You are on page 1of 1

‫الدرس األول ‪:‬‬

‫السيميائة ‪:‬‬

‫يعود الفضل في إبراز هذا العلم إلى عالمين اثنين‪:‬‬

‫األول ‪ :‬عالم اللسانيات السويسري فردناند دي سوسير الذي بشر بميالد علم جديد أطلق عليه اسم (السميولوجيا) ستكون‬
‫مهمته “دراسة حياة العالمات‪ 2‬داخل الحياة االجتماعية”‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬الفيلسوف األمريكي شارل سندرس بيرس الذي دعى الناس إلى تبني رؤية منطقية جديدة في التعاطي مع الشأن‬
‫اإلنساني وقد أطلق على هذه الرؤية (اسم السميوطيقا)‪.‬‬

‫ما هي السيميائية؟‬ ‫‪‬‬

‫(السميولوجيا‪ ،Semiology /‬السميوطيقا‪ ،Semiotics /‬السميائيات‪/‬السيميائية‪/‬السيمياء‪ 2،‬علم العالمات‪/‬العالماتية‪ 2،‬علم‬


‫الرموز‪ ،‬علم اإلشارات‪/‬اإلشاراتية‪ ،‬علم األدلة‪/‬الدالئلية)‬
‫يصعب تحديد مفهوم جامع لهذا العلم ذلك أنه واسع وشامل “فالمجال السيميولوجي ال يزال الناس فيه بين أخذ ورد‬
‫بسبب أنه لم يحدد بعد” والمتفق عليه عند الدارسين أن أصل اللفظ ‪-‬كما صرح بذلك سوسير‪-‬مأخوذ من الجذر اليوناني‬
‫(سيميون‪ ) /‬والذي يعني اإلشارة أو العالمة ‪ ،‬وهو لفظ اصطنعه أفالطون ليرادف لديه العالمة اللسانية استناداً إلى تشابه‬
‫العالمات‪ 2‬في الحقلين” وقد ارتبط هذا اللفظ طبيا ً في مدرسة أبقراط بـ(تيكميريون‪ ) /‬الذي يترجم عادة بمعنى ( َع َرض) ‪،‬‬
‫وهذا المصطلح لم يفارق الحقل الطبي طوال تاريخه‪.‬‬
‫قد تناول المؤسس دي سوسير السيميائية بالتعريف فقال هي “دراسة حياة العالمات داخل الحياة االجتماعية”‪ ،‬أما‬
‫المؤسس اآلخر بيرس فيرى أن السيميائية إنما هي مجرد اسم آخر لعلم المنطق بمفهومه العام ‪ ،‬وهذا االستعمال ليس‬
‫جديداً فقد كان الفيلسوف األلماني المبيرت يشير إلى السيميوطيقا بوصفها مرادفا ً لكلمة منطق‪ ،‬والسيميائية عند عامة‬
‫الدارسين لها هي النظر إلى العالمة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى‪ ،‬هذا من حيث المفهوم أما إذا أشرنا لها كعلم‬
‫فهي “العلم الذي يدرس العالمات”‬

‫سيميولوجيا أم سيميوطيقا؟‬
‫ارتبط مصطلح (السميولوجيا‪ ) Semiology/‬عند األوربيين بالعالم سوسير ومنهجه ذو االتجاه اللغوي اللساني‪ ،‬وقد رأى‬
‫سوسير أن هذا العلم سيكون جز ًء ا من علم النفس العام كما أنه قصر دراسته داخل المجال االجتماعي[‪ ،‬أما مصطلح‬
‫(السميوطيقا‪ ) Semiotics/‬فيرتبط بمنهج بيرس ذو الصبغة المنطقية الفلسفية‪ ،‬واعتبر بيرس أن هذا العلم حاكم على كل‬
‫العلوم وأنه ال ينظر إلى الرياضيات‪ ،‬واألخالق‪ ،‬واالقتصاد‪ ،‬والتاريخ إال من زاوية سيميوطيقية‪ ،‬وهو – أي السيميوطيقا‪-‬‬
‫المصطلح الذي أقرته (الجمعية الدولية للسيميوطيقا) بباريس عام ‪ 1969‬علما ً على هذا العلم‬

‫وهذان اللفظان مترادفين عند عامة الدارسين إال أن ذلك لم يمنع بعضهم من التفريق بينها‪ ،‬فـ قريماس على‬ ‫‪‬‬
‫سبيل المثال يرى أن (السيميوطيقا) تدرس أنظمة العالمات المختلفة وتحيل على الفروع‪ ،‬أما (السيميولوجيا)‬
‫فتحيل على األصول أي‪ :‬الهيكل النظري العام للعلم‪ ،‬وذهب آخرون إلى أن السيميولوجيا تدرس الموضوعات‬
‫اللسانية‪ ،‬بينما تدرس السيميوطيقا الموضوعات غير اللسانية ورغم ذلك فإن المصطلحين لم يقص أحدهما‬
‫اآلخر وسارا بخطين متوازيين حتى في أوروبا وبتواجد مساهمين في هذا العلم كـروالن بارت الذي رأى‬
‫ترادف اللفظين واستعمل (السيميولوجيا) وإمبرتو إيكو الذي دعى إلى عدم إقصاء هذا اللفظ‪.‬‬

You might also like