Professional Documents
Culture Documents
الدولةالسلجوقية
الدولةالسلجوقية
الدولة الَس ْلُج وقَّي ة أو دولة بني َس ْلُج وق أو دولة الَّس الجقة العظام (ُي طَلق عليها االسم األخير لتمييزها عن دول
الَّس الجقة الَّالحقة التي ظهرت بعد تفِّككها وانهيارها) هي واحدة من الدول الكبرى في تاريخ اإلسالم وإقليم وسط آسيا،
لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والِّص راع اإلسالمي البيزنطي .تأَّس ست الدولة على يد
ساللة الَّس الجقة ،وهي ساللة تركَّي ة تنحدر من قبيلة قنق التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك األوغوز ]5[]4[.حكمت
الدولة الَس ْلُج وقَّي ة في أوج ازدهارها كاَّف ة إيران وأفغانستان ووسط آسيا ُو صوًال إلى كاشغر في الشرق ،فضًال عن العراق
والشام واألناضول غربًا ُو صوًال إلى مشارف القسطنطينية .قامت الدولة منذ عام 1037م ( 429هـ) عندما دخل مؤِّس سها
طغرل بك مدينة مرو في وسط آسيا ،وحتى عام 1157م ( 552هـ) عند مقتل السلطان أحمد سنجر ،الذي تفَّككت الدولة
بعده إلى واليات منفصلٍة حكمت أجزاًء مختلفة من وسط وغربي آسيا.
الدولة السلجوقية
دولت سلجوقیان
↓ 1194 – 1037
الدولة الَس ْلُج وقية في أقصى اتساعها عام ،1092بعد وفاة السلطان جالل الدولة ملك شاه
السلطان
التاريخ
1194 الزوال
الالحق السابق
إيران
اليوم جزء من
تركيا
العراق
تركمانستان
أفغانستان
أوزبكستان
أذربيجان
أرمينيا
جورجيا
كازاخستان
داغستان) روسيا (
قيرغيزستان
طاجيكستان
سوريا
فلسطين
لبنان
األردن
اإلمارات العربية المتحدة
الكويت
ُ ع مان
تعديل مصدري (https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%
-تعديل (https://ar.wikipedia.org/w/index. )D8%B3%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A9&action=edit§ion=0
php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%82%D
)9%8A%D8%A9&veaction=edit
ينتمي السالجقة إلى قبيلة قنق إحدى العشائر المتزعمة لقبائل الغز التركية .دخلت هذه العشيرة في اإلسالم أثناء عهد
زعيمها ومؤِّس س الساللة َس ْلُج وق بن ُد َق اق[ ]6سنة 960م .دخلوا بعدها في خدمة القراخانات ُح َّكام بالد ماوراء النهر،
وحازوا نفوذًا عاليًا في دولتهم .ظهرت الدولة الَس ْلُج وقَّي ة عندما قاد طغرل بك حفيد َس ْلُج وق حربًا مع الدولة الغزنوية في
إقليم خراسان الكبرى ،تمَّكن على إثرها من انتزاع مدينتي مرو ونيسابور في عام 1037م ( 429هـ) .انتصر طغرل في
العام ذاته بمعركته الكبرى مع الغزنويين ،وهي معركة داندقان ،التي كسرت شوكة دولة الغزنوِّي ين وأَّد ت إلى الظهور
الحقيقي للدولة الَس ْلُج وقية.
استئنف طغرل تقُّد مه نحو الغرب بعد أن أَّم ن خراسان فخاض حربًا مع الدولة البويهية في إيران والعراق ،واستغَّل فرصة
استنجاد الخليفة العباسي القائم بأمر اهلل به ليسير نحو بغداد وينتزعها ،وقضى بذلك على الدولة البويهية (التي كانت
واحدًة من القوى الكبرى في فارس لقرٍن ونصف) في سنة 1055م (447هـ) .بعد موت طغرل ورث ابن أخيه ألب
أرسالن مقاليد الحكم ،فتابع توسعة الَّد ولة بخوض حرٍب جديدة مع اإلمبراطورية البيزنطية ،التي انتزَع منها جورجيا
وأرمينيا وُم عظم األناضول في أعقاب انتصاره الَّس احق عليها بمعركة مالذكرد سنة 1071م ( 463هـ) ،وتمَّكن من مِّد
مساحة الدولة إلى سواحل بحر إيجة .توفي ألب أرسالن بعد معاركه مع البيزنطيين بسنواٍت قليلة ،فتوَّلى الحكم ابنه
ملك شاه ،الذي َو َّس ع الدولة بفتح أجزاٍء من بالد الشام بما فيها مدينة القدس.
منذ وفاة الُّس لطان ملك شاه انتهى عصر النفوذ العسكرِّي الَس ْلُج وقي ،وبدأت الدولة باالنحدار والضعف تدريجيًا .فقد
ظهرت في أواخر عهده جماعة الحشاشين التي سَّب بت اضطراباٍت كبيرة في شمال إيران ،كما وبدأت في السنوات الالحقة
الحروب الصليبية التي خسرها السالطنة الَس ْلُج وقُّي ون بعد عَّد ة معارك تكَّب دوا فيها هزائم شديدة ،وخسروا للصليبِّي ين
أجزاًء واسعة من دولتهم بما فيها الكثير من مدن األناضول وبالد الشام .انتهت دولة الَّس الجقة العظام في سنة 1153م
( 548هـ) عندما ثار األتراك األوغوز على السلطان الَس ْلُج وقي أحمد سنجر وزُّج وا به في الِّس جن .تفَّككت الدولة وانهارت
بعد ذلك ،إال أَّن فروعًا مختلفة من ساللة السالجقة تمَّكنت من البقاء بعدها وحكمت أجزاًء كبيرة من البالد اإلسالمية،
ومن أبرزهم سالجقة الروم في األناضول وسالجقة كرمان في فارس وسالجقة العراق وسالجقة دمشق وحلب في الشام.
ساند السالجقة الخالفة العباسية في بغداد ،ونصروا أهل السنة والجماعة بعد أن أوشكت دولة الخالفة على االنهيار بين
النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق ،والنفوذ الفاطمي في مصر والشام .فقضى السالجقة على النفوذ البويهي تمامًا
وتصدوا للخالفة العبيدية(الفاطمية) ،فقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطرًا على بغداد والخليفة العباسي.
التاريخ الحربي
التأسيس
خريطة تقريبية لمدن وسط آسيا وحدود الدولة الَس ْلُج وقية والدول المجاورة لها في عام 432هـ عندما اعترف الخليفة العباسي ألول مرة بالدول
الَس ْلُج وقية.
َي عود أصل السالجقة األتراك إلى قبيلة "قنق" (بالتركية)kınık : ،وهي إحدى قبائل الغز الثالثة والعشرين الذين ُي شكلون
فرعًا من األتراك .ولقد بدأت هذه القبائل منذ النصف الثاني من القرن السادس الميالدي سلسلة من الهجرات الكبيرة إلى
أرض األناضول ألسباب متعددة ،ربما تكون قلة الغذاء واألراضي بشكل رئيسي ]7[.لكن أثناء الهجرة استقرت القبيلة لفترة
من الزمن في جرجان وطبرستان[ ]8وعمل أفرادها هناك في خدمة ملك تركي ُي دعى «بيغو» ]9[،وكان منهم َس ْلُج وق بن
ُد َق اق الذي كان من كبارهم وحصل على رتبة «سباشي» أو «قائد الجيش» عند الملك التركي .لكن بسبب قوة َس ْلُج وق
وتبعية أفراد القبيلة الكبيرة له وطاعتهم ألوامره ،فقد بدأ بيغو[َ ]10ي قلق حول سيطرته على الجيش التركي وخشَي من
َس ْلُج وق ،حتى أنه بدأ ُي دبر لقتلِه ،وعندما علم َس ْلُج وق باألمر جمع قبيلته ورحل إلى مدينة خجندة قرب نهر سيحون في
حيث كان الحكم اإلسالمي سائدًا في المنطقة ،وهناك أعلن إسالم وأخذ حارب األتراك الوثنيين في منطقة تركستان]9[.
ُي ِه
وبحلول القرن الخامس الهجري كانت قوة السالجقة قد تعالت وأصبحوا دولة قوية ،مما بدأ ُي ثير قلق السلطان محمود
الغزنوي حاكم الدولة الغزنوية في بالد الهند وفارس ]11[.وبسبب هذا قام محمود بشن حملة على السالجقة عام 415هـ،
انتهت بالقبض على سلطانهم أرسالن بيغو وعدد كبير من أتباعه ،وأرسل أرسالن إلى سجن قضى فيه أربع سنوات ثم
مات ]12[.لكن في عام 419هـ ثار السالجقة وخرجوا عن سيطرة محمود ،فأرسل إليهم بعض الجنود لكنهم ُه زموا وتابع
السالجقة سيرهم عبر بالد ما وراء النهر ،فدمروا ونهبوا العديد من المدن ]13[،فأرسل إليهم محمود الغزنوي أمير طوس
الذي أستمر بمالحقتهم سنتين في تلك البالد .لكن في عام 421هـ توفي محمود دون أن َي قضي على السالجقة ،فسار
ابنه مسعود بن محمود إليهم حيث طلبوا الصلح ،وبهذا توقف النزاع بين الطرفين لفترة قصيرة ]14[.وما إن سار مسعود
إلى الهند لقمع تمرد آخر ثار السالجقة ُم جددًا ،فأرسل إليهم جيشًا التقوا معه في نيسابور وهزمهم ،ولذلك انسحبوا إلى
ويخضعهم]15[.
