You are on page 1of 96

‫الجمهـورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة أحمد دراية –أدرار‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية االجتماعية والعلوم اإلسالمية‬

‫تخصص ماستر‪ 2‬عمل وتنظيم‬ ‫قسم العلوم االجتماعية‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم االجتماع تخصص عمل وتنظيم‬

‫موسومة بــ‪:‬‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫* واجي أحمد‬
‫الهلي عبد القادر‬ ‫* بابا أحمد عبد الغفار‬

‫السنة اجلامعية ‪2022/2021‬‬


‫لقد تم إنجاز هذه المذكرة بعون هللا تعالى بجامعة أحمد دراية بأدرار كلية العلوم‬
‫االجتماعية واإلسالمية‪ ،‬دفعة ماستر علم االجتماع عمل وتنظيم‪.‬‬
‫فالشكر موصول إلى كل أساتذة الكلية بصفة عامة وإلى أساتذة علم االجتماع بصفة‬
‫خاصة ‪ ،‬وبصفة خاصة الذين أشرفوا على تأطيرنا طيلة سنوات الدراسة بالتخصص‬
‫تنظيم والعمل‪.‬‬
‫كما نتوجه بالشكر الجزيل إلى الطاقم اإلداري المتألق الذي لطالما وفق مساعدا وموجها‬
‫طيلة سنوات الدراسة‪،‬‬
‫دون أن ننسى كل طاقم عمال المكتبة ما قدموه لنا من تسهيالت طيلة عملية التحضير‪.‬‬
‫وفي األخير بقي لنا أن نتوجه بالتشكر الكبير إلى من وقف معنا خطوة بخطوة ولحظة‬
‫لحظة حتى تمام انجاز هذا العمل أال وهو الدكتور الهلي عبد القادر بارك هللا في جهوده‬
‫ونسأل هللا له‬
‫السداد في عمله‪.‬‬

‫بابا أحمد عبد الغفار‬ ‫أحمد واجي‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم والصالة والسالم على سيدنا رسول هللا‪.‬‬
‫‪ -‬بعد جهد جهيد وكد وطول انتظار ها نحن نتوج أخيرا برسم خارطة الطريق لنيل شهادة‬
‫الماستر ‪.‬‬
‫‪ -‬الفضل أوال إلى والدي العزيزين والى زوجتي الكريمة‪.‬‬
‫‪ -‬إلى كل اإلخوة واألخوات واألصدقاء الفضالء‪.‬‬
‫‪ -‬إلى سندي في هذا البحث المتواضع األستاذ المتميز األخ واجي احمد الذي أكرمني بنبل‬
‫أخالقه‪.‬‬
‫‪ -‬كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى األستاذ المشرف الدكتور الهلي عبد القادر على توجيهاته‬
‫النيرة وحرصه على تقديم عمل متميز منذ البداية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل األساتذة الذين واكبوا وساهموا في تأطيرنا طيلة سنتي‬
‫التمدرس‪.‬‬
‫‪ -‬إلى كل هؤالء أهدي ثمرة هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫الطالب‪ :‬بابا احمد عبد الغفار‪.‬‬


‫ملخص البحث‪:‬‬

‫يتمثل موضوع هذا البحث في محاولة لتحديد العمل النقابي في الجزائر بين المشروعية‬
‫والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪ ،‬دراسة على ضوء قانون رقم ‪06-22‬‬
‫مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ ، 2022‬تنبثق أهمية هذا الموضوع من‬
‫األهمية التي تتميز بها هذه الفئة من المجتمع أال وهي العمال ودورها ووظيفتها وموقعها ‪ ،‬حيث‬
‫تتميز بمؤهالت تقنية‪ ،‬وقدرتهم على أداء مهام حساسة في مؤسسات الدولة ‪ ،‬ونظرا للتطور‬
‫الخدمات وتطور احتياجات المجتمع وكذا النمو الديموغرافي الهائل التي تتميز به الدولة الجزائرية‬
‫وزيادة الصرامة في التعامل مع ممتلكات الدولة ولكون هذه الفئة جزء ال يستهان به من اجل أداء‬
‫جيد في ظروف حسنة كان لزاما عليهم التكتل واالستناد على تنظيمات تسهر على تحقيق متطلباتهم‬
‫وحقوقهم المشروعة وفقا لما يقتضيه القانون‪.‬‬

