Professional Documents
Culture Documents
دور مبادئ الشريعة الإسلامية
دور مبادئ الشريعة الإسلامية
الدراسات العليا.
دور مبادئ الشريعة اإلسالمية في بناء الكيان القانوني للدولة في الدساتير المصرية المتعاقبة.
مقدمة من الباحثة:
2022/1443
تحت إشراف:
1
المقدمة
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على خاتم األنبياء والمرسلين ،المبعوث رحمة
للعالمين ،وإماما للمرسلين ،خير خلق هللا أجمعين ،وعلى آله الطيبين الطاهرين ،وأصحابه
والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ،أما بعد:
ال شك أن الشريعة اإلسالمية دين هللا المختار ،والباقي رغم تعاقب األزمان إلى
ٱختلفََّّٱلذِينََّّ ٱۡل إس َٰلمََّّوماَّ إٱّللَِّ إ ِ
أن يرث هللا األرض ومن عليها قال تعالى ِ إنََّّٱلدِينََّّ ِعندَّ َّ
ٱّللِ َّفإِن َّٱّللَّ َّس ِريعَّ َّم ۢن َّبعإ ِد َّماَّجآءهم َّ إٱل ِع إلمَّ َّب إغ ۢياَّب إينه إم َّومنَّي إكف إر َّ ِبَّ ََّٰاي ِ
ت َّ َّ أوتواْ َّ إٱل ِك َٰتبَّ َّ ِإَّل ِ
إٱل ِحسا َِّ
ب.(1)
(َّ)َّ1سورةَّالَّعمرانَّ،آيةَّ(َّ.)19
(َّ)َّ2سورةَّالَّعمرانَّ،آيةَّ(َّ.)85
(َّ)َّ3سورةَّالَّعمرانَّ،آيةَّ(َّ.)85
2
ولمرونتها كانت الشريعة الوحيدة الصالحة للتطبيق على جميع الحوادث في كل زمان
ومكان فاهلل سبحانه وتعالى هو األعلم بأحوال العباد وما يصلح لهم فاقتضت حكمته
سبحانه أن تكون الشريعة اإلسالمية خاتمة الشرائع والرساالت السماوية حيث تضمنت
القواعد الرئيسية والمبادئ العامة (الثوابت والقطعيات ) والتي تنظم العالقة بين العبد
وربه ،وبين العباد بعضهم البعض ،وهذه األحكام ثابتة قطعية ال تتغير بتغير األحوال
واألزمان ،وهذه الثوابت يندرج تحتها الكثير من الفروع التي تتجدد بتجدد األزمان
لتواكب المستجدات وتستوعب مشكالت كل عصر لتفتح باب االجتهاد في استنباط
األحكام ،حيث قال سبحانه في كتابه عن المعنى السابق :ماَّفر إطناَّ ِفيَّ إٱل ِك َٰت َِّ
بَّ ِمنَّش إي ٖۚءَّ
ثمَّإِل َٰىَّربِ ِه إمَّي إحشرونَّ.(1) ٣٨
لهذا كانت الشريعة اإلسالمية هي األولى بالتطبيق ومبادئها هي األصلح على اإلطالق
.وهذا األمر بات جليا في التطبيقات المعاصرة لمبادئ الشريعة اإلسالمية وتسيد أحكامها.
وقد تضمنت الدساتير المصرية المتعاقبة النص على اعتبار مبادئ الشريعة اإلسالمية
المصدر الرئيسي للتشريع مما يعني ضرورة توافق جميع القوانين مع مبادئ الشريعة
اإلسالمية .
وبالرغم من ذلك فهناك بالفعل قوانين تخالف الشريعة اإلسالمية معمول بها في وقتنا
الحالي مما أثار العديد من اإلشكاليات تتجلى بوضوح في ثنايا البحث كمشكلة التعارض
(َّ)َّ1سورةَّاۡلنعامَّ،جزءَّمنَّآاآليةَّ(َّ.)38
3
بين النصوص الدستورية وفكرة المبادئ فوق الدستورية وغيرها وسنتناولها تفصيال في
الصفحات القادمة.
أهمية الموضوع:
تعاقبت الدساتير المصرية وتواترت نصوصها على أن مصر دولة عربية دينها
اإلسالم ،واعتبرت النصوص الدستورية مبادئ الشريعة اإلسالمية مصدرا رئيسا
للتشريع.
ولما كانت النصوص الدستورية هي القواعد األسمى في البناء القانوني للدولة ورأس
الهرم في تدرج القواعد القانونية ،فإن ذلك يعني ضرورة مراعاة هذه النصوص والقواعد
الدستورية عند إصدارأي قاعدة قانونية أقل منها وقبل العمل بها .وهذا ال يدع مجاال
للشك في أنه ال يجوز صدور قانون بالمخالفة لمبادئ الشريعة اإلسالمية وفقا للنصوص
الدستورية .
