You are on page 1of 32

‫الدولة السلجوقية‬

‫دولة إسالمية خالل عصر الخالفة العباسية‬

‫الدولة الَس ْلُج وقَّي ة أو دولة بني َس ْلُج وق أو دولة الَّس الجقة العظام (ُي طَلق عليها االسم األخير لتمييزها عن دول‬
‫الَّس الجقة الَّالحقة التي ظهرت بعد تفِّككها وانهيارها) هي واحدة من الدول الكبرى في تاريخ اإلسالم وإقليم وسط آسيا‪،‬‬
‫لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ الدولة العباسية والحروب الصليبية والِّص راع اإلسالمي البيزنطي‪ .‬تأَّس ست الدولة على يد‬
‫ساللة الَّس الجقة‪ ،‬وهي ساللة تركَّي ة تنحدر من قبيلة قنق التي تنتمي بدورها إلى مجموعة أتراك األوغوز‪ ]5[]4[.‬حكمت‬
‫الدولة الَس ْلُج وقَّي ة في أوج ازدهارها كاَّف ة إيران وأفغانستان ووسط آسيا ُو صوًال إلى كاشغر في الشرق‪ ،‬فضًال عن العراق‬
‫والشام واألناضول غربًا ُو صوًال إلى مشارف القسطنطينية‪ .‬قامت الدولة منذ عام ‪1037‬م (‪ 429‬هـ) عندما دخل مؤِّس سها‬
‫طغرل بك مدينة مرو في وسط آسيا‪ ،‬وحتى عام ‪1157‬م (‪ 552‬هـ) عند مقتل السلطان أحمد سنجر‪ ،‬الذي تفَّككت الدولة‬
‫بعده إلى واليات منفصلٍة حكمت أجزاًء مختلفة من وسط وغربي آسيا‪.‬‬
‫الدولة السلجوقية‬

‫دولت سلجوقیان‬

‫الدولة الَس ْلُج وقية‬



‫↓‬ ‫‪1194 – 1037‬‬ ‫‪
 ‬‬

‫أحد األعالم المحتملة للدولة السلجوقية‬

‫الدولة الَس ْلُج وقية في أقصى اتساعها عام ‪ ،1092‬بعد وفاة السلطان جالل الدولة ملك شاه‬

‫سلجوق بن دقاق‪ ‬‬ ‫سميت باسم‬

‫نيسابور ‪ -‬الري ‪ -‬أصفهان‬ ‫عاصمة‬

‫غير محّد د‬ ‫نظام الحكم‬

‫ملكية‪ ‬‬ ‫نظام الحكم‬

‫الفارسية‪  ،‬والعربية‪  ،‬والغزية العتيقة‪ ‬‏‪ ‬‬ ‫اللغة الرسمية‬

‫اللغة الرسمية‪ :‬الفارسية (لغة الدولة الرسمية)[‪


]2[]1‬‬ ‫اللغة‬
‫العربية (لغة العلم والثقافة والدين)

‫التركية األغوزية (لغة الشعب والجيش)‬
‫اإلسالم (أغلبية سنّي ة وأقلّي ة شيعية)‬ ‫الديانة‬

‫السلطان‬

‫‪1037‬‬ ‫طغرل بك (المؤسس)‬


‫‪-‬‬
‫‪1063‬‬
‫‪1118‬‬ ‫أحمد سنجر (آخر ملوك الدولة الموحدة)‬
‫‪-‬‬
‫‪1153‬‬

‫التاريخ‬

‫‪1037‬‬ ‫طغرل بك مؤسس الدولة‬

‫‪1194‬‬ ‫ْلُج وقية[‪]3‬‬


‫قيام الدولة الخوارزمية على أنقاض الدولة الَس‬
‫‪1037‬‬

‫‪1194‬‬ ‫الزوال‬

‫الالحق‬ ‫السابق‬

‫الدولة الغزنوية الدولة الخوارزمية‬


‫الدولة البويهية دولة سالجقة الروم‬
‫الدولة األيوبية‬
‫الدولة الزنكية‬
‫الدولة األرتقية‬
‫أتابكة أذربيجان‬
‫دانشمنديون‬
‫بوريون‬
‫سلغوريون‬

‫‪ ‬إيران‬
‫اليوم جزء من‬
‫‪ ‬تركيا‬
‫‪ ‬العراق‬
‫‪ ‬تركمانستان‬
‫‪ ‬أفغانستان‬
‫‪ ‬أوزبكستان‬
‫‪ ‬أذربيجان‬
‫‪ ‬أرمينيا‬
‫‪ ‬جورجيا‬
‫‪ ‬كازاخستان‬
‫‪ ‬داغستان)‬ ‫‪ ‬روسيا (‬
‫‪ ‬قيرغيزستان‬
‫‪ ‬طاجيكستان‬
‫‪ ‬سوريا‬
‫‪ ‬فلسطين‬
‫‪ ‬لبنان‬
‫‪ ‬األردن‬
‫‪ ‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪ ‬الكويت‬
‫‪ُ ‬ع مان‬
‫تعديل مصدري (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%‬‬
‫‪ -‬تعديل (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.‬‬ ‫‪)D8%B3%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%A9&action=edit&section=0‬‬
‫‪php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%82%D‬‬
‫‪)9%8A%D8%A9&veaction=edit‬‬
‫‪ ‬‬

‫ينتمي السالجقة إلى قبيلة قنق إحدى العشائر المتزعمة لقبائل الغز التركية‪ .‬دخلت هذه العشيرة في اإلسالم أثناء عهد‬
‫زعيمها ومؤِّس س الساللة َس ْلُج وق بن ُد َق اق[‪ ]6‬سنة ‪960‬م‪ .‬دخلوا بعدها في خدمة القراخانات ُح َّكام بالد ماوراء النهر‪،‬‬
‫وحازوا نفوذًا عاليًا في دولتهم‪ .‬ظهرت الدولة الَس ْلُج وقَّي ة عندما قاد طغرل بك حفيد َس ْلُج وق حربًا مع الدولة الغزنوية في‬
‫إقليم خراسان الكبرى‪ ،‬تمَّكن على إثرها من انتزاع مدينتي مرو ونيسابور في عام ‪1037‬م (‪ 429‬هـ)‪ .‬انتصر طغرل في‬
‫العام ذاته بمعركته الكبرى مع الغزنويين‪ ،‬وهي معركة داندقان‪ ،‬التي كسرت شوكة دولة الغزنوِّي ين وأَّد ت إلى الظهور‬
‫الحقيقي للدولة الَس ْلُج وقية‪.‬‬

‫استئنف طغرل تقُّد مه نحو الغرب بعد أن أَّم ن خراسان فخاض حربًا مع الدولة البويهية في إيران والعراق‪ ،‬واستغَّل فرصة‬
‫استنجاد الخليفة العباسي القائم بأمر اهلل به ليسير نحو بغداد وينتزعها‪ ،‬وقضى بذلك على الدولة البويهية (التي كانت‬
‫واحدًة من القوى الكبرى في فارس لقرٍن ونصف) في سنة ‪ 1055‬م (‪447‬هـ)‪ .‬بعد موت طغرل ورث ابن أخيه ألب‬
‫أرسالن مقاليد الحكم‪ ،‬فتابع توسعة الَّد ولة بخوض حرٍب جديدة مع اإلمبراطورية البيزنطية‪ ،‬التي انتزَع منها جورجيا‬
‫وأرمينيا وُم عظم األناضول في أعقاب انتصاره الَّس احق عليها بمعركة مالذكرد سنة ‪1071‬م (‪ 463‬هـ)‪ ،‬وتمَّكن من مِّد‬
‫مساحة الدولة إلى سواحل بحر إيجة‪ .‬توفي ألب أرسالن بعد معاركه مع البيزنطيين بسنواٍت قليلة‪ ،‬فتوَّلى الحكم ابنه‬
‫ملك شاه‪ ،‬الذي َو َّس ع الدولة بفتح أجزاٍء من بالد الشام بما فيها مدينة القدس‪.‬‬

‫منذ وفاة الُّس لطان ملك شاه انتهى عصر النفوذ العسكرِّي الَس ْلُج وقي‪ ،‬وبدأت الدولة باالنحدار والضعف تدريجيًا‪ .‬فقد‬
‫ظهرت في أواخر عهده جماعة الحشاشين التي سَّب بت اضطراباٍت كبيرة في شمال إيران‪ ،‬كما وبدأت في السنوات الالحقة‬
‫الحروب الصليبية التي خسرها السالطنة الَس ْلُج وقُّي ون بعد عَّد ة معارك تكَّب دوا فيها هزائم شديدة‪ ،‬وخسروا للصليبِّي ين‬
‫أجزاًء واسعة من دولتهم بما فيها الكثير من مدن األناضول وبالد الشام‪ .‬انتهت دولة الَّس الجقة العظام في سنة ‪1153‬م‬
‫(‪ 548‬هـ) عندما ثار األتراك األوغوز على السلطان الَس ْلُج وقي أحمد سنجر وزُّج وا به في الِّس جن‪ .‬تفَّككت الدولة وانهارت‬
‫بعد ذلك‪ ،‬إال أَّن فروعًا مختلفة من ساللة السالجقة تمَّكنت من البقاء بعدها وحكمت أجزاًء كبيرة من البالد اإلسالمية‪،‬‬
‫ومن أبرزهم سالجقة الروم في األناضول وسالجقة كرمان في فارس وسالجقة العراق وسالجقة دمشق وحلب في الشام‪.‬‬

‫ساند السالجقة الخالفة العباسية في بغداد‪ ،‬ونصروا أهل السنة والجماعة بعد أن أوشكت دولة الخالفة على االنهيار بين‬
‫النفوذ البويهي الشيعي في إيران والعراق‪ ،‬والنفوذ الفاطمي في مصر والشام‪ .‬فقضى السالجقة على النفوذ البويهي تمامًا‬
‫وتصدوا للخالفة العبيدية(الفاطمية)‪ ،‬فقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطرًا على بغداد والخليفة العباسي‪.‬‬

‫التاريخ الحربي‬

‫التأسيس‬
‫خريطة تقريبية لمدن وسط آسيا وحدود الدولة الَس ْلُج وقية والدول المجاورة لها في عام ‪ 432‬هـ عندما اعترف الخليفة العباسي ألول مرة بالدول‬
‫الَس ْلُج وقية‪.‬‬

‫َي عود أصل السالجقة األتراك إلى قبيلة "قنق" (بالتركية‪)kınık :‬‏‪ ،‬وهي إحدى قبائل الغز الثالثة والعشرين الذين ُي شكلون‬
‫فرعًا من األتراك‪ .‬ولقد بدأت هذه القبائل منذ النصف الثاني من القرن السادس الميالدي سلسلة من الهجرات الكبيرة إلى‬
‫أرض األناضول ألسباب متعددة‪ ،‬ربما تكون قلة الغذاء واألراضي بشكل رئيسي‪ ]7[.‬لكن أثناء الهجرة استقرت القبيلة لفترة‬
‫من الزمن في جرجان وطبرستان[‪ ]8‬وعمل أفرادها هناك في خدمة ملك تركي ُي دعى «بيغو»‪ ]9[،‬وكان منهم َس ْلُج وق بن‬
‫ُد َق اق الذي كان من كبارهم وحصل على رتبة «سباشي» أو «قائد الجيش» عند الملك التركي‪ .‬لكن بسبب قوة َس ْلُج وق‬
‫وتبعية أفراد القبيلة الكبيرة له وطاعتهم ألوامره‪ ،‬فقد بدأ بيغو[‪َ ]10‬ي قلق حول سيطرته على الجيش التركي وخشَي من‬
‫َس ْلُج وق‪ ،‬حتى أنه بدأ ُي دبر لقتلِه ‪ ،‬وعندما علم َس ْلُج وق باألمر جمع قبيلته ورحل إلى مدينة خجندة قرب نهر سيحون في‬
‫حيث كان الحكم اإلسالمي سائدًا في المنطقة‪ ،‬وهناك أعلن إسالم وأخذ حارب األتراك الوثنيين في منطقة تركستان‪]9[.‬‬
‫ُي‬ ‫ِه‬

‫وبحلول القرن الخامس الهجري كانت قوة السالجقة قد تعالت وأصبحوا دولة قوية‪ ،‬مما بدأ ُي ثير قلق السلطان محمود‬
‫الغزنوي حاكم الدولة الغزنوية في بالد الهند وفارس‪ ]11[.‬وبسبب هذا قام محمود بشن حملة على السالجقة عام ‪ 415‬هـ‪،‬‬
‫انتهت بالقبض على سلطانهم أرسالن بيغو وعدد كبير من أتباعه‪ ،‬وأرسل أرسالن إلى سجن قضى فيه أربع سنوات ثم‬
‫مات‪ ]12[.‬لكن في عام ‪ 419‬هـ ثار السالجقة وخرجوا عن سيطرة محمود‪ ،‬فأرسل إليهم بعض الجنود لكنهم ُه زموا وتابع‬
‫السالجقة سيرهم عبر بالد ما وراء النهر‪ ،‬فدمروا ونهبوا العديد من المدن‪ ]13[،‬فأرسل إليهم محمود الغزنوي أمير طوس‬
‫الذي أستمر بمالحقتهم سنتين في تلك البالد‪ .‬لكن في عام ‪ 421‬هـ توفي محمود دون أن َي قضي على السالجقة‪ ،‬فسار‬
‫ابنه مسعود بن محمود إليهم حيث طلبوا الصلح‪ ،‬وبهذا توقف النزاع بين الطرفين لفترة قصيرة‪ ]14[.‬وما إن سار مسعود‬
‫إلى الهند لقمع تمرد آخر ثار السالجقة ُم جددًا ‪ ،‬فأرسل إليهم جيشًا التقوا معه في نيسابور وهزمهم‪ ،‬ولذلك انسحبوا إلى‬
‫ويخضعهم‪]15[.‬‬
‫الري فنشبت بينهم وبين مسعود آخر معركة واستطاع أن َي هزمهم‬