‫فكانت النقابة العمالية احد هذه التنظيمات التي تهدف إلى تحسين ظروف العمل والدفاع عن‬
‫الحقوق المشروعة للعمال بالقطاع وصيانة العامل من األخطار داخل محيط العمل وخارجه فهي‬
‫تتولى رعاية المصالح والدفاع عن شروط عملهم بل وتسعى إلى تحسين أحوال معيشتهم ‪ ،‬فهذه‬
‫التنظيمات لها ثقلها االجتماعي وكذا لها شرعيتها القانونية إذ تعد مصدر قوة للعمال في اإلطار الذي‬
‫يجمعهم ويبرز حجمهم الطبيعي خاصة في هذه المرحلة التي تتميز بظروف اجتماعية واقتصادية‬
‫وسياسية حساسة جدا ‪ ،‬وبصدور القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق‬
‫‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪1410‬‬
‫الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي ‪ ،‬فكان التساؤل الرئيسي لنا هو‪:‬‬

‫إلى أي مدى سيضمن هذا القانون الجديد للنقابة العمالية تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال؟‬

‫وقد انبثق عن هذا السؤال الرئيسي ثالثة أسئلة فرعية‪ ،‬عبر كل واحد منها عن فرضية من فرضيات‬
‫البحث‪ ،‬أما اعتمادنا على منهج الدراسة فقد اخترنا منهج المقارنة‪ ،‬لمعرفة ما الجديد الذي لم يحققه‬
‫القانون القديم وجاء بد القانون الجديد‪.‬‬

‫أ‬
‫قسمنا بحثنا هذا إلى أربعة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تطرقنا فيه الجانب النظري والمفاهيمي للدراسة " حددنا من خالله بناء إشكالية‬
‫الموضوع وركزنا فيها على مراحل التطور التاريخي للنقابة سواء على الصعيد العالمي او الصعيد‬
‫المحلي مع اإلشارة غلى مراحل تطورها في بعض الدول العربية ثم في الجزائر وصوال إلى مرحلة‬
‫التعددية النقابية ‪ ،‬ثم توضيح أسباب اختيارنا لهذا الموضوع باإلضافة إلى أهداف وأهمية الدراسة ثم‬
‫أتبعنا ذلك بتحديد مجموعة من المفاهيم أو المصطلحات ذات الصلة بالموضوع الذي نحن بصدد‬
‫دراسته‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ " :‬السوسيولوجية النقابية" تناولنا فيه مرحلة منع ظهور النقابات ثم أسباب ظهورها‬
‫وراحل تطورها وتطرقنا إل ى أبرز النظريات المفسرة للحركة النقابية وركزنا على آراء بعض‬
‫المفكرين مثل "كارل ماركس‪ ،‬آالن توران‪ ،‬مشلز وميشال كروزيه‪ ،...‬ورؤيتهم إلى النقابة سواء‬
‫من الناحية االقتصادية‪ ،‬السياسية أو االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ " :‬تصنيف النقابات العمالية" وبينا فيه أن العمل النقابي هو ممارسة يومية مستمرة‬
‫تحصل في إطار التنظيم وفق برامج محددة سلفا لحل المشاكل وتلبية الطالب المختلفة ‪ ،‬فهو إما‬
‫نضال سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي‪ ،‬ومن هنا برز اختالف الوظائف النقابية بين‬
‫النقابات نفسها‪ ،‬كذلك يقابل هذه الوظائف ثالث أشكال من النقابات‪ :‬حرفية‪ ،‬صناعية وعامة وتصنف‬
‫على حسب السياسة النقابية‪ :‬إصالحية‪ ،‬ثورية والنقابة المشاركة في السلطة‪ ،‬ثم انتقلنا إلى المهام‬
‫النقابية حيث تفرعت عنها عدة وظائف‪ :‬اقتصادية‪ ،‬نفسية‪ ،‬ثقافية ثم الوظيفة االجتماعية‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫حددنا بعض أهداف النقابات بحسب النظام السياسي السائد من رأسمالي إلى اشتراكي وبعدها تطرقنا‬
‫إلى أهداف بعض النقابات في الجزائر‪.‬‬