ولما كان الموضوع على هذا القدر من األهمية ثار التساؤل حول مراعاة مبادئ
الشريعة اإلسالمية باعتبارها المصدر الرئيسي للتشريع عند إصدار أي قانون ..خاصة
4
وأن هناك بالفعل قوانين سارية ومعمول بها تخالف الشريعة اإلسالمية ..ليثور سؤال
آخر عن مدى دستورية هذه القوانين ؟ ومن الذي له حق الرقابة على الدستورية ؟وماذا
عن األوضاع القانونية التي استقرت وترتبت على العمل بهذه القوانين ؟
منهج البحث:
اعتمدت الباحثة المنهج الموضوعي وذلك باستعراض اآلراء الفقهية والقانونية المتعلقة
بموضوع البحث ومناقشتها وفق قواعد القانون الدستوري.
كما اعتمدت على المنهج التحليلي بتحليل المواقف واآلراء القانونية في ضوء القانون
الدستوري.
أهداف الدراسة:
5
تحاول الباحثة من خالل هذه الدراسة:
الوقوف على أهمية اعتبار الشريعة اإلسالمية مصدرا رئيسا للتشريع وما يترتب •
على ذلك .
تتبع النصوص الدستورية التي نصت على اعتبار الشريعة اإلسالمية مصدرا •
رئيسا للتشريع في نصوص الدساتير المصرية المتعاقبة.
معرفة مدى دستورية القوانين المخالفة ألحكام الشريعةاإلسالمية ..وبيان موقف •
المحكمة الدستورية العليا حيالها.
الوقوف على مصير األوضاع القانونية التي ترتبت على العمل بهذه القوانين.. •
إشكالية البحث:
6
هجرت الدولة في حقبة زمنية ماضية بعضا من مبادئ الشريعة اإلسالمية ،واستقرت
األوضاع القانونية واالجتماعية واالقتصادية بناء على ذلك.
فكيف يمكننا االنتقال الكامل من مرحلة الهجران إلى مرحلة التطبيق الكامل لمبادئ
الشريعة اإلسالمية كي تتمكن السلطة التشريعية من سن القوانين على وفق نهج الشريعة
اإلسالمية ،وقيام المحكمة الدستورية العليا بدورها بالحكم بعدم دستورية القوانين
المخالفة لهذه المبادئ بصرف النظر عن تاريخ صدورها.
تساؤالت الدراسة:
وهل يعني ذلك أن التشريعات الصادرة ينبغي أال تخالف مبادئ الشريعة اإلسالمية ،أم
أنه يجب أن تنبثق هذه التشريعات عن الشريعة اإلسالمية ومبادئها؟
ما مدى دستورية القوانين المعمول بها بالمخالفة لمبادئ الشريعة اإلسالمية؟ •
7
ما هي آلية تفعيل نص المادة الثانية بطريقة تسمح لنا بالحفاظ على األوضاع •
القائمة والمستقرة دون المساس بها ،و تطبيق الشريعة اإلسالمية دستورا للدولة ؟
بحث للدكتور عبدالحميد متولي بعنوان "الشريعة اإلسالمية كمصدر أساسي •
للدستور" تقديم فضيلة اإلمام األكبر الدكتورعبدالحليم محمود شيخ األزهر وقد نشرته
منشأة المعارف باإلسكندرية .وقد تناول فيه اختالف اآلراء حول تطبيق الشريعة
اإلسالمية ثم تطرق لموضوع مرونة مصادر الشريعة اإلسالمية ليصل في النهاية
لنتيجة مفادها أن الشريعة اإلسالمية صالحة ألن تكون مصدرا أساسيا للدستور.
بحث للدكتور محمد محمد عبده إمام بعنوان "نظرات في قضاءالمحكمة •
الدستورية العليا" بشأن تطبيق المادة الثانية من الدستور 1971م والمعدل في 1980م
.وهو بحث منشوربمجلة كلية الشريعة والقانون بطنطا – العدد العشرون الجزء
الثاني .1425 -2005وقد تناول البحث موضوع الرقابة على دستورية القوانين
واللوائح وموقف المحكمة الدستورية العليا من نص المادة الثانية من الدستور.
8
بحث للدكتور أحمد عبدالحسيب السنتريسي بعنوان "اإلشكاليات القانونية للنص
رسالة دكتوراة للدكتور حازم علي ماهر بعنوان " تطبيق الشريعة اإلسالمية •
والنصوص الدستورية" نشرتها دار النهضة العربية عام .1439- 2018وقد تناولت
الرسالة ما قامت به الدول الحديثة من تضمين دساتيرها بعض النصوص التي تتسم
بالغموض مثل "اإلسالم دين الدولة" وأن " الشريعة اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع"
وما ترتب عليها من إثارة الجدل حول معانيها وما ينتج عنها من آثار .وقد قدم المؤلف
قراءة نقدية لجهود السلطات العامة في مصر في التعامل معها.
