You are on page 1of 36

‫معارضات القرآن الكريم‬

‫مزاعم وشبهات‬

‫إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬محسن سميح الخالدي‬
‫جامعة النجاح الوطنية‬
‫كلية الشريعة‪ /‬قسم أصول الدين‬
‫فلسطين‬

‫ملخص البحث‪ :‬يتحدث هذا البحث عن معارضات القرآن الكريم‪ ،‬وما أُثير حولها من الشبهات‬
‫والمراد بالمعارضة اإلتيان بكالم يقابل القرآن الكريم في الفصاحة‪ ،‬والبالغة‪ ،‬والبيان بهدف‬
‫بكالم تعافه‬
‫ٍ‬ ‫المناقضة‪ ،‬والمغالبة ‪ ،‬فقد زعم قو ٌم في القديم والحديث معارضة القرآن الكريم‪ ،‬وأتوا‬
‫الطباع ‪ ،‬وحاول آخرون المعارضة‪ ،‬ثم استحيوا مما كتبوا بعد أن انكشف لهم‬ ‫األسماع‪ ،‬وتنفر منه ِ‬
‫عجزهم‪ ،‬فثابوا إلى رشدهم ‪ ،‬وبما أن لكل قول من عقيدة قائله نصيبا ً‪ ،‬فقد ترجم البحث لكل من‬
‫حاول أو زعم معارضة القرآن الكريم وأورد ما نسب إليه من المعارضة مع التحليل والنقد‬
‫والبيان ‪ ،‬كما تكلم البحث عن الشبهات التي أُثيرت حول انصراف العرب عن المعارضة‪ ،‬وكذلك ما‬
‫أُثير حول وجود معارضات لم تتحقق لها أسباب النقل‪ ،‬والظهور‪ ،‬فبقيت في طي الكتمان‪ .‬ويختم‬
‫بأن القرآن الكريم لم يعارض في الماضي‪ ،‬وال في الحاضر‪ ،‬ولن يعارض في المستقبل؛ تصدي ًقًا‬
‫لقوله تعالى (( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا ‪ [ )).....‬البقرة‪.] 24:‬‬
‫صدق اهلل العلي العظيم‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل الذي أنزل كتابه المبين حجة على المشركين‪ ،‬فظلت أعناقهم له خاضعين‪ ،‬وأمسوا في معارض ته‬
‫عاجزين غير طامعين‪.‬‬
‫والصالة والسالم على النبي األمين‪ ،‬وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد‪:‬‬
‫فقد أنزل اهلل الكتاب حجة على سامعه‪ ،‬وأودع فيه من فنون البالغة والبيان ما أعجز أهل اللسان‪،‬‬
‫ال على صدق حامله‪ ،‬وبرهانا على ربوبية قائله‪ ،‬وقد شهد إلعج ازه القاصي وال داني‪ ،‬غ ير أن‬ ‫فكان دلي ً‬
‫بعض من قسا قلبه أراد أن ينازل القرآن‪ ،‬ويباريه‪ ،‬فظهر ما كتب الخصم اللّدود حين فاه بالبهت ان‪ ،‬وادّعى‬
‫معارضة القرآن‪ ،‬وحين نمعن النظر فيما أتى به هؤالء نجد أن معارضاتهم إحدى اثنتين‪ :‬معارضة ركيكة‬
‫اظ رائعة ‪ ،‬وكلم رائقة ‪ ،‬وإن ك انت ناحلة‬‫األلفاظ‪ ،‬هزيلة المباني‪ ،‬خاوية المع اني‪ ،‬ومعارضة أتت بالف ٍ‬
‫المعاني‪ ،‬ضعيفة الضمائر‪ ،‬واهية القواعد‪.‬‬
‫وهناك َمن حاول المعارضة‪ ،‬فاستحيا مما كتب‪ ،‬وقعد عن المعارضة بعد أن ألزمته بالغة القرآن‬
‫ولج في عناده مستمسكًا بما جاء‬
‫بالعجز والتسليم‪ ،‬وبقي الفريق اآلخر الذي أبى‪ ،‬واستكبر‪ ،‬وطغى‪ ،‬وتج ّبر‪َّ ،‬‬
‫به من الكالم الممجوج‪ ،‬الذي تعافه األسماع‪ ،‬وتنفر منه الطباع‪.‬‬
‫مر الزم ان للوق وف على‬ ‫وقد أحببت في هذا البحث أن أجمع ما قيل في معارضة القرآن على ّ‬
‫حقيقة هذه المزاعم‪ ،‬وسم ّيته‪:‬‬
‫"معارضات القرآن الكريم مزاعم وشبهات"‬

‫حمال ذو وج وه‪ ،‬وإن بين الق ول وعقي دة قائله توافقًا‬ ‫من المعلوم أن قول كثير من المعارضين َّ‬
‫وتالزمًا‪ ،‬فكل إناء بما فيه ينضح‪ ،‬لذلك رأيت أن من متطلبات الوقوف على حقيقة آراء المعارضين أن أقف‬
‫على سيرهم‪ ،‬وما قيل في عقائدهم‪ ،‬فلكل قول من عقي دة قائله نص يب‪ ،‬ومن اإلنص اف أن نقف عند كل‬
‫شخص زعم المعارضة‪ ،‬ونذكر ما ورد من معارضته للقرآن الكريم‪.‬‬
‫وإن من العجيب حقًا أن كثيرًا ممن زعموا معارضة القرآن كانوا من الع رب األقح اح‪ ،‬أو ممن‬
‫ُشهد لهم بباع في اللغة! فهل غاب عنهم سمو رتبة القرآن؟ وهل خفي عنهم ما فيه من البيان؟ أوأنه الك بر‪،‬‬
‫وغرور النفس؟‬
‫ومن المؤلفين الذين تحدثوا عن معارضة القرآن الكريم في مص نفاتهم‪ :‬القاضي عبد الجب ار في‬
‫كتابه المغني في أبواب التوحيد والعدل‪ ،‬والرافعي في كتابه إعجاز القرآن‪ ،‬والحمصي في كتاب ه‪ :‬فك رة‬
‫إعجاز القرآن‪.‬‬
‫وقد أورد كثير من المؤلفين بعض األسئلة والشبهات حول المعارضات‪ ،‬منها أن الق رآن الك ريم‬
‫عورض ‪-‬في زعم القائلين‪ -‬غير أن المعارضة لم تنقل إلينا‪ ،‬ومن هذه الشبهات أن المشركين لو ش اءوا‬
‫لعارضوا‪ ،‬غير أن هناك دوافع حالت دون معارضتهم للقرآن الكريم‪.‬‬
‫وقد حاولت في بحثي هذا‪ -‬مستعينًا باهلل عز وجل‪ -‬أن أعرض َم ْن نُسبت إليهم م زاعم معارضة‬
‫القرآن الكريم في القديم والحديث‪ ،‬مراعيًا الترتيب الزمني في عرضهم‪ ،‬وأوردت ما أثير حول المعارضات‬
‫قسمت البحث إلى مقدمة‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخاتمة على النحو التالي‪:‬‬ ‫من الشبهات‪ ،‬مع المناقشة والرد‪ ،‬وقد َّ‬
‫‪/‬‬
‫‪ /‬األول‪ :‬معنى المعارضة‪ .‬وفيه مطلبان‪:‬‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬المعارضة في اللغة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المعارضة في االصطالح‪.‬‬
‫‪ /‬حال شروعه في نظمها‪ ،‬ولم‬ ‫‪ /‬ثم أقلع عنها‪،‬‬
‫‪ /‬الكريم‪،‬‬
‫‪ /‬من روي عنه أنه رام معارضة القرآن‬ ‫‪ /‬الثاني‪:‬‬
‫المبحث‬
‫ُي ْبدِها للناس‪ .‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬كفار قريش‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ابن المقفع (ت‪145 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الكندي (ت‪260 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪ /‬الثالث‪ :‬فيمن نسب إليه أنه زعم معارضة القرآن الكريم‪ .‬وفيه أربعة عشر مطلبًا‪:‬‬ ‫المبحث‬
‫المطلب األول‪ :‬النضر بن الحارث (ت‪2 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مسيلمة (ت‪ 12 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬طليحة األسدي (ت‪19 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬عبد اهلل بن أبي السرح (ت‪37 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬سجاح (ت‪ :‬نحو ‪55‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬مجهول (ت‪:‬نحو ‪106‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬ابن الراوندي (ت‪298 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الثامن‪ :‬الحالج‪( .‬ت‪309 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب التاسع‪ :‬المتنبّي (ت‪354 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب العاشر‪ :‬قابوس بن وشمكير (ت‪403 :‬هـ)‪.‬‬
‫المعري (ت‪449 :‬هـ)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫المطلب الحادي عشر‪ :‬أبو العالء‬
‫المطلب الثاني عشر‪ :‬شميم (ت‪601 :‬هـ)‪.‬‬
‫المطلب الثالث عشر‪ :‬مارتيني ريموندو (ت‪1284 :‬م) ‪.‬‬
‫المطلب الرابع عشر‪ :‬أنيس شوروش (معاصر) ‪.‬‬
‫‪/‬ذر المعارضة عليهم ‪ .‬وفيه‬
‫‪/‬ريم لتع‪/‬‬
‫‪ /‬الك‪/‬‬
‫‪/‬رآن‬
‫‪ /‬لم يعارضوا الق‪/‬‬ ‫‪ /‬على أن المشركين‬ ‫‪: /‬الداللة‬
‫‪ /‬الرابع‬
‫المبحث‬
‫مطلبان‪:‬‬
‫المطلب األول ‪:‬شبهات انتفاء المعارضات ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬شبهات انتفاء وصول المعارضات ‪.‬‬
‫واهلل تعالى ولي التوفيق‪ ،‬وهو الهادي إلى سواء الصراط‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬معنى المعارضة في اللغة واالصطالح‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬في اللغة‪:‬‬‫‪ /‬األول‪ -‬المعارضة‬ ‫المطلب‬
‫رض ِع َرض ًا‪ ،‬فهو‬ ‫ُ‬ ‫وع ُرض الش يء يع‬ ‫العرض‪ ،‬بسكون الراء‪ :‬خالف الطول‪َ ،‬‬ ‫المعارضة من ْ‬
‫عريض(‪.)1‬‬
‫ض الحائط‪ ،‬وعرض الجب ل‪ ،‬وك ذلك‬ ‫ُ‬
‫ضربت به ُع ْر َ‬ ‫تحد طوله‪ ،‬يقال‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الناحية‪ ،‬ما لم َّ‬ ‫وال ُع ُ‬
‫رض‪:‬‬
‫ُعرض النهر‪ ،‬أي‪ :‬ناحيته ‪ .‬ونظ رت إليه معارض ة‪ :‬إذا نظ رت إليه من ُع ْرض‪ ،‬أي‪ :‬من ناحية ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الطول‪ ،‬ويقال‪ :‬أع رض لك الش يء من بعي ٍد فهو‬ ‫الف ُّ‬


‫والعارض مشتق من ال َع ْرض أيضًا الذي هو ِخ ُ‬
‫بالش يء معارض ًة‪:‬‬ ‫ض الشيء ّ‬ ‫وعار َ‬
‫َ‬ ‫ض‪ ،‬وذلك إذا ظهر لك‪ ،‬وبدا‪ ،‬والمعنى أنك رأيت َع ْرضه(‪.)4‬‬ ‫عر ٌ‬
‫ُم ِ‬
‫ّ‬
‫وعارضت كتابي بكتابه أي قابلته ‪ ،‬ومنه أن جبريل عليه السالم كان يعارضه القرآن في كل سنة‬
‫(‪)5‬‬ ‫ُ‬ ‫قابله‪،‬‬
‫عارضه العام الذي توفي فيه‪ -‬عليه الصالة والسالم‪ -‬مرتين‪ ،‬أي كان يدارسه جميع ما نزل من‬ ‫َ‬ ‫مرة‪ ،‬وأنه‬
‫ّ‬
‫َع‪،‬‬
‫ص نَ‬ ‫ضتُه م ِْث َل ما َ‬
‫وعار ْ‬
‫َ‬ ‫السير‪ ،‬إذا سرت ِحياله‪،‬‬ ‫وعارض ُت فالنًا في َّ‬
‫ْ‬ ‫القرآن‪ ،‬من المعارضة‪ :‬المقابلة ‪.‬‬
‫)‬‫‪6‬‬ ‫(‬

‫مثل ما أتى إليك‪ ،‬ومنه اشتقت المعارضة ‪.‬‬


‫(‪)7‬‬ ‫إذا أتيت إليه ُ‬
‫وعارضت فالنًا‪ :‬أي أخذ في طريق‪ ،‬وأخذت في طريق غيره ثم لقيته ‪.‬‬
‫(‪)8‬‬

‫ال‪ ،‬فاعترضت في جوابه‪ ،‬وجبهته به والعارضان لإلنسان‬


‫(‪.)9‬‬ ‫وعارضت الرجل بكذا‪ :‬إذا قال قو ً‬
‫صفحتا خديه(‪.)10‬‬
‫هذه بعض المعاني لمادة (عرض)‪ .‬وإن الناظر في لسان العرب‪ ،‬وغيره من معاجم اللغة‪ ،‬يرى أن‬
‫الفروع المتشعبة من هذا البناء كثيرة جدًا‪ ،‬أهم ما يعنينا منها أن المعارضة بمع نى المقابل ة‪ ،‬وي رى ابن‬
‫فارس أن هذه الفروع‪ ،‬على كثرتها ترجع إلى أصل واحد‪ ،‬وهو ال َع ْرض الذي يخالف الطول‪ ،‬والقياس في‬
‫مثل َع ْرض الشيء الذي أتاه(‪.)11‬‬ ‫المقابلة عنده‪ :‬أن عرض الشيء الذي يفعله المرء ُ‬
‫وخالصة القول‪ :‬إن المعارضة في اللغة المقابلة على سبيل الممانعة‪ ،‬أو إقامة الشيء في مقابلة ما‬
‫يناقضه(‪.)12‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬في االصطالح‪:‬‬
‫‪ /‬الثاني‪ -‬المعارضة‬
‫المطلب‬

‫هي إقامة الدليل على خالف ما أقامه عليه الخصم(‪.)13‬وأضاف الجرجاني‪ ":‬ودليل المع ارض إن‬
‫كان عين دليل المعلل يسمى قلبًا‪ ،‬وإال‪ ،‬فإن كانت صورته كصورته يسمى معارضة بالمثل‪ ،‬وإال فمعارضة‬
‫بالغير"(‪.)14‬‬
‫والمالحظ في هذا المعنى االصطالحي للمعارضة أنه ال يختص بالقرآن الكريم‪ ،‬وإنما هو تعريف‬
‫مصطلحي للمعارضة بشكل عام‪ ،‬وإذا أنزلناه على القرآن الكريم‪ ،‬فالمعنى‪ :‬اإلتيان بكالم يقابل الق رآن في‬
‫الفصاحة‪ ،‬والبالغة‪ ،‬والبيان‪ ،‬بهدف المناقضة‪ ،‬والمغالبة‪.‬‬
‫وال نستطيع صرف المعارضة إلى اإلعجاز العلمي‪ ،‬أوالغيبي‪ ،‬أو اإلعجاز العددي‪ ،‬ونح وه؛ ألن‬
‫التحدي وقع بنظم القرآن‪ ،‬وما يتصل به من الفصاحة‪ ،‬والبيان‪ .‬وهذا ما عليه جمهور العلماء والحذاق(‪.)15‬‬
‫وقد ورد مفهوم المعارضة في القرآن الكريم غير أن لفظ المصطلح (معارضة) لم يرد‪ ،‬ونهاية ما‬
‫ورد في القرآن الكريم آيات تدعو إلى اإلتيان بمثل القرآن الكريم‪ ،‬أو عشر سور من ه‪ ،‬أو س ورة منه نحو‬
‫إن كانوا صادقين) [الطور‪.]34 :‬‬ ‫بحديث مثله ْ‬
‫ٍ‬ ‫قوله ّ‬
‫عز وجل (فل َيأتوا‬
‫وكذلك خلت أحاديث النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬من لفظ المعارضة الذي يحمل هذا المفه وم‪،‬‬
‫وإن كانت األحاديث قد سجلت هذا اللفظ للرسول ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬بمعنى المقابلة‪ ،‬ولكن في غ ير‬
‫كل س نة‪،‬‬ ‫مقصودنا الذي أسلفناه‪ ،‬ومن ذلك قوله عليه الصالة والسالم‪" :‬إن جبريل كان يعارضني القرآن ّ‬
‫مرتين"(‪.)16‬‬
‫وإنه عارضني العام ّ‬
‫وال يخفى أن المعنى هنا مقابلة القرآن بالقرآن‪ ،‬وهو خالف مقابلة القرآن بغيره‪ .‬وإخ ال أن خلو‬
‫الس َير عامة من موقف واحد للنبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يقف فيه وجهًا لوجه مع‬ ‫الحديث النبوي‪ ،‬وكتب ِّ‬
‫المشركين المعاندين‪ ،‬محاجًا لهم‪ ،‬ومناظرًا بنظم القرآن يعود إلى أنه ‪-‬عليه السالم‪ -‬اكتفى بآيات التح دي‬
‫الواردة في القرآن الكريم‪ ،‬فقد تحصلت بها الغاية المنشودة‪ ،‬وتحقق بها المراد‪ ،‬واهلل تعالى أعلم‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬من روي عنه أنه رام معارضة القرآن ثم أقلع عن فعله حال شروعه في‬
‫نظم المعارضة ولم يبدها للناس‬

‫‪ /‬األول‪ -‬كفار قريش‪:‬‬


‫المطلب‬

‫يروى أن كفار قريش قصدوا أن يعارضوا القرآن‪ ،‬فعكف فصحاؤهم على لب اب ال بر‪ ،‬ولح وم‬
‫وسالف الخمر أربعين يومًا؛ لتصفو أذهانهم‪ ،‬فلما أخذوا فيما قصدوه‪ ،‬وسمعوا هذه اآلية‪( :‬وقِيل يا‬ ‫ّ‬
‫الضأن‪ُ ،‬‬
‫ضي األمر واستوت على الجودي و قيل بع دًا للق وم‬ ‫أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء و ُق ِ‬
‫الظالمين) [هود‪.]44 :‬‬‫ّ‬
‫يئسوا مما طمعوا فيه‪ ،‬وقال بعضهم لبعض‪ :‬هذا الكالم ال يشبه كالم المخلوقين‪ ،‬فتركوا ما أخذوا‬
‫وتفرقوا (‪.)17‬‬
‫فيه‪ّ ،‬‬

‫‪ /‬الثاني‪ -‬ابن ال ُم َق َّفع (ت‪:‬‬


‫‪145 /‬هـ)‪:‬‬ ‫المطلب‬

‫عبد اهلل بن المقفع أحد البلغاء‪ ،‬والفصحاء‪ ،‬ورأس الكتاب‪ ،‬وأولي اإلنشاء‪ ،‬كان من مجوس فارس‪،‬‬
‫وأسلم‪ ،‬وكان يتهم بالزندقة‪ ،‬ولي والده خراج فارس للحجاج‪ ،‬فخان‪ ،‬فعذبه الحجاج‪ ،‬فتقفعت يده(‪.)18‬‬
‫أما اسمه‪ :‬فذكر صاحب الفهرست أن اسمه قبل اإلسالم روزبة‪ ،‬وكان يكنى قبل إسالمه أبا عمرو‪،‬‬
‫فلما أسلم اكتنى بأبي محمد(‪.)19‬‬
‫وأما اسم أبيه‪ ،‬فقد ذكر الذهبي أنه ذادويه(‪ ،)20‬وفي وفيات األعيان داذويه(‪.)21‬‬
‫وكان المهدي بن المنصور (الخليفة) يقول‪" :‬ما وجدت كتاب زندقة إال وأصله ابن المق ّفع"(‪.)22‬‬
‫وقال الذهبي‪" :‬وكان ابن المقفع‪ ،‬مع َس َعة فضله‪ ،‬وف رط ذكائ ه‪ ،‬فيه طيش"(‪ .)23‬ومع ما ذكر من‬
‫زندقته‪ ،‬وطيشه فقد وقفت على العديد من الروايات التي تشير إلى كرم نفسه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومن أروعها أن جارًا له ركبه دين‪ ،‬فأراد بيع داره‪ ،‬فبلغ ذلك ابن المقفع‪ ،‬وكان يجلس في ظل دار‬
‫وبت واجدًا‪ ،‬فحمل إليه ثمن ال دار‪ ،‬وق ال‪ :‬ال‬ ‫جاره‪ ،‬فقال‪" :‬ما قمت إذًا بحرمة ظل داره إن باعها ُم ْعدِمًا‪ّ ،‬‬
‫َت ِب ْع"(‪.)24‬‬
‫وكان ابن المقفع يعبث بسفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬أمير البصرة‪ ،‬وينال‬
‫من أمه‪ ،‬وال يسميه إال بابن المغتلمة‪ ،...‬جاءه أمر من المنص ور بقتل ابن المقفع ‪ ،‬فقتل ه‪ ،‬وقطع أطرافه‬
‫علي‬
‫عضوًا عضوًا‪ ،‬وهو يلقيها في التنور‪ ،‬حتى أتى على جميع جسده‪ ،‬ثم أطبق عليه التنور‪ ،‬وق ال‪ :‬ليس ّ‬
‫في المثلة بك حرج ألنك زنديق وقد أفسدت الناس"(‪.)25‬‬
‫عاش ستًا وثالثين سنة‪ ،‬مات في سنة خمس وأربعين ومائة‪.‬‬
‫من آثاره‪ :‬كتاب كليلة ودمنة‪ ،‬وفي المطبوع‪ :‬كليلة ودمنة‪ ،‬تأليف بيدبا الفيلسوف الهن دي‪ ،‬ترجمة‬
‫عبد اهلل بن المق ّفع(‪ ،)26‬وكذلك له كتاب األدب الكبير‪ ،‬واألدب الصغير‪ ،‬ورسالة الصحابة‪ ،‬والدرة اليتيمة‪،‬‬
‫واليتيمة في الرسائل‪ ،‬وس ّماه بعضهم‪ :‬اليتيمة في طاعة السلطان(‪ ،)27‬والتاج في سيرة أنو شروان‪ ،‬وكتاب‬
‫مزدك‪ ...‬الخ‪.‬‬

‫* ما ذكر من معارضته للقرآن الكريم‪:‬‬

‫قال ابن القيم‪" :‬حكي أن ابن المقفع ع ارض الق رآن‪ ،‬فلما بلغ ه ذه اآلية (وقيل يا أرض ابلعي‬
‫ماءك‪ ...‬وقيل بعدًا) أمسك عن المعارضة‪ ،‬وقال‪ :‬هذه الفصاحة"(‪.)28‬‬
‫وممن عزى إلى ابن المقفع معارضة القرآن ‪ :‬األلوسي في تفسيره‪ ،‬حيث ق ال‪" :‬ي روى أن ابن‬
‫المقفع‪ ،‬وكان فصيحًا بليغًا‪ ،‬بل قيل‪ :‬إنه أفصح أهل وقته رام أن يع ارض الق رآن‪ ،‬فنظم كالم ًا‪ ،‬وجعله‬
‫ال‪ ،‬وسماه سورًا‪ ،‬فاجتاز يومًا بصبي يقرؤها [أي اآلية‪ :‬وقيل يا أرض ابلعي ماءك‪ ]...‬فرجع ومحا ما‬ ‫مفص ً‬
‫عمل‪ ،‬وقال‪ :‬أشهد أن هذا ال يعارض أبدًا‪ ،‬وما هو من كالم البشر"(‪.)29‬‬