‫وفي األخير ذكرنا أساليب النضال التي تعتمدها النقابة لتحقيق مطالبها من مفاوضات جماعية أو‬
‫إضراب‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪" :‬مجاالت البحث واإلجراءات المنهجية" بعد معالجة موضوع العمل النقابي في‬
‫الجزائر بين المشروعية والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪.‬‬

‫ب‬
‫ومن خالل دراسة المقارنة على ضوء قانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪1443‬‬
‫الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬الجديد وما يميزه على القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬القديم المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬

‫ومن خالل تحليل النتائج ومقارنتها توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫القانون الجديد منح امتيازات كبيرة من شأنها أن تضبط العمل النقابي في الجزائر وتنزع‬
‫اللبس عن كثير من األعمال النقابية عير الواضحة‪.‬‬
‫وان القانون الجديد بتعديالته أكثر توضيح من سابقه‬
‫القانون الجديد لم يأتي للدفاع عن الطبقة العمالية بل ليضبط العمل النقابي في الجزائر‪.‬‬
‫يشتمل القانون الجديد للممارسة النقابية على جميع قضايا التي كانت تسبب مشاكل للنقابة‬
‫تعمل النقابة العمالية على تحسين الحلة االجتماعية للعمال‪.‬‬
‫توجد وسائل ناجحة وفرها القانون الجديد للنقابة لتحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‬

‫ج‬
‫فهرس المحتويات‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العناوين‬


‫شكر وعرفان‬
‫اإلهداء‬
‫أ‬ ‫ملخص البحث‬
‫د‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫ي‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري والمفاهيمي للدراسة‪.‬‬
‫‪1‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪2‬‬ ‫اإلشكالية‬
‫‪6‬‬ ‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪6‬‬ ‫أهمية الدراسة‬
‫‪7‬‬ ‫أهداف الدراسة‬
‫‪8‬‬ ‫تحديد المفاهيم‬
‫‪16‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬السوسيولوجية النقابية في الجزائر‬
‫‪19‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪20‬‬ ‫مرحلة منع إنشاء النقابات‬
‫‪21‬‬ ‫لمحة عن تطور الحركة النقابية في بعض دول العالم‬
‫‪27‬‬ ‫النقابة العمالية من خالل السياسة االقتصادية في الجزائر‬
‫‪31‬‬ ‫نظريات النقابة العمالية‬
‫‪40‬‬ ‫النظريات المفسرة لنشأة الحركة النقابية‬
‫‪44‬‬ ‫ملخص الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تصنيف النقابات العمالية‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪49‬‬ ‫تصنيف النقابات العمالية‬
‫‪51‬‬ ‫وظائف النقابات العمالية‬
‫‪55‬‬ ‫أهداف النقابة‬

‫د‬
‫‪58‬‬ ‫دور النقابة‬
‫‪59‬‬ ‫الدور االجتماعي للنقابة‬
‫‪59‬‬ ‫أساليب عمل النقابات العمالية‬
‫‪61‬‬ ‫ملخص الفصل‬
‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة في القانون رقم ‪ 06-22‬المؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق لـ ‪25‬‬
‫أبريل ‪ 2022‬الجديد المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪67‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الهدف واألحكام العامة‬
‫‪68‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬تأسيس التنظيمات النقابية وتنظيمها وتسييرها‬
‫‪71‬‬ ‫الباب الثالث‪ :‬أحكام خاصة بالتنظيمات النقابية للعمال األجراء‬
‫‪72‬‬ ‫الباب الخامس‪ :‬األحكام الجزائية‬
‫‪74‬‬ ‫ملخص الفصل‬
‫الفصل الخامس‪:‬خالصة الدراسة‬
‫‪77‬‬ ‫االستنتاج العام‬
‫‪78‬‬ ‫خاتمة البحث‬
‫‪82‬‬ ‫المراجع والمالحق‬

