‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻓﺎآﻬﺎﻧﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ‬
‫ﻣﻨﺪوب وزارة اﻟﺸﻐﻞ ﺑﺄآﺎدﻳﺮ‬

‫ﻟﻲ واﻓﺮ اﻟﻐﺒﻄﺔ واﻟﺴﺮور أﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﻴﺪات أن أﺷﺎرك ﻓ ﻲ ﻧ ﺪوﺗﻜﻢ ﺑﻤﻮﺿ ﻮع اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب وهﻮ ﻣﻮﺿﻮع ﻳﻜﺘﺴﻲ أهﻤﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺸﻐﻞ‪.‬‬

‫أﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎدة واﻟﺴﻴﺪات‬

‫ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﺴ ﻴﺪ اﻟ ﻮزﻳﺮ اﻷول ﺣ ﻮل ﺗﺒﺴ ﻴﻂ‬
‫اﻹﺟﺮاءات اﻹدارﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺳ ﺘﺜﻤﺎرات وﻋﻤ ﻼ ﺑﻤ ﺎ ﺟ ﺎء ﻓ ﻲ ﻣﻨﺸ ﻮر اﻟﺴ ﻴﺪ اﻟ ﻮزﻳﺮ اﻷول رﻗ ﻢ‬
‫‪ 38‬ﺑﺘ ﺎرﻳﺦ ‪ 18‬ﻳﻮﻟﻴ ﻮز ‪ 1989‬ﺗﻘ ﺪﻣﺖ وزارة اﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻻﻗﺘﺮاﺣ ﺎت ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﺗﻨﻔﻴ ﺬ‬
‫اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺸﺠﻴﻊ إﺑﺮام اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻗﺘﺮاﺣﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﻢ اﻷﺧ ﺬ ﺑﻬ ﺎ ﻧﻈ ﺮا ﻟﻤ ﺎ ﻟﻬ ﺎ‬
‫ﻣﻦ ﺁﺛﺎر إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎخ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات‪.‬‬
‫وﺗﻌ ﺪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ إﺣ ﺪى اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺒﺔ ﻟﺘﻜﻴﻴ ﻒ ﺗﺸ ﺮﻳﻊ اﻟﺸ ﻐﻞ ﻣ ﻊ ﻣﺴ ﺘﻮى‬
‫اﻟﻤﻘﺎوﻟ ﺔ ﻻ ﺳ ﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺨ ﺺ اﻷﺟ ﻮر وﻣ ﺪة اﻟﻌﻤ ﻞ إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ﺣ ﻞ ﻧﺰاﻋ ﺎت اﻟﺸ ﻐﻞ اﻟﻔﺮدﻳ ﺔ‬
‫واﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺳﺄﻋﺮف ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ آﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻈﻬﻴﺮ رﻗ ﻢ ‪ 067‬ـ ‪ 06‬ـ‬
‫‪ 1‬ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 16‬رﻣﻀﺎن ‪ 1376‬اﻟﻤﻮاﻓ ﻖ ﻟ ـ ‪ 17‬أﺑﺮﻳ ﻞ ‪ 1957‬اﻟﺠﺮﻳ ﺪة اﻟﺮﺳ ﻤﻴﺔ ﻋ ﺪد ‪ 2339‬ﺑﺘ ﺎرﻳﺦ‬
‫‪ 23‬ﻏﺸﺖ ‪.1957‬‬
‫"اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻟﻠﺸ ﻐﻞ اﺗﻔ ﺎق آﺘ ﺎﺑﻲ ﻣﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺸ ﺮوط اﻻﺳ ﺘﺨﺪام واﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ ﻳﺒ ﺮم ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﻣﻤﺜﻠ ﻲ ﻧﻘﺎﺑ ﺔ ﻋﻤﺎﻟﻴ ﺔ ﻣﻬﻨﻴ ﺔ واﺣ ﺪة أو ﻋ ﺪة ﻧﻘﺎﺑ ﺎت ﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ وﺑ ﻴﻦ ﻣﺸ ﻐﻞ واﺣ ﺪ أو ﻋ ﺪة ﻣﺸ ﻐﻠﻴﻦ‬
‫ﻳﺘﻌﺎﻗﺪون ﺑﺼﻔﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ أو ﺑﻴﻦ ﻧﻘﺎﺑﺔ أو هﻴﺌﺔ ﻣﻬﻨﻴ ﺔ ﻟﻠﻤﺸ ﻐﻠﻴﻦ أو ﻋ ﺪة ﻧﻘﺎﺑ ﺎت أو هﻴﺌ ﺎت ﻟﻠﻤﺸ ﻐﻠﻴﻦ‬
‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى"‪.‬‬