‫‪4‬‬
‫وقال الباقالني‪" :‬يزعمون أنه اشتغل بذلك [بالمعارضة] مدة‪ ،‬ثم مزق ما جمع‪ ،‬واستحيا لنفسه من‬
‫إظهاره‪ ،‬فإن كان كذلك فقد أصاب وأبصر القصد‪ ،‬وال يمنع أن يشتبه عليه الحال في االبت داء ثم يل وح له‬
‫رشده‪ ،‬ويتبين له أمره‪ ،‬وينكشف له عجزه"(‪.)30‬‬
‫الدرة اليتيمة‪ ،‬وممن أش ار إلى‬ ‫وقد نسب بعضهم إلى ابن المق ّفع أنه عارض القرآن الكريم بكتاب ّ‬
‫ذلك‪:‬‬
‫درة‬‫الباقالني الذي قال‪" :‬وقد ادّعى قوم أن ابن المقفع ع ارض الق رآن‪ ،‬وإنما فزع وا إلى ال ّ‬
‫والتليمية"(‪.)31‬كذا نص العبارة في هذه الطبعة من كتاب إعج از الق رآن للب اقالني ‪،‬وهو نص بحاجة الى‬
‫وقفات سنأتي عليها بعد حين ‪.‬‬
‫وممن أشار إلى معارضة ابن المقفع بالدرة اليتيمة‪ :‬الرافعي‪ ،‬وعزاه إلى الملحدة وأنك ره‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫"زعموا أنه اشتغل بمعارضة القرآن مدّة‪ ،‬ثم مزق ما جمع‪ ،‬واستحيا لنفسه من إظهاره‪ ،‬وهذا عندنا إنما هو‬
‫تصحيح من بعض العلماء لما تزعمه الملح دة من أن كت اب ال درة اليتيمة البن المق ّفع هو في معارضة‬
‫القرآن"(‪.)32‬‬
‫وال ندري لماذا عزى الرافعي هذا القول للملحدة؟! فما غرض الملحدة من عزو مثل ه ذا الق ول‬
‫البن المق ّفع؟! اللهم إال إذا تمسكوا هم أنفسهم ببعض كتب ابن المقفع؛ ليعارضوا بها القرآن الكريم‪ ،‬وهذا لم‬
‫ينقل عن أحد منهم‪ ،‬وسيتم عرض قول الباقالني خالل الصفحات الالحقة‪.‬‬
‫وقال الحمصي عن ابن المقفع‪" :‬ونسب إليه بعضهم أنه عارض القرآن‪ ،‬وألف كتابًا حمل فيه على‬
‫اإلسالم وانتقد القرآن‪ ،‬وأ ّول من اتهمه بذلك القاسم بن إبراهيم الرازي (‪246‬هـ)‪ ،‬فقد ألّف رسالة (ال ر ّد‬
‫على الزنديق اللعين ابن المقفع)‪ ،‬وهو يعرض فيها أقوال ابن المقفع في هذا الكتاب‪ ،‬ويحاول أن يدحض ها‬
‫بالحجج"(‪.)33‬‬
‫وكالم الحمصي هذا بحاجة إلى تدقيق‪ ،‬ولو أمكننا الوقوف على كتاب القاسم بن إبراهيم ال رازي‬
‫"ويرجح أن الكتاب ليس البن المقفع ‪ :‬ع دم النص‬ ‫ّ‬ ‫السابق الذكر لكانت الصورة أوضح‪ ،‬ثم قال الحمصي‪:‬‬
‫عليه عند ذكر مؤلفات ابن المقفع غير رسالة القاسم بن إبراهيم الرازي السابق ال ذكر‪ ،‬مع أن كتبه ك انت‬
‫العباسي(‪ ،)34‬إن أسلوب الكاتب ليس عربيًا على ما هو معروف من براعة ابن‬ ‫ّ‬ ‫معروفة مشهور ًة في العصر‬‫ً‬
‫المقفع في الكتابة‪ ،‬وجمال األسلوب‪."...‬‬
‫درة اليتيمة‬
‫وال ندري ماذا يقصد الحمصي بقوله‪" :‬إن الكتاب ليس البن المقفع"‪ ،‬فإذا كان يقصد ال ّ‬
‫فهناك عشرات الروايات تنسب هذا الكتاب البن المق ّفع‪ .‬وسنعرض من خالل البحث بعضها‪ ،‬كما أن عددًا‬
‫الدرة اليتيمة‪ ،‬وشهدوا بتميزها‪ ،‬بل قد ذكرها ابن الن ديم(‪ )35‬ض من الكتب‬ ‫من الكتّاب‪ ،‬واألدباء أثنوا على ّ‬
‫المجمع على جودتها‪.‬‬
‫(الدرة اليتيمة) الذي نسب إليه أنه عارض القرآن الكريم في ه‪،‬‬‫أ ّما في ضبط اسم كتاب ابن المقفع ّ‬
‫فثم اختالف عظيم‪ .‬فقد ذكره صاحب كشف الظنون باسم‪( :‬ال درة اليتيمة والج وهرة الثمين ة) ‪،‬واكتفى‬ ‫َّ‬
‫(الدرة والتليمية)‪ ،‬وكان يمكن أن نقول‪:‬‬
‫ّ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫الباقالني‬ ‫أن‬ ‫سبق‬ ‫وقد‬ ‫فقط‪،‬‬ ‫اليتيمة)‬ ‫ة‬‫بـ(الدر‬
‫ّ‬ ‫بتسميته‬ ‫بعضهم‬
‫إن هذا تحريف من الناسخ فقد جعل الكتاب اثنين‪ ،‬لو لم يؤكد الباقالني م راده ومقص وده بقول ه‪" :‬وهما‬
‫كتابان"(‪ ،)36‬فألبس علينا األمر‪ ،‬وسنأتي لهذا بعد حين‪.‬‬
‫وأو ّد الوقوف هنا ثالث وقفات‪:‬‬
‫األولى‪ :‬هناك بعض اللبس والتداخل ما بين الدرة اليتيمة واليتيمة في الرس ائل‪ ،‬أو كما س ماها بعض هم‪:‬‬
‫اليتيمة في طاعة السلطان‪ ،‬وكالهما البن المقفع‪.‬‬
‫وقد أطلق ابن قتيبة على األخيرة اسم‪" :‬اليتيمة في منافع الس لطان ومض اره"‪ ،‬ونقل منها بعض‬
‫مضار السلطان في‬‫ّ‬ ‫النصوص بلفظ‪" :‬من اليتيمة في منافع السلطان ومضاره"‪ ،‬قرأت في اليتيمة‪ :‬مثل قليل‬
‫َج ْنب منافعه مثل الغيث الذي هو سقيا اهلل‪ ،‬وبركات السماء‪ ،‬وحياة األرض‪ ،‬ومن عليها‪. "....‬‬
‫(‪)37‬‬

‫والمالحظ أن هذا النص الذي ذكره ابن قتيبة في نحو صفحتين‪ ،‬قد أورد الثعالبي في كتابه ثم ار‬
‫القلوب‪ ،‬وصدره بقوله‪" :‬يتيمة ابن المقفع يضرب بها المثل لبالغتها‪ ،‬وبراعة تشبيهها‪ ،‬وهي الرس الة في‬
‫نهاية الحسن‪ ،‬تشتمل على محاسن اآلداب‪ ،‬فمنها هذا الفصل الذي في ذكر السلطان‪ :‬مثل قلي ل‪ "...‬وذكر‬
‫القول بتمامه(‪.)38‬‬

‫‪5‬‬
‫ونالحظ هنا أن عبارة ابن قتيبة أ ْب َين‪ ،‬وأوضح في بيان اسم الكت اب‪ ،‬أما عب ارة الثع البي‪ ،‬فهي‬
‫موهمة بأن النص المنقول هو من الدرة اليتيمة‪ ،‬وال أستبعد أن الثعالبي نقل النص عن ابن قتيب ة‪ .‬واهلل –‬
‫تعالى‪ -‬أعلم‪.‬‬

‫‪ /‬هل الدرة اليتيمة هي كتاب األدب الكبير البن المق ّفع؟‬‫ً‬


‫الثانية‪:‬‬

‫كتاب األدب الكبير مطبوع أكثر من طبعة‪ ،‬وتدور محتويات الكتاب حول موض وعين أساس ين‬
‫هما‪ :‬الحاكم والمحكوم‪ ،‬وما يتصل بهما من أنظمة وقوانين‪ ،‬والثاني‪ :‬الصداقة والص ديق‪ ،‬وما يتعلق بهما‬
‫من مواثيق‪.‬‬
‫وبعضهم يطلق على الكتاب اسم ( اآلداب الكبير) نص على ذلك ابن النديم ‪.‬‬
‫(‪)39‬‬

‫ضمن كتابه هذا أق وال المتق دمين وحكمهم‪.‬‬ ‫وأرى أن هذا أرجح في تسميته؛ لكون ابن المقفع قد َّ‬
‫فهي آداب عرفتها األمم‪ ،‬وممن سماه (آداب) ابن قتيبة الذي قال‪ :‬وقرأت في آداب ابن المقفع‪" :‬ال تك ونن‬
‫ال بعد رياضة منك لنفسك على طاعتهم في المكروه عندك‪ .)40("...‬وق ال‪ :‬وق رأت في‬ ‫صحبتك للسلطان إ ّ‬
‫مجلس‪.)41("....‬‬
‫ٌ‬ ‫آداب ابن المقفع‪" :‬جانب المسخوط عليه والظنين به عند السلطان‪ ،‬وال يجمعنك وإياه‬
‫الرج ال ظهر للن اس منك‬ ‫وقال‪ " :‬وفي آداب ابن المقفع‪ :‬ال ُي ْق َذ َف َّن في روعك أنّك إن استشرت ِّ‬
‫الحاجة إلى رأي غيرك‪.)42("....‬‬
‫وهذه النصوص جميعها موجودة في األدب الكبير المطبوع‪.‬‬
‫ومن الشواهد على أن الدرة اليتيمة هي كتاب اآلداب الكبير أو األدب الكبير ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن بعض المؤلفين نقلوا نصوصًا معزوة إلى ابن المقفع في اليتيمة وهي ذاتها في اآلداب الكب ير‪،‬‬
‫ومن ذلك ما ذكره ابن الجوزي‪" :‬عبد اهلل بن المقفع كان فص يح العب ارة جيد الكالم‪ ،‬وله اليتيمة‬
‫كتاب فيه آداب حسان(‪ ،)43‬فمن ذلك أنه قال في ه‪ :‬يا ط الب العلم واألدب اع رف األص ول‬
‫والفصول‪ ....‬وإن ابتليت بالسلطان فتغوث بالعلماء‪ ،‬واعلم أن قائل المدح كجارح نفسه‪)44("....‬و‬
‫نقل ما يقرب من صفحتين‪ ،‬وهذه النصوص موجودة في كتاب اآلداب الكبير(‪.)45‬‬
‫‪ -2‬لقد طبع كتاب اآلداب الكبير باسم‪ :‬الدرة اليتيمة والجوهرة الثمينة‪ ،‬طبع إدارة جريدة الزراع ة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬وعني بتصحيحها‪ ،‬ووضع مقدمتها األمير شكيب أرسالن‪ ،‬سنة ‪1910‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬عبارة الباقالني‪" :‬ادّعى قوم أن ابن المقفع عارض القرآن‪ ،‬وإنما فزعوا إلى الدرة والتليمية‪ ،‬وهما‬
‫كتابان‪ ،‬أحدهما يتضمن حكمًا منقولة توجد عند حكماء كل أمة مذكورة بالفضل فليس فيها ش يء‬
‫لفظ وال معنى‪ ،‬واآلخر في شيء من الديانات"(‪ .)46‬فقد نص ابن المقفع في مقدمته أن فيه‬ ‫بديع في ٍ‬
‫جسام ِح َكم األولين وقولهم ‪.‬‬
‫(‪)47‬‬

‫وقد وقفت على إعجاز القرآن للباقالني بتحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر‪ ،‬فوجدت نص عبارة‬
‫الباقالني فيه على غير ما ُذكِر بتحقيق السيد أحمد صقر حيث جاء فيه ‪ ...." :‬وإنما فزع وا إلى‬
‫الدرة اليتيمة‪ ،‬وهما كتابان‪.)48("...‬فعبارة ‪( :‬التليمية) في إعجاز الق رآن للب اقالني بتحقيق أحمد‬
‫صقر تحريف ‪ ،‬واألصح في ضبطها ما ذكر في نسخة إعجاز القرآن بتحقيق الشيخ عماد ال دين‬
‫حيدر من أنها اليتيمة ‪ ،‬وأيضًا ‪:‬فإن عبارة الباقالني وفق تحقيق الشيخ عماد حيدر فيها تن اقض ‪،‬‬
‫فكيف يصح أن يقول ‪ ":‬وإنما فزعوا إلى الدرة اليتيمة‪ ،‬وهما كتابان ‍"؟‪.‬‬
‫ومن المعلوم أن الدرة اليتيمة كتاب واحد!‪ ،‬وأرجح أن تكون عبارة الباقالني ‪( :‬ال درة واليتيمة )‬
‫وزيادة الواو بين (الدرة) و(اليتيمة) تقتضيها عبارة الباقالني من أنهما كتاب ان ‪ ،‬ويؤك دها ‪ :‬أنها‬
‫مثبتة في الكتاب بتحقيق أحمد صقر الذي جاء النص فيه‪( :‬الدرة والتليمية) ‪.‬‬
‫ومما يرجح أن مقصود الباقالني بهذه العبارة كتاب‪ :‬الدرة اليتيمة‪ ،‬وكتاب اليتيمة السابق الذكر‪:‬‬
‫أنه وصف األول بأنه يتضمن ِحكمًا منقولة‪ ،...‬وكذلك هو كتاب اآلداب الكبير‪ ،‬الموسوم بالدرة‬
‫اليتيمة‪ ،‬غير أن الباقالني وهَّن من أمر الحكم المذكورة في الكتاب بقوله‪" :‬فليس فيها شيء بديع‬
‫من لفظ وال معنى"‪ ،‬في حين نجد الرافعي يقول عن كتاب اآلداب الكبير الذي وصفه بأنه هو الدرة‬
‫اليتيمة بقوله‪" :‬وهو من الرسائل الممتعة‪ ،‬يعد طبقة من طبقات البالغة العربية"(‪.)49‬‬

‫‪6‬‬
‫ولعل تقليل الباقالني من شأن الكتاب‪ ،‬ووصفه بأنه منسوخ من كتاب بزرجمهر في الحكمة أنه‬
‫كالم آخر‪ ،‬وهذا غرض من أغراض تأليفه‬ ‫أراد بيان الفارق الكبير جدًا بين القرآن الكريم وأي ٍ‬
‫يختص به القرآن الكريم وحده‪ ،‬ومع هذا‬
‫ّ‬ ‫لكتابه إعجاز القرآن‪ ،‬ونحن معه في أن اإلعجاز مما‬
‫فكتاب اآلداب كتاب قي ٌم في بابه‪ ،‬بعيد عن المعارضة‪ ،‬ال توحي عباراته أنه حيك لمقابلة القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬كتاب اآلداب الكبير‪:‬‬
‫‪ /‬ليست‬
‫‪ /‬الدرة اليتيمة‬
‫الثالثة‪-‬‬

‫هناك بعض القرائن تشير إلى أن كتاب الدرة اليتيمة ليس كتاب اآلداب الكبير‪ ،‬ومن هذه القرائن ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن بعض النصوص المعزوة إلى الدرة اليتيمة ال وجود لها في كتاب اآلداب الكبير‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬ما‬
‫األصمعي‪" :‬صنف ابن المقفع الدرة اليتيمة التي ما صنف مثلها‪ ،‬ومن قول ه‪ :‬ش ربت من‬ ‫ّ‬ ‫ذكره‬
‫(‬
‫الخطب ريا ولم أضبط لها رويًا‪ ،‬فغاضت ثم فاضت‪ ،‬فال هي هي نظامًا‪ ،‬و ال هي غيرها كالم ًا"‬
‫‪.)50‬‬
‫وهذا النص ال وجود له البتة في كتاب اآلداب الكبير‪ ،‬مما يشير إلى اختالف الكتابين‪.‬‬
‫‪ -2‬إن عددًا من المؤلفين الذين عدّوا كتب ابن المقفع عدوا كتاب األدب الكب ير إلى ج انب ال درة‬
‫اليتيمة‪ ،‬ولو كانا كتابًا واحدًا لما غايروا بينهما في التسمية(‪.)51‬‬
‫ال‪ ،‬وبذلت جهدًا عظيمًا‪ ،‬ومع ه ذا ف البحث‬ ‫بعد هذه الوقفات الثالث أقول‪ :‬لقد استنفدت وقتًا طوي ً‬
‫جائع ال يشبع ‪ ،‬كلما أعطيته من وقتك وجهدك احتاج المزيد‪ ،‬وكان يع زز من نتيجة البحث‪ ،‬وربما يحسم‬
‫الجدل فيه لو تحقق لي الوقوف على مخطوطات اآلداب الكبير أو كت اب اليتيمة في الرس ائل‪ ،‬أو كت اب‬
‫ِن‬
‫التاج‪ ،...‬فلعل بعض المؤلفين نقل من كتاب اليتيمة في الرسائل‪ ،‬وقال‪ :‬من اليتيمة ف ألبس األمر علينا أم َ‬
‫الدرة اليتيمة نقل أم من اليتيمة في الرسائل؟‪ ،‬فالمسألة بحاجة إلى زيادة تدقيق وتحقيق إذا ما توفرت ل ذلك‬
‫األدوات‪.‬‬
‫ّ‬
‫* وعلى أية حال فما تطمئن له النفس في شأن معارضة ابن المقفع ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬إن ابن المقفع لم يعارض القرآن‪ ،‬يشهد لذلك اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬لو أخذنا بالرأي القائل‪ :‬إن الدرة اليتيمة هي كتاب اآلداب الكبير‪ ،‬فالكتاب ماثل بين أيدينا ال يدل أسلوبه‬
‫على المعارضات‪ ،‬وأنا على ثقة بأن ابن المقفع لو قصد به ذاك لجاء بأحسن منه‪ ،‬قال الرافعي عن كت اب‬
‫اآلداب الكبير أو الدرة اليتيمة كما س ّماه‪ ...." :‬ولكنه في المعارضة ليس هناك ال قصدًا وال مقاربة‪ ،‬ونحن‬
‫ال نرى فيه شيئًا ال يمكن أن يؤتى بأحسن منه‪ ،‬وما كل ممتع ممتنع"(‪.)52‬‬
‫(الدرة اليتيمة) شيئًا آخر سوى كتاب اآلداب الكب ير‪ ،‬ف إن ما نقل من النص وص‬ ‫أما إذا كانت ّ‬
‫المعزوة إليه ال تدل كذلك على أنها أريد بها المعارضة‪.‬‬
‫نصًا واحدًا عنه في ذلك س واء‬ ‫ب‪ -‬إن الناظر في كتب ابن المقفع أو في المصادر التي ترجمت له ال يجد ّ‬
‫أي مستند تاريخي ينسب المعارضة إليه بصريح العبارة‪.‬‬ ‫كان صريحًا أو غير صريح‪ ،‬كما إننا ال نجد َّ‬
‫ج‪ -‬مع ما ينسب إليه من سوء االعتقاد فإننا نجد في كتب ابن المق ّفع عبارات الت ديّن‪ ،‬ويمكن لنا أن نتلمس‬
‫النزعة الدينية في كتابات ابن المق ّفع من خالل كتبه‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬في كتابه األدب الصغير‪ :‬ينص على أن العاقل يجب أن يرفع حاجته لربّه ويتزود لمعا ٍد ‪ ،‬وهو يحث‬
‫(‪)53‬‬

‫على شكر اهلل وحمده والثناء عليه(‪.)54‬‬


‫ً‬
‫منفعة‪.)55("...‬‬ ‫ويقول‪" :‬الدين أفضل المواهب التي وصلت من اهلل تعالى إلى خلقه‪ ،‬وأعظمها‬
‫أربعة‪ :‬جواد ‪ ،‬وبخيل ‪ ،‬ومسرف ‪ ،‬ومقتصد‪ ،‬فالجواد الذي يُ َو ّجه نصيب دُني اه‬ ‫ٌ‬ ‫ويقول‪" :‬الرجال‬
‫جميعًا في أمر آخرته‪. "...‬‬
‫(‪)56‬‬

‫ّ (‪)57‬‬
‫‪ -‬وفي رسالة الصحابة يبيِّن حاجة الناس إلى تعلم الكت اب والتفقه في الس نة ‪ ،‬وينص على أن حاجة‬
‫الناس إلى الفقه والسنّة ِّ‬
‫والس َير أش ّد من حاجتهم إلى أقواتهم التي يتعيشون بها(‪.)58‬‬
‫وفي األدب الكبير يقول‪" :‬فأصل األمر في الدين أن تعتقد اإليمان على الصواب‪ ،‬وتجتنب الكبائر‪،‬‬
‫غنى له عنه طرفة عين‪.)59("...‬‬ ‫وتؤدي الفريضة‪ ،‬فالزم ذلك لزوم من ال ً‬
‫‪7‬‬
‫اب لم‬ ‫الدرة اليتيمة أثنوا عليها‪ ،‬وشهدوا لها‪ ،‬قال صاحب كشف الظنون ‪" :‬وهو كت‬ ‫د‪ -‬إن الذين نقلوا عن ّ‬
‫يصنف في فنه مثله"(‪.)60‬‬
‫وقال ابن الجوزي‪" :‬فيه آداب حسان"(‪.)61‬‬
‫وقال األصمعي‪" :‬صنف ابن المق ّفع الدرة اليتيمة التي ما صنف مثلها"(‪ .)62‬وقد ذكر أبو تمام يتيمة‬
‫ابن المقفع‪ ،‬وأجراها مث ً‬
‫ال(‪.)63‬‬
‫وختامًا‪ :‬فإن الراجح أن ما نسب إلى ابن المقفع من معارضة القرآن بالدرة اليتيمة باط ل‪ ،‬واهلل –‬
‫تعالى‪ -‬أعلم‪ ،‬ويبقى ما نقلناه عن الباقالني‪ ،‬أنه ال مانع أن يشتبه عليه الحال في االبتداء ثم يلوح له رشده‪،‬‬
‫ويتبين له أمره‪ ،‬وينكشف له عجزه‪ ،‬ولم يثبت إطالقًا أنه أظهر شيئًا في معارضة القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪260 /‬هـ)‪:‬‬
‫‪ /‬الكندي المتفلسف (ت‪:‬‬
‫‪ /‬الثالث‪-‬‬
‫المطلب‬

‫هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن األشعث بن قيس الكن دي‪،‬‬
‫أبو يوسف‪ ،‬اشتهر بالطب‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والفلك ‪.‬‬
‫كان رأسًا في حكمة األوائل‪ ،‬ومنطق اليونان‪ ،‬والتنجيم‪ ،‬والطب‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬ك ان‬
‫(‪)64‬‬ ‫يقال له فيلسوف العرب‪ ،‬وكان متهمًا في دينه بخي ً‬
‫ال ساقط المروءة‪ ،‬وله نظم جيد وبالغة وتالمذة"‪.‬‬
‫وقال ابن خلدون‪" :‬كان يعقوب بن إسحاق الكندي منجم الرشيد والمأمون" ‪ ،‬وأورد ابن خلدون‬
‫(‪)65‬‬

‫العديد من التواريخ التي تنبأ بها الكندي نحو نزول عيسى عليه السالم‪ ،‬ونهاية دولة بني العباس‪ ،‬وت واريخ‬
‫أخرى‪ ،‬وكلها نبوءات كاذبة "(‪.)66‬‬
‫وكتبه في علوم شتى‪ ،‬مثل‪ :‬المنطق‪ ،‬والفلسفة‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والحساب‪ ،‬والموسيقى‪ ،‬والنجوم‪ ،‬ق ال‬
‫ابن النديم‪" :‬ونحن نذكر جميع ما صنفه في سائر العلوم إن شاء اهلل تعالى(‪ ،)67‬ثم شرع في تعدادها‪ ،‬توفي‬
‫الكندي سنة ستين ومائتين من الهجرة‪.‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫* ما ذكر من معارضة الكندي للقران‬

‫قال الذهبي‪" :‬ه ّم بأن يعمل مثل القرآن‪ ،‬فبعد أيام أذعن بالعجز"(‪ ،)68‬وذكر المفسرون(‪ )69‬أن أصحاب الكندي‬
‫قالوا له‪ :‬أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬نعم! أعمل مثل بعضه؛ فاحتجب أيامًا كثيرة ثم خرج‬
‫فقال‪ :‬واهلل ما أقدر عليه‪ ،‬وال يطيق هذا أحد؛ إني فتحت المصحف‪ ،‬فخرجت سورة المائدة‪ ،‬فنظرت‪ ،‬ف إذا‬
‫ال عامًا‪ ،‬ثم استثنى استثنا ًء بعد استثناء‪ ،‬ثم أخبر عن قدرته‬ ‫هو قد نطق بالوفاء‪ ،‬ونهى عن النُّكث‪ ،‬وحلل تحلي ً‬
‫وحكمته في سطرين‪ ،‬وال يقدر أحد أن يأتي بهذا إال في أَ ْجالد(‪.)70‬‬
‫وهو يقصد اآلية األولى من سورة المائدة‪( :‬يا أيّها الذين أمنوا أوفوا بالعقود‪ )....‬اآلية‪.‬‬
‫وال يمنع أن يكون الكندي قد اعت ّد ببالغته‪ ،‬فأراد أن يجاري الق رآن في نظم ه‪ ،‬فلما أمعن النظر‬
‫وتأمل في نظمه أحجم عن المعارضة‪ ،‬ومع أن الكندي كان بليغًا إال أنه لم يكن ضليعًا بلغة العرب‪ ،‬فقد ذكر‬ ‫َّ‬
‫الجرجاني عن ابن األنباري قوله‪" :‬ركب الكندي المتفلسف إلى أبي العباس ‪ ،‬وقال له‪ :‬إني ألجد في‬
‫(‪)72‬‬ ‫(‪)71‬‬

‫أي موضع وجدت ذلك؟‪ ،‬فقال‪ :‬أج ُد العرب يقول ون‪ :‬عبد اهلل‬ ‫كالم العرب حشوًا‪ ،‬فقال له أبو العباس‪ :‬في ِّ‬
‫متكرر ٌة والمعنى واح دٌ‪ ،‬فق ال أبو‬ ‫قائ ٌم‪ ،‬ثم يقولون‪َّ :‬‬
‫إن عبد اهلل قائ ٌم‪ ،‬ثم يقولون‪ :‬إن عبد اهلل لقائ ٌم‪ ،‬فاأللفاظ ِّ‬
‫إخبار عن قيامه‪ ،‬وق ولهم‪ّ :‬‬
‫إن عبد اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫العباس‪ :‬بل المعاني مختلفة الختالف األلفاظ‪ ،‬فقولهم‪ :‬عبد اهلل قائ ٌم‪:‬‬
‫إن عبد اهلل لقائ ٌم جواب عن إنكار منكر قيامه‪ ،‬فقد تكررت األلف اظُ‬ ‫قائ ٌم‪ :‬جواب عن سؤال سائل‪ ،‬وقولهم‪ّ :‬‬
‫لتكرر المعاني‪ ،‬قال‪ :‬فما أحار المتفلسف جوابًا"‪.‬‬
‫قال القزويني(‪" :)73‬ويسمى ا لنوع األول من الخبر ابتدائيًا‪ ،‬والثاني طلبيًّا‪ ،‬والثالث إنكاريّ ًا"‪ .‬وقد‬
‫ال جاء إلى أبي العباس الكندي(‪،)74‬‬ ‫خلط ابن عادل في اللباب حين صدّر حكاية الكندي بقوله‪" :‬يحكى أن رج ً‬
‫والصواب أن الكندي ذهب إلى أبي العباس‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬فيمن نقل عنه أنه زعم معارضة القرآن الكريم‬
‫‪ /‬بن الحارث (ت‪2 :‬هـ)‪:‬‬
‫‪ /‬األول‪ -‬النضر‬
‫المطلب‬

