You are on page 1of 9

‫التنازع في المهر وأحكامه في الفقه اإلسالمي‬

‫اعداد الباحثة ‪ :‬نورة هاجر محمد‬

‫تحت إشراف* ‪ :‬األستاذ ساعد محمد علي‬


‫الفصل األول ‪ :‬تعريف المهر ‪ ،‬مشروعيته ‪ ،‬وأنواعه‬

‫المبحث األول* ‪ :‬تعريف المهر‬

‫أوال ‪ :‬تعريف* المهر لغة‬

‫املهر لغة ‪ :‬الصداق‪ ،‬واجلمع مهور؛ وقد مهر املرأة ميهرها وميهرها مهرا وأمهرها‪ .‬ويف حديث‬
‫أم حبيبة‪ :‬وأمهرها النجاشي من عنده ؛ ساق هلا مهرها‪ ،‬وهو الصداق ويف املثل‪ :‬أمحق من‬
‫املمهورة إحدى خدمتيها؛ يضرب مثال لألمحق البالغ يف احلمق الغاية؛ وذلك أن رجال تزوج‬
‫امرأة فلما دخل عليها قالت‪ :‬ال أطيعك أو تعطيين مهري فنزع إحدى خدمتيها من رجلها‬
‫ودفعها إليها فرضيت بذلك حلمقها ( ‪.) 1‬‬
‫قال ساعدة بن جوية‪:‬‬
‫تقول أال أديتين فتقرب‬ ‫‪...‬‬ ‫‪ ( 2 ).‬إذا مهرت صلبا قليال عراقة‬

‫وقال بعضهم ‪ :‬املهر ‪ :‬احلذق يف الشيء؛ واملاهر ‪ :‬احلاذق بكل عمل‪ ،‬وأكثر ما يوصف به السابح‬
‫اجمليد‪ ،‬وقالوا‪ :‬مل تفعل به املهرة‪ ،‬ومل تعطه املهرة‪ ،‬وذلك إذا عاجلت شيئا فلم ترفق به ومل حتسن‬
‫‪3‬‬
‫( عمله‪ ،‬وكذلك إن غذا إنسانا أو أدبه فلم حيسن‬ ‫‪).‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى ‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪: 5 /‬ص‪ ، 184 /‬دار ‪ :‬صادر‪ ،‬ط‪- ) 1414- (:3/‬‬
‫‪.‬بيروت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أبو الفيض محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني ‪ ،‬تاج العروس ‪ ،‬ج‪ : 14/‬ص‪ ، 156 /‬تحقيق ‪ :‬مصطفى حجازي وآخرون‪ ،‬در‪- :‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ .‬الهداية‬
‫‪3‬‬
‫أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده املرسي‪ ،‬املحكم واملحيط األعظم ‪ ،‬ج‪ :4/‬ص‪ ، 316/‬تحقيق ‪ :‬عبدالحميد هنداوي ‪ ،‬دار ‪- :‬‬
‫الكتب‬
‫‪ .‬العلمية ‪ ،‬ط‪ ، )2000 ( : 1 /‬بيروت‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬امليم واهلاء والراء أصالن يدل أحدمها على أجر يف شيء خاص‪ ،‬واآلخر شيء من‬
‫احليوان‪ ، u‬فاألول املهر‪ :‬مهر املرأة أجرها‪ ،‬تقول‪ :‬مهرهتا بغري ألف‪ ،‬فإذا زوجتها من رجل على مهر‬
‫‪ ( 4 ).‬قلت‪ :‬أمهرهتا ‪ ،‬واألصل اآلخر املمهر‪ :‬الفرس ذات املهر ‪ ،‬واملهر ‪ :‬عظم يف زور الفرس‬

‫‪ ( 5 ).‬وقال قوم ‪ :‬املهر صداق املرأة ‪ ،‬واجلمع مهور ‪ ،‬واملهر مايدفعه الزوج إىل زوجته بعقد الزواج‬

‫يقال ‪ :‬أصدق املرأة حني تزوجها ‪ ،‬أي جعل هلا صداقا ‪ ،‬وقيل أصدقها أي مسى هلا مهرا ‪ ،‬وقد مهر‬
‫‪ (6 ).‬املرأة ميهرها وميهرها مهرا أمهرها‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف المهر اصطالحا‬