‫ولكن كل الحروب المذكورة سابقًا قادها أتباع أرسالن بيغو الذي قبض عليه محمود الغزنوي على أيامه‪ ،‬لكنهم ُه زموا بعد‬
‫حربهم مع مسعود‪ ،‬في حين أتى مكانهم طغرل بك بن ميكائيل ‪ -‬ابن أخي أرسالن ‪ -‬الذي قاد حروب السالجقة بعد ذلك‬
‫وقام بتأسيس الدولة الَس ْلُج وقية‪ ]15[.‬لكن في هذا الوقت وبعد هزيمة أتباع أرسالن كان ُي ريد «علي تكين»[مالحظة ‪ ]1‬أن‬
‫ُي صبح هو قائد السالجقة‪ ،‬فاستدعى «يوسف بن موسى بن َس ْلُج وق» (ابن عم طغرل) وأكرمه كثيرًا وحاول استمالته إلى‬
‫طرفه لكي ُي ساعده ضد طغرل‪ ،‬لكن عندما علم ُي وسف بذلك رفض ولم َي قبل بمعاونته‪ ،‬وبعد أن يأس علي تكين من‬
‫استمالته قام بقتله‪ .‬وقد كبر قتل ُي وسف على طغرل‪ ،‬فجمع عشائره ولبسوا ثياب الحداد وجمع ما استطاع من الترك للثأر‪،‬‬
‫وجمع علي تكين جيوشه أيضًا‪ ،‬ثم التحم الجيشان وُه زم جيش علي‪ ]16[.‬وبعد ذلك استمر طغرل بمالحقته‪ ،‬فجمع علي‬
‫كل جيوشه وكل من استطاع من األتراك والتقى مع جيوش طغرل في معركة ضخمة عام ‪ 421‬هـ ُه زم فيها طغرل وقتل‬
‫[‪]17‬‬
‫الكثير من جنده‪.‬‬

‫رسم ُي ظهر اشتباك السالجقة مع الغزنويين في معركة داندقان‪.‬‬

‫بسبب هذه الهزيمة لم َي عد طغرل قويًا كفاية‪ ،‬فراسل مسعودًا بن محمود لما كان ذاك في طبرستان طلبًا للصلح‪ ،‬فاستغل‬
‫مسعود هذه الفرصة وقبض على رسل السالجقة كي ال َي عودوا بأخبار إلى طغرل ثم جمع جيشًا جرارًا وسار إليهم‬
‫وفاجأهم فألحق بهم هزيمة كبيرة‪ .‬لكن بعد انتهاء المعركة بدأ جنود مسعود َي تصارعون فيما بينهم على الغنائم‪ ،‬وصدف‬
‫في الوقت نفسه أن داودًا (معاون طغرل) كان َي قول لجنود السالجقة أن تلك فرصة لإليقاع بجنود مسعود بعد أن انشغلوا‬
‫بالغنائم والنصر وأحسوا باألمان ففقدوا تيقظهم‪ ،‬فهاجم السالجقة ُم جددًا وانتصروا‪ .‬وخالل هذه المعركة كان مسعود في‬
‫نيسابور ووصلته أخبار الحرب‪ ،‬فبدأ َي خاف منهم وعرض عليهم أن ُي عطيهم أراضي من دولته لكي َي كفوا عن محاربته‪،‬‬
‫لكنهم رفضوا عرضه‪ ]18[،‬فبدأ ُي رسل إليهم الجيوش لكنهم ُه زموا الواحد تلو اآلخر‪ .‬استمر مسعود بتجاهل السالجقة لفترة‬
‫بعد أن يأس منهم‪ ،‬ثم قرر في النهاية أن َي عود إلى محاربتهم وجمع جيشًا ضخمًا‪ ]19[،‬لكن قائد الجيش (وهو حاجب‬
‫مسعود) كان جبانًا فأغار قليًال على مرو ثم سار ُم جددًا وعاد إليها بعد ذلك فأصاب جنوده التعب واستطاع طغرل هزيمته‬
‫[‪]21‬‬
‫في سنة ‪ 428‬هـ‪ ]20[،‬وبعد هذه المعركة سيطر السالجقة على خراسان‪.‬‬

‫ولقد استمرت الحرب في السنوات الالحقة بين الطرفين وبدأ طغرل َي غلب‪ ،‬فقلق مسعود وجمع جيشًا جرارًا واتجه إلى‬
‫خراسان في العام نفسه والتقى مع األتراك السالجقة في معركة حاسمة تعرف بمعركة داندقان ُه زم فيها مسعود‪،‬‬
‫[‪]22‬‬

‫وحكمت هذه المعركة ببداية حكم السالجقة ونهاية قوة الغزنويين‪ ،‬وبعدها توقف مسعود عن المقاومة وأسس السالجقة‬
‫[‪]23‬‬
‫إحدى أقوى دول المشرق‪ ،‬ولهذا ُي عد عام ‪ 429‬هـ هو عام تأسيس الدولة الَس ْلُج وقية الحقيقي‪.‬‬

‫الحرب مع الديلمة البويهيين‬


‫فارس ديلمي بويهي‪.‬‬

‫قرر السالجقة من أبناء َس ْلُج وق االتحاد معًا تحت زعامة طغرل بك مع مساعدة أخيه داود وعمه موسى بن َس ْلُج وق بعد‬
‫سيطرتهم على الحكم في أرض خراسان خالل عامي ‪ 431‬و‪ 432‬هـ‪ ،‬فكان هذا هو قيام الدولة الَس ْلُج وقية‪ .‬حتى أنه ُي قال‬
‫أن طغرًال أعطى ألخيه سهمًا وقال‪« :‬اكسره»‪ ،‬فكسره‪ ،‬ثم أعطى له سهمين وثالثة سهام فكسرهم أيضًا‪ ،‬وعندما وصل‬
‫لألربعة سهام عجز عن كسرها‪ ،‬فقال له طغرل‪« :‬إن مثلنا مثل ذلك»[‪َ( ]24‬ي قصد أنهم ضعيفون عندما َي تفرقون)‪ ]25[.‬بدأ‬
‫طغرل بك بعد قيام دولة السالجقة بتوسيعها نحو المغرب‪ ،‬ففي عام ‪ 433‬هـ فتح جرجان وباقي طبرستان[‪ ]26‬فخطب له‬
‫في كافة أنحائها‪ ]27[،‬ثم سار في عام ‪ 434‬هـ فحاصر خوارزم وفتحها ثم تابع السير واستولى على طبس ومكران‬
‫وأطراف كرمان والري‪ ]28[،‬ثم تابع التحرك في العام نفسه فأخذ همدان واتجه شماًال إلى دهستان ثم عاد وعين أمراًء على‬
‫طبرستان وهمذان[‪ ]29‬وحاول إرسال جيش ألخذ كرمان لكنه هزم‪ ]30[.‬بعد ذلك توقف طغرل قليًال عن غزواته‪ ،‬فعاد‬
‫البويهيون عام ‪ 436‬هـ واستعادوا همذان‪ ]31[،‬ولذا فقد أرسل طغرل إبراهيمًا بن ينال إلى فارس عام ‪ 437‬هـ فاستعاد‬
‫همذان وغزا بالد الجبل (غرب إيران والعراق حاليًا) وأخذ عدة مدن منها ونهب الكثير‪ ]32[،‬وفي العام نفسه أيضًا جاء وباء‬
‫كبير على الخيل في فارس فهلك ‪ 12,000‬من خيل البويهيين على حد قول المؤرخين‪ ]33[.‬في العام التالي عاد طغرل بك‬
‫إلى غزواته فسار بنفسه مع جيشه إلى أصبهان وحاصرها على أمل االستيالء عليها‪ ،‬لكنه فشل فتصالح مع أميرها على أن‬
‫ُي عطيه مبلغًا من المال وعلى أن ُي خطب له في أصبهان وما حولها‪ ]34[.‬وفي عام ‪ 446‬هـ فتح أذربيجان‪ ،‬ثم قرر أخيرًا عام‬
‫‪ 447‬هـ السير إلى العراق لطرد البويهيين منها‪ ]35[.‬وقد كانت هناك عالقات قوية بين طغرل والخليفة العباسي قبل هذا‬
‫المسير‪ ،‬فقد بدأ طغرل مراسلة الخليفة منذ عام ‪ 433‬هـ‪ ،‬ونال منه االعتراف بالدولة الَس ْلُج وقية في العام نفسه‪،‬‬
‫[‪]36‬‬
‫واستمرت عالقاتهما بالتحسن بعد ذلك‪.‬‬

‫بدأت الدولة البويهية بالتفكك واالنحطاط منذ أواخر القرن الرابع الهجري‪ ،‬عندما انشق شرف الدولة عن صمصام الدولة‬
‫(الذي كان حاكم البويهيين)‪ ،‬وأخذ منه جزءًا كبيرًا من فارس وبالد المشرق‪ ،‬ثم خلفه بعد موته بهاء الدولة الذي تابع‬
‫الصراع مع صمصام الدولة حتى قتله‪ ،‬ثم نشب صراع بين أبناء بهاء الدولة بدورهم واستمّر ت أوضاع البيت البويهي‬
‫بالتدهور‪ .‬وقد كان هذا النزاع الداخلي في الدولة البويهية لصالح السالجقة‪ ]37[،‬والذين راسلهم الخليفة القائم بأمر اهلل‬
‫مستنجدًا عام ‪ 447‬هـ بعد أن سْي طر البساسيري (أكثر الرجال نفوذًا في الدولة البويهية والعباسية آنذاك) على الدولة‬
‫وأصبح ُي هدد وجود الخالف العباسية‪ ،‬فسار طغرل بك إلى بغداد في العام نفسه‪ ،‬وأمر الخليفة العباسي بأن ُي خطب‬
‫لطغرل فيها قبل ثالثة أيام من وصوله‪ ،‬ثم فتح طغرل بغداد في رمضان عام ‪ 447‬هـ‪ ،‬وهرب منها البساسيري والملك‬
‫الرحيم (آخر ملوك البويهيين) الذين ُق بض عليهما الحقًا‪ .‬وقد أحسن لسالجقة معاملة الخلفاء العباسيين وأقّر وا المذهب‬
‫البويهيين‪]37[]36[.‬‬ ‫السنّي في البالد على عكس‬
‫هرب البساسيري من بغداد عند وصول السالجقة‪ ،‬لذا فأسرع طغرل بك بإرسال جيش إلى نواحي الكوفة لمنعه من‬
‫الوصول إلى بالد الشام‪ ،‬ثم سار بنفسه مع باقي الجيش في التاسع والعشرين من رمضان سعيًا وراءه‪ .‬وفي هذه األثناء‬
‫كان البساسيري ُي عد العّد ة في واسط لقتال طغرل واستعادة بغداد‪ ،‬لكن جيوش طغرل وصلت إليه والتحمت مع جنوده‪،‬‬
‫فُه زم جنوده وهرب البساسيري وحده على فرس‪ ،‬ثم طاردته مجموعة من الغلمان وقتلوه وطيف برأسه في أرجاء‬
‫بغداد‪]38[.‬‬

‫ألب أرسالن‬

‫ألب أرسالن‪.‬‬

‫بعد فتح طغرل بك للعراق توقف عن الحرب‪ ،‬وقضى معظم السنوات الباقية من عمره في بغداد‪ ،‬وتزوج هناك من ابنة‬
‫الخليفة القائم بأمر اهلل‪ .‬ثم في الثامن من رمضان عام ‪ 455‬هـ (‪ 1063‬م) توفي وعمره سبعون عامًا في مدينة الري‪ .‬لم‬
‫ُي نجب طغرٌل أوالدًا ‪ ،‬ولذا فقد أوصى بأن َي حكم من بعده ابن أخيه «سليمان بن داود»‪ ،‬لكن العامة فضلوا ألب أرسالن‬
‫حاكمًا لهم فعّي نه وزير طغرل ‪ -‬عميد الملك الكندري ‪ -‬حاكمًا للسالجقة مع أنه كان َي ود العمل بالوصية‪ .‬ومع ذلك فعندما‬
‫تولى ألب أرسالن الُح كم عزل عميد الملك ثم قتله‪ ،‬وعّي ن مكانه نظام الملك الذي كان وزيره قبل أن َي حكم بزمن طويل‪،‬‬
‫والذي عد أيضًا من أشهر الوزراء في التاريخ اإلسالمي‪]38[]37[.‬‬
‫ُي‬

‫أسرع ألب أرسالن بتوطيد الحكم في الدولة الَس ْلُج وقية بعد أن استلمه‪ ،‬فانشغل خالل عامه األول بمحاربة عدة فتن‬
‫ظهرت في البالد‪ .‬وما إن انتهى من تلك الفتن تحّر ك في عام ‪ 456‬هـ متجهًا إلى أرمينيا لمحاربة الروم‪ ]39[،‬وعندما َو صل‬
‫إلى أذربيجان التقى بجماعة من المحاربين ُي قاتلون نصارى المنطقة‪ ،‬فالتحقوا به وعرضوا عليه أن ُي ساعدوه كدليل في‬
‫تلك البالد‪ .‬استمر ألب أرسالن بالسير مع هؤالء المحاربين حتى وصلوا نقجوان‪ ،‬وهناك توقف لجمع الجنود والسفن‬
‫استعدادًا للغزو‪ ،‬وبعد أن جهز قّو اته أرسل الجيوش مع ابنه ملك شاه ووزيره نظام الملك‪ .‬وقد وصل ملك شاه أثناء سيره‬
‫إلى قلعة للروم ففتحها‪ ،‬ثم وصل إلى «قلعة سرمباري» ففتحها أيضًا هي وقلعة أخرى بجانبها أراد تخريبها لكن نظام‬
‫الملك نهاه عن ذلك‪ ،‬وقد سّلما جميع القالع إلى أمير نقجوان‪ .‬استمر ملك شاه بالغزو بعد ذلك حتى استدعاه والده‪ ،‬فأخذ‬
‫الجيوش وسار لفتح المزيد من المدن‪ .‬وبعد عدة غزوات وصل ألب أرسالن إلى «مدينة آني»‪ ،‬وهي مدينة حصينة حولها‬
‫نهران‪ ،‬وُي طوقها خندق وراءه سور مرتفع من بقية الجهات‪ ،‬فحاصرها وحاول فتحها لكنه فشل‪ ،‬وبدأ جنوده َي يأسون من‬
‫فتح المدينة‪ .‬فقرر أرسالن بناء برج خشبي كبير‪ ،‬مأله بالجنود والرماة ووضع فوقه المنجنيقات‪ ،‬فاستطاعوا هدم السور‬
‫واقتحام المدينة وهزموا الروم‪ ،‬وملك ألب أرسالن المدينة[‪ ]40‬وعاد من غزوته بعد أن فتح معظم جورجيا وأرمينيا‬
‫وأرومية‪]39[.‬‬ ‫وأغلب األراضي الواقعة بين بحيرتي أوان‬