خطة البحث:
تشتمل هذه الدراسة على مبحث تمهيدي ،وفصلين ،والخاتمة ،ثم المصادر والمراجع
التي استندت إليها هذه الدراسة.
9
يتناول المبحث التمهيدي التعريف بمبادئ الشريعة اإلسالمية ومفهومها ،والتفرقة بين
ما قد يلتبس بمصطلح مبادئ الشريعة اإلسالمية من مفاهيم ومصطلحات أخرى .وهذه
المصطلحات هي مقاصد وأحكام الشريعة اإلسالمية .ثم يتطرق الحديث في النهاية عن
تطبيق مبادئ الشريعة اإلسالمية في المرحلة ما قبل الدستورية.
بينما يتضمن الفصل األول من هذه الدراسة قراءة تاريخية للنص على مبادئ الشريعة
اإلسالمية في الدساتير المصرية الملكية والجمهورية .لتقودنا هذه القراءة التاريخية إلى
الحديث عن القيمة القانونية لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،والتي تناولها البحث بمزيد من
الشرح والتحليل .فتطرقت الدراسة لفكرة المبادئ فوق الدستورية ،ومدى إمكانية وجودها
في البناء القانوني للدولة ،وما إذا كانت تعتبر مبادئ الشريعة اإلسالمية مبادئ فوق
الدستورية ،على الرغم من النص عليها في صلب الدستور .ولما كان األمر هكذا نصل
لنقطة فارقة مفادها هل يمكن التعارض بين مبادئ الشريعة اإلسالمية وغيرها من
النصوص الدستورية؟
أما الفصل الثاني فقد تطرق لموضوع الرقابة على دستورية القوانين المخالفة لمبادئ
الشريعة اإلسالمية .وقد تناول هذا الفصل على عدة أفكار منها :فكرة الدستور محل
الحماية ،وهل هو الدستور الحالي أم الدستور الذي صدر في ظله القانون المخالف؟
10
ثم تناولت الباحثة بالشرح والتحليل والنقد موقف كل من الفقه والقضاء الدستوري ممثال
في المحكمة الدستورية العليا من القوانين المخالفة لمبادئ الشريعة اإلسالمية والرقابة
عليها ،لتتناول أخيرا موقف األزهر الشريف من النصوص الدستورية المتعلقة بمبادئ
الشريعة اإلسالمية.
وأخيرا تأتي خاتمة البحث لتشتمل على النتائج والتوصيات التي انتهت إليها هذه
الدراسة.
نسأل هللا التوفيق والسداد وأن يلهمنا الحق والصواب وأن يجعل هذا العمل خالصا
لوجهه الكريم.
11
المبحث التمهيدي
نظمت الشريعة اإلسالمية حياة المسلمين ردحا طويال من الزمن ،فمنذ نشأة الدولة
اإلسالمية كان دستورها الشريعة اإلسالمية ومبادئها .وظل األمر كذلك حتى ضعف حال
األمة اإلسالمية وتفككت أوصالها ووقعت فريسة لالحتالل ،وكانت أصعب نتائج هذا
االحتالل وأسوئها هو تنحية مبادئ الشريعة اإلسالمية من التطبيق واستبدالها بالقوانين
الوضعية ،حيث كانت هذه التنحية من أسمى أهداف المحتل ،فال شك أن النجاح في تجريد
الشخص من هويته الدينية ،والنجاح في إبعاده عن دينه ،وإشغال عقله بملذات الدنيا ،فهذا
من شأنه أن يجعله في حالة من الضعف والهوان تجعل أمر تفكيك الدول اإلسالمية ،ونهب
خيراتها ،مهمة سهلة على المحتل .ثم حدث أن تعالت بعض األصوات المنادية بالعودة
لتطبيق الشريعة اإلسالمية ومبادئها.
ولم يرد النص على مبادئ الشريعة اإلسالمية كمصدر للتشريع في الدساتير المصرية
إال في دستور 1971م .حيث نص في مادته الثانية على أن " اإلسالم دين الدولة واللغة
العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة اإلسالمية مصدر رئيسي للتشريع" .وقد جاءت
كلمة مصدر رئيسي بدون (ال التعريف) .إلى أن تم تعديل النص باستفتاء تم في
1980/5/22م ليصبح النص " اإلسالم دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ
12
الشريعة اإلسالمية المصدر الرئيسي للتشريع" .وهو نفس النص الوارد في دستوري
2012م ودستور 2014م.
