكل جديد من العائد السوقي‪ ،‬أو استغالل مصدر طاقة جديد‪ ،‬أو في إعادة هيكلة السوق‪ ،‬كما أنها يمكن‬
‫أن تنتج عن التباين في المعلومات أو اإلبداع بمختلف أشكاله‪ ،‬فهي تكون نتيجة لتغيرات معقدة‬
‫والتكنولوجيا والبيئة االقتصادية والسياسية واالجتماعية والديموغرافية‪ ،‬فهي توجد بسبب توفر ظروف لم‬
‫تكن موجودة من قبل‪.232‬‬

‫أ‪ -‬آراء بعض المفكرين في موضوع مصادر فرص األعمال‪:‬‬

‫الذي ركز على اإلبداع كمصدر أساسي للفرص‬ ‫وفي هذا السياق تأتي أعمال‪Peter Druker 1985‬‬

‫المقاوالتية‪ ،‬لكنه ذلك اإلبداع الذي يحدث تغيي ار أو يكون استجابة لتغيير ما‪ ،‬حيث وضع سبع مصادر‬
‫أساسية للفرص اإلبداعية كلها تنطلق من التغيرات‪ ،‬إذ أن أربع منها مرتبطة بالتغيرات في السوق أو‬
‫الصناعة وهي‪ :‬ا ألحداث غير المتوقعة (نجاح‪ ،‬فشل‪ ،‬حدث خارجي‪ ،)...‬التعارض بين الواقع وبين ما‬
‫يجب أن يكون كاالختالل في توازن العرض والطلب مثال‪ ،‬إبداعات ناتجة عن الحاجة العملية‪ ،‬التغيرات‬
‫في السوق أو الصناعة‪ ،‬والمصادر الثالث األخرى تأتي من التغيرات خارج السوق أو الصناعة وهي‪:‬‬

‫التغيرات الديموغرافية‪ ،‬التغيرات في اإلدراك واألذواق والمزاج‪ ،‬والمعارف الجديدة (علمية أو غير علمية)‪.‬‬

‫وانطلق‪ Shane and Venkataraman 2003‬من أعمال ‪ Druker‬حيث أكد أن الفرص السوقية يمكنأن‬
‫تكون ناتجة خلق معلومات جديدة مثل اختراع تكنولوجيا جديدة مثال‪ ،‬أو استغالل أوجه القصور في‬
‫السوق والتي تنتج عن التباين في المعلومات‪ ،‬بسبب االختالف الزماني والمكاني‪ ،‬ردودالفعل للتغيرات في‬

‫‪74‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫تكاليف استخدام اليد العملة والموارد المختلفة‪ ،‬أو التغيرات في البيئة كما يحدث في التغيرات السياسية‬
‫‪230‬‬
‫والتنظيمية والديموغرافية‪.‬‬

‫ووضع ‪Shane and Eckhardt 2003‬إطا ار يمكن من خالله تصنيف الفرص المقاوالتية حسب‬
‫‪233‬‬
‫ثالثمجموعات أساسية كالتالي‪:‬‬

‫‪ .2‬موضع التغيرات " ‪ "locus of changes‬التي تولد الفرص‪ :‬الفرص المقاوالتية تستطيع أن تكون نتاجا‬
‫لتغيرات في مختلف أجزاء سلسلة القيمة‪ ،‬بمعنى أنها يمكن أن تكون نتيجة خلق منتج أو خدمة جديدة أو‬
‫اكتشاف سوق جديد‪ ،‬اكتشاف أو ظهور مادة أولية جديدة أو طريقة إنتاج جديدة أو أسلوب أو سيرورة‬
‫إدارية مختلفة‪ ،‬فكل هته العناصر قد تمثل موضع التغييرات " ‪ "locus of changes‬التي قد تكون سببا‬
‫لظهور فرصة مقاوالتية‪.‬‬

‫‪ .0‬مصادر الفرص نفسها‪ :‬هناك ألربع طرق مهمة لتصنيف الفرص حسب مصدرها‪ ،‬فهناك الناتجة عن‬
‫التغير في المعلومات‪ ،‬حيث أن هناك فرقا بين تلك الفرص الناتجة عن التباين في المعلومات عند‬
‫الفاعلين في السوق وتلك الناتجة عن صدمة خارجية بسبب معلومات جديدة‪ ،‬وكذا يمكن أن نصنفها‬
‫حسب التغير في العرض والطلب‪ ،‬فبالنسبة للعرض قد تنتج الفرصة عن طريق تغييرات في طريقة اإلنتاج‬
‫أو طرق التسيير أو تغييرات في المنتج نفسه‪ ،‬وبالنسبة للطلب قد تنتج الفرصة عن تفضيالت المستهلكين‬
‫وثقافتهم أو تأثيرات الموضة‪.‬‬

‫‪ .3‬المبادرون للتغيير اللذين يولون الفرص‪ :‬وهم الكيانات الغير التجارية مثل الحكومات والجامعات‬
‫والمقاولين والمشرعين‪...‬الخ‪ ،‬اللذين لهم تأثير على سيرورة اكتشاف الفرصة وتحديد قيمتها‪.‬‬

‫عالوة على ذلك أكد‪ Shane and Venkataraman‬أن اختالف معتقدات األفراد وطريقة تفكيرهم هي من‬
‫بين مصادر فرص األعمال‪ ،‬فبالنسبة للباحثين فإن األفراد لديهم تفسيرات ومفاهيم وتقديرات مختلفة‬
‫لألسعار وقيمة الموارد والسلع والخدمات التي قد تباع بسعر أعلى أو أقل من تكلفة إنتاجها‪ ،‬ومدى‬
‫إمكانية نمو األسواق أو استحداث أسواق جديدة‪ ،‬وبالتالي فإن قدرة الفرد على التنبؤ والتحليل الجيد‬
‫‪234‬‬
‫لظروف السوق وسلوكه المستقبلي هو نقطة مهمة جدا في اكتشاف الفرص وتقييمها‪.‬‬

‫يقول‪ Holcombe‬أن المقاوالية هي ظاهرة تنشأ فقط في ظروف السوق‪ ،‬ومن هنا اقترح تصنيف مصادر‬
‫‪235‬‬
‫الفرص المتاحة في السوق كما يلي‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ . 2‬عوامل تمثل العناصر التي تخل توازن السوق‪ ،‬فبالنسبة له عوامل مثل التفضيالت الجديدة للسوق‬
‫تتطلب إعادة تخصيص للموارد للتكيف مع هذا السلوك الجديد‪ ،‬وهذا التغير في السلوك قد يكون نتاجا‬
‫للتغيرات في البيئة‪ ،‬كالفيضانات التي قد تشكل صعوبات للمزارعين مثال‪ ،‬أو النقص في الموارد الطبيعية‬
‫فهي عوامل تخل بتوازن السوق‪.‬‬

‫‪ .0‬عوامل تعزز إمكانات اإلنتاج‪ ،‬وهي عوامل يمكنها أن تخل بتوازن السوق إذا كانت غير متوقعة فمثال‬
‫في قطاع البرمجيات التطور في القطاع متوقع ومتوافق مع توازن السوق‪ ،‬لكن في حالة ما إذا لم يحدث‬
‫ما كان متوقعا فإن ذلك يؤدي إلى اختالالت في توازن السوق‪.‬‬

‫‪ .3‬نشاطات المقاولين أنفسهم‪ ،‬وهي من أهم مصادر الفرص السوقية‪ ،‬للكاتب المقاول بمؤهالته النفسية‬
‫والسلوكية وخبرته العلمية هو الذي يزيل اللثام عن فرص لم يالحظها أحد من قبل‪ ،‬وهو ما يخلق فرص‬
‫ربح للمقاولين اآلخرين‪ ،‬حيث أن الظروف االقتصادية تصنع من خالل هذه العملية فرص مقاوالتية‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ .4‬بيئة المقاولين ودور البحث والتطوير فيها‪ ،‬وهناك أكثر من بيئة يمكن أن توفر فرص الربح للمقاولين‪،‬‬
‫إذا كان هناك مقاولين متأهبين إليجاد هته الفرص‪ ،‬وأوضح الكاتب أن البحث والتطوير ليس هو بنفسه‬
‫مصد ار للفرص‪ ،‬لكنه يخلق البيئة أين يمكن للفرص االقتصادية أن توجد‪ ،‬حيث افترض أن الفرص‬
‫المقاوالتية مرتبطة بالمعرفة وأن خلق معرفة جديدة يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف فرص جديدة‪.‬‬

‫وقد أشار ‪Hill‬و‪ Scott‬وآخرون إلى أن الشبكات االجتماعية قد تكون مصد ار مهما للفرص‪ ،‬فالروابط‬
‫العائلية أو المعارف والصداقات بمختلف أنواعها أو العالقات المهنية يمكن أن تشكل إمكانية للوصول‬
‫‪231‬‬
‫إلى معلومات قد تؤدي الكتشاف فرصة مقاوالتية‪.‬‬

‫ومن وجهة نظر ‪ Hernandez‬فإن مصادر الفرص متعددة ومتناقضة‪ ،‬فبالنسبة إليه المصدر األكثر‬
‫أهمية مرتبط بالخبرة المكتسبة من قبل المقاول‪ ،‬والمصدر الثاني يمكن أن يكون ظروفا مختلفة اللقاء‬
‫بالشريك المستقبلي‪ ،‬أو استغالل براءة اختراع أو الحصول على رخصة استغالل منتج ما‪ ،‬والمصدر‬
‫الثالث هو البحث المنهجي عن الفرصة‪.‬‬

‫توجهات البيئة كذلك تعتبر من مصادر الفرص بالنسبة ل‪ ،Fillion‬فقد قدم مفهوما للتوجهات العامة‬
‫والخاصة للبيئة وأورد تفصيالت لمصادر الفرص من خالل قائمة التوجهات البيئية التالية‪ :‬شيخوخة‬

‫‪76‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المجتمع‪ ،‬اتجاه األفراد لتحسين لياقتهم البدنية‪ ،‬ديمومة الحاجة الكبيرة للمعرفة‪ ،‬زيادة دخل العائلة‪ ،‬ترابط‬
‫االقتصاديات‪ ،‬ارتفاع اإلنتاجية‪ ،‬ارتفاع عدد العائالت بأحد الوالدين‪ ،‬السياحة‪ ،‬مراكز الملتقيات والمؤتمرات‬
‫‪235‬‬
‫المنتجات القديمة‪.‬‬

‫‪Block et MacMillan 1993‬افترضا أن الفرص يمكن أن تنشأ من داخل المؤسسة نفسها‪ ،‬في الصناعة‬
‫واألسواق التي تعمل فيها‪ ،‬فبالنسبة لهما الحاجة أم االختراع وأكثر الفرص قابلية للحياة هي تلك التي‬
‫‪230‬‬
‫كانت استجابة لحاجة ما أو حال لمشكل معين‪ ،‬فالمصادر الثالث للفرص بالنسبة لهما هي‪:‬‬

‫‪ .2‬المصادر الداخلية‪ :‬يمكن أن تتواجد في مختلف نواحي العملية اإلنتاجية‪ ،‬كالحاجات المختلفة أو نسبة‬
‫المنتجات المعينة أو غيرها من نواحي العملية اإلنتاجية التي تتطلب تحسين الجودة وتوريد أحسن‬
‫المنتجات والخدمات للزبائن‪ ،‬أو إبدال مواد أولية محل أخرى‪.‬‬

‫‪ .0‬التغيرات في السوق أو الصناعة‪ :‬هته التغيرات هي مصادر أساسية للفرص الجديدة‪ ،‬وهي الفرص‬
‫األكثر إثما ار واحتماالت نجاحها كبيرة جدا‪ ،‬هته التغيرات المتعلقة باألفكار واالحتياجات والزبائن‪ ،‬عمليات‬
‫الدمج الصناعية‪ ،‬مشاكل ارتفاع تكاليف التوزيع‪ ،‬تضخم األقسام‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ .3‬التهديدات والفرص التي يمكن أن تشكلها البيئة الخارجية‪ ،‬فهي يمكن أن تكون مصد ار ممتا از ألفكار‬
‫يمكن استغاللها‪ ،‬كالتغيرات الديموغرافية‪ ،‬طريقة وأسلوب الحياة‪ ،‬اللوائح الحكومية‪ ،‬المشاكل االجتماعية‬
‫(الجرائم‪ ،‬المخدرات‪ ،)...‬الضرائب‪ ،‬القوانين‪ ،‬كل هته العوامل تخلق مشاكل واحتياجات لحلها‪.‬‬

‫وفي دراسة قام بها ‪Hills et Shrader 2001‬على مجموعتين مختلفتين من المقاولين بهدف معرفة‬
‫المصدر األكثر أهمية لألفكار الجديدة لألعمال‪ ،‬وكانت أغلبية األجوبة في كال العينتين ‪ %32‬و‪%35‬أن‬
‫الفرص المقاوالتية مرتبطة بإيجاد حلول للمشاكل‪ ،‬ومن هنا اقترح الكاتبان أنه يمكن زيادة احتمال نجاح‬
‫المقاولين عن طريق تحويل حلول المشاكل إلى أفكار تجارية‪ ،‬باإلضافة لهذا استنتج الكاتبان أن الفرص‬
‫تأتي من التغيرات والزبائن والسوق‪ ،‬حيث أن ‪ %10‬و‪ %53‬من أفراد العينتين أكدوا أن أعمالهم استندت‬
‫إلى أفكار من السوق‪ ،‬و‪ %04‬و‪ %32‬من أفراد العينتين أفكارهم نتجت عن االستماع الدائم لما يقوله‬
‫الزبائن‪ ،‬وفي النهاية يشير الكاتبان إلى أهمية التغييرات التكنولوجية‪ ،‬لكن بالنسبة للمقاولين فقد أكدوا‬
‫أهميتها لكن بدرجة أقل من التغيرات السوقية‪.‬‬

‫وانطالقا من أعمال الباحثين الواردة أعاله‪ ،‬يمكننا أن نلخص أهم مصادر المقاوالتية فيما يلي‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬التغيرات البيئية سواء فيما تعلق ببيئة األعمال أو البيئة االقتصادية أو مختلف البيئات األخرى‬
‫سياسية أو اجتماعية أو قانونية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬التباين في المعلومات‪ ،‬والتي قد تكون نتاجا إلبداع أو ابتكار أو معرفة جديدة‪ ،‬أو بسبب‬
‫االختالفات الزمانية والمكانية بين األسواق‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجات والمشاكل‪ :‬فهي مادة خام لألفكار‪ ،‬والفرص المبنية على إيجاد حلول لمشاكل أو سد‬
‫حاجات معينة هي أكثر الفرص إثما ار ونجاحا‪.‬‬
‫‪ -‬اإلبداع واالبتكار بمختلف أشكاله‪ ،‬فهو يمكن أن يحدث تغييرات في مختلف البيئات أو تباين في‬
‫المعلومات أو إيجاد حلول لمشاكل أو سد حاجات معينة‪ ،‬وبالتالي يمكن اعتباره من أهم مصادر‬
‫الفرص المقاوالتية‪.‬‬
‫‪ -‬المقاولون أنفسهم من خالل بحثهم المنهجي على الفرص‪ ،‬واستغاللهم لقدراتهم وصفاتهم التي‬
‫تمكنهم من المخاطرة واإلبداع‪ ،‬وكذا شبكة عالقاتهم الواسعة التي تمكنهم من رصد البيئة‬
‫والوصول للمعلومة واكتشاف التغيرات التي يمكن أن تكون مصد ار للفرص‪.‬‬

‫ب‪ -‬طرق اختيار وتطوير األفكار الجيدة‪:‬‬

‫إن اكتشاف فرصة مقاوالتية هي خطوة كبيرة إال أنه ال بد للمقاول أن يكون لديه أفكار واضحة‬
‫الستثمار هذه الفرصة واستغاللها بفعالية‪ ،233‬ألنه بالنهاية سيبذل مجهودا كبي ار ويستغرق وقتا طويال في‬
‫تجسيدها‪ ،‬وكما ذكرنا سابقا فإن أهم مصدر لألفكار يمكن أن يكون الزبائن واالستماع الدائم لهم والمعرفة‬
‫بحاجاتهم ومشاكلهم‪ ،‬فالمعرفة الجيدة بالسوق ومتغيراته عامل حاسم في تطوير أفكار مجدية‪ ،‬كما قد‬
‫تسهم الحكومات من خالل هيئات الدعم وقواعد البيانات في توفير المعلومات التي تساعد في تطوير‬
‫األفكار‪ ،‬باإلضافة لهذا فإن مراكز البحث والتطوير من خالل الدراسات التي تقوم بها أو ابتكاراتها في‬
‫مختلف المجاالت تعد أحد مصادر األفكار‪.‬‬

‫وعلى الرغم من تعدد مصادر تطوير األفكار المقاوالتية الجديدة‪ ،‬فإن جميع طرق تطوير هذه األفكار‬
‫يلزمها اختيار الفكرة األفضل‪ ،‬وهي من األمور البالغة األهمية‪ ،‬ويمكن للمقاول استخدام عدة طرق في‬
‫تطوير واختيار األفكار الجديدة مثل حلقات النقاش والعصف الذهني باإلضافة إلى الطرق المختلفة‬
‫المستخدمة في حل المشاكل‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ .2‬حلقات النقاش‪ :‬وتتم مناقشة األفكار من خاللها بين عدد من األفراد بكل حرية وانفتاح‪ ،‬بهدف‬
‫الوصول إلى الق اررات التي تتعلق بالمنتجات والخدمات الجديدة‪ ،‬أو المفاهيم الجديدة من خالل تحليل‬
‫النتائج باستخدام األساليب والطرق الكمية وغير الكمية‪.‬‬

‫‪ .0‬العصف الذهني ‪ :Brainstorming‬يساعد على تقديم األفكار الجديدة في صورة جماعية‪ ،‬للوصول‬
‫إلى حلول جديدة أو أنماط جديدة من المنتجات أو الخدمات‪ ،‬ويتم هذا من خالل جلسة مفتوحة يشارك‬
‫فيها مجموعة من األفراد في طرح األفكار بكل حرية وتجرد من أجل تطوير أفكار جديدة‪.‬‬

‫‪ .3‬أسلوب تحليل المشاكل ‪ :ProblemsAnalysis‬يعتبر من األساليب الناجحة للحصول على األفكار‬


‫والحلول الجديدة من خالل التركيز على المشاكل القائمة‪ ،‬خاصة عندما تحلل المشاكل التي تتعلق بمنتج‬
‫أو خدمة معروفين مما يسهل محاولة الوصول إلى األفكار الجديدة التي تقود إلى تطوير المنتج‪.‬‬

‫‪ .4‬أسلوب الحل اإلبداعي للمشاكل ‪ :CreativeProblemSolving‬يركز على تطوير المعايير المعتمدة‬


‫‪242‬‬
‫من أجل الوصول إلى األفكار الجديدة‪ ،‬إذ أن اإلبداع واالبتكار من أهم صفات المقاول الناجح‪.‬‬

‫وعندما تنشأ الفكرة من أحد المصادر السابقة أو غيرها فال بد لها أن تمر بمرحلة من التطور والتنقيح قبل‬
‫تطبيقها على أرض الواقع‪ ،‬وتسمى هذه العملية بعملية تصفية وتنقيح الفكرة ( ‪.)RefiningProcess‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اكتشاف‪ ،‬تقييم وتطوير الفرص المقاوالتية‪.‬‬

‫بالنسبة للعديد من الباحثين إنشاء مؤسسة جديدة هو نتيجة الكتشاف وتطوير الفرص‪ ،‬فهم يفترضون‬
‫أن سيرورة اكتشاف (خلق) وتطوير الفرص متكاملة مع سيرورة إنشاء مؤسسة جديدة‪ ،‬فإذا نظرنا‬
‫للمقاوالتية على أنها إنشاء مؤسسة بشكل نهائي فإن اكتشاف وتطوير الفرصة تتموقع في بداية هذه‬
‫السيرورة‪ ،‬مما يقتضي من المقاولين المحتملين أو المستقبليين اهتماما خاصا بها‪.‬‬

‫البحث الدقيق عن الفرصة واستشعار احتياجات السوق‪ ،‬وكذا القدرة على تحديد المصادر المثلى‬
‫للموارد‪ ،‬يمكن أن تقود الكتشاف أو خلق فرصة‪ ،‬وخلق الفرص يتطلب السلوك الخالق والمبدع للمقاول‪،‬‬
‫فمن المهم التركيز على تطوير الفرص لتكون قادرة على التحول إلى شكل قابل لتحقيق األرباح عوضا‬
‫عن التركيز فقط على اكتشافها أو خلقها‪ ،‬فإدراك احتياجات السوق المشاكل التي تواجهه وكذا مصادر‬
‫الموارد المناسبة ليست كافية وحدها لخلق فرصة مستدامة‪ ،‬بل يجب تطويرها في إطار النشاطات اليومية‬
‫‪242‬‬
‫للمقاول‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫باإلضافة إلى ما سبق فإن اكتشاف وتطوير الفرص عملية دورية ومتكررة‪ ،‬حيث على المقاول إجراء‬
‫تقييمات دورية في مختلف المراحل‪ ،‬مما يؤدي إلى تعديالت إضافية أو تغيير في النظرة األصلية‬
‫للفرصة‪.‬‬