‫وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ هﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺗﻌﺎﻗ ﺪي ﻟﻠﺸ ﻐﻞ داﺧ ﻞ ﻣﺆﺳﺴ ﺔ أو ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت وﻳﻜﻮن ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﻄﺮﻓﻴﻦ‪.‬‬
‫هﺬﻩ ﻧﻈﺮة ﻣ ﻮﺟﺰة ﻋ ﻦ ﺗﻌﺮﻳ ﻒ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻵن ﺳ ﻨﻌﺮف ﺗﻄﻮره ﺎ اﻟﺘ ﺎرﻳﺨﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﻐﺮب وﻓﺮﻧﺴﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻔﺮﻧﺴﺎ أول ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﻃ ﺮف اﻟﻤﺸ ﺮع ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع آ ﺎن ﻗﺎﻧﻮﻧ ﺎ ‪ 25‬ﻣ ﺎرس‬
‫‪ 1919‬اﻟﺬي وﺳﻊ ﻧﻄﺎق اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ وﺿﺎﻋﻒ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺟ ﺎء ﺑﻌ ﺪﻩ ﻗ ﺎﻧﻮن ‪ 23‬دﺟﻨﺒ ﺮ ‪1946‬‬
‫اﻟ ﺬي وﺿ ﻊ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﺗﺤ ﺖ رﻗﺎﺑ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻟﻜﻨ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻠ ﻖ ﻧﺠﺎﺣ ﺎ آﺒﻴ ﺮا ﻓﺼ ﺪر ﻗ ﺎﻧﻮن ‪11‬‬
‫ﻓﺒﺮاﻳﺮ ‪ 1950‬ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﻗﺎﻧﻮن ‪ 1946‬اﻟﺬي ﻻزال ﻣﻌﻤﻮﻻ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻵن‪.‬‬
‫أﻣﺎ أول ﻧﺺ ﺗﺸﺮﻳﻌﻲ ﻣﻐﺮﺑﻲ ﺑﺸﺄن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻇﻬﻴﺮ ‪ 13‬ﻳﻮﻟﻴﻮز ‪ 1938‬اﻟﺬي‬
‫اﻗﺘﺒﺲ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻜﻦ ﻧﻄﺎﻗﻪ ﻟﻢ ﻳﺸ ﻤﻞ ﺳ ﻮى اﻟﻌﻤ ﺎل واﻟﻤﺴ ﺘﺨﺪﻣﻴﻦ اﻷورﺑﻴ ﻴﻦ وﻟ ﻢ ﻳﻄﺒ ﻖ‬
‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌﻤ ﺎل واﻟﻤ ﺆاﺟﺮﻳﻦ اﻟﻤﻐﺎرﺑ ﺔ إﻻ ﺑﺼ ﻔﺔ اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ‪ .‬ﺛ ﻢ ﺻ ﺪر ﻇﻬﻴ ﺮ ‪ 17‬أﺑﺮﻳ ﻞ ‪ 1957‬اﻟ ﺬي‬
‫وﺿﻊ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺳﻨﻠﺨﺼﻬﺎ آﺎﻟﺘﺎﻟﻲ‪.‬‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﻧﻈﺮي أن ﻧﻘﺎرﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻘ ﺪ اﻟﺸ ﻐﻞ‬
‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻣﻊ ﺗﻘﻨﻴﻦ اﻟﺸﻐﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺈذا آﺎن ﻋﻘﺪ اﻟﺸﻐﻞ ﻳﺤﺪد ﻧﻈﺎﻣﺎ ﻳﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗ ﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤ ﺔ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻄ ﺮﻓﻴﻦ وﻳﺨﻠ ﻖ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ أﺣﺪهﻤﺎ ﻣﺄﺟﻮرا ﻟﻶﺧﺮ‪ ،‬ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻜﺘﻔ ﻲ ﺑﺘﺤﺪﻳ ﺪ ﻧﻈ ﺎم ﻟﻠﻌﻤ ﻞ‬
‫ﻳﻠﺘﺰم اﻟﻤﺸﻐﻠﻮن واﻟﻌﻤﺎل ﺑﺎﺣﺘﺮاﻣﻪ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ ﻋ ﻦ ﻋﻘ ﺪ اﻟﺸ ﻐﻞ ﺑﻄﺎﺑﻌﻬ ﺎ اﻟﺠﻤ ﺎﻋﻲ اﻟ ﺬي‬
‫ﻳﻤﺜﻞ ﻋﻨﺪ إﺑﺮاﻣﻬﺎ وﺑﺘﺄﺛﻴﺮاﺗﻬﺎ‪ ،‬إذ أﻧﻬﺎ ﺗﺒﺮم داﺋﻤﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﺗﺤﺎد ﻟﻠﻌﻤﺎل ﻳﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﻘﻨ ﻴﻦ اﻟﺸ ﻐﻞ ﻓ ﺈن ﻟﻬﻤ ﺎ ﻋ ﺪة ﺗﺸ ﺎﺑﻬﺎت ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻀ ﻊ آﻼهﻤ ﺎ ﻗﻮاﻋ ﺪ‬
