Professional Documents
Culture Documents
واجبنا نحو العلماء
واجبنا نحو العلماء
2
3
1
﷽
ِ
البلد ِ
العالم يف وعلماؤهم فال خير فيهم ،فإن أشياخهم ذهب الناس إذا إن الحجاج َ
قالَ « :
ْ ْ َ َ
ِ الصواب من كال ِم اهللِ ِ فيهتدون ِبه إلى
النبي »‰ وسنة ِ ِ ْ طريق َ كالسراجِ بأهلها ،يضي ُء ْ
لهم
ِ
العلم م ْن كل خلف عدوله ،ي َ
نفون قالُ « :
يحمل هذا أن النبي َ ‰ وقدْ روينا عند اب ْن ماج ْه َ
َ
الحديث عن ُه ،‰ولما ُتلي هذا الحديث على اإلمام أحمد َ آخر ُ
تأويل المبطلي َن» ،إلى َ عن ُه
فبين اإلمام أحمد َ
أن هذا ٍ من ِ ِ
الحديث؟ َ سأل ُه الميموين َ
غير وجهَ ، قال :نعم ،قدْ روينا ُه ْ أيصح هذا
ُّ فقال
َ
وذلك ُ
التأويل؛ ُ
الجهل وهبم يدرأ العدول ،وهبم يمحى ُ هم وذلك َ
أن العلما َء ْ َ الحديث المروي صحيح؛ َ
فيهم.
خير ْاألشياخ والعلما ُء فال َُ ذهب ِ
أدرك أحدً ا م ْن العلماء؛ فإذا َ َ م ْن فض ِل اهللِ لم ْن
ِ
العلم إنما ُ
األخذ عنهم ،فإن ِ
الواجبات من ِ
أهم األمر األولُ :
وهو ْ يجب علينا تجا َه علمائنا َ ُ أول ما ُ
أمير ِ ِ ِ
بركت ُه باألخذ عن العلماء ،وقدْ روى مسلم يف مقدمة صحيحه عن عبد اهلل بن المبارك ُ ،
ِ
اإلسناد من النبي ‰قال«:إن هجرة ِ ِ مئة وواحد وثماني َن م ْنالحديث المتوىف سن َة ٍ
ِ المؤمنين يف
الصحائف والكتب؛ِ ُ
يؤخذ م ْن ِ
العلماء وال يؤخذ عنُ قيل ع ْن من بقي» فإن هذا الدين إنما الدين ،فإن َ
أهل كان ُ ضيع األحكام» ،وقدْ َ ِ
الكتب ِ
بطون من ولذلك كان اإلما ُم الشافعي ُ
َ يقول« :م ْن تفقه ْ
حذرا شديدً ا. ِ
الباب ً َ
يحذرون م ْن هذا ِ
العلم
ِ
حديث ابن ِ
األكابر ،وقدْ روينا عند الطرباين من عن ِ
األصاغر ْ
ُ الحقيقة إنما يتوارى ،فيأخذ ُه العلم يف
ُ
ِ
األكابر» ،وأما أهل عن ِ
بخير ما أخذوا العلم ْ ِ
العمر من قال« :ال ُ
تزال ُ
تبلغ ْ أن النبي َ ‰ عباس َ
َ
غير ذلك
حيف ،ودخلها ُالتحريف ،ودخلها التص ُُ الكتاب فإنما يأخذون علمهم من صحفهم ،ولذا دخلها ِ
تعرتيهم. ِ
اآلفات التي من
ْ
ِ
العالم استفا َد فإن م ْن تواضع معنتواضع معهمَ ،
َ يجب علينا تجاه علمائنا ْ
أن ُ األمر الثاين :الذي
كان يأيت زيد بن ثابت أو معاذ أن عبدَ اهلل بن عباس َ خيرا عظيما ،وقدْ جا َء َ من ُهَ ،
ونال من ُه ً
ذلك ،قال :إن كذلك نفعلوا قال ل ُه لما َ يستيقظ فيجد ُه؛ فلما َ
َ بيته حتىويبيت عندَ ِ
ُ فيمسك بزما ِم دا ِ
بته
كبيرا مع اإلمام محمد بن إدريس حضر اإلمام أحمد عند الشافعي تواضع تواض ًعا ً َ بعلمائنا ،ولما
أن نتواضع مع علمائنا» ،فمن تواضع يف شيء بورك له ِ
فيه، إن ُأمرنا ْ ذلك َ
قالَّ « : قيل ل ُه يف َ الشافعي؛ فلما َ
ُ ْ َ َ
قال: ِ
كعبهَ ، ِ
وعلو ُ
االتفاق على جاللة حكي ِ
زمانه ،وقدْ ِ
األئمة يف ولذلك قال اإلمام الشافعي وهو إمام
َ
ِ
الطلب يف العلم أهان نفس ُه يف ِ
أول َ النفس التي ال هتينها» ،فمن
ُ «أهي ُن نفسي فهم يكرموهنا ،ول ْن تكر َم
ذلك ،ونالت ما أرادت. كرمت بعدَ َْ