ليثور التساؤل حول ماهية مبادئ الشريعة اإلسالمية وهل يعني النص أن مبادئ الشريعة
اإلسالمية هي المصدر الوحيد للتشريع ،وإلغاء مع عداها ،أم أن هناك مصادر أخرى
يمكن أن يرجع إليها المشرع عند سن القوانين؟ ليثور سؤال آخر حول مدى دقة التعبير
بلفظ مبادئ وما إذا كان يحتاج إلى تفسير ،وهل التعبير بلفظ آخر كمقاصد أو أحكام يمكن
أن يؤدي نفس المعنى؟ ليصل بنا الحديث في النهاية للحديث عن األوضاع في مصر في
المرحلة ما قبل الدستورية وهل كانت الشريعة اإلسالمية ممثلة في مبادئها مصدرا
للتشريع؟ وهذه األفكار سنتناولها في هذا المبحث في ثالثة مطالب على النحو التالي:
المطلب الثالث :تطبيق مبادئ الشريعة اإلسالمية في مصر في المرحلة ما قبل الدستورية.
13
المطلب األول
قبل الحديث عن المقصود بمبادئ الشريعة اإلسالمية ننوه بداية إلى أن هذا المصطلح
-مبادئ – هو في األصل مصطلح قانوني بحت ويقابله من المصطلحات الشرعية مصطلح
( قواعد ).
وبتمعن النظر في مصطلح مبادئ الشريعة اإلسالمة نجد أنه يتكون من ثالث كلمات
( مبادئ ،الشريعة واإلسالمية ) وسنبين معنى كل منها منفصال ثم نتبين مفهوم هذه الكلمات
معا.
مبادئ :جمع مفرده مبدأ ،والمبدأ لغة :مبدأ الشيء :أوله ومادته التي يتكون منها ،أو
يتركب منها .ومبادئ العلم أو الفن أو الخلق أو الدستور أو القانون :قواعده األساسية . .
)(1التي يقوم عليها وال يخرج عنها
وفي االصطالح :المبادئ :جمع مبدأ الشيء ،وهو أوله ومادته التي يتكون منها.
(َّ)َّ1المعجمَّالوسيطَّ،مادةَّبدأَّ،صَّ.42
14
هي ما يتوقف عليها مسائل العلم ،كتحرير المباحث وتقرير المذاهب ،ومنه قول
بعضهم في تعريف أصول الفقه :إنه يراد بها مبادئ الفقه؛ أي األسس التي يقوم
عليها علم الفقه.
هي األمور التي ال تحتاج إلى البرهان ،بخالف المسائل). (1
الشريعة في اللغة :هي من الشرع وهو الطريق .و – ما شرعه هللا تعالى .والشرعة:
الطريق .و – المذهب المستقيم .وفي التنزيل العزيزِ َّ لكل َّجع إلنا ِ
َّمنك إم َّ ِش إرعَّ َّٗةَّ
اجَّٖۚا.(2)
و ِم إنه ٗ
(الشريعة) :ما شرعه هللا لعباده من العقائد واألحكام .وــ الطريقة .وفي التنزيل العزيز
()َّ1دَّ.قطبَّمصطفىَّسانوَّ،معجمَّمصطلحاتَّأصولَّالفقهَّ،دارَّالفكرَّ،دمشقَّ،الطبعةَّاۡلولى1420َّ،هـَّ2000/مَّ،صَّ.382
(َّ)َّ2سورةَّالمائدةَّ،جزءَّمنَّاآلية(ََّّ.)48
(َّ)َّ3سورةَّالجاثيةَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(َّ.)18
()َّ4المعجمَّالوسيطَّ،مادةَّشرعَّ،صَّ.479
15
فإنما يكون ذلك نتيجة التغيير الذي يطرأ على فهم الناس لها ،ومستوى إدراكهم لمقاصدها
).(1
ومراميها وأهدافها .وليس هناك أي تغيير على حقائق تلك األنظمة وجوهرها
أما اإلسالمية فهي نسبة إلى اإلسالم ،واإلسالم واالستسالم لغة :االنقياد .واإلسالم من
الشريعة :إظهار الخضوع وإظهار الشريعة والتزام ما أتى به النبي صلى هللا عليه وسلم،
يقال :فالن مسلم ،وفيه قوالن :أحدهما هو المستسلم ألمر هللا ،والثاني هو المخلص هلل
). ( 2
العبادة
واإلسالم هو :االنقياد هلل بالطاعة ،والخلوص من الشرك .وله خمسة أركان ،وهي شهادة
أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا ،وإقام الصالة ،وصوم رمضان ،وإيتاء الزكاة،
) . (3
وحج البيت لمن استطاع إليه سبيال
وعليه فمبادئ الشريعة اإلسالمية تحتوي على األدلة والقواعد األصولية الكلية قطعية
الثبوت والداللة ،وما علم من الدين بالضرورة ،وهي التي ال تتغير بتغير الزمان
والمكان) (4حيث ال يجوز االجتهاد فيها بما يخالفها أو إيقافها ،ولكن يجوز االجتهاد في
.