‫‪ :.‬عرف علماء املذاهب‪ u‬املهر بتعريفات عدة ‪ ،‬وهي كالتايل‬

‫تعريف الحنفية للمهر ‪1-‬‬


‫‪7‬‬
‫( املهر هو ‪ :‬مال زائد وجب للزوجة إزاء احتباسها عنده مبنزلة النفقة‬ ‫‪).‬‬

‫كما وعرفوه بتعريف آخر بأنه ‪ :‬املال الذي جيب يف عقد النكاح على الزوج يف مقابلة منافع البضع‬
‫‪8‬‬
‫( إما بالتسمية أو بالعقد‬ ‫‪).‬‬

‫تعريف المالكية* للمهر ‪2-‬‬


‫‪9‬‬
‫( املهر هو ‪ :‬املال امللتزم للمخطوبة مللك عصمتها‬ ‫‪).‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬ج‪ : 5/‬ص‪ ، 281 /‬تحقيق ‪ :‬عبدالسالم محمد هارون ‪ ،‬دار‪ :‬الفكر ( ‪-‬‬
‫‪) 1979.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪.‬اسماعيل حماد الجوهري ‪ ،‬تاج اللغة وصحاح العربية ‪ ،‬ج‪ : 2/‬ص ‪ ، 889 /‬تحقيق ‪ :‬عبدالغفور عطار ‪ ،‬دار‪ :‬العلم للماليين ‪-‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .‬معجم مقاييس اللغة ‪ ،‬املصدر السابق ص ‪- 281 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .‬محمد بن أحمد بن سهل السرخسي ‪ ،‬املبسوط ‪ ،‬ج‪ : 5/‬ص‪ ، 63-62 /‬دار ‪ :‬املعرفة ‪ ،‬ط‪ ، ) 1978 ( : 3 /‬بيروت ‪-‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬محمد بن محمود البابرتي ‪ ،‬شرح العناية على الهداية ‪ ،‬ج‪ : 3/‬ص ‪ ، 316 /‬دار ‪ :‬الفكر ‪ ،‬ط ‪- ) 1977 ( : 2/‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬محمد بن أحمد عليش ‪ ،‬منح الجليل على مختصر سيدي خليل ‪ ،‬ج‪ : 3/‬ص ‪ ، 415 /‬دار ‪ :‬الفكر ‪ ،‬ط‪ ، ) 1984 ( : 1/‬بيروت ‪-‬‬
‫تعريف الشافعية للمهر ‪3-‬‬

‫‪ ( 10 ).‬املهر هو ‪ :‬ماوجب بنكاح أو وطء أو تفويت بضع قهرا كرضاع ورجوع شهود‬

‫تعريف الحنابلة للمهر ‪4-‬‬


‫‪11‬‬
‫( املهر هو ‪ :‬العوض يف النكاح وحنوه‬ ‫‪).‬‬

‫‪ :‬التعريف الراجح*‬

‫باإلطالع على ما عرف به علماء املذاهب األربعة املهر يتبني لنا أن مجيع التعريفات مل ختل‬
‫من نقصان عليها باعتبار مشلها لتعريف املهر ‪ ،‬فغالبيتهم عرفوا املهر على أنه ما ثبت للمرأة‬
‫بالعقد الصحيح أو النكاح ‪ ،‬لذلك مل يشمل تعريفهم ما وجب بالوطء إال أن الشافعية كان‬
‫يشمل ما وجب بالوطء لذلك فإين أرى التعريف الراجح للمهر هو تعريف الشافعية للمهر‬
‫‪ " ( 12 ).‬ماوجب بنكاح أو وطء أو تفويت بضع قهرا كرضاع ورجوع شهود‬

‫‪10‬‬
‫‪.‬محمد محمد الشربيني الخطيب ‪ ،‬مغني املحتاج ‪ ،‬ج‪ : 4/‬ص‪ ، 366 /‬دار ‪ :‬الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪- ) 2000 ( : 1/‬‬
‫‪11‬‬
‫منصور بن يونس بن ادريس البهوتي ‪ ،‬كشاف القناع عن متن اإلقناع ‪ ،‬ج‪ : 5/‬ص ‪ ، 142 /‬دار ‪ :‬مكتبة الحكومة املصرية ‪ ،‬ط ‪- ( 1 /‬‬
‫‪) 1394.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪.‬محمد محمد الشربيني الخطيب ‪ ،‬مغني املحتاج ‪ ،‬ج‪ : 4/‬ص‪ ، 366 /‬دار ‪ :‬الكتب العلمية ‪ ،‬ط‪- ) 2000 ( : 1/‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مشروعية المهر‬

