Professional Documents
Culture Documents
31 150 10 - 2
31 150 10 - 2
مذكرة ماجستير
التخصص:علم النفس العيادي
من طرف
أمينة بن قويدر
ملخص
هدفت الدراسة الحالية إلى الكشف عن طبيعة العالقة بين إستراتيجية القمع االنفعالي والمخططات
المبكرة غير المتكيفة ،لدى عينة مكونة من 853طالب وطالبة بجامعة سعد دحلب بالبليدة .ولتحقيق هذا
الهدف تم طرح التساؤالت التالية :
هل توجد عالقة إرتباطية بين القمع االنفعالي و الدرجة الكلية للمخططات المبكرة غير المتكيفة
لدى عينة البحث؟
هل توجد عالقة إرتباطية بين القمع االنفعالي والمجاالت الخمسة للمخططات المبكرة غير
المتكيفة لدى عينة البحث؟
هل توجد عالقة إرتباطية بين القمع االنفعالي و كل أنواع المخططات المبكرة غير المتكيفة
لدى عينة البحث؟
ولإلجابة على هذه األسئلة تمت صياغة فرضيات وفقا لهذه التساؤالت.
وللتحقق من صحة هذه الفرضيات استخدمت الباحثة المنهج الوصفي بشقيه التحليلي واالرتباطي ،حيث
تم استخدام استبيان القمع االنفعالي لوينبرجر ومقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة لجيفري يونغ،
وهذا بعد ترجمتهما وتقنينهما على البيئة الجزائرية .وبتحليل البيانات بإستخدام األساليب االحصائية
المناسبة،انتهى البحث إلى النتائج التالية:
وجود عالقة إرتباطية سالبة ودالة إحصائيا بين القمع اإلنفعالي و الدرجة الكلية للمخططات
المبكرة غير المتكيفة.
وجود عالقة اإلرتباطية سالبة وذات دالة إحصائيا بين القمع اإلنفعالي ومجاالت المخططات
المبكرة غير المتكيفة ( مجال اإلنفصال والرفض ،مجال نقص اإلستقاللية واالداء الجيد ،مجال
التبعية لآلخرين،مجال اليقضة المفرطة والكف ،مجال نقص الحدود).
عدم وجود عالقة إرتباطية ذات داللة إحصائية بين القمع االنفعالي وكل أنواع المخططات
المبكرة غير المتكيفة ،حيث أن هذه الفرضية لم تثبت وجود ارتباط دال إحصائيا بين القمع
االنفعالي ومخططي العالقة الدمجية والتضحية ،أما المخططات المتبقية (مخطط نقص الحنان،
مخطط اإلهمال ،مخطط الشك والتعدي ،مخطط العزلة والنفور ،مخطط النقص وعدم الكمال،
مخطط الفشل ،مخطط التبعية وعدم الكفاءة ،مخطط القابلية لإلنجراح ،مخطط العالقة الدمجية،
3
مخطط اإلجبار والخضوع ،مخطط التضحية ،مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت ،مخطط
المتطلبات العالية ،مخطط السيطرة ،مخطط نقص التحكم في الذات) فقد كانت دالة إحصائيا،
وعلى العموم فإن أغلب أنواع المخططات كانت مرتبطة بالقمع اإلنفعالي.
وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة الحالية منن نتنائج قندمت الباحثنة عنددا منن االقتراحنات ،والتني
يمكن أخذها بعين االعتبار من بينها:
إقترح دراسات مسحية لكل من القمع االنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة ،دراسات
االنفعالي ،أنماط إرتباطية تدرس العالقة بين القمع االنفعالي وكل من (األلكستيميا ،التجنب
الشخصية ،)......بناء مقاييس خاصة بالقمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة على البيئة
الجزائرية.
دراسات تتعلق ببناء برامج عالجية لكل من القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة أيضا
على البيئة الجزائرية.
4
Résumé :
شكـــــــر
قال هللا تعالى... ":رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحا
ترضاه( "...األحقاف.)25
و قال تعالى ":لئن شكرتم ألزيدنكم" ( إبراهيم .)7
فالحمد هلل القادر المقتدر الملك القدوس حـــمدا كثيرا الذي سدد خطاي و وفقني لما فيه الخير ورزقني
العزم واإلرادة و الصبر إلنجاز هذا العمل المتواضع.
وعمال بقوله صلى هللا عليه و سلم " :من لم يشكر الناس لم يشكر هللا".
أتقدم بالشكر و العرفان إلى كل من ساهم في إخراج هذه الثمرة إلى حيز الوجود و في مقدمتهم
األستاذ المشرف حدار عبد العزيز الذي لم يبخل بعطائه من معلومات و توجيهات هامة.
كما أتقدم بالشكر الخاص والخالص لألستاذة الفاضلة كركوش فتيحة ،والتي قدمت لي يد المساعدة ولم
تبخل علي ال بوقت وال جهد وال علم وال معرفة ،فلها مني فائق االحترام و التقدير واالمتنان.
كما اتقدم بالشكر الجزيل لألساذة الكرام :نادية شرادي ،عبالش جوهر ،نعموني مراد ،بوسالم عبد
العزيز ،براهيمي سامية ،على ما قدموه لي من معلومات وتوجيهات.
ودون أن أنسى شكر األستاذ العبزوزي الربيع على قبوله مناقشة هذه المذكرة ،وعلى منحه جزءا من
وقته في سبيل تفحص هذه المذكرة ومدنا بتوجيهات قيمة.
وال أنسى فضل أساتذة اللغة الفرنسية واالنجليزية بثانوية بن علية يحي وخاصة األستاذة عيوش فطيمة،
على ما قدموه لي من مساعدة فيما يخص ترجمة بعض المقاالت وأيضا ترجمة المقاييس ،فلهم مني
خالص الشكر واالمتنان.
والشكر موصول إلى كل من قدم لي يد المساعدة إلتمام هذا البحث من قريب أو من بعيد ،فجزى هللا
الجميع خير الجزاء.
7
الفــهـرس
ملخص
كلمة شكر
الفهرس
قائمة الجداول
مقدمة13..........................................................................................................
.2فصل اإلطار النظري لإلشكالية16..........................................................................
.2.2تحديد اإلشكالية16........................................................................................
.1.2صياغة الفرضيات21.....................................................................................
.8.2تحديد المفاهيم22..........................................................................................
.2 .8.2القمع االنفعالي22......................................................................................
.2.8.1المخططات المبكرة غير المتكيفة80...................................................................
.4.2أهداف البحث80..........................................................................................
.5.2أهمية البحث23............................................................................................
.1الفصل الثاني :االنفعاالت والضبط االنفعالي32.............................................................
تمهيد32..........................................................................................................
.2.1االنفعاالت32..............................................................................................
.2.2.1تعريف االنفعال32.....................................................................................
.1.2.1مكونات االنفعال34....................................................................................
.8.2.1شروط حدوث االنفعال85.............................................................................
.4.2.1النظريات المفسرة لالنفعاالت83.....................................................................
.3.1.2االنفعاالت وعالقتها بالصحة والمرض47...........................................................
.1.1الضبط االنفعالي52.......................................................................................
8
.2.1.3.5وصف المقياس228................................................................................
.8.1.3.5طريقة التنقيط224..................................................................................
.4.1.3.5معايير التقدير225..................................................................................
.7.5أساليب تحليل البيانات223...............................................................................
.3الفصل السادس:تحليل ومناقشة النتائج227.................................................................
تمهيد227........................................................................................................
.2.3تحليل ومناقشة النتائج الخاصة بمتغيرات البحث227...................................................
.2.2.3القمع اإلنفعالي227....................................................................................
.1.1.3المخططات المبكرة غير المتكيفة220................................................................
.1.3تحليل ومناقشة النتائج الخاصة بالفرضيات215........................................................
.2.1.3تحليل ومناقشة نتائج الفرضية األولى215...........................................................
.1.1.3تحليل ومناقشة نتائج الفرضية الثانية210..........................................................
.8.1.3تحليل ومناقشة نتائج الفرضية الثالثة284..........................................................
االستنتاج العام243..............................................................................................
الخاتمة243......................................................................................................
االقتراحات250..................................................................................................
المراجع252.....................................................................................................
المالحق
11
قائمة الجــداول
218 المتوسطات الحسابية واإلنحرافات المعيارية وقيمة"ت" لداللة الفروق بين 23
المتوسطات في المخططات المبكرة غير المتكيفة
215 معامالت اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير 20
المتكيفة.
210 معامالت اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي و المجاالت الخمسة للمخططات المبكرة 10
غير المتكيفة.
12
284 معامالت اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة 12
بمختلف أنواعها
قـائمـة األشكـال
مقــدمــة
تعتبر القدرة على االستجابة للمنبهات البارزة من خالل البيئة أمر بالغ األهمية للداللة على تكيف
الفرد ،حيث يمكن لالستجابة االنفعالية أن تصقل إمكانياتنا اإلدراكية )،(Perceptual faculties
وتسهل نشاطنا ،وتساعدنا على اتخاذ القرار ،وتعزيز التواصل االجتماعي ،وتقوية ذاكرة األحداث الهامة
) ،(Recollectionولعل هذه القدرة راجعة إلى عمليات ضبط االنفعال ،والتي تغير نتائج المؤثرات
الطارئة في البيئة ،وكذلك تنشر عمدا إستراتيجيات تسعى إلى تغيير الطريقة التي نفكر بها حول المثير
فيه المرغوب غير االنفعال أهمية من التقليل نحو تركيزنا تحول أو االنفعالي،
[ ]2ص.2
ومع ذلك فإن استجابة األفراد لهذه المنبهات تختلف ،فالبعض قد يصارع األسى ) (Distressأو
االكتئاب ،أو استجابات أخرى قد تخلق مشاكل في العمل أو على مستوى العالقات االجتماعية.
في حين أن آخرين يبدون تعامل جيد ،وعدم إظهار أي اضطراب في األداء ،وإظهار القدرة على
االنتقال من حدث آلخر بسرعة نسبية ،إن هذه االستجابة الوجدانية الذاتية قد تعتبر شكال من أشكال
التعامل القمعي [.]1
ورغم المرونة التي يبديها مستخدمي هذه اإلستراتيجية (إستراتيجية القمع االنفعالي) ،إال أنها تعتبر
إستراتيجية غير متكيفة [.]8
فحسب المنظور الحديث في علم النفس المرضي فإن تجنب االنفعاالت السلبية وقمعها يؤدي إلى العديد
من العواقب الوخيمة على المستوى النفسي والجسدي [.]4
ومن هنا فإن هذه اإلستراتيجية ذات اآلثار السلبية سواءا النفسية أو العضوية ،وذات الخصوصية في
التحيز إلعطاء تقارير إيجابية ،تتطلب المزيد من البحث ،وذلك بربطها بمتغيرات أخرى ،وهذا بغرض
الكشف عن جوانب مختلفة لهذه اإلستراتيجية ،وخاصة إذا كانت هذه المتغيرات ذات صلة باالنفعال.
وبهذا الخصوص فقد ركزت الموجة الثالثة من العالج السلوكي المعرفي ،على االنفعاالت وهذا من
خالل أعمال كل من مارشا ) (Marcha.Mحول العالج السلوكي الجدلي (Thérapie
14
خصص الفصل الخامس لإلطار المنهجي للدراسة ،حيث تم تناول الدراسة االستطالعية ،ومنهج البحث،
عينة الدراسة ،أدواتها ،واألساليب اإلحصائية المناسبة لمعالجة نتائجها.
أما الفصل الخامس واألخير من هذا البحث فقد خصص لعرض وتحليل ومناقشة النتائج.
وقد احتوى على قسمين القسم األول خصص لتحليل ومناقشة النتائج الخاصة بمتغيرات البحث.
أما القسم الثاني فقد خصص لعرض وتحليل ومناقشة النتائج المتعلقة بالفرضيات.
وفي األخير عرض إستنتاج عام وخاتمة للدراسة ،مع تناول بعض آفاق البحث التي يمكن أن تفتحها
الدراسة الحالية.
16
الفصل 2
اإلطار النظري إلشكالية البحث
.2.2اإلشكـالـية:
يؤدي االنفعال دورا كبيرا في تشكيل االضطرابات النفسية والصعوبات االنفعالية ،وذلك حسب
العديد من النماذج النظرية ،على اعتباره أساسا للخبرة البشرية .إال ّ أن العديد من هذه النماذج لم تعط
االهتمام الكافي لدور االنفعال في تطويرها ،لكن مع البحوث التي أجريت مؤخرا (سواء النظرية منها أو
الميدانية) من طرف العديد من الباحثين أشارت إلى ما يسميه كل من فيشر ) (Fischerوتنجني
وسط علم النفس المرضي )(Emotion révolution ( )2005( )Tangneyبثورة االنفعال
[ ]3ص .230
كما أن تطور البحث في مجال علم النفس المرضي أدى إلى زيادة التشديد على أهمية العمليات
االنفعالية في تطوير الشذوذ ،ومن بين هذه الدراسات دراسة كل من(Cicchetti,1984,Cichetti :
)αCohen,1995,Luthar,Burack,.CicchettiαWeiz,1997,Sroufrutter,1984
هذا باإلضافة إلى أن التطور الحاصل في علم األعصاب ) (Neuroscienceوعلم النفس العصبي
) ،(Neuropsychologyقد أفاد بصورة كبيرة في معرفة ما يصاحب االنفعال من تأثير هذه
التغيرات على الصحة النفسية و التكيف [ ]3ص.203
ول ّعنننل منننن أهنننم المفننناهيم التننني جننناءت بهنننا ثنننورة االنفعنننال ،مفهنننوم ضنننبط االنفعنننال والنننذي يشنننير
إلننى" جميننع العمليننات الجوهريننة والعرضننية المسنننؤولة عننن متابعننة وتقيننيم وتعننديل الننردود االنفعالينننة
المكثفننننننننننننننننة (الشننننننننننننننننديدة) والمؤقتننننننننننننننننة لتحقيننننننننننننننننق أحنننننننننننننننند األهننننننننننننننننداف ]0["...ص.250
" وضننبط االنفعننال يعنند عننامال حاسننما ومهمننا لننألداء البننين شخصنني" ).]3[ (interpersonal
17
فالعدينننند مننننن الدراسننننات تننننربط بننننين النجنننناح فنننني ضننننبط االنفعننننال والنتننننائج الصننننحية الجينننندة
وتحسننين العالقننات فنني العمننل ومننن ب نين هننذه الدراسننات دراسننة .(Brackett αSlvey, 2004,
)JohenαCrss, 2004
فننننني حننننننين أن صننننننعوبات ضننننننبط االنفعنننننال ) (Dysregulationيعتبننننننر شننننننكال مننننننن أشننننننكال
الباتولوجيا [ ]20ص. 448
وقد ربطت العديد من الدراسات بين صعوبات ضبط االنفعال و االضطرابات النفسية ،بما في ذلك
(Linekan,1993,Lynch, Trost,Salsman إضطراب الشخصية البينية ،حسب دراسة
) ،αLinekan,2007اإلكتئاب األساسي (Nolen-holcksma et all,2008,Rottenbeg α
) ،Cross αGothb,2005االضطراب ثنائي القطب ) ،(Johnson,2005إضطراب
الحصر(القلق المعمم) ) (Mennen et all,2007إضطراب القلق االجتماعي
).]22[ (SAD; Kashdan & Breen, 2008
ويعمل ضبط االنفعال سواء في حاالت النجاح أو في حالة وجود صعوبات ،على نشر إستراتيجيات
تنظيمية تعمل على تعديل حجم ونوع الخبرة االنفعالية أو الحالة المستخرجة لالنفعال.حيث يعتمد نجاح
الضبط االنفعالي على استراتيجيات متكيفة ،أما الصعوبات في ضبط االنفعال فهي مصاحبة
الستراتيجيات غير متكيفة [.]22
ومن بين االستراتيجيات غير المتكيفة المعرقلة لضبط االنفعال إستراتيجية القمع االنفعالي
) (Emotion repressionأو ما تسمى بإستراتيجية التعامل القمعي [ ]3ص.11
والتي تعرف على أنها "جهود معرفية وانفعالية لتجاهل أو تحويل االنتباه عن المثيرات المهددة ،سواءا
كانت هذه المثيرات داخلية أو خارجية [ ]21ص17.743
ولقد ظهر هذا المفهوم وبهذا التعريف في الثمانينات في محاولة لكل من وينبرغر وسوارتز ودافيدسون
) (Weinberger,Schwartz,Davidsonسنة ،2070حيث إستخدم هؤالء مقياس تايلور للقلق
الظاهر ) ، (Taylor manifist anxietyومقياس االستحسان االجتماعي
) (Marlow-Growen socialوفي محاولة لتحديد حقيقة القامع ،إقترح وانبرغر وزمالؤه تصنيف
األفراد إلى أربعة أصناف على أساس كونهم عالين أو منخفضين على المقياسين وكانت النتائج كالتالي:
دفاع مرتفع/قلق مرتفع :ارتفاع في الدفاع وارتفاع في القلق.
عدم الدفاع/انخفاض القلق :انخفاض في الدفاع وانخفاض في القلق.
عدم الدفاع /ارتفاع القلق :دفاعية منخفضة وقلق مرتفع.
قامعون :دفاعية عالية وقلق منخفض [ ]28ص.210
18
وقد إقترح وانبرغر أن القامعين هم األفراد الذين فشلوا في التعرف على انفعاالتهم الخاصة ،وهته
الفئة تعمل بنشاط لحفظ ذاتها أكثر من غيرها ،والقامعون يقللون من شأن حالة القلق لديهم (قلق منخفض
حسب تقاريرهم الذاتية) بحيث يبدون أكثر إستحسانا اجتماعيا [.]24
لتتوالى الدراسات بعد ذلك على هذا المتغير ،فحسب فرنهام ) )1002( (Furnhamفيما ذكره
فرنهام ( ]28[ )1001ص،210حيث إستعرض حوالي 30دراسة حول أسلوب التعامل القمعي والتي
جمعت تحت ثالث محاور:
المحور األول:الدراسات المعرفية ،من خالل إختبارات ) (Stroopلتذكر المهام والتي أظهرت أن
القامعين عموما لهم حساسية للغاية للتأثر بالمنبهات المكونة من الكلمات االنفعالية ،والذكريات الوجدانية
(Baumeister & Cairns, 1992 )(Affectiveومن بين هذه الدراسات Bonanno,
Davis, Singer, & Schwartz, 1991; Cutler, Larsen, & Bunce, 1996; Davis,
shan & Eysenck, 1997; Fox, 1993; Holtgraves & Hall, 1995; -1987; Derak
)Myers & Brewin, 1994; Schimmack ;.Mendolia, Moore, & Tesser, 1996
المحور الثاني :دراسات أفادت عن مختلف الفروق الفردية التي تعتمد في الغالب على التقرير الذاتي،
مما يدل على أن القامعين لديهم نقاط عالية من التكيف والصحة والتصدي الناجح للخوف والقلق والحزن
ودرجة منخفضة من العداء ،باختصار فإن القامعين يظهرون من خالل تقاريرهم الذاتية بوصفهم
المجموعة األكثر صحة والسعيدة والمتكيفة ،ومن بين هذه الدراسات ;(Egloff & Hock, 1997
Egloff & Krohne, 1996; Kreitler & Kreitler, 1991; Myers & Myers & Vetere,
Brewin,1997).
المحور الثالث :إستعرض خالله دراسات أستعمل فيها مقاييس سلوكية (تعتمد على التقرير الذاتي)
والمقاييس الفيسيولوجية ،مثل االستجابات الكهربائية في دقات القلب ،ومستويات إفراز
الكرتزول ) (Basal Salivary cortisolوالبحث في هذه الدراسات يميل إلى الكشف عن أوجه
التفاوت في بيانات التقارير الذاتية واالستجابات الفيسيولوجية والتي تشير إلى أن هناك تناقض بينهما،
ومن هذه الدراسات :
(Altemus, Wexler, & Boulis, 1989; Asendorpf & Scherer, 1983; Brown,
Tomarken, Orth, Loosen, Kalin, & Davidson, 1996; Fox, O’Boyle, Barry,
;& McCreary, 1989; Gudjonsson, 1981; Jamner & Schwartz, 1986
Jensen,
19
;1987; King, Taylor, Albright, & Haskall, 1990; Kneier & Temoshok, 1984
Newton & Contrada, ;1992 Shaw, Cohen, Doyle, & Palesky,
)1985;Weinberger et al., 1979
وباإلضافة إلى الدراسات التي عرضها فرنهام ) (Furnhamهناك دراسات أخرى حاولت معرفة
آثار القمع االنفعالي على الصحة الجسدية والنفسية.
فالقمع االنفعالي مرتبط باضطرابات الجهاز القلبي الوعائي حسب ما أثبتته العديد من الدراسات من
(Cross,1986,Pennebaker and all ;1987,Scheier and دراسة بينها
)Bridger,1995
فالقامعين حسب دراسة جان ) (Jannوغاري) ،)2007( )Garyيتعرضون في مواقف الدفاع إلى
إرتفاع ضغط الدم .وكذلك إرتبط العجز في التعبير االنفعالي والقمع االنفعالي باختالل وظيفة المناعة
[.]25
عالوة على ذلك فإن مفهوم القمع االنفعالي ذو صلة خاصة في نشر االنتعاش )(Recovery
الفيسيولوجي البطيء ،والذي أقترح كسبب لإلضطرابات المتعلقة بالضغط وهذا حسب دراسة كل من:
).]23[(Brosschot and Athaylor,1995
أما اآلثار النفسية المترتبة عن القمع االنفعالي فصعب التحقق منها نظرا لميل القامعين إلى اإلختيار
االيجابي في تقاريرهم الذاتية ،إال أن المقاييس الفيسيولوجية تظهر عكس ذلك أي أن للقمع االنفعالي آثار
سلبية على الجانب النفسي وإن أظهر القامعون عكس ذلك ،وهذا ما أكدته الدراسات سابقة الذكر.
باإلضافة إلى أن البحوث الحديثة تشير إلى أن تجنب المواد االنفعالية لها عالقة بالتطوير والحفاظ
على أثار استجابة القلق ،وقد بين هذا العديد من البحوث النظرية والدراسات حول آثار الضبط االنفعالي
وبحوث قمع األفكار واالنفعاالت واالستجابات [ ]4ص.05
وعليه فان للقمع االنفعالي أيضا نتائجا سلبية على الجانب النفسي حتى وإن لم يصرح بها في التقارير
الذاتية.
ومن خالل الدراسات السابقة الذكر وكذلك التراث النظري لهذا المفهوم (القمع االنفعالي) فإن
اإلهتمام قد إنصب حول جانبين هما:
الجانب األول :تمثل في تحديد ماهية القمع االنفعالي وبالتحديد القامعين (مستخدمي إستراتيجية القمع
االنفعالي) ،فهته الفئة لديها قدرة عالية على ضبط النفس حسب وينبرغر)]18[ (Weinberg
ص.547
لذا فإن هته الفئة تظهر من خالل التقارير الذاتية بأنها ال تشتكي من أي عرض من أعراض األسى
النفسي ،إال أن المقاييس الفيسيولوجية تظهر عكس ذلك.
20
أما الجانب الثاني :فقد تمثل في دراسات حول النتائج المترتبة عن القمع االنفعالي على المستوى النفسي
والعضوي كما تقدم.
أما فيما يخص الدوافع المؤدية الستخدام هذه اإلستراتيجية ،فقد أرجعها البعض إلى العوامل االجتماعية،
فحسب فريد ) ]20[(Freydفقد أثبتت الدراسات أن التذكر المنخفض (الذي يتسبب فيه استخدام
إستراتيجية القمع االنفعالي) يكون في حالة اإلساءة من طرف مقدمي الرعاية.
وقد إقترح فريد [ ]20أن الطريقة التي تتم فيها معالجة األحداث والتذكر تكون متعلقة بالحدث السلبي
الذي يمثل له خيانة ،وقد يكون الوعي الكامل بمثل هذه اإلساءة زيادة خطر للضحية من خالل تعزيز
االنسحاب أو مواجهة مرتكب الجريمة.
و يرى ستيفن لينتن ) ،]10[ )1020( (Steven Lintonأن ما يتلقاه الفرد من سوء معاملة وال سيما
بشكل من أشكال االعتداء الجنسي أو الجسدي ،يمكن أن تؤدي إلى صعوبة كبيرة في ظهور االنفعاالت
السلبية وهي تلعب دورا هاما في عملية الضبط االنفعالي (بما في ذلك القمع االنفعالي).
وحسب جيفري يونغ ) (Jeffry Youngفإن خبرات اإلساءة في الطفولة وخاصة من قبل القائمين
بالرعاية تتسبب في تطوير المخططات مبكرة غير متكيفة [ ] 5ص.800
كما قد أكد ) ]10[ )1020( (Steven Lintonمن جهته الدور الوسيط الذي تلعبه المخططات المبكرة
غير المتكيفة بين خبرات اإلساءة في مرحلة الطفولة أو المراهقة والصعوبة في ضبط االنفعاالت (بما
فيها أسلوب التعامل القمعي).
وتعتبر نظرية العالج بالمخططات المبكرة غير المتكيفة من أحدث النظريات التي تفسر االضطرابات
النفسية ومختلف األعراض السريرية [. ]5
ويعرف المخطط المبكر غير المتكيف على أنه تنظيم يأخذ منبعه من الطفولة ،يؤثر على حياة الفرد،
وينتج عن ظروف تحملها الفرد من عائلته أو أصدقائه من سخرية و اعتداءات ،الرفض ،اإلهمال،
في الحماية ،التخلي ،حرمان أو فقدان ،أو أي شيء بإمكانه أن يؤدي إلى صدمة اإلفراط
[. ]10
و قد إفترض يونغ ) ( Youngأن هناك خمسة أهداف أساسية إذا حققها الطفل فإنه يسير على نحو
سليم أو صحي ،وهذه األهداف هي التواصل ) ،(Connectedاالستقالل ) ،(Outonomyالكفاءة
) ،(Worthinessالتوقعات المعقولة ) ،(Reasonabele expectationالحدود الواقعية
).(Realistic limites
كما افترض يونغ وزمالؤه (" )1005ثمانية عشر مخططا تتجمع في خمسة مجاالت تعكس األهداف
المذكورة أعاله وهذه المجاالت هي :االنفصال و الرفض ،نقص االستقاللية و األداء الجيد ،نقص الحدود
(عدم المسؤولية) ،التبعية لآلخرين ،اليقظة المفرطة و الكف".
21
توجد عالقة إرتباطية بين القمع االنفعالي والمجاالت الخمسة للمخططات المبكرة غير المتكيفة
لدى عينة البحث.
توجد عالقة إرتباطية بين القمع االنفعالي وكل أنواع المخططات المبكرة غير المتكيفة لدى عينة
البحث.
.8.2تحديد المفاهيم:
قد إحتوت هذه الدراسة على المتغيرين التالين :القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة،
وفيما يلي سنقدم التعريف اإلجرائي واإلصطالحي لكل متغير.
.2.8.2القمع االنفعالي :يحدد مفهوم القمع االنفعالي على النحو التالي:
أ .إصطالحا:
هي جهود معرفية وانفعالية لتجاهل أو تحويل االنتباه عن المثيرات المهددة ،سواءا كانت هذه المثيرات
داخلية أو خارجية []21ص. 243
ب .إجرائيا:
تعرف إستراتيجية القمع االنفعالي في هذا البحث على أنها الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في
القمع االنفعالي من خالل قسمة الدرجات المتحصل عليها في سلم التحكم في الذات على ثالثة ،مضاف
إليها الدرجات المتحصل عليها في بعد الدفاعات القمعية.
درجة القمع= درجة بعد التحكم في الذات +8/درجة بعد الدفاعات القمعية.
.1.8.2المخططات المبكرة غير المتكيفة :ويحدد مفهوم المخططات المبكرة غير المتكيفة على
النحو التالي:
أ .إصطالحا:
هي إختالل وظيفي واضح ،مكون من ذكريات ،إنفعاالت ،معارف وإحساسات جسدية ،تتشكل خالل
مرحلتي الطفولة أو المراهقة ،تتعلق بالذات أو العالقات مع اآلخرين [ ]7ص.85-84
ب .إجرائيا:
تعرف المخططات المبكرة غير المتكيفة في هذا البحث على أنها الدرجات التي يتحصل عليها الطالب
في مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة لجيفري يونغ.
ويتكون مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة من خمسة عشر بعدا وفيما يلي التعريف
االصطالحي واللغوي لكل مخطط:
مخطط نقص الحنان :يحدد مفهوم مخطط نقص الحنان على النحو التالي:
23
أ .إصطالحا:
فمخطط نقص الحنان،هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بإعتقاده أن اآلخرين ال يمدونه بالسند العاطفي
الذي هو بحاجة إليه [ ]18ص.41
ب .إجرائيا:
يعرف مخطط نقص الحنان في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب
في بعد نقص الحنان من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بنوده بين البند 2والبند .5
مخطط اإلهمال /عدم اإلستقرار :يحدد مفهوم مخطط االهمال/عدم االستقرار على النحو التالي:
أ .إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتشكل من نقص االستقرار والثقة المدركة من طرف األشخاص الذين يقيمون الرعاية
للطفل [ ]18ص.78
ب.إجرائيا:
يعرف في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد اإلهمال وعدم
االستقرار من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 3و .20
مخطط الشك /التعدي :يحدد مفهوم مخطط الشك/التعدي على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بتوقع سوء المعاملة من طرف اآلخرين ،الكذب عليه ،خداعه
وإستغالله ،بصفة عامة إعتقاد الفرد أن العذاب الذي يعاني منه هو نتيجة إهمال متعمد له و غير مبرر
من طرف اآلخرين ،وكذلك شعوره بالحرمان المستقر مقارنة باآلخرين [ ]18ص.78
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط الشك في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
الشك/التعدي من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 22و. 25
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط العزلة في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
العزلة من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 23و .10
مخطط النقص /عدم الكمال :يحدد مفهوم مخطط النقص /عدم الكمال على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم بحكم الفرد على نفسه بأنه شخصية غير متكاملة وغير قادرة ،و أنه ال يؤثر في
اآلخرين ،وهذا الفرد ال يتحمل االنتقادات و التوبيخ ،ويتضايق من مقارنته باآلخرين ،و يتميز بنقص
الثقة بالنفس ،كما أنه يلوم نفسه إتجاه عيوبه ،وهذه العيوب قد تكون داخلية كالغضب ،اللذة الجنسية غير
المقبوله ،أو تكون خارجية :تشوه جسمي ،ضيق إجتماعي [ ]18ص.78
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط النقص /عدم الكمال على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
النقص/عدم الكمال من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 12و . 15
مخطط الفشل :يحدد مفهوم مخطط الفشل على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم بإعتقاد الفرد أنه فاشل ،أو أنه سيفشل ،و أنه غير قادر على النجاح مثل اآلخرين
(دراسة ،مهنة ،رياضة )...وعادة ما يحكم الفرد على نفسه بأنه أبله ،عديم الكفاء ،ال يملك موهبة
وجاهل ،أو لديه مستوى أقل من اآلخرين [ ]7ص.44
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط الفشل في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
الفشل من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 13و.80.7
مخطط التبعية /عدم الكفاءة :يحدد مفهوم مخطط التبعية/عدم الكفاءة على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يؤمن الفرد من خالله بحقيقة عجزه في مواجهة المسؤوليات اليومية لوحده (إتخاذ
القرارات ،اإلعتناء بالنفس) ويردد كثيرا "انا ال أستطيع أن ]18[ "....ص.78
ب.إجرائيا:
25
يعرف إجرائيا مخطط التبعية/عدم الكفاءة على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في
بعد التبعية/عدم الكفاءة من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 82و .85
مخطط القابلية لإلنجراح :يحدد مفهوم مخطط القابلية لالنجراح على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بخوف مبالغ فيه ،كحدوث كارثة ال يمكن تجنبها ،و تتعلق هذه المخاوف
بعدة إحتماالت هي:
يعرف مخطط القابلية لإلنجراح في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب
في بعد القابلية لإلنجراح من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 83و .40
مخطط العالقة الدمجية :يحدد مفهوم مخطط العالقة الدمجية على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي غالبا ما يكون صاحبه له تعلق عاطفي شديد بشخص أو بعدة أشخاص ،كالوالدين فهو
يشعر بحزن دون وجود هذا الشخص ،أو يعيش بدونه ،يحس بأنه مقهور من اآلخرين ،وكذلك شعوره
بالفراغ و أنه بدون هدف [ ]7ص.44
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط العالقة الدمجية على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد العالقة
الدمجية من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 42و .45
مخطط الخضوع /اإلجبار :يحدد مفهوم مخطط الخضوع/االجبار على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي تكون من خالله تصرفات وتعابير وإنفعاالت و قرارات صاحب هذا المخطط كلها
خاضعة لآلخرين وهذا ألنه يحس بأنه مرغم على التصرف بهذه الطريقة ،وعموما يكون ذلك لتفادي
الغضب ،العدوانية أو اإلهمال ،فيحس صاحب هذا المخطط أن رغباته ،آراءه ومشاعره ال تؤخذ بعين
26
اإلعتبار من طرف اآلخرين ،عامة يظهر طاعة مبالغة فيها لآلخرين ،غير أن ردة فعله تكون قوية إذا
أحس بخيانتهم له .كما أنه يقمع غضبه ضد هؤالء الذين يخضع لهم ،عن ذلك إضطرابات في الشخصية
سيكوسوماتية ،إضطرابات عاطفية ،مخدرات كالسلوك العدواني إنفجار في الغضب ،أعراض
[ ]18ص.75
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط الخضوع/اإلجبار على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
الخضوع/اإلجبار من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 43و . 50
مخطط التضحية :يحدد مفهوم مخطط التضحية على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بتقديم مصالح اآلخرين قبل مصالحه ،وهي عملية إرادية بالنسبة له وهذا
ألسباب عامة هي الخوف من إثارة شفقة اآلخرين بنية تفادي أن يشعر صاحب المخطط أنه مسؤول
وأناني ،أو للحفاظ على اتصال ضروري مع اآلخرين [ ]18ص.73
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط التضحية على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد التضحية من
مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 52و .55
التحكم المفرط في اإلنفعاالت :يحدد مفهوم مخطط التحكم المفرط في االنفعاالت على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بأن لديه مراقبة دائمة أو تحكم مبالغ فيه للفرد بمشاعره وطريقة
كالمه وهذا لتجنب الوقوع في الخطأ أو وسوء التوافق مع اآلخرين حيث يتصف هذا الفرد
بالخصائص التالية:
-قمع الغضب والعدوانية.
-الحاجة إلى إعطاء األوامر والدقة .
-قمع الدوافع اإليجابية (كالفرح ،الرغبة الجنسية.)...
-اإلستمرار في الروتين.
-صعوبة معرفة نقاط ضعف صاحب هذا المخطط ،أو التعبير بسهولة عن أحاسيسه
ورغباته[ ]18ص.77
ب.إجرائيا:
27
يعرف مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب
في بعد التحكم المفرط في اإلنفعاالت من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 53و .30
مخطط المتطلبات العالية :يحدد مفهوم مخطط المتطلبات العالية على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يسعى الفرد خالله إلى التأكيد ومحاولة الوصول إلى مستوى عال من الكمال في
سلوكاته و إنجازاته القياسية و أن يكون هو المثل األعلى لكي يتجنب اإلنتقادات وهذه اإلنتقادات تمثل
توترا دائما ،سواء نقد ذاتي أو اآلخرين ،ونتيجة على ذلك يعاني صاحب هذا المخطط من العجز في
الرغبات ،الراحة ،الصحة و التقدير [ ]18ص.77
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط المتطلبات العالية على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
المتطلبات العالية من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 32و.35
مخطط السيطرة :يحدد مفهوم مخطط السيطرةعلى النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بأنه يريد الحصول على أي شيء دون تقدير ماذا يمثل لآلخرين من
خسارة ،وميل زائد لتأكيد قوته ووجهة نظره ،ويتسم حامل مخطط المتطلبات العالية بنقص عام في تقدير
الغير إجتماعيا [ ]7ص.44
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط السيطرة على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد السيطرة من
مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 33و .70
مخطط نقص التحكم في الذات :يحدد مفهوم مخطط نقص التحكم في الذات على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بأن لديه مشكل أساسي هو عدم القدرة أو رفض مراقبة الذات ،وحامل
هذا المخطط ال يستطيع تحمل حرمانه من رغباته ،وغير قادر أن يخفض من إنفعاالته و إندفاعاته ،فهو
ال يدخل في صراعات مع أشخاص آخرين ألنه ال يتقبل أن يصطدم معهم ،فيحاول تجنب كل ما هو شاق
و أليم ،كالمواجهات ،الصراعات ،المسؤوليات واألعمال مع ضرر في الرضا الشخصي أو في إندماجه
28
[ ]18ص.75
ب.إجرائيا:
يعرف مخطط نقص التحكم في الذات على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب في بعد
نقص التحكم في الذات من مقياس المخططات ليونغ ،والمنحصرة بين البند 72و .75
تصنف المخططات المبكرة غير المتكيفة إلى خمسة مجاالت وهي:
مجال اإلنفصال والرفض :يحدد مفهوم مجال االنفصال والرفض على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بعدم قدرته على تكوين روابط أكيدة وناجحة مع اآلخرين ،ويضن أن
إحتياجات اإلستقرار ،األمن ،الحنان ،اإلنتباه واإلنتماء والتي لن تلبى أبدا.
ويندرج في هذا المجال مخطط نقص الحنان واإلهمال/عدم اإلستقرار،مخطط الشك /التعدي ،مخطط
العزلة ،مخطط النقص/عدم الكمال [ ]7ص.42
ب.إجرائيا:
ويعرف مجال اإلنفصال و الرفض في هذا البحث بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب
من خالل البنود المحصورة بين البند 2و البند .15
مجال نقص اإلستقاللية واألدء الجيد :يحدد مفهوم مجال نقص االستقاللية واالداء الجيد على النحو
التالي:
هو خلل وظيفي يتسم صاحبه بأن له توقعات تجاه نفسه وإتجاه العالم ال تطابق قدراته المدركة للبقاء
على قيد الحياة ،و للتصرف باستقاللية ،ألنها القدرة التي يملكها الفرد لإلنفصال عن عائلته ،وإستقالليته
عنها [ ]7ص.42
ويندرج تحت هذا المجال مخطط الفشل ،التبعية/عدم الكفاءة ،مخطط القابلية لإلنجراح ،مخطط
العالقة الدمجية.
ب.إجرائيا:
يعرف مجال اإلستقاللية واألداء الجيد على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب من خالل
البنود من 13إلى .45
مجال التبعية لآلخرين :يحدد مفهوم مجال التبعية لآلخرين على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
29
هو خلل وظيفي يعطي الفرد من خالله إهتماما مبالغا فيه لحاجيات اآلخرين ،وغالبا ليس لديه وعي
بإنفعاالته الخاصة ورغباته الشخصية .و غالبا ما يعطون إهتماما مبالغا فيه لحاجيات اآلخرين على
حساب حاجاتهم الخاصة ،ويتصرف هؤالء بهذه الطريقة بهدف الحصول على القبول و الحفاظ على
الصلة العاطفية ،أو تجنب الهجر أو التخلي وهؤالء في طفولتهم لم تكن لديهم الحرية في متابعة ميولهم
الطبيعية ،وفي الرشد ليس لديهم إحساس بأوامر داخلية و إنما بأوامر ذات منبع خارجي و يتبعون
رغبات اآلخرين [ ]7ص.43-45
ويشمل هذا المجال المخططات التالية :الخضوع/اإلجبار ،التضحية.