الري فنشبت بينهم وبين مسعود آخر معركة واستطاع أن َي هزمهم
ولكن كل الحروب المذكورة سابقًا قادها أتباع أرسالن بيغو الذي قبض عليه محمود الغزنوي على أيامه ،لكنهم ُه زموا بعد
حربهم مع مسعود ،في حين أتى مكانهم طغرل بك بن ميكائيل -ابن أخي أرسالن -الذي قاد حروب السالجقة بعد ذلك
وقام بتأسيس الدولة الَس ْلُج وقية ]15[.لكن في هذا الوقت وبعد هزيمة أتباع أرسالن كان ُي ريد «علي تكين»[مالحظة ]1أن
ُي صبح هو قائد السالجقة ،فاستدعى «يوسف بن موسى بن َس ْلُج وق» (ابن عم طغرل) وأكرمه كثيرًا وحاول استمالته إلى
طرفه لكي ُي ساعده ضد طغرل ،لكن عندما علم ُي وسف بذلك رفض ولم َي قبل بمعاونته ،وبعد أن يأس علي تكين من
استمالته قام بقتله .وقد كبر قتل ُي وسف على طغرل ،فجمع عشائره ولبسوا ثياب الحداد وجمع ما استطاع من الترك للثأر،
وجمع علي تكين جيوشه أيضًا ،ثم التحم الجيشان وُه زم جيش علي ]16[.وبعد ذلك استمر طغرل بمالحقته ،فجمع علي
كل جيوشه وكل من استطاع من األتراك والتقى مع جيوش طغرل في معركة ضخمة عام 421هـ ُه زم فيها طغرل وقتل
[]17
الكثير من جنده.
بسبب هذه الهزيمة لم َي عد طغرل قويًا كفاية ،فراسل مسعودًا بن محمود لما كان ذاك في طبرستان طلبًا للصلح ،فاستغل
مسعود هذه الفرصة وقبض على رسل السالجقة كي ال َي عودوا بأخبار إلى طغرل ثم جمع جيشًا جرارًا وسار إليهم
وفاجأهم فألحق بهم هزيمة كبيرة .لكن بعد انتهاء المعركة بدأ جنود مسعود َي تصارعون فيما بينهم على الغنائم ،وصدف
في الوقت نفسه أن داودًا (معاون طغرل) كان َي قول لجنود السالجقة أن تلك فرصة لإليقاع بجنود مسعود بعد أن انشغلوا
بالغنائم والنصر وأحسوا باألمان ففقدوا تيقظهم ،فهاجم السالجقة ُم جددًا وانتصروا .وخالل هذه المعركة كان مسعود في
نيسابور ووصلته أخبار الحرب ،فبدأ َي خاف منهم وعرض عليهم أن ُي عطيهم أراضي من دولته لكي َي كفوا عن محاربته،
لكنهم رفضوا عرضه ]18[،فبدأ ُي رسل إليهم الجيوش لكنهم ُه زموا الواحد تلو اآلخر .استمر مسعود بتجاهل السالجقة لفترة
بعد أن يأس منهم ،ثم قرر في النهاية أن َي عود إلى محاربتهم وجمع جيشًا ضخمًا ]19[،لكن قائد الجيش (وهو حاجب
مسعود) كان جبانًا فأغار قليًال على مرو ثم سار ُم جددًا وعاد إليها بعد ذلك فأصاب جنوده التعب واستطاع طغرل هزيمته
[]21
في سنة 428هـ ]20[،وبعد هذه المعركة سيطر السالجقة على خراسان.
ولقد استمرت الحرب في السنوات الالحقة بين الطرفين وبدأ طغرل َي غلب ،فقلق مسعود وجمع جيشًا جرارًا واتجه إلى
خراسان في العام نفسه والتقى مع األتراك السالجقة في معركة حاسمة تعرف بمعركة داندقان ُه زم فيها مسعود،
[]22
وحكمت هذه المعركة ببداية حكم السالجقة ونهاية قوة الغزنويين ،وبعدها توقف مسعود عن المقاومة وأسس السالجقة
[]23
إحدى أقوى دول المشرق ،ولهذا ُي عد عام 429هـ هو عام تأسيس الدولة الَس ْلُج وقية الحقيقي.
قرر السالجقة من أبناء َس ْلُج وق االتحاد معًا تحت زعامة طغرل بك مع مساعدة أخيه داود وعمه موسى بن َس ْلُج وق بعد
سيطرتهم على الحكم في أرض خراسان خالل عامي 431و 432هـ ،فكان هذا هو قيام الدولة الَس ْلُج وقية .حتى أنه ُي قال
أن طغرًال أعطى ألخيه سهمًا وقال« :اكسره» ،فكسره ،ثم أعطى له سهمين وثالثة سهام فكسرهم أيضًا ،وعندما وصل
لألربعة سهام عجز عن كسرها ،فقال له طغرل« :إن مثلنا مثل ذلك»[َ( ]24ي قصد أنهم ضعيفون عندما َي تفرقون) ]25[.بدأ
طغرل بك بعد قيام دولة السالجقة بتوسيعها نحو المغرب ،ففي عام 433هـ فتح جرجان وباقي طبرستان[ ]26فخطب له
في كافة أنحائها ]27[،ثم سار في عام 434هـ فحاصر خوارزم وفتحها ثم تابع السير واستولى على طبس ومكران
وأطراف كرمان والري ]28[،ثم تابع التحرك في العام نفسه فأخذ همدان واتجه شماًال إلى دهستان ثم عاد وعين أمراًء على
طبرستان وهمذان[ ]29وحاول إرسال جيش ألخذ كرمان لكنه هزم ]30[.بعد ذلك توقف طغرل قليًال عن غزواته ،فعاد
البويهيون عام 436هـ واستعادوا همذان ]31[،ولذا فقد أرسل طغرل إبراهيمًا بن ينال إلى فارس عام 437هـ فاستعاد
همذان وغزا بالد الجبل (غرب إيران والعراق حاليًا) وأخذ عدة مدن منها ونهب الكثير ]32[،وفي العام نفسه أيضًا جاء وباء
كبير على الخيل في فارس فهلك 12,000من خيل البويهيين على حد قول المؤرخين ]33[.في العام التالي عاد طغرل بك
إلى غزواته فسار بنفسه مع جيشه إلى أصبهان وحاصرها على أمل االستيالء عليها ،لكنه فشل فتصالح مع أميرها على أن
ُي عطيه مبلغًا من المال وعلى أن ُي خطب له في أصبهان وما حولها ]34[.وفي عام 446هـ فتح أذربيجان ،ثم قرر أخيرًا عام
447هـ السير إلى العراق لطرد البويهيين منها ]35[.وقد كانت هناك عالقات قوية بين طغرل والخليفة العباسي قبل هذا
المسير ،فقد بدأ طغرل مراسلة الخليفة منذ عام 433هـ ،ونال منه االعتراف بالدولة الَس ْلُج وقية في العام نفسه،
[]36
واستمرت عالقاتهما بالتحسن بعد ذلك.
بدأت الدولة البويهية بالتفكك واالنحطاط منذ أواخر القرن الرابع الهجري ،عندما انشق شرف الدولة عن صمصام الدولة
(الذي كان حاكم البويهيين) ،وأخذ منه جزءًا كبيرًا من فارس وبالد المشرق ،ثم خلفه بعد موته بهاء الدولة الذي تابع
الصراع مع صمصام الدولة حتى قتله ،ثم نشب صراع بين أبناء بهاء الدولة بدورهم واستمّر ت أوضاع البيت البويهي
بالتدهور .وقد كان هذا النزاع الداخلي في الدولة البويهية لصالح السالجقة ]37[،والذين راسلهم الخليفة القائم بأمر اهلل
مستنجدًا عام 447هـ بعد أن سْي طر البساسيري (أكثر الرجال نفوذًا في الدولة البويهية والعباسية آنذاك) على الدولة
وأصبح ُي هدد وجود الخالف العباسية ،فسار طغرل بك إلى بغداد في العام نفسه ،وأمر الخليفة العباسي بأن ُي خطب
لطغرل فيها قبل ثالثة أيام من وصوله ،ثم فتح طغرل بغداد في رمضان عام 447هـ ،وهرب منها البساسيري والملك
الرحيم (آخر ملوك البويهيين) الذين ُق بض عليهما الحقًا .وقد أحسن لسالجقة معاملة الخلفاء العباسيين وأقّر وا المذهب
البويهيين]37[]36[. السنّي في البالد على عكس
هرب البساسيري من بغداد عند وصول السالجقة ،لذا فأسرع طغرل بك بإرسال جيش إلى نواحي الكوفة لمنعه من
الوصول إلى بالد الشام ،ثم سار بنفسه مع باقي الجيش في التاسع والعشرين من رمضان سعيًا وراءه .وفي هذه األثناء
كان البساسيري ُي عد العّد ة في واسط لقتال طغرل واستعادة بغداد ،لكن جيوش طغرل وصلت إليه والتحمت مع جنوده،
فُه زم جنوده وهرب البساسيري وحده على فرس ،ثم طاردته مجموعة من الغلمان وقتلوه وطيف برأسه في أرجاء
بغداد]38[.
ألب أرسالن
ألب أرسالن.
بعد فتح طغرل بك للعراق توقف عن الحرب ،وقضى معظم السنوات الباقية من عمره في بغداد ،وتزوج هناك من ابنة
الخليفة القائم بأمر اهلل .ثم في الثامن من رمضان عام 455هـ ( 1063م) توفي وعمره سبعون عامًا في مدينة الري .لم
ُي نجب طغرٌل أوالدًا ،ولذا فقد أوصى بأن َي حكم من بعده ابن أخيه «سليمان بن داود» ،لكن العامة فضلوا ألب أرسالن
حاكمًا لهم فعّي نه وزير طغرل -عميد الملك الكندري -حاكمًا للسالجقة مع أنه كان َي ود العمل بالوصية .ومع ذلك فعندما
تولى ألب أرسالن الُح كم عزل عميد الملك ثم قتله ،وعّي ن مكانه نظام الملك الذي كان وزيره قبل أن َي حكم بزمن طويل،
والذي عد أيضًا من أشهر الوزراء في التاريخ اإلسالمي]38[]37[.