‫ذات ﻧﻔﻮذ ﻋﺎم‪ ،‬وﻟﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻮارق ﺗﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ اﻷﺷﻜﺎل اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻵﺗﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻟﺘﻘﻨ ﻴﻦ ﻗﺎﻋ ﺪة ﻣﻔﺮوﺿ ﺔ ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن اﻟﺴ ﻠﻄﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴ ﺔ ﺑﻴﻨﻤ ﺎ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬
‫ﻗﺎﻋﺪة ﺗﺨﺘﺎرهﺎ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻘﻨﻴﻦ إﺟﺮاء ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻋﻦ إرادة ﻓﺮدﻳﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ إﺟﺮاء ﺗﻌﺎﻗﺪﻳﺎ‪.‬‬
‫إن ﻧﻔﻮذ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻧﻔﻮذا ﻋﺎﻣﺎ آﻤﺎ هﻮ اﻟﺸﺄن ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻘﻨﻴﻦ‪.‬‬
‫وإذا آﺎﻧ ﺖ اﻷﻃ ﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴ ﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺸ ﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ه ﻢ اﻟﻌﻤ ﺎل‪ ،‬واﻟﻤﺸ ﻐﻠﻮن ﻓﺈﻧ ﻪ ﻻ‬
‫ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﺑﺮاﻣﻬﺎ إﻻ ﻟﻠﻨﻘﺎﺑﺎت وﺣﺪهﺎ وﻓﻲ هﺬا اﻟﺼﺪد ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﻤﻤﺜﻠ ﻲ اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺔ آﺎﻣ ﻞ اﻟﺘﺼ ﺮف‬
‫إﻣﺎ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﺗﻨﺼ ﻴﺺ ﻧﻈ ﺎﻣﻲ وإﻣ ﺎ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ ﻣﺪاوﻟ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻣ ﻦ ﻃ ﺮف اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺔ وإﻣ ﺎ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ إذن‬
‫آﺘﺎﺑﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻃﺮف آﻞ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﻤﻨﺨﺮﻃﻴﻦ‪.‬‬
‫أﻣ ﺎ اﻟﻤﺸ ﻐﻠﻮن ﻓﻴﺴ ﻤﺢ ﻟﻬ ﻢ ﺑ ﺈﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺸ ﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻧﻔﺮادﻳ ﺔ أو ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ‬
‫ﻧﻘﺎﺑﺘﻬﻢ أو اﺗﺤﺎدهﻢ‪.‬‬
‫وهﻜﺬا ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺸﺮوط اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺸﻐﻠﻴﻦ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺼﺒﻐﺔ أآﺜﺮ ﺗﺤﺮرا ﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﺎل ﺑﺤﻴ ﺚ‬
‫ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻐﻠﻴﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن آﻞ اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﺷ ﻐﻞ ﺟﻤﺎﻋﻴ ﺔ آﺘﺎﺑﻴ ﺔ وإﻻ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺗﻌ ﺪ ﻣﻠﻐ ﺎة‪ ،‬آﻤ ﺎ ﻳﺠ ﺐ أن ﺗ ﻮدع‬
‫وﺑﺪون ﻣﺼﺎرف‪.‬‬
‫‪ (1‬ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺸﻐﻞ أو إﻟﻰ آﺘﺎﺑﺔ اﻟﻀﺒﻂ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟ ﻮدة ﺑ ﺎﻟﻤﻘﺮ‬