ب.إجرائيا:
يعرف مجال التبعية لآلخرين على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الطالب من خالل البنود
من 43إلى .55
مجال اليقضة المفرطة والكف :يحدد مفهوم مجال اليقضة المفرطة والكف على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هو خلل وظيفي يتسم أصحابه بأنهم يقمعون التعبير التلقائي لمشاعرهم ونزواتهم ،هذا المشكل يمكنهم
من االحتفاظ بقواعد شخصية صلبة تخص التعامل و الكفاءة غالبا على غرار أشكال أخرى للحياة ،لذة
هواية ،أصدقاء ،أو على غرار الصحة.
فالمنبع الخاص هو مرحلة طفولة بدون سعادة ،متحفظة ومتشددة أين يتغلب التحكم على الذات وإنكار
النفس منه على التلقائية واللذة.
لم يشجع على اللعب والبحث عن السعادة في طفولتهم وإنما تعلموا أن يكونوا جد يقظين ،حذرين ،فيما
يخص الحوادث السلبية للحياة وعلى إعتبار الحياة كئيب [ ]7ص.43-47
ويشمل هذا المجال المخططات التالية :مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت ،مخطط المتطلبات
العالية.
ب.إجرائيا:
يعرف مجال اليقظة المفرطة والكف في هذا البحث على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها
الطالب من خالل البنود من 53إلى .35
مجال نقص الحدود :يحدد مفهوم مجال نقص الحدود على النحو التالي:
أ.إصطالحا:
هوخلل وظيفي يتسم أصحابه بأنهم لم يطوروا الحدود المناسبة فيما يخص تبادل الشعور ،والتحكم
الذاتي ،يمكن أن يتعلق األمر بنقص الحدود الداخلية ،نقص المسؤولية إتجاه الآلخرين أو عدم القدرة على
30
على تخطيط أهداف طويلة المدى ،ويظهر هؤالء المفحوصون بأنهن أنانين ،مدللين ،وغير مسؤولين،
ونرجسيين[ ]7ص. 45-44
ويشمل هذا المجال المخططات التالية :مخطط السيطرة و نقص في التحكم الذات.
ب.إجرائيا:
يعرف هذا المجال إجرائيا على أنه مجموع الدرجات التي يتحصل عليها الفرد من خالل البنود من
33إلى .75
.4.2أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى ما يلي:
التعرف على مدى وطبيعة اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي بالدرجة الكلية للمخططات المبكرة غير
المتكيفة.
التعرف على مدى وطبيعة اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي والمجاالت الخمسة للمخططات المبكرة
غير المتكيفة.
التعرف على مدى وطبيعة اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة
بمختلف أنواعها.
.5.2أهمية الدراسة:
تبرز أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:
يستمد هذا البحث أهميته من أهمية متغيراته ،فالقمع اإلنفعالي إستراتيجية غير متكيفة ،تؤدي
إلى إضطرابات نفسية و عضوية حسب ما أثبتته الدراسات السابقة ،وكذلك المخططات المبكرة
غير المتكيفة والتي تعتبر من أحدث النظريات المفسرة لإلضطرابات النفسية و المشاكل
اإلنفعالية.
قد تساهم هذه الدراسة في إلقاء الضوء على الجانب النظري لمفهومي استراتيجية القمع
االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة ،وهذا في غياب المؤلفات العربية على حد علمنا
والدراسات الميدانية على المجتمع العربي بصفة عامة و المجتمع الجزائري بصفة خاصة.
هذا باإلضافة إلى أن الربط بين متغيري القمع اإلنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة
(في ظل غياب الدراسات التي تربط بين هذين المتغيرين -على حد علم الباحثة -فيما يخص
الدراسات المحلية و األجنبية) ،سيفتح المجال أمام دراسات أخرى للبحث عن جوانب مختلفة
من العالقة.
31
تقديم أداتين ( مقياس القمع اإلنفعالي و مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة) بعد ترجمتهما
والتأكد من خصائصهما السيكومترية على عينة من البيئة الجزائرية ،ليستفيد منهما الباحثون
والمهتمون في هذا المجال إلنجاز بحوث تتعلق بالمتغيرين الحالين.
قد تكون هذه الدراسة قاعدة لبناء برامج عالجية خاصة بالقمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة
غير المتكيفة.
32
الفصل 2
االنفعاالت والضبط االنفعالي
تمهيد:
يركز المنظور الحديث في علم النفس المرضي على االنفعاالت و دورها في تشكيل و تطوير
االضطرابات النفسية و األعراض المرضية ،وتم هذا التركيز من خالل عدة نماذج نظرية ،أبرزها
االتجاه المركز على الضبط االنفعالي والذي يقترح و جود مجموعة من اإلستراتيجيات المنظمة والتي
تتحكم في نجاح عملية الضبط االنفعالي ،أو خلق صعوبات فيها ،ومن بين أبرز هذه اإلستراتيجيات
إستراتيجية القمع ،أحد متغيرات الدراسة الحالية.
وقبل التطرق إلى إستراتيجية القمع االنفعالي كان من الواجب التطرق إلى االنفعاالت من خالل
التطرق إلى أهم التعاريف الواردة بشأنه ومكوناته وكذلك األطر النظرية المفسرة له ،باإلضافة إلى
عالقتها مع الصحة والمرض ،بعد ذلك التطرق إلى مفهوم الضبط االنفعالي بتعريفه ومراحله
وإستراتيجياته وعالقته بالصحة والمرض.
.2.2اإلنفعاالت
.2.2 .2تعريف اإلنفعال:
مفهوم االنفعال من المفاهيم الشائعة في علم النفس ،لذا فإنه أخذ حظا وافرا من اإلهتمام ،من طرف
العديد من األطر النظرية ،ونظرا لتعدد هذه األطر فإننا نجد تعدد تعاريف االنفعال ،هذا باإلضافة إلى أن
تعدد جوانب االنفعال هي األخرى تفرض تعدد تعاريفه ،فكل تعريف يركز على جانب معين.
و من بين جملة التعاريف الواردة في هذا الشأن نذكر مايلي:
تعريف :)2003( Mac Dogalهو المظهر الوجداني للغريزة و األساس الفطري للدوافع
النفسية.
33
تعريف :)2024( Shondاالنفعال إستعداد فطري معقد ينظم الغرائز و المظاهر الحسية
والحركية.
تعريف Jamesو :)2083( Langeهو إدراك لإلحساسات البدنية والعضوية [ ]14ص-20
.22
تعريف أحمد عزت راجح ( :)2070هو حالة نفسية وجسمية ثائرة يضطرب لها الجسم كله []15
ص.258
تعريف ليندا دفيدوف ( :)2073اإلنفعاالت أو الوجدانات حاالت داخلية تتصف بجوانب معرفية
خاصة و إحساسات و ردود أفعال فيسيولوجية ،وسلوك تعبيري معين ،وهي تنزع للظهور فجأة ويصعب
التحكم فيها [ ]13ص.70
تعريف أرنوف ويتيج ( :)2077هو حالة مركبة للكائن الحي ،و تتصف بصورة عامة بحالة بارزة
من اإلثارة والمشاعر الشخصية [ ]17ص.288
تعريف :)2070( Young,P,Tهو حالة وجدانية تتسم باالضطراب الشديد لدى الفرد ويشتمل
على ثالثة عناصر أساسية هي :السلوك والخبرة الشعورية ،والعمليات الفسيولوجية الداخلية []13
ص.85
تعريف أحمد عبد الخالق ( :)2034هو حالة و جدانية عنيفة تصاحبها إضطرابات فيسيولوجية
وحشوية و تعبيرات حركية مختلفة ،تبدو للفرد بصورة مفاجئة ،وتتخذ صورة أزمة عابرة طارئة ال تدوم
وقتا طويال [ ]10ص.03
تعريف عبد الحميد محمد الهاشمي ( :)2034هو حالة جسمية نفسية يصاحبها توتر شديد مع
اضطرابات عضوية تغشى أجهزت اإلنسان الدموية والتنفسية و العضلية و الغددية و الهضمية مع كيانه
العصبي َعموما ،فاالنفعال أزمة نفسية طارئة ومفاجئة لم يتطع صاحبها التكيف السريع معها []80
ص.233
تعريف أوتالي وجنكر ( :)2003هو حالة اإلستعداد للفعل ووضع األولويات و تدعيم المخططات،
وما يصاحبها من تغيرات جسمية و تعبيرات و أفعال[ ]82ص.183
تعريف إدوارد موري ( :)2003هو استجابة فسيولوجية وسيكولوجية تؤثر في اإلدراك والتعلم
واألداء [ ]81ص.202
34
تعريف ممدوح الكيناني ( :)1001هو حالة تغير في الكائن الحي يصاحبها إضطراب في السلوك،
وهذا اإلضطراب حاد بحيث يشمل الفرد كله و يؤثر في سلوكه و خبرته الشعورية ووظائفه
الفيسيولوجية الداخلية[ ]88ص.800
تعريف راضي الواقفي ( :)1008هو حالة من الالتوازن بين العضوية والمنبهات الخارجية التي
تفد بشكل مفاجئ في صورة وقتية زائلة ،تدفعنا لالقتراب من شيء أو االبتعاد عنه وتكون مصحوبة
باضطرابات جسدية خارجية وحشوية[ ]84ص.855
االستجابات و التغيرات تعريف جنان سعيد رحو ( :)1005االنفعال ال يقتصر فقط على
الفسيولوجية وال على المشاعر و اإلحساسات و االندفاعات الوجدانية فحسب ،و إنما تمتد إلى الفرد
كوحدة كلية ،فاالنفعال ليس استجابة موضعية ،لكنه استجابة عامة للشخص ككل ينسحب إلى كافة جوانب
حياته :الجسمية الفسيولوجية الوجدانية ،االجتماعية ،والعقلية والمعرفية [ ]85ص.50
تعريف محمد بني يونس ( :)1007هو حالة وجدانية ،داخلية ،مفاجئة ،يصاحبها تغيرات
فيسيولوجية ونفسية معا [ ]83ص.113
من خالل ما سبق يمكننا القول أن التعريفات المذكورة سابقا ،جزء منها ركز على جانب من جوانب
االنفعال ،وجزء آخر حاول تعريفها تعريفا شامال ،إال أن هذه التعاريف الشاملة أولت إهتماما بجانب من
الجوانب على حساب الآلخر وقد يرجع هذا إلى اإلطار النظري الذي يتبناه المعرف.
وبهذا الصدد سنعرض تعريفا شامال يكون بمثابة القاسم المشترك لجميع التعريفات المذكورة :فاإلنفعال
هو حالة وجدانية تتسم بتغيرات فيسيولوجية سلوكية ومعرفية تأتي بصورة مفاجئة.
وإستكماال لوصف اإلنفعال ،سنتطرق في نقطة موالية إلى ذكر مكوناته.
.1.2.1مكونات االنفعال:
تتألف العملية االنفعالية كباقي الظواهر النفسية األخرى من مزيج أو خليط من مكونات مختلفة في
أنواعها و درجاتها ،و قد حددتها ليندا دفيدوف [ ]13في ثالث مكونات:
المكون الفسيولوجي:
لقد أشار العالم النفسي األميركي ولتر كانون ،أن االستجابات الفسيولوجية المرتبطة باالنفعاالت تزود
الحيوانات بالطاقة لمواجهة الطوارئ ،ومن دراساته خلص إلى أن المواقف التي تثير األلم ،الغضب
الشديد ،أو الخوف تؤدي إلى تغيرات جسمية معينة تعد الكائنات للتعامل بنشاط مع التحديات التي
تواجههم.
وأثناء الحاالت الوجدانية ،تتولد ردود األفعال الفسيولوجية من الجهاز العصبي المستقل والغدد الصماء.
35
المكون الذاتي:
يعتقد الكثير من علماء النفس أن تفسير األفراد للموقف المباشر الذي يتعرضون له هو المحدد السم
االنفعال الذي يطلقونه على ما يشعرون به ،رغم أن ردود أفعال الجهاز العصبي السمبتاوي تكون
متشابهة تماما لدى كل منهم.
المكون السلوكي:
يستجيب األفراد والحيوانات النفعاالتهم بتعبيرات الوجه واإليماءات واألفعال ،وتؤثر على تلك
االستجابة عوامل عديدة ،فبالنسبة لتغييرات الوجه مثال ،يستطيع معظم األفراد تحديدها ،ولعل تفشي
أنماط عديدة من أنواع االنفعاالت على الوجه الذي يساعد على انتشارها في كل الحضارات حتى البدائية
منها ،إضافة إلى فاقدي السمع والبصر من الناس والذين يعبرون عن مشاعرهم االنفعالية بنفس
العالمات.
وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الجوانب في تحليل االنفعال هي جوانب متفاعلة يؤثر بعضها في بعض
كما يتأثر بها االنسان ،ألنه وحدة متكاملة فهو كله الذي يفرح أو يبكي وهو كله الذي يغضب أو يرضى
ويحب أو يكره.
إن اإلنفعال وبهذه المكونات ال يحدث بالصدفة ،و إنما يجب من توفر شروط لحدوثه .وهذا ما
سنوضحه في نقطة موالية.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن ما توصل إليه العلم الحديث من تحديد لشروط اإلنفعال ،قد توصل إليها
العلماء المسلمون منذ مئات السنين ،فنجد في التراث اإلسالمي أن أبو حامد الغزالي يرى أن عناصر
االنفعال "الهيجان" ثالثة :اإلنسان ،المثير ،االستجابة.
اإلنسان :يتوقف انفعال اإلنسان على أربعة عوامل هي:
حساسية الشخص :وهي التي نعبر عنها بقولنا :إنه سريع اإلنفعال أو بطيء ،مرح أو كئيب،
ويسمى ذلك "الطبع".
استعداده لإلنفعال :ويتوقف ذلك على الحالة العصبية ويسمى ذلك "المزاج".
اعتياد على اإلنفعال :فإنه يظهر عند المحاربين الذين تمرسوا رؤية القتلى في ساحة الحرب
وألفوا هذه المناظر،فلم يعد يروعهم منظر شخص قتيل.
المثير :يكون خارجيا كمنظر السبع أو األفعى كما يكون داخليا كتوقع أمر يخشى وقوعه ،فعدم الشعور
باألمن ،يولد انفعالي الخوف و الغضب ،وال يكفي أن يكون المثير مخيفا أو مغضبا في ذاته بل البد من
توافر عنصر المعرفة بأن هذا المثير يتطلب ذلك.
اإلستجابة :وهي رد الفعل الذي يقفه الكائن الحي من اإلثارة ،فنحن نبكي في الحزن ونضحك في الفرح
ونعبس في الغضب [ ]83ص.53-55
.4.2.1النظريات المفسرة لإلنفعاالت:
إن تعدد تعاريف اإلنفعال باإلضافة إلى تعدد مكونات اإلنفعال ،يعكس تعدد وجهات النظر المفسرة له
لدى جمهور علماء النفس بمختلف أطرهم النظرية ،فمنهم من إعتمد المذهب البيولوجي في التفسير،
ومنهم من اعتمد المذهب المعرفي ،وأخرى اعتمدت على المذاهب اإلنسانية ،الوجودية ،واالجتماعية.
وعليه يمكن تصنيف هذه النظريات وفق المخطط التالي:
37
المعرفية جيمس-النج
اإلستثارة كانون بارد
شاكتر-فستنجر إزارد
فريدجا
لقد نشر العالم اإلنجليزي "تشارلز داروين" عام 2371كتابه المشهور حول "مظاهر أو التعابير
اإلنفعالية عند كل من اإلنسان والحيوان" والذي يعد نقطة تحول جذرية في تفسير العالقة بين الظواهر
البيولوجية من جهة والظواهر السيكولوجية من جهة أخرى ،وبخاصة العالقة بين العضوية واإلنفعاالت.
38
لقد عرفت نظرية داروين بنظرية التطور لالنفعاالت ،ووفقا لهذه النظرية ظهرت في عملية تطور
الكائنات الحية بمثابة ميكانيزمات (آليات) تكيفية حياتية هامة ،تساعد في تكيف هذه الكائنات الحية إلى
الظروف والمواقف في حياته ،فالتغيرات الجسمية المرتبطة باإلنفعاالت المالئمة للحركة فإنها ووفقا
لرأي " داروين " عبارة عن أعضاء متبقية (أو بقايا أعضاء) للقيام باالستجابات التكيفيه الواقعية عند
الكائنات الحية.
وقد أكد داروين على فطرية أو بيولوجية االنفعاالت ،وقد أكد ذلك على مبدأ المحدودية أو الحتمية
البيولوجية لالنفعاالت أي بمعنى آخر أن االنفعاالت والتعبير عنها مسببة أو مشروطة بيولوجيا أو
والديا ،كما أن االنفعاالت والتعبير عنها عالمية أي أنها متماثلة بين كافة أبناء الجنس البشري من مختلف
الثقافات اإلنسانية ،ووفقا لرأي داروين فإن هذه النظرية الخاصة باالنفعاالت تعني أنها مبرمجة مسبقا
في النهايات العصبية [ ]83ص.135
يتضح من العرض السابق أن هذه النظرية تؤكد على األساس الوراثي لإلنفعال حيث أن اإلنفعال تبعا
لهذا المنظور هو موروث فطري وغير مكتسب ،و من هنا فإن دارون قد أهمل دور العوامل البيئية في
تشكيل اإلنفعال ،إذ أن تفسير اإلنفعال بالرجوع إلى األساس البيولوجي وحده غير كافي.
هذا باإلضافة إلى ما تحمله الحتمية البيولوجية من تشائم نظرا ألن التغيير حسب هذا المنظور غير ممكن
ألننا فطرنا هكذا وورثنا من أجدادنا هذه الصفات لذا فال يمكننا تغيير طباعنا و إنفعاالتنا.
.1.4.2.1النظريات السيكوفسيولوجية :وهي متعددة نذكر منها:
[ ]40ص.55
ويقول عاقل ( )2030بحق هذه النظرية " أن هذه الحجج التي يتقدم بها (جيمس) ليست قاطعة ولذلك
فقد تعددت البحوث عن هذه النظرية حتى بلغت األلوف وقد انتهى األمر بنوع من القبول العام لهذه
النظرية [، ]42ص.887-871
لكن رغم هذا القبول الذي القته هذه النظرية ،إال أنها امتداد لما جاء به داروين ،حيث تم التأكيد على
العوامل الفسيولوجية وإهماله للعوامل المعرفية في هذا التفسير ،كما وضحت نعيمة ميقاتلي[" :]41أن
هناك بعض التجارب التي تقيم الدليل على أنها نظرية قاصرة فلو صحت لكان َتص ُنع حركات الغضب
كفيال با حداث الشعور بالغضب ،كما تبين أن الشعور االنفعالي ال يحدث إذا هيجنا الغدد واألحشاء
الداخلية بطريقة تجريبية ،فاالضطرابات الفسيولوجية الحشوية ليست وحدها المسئولة عن الشعور
باالنفعاالت".
نظرية العالمان "كانون –بارد" أو نظرية الطوارئ:
ذهب عالم النفس األمريكي "كانون " ) (Cannonإلى أن ردود فعل الجسم الفسيولوجية ال تتمايز
تمايزا كافيا الستثارة االنفعاالت المختلفة ،فليس هناك فارق زمني بين الخبرة االنفعالية والتغيرات
الفسيولوجية يم ّكننا من أن نرتب الواحدة منهما بعد األخرى ،بل كالهما تحدث في نفس الوقت ،أي أن
المثير االنفعالي يثير في نفس الوقت االستجابات الفسيولوجية والخبرة الذاتية االنفعالية
[ ]82ص.143
وفيما يلي رسم بياني يوضح التفسير الذي وضعه كل من كانون –بارد:
40
[ ،]83ص.425
رغم ما أخذ على هذه النظرية أنها مجرد افتراضات وال يوجد برهان علمي يثبت أن الشعور باالنفعال
يصدر من المهاد وأن المهاد ال يخدم إال الشعور بالحساسية األولية ،إال أن التقدم التقني في الفسيولوجية
الكهربائية ( )Eléctrophysiolosyواكتشاف أجهزة كهروفيسيولوجية ساهم في تطويرها الحقا
[ ]83ص.170
نظرية االستثارة ليدنسي-هب ( :(Lyndsy-hob
وفقا لهذه النظرية فإن الحاالت اإلنفعالية تظهر تحت تأثير الجزء السفلي من جذع الدماغ (أي تأثير
التكوين الشبكي ) .وعليه تظهر اإلنفعاالت نتيجة إلختالل التوازن في التراكيب المالئمة في الجهاز
العصبي المركزي.
وتستند هذه النظرية إلى عدة مبادئ منها:
خريطة تخطيط الدماغ الكهربائي للمخ الناشئة أثناء االنفعاالت ما هي إال تعبير أو انعكاس لنشاط
التكوين الشبكي.
إن عمل التكوين الشبكي يحدد العديد من البراميترات الدينامية للحاالت االنفعالية :كشدتها ،ومدة
استمرارها وتغييرها.
41
أما العالم هب ) (Hopفقد تمكن تجريبيا من الكشف عن العالقة بين نوع وشدة االستثارة االنفعالية من
جهة ،وفاعلية أداء اإلنسان من جهة أخرى ،ولتحقيق أعلى درجة أو مستوى في أي أداء فإن من غير
المرغوب به أن تكون شدة االستثارة االنفعالية ضعيفة للغاية أو قوية للغاية ،ويوجد عند كل شخص
قابلية استثارة انفعالية مثلى تعمل على تأمين أقصى مستوى في فاعلية األداء ،ويعتمد هذا المستوى
األمثل من شدة االستثارة االنفعالية على جملة من العوامل من بينها:
وعليه فإن شدة االستثارة االنفعالية الضعيفة للغاية ال تعمل على تأمين الدافعية الالزمة لألداء ،بينما
شدة االستثارة االنفعالية القوية للغاية فإنها تعمل على اضطراب األداء وتشويشه ويصبح غير منتظما أو
فوضويا أو عشوائيا [ ]82ص.172-170
إن هذه النظرية امتداد لما سبقها من النظريات (البيولوجية ،جيمس –النج،الطوارئ) وهذه النظريات
ركزت فقط على الجانب العضوي في تفسير لإلنفعال وقد أهملت الجوانب المعرفية والبيئية.
النظريات المعرفية :ونذكر منها:
أ.نظرية التنافر-التآلف :شاشتر-فستنجر
في نظرية العاملين " لشاشتر"( ) Shachterافترضت أنه لكي يخبرنا أحد عن انفعاله ال بد من توفر
عاملين هما:
االستـثارة الجسمية :أو ما يسمى باالستجابات الفسيولوجية.
العنونة المعرفية لحالة االسـتـثارة :أي تقديرات واعية يعطيها اإلنسان للموقف،
بمعنى تقييم اإلنسان للموقف الحالي من حيث اهتماماته و حاجاته الحيوية ,
وهذا التقيـيم مرتبط بوعي اإلنـسان و معرفته أيضا.
أي أن هذه النظرية تركز على التفاعل المستمر ما بين المثيرات و االستجابات الفسيولوجية و األنشطة
المعرفية ( اإلدراك ,الذكريات ,التفسيرات).
ويرى" شاشتر" ( )Shachterأن الخبرة االنفعالية تتطلب تفسيرات واعية لحالة االستـثارة وأن
العوامل المعرفية تخبرنا أي االنفعاالت َن ْخـ َبر [ ]82ص.143
وكمثال فإنه عندما يفكر أشخاص في أفكار خاصة سارة ،فاستجابات عضالت الوجه لديهم تختلف عن
تلك الصادرة عنهم عندما يتسم تفكيرهم بالحزن والغضب [ ]43ص. 204
42
أما العالم " شاتتر " فقد أكد على الدور الكبير والهام للعمليات العقلية المعرفية (كالذاكرة) والعمليات
العقلية غير المعرفية (كالدافعية) بتأثيرها في الحاالت االنفعالية ،لذا فإن الخبرات والتجارب السابقة
المتراكمة والمخزونة عند اإلنسان وتقييمه للوضع الحالي من حيث اهتماماته وحاجاته الحيوية باإلضافة
إلى استقبال المدخالت المسببة لالنفعاالت ومخرجاتها من تغيرات جسمية تؤثر جميعها في ظهور
الحاالت االنفعالية.
ووفقا لنظرية " التنافر – التآلف المعرفي لفستنجر تظهر االنفعاالت اإليجابية عند اإلنسان عندما
تتحقق توقعاته وتتجسد تصوراته المعرفية في الحياة ،أي بمعنى حينما تنسجم النتائج الحقيقية لألداء مع
المقاصد والنوايا وحينها يحدث تآلف معرفي ،بينما تظهر االنفعاالت السلبية وتزداد في تلك الحاالت التي
يكون فيها تناقض ما بين النتائج المتوقعة والنتائج الفعلية لألداء.
فاإلنسان عادة ما يتعايش مع حالة التنافر المعرفي في صورة امتثال غير حقيقي (أو ما يسمى انصياع)
أي أن الظاهر في االمتثال ال ينسجم مع الباطن أو ال ينسجم العلن فيها مع السر فيحاول الشخص بأسرع
ما يمكن التخلص من هذه الحالة للوصول إلى حالة امتثال حقيقي يكون فيها العلن منسجم مع السر.
وبالتالي تتحقق حالة التآلف المعرفي ويمكن أن يتم الخروج من حالة التنافر المعرفي والدخول في حالة
التآلف المعرفي باستخدام أسلوبين:
يتم بتغيير التوقعات و األنساق أو الخرائط المعرفية ،بحيث تنسجم فعليا مع
النتائج التي تم التوصل إليها.
يتم فيها التوصل إلى نتائج جديدة تنسجم مع التوقعات السابقة لدى الفرد [.]87
رغم أن هذه النظرية أولت إهتماما بالعوامل المعرفية إضافة إلى العوامل الفسيولوجية إلى أنها
تعرضت إلى عدة إنتقادات منها ما قاله (زايس) أن بعض ردود أفعالنا االنفعالية قد ال تعتمد على التفكير
ليس ضروريا لالنفعال ،فالقلب ليس خاضعا على الدوام للعقل.
وكذلك (الزاروس) الذي استنتج أن أدمغتنا تتفاعل وتعالج كميات كبيرة من المعلومات دون وعينا بها،
فضال عن أن بعض االستنتاجات االنفعالية ال تحتاج إلى تفكير شعوري [ ]88ص.870
ب .نظرية لودو:(le Deux) :
ع ّدل" جوزف لودو" ( )2003( )Le Deuxالنظرية المعرفية حيث أعلن أن هناك أنظمة دماغية
مختلفة لالنفعاالت المختلفة ,بعض هذه األنظمة تعمل كما تعمل األنظمة الخاصة باألفعال المنعكسة،
مستقلة عن التفكير والتفسير بينما تعتمد األنظمة األخرى على التفكير والتفسير [ ]...وعليه فإن
االنفعاالت التي نشعر بها في أية لحظة تنبعث من:
خليط من ردود أفعال الدماغ والجسد.
43
[ ]44ص.284
44
ووفقا لهذا المخطط :يتم استقبال الحدث المثير وتشفيره من طرف المحلل.
المقارن :يخمن مدى مالئمة أواألهمية أو عدم األهمية من خالل أربع إشارات وهم :المتعة -األلم-
الدهشة -الرغبة.
يقوم الشخص بتقييم السياق.
ثم المقيم :يحكم على استعجال وخطورة الوضع لتعديل اإلجراءات في الوقت المناسب وبطبيعة
الحال إن كان الوضع غير استعجالي ستكون إجراءات أخرى.
ثم دور مقترح الفعل (االستجابة) فوق المعالجة األولوية يقدم تغيير داخل نظام الحركة ،أين
يكون متبوع بتعديالت فسيولوجية ومرور الحركة ،يضع استجابة مفتوحة تتغير بإعادة نشاط الوضعية
وفق الحديث المفجر.
هذا النموذج متسلسل بحيث في كل مرحلة تستطيع النتيجة أن تؤثر على العملية التنظيمية ،كما يرى
فريدجا ) )Frijdaأن هذا " النظام دينامي " مستمر في النشاط مادام الموضوع يقظ ،كما يرى أن
اندماج إدارة الكل من أجل تموقع االنفعال مقارنة بعالجات ودوافع أخرى.
وسلسلة من االنفعاالت تعطي لنا تقييما للحدث كوضع دائم مقارنة بإطفاء األهداف حيث الشخص هو
نفسه القادر على الحكم على أهميتها له (تقويم معرفي) أيضا حلقة االنفعال تطرح حالة تهيأ للنشاط أو
الحركة لدى الشخص (حركة تأهب ،)Action readinesالعمل الجاري يتوقف والشخص يركز كل
اهتماماته على السبل الالزمة والمستعجلة للرد على الوضعية .مثال :عندما نشعر بالخوف من وضعية
ما نشعر دوما بانطباع أننا نريد أخذ أرجلنا إلى مكان آخر أو بعيد [. ]45
د .نظرية االنفعاالت الفارقة إليزارد:
ترى إزارد ( ]44[ (Izerd,1993أن االنفعاالت هي جزء واحد فقط من تنظيم الشخصية الذي
يتضمن العديد من األنظمة الفرعية اإلدراكية ،والمعرفية ،والحركية ،وأشارت إلى أنها على الرغم من
أن لكل نظام استقالليته ،فإن بينهما درجة عالية من الترابط والتعقيد وفي ضوء ذلك إقترحت "إزارد"
نموذجا يتضمن أربعة أبعاد لتنشيط االنفعال هي:
األجهزة العصبية.
األجهزة الحسية الحركية.
األجهزة الدافعية.
األجهزة المعرفية.
45
وفي ضوء هذا المنظور التطوري أوضحت (إزارد) أنه يمكن النظر إلى هذه األجهزة التي تعمل بشكل
متدرج ،ففي المستوى األكثر بساطة نجد األجهزة العصبية وفي المستوى األكثر تعقيدا أو الحيوية نجد
األجهزة المعرفية.
وقد أوضحت (إزارد) أن االنفعال يمكن أن يستثار من خالل جهاز واحد من هذه األجهزة أو أكثر من
جهاز ،كما أشارت إلى أن هذه األجهزة تتجه من البساطة إلى التعقيد والتركيب ،وأن التحدي الذي يواجه
العلماء هو رسم الفاصلة حول المجال المعرفي ،ألنه بدون التحديد الواضح لميكانيزمات المعالجة
المعرفية فإن المناقشات التي تدور حول المعرفة كسبب مهم لالنفعال ستكون غير دقيقة.
وقد أوضحت ( إزارد ) وزمالؤها أنه على الرغم من وجود صعوبة في تحديد مسميات االنفعال والتمييز
الدقيق بينها قامت بمحاولة للتغلب على ذلك من خالل تقديم قائمة حصرت بها عددا من اإلنفعاالت
لمجموعة من األشخاص العاديين وطلبت منهم تسميتها ،وقد توصلت إلى عشرة إنفعاالت هي:
االنشغال ،البهجة ،الدهشة ،الضيق ،اإلشمئزاز ،الغضب ،الذنب ،الخجل ،الخوف ،اإلزدراء [.]46
ه.نظرية المعلوماتية لسيمونوف:
استطاع هذا العالم الفسيولوجي التعبير عن مجموعة العوامل المؤثرة في ظهور نوع االنفعاالت في
صيغة رمزية مختصرة وقد اقترح لهذه الغاية المعادلة التالية:
ع = ف (ب (ي ن – ي س.))...،
ع = شدة ونوعية االنفعاالت.
ب = قيمة ونوعية الحاجة الحالية.
(ي ن – ي س)= تقييم احتمالية أو إمكانية إشباع الحاجة الحالية في ضوء التجربة الوالدية والمتعلمة.
ي ن = المعلومات عن الوسائل المتوقعة في أنها ضرورية إلشباع الحاجة الموجودة.
ي س = المعلومات عن الوسائل التي يمتلكها الفرد في اللحظة الحالية.
ووفقا لهذه المعادلة المقترحة من سيمونوف ،فإن قوة ونوعية االنفعاالت التي تظهر عند اإلنسان تعتمد
على قوة الحاجات وتقييم مقدرة الفرد على إشباع هذه الحاجات في موقف معين [ ]83ص.175
إن ما يمكنه القول في شأن النظريات المعرفية إجماال أنها أولت اهتماما كبيرا للعمليات المعرفية
(الذاكرة ،االحساس ،االدراك )....والعمليات العقلية غير المعرفية كالدافعية باإلضافة إلى العمليات
الفسيولوجية في تفسيرها لالنفعال.
.8.4.2.1النظرية الوجودية اإلنسانية "سارتر"
يرى ساتر ( ]47[ )2030أن هناك فرق بين الفعل االنعكاسي والفعل الالنعكاسي ،أي الفعل الذي
نستغرق فيه دون أن نتنبه ،وقد ميز ذلك بمثال الكتابة فالشخص عندما يكتب ويستغرق في الكتابة ال
46
يشعر بعملية الكتابة ولكن يدرك حدسيا أنه يكتب ،فالشعور باليد وهي تكتب ليس شعور قصدي بل
شعور ال انعكاسي ،والكتابة هي الفعل وكذلك االنفعال.
وقد بين سارتر ( )2030من خالل نظريته أن أغلب النظريات المفسرة لالنفعال ترى أن االنفعال
شعور انعكاسي في المحل األول ،أي كما لو كانت الصورة األولى لالنفعال من حيث هو واقعة شعورية،
أو يوصف كأنه تعديل في كياننا النفسي .وقد رفض سارتر هذه الرؤية.
فاالنفعال حسب سارتر ( )2030هو شعور غير وضعي حيث يبقى الشخص المنفعل مستغرقا في عالمه
ال يشعر بذاته ،إال إذا توجه نحو ذاته بشكل قصدي وعنده يصبح شعورا متأمال (إنعكاسيا).
فاالنفعال حسب سارتر ()2030هو محاولة لتغيير العالم المحيط بنا،والطرق أمامنا مسدودة ومع
ذلك يجب علينا إيجاد حل لذلك فإننا نحاول أن نعيش العالم بطريقة مختلفة عن التي هي في الواقع وأن
العالم ال يخضع لهذه الحتمية بل خاضعة للسحر ،ولما كان إدراك الموضوع محاال أو مثيرا لتوتر ال
يطاق ،فإن الشعور يدركه أو يعمل على إدراكه على نحو آخر ،أي أنه يغير نفسه لكي يغير الموضوع
وهذا التغيير هو تغيير في الشعور.
وحسب سارتر ( )2030فإن االنفعال يغير الجسم الموجه بالشعور ،عالقاته بالعالم لكي يغير العالم
كيفياته .فاالنفعال بمثابة لعب على حد تعبير سارتر .وقد ساق لنا سارتر مثاال توضيحيا ،فقد أمد يدي
لقطف عنقود من العنب فال أستطيع الوصول إليه ألنه بعيد عن متناولي .فأهز كتفي و أتمتم" :إنه فج ال
يؤكل" وأبتعد .لقد ظهر العنب أول ما ظهر على أنه متاح قطفه ولكن سرعان ما صار األمر ال يطاق
لتعذر قطفه ،وهذا التوتر الذي ال يطاق يصبح بدوره باعثا على إدراك كيفية جديدة عن العنب وهي أنه
فج وال يؤكل وتقضي على التوتر .
.4.4.2.1نظرية النشوء السيكولوجي لإلنفعاالت لبلوتشيك:
لقد استمد روبرت بلوتشيك بعض افتراضات دراسته من نظرية النشوء واالرتقاء لتشارلز داروين
حيث يرى أن لالنفعاالت أساسا جينيا وراثيا ينتج مباشرة من السياق التطوري النشوئي بمعنى أن
االنفعاالت عالمية تظهر عند الحيوانات واإلنسان ،فالتعبيرات االنفعالية لدى المواليد الجدد تتشابه مع
التعبيرات االنفعالية لدى الحيوانات الدنيا كما تتشابه مع تلك التي عند الراشد مثل ما هي عند الذين
ولدوا مكفوفين ،كما أن التعبيرات االنفعالية هي واحدة لدى جميع البيئات.
وقد بين بلوتشيك أن االنفعاالت تثار عن طريق العديد من األحداث الداخلية أو الخارجية وهذه
األحداث يجب تقييمها معرفيا على أنها ذات داللة هامة من أجل البقاء ،و التكامل والصحة في الفرد.
وقد توصل بلوتشيك إلى تصنيف االنفعاالت إلى فئتين ،األولى :االنفعاالت األولية :وتتضمن ثمانية
إنفعاالت هي :التقبل ،الخوف ،الدهشة ،الحزن ،اإلشمئزاز ،الغضب ،التوقع ،البهجة.
47
أما الفئة الثانية ،فهي االنفعاالت الثانوية ،وتتمثل في ثمان انفعاالت وهي :الرعب ،اليأس ،الندم،
االزدراء ،والعدوان ،والتفاؤل ،والحب ،الخضوع.
وقد أوضح بلوتشيك أيضا كيف تمتزج االنفعاالت األولية معا ،إلنتاج أو ظهور انفعاالت ثانوية ،فعلى
سبيل المثال :عند امتزاج انفعال البهجة والخوف (انفعاالت أولية) تولد الشعور بالذنب (انفعال ثانوي)،
وعند امتزاج الدهشة والحزن (انفعاالت أولية) يولد الشعور باليأس (انفعال ثانوي) وهكذا.
واالنفعاالت لدى بلوتشيك معقدة وعالقتها ببعضها يمك&'ن تمثيلها بنموذج ثالثي األبعاد:
البعد األول :يمثل شدة االنفعاالت.
البعد الثاني :يمثل درجات تشابه االنفعاالت.