‫النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة(‪ )75‬بن عبد مناف بن عبد الدار‪ ،‬يكنى أبا قائ د‪ ،‬وك ان أشد‬
‫قريش في تكذيب النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬واألذى له‪ ،‬وألصحابه‪ ،‬وكان ينظر في كتب الف رس ويخالط‬
‫اليهود‪ ،‬والنصارى(‪ ،)76‬فقد كان كثير السفر إلى فارس‪ ،‬والحيرة‪ ،‬وكان قد س مع من قصص الرهب ان‪،‬‬
‫(‬
‫وأخبار رستم وأسفنديار‪ ،‬فلما سمع القرآن‪ ،‬ورأى فيه أخبار األنبياء‪ ،‬واألمم قال‪ :‬لو شئت لقلت مثل ه ذا‬
‫‪.)77‬‬
‫وكان يحدث بأخبار األعاجم‪ ،‬فيقرؤها في أندية قريش فيستملحونها‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إنما يأتيكم محمد‬
‫بأساطير األ ّولين‪ ،‬أُ ِسر يوم بدر‪ ،‬وأمر رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬بضرب عنقه‪ ،‬وذلك ألنه كان من‬
‫شر عباد اهلل ‪ ،‬وأكثرهم ‪ :‬كفرًا ‪ ،‬وعنادا ً‪ ،‬وبغيًا ‪ ،‬وهجا ًء لرسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-‬وأهله (‪.)78‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫‪ ‬ما ذكر من معارضة النضر للقرآن‬

‫روى حفص بن عمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة أن النضر بن الح ارث ع ارض الق رآن‬
‫(‪)80‬‬
‫فقال‪":‬والطاحنات طحنًا‪ ،‬والعاجنات عجنًا‪ ،‬فالخابزات خبزًا‪ ،‬فالالقم ات لقمًا " (‪ .)79‬وأورد الس يوطي‬
‫رواية عن عكرمة‪ ،‬وعزاها لعبد بن حميد أن النضر بن الحارث قال هذه السخافات في معارضة ق ول اهلل‬
‫عز وجل‪( :‬والمرسالت عرفًا‪ ،‬فالعاصفات عصفًا) [المرسالت‪.]2-1 :‬‬
‫الطبري في تاريخه ما يقرب من هذه السخافات‪ ،‬وعزاها لمسيلمة(‪ ،)81‬وأخرج الطبري عن‬ ‫ّ‬ ‫وروى‬
‫ابن عباس رضي اهلل عنهما أن النضر بن الحارث كان يخلف النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬في المج الس‬
‫التي يجلس بها ثم يقول للناس‪" :‬أنا واهلل يا معشر قريش أحسن حديثًا منه‪ ،‬فهل ّموا‪ ،‬فأنا أح دّثكم أحسن من‬
‫حديثه‪ ،‬ثم يحدثهم عن ملوك فارس‪ ،‬ورستم ‪،‬وأسفنديار‪ ،‬ثم يقول‪ :‬ما محمد أحسن حديثًا منّي‪.)82("....‬‬

‫‪ /‬الثاني‪ -‬مسيلمة ّ‬
‫الكذاب (ت‪12 :‬هـ)‪:‬‬ ‫المطلب‬

‫هو مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب بن الحارث بن عبد الحارث‪ ،‬من بني حنيف ة‪ ،‬ويك نى أبا‬
‫ثمامة‪ ،‬وقيل‪ :‬أبا هارون‪ ،‬وكان قد تسمى بالرحمن‪ ،‬فكان يقال له‪ :‬رحمان اليمامة‪.‬‬
‫وكان يحسن شيئًا من الشعوذة(‪ ،)83‬تنبّأ‪ ،‬وزعم أنه أشرك مع النبي‪ -‬عليه الصالة والس الم‪ -‬في‬
‫النب ّوة‪ ،‬ثم جعل يسجع لهم السجعات يضاهي بها القرآن الكريم(‪ ،)84‬توفي سنة اثنتي عشرة(‪.)85‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫‪ ‬ما ذكر من معارضة مسيلمة للقرآن‬

‫وخرجها بعض أهل الحديث‬ ‫هناك عدد من الروايات المنسوبة إلى مسيلمة ذكرها أصحاب السير‪ّ ،‬‬
‫في مروياتهم نحو‪ :‬الفيل ما الفيل‪ ،...‬والشاء وألوانها‪ ،...‬والزارعات زرع ًا‪ ،....‬لقد أنعم اهلل على الحبلى‬
‫أخرج منها نسمة تسعى‪ ، ..‬يا ضفدع ابنة ضفدعين‪ ،‬والليل األطخم‪ ،‬والذئب األدلم‪ ،....‬إلى أخره‪.‬‬
‫وسأذكر هذه المعارضات جميعها في بحث مستقل ‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬بعنوان‪ (:‬معارضات مس يلمة‬
‫الكذاب دراسة تحليلية نقدية)‪.‬‬

‫‪ /‬طليحة األسدي (ت‪21 :‬هـ)‪:‬‬


‫‪ /‬الثالث‪-‬‬
‫المطلب‬

‫‪9‬‬
‫هو‪ :‬طليحة بن خويلد بن نوفل بن نضلة بن األشتر بن أسد بن خزيمة(‪ ،)86‬البطل الكرار صاحب‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ومن يضرب بشجاعته المثل‪ ،‬أسلم سنة تسع‪ ،‬ثم ارتد‪ ،‬وظلم نفس ه‪ ،‬وتنبأ‬
‫بنجد‪ ،‬وتمت له حروب مع المسلمين‪ ،‬ثم انهزم‪ ،‬وخذل‪ ،...‬ثم ارعوى‪ ،‬وأسلم‪ ،‬وحسن إس المه لما ت وفي‬
‫الصديق رضي اهلل عنه(‪ ،)87‬وكان طليحة يُع ّد بألف فارس؛ لشجاعته‪ ،‬وشدّته‪ ،‬وبصره بالحرب‪ ،‬أبلى يوم‬
‫نهاوند‪ ،‬ثم استشهد‪ -‬رضي اهلل عنه‪ ،-‬وذلك سنة إحدى وعشرين(‪.)88‬‬

‫‪ ‬ما ذكر من معارضة طليحة للقرآن الكريم‪:‬‬

‫تسمى طليحة فترة ردته بذي النون‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إن الذي يأتيه يقال له (ذو الن ون)‪ ،‬وك ان من‬
‫كالمه‪" :‬والحمام‪ ،‬واليمام‪ ،‬والصرد(‪ )89‬الصوام‪ ،‬قد ضمن قبلكم بأعوام‪ ،‬ليبلغن ملكنا العراق‪ ،‬والش ام"(‪،)90‬‬
‫وزاد ابن الجوزي‪" :‬واهلل ال نسحب‪ ،‬وال نزال نضرب‪ ،‬حتى نفتح أهل يثرب"(‪.)91‬‬
‫ولما نالت سيوف المسلمين من جنده سأله عيينه بن حصن‪ ،‬وقد كان من أتباعه قبل أن يسلم‪" :‬أما‬
‫ترى ما يصنع جيش أبي الفضل ‪-‬يعني خالد بن الوليد‪ ،-‬فهل جاءك ذو النون بشيء‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ :‬قد جاءني‪،‬‬
‫وقال لي‪ :‬إن لك يومًا ستلقاه‪ ،‬ليس لك أوله‪ ،‬ولكن لك آخره‪ ،‬ورحى كرحاه‪ ،‬وحديثًا ال تنساه"(‪.)92‬‬
‫ومن كالم طليحة أيضًا‪" :‬إن اهلل ال يصنع بتعفير وجوهكم‪ ،‬وال فتح أدباركم ش يئًا‪ ،‬ف اذكروا اهلل‬
‫قيامًا"‪.‬وفي هذا سخرية‪ ،‬ونك ير منه على هيئة الس اجد في الص الة‪ ،‬وعلى مالمسة الجبهة لألرض عند‬
‫السجود‪.‬‬
‫ولم أقف في كتب التراجم أنه قد روجع في الوحي الذي كان يزعم ه؛إال أن اس تقامة الرجل على أمر اهلل‬
‫وإصراره على التكفير عن ردته بالجهاد في سبيل اهلل يعد داللة واضحة بينة على أنه طوى صفحة الماضي‬
‫إلى غير رجعة ‪ ،‬وتاب‪ ،‬وأناب هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪37 /‬هـ)‪:‬‬
‫‪ /‬عبد اهلل بن أبي السرح (ت‪:‬‬
‫‪ /‬الرابع‪-‬‬
‫المطلب‬

‫هو‪ :‬عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن خزيمة‪ ،‬أس لم ق ديمًا‪ ،‬وك ان يكتب‬
‫الوحي لرسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وهو أخو عثمان بن عفان‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬من الرضاعة‪ ،‬ارتد‪،‬‬
‫وحس ن‬‫فأمر الرسول ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬بقتله يوم فتح م ّكة‪ ،‬فشفع له عثم ان‪ -‬رضي اهلل عن ه‪ُ ،-‬‬
‫إسالمه‪ ،‬شهد فتح مصر‪ ،‬وكان واليًا لعمر بن الخطاب‪ -‬رضي اهلل عنه‪ -‬على الص عيد‪ ،‬وواله عثم ان‪-‬‬
‫رضي اهلل عنه ‪-‬مصر كلّها‪ ،‬وكان محمودًا‪ ،‬غزا إفريقي ة‪ ،‬وذات الص واري‪ ،‬أق ام بعس قالن بعد مقتل‬
‫عثمان‪ -‬رضي اهلل عنه‪،-‬و كره أن يكون مع معاوية‪ -‬رضي اهلل عنه‪.-‬وكانت وفاته س نة (‪37‬هـ)(‪،)93‬‬
‫فارًا من الفتنة‪ ،‬وهو في الصالة(‪.)94‬‬
‫وقد مات بالرملة ّ‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫‪ ‬ما يروى من معارضة ابن أبي السرح للقرآن‬

‫لما نزل قوله تعالى‪( :‬ولقد خلقنا اإلنسان من سالل ٍة من طين) [المؤمنون‪ ،]12 :‬أمأله الرسول ‪-‬‬
‫عليه السالم‪ ،-‬فلما انتهى إلى قوله‪( :‬ثم أنشأناه خلقًا آخر)‪ ،‬عجب عبد اهلل منه‪ ،‬فق ال‪ ":‬فتب ارك اهلل أحسن‬
‫الخالقين!" فقال الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ":-‬هكذا أنزلت اآلية‪ ،..‬فسكت عبد اهلل‪ ،‬وق ال‪ :‬إن ك ان‬
‫إلي‪ ،‬وإن كان كاذبًا فقد عارضته "(‪.)95‬‬
‫محمد صادقًا‪ ،‬فقد أوحي ّ‬
‫وما كان البن أبي السرح أن ينزلق في طريق الردة لوال هوى النفس‪ ،‬وغواية الشيطان ‪ ،‬قال ابن عباس ‪-‬‬
‫رضي اهلل عنهما‪": -‬كان عبد اهلل بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وس لم‪ ،-‬فأزله‬
‫الشيطان‪ ،‬فلحق بالكفار ‪ ،‬فأمر به رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أن يقتل يوم الفتح ‪ ،‬فاستجار له عثمان‬
‫(‪)96‬‬
‫بن عفان‪ ،‬فأجاره رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪" . -‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد ُيضل المرء بعد علم أؤتيه ‪ ،‬قال تعالى ‪(:‬أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأض له اهلل على علم ) [الجاثية ‪:‬‬
‫‪،] 23‬فعبد اهلل بن أبي السرح ممن أضلهم اهلل بعد علم ‪ ،‬غير أنه لم يختم له بالبقاء في سجل الغاوين فتاب‪،‬‬
‫وار َعوى ‘ وأعرض عن الهوى ‪ ،‬وسلك طريق المتقين‪ ،‬فكان من الناجين ‪.‬‬ ‫ْ‬

‫‪ /‬الخامس‪ -‬سجاح (ت‪ :‬نحو ‪55‬هـ)‪:‬‬


‫المطلب‬

‫هي‪ :‬سجاح بنت الحارث بنت سويد بنت عقفان التغلبية(‪ ،)97‬تُكنى أم صادر‪ ،‬وزوجها أبو كحيلة‪،‬‬
‫كان كاهن اليمامة‪ ،‬تنبأت في بني تغلب بعد وفاة الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه و سلم‪ ،-‬وك انت س احرة من‬
‫خلق كثير‪ ،‬وتزوجت بعد أبي كحيلة بمسيلمة الكذاب‪ ،‬وكان ص داقها أن مس يلمة‬‫نصارى العرب‪ ،‬وتبعها ٌ‬
‫وحس ن‬‫وضع عن قومها صالتين‪ ،‬صالة الفجر‪ ،‬وصالة العشاء‪ ،‬بعد مقتل مسيلمة هاجرت إلى البصرة‪ُ ،‬‬
‫إسالمها(‪ ،)98‬عاشت إلى خالفة معاوية‪ ،‬ذكرها ابن حجر في اإلصابة(‪.)99‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ ‬ما ُذكر من معارضة سجاح للقرآن‬


‫‪ /‬الكريم‪:‬‬

‫إن ما ذكرته المراجع من أقوال سجاح ال تشتم فيه رائحة التحدي‪ ،‬والمنازلة لنظم القرآن الك ريم‪،‬‬
‫وإنما هي ألفاظ مسجوعة‪ ،‬حاولت من خاللها أن تجاري فيها أسلوب القرآن غ ير زاعمة أنها أق امت بها‬
‫الحجة‪ ،‬والبرهان على تحدّي القرآن‪ ،‬ومن أقوالها‪:‬‬
‫أ‪" -‬إن رب السحاب يأمركم أن تغزوا الرباب"(‪.)100‬‬
‫ب‪ -‬وقالت‪" :‬أعدوا الركاب‪ ،‬واستعدوا للنهاب‪ ،‬ثم أغيروا على الرباب‪ ،‬فليس دونهم حجاب"(‪.)101‬‬
‫ج‪ -‬ولما أن قال لها قومها‪ :‬إن شوكة أهل اليمامة شديدة‪ ،‬وقد غلظ أمر مسيلمة ق الت‪" :‬عليكم باليمام ة‪،‬‬
‫ودفوا دفيف الحمامة‪ ،‬فإنها غزوة صرامة‪ ،‬ال تلحقكم بعدها مالمة"(‪.)102‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬نحو‪106 :‬هـ فما بعدها)‪:‬‬
‫‪ /‬السادس‪ -‬رجل مجهول (ت‪،‬‬
‫المطلب‬

‫وذلك في زمن خالد بن عبد اهلل القسري(‪ ،)103‬فقد "أتى برجل [زعم أنه](‪ )104‬عارض القرآن فقال‪:‬‬
‫إن شانئك هو األبتر) [الكوثر‪ ،]3-1 :‬وقلت أنا‬ ‫ِّ‬
‫فصل لربِّك وانحر ّ‬ ‫قال اهلل في كتابه ‪( :‬إنّا أعطيناك الكوثر‬
‫ما هو أحسن منه‪ :‬إنا أعطيناك الجماهر‪ ،‬فصل لربك وجاهر‪ ،‬وال تطع كل سافه وكافر ‪ ،‬فضرب خالد‬
‫(‪)105‬‬

‫فمر به خلف بن خليفة األشجعي‪ ،‬وهو مصلوب‪ ،‬فضرب بيده على خشبته فقال‪ :‬إنا أعطيناك‬ ‫عنقه وصلبه‪ّ ،‬‬
‫فصل لربك على عود‪ ،‬فأنا ضامن لك أن ال تعود ‪.‬‬
‫(‪)106‬‬ ‫ِّ‬ ‫العمود‪،‬‬
‫وأورد ابن الجوزي قصة شبيهة بذلك‪ ،‬ونسبها لهذيل بن واسع قال‪" :‬هذيل بن واسع كان يزعم أنه‬
‫الذبياني‪ ،‬عارض سورة الكوثر‪ ،‬فقال له رجل ما قلت؟ فقال‪ :‬إنا أعطيناك الج واهر‪ ،‬فصل‬ ‫من ولد النابغة ُّ‬
‫يردَّنَّ َك إال كل فاجر"‪ ،‬فظهر عليه السنورى‪ ،‬فقتله‪ ،‬وص لبه على العم ود‪ ،‬فع بر عليه‬ ‫لربك وجاهر‪ ،‬فما ُ‬
‫الرجل‪ ،‬فقال‪ :‬إنا أعطيناك العمود‪ ،‬فصل لربك من قعود‪ ،‬بال ركوع وال سجود‪ ،‬فما أراك تعود" ‪.‬‬
‫( ‪)107‬‬

‫والظاهر تشابه القصتين بما يوحي اتحادهما في ذات الشخص قائل هذه المعارض ةالمزعومة‪ ،‬إال‬
‫أن رواية ابن الجوزي يختلف فيها النص‪ ،‬واسم قاتل الشخص الزاعم له ا‪ ،‬وقد أوردت القصة تحت رجل‬
‫مجهول ألنني لم أقف على ترجمة هذيل بن واسع هذا‪ ،‬كما أنني لم أقف على اسم السنوري الذي قتله‪ ،‬فبقي‬
‫عندي في عداد المجهول‪.‬‬
‫ومن المجاهيل الذين لم أقف لهم على تراجم‪ :‬كهمش الكالبي‪ ،‬وكان يزعم أن اهلل أوحى إلي ه‪" :‬يا‬
‫تضرب الذي ال ينفع‪ ،‬فإنه ليس ِب َم ْقن ْ‬
‫َع"(‪.)108‬‬ ‫ِ‬ ‫أيها الجائع‪ ،‬اشرب لبنًا تشبع‪ ،‬وال‬
‫ومنهم‪ :‬هذيل بن يعفور من بني سعد بن زهير‪ ،‬ق ال ابن الج وزي‪" :‬حكى عنه األص معي أنه‬
‫الرصد‪ ،‬ال يفوته أح د"(‪ .)109‬وفي‬‫عارض سورة اإلخالص‪ ،‬فقال‪ :‬قل هو اهلل أحد‪ ،‬إله كاألسد‪ ،‬جالس على َّ‬
‫معجم البلدان عن حسان بن علوان البيستي أن أعرابيًا دخل المسجد‪ ،‬فكبّر‪ ،‬وق رأ‪" :‬قل هو اهلل أح د‪ ،‬قاعد‬
‫على الرصد‪ ،‬مثل األسد‪ ،‬ال يفوته أحد"‪ ،‬وركع وسجد(‪.)110‬‬
‫‪11‬‬
‫‪298 /‬هـ)‪:‬‬ ‫‪ /‬ابن الرَواّ ْن ّ‬
‫دي (ت‪:‬‬ ‫‪ /‬السابع‪-‬‬
‫المطلب‬

‫أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي‪ ،‬ونسبته إلى راوند‪ ،‬بفتح ال راء وال واو وبينهما‬
‫ألف‪ ،‬وسكون النون‪ ،‬قرية من قرى قاسان بنواحي أصفهان(‪ ،)111‬وهو أحد مشاهير الزنادقة‪ ،‬ك ان أب وه‬
‫حرف التوراة كما عادى ابنه القرآن‪ ،‬وألحد فيه‪ ،‬له من الكتب المصنفة‬
‫يهوديًا‪ ،‬فأظهر اإلسالم‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه ّ‬
‫الزمردة يزري فيه على النبوات‪ ،‬وله كت اب الفري د‪ ،‬وكت اب أمامة‬‫ّ‬ ‫نحو مائة وأربعة عشر كتابًا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المفضول الفاضل‪ ،‬ووضع كتابًا فى الرد على محمد‪ -‬رسول اهلل صلى اهلل عليه وس لم‪-‬في س بعة عشر‬
‫موضعًا‪ ،‬ونسبه إلى الكذب ‪-‬يعني النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬ووضع كتابًا لليه ود والنص ارى‪ ،‬وفضل‬
‫دينهم على المسلمين واإلسالم‪ ،‬توفي سنة ثمان وتسعين ومائتين(‪.)112‬‬

‫‪ ‬ما ذكر من معارضة ابن الراوندي للقرآن الكريم‪:‬‬

‫صنف كتابًا في الرد على القرآن الكريم سماه (الدامغ) (‪ ،)113‬وقيل‪ :‬إنه زعم معارضة القرآن في‬
‫كتاب س ّماه التاج(‪ ،)114‬والذي يظهر أن هذين الكتابين في نقض الشريعة ببيان بطالنها واالع تراض‬
‫عليها في زعم ابن الراوندي‪ ،‬ال من المعارضة التي هي موضوع البحث‪.‬‬
‫قال ابن كثير‪" :‬وصنف كتابًا في الرد على القرآن سماه ال دامغ‪ ،‬وكتابًا في ال رد على الش ريعة‬
‫واالعتراض عليها سماه الزمردة‪ ،‬وكتابًا يقال له التاج في معنى ذلك"(‪.)115‬‬
‫وعند التدقيق أكثر‪ ،‬فإن كتاب التاج أراد منه مصنفه إثبات قدم العالم‪ ،‬ونفي الخالق المدبر‪ .‬ق ال‬
‫صاحب معاهد التنصيص‪" :‬ومما ألفه من كتبه الملعونة كتاب التاج يحتج فيه لقدم العالم"(‪.)116‬‬
‫أما كتابه الدامغ‪ ،‬فهو كما أسلفنا في الرد على القرآن‪ ،‬صنفه البن الوي اليهودي الذي لجأ إليه بعد‬
‫أن فر من سجنه‪ ،‬ولم يلبث إال أيامًا يسيرة حتى مات لعنه اهلل(‪.)117‬‬
‫وقد نقض عليه هذين الكتابين‪ ،‬وغيرهما أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي(‪.)118‬‬
‫وممن عاب عليه كتابيه أبو العالء المعري حيث قال‪" :‬وأما تاجه‪ ،‬فال يصلح أن يك ون نع ً‬
‫ال‪ ،‬ولم‬
‫وخف؟ قيل‪ :‬وما‬‫ّ‬ ‫ال‪ ،)119(...‬وهل تاجه إال كما قالت الكاهنة‪ :‬أف وتف(‪ ،)120‬وجورب‬ ‫عذاب وع ً‬
‫ٍٍ‬ ‫يجد من‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫ُع َي بال ُمهلِك‪ ،‬وال ات ِخذ من الذهب‪ ،‬وسوف‬ ‫ْ‬
‫ولكن د ِ‬ ‫جورب وخف؟ قالت‪ :‬واديان بجهنّم‪ .‬ما تاجه بتاج ملك‪،‬‬
‫(‪)121‬‬ ‫َ‬
‫يصور من اللهب‪ ،....‬وأما الدامغ‪ :‬فما إخاله َد َم َغ إال من ألفه‪ ،‬وبسوء الخالفة َخلفه‪. "....‬‬ ‫َّ‬
‫ولعلك أخي القارئ تقف وقفة تأمل عند كالم المعري ه ذا خاصة أنه ض من المتهمين بمعارضة‬
‫القرآن‪.‬‬
‫ويأتيك الجواب إذا قلنا‪ :‬إن المعري لم ينكر إعجاز القرآن بل شهد لفصاحته‪ ،‬وبالغته بخالف ابن‬
‫الراوندي الذي طعن في القرآن‪ ،‬وحامله‪ ،‬أما عن معارضة المعري فسيأتي الكالم عنها بعد حين‪.‬‬
‫يدل على معارضته للق رآن‪ ،‬فإنه‬ ‫وإذا كنا ال نستطيع أن نقف على نص واحد في كتبه المذكورة‪ّ ،‬‬
‫يوجد في كالمه ما يدل على استخفافه بالمعارضة‪ ،‬فكتابه الدامغ ‪-‬كما أس لفنا‪ -‬في نقض الق رآن والطعن‬
‫فيه‪ ،‬فمن يطعن في أصل القرآن ال يرى أن معارضته أمر صعب عسير‪ ،‬وقد ص رح هو ب ذلك في كتابه‬
‫(الزمرد)‪ ،‬قال ابن الجوزي‪" :‬وقد نظرت في كتاب الزمرد‪ ،‬فرأيت فيه الهذيان البارد الذي ال يتعلق بشبهة‬
‫حتى إنه يقول فيه‪، :‬نجد في كالم أكثم بن صيفي أحسن من إنّا أعطيناك الكوثر"(‪.)122‬‬
‫ويضيف ابن الجوزي عن ابن الراوندي أنه "أخذ يعيب القرآن‪ ،‬ويدّعي فيه لحنًا‪ ،‬واس تدرك ذاك‬
‫الخلف بزعمه على األعادي الفصحاء الذين سلموا لفصاحته"(‪.)123‬‬
‫ومما يدل على معارضة ابن الراوندي للقرآن‪ ،‬وإن لم نجده مسطورًا في كتبه‪ ،‬ما أورده ص احب‬
‫معاهد التنصيص حيث قال‪" :‬اجتمع ابن الراوندي هو وأبو علي الجبائي يومًا على جسر بغداد‪ ،‬فقال له‪ :‬يا‬
‫أبا علي أال تسمع شيئًا من معارضتي للقرآن‪ ،‬ون ْقضي له‪ ،‬فقال له‪ :‬أنا أعلم بمخازي علومك‪ ،‬وعل وم أهل‬
‫ال وتالزم ًا‪ ،‬ونظمًا‬ ‫ً‬
‫وهشاشة‪ ،‬وتش اك ً‬ ‫دهرك‪ ،‬ولكن أحاكمك إلى نفسك فهل تجد في معارضتك له عذوبة‪،‬‬
‫كنظمه‪ ،‬وحالو ًة كحالوته؟‬