‫اتفق الفقهاء على وجوب املهر للزوجة على الزوج ‪ ،‬وذلك تأيت بأدلة مـ ـ ــن الكـ ــتاب والسنة ‪،‬‬
‫‪ .‬واإلمجاع ‪ ،‬واملعقول‬

‫من الكتاب ‪1-‬‬

‫ﭐﱡﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖﲗ ﱠ‬ ‫‪ ( 13 ).‬أ‪ -‬ﭧﭐﭨ‬


‫وآتوا النساء مهورهن الاليت يستحقنها تشريفا هلن وتكرميا وعالمة على احملبة وتوثيقا لعرى‬
‫الصداقة واملودة بال مبالغة وال إسراف فإن طنب لكم عن شيء من أمواهلن وتنازلن عنه‬
‫فخذوه هنيئا مريئا ( ‪.) 14‬‬
‫وقال ابن زيد‪ :‬النحلة يف كالم العرب الواجب‪ ،‬يقول‪ :‬ال تنكحها إال بشي واجب هلا‪،‬‬
‫وليس ينبغي ألحد بعيد النيب صلى اهلل عليه وسلم أن ينكح امرأة إال بصداق واجب‪،‬‬
‫ومضمون كالمهم أن الرجل جيب عليه دفع الصداق إىل املرأة حتما‪ ،‬وأن يكون طيب‬
‫النفس بذلك‪ ،‬كما مينح املنيحة ويعطي النحلة طيبا‪ ،‬كذلك جيب أن يعطي املرأة صداقها‬

‫‪.‬النساء ‪ :‬اآلية ‪- 4 :‬‬


‫‪13‬‬

‫‪14‬‬
‫‪.‬محمد محمود الحجازي ‪ ،‬التفسير الواضح ‪ ،‬ج‪ : 1/‬ص‪ : 338/‬دار ‪ :‬الجيل الجديد ‪ ،‬ط‪ ، ) 1413 ( : 10 /‬بيروت ‪-‬‬
‫طيبا بذلك‪ ،‬فإن طابت هي له به بعد تسميته أو عن شيء منه فليأكله حالال طيبا (‬
‫) ‪ ،‬وهلذا قال‪ :‬ﭐﱡﭐﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ ﲠﲡﱠ‬
‫‪15‬‬
‫( ‪.) 16‬‬
‫ب‪ -‬ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱡﱠ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪﱠ‬ ‫‪( 17 ).‬‬
‫امنا أحل لكم ما أحل أن تبتغوا اى الن تطلبوا بأموالكم أزواجا حالئل مصلحات لدينكم‬
‫صاحلات البقاء نوعكم حال كونكم حمصنني هبن دينكم حمافظني غري مسافحني اى جمتنبني عن‬
‫الزنا املؤدى اىل ابطال حكمة اهلل وإفساد مصلحته فما استمتعتم به اى فمن انتفعتم واجتمعتم‬
‫باملهر منهن اى من النساء الاليت قد احلهن اهلل لكم ايها املؤمنون فآتوهن اى فعليكم ان تدفعوا‬
‫إليهن أجورهن مهورهن حال كونكم معتقدين أداءها فريضة صادرة من اهلل مقدرة من عنده‬
‫واجبة األداء شرعا وعقال إذ اإلفضاء امنا هو بسببه كما مر هذا إذا كانت املرأة طالبة كمال‬
‫مهرها وال جناح اى ال ضيق وال مؤاخذة عليكم فيما تراضيتم به من األخذ والرتك والزيادة‬
‫والنقصان بعد ما حصل الرتاضي من اجلانبني من بعد الفريضة املقدرة الواجبة ( ‪.) 18‬‬
‫واملقصود من إستدالل هاتني اآليتني هو ‪ :‬وجوب دفع املهر للزوجة على زوجها وأن يكون ذلك‬
‫بطيب نفس منه ‪ ،‬وكما هو إظهار خطر هذا العقد ومكانته‪ u،‬وإعزاز املرأة وإكرامها‪ ،‬وتقدمي الدليل‬
‫على بناء حياة زوجية كرمية معها‪ ،‬وتوفري حسن النية‪ u‬على قصد معاشرهتا باملعروف‪ ،‬ودوام الزواج‪.‬‬
‫‪.‬وفيه متكني املرأة من التهيؤ‪ u‬للزواج مبا يلزم هلا من لباس ونفقة‬