البعد الثالث :يمثل االنفعاالت المعاكسة [.]48
.5.4.2.1النظرية اإلجتماعية:
تؤكد النظرية االجتماعية على األصل البيولوجي لالنفعاالت ،إال أنها تأخذ بعين االعتبار اإلطار
الثقافي -االجتماعي الذي يتم فيه التعبير عن االنفعاالت ،وهذا يعني أن الظروف االجتماعية والثقافية
تساهم في تشكيل االنفعاالت ،عن طريق االنفعاالت والممارسات اللغوية ،واألحكام األخالقية ،إذ ال يكون
تأثير ذلك في وضع قيود على التعبير عن هذه االنفعاالت فحسب بل عن طريق التأثير فيها وصقلها
أيضا ،وعليه يتم تفسير األحاسيس أو المشاعر بأنها انفعاالت ،لكنها من درجة عليا [ ]83ص.173
يشير بعض العلماء إلى أن اإلنسان كائن نشط ،أي كائن سلبي إيجابي ،أي بمعنى أنه ليس منفعل
فحسب ،بل وفاعل أيضا ،وهذا يعني أنه ليس مستقبال لألعراف االجتماعية بشكل سلبي ،بل أنه يعمل
على استيعابها وتمثيلها (هدمها وبنائها) ،وبالتالي تشكيلها على هيئة مخططات أو أنساق من خالل
التنشئة االجتماعية ،والممارسات اللغوية ،وثقافة المجتمع التي تتمثل في طريقة معيشة الناس ،ومجموعة
أنماط تصرفاتهم ،واتجاهاتهم ،وأشيائهم المادية .فالمخططات أو األنساق ) (Schemsعبارة عن
وحدات للمعرفة ،تساهم في تنظيم واستخدام ،وتذكر المعلومات وتعمل على األنساق االجتماعية كإدراك
الشخص لنفسه ولآلخرين ،كما أنها تحدد اتجاهات األفراد وعزوهم ( أي التفسيرات التي يضعها لألفراد
أو لتصرفات اآلخرين) وتصرفاتهم الشخصية .وعليه تصبح األنساق االجتماعية و الثقافية معيارا أو
دليل عمل ،وتساهم في تحديد االنفعاالت عن طريق المعاني ،واألهمية التي يوليها الشخص للوقائع
واألحداث االنفعالية .ويتم ذلك عن طريق خطوات تتضمن ما يعرف بالتقييم األولى أو اإلبتدئي ،والتقييم
الثانوي لألحداث ،فمثال يتم التقييم األولي لحدث معين كفقد شخص عزيز ،ويتبع ذلك إحساس باأللم
نتيجة للتقييم األو لي ،ثم يأتي التقييم الثانوي الذي يتضمن الخطوتين األوليتين اعتمادا على الفهم المتكون
اجتماعيا وثقافيا لمثل هذا الحدث وهو انفعال الحزن [ ]83ص.177-173
48
تعتبر النظرية االجتماعية من أهم النظريات إذ ركزت على بعد مهم لالنفعال وهو البعد الثقافي
واالجتماعي ،إذ ال يمكن دراسة الظواهر النفسية بمعزل عن ثقافة كل مجتمع ،كما أن هذه النظرية لم
تلغي كل من البعد البيولوجي واالجتماعي .هذا باالضافة إلى أن دراسة الضبط االنفعالي بصفة عامة
والقمع االنفعالي بصفة (وهو أحد متغيرات الدراسة) جاء في إطار علم النفس االجتماعي وهذا ما سيأتي
ذكره الحقا.
.8.2.1االنفعاالت وعالقتها بالصحة والمرض:
لالنفعال دور كبير في تشكيل االضطرابات النفسية ،وخلق الصعوبات االنفعالية ،وهذا حسب العديد من
النماذج النظرية [ ]3ص.23
ويرى لياهي ) ]49[ )1007( (Leahyأن كل اضطراب نفسي لدية مجموعة من المخططات
(تفسيرات واستراتيجيات) من أحاسيس وأفكار وانفعاالت وإدراكات تأتي عن طريق الخبرة ،وهذه
االستراتيجيات والتفسيرات االنفعالية السلبية تتضمن التحقق من صحة فهم األشخاص اآلخرين للطريقة
التي أشعر بها) ،سهولة الفهم (انفعاالتي ليست ذات معنى بالنسبة لي) ،الذنب والخجل (ال يجب أن تكون
لدي هذه المشاعر) أو (ال أريد أن يعرف أحد أني أشعر بهذه الطريقة) ،األفكار التبسيطية (لم يكن من
الواجب أن أخلط االنفعاالت) ،قيم عليا (مشاعري تعكس مستوايا الرفيع في القيم ،أو قيمي ذات مستوى
عالي) ،السيطرة ( أخاف أن أفقد السيطرة عن انفعاالتي) ،العقالنية (يجب أن أكون عقالنيا ومنطقيا ال
انفعاليا) ،مدتها ( هل هذه االنفعاالت طويلة األمد) ،توافق اآلراء (هل اآلخرون لديهم نفس المشاعر)،
التقبل (ال يمكنني قبول هذه المشاعر) ،االجترار (الجلوس واإلسهاب في مدى سوء هذه المشاعر) ،اللوم
(األشخاص اآلخرين ،هم الذين تسببوا في وجود هذه المشاعر لدي) ،التعبير (ال يمكنني أن أسمح لنفسي
بالبكاء).
وفي هذا الصدد قد ساق لنا لياهي ( )1001مخططا توضيحيا لإلنفعال.
49
االنفعاالت
:القلق االنتباه لالنفعال
غضب
جنس
حزن
تفسيرات سلبية:
*الشعور بالذنب
*عدم توافق مع آراء
التجنب االنفعالي اآلخرين
*عرض بسيط
إنفعال عادي *غامض
*عدم القدرة على تقبل
االنفعال
*عقالنية مفرطة
*إنفصال تفكك
*التقبل *Bingeing
*تعبير *إدمان الكحول
*خبرة *المخدرات.
صادقة *تخدر
*تعلم ))Numbness
إشكالية إنفعالية
*فقدان التحكم
*طول المدة.
*إجترار
*قلق
*تجنب الوضعيات المولدة لإلنفعال.
*لوم اآلخرين.
وحسب لياهي ( ،)1007فإن هذه األطروحة (أطروحة المخططات االنفعالية السلبية) ترتبط
باالكتئاب ،والقلق ،إضطراب ما بعد الصدمة ،والجوانب الماوراء معرفية للقلق ) (Worryإستعمال
الكحول ،الخالفات الزوجية ،إضطراب الشخصية.
50
وما يالحظ في مخطط االنفعال للياهي ،أن التجنب االنفعالي) ،) Emotional avoidenceله دور
محوري في مخطط االنفعال ،وبالتالي له دور محوري في تشكيل االضطرابات النفسية.
فحسب هايس ) ]50[ (2006) (Hayesالتجنب االنفعالي سبب في معظم االضطرابات النفسية،
فالعديد من األعراض المرضية تتشكل من تكرار محاوالت إلغاء األفكار واإلحساسات.
وبشكل أكثر تحديدا ،فقد تم افتراض أن المشاكل النفسية ليست نتيجة لألفكار والمشاعر نفسها ،وإنما هذه
المشاكل هي نتيجة لمحاوالت قمعها وتجنبها .و رغم النتائج غير المتكيفة للتجنب االنفعالي ،فإن األفراد
يواصل ون استخدام التجنب االنفعالي ،ألن له نتائج إيجابية على المدى القريب فيما يخص التخفيف من
شدة الخبرة االنفعالية ،إال أنها تؤدي إلى نتائج سلبية في المدى البعيد[.]51
وفي مقابل التجنب االنفعالي يوجد التقبل االنفعالي ،والذي يشجع األفراد على أن يجربوا انفعاالتهم،
أفكارهم وأحاسيسهم بالكامل دون محاولة التغيير أو السيطرة أو تجنب .فالتقبل يستلزم االنفتاح على
الخبرات الداخلية ورغبة في البقاء على إتصال مع خبراتهم حتى لو كانت غير مريحة [.]52
(Acceptance وبهذا الصدد جاء العالج المعرفي السلوكي الحديث المسمى بعالج التقبل وااللتزام
) ، and commitment therapyويركز هذا العالج على ما يسمى بالمرونة النفسية
) ،(Psychological flexibilityوهي القدرة على البقاء في اتصال مستمر مع مجموع األفكار
واالنفعاالت التي تظهر ،أو التصرف بسلوك مناسب حسب الوضعية واألهداف.
ويناقضها عدم المرونة النفسية ) ،(Psychological inlexbilityويشير هذا المفهوم إلى محاوالت
إلغاء األفكار واالنفعاالت الغير سارة التي يشعر بها العميل ،فإنه يقلص من جدول البدائل السلوكية،
ويوجه جهوده في كل الظروف نحو محاولة التحكم أو إلغاء األحداث المتغيرة إنفعاليا ،وهذا ما يسمى
بالتجنب االنفعالي .وبهذا فإن هذا العالج يسعى إلى الوصول بالعميل إلى مستوى المرونة النفسية،
ويؤهله لتقبل انفعاالته وأفكاره حتى وإن كانت غير سارة [.]50
بعد التعرف على االنفعال من خالل تعريفه وذكر مكوناته وشروط حدوثه باإلضافة إلى النظريات
المفسرة له ،وعالقته بالصحة والمرض ،يجب التعرف على إحدى أهم العمليات االنفعالية التي يسعى
الفرد إلى استخدامها للتكيف مع البيئة الخارجية أال وهي عملية الضبط االنفعالي .
51
.1.1.1مراحل ضبط االنفعال :تتم عملية ضبط االنفعال من خالل عدة طرق هي:
أ .االستجابة العصبية neurophsiological
ب .عمليات االنتباه.
ج .الدالالت المفسرة ).(Construal attributions
د.الحصول على مصادر للتكيف ))Coping
ه .مواجهة البيئة.
و .اإلستجابات/سلوك[.]8
.8.8.1إستراتيجيات ضبط االنفعال المتكيفة وغير المتكيفة:
يعمل ضبط االنفعال من خالل نشر إستراتيجيات للضبط تعمل على تعديل حجم ونوع الخبرة
االنفعالية أو الحالة المستخرجة لالنفعال.
وعلى مر السنين أبرزت نماذج نظرية مختلفة وجود عدة إستراتيجيات تِؤدي إلى النجاح في ضبط
االنفعال وهي اإلستراتيجيات المتكيفة ،وإستراتيجيات أخرى تؤدي إلى خلق صعوبات في الضبط
االنفعالي تدعى باالستراتيجيات غير المتكيفة [.]22
وقد افترض العديد من الباحثين أن هذه االستراتيجيات قد تكون عوامل مخاطرة أو عوامل وقاية ضد
االضطرابات النفسية [ ]22ص.123
وقد الحظ كل من كالكين ) (Calkinو هومبسن ) )2003( (Hompsonأن السبب الذي جعل
االستراتيجيات غير متكيفة وغير متوقعة من إدارة االنفعال ،واستعمالها بشكل حتمي وال مفر منه ،هو
تعزيز هذه مطالب البيئة الصعبة التي تتضارب مع األهداف االنفعالية وهذا ما يؤدي إلى
اإلستراتيجية[.]3
إن وجود استراتيجيات متكيفة وغير ومتكيفة لضبط االنفعال ينبئ بوجود عالقة بين الضبط االنفعالي
والصحة والمرض لذا فمن الضرورة التطرق إلى هذه العالقة في النقطة الموالية.
.4.1الضبط اإلنفعالي وعالقته بالصحة والمرض:
إن الضبط اإلنفعالي مهم جدا للتفاعل مع البيئة الخارجية بنجاح ،وله تأثير على الصحة النفسية
[]52ص. 33
فالنجاح في ضبط االنفعاالت مهم للتكيف و الصحة النفسية والجسدية )]52[ (Well-being
ص.2152
53
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى إرتباط النجاح في ضبط اإلنفعال بالنتائج الصحية الجيدة وتحسين
]22[ (Brackett α Slvey ,2004,Johen α العالقات من بينها دراسة كل من دراسة
ص. 123
فتحقيق األهداف العامة في الحياة يتطلب تحمل و إدارة مجموعة واسعة من االنفعاالت ،والتي قد
يكون بعضها غير مريح ،ومن هنا فإن عدم نجاح الفرد في ضبط انفعاالته يمكن أن يعيق حياة الفرد في
تحقيق أهدافه والمحافظة على ظروف الحياة الموجودة.
وعالوة على ذلك فإن من المحتمل أن األفراد الذين فشلوا في تطوير مرونة وفعالية مهارات ضبط
انفعاالتهم ،هذا ما يؤدي بهم إلى خبرة مفرطة واستمرار االنفعاالت وبالتالي تتداخل مع شعور الفرد
بالصحة النفسية والجسدية ).]51[ (Sence of will being
ولهذا فإن هناك تزايد ملحوظ في إدراج الضبط االنفعالي ضمن نماذج عديدة من الباتولوجيا،
كاضطراب األسى ) ،(Distress disorderفالقلق واالكتئاب هما نتيجة لصعوبة في ضبط االنفعال.
وقد دار نقاش كبير بين عدد من المنظرين حول أن األفراد الذين ال يمكنهم التصرف بفعالية مع
ردودهم االنفعالية الناتجة عن خبرات الحياة اليومية التي قد تستمر لفترات طويلة مع ارتباطها باألسى،
قد تتطور إلى تشخيص االكتئاب أو القلق.
وقد أقترح أن األفراد ذوي االنفعاالت ضعيفة الضبط ) ،(Poorly regulationغالبا ما يلجأ إلى
الطعام أو الكحول للهروب من انخفاض ضبط إنفعاالتهم [ ]22ص.127
هذا وقد سعت العديد من الدراسات الميدانية التي تحاول الربط بين الصعوبات في ضبط اإلنفعال
الدراسات: هذه بين من ونجد النفسية واالضطرابات
دراسة ) ،(Linekan,1993,Lynch,Trost,Salsmanαlinekan,2007اإلكتئاب األساسي
) ،(Nolen-holcksma et all,2008,Rottenbeg α cross αGothb,2005االضطراب
ثنائي القطب ) ،(Johnson,2005إضطراب الحصر(القلق المعمم) )(Mennen et all,2007
& (SAD; Kashdan )(Social anxiety disorder إضطراب القلق االجتماعي
) ]22[ Breen,2008ص.123
54
ملخص الفصل:
تعددت تعاريف االنفعال إال أنها تشترك فيما بينها في كون أن االنفعال هو حالة وجدانية تتسم بتغيرات
فيسيولوجية سلوكية ومعرفية تأتي بصورة مفاجئة.
ولحدوث االنفعال ثالث مكونات ،مكون فيسيولوجي ومكون ذاتي ،ومكون سلوكي.
أما عن شروط االنفعال فهي :المنبه ،الكائن الحي ،االستجابة االنفعالية .بينما حاولت نظريات عديدة
تفسير االنفعاالت ومن هذه النظريات :النظريات البيولوجية ،السيكوفيسيولوجية ،والنظرية المعلوماتية،
النظرية السلوكية ،النظرية الوجودية ،النظريات االجتماعية ،ونظرية بلوتشيك.
أما عالقة االنفعال بالصحة والمرض فقد تم التركيز في هذه النقطة على أهمية التجنب االنفعالي في
تشكيل االضطرابات النفسية واألعراض المرضية.
وكمحاولة للتحكم في هذه االنفعاالت يلجأ الفرد إلى ضبط إنفعاالته ،ويعرف الضبط االنفعالي على أنه
عملية تهدف إلى تعديل االنفعاالت الصادرة عن الفرد من أجل قدرته على التكيف مع البيئة الخارجية.
وتمر عملية ضبط االنفعال ضمن مراحل هي :أ .االستجابة العصبية lب .عمليات االنتباه،ج. .الدالالت
ه .مواجهة البيئة .و .اإلستجابات/سلوك. المفسرة د.الحصول على مصادر للتكيف
ويعمل الضبط االنفعالي وفق إستراتيجيات إما متكيفة ،أو غير متكيفة ،فاالستراتيجيات المتكيفة مؤدية
إلى الصحة واالستراتيجيات غير المتكيفة مؤدية للوقوع في المرض وعدم التكيف.
55
الفصل 3
استراتيجية القمع االنفعالي
تمهيد:
لقد خصص هذا الفصل من البحث للمتغير األول في الدراسة أال وهو إستراتيجية القمع االنفعالي،
إال أن هذا المفهوم يصعب التعرف عليه بمعزل عن مفاهيم أساسية ،ومن هذه المفاهيم مفهوم
استراتيجيات التعامل ،على اعتبار أن القمع االنفعالي هو أحد هذه االستراتيجيات حسب التوجه المتبنى
في هذه الدراسة ،ومع هذا فإن هناك من يعتبر القمع االنفعالي دفاعية نفسية أو آلية دفاع.
وبالتالي فإن هذا الفصل يضم جزئين :الجزء األول مخصص إلستراتيجيات التعامل ،وذلك من خالل
تعريفها و التطرق إلى أهم األطر النظرية المفسرة لها ،والتعرف على الفرق بينها وبين الدفاعية النفسية،
أما الجزء الثاني فقد خصص إلستراتيجية القمع االنفعالي من خالل التطرق إلى تاريخ ظهور هذا
المصطلح وتعريفه ،وذكر الفرق بينه وبين مصطلحات ذات صلة ،وأهم الفرضيات التي حاولت
تفسيرها ،باإلضافة إلى العمليات التثبيطية والبعد االجتماعي للقمع االنفعالي.
.2.8إستراتيجيات التعامل:
لقي مفهوم إستراتيجيات التعامل اهتماما كبيرا من طرف علماء النفس وقد ظهرت عدة أبحاث في هذا
المجال كانت أولها أعمال كل من ( ) Lazarus et Launnierسنة 2073وذلك لتحديد مجموع
الوسائل من الردود لمواجهة الحادث المدرك كخطر مهدد للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي ،هذا
الرد أو االستجابة عرفها )Coping strategy( :)2001( Paulhan ،)2030( Dantcher
أو) ]55[ (Stratégie d’ajustementص.201
فيما بعد حظي هذا المفهوم بعدة تعريفات نوضحها في النقطة الموالية:
.2.2.8تعريف استراتيجيات التعامل:
يعد مفهوم استراتيجيات التعامل من الناحية األدبية صعب الترجمة ( )To cope withويعني
بالفرنسية ( )Faire avecأي "فعل مع" ،وفي مقابل ذلك اقترحت عدة مصطلحات منها :استراتيجيات
التكيف ( ،)Stratégies d’adaptationميكانيزمات دفاعية ()Mécanismes de défenses
56
ويؤكد هذا التعريف على أن استراتيجيات التعامل هي عملية مُوجهة ()Oriented process
وليست سمة مُوجهة ( )Trait Orientedوأنها متغيرة باستمرار؛ بحيث أعتبرها شوايزر
( )1001( )Schweitzerعلى أساس أنها سيرورة ديناميكية ال يمكن حصرها في نموذج"مثير-
استجابة" ألنها تتكون من مجهودات معرفية وسلوكية متغيرة في كل وقت تبعا لتقييمات الفرد لعالقته مع
المحيط [ ]58ص.853
كما أشار ستبتو ) (Steptoسنة 2000إلى هذا المصطلح وحدده على "أنها االستجابات التي يبديها
الفرد في الوضعيات الضاغطة والتي تأخذ إما طابعا انفعاليا معرفيا (كاعتبار الورم السرطاني كدمل
هين) وقد تأخذ أشكاال سلوكية مباشرة كالمواجهة الصريحة للمشكل.
بينما فسّر كل من راي ،ليندوب وجيبسون ( )Gipson, Lindop, Rayما يقصد بالحادث
الضاغط الذي يدركه الفرد كتهديد ،وذهبوا للقول أن الفرد خالل مسار حياته يتعرض إلى مجموعة من
األحداث المتتابعة مثل ميالد طفل ،تغيير المهنة ،اإلصابة البالغة .فقد يدرك هذه التجارب كتهديد تنجر
من وراءه توترات وجدانية ذات آثار سلبية .يحاول الفرد بكل طاقته مواجهة هذه األحداث لتغيرها،
فاستراتيجيات التعامل حسب راي ) (Rayتتمثل في "محاولة الفرد التوافق مع المواقف الصعبة في
حياته [ ]55ص.48
57
ورغم تعدد التعاريف فيما يخص مفهوم استراتيجيات التعامل إال أنها تشترك في كون )(Coping
عبارة عن استراتيجيات تعامل يستعملها الفرد لتحقيق أو تجاوز الضغط للوصول إلى حالة من التوافق
النفسي واالجتماعي.
تعددت التناوالت النظرية التي تناولت موضوع االستراتيجيات التعامل وفيما يلي أهمها:
يقتصر عمل المواجهة بالنسبة لهذا النموذج على االستجابات السلوكية الفطرية أو المكتسبة في
مواجهة الفرد ألي تهديد أو خطر يمكن أن نواجهه كاستعمال الهجوم في حاالت الغضب أو الهروب
والتجنب في حاالت الخوف [ ]51ص.42
كما تفسّر استراتيجيات التعامل على أنها تغير في مميزات الخبرة نتيجة لإلشارة السابقة وذلك مثل تزايد
وضوح الرؤية في غرفة مظلمة [ ]53ص .24
إذن فاستراتيجيات التعامل بالنسبة لهذا المنظور عبارة عن مجموعة من األفعال والنشاطات التي يكمن
دورها في مراقبة التقلبات التي تحدث في المحيط ،وبفضل تلك المراقبة المستمرة تم التخفيف من حدة
االضطرابات السيكوفسيولوجية التي يمكن أن تحدثها التغيرات الطارئة في المحيط.
ويقترن مفهوم استراتيجيات التعامل وفقا للنموذج التحليلي بمفهومين أساسيين ،هما:
ج .االنعزال ( :)L’isolementانحصار مسار التفكير على فكرة واحدة وبالتالي تعرقل فهمه
للواقع [ ]31ص.270
أ .طبيعة السياق الحالي المتعدد األبعاد ( :)Copingيظهر ذلك مثال في حالة مرض عضوي؛
فالمريض معرض لمختلف مواقف الضغط (األلم ،الضعف ،الوضعية االستشفائية والعالج في نفس
الوقت) والبد عليه أن يحافظ على توازنه االنفعالي وصورة األنا مبتهجة والحرص على عدم فقد
مصادره المالية ،والمحافظة على عالقته الطيبة مع عائلته ...كل هذه االلتزامات تستلزم استراتيجيات
تعامل مختلفة عن بعضها البعض والتي ال يمكن التنبؤ بها عن طريق مقياس أحادي األبعاد كالذي نجده
في السمة [ ]60ص.44
ومن خالل ما سبق يمكن أن يتبين أن سمات الشخصية غير كافية للتنبؤ بالطريقة التي يواجه بها الفرد
حالة الضغوط ألن استراتيجيات التعامل مفهوم يأخذ بعين االعتبار اإلمكانيات الشخصية الثابتة والطرق
السلوكية من أجل مواجهة الوضعيات المختلفة للضغط.
.8.1.1.8التناول االجتماعي:
من خالل الدراسات التي قام بها ممثلو المنظومة االجتماعية حول أساليب التعامل الفردية والجماعية
وهذا انطالقا من إحساس الفرد بالنقص وجدوا أن هذا الشعور يؤثر في سلوك الفرد بشدة مما قد يدفعه
إلى نوعين من التصرفات تتمثل في تقبل الواقع أو رفضه ،ويتحقق هذا الرفض في استراتيجيات عدة
تتعلق بقدرات الفرد ودرجة طموحه وبالمكتسبات االجتماعية وبالوفاء للجماعة وأفرادها ونذكر من بين
هذه األساليب ما يلي:
أ .التطابق :هو سلوك يوحي بتطابق وتوافق الفرد مع القيم االجتماعية.
ب .الهروب :ويتميز هذا السلوك باالنسحاب واالبتعاد عن المقارنة بالغير ومن ثم تجنب األلم.
ج .سد العجز :يكون بمحاولة الوصول إلى مستوى اآلخرين وطموحاتهم وبالتالي تأكيد الذات.
د .التعويض :وذلك بإدخال عوامل جديدة والسعي إلى فرضها في جماعة بطريقة مقبولة.
فالفرد إذن يستعمل أساليب التعامل ليصل إلى حالة من الطمأنينة والراحة وكذا المكانة االجتماعية []63
ص .217-213
.4.1.1.8التناول المعرفي:
تعد استراتيجيات التعامل في النظرية المعرفية للضغط والمقاومة "مجموعة جهود سلوكية ومعرفية،
في حالة تغير مستمر ،تهدف إلى معالجة متطلبات داخلية أو خارجية خاصة ،مقدرة على أنها تشكل عبئا
يفوق إمكانيات الفرد وقدراته ويالحظ في هذا التعريف وباستعماله لعبارة "جهود معرفية وسلوكية تفوق
إمكانية الفرد وقدراته" ،أنه يشير إلى فكرة أن عملية التعامل تجرى في شروط معينة من الضغط
النفسي ،وتتطلب عمال ذهنيا وسلوكيا موجها نحو معالجة تلك الشروط ،الشيء الذي يُميّز استراتيجيات
التعامل عن السلوكات األوتوماتيكية التي ال تتطلب بذل أي جهد معرفي ،كما أن ورود كلمة معالجة
تشير إلى وجود طرق وأساليب لعملية التعامل ،والمقصود بها البدائل والخيارات المختلفة المستعملة في
60
التعاطي مع وضعية ما ،والتي يُعبّر عنها ( )Lazarusفي نظريته باستراتيجيات التعامل
[.]57
من خالل هذه النظرية يمكن أن نشير إلى وجود ثالثة مفاهيم هي:
الضغط المدرك:
يُعرّ فه الزاروس وفولكمان ) (Lazarus et Folkma ,1984على أنه تفاعل خاص بين الشخص
والبيئة ،حيث يُقيّم الفرد الموقف أنه في متناول موارده أو متجاوز لها وممكن أن يهدد سالمته.
إن التقييم الذاتي في المواقف الضاغطة لهذه الوضعيات هي التي تهم أكثر من الحقائق الموضوعية ،لهذا
فإن الضغط المدرك هو بمثابة تقييم ذاتي أكثر منه تقييم موضوعي للموقف الضاغط؛ كما أن الضغط
المدرك -بناءا على هذا المنظور -يتمثل في مجموعة من التقييمات التي تمس ليس الوضعية المنفرة
كافية غير أنها على تدرك التي المتوفرة الموارد كذلك وإنما فقط والمهددة
[ ]53ص.100
ومن هنا فالضغط المدرك هو نتيجة تفاعل بين الشخص والبيئة وهما يشكالن محددات الضغط المدرك.
هي تلك العالقة المعرفية التقديرية التي يتم بواسطتها تخمين أو توقع الفرد حول ما هو السلوك أو
اإلجراء الذي يشكل مصدر ضغط بالنسبة له في تعامله مع البيئة [ ]53ص.133
أ.التقييم األولي :يحدث بشكل سريع وتلقائي ،يدرك فيها الفرد الوضعية ومتطلباتها وعلى أساسها تتحدد
حالته النفسية والجسمية.
ب.التقييم الثانوي :يتمثل في تقدير الفرد وقدراته الشخصية لمواجهة الحدث الضاغط.
كما قدم كل من الزاروس و فولكمان نموذج ثنائي للتقييم يوضح ما ذكرناه سابقا:
61
الموقف الضاغط
[ ]34ص.20
التقييم واإلمكانيات الشخصية :ويقصد بها مميزات الشخصية الداخلية والمتغيرات الخارجية والتي
تؤثر على سيرورة التقدير ومن أهمها:
ب .االحتمال ( :)L’enduranceتشير هذه الخاصية إلى معاني التحكم الذاتي أو الشخصي في أحداث
الحياة ( )Kobasa ،2031ويرى ( )2002 ،Steptoeأن الشخص الصبور قادر على تحمل
الضغوطات النفسية االجتماعية أكثر من اآلخرين وأشار كل ( )Lazarus et Folkmanأن
األشخاص الذين يمتازون بدرجة ضعيفة من القلق ،نجدهم يتقبلون األحداث المقلقة أو الضاغطة
كأحداث قليلة الخطر ،ولهم تنبؤات أكبر للتحكم في الوضعيات الصعبة من األشخاص اللذين لديهم سمة
قلق عالية [ ]30ص.47-43
ج .اإللتزام ( :)Commitmentتمثل تعبيرا عاما مهما بالنسبة للفرد وتعمل على تشكيل القاعدة
التي يستند إليها في تحقيق أهدافه والحفاظ على قيمه المثالية والتحديد من تقييماته إذ تتطلب األمور قدرة
عالية أو منخفضة من االلتزامات ،مما يسهم في توجيه الفرد نحو وضعية تجلب الرضا والراحة وتبعده
عن تلك التي تشكل مصدر ضرر أو خطر [ ]57ص.57
د .الحصر :كسمة ميل غامض إلى إدراك الحاالت المنفرة كتهديد ،فإذا كانت هذه السمة أدركت
األحداث الضاغطة على أنها أقل تهديدا فتزداد قدرتهم على السيطرة عليها مقارنة مع ذوي سمات
الحصر العالية [.]33
العوامل البيئية :ويمكن تقسيمها إلى عوامل مرتبطة بالموقف الضاغط ذاته ،وعوامل
اجتماعية أو ما يعرف بالموارد االجتماعية.
العوامل الموقفية :إن الكثير من خصوصيات الموقف تؤثر على الضغط المدرك ويمكن
تحديدها على النحو التالي:
الالتنبؤية ( :)Imprévisibilitéإن حدوث الموقف الضاغط بصورة مفاجئة جذرية ال
يسمح للفرد أن يضع اإلستراتيجيات التوافقية بشكل مسبق ،وعنصر المفاجأة يثير شدة
االنفعال .وهوماال يسمح للفرد من التقييم الموضوعي .وهذا ما نجده في حاالت الزلزال
مثال.
الغموض ( :)Ambiguïtéإن الغموض الذي يكتنف بعض المواقف الحياتية حيث يجهل
الفرد الكثير من المعطيات والمعلومات حول الموقف يزيد من حدة الضغط المدرك.
عدم قابلية التحكم ( :)In contrôlabilitéفاالعتقاد في أن الحادث غير قابل للتحكم فيه،
هو مثير للضغط أكثر من إدراكه [ ]33ص.38
الموارد االجتماعية :وهي تشكل الشبكة االجتماعية التي يتحصل منها الفرد على المساعدة
في حالة الموقف الضاغط أو بمعنى آخر السند االجتماعي.
63
التقييم والخصائص البيئية :يتعلق اختيار نوع اإلستراتيجيات بتغيرات خصائص المحيط والبيئة
المتمثلة في:
ب .السند والدعم االجتماعي :والذي يشير إلى استعداد المحيط األسري أو المهني ومجموع
األصدقاء المشاركة في التخفيض من الضغط االنفعالي [ ]37ص.277
يفرق الزاروس بين االستراتيجيات المركزة على المشكل ،واالستراتيجيات المركزة على االنفعال .ففي
االستراتيجيات المركزة على المشكل يحاول الفرد تفادي الضغط بتغيير مجرى الحادث ،بينما في
االستراتيجيات المركزة على االنفعال يحاول تغيير مرى مشاعره [.]30
يلجأ الفرد إلى إستخدام إستراتيجيات المقاومة المركزة على االنفعال في حالة التقييمات غير القابلة
للتغيير .لكن يتبادل النمطان التأثير في جميع أنواع الضغوطات التي يواجهها الفرد ،فكالهما يستطيع
تسهيل أو تثبيط ،أو إعاقة اآلخر [.]57
( (Sulsوفليتشر باإلضافة إلى هذا التصنيف توجد تصانيف أخرى ،من بينها تصنيف سولس
) (Fletcherاللذان يصنفان استراتيجيات المقاومة إلى فئتين هما:
اليقضة :وهي استراتيجية فعالة تعارض األولى (البحث عن المعلومة ،والسند االجتماعي
ومخططات الفعل[. ]55
وما يجدر اإلشارة إليه ،هو أنه ال توجد استراتيجيات فعالة وغير فعالة بمعزل عن خصائص الفرد
وإدراكه المعرفي وخصوصيات الموقف الضاغط .فاستراتيجيات المقاومة المركزة على االنفعال تكون
أكثر فعالية على المدى القصير أو عندما اليستطيع الفرد التحكم في الحادث الضاغط في حين تكون
استراتيجيات المقاومة المركزة على المشكل أكثر مالءمة على المدى الطويل وعندما يستطيع الفرد
التحكم في الحادث الضاغط [. ]70
وهناك تصنيفات أخرى ،إال أن التصنيف األكثر شيوعا هو التصنيف المقدم من قبل الزاروس
وفلوكمان.
من خالل ما سبق يتضح ان كل تناول ركز على جانب معين على حساب الجوانب األخرى ،إال أن
التناول البارز هو التناول المعرفي ،فحسب زهية مسعودي [ ]72أهمية النظرية المعرفية للمواجهة التي
تقوم على العالئقية والتوجيه تظهر من خالل تعريف الضغط كعالقة فرد-بيئة ،تفوق مصادر الفرد
وإمكاناته وتشكل تهديدا لراحته فيكون رد فعل حسب طبيعة وشدة الضغط من جهته ،وميزته وفهمه
وطريقة استعماله لميكانيزمات التكيف التي يمتلكها من جهة أخرى .وهذه هي النقطة التي شكلت الحد
الفاصل بين هذا التناول وغيره من التناوالت.
إن الفصل بين المواجهة (المقاومة) والحيل الدفاعية يعتبر مشكلة من الناحية التصورية واألمبريقية
ولذلك فقد قدم كارمر ( )1000( )Cramerخمسة معايير للتميز بين عمليات المواجهة والحيل
الدفاعية ويقال أن الحيل الدفاعية تتسم باآلتي:
وقد أخذ الزاروس Lazarusبالمعايير الثالثة األولى ،ولن يستريح للمعيارين الرابع والخامس،
وقد ذهب سومارفيلد وماك ( ) Somerfieldكراي ( )1000( (Mcraeإلى أن ردود الفعل لألسى
65
يجب أن تعرف كمقاومة أو مواجهة إذ كان شعوريا وإراديا ،وتعرف كحيل دفاعية إذا كانت ال شعورية
والإرادية [ ]33ص .125-124
ويرى سبيلبجر) ]71[ (Spielbergerأنه عندما تكون أساليب المقاومة الفعالة غير مجدية للحاالت
المهددة والضاغطة ،يلجأ الفرد إلى األساليب الدفاعية للخفض من شدة الحاالت االنفعالية المؤلمة وغير
المقبولة.
ويمكننا في هذا الصدد أن نوضح أيضا الفرق بين آليات الدفاع والدفاعية حيث يعتبر إردلي )(Erdely
[ ]78ص ،500أن آلية الدفاع هي عملية أساسية ) ، (Basic processأما الدفاع فهو الهدف الذي
وضعت من أجله آلية الدفاع ،وبالتالي فإن اآللية هدفها الدفاع.
ورغم ما قدم من أوجه اختالف بين آليات الدفاع والمواجهة ،فإن هذه المسميات تحتوي على كثير من
التقارب والتشابه في الوظائف واألدوار التي تقوم بها ،بغض النظر عن كونها تعمل في إطار شعوري
أو ال شعوري.
وبعد هذا العرض الذي هو بمثابة تمهيد لكل من االستراتيجيات التعامل ،ننتقل إلى إحدى هذه
االستراتيجيات أو اآلليات أال وهي إستراتيجية القمع االنفعالي.
.1.8إستراتيجية القمع االنفعالي:
.2.1.8السياق التاريخي لظهور مصطلح القمع االنفعالي:
فكرة قمع الذاكرة ) (Memory repressionهي فكرة مثيرة للجدل في علم النفس منذ فترة طويلة
[ ]74ص.131
ورغم أن هذا المفهوم ارتبط مع فرويد ،إال أنه قد ظهر قبل التحليل النفسي بنصف قرن ،عن طريق
جون هيلبرت ) )2314-2315( (Johen Helbertويطلق هذا المصطلح على تثبيط أفكار بأفكار
أخرى ،وبالنسبة لهيلبرت القمع ضروري نتيجة لمحدودية الشعور ،وهذا بإدراكه لفكرة واحدة ،لكن هذه
األفكار ال تختفي وإنما تسقط من الفكر وتقمع.
تأثر فرويد بأفكار هيلبرت لكن بطريقة غير مباشرة ،حيث تبنى فكرة دفاعية القمع ،إال أنه اختلف مع
االفتراض الفلسفي السابق لدى هلبرت عند إكتشافه لمفهوم الالشعور وأصبح الشعور غيض من فيض .
وقد إقترح فرويد أن القمع هو نشاط من نشاطات النسيان لتلك األفكار التي تسبب الصراع أو القلق،
ص.500 []78 للدفاع آلية عن عبارة وهو
كما ظل االهتمام قائما خالل الستينات والسبعينات حول إيجاد مقياس للقمع ،ومن أبرز هؤالء الباحثين
بيرنر )2032( Byrn’sالذي أوجد مقياس حساسية القمع ) ، (Repression sensitisationوقد
66
أستخدم هذا المقياس في دراسات عن القمع لكن ثبت فيما بعد أن قياسه للقمع ضئيل وأنه يمزج في كثير
من األحيان بين القمع والقلق [ ]28ص.210
وفي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات تجدد البحث حول القمع االنفعالي ،حيث ظهر هذه المرة مع
أعمال وينبرجر وزمالؤه حول مفهوم االستحسان االجتماعي من خالل مقياس
) (SDS) (Marlow and Grewneوقد أقترح أن األفراد يميلون إلى الرد (االستجابة) "الصحيح
ثقافيا" لكسب استحسان اآلخرين ،وبهذا فقد أعتبر مقياس ) (Marlow and Grewneبمثابة عاكس
ومقياس سمة مستقرة في الشخصية تتسم بميل نحو البحث عن استحسان اآلخرين ،والحفاظ على صورة
الذات.
إال أنه لوحظ أن هناك انخفاض في الميل إلى تقارير سلبية في اختبار القلق ،ومن ثم تم عزل هذه
السمة عن ظاهرة االستحسان االجتماعي وعرفت بآلية القمع االنفعالي أو إستراتيجية التعامل القمعي
[.]75
وفي محاولة لتحديد حقيقة القامع ،إقترح وانبرغر وزمالؤه تصنيف األفراد إلى أربعة أصناف على
أساس كونهم عالين أو منخفضين على المقياسين وكانت النتائج كالتالي:
دفاع مرتفع/قلق مرتفع :إرتفاع في الدفاع وإرتفاع في القلق.
عدم الدفاع/إنخفاض القلق :إنخفاض في الدفاع وإنخفاض في القلق.
عدم الدفاع /إرتفاع القلق :دفاعية منخفضة وقلق مرتفع.
قامعون:دفاعية عالية وقلق منخفض [ ]28ص.210
وفي محاولة أخرى لوينبرجر وزمالؤه سنة 2070إستخدموا عبارة مهمة الربط
) ،(Association taskللتحقق من صحة القمع ،ويتألف هذا اإلختبار من عبارات متعلقة بالحياد،
موضوعات جنسية ،موضوعات العدوانية.
وأظهرت النتائج أن القامعين لديهم ردود فعل أبطأ تجاه العبارات الجنسية والعدوانية بالمقارنة مع
المشاركين الغير قلقين ،وكانت لديهم مستويات من االضطراب الكالمي [ ]73ص.133
أما فيما يخص الموضوعات االنفعالية فقد استخدم وينبرجر وزمالؤه مقاييس فسيولوجية ،وقد أشار إلى
أن القامعين كانوا أكثر قلقا من المجموعة المصنفة على أنها غير قلقة على الرغم من انخفاض تقاريرهم
الذاتية [.]24
وقد حاول إردلي ) ]78[ (Matthew Hugh Erdelyiإيجاد نظرية موحدة للقمع إستنادا إلى ما جاء
وعلم النفس التجريبي ،حيث يقسم القمع إلى قسمين العمليات المثبطة به علم النفس الفرويدي
المضافة والعمليات ، )Inhibitory or subtractive )processes
67
( ،)Elaborative or additiveونظرا ألهمية هذه النظرية في شرح كيف يتم القمع سنتطرق إليها
بالتفصيل الحقا .ومن خالل هذه األطر النظرية والدراسات ظهر مفهوم القمع االنفعالي ،وفي نقطة
الحقة سنحاول جمع بعض التعريفات الواردة حوله.
