You are on page 1of 8

1

2
3
‫‪1‬‬

‫﷽‬

‫أن محمدً ا عبده‬ ‫شريك ل ُه‪ ،‬واشهد َ‬


‫َ‬ ‫اهلل وحد ُه ال‬
‫أن ال إل َه إال ُ‬ ‫الحمدُ هللِ ِ‬
‫رب العالمي َن‪ ،‬وأشهدُ َ‬
‫تسليما كثيرا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وأصحابه وسلم‬ ‫وسالمه ِ‬
‫عليه وعلى آله‬ ‫ِ‬ ‫صلوات اهللِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫سبيله‪،‬‬ ‫ورسول ُه‪ ،‬والهادي إلى‬
‫ً‬

‫‪ُ ‬ث ّم ّأما َب ْعد‪:‬‬


‫نعرض‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحديث عن واجبنا إتجاههم‪،‬‬ ‫يتعلق بواجبنا تجاه علمائنا‪ ،‬وقبل‬
‫ُ‬ ‫فإن حديثنا اليوم فيما‬ ‫َّ‬
‫هذه الحقوق؟ وتتوجب نحوه‪،‬‬ ‫المقدمتين يف بيان من هو العالم الذي تتجه له ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هاتين‬ ‫ِ‬
‫مقدمتين م ْن أولى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ومن على منربًا فإن ُه يكون عالما‪ ،‬ولذا بي َن نبينا ‪‰‬‬ ‫ٍ‬
‫متصدر ْ‬ ‫إذا ليس كل معلم بفقيه‪ ،‬وليس كل‬
‫َ‬
‫ضلون‪ ،‬ويف غير ما‬ ‫َ‬
‫فيضلون و ُي‬ ‫فيفتون بغير ِ‬
‫علم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يسألون‬ ‫ال‪ُ ،‬ف‬
‫رؤوسا جها ً‬
‫ً‬ ‫الناس‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتخذ‬ ‫َ‬
‫أن يف آخر الزمان‬
‫النبي ‪ ‰‬بين أنه يكثر يف آخر الزمان القراء‪ ،‬ويقل الفقها ُء وهذا منه ‪‰‬‬ ‫حديث ع ْن ِ‬
‫ِ‬
‫معرفته‪،‬‬ ‫بيان إال أن ليس كل مصدر بعالم وال كل من تحدث بفقي ٍه‪ ،‬وإنما لكل من ذلك معيار البدَ م ْن‬
‫ُ‬
‫أوصاف ثالثة‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ومن أهمها‬
‫ذلك معايير متعددة‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العلم يف َ‬ ‫ذكر أهل‬
‫وقدْ َ‬
‫ِ‬
‫وسنة‬ ‫ِ‬
‫كتاب اهلل‬ ‫ِ‬
‫بالوحيين‬ ‫َ‬
‫يكون عالما‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫للعلم ْ‬ ‫َ‬
‫يكون هذا الرجل المنسوب‬ ‫‪ ‬الوصف األول‪َ :‬‬
‫أن‬
‫ِ‬
‫النبي ‪.‰‬‬
‫ِ‬
‫العظيمين كتاب‬ ‫ِ‬
‫لهذين األصلين‬ ‫‪ ‬الوصف الثاين‪ :‬أن يكون أطال الممارسة والمتابعة والمدارسة‬
‫اهلل وسنة رسوله ‪.‰‬‬
‫ِ‬
‫بالعلم هبما‪.‬‬ ‫‪ ‬الوصف الثالث‪ :‬أن ُيشهد ل ُه‬