‫شرع ألب أرسال ن في عام ‪ 462‬هـ بغزو بالد الشام‪ ،‬فأجبر حاكم الدولة المرداسية ‪ -‬محمود بن صالح بن مرداس ‪ -‬في‬
‫حلب على الخطبة للخليفة العباسي‪ ،‬وبعث بجيش إلى جنوب الشام فتح الرملة وبيت المقدس الذين كانا تحت سيطرة‬
‫الدولة الفاطمية‪ .‬وفي عام ‪ 463‬هـ سار ألب أرسالن إلى إلى الرها‪ ،‬فقام بردم الخنادق حولها وبحفر الفجوات في أسوارها‬
‫وبقصفها بالمنجنيقات لمدة شهر لكنه باء بالفشل‪ ،‬فتركها وسار إلى حلب ومعه ‪ 4‬آالف جندي‪ .‬أرسل ألب أرسالن برسول‬
‫إلى أمير حلب َي دعوه إلى طاعة السالجقة وفتح بوابات المدينة لهم‪ ،‬لكنه استكبر ذلك فبدأ بجمع الجنود وبتجهيز المدينة‬
‫لمقاومة الحصار‪ .‬فأتى أرسالن إلى حلب عام ‪ 463‬هـ وحاصر األمير محمود بن صالح (والذي لم َي توقع هذا بسبب إعالنه‬
‫الطاعة للخليفة والسالجقة)‪ ،‬لكن بعد مضي شهرين على الحصار عجز ألب أرسالن عن السيطرة على المدينة وبدأ َي خشى‬
‫من تخطيط اإلمبراطور البيزنطي لغزو خراسان وأيضًا على سمعته من فشله في حصار مدينتين‪ ،‬فعّي ن قائدًا مكانه‬
‫للتفرغ للحصار وسار إلى خراسان لمقاتلة البيزنطيين‪ .‬لكن عندما علم محمود بهذا أسرع إلى أرسالن وطلب التوصل إلى‬
‫صلح‪ ،‬فاشترط أرسالن أن ُي علن الطاعة والتبعية للعباسيين والسالجقة وأن َي ذهب في اليوم إلى معسكره إلعالن ذلك‪،‬‬
‫وهذا ما حدث فأصبحت حلب إمارة َس ْلُج وقية‪ ]41[.‬بعد هذا سار ألب أرسالن إلى المشرق لمحاربة البيزنطيين‪ ،‬وترك‬
‫الجيوش مع بعض القادة وسمح لهم بالمحاربة في بالد الشام‪ ،‬ففتحوا جبيل ودمشق والرملة وبيت المقدس وطبرية‬
‫وحاصروا يافا‪ ،‬وكان ذلك بين عامي ‪ 463‬و‪ 465‬هـ (مالحظة‪ :‬لحروب ألب أرسالن مع البيزنطيين انظر أدناه فقرة‬
‫[‪]36‬‬
‫«الحرب مع البيزنطيين»)‪.‬‬

‫ملك شاه‬

‫رسم للسلطان ملكشاة‪.‬‬

‫في عام ‪ 465‬هـ توفي ألب أرسالن في أرض ما وراء النهر أثناء الحرب[‪ ]42‬وعمره ‪ 40‬سنة‪ ،‬وأوصى بالحكم بعده البنه‬
‫ملك شاه‪ ،‬فُنصب سلطانًا للدولة الَس ْلُج وقية في العام نفسه‪ ]43[.‬لكن ما إن تولى ملك شاه السلطنة حتى انقلب عليه عمه‬
‫«قاروت بك»‪ ،‬فأسرع ملك شاه إليه وقابله بالقرب من همدان وهناك اقتتال فانهزم عّم ه واستقر الحكم البن أرسالن‪.‬‬
‫وكانت الدولة في عهده قد اتسعت اتساعًا عظيمًا‪ ،‬فامتدت من كاشغر في أقصى المشرق (حيث توقفت الفتوح‬
‫اإلسالمية) إلى بيت المقدس في الغرب‪ ،‬وبهذا فقد كانت تشمل كامل الجزء اإلسالمي من قارة آسيا عدا الجزيرة العربية‬
‫ودول جنوب شرق آسيا‪ُ .‬ي قال عن ملك شاه أنه كان من أفضل السالطين سيرة‪ ،‬وأن القوافل كانت تعبر من أقصى‬
‫أذى‪]44[.‬‬ ‫المشرق إلى لشام في عهده آمنة دون التعّر ض إلى هجوم أو‬

‫أرسل ملك شاه خالل عهده جيوشًا مرتين متتاليتين لحصار مدينة حلب واالستيالء عليها‪ ،‬لكنه فشل‪ ،‬فتحّر كت جيوشه‬
‫ًا [‪]45‬‬
‫(التي َي قودها أخوه «تاج الدولة تتش») جنوبًا وفتحت حماة‪ .‬ودمشق وأظهر حاكم حمص الطاعة لها فتركوه حاكم ‪.‬‬
‫لكن في عام ‪ 472‬هـ تغّي رت مجريات األحداث عندما راسل أهل حلب «مسلم بن قرواش العقيلي» لكي ُي خلصهم من‬
‫محمود المرداسي‪ ]46[،‬فأتى إلى حلب واستولى عليها وأسقط بهذا الدولة المرداسية مقيمًا مكانها الدولة العقيلية‪ ]47[،‬وقد‬
‫راسل السلطان الَس ْلُج وقي وأعلن له الوالء وعرض إرسال مبلغ من المال كل شهر مقابل إبقائه حاكمًا لحلب فوافق ملك‬
‫شاه‪ ]48[.‬لكن الحقًا نشأ نزاع بين تتش (الذي واله ملك شاه على بالد الشام) ومسلم بن قرواش (الذي أظهر الطاعة‬
‫للسالجقة أيضًا)‪ ،‬وقد قتل مسلم في النزاع وتابع من بعده ابنه‪ ،‬لكن تتش نجح بانتزاع حلب منه فقرر ابن مسلم تسليم‬
‫حلب إلى ملك شاه واستدعاه لذلك‪ ،‬فجاء ملك شاه من المشرق وتسلم حلب (التي تركها تتش وعاد إلى دمشق)‪ ،‬وسيطر‬
‫ملك شاه أيضًا خالل هذه الحملة على الالذقية وبضعة مدن أخرى‪.‬‬

‫في أواخر القرن الخامس الهجري ظهرت حركة جديدة في المشرق هي جماعة الحشاشين‪ ،‬والذين استولوا على قلعة‬
‫ألموت عام ‪ 483‬هـ‪ ،‬فحاول ملك شاه أن ُي رسل إليهم دعاة ُي عدينهم إلى المذهب السني لكنه فشل‪ ،‬فأرسل في عام ‪485‬‬
‫هـ جيشًا لُي حاصر القلعة لكنه ُه زم ُم جددًا ‪ ،‬فقرر السلطان الَس ْلُج وقي أن َي تجاهل هذه الحركة بالرغم من تحذيرات وزيره‬
‫نظام الملك الكثيرة له‪ .‬وعلى أي حال فلم َي ملك ملك شاه وقتًا طويًال لمقاومة هذه الحركة‪ ،‬ألنه توفي عام ‪ 485‬هـ تاركًا‬
‫بينهم‪]36[.‬‬ ‫دولة َي تنازعها أوالده فيما‬

‫الحرب مع البيزنطيين‬

‫رسم ُي ظهر معركة مالذكرد العظيمة بين السالجقة والبيزنطيين في عام ‪ 463‬هـ‪.‬‬

‫كان مسير طغرل بك إلى أذربيجان عام ‪ 446‬هـ من أولى غزوات السالجقة في بالد البيزنطيين‪ .‬عندما وصل طغرل إلى‬
‫مدينة تبريز أطاعه حاكمها وخطب له وقدم له الهدايا‪ ،‬فتركه حاكمًا لها وتابع سيره إلى أرمينيا‪ ،‬فوصل إلى مالذكر‬
‫فحاصرها ونهب ما حولها‪ ،‬لكنها كانت مدينة حصينة فطال حصارها حتى حل الشتاء‪ ،‬فعاد إلى الري وكان ُي ريد متابعة‬
‫الحصار بعد انتهاء الشتاء‪ ،‬لكنه اضطر عام ‪ 447‬هـ للعودة إلى العراق وفتح بغداد فلم ُي تابع غزوته‪ ،‬وُي قال أن طغرًال نهب‬
‫وقتل مقدارًا عظيمًا من الروم خالل غزوته هذه‪.‬‬
‫[‪]35‬‬

‫في عام ‪ 449‬هـ نهب السالجقة ملطية وهزموا قربها القائد البيزنطي «فيالريتوس»‪ ،‬بينما غزا جيش آخر لهم مدينة‬
‫قونية واإلمبراطور البيزنطي عاجز عن ردعهم‪ .‬وقد قام ألب أرسالن أيضًا بحملة على أذربيجان وأرمينيا سنة ‪ 456‬هـ‪.‬‬
‫لكن في عام ‪ 462‬هـ سار اإلمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجين[‪ ]39‬جنوبًا إلى الشام بعد أن أدرك بتهديد‬
‫السالجقة إلمبراطوريته‪ ،‬فاستولى على مدينة َم ْنبج ونهبها وقتل الكثير من سكانها‪ ،‬وهزم صالح بن مرداس وجيوش‬
‫العرب التي معه‪ .‬ثم أقام في «أرتح» شرق أنطاكية‪ ،‬لكن اضطر بعد ذلك بسبب الجوع وقلة الغذاء المتوفر للجيش إلى أن‬
‫َي عود إلى أرمينيا في بالده‪.‬‬

‫لم َي كتفي اإلمبراطور البيزنطي ‪ -‬رومانوس الرابع ‪ -‬بحملته السابقة التي اضطر إليقافها قبل أن َي نتهي من غزوه‪ ،‬ولذا فقد‬
‫سار عام ‪ 463‬هـ مع جمع عظيم من الروم البيزنطيين والفرنج والروس والكرج ُي قال أن عددهم وصل إلى مئتي ألف‪،‬‬
‫فوصل إلى منطقة قرب مدينة مالذكر‪ .‬وفي هذه األثناء كان السلطان الَس ْلُج وقي ألب أرسالن ُي قيم في أذربيجان‪ ،‬ووصل‬
‫إليه نبأ الجيش البيزنطي الضخم الذي َي توجه إلى دولته‪ ،‬فحاول جمع عدد من الجنود بسرعة لكنه لم َي ستطع‪ ،‬فسار على‬
‫عجلة من أمره مع ما َي ملك من عساكر (والذين بلغ عددهم ‪ 15‬ألفًا) باتجاه مالذكر وأرسل زوجته مع وزيره نظام الملك‬
‫إلى همذان‪ .‬وعندما اقترب ألب أرسالن من موقع المعركة أرسل فرقة من الجنود تتقدم الجيش‪ ،‬فالتقت مع فرقة مقدمة‬
‫جيش البيزنطيين التي بلغ عدد جنودها ‪ 10‬آالف‪ ،‬فتقاتلتا وانتصرت فرقة السالجقة‪ .‬وعندما التقى الجيشان أرسل‬
‫أرسالن إلى ملك البيزنطيين َي طلب منه المهادنة‪ ،‬لكنه رد بأنه «ال مهادنة إال بالري»‪ ،‬فانتظر السلطان حتى جاء يوم‬
‫الجمعة عندما َي دعو الخطباء بالنصر على المنابر وبدأ القتال‪ .‬واستطاع السالجقة محاصرة جيش البيزنطيين وهزمهم‪،‬‬
‫وكانت من أعظم المعارك في تاريخ دولة السالجقة‪ ،‬وقد ُس ميت بمعركة مالذكرد‪ .‬وأدى هذا النصر إلى اكتساح السالجقة‬
‫لمعظم باقي األناضول‪ ،‬وإلى هزيمة البيزنطيين وعجزهم عن مقاومة المد الَس ْلُج وقي بعد ذلك‪ ،‬وقد ترتب عليه صلح‬
‫وضعه ألب أرسالن تتوقف الحرب بموجبه لخمسين عامًا وُي طلق جميع أسرى المسلمين في بالد الروم وَي مد البيزنطيون‬
‫جيوش السالجقة بالجنود متى احتاجوا ذلك‪ .‬وبعد هذه المعركة اجتاح السالجقة تركيا حتى قاربوا حدود القسطنطينية‪،‬‬
‫فارتعد اإلمبراطور البيزنطي وطلب العون من البابا المسيحي‪ ،‬والحقًا قام هذا اإلمبراطور بدعم الحملة الصليبية األولى‬
‫لحماية إمبراطوريته‪ ]39[.‬وربما كانت أهم نتائج تلك المعركة استقرار السالجقة في أرض األناضول وتأسيسهم لسلطنة‬
‫سالجقة الروم‪.‬‬

‫الحروب الصليبية‬
‫معركة دوريليوم التي حسمت الصراع الَس ْلُج وقي‪-‬الصليبي في األناضول وتساقطت بعدها المدن الَس ْلُج وقية في أيدي الصليبيين‪.‬‬