‫‪12‬‬
‫قال‪ :‬ال واهلل‪ ،‬قال‪ :‬قد كفيتني‪ ،‬فانصرف حيث شئت"(‪ .)124‬فهذا النص يشير إلى أن المعارضة التي‬
‫أرادها هي مقابلة النظم للنظم‪ ،‬وهو مع إقراره بعجزه عن مجاراة القرآن يعرض مقابلته على غيره لفسقه ‪،‬‬
‫ويدعي أن غيره قادر على ذلك‪.‬‬

‫‪ /‬الثامن‪ -‬الحالج (ت‪309 :‬هـ)‪:‬‬


‫المطلب‬

‫الحسين بن منصور بن محمي‪ ،‬ويكنى أبا مغيث‪ ،‬وقيل‪ :‬أبا عبد اهلل‪ ،‬وكان جده (محمي) مجوسيًا‪.‬‬
‫اختلف الناس فيه‪ :‬فقوم يقولون‪ :‬إنه ساحر‪ ،‬وقوم يقولون‪ :‬له كرامات‪ ،‬قال ابن كث ير‪ ":‬لم ي زل‬
‫فحكي عن غير واحد من العلماء‪ ،‬واألئمة إجم اعهم‬ ‫الناس منذ قتل الحالج مختلفون في أمره‪ ،‬فأما الفقهاء‪ُ ،‬‬
‫على قتله‪ ،‬وأنه ُقتل كافرًا(‪ ،)125‬وكان كافرًا ممخرقًا مموهًا‪ ،‬مشعبذًا‪ ،‬وبهذا قال أكثر الصوفية فيه‪ ،‬ومنهم‬
‫وغرهم ظاهره‪ ،‬ولم يطلعوا على باطنه‪ ،‬وال باطن قوله‪ ،‬فإنه كان في ابتداء أم ره‬‫طائفة أجملوا القول فيه‪ّ ،‬‬
‫فيه تعبُّد‪،)126("...‬كان قتله يوم الثالثاء لِست بقين من ذي القعدة سنة تسع وثالثمائة‪.‬‬

‫‪ ‬ما ذكر من معارضة الحالج للقرآن الكريم‪:‬‬

‫المكي رأى‬
‫ّ‬ ‫ذكر أبو القاسم القشيري في رسالته في باب( حفظ قلوب المشايخ) أن عمرو بن عثمان‬
‫الحالج يكتب شيئًا‪ ،‬فقال له‪ :‬ما هذا‪ ،‬فقال‪ :‬هو ذا أعارض القرآن"(‪.)127‬‬
‫وأخرج ابن الجوزي عن عمرو بن عثمان المكي أنه كان يلعن الحالج‪ ،‬ويق ول‪ :‬لو ق درت عليه‬
‫لقتلته بيدي‪ ،‬قرأت آية من كتاب اهلل‪ ،‬فقال‪ :‬يمكنني أن أؤلف مثله‪ ،‬وأتكلم به(‪.)128‬‬
‫ومن المالحظ أن هذه النصوص المذكورة ال تحمل معارض ًة لفظية للحالج‪ ،‬وإنما دالالت على‬
‫محاولته معارضة القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪354 /‬هـ)‪:‬‬
‫‪( /‬ت‪:‬‬
‫‪ /‬المتنبي‬
‫‪ /‬التاسع‪-‬‬
‫المطلب‬

‫أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفي األديب الشهير بالمتنبّي(‪.)129‬‬


‫تنبأ في بادية السماوة‪ ،‬ونواحيها إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل األخش يدية‪ ،‬فقاتل ه‪،‬‬
‫وشرد َمن كان اجتمع إليه من كلب‪ ،‬وكالب‪ ،‬وغيرهما من قبائل العرب‪ ،‬وحبسه في السجن حبس ًاً‬ ‫وأسره‪ّ ،‬‬
‫ال‪ ،‬فاعتل‪ ،‬وكاد يتلف‪ ،..‬فاستتابه‪ ،‬وكتب عليه وثيقة أش هد عليه فيها ببطالن ما ادع اه من النب ّوة‪،‬‬ ‫طوي ً‬
‫ورجوعه إلى اإلسالم‪ ،‬وأنه تائب منه‪ ،‬وال يعاود مثله‪ ،‬وأطلقه(‪.)130‬‬
‫ُقتل سنة أربع وخمسين وثالثمائة(‪.)131‬‬
‫اعترك المتنبي مع رجل من بني أسد يقال له فاتك بن أبي جهل بن فراس بن ب داد‪ ،‬فلما رأى أن‬
‫ل‪:‬‬ ‫رار‪ ،‬وأنت القائ‬ ‫دث عنك بف‬ ‫ه‪ :‬ال يتح‬ ‫ّر‪ ،‬فقيل ل‬ ‫ير جانبه ف‬ ‫الغلبة في غ‬
‫فكر‬
‫ّ‬ ‫والحرب والضرب والقرطاس والقلم‬ ‫تعرفني‬ ‫الخيل والليل والبيداء‬
‫راجعًا‪ ،‬فقتل(‪ ،)132‬فهو الذي قتله شعره‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ ‬ما ُذكر من معارضة المتنبي للقرآن‬


‫‪ /‬الكريم‪:‬‬

‫ينسب إلى المتنبي أنه ألف سورًا كثيرة يعارض بها القرآن الكريم‪ ،‬وكان قد تالها على الب وادي‬
‫زاعمًا أنها قرآن أُنزل عليه‪ ،‬ومما يروى منها‪" :‬والنجم السيار‪ ،‬والفلك الدوار‪ ،‬والليل والنهار‪ ،‬إن الك افر‬
‫لفي أخطار‪ ،‬امض على سننك‪ ،‬واقف إثر من كان قبلك من المرسلين‪ ،‬فإن اهلل ق امع بك زيغ من ألحد في‬
‫ّ‬
‫وضل عن سبيله"(‪.)133‬‬ ‫دينه‬
‫ّ‬
‫رب العالمين الذي لو اجتمعت الجن‪،‬‬
‫قال ابن كثير‪" :‬أراد بجهله‪ ،‬وقلة عقله أن يقول ما يشبه كالم ّ‬
‫واإلنس‪ ،‬والخالئق أجمعون على أن يأتوا بسورة مثل سورة من أقصر سوره لما استطاعوا" ‪.‬‬
‫(‪)134‬‬

‫‪13‬‬
‫وجل‪( :-‬فاص دع بما ت ؤمر‬ ‫امض على سننك‪ ...‬إلى آخر الكالم من قول اهلل ‪-‬عز ّ‬ ‫وأين قوله‪ِ :‬‬
‫وأعرض عن المشركين‪ ،‬إنا كفيناك المستهزئين) [الحجر‪ ،.]95-94 :‬وهل تتقارب الفص احة فيهما أو‬
‫يشتبه الكالمان(‪.)135‬‬
‫ويروى أنه بعد أن استتابه أمير حمص بسبب دعواه النبوة ‪،‬وأخرجه من السجن ك ان إذا ُذكِر له‬
‫هذا القرآن الذي ألفه يجحده إن أمكنه‪ ،‬وإال اعتذر منه‪ ،‬واستحيا‪ ،‬قال ابن كثير‪" :‬وقد اشتهر بلفظة تدل على‬
‫كذبه فيما كان ادعاه من اإلفك‪ ،‬والبهتان ‪ ،‬وهي لفظة ‪ :‬المتنبي الدالة على الكذب ‪ ،‬وهلل الحمد والمنّة"(‪،)136‬‬
‫يذكر بقرآنه الذي زعمه في مجلس سيف الدولة‪ ،‬فينكره‪ ،‬وقال له ابن خالويه النحوي في ذاك المجلس‬ ‫وكان َّ‬
‫‪ :‬لوال أن اآلخر جاهر لما رضي أن يدعى بالمتنبي ألن متنبي معناه كاذب‪ ،‬ومن رضي أن يدعى بالكاذب‪،‬‬
‫فهو جاهل‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا لست أرضى أن أدعى بهذا ‪ ،‬وإنما يدعوني به َمن يريد الغض مني‪ ،‬ولست أقدر على‬
‫االمتناع(‪.)137‬‬
‫وإذا كان ينسب إلى المتنبي إدعاء النب ّوة‪ ،‬فليس ببعيد عنه أن يح اول معارضة الق رآن‪ ،‬فس بيل‬
‫المعارضة لو استطاعها ‪-‬ولن يستطيع‪ -‬إثبات نب ّوته المزعومة‪.‬‬

‫‪ /‬قابوس بن َوشمكير (ت‪403 :‬هـ)‪:‬‬


‫‪ /‬العاشر‪-‬‬
‫المطلب‬

‫األمير شمس المعالي أبو الحسن قابوس بن أبي ط اهر‪ ،‬وش مكير بن زي اد‪ ،‬أم ير جرج ان‪،‬‬
‫وطبرستان(‪.)138‬‬
‫وكان أصحابه قد تغيّروا عليه حين سطا بهم‪ ،‬وترك الرفق‪ ،‬وقتل خواصه‪ ،‬ف اجتمع نفر منهم إلى‬
‫ابنه منوجهر‪ ،‬وأعلموه أنهم قد عزموا على قتل قابوس‪ ،‬وأنه إن لم يقبض عليه قرنوه ب ه‪ ،‬فقبض علي ه‪،‬‬
‫(‬
‫ووضعه في إحدى القالع‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه منعه ما يتدثر به في ُسدّة البرد‪ ،‬فهلك‪ ،‬ت وفي س نة ثالث وأربعمائة‬
‫‪ ،)139‬له أشعار ذكر أصحاب التراجم طرفًا منها‪ .‬وله كتاب كمال البالغة‪ ،‬قال صاحب كشف الظن ون‪:‬‬
‫"كمال البالغة لشمس المعالي قابوس بن وشمكير المقتول سنة ثالث وأربعمائة"(‪.)140‬‬

‫‪ ‬ما ذكر من معارضة قابوس للقرآن الكريم‪:‬‬

‫لم أجد نصًا واحدًا أو عبارة توحي أنه عارض القرآن الكريم‪ ،‬غير أن بعض المؤلفين المح دثين‬
‫أشاروا إلى معارضته بلفظ (قيل)‪ ،‬فقد ذكر الحمصي(‪" :)141‬قيل بأن قابوس بن وشمكير (‪403‬هـ) عارض‬
‫القرآن‪ .‬وممن ذكر اتهام قابوس بالمعارضة‪ ،‬ودافع عنه الرافعي الذي قال‪" :‬وزعم هؤالء الملحدة أيضًا أن‬
‫ِح َك َم قابوس بن وشمكير‪ ،‬وقصصه هي من بعض المعارضة للقرآن‪ ،‬فكأنهم يحس بون أن كل ما فيه أدب‪،‬‬
‫وحكمة‪ ،‬وتاريخ‪ ،‬وإخبار‪ ،‬فتلك سبيله‪.)142("...‬‬
‫وال يخفى هنا أن عبارة (قيل) غير كافية في اتهام رجل بمعارضة القرآن ‪ ،‬خاصة أن االته ام في‬
‫هذا المقام ليس أمرًا سه ً‬
‫ال وال هينًا‪ ،‬إنه اتهام يخرج صاحبه من الدين‪ ،‬ثم ال بد لعبارة( قيل) أن يك ون لها‬
‫ال عن ضرورة داللتها الصريحة على المقيل للوق وف علي ه‪،‬‬ ‫مرجعها‪ ،‬ومستندها في معاجم التاريخ‪ ،‬فض ً‬
‫وفهم مراد قائله‪ ،‬وتفنيده‪.‬‬

‫‪449 /‬هـ)‪:‬‬
‫‪ /‬الحادي عشر‪ -‬أبو العالء المع ّري (ت‪:‬‬
‫المطلب‬

‫هو‪ :‬أحمد بن عبد اهلل بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد التن وخي‪ ،‬المع ري‪ ،‬اللغ وي‪،‬‬
‫الشاعر‪ ،‬كان متضلعًا من فنون األدب‪ ،‬ق رأ النح و‪ ،‬واللغة على أبيه ب المعرة‪ ،‬له التص انيف الكث يرة‬
‫المشهورة‪ ،‬والرسائل المأثورة‪ ،‬عمي من الجدري في صغره‪ ،‬سمى نفسه رهين ال َم ْحِب َس ْين للزومه منزل ه‪،‬‬
‫ولذهاب عينيه(‪.)143‬‬
‫كان فاسد العقيدة يظهر الكفر‪ ،‬ويزعم أن له باطنًا‪ ،‬وأنه مسلم في الباطن(‪ .)144‬قال ابن كثير‪ :‬كان‬
‫ذكيًا‪ ،‬ولم يكن زكيًا‪ ...‬في بعض أشعاره ما يدل على زندقته‪ ،‬وانحالله من الدين‪ ،‬ومن الن اس من يعت ذر‬

‫‪14‬‬
‫لمًا(‪،)145‬‬ ‫عنه‪ ،‬ويقول‪ :‬إنه كان يقول ذلك مجونا ً‪ ،‬ولعبًا‪ ،‬ويقول بلسانه ما ليس في قلبه‪ ،‬وقد كان باطنه مس‬
‫وبيّن ابن كثير أن هذا يمكن أن يعتذر به لو كان في دار كفر‪ ،‬فكيف وهو في ديار اإلسالم!!‪.‬‬
‫الجوزي في‬
‫ّ‬ ‫وقد أورد ابن كثير عددًا من أبياته الشعرية التي تحتوي الزندقة(‪ ،)146‬وهي عند ابن‬
‫المنتظم(‪ ،)147‬ومما يدل على فساد اعتقاده ما ذكره ابن خلكان من أنه مكث مدّة خمس وأربعين سنة ال يأكل‬
‫اللحم تدينًا ألنه كان يرى رأي الحكماء المتقدمين‪ ،‬وهم ال يأكلونه كي ال يذبحوا الحيوان ففيه تع ذيب ل ه‪،‬‬
‫وهم ال يرون اإليالم في جميع الحيوانات‪ ...‬قال ابن خلكان‪ ":‬وبلغني أنه أوصى أن يكتب على قبره ه ذا‬
‫متعلق باعتقاد الحكماء‪ ،‬فإنهم يقولون‪ :‬إيجاد الول د‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫علي وما جنيت على أحد)‪ ،‬وهذا‬ ‫البيت‪ (:‬هذا جناه أبي َّ‬
‫( ‪) 148‬‬
‫وإخراجه إلى هذا العالم جناية عليه ألنه يتعرض للحوادث‪ ،‬واآلفات" ‪.‬‬
‫واستنتج ابن كثير من وصيته هذه أنه لم يتغير عن اعتقاده‪ ،‬فإنه قد أوصى بما يعتقده الحكماء إلى‬
‫آخر وقت‪ ،‬وهذا يدل على أنه لم يقلع عن ذلك‪ ،‬ذكره بعضهم‪ ،‬واهلل أعلم بظواهر األمور وبواطنها(‪.)149‬‬
‫قال ابن الجوزي‪" :‬وكان ظاهر أمره يدل أنه يميل إلى مذهب البراهم ة‪ ،‬ف إنهم ال ي رون ذبح‬
‫الحيوان‪ ،‬ويجحدون الرسل"(‪.)150‬‬
‫المعري‪" :‬وق َّل من أح رار الفكر والكلمة َمن لم يُتهم في‬ ‫ّ‬ ‫قالت بنت الشاطئ في سياق الدفاع عن‬
‫فحرم على نفسه ما أحل اهلل من طيبات ال رزق‪،‬‬ ‫عقيدته‪ ،‬وأبو العالء قد خالف بسلوكه جمهور المسلمين‪ّ ،‬‬
‫وامتنع عن الزواج‪ ،‬وجهر بأقوال تنم عن حيرته‪ ،‬وأُخرى صريحة التجريح لرجال الدين‪ ،‬فمن هنا يمكن أن‬
‫يطعن‪ ،‬وقد تلقى الطعنة الجارحة في حياته‪ ،‬واحتملها على مضض‪ ،‬مفوضًا أمره إلى خالقه‪ ...‬لكن العصر‬
‫الذي هضم الحقوق‪ ،‬وأهدر الحرمات‪ ،...‬يُ ُّ‬
‫عد الزهد في زينة الدنيا إثمًا‪ ،‬والقناعة خطيئة"(‪.)151‬‬
‫وال أدري كيف يكون ما وسمته به من تلك السمات في سياق تبرئت ه‪ ،‬ففي كل منها عيب ظ اهر‬
‫يحتاج إلى وقفات فصلتها كتب الش ريعة‪ ،‬وإن ني أجد في كالم الس ابقين‪ ،‬والم ترجمين ألبي العالء دقة‬
‫العبارة‪ ،‬فابن خلكان‪ ،‬وغيره عندما أشاروا إلى عدم أكله للحم قالوا‪ :‬إنه (لم يكن يأكله تدينًا) ال زه دًا كما‬
‫وثم فرق واضح بين األمرين إذ األول من فساد االعتقاد‪.‬‬ ‫قالت بنت الشاطئ‪َّ ،‬‬
‫توفي المعري سنة تسع وأربعين وأربعمائة بالمعرة‪ ،‬نسبة إلى معرة النعمان‪ ،‬وهي بلدة ص غيرة‬
‫بالشام بالقرب من حماة(‪.)152‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫‪ ‬ما ذكر عن معارضة المعري للقرآن‬

‫قال ابن الجوزي(‪":)153‬وقد رأيت للمعري كتابًا سماه( الفصول والغاي ات) يع ارض به الس ور‬
‫واآليات‪ ،‬وهو كالم في نهايات الركة والبرودة‪ ،‬فس بحان َمن أعمى بص ره‪ ،‬وبص يرته‪ ،‬وقد ذكر على‬
‫حروف المعجم في آخر كلماته‪ ،‬فما هو على حرف األلف‪:‬‬
‫طوبى لركبان النعال المعتمدين على عصى الطلح يعارضون الركائب في الهواجر والظلماء‪ ،‬يس تغفر لهم‬
‫قحة القمر‪ ،‬وضياء الشمس‪ ،‬وهنيئًا لتاركي النوق في غيطان الفال يحوم عليها ابن داية يطيف بها السرحان‪،‬‬
‫وشتان‪."....‬‬
‫وكتاب الفصول والغايات طبع سنة ‪ 1938‬بتحقيق محمود حسن زناتي‪ ،‬وأعادت الهيئة المصرية‬
‫العامة للكتاب طبعه سنة ‪1977‬م‪.‬‬
‫وهذا النص الذي عزاه ابن الجوزي للمعري في كتابه الفص ول والغاي ات غ ير موج ود في‬
‫المطبوع‪ ،‬وظني أنه منه لثالثة أسباب‪ :‬األول‪ :‬أنه على نمط المسرود في كتاب الفصول والغايات ي أتلف‬
‫مع نظمه‪ ،‬ويؤاخي أسلوبه‪ ،‬ويماثل منهجه‪ .‬الثاني‪ :‬أن ابن الجوزي صدّره بعد عزوه بقوله‪ ":‬فما هو على‬
‫حرف األلف "‪ ،‬وهذا شأن كتاب الفصول والغايات‪ ،‬فالمطبوع يحوي س بعة فص ول‪ ،‬أولها فصل غاياته‬
‫األلف ‪ ،‬وآخرها فصل غاياته خاء‪ .‬وأما السبب الثالث في كون ما نقله ابن الجوزي هو من كتاب الفصول‬
‫والغايات‪ :‬فإنه من الواضح أن بداية الكتاب المطبوع مبتورة ‪ ،‬نص على ذلك محقق الكتاب(‪ ،)154‬وه ذا‬
‫يعني أن هناك العديد من النصوص التي تقع تحت فصل األلف غير موجودة‪ ،‬ومنها النص الذي أورده ابن‬
‫الجوزي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد ذكر صاحب كشف الظنون(‪ )155‬كتاب المعري هذا‪ ،‬فقال‪" :‬الفص ول والغاي ات في معارضة‬
‫السور واآليات‪ ،‬على ما ذكره ابن الجوزي ألبي العالء أحمد بن عبد اهلل المعري المتوفى سنة ‪449‬هـ"‪.‬‬
‫ويالحظ هنا أن صاحب كشف الظنون جعل عبارة (في معارضة السور واآليات) من اسم الكتاب‪،‬‬
‫والصواب أنها من قول ابن الجوزي يصف بها حال الكت اب‪ ،‬فعب ارة ابن الج وزي الس ابقة "وقد رأيت‬
‫للمعري كتابًا سماه الفصول والغايات يعارض به السور واآليات"‪ ،‬وقد أنكر المعري أن يكون الكت اب في‬
‫معارضة السور‪ ،‬وإن كانت طبيعته تدل على ذلك‪.‬‬
‫قال خسرو الذي زار المعرة في حياة أبي العالء‪" :‬وقد وضع كتابًا س ّماه الفصول والغايات ذكر به‬
‫(‬
‫ال في لفظ فصيح عجيب‪ ،...‬وقد اتهموه بأنك وضعت هذا الكتاب معارضة للقرآن"‬ ‫كلمات مرموزة‪ ،‬وأمثا ً‬
‫‪.)156‬‬
‫ويحكى عن أبي العالء المعري في الكتاب الذي أماله‪ ،‬وترجمه بالفصول والغاي ات أنه قيل ل ه‪:‬‬
‫"أين هذا من القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬لم تصقله المحاريب أربعمائة سنة"(‪.)157‬‬
‫وفي رواية أنه قيل له عندما عارض القرآن العزي ز‪" :‬ما ه ذا إال مليح إال أنه ليس عليه طالوة‬
‫القرآن‪ ،‬فقال‪ :‬حتى تصقله األلسن أربعمائة سنة‪ ،‬وعند ذلك انظروا كيف يكون"(‪.)158‬‬
‫ومما يروى أيضًا من معارضة أبي العالء المعري للقرآن الكريم ما ذكره ابن أبي جرادة(‪ )159‬عن‬
‫ابن سنان الخفاجي أن بعض أرباب الفصاحة نظموا على أسلوب القرآن الك ريم‪ ،‬ف أظهره ق وم وأخف اه‬
‫آخرون‪ ،‬ومما ظهر منه قول أبي العالء في بعض كالمه‪" :‬أقسم بخالق الخيل‪ ،‬وال ريح الهابة بلي ل‪ ،‬بين‬
‫الس ْيل‪ ،‬وطالع التوبة‬
‫الشرط ومطالع سهيل‪ ،‬إن الكافر لطويل الويل‪ ،‬وإن العمر لمكفوف الذيل‪ ،‬اتق مدارج َّ‬
‫من ُق َب ْيل‪َ ،‬ت ْن ُج‪ ،‬وما أخالُك بناج"(‪.)160‬‬
‫وقوله‪" :‬أذلت العائدة أباها‪ ،‬وأضاءت الواهدة ورباها‪ ،‬واهلل بكرمه احتباه ا‪ ،‬أوالها الش رف بما‬
‫جناها‪ ،‬أرسل الشمال‪ ،‬وصباها‪ ،‬وال يخاف عقباها"(‪.)161‬‬
‫قال ابن أبي جرادة‪" :‬وهذا الكالم الذي أورده ابن سنان هو في كتاب الفصول والغايات في تمجيد‬
‫اهلل تعالى والعظات‪ ،‬وهو كتاب إذا تأمله العاقل المنصف علم أنه بعيد عن المعارض ة‪ ،‬وهو بمع زل عن‬
‫التشبه بنظم القرآن العزيز والمناقضة"(‪.)162‬‬