‫من السنة ‪2-‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .‬محمد علي الصابوني ‪ ،‬مختصر ابن كثير ‪ ،‬ج‪ : 1/‬ص‪ ، : 357 /‬دار ‪ :‬القرآن الكريم ‪ ،‬ط‪ ، ) 1981 ( : 7 /‬بيروت ‪-‬‬
‫‪16‬‬
‫‪.‬النساء ‪ :‬اآلية ‪- 4 :‬‬
‫‪17‬‬
‫‪.‬النساء ‪ :‬اآلية ‪- 24:‬‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬نعمة هللا بن محمود النخجواني‪ ،‬الفواتح اإللهية واملفاتح الغيبية ‪ ،‬ج‪ : 1/‬ص‪ : 148 /‬دار ‪ :‬ركابي ‪ ،‬ط‪- ) 1999 ( : 1 /‬‬
‫عن أنس بن مالك‪ ،‬أن النيب صلى اهلل عليه وسلم رأى على عبد الرمحن بن عوف أثر صفرة‪1- ،‬‬
‫فقال‪« :‬ما هذا؟ أو مه» ‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إين تزوجت امرأة على وزن نواة‪ u‬من ذهب‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫‪19‬‬
‫( «بارك اهلل لك‪ ،‬أومل ولو بشاة‬ ‫‪).‬‬

‫رأى النيب ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على عبد الرمحن بن عوف ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬شيًئا من أثر‬
‫الزعفران‪ ،‬وكان األوىل بالرجال أن يتطيبوا مبا يظهر رحيه‪ ،‬وخيفي أثره‪ ،‬فسأله‪ -‬بإنكار‪ -‬عن هذا‬
‫الذي عليه‪ ،‬فأخربه أنه حديث عهد بزواج‪ ،‬فقد يكون أصابه من زوجه‪ ،‬فرخص له يف ذلك‪ .‬وملا‬
‫كان صلى اهلل عليه وسلم َح ِفيا هبم‪ ،‬عطوفاً عليهم‪ ،‬يتفقد أحواهلم ليقرهم على احلسن منها‪ ،‬وينهاهم‬
‫عن القبيح‪ ،‬سأله عن صداقه هلا‪ .‬فقال‪ :‬ما يعادل وزن نواة‪ u‬من ذهب‪ .‬فدعا له صلى اهلل عليه وسلم‬
‫‪20‬‬
‫( بالربكة‪ ،‬وأمره أن يومل من أجل زواجه ولو بشاة‬ ‫‪).‬‬

‫عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم جاءته امرأة فقالت‪ :‬يا رسول اهلل إين قد ‪2-‬‬
‫وهبت نفسي لك‪ ،‬فقامت قياما طويال‪ ،‬فقام رجل فقال‪ :‬يا رسول اهلل زوجنيها إن مل تكن لك هبا حاجة‪ ،‬فقال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬هل عندك من شيء تصدقها إياه؟» فقال‪ :‬ما عندي إال إزاري هذا‪ ،‬فقال‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن أعطيتها إياه جلست ال إزار لك‪ ،‬فالتمس شيئا» فقال‪ :‬ما أجد شيئا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫«التمس ولو خامتا من حديد»‪ ،‬فالتمس فلم جيد شيئا‪ ،‬فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬هل معك من‬
‫القرآن شيء»؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬معي سورة كذا وسورة كذا ‪ -‬لسور مساها ‪ -‬فقال له رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫‪21‬‬
‫( وسلم‪ :‬قد أنكحتكها مبا معك من القرآن‬ ‫‪).‬‬