‫ج‪-‬أهم العوامل المؤثرة في خلق أو اكتشاف فرصة مقاوالتية‪:‬‬

‫إن من الضروري اقتراح العوامل الرئيسية التي من المحتمل أن تؤثر على خلق أو اكتشاف وتطوير‬
‫الفرصة‪ ،‬وتحويلها إلى حالة دائمة في شكل مؤسسة (انظر الشكل رقم ‪ ،)23‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬اليقظة (المعرفة) المقاوالتية‪.‬‬

‫‪Kirzner‬‬ ‫ترتكز سيرورة اكتشاف الفرص واستغاللها على ما يسمى باليقظة المقاوالتية‪ ،240‬ويعتبر‬
‫‪1973‬أول من استخدم مصطلح اليقظة (‪ )vigilance‬ليعبر بها عن إدراك الفرصة‪ ،‬حيث عرفها على أنها "‬
‫القدرة على التعرف على الفرص المهملة من اآلخرين "‪ ،‬وأضاف ‪ Ray et Cardozo 1996‬أن إدراك‬
‫الفرص من قبل المقاولين هي حالة من حاالت اليقظة للمعلوماتية‪ ،‬وأطلق على هذه الحالة اسم الوعي‬
‫المقاوالتية (‪ ،)entrepreneurial awarness‬وعرفه على أنه الميل لمعرفة المعلومات حول المنتج وسلوك‬
‫السوق‪ ،‬والتركيز بشكل خاص على المشاكل التي تواجه المنتجين والمستهلكين‪ ،‬والحاجات المتجددة‬
‫للسوق‪ ،‬باإلضافة إلى اإلمكانات الجديدة لدمج الموارد‪ ،‬كما أضاف باحثون أخرون أن السمات الشخصية‬
‫والبيئية قد يتفاعالن لخلق ظروف من شأنها تحفيز الوعي المقاوالتي وبالتالي اكتشاف الفرص‪ ،‬وبالنسبة‬
‫للكثير من الباحثين فإن المقاولين أكثر يقظة للفرص الجديدة ويستعملون المعلومات بشكل يختلف عن‬
‫‪243‬‬
‫األخريين (المدراء مثال)‪.‬‬

‫مفهوم اليقظة المقاوالتية ل‪Kirzner‬يتفق مع المنهج المتبع في دراسة الفرصة‪ ،‬ف‪Kirzner‬يفترض أن‬
‫الفرصة توجد في البيئة‪ ،‬وأن المقاولين انطالقا من يقظتهم للبيئة هم من يستطيع اكتشاف الفرص دون‬
‫غيرهم‪ ،‬فهذا المنهج يفصل بين المقاولين والفرص‪ ،‬ويفترض وجود مخزون من الفرص في البيئة يتطلب‬
‫أفرادا (يقظين مقاوالتيا)‪ ،‬حيث أن األفراد الغير اليقظين عميان عن روية تلك الفرص‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬التباين في المعلومات والمعارف السابقة‪.‬‬

‫بالنسبة ل‪ Shane‬وانطالقا من النظرة النمساوية التي تعتبر أن وجود المقاوالتية هو بسبب التباين في‬
‫المعلومات المتوفرة لدى الفاعلين االقتصاديين‪ ،‬فقد افترض أن األفراد يكتشفون الفرص المقاوالتية ألن‬
‫معارفهم السابقة تمكنهم من تحديد قيمة المعلومات الجديدة‪.‬‬

‫وأكد الكاتب أنه مهما كانت طبيعة المقاول فإنه يكتشف الفرص انطالقا من معارفه السابقة‪ ،‬التي تمكنه‬
‫من استيعاب المعلومات المتوفرة‪ ،‬وأكد عددا من الفرضيات نلخصها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ليست هناك فرصة مقاوالتية يمكن أن تكون واضحة لكل المقاولين المحتملين‪ ،‬حيث أنه من‬

‫المستحيل تقريبا أن يمتلك الجميع نفس المعلومات وفي نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ -‬المعارف السابقة لكل فرد تخلق ما يسمى بمجال المعرفة (‪ )Knowledge corridor‬الذي يمكن‬

‫من إدراك بعض الفرص فقط وليس الكل‪ ،‬وهناك ثالث أبعاد رئيسية للمعارف الداخلية المهمة لسيرورة‬
‫اكتشاف الفرصة المقاوالتية وهي‪ :‬المعرفة السابقة للسوق‪ ،‬المعرفة السابقة لمختلف طرق العمل في‬
‫‪244‬‬
‫السوق‪ ،‬المعرفة السابقة لمشاكل الزبائن‪.‬‬

‫‪ -‬شبكة العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ Hills‬وزمالؤه وجهوا اهتمامهم نحو دراسة أهمية شبكة العالقات في اكتشاف الفرص‪ ،‬حيث أشاروا إلى‬
‫العالقات الضعيفة ( المعارف العرضة وغير الوطيدة) هي " جسور" توصلنا لمصادر المعلومات‪ ،‬تلك‬
‫المصادر التي ال تصل إليها بالضرورة من خالل العالقات القوية ( العائلة‪ ،‬األصدقاء‪ ،)...‬وأكد‬
‫‪Granovetter‬أن احتمال حصولنا على المعلومات المهمة من العالقات الضعيفة أكبر من احتمال‬
‫حصولنا عليها من العالقات القوية‪ ،‬ألنه في الغلب عالقاتنا الضعيفة أكثر من عالقاتنا القوية‪ ،‬وسمح‬
‫اختيار هذه الفرضية ل ‪ Hillis‬وزمالؤه من التأكيد على أن " المقاولين اللذين لهم شبكة عالقات واسعة‬
‫‪245‬‬
‫لدبهم احتمال اكتشاف فرص أكبر من غيرهم "‪.‬‬

‫واستنتج هؤالء الباحثون أيضا أن نوعية العالقات وحجمها يمكن أن تؤثر كذلك على جوانب أخرى مثل‬
‫اليقظة واإلبداع‪ ،‬وبالتالي يمكن اعتبار شبكة العالقات عامال يخلق عدم التكافؤ في المعلومات حول‬
‫‪241‬‬
‫السوق بين المقاولين المحتملين‪ ،‬وبالتالي فإنه يؤثر على اكتشاف وتطوير الفرص‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬السمات الشخصية‪.‬‬

‫يركز الكثير من الكتاب على السمات الشخصية ودورها في نجاح المؤسسات المقاوالتية‪ ،‬حيث أشار‬
‫‪245‬‬
‫إلى أن االختيارات النفسية توصلت إلى تحديد سمتين رئيسيتين لهما عالقة بتحديد‬ ‫‪Shaver et Scott‬‬

‫الفرص الناجحة وهما‪:‬‬

‫‪ -‬أوال الحظ الكثير من الباحثين االرتباط بين التفاؤل واالكتشاف المرتفع للفرص‪ ،‬فالدراسات التي‬

‫قام بها ‪Krueger et Brazeal‬و‪ krueger et Dickson‬أكدت أن التفاؤل المقاوالتي يرتبط باإليمان بالكفاءة‬
‫الذاتية (ثقة بالنفس)‪ ،‬وعلينا أن نالحظ التفاؤل هنا مرتبط بالقدرة على تحقيق أهداف صعبة ومختلفة‬
‫(الكفاءة) وليس مرتبطا بتحمل مخاطر أكبر‪.‬‬

‫أما ‪ Guth‬وزمالؤه فقد وضحوا أن التفاؤل المقاوالتي هو رؤية داخلية الحتمال نجاح المؤسسة‪ ،‬ترتكز في‬
‫الجانب األكبر منها على تقييم المقاولين إلمكاناتهم ومعارفهم‪ ،‬مع نزعة واقعية في الحكم على النتائج‬
‫المحتملة‪.‬‬

‫‪ -‬الخاصية الثانية هي اإلبداع‪ ،‬وهي التي اعتمدها ‪Schumpetre‬في القول أن المقاولين ينجحون‬

‫في اكتشاف الفرص اين يفشل غيرهم‪.‬‬

‫حيث وجد ‪ Hilli‬وزمالؤه أن ‪ % 32‬من عينتهم يعتقدون أن اإلبداع مهم جدا الكتشاف الفرص‪ ،‬لكن‬
‫المقاولين يعتقدون أن األكثر أهمية بالنسبة لهم هو االندماج ضمن شبكة توفر لهم المعلومات حول‬
‫السوق‪ ،‬واستنتجوا أن المقاولين المرتبطين بشبكة معلومات مع الفرص المقاوالتية هم بحاجة اقل الن يكون‬
‫‪240‬‬
‫مبدعين مثل الذين ال تتوفر لهم تلك الشبكة‪.‬‬

‫والشكل الموالي هو عبارة عن نموذج يبين كيف تتداخل وتتفاعل كل هذه العوامل في اكتشاف وتطوير‬
‫الفرصة‪.‬‬

‫د‪ -‬دوافع المقاول‪:‬‬

‫في أغلب األحيان ما يجعل المقاولون ينطلقون هو اإلرادة في الذهاب دائما إلى البعيد‪ ،‬والرغبة في‬
‫الحرية في أداء العمل‪ ،‬وتأتي في درجة أقل الرغبة في امتالك السلطة‪ ،‬حيث أن الرغبة في الذهاب إلى‬
‫البعيد تمكن من تجاوز الحواجز والمصاعب‪ ،‬وغالبا ما يكون هذا هو هدف كل من يرغب في إنشاء‬

‫‪82‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫مؤسسة‪ ،‬فاالستمرار في العمل في هذه الحالة سيتم بكل ثقة دون النظر إلى الصعوبات رغبة في الوصول‬
‫إلى األهداف المسطرة بأكبر سرعة ممكنة‪ ،‬هذا إضافة إلى كون المقاول يفضل أن يبقى ح ار في توجيه‬
‫‪243‬‬
‫وتسطير أهدافه والحكم بذاته‪ ،‬واختيار إطار عمله ومساعديه‪.‬‬

‫ه‪ -‬تحديد المواصفات الشخصية األساسية للمقاول‪:‬‬

‫حسب روبرت بابين " ‪ "R.Papin‬هناك تعدد وتنوع كبير في الجوانب الواجب توفرها لدى المقاول الناجح‬
‫فليس باإلمكان إذن اقتراح وصفة تسمح بالقول أنه لدى شخص ما مزايا المقاول الناجح أم ال‪ ،‬ولكن هناك‬
‫حد أدنى من الصفات التي ينبغي توفرها لدى الشخص صاحب الفكرة والتي يمكن حصرها فيمايلي‪:‬‬

‫‪)1‬الطاقة والحركية‪ :‬فالطاقة والحركية سلوك ضروري ال يمكن االستغناء عنه‪ ،‬ألن عملية إنشاء مؤسسة‬
‫‪252‬‬
‫تتطلب بذل جهد معتبر‪ ،‬إضافة إلى تهيئة الوقت الكافي والطاقة الالزمة إلنجاز األعمال‪.‬‬

‫‪ )2‬الثقة في النفس‪ :‬تعمل الثقة في النفس على تنشيط الجوانب اإلدراكية والتصورية للمقاول‪ ،‬وذلك ما‬
‫‪252‬‬
‫فاألفراد الذين يملكون الثقة بالنفس يشعرون بأنهم‬ ‫يجعله أكثر تفاؤال تجاه المتوقع من أعماله الجديدة‪.‬‬
‫يمكن أن يقابلوا التحديات‪ ،‬وعن طريق الثقة بالنفس يستطيع المقاولون أن يجعلوا من أعمالهم أعماال‬
‫ناجحة‪ ،‬إنهم يملكون شعو ار متفوقا واحساسا بأنواع المشاكل المختلفة بدرجات أعلى‪ ،‬فميزة اإلحساس‬
‫باألمان التي يبحث عنها األفراد عادة ال تحد من قدرتهم وحريتهم في السيطرة على األمور‪ ،‬ويعتبرون‬
‫حدوث الخطأ وتحمله جزء من ضريبة األعمال‪ ،‬ودوافع كبير لإلبداع والتطور واضافة قيم وخدمات جديدة‬
‫‪250‬‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫‪)3‬القدرة على احتواء الوقت‪ :‬ينبغي على صاحب الفكرة أن يضع في الحسبان أنه سيقوم بتطوير‬
‫مجموعة من األنشطة في الحاضر‪ ،‬والتي سوف لن يكون لها أي أثر إال الحقا‪ ،‬فال يمكن تصور نجاح‬
‫مؤسسة دون التفكير في المستقبل وتحديد الرؤية على المدى المتوسط والطويل‪.‬‬

‫‪ )4‬القدرة على حل مختلف المشاكل‪ :‬فقد تواجه المقاول عقبات عديدة عند قيامه بإنشاء مؤسسته‪ ،‬وهذا‬
‫ما يفرض عليه محاولة حلها‪ ،‬واللجوء في بعض األحيان إلى أطراف أخرى‪ ،‬ومع هذا فال يجب نقل كل‬
‫المشاكل إلى استشاري ما‪ ،‬ألنه ما قد يشكل له مشكلة ال يكون كذلك بالنسبة إلى استشاري أو مساعد ما‪.‬‬

‫‪ )5‬تقبل الفشل‪ :‬يشكل الفشل جزءا من النجاح‪ ،‬وبالنسبة للمقاول الفشل والخطأ والحلم هي مصادر‬
‫الستغالل فرص جديدة‪ ،‬وبالتالي تحقيق نجاحات مستقبلية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ )1‬قياس المخاطر‪ :‬ينبغي أن يكون المقاول قد قدر المخاطر التي ستواجهه في المستقبل سواء كانت‬
‫على المدى المتوسط أو الطويل‪ ،‬فال يجب أن يعتمد على الحظ الذي ناد ار ما يتكرر‪ ،‬فالنجاح يأتي نتيجة‬
‫لجهود طويلة وعمل دائم وتقييم مستمر للنشاط‪.‬‬

‫‪ )1‬االبتكار واإلبداع‪ :‬من أجل أن تستمر المؤسسة يجب أن تتطور من ناحية منتوجاتها وهياكلها‬
‫ومخططها االجتماعي‪ ،‬لهذا تنشأ ضرورة لالنفتاح على االبتكار والتطور‪ ،‬وهذا ما يتطلب قدرة على‬
‫التحليل واستعداد لالستماع وتوفير الطاقة الالزمة لالستجابة للتوجهات الجديدة التي ستكون مفاتيح تطوير‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫‪ )8‬القدرة على تقلد منصب القائد‪ :‬يقود التطور اإليجابي لنشاط المؤسسة إلى هيكل معقد شيئا فشيئا‪،‬‬
‫وهذا ما يتطلب وجود قائد إداري يمكنه تسيير منظمته‪ ،‬ويتمتع بالقدرة على إنعاش النشاط والتعامل مع‬
‫الصراعات وتكييف الهياكل‪.‬‬

‫تلك هي أهم الصفات التي يفترض تواجدها لدى المقاول الناجح‪ ،‬والذي ال بد له من فكرة يستطيع‬
‫من خاللها تحديد مجال نشاط مشروعه‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬أنماط المقاول‬


‫يالحظ تزايد االهتمام حول دراسة المقاول ضمن األبحاث األكاديمية‪ ،‬ويعتبر آرثر كول ‪Arthur COLE‬من‬
‫بين الرواد الذين اقترحوا تصنيفا للمقاولين بجامعة هارفرد سنة ‪ ،1941‬حيث اقترح أربعة أنماط للمقاولين‪:‬‬

‫‪ -‬المقاول العملي‪.‬‬

‫‪ -‬المقاول المعتمد على الرياضيات‪.‬‬

‫‪ -‬المقاول الذي يمتلك المعلومة‪.‬‬

‫‪ -‬المقاول المتطور‪.‬‬

‫وهنا سنقوم بعرض أكثر األنماط تداوال في األدبيات المقاولية‪ ،‬مركزين على صفاتهم ومالمحهم‪.‬‬

‫أ) أنماط المقاولين تبعا لظروف اإلنشاء‪ :‬التقليديون‪ ،‬الحرفيون‪ ،‬والمنتهزون للفرص‬

‫‪Normane‬خالل سنوات ‪ 1981‬على مجتمع يضم منشئي‬ ‫‪SMITH‬‬ ‫بعد دراسة قام بها نورمان سميث‬
‫المؤسسات في قطاع نشاط معين في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬اقترح ترتيب مشهور ليفرق بين المقاول‬

‫‪84‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الحرفي والمقاول المنتهز للفرص‪ .‬فحسب رأيه يقوم المقاول الحرفي بإنشاء مؤسسة دون أن تكون له خبرة‬
‫كبيرة في مجاالت عديدة وباألخص مجال التسيير‪ ،‬فهو لديه مهارات تقنية أكثر‪ ،‬ويركز على نشاطات‬
‫ذات تجديد ضعيف‪ .‬أما المقاول المنتهز للفرص فيكون سنه أكبر وذو خبرة كبيرة خاصة في مجال‬
‫التسيير (بإمكانه أن يكون إطار أو مهندس)‪ ،‬أما نمو ونضج مشروعه فيعود الستغالله لفرصة تجديد‬

‫( لذلك أعتبر منتهز للفرص) باالعتماد على استثمار أمواله الشخصية ودعم متين من أطراف أخرى‪.‬‬

‫ب) أنماط المقاولين تبعا لمواصفات المسيرين والتقنيين والمدراء‬

‫يمتد هذا التصنيف من سابقه‪ ،‬حيث يعطي اهتمام بالغ ألسلوب إدارة األعمال‪ .‬إذ يهتم التقنيون في‬
‫المستوى األول بظروف تصنيع المنتوج‪ ،‬وفي هذا اإلطار يسعون لتثمين مهاراتهم المهنية وحرفتهم‪ ،‬لذلك‬
‫نجدهم يقتربون من نمط المقاول الحرفي عند سميث‪ .‬أما بالنسبة للمدراء وكنتيجة لطبيعة تكوينهم (امتالك‬
‫لشهادات في مجال التسيير) و‪ /‬أو خبرتهم المهنية‪ ،‬نجدهم يركزون على طرق وأشكال تسيير لموارد‪ ،‬كما‬
‫يتميزون باليقظة في مجال تدنية التكاليف‪ ،‬واالقتصاد في الموارد‪ ،‬واالستثمار خارج اإلنتاج (مثال نظام‬
‫المعلومات)‪.‬‬

‫والمالحظ أن هذا التصنيف لم يعط اهتماما كبي ار للمقاول‪ ،‬ويركز على المنظم (وبالتالي يمكن ربطه‬
‫بالتصنيف األول مثلما فعله بعض االقتصاديون)‪ ،‬كما يمكن مالحظة تواجد نمط آخر من المقاولين وهم‬
‫التجار الذين يولون اهتماما أكبر بالمسائل المرتبطة بالسوق والتوزيع‪ ،‬أما المسائل اإلدارية فتأتي في‬
‫مستوى أقل‪.‬‬

‫ج) أنماط المقاولين تبعا لظروف التجديد‬

‫يعتبر كل من االقتصاديين األمريكيين ميلز‪Miles‬وسناو‪Snow‬صاحبي هذا التصنيف‪ ،‬حيث قاما بدراسة‬


‫العالقة بين المقاولية والتجديد‪ ،‬وقاما بالتفرقة بين أربعة أنماط من المقاولين‪:‬‬

‫‪ ‬المقاول الباحثعن التجديد‬

‫يعتبر هذا النمط أن المقاول هو مجدد بحث‪ ،‬إذ يبحث الفرد هنا عن التجديد الدائم (في المنتوج‪،‬‬
‫إجراء اإلن تاج‪ ،)...‬رغم عدم تأكده التام من قدرته على تجسيده على أرض الواقع‪ ،‬لذا يقوم بتنظيمها أوال‬
‫ثم يطرحها على مستوى السوق‪ ،‬بشكل يمكنه من خلق مؤسسة‪ .‬ويتالءم هذا النمط من المقاول مع‬
‫النشاطات ذات التكنولوجيا العالية (البيوتكنولوجيا مثال)‪ ،‬والتي تكون فيها إمكانيات االستثمار والتصنيع‬

‫‪85‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫والتسويق تتجاوز القدرات الفردية‪ ،‬فغالبا ما تشتري هذه األفكار والمشاريع من قبل المجمعات الصناعية‬
‫الكبرى التي ترغب في خلق فرع جديد‪.‬‬