‫‪‬أيها اإلخو ُة األكار ْم!!‬


‫والعلم‬ ‫الرسول ‪ ،‰‬ومهما ابتغى المرء الهدى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسنة‬ ‫العلم إنما هو كتاب اهللِ‬
‫ِ‬ ‫إن َ‬
‫أصل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ابتغيتم الهدى يف غيرهما فم ْن‬
‫ْ‬ ‫والفالح من غيرهما؛ فإن ُه ال نجاة له وال فالح وال فوز وال نجاح‪ ،‬فمهما‬ ‫ُ‬
‫اهلل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ابتغى الهدى م ْن غيرهما أضل ُه ُ‬
‫هو يكونوا بحفظهما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إ ًذا‬
‫والعلم هبما َ‬
‫ُ‬ ‫تفرع عنهما‪،‬‬
‫َ‬ ‫والسنة وما‬ ‫بالكتاب‬ ‫العلم‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫العلم بالحقيقة‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬
‫الصحابة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصحابة وابن‬ ‫ُ‬
‫تلميذ‬ ‫السلمي ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫قال أبو ِ‬
‫عبد الرحم ْن‬ ‫ثم العم ِل هبما‪ ،‬ولذلك َ‬ ‫وفهمهما َ‬
‫عبد الرحم ْن‪« :‬حدثنا الذي َن كانوا يقرؤننا من‬ ‫من صحابة رسول اهللِ ‪َ ،‰‬‬
‫قال أبو ِ‬
‫كان ْ‬ ‫أبا ُه وأم ُه َ‬
‫أصحاب رسول اهلل ‪ ،‰‬أهنم كانوا ال يقرؤون عشرا من كتاب اهلل جل وعال ويحفظوهنا حتى‬
‫يعلموا ما فيها من الحالل والحرام‪ ،‬ثم يعملوا هبا»‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫والسنة‪.‬‬ ‫الكتاب‬ ‫يكون علم ُه منطل ًقا ْ‬
‫من‬ ‫َ‬ ‫العالم البدَ م ْن ْ‬
‫أن‬ ‫‪ ‬األمر األول‪ :‬يف‬
‫فليس‬
‫يكون قدْ أطال الممارسة والمدارسة والتعلم يف هذين األصلين‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‪ ‬األمر الثاين‪ :‬أن ُه البدَ ْ‬
‫أن‬
‫ِ‬
‫تقرير‬ ‫ِ‬
‫العلم يف‬ ‫أطال َ‬
‫أهل‬ ‫كتاب اهللِ َ‬
‫جل وعال فإن ُه يكونوا عالما‪ ،‬وقدْ َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل م ْن قر َأ كتاب أو حفظ شيء ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المحدث الفاص ِل» با ًبا‪ ،‬يف أن المرء ال يسم ٍ‬
‫عالم حتى يطيل‬ ‫ِ‬
‫كتابه «‬ ‫عقد الرامهرمزي يف‬ ‫هذا األص ِل حتى ِ‬
‫يف ذلك المكث‪.‬‬
‫يعلم الفضل أهل ُه‪ ،‬وقدْ َ‬
‫قال َ‬
‫مالك‬ ‫َ‬
‫يقولون إنما ُ‬ ‫ِ‬
‫بالعلم؛ ولذلك‬ ‫أن يشهدُ ل ُه‬‫‪ ‬األمر الثالث‪ :‬أن ُه البد ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أنس إمام ِ‬
‫رسول اهلل ‪‰‬‬ ‫مسجد‬ ‫خمسون‪ ،‬يف‬ ‫لي‬
‫َ‬ ‫شهدَ‬ ‫ححتى‬ ‫أفتيتوا‬ ‫ما‬ ‫الهجرة ‪‬‬ ‫دار‬ ‫بن ْ‬
‫ِ‬
‫الزمان إال فقيه»‪ ،‬إذا هذه هي‬ ‫يتعمم يف َ‬
‫ذلك‬ ‫يكن‬ ‫ِ‬ ‫أهل للفتوى‪َ ،‬‬‫أين ٌ‬
‫ُ‬ ‫ولم ْ‬ ‫الدمشقي‪ْ :‬‬ ‫ناصر الدي ْن‬
‫ْ‬ ‫ابن‬
‫قال ُ‬
‫تعرف هبا العلما ُء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫المعايير الثالثة التي‬
‫يجب على‬‫ُ‬ ‫والمجتمع؛ فإن ُه‬
‫َ‬ ‫المقدمة الثانية‪ :‬التي أريد أن أبينها وهي الواجب على العالم اتجاه الناس‬
‫ِ‬
‫عليه‬ ‫يتحتم‬ ‫والواجب الذي‬ ‫العالم حقوق كثيرة‪ ،‬بل إن المرء كلما إزداد علمه كلما إزداد الحق عليه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كتاب‬