‫‪19‬‬
‫محمد بن يزيد ابن ماجة الغزويني‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬ج‪ :1/‬ص‪ : 615/‬باب ‪ /‬الوليمة ‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬محمد فؤاد عبد الباقي ‪ ،‬دار‪:‬احياء ‪-‬‬
‫‪،‬الكتب العربية‬
‫‪.‬ط‪ ، ) 1418 ( : 6/‬بيروت‬
‫‪20‬‬
‫‪ .‬أبو الحسن نور الدين السندي ‪ ،‬حاشية السندي على سنن ابن ماجه ‪ ،‬ج‪ : 1/‬ص‪ ، 137 /‬دار ‪ :‬الجيل ‪ ،‬بيروت ‪-‬‬
‫‪21‬‬
‫‪.‬مالك بن أنس األصبحي ‪ ،‬موطأ اإلمام مالك ‪ ،‬ج‪ : 2/‬ص ‪ : 526/‬دار ‪ :‬احياء التراث العربي ‪ ،‬ط‪ ، ) 1985 ( : 1/‬بيروت ‪-‬‬
‫واحلديث يدل على أن الرجل الذي سأل النيب صلى اهلل عليه وسلم أن ينكحه املرأة الواهبة‪ u‬نفسها ‪،‬‬
‫مل جيعل له إىل ذلك سبيال إال بصداق ‪ ،‬مع حاجته وفقره وعدم وجود مايصدقها إياه ‪ ،‬ولو جاز أن‬
‫خيلوا نكاح عن مهر ملا منعه النيب صلى اهلل عليه وسلم ذلك مع شدة فقره وحاجته قبل ذلك فدل‬
‫‪.‬على وجوب املهر‬

‫‪ -3‬عن ابن مسعود‪ ،‬أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ومل يفرض هلا صداقا ومل يدخل هبا حىت مات‪،‬‬
‫فقال ابن مسعود‪ :‬هلا مثل صداق نسائها‪ ،‬ال وكس‪ ،‬وال شطط‪ ،‬وعليها العدة‪ ،‬وهلا املرياث‪ u،‬فقام‬
‫معقل بن سنان األشجعي‪ ،‬فقال‪ :‬قضى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف بروع بنت واشق امرأة منا‬
‫مثل الذي قضيت‪ ،‬ففرح هبا ابن مسعود ( ‪.) 22‬‬
‫أن يف حكم النيب صلى اهلل عليه وسلم وحكم ابن مسعود رضي ااهلل عنه داللة علـى وجـوب املهر‬
‫( بالعقد‪ ،‬وأنه ال جيوز أن خيلو عقد من املهر وإذا مل يسم املهر عند العقد وجـب هلـا مهر مثلها‬
‫‪23‬‬
‫‪).‬‬

‫من اإلجماع ‪3-‬‬

‫أمجع املسلمون على وجوب املهر للمرأة على الرجل‪ ،‬وعلى عدم جواز خلـو عقـد النكاح‬
‫‪24‬‬
‫( عن مهر‪ ،‬ومل يرد يف ذلك خالف‬ ‫‪).‬‬

‫من المعقول* ‪3-‬‬

‫‪22‬‬
‫محمد بن عيسى الترمذي ‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬ج‪ : 2 /‬ص‪ ، 441 /‬تحقيق ‪ :‬بشار عواد معروف ‪ ،‬دار ‪ :‬الغرب اإلسالمي ‪ ،‬ط‪- ) 1998 ( 1/‬‬
‫‪ ،.‬بيروت‬
‫‪23‬‬
‫‪ .‬محمد محمد الشربيني ‪ ،‬اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ‪ ،‬ج‪ : 2/‬ص ‪- 247 /‬‬
‫‪24‬‬
‫‪.‬موفق الدين عبد اهللا بن أحمد بن محمد بن قدامة ‪ ،‬املغني ‪ ،‬ج‪ : 6/‬ص ‪ : 679 /‬دار ‪ :‬مكتبة الرياض ‪ ،‬الرياض ‪-‬‬
‫إن الزواج‪ u‬لو أبيح بدون أن جيب فيه املهر على الـزوج‪ ،‬ألدى ذلـك إلـى ابتـذال النساء‪،‬‬
‫واحلط من قدرهن‪ ،‬وإىل االستهانة بأمر الزواج‪ ،‬فتقطـع العالقـة الزوجيـة ألتفـه األسباب‪،‬‬
‫حيث إن الزواج‪ u‬مل يكلفه شيئاً من املهر‪ ،‬أما إذا دفع مهراً فإن ذلك حيملـه علـى التأين يف‬
‫‪25‬‬
‫( الطالق‪ ،‬فال يقدم عليه إال عند احلاجة‪ ،‬أو الضرورة الشديدة‬ ‫‪).‬‬

‫‪25‬‬
‫‪.‬أبو العينين بدران ‪ ،‬الفقه املقارن ‪ ،‬ج ‪ : 1 /‬ص ‪ ، 183 /‬دار ‪ :‬النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪-‬‬

You might also like