.1 .1.8تعريف القمع االنفعالي:
لقد ظهرت العديد من التعريفات للقمع االنفعالي من قبل العديد من الباحثين ،فمنهم من إعتبر القمع
عملية واعية ) )Shevrenومنهم من اعتبرها عملية غير واعية ) ، (Blattومنهم من إعتبرها دفاعية
) ، (Bonanno et Singerوبعض الباحثين أعطى خاصة ) (Erdelyأو فئة من فئات الدفاع
تعاريفا شاملة والبعض اآلخر إستخدم تعاريف إجرائية والبعض اآلخر استخدمه كميكانيزم للدفاع
) (Davisفي حين أن آخرين استخدموه كأسلوب للتعامل [.]77
وفي هذا العرض حاولت الباحثة نقل جملة من التعاريف التي توصلت إليها بغية الوصول إلى تعريف
محدد للقمع اإلنفعالي.
فقد عرفه وينبرجر ) (Weinbergerعلى أنه آلية دفاعية لها الدور الحاسم في مكافحة الوعي
باالنفعاالت السلبية (كالشعور بالذنب ،الغضب ،الخوف) ،فقط من أجل الرغبة في الحفاظ على صورتها
أمام اآلخرين و تجنب الرفض االجتماعي [ ]74ص.215
كما عرف القمع على أنه إستراتيجية مخادعة للذات للحد من إستراتيجيات أخرى مهددة للذات ،وقد
تكون بطريقة واعية أو ال واعية [ ]73ص.2020
وقد عرف القمع اإلنفعالي على أنه إستراتيجية مواجهة ،تتسم بكف االنفعاالت السلبية ،وكف
االستراتيجيات المعرفية لتجنب معلومات القلق ).(Information anxiogens
ويعرف أيضا على أنه ميول قوية الستخدام التجنب المعرفي وقليل من إستراتيجيات اليقضة ،لمحاولة
الحد من خبرة التنشيط االنفعالي لتجنب عملية معالجة المعلومات مصدر القلق.
وقد عرف أيضا على أنه ميل متكرر ،وبشكل مفضل إلى استخدام آلية مرتبطة بانخفاض الحكم في
اختبار سمة القلق في الشخصية [ ]73ص.215
وقد عرفه مونداليا ) (Mondoliaوزمالؤه ( )2003على أنه دفاع عن اإلدراك
) ]73[ (Defense perceptiveص.210
وقد عرف أيضا القمع االنفعالي تعاريفا إجرائية على النحو التالي:
"مستوى عالي من الدفاعية مع انخفاض في التقرير الذاتي لسمة القلق]70[ ".
و من خالل ما تقدم في العرض األول لإلستراتيجيات فقد وضحت الباحثة خالله الفرق بين
اإلستراتيجيات وآليات الدفاع ،فمهما اختلفت التعارف في وصف القمع االنفعالي كونه إستراتيجية أو آلية
دفاع فإن المعنيين متقاربين ،وحتى إذا أخدنا بعين االعتبار الفرق الموجود بينهما فانه فيما يخص عمل
68
القمع في إطار واعي أو غير واعي ،فإن القمع االنفعالي يتجاوز هذا األمر ألنها قد تكون واعية أو غير
واعية (حسب ايردلي ،)]78[،وبالتالي فإن القمع االنفعالي قد يعمل كإستراتيجية في حالة الوعي
أوالوعي ،وكآلية في حالة الالوعية.
وبما أن الدراسة الحالية قد اعتمدت على مقياس وينبرجر في قياس هذا المتغير فإن هذا التوجه يرى أن
القمع االنفعالي هو إستراتيجية للتعامل ،ويطلق عليها إستراتيجية التعامل القمعي ،وهو إستراتيجية من
إستراتيجيات ضبط االنفعال (فيما ذكره )]3[ Southam-Gerow et all,:وهذا ما إعتمدناه في هذه
الدراسة.
أما عن دور هذه اإلستراتيجية فقد اتفقت جل التعاريف المذكورة سابقا ،في كونها كفاح عن تهديد قد
يمس الشخصية أو يهدد صورة الذات ،بهدف الحفاظ على هذه الصورة أمام اآلخر ورغبة في
االستحسان االجتماعي.
لكن رغم تحديدنا لمفهوم القمع االنفعالي إال أن هناك لبس بين مفهومها وبين بعض المفاهيم التي قد
تتشابه معها في جانب من الجوانب ،لذا فمن المفيد قبل أن ننتقل إلى التفسيرات المقترحة لهذه
اإلستراتيجية ،وجب التطرق إلى عنصر إستراتيجية التعامل القمعي ومصطلحات مشابهة.
.8.8.3إستراتيجية التعامل القمعي ومصطلحات ذات صلة:
يرتبط القمع اإلنفعالي ببعض المفاهيم التي نجد أحيانا ،خلط في تعريفها لذا سنحاول التمييز بينه وبين
أبرز مفهومين قد يتداخالن معه ،وهما مفهوم األلكستيميا ،ومفهوم اإللغاء االنفعالي أو التجنب اإلنفعالي،
من حيث خنق اإلنفعاالت والعجز في التعبير عنها.
األلكستميا:
فمن خالل هذا التعريف نلمس تشابها مع مفهوم القمع االنفعالي ،من حيث أن كالهما لديه عجز أو
صعوبات في وصف المشاعر ،والتي تعتبر وسيلة لإلتصال ،أو إشارة للتأثر والذي يكون قليل التواجد
عند كل من القامع واأللكستيمي [ ]32ص.173
كما أشارت العديد من البحوث أن كل من األلكستيميا والقمع ينطوي على عجز في التعبير اإلنفعالي
والذي يرتبط بالمرض العضوي واإلضطرابات السيكوسوماتية [ ]31ص.400
69
وقد يظهر الفرق بين القامعين واأللكستيمين في أن القامعين لديهم عجز في معالجة المعلومات
اإلنفعالية السلبية.
أما األلكستيميين فلديهم عجز في وصف اإلنفعاالت اللفظية وغير اللفظية ،وسواء كانت هذه اإلنفعاالت
سلبية أو إيجابية.
وهناك باحثون آخرون أشاروا إلى أن أن الفرق بين القامعين واأللكستيمين يقوم على حجم العجز
المالحظ وليس في النوعية.
فقد أثبت نيوتن ) (Newtonوكونترا ) (Contradaأن النمط القامع يتم بمستوى عال من الدفاع
ومستوى منخفض من القلق ،على الرغم من النشاط الفسيولوجي المرتفع ،هذا يعني أن هؤالء يتميزون
بعدم االرتباط بين التنشيط الفسيولوجي واإلنفعاالت السلبية المصرح بها.
في حين أن وصف المشاعر السلبية لأللكستيمين تجاوز هذا التنشيط الفسيولوجي ،لذا فإنه يظهر إرتباط
بين التنشيط الفسيولوجي واالنفعاالت المصرح بها [ ]32ص.173
ومن خالل التقارير الذاتية لكل من األلكسيتمين والقامعين" ،فإنه يظهر أن هذين البعدين مختلفين وهذا
حسب ما أثبتته كل من فيهل ) (Pihlو مارتين ) ،)2033( (Martinحيث أن القامعين لديهم درجات
منخفضة على مقياسي األلكستيميا.
كما أثبتت دراسات أخرى ) (Weinberger et Schwertez,1990أن األلكستيميا والمواجهة
القمعية ،ترتبط عكسيا [.]31
اإللغاء اإلنفعالي أو التجنب اإلنفعالي ):(Emotional supression
اإللغاء أو التجنب االنفعالي ،هو آلية لتجنب الذكريات واألفكار السلبية ،تكون خاصة عند ذوي
اضطرابات المزاج ،الذين يتميزون بأفكار سلبية مستمرة ،بخصوص ،شخصهم ،تاريخهم ومستقبلهم
[ ]38ص.210
وتعرفه الجمعية األمريكية السيكاترية في مختصر الكتيب التشخيصي الرابع ) ]34[ )DSM4على
أنه آلية دفاعية يتجنب فيها الشخص عمدا التفكير في المشاكل المقلقة والرغبات والمشاعر أو الخبرات.
و قد يتشابه مفهوم التجنب االنفعالي ومفهوم القمع االنفعالي في أن كل منهما لديهما ميول لتجنب
االنفعاالت السلبية .ورغم هذا التشابه إال أن هذين المفهومين مختلفين وال يشيران إلى نفس المدلول
[ ]77ص.20000
حيث أثبتت العديد من الدراسات أن هناك عالقة بين التجنب االنفعالي والعديد من االضطرابات النفسية
واألعراض المرضية.
فالتجنب االنفعالي يرتبط باألسى النفسي حسب دراسة كل إواميتسو وزمالؤه ).(Iwamitsu
70
كما أثبتت دراسة ويلدس وزماؤه ) ،]35[ )1020( (Wildesأن التجنب اإلنفعالي يرتبط بأعراض
القلق واإلكتئاب واضطرابات األكل.
إال أن القمع االنفعالي بالنظر إلى خصوصيته وهي الميل إلى إعطاء تقارير إيجابية ،حيث أن القامعين
من خالل تقاريريهم الذاتية ،لديهم نقاط عالية من التكيف والصحة والتصدي الناجح للخوف والقلق
والحزن ودرجة منخفضة من العداء ،باختصار فإن القامعين يظهرون من خالل تقاريرهم الذاتية
بوصفهم المجموعة األكثر صحة والسعيدة والمتكيفة ،ومن بين هذه الدراسات (Egloff & Hock,
& 1997; Egloff & Krohne, 1996; Kreitler & Kreitler, 1991; Myers & Myers
).]28[ Brewin,Vetere, 1997
وعلى العموم فإنه من الصعب معرفة الفروق بدقة بين هذين المفهومين ومفهوم القمع االنفعالي نظرا
لخصوصية هذا األخير في إعطاء تقارير إيجابية.
إن التعرف على مفهوم إستراتيجية القمع االنفعالي ومعرفة الفرق بينه وبين مفاهيم مشابهة ،يدفعنا إلى
التساؤل عن ما إذا كان هناك تفسير لها ،لذا فالنقطة الموالية خصصت للفرضيات المفسرة لهذه
اإلستراتيجية.
.4.1.8الفرضيات المفسرة للقمع اإلنفعالي:
إن القامعين لديهم قدرة فائقة على كف ذاكرتهم عن األحداث السلبية ،وقد أقترحت أربع فرضيات
لتفسير معالجة الذاكرة للمعلومات االنفعالية ،وقد وضحها كرتون ) ]73[ (Cartonكما يلي:
األولى :وضعت من طرف دافيدس ) )2037( (Davisحيث يرى أن قمع الذكريات االنفعالية وظيفة
االنفعاالت الكثيفة التي ترتبط مع التمثيل وقت الترميز ،وهو يرى أن اآللية الكامنة وراء القمع تالحظ في
()Representation émotionnelle négative ضعف الرابطة بين التمثيل االنفعالي السلبي
للذكريات التي تسبب القلق وغيرها من االنفعاالت.
إن العجز في الذاكرة االنفعالية عند القامعين ،هو ضعف في تنمية األحداث االنفعالية أثناء ترميزها،
وحسب هذه الفرضية فإن القمع يعمل في وقت ترميز االنفعاالت السلبية.
أما الفرضية الثانية :فترى أن الخلل يكمن في انضمام الذكريات السلبية للقامعين ،حيث أن هذا االمر
دليل على وجود مخطط أقل تعقيدا وأقل غنى ،وهذا المخطط هو الرابط بين التمثيالت االنفعالية
المختلفة ،وهذا ما يؤدي إلى الفقر في نمط االنفعاالت المعقدة.إن هذا المخطط األقل تعقيدا يستهدف في
المقام األول عزل الذكريات المرتبطة بأفراد معينين ،مما يؤدي إلى أنماط انفعالية غنية.
وحسب هذه الفرضية فإن التمثيل مرتبط باالنفعاالت السلبية األكثر عزلة في الذاكرة واألكثر صعوبة
في الوصول إليها ،واالستجابة الفسيولوجية تكون أكثر كثافة ،حيث يظهر تناقض ،فمحفزات الخوف
71
تعكس تقييم "منفصل" ،لكن في المقاييس التمثيالت موجودة بالذاكرة التي ال يمكن الوصول إليها،
وتنشيطهم لألحداث االنفعالية صعب ،وهذا يؤدي إلى كف المعالجة الواعية للمحفزات االنفعالية.
أما الفرضية الثالثة ،فتركز على ميكانيزم االنقطاع ) (Discontinuitéبين المراحل المختلفة في
معالجة المعلومة االنفعالية.
فيرى أصحاب هذه الفرضية أن القامعين حساسين كثيرا للخوف والقلق أثناء المراحل األولى للحجز
( ،(Saiseوترميز المعلومة لكن هذه الحساسية ستدخل بواسطة مثبطات تؤدي إلى تخزين فقير لهذه
األحداث االنفعالية ،هذا وقد أضاف باحثون آخرون حساسية اإلدراك لألحداث االنفعالية التي تولد
الخوف ،الذي هو أصل ميكانيزم التجنب لدى القامعين ،وأيضا مصدر عجز ذاكرتهم بدال من عدم وجود
حساسية للخوف.
أما الفرضية األخيرة فقد اقترحت أن القامعين ،يكونوا أكثر ترجيحا للروابط بين األحداث االنفعالية
ألن كثيرا من الوضعيات ،يتم تقييمها على أنها تافهة ،إلى جانب أن دراسة عمليات الذاكرة ،وعمليات
االنتباه تكون إنتقائية .وقد سلط الضوء على القمع من طرف موندولينا )،)2003( (Mondolina
حيث قام بتعريف القمع على أنه "دفاع عن االدراك" حيث أن الفرد يستعمل آليات لمعالجة المعلومة
المتحيزة خالل ترميزه لها.
مثال :تجنب االنتباه :تجنب االنتباه االنتقائي ،أو أثناء االستعادة المتأخرة.
هذا بالنسبة للفرضيات التي وضعت لتفسير القمع االنفعالي ،لكننا نتساءل أيضا عن كيفية حدوث القمع
االنفعالي ،أو العمليات التي يتم من خاللها قمع الذاكرة.
.5.2العمليات التثبيطية أو اإلختزالية:
لقد حاول إردلي ،]78[ )1003( Erdelyإيجاد نظرية موحدة للقمع إستنادا إلى ما جاء به علم النفس
الفرويدي وعلم النفس التجريبي.
وحسب إردلي فعملية القمع المثبطة ،هي عملية مخفضة للوعي ،ويعرفه على أنه طرح سيكولوجي
يتسبب في وعي أقل ،وقد أعطى إردلي مثال :تخصيص االنتباه في اتجاه ،للقضاء على التفكير في أشياء
مزعجة.
وقد قسم إردلي عمليات التثبيط إلى قسمين :التثبيط البسيط والتثبيط المنظم.
.1.5.2.3التثبيط البسيط:
إن تثبيط الوعي لبعض األغراض ،أو بهدف الوصول إلى أهداف محددة ،هو محاولة نسيان المواد
المستهدفة ومن ثم تدهور الذاكرة حول هذه المادة ،إال أن محاولة نسيانها ال يعني بالضرورة خسارة هذه
المادة أو تالشيها ،بل هناك جهود تمكن من استرجاعها ،وقد تِؤدي بعدها إلى تذكر
مفرط ).(Heyperamnesia
72
وقد قام إردلي وأبلوم ( )2078بتجربة حول اإلخفاء المعرفي ) ،(Cogntive maskingعلى عينة
من الطالب اليهود المتدينين ،حيث أعطي لهم صليب معقوف به دائرة بالوسط ،ورموز محايدة محتشدة
حول المركز الدائري ،وطلب منهم تذكر الشكل فوجد أن هناك حساسية تجاه الصليب المعقوف بالمقارنة
مع الشكل الدائري وما حوله من أشكال محايدة ،وكان هناك جهود لدرء إدراك الصليب المعقوف.
وحسب إردلي ( ،]78[)1003فإن هذا النوع من الظواهر لوحظ كثيرا في األدب التجريبي ،وتحت
مسميات مختلفة (مثال :ضيق االهتمام ،Narrowing of attentionالتسلح المركز Weapon
،focusالصدمة العقلية ،)Mentel scockحيث أن البنود الثانوية تفحص جيدا أما البنود الثانوية
فالتذكر واإلدراك يكون سيئا.
ومن هنا فحسب إردلي فإن فقدان الذاكرة هذا ،يمكن أن يكون بسبب اإلخفاء المعرفي ،التقدمي أو
ا لمتطور ،وأهمية هذا اإلخفاء تكمن في انخفاض األداء مع المثيرات االنفعالية ،وقد يتضاءل لقلة الدفاع،
وانخفاض معالجة نحو هذه المعلومات ،بمعالجة معلومات أخرى.
وهذا ما يظهر في الحاالت اإلكلينيكية حيث يتجلى بوضوح تجنب التفكير في المادة المزعجة ،بسبب
الضيق الذي تسببه تلك المادة المزعجة.
وحسب اردلي ( ،]78[ )1003فالجهود المبذولة لقمع المادة المزعجة أو المهددة ،ال تنجح من الوهلة
األولى ،وإنما يستغرق وقتا طويال ،قد يكون أياما أو أسابيع أو أشهر ،أو حتى سنوات ،والنجاح في القمع
التثبيطي يكون مع مرور الوقت.
وعالوة على ذلك ،حتى لو لم يتحقق النجاح في نهاية المطاف القمع المثبط يؤدي إلى إضعاف الذاكرة
التي يمكن الوصول إليها على مر الزمن ،ألنه ال يوجد دليل على أنه ال يمكن الوصول إلى المادة
المقموعة.
.1.5.1.8التثبيط المنظم:
حسب إردلي ( ،]78[ )1003ينتشر القمع بطريقة دقيقة ومنظمة ،للوصول إلى الهدف المرجو والعزلة
) (Isolationأو العقلنة حيث يفصل فيه الشخص أو يعزل وظائف الذاكرة اإلنفعالية ،ويكبح الجوانب
االنفعالية ،وهذا مثال واحد للتثبيط المنظم.
وقد ركز إردلي على اإلنكار ) (Deniaحيث أظهر أنه واسع االنتشار في القمع ،والفرد في حالة
اإلنكار ال يفشل في رؤية الحدث و إنما يفشل في رؤية المعنى الحقيقي للحدث.
وحسب إردلي فاإلنكار يمكن أن يتحقق من خالل االفتراض النظري الفرويدي ،بين ما هو ظاهر
(سطحي) وما هو عميق ،أو المحتوى الداللي الكامن للمثير.
في كثير من األحي ان علم النفس التجريبي يعتبر اإلنكار مشتبه به ،وهذا راجع ألن األمثلة عادة تؤخذ من
األحالم حيث يختلف في تفسير محتواها الكامن.
73
وقد وضع إردلي معادلة للتثبيط المنظم ،حيث افترض أن س حدث (حلم ،خطأ ،كالم) ،وافترض أن
(ع) ،هو السياق ،وهو مجموعة من األلفاظ األخرى الخارجية (الظروف المصاحبة ،أو الحقائق
المعروفة) التي تصاحب الحدث المستهدف.
س تعبر عن المحتوى والذي يحدث في السياق (ع) :ع ≠ ع( /س)
وبالتالي فإنه حسب إردلي فالحدث المعزول ال يساوي الشيء الذي يفهم في اعتبار السياق ،والمحتوى
الكامن .ويتعرف على المحتوى الكامن إردلي من خالل السخرية والمزاح األحالم واألخطاء...
.3.8البعد االجتماعي للقمع االنفعالي:
يظهر البعد االجتماعي للقمع من خالل األعمال التي قدمها جينفر فريد )(Jennifer Freyd
( ،]23[ )1003حيث أثبت أهمية الدوافع االجتماعية .وقد بين فريد أن الدوافع االجتماعية هي السبب
الكامن وراء القمع ،وذلك نتيجة للضغوط االجتماعية ،وبالتالي هناك حاجة ضمنية إلى عزل المعلومات
عن الوعي للحفاظ على مجموعة كاملة من العالقات االجتماعية (الحميمية ،والمجتمعية،
والسياسية.)........
فحسب فريد ( ،]23[ )1003النسيان والغفلة أحيانا تكون مشجعة من طرف اآلخرين ،مثال عندما
يلحق أحد الضرر باآلخرين ،فإنه يحدث نوع من التالعب في اإلفصاح عنه الحقا وذكر الحدث.
وقد يتعرض األفراد أحيانا إلى معلومات قد تهدد راحتهم النفسية ) (Will-beingفي مثل هذه الحاالت
يكون القمع غير تكيفي.
وقد ساق فريد ( ]23[ )1003مثاال عن اإلساءة من طرف مقدمي الرعاية ،في نظريته المعروفة
بصدمة الخيانة ) (Betaryal trauma theoryالمعروفة اختصارا ب ،(BTT) :حيث يقترح أن
الطريقة التي تتم فيها معالجة األحداث والتذكر تكون متعلقة بالحدث السلبي الذي يمثل له خيانة ،وقد
يكون الوعي الكامل بمثل هذه اإلساءة زيادة خطر للضحية من خالل تعزيز االنسحاب أو مواجهة
مرتكب الجريمة.
74
مرتفع
الجرم االجتماعي
االمثلة: االمثلة:
*بعض االعتداءات الجنسية. سادية سوء المعاملة *
*بعض االساءات االنفعالية. مقدمي الرعاية.
*الكارثة Holocoust
مشاعر خوف/إرهاب
منخفض مرتفع
أمثلة:
التوجد عموما صدمة *إعصار .
*بعض حوادث السيارات
منخفض
ويفترض فريد من خالل ) (BTTأن عزل المعلومات المعرفة عن طريق تهديد المعلومات للفرد
متعلق بمدى تعلق الفرد بصاحب الجريمة ،حيث أثبتت الدراسات أن التذكر المنخفض يكون في حالة
اإلساءة من طرف مقدمي الرعاية.
وقد وجد فريد وزمالؤه (( )1002حسب :فريد ، )]23[ ،أن االعتداء الجسدي والجنسي الذي يرتكب
من طرف مقدمي الرعاية ،كان مرتبطا بمستويات أعلى من عدم التذكر ،في التقارير الذاتية ،لسوء
معاملة اآلخرين من غير مقدمي الرعاية ،وترتبط أيضا قلة التذكر بمستويات عالية من صدمات الخيانة،
ومستويات أعلى من ميول التفكك ).(Dissociative tendencies
وحسب فريد ( ]23[ )1003فالتفكك ) ،(Dissociationمثل القمع قد يساعد على إبعاد معلومات
الخيانة من الوعي.
وقد وجد كل من فريد ) (Freydوديبرنس ) ،(Deprenceوجد أن عالي التفكك لديهم ذاكرة ضعيفة
للكلمات المرتبطة بالصدمة على سبيل المثال :زنا المحارم ،على عكس الكلمات الحيادية ،بالمقارنة مع
منخفضي التفكك.
75
وهذا ما توصل إليه أيضا بليز ) (Bleaseوزمالؤه ( ، )1004أن األطفال المتعرضين لإلساءة،
أقل تذكرا للصور المتعلقة بسوء المعاملة بالمقارنة ،مع األطفال غير المتعرضين لإلساءة.
أما الخيانات الزوجية فيعتبر فريد ( ]23[ )1003أنه أحيانا قد تكون الخيانة الزوجية واضحة ،لكن مع
ذلك فالطرف المظلوم قد يكون غير مدرك لهذه الخيانة رغم وضوحها.
وقد أجرى فريد (( )2003حسب :فريد )]23[،العديد من المقابالت مع األفراد الذين تعرضوا للخيانة،
فبالنسبة لوصف الشعور فيكون من قبنل رفقنائهم ،وهنذا منا يندل علنى عمنى عنن الخياننة علنى حند تعبينر
فريد ،وهذا لضرورة حماية العالقة.
ألن الوعي بالخيانة حسب زوبريجن )( )1005( (Zubriggenحسب ما ذكره :فريد )1003،هو
زعزة لالستقرار ،وقد بين أن هذه العملية يمكن أن تحدث عندما يجهلون الخيانة المالحظة من طرف
شركائهم ،وهذا دافع لبقاء التبعية للشريك وحماية له من تهديد االنفصال.
وقد توصل أيضا شاي ) ، )2004( (Shayأن الخيانة من قبل القيادة عامل رئيسي ،في تعرض الجنود
للنسيان [.]23
وقد بين فريد ( ]23[ )1003أن الدافع الرئيسي وراء القمع هو تجنب اآلالم النفسية ،وهذا ألن القليل من
األلم قد يكون أكثر خطرا من الشعور باأللم في حد ذاته.
وقد أكد فريد [ ]23أن القمع هو األكثر احتماال عندما يتعلق األمر بحماية عالقة مهمة.
ففي صدمة الخيانة قد يتسبب رد الفعل في وضع أسوأ بالنسبة للشخص المتعرض للخيانة وبالتالي فإن
القمع حسب فريد في هذه الحالة هو تكيفي.
وقد بين فريد ( ]23[ )1003أن القمع له تأثير مماثل أيضا على األلم الجسدي ،حيث يتم قمعها وذلك
لحاجة ،وحتى اإلصابة الخطيرة قد يتم تجاهلها ،وهذا ال يعود إلى الرغبة في تجنب األلم وإنما هناك
حاجة ماسة لتجاهل األلم من أجل الحفاظ على االستجابة المعتادة.
وقد وضح فريد ( ]23[ )1003أن تبادل المعلومات الصادمة لها آثار على قدرات الذاكرة حول تلك
الذاكرة ،ف انخفاض المشاركة االجتماعية لهذه المعلومات وفرص تكرارها أقل ،وبالتالي تكون أقل
ترميزا ،وأثرها في نهاية المطاف عدم التذكر ،والعكس صحيح.
وبما أن القمع االنفعالي له عالقة بالجانب االجتماعي حسب هذا المنظور ،وأيضا متعلق بالصدمات التي
يتعرض لها الفرد خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة ،فإنه في فصل آخر نحاول التعرف على المتغير
الثاني في هذه الدراسة والمتعلق بالمخططات المبكرة غير المتكيفة ،والتي لها عالقة بالجانب االنفعالي
في الشخصية وكذلك له عالقة بالتنشئة االجتماعية والخبرات التي يمر بها الفرد في مرحلة الطفولة
والمراهقة.
76
ملخص الفصل
الكوبينغ رغم تعدد التعاريف المتعلقة بمفهوم استراتيجيات التعامل إال أنها تشترك في كون
) (Copingعبارة عن استراتيجيات تعامل يستعملها الفرد لتحقيق أو تجاوز الضغط للوصول إلى حالة
من التوافق النفسي واالجتماعي.
ولقد حاولت العديد من األطر النظرية تفسير هذا المفهوم ،ومن أهم هذه األطر :التناول الحيواني،
التناول التحليلي والتناول المعرفي والتناول االجتماعي ،إال أن التناول المعرفي كان التناول األكثر
بروزا.
أما مفهوم القمع االنفعالي ،فقد اشتركت مختلف التعاريف في كونها كفاح عن تهديد قد يمس الشخصية
أو يهدد صورة الذات ،بهدف الحفاظ على هذه الصورة أمام اآلخر ورغبة في االستحسان االجتماعي.
أما فيما يخص الفرق بين كل من التجنب االنفعالي و األلكستيميا وإستراتيجية التعامل القمعي ،فمفهوم
القمع االنفعالي مفهوم مستقل عن هذين المفهومين.
وبالنسبة للفرضيات المفسرة لها ،فقد وجدت أربع فرضيات ،األولى ترى أن قمع الذكريات االنفعالية
وظيفة االنفعاالت الكثيفة التي ترتبط مع التمثيل وقت الترميز .أما الثانية فترى أن الخلل يكمن في
انضمام الذكريات السلبية للقامعين ،دليل على وجود مخطط أقل تعقيدا وأقل غنى ،وهذا المخطط هو
الرابط بين التمثيالت االنفعالية المختلفة .فحين أن الفرضية الثالثة تركز على ميكانزم االنقطاع،.
وركزت االخيرة على ترجيح الروابط بين األحداث االنفعالية.
وتنقسم عملية التثبيط إلى قسمين :تثبيط بسيط و تثبيط منظم .كما أن العوامل االجتماعية هي أسباب
رئيسية في حدوث عملية القمع االنفعالي.
77
الفصل 4
المخططات المبكرة غير المتكيفة
تمهيد:
الشك أن مفهوم المخططات لم يكن مفهوما جديدا في األدبيات المعرفية واإلكلينيكية بصفة عامة ،بل
وحتى الفلسفية ،والتي سبقت ظهور مصطلح المخططات المعرفية ،ومصطلح المخططات المبكرة غير
المتكيفة (المتغير محل الدراسة الحالية) ،ونحن في هذا الفصل حاولنا التعريج ،على هذه األصول
التاريخية ،بعد التطرق إلى مفهوم المخططات المعرفية حيث تم تعريفها و وذكر أنواعها ،وصوال إلى
مفهوم المخططات المبكرة غير المتكيفة ،والذي صحب نظرية من أهم النظريات في علم النفس
المعرفي ،فحاولنا تعريف المخططات المبكرة غير المتكيفة ،والتطرق إلى كيفية نشوئها ،وخصائصها
ومجاالتها ،باإلضافة إلى مزاياها وأضرارها إمكانية عالجها وفي النهاية عالقتها بإستراتيجيات ضبط
االنفعال.
.2.4نبذة تاريخية عن مصطلح المخططات:
يعتبر مصطلح المخططات مصطلح قديم االستعمال ،إذ ترجع البوادر األولى في استعماله إلى العهد
اليوناني القديم ،للداللة على مبادئ وأسس مع األستوسين ) (Stoiciensبصفة خاصة كريسيب
( ،)Chressipeوكذلك بالنسبة للفيلسوف "كانط" الذي عرف المخطط على أنه تصور مشترك لكل
أعضاء فئة أو صنف ما .واستعمل أيضا ذات المصطلح في نظرية المجموعات الهندسية الجبرية ،التعلم،
التحليل األدبي ،البرمجة المعلوماتية []7ص.88
أما مجال علم النفس ،فقد إستعمل مصطلح المخطط ) (Schémaفي العديد من الميادين الدراسية،
وقد أخذ عدة تسميات تعتبر كمرادفات لمصطلح المخطط ،وهي :البنية ) ،(Structourأو إطار
) ،(Cadereأو المحيط ).]10[ (Contour
إطار أطلقه مينسكي فبالنسبة لدوبجوند ) (Debeaugrandالمخطط هو اإلطار ،ومصطلح
) (Minskyبعد ملتقى جنيف مع بياجي ) ،(Piagetوبعض الباحثين يعتبرونه كمرادف للمخطط.
78
واإلطار هو أبنية معرفية ،تساعد في تسهيل معالجة المعلومات من طرف التوظيف العقلي []86
ص.882
أما المجال العيادي ،فقد استعمل هرويتز ) (Horowitzهذا المصطلح (المخطط) ،كما بينه يونغ
وآخرون [ ،]7في نموذجه للعالج ) ،(La thérapie des schéme de personnalitéحيث أن
مخطط الشخص هو إطار ،غالبا ما يكون غير شعوري ،يحتوي على أفكار حول الذات واآلخرين،
ومكون من بقايا ذكريات خبرات الطفولة [ ]86ص.882-880
كما أن بياجيه ( ،)2051أشار إلى مفهوم المخططات المعرفية ويقصد بها األبنية المعرفية لدى الطفل
في لحظة معينة [ ]87ص.228
كما ظهر مصطلح "المخطط" في نظرية بيك ) (Beckحيث أنه يتعلق ببناءات الشخصية والتي
شرحها كيلي ) ،)2005( (Kellyوإتضحت من خالل دراسة بارتلت ))2081( (Bartlett
للمخططات [ ]18ص.40
وقد أستخدم هذا المصطلح بعد ذلك بشكل متزايد في علم النفس العيادي واالجتماعي و النمائي []87
ص.224
.1.4المخططات المعرفية
.2.1.4تعريف المخططات المعرفية:
وكما قد تبين في نقطة سابقة ،فإن بياجي ) (Piagetقد تطرق إلى مصطلح المخطط ووضح بأنه
أبنية معرفية لدى الطفل في لحظة معينة ،وتشير األبنية المعرفية إلى عمليات وطرق للتنظيم موجودة
لدى الطفل تنظم إستجابته للمواقف والخبرات ،فالمخططات تتيح للفرد أن يقرر الطريقة التي يدرك بها
البيئة [ ]87ص.224-228
وقد عرفها كيلي )( (Kellyرائد نظريات المخططات المعرفية وتنظيم الذات ومن األوائل في النظرية
المعرفية للشخصية) ،على أنها سيرورة عقلية لشخص ما ،تسير طريقته التنبؤية لألحداث []88
ص.48
أما بارتليت ) (Bartllettفقد عرف المخطط المعرفي على أنه تنظيم نشط من التجارب الماضية،
إنطالقا من الروح ) (Espritونستخرج منها بنية معرفية عامة تمثل عدة لحظات إنطالقا من هذه
التجارب [ ]86ص.882
كما حضي هذا المفهوم بإهتمام علماء الشخصية أكثر من أي مفهوم آخر ،ويشير إلى عدة معاني ،نجد
منها:
تنظيم نشط للخبرات السابقة ،ويستخدمه الفرد في مواجهة البيئة.
79
كما عرفها ثروندايك على أنها تعميم وتوليد للمعلومات أو األفكار أوالمنظمات المعرفية ،إلى جانب
األحداث المتعلقة بحياة الفرد ،المعرفة العامة المتعلقة بإجراءات وتعاقب األحداث والمواقف االجتماعية،
وهي تمثل إحدى النتائج المعرفية لتمثيل المعرفة [.]33
وعرفها ريبر ) (Riberسنة ( :)2035على أنها خطة أو برنامج معرفي يوجه السلوك في تفسير
المعلومات وحل المشكالت [ ]90ص.138
أما المخططات المعرفية عند بيك ) (Beckفهي إحدى أهم المفاهيم األساسية في نظرية العالج
المعرفي ،ويشير هذا المفهوم عنده إلى األبنية المعرفية الموجودة لدى الفرد ،وهي تتضمن االعتقادات
واالفتراضات والتوقعات والمعاني والقواعد التي يكونها الفرد عن األحداث وعن اآلخرين وعن البيئة
[،]87ص.224
إذن فالمخططات المعرفية كما تكلم عنها بيك حسب ما وضحة كوترو )]91[ (Cottraux
ص،252ترتبط بأحاسيس ومعتقدات ،تمثل تأويالت شخصية للواقع ،والتي تؤثر في االستراتيجيات
الفردية للتكيف.
وقد عرفها أيضا كوترو ) (Cottrauxحسب ذات المصدر [ ]91ص، 252على أنها نظام صلب من
التنبؤات للمحيط إنطالقا من المعارف المرتبطة والدائمة باإلضافة إلى اإلدراكات ،التي لها القدرة على
أن تسير هذا الفرد مستقبال.
وانطالقا مما سبق يمكن القول بأن هذه التعاريف ال تختلف كثيرا في المحتوى ،إال أنها استخدمت
مصطلحات متقاربة الداللة ،فقد أشير إلى أن المخطط هو بنية ،أو تنظيم ،أو سيرورة ،أو إطار ،أو
هيكل ،أو خطة ،أو برنامج ،كما أن هذه التعاريف إتفقت على أن محتوى المخطط المعرفي ووظيفته
تنظيم وتسيير وتوجيه السلوك اإلنساني.
إن هذه التعاريف أشارت إلى ماهية المخططات المعرفية ،إال أن فهم المخططات المعرفية يتطلب مزيدا
من التفصيل ،وذلك من خالل التعرف على األنواع.
.1.1.4أنواع المخططات المعرفية:
أشار كل من بيك ) (Beckوكالرك) (Clarkإلى أن هناك خمسة أنواع من المخططات المعرفية
وهي:
المخططات المعرفية اإلدراكية :وتتضمن :التخزين ،التفسير والمعاني التي يكونها الفرد عن العالم.
المخططات الوجدانية :و تتضمن المشاعر الموجبة والسالبة.
80
المخططات الفسيولوجية :تتضمن إدراك الوظائف الحسية والفيزيقية مثل االستجابة لأللم التي تتضمن
زيادة السرعة في التنفس.
المخططات السلوكية :مثل سلوك الهروب عند الشخص المفزوع أو الخائف.
مخططات الدافعية :وتتضمن الرغبة في تجنب األلم والرغبة في األكل ،والرغبة في الدراسة ،الرغبة
في اللعب .وترتبط مخططات الدافعية بالمخططات السلوكية[ ]87ص.23
.1.4المخططات المبكرة غير المتكيفة:
.2.1.4تعريف المخططات المبكرة غير المتكيفة:
عرفها يونغ ( (Youngعلى أنها مكونة من ذكريات و عواطف و إحساسات جسدية تتشكل خالل
مرحلتي الطفولة أو المراهقة تتعلق بالذات وبالعالقات مع اآلخرين ،وهي اختالل وظيفي واضح.
فالمخططات المبكرة غير المتكيفة هي نماذج معرفية و عاطفية (انفعالية) تظهر مبكرا و يتكرر بروزها
خالل الحياة بواسطة الخبرات التي يعيشها الفرد .
فسلوك الفرد حسب يونغ ال ينتمي الى المخطط نفسه بل تتطور السلوكات غير المتكيفة استجابة
لمخطط ما ،أي أن السلوك ليس هو المخطط.
كما عرفها يونغ ( )Youngمع كلوسكو ( (Kloskoعلى أنها تنظيم يأخذ منبعه من الطفولة و يؤثر
طيلة الحياة ،تنتج عن ظروف تحملها الفرد عن عائلته أو أصدقائه من سخرية واعتداءات ورفض
وإهمال ،إفراط في الحماية وتخلي و حرمان وفقدان كل شيئ بإمكانه أن يؤدي إلى صدمة [ ]7ص.25
وقد أشار ذات المؤلفين إلى أن المخططات تمارس تأثيراتها على طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا ،وعلى
عالقاتنا مع اآلخرين و توقض أحاسيس عنيفة مثل الغضب والحزن و القلق ،وفي الرشد يقوم الفرد
بإعادة بناء هيئة معيشية و ظروف مشابهة لتلك التي سادت في طفولته .
وقد عرف هاوسو ) (Hawsseaustالمخطط المبكر غير المكيف على أنه شعور مؤلم يتكرر في
الحاضر نتيجة خبرات سيئة في الماضي ،فهي ادراكات راسخة حول الذات و حول اآلخرين والعالم،
والتي تترسخ مبكرا في الطفولة نتيجة لحرمان ونقص تربوي سليم ،فتصبح طريقة اإلدراك صلبة وسلبية
عند الراشد [ ]92ص.10
إن التعاريف السابقة الذكر متقاربة فيما بينها ألنها تدل على وجهة نظر واحدة وإطار نظري موحد
وهو اإلطار المعرفي ،وقد ركزت التعاريف على ثالث نقاط رئيسية وهي :ماهية المخططات ومصدرها
و عواقبها .فماهيتها كونها ذكريات،عواطف وأحاسيس جسدية أو شعور مؤلم ،مصدرها الخبرات
الطفولية السيئة ،أما عواقبها فتتمثل في تأثيرها على توجيه سلوك اإلنسان.