‫اﻟﺬي ﺳﺘﻄﺒﻖ ﻓﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ (2‬ﺑﻮزارة اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‪.‬‬
‫هﺬا وإذا ﻟﻢ ﺗﻜ ﻦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﺗ ﻨﺺ ﻋﻠ ﻰ ﺗ ﺎرﻳﺦ ﺑﺪاﻳ ﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ‪ ،‬ﻓ ﺈن ه ﺬا اﻟﺘ ﺎرﻳﺦ‬
‫ﻳﻜﻮن اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻤﻮاﻟﻲ ﻹﻳﺪاﻋﻬﺎ ﺑﻮزارة اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى إذا ﻟﻢ ﺗﻮﺿ ﺢ اﻷﻃ ﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴ ﺔ‪ ،‬اﻟﺤ ﺪود اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ‪،‬‬
‫ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻳﻜﻮن داﺧﻞ داﺋﺮة ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺸ ﻐﻞ أو اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﺻ ﻠﺖ آﺘﺎﺑ ﺔ اﻟﻀ ﺒﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻹﺣﺪاهﻤﺎ ﺑﺎﻹﻳﺪاع‪.‬‬
‫وﻣﻌﻠﻮم أن ﻓﻲ إﻣﻜﺎن اﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ أن ﻳﻘ ﺮروا ﻣ ﺎ إذا آ ﺎن اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ‬
‫ﻣﻤﺘ ﺪا إﻟ ﻰ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﺘ ﺮاب اﻟ ﻮﻃﻨﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑ ﻲ أو إﻟ ﻰ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻓﻘ ﻂ أو ﻋ ﺪد ﻣﺤﺼ ﻮر ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت‪.‬‬
‫وﻧﺸ ﻴﺮ هﻨ ﺎ إﻟ ﻰ أن ه ﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ ﻻ ﺗﻠ ﺰم ﺑﻬ ﺎ إﻻ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴ ﺔ اﻟﻤﻮﻗﻌ ﺔ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ وآ ﺬا‬
‫اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ واﻓﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺘﺬآﻴﺮ ﺑﺄن ﻟﻜﻞ اﺗﺤ ﺎد ﻣﻬﻨ ﻲ أو ﺷ ﺨﺺ إﻣﻜﺎﻧﻴ ﺔ اﻻﻧﺨ ﺮاط ﻓﻴﻤ ﺎ‬
‫ﺑﻌﺪ‪.‬‬
‫أﻣﺎ إﺑﺮام اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ ﻓﻴﻜﻮن ﻟﻤﺪة ﻣﺤﺪدة أو ﻟﻤﺪة ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪدة وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﻣﺪة‬
‫اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻤﺤﺪدة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐ ﻲ أن ﺗﻄ ﻮل أآﺜ ﺮ ﻣ ﻦ ﺛ ﻼث ﺳ ﻨﻮات وإذا ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ أي‬
‫ﺗﻨﺼﻴﺺ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻓﺈن آﻞ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﺤﺪدة ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺎرﻳﺦ اﻧﺘﻬﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺼﻴﺮ اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ‬
‫ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪدة اﻟﻤﺪة‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﻤﺒﺮﻣ ﺔ ﺣﺴ ﺐ ﻣ ﺪة اﻟﻤﺆﺳﺴ ﺔ ﻓﺈﻧﻬ ﺎ ﺗﻌﺘﺒ ﺮ ﻣﺒﺮﻣ ﺔ ﻟﻤ ﺪة‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ‪.‬‬