‫َ‬ ‫قرأت‬
‫ْ‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فيقول‪َ :‬‬ ‫كتاب اهللِ‪،‬‬
‫َ‬ ‫أت‬ ‫رجل ُ‬
‫يقال ل ُه قر ْ‬ ‫ِ‬
‫القيامة‪ٌ ،‬‬ ‫النار يو َم‬
‫هبم ُ‬ ‫تسعر ْ‬
‫ُ‬ ‫أداؤ ُه؛ لذلك ُ‬
‫أول من‬
‫قبل ِ‬
‫عباد الوثن‪.‬‬ ‫معذب يف ِ‬
‫النار َ‬ ‫ٌ‬ ‫يعمال‬
‫ً‬ ‫لم‬ ‫ِ‬
‫وعالم بعلمه ْ‬
‫ٌ‬ ‫عالم‪،‬‬
‫ليقال ٌ‬ ‫كتاب اهللِ َ‬
‫َ‬ ‫قرأت‬
‫ْ‬ ‫اهللِ؛ ُ‬
‫فيقال إنما‬
‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬بعد ما يجب إتجاه اهلل اتجاه الفرائض‬ ‫ِ‬
‫العالم اتجاه‬ ‫يجب على‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬الواجب األول‪ُ :‬‬
‫أول ما‬
‫ِ‬
‫العلم َ‬
‫إن‬ ‫قال َ‬
‫أهل‬ ‫العلم الذي عند ُه؛ ولذلك َ‬
‫ُ‬ ‫لهم‬ ‫وأن َ‬
‫يبذل ْ‬ ‫الخير‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫الناس‬
‫ُ‬ ‫يعلم‬
‫أن َ‬ ‫ومراقبة جال وعال‪ْ ،‬‬
‫َ‬
‫والبذل‬ ‫االكتساب‬ ‫ألن ِ‬
‫هذه أاللفاظ من ألفاظ التي تقتضي‬ ‫ِ‬
‫للعلم؛ َ‬ ‫َ‬
‫يكون باذ ً‬
‫ال‬ ‫العالم اليسمى عالمًا إال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫البذل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األخذ وعندَ‬ ‫معا‪ ،‬فالبدَ فيها من المشاركة ِ‬
‫عند‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫وإن رأى نقصًا تممه؛ َ‬
‫وإن رأى‬ ‫ناصحا ومبينا‪ ،‬فإن رأى خطأ بين ُه‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫العالم‬
‫ُ‬ ‫‪ ‬الواجب الثاين‪ :‬أن يكون‬
‫ِ‬
‫الباب‬ ‫خصوصا يف هذا‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫العلم‬ ‫ومن أوتيى ح ًظا م ْن‬ ‫ِ‬
‫المسلم عمو ًما ْ‬ ‫فالواجب على‬
‫ُ‬ ‫عي ًبا وضح ُه وأبان ُه؛‬
‫ٍ‬
‫عظيم‪.‬‬
‫ُ‬
‫النوازل واتت‬ ‫ِ‬
‫الكلم وعد ِم تفريقها‪ ،‬وخاص ًة إذا نزلت‬ ‫يجب عليه جمع‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬الواجب الثالث‪ :‬أن ُه‬
‫الحليم‪ ،‬الذي‬ ‫العالم‬ ‫ِ‬
‫الشيطان‪،‬‬ ‫ُ‬
‫يكون على‬ ‫أدهم ‪ْ ‬‬
‫إن أشدَ ما‬ ‫المداهمات؛ ولذلك ُ‬
‫يقول إبراهيم بن‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫َ‬
‫كذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سكوته‬ ‫أيضا يف‬ ‫ِ‬
‫وعلمه ً‬ ‫ِ‬
‫كالمه‬ ‫سكت بحل ٍم‪ ،‬علم ُه يف‬
‫َ‬ ‫سكت‬
‫َ‬ ‫تكلم ٍ‬
‫بعلم‪ ،‬وإذا‬ ‫إذا تكلم‪،‬‬
‫َ‬
‫فيمن‬
‫ْ‬ ‫هو واجبنا تجا َه علمائنا»‪ ،‬وأهل الفض ِل منا‬
‫وهو ما َ‬ ‫يتعلق بموضو ِع محاضرتنا اليوم « َ‬‫ُ‬ ‫وأما ما‬
‫َ‬
‫أحاط‬ ‫كبير‪ ،‬ولكن لعلنا نكتفي من القالدة بما‬ ‫أمر ٌ‬ ‫وهو ٌ‬ ‫ِ‬
‫العلم؛ فإن ُه باب عظيم‪َ ،‬‬ ‫اهلل ‪ ‬هذا‬ ‫آتاهم ُ‬
‫ْ‬
‫األمر‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬وهذا‬ ‫ِ‬
‫للعالم على‬ ‫يجب‬
‫ُ‬ ‫العلم رمحهمْ اهللُ تعاىل؛ فيما‬
‫ِ‬ ‫بعضا مما ذكر ُه ُ‬
‫أهل‬ ‫نذكر ً‬ ‫ِ‬
‫بالعنق‪ ،‬وأ ْن َ‬
‫ِ‬
‫العلم وأظن ُه شعبة بن‬ ‫ِ‬
‫بعض أه ِل‬ ‫خيرا عظيما؛ ولذلك قال‬ ‫عندهم علما ُء فقدوا ً‬
‫ْ‬ ‫يكن‬
‫لم ْ‬ ‫الناس إذا ْ‬
‫فإن َ‬‫مهم َ‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬‬

‫ِ‬
‫البلد‬ ‫ِ‬
‫العالم يف‬ ‫وعلماؤهم فال خير فيهم‪ ،‬فإن‬ ‫أشياخهم‬ ‫ذهب‬ ‫الناس إذا‬ ‫إن‬ ‫الحجاج ‪َ ‬‬
‫قال‪َ « :‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الصواب من كال ِم اهللِ‬ ‫ِ‬ ‫فيهتدون ِبه إلى‬
‫النبي ‪»‰‬‬ ‫وسنة ِ‬ ‫ِ ْ‬ ‫طريق‬ ‫َ‬ ‫كالسراجِ بأهلها‪ ،‬يضي ُء ْ‬
‫لهم‬
‫ِ‬
‫العلم م ْن كل خلف عدوله‪ ،‬ي َ‬
‫نفون‬ ‫قال‪ُ « :‬‬
‫يحمل هذا‬ ‫أن النبي ‪َ ‰‬‬ ‫وقدْ روينا عند اب ْن ماج ْه َ‬
‫َ‬
‫الحديث عن ُه ‪ ،‰‬ولما ُتلي هذا الحديث على اإلمام أحمد‬ ‫َ‬ ‫آخر‬ ‫ُ‬
‫تأويل المبطلي َن»‪ ،‬إلى َ‬ ‫عن ُه‬
‫فبين اإلمام أحمد َ‬
‫أن هذا‬ ‫ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫الحديث؟ َ‬ ‫سأل ُه الميموين َ‬
‫غير وجه‪َ ،‬‬ ‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قدْ روينا ُه ْ‬ ‫أيصح هذا‬
‫ُّ‬ ‫فقال‬
‫َ‬
‫وذلك‬ ‫ُ‬
‫التأويل؛‬ ‫ُ‬
‫الجهل وهبم يدرأ‬ ‫العدول‪ ،‬وهبم يمحى‬ ‫ُ‬ ‫هم‬ ‫وذلك َ‬
‫أن العلما َء ْ‬ ‫َ‬ ‫الحديث المروي صحيح؛‬ ‫َ‬
‫فيهم‪.‬‬
‫خير ْ‬‫األشياخ والعلما ُء فال َ‬‫ُ‬ ‫ذهب‬ ‫ِ‬
‫أدرك أحدً ا م ْن العلماء؛ فإذا َ‬ ‫َ‬ ‫م ْن فض ِل اهللِ ‪ ‬لم ْن‬
‫ِ‬
‫العلم إنما‬ ‫ُ‬
‫األخذ عنهم‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬
‫الواجبات‬ ‫من ِ‬
‫أهم‬ ‫األمر األول‪ُ :‬‬
‫وهو ْ‬ ‫يجب علينا تجا َه علمائنا َ‬ ‫ُ‬ ‫أول ما‬ ‫‪ُ ‬‬
‫أمير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بركت ُه باألخذ عن العلماء‪ ،‬وقدْ روى مسلم يف مقدمة صحيحه عن عبد اهلل بن المبارك ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫اإلسناد من‬ ‫النبي ‪ ‰‬قال‪«:‬إن‬ ‫هجرة ِ‬ ‫ِ‬ ‫مئة وواحد وثماني َن م ْن‬‫الحديث المتوىف سن َة ٍ‬
‫ِ‬ ‫المؤمنين يف‬
‫الصحائف والكتب؛‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫يؤخذ م ْن‬ ‫ِ‬
‫العلماء وال‬ ‫يؤخذ عن‬‫ُ‬ ‫قيل ع ْن من بقي» فإن هذا الدين إنما‬ ‫الدين‪ ،‬فإن َ‬
‫أهل‬ ‫كان ُ‬ ‫ضيع األحكام»‪ ،‬وقدْ َ‬ ‫ِ‬
‫الكتب‬ ‫ِ‬
‫بطون‬ ‫من‬ ‫ولذلك كان اإلما ُم الشافعي ‪ُ ‬‬
‫َ‬ ‫يقول‪« :‬م ْن تفقه ْ‬
‫حذرا شديدً ا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الباب ً‬ ‫َ‬
‫يحذرون م ْن هذا‬ ‫ِ‬
‫العلم‬
‫ِ‬
‫حديث ابن‬ ‫ِ‬
‫األكابر‪ ،‬وقدْ روينا عند الطرباين من‬ ‫عن‬ ‫ِ‬
‫األصاغر ْ‬
‫ُ‬ ‫الحقيقة إنما يتوارى‪ ،‬فيأخذ ُه‬ ‫العلم يف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األكابر»‪ ،‬وأما أهل‬ ‫عن‬ ‫ِ‬