‫‪ ‬المقاول المجدد‬

‫يمتلك هذا النمط من المقاولين ميل كبير للسيرورة المقاولية‪ ،‬حيث يبحث عن التجديد بشكل نظامي‬
‫يق وم باستغالله هو بنفسه واالستثمار فيه وتحويله إلى مؤسسة‪ ،‬ويمتلك هذا الفرد درجة عالية من اليقظة‬
‫للتكنولوجيا والمنافسة‪ ،‬وهذا ما يفترض امتالكه ميزانية عالية تجند في البحث والتطوير‪ ،‬التي تضمن تنمية‬
‫عملية التجديد‪.‬‬

‫‪ ‬المقاول المتتبع للتجديد‬

‫هو المقاول الذي يتابع التجديد الذي يظهر على مستوى السوق بطريقة نظامية واستباقية دائمة‪ ،‬وهو‬
‫النمط السائد لدى اليابانيين والمؤسسات اليابانية‪ .‬وفي هذا اإلطار يقوم المجددون بفتح المجاالت ألنشطة‬
‫جديدة ومنتوجات مختلفة‪ ،‬أما المتتبعون فيقومون بإدخال تحسينات على مستوى التجديد‪ ،‬الذي قد يمس‬
‫‪253‬‬
‫التسيير وتخفيض التكلفة‪ ،‬وتعتبر هذه االستراتيجية أصعب من التجديد في ذاته‪ ،‬وذات تكلفة أكبر‪.‬‬

‫‪ ‬المقاول المتفاعل مع التجديد‬

‫يتبنى هذا النمط من المقاولين استراتيجية تنمية ناتجة عن رد فعل‪ ،‬حيث يتكيف مع الوقائع التي‬
‫تحدث‪ ،‬ويبدي لها ردود أفعال تتالءم واألفعال التي تحدث‪ .‬وقد يحمل هذا الموقف االنتهازي خط ار يرتبط‬
‫بالتزعزعات التي يمكن أن تط أر على القطاع‪ ،‬وضعف درجة استجابة الزبائن للتجديد نتيجة لوفائهم‬
‫لمنتجاتهم أو مؤسساتهم المفضلة‪.‬‬

‫د) أنماط المقاولين تبعا لمنطق النشاط ‪ PIC‬و ‪CAP‬‬

‫أقترح هذا التصنيف من طرف جوليان وماركزني‪Julien et Marchesney‬انطالقا من مبدأ تواجد ثالث‬
‫‪254‬‬
‫مبتغيات سوسيو اقتصاديةللمقاولية وهي‪:‬‬

‫• استم اررية المؤسسة (‪ :)Pérennité‬أي أمل استمرار المؤسسة عبر الزمن حتى لو أضطر المقاول لبيعها‬
‫ألفراد آخرين أو ألحد أفراد العائلة أو لمؤسسات أخرى‪.‬‬

‫• االستقاللية (‪ :)L’indépendance‬يملك المقاول مستوى عالي من األنا‪ ،‬ويرغب دائما في الحصول على‬
‫االستقاللية فيما يخص امتالك رأس المال و‪ /‬أو مستقبل فيما يخص اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫• النمو (‪ :) La croissance‬والذي يشبه إلى حد ما الرغبة في القوة والسلطة‪.‬‬

‫ومن خالل هذه العناصر الثالثة قام الباحثين باستخالص نمطين هامين من المقاولين‪ ،‬وهما‪:‬‬

‫• الفرد الذي يعمل تبعا للمنطق الوراثي (‪) PIC‬‬

‫يبحث المقاول في ظل هذا النمط عن تكديس الثروة قبل كل شيء‪ ،‬قد تكون في شكل ممتلكات ذات‬
‫قيم استعمالية‪ .‬يعطي األولوية الستم اررية المؤسسة‪ ،‬ويطمح للحفاظ على استقاللية ذمته المالية‪ ،‬فيرفض‬
‫إدخال شركاء أو مقرضين خارجين‪ ،‬ما قد يجعل هدف نمو المؤسسة يتنافى مع فكرة االستقاللية المالية‪.‬‬

‫وينشر هذا النمط بشكل كبير على مستوى المؤسسات العائلية‪ ،‬التي يرغب المقاول فيها بتوسيع استثمارات‬
‫عائلية‪ ،‬ويظهر بشكل في استثمارات البناء والزراعة‪ .‬كما أن الفرد في هذا النمط ال يثق في إخراج‬
‫األنشطة االستثمارية المعنوية (التكوين‪ ،‬التجديد‪ ،‬البيع‪.)...‬‬

‫• الفرد الذي يعمل تبعا لمنطق الفعل المقاولي (‪)CAP‬‬

‫انطالقا من منطق تكديس الثروة يمكن اقتراح منطق آخر أال وهو منطق رأس المال‪ ،‬ويتعلق هذا‬
‫االمر باألنشطة الخدماتية خاصة‪ ،‬والتي قد تظهر قدرة عالية على النمو وبالتالي ستكون ذات مردودية‬
‫عالية‪ ،‬لكن وفي حالة ما تم التخلي عن هذه المؤسسة فستكون قيمة التخلي عنها شبه معدومة‪.‬‬

‫والمقاول ضمن هذا النمط يبحثون عن األنشطة ذات النمو القوي (‪ ،)Croissance‬فال يولون اهتماما كبي ار‬
‫بالقيمة المادية للمؤسسة‪ ،‬ويتجهون نحو المشاريع المخطرة (في حين أن مقاولو نموذج ‪PIC‬يحاولون تفادي‬
‫الخطر)‪ ،‬وهم في بحث دائم عن االستقاللية في اتخاذ القرار (‪ ) Autonomie‬دون االهتمام بمسألة‬
‫االستقاللية في رأس المال‪ ،‬األمر الذي قد يجعله يلجأ للبحث عن أموال خارجية‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى‬
‫استقاللية فروع المؤسسة‪ ،‬مع بقائه سيد للمؤسسة‪ ،‬في حين ال يأبه كثي ار الستم اررية (‪)Pérennité‬‬
‫مؤسسته‪ ،‬فيمكن تغيير النشاط بسهولة ما عدا في بعض الحاالت االستثنائية‪ ،‬ويطلق على هذا النوع من‬
‫المقاولين (‪ .)CAP‬فالمقاول من نوع (‪ )CAP‬يتموقع ضمن أنشطة متزعزعة‪ ،‬ومتطورة وفي توسع وله ميل‬
‫إلخراج البعض من وظائفها‪ ،‬ويعطي األولوية لالستثمارات المعنوية مثل البحث والتطوير‪ ،‬واإلشهار‬
‫واالتصال وتكوين األفراد‪ ،‬ويفضل الهياكل المرنة والقادرة على التكيف مع المحيط‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫بعد توضيح الفرق بين المقاولية وانشاء المؤسسات وكذا تعريف المقاول وتحديد دوافعه وأنماطه‪ ،‬يمكن‬
‫تحديد مراحل سيرورة إنشاء المؤسسة من خالل ما يعرف بدورة حياة المشروع‪ ،‬والتي تبدأ بفكرة أولية عن‬
‫‪255‬‬
‫المشروع مرو ار إلى إعداده وتقييمه وتنفيذه‪ ،‬ثم التقييم الالحق‪.‬‬

‫أي يمكن تحديد هذه المراحل في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة البحث عن الفكرة‪.‬‬


‫‪ -‬مرحلة دراسة السوق والبحث عن المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة البحث عن التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة إعداد مخطط األعمال‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الجوانب القانونية للمؤسسة‪ ،‬ثم مرحلة االنطالق والمراقبة‪.‬‬

‫ويمكن تفصيل هذه المراحل فيميلي‪:‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬البحث عن الفكرة‬


‫تعبر الفكرة عن األمل الذي يتعلق به صاحب المشروع بغية الوصول من خالله إلى البعيد‪ ،251‬فقد‬
‫تأخذ شكل حدس أو رغبة تتطور عبر الزمن ‪255‬وعادة ما يتم البحث لمدة طويلة من أجل اكتشافها‪ ،‬ألن‬
‫الفكرة األولية هي التي تتحول فيما بعد إلى مشاريع ناضجة ثم إلى مؤسسة‪.‬‬

‫‪-1‬المراحل األساسية للبحث عن الفكرة‪:‬‬

‫عموما هناك ثالث خطوات أساسية للبحث عن الفكرة‪ ،‬والتي تتمثل في‪:‬‬

‫‪ )1‬مالحظة الحياة اليومية‪ :‬في هذه الخطوة يستعمل المقاول كل المعلومات المتواجدة‪ ،‬وال يتغاض عن‬
‫أي منها‪ ،‬كما ال يقتصر بحثه على اإلحصائيات فقط ألنها ال تعكس إال جزءا قليال من الحقيقة‪ ،‬لذا يجب‬
‫االهتمام بالظروف المالية للحياة وكل التصرفات التي يبديها األفراد يوميا من خالل محاولة االستعالم‬
‫‪250‬‬
‫بعناية عن كل األشياء التي تحيط بهم‪.‬‬

‫‪ )2‬نقد المنافسة‪ :‬إن طرح نشاط منافس لما هو متواجد في السوق يستوجب أن تكون هناك فكرة واضحة‬
‫عن نقاط القوة والضعف لمنتجات المنافسين وأيضا لطريقة صنعها‪ ،‬فبمجرد ما أن يبدأ المقاول بالتفكير‬
‫االنتقادي‪ ،‬سوف يكتشف أفكار جديدة‪ ،‬إضافة إلى اكتشاف العديد من الصعوبات التي قد تواجهه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ )3‬البحث عن الحلول والبدائل‪ :‬األهم هنا هو تجاوز المساحة السابقة‪ ،‬وأخذ عملية النقد بجدية للحلول‬
‫والبدائل المتواجدة‪ ،‬واجراء المفاضلة بينها‪ ،‬وبالتالي إيجاد الفكرة المالئمة‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر الحصول على الفكرة‪:‬‬

‫عادة ما يستعمل المقاول المعارف التي اكتسبها في مرحلة الدراسة أو خالل عمله داخل مؤسسة‪،‬‬
‫األمر الذي يساعده على اكتساب مهارة تقنية ومعرفة جيدة للسوق والتسيير والتي تمكنه من اكتشاف فكرة‬
‫لالنطالق في مشروعه‪ ،‬وتوجد العديد من األفكار الممكنة التجسيد‪ ،‬والتي يتم استقاؤها من المستهلكين‬
‫وشبكات التوزيع وعملية البحث وعملية البحث والتطور‪ ،‬ويمكننا تفصيل ذلك كمايلي‪:‬‬

‫‪ )1‬المستهلكين‪ :‬بدأ اهتمام المقاولون يتجه إلى الذي ينبغي أن يكونون النقطة المحورية لفكرة المنتوج أو‬
‫الخدمة الجديدة الممثلة بالمستهلك‪ .‬إذ يمكنهم متابعة األفكار المالحظة بصفة غير رسمية أو بصفةأكثر‬
‫رسمية‪ ،‬من خالل وضع إمكانات للمستهلكين تسمح لهم بإبداء آرائهم‪.‬‬

‫‪ )2‬المؤسسات المتواجدة على مستوى السوق‪ :‬ينبغي أيضا على المقاولين أن يضعوا منهجية أكثر‬
‫تنظيما لمراقبة وتقييم المنتجات والخدمات المعروضة من طرف مؤسسات أخرى سواء كانت حديثة أو‬
‫قديمة‪ ،‬وتسمح هذه الدراسة بمحاولة تحسين العرض المتواجد على مستوى السوق‪ ،‬والخروج بإنشاء‬
‫مؤسسة جديدة‪.‬‬

‫‪ )3‬شبكات التوزيع‪:‬يعتبر األفراد الذين يعملون على مستوى شبكات التوزيع مصدر ممتاز للحصول على‬
‫أفكار جديدة‪ ،‬نظ ار لقربهم من السوق فغالبا ما يمتلكون اقتراحات تتعلق بمنتجات جيدة‪ ،‬ويمكنهم أيضا‬
‫فيما بعد تسويق األفكار الجديدة‪.‬‬

‫‪ )4‬اإلدارة‪ :‬يمكن لإلدارة أن تساعد على إيجاد واستغالل األفكار الجديدة تحت شكلين‪ .‬األول هو ملفات‬
‫التصريح اإلداري‪ -‬إدارة براءات االختراع‪ -‬التي تحوي العديد من اإلمكانيات للمنتجات الجديدة‪.‬‬

‫وحتى وان كانت براءات االختراع في حد ذاتها ال تحمل بالضرورة منتوجات جديدة للتجسيد‪ ،‬فيمكن من‬
‫خاللها استخراج أفكار جديدة لمنتجات أكثر قابلة للتجسيد‪ .‬أما بالنسبة لالتجاه الثاني‪ ،‬فيتمثل في‬
‫المنتجات الجديدة التي يمكن أن تأتي من القوانين العمومية‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫مثل القانون األمريكي للصحة وقانون العمل الخاص بمنع الظروف الخطرة للصناعة‪ ،‬األمر الذي أجبر المؤسسات على‬
‫تخصيص حقيبة إستعجاالت أولية‪ ،‬وهذه الحقائب ينبغي أن تحوي معدات مختلفة ترتبط بنوع النشاط الممارس‪ ،‬ونتيجة‬
‫لهذا القانون كانت هناك مؤسسات متواجدة من قبل أو أنشئت حديثا توجهت إلنتاج وبيع كل أنواع حقائب االستعجاالت‬
‫األولية ومن بينها شركة جديدة أنشأت في هذا المجال وهي ‪ ،R&H Safety Sales‬والتي عرفت نجاحا كبير في هذا‬
‫اإلطار‪.‬‬

‫‪ )5‬البحث والتطوير‪ :‬تعتبر خدمات البحث والتطوير للمقاول من أهم المصادر لألفكار الجديدة‪ ،‬وهي‬
‫تتعلق بأمر جديد يرتبط بعمله الحالي‪ ،‬أو بمخبر فرد هاوي في مستودع ما‪ ،‬ومن الطبيعي أنه غالبا ما‬
‫تكون خدمة البحث والتطوير األكثر رسمية من أجل إنتاج أفكار جديدة لمنتجات جديدة‪.‬‬

‫ومنبين األفكار الحديثة التي نجدها اليوم في االقتصاديات الحديثة مايلي‪:‬‬

‫‪ )1‬استرجاع نشاط مؤسسة قديمة أو محل قديم‪ :‬تتطلب عملية شراء محل تجاري قائم أو شراءمؤسسة‬
‫قديمة‪ ،‬الحصول على معلومات أولية دقيقة جدا وكاملة حول الوضعية الحقيقية ألصول وخصوم أعمالها‪،‬‬
‫وحصول صاحب المشروع على هذا النوع من المؤسسات قد يحقق له نتائج جد إيجابية ألن إشعاعها‬
‫‪253‬‬
‫سوف ينعكس على المؤسسة الجديدة‪.‬‬

‫‪ )2‬نظام منح حق االمتياز التجاري‪ :‬هو عقد يمنح فيه المالك لمنتوج أو خدمة الحق في تشغيل وادارة‬
‫منتوجه أو خدمته مقابل دفع مبلغ من المال الستغالل حق االمتياز التجاري في شكل مئوية من إجمالي‬
‫المبيعات‪ ،‬وهذا ما يتيح له فرصة استخدام عالمة تجارية معروفة‪ ،‬ونظام عمل تم تجربته والتأكد من‬
‫‪212‬‬
‫فعاليته‪.‬‬

‫‪ -3‬طرق إنشاء األفكار‪:‬‬

‫ال توجد أفكا ار صحيحة وأخرى خاطئة‪ ،‬ولكن ما هو خطأ هو عدم اهتمام المقاول بأهمية أراء‬
‫اآلخرين‪ ،‬فالتخطيط الفردي يظهر له بأنه الطريقة األكثر مالءمة لتجسيد فكرته أو منتوجه‪ ،‬ولكن‬
‫األصوب هو اكتساب قدرة على إقناع اآلخرين وليس البحث عن سبب فقط من أجل إنشاء مؤسسة‪.‬‬

‫وغالبا ما تضع عملية إيجاد أفكار العديد من المشاكل‪ ،‬فمن أجل تقييم األفكار الجديدة‪ ،‬يستعين المقاول‬
‫بعدة طرق‪ .‬ومن بين أكثرها استعماال‪ ،‬نذكر مجموعات التقارب‪ ،‬والعصف الذهني والتحليل من طرف‬
‫‪212‬‬
‫مجردي المشاكل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ )1‬مجموعات التقارب (‪)Groupe de Convergences‬‬

‫إن مقابالت مجموعة التقارب تم استعمالها في العديد من المجاالت منذ سنة ‪ ،1951‬وهذه الطريقة‬
‫تعبر عن جمع فريق يعمل تحت قيادة معدل (‪ )Modérateur‬من خالل إجراء مناقشة مفتوحة ومعمقة‪ ،‬أي‬
‫ببساطة طرح أسئلة من أجل استقطاب اإلجابة من طرف الحاضرون‪ ،‬والشخص المعدل يركز نقاش‬
‫الفريق في مجال المنتوج الجديد‪ ،‬وقد يكون ذلك بصفة مباشرة أم ال‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك فإنه إلنشاء أفكار جديدة‪ ،‬تعتبر مجموعة التقارب طريقة ممتازة للفرز األولي لألفكار‬
‫والمفاهيم وتوجد العديد من اإلجراءات لتحليل وتقديم النتائج بطريقة أكثر كمية‪ ،‬وبفضل هذه التقنية‪،‬‬
‫أصبحت مجموعات التقارب الطريقة األكثر استعماال لتسيير األفكار الجديدة للمنتجات‪.‬‬

‫‪ )2‬العصف الذهني (‪)Brainstorming‬‬

‫إن طريقة العصف الذهني مؤسسة على أن إبداع األفراد يمكن أن يحفز من طرف لقاءات مع‬
‫مشاركين آخرين ذوي تجارب في شكل مجموعات منظمة‪ .‬فالمقاول يمكنه أن يجمع فريق من األفراد من‬
‫أجل مناقشة وخلق أفكار جديدة‪ ،‬واألكيد أنه هناك العديد من األفكار التي تطرح والتي تكون غير معقولة‬
‫وليست محتملة التجسيد‪ ،‬لكنه قد تكون هناك على األقل فكرة أو فكرتين قابلة للتجسيد‪ ،‬وعادة ما ينتج ذلك‬
‫عندما يكون العصف الذهني مرك از على مجال محدد‪ ،‬واذا ما استعملنا هذه الطريقة ينبغي أن نتبع أربع‬
‫قواعد رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ .2‬ال ينبغي إصدار أي نقد لألفكار‪ ،‬فال توجد تعليقات سلبية؛‬

‫‪ .0‬التكلم العفوي مسموح‪ ،‬فكلما كانت األفكار حرة‪ ،‬كانت أفضل؛‬

‫‪ . 3‬من األفضل أن يكون هناك كم كبير من األفكار‪ ،‬ألنه كلما تحقق ذلك كلما زاد الحظ في إنشاء‬
‫أفكار قابلة للتجسيد؛‬

‫‪ .4‬من المستحسن تنظيم وتحسين األفكار‪ ،‬حيث أن أفكار اآلخرين يمكن أن تولد فكرة جديدة‬
‫وجيدة‪.‬‬

‫إذن فالعصف الذهني يجب أن يكون عفويا وغير موجه بطريقة عمل مقيدة‪ ،‬فال ينبغي أن يشارك أي‬
‫خبري في أي مجال من مجاالت التفكير‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ )3‬التحليل من طرف مجردي المشاكل (‪)Inventaire de problème‬‬

‫يعتبر التحليل من طرف مجردي المشاكل أحد الطرق التي تمكن من إنشاء أفكار جديدة‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫باستدعاء أفراد بطريقة مماثلة لطريقة مجموعات التقارب‪ .‬في حين أنه ينبغي مناقشة األفكار من قبل‬
‫المجموعة ذاتها‪ ،‬فالمستهلكون هم من يتلقون قائمة تضم مختلف المشاكل التي تمس صنف معين من‬
‫المن تجات‪ ،‬ونطلب منهم اإلشارة إلى منتجات الصنف المحدد حسب نوع المشكل الخاص‪ ،‬والذي يتم‬
‫مناقشته فيما بعد‪ ،‬وتكون هذه الطريقة جد فعالة في حدود أن نتمكن من الجمع بين منتجات معروفة‬
‫ومشاكل محددة‪ ،‬ثم استحداث فكرة جيدة لمنتوج معين‪ ،‬أو خلق فكرة جديدة تماما لمنتوج جديد تماما‪ ،‬وهذه‬
‫الطريقة هي أيضا ممتازة الختيار فكرة منتوج جيد‪.‬‬