)( 5
نطاقها
(َّ)َّ1دَّ.قطبَّمصطفىَّسانوَّ،مرجعَّسابقَّ،صَّ.249
(َّ)َّ2لسانَّالعربََّّلبنَّمنظورَّ،دارَّالمعارفَّ،مادةَّسلم،صََّّ.2080
(َّ)َّ3دَّ.قطبَّمصطفىَّسانوَّ،مرجعَّسابقَّ،صَّ.62
()َّ4فقدَّأنزلتَّالشريعةَّاۡلسالميةَّلإلنسانَّمنَّحيثَّهوَّإنسانََّّ،لَّمنَّحيثَّهوَّمصريَّأوَّفرنسيَّأوَّكذاَّأوَّكذاَّ..وماَّدامتَّقدَّأنزلتَّ
لإلنسانَّمنَّحيثَّهوَّإنسانَّفإنهاََّّلَّتتغيرَّبتغيرَّزمنهَّأوَّمكانهَّأوَّجنسه؛َّۡلنَّاۡلنسانَّهوَّإنسانَّأينماَّكانََّّ..لذاَّفهيَّصالحةَّلهَّفيَّكلَّ
زمانَّومكانَّ.وصالحةَّفيَّمبادئهاَّووسائلهاَّ،وكلَّخروجَّعليهاَّيكونَّانحرافاََّّ.انظرَّفيَّهذاَّالمعنىَّدَّ.عبدالحميدَّمتوليَّ،الشريعةَّ
اۡلسالميةَّكمصدرَّأساسيَّللدستورَّ،منشأةَّالمعارفَّباۡلسكندريةَّ،بدونَّسنةَّنشرَّ،مقدمةَّدَّ.عبالحليمَّمحمودَّ،صَّ.َّ8َّ،7
(َّ)َّ5دَّ.فؤادَّالناديَّ،ودَّ.أحمدَّالسنتريسيَّ،النظمَّالسياسيةَّوالقانونَّالدستوريَّ،بدونَّدارَّنشر‘َّ1440هـَّ2019/مَّ،صَّ.263
16
الفرد والمجتمع على األرض ،ومن ثم يلتزم أولي األمر أي الحكام والسلطات العامة في
الدولة اإلسالمية بإعمالها التزاما كامال). (1
فيجب أن تكون شريعة هللا حاكمة ،وتسود كل األنظمة ،وتصبح إطارا عاما يدور في فلكه
جميع األنظمة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،لتكون شريعة هللا هي العليا .قال تعالى
يزَّح ِكي ٌمَّ . (2) ٤٠وقال جل شأنهِ :إ ِنَّ إٱلح إكمََّّ ِإَّل َِّّللَِّأمرَّ
ٱّللَِّ ِهيَّ إٱلع إلياََّّوَّٱّللََّّع ِز ٌ
وك ِلمةَّ َّ
.ويقول سبحانه )(3
َّل َّ ِإي ٖۚاه ََّٰذ ِلك َّٱلدِينَّ َّ إٱلق ِيمَّ َّو َٰل ِكن َّأ إكثرَّ ٱلن ِ َّ
اس ََّّل َّيعإ لمون َّ٤٠ أَّل َّتعإ بد ٓواْ َّ ِإ ٓ
ٱّللَِّوَّ إٱلي إو َِّمَّ إٱۡل ٓ ِخ َِّٖۚرَّ
لَّإِنَّكنت إمَّت إؤ ِمنونَّبَِّ َّ وتعالى :فإِنَّت َٰنز إعت إمَّفِيَّش إيءَّفردُّوهَّإِلىَّ َّ
ٱّللَِّوَّٱلرسو َِّ
يال َّ .(4) ٥٩وحتى تتحقق الحاكمية لشريعة هللا ،ويسود حكم هللا، َٰذ ِلك َّخ إي ٞر َّوأ إحسَّنَّ َّت إأ ِو ا
يجب التسليم بما تقضي به ،والرضا به ،ورد كل خالف إلى شريعة هللا ،قال جل وعال
ٱّللَِّ َٰذ ِلكمَّٱّللََّّر ِبيَّعل إي ِهَّتوك إلتَّو ِإل إي ِهَّأنِيبَّ . (5)وقال ٱختل إفت إَّمَّفِي ِه ِ
َّمنَّش إيءَّفح إكم ٓهَّۥَّ ِإلىَّ َّٖۚ :وماَّ إ
(َّ)َّ1دَّ.سامي َّجمالَّالدينَّ،الشريعةَّاۡلسالميةَّمصدرَّرسميَّللقانونَّأمَّمصدرَّموضوعيَّللتشريعَّقراءةَّفيَّنصَّالمادةَّالثانيةَّمنَّ
الدستورَّ،بحثَّمنشورَّفيَّمجلةَّالمحكمةَّالدستوريةَّالعلياَّعلىَّالرابطَّالتاليَّالمحكمة الدستورية العليا)(sccourt.gov.eg
َّ.
( َّ)َّسورةَّالتوبةَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(َّ.)40 2
(َّ)َّ3سورةَّيوسفَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(.)40
(َّ)َّ4سورةَّالنساءَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(.)59
(َّ)َّ5سورةَّالشورىَّ،آيةَّ(َّ.)10
(َّ)َّ6سورةَّالمائدةَّاآليتانَّ(ََّّ.)50َّ-49
(َّ)َّ7انظرَّفيَّهذاَّالمعنىَّدَّ.فؤادَّالناديَّ،القانونَّالدستوريَّالمصريَّالنظريةَّالعامةَّللدساتيرَّدراسةَّتحليليةَّلدساتيرَّمصرَّفيَّالعهدينَّ
الملكيَّوالجمهوريَّحتىَّدستورََّّ،2014مطابعَّالدارَّالهندسية1439َّ،هـ2018َّ/مَّ،ص.60َّ-59
17
فإذا ما تبين مخالفة قانون ما لهذه المبادئ ،كان لزاما الرجوع لحكم هللا العالم بما هو خير
لعباده وترك ما سواه .فالكمال ،والثبات ،والصالحية لكل زمان ومكان ،هي سمات لصيقة
بمبادئ الشريعة اإلسالمية؛ فهي نابعة أصال من صاحب الكمال المطلق وهو هللا – سبحانه
وتعالى -؛ لذا فهي بال شك تعبر عن العدل اإللهي المطلق .وذلك على خالف شرائع البشر
التي يطرأ عليها النقص والتغيير والتبديل والتناقض .لذا تحتاج إلى جهات رقابية ،ومحاكم
دستورية؛ لمراقبة كفالة القواعد العليا ،وسير القواعد القانونية وفق التدرج الهرمي
القانوني .ورغم ذلك كله تكون هذه الشرائع الوضعية ناقصة غير صالحة لكل زمان
ومكان ،ويطرأ عليها التناقض ،وتختلف بين دولة وأخرى وشعب و آخر وبين زمن
وآخر ،كما أنها عرضة للتغيير والتبديل.
)( 1
ٱۡل إس َٰلمََّّد ِٗين ٖۚاَّ قال تعالى :إٱلي إومََّّأ إكم إلتَّلك إمَّدِينك إمَّوأ إتم إمتَّعل إيك إمَّنِعإ متِيَّور ِ
ضيتَّلكمَّ إ ِ
.ومن تمام اإلسالم وكماله ،أن جاءت الشريعة اإلسالمية بخطوط عريضة لتنظيم جميع
مناحي الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية ،ودون أي عوائق اجتماعية من جنس
أو دين أو عرق ،هذه الخطوط العريضة هي مبادئ الشريعة اإلسالمية
والتي ال يجوز االجتهاد فيها ،ولم تعرف قوانين البشر ،والشرائع الوضعية هذه المبادئ
إال مؤخرا.ويندرج تحت هذه الخطوط العريضة الكثير والكثير من الجزئيات والتفصيالت
المتروكة لكل عصر بما يتوائم مع متطلباته ،وهذا هو مجال االجتهاد.
وفي هذا المعنى تقول المحكمة الدستورية العليا " :ال يجوز لنص تشريعي أن يناقض
األحكام الشرعية القطعية في ثبوتها وداللتها ،فهذه األحكام وحدها هي التي ال يجوز
االجتهاد فيها ،وهي تمثل من الشريعة اإلسالمية مبادئها الكلية ،وأصولها الثابتة التي ال
(َّ)َّ1سورةَّالمائدةَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(َّ.)3
18
تحتمل تأويال أو تبديال .ومن غير المتصور بالتالي أن يتغير مفهومها تبعا لتغير الزمان
والمكان ،إذ هي عصية على التعديل وال يجوز الخروج عليها .وتقتصر والية المحكمة
الدستورية العليا في شأنها على مراقبة التقيد بها ،وتغليبها على كل قاعدة قانونية
تعارضها ،ذلك أن المادة الثانية من الدستور تقدم على هذه القواعد ،أحكام الشريعة
اإلسالمية في أصولها ومبادئها الكلية ،إذ هي إطارها العام وركائزها الثابتة التي تفرض
متطلباتها دوما بما يحول دون إقرار أية قاعدة قانونية على خالفها ،وإال اعتبر ذلك تشهيا
وإهدارا لما علم من الدين بالضرورة").(1
وبالنظر لقضاء المحكمة الدستورية العليا في تفسيرها لمبادئ الشريعة اإلسالمية ،نجد
أنها قصرت مبادئ الشريعة اإلسالمية على األحكام الشرعية القطعية في ثبوتها وداللتها؛
لكونها عصية على االجتهاد .أما األحكام الظنية غير المقطوع بثبوتها أو بداللتها أو ظنية
الثبوت والداللة معا ،فال تمثل أصوال كلية ،وبالتالي تقع في دائرة االجتهاد فال إلزام بها
ألن طبيعتها هي التطور والتغير بتغير الزمان والمكان!