‫بخير ما أخذوا العلم ْ‬ ‫ِ‬
‫العمر‬ ‫من‬ ‫قال‪« :‬ال ُ‬
‫تزال ُ‬
‫تبلغ ْ‬ ‫أن النبي ‪َ ‰‬‬ ‫عباس َ‬
‫َ‬
‫غير ذلك‬
‫حيف‪ ،‬ودخلها ُ‬‫التحريف‪ ،‬ودخلها التص ُ‬‫ُ‬ ‫الكتاب فإنما يأخذون علمهم من صحفهم‪ ،‬ولذا دخلها‬ ‫ِ‬
‫تعرتيهم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اآلفات التي‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫العالم استفا َد‬ ‫فإن م ْن تواضع مع‬‫نتواضع معهم‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫يجب علينا تجاه علمائنا ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫‪ ‬األمر الثاين‪ :‬الذي‬
‫كان يأيت زيد بن ثابت أو معاذ ‪‬‬ ‫أن عبدَ اهلل بن عباس ‪َ ‬‬ ‫خيرا عظيما‪ ،‬وقدْ جا َء َ‬ ‫من ُه‪َ ،‬‬
‫ونال من ُه ً‬
‫ذلك‪ ،‬قال‪ :‬إن كذلك نفعلوا‬ ‫قال ل ُه لما َ‬ ‫يستيقظ فيجد ُه؛ فلما َ‬
‫َ‬ ‫بيته حتى‬‫ويبيت عندَ ِ‬
‫ُ‬ ‫فيمسك بزما ِم دا ِ‬
‫بته‬
‫كبيرا مع اإلمام محمد بن إدريس‬ ‫حضر اإلمام أحمد عند الشافعي ‪ ‬تواضع تواض ًعا ً‬ ‫َ‬ ‫بعلمائنا‪ ،‬ولما‬
‫أن نتواضع مع علمائنا»‪ ،‬فمن تواضع يف شيء بورك له ِ‬
‫فيه‪،‬‬ ‫إن ُأمرنا ْ‬ ‫ذلك َ‬
‫قال‪َّ « :‬‬ ‫قيل ل ُه يف َ‬ ‫الشافعي؛ فلما َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫كعبه‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وعلو‬ ‫ُ‬
‫االتفاق على جاللة‬ ‫حكي‬ ‫ِ‬
‫زمانه‪ ،‬وقدْ‬ ‫ِ‬
‫األئمة يف‬ ‫ولذلك قال اإلمام الشافعي وهو إمام‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الطلب يف العلم‬ ‫أهان نفس ُه يف ِ‬
‫أول‬ ‫َ‬ ‫النفس التي ال هتينها»‪ ،‬فمن‬
‫ُ‬ ‫«أهي ُن نفسي فهم يكرموهنا‪ ،‬ول ْن تكر َم‬
‫ذلك‪ ،‬ونالت ما أرادت‪.‬‬ ‫كرمت بعدَ َ‬‫ْ‬
‫وهو‬ ‫ِ‬
‫بالخصوص‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العلم‬ ‫يجب علينا تجا َه علمائنا‪ ،‬وأخص من َ‬
‫ذلك طلبة‬ ‫ُ‬ ‫األمر الثالث‪ :‬الذي‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫األدب مع العلماء‪ ،‬واالحرتام وتنزيلهم المنزل َة العاليةَ؛‬
‫ُ‬ ‫مع علمائهم‪ ،‬واحرتامهم‪ ،‬فيجب عليهم‬ ‫األدب َ‬
‫ُ‬
‫يستحق‬ ‫عليك ٍ‬
‫بعلم‬ ‫َ‬ ‫من أدنى‬ ‫يستحقون تقديرا؛ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫أن َ‬
‫أهل الفض ِل ممن أوتوا فضالً وأدلوا‬ ‫فكما َ‬
‫ُ‬ ‫فإن ْ‬ ‫بقرابة‬
‫‪4‬‬