‫كما ينبغي تحليل النتائج المتعلقة بالجرد وتقييمها بحذر على أساس أن تعكس فيه بصدق فرصة‬
‫اقتصادية جديدة‪.‬‬

‫فمثال شركة ‪ General foods‬أطلقت منتوج في شكل علب صغيرة ‪ ،Céréales compacte‬وذلك ألن العلب‬
‫القديمة كانت ال تثبت على الرفوف‪ ،‬وهذا ما يؤثر سلبا على سلوك المستهلك‪.‬‬

‫إذن من أجل الحصول على أحسن النتائج‪ ،‬ينبغي أن يقدم تحليل جرد المشاكل استقطاب ألفكار جديدة لمنتجات جديدة‪،‬‬
‫مع القيام بالموازاة بدراسة معقمة لتأثيرها على المستهلكين‪.‬‬

‫‪ -4‬األفكار الخاطئة والصحيحة‪:‬‬

‫ال توجد أفكا ار صحيحة وأخرى خاطئة‪ ،‬لكن ما هو خطأ هو عدم اهتمام المقاول بأهمية أراء اآلخرين‪،‬‬
‫فالتخطيط الفردي يظهر له بأنه الطريقة األكثر مالءمة لتجسيد فكرته أو منتوجه‪ ،‬ولكن األصوب هو‬
‫‪210‬‬
‫اكتساب قدرة على إقناع اآلخرين وليس البحث عن سبب فقط من أجل إنشاء مؤسسة‪.‬‬

‫وايجاد فكرة جيدة ال يعني انتهاء مهام المقاول بل ينبغي عليه أن يتأكد من جودتها من خالل دراسة‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪ -5‬دراسة قابلية تجسيد الفكرة‪:‬‬

‫إن إيجاد فكرة جيدة ال يعني انتهاء مهام المقاول بل ينبغي عليه أن يتأكد من جودتها من خالل دراسة‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور الرابع‪ :‬دراسة السوق والبحث عن المعلومات‬

‫‪ -1‬دراسة السوق و المعلومات‪:‬‬


‫‪213‬‬
‫يستعمل مصطلح السوق من طرف رجال التسويق تحت ثالث معاني مختلفة ومتكاملة هي‪:‬‬

‫‪ -‬في المعنى الكمي‪ ،‬يشير إلى مجموعة من المعطيات العددية حول أهمية وهيكلة وتطور‬
‫مبيعات منتوج ما‪ ،‬أي الزوج سوق‪ /‬منتوج‪.‬‬
‫‪ -‬في المعنى « سوق‪ /‬نظام » نتكلم عن السوق كمجموعة من المشترين والمستهلكين وكل‬
‫المجتمع الذي من شأنه التأثير على مبيعات المنتوج‪.‬‬
‫‪ -‬في المعنى االستراتيجي‪ ،‬نقول « سوق تابع لمنتوج أو عالمة ما » هو الفضاء التنافسي الذي‬
‫تتموقع فيه المؤسسة‪ ،‬أما « السوق المستهدف » فيشير إلى عدد وطبيعة الزبائن الذين نهتم‬
‫بهم‪.‬‬

‫أما دراسة السوق فهي وسيلة لجمع المعلومات التي تستخدم كأساس في تحديد الخطة التسويقية وتتضمن‬
‫‪214‬‬
‫مما يؤدي في األخير إلى التمكن من تحديد‬ ‫هذه األخيرة عملية جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها‬
‫‪215‬‬
‫العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تحليل المحيط الكلي للمؤسسة الذي يشمل المحيط االقتصادي والقانون والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪ -‬وصف السوق من خالل تحديد حجمها وتقسيمها بين مختلف فئات المستهلكين وبين مختلف‬
‫العالمات المتواجدة‪ ،‬وأيضا تطور هذه العناصر‪.‬‬
‫‪ -‬التنبؤ بالطلب الكلي‪ ،‬وتحديد قدرات الطلب والمبيعات المحتملة لمنتوج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة المستهلكين من خالل تعريفهم‪ ،‬والتعرف على دوافعهم ومواقفهم‪ ،‬وسلوكهم وبصفة عامة‬
‫سيرورتهم في الشراء‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة التوزيع من خالل القنوات المستعملة وتطورها‪ ،‬ومواقف وسلوكيات المستهلكين حسب هذه‬
‫القنوات‪ ،‬وتحديد استراتيجيات التوزيع‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة المنافسين‪ ،‬ويتم ذلك من خالل التعريف بهم وتحليل استراتيجياتهم وأيضا تحليل عرضهم‬
‫ونتائجهم‪.‬‬
‫‪ -‬القوانين والتشريعات ذات العالقة بنوع العمل الذي يمارسه المشروع‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬طبيعة البيئة التي يعمل فيها المشروع من حيث المناخ السياسي واالقتصادي‪ ،‬الموردين العمالة‪،‬‬
‫األجور الدخل القومي واتجاهات تطوره في المستقبل‪ ،‬التضخم‪ ،‬االنكماش‪ ،‬تقلبات األسعار‪،‬‬
‫‪211‬‬
‫مصادر التمويل‪...‬إلخ‪.‬‬

‫وهذا ما يمكن في األخير من تحديد المزيج التسويقي األمثل والذي يشمل العناصر األربعة التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬المنتوج ‪ :‬يقوم صاحب المشروع بالبحث عن المنتوج الجيد الذي يلبي احتياجات المستهلك من حيث‬
‫تصميمه وشكله وتعبئته ومواصفاته‪.‬‬

‫‪ )2‬السعر) يقوم المقاول هنا بالمقارنة بين أسعار ذات المنتوج الخاص به أخذا بعين االعتبار أهم العوامل‬
‫المؤثرة على تسعير المنتوج والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬تكلفة المنتوج مضاف إليه هامش الربح‪.‬‬

‫‪ -‬مستوى الطلب ومدى المنافسة في السوق‪.‬‬

‫‪ -‬خدمات الترقية واإلشهار‪.‬‬

‫‪ )3‬الترويج‪ :‬ويسمى أيضا هذا العامل باالتصال ألن تقنياته لها هدف مشترك يتمثل في االتصال مع‬
‫مختلف المشترين المحتملين والعمل على جذبهم‪ ،‬عن طريق اإلعالن أو البيع الشخصي أو وسائل‬
‫الدعاية (صحف‪ ،‬ومجالت‪...‬وغيرها)‪ ،‬أما بالنسبة لصاحب المشروع الصغير ينبغي عليه أن يعتمد في‬
‫‪215‬‬
‫البداية على وسائل ترويج بسيطة مثل البطاقات‪ ،‬والخدمات المجانية‪.‬‬

‫‪ )4‬التوزيع‪ :‬يقصد به تلك الطرق التي تمكن من وصول المنتوج إلى المستهلك من خالل قنوات التوزيع‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع المعلومات التسويقية‪:‬‬

‫تنقسم المعلومات التسويقية من حيث األهمية إلى معلومات ثانوية وأخرى أولية‪.‬‬

‫‪ )1‬المعلومات الثانوية‪ :‬وهي عبارة عن بيانات سبق جمعها وتحليلها وتفسيرها ونشرها عن طريق اآلخرين‬
‫ألغراض أخرى متنوعة قد تختلف عن غرض الدراسة الحالية‪ ،210‬ويتم البحث المستندي وفقا للمراحل‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ .2‬تحديد المعلومات الضرورية الواجب توفرها‪.‬‬

‫‪ .0‬تحديد الجهات التي سوف يتم جمع المعلومات منها والتي يمكن حصرها في‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬الهيئات الحكومية‪ :‬مثل الهيئات الوطنية لإلحصاء والدراسات االقتصادية والبنوك ومراكز دراسة العوائد‬
‫والتكاليف‪ ،‬ومراكز السجل التجاري‪...‬وغيرها‪ ،‬والتي ما تعطي معلومات موثوق منها مقابل دفع مالي‬
‫‪213‬‬
‫مقبول نوعا ما‪.‬‬

‫‪ -‬الهيئات الخاصة‪ :‬كالشركات المتخصصة في الدراسات‪ ،‬والنقابات الوظيفية واالستعالمات‬


‫التجارية‪...‬وغيرها‪ ،‬وتعطي معلومات تقنية وسياسية واقتصادية وقانونية وتجارية‪.‬‬

‫‪ -‬وسائل اإلعالم‪ :‬مثل المقاالت والصحف المختصة أو حصص الراديو والتلفزيون‪.‬‬

‫‪ -‬المنافسين‪ :‬من خالل الوثائق التجارية (مجلة المؤسسة‪ ،‬لوحات تقديم المنتوج‪.)...‬‬

‫‪ .3‬تحليل المعلومات المحصل عليها والبحث عن األهم منها ووضعها في شكل وثيقة (تقارير) لتسهيل‬
‫عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬ثم وضعها في التقرير النهائي لدراسة السوق‪ .‬لكن ورغم أهمية هذه المعلومات إال‬
‫أنها تبقى غير كفية من أجل إجراء دراسة سوق شاملة‪ ،‬لهذا يستوجب األمر اللجوء إلى المعلومات‬
‫األولية‪.‬‬

‫‪ )2‬المعلومات األولية‪ :‬وهي تلك البيانات التي يقوم بها الباحث بنفسه أو عن طريق من يمثله يجمعها‬
‫وتسجيلها وتحليلها وتفسيرها وعرضها لتخدم غرض البحث‪ ،252‬وتنقسم تقنيات جمع المعلومات األولية إلى‬
‫قسمين هما‪:‬‬
‫‪252‬‬

‫* تقنيات كمية‪ :‬غايتها األساسية هي قياس السلوكيات أو اآلراء من خالل استعمال تقنية االستبيان‪.‬‬

‫* تقنيات كيفية‪ :‬وهدفها األساسي هو اإلجابة عن السؤال لماذا؟‪ ،‬والتي تكون اإلجابة عليه عن طريق‬
‫الدراسات الكمية غير كافية‪ ،‬من خالل فهم الحقيقة القاعدية لسلوكيات وأراء أو مواقف المستهلكين (أي‬
‫البحث عن أسباب الكبح والتحفيز)‪ ،‬وتعتبر المقابلة والمالحظة المباشرة من أهم األساليب الكيفية‪ .‬ويمكن‬
‫تلخيص كل هذه التقنيات من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫جدول (‪ :)22‬التقنيات الكمية والكيفية لدراسة السوق‬

‫خصائص التقنيات‬ ‫أنواع التقنيات‬

‫سلبياتها‬ ‫إيجابياتها‬ ‫طريقة تحضيرها‬ ‫تعريفها‬

‫التكاليف‬ ‫ارتفاع‬ ‫‪-‬‬ ‫هي نقاش معمق بين ‪ -‬تحديد هدف المقابلة غنى المعلومات نتيجة‬ ‫األساليب المقابلة‬
‫لحرية تعبير الفرد‬ ‫الباحث والمبحوث وقد‬ ‫الكيفية‬
‫(خاصة الوقت)‬ ‫عدد‬ ‫تحديد‬ ‫‪-‬‬
‫تكون‪:‬‬
‫مضاعفة‬ ‫‪-‬إمكانية‬ ‫المقابالت‬
‫أخذ‬ ‫صعوبة‬ ‫‪-‬‬
‫االتصال (كل فرد مبحوث‬ ‫مباشرة‪ :‬أي دون وجود‬
‫المواعيد(حاصة إذا كان‬ ‫أسئلة‬ ‫تحضير‬ ‫‪-‬‬
‫يقود إلى مبحوث آخر)‬ ‫حدود ما بين البحث‬
‫المبحوث شخص مختص)‬ ‫المقابلة‬
‫مما يمكن من الحصول‬ ‫والمبحوث (نقاش حر)‬
‫‪ -‬طول فترة اإلجابة‬ ‫الباحثين‬ ‫اختيار‬ ‫‪-‬‬
‫على معلومات هامة‬
‫غ‪ .‬مباشر‪ :‬أي اتباع‬
‫تبعا لهدف المقابلة‬
‫استمارة أسئلة‪.‬‬

‫اختالف‬ ‫إمكانية‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬إمكانية معرفة السلوك‬ ‫المالحظة تتمثل في مراقبة سلوك‬
‫األفراد ضمن حالة معينة‪،‬‬
‫عن‬ ‫الحقيقي‬ ‫السلوك‬ ‫الحقيقي لألفراد‪.‬‬
‫وتكون إما‪:‬‬
‫السلوك المالحظ خاصة‬
‫‪ -‬تجاوز انحراف النتائج‬
‫بالنسبة للنوع المالحظة‬ ‫أي‬ ‫الحالة‪:‬‬ ‫‪-‬داخل‬
‫عن التأثيرات المتوقعة من‬
‫في المخبر‪.‬‬ ‫مالحظة الباحث لسلوك‬
‫هي نفسها المتبعة في قبل الباحث على الفرد‬
‫مكان‬ ‫داخل‬ ‫األفراد‬
‫‪ -‬استحالة شرح الحوافز‬ ‫المالحظ‪.‬‬ ‫تقنية المقابلة‬
‫البحث‪.‬‬
‫وعدم‬ ‫المالحظ‬ ‫للسلوك‬
‫بشكل‬ ‫تعريفه‬ ‫إمكانية‬ ‫‪ -‬المالحظة بالمشاركة‪:‬‬
‫محدد‪.‬‬ ‫وفيها يندمج الباحث مع‬
‫األفراد محاولة منه لفهم‬
‫سلوكاتهم‪.‬‬

‫‪ -‬المالحظة في المخبر‪:‬‬

‫في‬ ‫المبحوثون‬ ‫يوضع‬


‫ويحاول‬ ‫خاص‬ ‫مكان‬
‫دراسة سلوكهم‪.‬‬

‫في مرحلة أولى يكون يستمد االستبيان ايجابياته و سلبياته من إيجابيات‬ ‫األساليب االستبيان يتمثل في استجواب أفراد‬
‫هناك اجتماع مسبق وسلبيات طريقة إدارته (التكلفة‪ ،‬سرعة الحصول على‬ ‫الكمية‬
‫ينتمون إلى عينة ممثلة‬
‫بين مسؤولي الدراسة إجابات موثوق منها‪ ،‬طول االستبيان‪ ،‬وطبيعة وتوزيع‬

‫‪96‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أجل االفراد المستجوبين) حيث نجد‪:‬‬ ‫من‬ ‫حول الزبائن الحاليين أو والباحثين‬
‫البحث‬ ‫دليل‬ ‫رد تحديد‬ ‫وقياس‬ ‫المحتملين‬
‫‪ -‬بالنسبة لالستبيان وجها لوجه يكون مرن ولكنه من‬
‫النشاطات والي يشمل‪:‬‬ ‫تجاه‬ ‫فعلهم‬
‫جهة أخرى مكلف‪.‬‬
‫واستغالل‬ ‫التجارية‪،‬‬
‫‪-‬النصائح المتبعة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لالستبيان عن طريق المراسلة يكون أقل‬
‫األجوبة المحصل عليها‬
‫الحصص تكلفة ولكن غالبا ما يكون معدل اإلجابة ضعيف‪،‬‬ ‫شبكات‬
‫فيما بعد‪ ،‬وقد يكون‪:‬‬
‫إضافة إلى عدم الجدية في حالة اإلجابة‪....‬وهكذا‪.‬‬ ‫المحتملة‬
‫‪ -‬وجها لوجه‬
‫‪-‬المكان‬
‫‪ -‬عن طريق الهاتف‬
‫‪ -‬المدة‬
‫‪ -‬عن طريق المراسلة‬
‫تقديم األسئلة (مفتوحة‪،‬‬
‫‪ -‬عن طريق االنترنت‪.‬‬
‫مغلقة)‬

‫تحديد العينة‪.‬‬

‫فهناك إذن عدة طرق لجمع المعلومات ويتوقف االختبار منها على هدف الدراسة ودرجة الدقة المراد‬
‫الحصول عليها وأيضا اإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫‪ -3‬األخطاء الواجب تجنبها عند دراسة السوق‪:‬‬

‫هناك عدة أخطاء ينبغي تفاديها عند القيام بدراسة السوق‪ ،‬ألنها قد تؤدي على ظهور نتائج سلبية‪،‬‬
‫‪250‬‬
‫ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تحديد أهداف الدراسة بشكل جيد‪.‬‬


‫‪ -‬تجاهل المصادر المجانية للمعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف هيئات أخرى بالدراسة دون القيام بالمتابعة الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار طريقة سيئة لتقديم المعلومات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تمثيل العينة للمجتمع المدروس‪.‬‬
‫‪ -‬الصياغة السيئة لألسئلة‪.‬‬

‫فدراسة السوق تعتبر مرحلة جد هامة قبل الشروع في تجسيد المشروع لذا ينبغي الحذر عند الحصول على‬
‫المعلومات وعدم التمادي في البحث عنها ألن ذلك سيكون مكلفا‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وبعد تحليل المعلومات المحصل عليها بكل دقة والتأكد من فعالية المشروع‪ ،‬يقوم صاحب المشروع في‬
‫مرحلة الحقة بالبحث عن مصادر األموال الالزمة من خالل اللجوء إلى مختلف المصادر الممكنة‪.‬‬

‫‪-4‬دراسة الجوانب المالية‪:‬‬

‫يعتبر تمويل المشروع أحد الشروط الهامة النطالق واستم اررية المؤسسة مستقبال‪ ،‬لهذا فمن الضروري‬
‫تحديد مختلف المصادر المالية والتي تتناسب وحاجياتها‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫أ‪ -‬الحاجات من األموال الدائمة‪ :‬وتتكون من‪:‬‬

‫‪ )1‬مصاريف اإلنشاء‪ :‬وتتمثل في أتعاب المستشار القانوني‪ ،‬واصدار الشهادات واألوراق ومصاريف‬
‫اإلشهار األولي‪ ،‬وكل المصاريف األولية بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ )2‬االستثمارات‪ :‬مثل مصاريف إنشاء المحل‪ ،‬ومصاريف اقتناء التجهيزات (آالت‪ ،‬ومعدات النقل‪.)...‬‬

‫‪ )3‬الودائع والكفاءات المدفوعة‪ :‬مثل اإليجار والضمانات المدفوعة‪.‬‬

‫‪ )4‬االحتياجات من رأس المال العامل‪ :‬هي عبارة عن مبلغ من المال يستعمل بشكل دائم من أجل الحيازة‬
‫على المخزون الضروري لكي تمارس المؤسسة نشاطها بشكل عادي‪ ،‬فسوء تقدير احتياجات المؤسسة من‬
‫راس المال العامل يدخل مشاكل على مستوى الخزينة في المدى القصير‪.‬‬

‫ب‪ -‬مصادر التمويل‪:‬‬

‫يمكن التمييز بين قسمين من مصادر التمويل‪:‬‬

‫‪ )1‬األموال الخاصة‪ :‬وتتكون من األموال الشخصية التي يحصل عليها صاحب المشروع من خالل‬
‫عالقاته مع المحيط مثل العائلة واألصدقاء‪ ،‬إضافة إلى مساهمة الشركاء‪ ،‬ويكون هذا الجزء من األموال‬
‫ضروري في مرحلة االنطالق والنمو‪ ،‬وهو أيضا عامل مهم ألن المساهمة الشخصية تترجم ثقة صاحب‬
‫‪254‬‬
‫المشروع في مشروعه‪ ،‬كما تمكنه من الحصول على قرض بسهولة‪.‬‬

‫والمساهمة الخاصة مهمة لكنها غالبا ما تكون غير كافية خاصة في مرحلة النمو‪ ،‬لهذا فسيكون صاحب‬
‫المشروع مجب ار على البحث عن مصادر إضافية من األموال‪.‬‬

‫‪ )2‬التمويل الخارجي‪ :‬لقد ذكرنا بأنه ينبغي على المقاول ضمان حد أدنى من األموال الخاصة من أجل‬
‫انطالق مشروعه‪ ،‬ولكنه في الحقيقة ينبغي أن يقوم بالتحضير لطلب تمويل خارجي‪ ،‬ويتمثل هذا األخير‬

‫‪98‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫في إعطاء الحرية للمقاول في التصرف في سلع حقيقية أو قدرة شرائية نضير وعد بأن نفس السلع أو سلع‬
‫مثيلة ستعاد خالل مهلة محددة‪ ،‬وغالبا ما يكون ذلك مقابل أجر الخدمة والخطر السائد‪ ،255‬وتتوقف قدرة‬
‫‪251‬‬
‫صاحب المشروع على الحصول على أموال خارجية على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬حجم األموال المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -‬المردودية‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على التسديد (تتمثل في قدرة المؤسسة على تسديد ديونها)‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص مختلف مصادر التمويل الخارجية من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول (‪ :)12‬مصادر التمويل الخارجية‬