وفي الحقيقة فإن هذا التفسير لمبادئ الشريعة اإلسالمية يثير العجب ،فقد قصر مبادئ
الشريعة اإلسالمية على النصوص قطعية الثبوت والداللة ،والتي ال تتجاوز بضع آيات
قرآنية وبضعة أحاديث نبوية .ولو أن هذا التفسير تقيد بالضوابط التي تحقق مقاصد
الشريعة – والتي دعا إليها قضاء المحكمة مرارا – واالعتماد في االستنباط على األدلة
الشرعية في مجموعها ،واألخذ بمناهج االستدالل وقواعد االستنباط وضوابطه .لو أنه
فعل ذلك ما انتهى -أبدا – إلى هذه النتيجة التي لم يقل بها أحد.
(َّ)َّ1حكمَّالمحكمةَّالدستوريةَّالعلياَّفيَّالقضيةَّرقمََّّ7لسنةََّّ8قضائيةَّ"َّدستوريةَّ"َّبتاريخََّّ15مايوَّسنةَّ،1993المجموعةَّ،جَّ،5
صََّّ.260أشارَّإليهَّدَّ.أحمدَّالسنتريسيَّفيَّكتابَّاۡلشكالياتَّالقانونيةَّللنصَّعلىَّمبادئَّالشريعةَّاۡلسالميةَّفيَّالدستورَّالمصريَّ،دارَّ
النهضةَّالعربيةَّ،الطبعةَّاۡلولىَّ،2016َّ،هامشَّص.13
19
كما أن هذا التفسير أدى إلى غض الطرف عن كثير من السنة النبوية الواردة في كتب
الصحيحين والمسانيد لمجرد أنها ظنية الثبوت .كما أدى ذلك إلى طرح اإلجماع جانبا
حتى ولو كان قديما منذ زمن الصحابة .ألن اإلجماع اجتهاد ،واالجتهاد جهد عقلي ،وليس
اتباع نتاج عقل أحد من المجتهدين بأولى من اآلخر.
كما قادنا هذا التفسير وترك اجتهادات األولين إلى درجة انتقاء أضعف االجتهادات سندا
والعمل بها ألنها تقوم على نصوص ظنية .فطالما أن الجميع مظنون فال فرق بين الصحيح
والضعيف).(1
ومما يجدر التركيز عليه أن الشريعة اإلسالمية وإن كان من خصائصها المرونة والتطور
ومواكبة تطورات العصور المختلفة ،وأنها فتحت باب االجتهاد العقلي أمام الفقهاء؛
الستنباط الحكم الشرعي إال أنها أحاطت االجتهاد بالعديد من القواعد واألصول التي يلتزم
بها المجتهد ،كما يجب عليه أن يكون نزيها ملتزما بتقوى هللا واإلخالص .فإذا ما عن
للمجتهد حدث ما كان عليه أن يبذل جهده ليصل إلى الحكم الشرعي لهذه الحادثة كما جاء
في عهد النبوة والصحابة -رضوان هللا عليهم – فإذا لم يجد الحكم اجتهد في وضع هذه
الحادثة تحت قاعدة كلية محرمة أو مجيبة أ مبيحة أو غير ذلك ..ولن يقبل اجتهاده هذا
إال بمراعاته ألصول االستنباط من األدلة الشرعية ،واحترامه لقواعد االجتهاد الشرعي
والتزامه بها ،فإذا ما تم ذلك فال مبرر حينئذ لطرح هذه الثروة الفقهية الضخمة من
اجتهادات الفقهاء األولين ،لمجرد أنها اجتهادات عقلية ،وأن االجتهاد ليس حكرا على
(َّ)َّ1انظرَّفيَّهذاَّالمعنىَّدَّ.محمدَّمحمدَّعبدهَّإمامَّ،نظراتَّفيَّقضاءَّالمحكمةَّالدستوريةَّالعلياَّبشأنَّتطبيقَّالمادةَّالثانيةَّمنَّالدستورَّ
1971مَّوالمعدلَّفيَّ1980مَّ،بحثَّمنشورَّفيَّمجلةَّكليةَّالشريعةَّوالقانونَّبطنطاََّّ،العددَّالعشرونَّ،الجزءَّالثاني1425َّ،هـَّ،2005/
صَّ149وماَّبعدها
20
أحد ،وأن اتباع أحد اآلراء ليس بأولى من الرأي اآلخر ما دام أنها في النهاية نتيجة جهد
عقلي بشري).(1
ومبادئ الشريعة اإلسالمية نجد منها في القرآن الكريم ومنها ما هو في السنة النبوية..