وهو ِ
بالخصوصَ ، ِ
العلم يجب علينا تجا َه علمائنا ،وأخص من َ
ذلك طلبة ُ األمر الثالث :الذي
ُ
األدب مع العلماء ،واالحرتام وتنزيلهم المنزل َة العاليةَ؛
ُ مع علمائهم ،واحرتامهم ،فيجب عليهم األدب َ
ُ
يستحق عليك ٍ
بعلم َ من أدنى يستحقون تقديرا؛ َ
َ ِ أن َ
أهل الفض ِل ممن أوتوا فضالً وأدلوا فكما َ
ُ فإن ْ بقرابة
4
التقدير والتعظيم ،وقدْ جا َء أن الشافعي رمحه اهلل تعاىل كان يقول لما حضر عند مالك بن أنس يخرب عن
ُ
مالك يسمع
َ جلست يف مجلس مالك اتصحف الورق تصفحا رقيقا ،خشي َة أن ُ حاله فيقول« :كنت إذا
ذلك ،فجا َء َ
أن ذلك الشافعي قيدُ اهللِ َ
جل وعال من يفعل مع ُه مثل َ ِ
لهيبته» ،فلما فعل َ َ
وذلك صوت الورق،
أشرب الماء والشافعي
َ ألهتيب ْ
أن ُ كان ُ
يقول« :إين الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الشافعي َ
ِ
وقدره». ِ
لمكانته ينظر إلى
شخصا بالتقدير الشرعي من غير غلو ومن غير مجاوزة ً ولذلك أيها اإلخوة!! فإن من قدر
ِ يبارك له فيما ِ ِ
العلم فيه ،ومما ذكروا ُ
أهل ُ ُ األمرين فإن ُه للحد ،فإن من قدر شيئا وتواضع فيه فجمع هذين
ِ
كتابه يف «أدب ذكر يفوهو ما ذكر ُه اإلما ُم أبو بكر الخطيب البغدادي عليهِ رمحةُ اهللِ َ الباب َ ِ يف هذا
ِ
شيخه مع ِ قالَ « : كذلك يف «الفقيه والمتفقه» َ َ ِ
العلم َ طالب
َ إن الرواية وذكره وهو الجامع يف المحدث» َ
ِ ِ ِ
غيبته فال يسميه ذكر شيخ ُه يف يجب أال يكلم ُه بتاء المخاطبة ،وإنما يكلم ُه بالجم ِع تقديرا لمكانة ،وإذا َ ُ
يجيب على المكفولة» ،ومماِ ِ
األوصاف ذلك من الشيخ ْأو الحافظ أو غير َ ُ ُ
فيقول باسمه ،وإنما ينعت ُه ِ
ُ
عليه عندَ جفوته ،وقيل إن من لم يصرب على ذل التعلم بقي أن يصربَ ِ بالخصوص تجاه شيخة ْ ِ ِ
العلم طالبِ
للعلماء علىِ يجب ذلك ،ومماواإلنسان يطر ُأ ل ُه ما يطر ُأ يف َ ِ ذل الجهلِ ،فالبدَ م ْن الصربِ، عمره كل ُه يف ِ
ُ
بورك له ِ ِ ِ ِ ِ
فيه ،وقدْ ْ ُ ألهله لهم ،فإن م ْن نسب العلم ينسبون الفضل ْ َ عليهم ْ
أن ْ بالخصوص يجب العلم طلبة
أن ينسب إلى ِ ِ
العلم َ إن من ِ ِ قال أبو ِ َ
أهله» ،فم ْن نسب العلم ُ بركة القرطبي يف «تفسيره الجام ِع»ْ َ « : ِ عبد اهلل
الطالب ِ الواجب على ِ من ِ ِ إلى ِ
وهو ْالعلم َ بركة أهله ،ونقل فائد ًة فذكرها مم ْن نقلها من ُه؛ فإن هذا م ْن
قال أربعمئة وتسعي َن أو بعدها بقليلَ ، ٍ الحنبلي المتوىف سن َة التميمي رزق اهللِ قال ُ لشيخه ،وقد َ ِ
َ
فإن نسب َة الفض ِل ترتحمون علينا»؛ لذلك َ َ ثم تذكرونا وال العيب عليكم ْ ِ ِ
لتالميذهَ « :
أن تستفيدوا منا َ من
أن ْ
قال شعبة بن الحجاج « :إن الشيخ إذا سمعت منه أعظم الفوائد ،وقدْ َ ِ والدعاء لم ْن أفاد م ْن ِ ِ
ألهله
حييت» ،المق صود يف هذا كله أن الواجبات يف هذا الباب طويلة وكثيرة ،ولو ْ أكون ل ُه عبدً ا ما َ حدي ًثا فإين
العلم يف هذا المقا ِم لطال. ِ أهلالباب ،وما ذكر ُه ُ ِ كل ما يف أرا َد المرء أن يعدد ّ
¹