‫مصادر التمويل‬ ‫شكل التمويل‬

‫‪-‬الدولة (تشجيع إنشاء مؤسسات)‬ ‫مساعدات‬

‫‪ -‬الهيئات المحلية‬

‫قروض دون ضمانات ‪-‬الهيئات المحلية‬

‫‪ -‬شبكات المقاولة‬ ‫وقروض تضامنية‬

‫‪ -‬تنظيمات أخرى مثل صناديق التقاعد‬

‫‪-‬بعض البنوك التجارية والتي عادة ما تمنح قروض مقابل ضمانات ولفترة قصيرة أو‬ ‫قروض بنكية‬
‫متوسطة األجل‬

‫رأس ‪-‬رأس المال المخاطر‪ :‬هو عبارة عن قيام مؤسسات مالية متخصصة بتقديم أموال‬ ‫في‬ ‫مساهمة‬
‫تأتي من المحيط الخارجي لمؤسسات جديدة تحتاج إلى أموال من أجل أن تنمو‪،‬‬ ‫المال‬
‫وهدف مؤسسات رأس المال المخاطر هو المساهمة بجزء من راس المال‪ ،‬وبيع هذه‬
‫المساهمة بقيمة أكبر عندما تكون قيمة المؤسسة أكبر (غالب ما تكون في البورصة)‬

‫متوسطة ‪-‬هيئات القروض المتخصصة‪.‬‬ ‫قروض‬


‫وقصيرة األجل‬

‫‪-‬البنوك‪.‬‬ ‫القرض اإليجاري‬

‫‪ -‬التنظيمات المختصة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وهذه هي أهم مصادر التمويل التي يمكن أن يحصل عليها صاحب المشروع والتي يتوقف االختيار منها‬
‫على حاجاته الفعلية‪ ،‬والتي يجب تبريرها وتوضيحها لتلك المصادر من خالل ما يعرف بمخطط األعمال‪.‬‬

‫ج‪ -‬إعداد مخطط األعمال‪:‬‬

‫مخطط األعمال هو عبارة عن وثيقة تقديرية تحضر من طرف منشئ المؤسسة‪ ،‬والتي تدل بصفة‬
‫تفصيلية على محتوى المشروع واستراتيجية تطويره‪ ،‬والنمو المرتقب لرقم األعمال‪ ،‬والنتائج المستقبلية‬
‫وخاصة حاجات التمويل في األشهر القادمة (رافعة رأس المال الضروري)‪ ،‬أي أن مخطط األعمال يظهر‬
‫الرؤية االقتصادية والمالية للمؤسسة‪ ،‬واعداده بالطريقة الصحيحة يضمن اهتمام وثقة الشركاء‪ ،‬والذين قد‬
‫يكونوا مستثمرين أو مساعدين أو موردين‪.255‬‬

‫ومن أجل إعداد هذا المخطط ال بد من المرور عبر مراحل أساسية تمكن في األخير من تحديد‬
‫المحاور األساسية التي يجب أن يشملها‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬مراحل إعداد مخطط األعمال‬


‫‪ -1‬اعداد مخطط االعمال‪:‬‬
‫هناك تسع مراحل أساسية يجب اتباعها من أجل تحضير مخطط األعمال‪ ،‬والتي يمكن إنجازها في‬
‫الشكل الموالي‪:‬‬

‫شكل (‪ :)11‬مراحل إعداد مخطط األعمال‬

‫معرفة‌الميوالت‬ ‫معرفة‌األسواق‬ ‫تحديد‌كفاءات‌‬


‫المؤسسة‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫تحليل‌الموضوع‌االستراتيجي‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‌‌‌‌‌‌‌اختيار‌إستراتيجية‬ ‫(‪)5‬‬

‫‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌تكميم‌الموارد‬ ‫(‪)1‬‬

‫(‪)5‬‬ ‫(‪)0‬‬
‫دراسة‌إمكانات‌التزود‌بالموارد‬ ‫رغبة‌‬
‫المساهمين‬ ‫(‪)3‬‬
‫‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌مخطط‌األعمال‬

‫من خالل الشكل أعاله يمكن القول أن المراحل من (‪ )22‬إلى (‪ )24‬تعبر عن مراحل للتزود بالمعلومات‬
‫التي تمكن من تحديد وضعية المؤسسة‪ ،‬أما المرحلة الخامسة فتحدد اإلستراتيجية المتبعة والتي سوف‬
‫تكون مؤقتة‪ ،‬ألنها لن تكون فعلية إال بعد دراسة قابلية تنفيذها في المراحل الالحقة‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫أ‪ -‬مكونات مخطط األعمال‪:‬‬

‫من أجل توفير المعلومات الضرورية للمقرضين والشركاء والمستثمرين حول المشروع ينبغي أن يشمل‬
‫مخطط األعمال المحاور التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬ملخص وهدف المخطط‪ :‬ففي هذه الفقرة يجب توضيح بشكل جيد بأن المقاول يريد مباشرة نشاط‬
‫جديد‪ ،‬وأن يقنع الجهات الموجه إليها بصدق هذا المخطط‪ ،‬وأن يشير إلى الحاجات الفعلية لألموال‬
‫ومردودية رأس المال ورقم األعمال التقديري‪ ،‬وان كان من الصعب تحديد هذا األخير بدقة‪.‬‬

‫‪ )2‬مواصفات المؤسسة‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نوع النشاط وما إذا كان يتركز فقط على البيع‪ ،‬أو مقاولة من الباطن‪...‬أو غير ذلك‪ ،‬والصناعة التي‬
‫تنشط فيها‪.‬‬

‫‪ -‬اسم المؤسسة التجاري واسم منتوجها والذي يفضل أن يكون سهل التركيز‪.‬‬

‫‪-‬الموقع الجغرافي والتنافسي الحالي والمستقبلي‪.‬‬

‫‪ -‬الشكل القانوني‪.‬‬

‫‪ -‬المالك والمساهمون‪.‬‬

‫‪ )3‬وصف النشاط‪ :‬ويكون ذلك كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬استخدام الزوج منتوج‪ /‬سوق من أجل تحديد فئة الزبائن الموجه إليها المنتوج‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء األبحاث المتعلقة بالنشاط الحالي‪ ،‬والتي تتم من خالل البحث عن الموردين والمنافسين‬
‫وميوالت السوق المستهدف‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد معايير النجاح ( حصة السوق‪ ،‬أو قيمة الخدمة‪ ،‬أو السعر‪ ،‬أو الجودة‪.)...‬‬

‫‪ -‬التجهيزات المراد الحصول عليها ( جرد كل التجهيزات الضرورية‪ ،‬وتحديد أسعارها‪ ،‬وطريقة‬
‫استعمالها وصيانتها‪.)......‬‬

‫‪ )4‬نتائج دراسة السوق‪ :‬هي حصيلة لما تم التوصل إليه من خالل دراسة السوق‪ ،‬وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقسيم السوق الحالي (منتوج‪ /‬مستهلك‪ ،‬ومنتوج‪ /‬مؤسسة)‪.‬‬

‫‪ -‬المنافسة والمحيط بشكل عام (المنافسين المباشرين‪ ،‬والسياسات االقتصادية‪.)....‬‬

‫‪ -‬الموردين (عددهم‪ ،‬وموقعهم‪ ،‬ونقاط قوتهم وضعفهم‪.)...‬‬

‫‪ -‬قنوات التوزيع ( بيع مباشر‪ ،‬أو بيع بالجملة‪.)...‬‬

‫‪101‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -‬سياسة السعر ( هل هي نفسها بالنسبة للمنافسين أم تختلف عنهم‪ ،‬وهل هو أكثر ارتفاعا نتيجة‬
‫لتميزه عن منتوجات المنافسين‪.)...‬‬

‫‪ -‬إستراتيجية التسويق ( المنتوج‪ ،‬وموقع هذا األخير بالنسبة للعمالء‪ ،‬وسبل ترقيته‪ ،‬ومستوى سعره‬
‫بالنسبة لألهداف المرجوة‪.)...‬‬

‫‪ )5‬تحديد وسائل اإلنتاج‪ :‬وفي هذا الجزء يتم وصف بشكل دقيق مجموع وسائل اإلنتاج وطريقة استغاللها‬
‫فمثال بالنسبة للبنايات يتم ذكر أنواعها ومساحتها‪ ،‬وبالنسبة لآلالت والتجهيزات يتم تحضير قائمة تشملها‬
‫كلها وتوضح طريقة تركيبها واألعطاب والصعوبات التي قد تظهر عند استعمالها‪ ،‬إضافة نمط التخزين‬
‫وقدراته‪ ،‬كما يتم شرح طرق العمل‪ ،‬وطرق سير كل وحدة من وحدات اإلنتاج‪ ،‬وكيفية إطالق الطلبيات‪،‬‬
‫وتحديد مخطط اإلنتاج الزمني يتم إعداده من خالل مخطط غانت " ‪ " Gantt‬الذي يسمح بتمثيل أنشطة‬
‫‪253‬‬
‫المؤسسة عن طريق أعمدة وبيانات‪ ،‬فيقسم المنتوج إلى مراحل تسمح بتحديد تواريخ تطوير المنتوج‪.‬‬

‫‪ )1‬المعطيات المالية‪ :‬تكون العناصر المالية لب مخطط األعمال‪ ،‬وتشمل بذلك العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحاجات المالية التي تمكن من االنطالق في العملية اإلنتاجية والتجارية‪.‬‬

‫‪ -‬المردودية المتوقعة‪.‬‬

‫‪ -‬رقم أعمال وحسابات النتائج التوقعي على مدى الثالث أو خمس سنوات القادمة‪.‬‬

‫‪ -‬الميزانية االفتتاحية الشاملة والمفضلة لألصول والخصوم والتي تتضمن كل التكاليف المتعلقة‬
‫بالموارد البشرية‪ ،‬والتراخيص‪ ،‬واإلشهار‪....‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬التدفقات النقدية المتوقعة والتي تمكن من حساب القدرة على التمويل الذاتي‪.‬‬

‫‪ )1‬إدارة الموارد البشرية‪ :‬ويتم فيها وصف الوظائف من خالل إعداد البطاقات الوظيفية‪ ،‬وتحديد العالقة‬
‫بينها‪ ،‬وطرق حل الصراعات الناتجة‪ ،‬والترتيب السلمي للوظائف إن وجد‪ ،‬كما يتم توضيح طرق اتخاذ‬
‫الق اررات على مستوى مختلف مراكز المسؤولية‪ ،‬واالختصاصات الواجب توفرها‪ ،‬وبرامج التكوين الداخلية‬
‫والخارجية المدعمة لها إن وجدت ضرورة لذلك‪.‬‬

‫‪ )8‬االستراتيجيات‪:‬من المعروف أن اإلدارة االستراتيجية تعبر عن جملة متجانسة من الدراسات والتحاليل‬


‫والق اررات التي تصاغ في شكل مخطط إستراتيجي يضمن بقاء ونمو المؤسسة‪ ،‬لهذا ينبغي أن يشمل هذا‬
‫المخطط العناصر التالية‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫* األهداف‪ :‬وهنا تحدد مهمة المؤسسة التي تعبر عن غرض أو مبرر وجودها‪202 ،‬وعادة ما يعود ذلك إلى‬
‫صفتها كمواطن‪ ،‬ومساهمتها في األهداف العامة خاصة على المستوى الوطني (معدل النمو والتشغيل‪،‬‬
‫‪202‬‬
‫والمنافسة الوطنية‪ )...‬إضافة إلى تحديد الرؤية المستقبلية للعالم بمجرد وصول المشروع‪.‬‬

‫* نوع اإلستراتيجيات المتبعة‪ :‬واألمر يتعلق باختيار إستراتيجية من بين العديد من اإلستراتيجيات والتي‬
‫تتالءم مع وضعية المؤسسة‪ ،‬ومن بينها نجد إستراتيجية التركيز‪ ،‬والتنويع‪ ،‬والقيادة بالتكلفة‬
‫‪200‬‬
‫والتمايز‪...‬إلخ‪.‬‬

‫* طرق تحقيق اإلستراتيجيات‪ :‬فالوصول إلى أي إستراتيجية يتطلب اإلمكانيات والبحوثوالعالقات الالزمة‬
‫لذلك‪.‬‬

‫‪ )9‬األخطار‪ :‬ونسجل هنا نمطين مهمين من األخطار‪:‬‬

‫‪ -‬األخطار التي تنجم عن عدم األكادة والتي تنتج بدورها بسبب انعدام المعلومات‪ ،‬ولتجنبهايجب‬
‫توفير أكبر قدر ممكن من المعلومات الضرورية‪.‬‬

‫‪ -‬األخطار الناتجة عن عدم القدرة على االستمرار‪ ،‬وهذا ما يفرض القيام بالتخطيط المستمر‪.‬‬

‫وبالتالي إعداد مخطط األعمال بشكل جيد سوف يضمن الحصول على الموارد المالية والتقنية الالزمة من‬
‫أجل البدء في ممارسة النشاط‪ ،‬وهذه الموارد قد تسمح بشكل أو بآخر بتحديد الشكل القانوني للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد الجوانب القانونية للمؤسسة‪:‬‬

‫سنحاول في هذا العنصر القيام بدراسة األشكال القانونية للمؤسسة‪ ،‬والضرائب والحقوق الجبائية‬
‫الناتجة‪ ،‬والتي تخضع لها المؤسسة منذ نشأتها والى غاية حلها‪.‬‬

‫أ‪ -‬حقوق التسجيل المرتبطة بهيكل المؤسسة‪:‬‬

‫يتميز عقد الشركة عن غيره من العقود بأنه يتولد عنه كيان له ذمة مالية مستقلة‪ ،‬ويعرف هذا الكائن‬
‫بالشخص المعنوي‪ ،‬حيث أن عملية إنشاء أو تعديل أو حل الشركة يجعل هذه األخيرة تخضع إلى حقوق‬
‫نوجزها في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫جدول (‪ :)13‬االلتزامات الناتجة عن إنشاء أو تعديل أو حل الشركة‬

‫الضرائب والرسوم الناتجة‬ ‫مراحل حياة المؤسسة‬

‫يحصل الشريك على حقوق اجتماعية مقابل تقديمه لجزء من رأس المال مثل االستفادة‬ ‫الحصص‬
‫من عدد من األسهم أو جزء من األرباح مقابل تحمل بعض األخطار‪ ،‬وتخضع هذه‬
‫الخالصة و‬ ‫مرحلة‬
‫الحصص إلى معدل تسجيل يقدر ب‪ %2‬من المبلغ الكلي الممنوح‪.‬‬
‫البسيطة‬ ‫اإلنشاء‬

‫الحصص لقاء الشريك هنا ال يحصل على حقوق اجتماعية ولن يتحمل أي أخطار حيث يتم‬
‫مكافأته بشكل فوري‪ ،‬أو تتعهد الشركة بتحميل الديون الخاصة به‪ ،‬أو أن يصبح‬ ‫عوض‬
‫حامل سندات مصدرة من الحكومة‪ ،‬وقد يكون ذلك في شكل‪:‬‬

‫‪-‬تنازل عن العقارات‪ :‬وينتج عنه تسديد إشهار عقاري بنسبة ‪ %0‬وحقوق تسجيل‬
‫بنسبة ‪.%0‬‬

‫‪ -‬محل تجاري‪ :‬ينتج عنه رسم تحويل الملكية بمعدل ‪ %0‬أما البضائع الجديدة‬
‫فمعدلها ‪.%3‬‬

‫رأس ‪-‬في حالة إصدار أسهم جديدة لالكتتاب أو سندات فإنها تخضع لنفس القواعد‬ ‫زيادة‬
‫المطبقة في مجال إنشاء الشركات التي تمت اإلشارة إليها سابقا‪.‬‬ ‫المال‬

‫‪ -‬في حالة زيادة رأس المال عن طريق األرباح غير الموزعة‪ ،‬فيجب أن تخضع‬ ‫تعديالت‬
‫إلى معدل ‪.%2‬‬ ‫عقد‬ ‫في‬
‫الشركة‬
‫تخفيض رأس عندما تخفض المؤسسة من رأس مالها من أجل امتصاص الخسائر تخضع لحق‬
‫ثابت يقدر ب‪522‬دج‪ ،‬أما إذا كان سبب التخفيض هو االرتفاع الكبير في رأس‬ ‫المال‬
‫المال فتخضع إلى معدل يقدر ب‪ %0‬من المبلغ المخصص‪.‬‬

‫الشكل ‪-‬بقاء الشخص المعنوي نتيجة لتغيير الشكل القانوني ينجر عنه دفع مبلغ‬ ‫تغيير‬
‫‪522‬دج‪.‬‬ ‫القانوني‬

‫‪ -‬ظهور شخص معنوي ينجر عنه تطبيق رسوم إنشاء شركة جديدة المذكورة‬
‫سابقا‪.‬‬

‫‪ -‬تمديد عقد الشركة قبل انتهاء فترة حيلتها ينجر عنه دفع ‪ %3‬من صافي‬
‫المركز المالي لها‪ ،‬وفي حالة التمديد بعد انتهائها تدفع الرسوم مثلما لو كانت‬
‫جديدة‪.‬‬

‫تخضع عملية حل الشركة إلى حقوق ثابتة تقدر ب ‪3222‬دج‪.‬‬ ‫حل الشركة‬

‫‪104‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪-3‬المخاطر المتعلقة بالمقاول‪:‬‬

‫يلعب المقاول دو ار محوريا داخل المؤسسة الصغيرة‪ ،‬وهو اليهدف إلى تعظيم الثروة وتحقيق أكبر‬
‫مردودية فقط مثلما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الكبيرة‪ ،‬بل له أهدافغير مادية مثل المحافظة على‬
‫استقاللية وضمان العمل‪ ،‬أو أن يكون معروفا على مستوى وسطه‪.‬‬

‫ولهذا فالرغبة في النمو قد تفتح المجال لمجيء شركاء خارجين (مساهمين أو مقرضين) وهذا ما يحد‬
‫من قدرته على المراقبة والتأثير على المردودية والسيولة وعائد رؤوس األموال المستثمرة‪ ،‬والعكس ففي‬
‫حالة التخوف من ظهور هذه اآلثار السيئة الناتجة عن جذب شركاء قد يكتفي بالبقاء في الوسط الذي‬
‫تنشأ فيه فقط وهذا أيضا قد يشكل خط ار بالنسبة له يتمثل في عدم القدرة على البقاء واالستم ارر‪ .‬ومن‬
‫جهة أخرى يرتبط الخطر بالمواصفات الشخصية للمبادر في حد ذاته‪ ،‬وموقفه تجاه الخطر‪ ،203‬وكذلك في‬
‫أنه غالبا ما يكون الشخص الوحيد الذي يطلع بمسؤولية المهام مثل اإلنتاج واإلدارة والتمويل والتسويق‪،‬‬
‫‪204‬‬
‫وهي عمليات تتوزع في المؤسسات الكبيرة على عدة أشخاص‪.‬‬

‫المخاطر المالية‬

‫يرتبط الخطر المالي بهيكل التمويل الذي اختارته المؤسسة وهوية وأصل الشركاء الحاليين وعقود‬
‫التمويل (المستحقات والشروط الناتجة)‪ ،‬والقدرة على االستدانة‪ ،‬والقدرة على إعادة استثمار األمالك‬
‫الحالية‪.‬‬

‫‪ )1‬هيكل التمويل‪ :‬يرتبط هيكل التمويلبتقسيم موارد المؤسسة المالية بين مختلف المصادر المتاحة والتي‬
‫تتطلب تكاليف ثابتة (فوائد‪،‬وتوزيعات تسديد رأس المال)‪ ،‬فكلما كانت التكاليف الثابتة كبيرة كلما ارتفع‬
‫الخطر المالي‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى إضعاف قدرة المؤسسة على مقاومة المشاكل والصعوبات الطارئة‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى كلما كان الهيكل المالي متكون من األموال الخاصة كلما كان الخطر المالي ضعيف وهذا ما‬
‫يزيد من قدرتها االفتراضية‪.‬‬

‫وعموما تمثل الفوائد أعباء ثابتة يستوجب سدادها بغض النظر عن نتيجة األعمال التي يحققها‬
‫المشروع‪ ،‬كما أن أصل القرض له تاريخ سداد معين مما يتطلب عناية بها من طرف إدارة المؤسسة دون‬
‫‪205‬‬
‫أن يؤدي إلى مشاكل متعلقة بالسيولة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ )2‬الشركاء الماليون‪ :‬إن ظهور الشركاء الماليين مثل مؤسسات رأس المال المخاطر‪ ،‬والتنظيمات‬
‫الحكومية قد تخفض من بعض المخاطر المالية التي تواجه المؤسسات الصغيرة من خالل تأثيرها على‬
‫تسيير المؤسسة‪ ،‬ودعمها المستمر للمؤسسات التي تقترب من حالة الفشل‪.‬‬