‫التقدير والتعظيم‪ ،‬وقدْ جا َء أن الشافعي رمحه اهلل تعاىل كان يقول لما حضر عند مالك بن أنس يخرب عن‬
‫ُ‬
‫مالك‬ ‫يسمع‬
‫َ‬ ‫جلست يف مجلس مالك اتصحف الورق تصفحا رقيقا‪ ،‬خشي َة أن‬ ‫ُ‬ ‫حاله فيقول‪« :‬كنت إذا‬
‫ذلك‪ ،‬فجا َء َ‬
‫أن‬ ‫ذلك الشافعي قيدُ اهللِ َ‬
‫جل وعال من يفعل مع ُه مثل َ‬ ‫ِ‬
‫لهيبته»‪ ،‬فلما فعل َ‬ ‫َ‬
‫وذلك‬ ‫صوت الورق‪،‬‬
‫أشرب الماء والشافعي‬
‫َ‬ ‫ألهتيب ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬ ‫كان ُ‬
‫يقول‪« :‬إين‬ ‫الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الشافعي ‪َ ‬‬
‫ِ‬
‫وقدره»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لمكانته‬ ‫ينظر إلى‬

‫شخصا بالتقدير الشرعي من غير غلو ومن غير مجاوزة‬ ‫ً‬ ‫‪‬ولذلك أيها اإلخوة!! فإن من قدر‬
‫ِ‬ ‫يبارك له فيما ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم‬ ‫فيه‪ ،‬ومما ذكروا ُ‬
‫أهل‬ ‫ُ ُ‬ ‫األمرين فإن ُه‬ ‫للحد‪ ،‬فإن من قدر شيئا وتواضع فيه فجمع هذين‬
‫ِ‬
‫كتابه يف «أدب‬ ‫ذكر يف‬‫وهو ما ذكر ُه اإلما ُم أبو بكر الخطيب البغدادي عليهِ رمحةُ اهللِ َ‬ ‫الباب َ‬ ‫ِ‬ ‫يف هذا‬
‫ِ‬
‫شيخه‬ ‫مع‬ ‫ِ‬ ‫قال‪َ « :‬‬ ‫كذلك يف «الفقيه والمتفقه» َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫العلم َ‬ ‫طالب‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫الرواية وذكره‬ ‫وهو الجامع يف‬ ‫المحدث» َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غيبته فال يسميه‬ ‫ذكر شيخ ُه يف‬ ‫يجب أال يكلم ُه بتاء المخاطبة‪ ،‬وإنما يكلم ُه بالجم ِع تقديرا لمكانة‪ ،‬وإذا َ‬ ‫ُ‬
‫يجيب على‬ ‫المكفولة»‪ ،‬ومما‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األوصاف‬ ‫ذلك من‬ ‫الشيخ ْأو الحافظ أو غير َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فيقول‬ ‫باسمه‪ ،‬وإنما ينعت ُه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫عليه عندَ جفوته‪ ،‬وقيل إن من لم يصرب على ذل التعلم بقي‬ ‫أن يصربَ ِ‬ ‫بالخصوص تجاه شيخة ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم‬ ‫طالب‬‫ِ‬
‫للعلماء على‬‫ِ‬ ‫يجب‬ ‫ذلك‪ ،‬ومما‬‫واإلنسان يطر ُأ ل ُه ما يطر ُأ يف َ‬ ‫ِ‬ ‫ذل الجهلِ‪ ،‬فالبدَ م ْن الصربِ‪،‬‬ ‫عمره كل ُه يف ِ‬
‫ُ‬
‫بورك له ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه‪ ،‬وقدْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ألهله‬ ‫لهم‪ ،‬فإن م ْن نسب العلم‬ ‫ينسبون الفضل ْ‬ ‫َ‬ ‫عليهم ْ‬
‫أن‬ ‫ْ‬ ‫بالخصوص يجب‬ ‫العلم‬ ‫طلبة‬
‫أن ينسب إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫العلم َ‬ ‫إن من ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال أبو ِ‬ ‫َ‬
‫أهله»‪ ،‬فم ْن نسب العلم‬ ‫ُ‬ ‫بركة‬ ‫القرطبي يف «تفسيره الجام ِع»‪ْ َ « :‬‬ ‫ِ‬ ‫عبد اهلل‬
‫الطالب‬ ‫ِ‬ ‫الواجب على‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى ِ‬
‫وهو ْ‬‫العلم َ‬ ‫بركة‬ ‫أهله‪ ،‬ونقل فائد ًة فذكرها مم ْن نقلها من ُه؛ فإن هذا م ْن‬
‫قال ‪‬‬ ‫أربعمئة وتسعي َن أو بعدها بقليل‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الحنبلي المتوىف سن َة‬ ‫التميمي‬ ‫رزق اهللِ‬ ‫قال ُ‬ ‫لشيخه‪ ،‬وقد َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫فإن نسب َة الفض ِل‬ ‫ترتحمون علينا»؛ لذلك َ‬ ‫َ‬ ‫ثم تذكرونا وال‬ ‫العيب عليكم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لتالميذه‪َ « :‬‬
‫أن تستفيدوا منا َ‬ ‫من‬
‫أن ْ‬
‫قال شعبة بن الحجاج ‪« :‬إن الشيخ إذا سمعت منه‬ ‫أعظم الفوائد‪ ،‬وقدْ َ‬ ‫ِ‬ ‫والدعاء لم ْن أفاد م ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ألهله‬
‫حييت»‪ ،‬المق صود يف هذا كله أن الواجبات يف هذا الباب طويلة وكثيرة‪ ،‬ولو‬ ‫ْ‬ ‫أكون ل ُه عبدً ا ما‬ ‫َ‬ ‫حدي ًثا فإين‬
‫العلم يف هذا المقا ِم لطال‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أهل‬‫الباب‪ ،‬وما ذكر ُه ُ‬ ‫ِ‬ ‫كل ما يف‬ ‫أرا َد المرء أن يعدد ّ‬