ُي
أسرع ألب أرسالن بتوطيد الحكم في الدولة الَس ْلُج وقية بعد أن استلمه ،فانشغل خالل عامه األول بمحاربة عدة فتن
ظهرت في البالد .وما إن انتهى من تلك الفتن تحّر ك في عام 456هـ متجهًا إلى أرمينيا لمحاربة الروم ]39[،وعندما َو صل
إلى أذربيجان التقى بجماعة من المحاربين ُي قاتلون نصارى المنطقة ،فالتحقوا به وعرضوا عليه أن ُي ساعدوه كدليل في
تلك البالد .استمر ألب أرسالن بالسير مع هؤالء المحاربين حتى وصلوا نقجوان ،وهناك توقف لجمع الجنود والسفن
استعدادًا للغزو ،وبعد أن جهز قّو اته أرسل الجيوش مع ابنه ملك شاه ووزيره نظام الملك .وقد وصل ملك شاه أثناء سيره
إلى قلعة للروم ففتحها ،ثم وصل إلى «قلعة سرمباري» ففتحها أيضًا هي وقلعة أخرى بجانبها أراد تخريبها لكن نظام
الملك نهاه عن ذلك ،وقد سّلما جميع القالع إلى أمير نقجوان .استمر ملك شاه بالغزو بعد ذلك حتى استدعاه والده ،فأخذ
الجيوش وسار لفتح المزيد من المدن .وبعد عدة غزوات وصل ألب أرسالن إلى «مدينة آني» ،وهي مدينة حصينة حولها
نهران ،وُي طوقها خندق وراءه سور مرتفع من بقية الجهات ،فحاصرها وحاول فتحها لكنه فشل ،وبدأ جنوده َي يأسون من
فتح المدينة .فقرر أرسالن بناء برج خشبي كبير ،مأله بالجنود والرماة ووضع فوقه المنجنيقات ،فاستطاعوا هدم السور
واقتحام المدينة وهزموا الروم ،وملك ألب أرسالن المدينة[ ]40وعاد من غزوته بعد أن فتح معظم جورجيا وأرمينيا
وأرومية]39[. وأغلب األراضي الواقعة بين بحيرتي أوان
شرع ألب أرسال ن في عام 462هـ بغزو بالد الشام ،فأجبر حاكم الدولة المرداسية -محمود بن صالح بن مرداس -في
حلب على الخطبة للخليفة العباسي ،وبعث بجيش إلى جنوب الشام فتح الرملة وبيت المقدس الذين كانا تحت سيطرة
الدولة الفاطمية .وفي عام 463هـ سار ألب أرسالن إلى إلى الرها ،فقام بردم الخنادق حولها وبحفر الفجوات في أسوارها
وبقصفها بالمنجنيقات لمدة شهر لكنه باء بالفشل ،فتركها وسار إلى حلب ومعه 4آالف جندي .أرسل ألب أرسالن برسول
إلى أمير حلب َي دعوه إلى طاعة السالجقة وفتح بوابات المدينة لهم ،لكنه استكبر ذلك فبدأ بجمع الجنود وبتجهيز المدينة
لمقاومة الحصار .فأتى أرسالن إلى حلب عام 463هـ وحاصر األمير محمود بن صالح (والذي لم َي توقع هذا بسبب إعالنه
الطاعة للخليفة والسالجقة) ،لكن بعد مضي شهرين على الحصار عجز ألب أرسالن عن السيطرة على المدينة وبدأ َي خشى
من تخطيط اإلمبراطور البيزنطي لغزو خراسان وأيضًا على سمعته من فشله في حصار مدينتين ،فعّي ن قائدًا مكانه
للتفرغ للحصار وسار إلى خراسان لمقاتلة البيزنطيين .لكن عندما علم محمود بهذا أسرع إلى أرسالن وطلب التوصل إلى
صلح ،فاشترط أرسالن أن ُي علن الطاعة والتبعية للعباسيين والسالجقة وأن َي ذهب في اليوم إلى معسكره إلعالن ذلك،
وهذا ما حدث فأصبحت حلب إمارة َس ْلُج وقية ]41[.بعد هذا سار ألب أرسالن إلى المشرق لمحاربة البيزنطيين ،وترك
الجيوش مع بعض القادة وسمح لهم بالمحاربة في بالد الشام ،ففتحوا جبيل ودمشق والرملة وبيت المقدس وطبرية
وحاصروا يافا ،وكان ذلك بين عامي 463و 465هـ (مالحظة :لحروب ألب أرسالن مع البيزنطيين انظر أدناه فقرة
[]36
«الحرب مع البيزنطيين»).
ملك شاه
في عام 465هـ توفي ألب أرسالن في أرض ما وراء النهر أثناء الحرب[ ]42وعمره 40سنة ،وأوصى بالحكم بعده البنه
ملك شاه ،فُنصب سلطانًا للدولة الَس ْلُج وقية في العام نفسه ]43[.لكن ما إن تولى ملك شاه السلطنة حتى انقلب عليه عمه
«قاروت بك» ،فأسرع ملك شاه إليه وقابله بالقرب من همدان وهناك اقتتال فانهزم عّم ه واستقر الحكم البن أرسالن.
وكانت الدولة في عهده قد اتسعت اتساعًا عظيمًا ،فامتدت من كاشغر في أقصى المشرق (حيث توقفت الفتوح
اإلسالمية) إلى بيت المقدس في الغرب ،وبهذا فقد كانت تشمل كامل الجزء اإلسالمي من قارة آسيا عدا الجزيرة العربية
ودول جنوب شرق آسياُ .ي قال عن ملك شاه أنه كان من أفضل السالطين سيرة ،وأن القوافل كانت تعبر من أقصى
أذى]44[. المشرق إلى لشام في عهده آمنة دون التعّر ض إلى هجوم أو
أرسل ملك شاه خالل عهده جيوشًا مرتين متتاليتين لحصار مدينة حلب واالستيالء عليها ،لكنه فشل ،فتحّر كت جيوشه
ًا []45
(التي َي قودها أخوه «تاج الدولة تتش») جنوبًا وفتحت حماة .ودمشق وأظهر حاكم حمص الطاعة لها فتركوه حاكم .
لكن في عام 472هـ تغّي رت مجريات األحداث عندما راسل أهل حلب «مسلم بن قرواش العقيلي» لكي ُي خلصهم من
محمود المرداسي ]46[،فأتى إلى حلب واستولى عليها وأسقط بهذا الدولة المرداسية مقيمًا مكانها الدولة العقيلية ]47[،وقد
راسل السلطان الَس ْلُج وقي وأعلن له الوالء وعرض إرسال مبلغ من المال كل شهر مقابل إبقائه حاكمًا لحلب فوافق ملك
شاه ]48[.لكن الحقًا نشأ نزاع بين تتش (الذي واله ملك شاه على بالد الشام) ومسلم بن قرواش (الذي أظهر الطاعة
للسالجقة أيضًا) ،وقد قتل مسلم في النزاع وتابع من بعده ابنه ،لكن تتش نجح بانتزاع حلب منه فقرر ابن مسلم تسليم
حلب إلى ملك شاه واستدعاه لذلك ،فجاء ملك شاه من المشرق وتسلم حلب (التي تركها تتش وعاد إلى دمشق) ،وسيطر
ملك شاه أيضًا خالل هذه الحملة على الالذقية وبضعة مدن أخرى.
في أواخر القرن الخامس الهجري ظهرت حركة جديدة في المشرق هي جماعة الحشاشين ،والذين استولوا على قلعة
ألموت عام 483هـ ،فحاول ملك شاه أن ُي رسل إليهم دعاة ُي عدينهم إلى المذهب السني لكنه فشل ،فأرسل في عام 485
هـ جيشًا لُي حاصر القلعة لكنه ُه زم ُم جددًا ،فقرر السلطان الَس ْلُج وقي أن َي تجاهل هذه الحركة بالرغم من تحذيرات وزيره
نظام الملك الكثيرة له .وعلى أي حال فلم َي ملك ملك شاه وقتًا طويًال لمقاومة هذه الحركة ،ألنه توفي عام 485هـ تاركًا
بينهم]36[. دولة َي تنازعها أوالده فيما
الحرب مع البيزنطيين
رسم ُي ظهر معركة مالذكرد العظيمة بين السالجقة والبيزنطيين في عام 463هـ.
كان مسير طغرل بك إلى أذربيجان عام 446هـ من أولى غزوات السالجقة في بالد البيزنطيين .عندما وصل طغرل إلى
مدينة تبريز أطاعه حاكمها وخطب له وقدم له الهدايا ،فتركه حاكمًا لها وتابع سيره إلى أرمينيا ،فوصل إلى مالذكر
فحاصرها ونهب ما حولها ،لكنها كانت مدينة حصينة فطال حصارها حتى حل الشتاء ،فعاد إلى الري وكان ُي ريد متابعة
الحصار بعد انتهاء الشتاء ،لكنه اضطر عام 447هـ للعودة إلى العراق وفتح بغداد فلم ُي تابع غزوته ،وُي قال أن طغرًال نهب
وقتل مقدارًا عظيمًا من الروم خالل غزوته هذه.
[]35
في عام 449هـ نهب السالجقة ملطية وهزموا قربها القائد البيزنطي «فيالريتوس» ،بينما غزا جيش آخر لهم مدينة
قونية واإلمبراطور البيزنطي عاجز عن ردعهم .وقد قام ألب أرسالن أيضًا بحملة على أذربيجان وأرمينيا سنة 456هـ.
لكن في عام 462هـ سار اإلمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجين[ ]39جنوبًا إلى الشام بعد أن أدرك بتهديد
السالجقة إلمبراطوريته ،فاستولى على مدينة َم ْنبج ونهبها وقتل الكثير من سكانها ،وهزم صالح بن مرداس وجيوش
العرب التي معه .ثم أقام في «أرتح» شرق أنطاكية ،لكن اضطر بعد ذلك بسبب الجوع وقلة الغذاء المتوفر للجيش إلى أن
َي عود إلى أرمينيا في بالده.