‫قلت‪ :‬ما ذكره ابن أبي جرادة من نفي أن تكون هذه العبارات محاكاة للسور واآليات غير مقبول‪،‬‬
‫ألن سياقها‪ ،‬ونظمها يدل على قصد محاكاة القرآن‪ ،‬وحسبك أن تعود لسورة الش مس‪ ،‬وتنظر في فواصل‬
‫جمله التي أنهاها باأللف كما هي فواصل سورة الش مس‪ ،‬كما أنه ختم كالمه باآلية األخ يرة من س ورة‬
‫بنصها‪( :‬وال يخاف ُعقباها)‪.‬‬ ‫الشمس ّ‬
‫ويدل على قصد المعارضة طريقة وضعه لهذا الكتاب‪ ،‬فقد ذكر فيه كلمات مرموزة‪ ،‬وأمث ا ً‬
‫ال في‬
‫لفظ فصيح عجيب‪ ،‬بحيث ال يقف الناس إال على قليل من ه‪ ،‬وال يفهمه إال َمن َيق رأه علي ه‪ ،‬وما ذاك إال‬
‫للتلبيس على الناس حتى قام هو بشرحه‪ ،‬ولعله فعل ذلك بعد أن استحيا مما صنع‪ ،‬ومما يدل على احت واء‬
‫الكتاب للمعارضة‪ :‬اتهام الناس له بأنه وضعه معارضة للقرآن(‪ .)163‬وربما تمسك بعضهم بعبارة أبي العالء‬
‫المعري في رسالة الغفران حيث شهد للقرآن الكريم‪ ،‬وذلك في سياق رده على ابن الراون دي ال ذي زعم‬ ‫ّ‬
‫معارضة القرآن‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أن هذا الكتاب الذي جاء به محمد ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪-‬‬ ‫المحجة ومقتدِ‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫عن‬ ‫وناكب‬ ‫"وأجمع ملحد ومهتد‪،‬‬
‫غريب األمث ال‪ ،‬م اهو من القص يد‬ ‫َ‬ ‫بهر باإلعجاز‪ ،‬ولقي عد ّوه باألرجاز‪ ،‬ما ُحذي على مثال‪ ،‬وال أشبه‬
‫الرجز من سهل وحزون‪ ،...‬وإن اآلية منه أو بعض اآلية‪ ،‬لتع ترض في أفصح كلم يق در‬ ‫الموزون‪ ،‬وال َّ‬
‫ذات نس ق‪،‬‬ ‫دوب ِ‬‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫غسق‪ ،‬والزه رة البادية في ج‬
‫ٍ‬ ‫عليه المخلوقون‪ ،‬فتكون فيه كالشهاب المتأللئ في ُج ْنح‬
‫ُ‬
‫أحسن الخالقين"(‪.)164‬‬ ‫ف َتبارك اهلل‬
‫ً‬
‫وهذا ال ينفي معارضة أبي العالء للقرآن الكريم‪ ،‬إذ قد يبلغ اإلعجاب بالنفس حدًا قاتال يجعل المرء‬
‫يفخر بنفسه أنه بلغ في العلم غايته‪ ،‬وكمال ذروته‪ ،‬فربما ع ارض‪ ،‬وقاب ل‪ ،‬وأظهر معارض ته‪ ،‬ثم علم‬
‫ضعفه‪ ،‬وعجزه بعد حين‪ ،‬وال يمنع أن يكون المعري قد شهد بذلك بعد أن أيقن عظمة القرآن‪ ،‬فه ذا النص‬
‫للمعري في كتابه رسالة الغفران التي ألفها سنة ‪414‬هـ تقريبًا‪ ،‬أي بعد تأليفه للفصول والغايات بنحو عشر‬

‫‪16‬‬
‫سنوات‪،‬فقد ألَّف كتاب الفصول والغايات وهو في ريعان شبابه‪ ،‬في الخامسة عشرة من عم ره كما أش ار‬
‫محقق الكتاب(‪ ،)165‬فلعلها زهوة شباب‪ ،‬ورعونة أيقظتها سنوات عشر توالت عليه‪.‬‬

‫‪ /‬الثاني عشر‪ُ -‬ش َم ْيم (ت‪:‬‬


‫‪601 /‬هـ)‪:‬‬ ‫المطلب‬

‫هو‪ :‬أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلي‪ ،‬شاعر لغوي‪ ،‬قليل الخ ير‪ ،‬تواليفه أدبية‬
‫فيها الغث والسمين‪ ،‬كان يتكلم في األنبياء ويستخف بمعجزاتهم(‪ ،)166‬وشميم بضم الشين المعجم ة‪ ،‬وفتح‬
‫الميم‪ ،‬وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ميم‪ ،‬وهو من الشم(‪ .)167‬توفي سنة إحدى وست مائة بالموصل‬
‫عن أزيد من تسعين سنة‪ ،‬قال الذهبي‪ :‬ولعله تاب (‪.)168‬‬

‫‪ ‬ما ذكر من معارضة شميم للقرآن الكريم‪:‬‬

‫لم أقف على النصوص التي عارض فيها شميم القرآن الكريم غير أن ابن خلكان‪ ،‬والذهبي نس با‬
‫(‬
‫إليه زعمه معارضة القرآن الكريم‪ ،‬قال الذهبي‪" :‬إنه عارض القرآن‪ ،‬وكان إذا تاله يخشع‪ ،‬ويس جد في ه"‬
‫‪.)169‬‬

‫‪ /‬ريموندو (ت‪1284 :‬م)(‪:)170‬‬


‫‪ /‬عشر‪ -‬مارتيني‬
‫‪ /‬الثالث‬
‫المطلب‬

‫وذكره بعضهم باسم (رايموندو مرتي القطلوني)‪ ،‬وذكر وفاته (‪1286‬م)(‪ ،)171‬وهو إسباني الهوتي‬
‫منصر‪ ،‬من الرهبان الدومينيكان‪ ،‬درس اللغات الشرقيّة للتمكن من التنصير‪ ،‬والرد على المس لمين‪ ،‬وأنشأ‬
‫في تونس مدرسة لتعليم اللغة للمنصرين‪.‬‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬الكريم‪:‬‬
‫‪ ‬ما ذكر من معارضة مارتيني للقرآن‬

‫ألف كتاب خنجر اإليمان في صدور المسلمين واليهود‪ ،‬وقد سعى إلى معارضة الق رآن الك ريم‬
‫ليدلل على ضلوعه في اللغة العربية‪ ،‬وهو عبارة عن مديح للنصرانية‪ ،‬وفيه سخف‪ ،‬ووقاحة‪ ،‬وتطاول على‬
‫الدين اإلسالمي الحنيف‪ ،‬وله كتاب الخالصة ضد القرآن(‪.)172‬‬

‫‪ /‬عشر‪ -‬أنيس شوروش (معاصر)‪:‬‬


‫‪ /‬الرابع‬
‫المطلب‬

‫الهوتي من مواليد الناصرة بفلسطين‪ ،‬قتل اليه ود عائلت ه‪ ،‬فانتقل إلى األردن‪ ،‬ثم إلى الوالي ات‬
‫المتحدة‪ ،‬وحصل على درجة البكالوريوس في علم االجتماع من جامعة ميسيسبي‪ ،‬ودرجة الماجس تير في‬
‫الالهوت من الدائرة العمومية في (‪ ،)New Orleans‬ودرجة الدكتوراه في الكهنوت من معهد ل وثن‬
‫رايس‪ ،‬ودرجة الدكتوراه في فلسفة الدين من المعهد األمريكي لالهوت في ديتون‪ ،‬ميسيسبي(‪.)173‬‬
‫وهذا الالهوتي المتأمرك له عالقة وطيدة بصناع القرار في أمريكا‪ ،‬وهو يحمل بين أضلعه حق دًا‬
‫على اإلسالم ال يخفيه‪.‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ ‬ما ُذكر من معارضة شوروش للقرآن‬


‫‪ /‬الكريم‪:‬‬

‫ينسب إلى شوروش أنه مؤلف كتاب (الفرقان الحق) الذي يعارض به القرآن الكريم‪ ،‬أما الفرق ان‬
‫الحق‪ ،‬فهو عبارة عن كتاب يقع في (‪ )368‬ورقة من القطع الصغير‪ ،‬ويتألف من عدد من الموض وعات‪،‬‬
‫كل موضوع يقع تحت اسم خاص‪ ،‬كهيئة سور القرآن الكريم‪ ،‬وبلغت تلك الموضوعات (أو السور) س بعًا‬
‫وسبعين‪ ،‬مع مقدمة وخاتمة‪ ،‬ومن األمثلة على أسماء تلك السور التي تضمنها هذا الكتاب (الفاتحة‪ ،‬المحبة‪،‬‬

‫‪17‬‬
‫الصليب‪ ،‬الزنا‪ ،‬الماكرين‪ ،‬الرعاة‪ ،‬التحريف‪ ،‬الجن ة‪ ،‬العبس‪ ،‬الش هيد‪،".....‬‬
‫المسيح‪ ،‬الثالوث‪ ،‬المارقين‪ّ ،‬‬
‫وهي مرقمة كهيئة اآليات القرآنية‪ ،‬وطريقة خط الكتاب تشابه رسم المصحف العثم اني‪ ،‬ويظهر للعي ان‬
‫محاولة مشابهة القرآن الكريم(‪.)174‬‬
‫وقد صدر هذا الكتاب في سنة ‪1999‬م عن مؤسسة تبشيرية اسمها بروجيكت وأميجا ‪.)175(2001‬‬
‫نسب هذا الكتاب بش كل ص ريح‪ ،‬وعل ني إلى جماعة (بروتس تانتية) تقع في والية تكس اس‬
‫األمريكية‪ ،‬ولهم موقع إلكتروني باسم‪ :‬مركز المحبة اإللهية(‪.)176‬‬
‫ثم ما يش ير إليه إال ما ورد من توقيع في مقدمة‬
‫أما مؤلف هذا الكتاب فيكتنفه الغم وض‪ ،‬وليس َّ‬
‫الكتاب أحدهما يحمل اسم (الص في) واآلخر (المه دي)‪ ،‬وهما اس مان مس تعاران‪ ،‬وفي بعض المواقع‬
‫المسيحية على الشبكة الدولية للمعلومات أن (الصفي) هو الذي أوحي إليه بالفرقان الحق‪ ،‬وأن (المه دي)‬
‫ثم شخص اس مه (الص في)‪ ،‬وال ش خص اس مه‬ ‫هو من قام بصياغته‪ ،‬وكل هذا محض اختالق‪ ،‬وليس َّ‬
‫(المهدي)‪ ،‬وهذا أسلوب يتبعه المبشرون من المسيحيين العرب منذ زمن بعيد ‪.‬‬
‫( ‪)177‬‬

‫ويكاد يجمع الكتاب أن الواضع الحقيقي لكتاب (الفرقان الحق) هو د‪ .‬أنيس شوروش ‪.‬‬
‫( ‪)178‬‬

‫‪ /‬الحق‪:‬‬
‫وقفات مع كتاب الفرقان‬

‫‪ -1‬يستطيع َمن له أدنى إلمام بالعربية أن يفصل بين فصاحة القرآن‪ ،‬وركاكة (الفرقان الحق)‪ ،‬ف أين‬
‫الفصاحة في قوله‪" :‬يا أهل النفاق من عبادنا الضالين ال تستكبروا‪ ،‬وال تقولوا ما ليس لكم به علم‪،‬‬
‫فليس الحرث بمدرك كنه الزرع‪ ،‬وال هذا بم درك كنه الداب ة‪ ،‬وال تلك بمدركة كنه اإلنس‪ ،‬وال‬
‫اإلنس يعقل كنهها‪ ،‬ولكل جعلنا شرعة‪ ،‬ومنهاجا"‪ ،‬فهل هذا من البيان المعجز الذي يزعم أصحابه‬
‫(‪)179‬‬
‫أن يتحدوا به القرآن؟!‬
‫‪ -2‬إن الهدف من هذا الكتاب هو تنصير المسلمين‪ ،‬وقد صرح بذلك أنيس شوروش‪ ،‬فقد ذكر المكتب‬
‫اإلعالمي التابع ل وزارة الخارجية األمريكية أن ش وروش وصف الكت اب بأنه أداة لتنص ير‬
‫المسلمين‪ ،‬ونقلوا عنه قوله‪" :‬إن الكتاب مشابه للقرآن من حيث األسلوب والجوهر‪ ...‬لكنه يحتوي‬
‫على رسالة اإلنجيل(‪.)180‬‬
‫وقد جاء في نصوص الكتاب ‪ ":‬إنا أنزلناه فرقانًا حقًا‪ ،‬مصدقًا لقولنا في اإلنجيل الح ق‪ ،‬وم ذكرًا‬
‫للكافرين فسنتنا واحدة‪ ،‬وآيتنا واحدة‪ ،‬ال نبدلها في إنجيل حق‪ ،‬أو في فرقان حق‪ ،‬وال يغيرها زمان‬
‫أو مكان‪ ،‬وال ينسخها الثقالن‪ ،‬وال أهل الضالل والبهتان" (المعجزات‪ ...)7 :‬وقوله‪( :‬ومثل الذين‬
‫كفروا وكذبوا باإلنجيل الحق أعمالهم كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاص ف‪ ،‬ال يق درون مما‬
‫كسبوا على شيء‪ ،‬ذلك هو الضالل األكيد" (الثالوث‪.)181()18 :‬‬
‫‪ -3‬تضمن الكتاب إضافة للتنصير الطعن في اإلسالم‪ ،‬فهو يطعن في نبوة سيدنا محم د‪ -‬ص لى اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،-‬ويشكك في الشرائع‪ ،‬ويثير حولها الشبهات‪ ،‬وينال من شريعة الجهاد‪.‬‬
‫ومما يالحظ في هذا الكتاب أنه موجه للمسلمين خصوصًا‪ ،‬فهو يص در األحك ام النهائية عليهم‬
‫بالخسران‪ ،‬جاء في الكتاب‪" :‬وأوردكم جهنم جميعًا‪ ،‬وإن منكم إال واردها‪ ،‬وكان عليه أم رًا مقض يًا‪" ...‬‬
‫(المنافقون‪.)5 ،3 :‬‬

‫‪18‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الداللة على أن المشركين لم يعارضوا القرآن الكريم لتعذر المعارضة‬
‫عليهم‬

‫‪/‬‬
‫‪ /‬األول‪ -‬شبهات انتفاء المعارضات‪:‬‬
‫المطلب‬

‫إن الناظر فيما أسلفنا ذكره في المبحث السابق عن المعارضات التي عورض بها القرآن يجد أنها‬
‫معارضات ساقطة مرذولة مردودة على قائليه ا‪ ،‬ويقف على حقيقة قاطعة دامغ ة‪ ،‬مفادها أن الق رآن لم‬
‫يعارض‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬فقد أطلقت عليها شبهات‪ ،‬ألن المعارضة لم تقع أص ً‬
‫ال‪ ،‬وقد أورد بعض المؤلفين ألعديد‬
‫من هذه الشبهات التي حالت دون انشاء المعارضات أو جعلت العرب يحجمون عنه ا‪ ،‬وكث ير من ه ذه‬
‫الشبهات افتراضية‪ ،‬وذلك لدحض المزاعم حول وقوع معارضة القرآن الكريم‪ ،‬وأهم ذلك‪:‬‬

‫أو ًال‪ :‬الصرفة‪:‬‬

‫زعم قوم أن الذي منع العرب عن معارضة القرآن الكريم هو الصرفة‪ ،‬بأن منع اهلل تعالى العرب‬
‫باإللجاء على جهة القسر عن المعارضة‪ ،‬أو سلبهم العلوم التي يحتاجونها من أجل المعارضة‪.‬‬
‫وقد قال بذلك جماعة من العلماء منهم‪ :‬أبو الحسن علي بن عيسى الرماني (ت‪384 :‬هـ)‪ ،‬وعلي‬
‫بن محمد بن حبيب الماوردي (ت‪450 :‬هـ)‪ ،‬وعلي بن أحمد بن حزم األندلسي (ت‪456 :‬هـ)‪ ،‬والحافظ‬
‫أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت‪458 :‬هـ)‪ ،‬وابن سنان الخفاجي (ت‪466 :‬هـ)‪ ،‬وأبو القاسم الحسين‬
‫محمد األصفهاني (ت‪502 :‬هـ)‪ ،‬وقد أفردت بحثًا خاصًا بذلك عنونته بـ(الصرفة)(‪ ،)182‬تكلمت فيه عن‬
‫هذا الموضوع بإسهاب‪.‬‬
‫وأورد لك اآلن بعض أقوال هؤالء العلماء لندلل بها على المراد في هذا المقام‪ ،‬ومن ذلك ما ذكره‬
‫ابن حزم حيث قال‪" :‬ظن قوم أن عجز العرب‪ ،‬ومن تالهم من سائر البُلغاء عن معارضة الق رآن إنما هو‬
‫لكون القرآن في أعلى طبقات البالغة‪ ،‬قال أبو محمد‪ :‬وهذا خطأ شديد‪ ،‬ولكن اإلعجاز في ذلك إنما هو أن‬
‫اهلل عز وجل حال بين العباد‪ ،‬وبين أن يأتوا بمثله‪ ،‬ورفع عنهم القوة في ذلك جملة‪.)183("...‬‬
‫وممن زعم أن الصرفة حالت دون وقوع المعارضة أيضًا ابن سنان الخف اجي ال ذي ق ال‪" :‬إن‬
‫أسلوب القرآن لم يبعد كثيرًا عن فصيح الكالم المختار من كالم العرب‪ ،‬ولكن معجزة القرآن للع رب إنما‬
‫جاءت من جهة أنهم سلبوا العلوم التي كانوا يستطيعون عن طريقها معارضته‪ ،‬وصرفوا عن اإلتيان بسورة‬
‫من مثله"(‪.)184‬‬
‫غر هؤالء حتى زعموا‬ ‫ويعلل صاحب الطراز جريان هذا القول على ألسنة العلماء بقوله‪" :‬والذي ّ‬
‫هذه المقالة ما يرون من الكلمات الرشيقة‪ ،‬والبالغ ات الحس نة‪ ،‬والفص احات المستحس نة الجامعة لكل‬
‫أن كل من قدر على ما ذكرن اه من‬ ‫األساليب البالغية في كالم العرب الموافقة لما في القرآن‪ ،‬فزعم هؤالء ّ‬
‫تلك األساليب البديعة‪ ،‬ال يقصر عن معارضته"(‪.)185‬‬
‫ثم أسباب أخرى دفعت إلى القول بالصرفة منها الطعن في ال دين‪ ،‬ومنها التب اس مفه وم‬ ‫قلت‪َّ :‬‬
‫المصطلح على بعضهم‪ ،‬ومنها أن بعض العلماء أرادوا من إثبات الصرفة إثبات نبوة محمد صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وهذا سبيل اإلمام الباقالني صاحب كتاب اإلعجاز الذي نافح فيه عن بالغة القرآن‪ ،‬فقد قال في كتابه‬
‫نكت االنتصار لنقل القرآن‪" :‬ولن يعدو عدولهم عن معارضته من أحد أمور‪ :‬إما أن يكونوا ليس في قدرتهم‬
‫التكلم بمثله‪ ،‬وال في طاقتهم أن يكونوا قادرين عليه‪ ،‬وأعرضوا عن معارض ته لعلمهم أنه من عند اهلل‪ ،‬أو‬
‫يكونوا كانوا قادرين على اإلتيان بمثله‪ ،‬فلما تحداهم أفقدهم اهلل تعالى القدرة عليه‪ ،‬وص رف دواعيهم عن‬
‫تكلفه‪ ،‬فوجب بما وصفناه داللتُه على صدق الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬على كل حال"(‪.)186‬‬
‫وعلى هذا الدرب سار اإلمام البيهقي في كتابة االعتقاد الذي عنون بابًا فيه بـ(إثبات نب وة محمد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ )...‬قال تحته‪" :‬ومنهم َمن قال‪ :‬إعجازه في أن اهلل أعجز الناس عن اإلتي ان بمثل ه‪،‬‬
‫وصرف الهمم عن معارضته مع وقوع التحدي‪ ،‬وتوفر الدواعي إليه لتكون آية للنبوة‪ ،‬وعالمة لص دقه في‬
‫دعواه"(‪.)187‬‬

‫‪19‬‬
‫وقد أوردت من األقوال في نقض الصرفة في البحث الموسوم بها ما يغني عن إعادته هن ا‪ ،‬فثبت‬
‫أن هذا القول باطل زائل ‪ ،‬وأنهم عجزوا عن اإلتيان بمثله لكونه ليس في مقدورهم‪.‬‬

‫‪ /‬إنهم عدلوا عن معارضة القرآن العتق ادهم أن المعارضة ال تبلغ في قطع الم ادة ‪ ،‬وحسم الش غب‬ ‫ثانيًا‪:‬‬
‫وإبطال أمره مبلغ الحرب ‪ ،‬فال جرم عدلوا إلى الحرب ‪ .‬أوأنهم أرادوا استئصاله عليه الصالة والسالم‪،‬‬
‫(‪)188‬‬

‫فلهذا عدلوا عن المعارضة إلى المقاتلة‪ ،‬ال ألنهم عجزوا عن المعارضة‪ ،‬فلم يقدروا عليها(‪.)189‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة‪:‬‬
‫إن ترك العرب معارضة القرآن‪ ،‬وعدولهم عنه إلى المقاتلة؛ ألنهم أحسوا من أنفس هم العجز عن‬
‫اإلتيان بمثل القرآن الكريم‪ ،‬وذلك يؤذن بعجزهم عن المعارضة‪ ،‬وإال فالعاقل إذا أمكنه دفع خص مه بأيسر‬
‫األمرين ال يعدل عنه إلى أصعبهما‪.‬‬
‫وال يليق بالعاقل البالغ الكامل العقل العدول عن األمر السهل إلى األمر الص عب إال إذا لم يرتفع‬
‫غرضه بالسهل‪ ،‬فحينئ ٍذ يعذر في العدول عنه إلى ما هو أصعب منه‪ ،‬وإال فكيف اختاروا المقاتلة‪ ،‬وهو أمر‬
‫صعب جدًا‪ ،‬على المعارضة التي كانت أسهل عليهم من كل ش يء؟‪ ،‬فلما اش تغلوا بالمقاتل ة‪ ،‬وأب وا إال‬
‫المحاربة التي كانت من المجوز أن ال يرتفع غرضهم بها بأن تكون الدائرة عليهم‪ ،‬وتركوا المعارضة التي‬
‫(‬
‫كانت عندهم بزعمهم بمنزلة األكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والقيام‪ ،‬والقعود‪ ،‬تب ّينا عجزهم‪ ،‬وقصورهم عن المعارضة"‬
‫‪.)190‬‬
‫ثالثًا‪ :‬ال يمتنع أن يكونوا عدلوا إلى الحرب إلبطال دعواه‪ ،‬وحسم مادته‪ ،‬ألنهم لو عارضوا لك ان الخالف‬
‫غير منقطع بوقوعها لجواز أن يقول قوم‪ :‬إنها معارضة‪ ،‬ويق ول ق وم آخ رون‪ :‬إنها ليست معارض ة‪،‬‬
‫ويتوقف فريق ثالث اللتباس األمر فيه‪ ،‬فيش ت ّد الخالف‪ ،‬ويعظم الخطب‪ ،‬وفي أثن اء ذلك الخالف ال يمنع‬
‫اشتداد شوكته‪ ،‬فألجل الخوف من ذلك عدلوا إلى الحرب(‪ ،)191‬والجواب على هذه الشبهة من وجوه‪:‬‬
‫‪ -1‬إن هذا القول إن ص رفناه على الق رآن‪ ،‬ف الواجب ص رفه على كل ما من ش أنه أن يك ون‬
‫معارضة‪،‬وهذا يوجب انتفاء المعارضات من كالم العرب س واء في أش عارهم‪ ،‬أو خطبهم‪ ،‬أو‬
‫أت‬‫نثرهم‪ ،‬والمعلوم من عاداتهم خالف ذلك‪ ،‬وأن المعارضة كانت معلومة ل ديهم‪ ،‬وله ذا لم ي ِ‬
‫شاعر بقصيدة فيما بينهم إال وشاعر آخر يعارضه أو رام معارض ته‪ ،‬وه ذا معل وم من ح ال‬
‫شعرائهم نحو امرئ القيس وعلقمة وأشباههما‪ ،‬ولم ينقل عن أح ٍد من شعرائهم قوله‪ :‬إن عارضت‬
‫علي‪ ،‬فيكون حالي‪ ،‬وقد عارضت كالمه‪ ،‬كح الي‪،‬‬ ‫فالنًا كان الناس بين متعصب لي‪ ،‬ومتعصب َّ‬
‫ولم أعارض كالمه(‪.)192‬‬
‫‪ -2‬ثم إنهم في استعمال الحرب غير واثقين بحصول المطلوب‪ ،‬ألنهم غ ير واثقين ب الظفر علي ه‪،‬‬
‫خطر منها ألنهم واثقون ببطالن أمره عند وقوعها(‪.)193‬‬ ‫ٍ‬ ‫بخالف المعارضة‪ ،‬فإنهم ليسوا على‬
‫قول فاسدٌ‪ ،‬فإنه ليس الغرض هو‬ ‫‪ -3‬إن قولهم‪ :‬لو عارضوا لكان الخالف غير منقطع بوقوعها‪ ،‬هذا ٌ‬
‫حصول المماثلة من كل الوجوه‪ ،‬بل المقصود في التحدي اإلتيان بما ُيظن كونه مث ً‬
‫ال‪ ،‬أو قريبًا من‬
‫ال‪ ،‬أو غير م ِْثل(‪.)194‬‬
‫المثل‪ ،‬وأمارة ذلك وقوع االختالف بين الناس في كونه م ِْث ً‬

‫رابعًا‪ :‬أنه منعهم من المعارضة اشتغالهم عنها بالحروب العظيمة(‪.)195‬‬


‫وهذه الشبهة تختلف عن سابقتها في أن السابقة عدول إلى الح رب لحسم دعوت ه‪ ،‬وه ذه في أن‬
‫الحرب ذاتها شغلتهم عن المعارضة‪.‬‬

‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه(‪:)196‬‬


‫والحرب غير مانعة من وجود الكالم‪ ،‬ولهذا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :-1‬أن المعارضة للقرآن إنما هي من قبيل الكالم‪،‬‬
‫فإنهم كانوا والحرب قائمة يتمكنون من األشعار‪ ،‬والخطب في المحافل‪ ،‬فكيف يقال‪ :‬إن الح رب مانعة في‬
‫وجود المعارضة!‪.‬‬
‫‪ :-2‬إن الحرب لم تكن دائمة‪ ،‬وإنما ك انت في وقت دون وقت‪ ،‬فل َم ال يش تغلون بالمعارضة في‬
‫أوقات الفراغ عن الحرب؟‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ :-3‬إن الرسول‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪-‬كان يحارب معظم العرب‪ ،‬وال شك أن الفص حاء منهم‬
‫كانوا قليلين‪ ،‬فكان الواجب على الشجعان االشتغال بالحرب‪ ،‬وأن يقعد أهل الفصاحة لالشتغال بالمعارضة‪.‬‬
‫‪ :-4‬إن الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لم يحاربهم قبل الهج رة‪ ،‬فك ان ينبغي لهم االش تغال‬
‫بالمعارضة‪ ،‬إذ ال حرب هناك قائمة بينهم وبينه‪.‬‬
‫‪ :-5‬كان يجب عليهم أن يقولوا‪ :‬إنك شغلتنا بالحرب عن معارضتك‪ ،‬فاترك الحرب ح تى نتمكن‬
‫من معارضتك‪ ،‬وهم لم يقولوا ذلك‪ ،‬وال خطر ألحد منهم على قلب‪ ،‬وفي هذا داللة على أنه ال مانع لهم من‬
‫المعارضة بحال‪.‬‬