‫ه‬
‫المقدمة‬

‫ط‬
‫المقدمة‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫لقد استطاعت الحركات النقابية العمالية في الكثير من بلدان العالم أن تنظم صفوف العمال وان‬
‫تقود نضالها وتجعل من شروط العمل أكثر إنسانية‪ ،‬حيث وضعت حدا لكل أشكال االستغالل ورفع‬
‫الظلم وما زالت إلى حد أالن تقوم بوظيفتها كون المجتمع في ديناميكية متواصلة‪ ،‬ففي وسط المدن‬
‫الصناعية التي أنشئت‪ ،‬كانت هناك طبقة كبيرة من العمال تعمل في هذه المشاريع وتعتمد في‬
‫معيشتها على األجور التي تتقاضاها لقاء عملها‪ ،‬هذه األجور التي لم تكن كافية لسد رمق حياة‬
‫المنتسبين لها خصوصا وان مشكلة البطالة والفقر كانت متفشية بينهم‪ ،‬مما أحدث فجوة كبيرة بين‬
‫الطبقة العاملة والطبقة الرأسمالية‪ ،‬وأمام تدهور ظروف العمل وعدم توفر أبسط الشروط الصحية‬
‫التي كان يعيشها العامل‪ ،‬كحرمانهم من اكتساب الثقافة والتربية والرعاية الصحية واالجتماعية مع‬
‫تجريدهم من الحقوق السياسية والقانونية‪ ،‬التي كان يتمتع بها البورجوازيون والرأسماليون‪.‬‬

‫لهذه الظروف السيئة كان البد للعمال من تكوين منظمات مهنية تدافع عن حقوقهم وتزيل المظالم‬
‫الطبقية والمادية واالجتماعية والنفسية التي كانوا يعانون منها‪ ،‬وخالل فترة الال استقرار التي مرت‬
‫بها تلك المرحلة حيث تعرض العمال إلى صدامات مع أرباب العمل‪ ،‬ومع تناقض إيديولوجيات‬
‫العمال مع ايديولوجية أرباب العمل التي كانت غالبا ما تنتهي بمتابعات قضائية أو الطرد من‬
‫العمل‪.‬‬

‫لكن هذه الظروف لم تدم طويال حتى شاعت معالم التحضر في أغلب الدول والمجتمعات‬
‫وازدادت أهمية الطبقة العاملة في أداء أمام اإلنتاج‪ ،‬وتعاظم دورها التنظيمي الذي تؤديه و تنامت‬
‫فاعليتها على األصعدة القومية والدولية مما شجع العمال على تأسيس نقابتهم في كل مكان لتكون‬
‫المعبر الحقيقي عن طموحاتهم وآمالهم وهي األداة الموضوعية التي من خاللها يستطيعون بلوغ‬
‫أهدافهم وتحقيق مطالبهم المهنية واالجتماعية‪.‬‬

‫ومن هنا جاءت دراستنا لموضوع العمل النقابي في الجزائر بين المشروعية والنزاهة وأثره‬
‫في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪ ،‬ودراسة على ضوء قانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪24‬‬
‫رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ ، 2022‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ‬

‫ي‬
‫المقدمة‬

‫في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬القديم المتعلق بكيفيات ممارسة الحق‬
‫النقابي‪.‬‬