‫في عام ‪ 490‬هـ (‪ 1097‬م) اجتمعت أربع جيوش أوروبية في األناضول بهدف غزو الشرق األدنى وأخذه من المسلمين‪،‬‬
‫وقد دعمهم اإلمبراطور البيزنطي بالمؤن والمساعدات وبعض المدد العسكري حتى لكي َي طردوا السالجقة من المنطقة‪،‬‬
‫وأجبر ثالثة من قادة الجيوش األربعة على حلف اليمين له بأن ُي عطوه جميع األراضي التي َي ستعيدونها من السالجقة ألنها‬
‫كانت تابعة له في السابق‪ .‬بعد ذلك سارت الجيوش التي ُق در عدد جندها بزهاء ‪ 300‬ألف جنوبًا وحاصرت مدينة نيقية‬
‫(عاصمة سالجقة الروم وأهم مدنهم)‪ ،‬فاستنجد أهلها بالسلطان الَس ْلُج وقي قلج أرسالن الذي كان ُي حاصر ملطية‪ ،‬فتركها‬
‫وسار بسرعة إلنقاذ المدينة‪ ،‬لكنه اصطدم بجيش صليبي متأخر عن بقية الجيوش أثناء طريقه واقتتال في معركة شديدة‪،‬‬
‫ووصل المدد إلى الصليبيين من الجيوش التي كانت تحاصر نيقية فانهزم السالجقة وانسحبوا‪ .‬اضطر قلج أرسالن‬
‫لالستسالم لمصير نيقية بعد هذه المعركة‪ ،‬فتركها وسار بعيدًا عنها‪ ،‬وسقطت في أيدي الصليبيين بعد مدة قصيرة‪ ،‬وقد‬
‫توجه بعد ذلك[‪ ]49[]39‬إلى الدانشمنديين (دويلة أخرى انفصلت عن السالجقة كانت في نزاع مع سالجقة الروم) وعقد‬
‫الصلح معهم مؤقتًا للتعاون على مقاومة الصليبيين الذين ُي هددون كليهما‪ ،‬فاجتمعت قوى األتراك في األناضول وسارت‬
‫وصدهم‪]36[.‬‬ ‫معًا إلى سهول ضورليم لمقاومة الصليبيين‬

‫في البداية لم َي تقدم إلى السهول للقتال سوى جيش واحد من جيوش الصليبيين‪ ،‬ولذا فقد ظن المسلمون أنه هو كامل‬
‫قوات الصليبيين الموجودة في المنطقة‪ ،‬فبدؤوا القتال وأملوا النصر واقتربوا منه‪ ،‬لكن فجأة ظهر جيشان صليبيان آخران‬
‫(كانت قد وصلتهم أخبار المعركة في اليوم السابق) والتحما في المعركة فقلبا مجريات األمور وانهزم المسلمون وخسروا‬
‫المعركة‪ ،‬وهرب قلج أرسالن تاركًا وراءه الكثير من الغنائم للصلبيين‪ ،‬وبعد هذه المعركة توقف عن قتالهم المباشر واستمر‬
‫باالنسحاب وإخالء المدن في المنطقة‪ ،‬فاكتسحها الصليبيون بكل سهولة معيدين أراض ضخمة إلى اإلمبراطورية‬
‫البيزنطية‪ ،‬وكانت هذه الموقعة التي حسمت الصراع الَس ْلُج وقي‪-‬الصليبي في األناضول هي معركة دوريليوم‪ ]50[.‬سار‬
‫الصليبيون بعد هذه المعركة باتجاه الشام (وهي الجزء األهم من غزوتهم)‪ ،‬فاستغرقت رحلتهم أربعة شهور عبر األناضول‬
‫ثم قرب الشام‪ ،‬عانوا خاللها من الحرارة والجوع وقلة المؤن‪ ،‬وعندما وصلوا أخيرًا إلى أرض الشام[‪ ]39‬غزوا مدينة قونية‬
‫وملكوها (والتي كان السالجقة قد جعلوها عاصمتهم الجديدة بعد سقوط نيقية) ثم هرقلة ثم اتجهوا إلى أنطاكية التي‬
‫أصبحت هدفهم الجديد‪ ]49[،‬وملكوا في طريقهم قيصرية وطرسوس وأضنة (بمساعدة من األرمن المسيحيين في هذه‬
‫المدن الذين رحبوا بقدوم الصليبيين) وهزموا عدة جيوش صغيرة للسالجقة‪ ،‬واجتاحوا الرها أيضًا وأسسوا فيها إمارتهم‬
‫األولى‪ ،‬وقد هاجم قائد صليبي أثناء المسيرة مدينة سميساط وطرد منها الحامية التركية بمساعدة سكانها األرمن‪ ،‬لكن‬
‫سرعان ما عادت الحامية وباغتتهم فقتلت من األرمن زهاء األلف رجل وبعض فرسان الصليبيين‪ ،‬ومع هذا فقد استعادوا‬
‫المدينة الحقًا وطرد منها األتراك وقتل قائدهم‪ .‬وفي األثناء التي دارت فيها هذه المناوشات بين فرق من الجيش‬
‫الصليبي‪ ،‬كان الجيش الصليبي قد وصل أنطاكية بعد مسيرة أربعة شهور‪ ،‬فحاصرها لكنها كانت منيعة وذات أسوار عالية‬
‫فطال حصارها وصمدت‪ ،‬مما تسبب بانخفاض معنويات الصليبيين وحماسهم‪ ،‬لكن القساوسة المسيحيين نجحوا برفع‬
‫معنويات الجنود من جديد‪ ]51[،‬ومع استمرار إمدادات الصليبيين ومؤنهم فقد أطالوا الحصار وأنهكوا المدينة‪ ،‬وفي النهاية‬
‫استطاعوا اقتحامها عام ‪ 491‬هـ ونهبوها وخربوها وقتلوا الكثير من أهلها‪ ،‬وبذلك سقطت أنطاكية (إحدى أقوى مدن‬
‫المشرق) في أيدي الصليبيين‪ ]52[]49[.‬والحقًا حاول المسلمون حصار أنطاكية واستعادتها لكنهم فشلوا‪ ،‬وسرعان ما‬
‫سقطت القدس أيضًا‪ ،‬فأسس الصليبيون بهذا ثالث إمارات ومملكة واحدة في الشرق األدنى (عالوة على اجتياحاتهم‬
‫الضخمة في األناضول)‪ ،‬وهي‪ :‬إمارة الرها وأنطاكية وطرابلس إضافة إلى مملكة بيت المقدس‪.‬‬

‫بعد تأسيس الصليبيين لدويالتهم األربع‪ ،‬حشد «كمشتكين بن دانشمند» (الحاكم الداشمندي) بمعونة أمير سالجقة الروم‬
‫جيشًا جديدًا لمالقاة الصليبيين وسار به إلى أمير أنطاكية المدعو «بوهيموند» الذي كان َي غزو أحد الحصون‪ ،‬وعندما علم‬
‫بوهيموند باألمر عاد بسرعة إلى أنطاكية وجمع جيشًا ضخم لقتال األتراك‪ ،‬وسار به إليهم فاقتتال في معركة شديدة عام‬
‫‪ 493‬هـ ُه زم فيها الصليبيون واستطاع األتراك أسر األمير األنطاكي بوهيموند وقتل الكثير من جنوده‪ .‬وبعد بضعة شهور‬
‫من ذلك انطلقت الحملة الصليبية لعام ‪ ،1101‬وكانت هي األخرى مؤلفة من أربعة جيوش تحركت في ثالثة أقسام‪ ،‬كان‬
‫أحدها َي ضم جيشين من الجيوش األربع والذين َي تألفان بشكل أساسي من اللومبارديين‪ ،‬وقد أصّر جنود هذا الجيش على‬
‫السير شرقًا لتحرير بوهيموند من األتراك قبل متابعة السير إلى الجنوب‪ ،‬ومع أن القسم اآلخر من الجيش حاول إقناع‬
‫اللومبارديين بعدم فعل ذلك إال أنهم أصّر وا وكادوا ُي علنون العصيان فسار الجيش إلى الشرق حتى وصل أنقرة وملكها‪،‬‬
‫فأسرع األتراك من سالجقة ودانشمنديين باالتحاد معًا والسير إلى الصليبيين‪ ،‬ودخلوا معهم في عدد من المناوشات بغيت‬
‫إرهاقهم واستنزاف قواهم‪ ،‬ثم راسلوا أمير حلب («رضوان الَس ْلُج وقي») الذي كانوا في خالف معه سابقًا واستدعوه‬
‫فأتاهم مع جيشه بسرعة قاطعًا مئات الكيلومترات‪ .‬والتحم الجيشان قرب أماسيا عام ‪ 494‬هـ واستمرت المعركة لمدة‬
‫يوم استطاع فيه األتراك أن َي هزموا الصليبيين وأن َي قتلوا اآلالف منهم‪ ،‬فلم َي نجو منهم في النهاية إال ‪ 3‬آالف جندي الذوا‬
‫بالفرار إلى القسطنطينية‪ ،‬وُي قال أن حوالي ‪ 30‬ألفًا منهم قتلوا في المعركة‪ ،‬مما أدى إلى إبادة جيشين من الجيوش‬
‫الصليبية األربع بالكامل تقريبًا‪ .‬وبعد أن تحمس األتراك من نصرهم هذا ساروا إلى منطقة بين نيقية وهرقلة حيث كان‬
‫القسم الثاني من جيش الصليبيين‪ ،‬فحاصروه وهزموه وقتلوا معظمه بينما هرب القائد بالكاد مع بعض الفرسان إلى‬
‫أنطاكية‪ ،‬وبعد هذا ساروا إلى آخر أقسام الجيوش الصليبية والذي كان قد عبر القسطنطينية قبل مدة ليست بالطويلة‪،‬‬
‫فحاصروه هو اآلخر وأبادوه قاضيين بهذا على كافة جيوش تلك الحملة الصليبية‪ ،‬وربما كان هذا أعظم نصر للسالجقة‬
‫واألتراك في الحروب الصليبية‪.‬‬

‫لم َي توقف السالجقة عند ذلك‪ ،‬فما إن استتب السالم في اإلمبراطورية الَس ْلُج وقية وانتهت النزاعات الداخلية فيها‪ ،‬اتجه‬
‫محمد بن بركيارق إلى الجهاد‪ ،‬فوجه األوامر إلى مودود أمير الموصل وسقمان أمير أرمينيا بالسير بحملة عسكرية كبيرة‬
‫إلى الصليبيين مباشرة بعد سقوط طرابلس‪ ،‬فاتجهت الحملة إلى الرها وحاصرتها‪ ،‬لكن سرعان ما جاء المدد من بقية‬
‫الدويالت الصليبية فرفعوا الحصار واتجهوا إلى حران‪ ،‬ثم التقوا الحقًا مع المدد الصليبي قرب نهر الفرات وهزموا قوات‬
‫الصليبيين وظفروا بهم‪ ،‬وبعد ذلك عادت قوات السالجقة إلى أراضي الدولة دون غزو الرها‪ ،‬فعادت قوات الصليبيين أيضًا‬
‫إلى دويالتها‪ .‬لكن بعد مدة قرر الصليبيون أن َي غزو العراق من أجل الوصول إلى بغداد‪ ،‬فبدؤوا بتوسيع أراضيهم بحصار‬
‫حصن حران‪ ،‬فهب أمير الموصل ومعه سقمان ُم جددًا واشتبكا مع الصليبيين في معركة وهزموهم‪ ،‬وبعد ذلك أعادوا‬
‫حصار الرها لكنهم فشلوا وانسحبوا‪ ،‬وقد استطاعوا أيضًا استعادة بضعة مدن في أنطاكية‪ .‬واستمرت الحروب طويًال بعد‬
‫ذلك بين السالجقة والصليبيين‪ ،‬ومع أن السالجقة أفلحوا باستعادة العديد من المدن وبمنع استيالء الصليبيين على‬
‫[‪]52[]39‬‬
‫العديد غيرها‪ ،‬لكنهم لم َي ستطيعوا إسقاط أي من الدويالت األربع التي أسسها األوربيون في المشرق‪.‬‬

‫االنحطاط والسقوط‬
‫انتهى عهد قوة الدولة الَس ْلُج وقية ونفوذها الواسع بموت السلطان ملك شاه عام ‪ 485‬هـ‪ ،‬والذي كان ثالث سالطين‬
‫السالجقة‪ ،‬ومع أن دولتهم عاشت ألكثر من قرن بعد ذلك إال أنها كانت متفككة وضعيفة‪ ،‬فسرعان ما بدأت الدولة تنقسم‬
‫وتتفكك إلى دويالت عدة‪ ،‬فظهرت دول شبه مستقلة عنهم هي بشكل رئيسي سالجقة العراق والروم والشام وكرمان‬
‫وخراسان وهم فروع من البيت الَس ْلُج وقي أسست لها دوًال خاصة في المناطق التي كانت تحكمها‪ ،‬وهذا أدى إلى ضعف‬
‫الدولة وانكسار شوكتها‪ ،‬فضًال عن النزاع الذي نشب[‪ ]53‬بين هذه الدول بهدف توسيع النفوذ‪ ،‬فأضعف الدولة أكثر وشغلها‬
‫عن مقاومة الغزو الخارجي‪ .‬بدأت النزاعات الداخلية في دولة السالجقة عند وفاة ملك شاه‪ ،‬فخلف ولدين هما بركيارق‬
‫وأخ أصغر اسمه محمد‪ ،‬وكان األول في الثالثة عشرة والثاني في الرابعة‪ ،‬لكن أم محمد راسلت الخليفة العباسي وأجبرته‬
‫على االعتراف بابنها وإقامة الخطبة له فنصب سلطانًا في عام ‪ 485‬هـ‪ ،‬وعين أمير إلدارة شؤون الدولة بدًال من السلطان‬
‫الصغير‪ ،‬بينما زج األخ األكبر بركيارق في السجن‪ .‬لكن بسبب تأييد نظام الملك قبل موته في نفس العام لبركيارق فقد كان‬
‫له الكثير من األنصار الذين حرروه من السجن ونصبوه حاكمًا ألصفهان‪ ،‬وبعد ذلك حشد كل من بركيارق ووالدة محمد‬
‫هـ‪]36[.‬‬ ‫جيشًا والتقيا عام ‪ 486‬هـ فانتصر بركيارق واعترف به الخليفة العباسي سلطانًا للسالجقة عام ‪487‬‬