‫طويلة انتقي بعضها فيما‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫كلمة‬ ‫الباب بما جا َء عن علي بن أبي طالب ‪ ،‬يف‬ ‫ِ‬ ‫وسأختم حديثي يف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العالم‬ ‫قال‪« :‬إن م ْن ِ‬
‫حق‬ ‫قال علي ‪ ‬فيما روي عن ُه َ‬ ‫يجب على للعالم على طلبة العلم خاصة‪ ،‬فقد َ‬
‫العالم عليك أن ال تجلس إال‬ ‫ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫حق‬ ‫ِ‬
‫بالتحية‪َ ،‬‬ ‫عليك أن تسلم على القو ِم عامة ْ‬
‫وأن تخص ُه بعدَ َ‬ ‫َ‬
‫قال ْ‬ ‫ذلك‬
‫بيدك‪ ،‬وال تقولن قال فألن خالف قوله‪ ،‬فال تذكر خال ًفا عنده‪َ ،‬‬
‫قال وال تغتا ًبا عند ُه‬ ‫تشير عند ُه َ‬
‫أمام ُه‪ ،‬وأال َ‬
‫فأسبق القوم إلى‬ ‫ِ‬ ‫وعليك أن توقره هلل‪ْ ،‬‬
‫وإن كانت ل ُه حاج ٌة‬ ‫َ‬ ‫قبلت معذرت ُه‪،‬‬
‫زل ْ‬‫وإن َ‬‫أحدا‪ ،‬وال تطلبن عثرت ُه‪ْ ،‬‬
‫صحبته‪ ،‬فإنما هو‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طول‬ ‫تشبع من‬ ‫ِ‬
‫عليه إذا كسل‪ ،‬وال‬ ‫تلح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خدمته‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تسر أحدً ا يف مجلسه‪ ،‬وال ُ‬ ‫قال وال ّ‬
‫ِ‬
‫وهو إمام جليل معظم‬ ‫عليك»‪ ،‬هذا الكالم الجميل البديع الجليل من علي ‪َ ‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يسقط‬ ‫تنتظر متى‬
‫ُ‬ ‫كالنخلة‬
‫‪5‬‬