‫قمنا بتقسيم العمل إلى أربعة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول المعنون ب‪ :‬الجانب النظري و المفاهيمي للدراسة حددنا فيه اإلشكالية‬
‫وأسباب اختيار الموضوع مع تحديد أهمية وأهداف الدراسة وأخيرا حددنا بعض المفاهيم المتعلقة‬
‫بالموضوع‪.‬‬
‫الفصل الثاني المعنون بـ‪ :‬السوسيولوجية النقابية يتضمن تطور الحركة النقابية في العالم‬
‫مع ابراز النظريات المفسرة لنشأة النقابة‪.‬‬
‫الفصل الثالث المعنون بـ‪ :‬تصنيف النقابات العمالية‪ ،‬ويتضمن تصنيف النقابات العمالية‬
‫ودورها ووظائفها وأهدافها وأخيرا أساليب عملها‪.‬‬
‫الفصل الرابع المعنون بـ‪ :‬دراسة في القانون رقم ‪ 06-22‬المؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام‬
‫‪ 1443‬الموافق لـ ‪ 25‬أبريل ‪ 2022‬الجديد المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪ .‬ناقشنا فيه‬
‫مختلف التتمات والتعديالت التي طرأت على مختلف مواد القانون ‪ 14-90‬والتي أصدرت‬
‫بالمرسوم الجديد في القانون رقم ‪ 06-22‬المؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق لـ ‪ 25‬أبريل‬
‫‪ 2022‬الجديد المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‬

‫ك‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪0‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫اإلنسان بطبعه يواجه ال يستطيع مواجهة مشاكل ومتطلبات الحياة الصعبة التي تحيط به لوحده‪،‬‬
‫حيث أن مولد كل منا بشير إلى بداية انضمامه لسلسلة من التنظيمات اإلرادية والالإرادية في‬
‫جماعات إنسانية مختلفة حيث تتطلب كل جماعة من هذه الجماعات شكال ونمطا معينا من التوافق‬
‫والتالؤم مع الجماعة لضمان الحد األدنى من التفاعل مع ظروفها وأحداثها المختلفة والمشاركة في‬
‫أنشطتها وتبني اتجاهاتها األساسية‪.‬‬

‫ومن هنا ظهرت النقابة كتنظيم رسمي يتكون من مجموعة من األفراد يتشكلون ضمن جماعة‬
‫معينة بصورة تمتاز بالتناسق والوعي في سبيل تحقيق هدف جماعي مشترك‪.‬‬

‫من هنا كانت انطالقة بحثنا حول الموضوع " العمل النقابي في الجزائر بين المشروعية‬
‫والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال "‪.‬‬

‫وسنتعرض من خالل هذا الفصل بإذن هللا إلى‪:‬‬

‫إشكالية طرحنا فيها تساؤال رئيسيا أتبعناه بمجموعة من التساؤالت الفرعية ووضعنا لها‬
‫مجموعة من الفرضيات‪.‬‬

‫بعدها تطرقنا إلى أسباب اختيارنا للموضوع وكذا مدى أهميته كموضوع للدراسة باإلضافة إلى‬
‫تحديد بعض المفاهيم المفتاحية التي سوف نتعرض لها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬اإلشكالية‪:‬‬
‫ظهرت جليا مالمح جديدة للمجتمع األوروبي عقب الثورة الصناعية‪ ،‬وخاصة المجتمع‬
‫البريطاني‪ ،‬فاحتل الذين يملكون المصانع والبنوك الصدارة وأصبحوا يشكلون أرسطوقراطية جديدة‬
‫تدعى بالبورجوا زية‪ ،‬في حين احتل العمال اليدويين وأصحاب الحرف مرتبة أدنى في السلم‬
‫االجتماعي وشكلوا ما يعرف بالطبقة الشغيلة أو " البروليتاريا"‪ ،‬فيخضع الجهد الذي يقدمه العامل‬
‫لقانون العرض والطلب لكل سلعة تقدم في السوق‪ ،‬وبما أن هدف البورجوازية هو تحقيق الربح فقد‬
‫استغلت العما ل استغالال جعلتهم يعملون ويعيشون في ظروف قاسية تفتقد إلى أدنى ظروف النظافة‬
‫والوقاية والتأمين على الحوادث والمرض وكذا حق االقتراع حيث كان ممنوعا‪ ،‬إلى جانب تشغيل‬
‫النساء واألطفال واالنخفاض في نسبة األجور حيث لم تكن هناك سياسة واضحة لألجور‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك فق د شهدت أوروبا في القرن التاسع عشر نموا ديموغرافيا صحبته هجرة للسكان من‬
‫األرياف إلى المدن مما زاد في تفاقم البطالة‪.‬‬