‫‪ )3‬عقود التمويل‪ :‬كثي ار ما يظهر الخطر المالي للمؤسسة نتيجة لبعض الشروط المتعاقد عليها خالل‬
‫العملية التمويلية‪ ،‬والتي قد تقيد وتحد من توسع المؤسسة ونموها‪ ،‬إضافة إلى الخطر الناتج عن منح‬
‫الضمانات وال سيما بالنسبة للمشاريع التي تقوم على أساس االبتكار‪ ،‬حيث كثي ار ما يصعب تقييم‬
‫الضمانات الصادرة عن األصول المعنوية غير الملموسة‪.‬‬

‫تعرف إذن المؤسسة اليوم على أنها مجموعة أنظمة نشطة تعمل على التنسيق بين مختلف األفراد‬
‫والمعلومات والمصالح والمهارات المختلفة‪ ،‬وتهدف إلى تجنيد الموارد والتنسيق بين مختلف الجهود من‬
‫أجل تسهيل بقائها‪ ،‬والذي لن يتم إال بوجود عدة وظائف تخول لها لك‪ ،‬رغم تعدد أشكالها وأحجامها‪.‬‬

‫وتعتبر المؤسسة إذن ثمرة تفكير جدي ومسار طويل يمر من خالله الشخص المقاول بدراسة إلمكاناته‬
‫التي تؤهله ألن يجد فكرة‪ ،‬فيصبح بذلك صاحب فكرة‪.‬‬

‫وايجاد فكرة أمر يفرض عليه دراسة مكثفة ودقيقة للسوق ومصادر التمويل ومعرفة ولو بسيطة للجوانب‬
‫القانونية ألن يصبح صاحب مشروع‪ ،‬وبعدها يقوم بتحويل ذلك المشروع إلى مؤسسة حقيقية تنطلق فيما‬
‫بعد في أداء نشاطها‪ ،‬ثم البحث من بين الخيارات االستراتيجية المتواجدة عن األنسب منها في ظل‬
‫المحيط السائد‪ ،‬والتمكن من تجاوز كل المخاطر التي تحيط به‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫لقد تباين الموقع الذي احتلته المقاوالتية خالل مختلف المراحل التي مرت بها‪ ،‬فلم تحظى باالهتمام‬
‫الكبير من طرف الباحثين بسبب اتجاه أنظارهم نحو المسير وظهور المؤسسات الكبيرة‪ ،‬واألزمة‬
‫االقتصادية التي واجهتها المؤسسات الكبيرة ابتداء من منتصف السبعينيات عاد المقاول ليظهر على‬
‫الساحة االقتصادية بعد االقتناع أخي ار بضرورة تشجيع عملية إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬كحل‬
‫يمكن االعتماد عليه للتخفيف من االنعكاسات السلبية لهذه األزمة‪.‬‬

‫وبعودة المقاول إلى الواجهة عاد الباحثون لطرح مختلف الدراسات التي تناولت المقاوالتية‪ ،‬دراسات‬
‫انحصرت معظمها ولفترة طويلة من الزمن في العديد من المحاوالت لتعريف المقاول انطالقا من وظائفها‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫ونظ ار لعجز مختلف المقاربات على توضيح مفهوم المقاوالتية تفطن الباحثون في آخر المطاف إلى‬
‫ضرورة االنتقال من التركيز على المقاول إلى التركيز على ما يحدث فعال في المقاوالتية‪ ،‬مما ساهم في‬
‫إزالة الكثير من الغموض الذي كان يلف الظاهرة وسمح بإخراجها من مجاالت ضيقة ومحدودة إلى مجال‬
‫شامل لمختلف المقاربات‪.‬‬

‫‪107‬‬
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

:‫التهميش‬
Isabelle Djanou, L’entrepreneuriat : un champ fertile à la recherche )1
de son unité, revue française de gestion, vol 28, n 138, avril /juin 2002, p
‌ 110.
Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis, La légende de l’entrepreneur, )2
Edition la découverte & Syros, Paris, 1999, p 23.
-Ibid, p 18. )3
Brahim Allali, vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de )4
recherche L’ISCAE, n17, Maroc, p 3.
Azzedine Tounés, L’intention entrepreneurial, thèse doctorat, faculté de
droit, des SC économiques et de gestion, université de Rouen, France,
2003, p 71.
Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis, Op. cit, p 26. )5
‌ Ibid, pp 28,29 )6
Robert Wtterwulghe, La PME une entreprise humaine, De Boeck - )7
Université, Paris, 1998, p41.
‌ Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis Op. cite, p 30.- )8
Khaled Bouabdallah et AbdellaZouache, Entrepreneuriat et - )9
développement économique, les cahiers du CREAD, Alger, n73, 2005,
pp 16,17.
Ibid, p11. )01
Azzedine Tounés, Op. Cit, p33. )00
‌ Issabelledjanou, Op, cit. p112. )11
‌ Robert Witterwulghe, Op. cit, p46. )11
Alain Fayolle, Introduction à l’entrepreneuriat, Dunod, Paris, )14
2005, pp 12,13.
Robert Wtterwulghe, Op. cit, p 42. )05
Alain Fayolle, Op. cit., p14. )01
Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Dunod, Paris, 2004, p 29. )07
Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Les compétences )01
entrepreneurials. Définition et construction d’un référentiel,
communication au séminaire l’internationalisation des PME et ses

108
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

conséquences sur les stratégies entrepreneuriales, Haute école de gestion


Fribourg, Suisse, 25, 26, 27, october 2006, p3.
Thierry Verstraete et Alain Fayolle, Paradigme et )11
‌ entrepreneuriat, Revue de l’entrepreneuriat, vol 4, n1, 2005, p37.
Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Op. cit., p29. )21
Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Op. cit., p3. )20
Karim Messeghem, L’entrepreneuriat en quête de paradigme : )11
apport de l’école autrichienne, le congrés international francophone en
entrepreneurial et PME, L’internationalisation des PME et ses
conséquences sur les stratégies entrepreneurials, Haute école de gestion
‌ Fribourg, suisse, 25-27 octobre, 2006, p5.
Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Op. cit., p29. )23
Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Op. cit., p3. )22
Karim Messeghem, L’entrepreneuriat en quête de paradigme : )12
apport de l’école autrichienne, le congrés international francophone en
entrepreneurial et PME, L’internationalisation des PME et ses
conséquences sur les stratégies entrepreneurials, Haute école de gestion
‌ Fribourg, suisse, 25-27 octobre, 2006, p5.
Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Op. cit., pp29, 30. )21
Ibid, p30. )27
‌ Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Op. cit, p 3. )18
‫ مداخلة في الملتقى‬،‫ الريادة واإلبداع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬،‫زايد مراد‬ )03
‫ جامعة محمد‬،‫ كلية علوم التسيير واالقتصاد‬،‫ التكوين وفرص األعمال‬:‫الوطني حول المقاوالتية‬
.25 ‫ ص‬،0222 ‫ أفريل‬20/25/21 :‫ أيام‬،‫ الجزائر‬،‫خيضر بسكرة‬

‫ كلية علوم‬،‫ مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬،‫ ثقافة المؤسسة والتغيير‬،‫سليمة سالم‬ )32
.22 :‫ ص‬،0224-0223 ‫ سنة‬،‫ جامعة الجزائر‬،‫االقتصاد والتسيير‬
‫ مداخلة في الملتقى‬،‫ هل هي قضية ثقافية؟‬:‫ إنشاء مؤسسة والمقاوالتية‬،‫يحياوي مفيدة‬ )32
‫ جامعة محمد‬،‫ كلية علوم االقتصاد والتسيير‬،‫ التكوين وفرص العمل‬،‫ المقاوالتية‬:‫الدولي حول‬
.22 :‫ ص‬،0222 ‫ أفريل‬20/25/21 :‫ أيام‬،‫ الجزائر‬،‫خيضر بسكرة‬

109
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫بلقاسم ماضي‪ ،‬عبير حقيقي‪ ،‬ثقافة المؤسسة والمقاوالتية‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الدولي‬ ‫‪)30‬‬
‫األول حول المقاوالتية‪ :‬التكوين وفرص األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ 0/5/1 ،‬أفريل ‪،0222‬‬
‫ص‪.25 :‬‬
‫‪Catherine Leger-Janion, Le profile du créateur d’entreprise,‬‬ ‫‪)33‬‬
‫‪Edition L’Harmattan, canada, 1997, p 91.‬‬
‫‪Anne-Françoise Lambert, Jean Donnay et autres, Réalisation d’une‬‬ ‫‪)32‬‬
‫‪boite a outils pédagogique qui contribuent au développement de‬‬
‫‪l’esprit d’entreprendre à l’attention des enseignants et étudiants de‬‬
‫‪l’enseignement secondaire, Mai, 2005, p16. Sur le site :‬‬
‫‪www.freefondation.be (25/12/2010).‬‬
‫مجدي عوض مبارك‪ ،‬الريادة في األعمال‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪،0223 ،‬‬ ‫‪)35‬‬
‫ص ‪.203‬‬
‫نفس المرجع السابق‪،‬ص ‪.232‬‬ ‫‪)31‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.032‬‬ ‫‪)35‬‬

‫خذري توفيق‪ ،‬حسين الطاهر‪ ،‬المقاولة كخيار فعاللنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪)30‬‬
‫الجزائرية‪ :‬المسارات والمحددات‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول واقع النظام المحاسبي‬
‫المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،‬الجزائر‪ ،0223 ،‬ص‪.4‬‬
‫حمزة لفقير‪ ،‬تقييم البرامج التكوينية لدعم المقاولة‪ ،‬مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات‬ ‫‪)33‬‬
‫نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير تخصص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬جامعة‬
‫بومرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،0223 ،‬ص ‪.21‬‬
‫عمر عالء الدين زيداني‪ ،‬ريادة األعمال القوة الدافعة لالقتصاديات الوطنية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪)42‬‬
‫مصر‪ ،0220 ،‬ص‪.30 :‬‬

‫كمال مرداوي‪ ،‬كمال زموري‪ ،‬االبتكار كعنصر أساسي لنجاح سيرورة المقاوالتية في ظل‬ ‫‪)42‬‬
‫رهانات اقتصاد السوق‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني حول المقاوالتية‪ :‬التكوين وفرص األعمال‪،‬‬
‫كلية علوم التسيير واالقتصاد‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أيام‪20/25 /21 :‬‬
‫أفريل‪ ،0222‬ص‪.25 :‬‬

‫‪110‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫بالل خلف السكارنة‪ ،‬الريادة وادارة منظمات األعمال‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)40‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪ ،0220 ،‬ص‪.02 :‬‬
‫توفيق خذري‪ ،‬حسين الطاهر‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪)43‬‬
‫وفاء رايس‪ ،‬دور التكوين في تنمية الحس المقاوالتي‪ ،‬مداخلة ضمن ملتقى حول‬ ‫‪)44‬‬
‫المقاوالتية وفرص األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ 20/25/21 ،‬أفريل ‪ ،0222‬ص ‪.22‬‬
‫صندرة سايبي‪ ،‬سيرورة إنشاء المؤسسة وأساليب المرافقة‪ ،‬دار المقاوالتية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪)45‬‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.3 ،0‬‬

‫فايزة جمعة صالح النجار‪ ،‬عبد الستار محمد العلي‪ ،‬الريادة وادارة األعمال الصغيرة‪ ،‬دار‬ ‫‪)41‬‬
‫الحامد‪ ،‬عمان‪ ،0221 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‌‬

‫لفقير حمزة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.05‬‬ ‫‪)45‬‬


‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬ ‫‪)40‬‬

‫مجدي عوض مبارك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪)43‬‬


‫قاسم نايف علوان المحياوي‪ ،‬إدارة الجودة في الخدمات‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)52‬‬
‫عمان‪ ،0221 ،‬ص ‪.15‬‬
‫محمد خثيري‪ ،‬إبراهيم زروقي‪ ،‬المقاول بين التغيير واإلبداع بالمؤسسة‪ ،‬مداخلة ضمن‬ ‫‪)52‬‬
‫الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬جامعة مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،0225 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪WWW.ibda3.MABLOG.COM‬تم اإلطالع عليه يوم ‪.0223/20/22‬‬ ‫‪)50‬‬

‫زيد منير عبوي‪ ،‬االتجاهات الحديثة في المنظمات اإلدارية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)53‬‬
‫عمان‪ ،0221 ،‬ص ‪.02‬‬
‫محمد خثيري‪ ،‬إبراهيم زروقي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.23 ،‬‬ ‫‪)54‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪)55‬‬

‫شعيب بونوة‪ ،‬سعاد بوزيدي‪ ،‬المقاولة والتنمية االقتصادية حالة المؤسسات الصغيرة‬ ‫‪)51‬‬
‫والمتوسطة‪ ،‬مداخلة ضمن الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬خميس مليانة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0225 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪111‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪)55‬‬


‫صالح عبد القادر النعيمي‪ ،‬المدير القائد والمفكر االستراتيجي فن ومهارات التفاعل مع‬ ‫‪)50‬‬
‫اآلخرين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬اإلثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0220 ،‬ص ‪.03‬‬

‫صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬طاهر محسن منصور الغالبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬ ‫‪)53‬‬
‫‪.35 ،31‬‬
‫صالح الدين عبد الباقي‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ :‬مدخل تطبيقي معاصر‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪)66‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،0223 ،‬ص ‪‌ .042‬‬
‫ظاهرة كاللدة‪ ،‬القيادة اإلدارية‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪ ،2335 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪)12‬‬
‫طارق عبد الحميد البدري‪ ،‬أساسيات علمإدارة القيادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،0220 ،‬ص‬ ‫‪)61‬‬
‫‪.243‬‬

‫صالح عبد القادر النعيمي‪ ،‬مرجع سيق ذكره‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪)13‬‬
‫بالل خلف سكارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪)14‬‬
‫ماجدة عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ماجدة العطية‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫‪)62‬‬
‫دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0220 ،‬ص‪.03 :‬‬
‫آيت عيسى عيسى‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – آفاق وقيود‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)66‬‬
‫اقتصاديات شمال أفريقيا‪ ،‬العدد السادس‪،0223،‬ص ‪.055‬‬

‫عبد الرزاق خليل‪ ،‬عادل نقموش‪ ،‬دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق‬ ‫‪)15‬‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬مداخلة في الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬معهد‬
‫علوم االقتصاد والتسيير‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪ ،0225 ،‬ص‪.23 :‬‬
‫‪http :www.blog.saeeed.com/2011/03/contribution-petite-et-‬‬ ‫‪)68‬‬
‫)‪moyenne-entreprise-developpement-economique/,(20/06/2015‬‬

‫ناصر مراد‪ ،‬دور ومكانة المقاول في التنمية االقتصادية في الجزائر‪ ،‬الندوة الدولية جول‬ ‫‪)13‬‬
‫المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬خميس مليانة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0225 ،‬ص‪.021 :‬‬
‫نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.025 :‬‬ ‫‪)06‬‬

‫‪112‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫عبد الرزاق خليل‪ ،‬عادل نقموش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24 :‬‬ ‫‪)52‬‬
‫)‪http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=2325,(20/06/2015‬‬ ‫‪)72‬‬
‫ناصر مراد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.020 :‬‬ ‫‪)01‬‬

‫يوسف بودلة‪ ،‬عبد الحق بن تفات‪ ،‬دور المقاولة المصغرة في التنمية االقتصادية‬ ‫‪)54‬‬
‫استرتيجيات تنظيم‬
‫ا‬ ‫واالجتماعية والتحديات التي تواجهها‪ ،‬مداخلة في الملتقى الدولي حول‪:‬‬
‫ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬يومي ‪ 20‬و‪ 23‬أفريل‬
‫‪ ،0220‬ص‪.25 :‬‬
‫ناصر مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.020 :‬‬ ‫‪)02‬‬
‫نتائج بحث اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية الممارسات الجيدة‪ ،‬نحو ثقافة للريادة في‬ ‫‪)51‬‬
‫القرن الواحد والعشرون تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في المدارس الثانوية‪،‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬الطبعة العربية ‪،0222‬‬
‫ص‪.35:‬‬

‫مجدي عوض مبارك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪)55‬‬


‫‪ROBERT D HISRICH and MICHEL P. PETERS and Deam A.‬‬ ‫‪)08‬‬
‫‪Shepherd, ENTREPRENEURSHIP, op cite, p07.‬‬
‫‪1Op cite, p6.‬‬ ‫‪)79‬‬
‫ماركو بولو ‪ :Marco Polo‬تاجر ورحالة ومستكشف إيطالي من البندقية‪ ،‬ولد سنة‬ ‫‪)11‬‬
‫‪ 2054‬ومات سنة ‪ ،2304‬كان من أوائل اللذين وصلوا إلى الصين هو وأبوه نيكولو وعمه مافيو‬
‫عن طريق الحرير‪ ،‬وقد قابل اإلمبراطور قوبالي خان حفيد جنكيز خان‪ ،‬وبقي في الصين ‪02‬‬
‫سنة‪ ،‬وفي طريق الرجوع ألف كتابا عن الثروات التي في الصين وعن الطرق واألماكن التي مر‬
‫الموسوعة‬ ‫ويكيبيديا‬ ‫بلدان‪،‬‬ ‫بسبعة‬ ‫مر‬ ‫حيث‬ ‫الصين‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫رحلته‬ ‫في‬ ‫بها‬
‫‪https://ar.wikipedia.‬‬ ‫الحرة‬
‫‪Org /wiki /%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9%88-‬‬
‫‪ %D8%A8%D9%88%D9%84%D9%84%D9%8‬أطلع عليه يوم‪.2101 /10/12 :‬‬

‫تترجم كلمة ‪Entrepreneur‬للغة العربية بكلمة مقاول أو رائد (يستخدمها المشارقة)‪،‬‬ ‫‪)02‬‬
‫وقد ورد في لسان العرب‪ :‬رود‪ ،‬الرود أي مصدر الفعل رائد والرائد‪ :‬الذي يرسل في التماس‬
‫النجعة وطلب الكأل‪ ،‬والجمع رواد مثل ازئر زوار‪ ،‬وأصل الرائد الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكأل‬

‫‪113‬‬
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

‫ والمعنى واحد أي‬،‫ بعثنا رائدا يرود لنا الكأل والمنزل ويرتاد‬:‫ وقد قالت العرب‬،‫ومساقط الغيث‬
.‫ينظر ويطلب ويختار أفضله والرائد ال يكذب أهله‬
Jack Zimmerman, op cite, p 19. )12
Sophie BOUTILLIER et Dimitri UZUNIDIS, L’entrepreneur : )13
une analyse socio-économique, édition d’économica, Paris, 1995, p 08.

‌ .02 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫مجدي عوض مبارك‬ )84


Sophie BOUTILLIER et Dimitri UZUNIDIS, op cite, p 15. )15
Alain FAYOLL et Azzedine TOUNES, L’odyssée d’un concept et )11
les multiples figures de l’entrepreneur, Problèmes économique, N°
2.918, février 2007, pp19- 22.
Marie – Claude ESPOSITO et Christine ZUMELLO, )80
L’entrepreneur et la dynamique, éditions ECONOMICA, Paris 2003,
‌ pp 20- 28.

‫ وتم إغالقه سنة‬2352 ‫نفسه حتى وفاته سنة‬Schumpeter ‫هو المركز الذي عمل به‬ )00
.2353
Jack Zimmerman, op cite, p 28. )19
1 Ibid. )91
Jack Zimmerman, op cite, p29. )90
Azzedine Tounes, l’intention entrepreneurial : Une recherche )92
comparative entre des étudiant des formation en entrepreneuriat (bac+5)
et des étudiants en DESS, op, cite, p30.
METAICHE fatima, op cite, p28. )11
David Deakins and Mark Freel, Entrepreneurship and )14
‌ smallfirms, 4thedition, McGraw-hill Education, london, 2006, p 09.
Jack Zimmerman, op cite, p 30. )95
‌ David Deakins and Mark Freel, op cite, p 10. )16
J.P. Ulhøi, The social dimensions of entrepreneurship, )10
Technovation, 25 (2005), pp 939 – 946.
Zineb AOUNI, Bernard Surlemont, le processus d’acquisition des )18
compétences entrepreneuriales : une approche cognitive, le
5emecongres international de l’entrepreneuriat,l’académie de
‌ l’entrepreneurait et de l’innovation, France, 2007.