‫إن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻗﺪ وﺿ ﻌﻬﺎ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ اﻷﻋﻠ ﻰ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴ ﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ وﺗﻨﻘﺴ ﻢ‬
‫إﻟﻰ إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﺟﺰءا وهﻲ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺎءت ﻣﺘﻀ ﻤﻨﺔ ﻟﻤﻌﻈ ﻢ ﻣﻮاﺿ ﻴﻊ‬
‫ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺸﻐﻞ‪ ،‬وهﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ هﻴﻜﻼ ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻻﺣﺘﺮام اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ ﺳ ﻮاء‬
‫آﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ‪.‬‬
‫وﺗﻮﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﺑﺈرادة أﺣ ﺪ اﻷﻃ ﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴ ﺔ‪ ،‬وهﻜ ﺬا‬
‫ﻓﺈن آﻞ اﻧﻔﺼﺎل ﻳﺠﺐ أن ﻳﻮﺟﻪ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗ ﻞ إﻟ ﻰ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﺘﻌﺎﻗ ﺪﻳﻦ اﻵﺧ ﺮﻳﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ أﺑﺮﻣ ﺖ‬
‫ﻣﻌﻬ ﻢ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ وإﻟ ﻰ آﺘﺎﺑ ﺔ اﻟﻀ ﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أودﻋ ﺖ ﺑﻬ ﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ وإﻟ ﻰ وزارة‬
‫اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ‪.‬‬
‫وﻓ ﻲ ﺣﺎﻟ ﺔ ﻣ ﺎ إذا آ ﺎن أﺣ ﺪ اﻷﻃ ﺮاف ﻳﺘﺮآ ﺐ ﻣ ﻦ ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺎت اﻟﻌﻤﺎﻟﻴ ﺔ أو ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺸﻐﻠﻴﻦ أو ﻋﺪد ﻣﻦ ﻧﻘﺎﺑ ﺎت أو اﺗﺤ ﺎدات اﻟﻤﺸ ﻐﻠﻴﻦ‪ .‬ﻓ ﺈن اﻟﻔﺴ ﺦ ﻻ ﻳ ﺘﻢ إﻻ ﺑﻌ ﺪ اﻧﻔﺼ ﺎل ﺁﺧ ﺮ ﻣﻤﺜ ﻞ‬
‫ﻷﺣﺪ هﺬﻩ اﻷﻃﺮاف ﻓﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪.‬‬
‫ه ﺬا وﺳ ﻮاء ﻓﺴ ﺨﺖ اﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺸ ﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ أو اﻧﺘﻬ ﺖ ﻣ ﺪة اﻟﻌﻤ ﻞ ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﺈن ﻣﻔﻌﻮﻟﻬ ﺎ ﻳﺒﻘ ﻰ‬
‫ﺳﺎرﻳﺎ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة أو ﻋﻘﺪ ﻓﺮدي أو ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺟﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻃﺮاف أن ﻳﺤﺘﺮﻣﻮا ﺑﻜﻞ وﻓﺎء اﻻﻟﺘﺰاﻣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﻬ ﺪوا ﺑﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ‬
‫وأن ﻳﻤﺘﻨﻌﻮا ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻤﺲ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ هﺬﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺑﺈﻣﻜ ﺎن اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺎت واﻻﺗﺤ ﺎدات واﻷﺷ ﺨﺎص اﻷﻃ ﺮاف ﻓ ﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ أن ﻳﺮﻓﻌ ﻮا‬