81
( ،)auto destructeurوتعود أسبابها إلى الخبرات المؤلمة التي تتكرر خالل الطفولة و المراهقة
[ ]10ص.87
ليس بالضرورة لكل مخطط سبب صدمي بحيث يمكن أن ينتج المخطط من خالل اإلفراط في الحماية
والذي قد يؤدي مثال إلى مخطط التبعية أو عدم الكفاءة [ ]7ص.85
تكافح هذه المخططات من اجل استمرارها ،وهذا ناتج عن فعل البحث اإلنساني لالستمرارية
[ ]7ص.85
وهذا ما يجعل من المخططات صعبة التغيير ،فيمثل بالنسبة للفرد شيئا مألوفا ،معروف عنده ،فرغم
انه يعذبه و يؤلمه فهو متعود عليه وهذا ما يؤدي إلى صعوبة تغيير المخططات.
تظهر المخططات خالل مرحلة الطفولة والمراهقة كتمثيل لمحيط الطفل ،تتمحور حول الواقع.
حيث أن الطفل ال يخطئ في إحساسه لمعاملة الوالدين له ،ولكن يمكن أن يخطئ في تفسيره أو إيجاد
أسباب لذلك.
تظهر الطبيعة المختلة للمخططات متأخرة خالل فترة الحياة عندما يبدأ الفرد في اجتياز
مخططاته بصفة دائمة عند تفاعله مع اآلخرين ،وذلك بادراكات غير صحيحة وغير متكيفة
فتسمح المخططات المبكرة غير المكيفة للفرد التكيف مع الوضعية ،ويظهر غالبا مع ذلك
أعراض مزمنة مثل الحصر ،االكتئاب اضطرابات سيكوسوماتية.
) (Les schemas sont demensionnelsوهذا يعني أن إن المخططات ذات أبعاد
تكون لها مستويات مختلفة من االستحواذ والخطورة فكلما كان المخطط حاد الشدة ،كلما زاد
عدد المواقف التي بإمكانها تنشيط المخطط ،وكلما طالت مدة االنفعال السالب المصاحب لتنشيط
المخطط [ ]7ص.83
إن المخططات التي تشترك في هذه الخصائص أو تحمل هذه الطبيعة تدفعنا للتساؤل عن كيفية نشوئها،
وهذا ما سنتطرق إليه في النقطة الموالية .
82
وقد الحظ يونغ وزمالؤه ( ،]7[ )1005أربعة أنواع من خبرات الحياة المبكرة التي تحول إلى إنشاء
المخططات :
اإلحباطات في الحاجيات :تظهر عندما يعيش الطفل نقص في االستقرار أو الفهم أو الحب ،وبالتالي
يكسب مخططات مثال النقص العاطفي أو التخلي .
الصدمات أو الضحية :في هذه الحالة يكون الطفل ضحية أو معامل بطريقة سيئة ،فيطور مخططات
الشك ،التحدي ،أو النقص /الخجل أو مخطط الخوف من الخطر أو من المرض.
اإلفراط في إشباع الرغبات :هنا يتلقى الطفل إفراط في األشياء الجيدة من طرف والديه والتي
تكون من األفضل له أن يتلقاها بطريقة معتدلة ،في حالة مخطط التبعية عدم الكفاءة ومخطط المبالغة في
الحقوق الشخصية والسيطرة ،نادرا ما يساء معاملة الطفل على العكس فهو مدلل لكن فيما يخص مجال
الحدود فالطفل هنا ال تلبى حاجاته العاطفية ،إنما نجد أن األولياء ينغمسون كثيرا في حياة الطفل
ويفرطون في حمايته ،أو على العكس يعطونه مزيدا من الحرية واالستقاللية بدون أي حدود.
االستدخال واالحتواء أو التقمص اإلنتقالي مع أشخاص مهمين:
حيث يتصور الطفل بأنه مشابه ألحد والديه ،أي يتقمص أحد والديه ،ويستدخل في ذاته أفكاره
وعواطفه وخبراته وسلوكياته ويالحظ في هذا الصدد ،أن المزاج يحدد الطريقة التي يأخذها الفرد
للتقمص.
.8.1.1.4دور المزاج االنفعالي:
يرى يونغ [ ]7أن هناك عوامل أخرى غير المحيط المبكر للطفل ،تلعب هي أيضا دورا أساسيا في
تطوير المخططات ،ونجد في هذا الصدد ،أن للمزاج االنفعالي للطفل دورا هاما .كما يالحظ األولياء
سريعا أن كل طفل له بطريقة نظرية مزاج فريد ومميز ،حيث نجد أن هناك أطفال أكثر غضبا وآخرون
أكثر خجال وآخرون أكثر عدوانية.
وقد إقترح يونغ وزمالؤه [ ]7سبعة أبعاد افتراضية للمزاج االنفعالي والتي تظهر بأنها فطرية وغير
ممكنة للتغير نسبيا عن العالج النفسي الواحد ،وهذه األنماط هي:
ليس له إنفعال إنفعالي
متفائل إغتمامي
هادئ قلق
ساهي وسواسي
عدواني سلبي
مرح -بشوش غاضب
84
إجتماعي خجول
ويضيف يونغ وزمالؤه حسب ذات المصدر ،أن المزاج االنفعالي يتفاعل مع المواقف الصعبة للطفولة
لتشكيل المخططات ،ومنه نجد حاالت مختلفة لتأشير المزاج في تشكيل المخططات.
المزاجات المختلفة تعرض األطفال بطرق مختلفة خالل طفولتهم حيث أن الطفل العدواني
يتعرض أكثر إلى والد يسيء معاملته ،مقارنة بطفل آخر هادئ وغير مقاوم.
تجعل مختلف مزاجات األطفال حساسين بطرق مختلفة لظروف حياة متشابهة ،فيمكن ألخوين
أن يستجيبا بطرق مختلفة ،لظروف مشابهة.
إن المحيط الذي يتميز باالشمئزاز والنفور ،جد مالئم لتجاوز المزاج االنفعالي ،وهذا بطريقة
دالة جدا ،مثال يمكن لمحيط عائلي آمن تغمره العاطفة أن يجعل الطفل الخجول يتحول إلى طفل
إجتماعي.
كما يمكن لمزاج إنفعالي أن يتجاوز محيط عادي ،وينتج إضطراريا بدون أي تبرير ظاهر في
تاريخ الحالة.
ولتبسيط فهم كيفية نشوء المخططات المبكرة غير المتكيفة ،ساق لنا هاوسوس
) ]92[ (Hawsseaustص ،220مخططا توضيحيا لفهم كيفية نشوئها:
85
اإلعتقادات:
اإلنفعاالت: السلوكات:
أمثلة:
أمثلة: أمثلة:
-ستنتهي في الحياة
_ الحزن الدائم ، _ ال أعطي رأيي
وحيدا.
الخوف _ أخرج كثيرا
-ال استطيع أن أمنح
_ أعاقب أطفالي
ثقتي ألي شخص
كثيرا
-العلم غير عادل
سوء المعاملة ( عدم الثقة /التعدي ) ( ،) Mefionce / Abusاحاسيس باردة ( نقص العاطفة )
( ) Manque affectifأو المنفصلة عن العالم الخارجي ( العزلة اإلجتماعية )
).(Isolement Social
والمفحوصون الذين تتمركز مخططاتهم في هذا المجال هم في غالب األحيان األكثر شدة وأغلبهم
عاشوا صدمات من الطفولة ،وفي الرشد يتنقلون من عالقة هدامة ذاتيا ( )Autodestructiveإلى
) ،(Intimesوالعالقة العالجية أساسية في عالج هؤالء أخرى ،ويتجنبوا العالقات الودية
المفحوصين ،وهذا وفقا لما جاء به يونغ وزمالؤه [ ]7ص ،45ويضيف كوترو وبالك بورن ِ
[ ، ]10وهذا المجال يشمل خمس مخططات وهي موضحة كما يلي:
مخطط ( )2التخلي وعدم االستقرار:
هو إحساس مستمر للفرد بأن األشخاص المهمين لن يبقوا معه وأنهم سيتخلون عنه ويتركونه أو أنهم
لن يكونوا دوما حاضرين ،ألنهم لن يقبلوه أو أنهم سوف يموتون قريبا ،أو أنهم يتخلون عنهم للبقاء مع
شخص آخر أفضل منه.
مخطط ( )1عدم الثقة:
في هذه الحالة يتوقع الفرد من اآلخرين سوء المعاملة ،الكذب عليه خداعه وإستغالله بصفة عامة يعتقد
أن العذاب الذي يعاني منه ،هو نتيجة إهمال اآلخرين المتعمد وغير المبرر ،ويشعر كذلك بالحرمان
المستمر ،مقارنة باآلخرين.
مخطط ( )8نقص الحنان:
يعتقد المريض أن اآلخرين ال يمدونه بالسند العاطفي الذي هو بحاجة إليه ويمكننا تمييز ثالثة حاالت
أولية:
نقص العاطفة :قلة العاطفة واالهتمام ،الصداقة.
نقص التفهم :غياب شخص يتفهمه ،ويستمع إليه ويتحدث له عن نفسه.
فقدان الحماية :غياب شخص قوي ،قادر على إرشاده ونصحه.
مخطط ( )5العـزلة/النفور:
يشعر الفرد بأنه منعزل ،منقطع عن العالم ومختلف عن اآلخرين وال ينتمي ألي فوج أو جماعة.
المجال :1المخططات الخاصة بنقص اإلستقاللية واإلنجاز:
االستقاللية هي القدرة التي يمتلكها الفرد لالنفصال عن عائلته والوظيفة بطريقة مستقلة ،مثلما يقوم به
أشخاص من سنه .المفحوصون الذين يمتلكون مخططات في هذا المجال لهم توقعات اتجاه أنفسهم واتجاه
العالم ال تطابق مع قدراتهم المدركة ،على البقاء على قيد الحياة وعلى التصرف باستقاللية ،والتمكن من
نجاح كاف .في الطفولة نجد إفراط الوالدين في حمايتهم والقيام بكل شيء مكانهم أو في االتجاه المعاكس،
حيث نجد عدم االعتناء بهم وفي كلتا الحالتين تؤدي إلى مخططات في مجال االستقاللية ،وغالبا ما
يساهم أولياؤهم على هدم ثقتهم بأنفسهم ولم يتمكنوا من تقوية كفاءتهم خارج البيت ،وبالتالي فإن هؤالء
المفحوصين غير قادرين على تكوين شخصية خاصة ،وتنشئة حياتهم ،فهم غير قادرين على تخطيط
أهداف شخصية ،والتحكم ،في المهارات الضرورية .وفيما يخص الكفاءة فيبقون أطفاال في حياة الرشد
[ ً]7ص.45
وتندرج حسب ذات المصدر [ ،]7ضمن هذا المجال المخططات التالية:
مخطط ( )3التبعية/عدم الكفاءة:
حيث يؤمن المفحوص بحقيقة عجزه في مواجهة المسؤوليات اليومية لوحده (االعتناء بالنفس ،إتخاذ
القرار ،).........ويردد كثيرا "ال أستطيع"......
مخطط ( )7الخوف من الخطر/المرض:
وهنا يظهر خوف مبالغ فيه ،كحدوث كارثة اليمكن تجنبها ،وتتعلق هذه المخاوف بعدة إحتماالت هي:
الصحة :نوبة قلبية ,السيدا ,السرطان .
اإلنفعاالت :كأن يفقد عقله .
كارثة طبيعية :كالزلزال أو الخوف من المصاعد و األماكن المغلقة .
مخطط ( : )0الفشل:
حيث يشعر الفرد بأنه غير قادر على النجاح مثل اآلخرين (دراسة ,مهنة ,رياضة ...الخ) و يحكم
على نفسه بالغباء و الجهل ،يفتقر للموهبة والتأهيل و ويتسم بخضوعه لآلخرين .
المجال :8المخططات الخاصة بنقص الحدود (عدم المسؤولية):
المفحوصون الذين لهم مخططات في هذا المجال لم يطوروا الحدود المناسبة فيما يخص تبادل الشعور
و التحكم الذاتي ،يمكن أن يتعلق األمر بنقص الحدود الداخلية ونقص المسؤولية اتجاه اآلخرين أو عدم
القدرة على تخطيط أهداف ذات المدى الطويل.
يظهر هؤالء المفحوصون بأنهم أنانيون مدللون وغير مسؤولين ،و نرجسين و يكون الوسط العائلي نمط
ممثل بأولياء ضعفاء كثيري التسامح و التساهل ،ال يتمكنون من فرض نظام و انضباط أو يعتبرون أنهم
أعلى من اآلخرين.
و حسب يونغ [ ]7فان هذا المجال له مخططين هما :
مخطط ( )21الحقوق الشخصية المغالية /التسلط :
يتميز حامل هذا المخطط بمتطلبات مفرطة و نقص عام في تقدير الغير اجتماعيا ،فهو يريد الحصول
على أي شيء دون تقدير ما سينجم من خسارة لآلخرين و ميل مبالغ فيه لتأكيد قوة ووجهة نظره.
مخطط ( : )22نقص التحكم الذاتي /االنضباط الشخصي :
المشكل األساسي هنا هو عدم القدرة أو رفض مراقبة الذات ،وحامل هذا المخطط ال يستطيع تحمل
حرمانه من رغباته ،وهو غير قادر على أن يخفف من انفعاالته و اندفاعاته فهو ال يدخل في صراعات
مع األشخاص اآلخرين ألنه ال يتقبل أن يصدم معهم فيحاول تجنب كل ما هو شاق و أليم كالمواجهات ,
الصراعات ,المسؤوليات و األعمال مع ضرر في الرضا الشخصي أو في اندماجه .
المجال :8المخططات الخاصة بالتبعية لآلخرين :
في هذه الوضعية يعطي الفرد اهتماما مبالغا فيه لحاجيات اآلخرين على حساب حاجاته الخاصة،
ويتميز بالتفاعل مع اآلخرين ،وغالبا ما ليس لهم وعي بعواطفه الخاصة و رغباته الشخصية ،و إذا أراد
أن يحس بأن والديه يحبانه أو الحصول على استحسانه فعلى الطفل أن يقلل من حاجياته الشخصية.
ففي عائالت كهذه يعطي الوالدان اهتماما كبيرا بحاجياتهم و رغباتهم الشخصية أو بمكانتهم االجتماعية
و تجد في هذا المجال المخططات التالية :
89
مخطط ( : )21الخضوع:
في هذه الحالة يحس الفرد انه مجبر على الخضوع لآلخرين سواء كان ذلك في سلوكاته ،التعبير عن
انفعاالته أو قراراته .كما نالحظ أن الفرد الحامل لهذا المخطط يتسم بقمع الغضب ضد األفراد الذين
يخضع لهم ,و هذا سيساعد في ظهور اضطرابات الشخصية (سلبي ,عدواني ,الغضب ,اضطرابات
عاطفية و نفس جسمية ).
مخطط ( : )28التضحية:
في هذه الحالة يقدم المريض مصالح اآلخرين على حساب مصلحته ،وهذا ألسباب عديدة منها عدم إيذاء
اآلخرين ،ولتجنب الشعور بأنه أناني أو إلقامة اتصال ضروري مع اآلخرين.
مخطط ( : )24الحاجة إلى األستحسان /اإلعتراف بالجميل:
هو الحاجة المتزايدة لالهتمام ،والرعاية والتقدير والتوافق مع اآلخرين والعمل بما يطلبه اآلخرون
سواء كان هذا يوافق أو ال يوافق غاياته الشخصية .
يتشكل تقدير الذات في هذه الحالة من آراء ونظرة اآلخرين له ،وليس من آرائه وتقييماته الشخصية،
إلى جانب اهتمامه بخضم الحياة المختلفة ،كالتنافس ،المال ،النجاح من أجل أن يكون األحسن واألكثر
شعبية لينال التقدير أو التوافق ،كما أنه يعتمد على اآلخرين في اتخاذ القرارات الهامة إلى جانب عدم
تحمل إنفصاله عن اآلخرين.
المجال :5المخططات الخاصة باليقضة المفرطة والكف:
فهذا المجال حسب يونغ وزمالؤه يقمع فيه المفحوصون التعبير التلقائي لمشاعرهم وثرواتهم ،والمشكل
األساسي يكمن في التحكم المبالغ فيه لالستجابات ،والمشاعر لتجنب األخطاء ،أو اإلحتفاظ بقواعد
شخصية صلبة في التعامل ،الكفاءة ،غالبا على غرار أشكال أخرى للحياة :لذة ،هواية ،أصدقاء ،أو
على غرار الصحة .
المنبع الخاص هو مرحلة طفولة بدون سعادة ،متحفظة ومتشددة ،أين يتغلب التحكم على الذات
وإنكار النفس منه على التلقائية واللذة ،ولم يشجع هؤالء على اللعب والبحث عن السعادة في طفولتهم
وإنما تعلموا أن يكونوا متواجدين يقظين حذرين ،فيما يخص الحوادث السلبية للحياة وعلى اعتبار الحياة
كئيبة .
وتندرج ضمن هذا المجال أربع مخططات وضحها كوترو وزمالؤه [:]7
90
هو التدقيق ومحاولة الوصول إلى قمة الكمال في سلوكاته وانجازاته القياسية ،وأن يكون هو المثل
األعلى لكي يتجنب االنتقادات ،وهذه االنتقادات تمثل توترا دائما ،سواء نقد ذاتي أو لآلخرين وبالتالي
فإن المفحوص يعاني من العجز في الرغبات ،الراحة ،الصحة ،التقدير .
مخطط( )23العقاب:
هو الميل إلى عدم التسامح ،كثرة اإلنتقاد والميل إلى عدم الصبر ويريد عقاب نفسه واآلخرين ،أيضا
إذا لم يصل المفحوص إلى حالة من الدقة والكمال يؤدي إلى صعوبة في العفو عن اآلخرين وانعدام
المرونة .
.4.8.4االستراتيجيات المستعملة للحفاظ على صالبة المخططات المبكرة غير المتكيفة :
وضع يونغ [ ]7ثالثة استراتيجيات يفسر خاللها كيفية محافظة الفرد على صالبة مخططاته وهي
كالتالي :
.2.4.8.4المحافظة على المخططات عن طريق التجنب :حيث يعمل الفرد على إيقاف إرادي
آلي ألفكاره وذكرياته أو الصور التي ال يريد أن يفكر فيها ونميز فيه نوعان :
التجنب اإلنفعالي :فالمريض يصف حالته بأن لديه فراغ في األحاسيس يشعر بأنه في حالة ضيق ،
يتميز بشخصية حدية ،يستطيع أن يجرح نفسه من أجل اإلحساس بشيء ما ،وهذا السلوك قد نجده أيضا
91
في االضطرابات السيكوسوماتية ،وفي حاالت الشخصية المضادة للمجتمع ،الشخصية الفصامية
والشخصية الشبه فصامية.
التجنب السلوكي :يمكن مالحظته عند المريض الذي يتجنب الوضعيات القابلة لتنشيط مخطط معين
مثال االجتناب االجتماعي الذي يعطي انطباعا للشخص أنه غير مرغوب فيه وبالتالي يتفادى كل
الوضعيات التنافسية أو يتجنب المشي في الشارع ألنه يظن أن المارين يالحظون أنه شخص غير
عادي.
.1.4.8.4المحافظة على المخططات عن طريق التعويض :
يظهر الفرد استقالال ذاتيا مبالغا فيه حيث أنه يرفض مساعدة اآلخرين ونصائحهم له ،مثال الشخص
الذي يفتقر لتقدير الذات ولديه في أحد مخططاته نقص الحنان في الطفولة يمكن أن يطور سلوك شخصية
نرجسية ،فالتعويض يتم عن طريق محاوالت الفرد إلظهار مخطط خاص وهذا بتعويض مشكل آخر.
أما بالنسبة الضطرابات الشخصية فالفرد يستعمل التعويض ليغطي فشله ويجعله صعب الكشف
والمعالجة ،فالفرد سيكون حساس بدرجة كبيرة للمشاكل العاطفية ويستعمل إستراتيجية التعويض عند
الفشل وهذه اإلستراتيجية يمكن أن تحدث مشاكل شخصية وأيضا سلوكات ال إجتماعية.
.8.4.8.4المحافظة عن طريق المعلومة المشوهة :
وهي التشوهات المعرفية في االضطرابات االنفعالية والسلوكيات الخاطئة .
.5.8.4مزايا وأضرار المخططات:
تتسم المخططات المبكرة غير المتكيفة بأضرار عديدة إال أن لها مزايا تتمحور في الطفولة وهذا ما
وضحه هاوسوس ).]92[ (Hawsseaust
فالمخطط حسب هاوسوس ) ،]92[ (Hawsseaustهو طريقة إلدراك العالم والتعامل معه وهو
يتكون مبكرا حيث يكون الطفل سهل التأثر به .
ففي مرحلة أولى ،يسمح للطفل بالتكيف مع محيطه أو على األقل إمكانية احتماله .وفي مرحلة الحقة
يصبح مضرا له في الرشد.
وقد وضح أن فوائد المخطط في الطفولة هي توفير األمان ،حيث يسمح للطفل بتوقع موقف والديه
ومن التكيف معه .وبالتالي فإن المخطط أيضا هام للشخصية حيث أن الطفل الذي يعاقب ظلما سوف
يستبق فعل والديه كي ال يعاقب ويفعل من المخطط الذي يصبح غير شعوري فإن الطفل ال ينتبه إلى ما
يعيشه من ظلم وبالتالي وجود المخطط يسمح بتألم أقل ومعاناة أخف كما أنه يعطي توهم بأنه يمكن التنبؤ
بالعالم ،ويتكرر نفس الحرمان والنقصان ،يصبح الطفل يرى أن ما يعيشه عاديا وأنه سوف يتلقى دوما
نفس اإلجابات لحاجياته العاطفية .
92
أما عند الرشد فحسب هاوسوس ) ،]92[ (Hawsseaustفيصبح المخطط غير متكيف ،ومن
المفروض أن الخبرات الجديدة التي تعايش الرشد تغير المخطط ،والمعتقدات التي تنبثق منها والتي
تحمل في الذات منذ الطفولة ،ومن المفروض أن التعامل واالحتكاك مع أشخاص عاديين يلغي أو يخفف
القناعة التي ترى أن كل العالم ظالم أو غير عادل .لكن مهما يكن األشخاص الذين يلتقي منهم الفرد الذي
يعاني من مخطط الظلم ،سوف يستعمل استراتيجيات استباق للموقف مثل :الشك ،اإلنفالت عن الغير ،
اإلخفاء وبالتالي فإن سلوكيات كهذه ستجعل من األشخاص العاديين يستجيبون لهذا الفرد.
ومن هنا حسب هاوسوس ) ،]92[ (Hawsseaustفإن المخطط غير المتكيف سيؤدي إلى األلم ،
فالعيش باستمرار بفكرة التخلي أو المعاملة بظلم أو فكرة عدم القدرة على العمل بمفرده (التبعية) أو فكرة
الشعور بالنبذ ،هو بدون شك مؤلم ،وللتخفيف من هذا الشعور أو المعاناة ،يحاول الفرد الدفاع عن نفسه
بإتخاذ سلوكيات الحماية والتي تزيد من الحالة تفاقما ،فحامل مخطط التخلي مثال يكون واثقا بأنه ال يمكن
ألحد أن يحبه ،ولمكافحة هذا الشعور يمكن أن يكون جد متعلق بأصدقائه أو على العكس يمكن أن يكون
عدوانيا ،وفي كلتا الحالتين سوف يكرهه اآلخرون من هذه التصرفات وسيتخلون عنه ويحس بأنه وحيد.
وبناءا على ما سبق فإن المخططات المبكرة غير المتكيفة في البداية تكون متكيفة نسبيا لمحيط الطفل ثم
تصبح غير متكيفة وغير دقيقة عند ما يصبح الفرد راشدا .
لقد تم التطرق في النقاط السابقة إلى المخططات المبكرة غير المتكيفة وما تشمله من مفاهيم
وخصائص وأنواع وكذلك من مزايا وأضرار وهذا يدفع بالضرورة إلى محاولة معرفة مدى إمكانية
عالج هذه المخططات .
.3.8.4عالج المخططات المبكرة غير المتكيفة :
لقد اعتبر يونغ ) ]7[ (Youngالشفاء من المخططات هو الهدف النهائي في عالج المخططات.
وبما أن المخطط يمثل النواة األساسية للشخصية وهو عبارة عن ذكريات وإنفعاالت ،وإحساسات جسدية
ومعارف ،فالشفاء منه يكون بالتخفيف من حدة هذه المكونات ،بتعديل السلوكات وإبدال أساليب التكيف
غير الوظيفية بالنموذج السلوكي المكيف .فحسب يونغ وزمالؤه [ ]7فإن العالج يكون عبارة عن
تدخالت إنفعالية وسلوكية ،تصبح من خالله نشاطات اإلنفعاالت تحتمل نسبيا ويتكيف المتعالج بصفة
سريعة .
إال أن يونغ يعتبر الشفاء من المخططات شيء صعب ،وأن الشفاء النهائي من المخططات المبكرة غير
المتكيفة أمر مستحيل ألن المخطط مرتبط بالذكريات ،وهي لن تمحى أبدا وبالتالي ال يختفي المخطط
كليا ولهذا فغالبا ما يكون عالج المخطط عالجا طويل المدى ومتعب ألن المخططات صعبة التغيير ،
وذلك الحتوائها على اعتقادات نحو األنا ونحو المحيط منذ مرحلة جد مبكرة وتدعيم المخطط يكون غير
مستقر ألن الفرد يعيش تغيرات.
93
كما ذكر يونغ وزمالؤه [ ]7أن هناك مقاومة من طرف الفرد ضد العالج و هي طريقة للمحافظة على
الذات ومحاولة مراقبة التناسق وهذا ما يجعل من الشفاء أمرا صعبا وبالتالي الشفاء يتطلب اإلرادة ،
نظام وتمرين مستمر لمكافحة هذا المخطط فعلى المفحوص أن يالحظ المخطط بطريقة منتظمة والعمل
على تغييره إلى أن يتم تصحيحه .
بما أن بحثنا الحالي يحاول الربط بين المخططات المبكرة الغير المتكيفة وإحدى استراتيجيات ضبط
االنفعاالت فإنه في نقطة موالية حاولنا إيجاد ربط نظري لهما وهذا ما سيتم عرضه في النقطة الالحقة .
.4.4تأثير المخططات المبكرة غير المتكيفة على استراتيجيات ضبط اإلنفعاالت
إن سوء المعاملة في الطفولة ( والتي هي مصدر نشوء المخططات المبكرة غير المتكيفة) لديها
العديد من اآلثار السلبية فيما يتعلق بكيفية تعامل هؤالء في المستقبل فحسب لينتن )،]20[ (Lenton
فإن اآلليات متعددة األوجه مثل آليات ضبط االنفعال ،ومن بينها القمع االنفعالي تتشكل من عدم تكيف
المخططات ،فالعديد من األساليب غير المباشرة قد تأتي بخبرات تؤكد المعتقدات ،والتي تتطور مع
اإلهمال وسوء المعاملة ،تطور مخططات والتي بدورها تطور آليات لضبط االنفعاالت وخاصة ما يتلقاه
الفرد من سوء المعاملة في شكل من أشكال االعتداء الجنسي أو الجسدي ،يمكن أن يعتبر كونه انتهاكا
لوحدة الشخصية وقيمتها ،وبالتالي يتوقع أن هذه األحداث تؤدي إلى صعوبة كبيرة في االنفعاالت السلبية
ومن هنا تأثر على قدرة الفرد على ضبط انفعاالته .
94
ملخص الفصل:
لقد تم التطرق في هذا الفصل إلى المخططات المعرفية والتي تعرف على أنها خطة أو إطار أو هيكل
ينظم ويسيير ويوجه السلوك اإلنساني ،والمخططات المعرفية لها عدة أنواع هي :المعرفية والوجدانية
والسلوكية والدافعية.
أما المخططات المبكرة المتكيفة فهي عبارة هي نماذج معرفية و عاطفية (انفعالية) تظهر مبكرا
ويتكرر بروزها خالل الحياة بواسطة الخبرات التي يعيشها الفرد .تميزها جملة من الخصائص ،كما أن
لها خمسة مجاالت وهي :المخططات الخاصة باالنفصال والرفض ،نقص االستقاللية واألداء الجيد،
نقص الحدود ،التوجه نحو اآلخرين .وتندرج تحت هذه المجاالت أنواع من المخططات قدرت ب23
مخطط حسب يونغ ،كما أن للمخططات المبكرة غير المتكيفة أضرارا ومزايا ،فمزاياها ترتبط بمرحلة
الطفولة لتحقيق أهداف ما ،أما أضرارها فتظهر في مرحلة الرشد .أما عن إمكانية عالجها ،فهناك
إمكانية إال أن هذا العالج يكون على المدى الطويل.
وما تم إستخالصه هو أن للمخططات المبكرة غير المتكيفة أثر على تطوير آليات ضبط اإلنفعال ،وطبعا
تدخل ضمنها إستراتيجية التعامل القمعي ،على أساس أنها إستراتيجية من إستراتيجيات ضبط اإلنفعال.
95
الفصل 5
األسس المنهجية للدراسة
تمهيد:
يشكل هذا الفصل مدخال منهجيا للبحث الميداني ،حيث تم خالله إجراء دراسة استطالعية قصد
التعرف على المجال الزماني والمكاني للتطبيق ،وكذلك إعداد األدوات المناسبة لقياس متغيرات
البحث.كما حدد في هذا الفصل :منهج البحث ،مجاالته ،عينته ،وأدوات جمع البيانات ،واختتم بذكر
األساليب اإلحصائية المستخدمة في تحليل البيانات.
.2.5الدراسة االستطالعية:
قبل الشروع في الجانب الميداني من الدراسة و الفصل في إجراءاته المنهجية ،كان البد من
استطالع تمحور موضوعه حول إشكالية :ترجمة وتقنين األدوات التي تم اعتمادها في هذا البحث.
.2.2.5هدف الدراسة االستطالعية:
رمت الدراسة االستطالعية إلى هدفين رئيسين:
أوال:ترجمة استبيان القمع االنفعالي ومقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة.
ثانيا :دراسة الخصائص السيكومترية الستبيان القمع االنفعالي ومقياس المخططات المبكرة غير
المتكيفة ،وذلك بدراسة صدقهما وثباتهما على عينة من البيئة الجزائرية.
.1.2.5عينة الدراسة االستطالعية:
تكونت عينة الدراسة االستطالعية من 252طالب وطالبة من جامعة سعد دحلب بالبليدة 210
منهم إناث و 11منهم ذكور تتراوح أعمارهم مابين 23سنة و 41سنة بمتوسط عمري قدره
11.10سنة ،يتوزعون على الكليات السبع لجامعة سعد دحلب ( كلية اآلداب والعلوم
االجتماعية،العلوم االقتصادية والتسيير،العلوم،الهندسة،العلوم الفالحية والبيطرة،الطب).
.8.2.5إجراءات الدراسة االستطالعية:
أوال :اإلطالع على ما كتب من دراسات وآراء ذات عالقة بمواضيع البحث.
ثانيا :اإلطالع على الدراسات التي أجريت على متغيرات البحث.
96
ثالثا :اإلطالع على األدوات التي لها عالقة بالدراسة ،ثم تبني النسخة الفرنسية إلستبيان القمع
االنفعالي لوينبرجر) ،(Questionnaire de répression de Weinbergerو النسخة
الفرنسية لمقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة لجيفري يونغ.
رابعا :ترجمة كل من استبيان القمع االنفعالي ومقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة من اللغة
الفرنسية إلى اللغة العربية وذلك بمساعدة مختصين في اللغة الفرنسية ،ليتم بعد ذلك عرض المقياس
على المحكمين المختصين في علم النفس وعلوم التربية.
خامسا :تطبيق أدوات البحث على عينة استطالعية قوامها 252طالب وطالبة.
سادسا :تقنين مقاييس الدراسة على عينة من البيئة الجزائرية ،وسنوضح هذا فيما يلي:
.2.8.2.5مقياس القمع االنفعالي :تم التحقق من صدق وثبات استبيان القمع االنفعالي ،على
عينة من البيئة الجزائرية على النحو التالي:
.2.2.8.2.5الصدق :للتحقق من صدق استبيان القمع االنفعالي تم استخدام عدة أساليب وهي
كالتالي:
أ .صدق الترجمة:
بعد االنتهاء من الترجمة تم استطالع أراء المحكمين الختبار صدق ترجمة المقياس ،فطلب من
مجموعة متكونة من 22أساتذ مختص في علم النفس (انظر الملحق رقم( )05الخاص بأسماء
األساتذة المحكمين) وذلك بهدف تقييم كل من:
سالمة الترجمة.
وضوح العبارات.
الصياغة اللغوية ،وعالقتها بمحتوى الموضوع الذي وضعت من أجله.
وطلب منهم تقييم هذه العناصر الثالثة على سلم قدره 20درجات.
وبعد الحصول على اإلجابات ،تم تصحيح الترجمة وتعديل صياغة بعض الكلمات والعبارات
حسب ما أشار إليه السادة المحكمون ،والعبارات التي تم تعديلها هي :
97
أما درجة الصدق فقد حددت باالعتماد على قيمة معامل االتفاق ،كما تم تحديد معيار تقبل العبارات
و ميزات المقياس بدرجة سبعة على عشرة فما فوق ،وقد جاءت نتائج هذا االستطالع في الجدول
رقم(.)01
الجدول رقم(:)02يبن درجات الصدق (ن) لميزات العامة لمقياس القمع االنفعالي.
وكان هناك إتفاق بين المحكمين على أن عبارات وميزات المقياس تتمتع بدرجة صدق مقبولة.
ب.صدق االتساق الداخلي:
تم تقدير صدق االتساق الداخلي إلستبيان وينبرجر من خالل حساب معامل االرتباط بين درجة كل
بعد والدرجة الكلية للسلم الذي ينتمي إليه ،وكذلك االرتباط بين الساللم الثالثة للمقياس ( األسى،التحكم
في الذات،المواجهة الدفاعية).
اإلرتباط بين الدرجة الكلية لكل بعد والدرجة الكلية للسلم الذي ينتمي إليه :وهذا ما توضحه
الجداول التالية:
98
الجدول رقم(:)03يبين معامالت االرتباط بيرسون بين كل بعد من أبعاد سلم األسى والدرجة الكلية
لذات السلم.
اإلتساق األبعاد
**0.811 القلق
**0.308 االكتئاب
**0.710 ضعف تقدير
الذات
**0.830 الضيق النفسي
من المالحظ أن النتائج المبينة في الجدول رقم ( )08تدل على أن أبعاد سلم األسى ترتبط إرتباطا
داال مع الدرجة الكلية لذات السلم عند مستوى الداللة(.)0.02
الجدول رقم(:)04يبين معامالت االرتباط بيرسون بين كل بعد من أبعاد سلم التحكم في الذات
والدرجة الكلية للسلم.
اإلتساق األبعاد
**0.303 قمع العدوانية
**0721 النزوعية
**0.402 تقدير االخر
**0.753 االحساس
بالمسؤولية
من المالحظ أن النتائج المبينة في الجدول رقم ( )04تبين أن أبعاد سلم التحكم في الذات ترتبط
ارتباطا داال مع الدرجة الكلية لذات السلم عند مستوى الداللة (.)0.02
الجدول رقم(:)05يبين معامالت االرتباط بيرسون بين كل بعد من أبعاد سلم المواجهة الدفاعية
والدرجة الكلية.
اإلتساق األبعاد
**0.313 إلغاء الحصر
**0.303 الدفاعت القمعية
99
من المالحظ أن النتائج المبينة في الجدول رقم ( )05تدل على أن أبعاد سلم الدفاعات القمعية
ترتبط إرتباطا داال مع الدرجة الكلية لذات السلم عند مستوى الداللة(.)0.02
2 األسى
وإعتمادا على برنامج ) (SPSSتم حساب االرتباط بين الساللم الثالثة للمقياس عن طريق معامل
بيرسون ،وتم التوصل إلى معامالت إرتباط دالة عند مستوى .0.02
وبهذا يمكن القول أن المقياس يتمتع بدرجة مقبولة من الصدق.
.1.8.2.5الثبات:
للتحقق من ثبات المقياس على البيئة الجزائرية تم حساب معامل ألفا -كرونباخ لكل سلم على حدا،
وكانت قيمة معامل ثبات " "αللسلم األول (األسى النفسي) ،) 0.773(:أما السلم الثاني (التحكم في
الذات) ،0 .683:في حين أن السلم الثالث (الدفاعات القمعية).)0.709( :
كما تم حساب قيمة ألفا كرونباخ لكل بعد على حدا ،فقد قدرت قيمة ألفا لبعد القلق ب،)0.320(:أما
االكتئاب فقد قدرت قيمة ألفا ب ،)0.32(:في حين قدرت قيمة ألفا لضعف تقدير الذات،)0.35( :
وبالنسبة للضيق النفسي فقيمة ألفا مساوية لـ ،0.504:قمع العدوانية ،0.503 :النزوعية،0.523:
تقدير االخر ، 0.505االحساس بالمسؤولية ،0.533:الغاء الحصر ،0.304:الدفاعات
القمعية.0.503:الصدق .0.18
وهذا ما يشير إلى أن المقياس يتمتع بدرجة مقبولة من الثبات.
100
وبناءا على هذه النتائج المتعلقة بالصدق والثبات ،تم إعتماد هذا اإلستبيان كأحد أدوات جمع
البيانات في هذه الدراسة.
.1.8.2.5مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة:
.2.1.8.2.5الصدق :للتحقق من صدق المقياس تم استخدام عدة أساليب وهي كالتالي:
أ .صدق الترجمة:
بعد اإلنتهاء من ترجمة مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة ،تم إستطالع أراء المحكمين
الختبار صدق مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة ،طلب من مجموعة متكونة من 22أساتذ
مختص في علم النفس (انظر الملحق رقم( )05الخاص بأسماء المحكمين)،،وذلك بهدف تقييم كل من:
سالمة الترجمة.
وضوح العبارات.
الصياغة اللغوية ،وعالقتها بمحتوى الموضوع الذي وضعت من أجله.
وطلب منهم تقييم هذه العناصر الثالثة على سلم قده 20درجات.
وقد قدرت درجة الصدق باالعتماد على قيمة معامل االتفاق ،كما تم تحديد معيار تقبل العبارات
و ميزات المقياس بدرجة سبعة على عشرة فما فوق ،وقد جاءت نتائج هذا االستطالع في الجدول
رقم(.)07
الجدول رقم(:)07يبين درجات الصدق (ن) لميزات العامة لمقياس المخططات المبكرة غير
المتكيفة.
وكان هناك إتفاق بين المحكمين على أن عبارات وميزات المقياس تتمتع بدرجة صدق ترجمة
مقبولة.