114
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

William B Gartner, Whois an enterpreneur ? is the wrong )99


question ?, American Journal of Small Business , 1989, Vol , 12, N°4, p.
11 – 32.
Zineb AOUNI, Bernard Surlemont, op cite. )011
Shane, &Venktaraman,The Promise of Enterpreneurship as a )161
Field of Research, The Academy of Management Review,2000
‌ Vol.25,N°1, P-P 217 – 226.
Cassandra Denise Crute, Leadingenterpreneurially : )012
Understanding how communitycollege leaders identifywith and relate
to entrepreneurial leadership, PhDtheses,College of Education
atMercerUniversity, Atlanta, 2010, p 31.

.23 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫مجدي عوض مبارك‬ )223



MARK CASSON, L’entrepreneur, édition d’ecocomica, Paris, )012
1991, p 21.
Jack Zimmerman, op cite, p 19. )015
‌ Sophie BOUTILLIER et Dimitri UZUNIDS, op cite, p 08. )166
Ibid. )160
Marie- Claude ESPOSITO et Christine ZUMELLO,op cite, p 14. )011
ROBERT D HISRICH et MICHEL P. PETERS, )019
ENTREPRENEURSHIP : lancer, élaborer et gérer une entrprise OP
cite, p 07.
Drucker peter, les entrepreneurs, traduit de l’américain par )001
hoffiman Patrice, éditions Jean- Claude lattes, 1985, p 53.
François FCCAHINI, L’entrepreneur comme un homme )000
prudent, la Revue des Sciences de gestion, N°226 – 227 juillet-octobre
2007, p 29.
Schumpeter J, capitalisme, sosiolisme et démocratie, petite )002
bibliothéque Payot, paris, 1967, p 186.
.40 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫حياة مراح‬ )223
Sophie BOUTILLIER et Dimitri UZUNIDIS, op cite, p 26-28. )002
Alain FAYOMME, le métier de créateur d’entreprise, op cite, )005
p60.

115
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

،2333 ،‫ كندا‬،‫ المركز الكندي للتنمية البشرية‬،‫ المفاتيح العشرة للنجاح‬،‫إبراهيم الفقي‬ )221
.30 ‫ص‬

Alain FAYLLE, op cite, pp 60, 61. )007


Robert KemepadeMoruku, Entrepreneursip and Performance An )001
AntitheticalView of Mcclelland’sIdeological “Need for Achievement“,
DBA Africa Management Review 2012, Vol 2No 3, pp 1-24.
‫ ويستند في هذه النظرية على أن‬، Abraham Maslaw‫نظرية تدرج الحاجات لماسلو‬ )223
‫هناك مجموعة من الحاجات التي يشعر بها الفرد وتعمل كمحرك للسلوك حيث أن هذه الحاجات‬
‫ ويتم ترتيبها بشكل هرمي يبدأ بالحاجات األساسية والفيسيولوجية وينتقل إلى‬،‫تأتي بشكل تدريجي‬
‫ ويقوم‬،‫أعلى عبر حاجات األمان والحاجات االجتماعية وحاجات التقدير وحاجات تحقيق الذات‬
‫ وكلما اشبع‬،‫الفرد بإشباع حاجاته بشكل تدريجي حيث يبدأ بإشباع الحاجات في قاعدة الهرم‬
‫ كما أن الحاجات الغير مشبعة‬،‫حاجاته انتقل إلى الحاجة التي تليها إلى أن يصل إلى قمة الهرم‬
‫ أو التي يعاني الفرد من صعوبة في إشباعها قد تؤدي إلى إحباط وتوتر حاد قد‬،‫لمدة طويلة‬
،‫ الدار الجامعية‬،‫ مدخل بناء المهارات‬:‫ السلوك التنظيمي‬،‫ أحمد ماهر‬،‫يسبب آالما نفسية‬
.240 ‫ ص‬،0223 ،‫اإلسكندرية‬
Alain FAYLLE, op cite, p 63. )021
Monaughan ,Sheryl Elaine. Capturing the entrepreneurial )020
spirit :Astudy to indentify the personalitycharacterisctis of
entrepreneur, PhDtheses, CaliforniaSchool of ProfessionlPsychology los
Angeles, USA, 2000, p 29.
Hao Zhao, Scott E. Seibert, The Big Five Personality Dimensions )111
and Entrepreneurial Status : A Meta-AnalyticalReview, Journal of
‌ Applied Psychology,Vol.2,2006,p-p 259-271.
.35 ‫ ص‬،2332 ،‫ بيروت‬،‫ دار الفكر‬،‫ المسلم في عالم االقتصاد‬،‫مالك بن نبي‬ )203
Tarja Römer-Paakkanen, The Role OF FAMILY )022
BACKGROUND, EDUCATION AND HOBBES IN STUDENT
PROCESSES OF BECOMING ENTREPRENEURS, HAAGA-
HELIA University of Applied Sciences, HAAGA-HELIA Publication
Series, 2009, p13.
Michel Coster, Entrepreneuriat, Pearson Education, France, )112
‌ 2009, p02 .

116
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

Alain FAYLLE, op cite, p03 )021


Alain FAYLLE, op cite, p 68. )027
Sheryl Elaine Monaughan, Op cite, p 23. )021
‌ Sheryl Elaine Monaughan, Op cite, p 24. )111
Sheryl Elaine Monaughan Op cite, p 24. )031
Kats de Vries, Manfred F R, The darkside of Entrepreneurship, )111
‌ Hrvard Business Review, Vol 63, N 06, 1985, p-p 160- 168.
‫ العالقة بين حاجات األفراد وقواهم‬،‫ بشرى هاشم محمد‬،‫جمال عبد الرسول الدباغ‬ )230
.203-220 ‫ص‬-‫ ص‬0222 ،03 ‫ العدد‬،‫ مجلة اإلدارة واالقتصاد‬،‫الدافعة‬

‫ في عدد من الدول يهدف لقياس معدل‬2333 ‫ تم انتشاره سنة‬،‫مؤشر المقاوالتية العالمي‬ )111
‫ أطلع‬،‫) لتلك للدول اعتمادا على عدد األفراد المنشئين لمؤسسات جديدة‬TEA ( ‫النشاط المقاوالتي‬
.http://www.gemconsortuim.com‫على الموقع الرسمي‬
Zineb Aouni, le processus d’apprentissage des entrepreneurs )032
naissants, CAHIER DE RECHERCHE, HEC-Ecol de gestion de
l’Université de liège, Août 2006, p 09.
‌ MEZIANE Amina, op cite, pp 21,22. )112
A. Tounes, l’intention entrepreneurial : Une recherche )116
comparative entre des étudiants suivant des formations en
‌ entrepreneuriat(bac+5) et des étudiants en DESS , op cite, p 40.
‫ المفاهيم والنماذج والمداخل العلمية‬:‫ الريادة في إدارة األعمال‬،‫مجدي عوض مبارك‬ )235
.235 ‫ ص‬،‫مرجع سابق‬
Source : Azzedine Tounes, l’intention entrepreneurial : Une )230
recherche comparative entre des étudiants suivant des formation en
entrpreneuriat (bac+5) et des étudiants en DESS, op cite, p46.

Shane, S. A. &Venkataraman, op cite. )039


1Ibid )021
VAPO MAGLOIRE N’GUESSAN, L’ENTREPRENEURIAT ET )020
LA RECHERCHE D’OPPORTUNITE : LE PROCESSUS DE
DEVELOPPEMENT D’UNE IDEE D’AFFAIRES, Mémoire de
magistére QUEBEC, 2006, p 21.
Ibid )022
VAPO MAGLOIRE N’GUESSAN, op cite, p22. )023

117
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

.235 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫مجدي عوض مبارك‬ )244


1MatthäusUrwyler, Opportunity Identification and )025
Exploitation : ACaseStudy of ThreeSwiss-Based Software
Companies,PhDtheses, University of St. Gallen, GraduateSchool of
Business Administration, Economics, Law and Social Sciences (HSG),
2006, p 21.
Robert A. Baron, Opportunity Recognition as Pattern )021
Recognition : How Entrepreneurs “ Connect the Dots “ to Identify
New Business Opportunities, Academy of Management Perspectives,
Vol. 20 Issue 1, February 2006, p 104-119.
MatthäusUrwyler, op cite, p 19. )027
VAPO MAGLOIRE N’GUESSAN, op cite, p 25. )021
Shane, S. A. Venkataraman, op cite. )029
Holcombe Randall, The origins of the )126
enterpreneurialopportunities, The Review of AustrianEconomic, 16 :1,
‌ 2003 p 25-43.
VAPO MAGLOIRE N’GUESSAN, op cite, p28. )050
Ibid. )052
Ibid. )053
،‫يكمن الفرق بين الفكرة والفرصة في أن األولى هي الشكل االولي والمبدئي للمشروع‬ )254
،‫ بينما تتعلق الفرصة بمدى مناسبة السوق لمثل هذه الفكرة المقترحة‬،‫وهل يمكن أن تنجح أم ال‬
.‫سواء تعلق بإنشاء مشروع جديد أو ابتكار منتجات وخدمات جديدة يتم تقديمها للسوق‬

‫ دار الحامد للنشر‬،‫ الريادة وادارة األعمال الصغيرة‬،‫ عبد الستار محمد العلي‬،‫فايز النجار‬ )255
.25 ،20 ‫ ص‬،0221 ،2‫ ط‬،‫ عمان‬،‫والتوزيع‬
Franck BARES, Amine CHELLY, Thierry LEVY-TADJINE, la )051
création et le développement d’opportunités : vers une relecture du
rôle de l’accompagnement en entrepreneuriat, 4éme colloque
« Métamorphose de Organisation » : Logiques de création, Nancy-21-22
Octobre 2004.
DAVAL Hervé, Analyse du processus de création par essaimage )057
à partir des opportunités entrepreneuriales, VIIIéme Conférence
International de Management Stratégique, Ecole Centrale Paris, 26-27-28
Mai 1999.

118
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

Franck BARES, Amine CHELLY, Thierry LEVY-TADJNE, Op )051


cite.
Shane Scott, Prior Knowledge and the discovry of )121
entrepreneurial opprtunities, Organisation Science, Vol 11,N4, 2000 P
‌ 448-469.
BARES Franck, CHELLY Amine, LEVY-TADJNE Thierry, Op )011
cite.
CHOLLET Barthélemy, l’analyse des réseaux : quelles implications )161
pour le champ de l’entrepreneuriat ?,6émeCongrès international
‌ francophone sur la PME, HEC-Montréal, Octobre2002.
Shaver G and Scott R, Person,proccess, choice : thepsychology )012
of new venture création,EntrepreneurshipTheory and Practice Vol 16,N
2,1991, p23-45.
Franck BARES, Amine CHELLY, Thierry LEVY-TADJINE, Op )013
cite.
Sophie BOUTILLIER, Dimitri UZUNIDIS, L’entrepreneur. Une )012
analyse socio-économique, ECONOMICA, Paris, 1995, P. 08.
Robert Papin, Stratégie pour la création de L’entreprise, 09 éme )015
édition, Dunod, Paris, 2001, P.13.
Robert Papin, « Création d’entreprise », Cité in. Encyclopédie de )011
gestion, Sous la direction de Y ves Simon et Patrick Joffre, Tome I,
édition Economica, Paris, 1989, P. 640.
Qui est entrepreneur ? Existe-t-il un profil type ? Consulté dans le )017
Site .http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutdAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm.13/06/2
009.
‫ إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى‬،‫ شوفي ناجي جواد‬،‫كاسر نصر المنصور‬ )210
.20 .‫ ص‬،0222 ،‫ عمان‬،‫ الحامد‬،‫ الطبعة األولى‬،‫الياء‬
‫ دار‬،‫ الطبعةاألولى‬،‫الريادة وادارة األعمال الصغيرة‬،‫فايز جمعة صالح النجار وآخرون‬ )213
.20-22 .‫ ص ص‬،0221 ‫ عمان‬،‫الحامد للنشر والتوزيع‬

Pierre-André Julien, Les PME : bilan et perspectives, Economica, )071


Paris, 1994, p. 111.
Pierre-André Julien, Michel MARCHESNEY, Op. Cit, p. 58. )070

119
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

،‫ القاهرة‬،‫ طيبة للنشر والتوزيع‬،‫ دراسات الجدوى وتقييم المشروعات‬،‫سعد طه عالم‬ )250
.20 .‫ ص‬،0223

Les différentes étape de la création d’entreprise, Consulté dans le )073


site. http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm,Op.Cit,
13/06/2009.
APCE, Créer une entreprise, Consulté dans le Site. )072
http.//www.apce.com/pid217/1-I-idee.html ?espace-1&tp-1.13/06/2014,

Philippe Gorre, Guide de créateur d’entreprise, 13 éme édition, )075


Les presses du management, Paris, 1996, P. 53.
Ibid, P. 128. )106
P.L.Dubois, Alain Jolibert, Le marketing, 3éme édition, Economica, )077
Paris, 1998, P. 321.
Luc de Brandere, Le management des idées, Dunod, Paris, 1998, )071
P. 151.1 Philippe Gorre, op.Cit, P. 59.
Landrevie Lévy Luidon,Marcator, 7éme édition, Dalloz,Paris,2003, )079
P. 43.
،‫ الدار الميسرة للنشر والتوزيع‬،‫ الطبعة األولى‬،‫ إدارة المشروعات الصغيرة‬،‫ماجدة العطية‬ )202
.220 .‫ ص‬،0220 ،‫عمان‬
1Sylvie Martin Védrine, Initiation au marketing, Les Editions )010
d’Organisation, Paris, 2003, PP . 90-91.

.‫ ص‬،0225 ،‫ عمان‬،‫ مركز يزيد للنشر‬،‫ إدارة المشروعات الصغيرة‬،‫علي الضالعين‬ )200
.203
Eric Vernette, L’essentiel du marketing, 2éme édition, Les )013
éditions d’Organisations, Paris,2001, P. 66.

.‫ ص‬،0223 ،‫ اإلسكندرية‬،‫ الدار الجامعية‬،‫ بحوث التسويق‬،‫ثابت عبد الرحمن إدريس‬ )204
.210
Daniel Caumont,Les études de marché, Dunod, Paris, 1998, P. 22. )182

120
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫زايد مراد‪ ،‬الريادة واإلبداع في المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مداخلة في الملتقى‬ ‫‪-1‬‬
‫الوطني حول المقاوالتية‪ :‬التكوين وفرص األعمال‪ ،‬كلية علوم التسيير واالقتصاد‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أيام‪ 20/25/21 :‬أفريل ‪0222‬‬
‫سليمة سالم‪ ،‬ثقافة المؤسسة والتغيير‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬كلية علوم‬ ‫‪-2‬‬
‫االقتصاد والتسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪0224-0223‬‬
‫يحياوي مفيدة‪ ،‬إنشاء مؤسسة والمقاوالتية‪ :‬هل هي قضية ثقافية؟‪ ،‬مداخلة في الملتقى‬ ‫‪-3‬‬
‫الدولي حول‪ :‬المقاوالتية‪ ،‬التكوين وفرص العمل‪ ،‬كلية علوم االقتصاد والتسيير‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬أيام‪ 20/25/21 :‬أفريل ‪0222‬‬
‫بلقاسم ماضي‪ ،‬عبير حقيقي‪ ،‬ثقافة المؤسسة والمقاوالتية‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى‬ ‫‪-4‬‬
‫الدولي األول حول المقاوالتية‪ :‬التكوين وفرص األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ 0/5/1‬أفريل ‪0222‬‬
‫مجدي عوض مبارك‪ ،‬الريادة في األعمال‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‪0223 ،‬‬ ‫‪-5‬‬

‫خذري توفيق‪ ،‬حسين الطاهر‪ ،‬المقاولة كخيار فعاللنجاح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪-1‬‬
‫الجزائرية‪ :‬المسارات والمحددات‪ ،‬مداخلة ضمن الملتقى الوطني حول واقع النظام‬
‫المحاسبي المالي في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة الوادي‪،‬‬
‫الجزائر‪0223 ،‬‬
‫حمزة لفقير‪ ،‬تقييم البرامج التكوينية لدعم المقاولة‪ ،‬مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات‬ ‫‪-1‬‬
‫نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير تخصص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫جامعة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪0223 ،‬‬
‫عمر عالء الدين زيداني‪ ،‬ريادة األعمال القوة الدافعة لالقتصاديات الوطنية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫مصر‪0220 ،‬‬

‫كمال مرداوي‪ ،‬كمال زموري‪ ،‬االبتكار كعنصر أساسي لنجاح سيرورة المقاوالتية في‬ ‫‪-9‬‬
‫ظل رهانات اقتصاد السوق‪ ،‬مداخلة في الملتقى الوطني حول المقاوالتية‪ :‬التكوين‬

‫‪121‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫وفرص األعمال‪ ،‬كلية علوم التسيير واالقتصاد‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫أيام‪ 20/25 /21 :‬أفريل‪0222‬‬
‫‪ -11‬بالل خلف السكارنة‪ ،‬الريادة وادارة منظمات األعمال‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪0220 ،‬‬
‫‪ -11‬وفاء رايس‪ ،‬دور التكوين في تنمية الحس المقاوالتي‪ ،‬مداخلة ضمن ملتقى حول‬
‫المقاوالتية وفرص األعمال‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ 20/25/21 ،‬أفريل ‪.0222‬‬
‫‪ -12‬صندرة سايبي‪ ،‬سيرورة إنشاء المؤسسة وأساليب المرافقة‪ ،‬دار المقاوالتية‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪0222 ،‬‬

‫‪ -13‬فايزة جمعة صالح النجار‪ ،‬عبد الستار محمد العلي‪ ،‬الريادة وادارة األعمال الصغيرة‪،‬‬
‫دار الحامد‪ ،‬عمان‪0221 ،‬‬
‫‪ -14‬محمد خثيري‪ ،‬إبراهيم زروقي‪ ،‬المقاول بين التغيير واإلبداع بالمؤسسة‪ ،‬مداخلة ضمن‬
‫الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬جامعة مليانة‪ ،‬الجزائر‪0225 ،‬‬

‫‪ -15‬قاسم نايف علوان المحياوي‪ ،‬إدارة الجودة في الخدمات‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪0221 ،‬‬
‫‪ -11‬زيد منير عبوي‪ ،‬االتجاهات الحديثة في المنظمات اإلدارية‪ ،‬دار الشروق للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪0221 ،‬‬
‫‪ -11‬شعيب بونوة‪ ،‬سعاد بوزيدي‪ ،‬المقاولة والتنمية االقتصادية حالة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬مداخلة ضمن الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪،‬‬
‫خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪0225،‬‬
‫‪ -18‬صالح عبد القادر النعيمي‪ ،‬المدير القائد والمفكر االستراتيجي فن ومهارات التفاعل‬
‫مع اآلخرين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة الجامعة‪ ،‬اإلثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪0220 ،‬‬
‫‪ -19‬صالح الدين عبد الباقي‪ ،‬السلوك التنظيمي‪ :‬مدخل تطبيقي معاصر‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪0223،‬‬
‫‪ -21‬ظاهرة كاللدة‪ ،‬القيادة اإلدارية‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪2335 ،‬‬
‫‪ -21‬طارق عبد الحميد البدري‪ ،‬أساسيات علم إدارة القيادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪0220،‬‬

‫‪122‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -22‬آيت عيسى عيسى‪ ،‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – آفاق وقيود‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال أفريقيا‪ ،‬العدد السادس‪0223،‬‬
‫‪ -23‬عبد الرزاق خليل‪ ،‬عادل نقموش‪ ،‬دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬مداخلة في الندوة الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪،‬‬
‫معهد علوم االقتصاد والتسيير‪ ،‬جامعة خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪.0225‬‬
‫‪ -24‬ناصر مراد‪ ،‬دور ومكانة المقاول في التنمية االقتصادية في الجزائر‪ ،‬الندوة الدولية‬
‫جول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‪ ،‬معهد العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫خميس مليانة‪ ،‬الجزائر‪0225،‬‬
‫‪ -25‬يوسف بودلة‪ ،‬عبد الحق بن تفات‪ ،‬دور المقاولة المصغرة في التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والتحديات التي تواجهها‪ ،‬مداخلة في الملتقى الدولي حول ‪:‬استراتيجيات‬
‫تنظيم ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬يومي ‪20‬‬
‫و‪ 23‬أفريل‪.0220‬‬
‫‪ -21‬نتائج بحث اليونيسكو ومنظمة العمل الدولية الممارسات الجيدة‪ ،‬نحو ثقافة للريادة في‬
‫القرن الواحد والعشرون تحفيز الروح الريادية من خالل التعليم للريادة في المدارس‬
‫الثانوية‪ ،‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة‪ ،‬منظمة العمل الدولية‪ ،‬الطبعة‬
‫العربية ‪0222‬‬
‫‪ -21‬إبراهيم الفقي‪ ،‬المفاتيح العشرة للنجاح‪ ،‬المركز الكندي للتنمية البشرية‪ ،‬كندا‪2333،‬‬
‫الجامعية‬ ‫الدار‬ ‫المهارات‪،‬‬ ‫بناء‬ ‫مدخل‬ ‫التنظيمي‪:‬‬ ‫السلوك‬ ‫ماهر‪،‬‬ ‫‪ -28‬أحمد‬
‫إلسكندرية‪0223،‬‬
‫‪ -29‬مالك بن نبي‪ ،‬المسلم في عالم االقتصاد‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪2332،‬‬
‫‪ -31‬جمال عبد الرسول الدباغ‪ ،‬بشرى هاشم محمد‪ ،‬العالقة بين حاجات األفراد وقواهم‬
‫الدافعة‪ ،‬مجلة اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪0222،03‬‬
‫‪ -31‬كاسر نصر المنصور‪ ،‬شوفي ناجي جواد‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى‬
‫الياء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الحامد‪ ،‬عمان‪0222،‬‬
‫‪ -32‬فايز جمعة صالح النجار وآخرون‪،‬الريادة وادارة األعمال الصغيرة‪ ،‬الطبعةاألولى‪ ،‬دار‬
‫الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪0221‬‬