‫خامسًا‪ :‬يحتمل أن يكون عدولهم عن المعارضة ألن التحدي إنما وقع بمثله‪ ،‬ولم يعرفوا حقيقة المماثلة هل‬
‫تكون بالفصاحة‪ ،‬أو البالغة‪ ،‬أو بالنظم‪ ،‬أو بهذه األمور مجتمعة‪ ،‬أو باإلخبار عن العلوم الغيبية‪ ،‬أو غ ير‬
‫ذلك مما يكون القرآن مشتم ً‬
‫ال عليه‪ ،‬فلهذا عدلوا عن المعارضة(‪.)197‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه‪:‬‬
‫يعرفون‬ ‫(‪)198‬‬
‫‪ :-1‬إن هذا األمر مما ال يجوز أن يشتبه عليهم‪ ،‬ألن العلم به ضروري‪ ،‬فقد كانوا‬
‫كيف يقع التحدي‪ ،‬والتقريع في باب الكالم‪.‬‬
‫‪ :-2‬إنه لو اشتبه عليهم الستفهموا من النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وس لم‪ -‬عما يري د‪ ،‬لكن األمر في‬
‫ذلك معلوم لهم‪ ،‬فلهذا لم يعاجلوه في شيء من ذلك لتحققهم أنهم لو أتوا بما يماثله لبطل أمره‪ ،‬فسكوتهم عنه‬
‫داللة على تحققهم من ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ :-3‬إن الرسول‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬أطلق التحدي ولم يخصه بشيء دون شيء‪ ،‬اتك اال منه‬
‫واطرادها في التح دي بين الش عراء‪ ،‬والخطب اء‪ ،‬فألجل ذلك لم يكن‬ ‫بمجرى العادة ِّ‬‫على ما يعلم من ذلك ْ‬
‫محتاجًا إلى تفسير المقصود ‪.‬‬
‫(‪)199‬‬

‫‪ :-4‬على فرض أن الوجه قد اشتبه عليهم‪ ،‬فقد كان يجب أن ي أتوا بالمعارضة من كل وجه ألن‬
‫كل وجوه المعارضة كبعض وجوهها في أنه ممكن أن يعارض(‪.)200‬‬

‫ال على أقاصيص لم يعرفوها‪ ،‬وال عرفوا أمثالها ح تى‬‫سادسًا‪ :‬إنهم تركوا معارضة القرآن ألنه كان مشتم ً‬
‫يجعلوها معارضة للقرآن على السبيل الذي ذكرتموه‪ ،‬فلذلك امتنعوا عن المعارضة‪ ،‬ال ألجل العجز ‪.‬‬
‫(‪)201‬‬

‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه(‪:)202‬‬


‫‪ :-1‬إن القرآن ال يختص بذكر القصص دون سواها‪ ،‬بل كان مشتم ً‬
‫ال على كثير من أنواع الكالم‪،‬‬
‫فلو كانت المعارضة ممكنة لهم ألتوا بسائر أنواع الكالم‪ ،‬وجعلوها معارضة للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ :-2‬المفروض أن المعارض مكذب للقرآن‪ ،‬وأنه ال يؤمن بما أتى به الق رآن من القص ص‪ ،‬فلو‬
‫رام المعارضة ألمكنه أن يضع قصصًا من عنده ويكسوها عبارات جيدة عظيمة الجزالة تقارب القرآن في‬
‫فصاحته‪ ،‬وتدانيه‪ ،‬فيلتبس الحال‪.‬‬
‫‪ :-3‬إن العرب قد بعثوا إلى الفرس يطلبون منهم العديد من قصصهم‪ ،‬وجمعوا من ذلك شيئًا كث يرًا‪ ،‬ومع‬
‫ذلك عجزوا أن يجعلوه معارضة للقرآن‪.‬‬

‫سابعًا‪ :‬لعل قائ ً‬


‫ال يقول‪ :‬إنه‪ -‬عليه السالم‪ -‬لم يقرأ عليهم اآليات التي فيها ذِكر التحدي‪ ،‬وإنما قرأ عليهم ما‬
‫سوى ذلك من القرآن الكريم(‪.)203‬‬

‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه(‪:)204‬‬


‫‪ :-1‬إن عدد الذين أخذوا القرآن في األمصار‪ ،‬وفي البوادي‪ ،‬واألسفار‪ ،‬والحض ر‪ ،‬وض بطوه‬
‫حرف ال يج وز عليهم الس هو‬ ‫ٌ‬ ‫حفظًا من بين صغير‪ ،‬وكبير‪ ،‬وعرفوه حتى صار ال يشتبه على أح ٍد منهم‬
‫غير لظهر‪.‬‬‫والنسيان‪ ،‬وال التخليط فيه‪ ،‬والكتمان‪ ،‬ولو ُكتم منه شيء أو ّ‬
‫‪ :-2‬إذا كان هذا غير وارد في شعر امرئ القيس‪ ،‬ونظرائه مع أن الحاجة إليه تقع لحفظ العربية‪،‬‬
‫فكيف يجوز‪ ،‬أو يمكن أن يكون هذا في القرآن الكريم مع شدة الحاجة إليه؟‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ /‬الثاني‪ -‬شبهات انتفاء وصول المعارضات بعد حصولها‪:‬‬
‫المطلب‬

‫من الشبه التي تناقلها المصنفون أن العرب قد عارضوا القرآن الكريم غير أن هذه المعارضات لم‬
‫تنقل إلينا‪ ،‬أو منع من ظهورها ونقلها عارض‪ ،‬فلم تصل إلينا‪.‬‬

‫أو ًال‪ -‬شبهة عدم نقل المعارضات‬


‫‪:)205(/‬‬

‫جواب هذه الشبهة من وجوه‪:‬‬


‫لو أنهم عارضوا القرآن لكان يجب أن تنقل إلينا معارضتهم‪ ،‬فإنه ال يجوز في حادثتين عظيمتين‬ ‫‪-1‬‬
‫تحدثان معًا‪ ،‬وكان الداعي إلى نقل إحداهما كالداعي إلى نقل األخرى أن تخص إحداهما بالنق ل‪،‬‬
‫بل الواجب أن ينقال جميعًا أو ال ينقال‪ ،‬فأما أن تنقل إحداهما دون األخرى فال(‪ ،)206‬بل إن ه ذه‬
‫المعارضة يجب أن تكون أكثر اشتهارًا من القرآن ‪ ،‬ألن الق رآن يص ير هو الش بهة‪ ،‬وه ذه‬
‫أحق باالشتهار(‪ .)207‬قال القاضي عبد الجبار‪" :‬قال شيوخنا‪ :‬لو كان‬ ‫المعارضة هي الداللة فتكون َّ‬
‫القوم أتوا بالمعارضة لكان حالها كحال القرآن فيما يقتضي وجوب نقلها‪ ،‬ألن قرب العهد واح د‪،‬‬
‫والحاجة‪ ،‬والدواعي فيهما تتفق‪ ،‬فكان يجب أن ينقال على حد واحد‪ ،‬فإذا لم يحصل نقل المعارضة‬
‫علمنا أنه ال أصل لها؛ بل لو قيل‪ :‬إن الدواعي إلى نقل المعارضة أقوى ‪-‬لو كانت‪ -‬منها إلى نقل‬
‫القرآن لصح ذلك‪ ،‬ألن التنافس في المعارضة أقوى منها في االبتداء‪.)208("...‬‬
‫وكون الداعي إلى نقل المعارضة أقوى‪ ،‬ألن المعارضة ينقلها المخالف‪ ،‬والموافق‪ ،‬المخالف ينقلها‬
‫ليرى الناس أن فيها إبطال حجة محمد‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬والموافق ينقلها ليتكلم عليها ويبين‬
‫أن ذلك ليس من المعارضة في شيء(‪.)209‬‬
‫قال الماوردي‪" :‬ولو جاز هذا في معارضة القرآن لجاز مثله في معج زة كل ن بي أن يق ال‪ :‬قد‬
‫عورض معجزه فكتِم‪ ،‬فيفضي إلى إبطال كل معجز‪ ،‬وهذا مدفوع في معارضة غير القرآن‪ ،‬فكان‬
‫مدفوعًا في معارضة القرآن"(‪.)210‬‬
‫كما أن القرآن الكريم س ّفه أحالمهم‪ ،‬وأبطل عليهم ما كانوا يتعاطونه من الديانة في عبادة‬
‫األصنام وغيرها‪ ،‬فكيف يصح مع ق ّوة هذه الدواعي أن يظفروا بالمعارضة التي فيها إبطال أم ره‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬من كل وجه‪ ،‬وقلب حاله ومراده فيما ادّعاه‪ ،‬أو عكسها إلى خالف ه‪ ،‬وال‬
‫( ‪)211‬‬
‫تنقل؟!‬
‫ُ‬
‫يخف حاله‪ ،‬وأنه ظاهر‪ ،‬فكيف حال ما يكون‬ ‫ألن غير القرآن من القصائد في الجاهلية واإلسالم لم ِ‬ ‫‪-2‬‬
‫معارضًا للقرآن وهو باالشتهار ال محالة أحق؟!(‪.)212‬‬
‫كيف يجوز على أهل الهمم المختلفة‪ ،‬واآلراء المتباينة على ك ثرة أع دادهم‪ ،‬واختالف بالدهم‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫( ‪)213‬‬
‫وتفاوت أغراضهم أن يجتمعوا على التغيير‪ ،‬والتبديل‪ ،‬والكتمان!‬
‫من المعلوم أنهم قد نقلوا المعارضات الركيكة كمعارضة مسيلمة‪ ،‬وغيره‪ ،‬وقد اهتم العلم اء في‬ ‫‪-4‬‬
‫(‬
‫نقلها‪ ،‬فلوال أن دواعيهم كانت متوفرة إلى ذلك وإال كان ال ينقل إلينا هذه المعارضة على ركاكتها‬
‫‪.)214‬‬
‫وإذا نقلت المعارضة الركيكة‪ ،‬فكيف يصح أن ال تنقل المعارضة الصحيحة!(‪ )215‬بل إن الناظر في‬
‫كتب التراجم يرى أن سجالت الكتب احتفظت لنا بأسماء الذين اتهموا بالمعارضة أمثال ابن المقفع‬
‫الذي ينسب إليه أنه عارض القرآن بكتابه الدرة اليتيمة مع أننا ال نجد في كتابه المذكور أية إشارة‬
‫لهذه المعارضات؟؟!‬
‫لقد نُقل سائر ما كان المشركون يتعاطونه في حق النبي‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم‪ ،-‬وفي حق القرآن‬ ‫‪-5‬‬
‫الكريم‪ ،‬كالهجو‪ ،‬وكنسبته إلى السحر‪ ،‬والجنون‪ ،...‬فكيف يجوز أن ال تنقل المعارضة مع ما فيها‬
‫(‪)216‬‬
‫من الفوائد‪ ،‬لو كانت قد وقعت!‬

‫‪22‬‬
‫ومن غريب ما نظرت إليه في هذه المسألة ما ذكره اإلمام الباقالني بس ؤاله االفتراضي ال ذي تمم به‬
‫قوله‪ (:‬إن الصرفة داللة على صدق محمد‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪-،)-‬وكنت أتم نى أن ال يك ون‪-‬‬
‫حيث قال‪" :‬ولو عورض‪ ،‬وصرف اهلل دواعيهم عن نقل معارضته لكان ذلك آية‪ ،‬ومعج زة للن بي ‪-‬‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،)217("-‬وهذا القول مردود بما ذكرناه هنا‪ ،‬وبما ذكرناه في الصرفة‪ ،‬فهو ينسف‬
‫حقيقة إعجاز القرآن التي أسس عليها الباقالني كتابه إعجاز القرآن‪ ،‬ويجعل اإلعجاز في ص رف اهلل‬
‫للعرب عن نقل معارضاتهم للقرآن ال في القرآن ذاته‪ ،‬وبذلك نكون قد نفينا صفة اإلعجاز عن القرآن‪،‬‬
‫وأضفناه ألمر خارج عنه‪ ،‬ثم ألم يكن للعرب قبل نزول القرآن ما يوازي القرآن في بالغته حسب هذا‬
‫وثم سؤال‪ :‬لماذا لم يدرك العرب أنهم‬
‫الزعم!‪ ،‬أم إن اهلل تعالى صرف دواعي العرب عن نقله أيضًا!‪َّ ،‬‬
‫وثم سؤال آخر‪ :‬لماذا نقلت معارضات مسيلمة‪ ،‬وغ يره إذا ك انوا‬ ‫قد صرفوا عن نقل المعارضات؟ َّ‬
‫مصروفين عن ذلك؟‪ ،‬فثبت سقوط هذا القول وبطالنه‪.‬‬

‫‪ /‬والخوف منهم‪:‬‬
‫‪ /‬لغلبة مستجيبيه‪،‬‬
‫ثانيًا‪ -‬شبهة عدم نقل المعارضات‬

‫من الشبه التي تنضوي تحت هذا الجانب أنه من الممكن أن القرآن قد تمت معارض ته غ ير أن‬
‫المعارضة لم تنقل لعلة من العلل‪ ،‬فاألمور الظاهرة قد ال تنقل لسبب‪ ،‬وعلة اق ترنت به ا‪ ،‬فح الت دون‬
‫ظهورها وشيوعها‪ ،‬ولعل أهم هذه العلل ما يتعلق بالقهر‪ ،‬والغلبة‪ ،‬والرهبة‪ ،‬والرغبة‪ ،‬والمنفعة‪ ،‬والمضرة‪،‬‬
‫والجواب على هذه الشبهة من وجوه(‪:)218‬‬
‫‪ -1‬إن الخوف يقتضي ترك اإلظهار ال ترك النقل‪ ،‬وربما دعا المنع إلى اإلكثار من النق ل‪ ،‬وه ذه‬
‫طريقة معروفة فيما يقع المنع فيه من سلطان‪ ،‬وغيره أنه يكون أقرب إلى االنتشار‪.‬‬
‫‪ -2‬هل عدل المشركون عن محاربة النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬له ذه العلّ ة؟‪ ،‬وعن المهاج اة‪،‬‬
‫ونسبته إلى الجنون‪ ،‬والسحر؟!‬
‫‪ -3‬من المعلوم قطعيًا أن كثرة مستجيبيه ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬كانت بعد ادعاء النبوة بزم ان ألنه‬
‫كان في مكة قليل العدد كالمستضعف‪ ،‬حتى خ اف‪ ،‬وه اجر‪ ،‬وطلب النص رة‪ ،‬فكيف يصح ما‬
‫ذكروه! فالخوف إنما حصل بعد الهجرة‪.‬‬
‫‪ -4‬لو جاز التعلق بهذه الطريقة لجاز أن يقال‪ :‬وقد كان في زمانه ‪-‬عليه السالم‪ -‬نبي غيره آخر‪ ،‬له‬
‫معجزات ظاهرة باهرة‪ ،‬لم ينقل خبره خوفًا من مستجيبيه!‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الخاتمـة‬

‫الحمد هلل في البداية والنهاية ‪ ،‬والصالة والسالم على نبيه المبعوث للهداية‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فهذه أهم النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
‫سجل الق رآن الك ريم‬ ‫‪ -1‬إن معارضة القرآن الكريم لم تقع في الماضي‪ ،‬ولن تقع في المستقبل‪ ،‬وقد ّ‬
‫والجن عن اإلتيان بمثل القرآن‪ ،‬قال تعالى‪( :‬فإن لم تفعلوا ولن تفعل وا) [البق رة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫عجز اإلنس‪،‬‬
‫‪.]24‬‬
‫‪ -2‬إن ما ورد من معارضات مزعومة يظهر في أسلوبها السماجة‪ ،‬وابتذال األلفاظ‪ ،‬كما أن عددًا منها‬
‫قد سرقت عباراتها من القرآن الكريم مع تبديل في األلفاظ‪ ،‬وتقديم وتأخير‪.‬‬
‫‪ -3‬نستطيع القول يقينًا‪ :‬إن أحدًا من المعارضين لم ينسب إليه أنه قال‪ :‬قد جئت بكالم أبلغ وأفصح من‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫وإن ما ورد عن النضر بن الحارث‪ ،‬وأمثاله الذين نقل القرآن قولهم‪( :‬لو نش اء لقلنا مثل ه ذا)‬
‫[األنفال‪ ،]31 :‬فإنها مثلية في نظرهم من الجانب القصصي ال الجانب البياني المتصل بنظم القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪ -4‬هناك معارضات ساقها أصحابها مقترنة بفرية النبوة‪ ،‬فوحيهم المزعوم ‪-‬معارضاتهم‪ -‬كان نتاج‬
‫نبوة كاذبة‪ ،‬غ ير أنه لم ينقل عن كل من تنبأ أنه ع ارض‪ ،‬ولم ينقل عن أحد ممن تنبأ أنه قصد‬
‫بقرآنه أن يتفوق على القرآن الكريم من حيث الصنعة البيانية‪.‬‬
‫‪ -5‬المعارضات المزعومة دليل واضح على تهافت القول بالصرفة‪ ،‬فلو كانت الصرفة حقًا لص رف‬
‫كل من حاول المعارضة‪.‬‬
‫‪ -6‬ال نستطيع أن ننسب المعارضة ألحد من الزاعمين بها إال إذا أقمنا الدليل على زعمه به ا‪ ،‬وقوله‬
‫لها‪ ،‬وإن سوء االعتقاد عند عدد من الفصحاء‪ ،‬والبلغاء ال يكفي ألن يكون القرينة الوحي دة على‬
‫اتهامهم ‪ ،‬ولكنه دالة ذات قدر إذا ما احتفت به القرائن‪.‬‬
‫‪ -7‬المعارضون أربعة‪:‬‬
‫أ ‪ .‬فريق ادعى النبوة زورًا‪ ،‬وكذبًا ‪ ،‬فرأى أن الغزل على منوال القرآن من ض رورات النب وة‬
‫المزعومة‪.‬‬
‫وكرس وقته لمحاربة اإلسالم‪ ،‬واالنتقاص من قدر الق رآن‪ ،‬فب ذل‬ ‫َّ‬
‫ب‪ .‬فريق كافر‪ ،‬وظف نفسه‪َّ ،‬‬
‫جهده‪ ،‬وأتى بكالم يس ّوقه على الجهالء‪ ،‬وهؤالء يمثلهم كفار الماضي‪ ،‬ومستشرقو الحاضر أمثال‬
‫شوروش‪.‬‬
‫ج‪ .‬طائفة من األدباء‪ ،‬والشعراء ضعفت صلتهم باهلل‪ ،‬وقوي إعجابهم بأنفس هم‪ ،‬تم يزوا ببالغة‬
‫الكلمة‪ ،‬وحسن العبارة‪ ،‬أعجبتهم بالغة القرآن‪ ،‬تذوقوا نظمه‪ ،‬وعرفوا حالوته‪ ،‬ف أرادوا برياضة‬
‫النفس أن يجاروه ال أن يباروه ‪-‬ف النفس تطمح إلى المع الي‪ -‬فرص فوا كالمهم وفق نظم ه‪،‬‬
‫فخسروا‪ ،‬وخابوا‪.‬‬
‫د‪ .‬فريق أعجبته بالغة القرآن‪ ،‬فأعد العدة للمعارضة‪ ،‬واستجمع طاقاته‪ ،‬فبدا له ضعفه‪ ،‬وخ ارت‬
‫قوته عند المنازلة‪ ،‬فاعترف بالقصور عن مثله‪ ،‬وأعلن النكول عن عزمه‪.‬‬
‫‪ -8‬ليس صحيحًا أن العرب عدلوا عن معارضة القرآن إلى مقاتلة النبي ‪-‬عليه الص الة والس الم‪-‬‬
‫ألنها أسرع في حسم أمره‪ ،‬إذ ال يليق بالعاقل أن ينتقل من األمر السهل إلى األمر الصعب إال إذا‬
‫تعذر عليه األول‪.‬‬
‫‪ -9‬إن جميع الشبهات التي ذكرت في سياق أن معارضات القرآن قد حجب وقوعها أس باب‪ ،‬أو أنها‬
‫وقعت‪ ،‬وحال دون نقلها موانع‪ ،‬وعوائق ال صحة لها البتة‪.‬‬
‫‪ -10‬إن هذه الشبهات التي تثار حول غروب المعارضات‪ ،‬أو موانع نقلها شبهات افتراضية في أغلبها‬
‫ساقها المصنفون لبيان تمام انتفاء المعارضات‪ ،‬ولو كانت حقيقية لوجدنا في سجل التاريخ أسماء‬
‫من يحمل لواءها‪ ،‬وينافح عنها‪.‬‬
‫ً‬
‫وختامًا‪ :‬فإنني أسأل اهلل تعالى أن يجعل جهدي هذا متقبال عنده‪ ،‬وأن ينفعني اهلل به يوم ألقاه‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الهوامش‬

‫الفراهيدي‪ ،‬أبو عبد ال رحمن الخليل بن أحمد (ت‪175 :‬هـ)‪ ،‬كت اب العين‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ :‬مهدي المخزومي‪ ،‬وإبراهيم السامرائي‪ ،‬باب العين والضاد والراء معًا‪.)1/271( ،‬‬
‫ابن دريد‪ ،‬أبوبكر محمد بن الحسن األزدي البصري (ت‪321 :‬هـ)‪ ،‬كتاب جهرة اللغة‪ ،‬مكتبة الثقافة‬ ‫‪)2‬‬
‫الدينية‪-‬مصر‪ ،‬بال طبعة وبال سنة نشر‪ ،‬مادة (رضع)‪.)2/362( ،‬‬
‫الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪.)1/273( ،‬‬ ‫‪)3‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريا (ت‪395 :‬هـ)‪ ،‬معجم مقاييس اللغة بتحقيق وضبط‬ ‫‪)4‬‬
‫عبد السالم هارون‪ ،‬دار الجليل‪ -‬بيروت‪( ،‬ط‪1991 /1‬م)‪،‬مادة عرض (‪.)4/272‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم اإلفريقي (ت‪711:‬هـ)‪ ،‬لس ان الع رب‪ ،‬دار‬ ‫‪)5‬‬
‫صادر‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1/1990‬م)‪ ،‬مادة (عرض)‪.)7/167( ،‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري (ت‪606 :‬هـ)‪ ،‬النهاية في غريب الحديث و‬ ‫‪)6‬‬
‫األثر‪ ،‬المكتبة العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط سنة ‪1979‬م‪ ،‬تحقيق‪:‬طاهر أحمد الزاوي ومحمود الطناحي‪ ،‬م ادة‬
‫(عرض)‪.)3/212( ،‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬مادة (عرض)‪.)4/272( ،‬‬ ‫‪)7‬‬
‫الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪.)1/273( ،‬‬ ‫‪)8‬‬
‫ابن دريد‪ ،‬جمهرة اللغة‪ ،‬مادة (رضع)‪.)2/363( ،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي المقري (ت‪770 :‬هـ)‪ ،‬المصباح المنير‪ ،‬المكتبة العلمية‪ -‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)10‬‬
‫مادة (عرض)‪.)2/404( ،‬‬
‫ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪.)4/269( ،‬‬ ‫‪)11‬‬
‫انظر‪ :‬المناوي‪ ،‬محمد عبد الرؤوف (ت‪ ،)1031 :‬التوقيف على مهم ات التع اريف‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪)12‬‬
‫المعاصر‪ -‬بيروت‪( ،‬ط‪1410 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد رضوان الداية‪ ،‬فصل العين‪( ،‬ص ‪.)664‬‬
‫الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي (ت‪816 :‬هـ)‪ ،‬التعريفات‪ ،‬دار الكتاب العربي‪-‬ب يروت‪( ،‬ط‪/1‬‬ ‫‪)13‬‬
‫‪1405‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬إبراهيم األبياري‪ ،‬باب العين‪( ،‬ص‪ ،)281 :‬واألنصاري‪ ،‬أبو يحيى زكريا بن‬
‫محمد بن زكريا (ت‪926 :‬هـ)‪ ،‬الحدود األنيقة‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1411 /1‬هـ)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬مبارك المبارك‪( ،‬ص‪ .)83 :‬والمناوي‪ :‬التوقيف على مهمات التع اريف‪ ،‬فصل العين‪،‬‬
‫(ص‪.)664 :‬‬
‫التعريفات‪ ،‬باب العين‪( ،‬ص‪.)281 :‬‬ ‫‪)14‬‬
‫سبق بيان هذا في بحث التحدي بالقرآن الكريم المنشور في مجلد خ اص ب المؤتمر العلمي الث الث‬ ‫‪)15‬‬
‫بعنوان‪ :‬اإلعجاز في القرآن الكريم‪ ،‬والمنعقد في جامعة األقصى‪-‬غزة‪ ،‬سنة ‪2000‬م‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن إسماعيل البخاري (ت‪256 :‬هـ)‪ ،‬ص حيح البخ اري ومعه فتح‬ ‫‪)16‬‬
‫الباري‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب‪ :‬عالمات النبوة في اإلس الم‪ ،‬دار الرب ان لل تراث‪ -‬الق اهرة‪( ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1986‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محب الدين الخطيب‪ ،‬ترقيم‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،)6/726( ،‬رقم (‪.)3624‬‬
‫ابن رشيق‪ ،‬أبو علي الحسن القيرواني (ت‪456 :‬هـ)‪ ،‬العمدة في محاسن الشعر وآداب ه‪ ،‬تحقي ق‪:‬‬ ‫‪)17‬‬
‫محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الجليل‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1401 /5‬هـ)‪ ،)1/211( ،‬واأللوسي‪ ،‬أبو‬
‫الفضل محمود (ت‪1270 :‬هـ)‪ ،‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ ،‬دار إحي اء‬
‫التراث العربي‪-‬بيروت‪.)12/63( ،‬‬
‫انظر‪ :‬الذهبي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز (ت‪748 :‬هـ)‪ ،‬سير أعالم النبالء‪،‬‬ ‫‪)18‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪-‬بيروت‪( ،‬ط ‪1413 /9‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ ،‬ومحمد نعيم العرقسوسي‪،‬‬
‫(‪ ،)6/208‬رقم (‪ ،)104‬وابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.)2/155( ،‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬أبو الفرح محمد بن إسحاق (ت‪385 :‬هـ)‪ ،‬الفهرست‪ ،‬دار المعرف ة‪-‬ب يروت‪ ،‬ط س نة‬ ‫‪)19‬‬
‫‪1398‬هـ)‪( ،‬ص‪.)172 :‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)6/208( ،‬‬ ‫‪)20‬‬