لم َي كتفي اإلمبراطور البيزنطي -رومانوس الرابع -بحملته السابقة التي اضطر إليقافها قبل أن َي نتهي من غزوه ،ولذا فقد
سار عام 463هـ مع جمع عظيم من الروم البيزنطيين والفرنج والروس والكرج ُي قال أن عددهم وصل إلى مئتي ألف،
فوصل إلى منطقة قرب مدينة مالذكر .وفي هذه األثناء كان السلطان الَس ْلُج وقي ألب أرسالن ُي قيم في أذربيجان ،ووصل
إليه نبأ الجيش البيزنطي الضخم الذي َي توجه إلى دولته ،فحاول جمع عدد من الجنود بسرعة لكنه لم َي ستطع ،فسار على
عجلة من أمره مع ما َي ملك من عساكر (والذين بلغ عددهم 15ألفًا) باتجاه مالذكر وأرسل زوجته مع وزيره نظام الملك
إلى همذان .وعندما اقترب ألب أرسالن من موقع المعركة أرسل فرقة من الجنود تتقدم الجيش ،فالتقت مع فرقة مقدمة
جيش البيزنطيين التي بلغ عدد جنودها 10آالف ،فتقاتلتا وانتصرت فرقة السالجقة .وعندما التقى الجيشان أرسل
أرسالن إلى ملك البيزنطيين َي طلب منه المهادنة ،لكنه رد بأنه «ال مهادنة إال بالري» ،فانتظر السلطان حتى جاء يوم
الجمعة عندما َي دعو الخطباء بالنصر على المنابر وبدأ القتال .واستطاع السالجقة محاصرة جيش البيزنطيين وهزمهم،
وكانت من أعظم المعارك في تاريخ دولة السالجقة ،وقد ُس ميت بمعركة مالذكرد .وأدى هذا النصر إلى اكتساح السالجقة
لمعظم باقي األناضول ،وإلى هزيمة البيزنطيين وعجزهم عن مقاومة المد الَس ْلُج وقي بعد ذلك ،وقد ترتب عليه صلح
وضعه ألب أرسالن تتوقف الحرب بموجبه لخمسين عامًا وُي طلق جميع أسرى المسلمين في بالد الروم وَي مد البيزنطيون
جيوش السالجقة بالجنود متى احتاجوا ذلك .وبعد هذه المعركة اجتاح السالجقة تركيا حتى قاربوا حدود القسطنطينية،
فارتعد اإلمبراطور البيزنطي وطلب العون من البابا المسيحي ،والحقًا قام هذا اإلمبراطور بدعم الحملة الصليبية األولى
لحماية إمبراطوريته ]39[.وربما كانت أهم نتائج تلك المعركة استقرار السالجقة في أرض األناضول وتأسيسهم لسلطنة
سالجقة الروم.
الحروب الصليبية
معركة دوريليوم التي حسمت الصراع الَس ْلُج وقي-الصليبي في األناضول وتساقطت بعدها المدن الَس ْلُج وقية في أيدي الصليبيين.
في عام 490هـ ( 1097م) اجتمعت أربع جيوش أوروبية في األناضول بهدف غزو الشرق األدنى وأخذه من المسلمين،
وقد دعمهم اإلمبراطور البيزنطي بالمؤن والمساعدات وبعض المدد العسكري حتى لكي َي طردوا السالجقة من المنطقة،
وأجبر ثالثة من قادة الجيوش األربعة على حلف اليمين له بأن ُي عطوه جميع األراضي التي َي ستعيدونها من السالجقة ألنها
كانت تابعة له في السابق .بعد ذلك سارت الجيوش التي ُق در عدد جندها بزهاء 300ألف جنوبًا وحاصرت مدينة نيقية
(عاصمة سالجقة الروم وأهم مدنهم) ،فاستنجد أهلها بالسلطان الَس ْلُج وقي قلج أرسالن الذي كان ُي حاصر ملطية ،فتركها
وسار بسرعة إلنقاذ المدينة ،لكنه اصطدم بجيش صليبي متأخر عن بقية الجيوش أثناء طريقه واقتتال في معركة شديدة،
ووصل المدد إلى الصليبيين من الجيوش التي كانت تحاصر نيقية فانهزم السالجقة وانسحبوا .اضطر قلج أرسالن
لالستسالم لمصير نيقية بعد هذه المعركة ،فتركها وسار بعيدًا عنها ،وسقطت في أيدي الصليبيين بعد مدة قصيرة ،وقد
توجه بعد ذلك[ ]49[]39إلى الدانشمنديين (دويلة أخرى انفصلت عن السالجقة كانت في نزاع مع سالجقة الروم) وعقد
الصلح معهم مؤقتًا للتعاون على مقاومة الصليبيين الذين ُي هددون كليهما ،فاجتمعت قوى األتراك في األناضول وسارت
وصدهم]36[. معًا إلى سهول ضورليم لمقاومة الصليبيين
في البداية لم َي تقدم إلى السهول للقتال سوى جيش واحد من جيوش الصليبيين ،ولذا فقد ظن المسلمون أنه هو كامل
قوات الصليبيين الموجودة في المنطقة ،فبدؤوا القتال وأملوا النصر واقتربوا منه ،لكن فجأة ظهر جيشان صليبيان آخران
(كانت قد وصلتهم أخبار المعركة في اليوم السابق) والتحما في المعركة فقلبا مجريات األمور وانهزم المسلمون وخسروا
المعركة ،وهرب قلج أرسالن تاركًا وراءه الكثير من الغنائم للصلبيين ،وبعد هذه المعركة توقف عن قتالهم المباشر واستمر
باالنسحاب وإخالء المدن في المنطقة ،فاكتسحها الصليبيون بكل سهولة معيدين أراض ضخمة إلى اإلمبراطورية
البيزنطية ،وكانت هذه الموقعة التي حسمت الصراع الَس ْلُج وقي-الصليبي في األناضول هي معركة دوريليوم ]50[.سار
الصليبيون بعد هذه المعركة باتجاه الشام (وهي الجزء األهم من غزوتهم) ،فاستغرقت رحلتهم أربعة شهور عبر األناضول
ثم قرب الشام ،عانوا خاللها من الحرارة والجوع وقلة المؤن ،وعندما وصلوا أخيرًا إلى أرض الشام[ ]39غزوا مدينة قونية
وملكوها (والتي كان السالجقة قد جعلوها عاصمتهم الجديدة بعد سقوط نيقية) ثم هرقلة ثم اتجهوا إلى أنطاكية التي
أصبحت هدفهم الجديد ]49[،وملكوا في طريقهم قيصرية وطرسوس وأضنة (بمساعدة من األرمن المسيحيين في هذه
المدن الذين رحبوا بقدوم الصليبيين) وهزموا عدة جيوش صغيرة للسالجقة ،واجتاحوا الرها أيضًا وأسسوا فيها إمارتهم
األولى ،وقد هاجم قائد صليبي أثناء المسيرة مدينة سميساط وطرد منها الحامية التركية بمساعدة سكانها األرمن ،لكن
سرعان ما عادت الحامية وباغتتهم فقتلت من األرمن زهاء األلف رجل وبعض فرسان الصليبيين ،ومع هذا فقد استعادوا
المدينة الحقًا وطرد منها األتراك وقتل قائدهم .وفي األثناء التي دارت فيها هذه المناوشات بين فرق من الجيش
الصليبي ،كان الجيش الصليبي قد وصل أنطاكية بعد مسيرة أربعة شهور ،فحاصرها لكنها كانت منيعة وذات أسوار عالية
فطال حصارها وصمدت ،مما تسبب بانخفاض معنويات الصليبيين وحماسهم ،لكن القساوسة المسيحيين نجحوا برفع
معنويات الجنود من جديد ]51[،ومع استمرار إمدادات الصليبيين ومؤنهم فقد أطالوا الحصار وأنهكوا المدينة ،وفي النهاية
استطاعوا اقتحامها عام 491هـ ونهبوها وخربوها وقتلوا الكثير من أهلها ،وبذلك سقطت أنطاكية (إحدى أقوى مدن
المشرق) في أيدي الصليبيين ]52[]49[.والحقًا حاول المسلمون حصار أنطاكية واستعادتها لكنهم فشلوا ،وسرعان ما
سقطت القدس أيضًا ،فأسس الصليبيون بهذا ثالث إمارات ومملكة واحدة في الشرق األدنى (عالوة على اجتياحاتهم
الضخمة في األناضول) ،وهي :إمارة الرها وأنطاكية وطرابلس إضافة إلى مملكة بيت المقدس.