‫اآلداب السب ِع‬ ‫للناس ألجلهم‪ِ ،‬‬


‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫يجب‬ ‫يجب عليهم‪ ،‬أو ما‬ ‫ِ‬
‫العلم وما‬ ‫ِ‬
‫مكانة أه ِل‬ ‫أويتَ الحكمة يدل على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫العلم للعلماء‪.‬‬ ‫الست التي ذكرهتا قبل قليل هي آداب تجب للخاصة من ِ‬
‫طلبة‬ ‫ِ‬ ‫أو‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أول ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬
‫اإليجاز‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الحقوق على سبي ِل‬ ‫للعلماء عليهم حقوق‪ ،‬ومن ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس فإنه يجب‬ ‫وأما عام ُة‬
‫ْ‬
‫األمور أن يرجعوت لهم يف المسائل وأن يسألوهم عندَ وجودها‪ ،‬وأن يردوا لهم األحكام‪ ،‬فإن من ِ‬
‫الرد‬ ‫ْ‬
‫الواجب كذلك تجا َه العلماء من عامة‬ ‫ِ‬ ‫سأل العلماء‪ ،‬ومن‬ ‫رسوله ‪ ‰‬أن ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسنة‬ ‫لكتاب اهللِ‬
‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬أن ال يقعوا يف أعراضهم‪ ،‬وأن ال يتكلموا فيهم‪ ،‬فإن الغيبة يف آحاد المسلمي َن محرمة‪ ،‬ويف‬ ‫ُ‬
‫الباب –يعني‪-‬‬‫ِ‬ ‫إن هذا‬ ‫ِ‬
‫الشرعية»‪َ « :‬‬ ‫ِ‬
‫اآلداب‬ ‫قال اإلما ُم محمد بن مصلح يف «‬ ‫خواصهم أشدَ جرما؛ ولذلك َ‬ ‫ْ‬
‫الناس يف شخصين يف من ولي أمرا من األمراء وفيمن ظهر‬ ‫ُ‬
‫ويتساهل‬ ‫باب عظيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الوقيع َة يف‬
‫ُ‬ ‫الناس والغيبة ٌ‬
‫ذلك فاإلثم ِ‬
‫فيه‬ ‫األمر بضدّ َ‬ ‫الناس يف الوقيعة فيهم والكالم وكأن ذلك مباحا؛ وإنما‬ ‫من العلماء‪ ،‬فيتوسع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أعظم»‪.‬‬
‫َ‬
‫واألمر األخير فإن من أعظم حقوق العلماء على عامة الناس‪ ،‬أن يجالس الناس العلماء‪ ،‬وأن‬
‫لقمان الحكيم عليهِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العلم يف «الموطأ» عن‬ ‫ِ‬
‫كتاب‬ ‫ِ‬
‫الركب‪ ،‬وقدْ روى اإلمام مالك يف أول‬ ‫يزاحموهنم يف‬
‫ِ‬
‫السالم أن ُه أوصى ابن ُه فقال‪« :‬يا َ‬
‫جل‬ ‫واهلل َ‬
‫تك جاهالً يعلموك‪ُ ،‬‬ ‫بمزاحمة العلماء يف الركب َ‬
‫فإن ُ‬ ‫َ‬
‫عليك‬ ‫بني‬ ‫َ‬
‫جل‬‫اهلل َ‬
‫يجالس العلماء ويحضر مجالسهم‪ ،‬وقد رتب ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فاإلنسان‬ ‫القلوب بمحضر العلماء»؛‬
‫َ‬ ‫وعال يحيي‬
‫ِ‬
‫المالئكة يف ذلك فضل‪.‬‬ ‫عظيما وكفى بحث‬ ‫أجرا‬
‫ً‬ ‫وعال على حضوري مجالسهم ً‬

‫أسأل اهلل ‪ ‬للجميع التوفيق والسداد‪،‬‬


‫وسلم على نبينا محمد‪.‬‬
‫َ‬ ‫وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح‪ ،‬وصلى اهللُ‬

‫ألقيت هذه المحاضرة ليلة الخميس الحادي عشر‬


‫من شهر رجب سنة ستة وثالثين وأربع مئة وألف‬
‫بجامع اإلمام تركي بن عبد اهلل –رحمه اهلل‪-‬‬
‫بالرياض حرسها اهلل دا ًرا لإلسالم والسنة‪.‬‬

‫‪¹‬‬

You might also like