‫ومع أن الحكم استتب لبركيارق في النهاية‪ ،‬إلى أن الدولة الَس ْلُج وقية بدأت بالتفكك خالل هذا العهد‪ ،‬فاستقل «قتلمش‬
‫بن إسرائيل بن أرسالن» باألناضول منذ عام ‪ 470‬هـ مؤسسًا سلطنة سالجقة الروم‪ ،‬والحقًا في عام ‪ 487‬هـ استقل‬
‫«تتش بن ألب أرسالن» بالشام ثم «مغيث الدين محمود» بالعراق عام ‪ 511‬هـ‪ ،‬وهذا مع أن السيطرة العامة على الدولة‬
‫الَس ْلُج وقية وعلى الجزء األكبر منها بقي في أيدي سالطين خراسان‪ ،‬الذين استمروا حتى عام ‪ 552‬هـ‪ ]53[،‬فقد حكم‬
‫السلطان الَس ْلُج وقي «سنجر» منذ عام ‪ 511‬وحتى ‪ 552‬وقد نجح بإعادة هيبة الدولة وقوة السالجقة وبتوحيد بالدهم‬
‫من جديد‪ ]54[،‬لكن هذا لم َي منع انحطاط الدولة وضعفها بسرعة بعد موته‪ .‬في األيام األخيرة لسنجر‪ ،‬استعان الخليفة‬
‫العباسي بخوارزم شاه للتخلص من السالجقة‪ ،‬ووعده بإعطائه كافة أراضيهم إن خلصه منهم‪ ]55[،‬فاكتسح الخوارزميون‬
‫خراسان والمشرق‪ ،‬وكانت هذه نهاية نفوذ سالجقة خراسان وكرمان والعراق‪ ،‬وكان حكم سالجقة الشام قد زال قبل ذلك‬
‫بمدة طويلة‪ ،‬أما سالجقة الروم فقد استمروا حتى القرن الثامن الهجري ثم اكتسحهم المغول‪ ]56[]53[،‬وهكذا انتهى عصر‬
‫الدولة الَس ْلُج وقية التي كانت إحدى أقوى دول المشرق في التاريخ‪.‬‬

‫النظام العسكري‬

‫تقسيمات ورتب الجيش‬

‫كانت توجد ثالثة رتب رئيسية في الجيش الَس ْلُج وقي‪ ،‬أعالها هي رتبة «األمير الحاجب الكبير» الذي َي قوم بإدارة‬
‫الجيوش وتوجيهها وقيادتها‪ ]57[،‬وهو أكثر رجال الدولة نفوذًا تقريبًا بعد السلطان‪ ]58[،‬وَي جب أن َي كون الحاجب كبيرًا في‬
‫العمر بحيث ال َي قل عمره عن ‪ 35‬أو ‪ 40‬عامًا من أجل أن َي ملك خبرة كافية في اإلدارة والتنظيم وغيره‪ ]59[،‬ويتولى‬
‫الحاجب العديد من المهام مثل تحديد األماكن المناسبة لوقوف الجيش وتزويده بالمؤن وترتيب صفوفه للقتال‪َ ]60[.‬ي لي‬
‫الحاجب «القائد العام» أو «األسفهسالر»‪ ،‬وهو الذي ُي شكل أداة االتصال بين الحاجب والمقدمين (قادة الفرق)‪ ،‬كما أنه‬
‫القائد األكبر واألهم للجيش‪ ،‬وُي مكنه إدارة الجيش وتولي تنظيمه في حيال غياب الحاجب‪ ]61[،‬وقد كانت هذه الرتبة‬
‫موجودة في األنظمة العسكرية منذ عهد الغزنويين‪ ]62[]61[.‬أما الرتبة القيادية األقل في الجيش فهي «المقدم»‪ ،‬وهو الذي‬
‫َي توالى قيادة الفرق العسكرية‪ ]61[،‬وُي مكن أن َي كون المقدم «أمير حرس» (من َي تولى تنفيذ العقوبات وضبط النظام في‬
‫الجيش‪ ،‬وُي سمى في هذه الحالة «جندر») أو قائد قلعة (وُي سمى في هذه الحالة «دزدار»)‪ .‬وكانت هناك أيضًا رتب أخرى‬
‫تتعلق بضبط الجيش والحفاظ على نظامه‪ ،‬مثل «قاضي العسكر» (من َي حكم بين العساكر وُي عاقبهم على أخطائهم)‬
‫[‪]57‬‬
‫و«أمير السالح» (حارس مخازن األسلحة) وغيرها‪.‬‬
‫تنظيم الجيش‬

‫كان الجيش الَس ْلُج وقي ُي نظم بشكل رئيسي بـ«ديوان عرض الجيش»‪ ،‬والذي َي تضمن أسماء الجند ورواتبهم وكافة‬
‫أحوالهم‪ ]62[،‬وكان َي تولى شخص إدارة هذا الديوان ُي سمى عادة بالعارض‪ ،‬هو الذي َي قوم بتنظيمه وتدوين األسماء وغيره‪،‬‬
‫وكان ديوان الجيش أساسيًا جدًا للمحافظة على النظام العسكري وإدارة جيوش الدولة‪ .‬اهتم السالجقة بإعطاء الجند‬
‫أرزاقهم والتعجيل بها حرصًا على الحفاظ على رضاهم ومن ثم على استقرار الجيش‪ ]61[،‬وقد كان الجنود ُي عطون المال‬
‫نقدًا في األيام األولى للدولة الَس ْلُج وقية‪ ،‬لكن الحقًا استغنى السلطان ملك شاه عن المال وأصبح ُي قطع لهم اإلقطاعات بدًال‬
‫من ذلك‪ ،‬وفي كال الحالتين كان ديوان عرض الجيش هو المسؤول عن تنظيم توزيع الرواتب‪ .‬كما أن توفير المؤن كان‬
‫جزءًا هامًا من مهام الديوان‪ ،‬وقد كان َي قوم بعض القواد بشراء مؤن لجيوشهم[‪ ]57‬بأنفسهم في بداية العهد الَس ْلُج وقي‪،‬‬
‫لكن الحقًا ولكي ال َي ظلم الجنود سكان الدولة وَي أخذوا منهم المؤن غصبًا فقد قام نظام الملك بتوزيع مؤن مخّص صة‬
‫للعسكر على مختلف مناطق ومدن الدولة الَس ْلُج وقية لكي تتزود بها الجيوش متى احتاجت‪ ،‬وساعد هذا في حل‬
‫مشكالت المؤن وأتاح للديوان إدارة توزيعها بسهولة‪ .‬أشرف الديوان على تسليح الجيش أيضًا‪ ]61[،‬وُي قال أن الجيش كان‬
‫َي تضمن ‪ -‬منذ عهد طغرل بك ‪ -‬نجارين وغيرهم لصنع ما َي حتاجه العساكر من أسلحة‪ ]63[،‬وكان َي تم تزويدهم بالسالح‬
‫والعتاد حتى أثناء المعارك والقتال‪ ]64[،‬وكانت توجد مخازن مخصصة الحتواء أسلحة الجند َي حرسها «أمير السالح» أو‬
‫دار»‪]59[.‬‬ ‫«سالح‬

‫قوات الجيش‬

‫تألف الجيش الَس ْلُج وقي من أعراق متعددة‪ ،‬فقد كان َي تضمن أتراكًا وأكرادًا وعربًا وفرسًا وديالمة وأرمنًا‪ ،‬كما أن قواته‬
‫كانت تتألف من مشاة وفرسان ورماة‪ ،‬فَي تقدم المشاة الجيش وخلفهم الفرسان الذين كانوا َي تميزون بمهارتهم في إطالق‬
‫السهام أثناء عدو خيولهم‪ .‬كانت تنقسم قوات الجيش الَس ْلُج وقي إلى عدة أقسام‪ ،‬منها[‪« ]57‬الجيش النظامي»‪ ،‬وهو‬
‫القّو ات التي تعمل بشكل دائم في خدمة الدولة‪ ،‬وتتألف من العبيد الذين أسروا في المعارك أو أهداهم بعض الملوك‬
‫للسالجقة‪ .‬كانت قبائل األتراك من العناصر الهامة أيضًا‪ ،‬وكثيرًا ما كان سالطين السالجقة ُي ضطرون لدفع المال لهذه‬
‫القبائل تجنبًا للحروب معها‪ ]65[]61[،‬ومع هذا فقد كانت هامة جدًا في تأسيس الدولة الَس ْلُج وقية واستمراريتها‪ ]59[،‬كما أنه‬
‫كانت تلتحق بجيوش السالجقة عند نشوب الحروب القوات الخاصة بالواليات‪ ]66[،‬حيث أن لكل حاكم والية قوات خاصة‬
‫له َي ستخدمها للدفاع عن منطقته‪ُ ]61[.‬ي مكن أيضًا أن تلتحق بالجيوش فرق من المدن المجاورة التي َي مر العسكر قربها‪ ،‬أو‬
‫متطوعون َي ودون المشاركة في الجهاد‪ ،‬وهؤالء لم ُي دونوا ضمن ديوان عرض الجيش الَس ْلُج وقي‪ .‬تضمن جيش الدولة‬
‫قسم الطالئع‪ ،‬وهم فرق من الجند َي تقدمون الجيش لكي َي ستطلعوا مناطق ُو جود العدو وطبيعتها وكافة المعلومات‬
‫األخرى عن مناطق المعارك‪ ،‬ووظيفتهم ال تتضمن الدخول في القتال عادة‪ .‬وتوجد فرق أخرى تتقدم الجيش تسمى‬
‫«تشكيالت المنزل»‪ ،‬وظيفتها اختيار المواقع المناسبة إلقامة الجيش وتجهيزها وتهيأتها بكل ما َي لزم لذلك من طعام‬
‫وغيره‪]57[.‬‬

‫األسلحة والتحصينات الحربية‬


‫صورة لمنجنيق‪.‬‬

‫استخدم الجنود السالجقة أسلحة القتال العادية مثل السيف والرمح والقوس والمقالع‪ ،‬وكان القوس والسهم من أهم‬
‫أسلحتهم‪ ،‬فقد اشتهروا بمهارتهم في رمي السهام خاصة من فوق ظهور الخيل‪ ،‬فقد كان الرماة الخيالة ُي طلقون السهام‬
‫أثناء عدو خيولهم دون التأثير على دقة إصابتهم‪ ،‬وُي قال أنه كان َي قذف الرماة الَس ْلُج وقيون ‪ 10‬آالف سهم في المعركة‬
‫دفعة واحدة‪ ]57[.‬وكانوا َي رتدون دروعًا واقية للحماية مع خوذ تسمى بـ«البيضة» وتروس في أيديهم لصد ضربات العدو‪.‬‬
‫واستخدموا أيضًا كافة أدوات الحصار الثقيلة‪ ،‬بما في ذلك المنجنيقات[‪ ]66[]61‬واألبراج الخشبية (التي َي قتحمون بها‬
‫أسوار العدو) ورأس الكبش (الذي ُي حطمون به بوابات الحصون) وساللم الحصار‪ ،‬وحصنوا المدن والقالع ببناء األسوار‬
‫العدو‪]57[.‬‬ ‫المرتفعة وحفر الخنادق العميقة إلعاقة تقدم‬

‫الدولة والحضارة‬

‫دعم العلم والعلماء‬

‫مدرسة أنشأها السالجقة بمدينة سيواس األناضولية‬


‫كان ُي وجد اهتمام كبير بالعلم والعلماء خالل فترة ازدهار الدولة الَس ْلُج وقية في عهدي ألب أرسالن والسلطان ملك شاه‪،‬‬
‫حيث كان الوزير نظام الملك َي عمل في الدولة خالل حكمهما والذي قام بجهود كبيرة لدعم العلم واألدب‪ .‬أعطى نظام‬
‫الملك رواتب منتظمة للعلماء في جميع أنحاء الدولة لتشجيعهم على عملهم‪ ،‬وقد بلغ عدد من َي صرف لهم المال ‪12,000‬‬
‫عالم وأديب‪ ،‬كما اهتم بمجالسة أهل العلم فكانت مجالسه تعج بهم‪ .‬واهتم أيضًا بإنشاء المدارس النظامية‪ ،‬فأسس العديد‬
‫منها خالل عهد ألب أرسالن في أنحاء العراق وفارس من بغداد والبصرة إلى نيسابور وهراة‪ ،‬وأسس المكتبات أيضًا‬
‫ومألها بكتب من مختلف مجاالت العلم‪ .‬حتى أن ابن الجوزي قال عنه أنه «كانت سوق العلم في أيامه قائمة والعلماء في‬
‫[‪]67‬‬
‫عهده مرفوعي الهامة»‪.‬‬

‫الحياة المدنية‬

‫كان السالجقة في البداية قبائل تعيش في وسط آسيا‪ ،‬ومع أنهم لم َي كونوا بدوًا أميين في تلك األيام إال أنهم سعوا إلى‬
‫االستقرار في مكان ما والعيش فيه قبل أن ُي هاجروا إلى غرب آسيا‪ .‬في تلك الفترة‪ ،‬عاش السالجقة في قرى وبلدات‬
‫بسيطة‪ ،‬باستثناء المناطق التي فرضت عليهم فيها الظروف الطبيعية أن َي عيشوا الحياة البدوية‪ ]68[.‬ثم انتقلوا الحقًا‬
‫للعيش في المدن بعد أن وصلوا إلى الشرق األوسط وأصبحوا حكام أكبر دولة‪ ،‬وهذا غّي ر كليًا أسلوب حياتهم حيث تركوا‬
‫المدنية‪]69[.‬‬ ‫عمل الحقول والزراعة وانتقلوا إلى الحياة‬

‫كانت تنتشر في األناضول خالل العهد الَس ْلُج وقي مدن صغيرة تسمى «الهان»‪ ،‬والتي كانت تحاول تقديم جميع الخدمات‬
‫للمسافرين المارين بها‪ .‬فهناك كان التجار يأكلون وَي ستحمون وُي نظمون سلعهم وُي صلحون عرباتهم وَي عتنون بحيواناتهم‬
‫(وربما كان عدد الحيوانات في الهان ُي قارب ضعف عدد البشر)‪ .‬الباحثون ليسوا متأكدين بعد من الطريقة التي كانت تنظم‬
‫بها بلدات الهان لكي تالئم كال الحيوانات والبشر‪ ،‬لكن َي عتقد البعض بأنهم كانوا ُي فصلون عن بعضهم حيث تمكث‬
‫مجاورة‪]70[.‬‬ ‫الحيوانات في الفناء بينما َي جلس المسافرون في حجيرات‬