‫دﻋﻮى ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار ﺿ ﺪ اﻟﻨﻘﺎﺑ ﺎت واﻻﺗﺤ ﺎدات واﻷﺷ ﺨﺎص اﻵﺧ ﺮﻳﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ ﻻ‬
‫ﻳﺤﺘﺮﻣﻮن اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬
‫هﺬا‪ .‬وإذا آﺎﻧﺖ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ ﺗﺸ ﻤﻞ ‪ %50‬ﻣ ﻦ ﻋﻤ ﺎل ﻣﻬﻨ ﺔ واﺣ ﺪة ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻓﺈﻧ ﻪ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻬﺎ إﺟﺒﺎرﻳﺎ ﻋﻠﻰ آﻞ اﻟﻌﻤﺎل واﻟﻤﺸﻐﻠﻴﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻬﻨﺔ‪.‬‬
‫ﻳ ﻮﻣﻜﻦ ﻟ ﻮزارة اﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ اﺗﺨ ﺎذ ﻗ ﺮار ﺑﺘﻤﺪﻳ ﺪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ آﻠﻤ ﺎ دﻋ ﺖ اﻟﺤﺎﺟﻴ ﺎت‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺬﻟﻚ أو آﻠﻤﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ذﻟﻚ ﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻤﺎل أو اﻟﻤﺸﻐﻠﻴﻦ‪.‬‬
‫ﻏﻴﺮ أن اﻟﻮزارة ﻻ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺜﻞ هﺬا اﻟﻘ ﺮار إﻻ ﺑﻌ ﺪ إﺻ ﺪار ﺑ ﻼغ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ‬
‫اﻟﺠﺮﻳﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ واﺳﺘﺸﺎرة اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ داﺧﻞ ﺷﻬﺮ وﺑﻌﺪ اﻧﻘﻀﺎء هﺬا اﻷﺟﻞ ﺗﺴﺘﺸﻴﺮ اﻟ ﻮزارة‬
‫ﻓﻲ هﺬا اﻟﺸﺄن اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫آﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻮزارة اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺣﻖ إﻟﻐﺎء ﻗﺮار اﻟﺘﻤﺪﻳﺪ أو ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻴﺪان ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﺣﺴ ﺐ اﻟﺤﺎﺟﻴ ﺎت‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺘﺒﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺴﻄﺮة ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺮة اﻟﻤﻌﻤﻮل ﺑﻬﺎ ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮار اﻟﺘﻤﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻓ ﻴﻤﻜﻦ ﻟ ﻮزارة اﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ‬
‫ﺗﺤﻀﻴﺮ اﺟﺘﻤﺎع ﻗﺼﺪ إﺑﺮام اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ أﺣﺪ اﻷﻃﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻣ ﻦ ﺟﻬ ﺔ أﺧ ﺮى ﻳﺴ ﺘﻄﻴﻊ اﻷﻃ ﺮاف ﻓ ﻲ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒ ﺔ وزارة اﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ‬
‫ﺑﻤﺮاﻗﺒ ﺔ ﺗﻄﺒﻴ ﻖ اﻟﺒﻨ ﻮد اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺎﻷﺟﻮر ﻣ ﻦ ﻟ ﺪن ﻣ ﻮﻇﻔﻲ ﻣﻔﺘﺸ ﻴﺔ اﻟﺸ ﻐﻞ‪ .‬وﻓ ﻲ ه ﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ ﻓ ﺈن‬
‫ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ هﺬﻩ اﻟﺒﻨﻮد ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻓ ﻲ ﻇﻬﻴ ﺮ ‪ 18‬ﻳﻮﻧﻴ ﻪ ‪ 1936‬اﻟﻤﺘﻌﻠ ﻖ ﺑﺎﻟﺤ ﺪ‬