بعد تأسيس الصليبيين لدويالتهم األربع ،حشد «كمشتكين بن دانشمند» (الحاكم الداشمندي) بمعونة أمير سالجقة الروم
جيشًا جديدًا لمالقاة الصليبيين وسار به إلى أمير أنطاكية المدعو «بوهيموند» الذي كان َي غزو أحد الحصون ،وعندما علم
بوهيموند باألمر عاد بسرعة إلى أنطاكية وجمع جيشًا ضخم لقتال األتراك ،وسار به إليهم فاقتتال في معركة شديدة عام
493هـ ُه زم فيها الصليبيون واستطاع األتراك أسر األمير األنطاكي بوهيموند وقتل الكثير من جنوده .وبعد بضعة شهور
من ذلك انطلقت الحملة الصليبية لعام ،1101وكانت هي األخرى مؤلفة من أربعة جيوش تحركت في ثالثة أقسام ،كان
أحدها َي ضم جيشين من الجيوش األربع والذين َي تألفان بشكل أساسي من اللومبارديين ،وقد أصّر جنود هذا الجيش على
السير شرقًا لتحرير بوهيموند من األتراك قبل متابعة السير إلى الجنوب ،ومع أن القسم اآلخر من الجيش حاول إقناع
اللومبارديين بعدم فعل ذلك إال أنهم أصّر وا وكادوا ُي علنون العصيان فسار الجيش إلى الشرق حتى وصل أنقرة وملكها،
فأسرع األتراك من سالجقة ودانشمنديين باالتحاد معًا والسير إلى الصليبيين ،ودخلوا معهم في عدد من المناوشات بغيت
إرهاقهم واستنزاف قواهم ،ثم راسلوا أمير حلب («رضوان الَس ْلُج وقي») الذي كانوا في خالف معه سابقًا واستدعوه
فأتاهم مع جيشه بسرعة قاطعًا مئات الكيلومترات .والتحم الجيشان قرب أماسيا عام 494هـ واستمرت المعركة لمدة
يوم استطاع فيه األتراك أن َي هزموا الصليبيين وأن َي قتلوا اآلالف منهم ،فلم َي نجو منهم في النهاية إال 3آالف جندي الذوا
بالفرار إلى القسطنطينية ،وُي قال أن حوالي 30ألفًا منهم قتلوا في المعركة ،مما أدى إلى إبادة جيشين من الجيوش
الصليبية األربع بالكامل تقريبًا .وبعد أن تحمس األتراك من نصرهم هذا ساروا إلى منطقة بين نيقية وهرقلة حيث كان
القسم الثاني من جيش الصليبيين ،فحاصروه وهزموه وقتلوا معظمه بينما هرب القائد بالكاد مع بعض الفرسان إلى
أنطاكية ،وبعد هذا ساروا إلى آخر أقسام الجيوش الصليبية والذي كان قد عبر القسطنطينية قبل مدة ليست بالطويلة،
فحاصروه هو اآلخر وأبادوه قاضيين بهذا على كافة جيوش تلك الحملة الصليبية ،وربما كان هذا أعظم نصر للسالجقة
واألتراك في الحروب الصليبية.
لم َي توقف السالجقة عند ذلك ،فما إن استتب السالم في اإلمبراطورية الَس ْلُج وقية وانتهت النزاعات الداخلية فيها ،اتجه
محمد بن بركيارق إلى الجهاد ،فوجه األوامر إلى مودود أمير الموصل وسقمان أمير أرمينيا بالسير بحملة عسكرية كبيرة
إلى الصليبيين مباشرة بعد سقوط طرابلس ،فاتجهت الحملة إلى الرها وحاصرتها ،لكن سرعان ما جاء المدد من بقية
الدويالت الصليبية فرفعوا الحصار واتجهوا إلى حران ،ثم التقوا الحقًا مع المدد الصليبي قرب نهر الفرات وهزموا قوات
الصليبيين وظفروا بهم ،وبعد ذلك عادت قوات السالجقة إلى أراضي الدولة دون غزو الرها ،فعادت قوات الصليبيين أيضًا
إلى دويالتها .لكن بعد مدة قرر الصليبيون أن َي غزو العراق من أجل الوصول إلى بغداد ،فبدؤوا بتوسيع أراضيهم بحصار
حصن حران ،فهب أمير الموصل ومعه سقمان ُم جددًا واشتبكا مع الصليبيين في معركة وهزموهم ،وبعد ذلك أعادوا
حصار الرها لكنهم فشلوا وانسحبوا ،وقد استطاعوا أيضًا استعادة بضعة مدن في أنطاكية .واستمرت الحروب طويًال بعد
ذلك بين السالجقة والصليبيين ،ومع أن السالجقة أفلحوا باستعادة العديد من المدن وبمنع استيالء الصليبيين على
[]52[]39
العديد غيرها ،لكنهم لم َي ستطيعوا إسقاط أي من الدويالت األربع التي أسسها األوربيون في المشرق.
االنحطاط والسقوط
انتهى عهد قوة الدولة الَس ْلُج وقية ونفوذها الواسع بموت السلطان ملك شاه عام 485هـ ،والذي كان ثالث سالطين
السالجقة ،ومع أن دولتهم عاشت ألكثر من قرن بعد ذلك إال أنها كانت متفككة وضعيفة ،فسرعان ما بدأت الدولة تنقسم
وتتفكك إلى دويالت عدة ،فظهرت دول شبه مستقلة عنهم هي بشكل رئيسي سالجقة العراق والروم والشام وكرمان
وخراسان وهم فروع من البيت الَس ْلُج وقي أسست لها دوًال خاصة في المناطق التي كانت تحكمها ،وهذا أدى إلى ضعف
الدولة وانكسار شوكتها ،فضًال عن النزاع الذي نشب[ ]53بين هذه الدول بهدف توسيع النفوذ ،فأضعف الدولة أكثر وشغلها
عن مقاومة الغزو الخارجي .بدأت النزاعات الداخلية في دولة السالجقة عند وفاة ملك شاه ،فخلف ولدين هما بركيارق
وأخ أصغر اسمه محمد ،وكان األول في الثالثة عشرة والثاني في الرابعة ،لكن أم محمد راسلت الخليفة العباسي وأجبرته
على االعتراف بابنها وإقامة الخطبة له فنصب سلطانًا في عام 485هـ ،وعين أمير إلدارة شؤون الدولة بدًال من السلطان
الصغير ،بينما زج األخ األكبر بركيارق في السجن .لكن بسبب تأييد نظام الملك قبل موته في نفس العام لبركيارق فقد كان
له الكثير من األنصار الذين حرروه من السجن ونصبوه حاكمًا ألصفهان ،وبعد ذلك حشد كل من بركيارق ووالدة محمد
هـ]36[. جيشًا والتقيا عام 486هـ فانتصر بركيارق واعترف به الخليفة العباسي سلطانًا للسالجقة عام 487
ومع أن الحكم استتب لبركيارق في النهاية ،إلى أن الدولة الَس ْلُج وقية بدأت بالتفكك خالل هذا العهد ،فاستقل «قتلمش
بن إسرائيل بن أرسالن» باألناضول منذ عام 470هـ مؤسسًا سلطنة سالجقة الروم ،والحقًا في عام 487هـ استقل
«تتش بن ألب أرسالن» بالشام ثم «مغيث الدين محمود» بالعراق عام 511هـ ،وهذا مع أن السيطرة العامة على الدولة
الَس ْلُج وقية وعلى الجزء األكبر منها بقي في أيدي سالطين خراسان ،الذين استمروا حتى عام 552هـ ]53[،فقد حكم
السلطان الَس ْلُج وقي «سنجر» منذ عام 511وحتى 552وقد نجح بإعادة هيبة الدولة وقوة السالجقة وبتوحيد بالدهم
من جديد ]54[،لكن هذا لم َي منع انحطاط الدولة وضعفها بسرعة بعد موته .في األيام األخيرة لسنجر ،استعان الخليفة
العباسي بخوارزم شاه للتخلص من السالجقة ،ووعده بإعطائه كافة أراضيهم إن خلصه منهم ]55[،فاكتسح الخوارزميون
خراسان والمشرق ،وكانت هذه نهاية نفوذ سالجقة خراسان وكرمان والعراق ،وكان حكم سالجقة الشام قد زال قبل ذلك
بمدة طويلة ،أما سالجقة الروم فقد استمروا حتى القرن الثامن الهجري ثم اكتسحهم المغول ]56[]53[،وهكذا انتهى عصر
الدولة الَس ْلُج وقية التي كانت إحدى أقوى دول المشرق في التاريخ.
النظام العسكري
كانت توجد ثالثة رتب رئيسية في الجيش الَس ْلُج وقي ،أعالها هي رتبة «األمير الحاجب الكبير» الذي َي قوم بإدارة
الجيوش وتوجيهها وقيادتها ]57[،وهو أكثر رجال الدولة نفوذًا تقريبًا بعد السلطان ]58[،وَي جب أن َي كون الحاجب كبيرًا في
العمر بحيث ال َي قل عمره عن 35أو 40عامًا من أجل أن َي ملك خبرة كافية في اإلدارة والتنظيم وغيره ]59[،ويتولى
الحاجب العديد من المهام مثل تحديد األماكن المناسبة لوقوف الجيش وتزويده بالمؤن وترتيب صفوفه للقتالَ ]60[.ي لي
الحاجب «القائد العام» أو «األسفهسالر» ،وهو الذي ُي شكل أداة االتصال بين الحاجب والمقدمين (قادة الفرق) ،كما أنه
القائد األكبر واألهم للجيش ،وُي مكنه إدارة الجيش وتولي تنظيمه في حيال غياب الحاجب ]61[،وقد كانت هذه الرتبة
موجودة في األنظمة العسكرية منذ عهد الغزنويين ]62[]61[.أما الرتبة القيادية األقل في الجيش فهي «المقدم» ،وهو الذي
َي توالى قيادة الفرق العسكرية ]61[،وُي مكن أن َي كون المقدم «أمير حرس» (من َي تولى تنفيذ العقوبات وضبط النظام في
الجيش ،وُي سمى في هذه الحالة «جندر») أو قائد قلعة (وُي سمى في هذه الحالة «دزدار») .وكانت هناك أيضًا رتب أخرى
تتعلق بضبط الجيش والحفاظ على نظامه ،مثل «قاضي العسكر» (من َي حكم بين العساكر وُي عاقبهم على أخطائهم)
[]57
و«أمير السالح» (حارس مخازن األسلحة) وغيرها.