ب.صدق االتساق الداخلي :من أجل تقدير صدق التجانس الداخلي لمقياس المخططات
المبكرة غير المتكيفة ،تم حساب معامالت االرتباط بين الدرجة الكلية للبعد والدرجة الكلية
للمقياس وكذلك االرتباط بين كل بند والدرجة الكلية للبعد.
101
االرتباط بين الدرجة الكلية للبعد والدرجة الكلية للمقياس :والجدول التالي يوضح ذلك:
الجدول رقم (:)08يبين االرتباط بين كل بعد والدرجة الكلية للمقياس
االرتباط البعد االرتباط البعد االرتباط البعد
**0.332 التضحية **0.582 الفشل **0.100 نقص
الحنان
**0.598 التحكم **0.164 التبعية **0.518 االهمال
المفرط في
االتفعاالت
**0.550 المتطلبات **0.146 القابلية **0.120 الشك
العالية لالنجراح
**0.109 السيطرة **0.484 العالقة *0.131 العزلة
الدمجية
**0.595 نقص **0.508 الخضوع **0.515 النقص
التحكم في والجبار وعدم
الذات الكمال
الجدول رقم(:)09يبين إرتباط كل بند من بنود مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة
بالدرجة الكلية للبعد المنتمي إليها
المفرط في
االتفعاالت
0.554 المتطلبات 0.710 القابلية 0.753 الشك
العالية لالنجراح
0.700 السيطرة 0.357 العالقة 0.318 العزلة
الدمجية
0.315 نقص 0.748 الخضوع 0.701 النقص
التحكم في والجبار وعدم
الذات الكمال
ونظرا لألهداف التي يسعى إليها البحث الحالي والمتمثلة في الكشف عن العالقة التي تربط
القمع االنفعالي بالمخططات المبكرة غير المتكيفة ومن خالل التساؤالت التي يسعى البحث لإلجابة
عليها ،فقد تم إستخدام المنهج الوصفي اإلرتباطي ،الذي يعد مناسبا لطبيعة مثل هذه الدراسة التي
تبحث عن العالقة بين متغيريين.
.8.5مجاالت الدراسة :تتمثل مجاالت الدراسة في المكان الذي أجري فيه البحث والمدة المستغرقة
في إنجازه.
.2.8.5المجال المكاني:
تم إجراء البحث الحالي بجامعة سعد دحلب بالبليدة ،طريق الصومعة.
.1.8.5المجال الزماني:
إمتد البحث النظري من أواخر جوان 1020حتى أوت ،1022أما الدراسة الميدانية فقد إنطلقت
بالدراسة اإلستطالعية التي ابتدأت في مارس 1022إلى غاية ماي ،1022تم خالل هذه الفترة
تقنيين أدوات الدراسة ،ليتم بعد ذلك التطبيق النهائي والذي إنطلق من بداية ماي 1022إلى غاية
أواخر جوان 1022حيث تم إستالم آخر مجموعة من المقاييس المطبقة على الطلبة.
.4.5مجتمع الدراسة:
إشتمل مجتمع الدراسة الحالية على الطلبة المسجلين بجامعة سعد دحلب بالبليدة خالل الموسم الدراسي
1022-1020في الكليات السبع (كلية اآلداب والعلوم االجتماعية،الحقوق،الطب،الهندسة،العلوم
االقتصادية وعلوم التسيير،العلوم الفالحية والبيطرة) ،وبلغ عددهم 43422طالب وطالبة [.]95
.5.5العينة :
إشتملت عينة الدراسة الحالية على 853طالب وطالبة ينتمون إلى الكليات السبع الموجودة في
جامعة سعد دحلب بالبليدة ،ويتوزعون على مختلف السنوات الدراسية (السنوات األولى،
والثانية،والثالثة،والرابعة) مع وجود طلبة (السنوات الخامسة والسادسة بتخصص الطب والهندسة).
وقد راعت الباحثة عند إختيار العينة ضرورة تمثيلها لكل الكليات والتخصصات العامة ،بمعنى
عدم إعتبار التخصصات الفرعية الدقيقة ،فعلى سبيل المثال إختيارعينة من طلبة تخصص الهندسة تم
بغض النظر عن التخصصات الفرعية للهندسة البالغ عددها ثمانية (الطيران ،الهندسة المعمارية،
الكيمياءالصناعية ،االلكترونيك ،الهندسة المدنية ،والهندسة الريفية ،الميكانيك) وبدورها هذه
التخصصات تتفرع إلى تخصصات دقيقة مقسمة ما بين النظامين ل.م.د والنظام الكالسيكي ،وهكذا
من الفروع أو التخصصات كما هو الحال في علم النفس والحقوق وغيرها من التخصصات.
106
والباحثة لم تراعي هذا المتغير في إختيار العينة ،حيث لم يكن من أهداف البحث معرفة تأثير
التخصص الدراسي على المتغيرين المدروسين (القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة)،
بقدر ما كان يهمها أن تشتمل العينة على طلبة من كل التخصصات الكبرى وليس فروعها ،كما أن
الحصول على عينة ممثلة لكل التخصصات والسنوات الدراسية على مستوى الجامعة عملية تحتاج
إلى جهد كبير ووقت أطول مما هو ممنوح للطالب قصد إعداد مذكرة ماجستير.
.2.5.5نوع العينة:
بناءا على المعطيات السابقة الذكر ،تعذر على الباحثة الحصول على عينة ممثلة ،والتي تتطلب
في مثل هذه الحاالت أن تكون العينة من نوع العشوائية أو العنقودية أو الطبقية التحكمية على األقل،
وهو كما سبقت اإلشارة إليه يحتاج إلى وقت طويل وعدد من الباحثين للوصول إلى أفراد العينة الذين
يتم سحبهم بإحدى الطرق العشوائية من مجتمع أصلي يفوق حجمه ثمانية و أربعون ألف طالب
( ،)43000وعليه كانت عينة البحث من نوع العينة القصدية.
ويشير في هذا الصدد ملحم سامي [ ]96ص ،118على أنها العينة التي يعمد الباحث إليها من
أجل إختيار عينته حسب معايير معينة يضعها الباحث في بحثه.
وفي دراستنا هذه يكفي أن يكون الطالب متمدرس في جامعة سعد دحلب بالبليدة خالل الموسم
الدراسي 1022-1020ويزال يزاول دراسته في سنة معينة وتخصص معين ،ليعتبر فردا من
المجتمع األصلي ،ويمكن إختياره فردا من أفراد العينة لتطبق عليه أدوات الدراسة.
.1.5.5طريقة إختيار العينة:
لما كان الهدف الرئيس للبحث هو معرفة عالقة القمع االنفعالي بالمخططات المبكرة غير المتكيفة
لدى طلبة جامعة البليدة ،فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب أن تكون العينة من الطلبة في جميع
التخصصات ،ونظرا ألن مقاييس الدراسة لم تكن جاهزة حتى شهر ماي لم تتمكن الباحثة من
التواصل مع الطلبة داخل المدرجات ،إال أنها إستغلت فرصة إقامتها داخل اإلقامة الجامعية
للبنات،أما الذكور فقد تم توزيع االستمارات في الجامعة عند إلتقاء الباحثة بهم بعد أخذ موافقتهم على
اإلجابة لكن هذه الطريقة أدت إلى فقدان الكثير من االستبيانات ،باالضافة إلى أن عدد اإلناث كان
أكبر بكثير من عدد الذكور وهذا كما سنوضحه الحقا.
وبعد توزيع 500نسخة تم إسترجاع 803نسخة ،ومع عملية الفرز تم إستبعاد 40نسخة ألن
المستجوبين لم يجيبو على كل البنود.
107
.8.5.5خصائص العينة:
تكونت عينة البحث من 853فردا ،يتراوح المدى العمري لهم ،من 23سنة إلى 41سنة،
بمتوسط حسابي قدره 11.70وإنحراف معياري قدره .1.33
وقد بلغ عدد الذكور ، 00أما اإلناث فيقدر عددهن ب 133وهذا التباين في عدد الذكور واإلناث
راجع إلى الظروف التي أجري فيها البحث كما سبق وأن و وضحناها.
ويتوزع هؤالء على الكليات السبع الموجودة بجامعة سعد دحلب ،و هذا ما يوضحه الجدول التالي:
الجدول رقم (:)11يبين توزيع أفراد العينة حسب الجنس والكلية.
المجموع اإلناث الذكور الجنس
النسبة المئوية % ك % ك
الكلية
83.8 280 13.15 04 20.05 83 اآلداب والعلوم
اإلجتماعية
24.5 51 3.23 11 3.87 80 العلوم اإلقتصادية
24.5 51 3.23 11 2.22 4 العلوم
13.3 208 1.70 20 2.05 7 الهندسة
13.3 208 17.35 00 2.22 4 الطب
1 7 2.05 7 0 0 العلوم الفالحية
والبيطرة
3.0 81 3.41 18 1.52 0 الحقوق
200 853 74.0 133 15.2 00 المجموع
يتضح لنا من خالل توزيع الطالب والطالبات حسب الكليات التي يزاول فيها أفراد العينة
دراستهم ،أن هناك تباين في عدد الطلبة أفراد العينة من كلية إلى أخرى ،وهذا راجع إلى العوامل
سالفة الذكر ،وقد كان أكبر عدد من الطلبة في كلية اآلداب والعلوم االجتماعية بعدد 280طالبا
وطالبة وبنسبة ،%83.8ويعود هذا العدد المرتفع بالمقارنة مع بقية الكليات كون الباحثة تنتمي
إلى الكلية ،كما استعانت ببعض الزمالء في نفس الكلية لتوزيع أدوات البحث وإسترجاعها بعد
االجابة عليها من طرف المستجوبين.
تليها كلية الطب بعدد 208ونسبة %13.3فكلية العلوم االقتصادية والتسيير بعدد 51ونسبة
، %24.5ثم كلية الحقوق بعدد 81ونسبة ، %8.9بعد ذلك كلية العلوم والهندسة بنفس العدد 27
ونفس النسبة ، %4.7وأخيرا كلية العلوم الفالحية والبيطرة بعدد 7ونسبة .%1
أما بخصوص إرتفاع عدد اإلناث عن الذكور في كل الكليات ما عدا كلية العلوم االقتصادية
وعلوم التسيير التي كان عدد الذكور فيها أكثر من اإلناث ( 80ذكور11،إناث ) فيعود أوال إلى
108
إرتفاع عددهن في المجتمع األصلي ،كما يعود إلى ظروف إجراء البحث فأغلب التوزيع كانت في
اإلقامة الجامعية للبنات (كما سبق و أن وضحنا) مما سهل إسترجاع أغلب النسخ ،في حين التوزيع
بالنسبة للذكور كان بالجامعة مما أدى إلى ضياع أغلب النسخ ولم يسترجع منها إلى 00نسخة.
.3.5أدوات جمع البيانات:
يتوقف نجاح الباحث في تحقيق أهداف بحثه على إختيار أنسب األدوات للحصول على المعلومات
والبيانات المطلوبة والتي لها صلة بموضوع البحث وتخدم أغراضه.
وقد إعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على األدوات التالية:
.2.3.5إستبيان القمع االنفعالي (Questionnaire de répression de
) :Weinbrgerوستوضح فيمايلي وصف للمقياس وكذلك خصائصه السيكومترية:
.2.2.3.5وصف المقياس :
صمم هذا المقياس من طرف وينبرجر( )Weinbergerسنة 2030ويتكون من 34بند ،وتتم
اإلجابة على كل بند وفقا لمقياس خماسي متدرج من خطأ إلى صحيح في القسم األول ومن أبدا إلى
يتوزع 32بند على عشرة أبعاد والتي تدخل تحت ثالث ساللم أو أبعاد دائما في القسم الثاني .
رئيسية وهي :األسى النفسي،التحكم في الذات،المواجهة الدفاعية،باإلضافة إلى سلم قصير للصدق
يتكون من ثالثة بنود لقياس مصداقية االستجابات ،وقد افترض أن الدرجات األكبر من أو تساوي 22
تدل على أن البروتوكول صادق.
وهذه الساللم هي أيضا مقسمة إلى أبعاد وهي موضحة فيما يلي:
.2الخبرة الذاتية لألسى أو األسى :يتكون من 10بند،تقييم الميل إلى الخبرة السلبية التي يشعر
خاللها االفراد بعدم الرضا عن أنفسهم وعن الحياة بشكل عام .ويتكون من أربعة أبعاد:
القلق ( 3بنود)73+74+70+34+83+*88+*27+5:
االكتئاب( 7بنود)31+30+58+41+85+24+8:
ضعف تقدير الذات ( 7بنود) *38+*31+*43+*44+17+12+0:
الضيق النفسي ( 7بنود)*53+*84+*13+*11+*25+*7+*2:
.1التحكم في الذات :يتكون من 10بند ،وتشير إلى اكبح الرغبات األنانية الفورية ويشمل
المجاالت المتعلقة بالتنشئة االجتماعية .وهي تشمل أيضا أربعة أبعاد تمثل الجوانب الشخصية والبين
شخصية للتحكم في الذات في السياق االجتماعي و يتكون هو اآلخر من أربعة أبعاد:
قمع العدوانية( 7بنود)*34+*30+*78+33+*33+*50+*83 :
109
.8المواجهة الدفاعية :يتكون من 11بند ،وهي معدة لقياس القمع االنفعالي ،ليعكس مفهوم الرغبة
االجتماعية ويتكون من بعدين :
إلغاء الحصر(22بند) وهو الميل إلى االدعاء باستبعاد خبرات االحداث االنفعالية السلبية .
وبنوده هي*73+*75+*32+*51+*42+*82+14+18+*23+*20+*3 :
الدفاعات القمعية (22بند) ويتعلق بإنكار فقدان السلوك االناني ويضم البنود التالية:
*48+40+*80+*87+*80+*10+15+*23+*21+*22+*1
الصدق*45+81+*28 :
مالحظة* :تعني البنود السالبة.
.1.2.3.5طريقة التنقيط:
كل عبارة من عبارات المقياس تحتوي على أربع إختيارات ( من خطأ الى صحيح) في القسم األول
و (من أبدا إلى دائما) في القسم الثاني أعطيت هذه اإلجابات الدرجات ،2،1،8،4،5إذا كان البند
موجبا فتأخذ اإلجابة خطأ أو نادرا الدرجة( )2واإلجابة باألحرى خطأ أو نادرا الدرجة (،)1واإلجابة
غير متأكد أو أحيانا والمعبرة عن الحياد الدرجة (، )8و اإلجابة باألحرى صحيح أو غالبا الدرجة
( ،)4واإلجابة صحيح أو دائما الدرجة (.)5
أما إذا كان البند سالبا فتأخذ اإلجابات عكس التنقيط السابق.
.8.2.3.5معايير التقدير:
وتحسب درجات القمع االنفعالي بالمعادلة التالية :درجات التحكم في الذات+8/درجات الدفاعات
القمعية.
قامعين ≥ .32
غير قامعين <.32
األسى :ضعيف < ،218متوسط (، )288-218مرتفع ˂ ]75[ 288ص.505
.4.2.3.5الخصائص السيكومترية للمقياس:
الدراسة األولى لصدق استبيان وينبرجر كانت على عينة ضابطة و إكلينيكية ،عند 2241فرد،
يتراوح سنهم ما بين عشرة إلى 35سنة .و قد أجري التحليل العاملي لدى عينة مكونة من2433
110
حالة عامة و إكلينيكية يتراوح سنهم من عشرة إلى 35سنة ،وقد تم العثور على معامالت ألفا مماثلة
للدراسة االولى ،وهذا يدل على اتساق داخلي جيد لالستبيان ،وهي مرتفعة ( من 0.02الى ) 0.05
بالنسبة لألسى( ،من 0.35الى )0.02بالنسبة للتحكم في الذات،و هذا االختالف راجع لسن األفراد
والوضعية االكلينيكية للحاالت.
التحليل العاملي لبنود الثمن أبعاد (من 0.54الى ) 0.04بالنسبة ألبعاد األسى0.48( ،إلى )0.35
بالنسبة ألبعاد التحكم في الذات ماعدا بعد تقدير اآلخر فقد كانت درجاته ضعيفة.
هذه النتيجة أكدت من طرف فارال ) (Farrelوسوليفان ) (Sullivanسنة ،1000وذلك بإستخدام
معامل االستقرار بالتطبيق وإعادة التطبيق بعد سبعة أشهر وكانت النتائج 0.78 :بالنسبة لألسى
و 0.73بالنسبة للتحكم في الذات.
سنة 2004-2008تورفي و سولوفي ) (Turvey et Sloveyقاما بدراسة مقارنة بين صدق ستة
مقاييس تستخدم لقياس القمع وكان إستبيان وينبرجر األكثر دقة.
كما قد ترجم المقياس للغة الفرنسية من طرف V. Paget et S.M.Consoli et S.
،)1020( Cartonوقاموا بدراسة للخصائص السيكومترية للمقياس على عينة مكونة من 250
فردا ( 41ذكور و 227إناث) متوسط عمرهم 28.5±87.3سنة .
بالنسبة للثبات تم استخدام معامل ألفا كرونباخ وكانت النتائج كالتالي :بالنسبة لالسى 0.08التحكم
في الذات 0.30المواجهة الدفاعية.0.34
أما بالنسبة لألبعاد فكانت هي األخرى لديها ثبات مرضي وهي كما يلي :القلق واالكتئاب 0.35
مراقبة االندفاعية واإلحساس بالمسؤولية ،0.35أما إلغاء الحصر فقد قدر معامل ألفا ب ،0.30أما
الدفاعات القمعية ،0.72ضعف تقدير الذات ،0.70الضيق النفسي ،0.75قمع العدوانية 0.75
وتقدير األخر ، 0.33أما الصدق فلم يدخل ضمن نطاق الساللم األخرى لذا فهو يتميز بمعامل ألفا
كرونباخ منخفض أقل من .0.85
أما الصدق فقد أستخدم في هذه الدراسة صدق االتساق الداخلي ،عن طريق حساب االرتباطات
بين ساللم االستبيان(األسى ،التحكم في الذات ،المواجهة الدفاعية) المختلفة كذلك بين بعدي سلم
المواجهة الدفاعية :إلغاء الحصر و الدفاعات القمعية والنتائج موضحة في الجدول التالي:
111
جدول رقم (:)12يبين درجات إرتباط ساللم وأبعاد إستبيان القمع (النسخة الفرنسية).
2 األسى
جدول رقم(:)13يبين االرتباط بين ساللم استبيان القمع ودرجة القمع مع درجات القلق واإلكتئاب
واأللكستيميا.
درجات القمع المواجهة القمعية التحكم في الذات األسى األبعاد
**0.11- ***0.85- *0.23- ***0.37 القلق
**0.82- ***0.41- *0.23- ***0.32 اإلكتئاب
0.04- 0.03 *0.23- 0.22 الدرجات الكلية
لأللكستيميا
*0.20- 0.23- **0.20- **0.18 صعوبة التعبير
االنفعالي
*0.27 *0.23 0.07 0.00 فقر الحياة
الخيالية
**0.18- *0.23- **0.14- ***0.13 صعوبة التعرف
عن االنفعاالت
*0.23 ***0.84 0.02- ***0.17- ضعف النشاط
االنفعالي
0.08- 0.05 0.22- 0.02 التفكير اإلجرائي
**0.11- 0.25- ***0.13- **0.15 الدرجات
المعرفية
**0.11 ***0.82 0.04 0.24- الدرجات
الوجدانية
[. ]71
وقد كان هناك ارتباط موجب بين األسى وكل من القلق واالكتئاب ) (HADوصعوبة التعبير عن
االنفعاالت والدرجات االنفعالية ،ويرتبط ارتباطا عكسيا مع ضعف النشاط االنفعالي لمقياس
(. ) BVAQ
سلم التحكم في الذات يرتبط عكسيا مع القلق واالكتئاب و الدرجة الكلية لأللكستيميا ،وكذلك صعوبة
التعبير االنفعالي وصعوبة التعرف على االنفعاالت والدرجات المعرفية لمقياس (.) BVAQ
سلم المواجهة الدفاعية يرتبط سلبا مع القلق و االكتئاب من مقياس ) ، (HADكما ارتبط طرديا مع
كل من بعد فقر الحياة الخيالية وضعف النشاط االنفعالي والدرجات الوجدانية ،وارتباط سالب مع بعد
صعوبة التعرف على االنفعاالت.
درجات القمع لها ارتباط سالب مع كل من بعد القلق واالكتئاب من مقياس ) ،(HADو أيضا إرتباط
سالب مع كل من صعوبة التعبير االنفعالي و بعد صعوبة التعرف على االنفعاالت باالضافة إلى
الدرجات المعرفية ،و إرتبط طرديا مع بعد فقر الحياة الخيالية وبعد ضعف النشاط االنفعالي من
مقياس (.) BVAQ
113
أما بالنسبة لصحة صدق المحك ،فال يوجد إرتباط بين درجات القمع و الدرجة الكلية لأللكستيميا على
مقياس (.) BVAQ
وحتى يتم تطبيق االستبيان على البيئة الجزائرية تم تقنينه من طرف الباحثة على عينة من طلبة
جامعة سعد دحلب بالبليدة (كما هو مبين سابقا).
.1.3.5إستبيان المخططات المبكرة غير المتكيفة لجيفري يونغ:
.2.1.3.5وصف المقياس:
قام ببناء المقياس جيفري يونغ ) (Jeffery Youngميزته معرفة مخطط كل شخص ،وهذا
المقياس متوفر على ثالثة أشكال:
النسخة األصلية المطولة ،تحتوي على 23مخططا و 181بندا يفضل إستعمالها في العيادة
[ ]7ص.512
النسخة الثانية ،من طرف يونغ ) (Youngوبراون ) ،(Brounتحتوي على 105بند،تم
جمعها في 23مخططا.
النسخة المختصرة وهي المستخدمة في هذا البحث ،تحتوي على 75بندا،أي 25مخططا،
كل مخطط يحتوي على 5بنود األكثر تمثيال للمخطط حسب التحليل العاملي لشميدت وكول
، )2005-2004( Chmidt et Collوهي النسخة االكثر إستعماال نظرا لسهولة تطبيقها []7
ص.224
جدول رقم( :)14يبين أبعاد مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة والبنود الخاصة بها
البنود المخطط
5-2 نقص الحنان
20-3 اإلهمال/عدم االستقرار
25-22 الشك/التعدي
10-23 العزلة /النفور
15-12 النقص وعدم الكمال
80-13 الفشل
85-82 التبعية/عدم الكفاءة
40-83 القابلية لإلنجراح
45-42 العالقة الدمجية
50-43 الخضوع/اإلجبار
55-52 التضحية
30-53 التحكم المفرط في اإلنفعاالت
35-32 متطلبات عالية
70-33 السيطرة
75-72 نقص التحكم في الذات
[ ]18ص.157
. 8.1.3.5طريقة التنقيط :
كل عبارة من عبارات المقياس تحتوي على ستة إختيارات متدرجة ( من ال تنطبق تماما إلى
تنطبق تماما) ،أعطيت هذه اإلجابات الدرجات ،2،1،8،4،5،3تأخذ اإلجابة التنطبق تماما
الدرجة( )2واإلجابة التنطبق بدرجة كبيرة الدرجة (،)1واإلجابة التنطبق الدرجة (، )8و اإلجابة
تنطبق بدرجة متوسطة الدرجة ( ،)4واإلجابة تنطبق بدرجة كبيرة الدرجة ( ،)5واإلجابة تنطبق
تماما الدرجة (.)3
115
الفصل 1
تحليل ومناقشة النتائج
تمهيد:
يتناول هذا الفصل من البحث عرض وتحليل ومناقشة النتائج المتوصل إليها .ففي البداية تطرقنا إلى
عرض وصفي تحليلي للنتائج الخاصة بمتغيرات البحث وكذلك النتائج الخاصة بفرضيات البحث متبوعة
بمناقشة النتائج على ضوء األدبيات السابقة حول الموضوع .و بذلك يعتبر هذا الجزء الجزءالحيوي من
البحث ،ألنه يقدم األدلة اإلحصائية المنطقية ويحللها.
.1.6تحليل ومناقشة النتائج الخاصة بمتغيرات البحث:
.1.1.6القمع اإلنفعالي:
مستويات األسى لدى أفراد العينة:
يتضح من خالل الجدول رقم ( )25أن نسبة %00.7من أفراد العينة لديهم مستوى منخفض من
األسى ،بينما طالب واحد فقط سجل مستوى أسى متوسط بما نسبته ،%0.8في حين انعدمت نسبة ذوي
األسى المرتفع.
إن إنخفاض مستوى األسى لدى أفراد العينة ال يدل بالضرورة على إرتفاع مستوى الصحة النفسية،
وإنخفاض حقيقي في مستوى المعاناة النفسية ،وهذا ما أشار إليه وينبرجر و زمالؤه الذين استخدمو
(Taylor manifistومقياس االستحسان االجتماعي مقياس تايلور للقلق الظاهرanxiety) ،
118
) (Marlow-Growen socialوإقترح وانبرجر وزمالؤه تصنيف األفراد إلى أربعة أصناف على
أساس كون درجاتهم عالية أو منخفضة على المقياسين وكانت النتائج كالتالي:
دفاع مرتفع/قلق مرتفع:إرتفاع في الدفاع وإرتفاع في القلق.
عدم الدفاع/إنخفاض القلق:إنخفاض في الدفاع وإنخفاض في القلق.
عدم الدفاع /إرتفاع القلق :دفاعية منخفضة وقلق مرتفع.
قامعون :دفاعية عالية وقلق منخفض [.]28
ومن هذه الدراسة يتضح أن هناك صنفان يتشابهان في إنخفاض مستوى القلق لكنهما يختلفان في
مستوى الدفاع.
لذا فإن االنخفاض في مستوى األسى المسجل لدى أفراد العينة قد يكون مصحوبا أيضا بدفاع مرتفع
مما قد يشير إلى تناقض بين ما يصرح به أفراد العينة وما يشعرون به فعال.
وعليه فحسب هؤالء ( وينبرجر و زمالؤه) [ ،]24ال يمكن أن نحكم بقطعية على كل من يصرح
بمستوى أسى م نخفض بأنه حقيقة ال يعاني من أعراض األسى بل يجب أن نعتمد على مؤشرات أخرى
مثل التحكم في الذات أو اإلستحسان اإلجتماعي ،فقد تكون محاولة إخفاء االنفعاالت السلبية هي محاولة
للحفاظ على صورة الذات أمام الغير.
لذا فإننا في نقطة موالية سنحاول معرفة مستوى القمع لدى أفراد العينة لمعرفة ما إذا كان مستوى
األسى المصرح به من طرف أفراد العينة هو مستوى منخفض حقيقة ،أو هو مجرد إلغاء لالنفعاالت
السلبية.
مستويات القمع اإلنفعالي لدى أفراد العينة:
يتضح من خالل الجدول رقم ( )23أن عدد القامعين في عينة الدراسة 82طالب وطالبة يشكلون
نسبة ،%3.35أما غير القامعين فقد كان عددهم 817طالب وطالبة بنسبة ، %02.84وتعتبر نسبة
القامعين في عينة متكونة من 853طالب وطالبة نسبة مرتفعة.
119
ومن هنا يتضح أن أفراد العينة لم تكن نسبة منخفضي األسى فعال %00.7أي أن عدد منخفضي
األسى فعال يقل عن ،857وهم 813فقط (مع العلم أن الفرد الذي كان مستوى األسى عنده متوسط
صنف على أنه غير قامع) ،إذن 82من أفراد العينة لديهم مستوى أسى منخفض غير حقيقي ،نتيجة
إرتفاع التحكم في الذات والدفاعات القمعية ( درجة القمع تحسب بالمعادلة التالية :درجة التحكم في
الذات + 8/درجة الدفاعات القمعية ،فإرتفاع درجات القمع راجع إلرتفاع هذين البعدين).
وهذا ما يعكس صعوبة في الضبط اإلنفعالي لدى هؤالء وقد تعزى هذه النتائج كما وضح هذا ميشال
سوذم )" ،]3[ (Michal Southamإلى أن عملية الضبط سواء المختلة أو الناجحة تتطور في سياق
العالقة بين الطفل ووالديه أو القائمين بالرعاية" ،فالتربية التي تكون مبنية على العقاب عند التعبير
االنفعالي قد ت ؤدي بالفرد إلى اإلحجام عن التعبير عن إنفعاالته وهذا حسب لورتا صال
) ]3[ (Loretta salleص.83
وبالتالي الفرد ال يصرح بالمشاعر السلبية رغبة في االستحسان اإلجتماعي ،وهذا ما يتطلب منه قدرة
عالية على التحكم في الذات.
.1.1.3المخططات المبكرة غير المتكيفة
.1.2.2.6المخططات المبكرة غير المتكيفة األكثر بروزا لدى أفراد العينة.
الجدول رقم ( :)17يبين المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري ومعامل الرتب لفريدمان
للمخططات.
معامل فريدمان الرتبة االنحراف المتوسط المخططات
المعياري الحسابي
0 7.47 5.53 24.77 نقص الحنان
من خالل الجدول رقم ( )17نالحظ أن مخطط المتطلبات العالية إحتل المرتبة األولى ويتصدر
المخططات األخرى بمعامل فريدمان قدره 21.33وبمتوسط حسابي قدر ب 12.87وإنحراف معياري
قدره ،4.20ويليه بعد ذلك مخطط السيطرة بمعامل فريدمان قدره 22.43ومتوسط حسابي قدره
20.44وإنحراف معياري قدر ب ،4.03 :أما الرتبة الثالثة فكانت لمخطط التضحية حيث قدر معامل
فريدمان ب 20.43 :أما المتوسط الحسابي فقد قدرب 23.41:وبإنحراف معياري قدره ،5.18ويليه
مخطط نقص التحكم في الذات بمعامل فريدمان قدره 0.42و متوسط حسابي قدره 23.08وبإنحراف
معياري ،4.72أما المرتبة الخامسة فقد كانت لمخطط الشك/التعدي بمعامل فريدمان قدره 0.04
ومتوسط حسابي قدره 23.31وإنحراف معياري قدره ،5.31ليأتي بعد ذلك مخطط اإلهمال في
المرتبة السادسة بمعامل فريدمان قدره 3.37ومتوسط حسابي قدره 25.07وإنحراف معياري قدره
،5.50يليه مخطط العالقة الدمجية في المرتبة السابعة بمعامل فريدمان قدره 3.22ومتوسط حسابي
قدره 25.17وإنحراف معياري قدره ،5.33فمخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت في المرتبة الثامنة
بمعامل فريدمان قدره 7.70ومتوسط حسابي قدره 25.03وإنحراف معياري قدره ،5.03أما المرتبة
التاسعة فقد كانت لمخطط نقص الحنان بمعامل فريدمان قدره 7.74ومتوسط حسابي قدره 24.77
وإنحراف معياري قدره ،5.53في حين أن مخطط القابلية لإلنجراح حاز على المرتبة العاشرة بمعامل
فريدمان قدره 7.24و متوسط حسابي قدره 24.42وإنحراف معياري قدره ،5.33وقد كانت المرتبة
121
الحادية عشر لمخطط العزلة/النفور بمعامل فريدمان قدره 3.37ومتوسط حسابي قدره 28.00و
إنحراف معياري قدره ،5.01أما مخطط الفشل فقد تحصل على المرتبة الثانية عشر بمعامل فريدمان
3.80و متوسط حسابي قدره 28.14و إنحراف معياري قدره ،5.13وقد تحصل مخطط التبعية/عدم
الكفاءة على المرتبة الثالثة عشر بمعامل فريدمان قدره 5.81ومتوسط حسابي قدره 21.03و إنحراف
معياري قدره ،4.74يليه مخطط الخضوع/االجبار في المرتبة الرابعة عشر بمعامل فريدمان قدره
5.02ومتوسط حسابي قدره 22.35و إنحراف معياري قدره ،4.03أما المرتبة الخامسة عشر
واألخيرة فقد كانت لمخطط النقص وعدم الكمال مع معامل فريدمان قدر ب 4.00ومتوسط حسابي قدره
20.30و إنحراف معياري قدره .4.34
يتضح مما سبق أن المخططات األكثر بروزا لدى الطلبة مخطط المتطلبات العالية ومخطط
السيطرة ومخطط التضحية ،وهذا ما يتوافق مع الدراسة الي أجراها سيموز وزمالؤه على عينة مكونة
من 215طالب وكانت المخططات الثالثة األكثر بروزا على التوالي :مخطط المتطلبات العالية بمتوسط
حسابي قدره 23.4و إنحراف معياري قدره ،5.1وفي المرتبة الثانية مخطط السيطرة بمتوسط حسابي
قدره 25.4و إنحراف معياري قدره ،4.4إال أن هذه الدراسة كانت المرتبة الثالثة فيها لمخطط التحكم
المفرط في اإلنفعاالت بمتوسط حسابي قدره 25.8و إنحراف معياري قدره 5.03أما مخطط التضحية
فقد حاز على الرابعة بمتوسط حسابي 21.4و إنحراف معياري قدره .]10[ 4.7
ويمكن أن يعزى هذا الترتيب إلى أن صاحب مخطط المتطلبات العالية" يتسم بإهتمامه بالتدقيق
ومحاولة الوصول إلى قمة الكمال ،وكذلك اإللتزام [ ]7ص.43
وهذه الخصائص التي يتسم بها صاحب هذا المخطط هي خصائص مقبولة إجتماعيا ،مما يجعل
اإلجابة على بنود هذا المخطط والتصريح بها أسهل من غيرها من المخططات ،ولهذا فإن أغلب الطلبة
كانت لديهم درجات مرتفعة على هذا المخطط.
كما أن مخطط السيطرة كان من المخططات البارزة لدى الطلبة فرغم أن صاحبه "يتسم بمتطلبات
مفرطة ونقص عام في تقدير الغير ،فهو يريد الحصول على أي شيئ دون تقدير لما سينجم من خسارة
لآلخرين و ميل مبالغ فيه لتأكيد قوته ووجهة نظره" [.] 7
فقد حاز على المرتبة الثانية من حيث البروز لدى الطلبة ،وقد يرجع السبب في هذا إلى أن الطلبة في
مرحلة الشباب متوسط أعمارهم 11.70سنة وفي هذه المرحلة خاصة لدى الشباب الجزائري يحاول
الوصول إلى أهدافه الشخصية دون النظر إلى العراقيل اإلجتماعية التي قد تقابله ،وبالتالي فإنهم ال
يتحرجون من اإلجابة على أسئلة هذا المخطط بل هو من وجهة نظرهم إبراز لإلستقاللية والتحدي،
وإثبات للذات رغم الحواجز اإلجتماعية.
122
ومن هنا فإن من بين األسباب التي يرجع إليها هذا الترتيب المرحلة العمرية التي يعيشها الطلبة أفراد
العينة.
وقد أرجع يونغ أسباب نشوء هذين المخططين إلى مرحلة الطفولة والمراهقة كتمثيل لمحيط الطفل،
فهؤالء يتلقون من والديهم إفراط في إشباع متطلباته العالية ،ونادرا ما يتعرض الطفل لسوء معاملة،
ووالداه يتدخالن كثيرا في حياة الطفل ،إما بالحماية المفرطة ،أو العكس منحه حرية وإستقاللية مبالغ فيها
بدون حدود [.]7
ومن هنا يمكننا القول أن أغلب الطلبة (من حاملي مخطط المتطلبات العالية و مخطط السيطرة بصفتهما
المخططين األكثر بروزا) ،تتسم تنشئتهم اإلجتماعية بالتدليل الزائد و ذلك إما بالحماية المفرطة أو
إعطائهم مساحة كبيرة من الحرية ،وهذه التنشئة كانت السبب في تطويرهم لهذين المخططين.
أما المخطط الثالث من حيث البروز لدى الطلبة فهو مخطط التضحية والذي "يتسم صاحبه بتقديم
مصالح اآلخرين على حساب مصلحته" [ ]7ص.43
ويفسر هذا البروز لدى أفراد العينة بكون أن القدرة العالية على التضحية والعطاء هي األخرى من
السمات المرغوبة إجتماعيا ،ومن يحمل هذه السمات ال يتحرج من إبرازها ،عكس العديد من المخططات
التي حازت على المراتب األخيرة كمخطط النقص وعدم الكمال ومخطط الخضوع ومخطط التبعية
فأصحاب هذه المخططات يتحرجون من اإلجابة على بنود هذه المخططات ألنها تهدد صورة الذات،
وخاصة لدى الطلبة في هذه المرحلة من العمر ( متوسط السن ،)11.7وهذه هي إشكالية تطبيق
المقاييس الموضوعية على البيئة الجزائرية حيث يوضح عبد العزيز حدار [ ]99ص 834أن المفحوص
الجزائري يتميز بالخصائص التالية( :الكبت ،التكتم ،التمويه ،نقص التبصر ،عدم مواجهة الذات
واإلعتراف).
123
.2.2.1.6الفروق في المخططات المبكرة غير المتكيفة بين الذكور واإلناث أفراد العينة
جدول رقم( )18يبين المتوسطات الحسابية واإلنحرافات المعيارية وقيمة"ت" لداللة الفروق بين
المتوسطات في المخططات المبكرة غير المتكيفة .
قيمة "ت" مستوى اإلناث(ن=)130 الذكور(ن =)00 المخططات
الداللة SD X SD X
يشير الجدول ( )18أن هناك فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث في مخطط اإلهمال ومخطط
العالقة الدمجية ،حيث بلغت قيمة "ت" في مخطط اإلهمال ،1.34بمتوسط حسابي لدى الذكور
،24.33وانحراف معياري قدره ،5.75بينما اإلناث بلغ المتوسط الحسابي لديهن 23.43واالنحراف
المعياري ، 5.77وهذه الفروق دالة وهي لصالح اإلناث .أما مخطط العالقة الدمجية فقدرت قيمة "ت"
0.30-بمتوسط حسابي 24.03لدى الذكور وانحراف معياري ، 5.37أما اإلناث فقدر المتوسط
الحسابي لديهن 25.87وقدر االنحراف المعياري ب 5.85والفروق دالة لصالح اإلناث.
إن الفروق الموجودة بين الطلبة والطالبات في مخطط اإلهمال تتفق مع ما توصلت إليه دراسة سيموز
وزمالؤه في الدراسة التي أجراها على عينة من الطلبة حول الفروق بين الجنسين في المخططات المبكرة
غير المتكيفة ،وقد وجدت الدراسة أن هناك فروق في مخطط اإلهمال لصالح اإلناث ،إال أن ذات الدراسة
تو صلت إلى نتائج متناقضة مع الدراسة الحالية فيما يخص وجود فروق لصالح الذكور في مخطط التحكم
المفرط لإلنفعاالت ،أما مخطط العالقة الدمجية فلم تكشف الدراسة عن أية فروق بين الجنسين [ ،]10وهذا
ما يتعارض أيضا مع الدراسة الحالية التي وجدت فروق جوهرية على هذا المخطط.