‫ارتدى الرجال السالجقة سراويًال وقمصانًا قماشية‪ ،‬ومعها سترات ُم ميزة في خياطتها تسمى «اليالما»‪ .‬وكانت القبعات‬
‫جزءًا هامًا من زيهم‪ ،‬حيث ارتدوا قبعات بسيطة على شكل قبة مع بعض الزخرفات البسيطة عليها‪ ،‬وتسمى قباعتهم‬
‫الشعبية بـ«البويرك»‪ ،‬وكانوا َي رتدون قبعات بويرك قماشية في الصيف بينما استبدلوها بأخرى من الفرو في الشتاء‪.‬‬
‫وارتدى السالجقة األحزمة أيضًا‪ ،‬والتي كانوا ُي علقون عليها قوسًا وجعبة سهام وفي بعض األحيان سيفًا أيضًا‪ ،‬ومن ثم‬
‫فإنها هامة للجنود‪ .‬كما كانوا َي رتدون أحذية جلدية عالية تصل إلى الركبة‪ ،‬والتي كانت شائعة جدًا في المنطقة وتصنع‬
‫[‪]71‬‬
‫باللونين األسود والبني عادة‪.‬‬

‫كانت العائلة الَس ْلُج وقية تتألف من امرأة ورجل وأطفال‪ ،‬ومعهم أحيانًا بعض األقارب ُي قيمون في نفس المنزل‪ .‬ومع أن‬
‫المرأة كانت تكدح في الحقول في المجتمع القروي‪ ،‬إال أن النساء المدنيات ُكن ُي حبسن في بيوتهن بغض النظر عن‬
‫مكانتهم االجتماعية‪ .‬واعتمادًا على الحالة االقتصادية لألسرة كانت ربة البيت إما تقضي يومها في أعمال المنزل الروتينية‬
‫أو باإلشراف على الخدم الذين ُي خيطون وَي حبكون وَي عزفون الموسيقى وَي عتنون بطفلها وَي قومون بكافة أعمال المنزل‬
‫األخرى‪ .‬لكن وجود المرأة خارج المنزل كان محدودًا جدًا ‪ ،‬حيث لم تكن تستطيع مغادرته إال في المناسبات الخاصة مثل‬
‫األعراس واالحتفاالت‪ .‬كما أن الشباب من السالجقة لم َي ستطيعوا رؤية زوجاتهم قبل الزواج أو اختيارهم حتى‪ ،‬بل كانت‬
‫أم العريس هي من تقوم بهذا‪ ،‬بحيث َي تم األمر بين اآلباء فقط‪.‬‬

‫لكن مع هذا فقد كان من الشائع عمل النساء في العهد الَس ْلُج وقي في مهنة الطب‪ ]69[،‬بل إنهم كانوا عنصرًا هامًا لهذا‬
‫السبب في الجيش وكان دورهم أساسيًا وجوهريًا في عالج الجنود الجرحى والمصابين‪.‬‬
‫الفن والثقافة‬

‫صورة لجامع أصفهان تظهر فن العمارة الَس ْلُج وقية‪.‬‬

‫منحوتة قديمة تعود إلى العهد الَس ْلُج وقي‪.‬‬

‫بسبب التنقل الطويل لألتراك الذي انتهى بوصولهم إلى أرض األناضول بعد أن كانوا قبائل في وسط آسيا‪ ،‬فقد اختلطت‬
‫ثقافتهم وفنونهم وعقيدتهم مع ثقافات الشعوب األخرى التي قابلوها أثناء هجرتهم‪ ،‬مما َي جعل نشأة فنونهم وحضارتهم‬
‫مبهمة وغير واضحة‪ .‬لكن في عام ‪ 985‬م حدث تحول في عقيدة السالجقة عندما غير رئيس الجيش الَس ْلُج وقي دينه‬
‫إلى اإلسالم‪ ،‬مما تسبب بتغير في فنونهم التي سادت عليها الثقافة اإلسالمية‪ ،‬خصوصًا بعد تمدد السالجقة إلى بغداد‬
‫والجزيرة العربية حيث أصبحوا في قلب العالم اإلسالمي وفي مركز ثقافته‪ .‬تأثر األتراك والسالجقة خالل هذه الفترة‬
‫بالفن والعمارة اإلسالميين‪ ،‬وقاموا أيضًا بأخذ بعض األفكار من الفنانين الصينيين ومزجوها مع فنهم اإلسالمي السائد‪،‬‬
‫فتطورت فنونهم أكثر‪.‬‬

‫َز خَر ف السالجقة قصورهم برسوم منحوتة وبخطوط زخرفية متنوعة‪ ،‬وقد طور حرفّي وهم في الفنون الخزفية واألشغال‬
‫المعدنية تقنيات صنع جديدة وزخرفوا أوانيهم الخزفية بنقوش متنوعة (من المالحم العسكرية إلى دائرة البروج‬
‫والتقاويم الفلكية)‪ ]73[]72[،‬وكانوا َي صنعون من الخزف أواني األزهار والشرب واألباريق والسلطانيات وبألوان متنوعة‪.‬‬
‫كانت صناعة القرميد منتشرة أيضًا في تلك األوقات‪ ،‬بل إنه كان أكثر شيوعًا بكثير من الخزف‪ ،‬وعالوة على ذلك فقد شهد‬
‫عصر السالجقة أول تقدم كبير في الفن اإلسالمي لصناعة القرميد‪ ،‬وكان ُي ستخدم القرميد عندهم في زخرفة المساجد‬
‫والمصليات ومآذنها صانعين به نقوشًا جميلة عليها‪ ]74[.‬وقد أعطى ازدهار السالجقة األدبي فرصة لظهور كتب مدهشة‬
‫وعالية األهمية من األعمال العلمية واألدبية‪ ،‬وما زالت هناك العديد من اآلثار الباقية لألدب التركي الَس ْلُج وقي مثل بعض‬
‫المعاجم اللغوية والحكايات الملحمية‪ُ .‬ي مكن ‪ -‬في الفن الَس ْلُج وقي ‪ -‬مالحظة ظهور الناس كمواضيع للوحات واألعمال‬
‫الفنية‪ ،‬وَي عتقد الدارسون حاليًا أن ما وّلد هذا التطور هو تغير فلسفتهم اإلنسانية التي تتمثل في التساؤل حول دور‬
‫الجنس البشري في الكون والرغبة في الحصول على المعرفة وتطوير نظام أخالقي‪.‬‬

‫ظل الفن الذي ظهر ونشأ أثناء عهد السالجقة سائدًا في العراق وتركيا تحت حكم ساللة السالجقة الروم الفرعية (‪- 1081‬‬
‫‪ 1307‬م)‪ ]72[،‬لكن بعد الغزو المغولي وسقوط السالجقة ثم قيام العثمانيين شهد األدب والفنون تغيرات كبيرة متالحقة‪،‬‬
‫ولم َي بقى الكثير من فن السالجقة القديم‪ ،‬لكن مع هذا فقد أحيت القبائل الوافدة من وسط آسيا بعد غزو المغول الثقافة‬
‫أطول‪]74[.‬‬ ‫والتقاليد التركية في األناضول حيث استطاع الفن الصمود لمدة‬

‫الوزارة‬

‫كان َي تم تقليد الوزير الَس ْلُج وقي منصبه بإرسال الحاجب أوًال الستدعاء من سيتولى المنصب‪ ،‬ثم ُي قابل السلطان وُي عطى‬
‫منصبه الجديد بعد مناقشة عن المهام اإلدارية التي سيتوالها الوزير‪ ]75[.‬وقد أعطَي الوزراء السالجقة األلقاب‪ ،‬بل إن‬
‫العديد منهم حصلوا على عدة ألقاب‪ ،‬ومن ألقابهم «قوام الدين والدولة» و«ضياء الملك»‪ .‬عندما كان َي تولى شخص‬
‫الوزارة في العهد الَس ْلُج وقي كان ُي منح منزًال خاصًا به على الفور‪ ،‬وكان َي حصل على الحق بمرافقة السلطان الَس ْلُج وقي‬
‫أثناء تنقله وزياراته للواليات المختلفة إضافة إلى الحق بدخول مجلسه‪ ،‬كما أن الوزير كان في الدولة الَس ْلُج وقية ثاني‬
‫أكثر األشخاص نفوذًا في الدولة بعد السلطان مباشرة‪ ،‬حتى أنه كان أعلى نفوذًا من الحاجب‪ ،‬فقد أعطي صالحيات إدارية‬
‫وسياسية كبيرة وكانت أمور الدولة بيده‪ .‬من أشهر وزراء السالجقة الوزير «عميد الملك الُكندري» في عهد طغرل بك‬
‫شاه‪]36[.‬‬ ‫و«نظام الملك» في عهدي ألب أرسالن وملك‬

‫المدارس النظامية‬

‫صورة الغتيال الوزير نظام الملك‪ ،‬مؤسس المدارس النظامية‪ ،‬والذي كان أحد أشهر الوزراء في تاريخ السالجقة وفي التاريخ اإلسالمي كله‪.‬‬
‫تسمى بـ«المدارس النظامية» نسبة إلى أول من أسسها وهو الوزير الَس ْلُج وقي نظام الملك‪ .‬جاءت فكرة تأسيس هذه‬
‫المدارس بسبب انتشار المذهب الشيعي في المشرق خصوصًا خراسان والعراق وغيرها من أقاليم تلك البالد‪ ،‬وقد كان‬
‫نظام الُم لك مهتمًا بنشر المذهب السني والقضاء على الحركة الشيعية‪ ،‬واعتقد أن غزو بالدهم وانتزاع فارس من قبضة‬
‫البويهيين لم َي كن كافيًا لذلك‪ .‬ولذا فقد قرر نظام الملك البدأ بإنشاء سلسلة من المدارس التي تعلم الدين حسب تعاليم‬
‫مذهب السنة‪ ،‬وبشكل أكثر خصوصًا المذهب الشافعي بسبب كون نظام نفسه شافعيًا‪ ]36[،‬فبدأ بتأسيس أولى هذه‬
‫المدارس في مدينة بغداد عام ‪ 457‬هـ‪ ،‬وانتهى بناؤها في شهر ذي القعدة عام ‪ 459‬هـ وحضرها جمع عظيم من سكان‬
‫بغداد عند افتحاحها‪ ،‬وقد كلف بالتدريس بها أبو إسحاق الشيرازي‪ .‬وقد كانت مواقع إنشاء أولى المدارس النظامية هي‪:‬‬
‫بغداد وبلخ ونيسابور وهراة وأصفهان والبصرة والموصل ومرو وطبرستان‪ ]76[.‬صرف نظام الملك مبالغ هائلة في‬
‫المدارس‪ ،‬وحرص على أن توفر راحة كاملة للطالب‪ ،‬فخصص سكنًا للمدارس لكي ُي قيم به طالبها‪ ،‬وأعطى كل واحد منهم‬
‫أربعة أرطال من الخبز كل يوم إلعالته‪ ،‬وبنى في كل مدرسة مكتبة ضخمة تشبع اهتمامات الطالب‪ ،‬وقيل إن تكاليف‬
‫بعض هذه المدارس وصلت إلى ‪ 10‬آالف دينار‪ ،‬وعدد طالبها وصل إلى ‪ 300‬طالب‪ .‬وفضًال عن هذا فقد اهتم نظام الملك‬
‫بأن َي زور بنفسه هذه المدارس دوريًا وأن َي تأكد من أن أمورها تجري جيدًا ‪ ،‬فقد زار مثًال في عام ‪ 480‬هـ مدرسة بغداد‬
‫هناك[‪]36‬‬ ‫واطلع على أحوالها ودرس بها قليًال‪ .‬كان ُي شترط لتعيين مدرس في مدرسة نظامية أن َي كون شافعيًا‪ ،‬وكانت‬
‫عدة مناصب إدارية في هذه المدارس هي‪ :‬المدارس (من ُي لقي الدروس) والنائب (من َي نوب عن المدرس في اإللقاء إذا لم‬
‫َي ستطع ذاك الحضور) والمعيد (طالب ُي عيد الدرس للطالب اآلخرين وُي ساعدهم على فهمه إن تطلب األمر)‪ .‬وعندما كان‬
‫ُي نهي الطالب تعلمهم في المدارس كانوا ُي قدمون طلبًا للحصول على «اإلجازة»‪ ،‬وهي وثيقة تشبه الشهادة تثبت أنهم‬
‫درسوا وتعلموا في هذه المدارس‪ ،‬والتي تتيح لهم الحقًا االلتحاق بوظائف مثل القضاء وإلفتاء والتدريس وغيرها‪.‬‬
‫[‪]77‬‬

‫قائمة السالطين‬
‫الوفاة‬ ‫المولد‬ ‫فترة الحكم‬ ‫االسم‬ ‫اللقب‬ ‫االسم الملكي‬ ‫‪#‬‬

‫‪ 4‬سبتمبر ‪1063‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪1063-1037‬‬ ‫محمد‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫طغرل بك‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 15‬ديسمبر‬ ‫ضياء الدين عضد‬


‫‪ 20‬يناير ‪1029‬‬ ‫‪1072-1063‬‬ ‫محمد‬ ‫ألب أرسالن‬ ‫‪2‬‬
‫‪1072‬‬ ‫الدولة‬

‫‪ 19‬نوفمبر ‪1092‬‬ ‫‪1055‬‬ ‫‪1092-1072‬‬ ‫حسن‬ ‫معز الدین جالل الدولة‬ ‫ملك شاه‬ ‫‪3‬‬

‫‪1094‬‬ ‫‪ 1087‬أو ‪1088‬‬ ‫‪1094-1092‬‬ ‫محمود‬ ‫ناصر الدنیا والدین‬ ‫محمود األول‬ ‫‪4‬‬

‫‪1105‬‬ ‫‪1079‬‬ ‫‪1105-1094‬‬ ‫محمد‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫بركياروق‬ ‫‪5‬‬

‫رکن الدنیا والدین‬


‫‪1105‬‬ ‫‪1099‬‬ ‫‪1105-1105‬‬ ‫محمود‬ ‫ملكشاه الثاني‬ ‫‪6‬‬
‫جالل الدولة‬

‫أبريل ‪1118‬‬ ‫يناير ‪1082‬‬ ‫‪1118-1105‬‬ ‫محمد‬ ‫غیاث الدنیا والدین‬ ‫محمد تبار‬ ‫‪7‬‬