تنظيم الجيش
كان الجيش الَس ْلُج وقي ُي نظم بشكل رئيسي بـ«ديوان عرض الجيش» ،والذي َي تضمن أسماء الجند ورواتبهم وكافة
أحوالهم ]62[،وكان َي تولى شخص إدارة هذا الديوان ُي سمى عادة بالعارض ،هو الذي َي قوم بتنظيمه وتدوين األسماء وغيره،
وكان ديوان الجيش أساسيًا جدًا للمحافظة على النظام العسكري وإدارة جيوش الدولة .اهتم السالجقة بإعطاء الجند
أرزاقهم والتعجيل بها حرصًا على الحفاظ على رضاهم ومن ثم على استقرار الجيش ]61[،وقد كان الجنود ُي عطون المال
نقدًا في األيام األولى للدولة الَس ْلُج وقية ،لكن الحقًا استغنى السلطان ملك شاه عن المال وأصبح ُي قطع لهم اإلقطاعات بدًال
من ذلك ،وفي كال الحالتين كان ديوان عرض الجيش هو المسؤول عن تنظيم توزيع الرواتب .كما أن توفير المؤن كان
جزءًا هامًا من مهام الديوان ،وقد كان َي قوم بعض القواد بشراء مؤن لجيوشهم[ ]57بأنفسهم في بداية العهد الَس ْلُج وقي،
لكن الحقًا ولكي ال َي ظلم الجنود سكان الدولة وَي أخذوا منهم المؤن غصبًا فقد قام نظام الملك بتوزيع مؤن مخّص صة
للعسكر على مختلف مناطق ومدن الدولة الَس ْلُج وقية لكي تتزود بها الجيوش متى احتاجت ،وساعد هذا في حل
مشكالت المؤن وأتاح للديوان إدارة توزيعها بسهولة .أشرف الديوان على تسليح الجيش أيضًا ]61[،وُي قال أن الجيش كان
َي تضمن -منذ عهد طغرل بك -نجارين وغيرهم لصنع ما َي حتاجه العساكر من أسلحة ]63[،وكان َي تم تزويدهم بالسالح
والعتاد حتى أثناء المعارك والقتال ]64[،وكانت توجد مخازن مخصصة الحتواء أسلحة الجند َي حرسها «أمير السالح» أو
دار»]59[. «سالح
قوات الجيش
تألف الجيش الَس ْلُج وقي من أعراق متعددة ،فقد كان َي تضمن أتراكًا وأكرادًا وعربًا وفرسًا وديالمة وأرمنًا ،كما أن قواته
كانت تتألف من مشاة وفرسان ورماة ،فَي تقدم المشاة الجيش وخلفهم الفرسان الذين كانوا َي تميزون بمهارتهم في إطالق
السهام أثناء عدو خيولهم .كانت تنقسم قوات الجيش الَس ْلُج وقي إلى عدة أقسام ،منها[« ]57الجيش النظامي» ،وهو
القّو ات التي تعمل بشكل دائم في خدمة الدولة ،وتتألف من العبيد الذين أسروا في المعارك أو أهداهم بعض الملوك
للسالجقة .كانت قبائل األتراك من العناصر الهامة أيضًا ،وكثيرًا ما كان سالطين السالجقة ُي ضطرون لدفع المال لهذه
القبائل تجنبًا للحروب معها ]65[]61[،ومع هذا فقد كانت هامة جدًا في تأسيس الدولة الَس ْلُج وقية واستمراريتها ]59[،كما أنه
كانت تلتحق بجيوش السالجقة عند نشوب الحروب القوات الخاصة بالواليات ]66[،حيث أن لكل حاكم والية قوات خاصة
له َي ستخدمها للدفاع عن منطقتهُ ]61[.ي مكن أيضًا أن تلتحق بالجيوش فرق من المدن المجاورة التي َي مر العسكر قربها ،أو
متطوعون َي ودون المشاركة في الجهاد ،وهؤالء لم ُي دونوا ضمن ديوان عرض الجيش الَس ْلُج وقي .تضمن جيش الدولة
قسم الطالئع ،وهم فرق من الجند َي تقدمون الجيش لكي َي ستطلعوا مناطق ُو جود العدو وطبيعتها وكافة المعلومات
األخرى عن مناطق المعارك ،ووظيفتهم ال تتضمن الدخول في القتال عادة .وتوجد فرق أخرى تتقدم الجيش تسمى
«تشكيالت المنزل» ،وظيفتها اختيار المواقع المناسبة إلقامة الجيش وتجهيزها وتهيأتها بكل ما َي لزم لذلك من طعام
وغيره]57[.
استخدم الجنود السالجقة أسلحة القتال العادية مثل السيف والرمح والقوس والمقالع ،وكان القوس والسهم من أهم
أسلحتهم ،فقد اشتهروا بمهارتهم في رمي السهام خاصة من فوق ظهور الخيل ،فقد كان الرماة الخيالة ُي طلقون السهام
أثناء عدو خيولهم دون التأثير على دقة إصابتهم ،وُي قال أنه كان َي قذف الرماة الَس ْلُج وقيون 10آالف سهم في المعركة
دفعة واحدة ]57[.وكانوا َي رتدون دروعًا واقية للحماية مع خوذ تسمى بـ«البيضة» وتروس في أيديهم لصد ضربات العدو.
واستخدموا أيضًا كافة أدوات الحصار الثقيلة ،بما في ذلك المنجنيقات[ ]66[]61واألبراج الخشبية (التي َي قتحمون بها
أسوار العدو) ورأس الكبش (الذي ُي حطمون به بوابات الحصون) وساللم الحصار ،وحصنوا المدن والقالع ببناء األسوار
العدو]57[. المرتفعة وحفر الخنادق العميقة إلعاقة تقدم
الدولة والحضارة
الحياة المدنية
كان السالجقة في البداية قبائل تعيش في وسط آسيا ،ومع أنهم لم َي كونوا بدوًا أميين في تلك األيام إال أنهم سعوا إلى
االستقرار في مكان ما والعيش فيه قبل أن ُي هاجروا إلى غرب آسيا .في تلك الفترة ،عاش السالجقة في قرى وبلدات
بسيطة ،باستثناء المناطق التي فرضت عليهم فيها الظروف الطبيعية أن َي عيشوا الحياة البدوية ]68[.ثم انتقلوا الحقًا
للعيش في المدن بعد أن وصلوا إلى الشرق األوسط وأصبحوا حكام أكبر دولة ،وهذا غّي ر كليًا أسلوب حياتهم حيث تركوا
المدنية]69[. عمل الحقول والزراعة وانتقلوا إلى الحياة
كانت تنتشر في األناضول خالل العهد الَس ْلُج وقي مدن صغيرة تسمى «الهان» ،والتي كانت تحاول تقديم جميع الخدمات
للمسافرين المارين بها .فهناك كان التجار يأكلون وَي ستحمون وُي نظمون سلعهم وُي صلحون عرباتهم وَي عتنون بحيواناتهم
(وربما كان عدد الحيوانات في الهان ُي قارب ضعف عدد البشر) .الباحثون ليسوا متأكدين بعد من الطريقة التي كانت تنظم
بها بلدات الهان لكي تالئم كال الحيوانات والبشر ،لكن َي عتقد البعض بأنهم كانوا ُي فصلون عن بعضهم حيث تمكث
مجاورة]70[. الحيوانات في الفناء بينما َي جلس المسافرون في حجيرات
ارتدى الرجال السالجقة سراويًال وقمصانًا قماشية ،ومعها سترات ُم ميزة في خياطتها تسمى «اليالما» .وكانت القبعات
جزءًا هامًا من زيهم ،حيث ارتدوا قبعات بسيطة على شكل قبة مع بعض الزخرفات البسيطة عليها ،وتسمى قباعتهم
الشعبية بـ«البويرك» ،وكانوا َي رتدون قبعات بويرك قماشية في الصيف بينما استبدلوها بأخرى من الفرو في الشتاء.
وارتدى السالجقة األحزمة أيضًا ،والتي كانوا ُي علقون عليها قوسًا وجعبة سهام وفي بعض األحيان سيفًا أيضًا ،ومن ثم
فإنها هامة للجنود .كما كانوا َي رتدون أحذية جلدية عالية تصل إلى الركبة ،والتي كانت شائعة جدًا في المنطقة وتصنع
[]71
باللونين األسود والبني عادة.
كانت العائلة الَس ْلُج وقية تتألف من امرأة ورجل وأطفال ،ومعهم أحيانًا بعض األقارب ُي قيمون في نفس المنزل .ومع أن
المرأة كانت تكدح في الحقول في المجتمع القروي ،إال أن النساء المدنيات ُكن ُي حبسن في بيوتهن بغض النظر عن
مكانتهم االجتماعية .واعتمادًا على الحالة االقتصادية لألسرة كانت ربة البيت إما تقضي يومها في أعمال المنزل الروتينية
أو باإلشراف على الخدم الذين ُي خيطون وَي حبكون وَي عزفون الموسيقى وَي عتنون بطفلها وَي قومون بكافة أعمال المنزل
األخرى .لكن وجود المرأة خارج المنزل كان محدودًا جدًا ،حيث لم تكن تستطيع مغادرته إال في المناسبات الخاصة مثل
األعراس واالحتفاالت .كما أن الشباب من السالجقة لم َي ستطيعوا رؤية زوجاتهم قبل الزواج أو اختيارهم حتى ،بل كانت
أم العريس هي من تقوم بهذا ،بحيث َي تم األمر بين اآلباء فقط.
لكن مع هذا فقد كان من الشائع عمل النساء في العهد الَس ْلُج وقي في مهنة الطب ]69[،بل إنهم كانوا عنصرًا هامًا لهذا
السبب في الجيش وكان دورهم أساسيًا وجوهريًا في عالج الجنود الجرحى والمصابين.
الفن والثقافة
بسبب التنقل الطويل لألتراك الذي انتهى بوصولهم إلى أرض األناضول بعد أن كانوا قبائل في وسط آسيا ،فقد اختلطت
ثقافتهم وفنونهم وعقيدتهم مع ثقافات الشعوب األخرى التي قابلوها أثناء هجرتهم ،مما َي جعل نشأة فنونهم وحضارتهم
مبهمة وغير واضحة .لكن في عام 985م حدث تحول في عقيدة السالجقة عندما غير رئيس الجيش الَس ْلُج وقي دينه
إلى اإلسالم ،مما تسبب بتغير في فنونهم التي سادت عليها الثقافة اإلسالمية ،خصوصًا بعد تمدد السالجقة إلى بغداد
والجزيرة العربية حيث أصبحوا في قلب العالم اإلسالمي وفي مركز ثقافته .تأثر األتراك والسالجقة خالل هذه الفترة
بالفن والعمارة اإلسالميين ،وقاموا أيضًا بأخذ بعض األفكار من الفنانين الصينيين ومزجوها مع فنهم اإلسالمي السائد،
فتطورت فنونهم أكثر.