ومن بين العوامل التي تعزى إليها الفروق بين الجنسين في مخطط اإلهمال ،التنشئة اإلجتماعية للذكور
حيث يعود الذكور على ضبط انفعاالتهم ( ضبط اإلنفعال متعلق بالرجولة) وأن يتحكمو فيها وأن
يتحررو من سيطرة بعض المشاعر السلبية أكثر من اإلناث [ ]71ص.110
وبالتالي اإلناث أكثر تأثرا لإلفتقار إلى الحاجات األساسية في الوسط مثل اإلستقرار ،التفهم والحب
والتي يعدها يونغ من العوامل األساسية لتشكل مخطط اإلهمال[.]7
أما الفروق الموجودة بين الذكور واإلناث في مخطط العالقة الدمجية وانعدام الفروق في دراسة
سيم وز وزمالؤه ،فقد ترجع هذه اإلختالفات إلى إختالف الثقافة العربية عن الثقافة الغربية ،فيما يخص
التنشئة االجتماعية لإلناث ،فاإلناث في المجتمعات العربية أكثر تمسكا باألسرة نظرا لما تفرضه العادات
والتقاليد ،واالستقاللية بالنسبة للبنات حتى الزواج وهذا خالفا لما يكون عليه الذكر ،وبالتالي التقمص
اإلنتقائي لألشخاص المهمين والذي أشار إليه يونغ وزمالؤه [ ]7والذي يعتبره سببا لنشوء مخطط العالقة
الدمجية ،أكثر إحتماال بالنسبة لإلناث منه للذكور.
وباإلضافة إلى عامل التنشئة اإلجتماعية في إحداث الفروق بين الجنسين في الخصائص النفسية فإن
الفروق بين الجنسين حسب (ما كوبي وجاكين) قد ترجع أيضا إلى التباين الفطري الطبيعي
[ ]100ص.115
125
تنص الفرضية األولى على أنه توجد عالقة إرتباطية بين القمع اإلنفعالي والدرجة الكلية للمخططات
المبكرة غير المتكيفة لدى عينة البحث.
والختبار صحة الفرضية تم تطبيق معامل االرتباط بيرسون ) ،(Pearsonوالجدول رقم ( )20يوضح
ذلك.
جدول رقم( :)20يبين معامالت اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة.
معامل اإلرتباط مستوى اإلنحراف المتوسط
الداللة بيرسون المعياري الحسابي
دال عند **0.871- 44.04 110.01 الدرجة الكلية للمخططات
0.02
0.18 35.03 القمع االنفعالي
يبين الجدول رقم( )20متوسط عينة البحث في الدرجة الكلية للمخططات وقد قدر ب110.01 :
بانحراف معياري قدر ب ،44.04:والمتوسط الحسابي للقمع االنفعالي والمقدر ب 35.03واالنحراف
،0.18كما تبين نتائج حساب معامل االرتباط (بيرسون) بين القمع اإلنفعالي والدرجة الكلية للمخططات
المبكرة غير المتكيفة وقد قدرت قيمته ب 0.87 - :وهي قيمة سالبة دالة عند مستوى الداللة .0.02
وبهذا فإنه كلما زادت درجة الطالب في القمع اإلنفعالي قلت درجته في المخططات المبكرة غير
المتكيفة.
ومن هنا فإنه يمكنا القول بأن الفرضية االولى قد تحققت و القائلة بأن هناك عالقة إرتباطية بين
القمع اإلنفعالي و الدرجة الكلية للمخططات المبكرة غير المتكيفة.
وهذه النتائج تؤيد الفكرة التي جاء بها وينبرجر وزمالؤه حول أن مستخدمي إستراتيجية القمع
اإلنفعالي يتحيزون في اإلجابة إلى إعطاء تقارير إيجابية وال تهدد صورة الذات أمام الآلخر [. ]24
وهذه العالقة العكسية بين المخططات المبكرة غير المتكيفية والقمع اإلنفعالي تدعم جملة الدراسات
التي ذكرها فرنهام [ ]28ص ،210في كون أن ذوي التعامل القمعي يظهرون من خالل تقاريرهم
الذاتية بأن لديهم نقاط عالية من التكيف والصحة و التصدي الناجح للخوف والقلق والحزن والعداء ومن
;(Egloff & Hock, 1997; Egloff & Krohne, 1996 جملة هذه الدراسات دراسة كل من
)Kreitler & Kreitler, 1991; Myers & Brewin, 1996; Myers & Vetere, 1997
126
كما أشارت العديد من الدراسات إلى أن األفراد ذوي مستوى مرتفع من القمع يملون عموما إلى عدم
االعتراف وتسمية االنفعاالت السلبية ومن بين هذه الدراسات:
(e.g., Byrne, Golightly, & Sheffield, 1965; Erdelyi, 2001; Paulhus,
;Fridhandler, & Hayes, 1997; Weinberger, Schwartz, & Davidson, 1979
Weinberger, 1995).
فالمخططات المبكرة غير المتكيفة كما عرفها هاوسوس ) ]92[ (Hawsseaustص"10:هي
شعور مؤلم يتكرر في الحاضر نتيجة خبرات سيئة في الماضي ،فهي إدراكات حول الذات وحول العالم
وحول اآلخرين والتي تترسخ مبكرا في الطفولة ،نتيجة لحرمان ونقص تربوي سليم ،فتصبح طريقة
اإلدراك هذه صلبة وسلبية لدى الراشد".
من خالل هذا التعريف يتضح أن وجود مخطط غير متكيف يكون مرتبط بوجود ألم ناتج عن
خبرات طفولية ،وإدراكات مشوهة عن الذات وعن اآلخرين .وقد أكدت العديد من الدراسات هذا الطرح
النظري.
اإلجتماعية الفوبيا مع المتكيفة غير المبكرة المخططات ارتبطت حيث
)] 101[ (José pinto and all,2006
واإلكتئاب]102[ (Margaret Wrights,2009)،] 5[ (Chatrina Wang and all,2010) ،
سمة العدوانية العدوانية ) ]98[ (Tembley and Adzois,2009أعراض فقدان الشهية العصبي،
إضطراب
and )(Gallagher]103[(Han Nordahl and all ,2005 الشخصية
).]105[ (Thimm,2009) ]104[ Gerdner,2010
) ]104[ (Gallagher and all ,2010ص.47 إستراتيجيات المواجهة المركزة على اإلنفعال
الضغط المدرك ).]106[ (Welburg,2008
إال أن مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي يميلون إلى إعطاء تقارير ذاتية إيجابية ،وشعورهم باأللم
قليل ،ووصولهم إلى الذكريات المؤلمة والتأثر بها غير وارد ،لذا فإنه كلما إرتفعت درجة القمع انخفضت
األحاسيس المؤلمة ،واإلدراكات المشوهة حول الذات والعالم ،وهذا ما أكدته الدراسات السابقة لهذا فقد
وجدت دراسة كل من باجات ) (Pagetوزمالؤه ،أن هناك عالقة إرتباطية سالبة بين درجات القمع
وكل من درجات اإلكتئاب ودرجات القلق [.]75
كما أكدت ذلك أيضا دراسة هوول فانتيني ) (Hauwel-Fantiniوبيديلي (]81[ )Pedielli
ص ،110أن هناك عالقة عكسية بين السلوك القمعي و األسى اإلنفعالي (سمة وحالة القلق واإلكتئاب).
127
وكذلك ما أثبتته دراسة بورنس ) )1000( (Burnsأن أسلوب التعامل القمعي يرتبط سلبا مع األسى
النفسي ،وكذلك دراسة باولو ) (Palyoوبيك ) )1005( (Beckأن األفراد ذوي التعامل القمعي
يبلغون عن مستويات أقل من اإلكتئاب [ ]107ص.183
الؤه أن أسلوب التعامل القمعي يرتبط مع إرتفاع تقدير
كما أثبتت دراسة فرنهام ( (Furnhamو زم ِ
الذات[.]28
هذا بالنسبة لألسى االنفعالي الناتج عن اإلدراكات واالنفعاالت واإلحساسات الجسدية للمخطط ،كذلك
الوصول إلى الذكريات الطفولية بالنسبة لمستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي ضعيف جدا فحسب
موندولينا ) )Mondalinaوباكر ) ]27[ (Bakerص" 543فإن ذوي التعامل القمعي يتسمون
بالوصول المحدود للذاكرة االنفعالية سواء األحداث السارة أو غير السارة".
وحسب دراسة كل من ) (Mogg et all,2000,Newman & Mckinney,2002فإن القامعين
قد يثبطوا انتباههم بشكل أكثر كفاءة من اآلخرين عند التعرض لتهديد محفزات انفعالية وتعطيل
المعلومات التي تشغل عن أداء المهمة يكون أقل لدى القامعين و أقدر على نسيان مواد سلبية خالل مهمة
معقدة للنسيان أكثر من غيرهم ،وظهر أيضا أن القامعين ينفقون أقل وقت لالستجابة )(Feed back
السلبية من اآلخرين [ ]27ص.547
ومن خالل ما سبق يمكن القول أن االنفعاالت السلبية التي يتسبب فيها وجود المخطط المبكر غير
المتكيف ،يتم تجنبها من طرف مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي وبالتالي الميل إلى إعطاء تقارير
إيجابية على مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة ،وعليه فإنه كلما زاد استخدام الفرد إلستراتيجية
القمع االنفعالي زاد تجنبه للتأثير الناجم عن المخططات المبكرة غير المتكيفة وبالتالي درجات أقل على
المقياس.
أما بالنسبة للتفسيرات المقترحة لهذا التحيز فقد أكد وينبرجر وزمالؤه ( )2070أن هذه اإلستراتيجية
لها دور حاسم في مكافحة الوعي باالنفعاالت السلبية (الشعور بالذنب ،الغضب ،الخوف) فقط من أجل
الرغبة في الحفاظ على صورتها أمام اآلخرين وتجنب الرفض االجتماعي [.]78
فحسب كارتون )" ]78[ (Cartonالقمع االنفعالي هو إستراتيجية مواجهة تتسم بكف االنفعاالت
السلبية لتجنب معلومات القلق ،فمستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي ال يتقبلون العيش كحاالت انفعالية
سلبية ألنها تمس تقديرهم اإليجابي ألنفسهم ،والكف االنفعالي هنا ألجل وظيفة أساسية وهي الحفاظ على
هذه الصورة اإليجابية للذات".
إذن فانخفاض مستوى التأثير السلبي المصحوب بارتفاع في إستراتيجية التعامل القمعي يعود إلى
الرغبة في االحتفاظ fصورة ذات مثالية وهذا لكسب اإلستحسان اإلجتماعي.
128
كما أن فومديميا ) (Vendemiaو رودريج ) ]108 [ )1020) (Rodriguعلل هذا التحيز بأن
آلية التعامل المفترضة للقامعين تتسم بدفاع ضد المشاعر السلبية أو المهددة ،ويتطلب تحويل اإلهتمام
بعيدا عن المثيرات السلبية أو المهددة.
ومن هنا فإن السلوك المتوقع من قبل مستخدمي القمع االنفعالي بمستويات عالية هو مواجهة التهديد
النفسي ،وبالتالي فإنه تقاريرهم الذاتية ضئيلة (من حيث التأثير السلبي) إلى أن التهديد يمر عبر قنوات
أخرى (مثل :سرعة دقات القلب )...وهذا ما يتفق مع فكرة أن معظم النزعات التجنبية لها دافع حماية
الذات ) (Protect selfأو إكتمال الذات ).]1[ (Integrity of the self
باإلضافة إلى االقتراح المقدم من طرف وينبرجر والمتمثل في الحفاظ على صورة الذات االيجابية،
فإن هناك إقتراح آخر وهو أن التحيز في اختيار التقارير االيجابية راجع للتفاؤل حيث أثبتت دراسة
مايرز و روبن ) )1003( (Myres and Brewinأن القامعين يميلون إلى احتمال أقل لألحداث
السلبية ،وإحتمال أكثر لألحداث االيجابية [.]21
وقد حاول جينفر فريد ) ]23[ (Jennifer Freydشرح دوافع إستخدام استراتيجية القمع االنفعالي
من خالل نظريته المعروفة بإسم صدمة الخيانة المعروفة اختصارا ب ،(BTT) :حيث يقترح أن
الطريقة التي تتم فيها معالجة األحداث والتذكر تكون متعلقة بالحدث السلبي الذي يمثل له خيانة ،وقد
يكون الوعي الكامل بمثل هذه اإلساءة زيادة خطر للضحية من خالل تعزيز االنسحاب أو مواجهة
مرتكب الجريمة.
ويفترض فريد من خالل ) ]23[ (BTTأن عزل المعلومات المعرفة عن طريق تهديد المعلومات للفرد
متعلق بمدى تعلق الفرد بصاحب الجريمة ،حيث أثبتت الدراسات أن التذكر المنخفض يكون في حالة
اإلساءة من طرف مقدمي الرعاية.
إن التعرف على االرتباط بين القمع االنفعالي و الدرجة الكلية للمخططات المبكرة غير المتكيفة غير
كافي لذا فمن الواجب التعرف على مدى االرتباط بين القمع االنفعالي و المجاالت الخمسة للمخططات.
129
من خالل إستقراء الجدول رقم( )10يظهر جليا أن القمع اإلنفعالي يرتبط سلبا بكل مجال من مجاالت
المخططات المبكرة غير المتكيفة.
حيث أن القمع اإلنفعالي ذو المتوسط الحسابي 35.03وانحراف معياري 0.18يرتبط إرتباطا سالبا
مع مجال اإلنفصال والرفض الذي يقدر متوسطه الحسابي ألفراد العينة ب 72.03و إنحراف معياري
قدره 23.53وقد قدر إرتباط هذا المجال مع درجات القمع اإلنفعالي ب 0.828-وهو دال عند مستوى
الداللة ،0.02أي كلما زادت درجة الطالب في القمع اإلنفعالي إنخفضت درجته في مجال اإلنفصال
والرفض.
كما إرتبط القمع اإلنفعالي إرتباطا سالبا مع مجال نقص اإلستقاللية واألداء الجيد والذي قدر المتوسط
الحسابي له ب 54.03وإنحراف معياري ب 25.12وقدر معامل اإلرتباط ب 0.804-وهو دال عند
مستوى الداللة ،0.02أي كلما زادت درجة الطالب في القمع اإلنفعالي انخفضت درجته في مجال
نقص اإلستقاللية واألداء الجيد.
130
إضافة إلى ذلك فقد إرتبط أيضا القمع اإلنفعالي إرتباطا سالبا بمجال التبعية لآلخرين الذي يقدر
متوسطه الحسابي للطلبة ب 80.07وإنحراف معياري قدره ،7.55وقد قدر إرتباط هذا المجال
بدرجات القمع اإلنفعالي ب 0.254 -وهو دال عند مستوى الداللة ،0.02أي كلما إرتفعت درجات
الطالب في القمع اإلنفعالي إنخفضت درجته مجال التبعية لآلخرين.
وقد إرتبط القمع اإلنفعالي مع مجال التبعية لآلخرين والذي قدر المتوسط الحسابي 80.7وإنحرافه
المعياري 7.55وقد قدر معامل اإلرتباط ب 0.254-وهو دال عند مستوى الداللة ،0.02ويمكن
القول أنه كلما زادت درجة الطالب في مجال التبعية لآلخرين إنخفضت درجته في القمع اإلنفعالي.
أما مجال اليقضة المفرطة والكف الذي قدر متوسطه الحسابي 83.43وإنحرافه المعياري 7.03فقد
إرتبط هو أيضا مع درجات القمع اإلنفعالي وقد قدر معامل اإلرتباط بينهما ب 0.254-وهو دال عند
مستوى الداللة ،0.02أي أنه كلما إرتفعت درجة الطالب في مجال اليقضة المفرطة والكف إنخفضت
درجه في القمع اإلنفعالي.
وكذلك مجال نقص الحدود الذي قدر متوسط الحسابي ب 83.83:و إنحرافه المعياري 7.03فقد
إرتبط هو الآلخر مع درجات القمع اإلنفعالي وقد قدر معامل اإلرتباط بينهما ب 8.74-وهو دال عند
مستوى الداللة ،0.02أي أنه كلما إرتفعت درجة الطالب في مجال نقص الحدود إنخفضت درجته في
القمع اإلنفعالي.
و بالتالي يمكن القول إجماال أنه كلما زادت درجة الطالب على مجاالت المخططات المبكرة غير
المتكيفة إنخفضت درجة القمع اإلنفعالي.
ومن هنا فإن الفرضية الثانية قد تحققت ويمكننا القول أنه توجد عالقة إرتباطية سالبة بين القمع
اإلنفعالي والمجاالت الخمسة للمخططات المبكرة غير المتكيفة.
يمكن تفسير هذه النتيجة في ظل التراث السيكولوجي لكال المتغيرين ،وفيما يلي عرض لتفسير كل
مجال على حدى:
مجال اإلنفصال والرفض:
إن صاحبه يتسم حسب يونغ وزمالؤه [ ]7ص" 42بعدم قدرته على تكوين روابط أكيدة وناجحة مع
اآلخرين ،ويظن أن إحتياجات اإلستقرار ،األمن ،الحنان ،اإلنتباه واإلنتماء لن تلبى أبدا".
ومن هنا فإن هذا المخطط يرتبط بشعور الطلبة من حاملي هذا المخطط بالحرمان العاطفي ،وهذا ما
يتنافى مع خصائص مستخدمي إستراتيجية القمع اإلنفعالي بحيث أن هؤالء يحاولون تجنب اإلنفعاالت
الخاصة بهذا المخطط ألن هذه المشاعر تعمل على تشويه صورة الذات التي يسعى القامع لتحسينها أمام
األخرين ،فهذا المخطط يمثل تهديدا لصورة الذات نظرا لما تحمله من إنفعاالت سلبية وتشوه في األفكار
131
و إحساسات جسدية ،وبالتالي فإن هذه اإلستراتيجية تحمل مهمة الدفاع ضد هذه اإلنفعاالت واألفكار
واإلحساسات الناتجة عن هذا المخطط ،ومن هنا فإن مستخدم إستراتيجية التعامل القمعي يحافظ من خالل
هذا التجنب والقمع على صورة ذاته المثالية التي تسعى إلى كسب القبول اإلجتماعي ،وعليه فإن هؤالء
يتحيزون في إختيار تقارير خالية من مشاعر عدم اإلستقرار واألمن و الشعور بعدم اإلنتماء ونقص
الحنان،إن هذا الطرح يتفق مع الطرح الذي قدمه وينبرجر وزمالؤه [ ]24في كون هذه اإلستراتيجية لها
دور حاسم في مكافحة الوعي باإلنفعاالت السلبية (الشعور بالذنب ،الغضب ،الخوف) فقط من أجل
الرغبة في الحفاظ على صورتها أمام اآلخرين وتجنب الرفض اإلجتماعي[.]78
وبالتالي فإنه بقدر ما إرتفع إستخدام الفرد إلستراتيجية التعامل القمعي (درجات القمع اإلنفعالي) بقدر
ما إنخفضت درجاته في مجال اإلنفصال والرفض.
مجال نقص اإلستقاللية واألدء الجيد:
إن أصحاب مخططات هذا مجال نقص اإلستقاللية واآلداء الجيد حسب يونغ وزمالؤه [" ،]7له
توقعات تجاه نفسه وإتجاه العالم ال تطابق قدراته المدركة للبقاء على قيد الحياة ،و للتصرف باستقاللية،
ألنها القدرة التي يملكها الفرد لإلنفصال عن عائلته ،وإستقالليته عنها".
إن المشكل األساسي ألصحاب مخططات هذا المجال هو اإلدراكات المشوهة فيما يخص قدراته
الخاصة في إمكانية اإلنفصال و اإلستقاللية عن من يقدم له الرعاية أي أن حاملي هذا المخطط يمتلكون
صورة مشوهة عن الذات ،تستدعي إنفعاالت سلبية ،وحضور هذه اإلنفعاالت واألفكار يعكس إنخفاض
األسلوب القمعي حيث أن هذا األخير يتعامل مع اإلنفعاالت السلبية بالتجنب و الدفاع من أجل الحفاظ
على صورة الذات المقبولة إجتماعيا ،إذ أن اإلدراكات المشوهة عن الذات هي عبارة عن تهديد تواجهه
إستراتيجية القمع اإلنفعالي بالدفاع وهذا حسب ما وضحه " ]78[ Cartonالقمع اإلنفعالي هو
إستراتيجية مواجهة تتسم بكف اإلنفعاالت السلبية لتجنب معلومات القلق ،فمستخدمي إستراتيجية التعامل
القمعي ال يتقبلون العيش كحاالت إنفعالية سلبية ألنها تمس تقديرهم اإليجابي ألنفسهم ،والكف اإلنفعالي
هنا ألجل وظيفة أساسية وهي الحفاظ على هذه الصورة اإليجابية للذات".
بهذا يمكننا القول أن حضور األفكار و المشاعر السلبية المتعلقة بعدم القدرة عن االنفصال عن الغير
والتصريح بها في تقارير الطلبة هي دليل على انخفاض مستوى شعور الفرد بالتهديد وكذلك انخفاض
مستوى الكف اإلنفعالي الذي تحدثه اإلنفعاالت السلبية ألن هؤالء قد تمكنوا من التعبير عن إنفعاالتهم
من خالل تقاريهم الذاتية أي إنخفاض أسلوب التعامل القمعي.
و بالتالي فإنه كلما إرتفعت درجة الطالب في القمع اإلنفعالي كلما إنخفضت درجتة في مجال نقص
اإلستقاللية و اآلداء الجيد.
132
إن خصائص هذا المجال تتداخل كثيرا مع خصائص مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي خاصة فيما
يتعلق بقمع التعبير التلقائي لمشاعرهم ونزواتهم وكذلك التحكم في الذات ،باإلضافة إلى اليقظة والحذر
للحوادث السلبية إال أن ذوي التعامل القمعي يختلفون عن أصحاب مخططات هذا المجال بإنتقاء اإلجابات
اإليجابية ،وان تقاريرهم الذاتية دائما توحي بأنهم الفئة المتكيفة والسعيدة حسب ما وضحته العديد من
& (Egloff & Hock, 1997; Egloff & Krohne, 1996; Kreitler الدراسات من بينها
Kreitler, 1991; Myers & Brewin, 1996; Myers & Vetere,
) ]28[ 1997ص.210
كما أن القمع اإلنفعالي يرتبط سلبا مع األسى ( حسب ما بينته نتائج الفرضية األولى ) عكس ما هو
عليه أصحاب مخططات هذا المجال ،رغم إشتراكهما في قمع االنفعاالت السلبية .وبالتالي فإن
مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي ينتقون اإلختيارات اإليجابية على هذا المجال والتي تنفي وجود
أعراض سلبية لديهم بمعنى آخرهم هم يميلون إلى إعطاء الجواب الصحيح ثقافيا والذي يتنافى مع
مخططات مجال اليقضة المفرطة والكف.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن آثار الطفولة غير السعيدة التي تكلم عنها يونغ و التي تتسم بالتشدد
والتحفظ ،فهذا دليل آخر على إنخفاض مستوى التعامل القمعي إذ أن ذوي التعامل القمعي يتسمون
بالوصول المحدود للذاكرة اإلنفعالية ،سواء األحداث السارة أو غير السارة ،وهذا حسب ما أكده كل من
) (Marily Mondalinaو ) ]27[ (Gary Bakerص.543
مجال نقص الحدود:
بالنسبة لمجال نقص الحدود فقد وضح يونغ وزمالؤه [ ]7ص 45-44أن أصحاب مخططات هذا
المجال لم يطورو الحدود المناسبة فيما يخص تبادل الشعور ،والتحكم الذاتي ،يمكن أن يتعلق األمر
بنقص الحدود الداخلية ،نقص المسؤولية إتجاه الآلخرين أو عدم القدرة على تخطيط أهداف طويلة
المدى ،ويظهر هؤالء المفحوصون بأنهن أنانين ،مدللين ،وغير مسؤولين ،ونرجسيين.
إن أصحاب هذا المخطط وحسب ما قدمه يونغ يتسمون بوضوح بإنخفاض مستوى التحكم في الذات
وإنخفاض الشعور بالمسؤولية ،وهذا ما يعكس إنخفاض في مستوى القمع اإلنفعالي والتي من أهم
حسبما قدمه وينبرجر و شوارتز ) (Weinberger et Schwartezفي كون أن خصائصها
مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي يسعون إلى التحكم في ذواتهم من خالل مراقبتهم لإلندفاعية وقمع
السلوك العدواني باإلضافة إلى جعل مكانة لآلخر ،وكذلك الشعور بعظم المسؤلية [ ]73ص . 215
باإلضافة إلى أن صفات النرجسية و األنانية وعدم تقدير اآلخر هي من الصفات التي ال تلقى إستحسانا
إجتماعيا وهي بمثابة تهديد للذات ،لذا فإن إرتفاعها في التقارير الذاتية يعكس إنخفاض إستخدام الفرد
134
للقمع اإلنفعالي ،وهذا إلنخفاض الرغبة اإلجتماعية التي أثبتتها دراسة وينبرجر و زمالؤه ()2070
[.]24
ولعل هذا ما يفسر العالقة الطردية بين القمع اإلنفعالي و مجال نقص الحدود ،فكلما زاد إستخدام الفرد
إلستراتيجية القمع اإلنفعالي كلما زاد تحكمه في ذاته وبالتالي فإن نقص المسؤولية إتجاه اآلخرين ونقص
تحكمه في ذاته وعدم القدرة على التخطيط سينخفض.
و لمزيد من التعمق في معرفة العالقة التي تربط بين القمع اإلنفعالي والمخططات المبكرة غير
المتكيفة ،وجب أن ال نتوقف عند معرفة عالقة القمع اإلنفعالي بالمجاالت بل يجب أن نعرف العالقة بين
القمع االنفعالي وكل مخطط على حدا ،وهذا ما سعت إلى التحقق منه الفرضية الثالثة.
.8.1.3تحليل نتائج الفرضية الثالثة:
تنص الفرضية الثالثة على أنه توجد عالقة إرتباطية بين القمع اإلنفعالي والمخططات المبكرة غير
المتكيفة بمختلف أنواعها لدى عينة البحث.
وإلختبار صحة الفرضية تم تطبيق معامل االرتباط بيرسون ) ،(Pearsonوالجدول رقم ()21
يوضح ذلك.
جدول رقم( :)21يبين معامالت اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة بمختلف
أنواعها.
معامل اإلرتباط مستوى اإلنحراف المتوسط المتغيرات
الداللة بيرسون المعياري الحسابي
دال عند **0.41- 5.53 24.77 نقص الحنان
0.02
دال *-0.205 5.50 25.07 اإلهمال
عند0.05
دال عند **0.151- 5.31 23.31 الشك/التعدي
0.02
دال عند **0.143- 5.01 28.00 العزلة/النفور
0.02
دال عند **0.112- 4.34 20.30 النقص وعدم الكمال
0.02
135
يبين الجدول رقم ( )12أن المتوسط الحسابي لمخطط نقص الحنان 24.77وبإنحراف معياري قدره
5.53أما معامل اإلرتباط بيرسون بينه وبين القمع اإلنفعالي فقدره 0.41-وهو إرتباط سالب دال عند
مستوى الداللة . 0.02
أما مخطط اإلهمال فقد قدر متوسط أفراد العينة على هذا المخطط ب 25.07 :وبإنحراف معياري قدره
5.50أما عن معامل اإلرتباط بيرسون بينه وبين القمع اإلنفعالي فقد قدر ب 0.205- :وهو إرتباط
سالب دال عند مستوى الداللة .0.05
136
في حين أن المتوسط الحسابي لمخطط الشك والتعدي فقد قدر ب 0.151-:وهو إرتباط سالب دال عند
مستوى الداللة .0.02
كما أشار ذات الجدول إلى أن المتوسط الحسابي لمخطط العزلة والنفور 28.00بإنحراف معياري قدره
، 5.01أما معامل اإلرتباط بيرسون بينه وبين القمع اإلنفعالي فقد قدر ب 0.143-وهو إرتباط سالب
دال عند مستوى الداللة .0.02
باإلضافة إلى المتوسط الحسابي لعينة الدراسة في مخطط النقص وعدم الكمال والذي قدر ب20.30 :
وبإنحراف معياري قدره 4.34ومعامل إرتباط بينه وبين القمع اإلنفعالي قدره 0.112-وهو إرتباط
سالب دال عند مستوى الداللة .0.02
أما مخطط الفشل فالمتوسط الحسابي لعينة الدراسة على هذا المخطط فقد قدر ب 28.14 :وبإنحراف
معياري قدره 5.13ومعامل بيرسون قدره 0.131-وهو إرتباط سالب عند مستوى الداللة .0.02
بينما قدر المتوسط لعينة الدراسة على مخطط التبعية وعدم الكفاءة ب 21.08 :بإنحراف معياري قدره
0.133-وهو إرتباط سالب دال عند مستوى الداللة .0.02
وقد بين الجدول رقم ( )12المتوسط الحسابي للعينة على مخطط القابلية لإلنجراح المقدر ب24.42 :
وبإنحراف معياري قدره 5.33ومعامل إرتباط بيرسون قدره 0.58-وهو إرتباط سالب دال عند
مستوى الداللة .0.02
في حين أن المتوسط الحسابي للعينة على مخطط العالقة الدمجية 25.17و بإنحراف معياري قدره
5.53أما عن اإلرتباط بينه وبين القمع اإلنفعالي فقد قدر معامل بيرسون ب 0.033- :و هو غير دال.
وبالنسبة لمخطط الخضوع واإلجبار فمتوسط العينة على هذا البحث 22.35بإنحراف معياري قدره
،4.03و معامل اإلرتباط بيرسون قدره 0.130-وهو معامل إرتباط سالب ودال عند مستوى الداللة
.0.02
وقد قدر المتوسط الحسابي لمخطط التضحية 23.41بإنحراف معياري قدره 5.18بينما معامل
االرتباط بيرسون فقد قدر ب 0.058وهو غير دال.
أما مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت فقد قدر المتوسط الحسابي له ب 25.03:وبإنحراف معياري
قدره ، 5.03ومعامل اإلرتباط قدر ب 0.182- :وهو إرتباط سالب دال عند مستوى الداللة .0.02
بينما مخطط المتطلبات العالية فقد قدر المتوسط الحسابي ألفراد العينة على هذا المخطط ب12.87:
بإنحراف معياري قدره 4.20أما عن اإلرتباط بينه وبين القمع اإلنفعالي فقد قدر معامل اإلرتباط
بيرسون 0.240-وهو إرتباط سالب دال عند مستوى الداللة .0.02
كما أن المتوسط الحسابي للعينة على مخطط السيطرة فقد قدر ب 20.44وبإنحراف معياري قدره
5.03كما قدرمعامل اإلرتباط بيرسون ب 0.182- :وهو إرتباط سالب عند مستوى الداللة .0.02
137
وأخيرا المتوسط الحسابي لمخطط نقص التحكم في اإلنفعاالت فقد قدر ب 23.08 :وإنحراف معياري
قدر ب 4.72 :مع معامل إرتباط بينه وبين القمع اإلنفعالي قدر ب 0.878- :وهو إرتباط سالب دال عند
مستوى الداللة .0.02
ومن خالل العرض السابق يتضح لنا أن القمع اإلنفعالي له عالقة سالبة دالة إحصائيا مع ثالثة عشر
مخطط وهذه المخططات هي :مخطط نقص الحنان ،اإلهمال ،الشك ،العزلة ،النقص وعدم الكمال،
الفشل ،التبعية ،القابلية لإلنجراح ،الخضوع ،التحكم المفرط في اإلنفعاالت ،المتطلبات العالية ،السيطرة،
نقص التحكم في الذات.
أي كلما زادت درجة الطالب في القمع اإلنفعالي نقصت درجته على هذه المخططات.
إلى أن النتائج أثبتت عدم وجود عالقة بين القمع اإلنفعالي ومخططي :العالقة الدمجية و التضحية
وبما أن هذه الفرضية مركبة فإننا نرفض الفرضية الرابعة ،أي أنه ال توجد عالقة إرتباطية بين القمع
اإلنفعالي وكل أنواع المخططات المبكرة غير المتكيفة.
ويمكن تفسير هذه النتائج بالرجوع إلى التراث السيكولوجي لكال المتغيريين وفيما يلي تفسير نتيجة كل
مخطط .على حدى:
مخطط نقص الحنان:
يعتقد صاحب مخطط الحنان أن اآلخرين ال يمدونه بالسند العاطفي الذي هو بحاجة إليه ]18[ .
ص.41
وهذا عكس ما يكون عليه مستخدمي إستراتيجية التعامل القمعي ،فحسب دراسة فورنهام وزمالؤه ان
القامعين لهم مستويات عالية من الرضا عن الحياة (بما في ذلك الرضا عن اآلخرين) [.]28
وهذا ألن التصريح بعدم الرضا عن اآلخرين فيما يخص ما يمدونه من عاطفة للشخص هو مناقض
للرغبة الملحة لمستخدمي القمع اإلنفعالي في اإلستحسان اإلجتماعي التي أثبتتها دراسة وينبرجر
وزمالؤه [.]24
هذا باإلضافة إلى أن ما تحمله مشاعر النقص الحرمان العاطفي من تهديد للذات وهذا ما يسعى دائما
مستخدمي إستراتيجية التعامل تجنبه.
وبالتالي فإن إرتفاع إستخدام الفرد إلستراتيجية التعامل القمعي ،يعكس إرتفاع لتجنب اإلحساس بنقص
العاطفة وتقصير اآلخرين في إعطاء السند العاطفي ،وهذا رغبة في الحفاظ على الصورة المثالية للذات،
أمام اآلخر ،وبالتالي فالتقارير الذاتية تعطي درجات منخفضة على هذا المخطط.
138
مخطط العزلة:
يشعر صاحب هذا المخطط بأنه منعزل ،منقطع عن العالم ،مختلف عن اآلخرين وال ينتمي ألي فوج
أو جماعة [ ]18ص78
إن صاحب هذا المخطط يعاني من مشاعر الغربة واالنعزال عن اآلخرين ،إن هذه المشاعر السلبية
التي يعاني منها صاحب هذا المخطط ،دليل على انخفاض الجهود المعرفية لتجنب هذه المشاعر السلبية
و انخفاض الشعور بالتهديد من األفكار السلبية ،باإلضافة إلى أن اإلبالغ عن هذه التأثيرات السلبية دليل
على انخفاض الرغبة في االستحسان االجتماعي وهذا ما يعكس انخفاض في استعمال إستراتيجية التعامل
القمعي حسب التفسير الذي قدمه وينبرجر وزمالؤه [ ،]24والعكس صحيح.
وعليه فإنه كلما زادت درجات القمع االنفعالي قابله انخفاض في درجات مخطط العزلة.
مخطط النقص /عدم الكمال:
يحكم صاجب هذا المخطط على نفسه بأنه شخصية غير متكاملة وغير قادرة ،ال يؤثر في اآلخرين،
ال يتحمل اإلنتقادات و التوبيح ،ويتضايق من مقارنته باآلخرين ،يتميز بنقص الثقة بالنفس ،كما أنه يلوم
نفسه إتجاه عيوبه ،وهذه العيوب قد تكون داخلية كالغضب ،اللذة الجنسية غير المقبوله ،أو تكون
خارجية :تشوه جسمي ،ضيق إجتماعي [ ]18ص. 78
إن مشاعر النقص وعدم الكمال لديه نابعة من نقص الثقة بالنفس و إنخفاض تقدير الذات ،وهذا ما يدل
على إنخفاض إستخدام إستراتيجية التعامل القمعي ،وهذا ألن إرتفاع إستخدام إستراتيجية التعامل القمعي
[]28 وزمالؤه فرهام دراسة حسب الذات تقدير في بإرتفاع مقرون
باإلضافة إلى أن إرتفاع القمع اإلنفعالي مرتبط أيضا بتجنب المشاعر السلبية التي تكون لدى حاملي هذا
المخطط وهذا فيما يتعلق بالغضب واللذة الجنسية غير المقبولة ....الخ ،ألنه كلما إرتفعت درجات القمع
اإلنفعالي أو إستخدام إستراتيجية التعامل القمعي يعني إرتفاع اإلحساس بتهديد صورة الذات ومن هنا
السعي نحو تجنب هذه المشاعر التي تلقى حسب هذه الفئة عدم إستحسان إجتماعي حسب ونبرجر
وزمالؤه ( ،]24[ )2070وبالتالي فإنه كلما زاد إستخدام إستراتيجية التعامل القمعي كلما إنخفضت
درجات األفراد في تقاريرهم الذاتية فيما يخص هذا المخطط.
مخطط الفشل:
يعتقد صاحب هذا الخطط أنه فاشل ،أو أنه سيفشل ،غير قادر على النجاح مثل اآلخرين (دراسة،
مهنة ،رياضة )...وعادة يحكم صاحب هذا المخطط على نفسه بأنه أبله ،عديم الكفاء ،ال يملك موهبة
وجاهل ،أو لديه مستوى أقل من اآلخرين []7ص.44
140
إن مشاعر الفشل وعدم الكفاءة ،واإلحساس بالنقص هي مشاعر سلبية و اإلعتراف بهذه المشاعر في
التقارير الذاتية ،يعني إنخفاض في إستخدام إستراتيجية التعامل القمعي و التي يسعى خاللها الفرد إلى
الحفاظ على صورة مثالية للذات من خالل تقاريره الذاتية التي يكون فيها تحيز واضح نحو إنتقاء
اإلجابات اإليجابية ،واإلبتعاد عن كل ما يشوه صورة الذات.
مخطط التبعية /عدم الكفاءة:
يؤمن صاحب هذا المخطط بحقيقة عجزه في مواجهة المسؤوليات اليومية لوحده (إتخاذ القرارات،
اإلعتناء بالنفس) ويردد كثيرا "انا ال أستطيع أن ]18[ "....ص. 74
التبعية لآلخر وعدم اإلستقاللية و اإلحساس بالعجز هي من المشاعر السلبية ،حيث أن وجودها
والتصريح بها في التقارير الذاتية للفرد دليل على إنخفاض تجنب اإلنفعاالت السلبية التي تصحب هذه
االفكار واألحاسيس وبالتالي فإنه ينخفض الميل إلى التحيز نحو التقارير اإلجابية والمقبولة إجتماعيا
أيضا ينخفض ،وهذا ما يعكس إنخفاض في إستراتيجية التعامل القمعي ،أي إنخفاض في درجات القمع
اإلنفعالي.
مخطط القابلية لإلنجراح:
إن صاحب هذا المخطط لديه خوف مبالغ فيه ،كحدوث كارثة اليمكن تجنبها ،و تتعلق هذه المخاوف
بعدة إحتماالت هي:
الصحة :نوبة قلبية ،السيدا،السرطان.
اإلنفعاالت :كأن يفقد عقله .
كارثة طبيعية كالزلزال أو خوف من المصاعد []7ص.48
إن المخاوف غير المنطقية من المرض والكوارث هو دليل على إنخفاض القمع اإلنفعالي حيث أن
القمع اإلنفعالي مرتبط بمستويات عالية من الصحة والتصدي الناجح للمخاوف حسب دراسة كل من
;(Egloff & Hock, 1997; Egloff & Krohne, 1996; Kreitler & Kreitler, 1991
)Myers & Brewin, 1996; Myers & Vetere, 1997
هذا باإلضافة إلى أن دراسة كل من Nusara Prasertsriوزمالؤه [ ]208والتي أثبتت أن الذين
لديهم تعامل قمعي لديهم مستويات أدنى من اإلحساس باأللم.