‫مغيث الدنیا والدین‬


‫‪1131‬‬ ‫‪1105‬‬ ‫‪1131-1118‬‬ ‫محمود‬ ‫محمود الثاني‬ ‫‪8‬‬
‫جالل الدولة‬

‫معز الدنیا والدین عضد‬


‫‪ 8‬مايو ‪1157‬‬ ‫‪1085‬‬ ‫‪1157-1118‬‬ ‫أحمد‬ ‫سنجر‬ ‫‪9‬‬
‫الدولة‬

‫‪1143‬‬ ‫‪1101‬‬ ‫‪1132-1131‬‬ ‫داود‬ ‫غیاث الدنیا والدین‬ ‫داود‬ ‫‪10‬‬

‫أكتوبر‪/‬نوفمبر‬
‫‪1109‬‬ ‫‪1134-1132‬‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫طغرل الثاني‬ ‫‪11‬‬
‫‪1134‬‬

‫‪ 13‬سبتمبر ‪1152‬‬ ‫‪1108‬‬ ‫‪1152-1134‬‬ ‫مسعود‬ ‫غیاث الدنیا والدین‬ ‫مسعود‬ ‫‪12‬‬

‫‪1160‬‬ ‫‪1128‬‬ ‫‪1153-1152‬‬ ‫معين الدنیا والدین‬ ‫ملكشاه الثالث‬ ‫‪13‬‬

‫ديسمبر ‪1159‬‬ ‫‪1128‬‬ ‫‪1159-1153‬‬ ‫محمد‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫محمد الثاني‬ ‫‪14‬‬

‫‪1161‬‬ ‫‪1118‬‬ ‫‪1161-1159‬‬ ‫سليمان‬ ‫غیاث الدنیا والدین‬ ‫سليمان شاه‬ ‫‪15‬‬

‫‪1176‬‬ ‫‪1133‬‬ ‫‪1176-1161‬‬ ‫أرسالن‬ ‫معز الدنیا والدین‬ ‫أرسالن شاه‬ ‫‪16‬‬

‫‪ 19‬مارس ‪1194‬‬ ‫‪1169‬‬ ‫‪1191-1176‬‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫طغرل الثالث‬ ‫‪17‬‬

‫‪1191‬‬ ‫‪-1191‬‬ ‫قزل‬ ‫مظفر الدنیا والدین‬ ‫قزل أرسالن‬ ‫‪18‬‬

‫‪ 19‬مارس ‪1194‬‬ ‫‪1169‬‬ ‫‪1194-1192‬‬ ‫رکن الدنیا والدین‬ ‫طغرل الثالث‬ ‫‪19‬‬

‫سالجقة خراسان (‪ 1040‬م – ‪ 1118‬م)‬


‫ضريحين للسالجقة في قزوين ‪ -‬أبراج خراقان‬

‫الوفاة‬ ‫المولد‬ ‫فترة الحكم‬ ‫االسم‬ ‫اللقب‬ ‫االسم الملكي‬ ‫‪#‬‬

‫‪1060‬‬ ‫‪989‬‬ ‫‪1060-1040‬‬ ‫داوود‬ ‫أبو سليمان‬ ‫جغري بك‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬ديسمبر ‪1072‬‬ ‫‪1029‬‬ ‫‪1072-1064‬‬ ‫محمد‬ ‫عضد الدولة‬ ‫ألب أرسالن‬ ‫‪2‬‬

‫أرسالن شاه‬ ‫‪3‬‬

‫‪1092‬‬ ‫‪1092-1083‬‬ ‫شمس الدولة‬ ‫طغان شاه‬ ‫‪4‬‬

‫‪1097‬‬ ‫‪1046‬‬ ‫‪1097-1092‬‬ ‫أرسالن أرغون‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 8‬مايو ‪1157‬‬ ‫‪1085‬‬ ‫‪1118-1097‬‬ ‫أحمد‬ ‫معز الدين‬ ‫أحمد سنجر‬ ‫‪6‬‬

‫سالجقة كرمان (‪ 1041‬م – ‪ 1187‬م)‬

‫كرمان كانت دولة جنوب بالد فارس‪ ،‬وسقطت عام ‪ ,1187‬أغلب الظن على يد طغرل الثالث‪ .‬من السالجقة العظام‪:‬‬
‫الوفاة‬ ‫المولد‬ ‫فترة الحكم‬ ‫االسم‬ ‫اللقب‬ ‫االسم الملكي‬ ‫‪#‬‬

‫‪1073‬‬ ‫‪1073-1041‬‬ ‫أحمد‬ ‫عماد الدين والدولة‬ ‫قاورد بك‬ ‫‪1‬‬

‫‪1074‬‬ ‫‪1074-1073‬‬ ‫كرمان شاه‬ ‫‪2‬‬

‫‪1075-1074‬‬ ‫حسين عمر‬ ‫‪3‬‬

‫‪1084‬‬ ‫‪1084-1075‬‬ ‫ركن الدين والدولة‬ ‫سلطان شاه‬ ‫‪4‬‬

‫توران شاه‬
‫‪1096‬‬ ‫‪1096-1084‬‬ ‫عماد الدولة‬ ‫‪5‬‬
‫األول‬

‫‪1101‬‬ ‫‪1101-1096‬‬ ‫بهاء الدين والدولة‬ ‫إيران شاه‬ ‫‪6‬‬

‫محي اإلسالم‬ ‫أرسالن شاه‬


‫‪1142‬‬ ‫‪1072‬‬ ‫‪1142-1101‬‬ ‫‪7‬‬
‫والمسلمين‬ ‫األول‬

‫محمد شاه‬
‫‪1156-1142‬‬ ‫مغيث الدنيا والدين‬ ‫‪8‬‬
‫األول‬

‫‪1168-1156‬‬ ‫محي الدنيا والدين‬ ‫طغرل شاه‬ ‫‪9‬‬

‫‪1174-1169‬‬ ‫أبو منصور‬ ‫بهرام شاه‬ ‫‪10‬‬

‫أرسالن شاه‬
‫‪1177‬‬ ‫‪1177-1174‬‬ ‫‪11‬‬
‫الثاني‬

‫طوران شاه‬
‫‪1183-1177‬‬ ‫‪12‬‬
‫الثاني‬

‫محمد شاه‬
‫‪1188‬‬ ‫‪1188-1183‬‬ ‫محمد‬ ‫‪13‬‬
‫الثاني‬

‫سالجقة الشام (‪ 1076‬م – ‪ 1117‬م)‬

‫الوفاة‬ ‫المولد‬ ‫فترة الحكم‬ ‫االسم‬ ‫اللقب‬ ‫االسم الملكي‬ ‫‪#‬‬

‫‪1095-1078‬‬ ‫تاج الدولة أبو سعيد‬ ‫تتش األول‬ ‫‪1‬‬

‫‪1104-1095‬‬ ‫شمس الملوك أبو نصر‬ ‫دقاق‬ ‫‪2‬‬

‫‪-1104‬‬ ‫تتش الثاني‬ ‫‪3‬‬

‫‪-1104‬‬ ‫محي الدين‬ ‫إرتاش‬ ‫‪4‬‬

‫‪1113-1095‬‬ ‫فخر الملك‬ ‫رضوان‬ ‫‪5‬‬

‫ألب أرسالن‬
‫‪1114-1113‬‬ ‫تاج الدولة‬ ‫‪6‬‬
‫األخرس‬

‫‪1117-1114‬‬ ‫سلطان شاه‬ ‫‪7‬‬


‫طنف أثري من العهد الَس ْلُج وقي‪ .‬ما بين القرن ‪ 11‬و ‪ 12‬م‪.‬‬

‫سالطين وأمراء دمشق‪:‬‬

‫عزيز بن آباق الخوارزمي ‪1079-1076‬‬

‫أبو سعيد تاج الدولة تتش الَس ْلُج وقي ‪1095-1079‬‬

‫أبو نصر شمس الملوك الدقاق ‪1104-1095‬‬

‫تتش الثاني ‪1104‬‬

‫محيي الدين بكتاش ‪1104‬‬

‫أتابكة حلب‪:‬‬

‫أبو محمد لؤلؤ الكبير ‪1117-1114‬‬

‫شمس الخواص يارقتاش ‪1117‬‬

‫عماد الدين زنكي ‪1146-1128‬‬

‫نور الدين زنكي ‪1174-1146‬‬

‫خارطة لسلطنة سالجقة الروم في سنة ‪.1243‬‬


‫سالجقة الروم في األناضول (‪ 708-470‬هـ ‪ 1307-1077 /‬م)‬
‫الوفاة‬ ‫المولد‬ ‫فترة الحكم‬ ‫االسم‬ ‫اللقب‬ ‫االسم الملكي‬ ‫‪#‬‬

‫قتلمش‬ ‫‪1‬‬

‫‪1086-1081‬‬ ‫سليمان األول‬ ‫‪2‬‬

‫قلج أرسالن‬
‫‪3‬‬
‫األول‬

‫‪1116-1110‬‬ ‫ملك شاه‬ ‫‪4‬‬

‫‪1156-1116‬‬ ‫ركن الدين‬ ‫مسعود األول‬ ‫‪5‬‬

‫قلج أرسالن‬
‫‪1192-1156‬‬ ‫عز الدين‬ ‫‪6‬‬
‫الثاني‬

‫‪
,1197-1192‬‬
‫غياث الدين‬ ‫كيخسرو األول‬ ‫‪7‬‬
‫‪1211-1205‬‬

‫سليمان شاه‬
‫‪1204-1197‬‬ ‫ركن الدين‬ ‫‪8‬‬
‫الثاني‬

‫قلج أرسالن‬
‫‪1205-1204‬‬ ‫عز الدين‬ ‫‪9‬‬
‫الثالث‬

‫‪1220-1211‬‬ ‫عز الدين‬ ‫كيكاوس األول‬ ‫‪10‬‬

‫‪1237-1220‬‬ ‫عالء الدين‬ ‫كيقباد األول‬ ‫‪11‬‬

‫كيخسرو‬
‫‪1246-1237‬‬ ‫غياث الدين‬ ‫‪12‬‬
‫الثاني‬

‫كيكاوس‬
‫‪1257-1246‬‬ ‫عز الدين‬ ‫‪13‬‬
‫الثاني‬

‫قلج أرسالن‬
‫‪1265-1248‬‬ ‫‪14‬‬
‫الرابع‬

‫‪1257-1249‬‬ ‫عالء الدين‬ ‫كيقباد الثاني‬ ‫‪15‬‬

‫كيخسرو‬
‫‪1282-1265‬‬ ‫غياث الدين‬ ‫‪16‬‬
‫الثالث‬

‫‪
,1284-1282‬‬
‫‪
,1293-1284‬‬
‫غياث الدين‬ ‫مسعود‬ ‫‪17‬‬
‫‪
,1301-1294‬‬
‫‪1307-1303‬‬

‫‪
,1284‬‬
‫‪
,1294-1293‬‬ ‫عالء الدين‬ ‫كيقباد الثالث‬ ‫‪18‬‬
‫‪1303-1301‬‬
‫المالحظات‬

‫‪ .1‬كان علي تكين في البداية قبل ظهور السالجقة أسيرًا عند إيلك خان إمبراطور القراخانيين‪ ،‬لكنه استطاع في عهد‬
‫أوالد َس ْلُج وق بن ُد َق اق أن َيهرب إلى بخارى التي استولى عليها وأصبح حاكمها‪ .‬وهناك تحالف مع أرسالن بيغو بن‬
‫َس ْلُج وق ضد إيلك الخان‪ ،‬فاستطاعا معًا صد ما أرسله إليهما من جيوش الستعادة المدينة‪ .‬لكن علي تكين أخذ ُي غير‬
‫على أراضي الغزنويين وُي عيق رسلهم بعد ذلك‪ ،‬فغضب محمود الغزنوي ‪ -‬حاكم الغزنويين آنذاك ‪ -‬وسار إليه في‬
‫جيوشه فهرب علي من بخارى‪ ،‬والحقًا عاد إليها بعد رحيل الغزنويين وحاول إثارة الفتنة بين السالجقة على ما َيرد‬
‫في فقرة التأسيس‪.‬‬

‫المصادر‬

‫الصالبي‪ ,‬علي محمد (‪ ،)2006‬دولة السالجقة‪ – ‬وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪9953850542 ISBN ،‬‬

‫ابن األثير‪ ,‬عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الكرم الشيباني (‪ ،)1979‬الكامل في التاريخ‪ – ‬المجلد التاسع‪،‬‬
‫دار صادر‪،‬‬

‫)‪ .‬د‪ .‬محمد عبد العظيم يوسف أبو النصر‪ .‬عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية‪ :‬الهرم‪ ،‬مصر‬

‫المنتظم في تاريخ الملوك واألمم ‪ -‬ابن الجوزي البغدادي‪.‬‬

‫تاريخ العراق في العصر الَس ْلُج وقي ‪ -‬د‪ .‬حسين أمين ‪ -‬بغداد ‪ -‬مطبعة األرشاد ‪ 1385‬هـ‪ 1965/‬م‪.‬‬

‫المراجع‬

‫الدولة السلجوقية في المشاريع الشقيقة‪:‬‬


‫صور وملفات صوتية من كومنز‪.‬‬

‫‪Savory, R. M. and Roger Savory, Introduction to Islamic civilisation, (Cambridge University Press, .1‬‬
‫‪.1976), 82‬‬

‫‪Black, Edwin, Banking on Baghdad: inside Iraq's 7,000-year history of war, profit and conflict, (John .2‬‬
‫‪.Wiley and sons, 2004), 38‬‬

‫‪.Grousset, Rene, The Empire of the Steppes, (New Brunswick:Rutgers University Press, 1988),159,161 .3‬‬

‫‪ .4‬أمة عظيمة من الترك‪ ،‬واألغز (أي تسعة بالتركية) وهو مأخود من عدد األسر وقبائلهم المتفرقة‪ ،‬ظل الحكم في أيديهم في بالد‬
‫الترك حتى انتقل إلى االويغور (إحدى قبائل الترك) سنة ‪ 128‬هـ‪ ،‬وظل الحكم في أيديهم إلى عام ‪ 256‬هـ‪ ،‬انظر‪ :‬بارتولد‪ :‬تاريخ‬
‫الترك ودائرة المعارف اإلسالمية‪ :‬مجلد ‪ ،5‬ص ‪45-38‬‬