‫‪123‬‬
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

،‫ طيبة للنشر والتوزيع‬،‫ دراسات الجدوى وتقييم المشروعات‬،‫ سعد طه عالم‬-33


0223،‫القاهرة‬
‫ الدار الميسرة للنشر‬،‫ الطبعة األولى‬،‫ إدارة المشروعات الصغيرة‬،‫ ماجدة العطية‬-34
0220 ،‫ عمان‬،‫والتوزيع‬
0225 .‫ عمان‬،‫ مركز يزيد للنشر‬،‫ إدارة المشروعات الصغيرة‬،‫ علي الضالعين‬-35
0223.‫ اإلسكندرية‬،‫ الدار الجامعية‬،‫ بحوث التسويق‬،‫ ثابت عبد الرحمن إدريس‬-31

:‫المراجع باللغة االجنبية‬


1- Isabelle Djanou, L’entrepreneuriat : un champ fertile à la
recherche de son unité, revue française de gestion, vol 28, n 138,
avril /juin 2002
2- Sophie Boutillier et Dimitri Uzunidis, La légende de
l’entrepreneur, Edition la découverte & Syros, Paris, 1999
3- Brahim Allali, vers une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de
recherche L’ISCAE, n17, Maroc
4- Azzedine Tounés, L’intention entrepreneurial, thèse doctorat,
faculté de droit, des SC économiques et de gestion, université de
Rouen, France, 2003
5- Robert Wtterwulghe, La PME une entreprise humaine, De
Boeck Université, Paris, 1998
6- Khaled Bouabdallah et AbdellaZouache, Entrepreneuriat et
développement économique, les cahiers du CREAD, Alger, n73,
2005
7- Alain Fayolle, Introduction à l’entrepreneuriat, Dunod, Paris,
2005
8- Alain Fayolle, Entrepreneuriat, Dunod, Paris, 2004
9- Eric Michael Laviolette et Christophe Loue, Les compétences
entrepreneurials. Définition et construction d’un référentiel,
communication au séminaire l’internationalisation des PME et ses
conséquences sur les stratégies entrepreneuriales, Haute école de
gestion Fribourg, Suisse, 25, 26, 27, october 2006
10- Thierry Verstraete et Alain Fayolle, Paradigme et
entrepreneuriat, Revue de l’entrepreneuriat, vol 4, n1, 2005
11- Karim Messeghem, L’entrepreneuriat en quête de paradigme :
apport de l’école autrichienne, le congrés international
francophone en entrepreneurial et PME, L’internationalisation des

124
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

PME et ses conséquences sur les stratégies entrepreneurials, Haute


école de gestion Fribourg, suisse, 25-27 octobre, 2006
12- Catherine Leger-Janion, Le profile du créateur d’entreprise,
Edition L’Harmattan, canada, 1997
13- Anne-Françoise Lambert, Jean Donnay et autres, Réalisation
d’une boite a outils pédagogique qui contribuent au
développement de l’esprit d’entreprendre à l’attention des
enseignants et étudiants de l’enseignement secondaire, Mai,
2005
14- Alain FAYOLL et Azzedine TOUNES, L’odyssée d’un concept
et les multiples figures de l’entrepreneur, Problèmes
économique, N° 2.918, février 2007
15- Marie – Claude ESPOSITO et Christine ZUMELLO,
L’entrepreneur et la dynamique, éditions ECONOMICA, Paris
2003
16- David Deakins and Mark Freel, Entrepreneurship and
smallfirms, 4thedition, McGraw-hill Education, london, 2006
17- J.P. Ulhøi, The social dimensions of entrepreneurship,
Technovation, 25 (2005)
18- Zineb AOUNI, Bernard Surlemont, le processus d’acquisition
des compétences entrepreneuriales : une approche cognitive, le
5emecongres international de l’entrepreneuriat,l’académie de
l’entrepreneurait et de l’innovation, France, 2007
19- William B Gartner, Who is an enterpreneur ? is the wrong
question ?, American Journal of Small Business , 1989, Vol , 12,
N°4
20- Shane, &Venktaraman,The Promise of Enterpreneurship as a
Field of Research, The Academy of Management Review,2000
Vol.25,N°1
21- Cassandra Denise Crute, Leadingenterpreneurially :
Understanding how communitycollege leaders identifywith
and relate to entrepreneurial leadership, PhDtheses,College of
Education atMercerUniversity, Atlanta, 2010
22- MARK CASSON, L’entrepreneur, édition d’ecocomica, Paris,
1991
23- Drucker peter, les entrepreneurs, traduit de l’américain par
hoffiman Patrice, éditions Jean- Claude lattes, 1985
24- François FCCAHINI, L’entrepreneur comme un homme
prudent, la Revue des Sciences de gestion, N°226 – 227 juillet-
octobre 2007

125
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

25- Schumpeter J, capitalisme, sosiolisme et démocratie, petite


bibliothéque Payot, paris, 1967
26- Robert KemepadeMoruku, Entrepreneursip and Performance
An AntitheticalView of Mcclelland’sIdeological “Need for
Achievement“, DBA Africa Management Review 2012
27- Monaughan ,Sheryl Elaine. Capturing the entrepreneurial spirit
:Astudy to indentify the personalitycharacterisctis of
entrepreneur, PhDtheses, CaliforniaSchool of
ProfessionlPsychology los Angeles, USA, 2000
28- Hao Zhao, Scott E. Seibert, The Big Five Personality
Dimensions and Entrepreneurial Status : A Meta-
AnalyticalReview, Journal of Applied Psychology,Vol.2,2006
29- Tarja Römer-Paakkanen, The Role OF FAMILY
BACKGROUND, EDUCATION AND HOBBES IN
STUDENT PROCESSES OF BECOMING
ENTREPRENEURS, HAAGA-HELIA University of Applied
Sciences, HAAGA-HELIA Publication Series, 2009
30- Michel Coster, Entrepreneuriat, Pearson Education, France,
2009
31- Kats de Vries, Manfred F R, The darkside of Entrepreneurship,
Harvard Business Review, Vol 63, N 06, 1985
32- Zineb Aouni, le processus d’apprentissage des entrepreneurs
naissants, CAHIER DE RECHERCHE, HEC-Ecol de gestion de
l’Université de liège, Août 2006
33- VAPO MAGLOIRE N’GUESSAN, L’ENTREPRENEURIAT
ET LA RECHERCHE D’OPPORTUNITE : LE PROCESSUS
DE DEVELOPPEMENT D’UNE IDEE D’AFFAIRES,
Mémoire de magistére QUEBEC, 2006
34- MatthäusUrwyler, Opportunity Identification and Exploitation
: ACaseStudy of ThreeSwiss-Based Software
Companies,PhDtheses, University of St. Gallen, GraduateSchool
of Business Administration, Economics, Law and Social Sciences
(HSG), 2006
35- Robert A. Baron, Opportunity Recognition as Pattern
Recognition : How Entrepreneurs “ Connect the Dots “ to
Identify New Business Opportunities, Academy of Management
Perspectives, Vol. 20 Issue 1, February 2006
36- Holcombe Randall, The origins of the enterpreneurial
opportunities, The Review of AustrianEconomic, 16 :1, 2003

126
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

37- Franck BARES, Amine CHELLY, Thierry LEVY-TADJINE, la


création et le développement d’opportunités : vers une
relecture du rôle de l’accompagnement en entrepreneuriat,
4éme colloque « Métamorphose de Organisation » : Logiques de
création, Nancy-21-22 Octobre 2004.
38- DAVAL Hervé, Analyse du processus de création par
essaimage à partir des opportunités entrepreneuriales,
VIIIéme Conférence International de Management Stratégique,
Ecole Centrale Paris, 26-27-28 Mai 1999
39- Shane Scott, Prior Knowledge and the discovry of
entrepreneurial opprtunities, Organisation Science, Vol 11,N4,
2000
40- CHOLLET Barthélemy, l’analyse des réseaux : quelles
implications pour le champ de l’entrepreneuriat
?,6émeCongrès international francophone sur la PME, HEC-
Montréal, Octobre2002
41- Shaver G and Scott R, Person,proccess, choice : thepsychology
of new venture création,EntrepreneurshipTheory and Practice
Vol 16,N 2,1991
42- Robert Papin, Stratégie pour la création de L’entreprise, 09
éme édition, Dunod, Paris, 2001
43- Robert Papin, « Création d’entreprise », Cité in. Encyclopédie de
gestion, Sous la direction de Y ves Simon et Patrick Joffre, Tome
I, édition Economica, Paris, 1989
44- Pierre-André Julien, Les PME : bilan et perspectives,
Economica, Paris, 1994
45- Philippe Gorre, Guide de créateur d’entreprise, 13 éme édition,
Les presses du management, Paris, 1996
46- Landrevie Lévy Luidon, Marcator, 7éme édition,
Dalloz,Paris,2003
47- Sylvie Martin Védrine, Initiation au marketing, Les Editions
d’Organisation, Paris, 2003
48- Eric Vernette, L’essentiel du marketing, 2éme édition, Les
éditions d’Organisations, Paris,2001
49- Daniel Caumont,Les études de marché, Dunod, Paris, 1998
50- ROBERT D HISRICH and MICHEL P. PETERS and Deam A.
Shepherd, ENTREPRENEURSHIP

127
‌ ‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية‬

:‫مواقع الكترونية‬
1- Anne-Françoise Lambert, Jean Donnay et autres, Réalisation d’une boite a
outils pédagogique qui contribuent au développement de l’esprit
d’entreprendre à l’attention des enseignants et étudiants de l’enseignement
secondaire, Mai, 2005, p16. Sur le site : www.freefondation.be
(25/12/2010).
2- http:www.blog.saeeed.com/2011/03/contribution-petite-et-moyenne-
entreprise-developpement-economique/ (20/06/2015)
3- http://swmsa.net/articles.php?action=show&id=2325,(20/06/2015)
4- https://ar.wikipedia.Org/wiki%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D9
%88-%D8%A8%D9%88%D9%84%D9%84%D9%8 2101 /10/12.
5- Qui est entrepreneur ? Existe-t-il un profil type ? Consulté dans le Site
.http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutdAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm.13/06/2
009.
6- Les différentes étape de la création d’entreprise, Consulté dans le site.
http.//création-
pme.wallonie.be/1avant/ToutAbord/QuiEntrepreneurcourte.htm,Op.Cit,
13/06/2009.
7- APCE, Créer une entreprise, Consulté dans le Site.
http.//www.apce.com/pid217/1-I-idee.html ?espace-1&tp-1.13/06/2014,
‫ في عدد من الدول يهدف لقياس معدل النشاط‬2333 ‫ تم انتشاره سنة‬،‫ مؤشر المقاوالتية العالمي‬-8
‫ أطلع على‬،‫ ( لتلك للدول اعتمادا على عدد األفراد المنشئين لمؤسسات جديدة‬TEA) ‫المقاوالتي‬
.http://www.gemconsortuim.com‫الموقع الرسمي‬
‫ مداخلة ضمن الندوة‬،‫ المقاول بين التغيير واإلبداع بالمؤسسة‬،‫ إبراهيم زروقي‬،‫ محمد خثيري‬-9
. 52) 25 ‫ ص‬،0225 ،‫ الجزائر‬،‫ جامعة مليانة‬،‫الدولية حول المقاولة واإلبداع في الدول النامية‬
.0223/20/22 ‫تم اإلطالع عليه يوم‬WWW.ibda3.MABLOG.COM

128
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫المحتوى‬

‫المخطط‪............................................................................‬أ‪-‬ح‬

‫مقدمة ‪2 .............................................................................‬‬

‫المحور االول ‪:‬ماهية المقاوالتية‪2 ..................................................‬‬

‫‪ -2‬نشأة المقاوالتية‪2 ............................................................................‬‬

‫أ‪-‬المقاوالتية حسب االتجاه االقتصادي‪0 ......................................................‬‬

‫ب‪-‬المقاوالتية حسب اتجاه خصائص االفراد‪5 .................................................‬‬

‫ج‪-‬المقاوالتية حسب سير النشاط المقاوالتي‪1...................................................‬‬

‫‪ -0‬االتجاهات المفسرة للمقاوالتية‪5.................................................................‬‬

‫أ‪ -‬المقاوالتية كظاهرة تنظيمية‪5.................................................................‬‬

‫ب‪ -‬المقاوالتية استغالل الفرص‪0...............................................................‬‬

‫ج‪ -‬المقاوالتية ازدواجية بين الثنائية (الفرد‪ -‬خلق القيمة)‪3.......................................‬‬

‫‪ -3‬مصطلحات ذات عالقة بالمقاوالتية‪22..........................................................‬‬

‫أ‪ -‬الثقافة المقاوالتية‪22.........................................................................‬‬

‫ب‪ -‬روح المقاوالتية‪20..........................................................................‬‬

‫ج‪ -‬العملية المقاوالتية‪23........................................................................‬‬

‫د‪ -‬المقاولة المؤسسية‪23........................................................................‬‬

‫‪129‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫المحور الثاني‪ :‬ماهية المقاول‪24.......................................................‬‬

‫‪ -2‬مفهوم المقاول‪25...............................................................................‬‬

‫أ‪ -‬تعريف المقاول‪25..........................................................................‬‬

‫ب‪ -‬خصائص و مميزات المقاول‪25...........................................................‬‬

‫ج‪-‬انواع المقاولين و تصنيفاتهم‪02...............................................................‬‬

‫‪ -0‬المقاول‪ ,‬ادارة التغيير و ادارة المؤسسة‪02.......................................................‬‬

‫أ‪-‬المقاول و ادارة التغيير‪02....................................................................‬‬

‫ب‪ -‬المقاول و ادارة المؤسسة‪01................................................................‬‬

‫‪ -3‬التأصيل االصطالحي للمقاول‪ ,‬المدير و القائد‪05...............................................‬‬

‫أ‪ -‬المدير‪05...................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬القائد‪00..................................................................................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬دور المقاوالتية‪32.....................................................‬‬

‫‪ -2‬الدور االقتصادي للمقاوالتية‪32.................................................................‬‬

‫أ‪ -‬رفع الكفاءة االنتاجية و تعظيم الفائض االقتصادي‪32.......................................‬‬

‫ب‪ -‬تنويع الهيكل االصطناعي‪30..............................................................‬‬

‫ج‪ -‬تدعيم التنمية االقليمية‪33..................................................................‬‬

‫د‪ -‬معالجة بعض االختالالت االقتصادية‪33....................................................‬‬

‫ه‪ -‬تنمية الصادرات‪33........................................................................‬‬

‫و‪ -‬زيادة االتناج المحلي‪33....................................................................‬‬

‫ز‪ -‬تكوين الكوادر‪34...........................................................................‬‬

‫‪130‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫ي‪ -‬جذب المدخرات‪34........................................................................‬‬

‫‪ -0‬الدور االجتماعي للمقاوالتية‪34.................................................................‬‬

‫أ‪ -‬زيادة التشغيل‪34..........................................................................‬‬

‫ب‪ -‬عدالة توزيع الدخول‪35..................................................................‬‬

‫ج‪ -‬مكافحة الفقر و الترقية االجتماعية‪35....................................................‬‬

‫د‪ -‬ترقية روح المبادرة‪35.....................................................................‬‬

‫ه‪ -‬مكافحة االفات االجتماعية‪31............................................................‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬تطور البحث في المقاوالتية بين اشكاليتي توحيد التعريفة تعدد التوجهات‬
‫الفكرية ‪31............................................................................‬‬

‫‪ -2‬المقاربات االساسية لدراسة المقاوالتية‪35.......................................................‬‬

‫‪ -0‬المقاربات الوظيفية و الوصفية‪42.............................................................‬‬

‫‪ -3‬المقاربة السلوكية‪45..........................................................................‬‬

‫‪ -4‬مقاربة السيرورة المقاوالتية‪45.................................................................‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬المقاول كمحرك للسيرورة المقاوالتية‪52.............................‬‬

‫‪ -2‬العوامل المحددة للتوجه المقاوالتي‪52.........................................................‬‬

‫أ‪ -‬العوامل النفسية‪52........................................................................‬‬

‫ب‪ -‬العوامل االقتصادية و الثقافية‪50.........................................................‬‬

‫ج‪ -‬العوامل االقتصادية‪54...................................................................‬‬

‫د‪ -‬العوامل السياقية‪54.......................................................................‬‬

‫‪ -0‬سمات و خصائص المقاول‪55...............................................................‬‬

‫‪131‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -3‬بعض نماذج السيرورة المقاوالتية‪12..........................................................‬‬

‫للمؤسسة‪13........................‬‬ ‫الفصل الثاني‪:‬مراحل االنتقال من الفكرة‬

‫تمهيد‪52.............................................................................‬‬

‫المحور االول‪ :‬فكرة المشروع و فرصة العمل‪52.......................................‬‬

‫‪ -2‬طبيعة و مفهوم الفرصة‪52....................................................................‬‬

‫‪ -0‬مصادر الفرص المقاوالتية و كيفية اكتشافها‪54.................................................‬‬

‫أ‪ -‬اراء بعض المفكرين في مصادر فرص العمل‪54.............................................‬‬

‫ب‪ -‬طرق اختيلر و تطوير االفكار الجيدة‪50...................................................‬‬

‫ج‪ -‬اهم العوامل المؤثرة في خلق و اكتشاف فرصة مقاوالتية‪02..................................‬‬

‫د‪ -‬دوافع المقاول‪00...........................................................................‬‬

‫ه‪ -‬تحديد المواصفات الشخصية االساسية للمقاول‪03..........................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬انماط المقاول‪04......................................................‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬البحث عن الفكرة‪00...................................................‬‬

‫‪ -2‬المراحل االساسية للبحث عن الفكرة‪00.........................................................‬‬

‫‪ -0‬مصادر الحصول على الفكرة‪03...............................................................‬‬

‫‪ -3‬طرق انشاء الفكرة‪32..........................................................................‬‬

‫‪ -4‬االفكار الصحيحة و الخاطئة‪30...............................................................‬‬

‫‪ -5‬دراسة قابلية تجسيد الفكرة‪30...................................................................‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬دراسة السوق و البحث عن المعلومات‪30..............................‬‬

‫‪132‬‬
‫مطبوعة‌بيداغوجية‌في‌مقياس‌المقاوالتية ‌‬

‫‪ -2‬دراسة السوق و المعلومات‪33.................................................................‬‬

‫‪ -0‬انواع المعلومات التسويقية‪34..................................................................‬‬

‫‪ -3‬االخطاء الواجب تجنبها عند دراسة السوق‪35.................................................‬‬

‫‪ -4‬دراسة الجوانب المالية‪30.....................................................................‬‬

‫أ‪ -‬الحاجات من االموال الدائمة‪30...........................................................‬‬

‫ب‪ -‬مصادر التمويل‪30......................................................................‬‬

‫ج‪ -‬اعداد مخطط العمل‪222...................................................................‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬مراحل اعداد مخطط العمل‪222.......................................‬‬

‫‪ -2‬اعداد مخطط االعمال‪222.....................................................................‬‬

‫أ‪ -‬مكونات مخطط االعمال‪222...............................................................‬‬

‫‪ -0‬تحديد الجوانب القانونية للمؤسسة‪220...........................................................‬‬

‫أ‪ -‬حقوق التسجيل المرتبطة بهيكل المؤسسة‪223................................................‬‬

‫‪ -3‬المخاطر المتعلقة بالمقاول‪224.................................................................‬‬

‫خاتمة ‪225............................................................................‬‬

‫هوامش ‪220...........................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪200.....................................................................‬‬

‫فهرس ‪232............................................................................‬‬

‫‪133‬‬

You might also like