) )2003( (Brosschot and Janssenإلى أن وقد أشارت دراسة بروسشوت وجانسون
الجسدية والشكاوى الالإرادية واإلستجابة اإلنفعال بين يفصلون القامعين
[]23ص.53
141
هذا في حالة وجود شكاوى جسدية حقيقية كوجود أمراض لدى هؤالء ،فما بالك المخاوف التي ال تستند
لدليل فحسب ذات الدراسة فإن مستخدمي األسلوب القمعي ،يفصلون بين اإلنفعال و اإلستجابة الالإرادية،
عندما يتعرضون للمادة المهددة ،األمر الذي يؤدي بهم إلى إساءة تفسير المعلومات الالإرادية والشكاوى
الجسدية []23ص.53
وهذا طبعا في تقاريرهم الذاتية ،وتعود هذه النتائج إلى محاولة تجنب األفكار والمشاعر المشوهة
للذات ،والتي تنقص حسب هؤالء من قيمة الفرد إجتماعيا و بالتالي فقد يكون هناك تحيز واضح إلعطاء
ماهو إيجابي في التقارير الذاتية.
وعلى هذا األساس فإن التصريح في التقارير الذاتية بإرتفاع الدرجات على مخطط القابلية لإلنجراح فإن
هذا دليل على إنخفاض مستوى القمع اإلنفعالي.
مخطط العالقة الدمجية:
غالبا ما يكون صاحب هذا المخطط له تعلق عاطفي شديد بشخص أو بعدة أشخاص ،كالوالدين فهو
يشعر بحزن دون وجود هذا الشخص ،أو يعيش بدونه ،يحس بأنه مقهور من اآلخرين ،شعوره بالفراغ
ودون هدف []7ص. 44
من خالل ما وضحه يونغ من سمات متعلقة بصاحب هذا المخطط وفي ظل الثقافة الجزائرية بصفة
خاصة والثقافة العربية اإلسالمية والتي تعطي إهتماما كبيرا لألسرة ،والعالقة بالوالدين وما يتعلق بهذا
األمر من وجوب طاعة لهما واإلعتناء بهما هذا من جهة كما قد يوحي هذا المخطط بصعوبة في
اإلنفصال وعدم اإلستقاللية.
إذن على عينة من البيئة الجزائرية قد تخضع بنود هذا المخطط إلى عدة تقييمات معرفية وهذا ما
يجعل من اإلجابة النموذجية أو المقبولة إجتماعيا مقرونة بالتقييم المعرفي للفرد فيما يخص هل صعوبة
اإلنفصال عن الوالدين هي صفة إيجابية أو سلبية ،وبالتالي فعدم اإلرتباط بين القمع اإلنفعالي والذي
ي تطلب التحيز نحو التقارير اإليجابية وبين مخطط العالقة الدمجية قد يرجع إلى التعدد في التقييم
المعرفي لبنود هذا المخطط ،كما أن هناك إحتمال بأن تتدخل عوامل منهجية في هذه النتيجة المخالفة لما
هو متوقع.
لكن يمكننا أن ننوه إلى أن إتجاه العالقة كان سالبا ( )0.038-وهو اإلتجاه المتوقع إذ إحتملت الباحثة
أن كل أنواع المخططات المبكرة غير المتكيفة لديها عالقة سالبة بما في ذلك المخططات التي تحتوي
على بعض البنود المقبولة إجتماعيا ،ألن من خصائص إستراتيجية التعامل القمعي عتبة مرتفعة من
الكشف عن اإلشارات المثيرة للقلق( السلبية) ،وهذا حسب وينبرجر وزمالؤه []23ص.53
142
يتسم صاحب هذا المخطط بخنق إنفعاالته وقمعها بهدف الحصول على إستحسان إجتماعي وهذه
الخاصية تشترك مع مستخدمي إستراتيجية القمع اإلنفعالي ،حيث تظهر لديهم رغبة ملحة في كسب
اإلحسان اإلجتماعي حسب ما بينة وينبرجر وزمالؤه ،إال أن اإلختالف بينهما يكمن في ميل مستخدمي
إستراتيجية التعامل القمعي على إعطاء تقارير إيجابية كدليل على أنهم الفئة األكثر صحة و األكثر توافقا
حسب العديد من الدراسات من بينها ;(Egloff & Hock, 1997; Egloff & Krohne, 1996
)Kreitler & Kreitler, 1991; Myers & Brewin, 1996; Myers & Vetere, 1997
كما أن هؤالء يصرحون بأن المجتمع هو الذي يفرض عليهم هذا التحيز ألن هذا األمر هو من باب
الخضوع وهذه السمة السلبية تعتبر بمثابة تهديد للذات ،لذا فإن مستخدم إستراتيجية التعامل القمعي
يحاول تجنبها حسب وينبرجر و زمالؤه ،وبالتالي فإنه كلما زاد إستخدام الفرد لهذه اإلستراتيجية كلما
زاد تجنبه ألحاسيس اإلجبار على قمع اإلنفعاالت وكلما زاد تحيز الفرد إلى الحصول على درجات
منخفضة على هذا المخطط.
مخطط المتطلبات العالية:
هو تأكيد محاولة الوصول إلى مستوى عال من الكمال في سلوكاته و إنجازاته القياسية و أن يكون هو
المثل األعلى لكي يتجنب اإلنتقادات ،وهذه اإلنتقادات تتمثل توترا دائما ،سواء نقد ذاتي أو اآلخرين،
ونتيجة على ذلك يعاني العميل من العجز في الرغبات ،الراحة ،الصحة ،التقدير[ ]18ص.77
رغم ما يحمله هذا المخطط من سمات مقبولة اجتماعيا كاإلنجازات القياسية والدقة والنظام والوصول
إلى المثالية ،إال أن األمر السلبي هنا مخاوف اإلنتقادات الذاتية أو اآلخرين ،الشعور بالعجز في
الرغبات ،الراحة ،الصحة ،التقدير.،إن بروز هذه السمات في التقارير الذاتية دليل على إنخفاض
إسترتيجية التعامل القمعي حيث أن هذه األخيرة ترتبط حسب العديد من الدراسات بالتصدي الناجح
144
للمخاوف والقلق مهما كان مصدره ،وكذلك إرتفاع مستوى الصحة ،ومن هذه الدراسات دراسة:
;(Egloff & Hock, 1997; Egloff & Krohne, 1996; Kreitler & Kreitler, 1991
)Myers & Brewin, 1996; Myers & Vetere, 1997
وهذا راجع إلى أن المشاعر السلبية التي يحدثها هذا المخطط ،هو بمثابة تهديد للذات ،مما يستدعي
جهود معرفية لتجنب هذه األحاسيس والتحيز نحو إعطاء تقارير ذاتية إيجابية ومقبولة إجتماعيا.
كما يمكن تفسير العالقة العكسية بين هذا المخطط والقمع اإلنفعالي ،رغم ما يحمله هذا المخطط من
خصائص إيجابية ،بما قدمه وينبرجر وزمالؤه في كون أن مستخدمي إستراتيجية القمع اإلنفعالي لديهم
عتبة مرتفعة من الكشف عن اإلشارات المثيرة للقلق( السلبية)[ ]23ص.53
وعلى هذا األساس فإنه كلما زاد إستخدام الفرد إلستراتيجية التعامل القمعي كلما إنخفضت درجاتهم
على هذا المخطط.
مخطط السيطرة:
صاحب هذا المخطط يريد الحصول على أي شيء دون تقدير ماذا يمثل لآلخرين من خسارة ،وميل
زائد لتأكيد قوته ووجهة نظره ،ويتميز حامل هذا المخطط بمتطلبات مفرطة و نقص عام في تقدير الغير
إجتماعيا [ ]7ص.44
إن صاحب هذا المخطط باإلضافة إلى ما يحمله من سمات غير مقبولة إجتماعيا كفرض قوته ووجهة
نظره ،والسعي وراء مصلحته الشخصية دون إعتبار لآلخرين ،والتصريح بهذه السمات دليل على
إنخفاض مستوى الشعور بتهديد هذه السمات غير المقبولة اجتماعيا للذات ،أي إنخفاض في إستراتيجية
التعامل القمعي ،مع العلم أن أهم خاصية في القمع اإلنفعالي وهي تقدير اآلخر وكسب اإلستحسان
اإلجتماعي حسب دراسة وينبرجر و زمالؤه [ ]24منعدمة لدى أصحاب هذا المخطط..
وبهذا فإن إرتفاع إستخدام الشخص إلستراتيجية التعامل القمعي كلما إنخفضت درجاته على هذا
المخطط.
مخطط نقص التحكم في الذات:
المشكل األساسي لدى حاملي هذا المخطط هو عدم القدرة أو رفض مراقبة الذات ،وحامل هذا
المخطط ال يستطيع تحمل حرمانه من رغباته ،وغير قادر أن يخفض من إنفعاالته و إندفاعاته ،فهو ال
يدخل في صراعات مع أشخاص آخرين ألنه ال يتقبل أن يصطدم معهم ،فيحاول تجنب كل ما هو شاق
و أليم ،كالمواجهات ،الصراعات ،المسؤوليات واألعمال مع ضرر في الرضا الشخصي أو في
إندماجه[ ]18ص.75
145
إن أهم سمة ألصحاب هذا المخطط هي نقص التحكم في الذات وهذا ما يعكس نقص واضح في
إستراتيجية التعامل القمعي ،حيث أن هذه األخيرة مرتبطة بالقدرة الفائقة لمستخدميها على التحكم في
النفس فحسب كل من وينبرجر و شوارتز ) (Weinberger et Schwartez 1990أن مستخدمي
إستراتيجية التعامل القمعي يسعون إلى التحكم في ذواتهم من خالل مراقبتهم لإلندفاعية وقمع السلوك
العدواني باإلضافة إلى جعل مكانة لآلخر ،وكذلك الشعور بعظم المسؤولية []73ص.215
وبهذا فإنه كلما زاد إستخدام الفرد إلستراتيجية التعامل القمعي كلما إنخفضت درجته على مخطط نقص
التحكم في الذات.
146
اإلستنتاج العام
يتمحور البحث الحالي حول دراسة إستراتيجية القمع االنفعالي وعالقتها بالمخططات المبكرة غير
المتكيفة لدى الطلبة الجامعين ،معتمدين في ذلك على عينة متكونة من 853طالب وطالبة من جامعة
سعد دحلب بالبليدة ،تتراوح أعمارهم ما بين ( )41-23سنة وهذا لمعرفة طبيعة العالقة بين القمع
اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة بمختلف مجاالتها و أنواعها ،و من خالل تطبيق إستبيان
القمع لوينبرجر ومقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة لجيفري يونغ وبعد المعالجة اإلحصائية للنتائج
المتوصل إليها تم التوصل إلى النتائج التالية:
أوال :وجود عالقة إرتباطية دالة إحصائيا بين القمع اإلنفعالي و الدرجة الكلية للمخططات المبكرة غير
المتكيفة.
ثانيا :وجود عالقة اإلرتباطية دالة إحصائيا بين القمع اإلنفعالي ومجاالت المخططات المبكرة غير
المتكيفة ( مجال اإلنفصال والرفض،مجال نقص اإلستقاللية واالداء الجيد ،مجال التبعية لآلخرين،مجال
اليقضة المفرطة والكف ،مجال نقص الحدود).
ثالثا :عدم وجود عالقة إرتباطية ذات داللة جوهرية بين القمع اإلنفعالي وكل أنواع المخططات المبكرة
غير المتكيفة ،حيث أن هذه الفرضية لم تثبت وجود إرتباط دال إحصائيا بين القمع اإلنفعالي ومخططي
العالقة الدمجية والتضحية ،أما المخططات المتبقية (مخطط نقص الحنان ،مخطط اإلهمال ،مخطط الشك
والتعدي ،مخطط العزلة والنفور ،مخطط النقص وعدم الكمال ،مخطط الفشل ،مخطط التبعية وعدم
الكفاءة ،مخطط القابلية لإلنجراح ،مخطط العالقة الدمجية ،مخطط اإلجبار والخضوع ،مخطط التضحية،
مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت ،مخطط المتطلبات العالية ،مخطط السيطرة ،مخطط نقص التحكم
في الذات) فقد كانت دالة إحصائيا ،وعلى العموم فإن أغلب أنواع المخططات كانت مرتبطة بالقمع
اإلنفعالي.
وباإلضافة إلى هذه االنتائج تم التوصل إلى نتائج أخرى نذكر منها:
أن معظم أفراد العينة كان لديهم مستوى منخفض من األسى لكن هؤالء لم يكونوا فعال ذوي أسى
منخفض إذ وجدت الدراسة أن نسبة 3.03منهم قامعين أي أن هذه النسبة تميل إلى إعطاء تقارير
إيجابية خالية من التأثير السلبي .
147
كما ثبت من تحليل نتائج متغيرات الدراسة أن المخططات الثالثة األكثر بروزا لدى عينة الدراسة هي:
مخطط المتطلبات العالية فمخطط السيطرة ثم مخطط التضحية.
أما عن الفروق بين الجنسين فيما يخص المخططات المبكرة غير المتكيفة ،فقد وجدت الدراسة أن هناك
فروق ذات داللة إحصائية بين الذكور واإلناث في مخطط اإلهمال لصالح اإلناث وفي مخطط العالقة
الدمجية أيضا لصالح اإلناث.
وحسب نتائج الدراسة فيما يخص العالقة بين القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة ،فقد
تأكدت فرضية القمع التي جاء أثبتها وينبرجر من خالل منظور المخططات المبكرة غير المتكيفة ،أي أن
التحيز إلعطاء تقارير ذاتية إيجابية من خالل إستبيان المخططات المبكرة غير المتكيفة مرتبط باستخدام
القمع اإلنفعالي.
ومن بين اإلستنتاجات التي تم إستنتاجها في هذه الدراسة أن إرتفاع التأثير السلبي من خالل التقارير
الذاتية لألفراد ال يعني بالضرورة إرتفاع مستوى الشعور بالصحة النفسية وإختفاء األعراض المرضية،
لذا يجب األخذ بعين االعتبار البعد القمعي في هذه النتائج.
كما أن من بين االستنتاجات هو العالقة المتبادلة بين القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة
وهذا ما يشير إلى الدور الذي يلعبه الجانب االنفعالي في تشكيل االضطرابات النفسية.
148
الخـاتـمــــــــــة
تعتبر إستراتيجية القمع االنفعالي ،من بين أهم إستراتيجيات الضبط االنفعالي غير المتكيفة ،والتي لها
التأثير البالغ على الصحة الجسدية رغم ما يبديه مستخدموها من شعور بالرضا واإلحساس بالتكيف،
وغيرها من األحاسيس اإليجابية ،غير أن هذه التصريحات تتنافى مع الحالة الفسيولوجية لهؤالء ،والتي
تدل على مستوى عال من االستثارة ،وهذا حسب العديد من الدراسات .وفي ظل هذا التناقض وميل
ووقوفا على هذه مستخدمي هذه اإلستراتيجية إلى اختيار تقارير إيجابية في تقاريرهم الذاتية،
الخصوصية ،حاولت هذه الدراسة الكشف عن طبيعة العالقة بين هذه اإلستراتيجية ،ومتغير آخر ذو
أهمية كبيرة في مجال علم النفس المرضي ،وذو عالقة بإستراتيجيات ضبط االنفعال ،بصفة عامة.
وقد كشفت الدراسة عن وجود عالقة عكسية بين إستراتيجية القمع االنفعالي واألسى النفسي ،وهذا
راجع إلى ميل مستخدمي هذه اإلستراتيجية في إعطاء تقارير إيجابية.
كما كشفت الدراسة عن وجود عالقة عكسية بين إستراتيجية القمع االنفعالي و الدرجة الكلية
للمخططات المبكرة غير المتكيفة ،مما يثبت أنه كلما زاد استخدام الفرد لهذه اإلستراتيجية كلما قل
شعوره بالمعاناة واأللم الذي يسببه المخطط.
هذا باالضافة إلى أن الدراسة كشفت أيضا عن وجود عالقة إرتباطية سالبة بين إستراتيجية القمع
االنفعالي و كل مجال من المجاالت الخمس للمخططات المبكرة غير المتكيفة( .مجال اإلنفصال
والرفض،مجال نقص اإلستقاللية واالداء الجيد ،مجال التبعية لآلخرين،مجال اليقضة المفرطة والكف،
مجال نقص الحدود).
وأخير كشفت الدراسة عن عدم وجود عالقة إرتباطية ذات داللة جوهرية بين القمع اإلنفعالي وكل
أنواع المخططات المبكرة غير المتكيفة ،حيث أن هذه الفرضية لم تثبت وجود إرتباط دال إحصائيا بين
القمع اإلنفعالي ومخططي العالقة الدمجية والتضحية ،أما المخططات المتبقية (مخطط نقص الحنان،
مخطط اإلهمال ،مخطط الشك والتعدي ،مخطط العزلة والنفور ،مخطط النقص وعدم الكمال ،مخطط
الفشل ،مخطط التبعية وعدم الكفاءة ،مخطط القابلية لإلنجراح ،مخطط العالقة الدمجية ،مخطط اإلجبار
والخضوع ،مخطط التضحية ،مخطط التحكم المفرط في اإلنفعاالت ،مخطط المتطلبات العالية ،مخطط
السيطرة ،مخطط نقص التحكم في الذات) فقد كانت دالة إحصائيا ،وعلى العموم فإن أغلب أنواع
المخططات كانت مرتبطة بالقمع اإلنفعالي.
ومن أهم الصعوبات التي إعترضت الباحثة أثناء إجراء هذه الدراسة:
149
حداثة البحث ( على حد علم الباحثة) حيث ال توجد دراسات سابقة تناولت العالقة بين
القمع اإلنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة.
طول المقاييس المستخدمة حيث أن مقياس المخططات المبكرة غير المتكيفة يحتوي
على 75بند أما إستبيان القمع اإلنفعالي فقد إحتوى على 34بند ،و هذا ما يؤثر على
إستجابة الطلبة ،كما أن ذات السبب أدى إلى إستبعاد العديد من اإلستبيات التي لم
يجب فيها الطلبة على كل البنود.
فترة التطبيق تزامنت مع توقف الدراسة وبداية اإلمتحانات وبالتالي اإللتقاء بالطلبة
تطلب جهدا كبيرا ووقتا طويال.
قلة المراجع والدراسات باللغة العربية ،وهذا ما جعل الباحثة تنفق وقتا كبيرا في
الترجمة.
وال يسعنا في الختام االشارة إلى أن آفاق بحثنا كانت واسعة وأهدافه بعيدة ،إال أننا اصطدمنا ببعض
الصعوبات قلصت مجال هذه الدراسة وحدت من أهدافها ،وعلى الرغم من اقتصارها على بحث العالقة
االرتباطية بين القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة ،إذ ليس من اليسير القيام ببحث في هذا
الموضوع والخروج بنتائج موضوعية ذات قيمة علمية ،حيث تبقى الحاجة ماسة إلى دراسات أخرى
تعتمد على طرق تحليل متقدمة ومتعددة ،وكذلك يتطلب هذا النوع من الدراسة حجم كبير من أفراد العينة
بحيث تكون طريقة المعاينة قادرة على مدنا بعينة ممثلة للمجتمع الكلي أصدق تمثيل.
لهذا تؤخذ نتائج هذه الدراسة كنتائج تقريبية وكتقدرات أقرب إلى االحتمال منها إلى التأكيد وذلك في
حدود ما سمحت به ظروف البحث وأدواته وإمكانيات التطبيق.
150
االقتراحات
في ضوء نتائج الدراسة الحالية و حدودها و استكماال لها يمكن اقتراح الدراسات التالية:
دراسة مسحية حول إنتشار المخططات المبكرة غير المتكيفة لدى الطلبة الجامعيين.
دراسة مسحية حول إنتشار القمع اإلنفعالي لدى الطلبة الجامعيين.
دراسة عالقة القمع اإلنفعالي ببعض المتغيرات مثل :الجنس ،السن ...
دراسة عالقة المخططات المبكرة غير المتكيفة ببعض المتغيرات مثل :الجنس ،السن.
دراسة كل العالقة بين كل من القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة والظروف التي
يعيشها الطالب.
دراسة عالقة القمع اإلنفعالي بأنماط الشخصية المختلفة.
دراسة مقارنة بين األلكستيميين والقامعين في نوعية المخططات المبكرة غير المتكيفة المستعملة.
دراسة القمع اإلنفعالي في إطار نظرية التقبل و اإللتزام.
دراسة مقارنة بين من يستعملون إستراتيجية القمع اإلنفعالي و مستخدمي إستراتيجية التجنب
اإلنفعالي في المخططات المبكرة غير المتكيفة.
بناء مقاييس خاصة بكل من القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة على البيئة
الجزائرية.
دراسات تتعلق ببناء برامج عالجية لكل من القمع اإلنفعالي و المخططات المبكرة غير المتكيفة
على البيئة الجزائرية.
151
المراجع
. مصر، القاهرة، دار غريب، مقدمة في علم النفس المعرفي:)1002( شلبي محمد أحمد شلبي.89
دار النشر، األسس البيولوجية والنفسية للنشاط العقلي المعرفي:)2005( الزيات فتحي مصطفى.90
. مصر،القاهرة،للجامعات
91. Cottraux Jean (2001): Les thérapies comportementales et cognitives,
3 émé édition, Masson, Paris.
92. Hawsseaust H (1008 ): Comment ne pas se gâcher la vie, O.JACOB
paris .
، دار الكتاب الحديث، رؤية تطبيقية مبسطة، مناهج البحث التربوي:)1000( الراشدي صالح بشير.93
.الطبعة األولى
، المؤسسة الوطنية للكتاب، مناهج البحث في علوم التربية وعلم النفس:) تركي رابح ( بدون سنة.94
.الجزائر
95. http://www.univ-blida.dz/stat_etudiants.html.
. عمان، دار المسيرة، مناهج البحث في التربية وعلم النفس:)1000( ملحم سامي محمد.96
97. MauchanP, Lachenal-Chevalle, Cottraux(2011): Validation
empirique du questionnaire abrégé des schémas de Young (YSQ-
S2)sur une population de patients présentant un trouble de la
personnalité borderline et de sujets témoins, L’Encéphale,Vol 37, P.P
138—143.
98. Tremblay Paul F. and .Dozois David J.A (2009): another
perspective on trait aggressiveness, personality individual differences,
volume 46,issues 4-6,p569-574 copy right.
االكتئاب وعالقته باختالل التفكير السنني والتحكم المدرك من منظور:)1003( حدار عبد العزيز.99
جامعة،قسم علم النفس وعلوم التربية واالرطفونيا، رسالة دكتوراه غير منشورة،االتجاه المعرفي
.1الجزائر
. الطبعة الثانية، دار األفاق الجديدة، مشكالت الطفولة والمراهقة:)2003( ميخائيل إبراهيم أسعد.100
201. Pento-Gonveia José, Gastilho Paula, Ana and Marina Cunha
(2006): early maladaptive schemas and social Phobia, Jornal of cognitive
therapy and research, volume 30, n 5, p571-584.
160
المالحق
التعليمة:
الهدف من هذه األسئلة هو فهم كيف تفكر ،تحس ،تتصرف في معظم األحيان ،مرة أخرى نريد معرفة
ما هو اعتيادي بالنسبة لك حتى وان لم يحدث هذا في األيام أو األسابيع األخيرة.
بعد قراءة كل جملة ،ضع دائرة على الرقم الموافق إلجابتك.
دائما في معظم أحيانا نادرا أبدا البنود
األحيان
5 4 8 1 2 .41أحس انه يمكنني التصرف بطريقة أحسن من اآلخرين.
5 4 8 1 2 .40أفكر في مشاعر اآلخرين قبل القيام بفعل شيء قد ال يحبونه.
5 4 8 1 2 .40أقوم بفعل األشياء دون التفكير فيها كثيرا.
5 4 8 1 2 .49أخذ أشياء ال تخصني عندما ارغب في ذلك.
5 4 8 1 2 .48أنا متأكد من أنني سأنتقم ممن يحاول أن يجرحني.
5 4 8 1 2 .50أحب فعل أشياء لآلخرين حتى وان لم اخذ مقابال لها .
5 4 8 1 2 .56أحس بالرعب عندما أفكر أن شخصا قد يجرحني.
5 4 8 1 2 .52يكون مزاجي سيئ لدرجة أنني ال ارغب في فعل شيء.
5 4 8 1 2 .53أكون هائجا وأفعل أشياء ال تروق لآلخرين.
5 4 8 1 2 .54أفعل أشياء غير مقبولة تجاه من ال يهمني.
5 4 8 1 2 .55يمكن أن أغش عندما أعلم أن ال احد سيتفطن لذلك.
5 4 8 1 2 .51عندما أفعل أشياء للترفيه عن نفسي(_حفلة،التصرف
بسذاجة)...يكون لدي ميل ألن أترك هذه األمور وانصرف.
5 4 8 1 2 .50أحس أنني سعيد جدا.
5 4 8 1 2 .59أتأكد أن فعل ما أريده ال يسبب مشاكال لآلخرين.
5 4 8 1 2 .58أنتهك القوانين والقواعد التي ال أتوافق معها.
5 4 8 1 2 .10أحس بالغيض عندما يقدم لي اآلخرون مالحظات عن تصرفاتي
السيئة.
5 4 8 1 2 .16عندي إحساس أنني شخص مميز ومهم.
5 4 8 1 2 .12أحب فعل أشياء جديدة ومختلفة يعتبرها اآلخرون غريبة وخطيرة .
5 4 8 1 2 .13أصير عصبيا عندما اعلم أن علي بذل أقصى جهدي.
5 4 8 1 2 .14قبل فعل شيء ما ،أفكر بالطريقة التي يتأثر بها اآلخرون لما افعله.
5 4 8 1 2 .15عندما يفعل أحد شيئا ال يعجبني أصرخ في وجهه.
5 4 8 1 2 .11باإلمكان االعتماد علي لفعل ما يمكنني فعله.
5 4 8 1 2 .10عندما اغضب ال آبه لآلخرين.
5 4 8 1 2 .19أشعر أنني منهزم وكئيب لدرجة أن ال شيء يجعلني في حالة أفضل.
5 4 8 1 2 .18في السنوات األخيرة،أحسست أني عصبي وقلق أكثر من الالزم.
5 4 8 1 2 .00أفعل أشياء ،مع أنني أعلم أنها سيئة.
5 4 8 1 2 .06أقول أول شيء يخطر ببالي دون التفكير فيه مليا.
5 4 8 1 2 .02أتجنب دائما األشخاص الذين ال أحبهم.
5 4 8 1 2 .03أخاف أن يحدث لي شيء سيئ أو ألحد يهمني.
5 4 8 1 2 .05أشعر أنني منهزم قليال عندما ال أقوم بفعل الشيء كما خططت له.
5 4 8 1 2 .01عندما يقوم األشخاص الذين أحبهم بفعل أشياء دون استشارتي،أحس
أنني مهمش.
5 4 8 1 2 .00أحرص على عدم التصادم مع مشاعر اآلخرين.
164
5 4 8 1 2 .09أشعر أنني عصبي ومرعوب عندما ال تجري األمور بالشكل الذي
أتمناه.
5 4 8 1 2 .08أتوقف وأفكر مليا قبل أن أتصرف.
5 4 8 1 2 .90أقول أشياءا سيئة لمن يغضبني.
5 4 8 1 2 .96يجب أن اتأكد من تجنب المتاعب.
5 4 8 1 2 .92أشعر أنني وحيد
5 4 8 1 2 .93أشعر أنني جيد في األعمال التي أبدأ ممارستها.
5 4 8 1 2 .94عندما يبحث شخص عن الشجار معي ،أرد بالهجوم.
165
très prudent.
9. Je ne suis pas très sur (e) de 2 1 8 4 5
moi.
10. Certaines choses se sont 2 1 8 4 5
passé es cette année ou je me
suis senti(e) mécontent(e) sur le
coup.
11. De temps à autre, je ne fais 2 1 8 4 5
pas ce que l’on me demande de
faire.
12. Je me souviens d’une fois 2 1 8 4 5
ou j’ai été tellement en colère
contre quelqu’un que j’ai eu
envie de lui faire du mal.
13. Je réponds à ces questions 2 1 8 4 5
en disant la vérité.
14. Ces dernières années, il y a 2 1 8 4 5
eu de nombreuses fois ou je me
suis senti(e) malheureux (se) ou
abattu(e).
15. Je me considère en général 2 1 8 4 5
comme une personne heureuse.
16. J’ai fait des choses qui 2 1 8 4 5
n’étaient pas bien et que j’ai
regrettées par la suite.
17. En général, je ne laisse pas 2 1 8 4 5
les choses trop me contrarier.
18. Je pense à des fois ou je 2 1 8 4 5
n’ai pas eu une bonne opinion
de moi-même.
19. Je devrais essayer de mieux 2 1 8 4 5
me contrôler quand je m’amuse.
20. Je fais des choses qui vont 2 1 8 4 5
a` l’encontre de la loi plus
souvent que la plupart des gens.
21. Je ne m’aime vraiment pas 2 1 8 4 5
beaucoup.
22. Je prends en général du très 2 1 8 4 5
bon temps quand je fais des
choses avec d’autres
personnes.
23. Quand j’essaie quelque 2 1 8 4 5
chose pour la première fois, je
suis toujours sur(e) que je serai
bon(ne).
24. Les choses qui m’arrivent ne 2 1 8 4 5
me rendent jamais triste.
25. Je ne me conduis jamais 2 1 8 4 5
comme si j’en savais plus qu’en
réalité´.
170
قائمة األساتذة المحكمين لمقياسيي القمع االنفعالي والمخططات المبكرة غير المتكيفة.
:ثبات االبعاد
:القلق
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.619 8
:االكتئاب
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.661 7
:تقدير الذات
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.605 7
:الضيق النفسي
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.503 7
181
:قمع العدوانية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
508. 7
:النزوعية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.518 8
:تقدير األخر
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
505. 7
:اإلحساس بالمسؤولية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.586 8
:إلغاء الحصر
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.604 11
:الدفاعات القمعية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.596 11
182
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.787 5
:مخطط االهمال
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.711 5
:مخطط الشك
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.756 5
:مخطط العزلة
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.823 5
:مخطط النقص
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.792 5
:مخطط الفشل
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.829 5
183
:مخطط التبعية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.755 5
:مخطط االنجراح
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.720 5
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.657 5
:مخطط الخضوع
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.743 5
:مخطط التضحية
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.782 5
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.717 5
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.554 5
184
:مخطط السيطرة
Statistiques de fiabilité
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.709 5
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.625 5
Alpha de Nombre
Cronbach d'éléments
.929 75
:الصدق
:مقياس القمع
: اإلرتباط بين الساللم الثالثة:صدق االتساق الداخلي
Corrélations
Correlations
: التحكم في الذات.1
Correlations
** ** ** **
VAR00004 Pearson Correlation .272 .442 .219 1 .758
:القمعية المواجهة
Correlations
Correlations
:مخطط االهمال
Correlations
* ** ** **
VAR00012 Pearson Correlation .190 .308 .245 .101 1 .535
:مخطط الشك
Correlations
:العزلة
Correlations
** ** ** ** **
VAR00004 Pearson Correlation .462 .392 .423 1 .466 .734
:مخطط التبعية
Correlations
:مخطط االنجراح
Correlations
:مخطط الخضوع
Correlations
:التضحية
Correlations
:التحكم في االنفعاالت
Correlations
:المتطلبات العالية
Correlations
:السيطرة
Correlations
Correlations
مستوى االسى
Cumulative
Frequency Percent Valid Percent Percent
مستوى القمع
Cumulative
Frequency Percent Valid Percent Percent
نتائج المخططات
Mean Rank
المبكرة غير المتكيفة:
7.47نقص الحنان
8.67اإلهمال
9.04الشك
6.87العزلة
4.09النقص
6.30الفشل
5.32التبعية
7.16االنجراح
8.11العالقة الدمجية
5.01الخضوع
10.48التضحية
7.70التحكم في االنفعاالت
12.68المتطلبات العالية
11.48السيطرة
95%
Std. Error
t df Sig. (2-tailed) Mean Difference Difference Lo
VAR00001 Equal variances assumed -1.009- 356 .314 -.68483- .67856 -2.01932
Equal variances not assumed -1.069- 170.139 .287 -.68483- .64063 -1.94943
VAR00002 Equal variances assumed -2.644- 356 .009 -1.79992- .68084 -3.13889
Equal variances not assumed -2.593- 148.115 .010 -1.79992- .69420 -3.17174
VAR00003 Equal variances assumed -.482- 356 .630 -.33118- .68652 -1.68132
Equal variances not assumed -.509- 168.878 .611 -.33118- .65062 -1.61557
VAR00004 Equal variances assumed -.154- 356 .878 -.11128- .72333 -1.53381
Equal variances not assumed -.154- 153.115 .878 -.11128- .72317 -1.53996
VAR00005 Equal variances assumed 1.557 356 .120 .87861 .56428 -.23114-
Equal variances not assumed 1.508 145.171 .134 .87861 .58249 -.27264-
VAR00006 Equal variances assumed -1.120- 356 .263 -.72164- .64422 -1.98859
Equal variances not assumed -1.135- 156.721 .258 -.72164- .63558 -1.97706
VAR00007 Equal variances assumed -1.692- 356 .091 -.97612- .57682 -2.11053
Equal variances not assumed -1.693- 153.245 .092 -.97612- .57642 -2.11487
VAR00008 Equal variances assumed -2.585- 356 .010 -1.83242- .70876 -3.22630
Equal variances not assumed -2.696- 165.109 .008 -1.83242- .67966 -3.17437
VAR00009 Equal variances assumed -.605- 356 .546 -.41020- .67850 -1.74457
Equal variances not assumed -.597- 149.738 .552 -.41020- .68730 -1.76826
VAR00010 Equal variances assumed .133 356 .895 .08051 .60760 -1.11443
Equal variances not assumed .127 142.981 .899 .08051 .63323 -1.17118
VAR00011 Equal variances assumed -1.046- 356 .296 -.66733- .63768 -1.92143
Equal variances not assumed -1.023- 147.328 .308 -.66733- .65230 -1.95641
VAR00012 Equal variances assumed 2.370 356 .018 1.45390 .61333 .24768
Equal variances not assumed 2.339 149.635 .021 1.45390 .62155 .22576
VAR00013 Equal variances assumed -.187- 356 .852 -.09552- .51116 -1.10080
Equal variances not assumed -.182- 146.994 .855 -.09552- .52361 -1.13029
VAR00014 Equal variances assumed -1.627- 356 .105 -.98292- .60404 -2.17086
Equal variances not assumed -1.576- 145.075 .117 -.98292- .62378 -2.21580
VAR00015 Equal variances assumed -.238- 356 .812 -.13682- .57471 -1.26708
199
Equal variances not assumed -.229- 143.989 .819 -.13682- .59630 -1.31544
Correlations
N 358 358
**
درجة القمع Pearson Correlation -.372- 1
N 358 358
Correlations
الرفض نقص االستقاللية التبعية لالخرين اليقضة المفرطة نقص الحدود القمع
** ** ** ** **
الرفض Pearson Correlation 1 .563 .498 .466 .502 -.313-
Correlations
الرفض نقص االستقاللية التبعية لالخرين اليقضة المفرطة نقص الحدود القمع
** ** ** ** **
الرفض Pearson Correlation 1 .563 .498 .466 .502 -.313-
Std. Error
t df Sig. (2-tailed) Mean Difference Difference Lower Upper
VAR00001 Equal variances assumed -1.009- 356 .314 -.68483- .67856 -2.01932- .64967
Equal variances not assumed -1.069- 170.139 .287 -.68483- .64063 -1.94943- .57978
VAR00002 Equal variances assumed -2.644- 356 .009 -1.79992- .68084 -3.13889- -.46094-
Equal variances not assumed -2.593- 148.115 .010 -1.79992- .69420 -3.17174- -.42809-
VAR00003 Equal variances assumed -.482- 356 .630 -.33118- .68652 -1.68132- 1.01897
Equal variances not assumed -.509- 168.878 .611 -.33118- .65062 -1.61557- .95322
VAR00004 Equal variances assumed -.154- 356 .878 -.11128- .72333 -1.53381- 1.31126
Equal variances not assumed -.154- 153.115 .878 -.11128- .72317 -1.53996- 1.31741
VAR00005 Equal variances assumed 1.557 356 .120 .87861 .56428 -.23114- 1.98835
Equal variances not assumed 1.508 145.171 .134 .87861 .58249 -.27264- 2.02985
VAR00006 Equal variances assumed -1.120- 356 .263 -.72164- .64422 -1.98859- .54531
Equal variances not assumed -1.135- 156.721 .258 -.72164- .63558 -1.97706- .53377
VAR00007 Equal variances assumed -1.692- 356 .091 -.97612- .57682 -2.11053- .15829
Equal variances not assumed -1.693- 153.245 .092 -.97612- .57642 -2.11487- .16263
VAR00008 Equal variances assumed -2.585- 356 .010 -1.83242- .70876 -3.22630- -.43854-
Equal variances not assumed -2.696- 165.109 .008 -1.83242- .67966 -3.17437- -.49047-
VAR00009 Equal variances assumed -.605- 356 .546 -.41020- .67850 -1.74457- .92417
Equal variances not assumed -.597- 149.738 .552 -.41020- .68730 -1.76826- .94786
VAR00010 Equal variances assumed .133 356 .895 .08051 .60760 -1.11443- 1.27546
Equal variances not assumed .127 142.981 .899 .08051 .63323 -1.17118- 1.33221
VAR00011 Equal variances assumed -1.046- 356 .296 -.66733- .63768 -1.92143- .58677
Equal variances not assumed -1.023- 147.328 .308 -.66733- .65230 -1.95641- .62175
VAR00012 Equal variances assumed 2.370 356 .018 1.45390 .61333 .24768 2.66011
Equal variances not assumed 2.339 149.635 .021 1.45390 .62155 .22576 2.68204
VAR00013 Equal variances assumed -.187- 356 .852 -.09552- .51116 -1.10080- .90975
Equal variances not assumed -.182- 146.994 .855 -.09552- .52361 -1.13029- .93924
VAR00014 Equal variances assumed -1.627- 356 .105 -.98292- .60404 -2.17086- .20502
Equal variances not assumed -1.576- 145.075 .117 -.98292- .62378 -2.21580- .24996
VAR00015 Equal variances assumed -.238- 356 .812 -.13682- .57471 -1.26708- .99345
Equal variances not assumed -.229- 143.989 .819 -.13682- .59630 -1.31544- 1.04181
Corrélations
VAR00001 VAR00002 VAR00003 VAR00004 VAR00005 VAR00006 VAR00007 VAR00008 VAR00009 VAR00010 VAR00011 VAR00012 VAR00013 VAR00014 VAR00015 VAR00016
VAR00001 Corrélation de Pearson
Sig. (bilatérale)
N
VAR00002 Corrélation de Pearson .275**
Sig. (bilatérale) .000
N 358
201