‫اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﺟﺮ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻼﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺗﺄﺳﺲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪ 29‬ﻧﻮﻧﺒﺮ ‪ 1960‬ﺗﺤﺖ إﺷ ﺮاف‬
‫وزارة اﻟﺘﺸﻐﻴﻞ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻀﻴﺮهﺎ‪.‬‬
‫ﻳﻬ ﺘﻢ اﻟﻤﺠﻠ ﺲ اﻟ ﺬي ﻳﺠﺘﻤ ﻊ ﻣ ﺮﺗﻴﻦ ﻓ ﻲ اﻟﺴ ﻨﺔ ﺑﺈﺑ ﺪاء اﻟﻤﻠﺘﻤﺴ ﺎت واﻟﺘﻮﺻ ﻴﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ‬
‫ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺸﻐﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫أه ﻢ دور ﺗﻠﻌﺒ ﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ ﻟﻠﺸ ﻐﻞ ه ﻮ ﺗﻮﺣﻴ ﺪ ﺷ ﺮوط اﻟﻌﻤ ﻞ واﻻﺳ ﺘﺌﺠﺎر ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻤﻬﻨﺔ اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻰ ﻗ ﺪم اﻟﻤﺴ ﺎواة ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺘﻌﻠ ﻖ ﺑ ﺎﻟﺠﻮر واﻟﻮاﺟﺒ ﺎت‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ‪ ،‬اﻟﺸ ﻲء اﻟ ﺬي ﻣ ﻦ ﺷ ﺄﻧﻪ ﺟﻌ ﻞ ﺣ ﺪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴ ﺔ اﻟﻐﻴ ﺮ اﻟﺸ ﺮﻋﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜ ﻮن ﻟﻬ ﺎ ﺗ ﺄﺛﻴﺮات‬
‫ﻣﻀﺮة ﻟﻠﻌﻤﺎل‪.‬‬
‫هﺬا وأن وزﻳﺮ اﻟﺘﺸ ﻐﻴﻞ ﺗ ﺮأس ﻋ ﺪة اﺟﺘﻤﺎﻋ ﺎت ﻣ ﻊ ﺟﻤﻴ ﻊ اﻷﻃ ﺮاف اﻟﻤﻌﻨﻴ ﺔ ﺳ ﻮاء ﻣﻨﻬ ﺎ‬
‫ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت أو اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻐﻠﻴﻦ‪ .‬وذﻟﻚ ﻗﺼﺪ ﺗﺸﺠﻴﻊ إﺑﺮام اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫وأﻋﻄ ﻰ أواﻣ ﺮﻩ ﻟﻠﺴ ﺎدة اﻟﻤﻨ ﺪوﺑﻴﻦ ﺑﻌﻤ ﺎﻻت وأﻗ ﺎﻟﻴﻢ اﻟﻤﻤﻠﻜ ﺔ ﻟﻠﻤﺴ ﺎهﻤﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺘﻘ ﺎرب ﻓ ﻲ‬
‫إﻃﺎر ﺟﻤﺎﻋﻲ ﺑﺎﻗﺘﺮاح اﻟﺤﻠ ﻮل اﻟﻤﻼﺋﻤ ﺔ ﻟﺸ ﺮح ﻣﻀ ﻤﻮن اﻻﺗﻔﺎﻗﻴ ﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻀ ﻤﻦ ﺣﻘ ﻮق‬
‫وواﺟﺒ ﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﻞ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ اﺳ ﺘﻜﻤﺎل وﺗﺤﺴ ﻴﻦ ﻇ ﺮوف اﻟﻌﻤ ﻞ‪ .‬وﺑ ﺬﻟﻚ ﻳﺤﺼ ﻞ اﻟﺴ ﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ‬
‫اﻟ ﺬي ﻳﻀ ﻤﻦ اﻟﻨﻬ ﻮض ﺑﺎﻻﻗﺘﺼ ﺎد اﻟ ﻮﻃﻨﻲ‪ .‬وﺁﻧ ﺬاك ﻳﺘ ﺎح ﻟﺼ ﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻟﺘﻔ ﺮغ أآﺜ ﺮ ﻟﺪراﺳ ﺔ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻃﺮق وﻧﻈﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻤﺆﺳﺴﺔ واﻟﺘﺸ ﺎور ﻣ ﻊ ﻣﻤﺜﻠ ﻲ اﻟﻌﻤ ﺎل ﺧﺼﻮﺻ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫ﺷ ﺄن اﻟﻤﻮاﺿ ﻴﻊ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘ ﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼ ﻨﻴﻒ اﻟﻤﻬﻨ ﻲ وﺑ ﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ اﻟﻤﺴ ﺘﻤﺮ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻤﺴ ﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺘﻜﻴﻴﻒ اﻟﻤﻬﻦ ﻣﻊ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﺴﻮق اﻟﻤﺘﺠﺪدة‪.‬‬