‫وبحسب ما تنبأ به "كارل ماركس" فإن هذه الطبقة العمالية لن تدوم طويال على هذا الحال‪،‬‬
‫فسرعان ما تشكل وعي نضالي‪ ،‬وتفطن العمال للظروف القاسية التي يعيشونها‪ ،‬والتي ال تزيدهم‬
‫إال فقرا‪ ،‬بالمقابل زيادة البورجوازية عنى‪ ،‬فقامت حركات عمالية في مختلف أنحاء العالم‬
‫خصوصا في البلدان الصناعية والتي اختلفت في أسباب قيامها لكن يبقى الهدف واحد وهو رفع‬
‫الظلم على هذه الطبقة والمطالبة بظروف عمل أحسن‪.‬‬

‫ضمن هذه األوضاع تشكلت النقابات العمالية أي ببلورة فكرة تقسيم عناصر اإلنتاج بين رأسمال‬
‫وقوة عمل‪ ،‬وشعارها األساسي في البداية كان الدفاع عن مصالح العمال وضمان حقوقهم وشيئا‬
‫فشيئا امتلكت النقابة الصبغة الشرعية وأصبحت حقا من حقوق العمال‪.‬‬

‫استمرت هذه المرحلة المبكرة في تطور العمال وطبقتهم في أوروبا والواليات المتحدة األمريكية‬
‫عندما كان العمال رجاال ونساء وأطفاال يعملون لمدة تقارب ثمانية عشر ساعة في اليوم وستة أيام‬
‫في األسبوع‪ ،‬إذ تميزت هذه الفترة باالستغالل الفاحش لهم من طرف أرباب العمل‪ ،‬فكانوا يعملون‬
‫بأقصى جهد لهم مقابل أجر زهيد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومع انتشار الصناعات وبلوغ الثورة الصناعية أوجها ظهرت بوادر تشكل النقابات في بريطانيا‬
‫سنة ‪ 1720‬عند عمال الخياطة وقد استغرقت عملية استقرار وشيوع قانونية التنظيم حوالي مائة‬
‫عام‪ ،‬بداية من تشكل جمعيات تنادي بزيادة األجور وتخفيض ساعات العمل‪ ،‬وبعدها انتشار‬
‫ا إلضرابات بين عمال النسيج وقد استمر هذا الوضع حتى سنة ‪ ،1826‬لتصبح التكتالت فيما بعد‬
‫مرخصة وتمارس حق التفاوض الجماعي‪ ،‬أما في فرنسا فقد ظهر العمل النقابي على شكل‬
‫تعاونيات منذ عام ‪ 1791‬وهدفها محاولة إنشاء صناديق للمعاشات والتعويضات‪.‬‬

‫أما ظهور النقابات في دول العالم الثالث فقد ولد من رحم النضال الوطني ضد االستعمار‬
‫وبالتالي فقد اتخذ النضال العمالي وجهان لنفس العملة ‪ ،‬سياسي ونقابي معا‪ ،‬حيث كان أول‬
‫اعتراف قانوني بحق التنظيم النقابي في العراق – حسب ما ورد في قانون العمال‪ -‬لكنه لم يجد‬
‫تأييدا مما أدى إلى انكماش وانحالل الكثير من النقابات ولكن تبلورها وازدياد نشاطها لم يكن إال‬
‫بعد الثورة‪.‬‬

‫أما في مصر فقد ظهرت الصناعة فيها منذ عهد محمد علي باشا‪ ،‬حيث ظهرت صناعات‬
‫كالغزل والنسيج ومصانع السكر‪ ، ...،‬وبدأ ظهور النشاط النقابي بها في ظل االحتالل اإلنجليزي‬
‫وتأسيس أول نقابة في عام ‪ ، 1899‬ولم تعترف تشريعات العمل رسميا بنقابات العمال حتى سنة‬
‫‪.1942‬‬