فمما ورد في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالىَٰ :يٓأيُّها َّٱلذِينَّ َّءامن ٓواَّْأ ِطيعواَّْٱّللَّ َّوأ ِطيعواَّْ
لَّ ِإنَّكنت إمَّت إؤ ِمنونَّ ٱلرسولََّّوأ ْو ِليَّ إٱۡل إم َِّرَّ ِمنك إَۖمَّفإِنَّت َٰنز إعت إمَّفِيَّش إيءَّفردُّوهَّ ِإلىَّ َّ
ٱّللَِّوَّٱلرسو َِّ
يال َّ .(2)َّ ٥٩وهذه اآلية تضمنت مبدأ طاعة ولي ٱّللِ َّوَّ إٱلي إو َِّم َّ إٱۡل ٓ ِخ َِّٖۚر َّ َٰذ ِلك َّخ إي ٞر َّوأ إحسَّنَّ َّت إأ ِو ا
َِّب َّ
األمر وحاكم الدولة ما دامت تابعة لطاعة هللا ورسوله.
ونَّ.(3) ٩٢ ومنها قوله تعالىِ :إنََّّ َٰه ِذ ِٓهَّۦَّأمتك إمَّأم ٗة ََّٰو ِحد ٗةَّوأن ۠اَّربُّك إمَّفَّ إ
ٱعبد َِّ
َّريحك إَۖمَّوَّٱصإ ِبر ٓوَّٖۚاَّْ ِإنَّ
وقوله جل وعال :وأ ِطيعوَّاَّْٱّللََّّورسولهَّۥَّوَّلَّت َٰنزعواَّْفت إفشلواَّْوت إذهب ِ
يعاَّوَّل َّتفرقو ٖۚاْ َّ.(5) صموَّاْ َّبِح إب ِل َّ َّ
ٱّللِ َّج ِم ٗ ٱلصبِ ِرينَّ َّ .(4) ٤٦وقوله سبحانه :و إ
ٱعت ِ ٱّللَّ َّمع َّ َٰ
(َّ)َّ1لالستزادةَّانظرَّ:دَّ.عبدالحمبدَّمتوليَّ،الشريعةَّاۡلسالميةَّكمصدرَّأساسيَّللدستورَّ،مرجعَّسابقَّ،مقدمةَّدَّ.عبدالحليمَّمحمودَّ،
صَّ8وماَّبعدهاََّّ.ودَّ.محمدَّمحمدَّعبدهَّإمامَّ،نظراتَّفيَّقضاءَّالمحكمةَّالدستوريةَّالعلياَّبشأنَّتطبيقَّنصَّالمادةَّالثانيةَّمنَّالدستورَّ
1971مَّوالمعدلَّفيَّ1980مَّ،مرجعَّسابقَّ،صَّ149وماَّبعدهاَّ.
(َّ)َّ2سورةَّالنساءَّ،آيةَّ(َّ.)59
(َّ)َّ3سورةَّاۡلنبياءَّ،آيةَّ(َّ.)92
(َّ)َّ4سورةَّاۡلنفالَّ،آيةَّ(َّ.)46
(َّ)َّ5سورةَّالَّعمرانَّ،جزءَّمنَّاآليةَّ(َّ.)103
(َّ)َّ6سورةاۡلعرافَّ،آيةَّ(َّ.)199
(َّ)َّ7دَّ.عصامَّأنورَّسليمَّ،هيمنةَّمبادئَّالشريعةَّاإسالميةَّعلىَّالقانونَّالمدنيَّ،منشأةَّالمعارفَّباۡلسكندرية1996َّ،مَّ،صَّ.89
21
الشريعة اإلسالمية على حرية التعاقد هو أال يتضمن العقد تحليال لحرام أو تحريما لحالل.
وهو ما يقابل في القانون المدني وجوب عدم انتهاك العقد لقواعد النظام العام واآلداب).(1
مما تقدم اتضح لنا أن المقصود بمبادئ الشريعة اإلسالمية يتبلور في المبادئ الموحاة
إلى سيد الخلق أجمعين النبي الخاتم محمد -صلوات هللا وسالمه عليه – في القرآن الكريم
وفي األحاديث الثابتة على نحو صحيح وكذلك في المبادئ التي أجمع عليها المجتهدون
في عصر من العصور).(2
(َّ)َّ1دَّ.عصامَّأنورَّسليمَّ،المرجعَّالسابق،صَّ.99
(َّ)َّ2دَّ.عصامَّأنورَّسليمَّ،المرجعَّالسابق،صَّ.89
22