َز خَر ف السالجقة قصورهم برسوم منحوتة وبخطوط زخرفية متنوعة ،وقد طور حرفّي وهم في الفنون الخزفية واألشغال
المعدنية تقنيات صنع جديدة وزخرفوا أوانيهم الخزفية بنقوش متنوعة (من المالحم العسكرية إلى دائرة البروج
والتقاويم الفلكية) ]73[]72[،وكانوا َي صنعون من الخزف أواني األزهار والشرب واألباريق والسلطانيات وبألوان متنوعة.
كانت صناعة القرميد منتشرة أيضًا في تلك األوقات ،بل إنه كان أكثر شيوعًا بكثير من الخزف ،وعالوة على ذلك فقد شهد
عصر السالجقة أول تقدم كبير في الفن اإلسالمي لصناعة القرميد ،وكان ُي ستخدم القرميد عندهم في زخرفة المساجد
والمصليات ومآذنها صانعين به نقوشًا جميلة عليها ]74[.وقد أعطى ازدهار السالجقة األدبي فرصة لظهور كتب مدهشة
وعالية األهمية من األعمال العلمية واألدبية ،وما زالت هناك العديد من اآلثار الباقية لألدب التركي الَس ْلُج وقي مثل بعض
المعاجم اللغوية والحكايات الملحميةُ .ي مكن -في الفن الَس ْلُج وقي -مالحظة ظهور الناس كمواضيع للوحات واألعمال
الفنية ،وَي عتقد الدارسون حاليًا أن ما وّلد هذا التطور هو تغير فلسفتهم اإلنسانية التي تتمثل في التساؤل حول دور
الجنس البشري في الكون والرغبة في الحصول على المعرفة وتطوير نظام أخالقي.
ظل الفن الذي ظهر ونشأ أثناء عهد السالجقة سائدًا في العراق وتركيا تحت حكم ساللة السالجقة الروم الفرعية (- 1081
1307م) ]72[،لكن بعد الغزو المغولي وسقوط السالجقة ثم قيام العثمانيين شهد األدب والفنون تغيرات كبيرة متالحقة،
ولم َي بقى الكثير من فن السالجقة القديم ،لكن مع هذا فقد أحيت القبائل الوافدة من وسط آسيا بعد غزو المغول الثقافة
أطول]74[. والتقاليد التركية في األناضول حيث استطاع الفن الصمود لمدة
الوزارة
كان َي تم تقليد الوزير الَس ْلُج وقي منصبه بإرسال الحاجب أوًال الستدعاء من سيتولى المنصب ،ثم ُي قابل السلطان وُي عطى
منصبه الجديد بعد مناقشة عن المهام اإلدارية التي سيتوالها الوزير ]75[.وقد أعطَي الوزراء السالجقة األلقاب ،بل إن
العديد منهم حصلوا على عدة ألقاب ،ومن ألقابهم «قوام الدين والدولة» و«ضياء الملك» .عندما كان َي تولى شخص
الوزارة في العهد الَس ْلُج وقي كان ُي منح منزًال خاصًا به على الفور ،وكان َي حصل على الحق بمرافقة السلطان الَس ْلُج وقي
أثناء تنقله وزياراته للواليات المختلفة إضافة إلى الحق بدخول مجلسه ،كما أن الوزير كان في الدولة الَس ْلُج وقية ثاني
أكثر األشخاص نفوذًا في الدولة بعد السلطان مباشرة ،حتى أنه كان أعلى نفوذًا من الحاجب ،فقد أعطي صالحيات إدارية
وسياسية كبيرة وكانت أمور الدولة بيده .من أشهر وزراء السالجقة الوزير «عميد الملك الُكندري» في عهد طغرل بك
شاه]36[. و«نظام الملك» في عهدي ألب أرسالن وملك
المدارس النظامية
صورة الغتيال الوزير نظام الملك ،مؤسس المدارس النظامية ،والذي كان أحد أشهر الوزراء في تاريخ السالجقة وفي التاريخ اإلسالمي كله.
تسمى بـ«المدارس النظامية» نسبة إلى أول من أسسها وهو الوزير الَس ْلُج وقي نظام الملك .جاءت فكرة تأسيس هذه
المدارس بسبب انتشار المذهب الشيعي في المشرق خصوصًا خراسان والعراق وغيرها من أقاليم تلك البالد ،وقد كان
نظام الُم لك مهتمًا بنشر المذهب السني والقضاء على الحركة الشيعية ،واعتقد أن غزو بالدهم وانتزاع فارس من قبضة
البويهيين لم َي كن كافيًا لذلك .ولذا فقد قرر نظام الملك البدأ بإنشاء سلسلة من المدارس التي تعلم الدين حسب تعاليم
مذهب السنة ،وبشكل أكثر خصوصًا المذهب الشافعي بسبب كون نظام نفسه شافعيًا ]36[،فبدأ بتأسيس أولى هذه
المدارس في مدينة بغداد عام 457هـ ،وانتهى بناؤها في شهر ذي القعدة عام 459هـ وحضرها جمع عظيم من سكان
بغداد عند افتحاحها ،وقد كلف بالتدريس بها أبو إسحاق الشيرازي .وقد كانت مواقع إنشاء أولى المدارس النظامية هي:
بغداد وبلخ ونيسابور وهراة وأصفهان والبصرة والموصل ومرو وطبرستان ]76[.صرف نظام الملك مبالغ هائلة في
المدارس ،وحرص على أن توفر راحة كاملة للطالب ،فخصص سكنًا للمدارس لكي ُي قيم به طالبها ،وأعطى كل واحد منهم
أربعة أرطال من الخبز كل يوم إلعالته ،وبنى في كل مدرسة مكتبة ضخمة تشبع اهتمامات الطالب ،وقيل إن تكاليف
بعض هذه المدارس وصلت إلى 10آالف دينار ،وعدد طالبها وصل إلى 300طالب .وفضًال عن هذا فقد اهتم نظام الملك
بأن َي زور بنفسه هذه المدارس دوريًا وأن َي تأكد من أن أمورها تجري جيدًا ،فقد زار مثًال في عام 480هـ مدرسة بغداد
هناك[]36 واطلع على أحوالها ودرس بها قليًال .كان ُي شترط لتعيين مدرس في مدرسة نظامية أن َي كون شافعيًا ،وكانت
عدة مناصب إدارية في هذه المدارس هي :المدارس (من ُي لقي الدروس) والنائب (من َي نوب عن المدرس في اإللقاء إذا لم
َي ستطع ذاك الحضور) والمعيد (طالب ُي عيد الدرس للطالب اآلخرين وُي ساعدهم على فهمه إن تطلب األمر) .وعندما كان
ُي نهي الطالب تعلمهم في المدارس كانوا ُي قدمون طلبًا للحصول على «اإلجازة» ،وهي وثيقة تشبه الشهادة تثبت أنهم
درسوا وتعلموا في هذه المدارس ،والتي تتيح لهم الحقًا االلتحاق بوظائف مثل القضاء وإلفتاء والتدريس وغيرها.
[]77
قائمة السالطين
الوفاة المولد فترة الحكم االسم اللقب االسم الملكي #
4سبتمبر 1063 990 1063-1037 محمد رکن الدنیا والدین طغرل بك 1
19نوفمبر 1092 1055 1092-1072 حسن معز الدین جالل الدولة ملك شاه 3
1094 1087أو 1088 1094-1092 محمود ناصر الدنیا والدین محمود األول 4
أبريل 1118 يناير 1082 1118-1105 محمد غیاث الدنیا والدین محمد تبار 7
أكتوبر/نوفمبر
1109 1134-1132 رکن الدنیا والدین طغرل الثاني 11
1134
13سبتمبر 1152 1108 1152-1134 مسعود غیاث الدنیا والدین مسعود 12
ديسمبر 1159 1128 1159-1153 محمد رکن الدنیا والدین محمد الثاني 14
1161 1118 1161-1159 سليمان غیاث الدنیا والدین سليمان شاه 15
1176 1133 1176-1161 أرسالن معز الدنیا والدین أرسالن شاه 16
19مارس 1194 1169 1191-1176 رکن الدنیا والدین طغرل الثالث 17
19مارس 1194 1169 1194-1192 رکن الدنیا والدین طغرل الثالث 19
15ديسمبر 1072 1029 1072-1064 محمد عضد الدولة ألب أرسالن 2
8مايو 1157 1085 1118-1097 أحمد معز الدين أحمد سنجر 6
كرمان كانت دولة جنوب بالد فارس ،وسقطت عام ,1187أغلب الظن على يد طغرل الثالث .من السالجقة العظام:
الوفاة المولد فترة الحكم االسم اللقب االسم الملكي #
توران شاه
1096 1096-1084 عماد الدولة 5
األول
محمد شاه
1156-1142 مغيث الدنيا والدين 8
األول
أرسالن شاه
1177 1177-1174 11
الثاني
طوران شاه
1183-1177 12
الثاني
محمد شاه
1188 1188-1183 محمد 13
الثاني
ألب أرسالن
1114-1113 تاج الدولة 6
األخرس
أتابكة حلب:
قتلمش 1
قلج أرسالن
3
األول
قلج أرسالن
1192-1156 عز الدين 6
الثاني
,1197-1192
غياث الدين كيخسرو األول 7
1211-1205
سليمان شاه
1204-1197 ركن الدين 8
الثاني
قلج أرسالن
1205-1204 عز الدين 9
الثالث
كيخسرو
1246-1237 غياث الدين 12
الثاني
كيكاوس
1257-1246 عز الدين 13
الثاني
قلج أرسالن
1265-1248 14
الرابع
كيخسرو
1282-1265 غياث الدين 16
الثالث
,1284-1282
,1293-1284
غياث الدين مسعود 17
,1301-1294
1307-1303
,1284
,1294-1293 عالء الدين كيقباد الثالث 18
1303-1301
المالحظات
.1كان علي تكين في البداية قبل ظهور السالجقة أسيرًا عند إيلك خان إمبراطور القراخانيين ،لكنه استطاع في عهد
أوالد َس ْلُج وق بن ُد َق اق أن َيهرب إلى بخارى التي استولى عليها وأصبح حاكمها .وهناك تحالف مع أرسالن بيغو بن
َس ْلُج وق ضد إيلك الخان ،فاستطاعا معًا صد ما أرسله إليهما من جيوش الستعادة المدينة .لكن علي تكين أخذ ُي غير
على أراضي الغزنويين وُي عيق رسلهم بعد ذلك ،فغضب محمود الغزنوي -حاكم الغزنويين آنذاك -وسار إليه في
جيوشه فهرب علي من بخارى ،والحقًا عاد إليها بعد رحيل الغزنويين وحاول إثارة الفتنة بين السالجقة على ما َيرد
في فقرة التأسيس.