‫‪26‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬أبو العباس أحمد بن محمد أبي بكر (ت‪681 :‬هـ)‪ ،‬وفيات األعيان وأنباء أبناء الزم ان‪،‬‬ ‫‪)21‬‬
‫دار الثقافة‪ -‬بيروت‪ (،‬ط سنة ‪ ،)1968‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬إحسان عباس‪.)2/155( ،‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.)2/151( ،‬‬ ‫‪)22‬‬
‫سير أعالم النبالء‪.)6/209( ،‬‬ ‫‪)23‬‬
‫انظر‪ :‬ابن قتيبة‪ ،‬أبو محمد عبد اهلل بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت‪276:‬هـ)‪ ،‬عيون األخبار‪ ،‬شرح‬ ‫‪)24‬‬
‫وضبط‪ :‬د‪ .‬يوسف علي طويل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1418/‬هـ‪1998/‬م)‪.)1/462( ،‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.)2/152( ،‬‬ ‫‪)25‬‬
‫طبعة دار العلم للجميع‪ ،‬بال رقم طبعة وال سنة نشر (ص‪ ،)197 :‬وقد عربه ابن المقفع من الفارسية‪،‬‬ ‫‪)26‬‬
‫انظر‪ :‬ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.)2/151( ،‬‬
‫ابن خليفة‪ ،‬موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم( ت‪668 :‬هـ)‪ ،‬عيون األنباء في طبقات األطباء‪،‬‬ ‫‪)27‬‬
‫دار مكتبة الحياة‪-‬بيروت‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬نزار رضا‪( ،‬ص‪ ،)413 :‬وال يتضح لنا هنا إذا ما كان المؤلف‬
‫يقصد اليتيمة في الرسائل أو الدرة اليتيمة؟!‬
‫ابن القيم‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي (ت‪751 :‬هـ)‪ ،‬الفوائد المشوق إلى علوم‬ ‫‪)28‬‬
‫القرآن وعلم البيان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1408 /2‬هـ)‪( ،‬ص‪.)287 :‬‬
‫األلوسي‪ ،‬روح المعاني‪.)12/63( ،‬‬ ‫‪)29‬‬
‫الباقالني‪ ،‬أبو بكر محمد بن الطيب (ت‪403 :‬هـ)‪ ،‬إعجاز القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد أحمد ص قر‪ ،‬دار‬ ‫‪)30‬‬
‫المعارف‪( ،‬ط‪ ،5/‬ص‪.)32 :‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪ ،)32 :‬وسيتم عرض قول الباقالني خالل الصفحات الالحقة‪.‬‬ ‫‪)31‬‬
‫الرافعي‪ ،‬مصطفى صادق (ت‪1356 :‬هـ)‪ ،‬تاريخ آداب العرب‪ ،‬دار الكتاب العربي‪-‬ب يروت‪( ،‬ط‬ ‫‪)32‬‬
‫‪1974/ 2‬م)‪( ،‬ص‪.)179-178 :‬‬
‫الحمصي‪ ،‬نعيم‪ ،‬فكرة إعجاز القرآن منذ البعثة النبوية حتى عص رنا الحاض ر‪ ،‬مؤسسة الرس الة‪-‬‬ ‫‪)33‬‬
‫بيروت (ط‪1980 /2‬م)‪( ،‬ص‪.)48 :‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)49 :‬‬ ‫‪)34‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬الفهرست‪( ،‬ص‪.)172 :‬‬ ‫‪)35‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)32 :‬‬ ‫‪)36‬‬
‫ابن قتيبة‪ ،‬عيون األخبار‪.)57-1/56( ،‬‬ ‫‪)37‬‬
‫الثعالبي‪ ،‬أبو منصور‪ ،‬عبد الملك بن محمد بن إسماعيل (ت‪429 :‬هـ)‪ ،‬ثمار القلوب في المض اف‬ ‫‪)38‬‬
‫والمنسوب‪ ،‬دار المعارف‪-‬القاهرة‪( ،‬ط‪ ،)1965 /1‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪( ،‬ص‪.)199 :‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬الفهرست‪( ،‬ص‪ ،)172 :‬وأضاف ابن النديم‪ :‬ويعرف هذا الكتاب أيضًا‪ :‬بما قرأ حسيس‪.‬‬ ‫‪)39‬‬
‫عيون األخبار (‪ ،)1/74‬والنص ذاته في األدب الكبير البن المقفع‪ ،‬دارالجليل‪-‬بيروت‪ ،‬بال سنة نشر‬ ‫‪)40‬‬
‫وال رقم طبعة‪( ،‬ص‪.)60 :‬‬
‫عيون األخبار (‪ ،)1/76‬وفي األدب الكبير‪( ،‬ص‪.)47 :‬‬ ‫‪)41‬‬
‫عيون األخبار (‪ ،)1/85‬وفي األدب الكبير‪( ،‬ص‪.)18 :‬‬ ‫‪)42‬‬
‫يالحظ أن ابن الجوزي قال‪ :‬آداب بالجمع دون اإلفراد‪ ،‬وهذا بيان يضاف إلى ما سبق ذكره من تحقيق‬ ‫‪)43‬‬
‫اسم الكتاب‪.‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت‪597 :‬هـ)‪ ،‬المنتظم في ت اريخ المل وك‬ ‫‪)44‬‬
‫واألمم‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪( ،‬ط‪1412 /1‬هـ)‪ ،‬رقم‬
‫(‪ ،)8/52( )759‬وقد اعتمدت هذه الطبعة في الترجمة لمن كان وفاته دون (‪257‬هـ)‪.‬‬
‫انظر كتاب األدب الكبير‪( ،‬ص‪.)15-10 :‬‬ ‫‪)45‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)32 :‬‬ ‫‪)46‬‬
‫األدب الكبير‪( ،‬ص‪.)10 :‬‬ ‫‪)47‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪ ،‬تحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر‪ ،‬دار الفكر‪-‬ب يروت‪( ،‬ط‪1/1986‬م)‪،‬‬ ‫‪)48‬‬
‫(ص‪.)56 :‬‬

‫‪27‬‬
‫الرافعي‪ ،‬تاريخ آداب العرب‪( ،‬ص‪.)179 :‬‬ ‫‪)49‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)6/209( ،‬‬ ‫‪)50‬‬
‫انظر‪ :‬البغدادي‪ ،‬إسماعيل باشا بن محمد الباباني (ت‪1339 :‬هـ)‪ ،‬هدية العارفين أس ماء الم ؤلفين‬ ‫‪)51‬‬
‫وآثار المصنفين‪ ،‬وكالة المعارف الجلية‪-‬إستانبول‪1951( ،‬م)‪ ،)1/438( ،‬والصفدي‪ ،‬صالح الدين‬
‫خليل أيبك (ت‪764 :‬هـ)‪ ،‬الوافي بالوفيات‪ ،‬دار النشر فرانزشتاين شتوتغارت‪( ،‬ط‪1411 /2‬هـ)‪( ،‬‬
‫‪.)17/639‬‬
‫الرافعي‪ ،‬تاريخ آداب العرب‪( ،‬ص‪.)179 :‬‬ ‫‪)52‬‬
‫األدب الصغير‪ ،‬ضمن المجموعة الكاملة البن المقفع‪ ،‬دارا لبيان‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1970 /4‬م)(ص‪.)46:‬‬ ‫‪)53‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)59 :‬‬ ‫‪)54‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)60 :‬‬ ‫‪)55‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)80 :‬‬ ‫‪)56‬‬
‫رسالة الصحابة‪ ،‬ضمن المجموعة الكاملة البن المقفع‪ ،‬دار البيان‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1970 /4‬م)‪( ،‬ص‪:‬‬ ‫‪)57‬‬
‫‪.)201‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)221 :‬‬ ‫‪)58‬‬
‫األدب الكبير‪( ،‬ص‪.)11-10 :‬‬ ‫‪)59‬‬
‫القسطنطيني‪ ،‬مصطفى بن عبد اهلل الرومي (ت‪1067 :‬هـ)‪ ،‬كشف الظن ون عن أس امي الكتب‬ ‫‪)60‬‬
‫والفنون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬ط سنة (‪1413‬هـ)‪.)1/745( ،‬‬
‫المنتظم‪.)8/52( ،‬‬ ‫‪)61‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)6/209( ،‬‬ ‫‪)62‬‬
‫انظر‪ :‬الثعالبي‪ ،‬ثمار القلوب‪( ،‬ص‪.)200 :‬‬ ‫‪)63‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)12/337( ،‬وانظر‪ :‬ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي العسقالني (ت‪852 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)64‬‬
‫لسان الميزان‪ ،‬مؤسسة األعلمي‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1986 /3‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬دائرة المعارف النظامية‪-‬الهند‪( ،‬‬
‫‪.)6/305‬‬
‫ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد الحضرمي (ت‪808 :‬هـ)‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬دار القلم‪-‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)65‬‬
‫(ط‪1984 /5‬م)‪( ،‬ص‪.)338 :‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)338 ،336 ،326 :‬‬ ‫‪)66‬‬
‫ابن النديم‪ ،‬الفهرست‪( ،‬ص‪.)357 :‬‬ ‫‪)67‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)12/337( ،‬‬ ‫‪)68‬‬
‫الثعالبي‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف (ت‪876 :‬هـ)‪ ،‬الجواهر الحسان في تفس ير الق رآن‪،‬‬ ‫‪)69‬‬
‫مؤسسة األعلمي للمطبوعات‪-‬بيروت‪ ،)1/437( ،‬والقرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد األنصاري‬
‫(ت‪671 :‬هـ)‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪-‬بيروت‪ ،‬س نة ‪1985‬م‪،)6/31( ،‬‬
‫وذكرها أبو حيان‪ ،‬محمد بن يوسف األندلسي الغرناطي (ت‪754:‬هـ)‪ ،‬البحر المحيط‪ ،‬دار الفكر‪( ،‬ط‬
‫‪1398 /2‬هـ)‪ ،‬مصورة عن طبعة السلطان عبد الحفيظ سلطان المغرب‪1328( ،‬هـ)‪،)3/411( ،‬‬
‫ني الرواية والدراية من علم‬
‫والشوكاني‪ ،‬محمد بن علي (ت‪1250 :‬هـ)‪ ،‬فتح القدير الج امع بين ف ّ‬
‫التفسير‪ ،‬مطبعة مصطفى البابي الحل بي‪-‬مص ر‪( ،‬ط‪1964 /2‬م)‪ ،.)2/4( ،‬وذكرها ابن حجر‬
‫مختصرة‪ ،‬لسان الميزان‪.)6/305( ،‬‬
‫جمع ِجلد أي أسفار‪.‬‬ ‫‪)70‬‬
‫الجرجاني‪ ،‬عبد القاهر بن عبد الرحمن (ت‪471 :‬هـ)‪ ،‬دالئل اإلعجاز‪ ،‬دار الكتاب العربي‪-‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)71‬‬
‫(ط‪1995 /1‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬محمد التنجي‪( ،‬ص‪ ،)241 :‬وذكره القلقشندي‪ ،‬أحمد بن علي (ت‪:‬‬
‫‪821‬هـ)‪ ،‬صبح األعشى في صناعة اإلنشا‪ ،‬دار الفكر‪-‬دمشق‪( ،‬ط‪1987 /1‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬يوسف‬
‫علي طويل‪.)1/223( ،‬‬
‫قولة (أبو العباس) يدخل اإلشكال ألنه لم يفصح عن اسمه فينصرف إلى المبرد‪ :‬أبو العباس محمد بن‬ ‫‪)72‬‬
‫يزيد (ت‪285 :‬هـ)‪ ،‬وإلى ثعلب‪ :‬أبو العباس أحمد بن يحيى (ت‪291 :‬هـ)‪ ،‬وكالهما كان معاصرًا‬

‫‪28‬‬
‫للكندي‪ ،‬والظاهر أن المراد منهما هو المبرد يشهد لذلك ما قاله السيوطي في المزه ر‪" :‬وحيث أطلق‬
‫المبرد" السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن (ت‪911 :‬هـ)‪ ،‬المزهر‬ ‫البصريون أبا العباس فالمراد به ّ‬
‫في علوم اللغة وأنواعها‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1998 /1‬م)‪ ،‬تحقيق فؤاد علي منصور‪( ،‬‬
‫‪.)2/388‬‬
‫جالل الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن (ت‪739 :‬هـ)‪ ،‬اإليضاح في علوم البالغة‪ ،‬دار إحياء‬ ‫‪)73‬‬
‫العلوم‪ -‬بيروت‪( ،‬ط‪1998 /4‬م)‪( ،‬ص‪.)24 :‬‬
‫ابن عادل أبو حفص عمر بن علي(ت‪ 880:‬هـ) اللباب في علوم الكتاب‪،‬تحقيق عادل عبد الموج ود‬ ‫‪)74‬‬
‫‪،‬وعلي معوض دار الكتب العلمية‪-‬بيروت (ط‪1998/‬م)(‪.)16/184‬‬
‫عند الطبري وابن كثير بن كلدة بن علقمة‪ ،‬وفي أكثر المراجع كما هو مد ّون‪ ،‬انظر‪ :‬الط بري محمد‬ ‫‪)75‬‬
‫بن جرير (ت‪310 :‬هـ)‪ ،‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن‪ ،‬دار الفك ر‪-‬ب يروت‪( ،‬ط‪1405‬هـ‪-‬‬
‫‪1984‬م)‪ ،‬مجلد ‪ ،)8/182( ،10‬قال ابن كثير‪ :‬النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة‪ ،‬ومنهم من‬
‫يقول‪ :‬علقمة بن كلدة‪ ،‬ابن كثير‪ ،‬أبو الفداء‪ ،‬إس ماعيل بن عمر بن كث ير القرشي (ت‪774 :‬هـ)‪،‬‬
‫البداية والنهاية‪ ،‬مكتبة المعارف‪-‬بيروت‪.)3/88( ،‬‬
‫الشيباني‪ ،‬محمد بن محمد بن عبد الواحد (ت‪630 :‬هـ)‪ ،‬الكامل في الت اريخ‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪-‬‬ ‫‪)76‬‬
‫بيروت‪( ،‬ط‪1415 /2‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو الفداء عبد اهلل القاضي (‪.)1/594‬‬
‫انظر‪ :‬الكرماني‪ ،‬محمود بن حمزة بن نصر (ت‪500 :‬هـ)‪ ،‬أس رار التك رار في الق رآن‪ ،‬دار‬ ‫‪)77‬‬
‫االعتصام‪ -‬القاهرة‪( ،‬ط‪1396 /2‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد القادر أحمد عطا‪( ،‬ص‪ ،)169 :‬والثعالبي‪،‬‬
‫الجواهر الحسان في تفسير القرآن‪.)2/94( ،‬‬
‫الشيباني‪ ،‬الكامل (‪ ،)1/594‬والواحدي‪ ،‬أبو الحسن علي بن أحمد (ت‪468 :‬هـ)‪ ،‬الوجيز في تفسير‬ ‫‪)78‬‬
‫الكتاب العزيز‪ ،‬دار القلم‪-‬دمشق‪( ،‬ط‪1415 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬ع دنان داوودي‪ ،)2/847( ،‬وابن‬
‫كثير‪،‬البداية والنهاية (‪.)3/306‬‬
‫النحاس‪ ،‬أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي (ت‪338 :‬هـ)‪ ،‬مع اني الق رآن‪ ،‬جامعة أم‬ ‫‪)79‬‬
‫القرى‪-‬مكة المكرمة‪( ،‬ط‪1409 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد علي الصابوني‪ ،)2/459( ،‬والقرطبي‪،‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن‪.)71/41( ،‬‬
‫الدر المنثور‪ ،‬دار الفكر‪-‬بيروت‪ ،‬ط‪/‬‬
‫السيوطي‪ ،‬جالل الدين عبد الرحمن بن الكمال (ت‪911 :‬هـ)‪ّ ،‬‬ ‫‪)80‬‬
‫‪1993‬م‪ ،)3/318( ،‬وكذلك هي عند الشوكاني‪ ،‬فتح القدير (‪.)2/141‬‬
‫الطبري‪ ،‬أبو جعفر‪ ،‬محمد بن جرير (ت‪310 :‬هـ)‪ ،‬تاريخ الطبري‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪( ،‬ط‬ ‫‪)81‬‬
‫‪1407 /1‬هـ)‪.)2/276( ،‬‬
‫الطبري‪ ،‬جامع البيان‪ ،)18/182( ،‬وانظر‪ :‬ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)3/88( ،‬‬ ‫‪)82‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)5/50( ،‬‬ ‫‪)83‬‬
‫انظر المرجع السابق‪.)5/51( ،‬‬ ‫‪)84‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪.)4/112( ،‬‬ ‫‪)85‬‬
‫ابن ماكوال‪ ،‬علي بن هبة اهلل بن أبي نصر (ت‪475 :‬هـ)‪ ،‬اإلكمال‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪( ،‬ط‬ ‫‪)86‬‬
‫‪1411 /1‬هـ)‪.)1/22( ،‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬رقم (‪.)1/316( ،)62‬‬ ‫‪)87‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم (ت‪711 :‬هـ)‪ ،‬مختصر تاريخ دمش ق‪ ،‬دار الفك ر‪-‬دمش ق‪( ،‬ط‪/1‬‬ ‫‪)88‬‬
‫‪1409‬هـ)‪ ،‬تحقيق روحية النحاس‪ ،‬رقم (‪.)11/214( ،)122‬‬
‫الصرد‪ ،‬بصاد مهملة مضمومة وراء مفتوحة‪ :‬طائر فوق العصفور‪ ،‬نصفه أبيض ونصفه أسود ضخم‬ ‫‪)89‬‬
‫دان‪ ..‬وقيل كانت العرب تشاءم به فنهى عن قتله‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬لسان الع رب‪( ،‬‬ ‫صر ٌ‬
‫المنقار‪ ،‬جمعه ْ‬
‫‪ ،)3/247‬مادة (صرد)‪ ،‬والمناوي‪ :‬عبد الرؤوف‪ ،‬قيض القدير‪ ،‬المكتبة التجارية‪-‬مص ر‪( ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1356‬هـ)‪.)6/337( ،‬‬
‫أخرجه الطبري في تاريخه ‪ ،2/264‬وهو في البداية والنهاية‪.)6/318( ،‬‬ ‫‪)90‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم (‪.)4/24‬‬ ‫‪)91‬‬

‫‪29‬‬
‫ابن عساكر‪ ،‬أبو القاس م‪ ،‬علي بن الحسن بن هبة اهلل (ت‪571 :‬هـ)‪ ،‬ت اريخ دمش ق‪ ،‬دار الفكر‬ ‫‪)92‬‬
‫المعاصر‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1413 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مركز جمعة الماجد‪.)1/408( ،‬‬
‫انظر‪ :‬ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم‪ ،)5/144( ،‬والذهبي‪ ،‬س ير أعالم النبالء‪( ،‬‬ ‫‪)93‬‬
‫‪.)3/33‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم (ت‪256 :‬هـ)‪ ،‬التاريخ الكبير‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬تحقي ق‪ :‬هاشم‬ ‫‪)94‬‬
‫الندوي‪ ،‬بال سنة نشر وال رقم طبعة‪.)5/29( ،‬‬
‫انظر‪ :‬البغوي‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء (ت‪516 :‬هـ)‪ ،‬معالم التنزي ل‪ ،‬دار المعرف ة‪-‬‬ ‫‪)95‬‬
‫بيروت‪( ،‬ط‪1407 /2‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬خالد العك‪-‬مروان سوار‪ ،)2/116( ،‬وابن الجوزي‪ ،‬أبو الفرج‪،‬‬
‫عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت‪597 :‬هـ)‪ ،‬زاد المسير في علم التفس ير‪ ،‬المكتب اإلس المي‪-‬‬
‫بيروت‪( ،‬ط‪1404 /3‬هـ)‪ ،)3/86( ،‬والقرطبي‪ ،‬الجامع ألحكام القرآن (‪ ،)7/40‬و(‪،)12/110‬‬
‫والشوكاني‪ ،‬فتح القدير‪.)2/140( ،‬‬

‫انظر‪ :‬أبو داود ‪ ،‬سليمان بن األشعث السجستاني (ت ‪ 275:‬هـ) ‪ ،‬سنن أبي داود ‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫‪)96‬‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪:‬كتاب الحدود ‪ ،‬باب ‪ :‬الحكم فيمن ارتد ‪ ،‬رقم (‪( )4358‬‬
‫‪ ، )4/128‬والنسائي أحمد بن شعيب (ت‪ 303 :‬هـ) الس نن الك برى ‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫_بيروت(ط‪ 1/1411‬هـ) تحقيق ‪:‬د‪ .‬عبد الغفار البنداري ‪ ،‬وسيد حسن ‪ ،‬رقم (‪)2/303( )3532‬‬
‫‪ ،‬وأخرجه الحاكم ‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد اهلل النيسابوري (ت ‪ 405:‬هـ) المس تدرك على‬
‫الصحيحين ‪ ،‬دار الفكر _ بيروت ( سنة ‪ 1398 :‬هـ) ‪ ،‬كتاب المغازي ‪ ،‬باب ‪:‬اس تجارة عبد اهلل‬
‫بن أبي السرح (‪)2/45‬‬

‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،)4/22( ،‬وابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ .)6/320( ،‬ويقال‪ :‬أم صادر سجاح بنت‬ ‫‪)97‬‬
‫أوس بن أسامة بن العنبر بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم‪ .‬انظر‪ :‬البالذري‪ ،‬أحمد‬
‫بن يحيى بن جابر (ت‪ 279 :‬هـ)‪ ،‬فتوح البلدان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬ب يروت‪ ،‬ط س نة ‪1403‬هـ‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬رضوان محمد رضوان‪( ،‬ص‪.)108 :‬‬
‫انظر‪ :‬المقدسي‪ ،‬مطهر بن طاهر (ت‪507 :‬هـ)‪ ،‬البدو والتاريخ‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ -‬الق اهرة‪( ،‬‬ ‫‪)98‬‬
‫‪ ،)165-5/164‬وابن الجوزي‪ ،‬المنتظم (‪.)4/22‬‬
‫ابن حجر‪ ،‬أحمد بن علي العسقالني (ت‪،)852:‬اإلصابة في تمييز الص حابة ‪،‬دراسة وتحقيق ع ادل‬ ‫‪)99‬‬
‫أحمد‪ ،‬والشيخ علي معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية _بيروت(ط‪2/2002‬م) كتاب النساء رقم (‪()11367‬‬
‫‪)8/198‬‬
‫المقدسي‪ ،‬البدء والتاريخ‪ ،)5/160( ،‬والبالذري‪ ،‬فتوح البلدان‪.)1/180( ،‬‬ ‫‪)100‬‬
‫الطبري‪ ،‬تاريخ الطبري‪ ،)2/269( ،‬وابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪.)4/22( ،‬‬ ‫‪)101‬‬
‫تاريخ الطبري‪ ،)2/270( ،‬والبداية والنهاية‪.)6/320( ،‬‬ ‫‪)102‬‬
‫استعمله هشام بن عبد الملك على العراق سنة ست ومائ ة‪ ،‬وولي قبل ذلك مكة للوليد بن عبد الملك ثم‬ ‫‪)103‬‬
‫لسليمان‪ ،‬وكانت وفاته س نة (‪126‬هـ)‪ ،‬ابن العم اد‪ ،‬عبد الحي بن أحمد العك ري الحنبلي (ت‪:‬‬
‫‪1089‬هـ)‪ ،‬شذرات الذهب في أخبار َمن َذ َهب‪ ،‬دار الكتب العلمي ة‪-‬ب يروت‪،)169 ،1/133( ،‬‬
‫والذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)5/425( ،‬‬
‫ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها النص‪.‬‬ ‫‪)104‬‬
‫في تهذيب الكمال‪ ،‬والمستطرف (وال تطع كل ساحر)‪.‬‬ ‫‪)105‬‬
‫أخرجه الدارمي‪ ،‬عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد (ت‪280 :‬هـ)‪ ،‬ال رد على الجهمي ة‪ ،‬دار ابن‬ ‫‪)106‬‬
‫األثير‪-‬الكويت‪( ،‬ط‪1995 /2‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬بدر بن عبد اهلل البدر‪( ،‬ص‪ ،)209 :‬رقم (‪ ،)389‬وقال‬
‫المحقق‪" :‬إسناده ض عيف"‪ ،‬وأورده الم زي‪ ،‬أبو الحج اج يوسف بن ال زكي عبد ال رحمن (ت‪:‬‬
‫‪742‬هـ)‪ ،‬تهذيب الكمال‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1400 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬بش ار ع واد‬
‫معروف‪ ،)8/113( ،‬واألبشيهي‪ ،‬شهاب الدين محمد بن أحمد (ت‪850:‬هـ)‪ ،‬المستطرف في كل فن‬
‫مستظرف‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1412 /1‬هـ)‪.)2/323( ،‬‬
‫‪30‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬عبد الرحمن بن علي بن محمد الج وزي (ت‪597 :‬هـ)‪ ،‬ص يد الخ اطر‪( ،‬ط‪/2‬‬ ‫‪)107‬‬
‫‪2004‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬سيد زكريا‪ ،‬مكتبة نزار الباز‪-‬السعودية‪( ،‬ص‪.)301 :‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)301 :‬‬ ‫‪)108‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)301 :‬‬ ‫‪)109‬‬
‫الحموي‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬ياقوت بن عبد اهلل (ت‪626 :‬هـ)‪ ،‬معجم البل دان‪ ،‬دار الفك ر‪-‬ب يروت‪( ،‬‬ ‫‪)110‬‬
‫‪.)1/528‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،)1/94( ،‬وقد اعترض على ابن خلكان جماعات كثيرة من العلماء من‬ ‫‪)111‬‬
‫أجل ذكره ترجمة ابن الراوندي في وفياته‪ ،‬انظر‪ :‬ابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.)1/236( ،‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪( ،‬رقم ‪ ،)14/60( ،)31‬وابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)11/112( ،‬‬ ‫‪)112‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪( ،‬رقم ‪ ،)14/60( ،)31‬وابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ .)11/112( ،‬وذكر‬ ‫‪)113‬‬
‫ابن خلكان أن وفاته سنة (‪250‬هـ)‪ ،‬والصواب ما ُذكر‪ ،‬نص عليه ابن الج وزي‪ ،‬وال ذهبي‪ ،‬وابن‬
‫كثير‪ ،‬انظر‪ :‬ابن الجوزي في المنتظم‪ ،‬دار صادر‪ -‬بيروت‪( ،‬ط‪1358 /1‬هـ)‪ ،)6/99( ،‬وقد‬
‫اعتمدت هذه الطبعة لترجمة من كانت وفاته (‪257‬هـ) فما بع د‪ ،‬وال ذهبي‪ ،‬س ير أعالم النبالء‪( ،‬‬
‫‪ ،)14/60‬ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)11/112( ،‬‬
‫أورد هذا الرافعي بصيغة التضعيف‪ ،‬ولم أقف عليه في شيء من المراجع‪ ،‬انظر‪ :‬ال رافعي‪ ،‬ت اريخ‬ ‫‪)114‬‬
‫أداب العرب‪ ،)2/182( ،‬ونقله عن الحمصي‪ ،‬فكرة إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)52 :‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)11/112( ،‬‬ ‫‪)115‬‬
‫العباسي‪ ،‬عبد الرحيم بن أحمد (ت‪ ،)963 :‬معاهد التنصيص على شواهد التلخيص‪ ،‬عالم الكتب‪-‬‬ ‫‪)116‬‬
‫بيروت‪( ،‬ط‪1367 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محي الدين عبد الحميد‪.)1/156( ،‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ )6/99( ،‬وابن كثير‪ ،‬البداية النهاية‪.)11/113( ،‬‬ ‫‪)117‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪.)6/99( ،‬‬ ‫‪)118‬‬
‫أي ملجأ‪.‬‬ ‫‪)119‬‬
‫األف وسخ األذنين‪ ،‬والتف وسخ األنف‪.‬‬ ‫‪)120‬‬
‫ّ‬
‫المعري‪ ،‬رسالة الغفران‪ ،‬المكتبة الثقافية‪-‬بيروت‪ ،‬تحقيق وشرح‪ :‬محمد ع زت نصر اهلل‪ ،‬بال طبعة‬ ‫‪)121‬‬
‫وال سنة نشر‪( ،‬ص‪.)240-239 :‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪.)6/99( ،‬‬ ‫‪)122‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ونقله الذهبي في سير أعالم النبالء‪)14/60( ،‬‬ ‫‪)123‬‬
‫العباسي‪ ،‬معاهد التنصيص‪.)158-1/157( ،‬‬ ‫‪)124‬‬
‫كذا عند ابن خلدون في مقدمته‪( ،‬ص‪ ،)475 :‬والذهبي في سير أعالم النبالء‪ ،)14/331( ،‬وابن‬ ‫‪)125‬‬
‫العماد في شذرات الذهب‪.)1/257( ،‬‬
‫البداية والنهاية‪.)11/133( ،‬‬ ‫‪)126‬‬
‫القشيري‪ ،‬أبو القاسم عبد الكريم‪ ،‬الرسالة القش يرية‪ ،‬تحقي ق‪ :‬د‪ .‬عبد الحليم محم ود ومحم ود بن‬ ‫‪)127‬‬
‫الشريف‪ ،‬دار الكتب الحديثة‪ -‬مصر‪ ،‬بال طبعة وال سنة نشر‪ ،)2/636( ،‬وأورده ابن كثير في البداية‬
‫والنهاية‪.)11/135( ،‬‬
‫المنتظم‪ ،)6/162( ،‬وذكره الذهبي في س ير أعالم النبالء‪ ،)14/330( ،‬وابن كث ير في البداية‬ ‫‪)128‬‬
‫والنهاية‪ ،)11/135( ،‬وهو في شذرات الذهب‪.)1/254( ،‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سر أعالم النبالء‪ ،‬رقم (‪.)16/199( ،)139‬‬ ‫‪)129‬‬
‫البغدادي‪ ،‬أحمد بن علي أبو بكر الخطيب (ت‪ ،)463 :‬تاريخ بغداد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪ ،‬بال‬ ‫‪)130‬‬
‫طبعة وال سنة نشر‪ ،)4/105( ،‬وابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.)2/14( ،‬‬
‫تاريخ بغداد‪.)4/105( ،‬‬ ‫‪)131‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،)7/27( ،‬وابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،)1/123( ،‬وابن العماد‪ ،‬شذرات‬ ‫‪)132‬‬
‫الذهب‪ ،)2/14( ،‬وابن أبي جرادة‪ ،‬كمال الدين عمر بن أحمد (ت‪666 :‬هـ)‪ ،‬بغية الطلب في تاريخ‬
‫حلب‪ ،‬دار الفكر‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1988 /1‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬سهيل زكار‪ )2/681( ،‬وانظر بيت المتنبي‬
‫في ديوانه‪،‬دار صادر _بيروت ‪1958‬م(ص‪، )332:‬وهو فيه ‪:‬والسيف والرمح بدال من ‪ :‬والح رب‬

‫‪31‬‬
‫والضرب ‪،‬والمثبت كما في المنتظم ووفيات األعيان ‪،‬وفي بغية حلب‪:‬والطعن والضرب‪.‬‬
‫البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،)4/104( ،‬وابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬دار صادر‪ ،)7/26( ،‬وابن أبي جرادة‪،‬‬ ‫‪)133‬‬
‫بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،)2/646( ،‬وابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪ ،)11/257( ،‬واألتابكي‪ ،‬جمال‬
‫الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردى (ت‪874 :‬هـ)‪ ،‬النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة‪،‬‬
‫المؤسسة المصرية العامة للتأليف‪-‬مصر‪.)3/340( ،‬‬
‫البداية والنهاية‪.)11/257( ،‬‬ ‫‪)134‬‬
‫البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪.)4/105( ،‬‬ ‫‪)135‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬البداية والنهاية‪.)11/257( ،‬‬ ‫‪)136‬‬
‫البغدادي‪ ،‬تاريخ بغداد‪ ،)4/104( ،‬وابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،)7/26( ،‬وابن أبي جرادة‪ ،‬بغية الطلب‬ ‫‪)137‬‬
‫في تاريخ حلب‪ ،)2/646( ،‬واألتابكي‪ ،‬النجوم الزاهرة‪.)3/340( ،‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪.)4/79( ،‬‬ ‫‪)138‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬المنتظم‪ ،‬رقم (‪ ،)7/265( ،)419‬واألتابكي‪ ،‬النجوم الزاهرة‪.)4/233( ،‬‬ ‫‪)139‬‬
‫القسطنطيني‪ ،‬كشف الظنون‪.)2/1509( ،‬‬ ‫‪)140‬‬
‫الحمصي‪ ،‬فكرة إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)67 :‬‬ ‫‪)141‬‬
‫الرافعي‪ ،‬تاريخ آداب العرب‪.)2/180( ،‬‬ ‫‪)142‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،)116-1/113( ،‬وابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.)283-2/280( ،‬‬ ‫‪)143‬‬
‫ابن العماد‪ ،‬شذرات الذهب‪.)2/282( ،‬‬ ‫‪)144‬‬
‫ومن الذين دافعوا عن المعري وبينوا صحة اعتقاده‪ ،‬وكرم أخالقه‪ ،‬وطيب نفسه‪ ،‬ابن أبي ج رادة في‬ ‫‪)145‬‬
‫كتابه‪ :‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،‬وذلك في ترجمة واسعة ذكرها له امت دت من (‪،)913-2/865‬‬
‫ال سماه‪ :‬دفع الظلم والتجري عن أبي العالء المعري‪ ،‬نص على كتابه هذا في‬ ‫كما أنه أفرد كتابًا مستق ً‬
‫كتابه بغية حلب (‪ )2/865‬و(‪ )2/879‬و( ‪ ،)2/886‬وفي كشف الظن ون‪ ،)1/757( ،‬دفع الظلم‬
‫المعري ألفه أنتصارا له‪ ،‬ولعله ب الزاي تص حيف من‬
‫ّ‬ ‫والتجزي ‪-‬بالزاي المعجمة‪ -‬عن أبي العالء‬
‫الناسخ‪ ،‬فقد نص الزركلي‪ ،‬خير الدين في األعالم‪ ،)5/40( ،‬أنه بالراء غير المعجمة‪ ،‬وأشار إلى أنه‬
‫مطبوع‪ ،‬وذكره في موضع آخر (‪ )1/157‬باسم‪ :‬االنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي‬
‫العالء المعري‪ ،‬وأشار إلى أنه مطبوع‪.‬‬
‫البداية والنهاية‪.)12/74( ،‬‬ ‫‪)146‬‬
‫المنتظم‪.)8/186( ،‬‬ ‫‪)147‬‬
‫وفيات األعيان‪ ،)115-1/114( ،‬والعباسي‪ ،‬معاهد التنصيص‪.)1/145( ،‬‬ ‫‪)148‬‬
‫البداية والنهاية‪.)12/76( ،‬‬ ‫‪)149‬‬
‫المنتظم‪.)8/185( ،‬‬ ‫‪)150‬‬
‫بنت الشاطئ‪ ،‬د‪ .‬عائشة عبد الرحمن‪ ،‬الغفران‪ ،‬دراسة نقدية‪ ،‬دار المعارف‪-‬الق اهرة‪ ،‬لم ت ذكر رقم‬ ‫‪)151‬‬
‫الطبعة وال سنة النشر‪( ،‬ص‪.)39 :‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،)1/116( ،‬وذكر الفيروز أبادي أن وفاته سنة (‪426‬هـ)‪ ،‬والذي ذكرناه‬ ‫‪)152‬‬
‫هو الصحيح‪ ،‬وهو الذي عليه تراجم المع ري‪ ،‬انظ ر‪ :‬الف يروز أب ادي‪ ،‬محمد بن يعق وب (ت‪:‬‬
‫‪817‬هـ)‪ ،‬البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة‪ ،‬جمعية إحياء ال تراث اإلس المي‪-‬الك ويت‪( ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1407‬هـ)‪ ،‬تحقيق محمد المصري‪( ،‬ص‪.)58 :‬‬
‫المنظم‪ ،)186-8/185( ،‬ونقله ابن كثير في البداية والنهاية‪.)12/74( ،‬‬ ‫‪)153‬‬
‫القسطنطيني‪ ،‬كشف الظنون‪.)2/1272( ،‬‬ ‫‪)154‬‬
‫المعري‪ ،‬أبو العالء أحمد بن عبد اهلل‪ ،‬الفصول والغايات في تمجيد اهلل والمواعظ‪ ،‬تحقيق محمود حسن‬ ‫‪)155‬‬
‫زناتي‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪( ،‬ص‪.)11-10 :‬‬
‫خسرو‪ ،‬ناصر‪ ،‬سفرنامة‪ ،‬دار الكتاب ‪ -‬بيروت (ط‪1983 /3‬م) تحقيق‪:‬يحيى الخشاب‪( ،‬ص‪.)46 :‬‬ ‫‪)156‬‬
‫ابن أبي جرادة‪ ، ،‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪ ،)2/879( ،‬والذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)18/31( ،‬‬ ‫‪)157‬‬
‫ابن أبي جرادة‪ ،‬بغية الطلب‪.)2/880( ،‬‬ ‫‪)158‬‬
‫المرجع السابق‪.)2/881( ،‬‬ ‫‪)159‬‬

‫‪32‬‬
‫هذا النص موجود في الفصول والغايات‪ ،‬في فصل غاياته جيم‪( ،‬ص‪ )313 :‬مع بعض االختصارات‬ ‫‪)160‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫ّ‬
‫هذا النص غير موجود في المطبوع من الفصول والغايات‪ ،‬ولعله من غايات الحروف األخرى التي لم‬ ‫‪)161‬‬
‫يضمها الكتاب المطبوع‪ ،‬فكما أشرت إلى نقص في أول المطبوع‪ ،‬فهناك أيضًا نقص في آخره ألنه قد‬
‫جاء في آخر نسخة األصل‪ :‬تم الجزء األول من الفصول والغايات‪( ...‬ص‪ ،)564 :‬مما يشير إلى‬
‫وجود تتمة لهذا الكتاب‪ ،‬وقد أشار محقق الكتاب في مقدمته (ص‪ )9 :‬إلى ض ياع تتمته ق ائ ً‬
‫ال‪" :‬وقد‬
‫ّ‬
‫المظان فلم أجد له من أثر"‪.‬‬ ‫بحثت عن باقي الكتاب في‬
‫ابن أبي جرادة‪ ،‬بغية الطلب في تاريخ حلب‪.)2/881( ،‬‬ ‫‪)162‬‬
‫انظر‪ :‬خسرو‪ ،‬سفرنامة‪( ،‬ص‪.)46 :‬‬ ‫‪)163‬‬
‫المعري‪ ،‬رسالة الغفران‪( ،‬ص‪.)241 :‬‬ ‫‪)164‬‬
‫الفصول والغايات‪( ،‬ص‪.)8 :‬‬ ‫‪)165‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪ ،‬رقم (‪.)21/411( ،)208‬‬ ‫‪)166‬‬
‫ابن خلكان‪ ،‬وفيات األعيان‪ ،‬رقم (‪.)3/339( ،)455‬‬ ‫‪)167‬‬
‫الذهبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪.)21/412( ،‬‬ ‫‪)168‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪)169‬‬
‫ير‪ ،‬بحث على موقع‬ ‫رقون والتنص‬ ‫د‪ ،‬المستش‬ ‫راهيم الحم‬ ‫ة‪ ،‬علي بن إب‬ ‫النمل‬ ‫‪)170‬‬
‫‪( ،alminbar.al-islam.com‬ص‪.)97 :‬‬
‫الغيالني‪ ،‬الحسن‪ ،‬بحث بعنوان‪ :‬المتوسط والحوار الديني‪ ،‬موقع ‪http//es.geocities.com‬‬ ‫‪)171‬‬
‫المرجعين السابقين‬ ‫‪)172‬‬
‫نصر‪ ،‬مشير‪http://www.almotamar.com.ly ،‬‬ ‫‪)173‬‬
‫الماجد‪ ،‬د‪ .‬ناصر بن محمد‪ ،‬ملتقى أهل التفسير ‪http://www.tafsir.org‬‬ ‫‪)174‬‬
‫‪http://www.al-hamasat.com‬‬ ‫‪)175‬‬
‫الماجد‪tafsir.ogr ،‬‬ ‫‪)176‬‬
‫انظر‪ :‬نصر‪ ،‬مشير‪http://www.almotamar.com.ly ،‬‬ ‫‪)177‬‬
‫انظر موقع‪ tafsir.org :‬و‪.almotamar.com‬‬ ‫‪)178‬‬
‫انظر‪.almotamar.com :‬‬ ‫‪)179‬‬
‫مكتب برامج اإلعالم الخارجي بتاريخ ‪.http://usinfo.state.gov/ar/archive ،13/5/2005‬‬ ‫‪)180‬‬
‫الماجد ‪.tafsir.org‬‬ ‫‪)181‬‬
‫بحث محكم ومنشور في مجلة الجامعة اإلسالمية‪-‬غزة ‪ ،‬المجلد الثاني عشرالعدد الثاني ‪.6/2004‬‬ ‫‪)182‬‬
‫ابن حزم‪ ،‬أبو محمد علي األندلسي الظاهري (ت‪456 :‬هـ)‪ ،‬الفصل في الملل واأله واء والنح ل‪،‬‬ ‫‪)183‬‬
‫مكتبة الخانجي‪-‬القاهرة‪ ،‬ال يوجد طبعة وال سنة طبع‪.)1/87( ،‬‬
‫ابن سنان‪ ،‬عبد اهلل بن محمد الخفاجي (ت‪466 :‬هـ)‪ ،‬سر الفصاحة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪-‬القاهرة‪( ،‬ط‪/1‬‬ ‫‪)184‬‬
‫‪1350‬هـ)‪( ،‬ص‪.)92 :‬‬
‫العلوي‪ ،‬يحيى بن حمزة بن علي اليمني (ت‪745 :‬هـ)‪ ،‬الطراز المتضمن ألس رار البالغة وعل وم‬ ‫‪)185‬‬
‫حقائق اإلعجاز‪ ،‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت‪.)3/392( ،‬‬
‫الباقالني‪ ،‬أبو بكر محمد بن الطيب (ت‪403 :‬هـ)‪ ،‬نكت االنتصار لنقل القرآن‪ ،‬دراسة وتحقي ق‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪)186‬‬
‫محمد زغلول سالم‪ ،‬منشأة المعارف‪-‬اإلسكندرية‪ ،‬بال طبعة وال سنة نشر‪( ،‬ص‪.)246-245 :‬‬
‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين (ت‪458 :‬هـ)‪ ،‬االعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على م ذهب الس لف‬ ‫‪)187‬‬
‫وأصحاب الحديث‪ ،‬دار اآلفاق الجديدة‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1401 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عصام الك اتب‪،‬‬
‫(ص‪.)259 :‬‬
‫العلوي‪ ،‬الطراز‪.)3/377( ،‬‬ ‫‪)188‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬أبو الحسن القاضي عبد الجبار‪ ،‬بن أحمد بن عبد الجبار األسد أباذي المعتزلي (ت‪:‬‬ ‫‪)189‬‬
‫‪ 415‬هـ) ‪ ،‬شرح األصول الخمسة‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الكريم عثم ان‪ ،‬مكتبة وهب ة‪-‬مص ر‪( ،‬ط‪/3‬‬
‫‪1996‬م)‪( ،‬ص‪.)590 :‬‬

‫‪33‬‬
‫المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)590,588 :‬‬ ‫‪)190‬‬
‫العلوي‪ ،‬الط راز‪ ،)3/377( ،‬وانظر القاضي عبد الجب ار‪ ،‬األص ول الخمس ة‪( ،‬ص‪،)591 :‬‬ ‫‪)191‬‬
‫والباقالني‪ ،‬نكت األنصار‪( ،‬ص‪.)246 :‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬شرح األصول الخمسة‪( ،‬ص‪.)591-590 :‬‬ ‫‪)192‬‬
‫العلوي‪ ،‬الطراز‪.)3/379( ،‬‬ ‫‪)193‬‬
‫المرجع السابق‪ ،)3/379( ،‬وانظر‪ :‬الباقالني‪ ،‬نكت االنتصار‪( ،‬ص‪.)246 :‬‬ ‫‪)194‬‬
‫انظر‪ :‬الباقالني‪ ،‬نكت االنتصار‪( ،‬ص‪ ،)246 :‬والعلوي‪ ،‬الطراز‪.)3/380( ،‬‬ ‫‪)195‬‬
‫الطراز‪.)3/381( ،‬‬ ‫‪)196‬‬
‫العلوي‪ ،‬والطراز‪.)3/378( ،‬‬ ‫‪)197‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار األسدي أب ادي المع تزلي‬ ‫‪)198‬‬
‫(ت‪415 :‬هـ‪ ،‬المغني في أبواب التوحيد والعدل‪ ،‬وزارة الثقافة واإلرشاد الق ومي‪ -‬مص ر‪( ،‬ط‪/1‬‬
‫‪1960‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أمين الخولي‪.)16/281( ،‬‬
‫انظر‪ :‬العلوي‪ ،‬الطراز‪.)3/380( ،‬‬ ‫‪)199‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬المغني في أبواب التوحيد والعدل‪.)16/281( ،‬‬ ‫‪)200‬‬
‫الهمداني‪ ،‬شرح األصول الخمسة‪( ،‬ص‪.)592 :‬‬ ‫‪)201‬‬
‫انظر‪ :‬المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)593-592 :‬‬ ‫‪)202‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)18 :‬‬ ‫‪)203‬‬
‫انظر‪ :‬المرجع السابق‪( ،‬ص‪.)19 ،18 :‬‬ ‫‪)204‬‬
‫انظر‪ :‬الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪ ،)18 :‬والعلوي‪ ،‬الطراز‪ ،)3/313( ،‬والهمداني‪ ،‬ش رح‬ ‫‪)205‬‬
‫األصول الخمسة‪( ،‬ص‪.)588 :‬‬
‫الهمداني‪ ،‬شرح األصول‪( ،‬ص‪ ،)588 :‬وانظر اآلمدي‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد (ت‪631 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)206‬‬
‫األحكام‪ ،‬دار الكتاب العربي‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1404 /1‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬سيد الجميلي‪.)58-2/57( ،‬‬
‫العلوي‪ ،‬الطراز‪.)3/383( ،‬‬ ‫‪)207‬‬
‫الهمداني‪ ،‬المغني في أبواب التوحيد والعدل‪.)16/252( ،‬‬ ‫‪)208‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬شرح األصول الخمسة‪( ،‬ص‪.)589 :‬‬ ‫‪)209‬‬
‫الماوردي‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي (ت‪ ،)429 :‬أعالم النب ّوة‪ ،‬دار الكت اب‬ ‫‪)210‬‬
‫العربي‪-‬بيروت‪( ،‬ط‪1987 /1‬م)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد المعتصم باهلل البغدادي‪( ،‬ص‪.)119 :‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬المغني في أبواب التوحيد والعدل‪.)16/253( ،‬‬ ‫‪)211‬‬
‫العلوي‪ ،‬الطراز‪ ،)3/383( ،‬وانظر‪ :‬الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)19 :‬‬ ‫‪)212‬‬
‫الباقالني‪ ،‬إعجاز القرآن‪( ،‬ص‪.)19 :‬‬ ‫‪)213‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬شرح األصول الخمسة‪( ،‬ص‪ ،)589 :‬والعلوي‪،‬الطراز (‪.)3/383‬‬ ‫‪)214‬‬
‫انظر‪ :‬الهمداني‪ ،‬المغني في أبواب التوحيد والعدل‪.)16/253( ،‬‬ ‫‪)215‬‬
‫انظر‪ :‬المرجع السابق‪.)16/255( ،‬‬ ‫‪)216‬‬
‫الباقالني‪ ،‬نكت األنصار‪( ،‬ص‪.)246 :‬‬ ‫‪)217‬‬
‫انظر هذه الشبهة والجواب عليها عند الهمداني‪ ،‬المغني(‪.)277 ،16/259‬‬ ‫‪)218‬‬

‫‪Objections to the Holy Quran‬‬


‫‪34‬‬
Allegations and Doubts

Abstract:

The research is about objections to the Holy Quran and what doubts
were raised concerning these objections. What is meant by objection? It
means to come with words or speech comparable to the Holy Quran in
eloquence, Fluency and style in order to grainsay and win over the words
of the Holy Quran. In the past, some people claimed objections to the Holy
Quran and came with loathsome and forbidden words. At present, some
people try to do the same. Others tried to object to the Holy Quran, but
soon they felt ashamed of what they wrote. They felt unable to do so and
they repented and found their way. Since everything said has a share of its
speaker's faith, this research was translated to anyone who tried to or
claimed any objection to the Holy Quran. It also adduced these objections,
analysed, criticized and demonstrated them. The research also deals with
the doubts raised regarding the reason behind the Arabs giving up the
objection and the objection that did not appear or remained unknown. It
concludes with that nobody was able to object to the Holy Quran in the
past, nor can anybody do that in the present time or in the future. This
proves what Allah says (if you do not and you will not……….)[ Surah Al-
Baqara :24].

35

You might also like