‫‪ .5‬أخبار الدول الَس ْلُج وقية‪ ،‬للحسين‪ ،‬ص ‪3-2‬‬

‫‪ .6‬أخبار الدولة الَس ْلُج وقية (‪ .)1984‬صدر الدين الحسيني‪ .‬ت‪ .‬محمد اقبال‪ .‬دار اآلفاق الجديدة‪ :‬بيروت‬

‫‪ .7‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪20 ‬‬

‫‪ .8‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪21 ‬‬
‫‪ .9‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪23 ‬‬

‫‪ .10‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪474 ‬‬

‫‪ .11‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪31 ‬‬

‫‪ .12‬كتاب النجوم الزاهرة (‪ :)5/50‬الدولة الَس ْلُج وقية منذ قيامها‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪ .13‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪278-277 ‬‬

‫‪ .14‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪278 ‬‬

‫‪ .15‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪279 ‬‬

‫‪ .16‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪476 ‬‬

‫‪ .17‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪477 ‬‬

‫‪ .18‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪478 ‬‬

‫‪ .19‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪479 ‬‬

‫‪ .20‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪480 ‬‬

‫‪ .21‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪481-480 ‬‬

‫‪ .22‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪32 ‬‬

‫‪ .23‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪33 ‬‬

‫‪ .24‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪45 ‬‬

‫‪ .25‬الصالبي ‪ ،2006‬صفحة‪46 ‬‬

‫‪ .26‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪496 ‬‬

‫‪ .27‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪497 ‬‬

‫‪ .28‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪506 ‬‬

‫‪ .29‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪509 ‬‬

‫‪ .30‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪511-510 ‬‬

‫‪ .31‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪526 ‬‬

‫‪ .32‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪529-528 ‬‬

‫‪ .33‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪531 ‬‬

‫‪ .34‬ابن األثير ‪ ،1979‬صفحة‪534 ‬‬

‫‪ .35‬كتاب "الكامل في التاريخ" البن األثير‪ ،‬المجلد التاسع ص‪ 496‬إلى ص‪( 611‬عدة أخبار عن غزوات السالجقة ثم فتحهم لبغداد)‪،‬‬
‫دار صادر ‪ -‬بيروت ‪.1979 -‬‬

‫‪ .36‬كتاب "دولة السالجقة‪ :‬وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي" لعلي محمد الصالبي‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2006‬دار المعرفة بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .37‬كتاب "الدولة العباسية‪ :‬من الميالد إلى السقوط" لمحمد قباني‪ ،‬الطبعة األولى ‪" ،2006‬دار وحي القلم" ‪ -‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .38‬كتاب "البداية والنهاية" البن كثير‪ ،‬المجلد الخامس عشر ص‪ 771‬إلى ص‪.790‬‬

‫‪ .39‬كتاب "الحروب الصليبية في المشرق" لسعيد أحمد برجاوي‪ ،‬الطبعة األولى ‪1984‬م‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .40‬كتاب "الكامل في التاريخ" البن األثير‪ ،‬المجلد العاشر ص‪ 37‬إلى ص‪"( 67‬ذكر فتح ألب أرسالن مدينة آني وغيرها من بالد‬
‫النصرانّي ة" وغيرها‪ ،)..‬دار صادر ‪ -‬بيروت ‪.1979 -‬‬

‫‪ .41‬كتاب "تاريخ السالجقة في بالد الشام" ص‪ 14‬إلى ص‪.19‬‬

‫‪ .42‬كتاب "شذرات الذهب"‪ ،‬المجلد الرابع ص‪.318‬‬

‫‪ .43‬كتاب "سير أعالم النبالء"‪ ،‬المجلد الثامن عشر ص‪ 417‬والتاسع عشر ص‪.55‬‬

‫‪ .44‬كتاب "وفيات األعيان‪ :‬وأنباء أبناء الزمان" لـ"أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان"‪ ،‬حققه د‪.‬إحسان‬
‫عباس‪ ،‬المجلد الخامس ص‪ 283‬إلى ص‪ :740( 289‬ملكشاة الَس ْلُج وقي)‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .45‬كتاب "تاريخ السالجقة في بالد الشام" ص‪ 28‬وص‪.29‬‬

‫‪ .46‬كتاب "زبدة الحلب"‪ ،‬المجلد الثاني ص‪ 67‬وص‪.68‬‬

‫‪ .47‬كتاب "سالجقة الشام والجزيرة" ألرشيد يوسف‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪ .48‬كتاب "تاريخ دولة آل َس ْلُج وق"‪ ،‬ص‪.72‬‬

‫‪ .49‬كتاب "الحروب الصليبية‪ :‬العالقات بين الشرق والغرب" لمحمد مؤنس عوض‪ ،‬ص‪ 76‬إلى ص‪ ،78‬الطبعة األولى ‪ 2000‬م‪.‬‬

‫‪ .50‬كتاب "قصة الحروب الصليبية‪ :‬من البداية إلى عماد الدين زنكي" لراغب السرجاني‪ ،‬ص‪ 84‬إلى ص‪"( 100‬الصدام مع السالجقة‬
‫الروم")‪.‬‬

‫‪ .51‬كتاب "دور الفقهاء والعلماء في الجهاد ضد الصليبيين" للدكتور آسيا نقلي‪ ،‬ص‪ 242‬إلى ص‪ ،244‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الطبعة ألولى‬
‫‪.2002‬‬

‫‪ .52‬كتاب "الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري" لمحمد حامد الناصر‪ ،‬ص‪ ،98‬مكتبة الكوثر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫‪ .53‬كتاب "تاريخ الدول اإلسالمية ومعجم األسر الحاكمة" لستانلي بول (ترجمة أحمد السعيد سليمان)‪ ،‬المجلد األول ص‪ 313‬إلى‬
‫ص‪( 325‬السالجقة)‪ ،‬دار المعارف بمصر ‪ -‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ .54‬كتاب "زبدة التاريخ" للحسيني‪ ،‬ص‪.180‬‬

‫‪ .55‬كتاب "نظام الوزارة في الدولة العباسية"‪ ،‬ص‪.67‬‬

‫‪ .56‬كتاب "دولة آل َس ْلُج وق"‪ ،‬ص‪ 277‬وص‪.278‬‬

‫‪ .57‬كتاب "دولة السالجقة‪ :‬وبروز مشروع إسالمي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي" لعلي محمد الصالبي‪" ،‬الفصل الثالث‪:‬‬
‫النظم الحربية عن السالجقة" ص‪ 240‬إلى ص‪ ،312‬الطبعة األولى ‪ ،2006‬دار المعرفة بيروت ‪ -‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .58‬كتاب "العرب واألتراك‪ :‬دراسة لتطور العالقة بين األمتين خالل ألف سنة" لعبد الكريم غرايبة‪ ،‬ص‪ ،96‬جامعة دمشق ‪ 1961‬م‪.‬‬

‫‪ .59‬كتاب "سياست نامة" أو "سير الملوك" لنظام الملك الحسن بن علي الطوسي (ترجمة يوسف حسين بكار)‪ ،‬ص‪ 143‬إلى ص‪،145‬‬
‫دار الثقافة ‪ -‬قطر ‪.1987‬‬

‫‪ .60‬كتاب "األحكام السلطانية والواليات الدينية" للماوردي‪ ،‬ص‪ ،43‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪ 1982‬م‪.‬‬

‫‪ .61‬كتاب "النظم الحربية عند السالجقة" للدكتور نائف بن حمود بن محمد أبو قريحة‪ ،‬ص‪ 113‬إلى ص‪ ،161‬الطبعة األولى ‪1423‬‬
‫هـ‪.‬‬
‫‪ .62‬كتاب "تاريخ البهيقي"‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ -‬بيروت ‪ 1982‬م‪.‬‬

‫‪ .63‬كتاب "المنتظم في تاريخ الملوك واألمم"‪ ،‬المحلد الثامن ص‪ ،173‬مطبعة دائرة المعارف العثمانية ‪ -‬الطبعة األولى ‪ 1359‬هـ‪.‬‬

‫‪ .64‬كتاب "الكامل في التاريخ" البن األثير‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .65‬كتاب "إمارة حلب" لمحمد ضامن‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫‪ .66‬كتاب "الحرب عند العرب" إلبراهيم مصطفى المحمود‪ ،‬ص‪ ،329‬دار القلم ‪ -‬دمشق ‪ 1985‬م‪.‬‬

‫‪ .67‬عهد نظام الملك في الدولة الَس ْلُج وقية (‪ . )https://islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-10931.htm‬مقال لـ"د‪.‬‬


‫علي محمد الصالبي"‪ .‬تاريخ الولوج ‪ .2010-11-25‬نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/web/2012102321060‬‬
‫أكتوبر ‪ 2012‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬ ‫‪9/http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-42-10931.htm) 23‬‬

‫‪ .68‬فن العمارة وتخطيط المدن الَس ْلُج وقي في األناضول (‪https://www.medievalists.net/2009/03/seljuk-architecture-‬‬


‫‪ . )/and-urbanism-in-anatolia‬تاريخ الولوج ‪ .2010-11-25‬نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/web/2016‬‬
‫‪0304195253/http://www.medievalists.net/2009/03/22/seljuk-architecture-and-urbanism-in-anatoli‬‬
‫مارس ‪ 2016‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬ ‫‪a/) 04‬‬

‫‪ .69‬الحياة اليومية في العهدين الَس ْلُج وقي والعثماني (‪[ )https://middleeast.library.cornell.edu/selj.htm‬وصلة مكسورة]‪.‬‬
‫جامعة كورنيل ‪" -‬مجموعة الدراسات اإلسالمية والشرق أوسطية"‪ .‬تاريخ الولوج ‪[.2010-11-25‬وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة"‬
‫(‪https://web.archive.org/web/20140510211800/http://www.library.cornell.edu/colldev/mideast/sel‬‬
‫في ‪ 10‬مايو ‪ ،2014‬اطلع عليه‬ ‫‪ ، )j.htm‬مؤرشف من األصل (‪)https://middleeast.library.cornell.edu/selj.htm‬‬
‫بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪.2010‬‬

‫‪ .70‬الحياة اليومية في بلدات الهان الَس ْلُج وقية (‪ . )https://www.turkishhan.org/daily.htm‬تاريخ الولوج ‪.2010-11-25‬‬
‫نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/web/20180709202944/http://www.turkishhan.org:80/daily.ht‬‬
‫‪ m) 07 2‬يناير‪ 8‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .71‬لباس الرجال السالجقة (‪ِ" . )https://www.levantia.com.au/clothing/turk_man.html‬تموثي داوُس ن"‪ .‬تاريخ الولوج‬


‫‪[.2010-11-25‬وصلة مكسورة] نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/web/20170312185451/https://www.leva‬‬
‫مارس ‪ 2017‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬ ‫‪ntia.com.au/clothing/turk_man.html) 12‬‬

‫‪ .72‬هجوم على صهوة الحصان (عنوان كتاب)‪ :‬مقدمة إلى األتراك (‪ . )https://www.turks.org.uk/index.php?pid=34‬من‬
‫"األكاديمية الملكية للفنون"‪ .‬تاريخ الولوج ‪.2010-11-25‬نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/web/201205100‬‬
‫مايو ‪ 2012‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬ ‫‪51312/https://www.turks.org.uk/index.php?pid=34) 10‬‬

‫‪ .73‬فنون الفترة الَس ْلُج وقية (‪ . )https://amwaj.org.il/art/islam/seljuk.html( )1258 - 1055‬من موقع "روائع الفنون‬
‫اإلسالمية"‪ .‬تاريخ اإلنشاء من ‪ 22‬كانون الثاني إلى ‪ 12‬نيسان ‪ .2005‬تاريخ الولوج ‪ .2010-11-24‬نسخة محفوظة (‪https://‬‬
‫أغسطس‬ ‫‪web.archive.org/web/20140818072532/http://www.amwaj.org.il/art/islam/seljuk.html) 18‬‬
‫‪ 2014‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .74‬الخزف والقرميد الَس ْلُج وقّي ين (‪https://www.turkishculture.org/ceramic-arts//seljuk-tiles-ceramics-581.htm?t‬‬


‫‪ . )ype=1‬من "المؤسسة التركية الثقافية"‪ .‬تاريخ الولوج ‪ .2010-11-25‬نسخة محفوظة (‪https://web.archive.org/we‬‬
‫‪b/20150528182755/http://www.turkishculture.org/ceramic-arts//seljuk-tiles-ceramics-581.htm?typ‬‬
‫‪ e=1) 05 2‬يناير‪ 5‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .75‬كتاب "الوزارة العباسية‪ :‬من ‪ 447‬إلى ‪ 590‬هـ" لسميعة عزيزة محمود‪ ،‬ص‪ 56‬وص‪ ،57‬جامعة بغداد ‪ -‬كلية اآلداب (رسالة‬
‫ماجستير) ‪ 1990‬م‪.‬‬

‫‪ .76‬كتاب "طبقات الشافعية" لجمال الدين األسنوي (تحقيق عبد اهلل الجبوري)‪ ،‬ص‪ ،180‬دار العلوم ‪ 1401‬هـ‪.‬‬
‫‪ .77‬كتاب "نظام الملك‪ :‬الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي" لعبد الهادي محمد رضا محبوبة‪ ،‬ص‪ 357‬إلى ص‪ ،364‬الدار المصرية‬
‫اللبنانية‪.‬‬

‫بوابة الدولة السلجوقية‬

‫بوابة التاريخ‬

‫بوابة العصور الوسطى‬

‫بوابة التاريخ اإلسالمي‬

‫بوابة آسيا‬

‫بوابة إيران‬

‫بوابة تركمانستان‬

‫بوابة تركيا‬

‫بوابة العراق‬

‫بوابة أرمينيا‬

‫بوابة أذربيجان‬

‫بوابة أفغانستان‬

‫بوابة تاريخ الشرق األوسط‬

‫بوابة سوريا‬

‫بوابة اإلسالم‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=59120944‬الدولة_السلجوقية=‪»title‬‬

‫َأ ضاف ‪ JarBot‬آخر تعديل قبل ‪ 2‬شهور


‬ ‫

You might also like