المصادر
الصالبي ,علي محمد ( ،)2006دولة السالجقة – وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي ،دار
المعرفة9953850542 ISBN ،
ابن األثير ,عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني ( ،)1979الكامل في التاريخ – المجلد التاسع،
دار صادر،
) .د .محمد عبد العظيم يوسف أبو النصر .عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية :الهرم ،مصر
تاريخ العراق في العصر الَس ْلُج وقي -د .حسين أمين -بغداد -مطبعة األرشاد 1385هـ 1965/م.
المراجع
Savory, R. M. and Roger Savory, Introduction to Islamic civilisation, (Cambridge University Press, .1
.1976), 82
Black, Edwin, Banking on Baghdad: inside Iraq's 7,000-year history of war, profit and conflict, (John .2
.Wiley and sons, 2004), 38
.Grousset, Rene, The Empire of the Steppes, (New Brunswick:Rutgers University Press, 1988),159,161 .3
.4أمة عظيمة من الترك ،واألغز (أي تسعة بالتركية) وهو مأخود من عدد األسر وقبائلهم المتفرقة ،ظل الحكم في أيديهم في بالد
الترك حتى انتقل إلى االويغور (إحدى قبائل الترك) سنة 128هـ ،وظل الحكم في أيديهم إلى عام 256هـ ،انظر :بارتولد :تاريخ
الترك ودائرة المعارف اإلسالمية :مجلد ،5ص 45-38
.6أخبار الدولة الَس ْلُج وقية ( .)1984صدر الدين الحسيني .ت .محمد اقبال .دار اآلفاق الجديدة :بيروت
.7الصالبي ،2006صفحة20
.8الصالبي ،2006صفحة21
.9الصالبي ،2006صفحة23
.11الصالبي ،2006صفحة31
.12كتاب النجوم الزاهرة ( :)5/50الدولة الَس ْلُج وقية منذ قيامها ،ص.24
.22الصالبي ،2006صفحة32
.23الصالبي ،2006صفحة33
.24الصالبي ،2006صفحة45
.25الصالبي ،2006صفحة46
.35كتاب "الكامل في التاريخ" البن األثير ،المجلد التاسع ص 496إلى ص( 611عدة أخبار عن غزوات السالجقة ثم فتحهم لبغداد)،
دار صادر -بيروت .1979 -
.36كتاب "دولة السالجقة :وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي" لعلي محمد الصالبي ،الطبعة األولى
،2006دار المعرفة بيروت -لبنان.
.37كتاب "الدولة العباسية :من الميالد إلى السقوط" لمحمد قباني ،الطبعة األولى " ،2006دار وحي القلم" -دمشق ،سوريا.
.38كتاب "البداية والنهاية" البن كثير ،المجلد الخامس عشر ص 771إلى ص.790
.39كتاب "الحروب الصليبية في المشرق" لسعيد أحمد برجاوي ،الطبعة األولى 1984م ،دار اآلفاق الجديدة -بيروت ،لبنان.
.40كتاب "الكامل في التاريخ" البن األثير ،المجلد العاشر ص 37إلى ص"( 67ذكر فتح ألب أرسالن مدينة آني وغيرها من بالد
النصرانّي ة" وغيرها ،)..دار صادر -بيروت .1979 -
.43كتاب "سير أعالم النبالء" ،المجلد الثامن عشر ص 417والتاسع عشر ص.55
.44كتاب "وفيات األعيان :وأنباء أبناء الزمان" لـ"أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان" ،حققه د.إحسان
عباس ،المجلد الخامس ص 283إلى ص :740( 289ملكشاة الَس ْلُج وقي) ،دار صادر -بيروت ،لبنان.
.49كتاب "الحروب الصليبية :العالقات بين الشرق والغرب" لمحمد مؤنس عوض ،ص 76إلى ص ،78الطبعة األولى 2000م.
.50كتاب "قصة الحروب الصليبية :من البداية إلى عماد الدين زنكي" لراغب السرجاني ،ص 84إلى ص"( 100الصدام مع السالجقة
الروم").
.51كتاب "دور الفقهاء والعلماء في الجهاد ضد الصليبيين" للدكتور آسيا نقلي ،ص 242إلى ص ،244مكتبة العبيكان ،الطبعة ألولى
.2002
.52كتاب "الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري" لمحمد حامد الناصر ،ص ،98مكتبة الكوثر ،الطبعة األولى 1998م.
.53كتاب "تاريخ الدول اإلسالمية ومعجم األسر الحاكمة" لستانلي بول (ترجمة أحمد السعيد سليمان) ،المجلد األول ص 313إلى
ص( 325السالجقة) ،دار المعارف بمصر -القاهرة.
.57كتاب "دولة السالجقة :وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي" لعلي محمد الصالبي" ،الفصل الثالث:
النظم الحربية عن السالجقة" ص 240إلى ص ،312الطبعة األولى ،2006دار المعرفة بيروت -لبنان.
.58كتاب "العرب واألتراك :دراسة لتطور العالقة بين األمتين خالل ألف سنة" لعبد الكريم غرايبة ،ص ،96جامعة دمشق 1961م.
.59كتاب "سياست نامة" أو "سير الملوك" لنظام الملك الحسن بن علي الطوسي (ترجمة يوسف حسين بكار) ،ص 143إلى ص،145
دار الثقافة -قطر .1987
.60كتاب "األحكام السلطانية والواليات الدينية" للماوردي ،ص ،43دار الكتب العلمية -بيروت ،لبنان 1982م.
.61كتاب "النظم الحربية عند السالجقة" للدكتور نائف بن حمود بن محمد أبو قريحة ،ص 113إلى ص ،161الطبعة األولى 1423
هـ.
.62كتاب "تاريخ البهيقي" ،دار النهضة العربية -بيروت 1982م.
.63كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك واألمم" ،المحلد الثامن ص ،173مطبعة دائرة المعارف العثمانية -الطبعة األولى 1359هـ.
.66كتاب "الحرب عند العرب" إلبراهيم مصطفى المحمود ،ص ،329دار القلم -دمشق 1985م.
.69الحياة اليومية في العهدين الَس ْلُج وقي والعثماني ([ )https://middleeast.library.cornell.edu/selj.htmوصلة مكسورة].
جامعة كورنيل " -مجموعة الدراسات اإلسالمية والشرق أوسطية" .تاريخ الولوج [.2010-11-25وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة"
(https://web.archive.org/web/20140510211800/http://www.library.cornell.edu/colldev/mideast/sel
في 10مايو ،2014اطلع عليه ، )j.htmمؤرشف من األصل ()https://middleeast.library.cornell.edu/selj.htm
بتاريخ 26نوفمبر .2010
.70الحياة اليومية في بلدات الهان الَس ْلُج وقية ( . )https://www.turkishhan.org/daily.htmتاريخ الولوج .2010-11-25
نسخة محفوظة (https://web.archive.org/web/20180709202944/http://www.turkishhan.org:80/daily.ht
m) 07 2يناير 8على موقع واي باك مشين.
.72هجوم على صهوة الحصان (عنوان كتاب) :مقدمة إلى األتراك ( . )https://www.turks.org.uk/index.php?pid=34من
"األكاديمية الملكية للفنون" .تاريخ الولوج .2010-11-25نسخة محفوظة (https://web.archive.org/web/201205100
مايو 2012على موقع واي باك مشين. 51312/https://www.turks.org.uk/index.php?pid=34) 10
.73فنون الفترة الَس ْلُج وقية ( . )https://amwaj.org.il/art/islam/seljuk.html( )1258 - 1055من موقع "روائع الفنون
اإلسالمية" .تاريخ اإلنشاء من 22كانون الثاني إلى 12نيسان .2005تاريخ الولوج .2010-11-24نسخة محفوظة (https://
أغسطس web.archive.org/web/20140818072532/http://www.amwaj.org.il/art/islam/seljuk.html) 18
2014على موقع واي باك مشين.
.75كتاب "الوزارة العباسية :من 447إلى 590هـ" لسميعة عزيزة محمود ،ص 56وص ،57جامعة بغداد -كلية اآلداب (رسالة
ماجستير) 1990م.
.76كتاب "طبقات الشافعية" لجمال الدين األسنوي (تحقيق عبد اهلل الجبوري) ،ص ،180دار العلوم 1401هـ.
.77كتاب "نظام الملك :الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي" لعبد الهادي محمد رضا محبوبة ،ص 357إلى ص ،364الدار المصرية
اللبنانية.
بوابة التاريخ
بوابة آسيا
بوابة إيران
بوابة تركمانستان
بوابة تركيا
بوابة العراق
بوابة أرمينيا
بوابة أذربيجان
بوابة أفغانستان
بوابة سوريا
بوابة اإلسالم
مجلوبة من «?https://ar.wikipedia.org/w/index.php
&oldid=59120944الدولة_السلجوقية=»title