‫أما في تونس فارتبط نشوء الحركة النقابية بتطور الرأسمالية فيها‪ ،‬من خالل فترة االستعمار‬
‫وكان أول تأسيس للنقابة عام ‪ ،1919‬حيث ظهر أول تنظيم نقابي عمالي مستقل للعمال التونسيون‪،‬‬
‫ويشي تاريخ الحركة ا لنقابية في تونس بأن الحركة الشيوعية هي الحركة السياسية الوحيدة التي‬
‫عملت على تطوير الحركة النقابية وساندتها وقدمت لها كل الدعم‪.‬‬

‫وارتبط ظهور الحركة النقابية في المغرب األقصى باإلضرابات أي محاولة صناعة هوية نقابية‬
‫مغربية وبالتالي تحول الكفاح النقابي إلى نضال سياسي تنعدم فيه الممارسة الديمقراطية مما أدى‬
‫إلى غيابها وتشتتها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫بينما ارتبط ظهور النقابات في الجزائر بظاهرة التصنيع في حين يرى البعض اآلخر أنه كان‬
‫سنة ‪ ، 1878‬حيث شهد تجمع نقابي لعمال المعادن والطباعة الحجرية‪ ،‬وتوالت بعدها تأسيس‬
‫تنظيمات نقابية مست العديد من الصناعات والمهن في نفس الوقت الذي تم فيه تأسيس منظمة‬
‫العمل الدولية سنة ‪ ، 1919‬والتي جاءت لتكريس مجموعة من المبادئ واألسس التي تحكم عمال‬
‫النقابة‪ ،‬بعدها ظهر نضوج العمل النقابي الجزائري الذي تزامن مع تاريخ تأسيس اإلتحاد العام‬
‫للعمال الجزائريين في ‪ ، 1956/02/14‬وهي االنطالقة الحقيقية للحركة النقابية والتي كان لها دور‬
‫فعال حيث كان هذا التنظيم هو الحركة العمالية الوحيدة في الجزائر ‪ ،‬واعتبرت من بين التنظيمات‬
‫الجماهيرية التي تسعى إلى تجنيد اليد العاملة في سبيل العملية التنموية‪.‬‬

‫واستمر الحال على ما هو عليه إلى غاية ‪ 1989‬حين فتحت الجزائر أبوابها للتعددية السياسية‬
‫وحرية التعبير‪ ،‬فحدث انفجار بظهر تنظيمات عمالية عديدة كانت أبرزها نقابات التربية والتعليم‬
‫والنقابة المستقلة والنقابة المستقلة للوظيف العمومي ( ‪ )SNAPAP‬ولعل ما يميز هذه النقابات هو‬
‫ابتعادها على النشاط السياسي وتركيزها على المطالب المهنية‪.‬‬

‫إن العمل النقابي يستند إلى مبدأ هام وهو االنتقال من الجهد الفردي إلى الجهد الجماعي‪ ،‬لضمان‬
‫الحفاظ على الحقوق في مواجهة طرف آخر بتمتع بالقوة والقدرة على التحكم في شروط العمل‬
‫المختلفة بما فيها األجر إذ ال يملك العمال سوى قوة عملهم وجهدهم اليدوي والعقلي‪.‬‬

‫وبعد تحرر النشاط لنقابي من األحادية إلى التعددية تماشيا نحو االنتقال إلى اقتصاد السوق‪،‬‬
‫أفصحت اإلحصائيات إلى وجود أكثر من ستين (‪ )60‬منظمة نقابية على مستوى مختلف‬
‫القطاعات‪ ،‬ففي الوظيف العمومي ظهرت فيه العديد من النقابات نذكر منها على سبيل المثال‪:‬‬

‫✓ االتحاد العام للعمال الجزائريين ‪. UGTA‬‬


‫✓ النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي اإلدارة العمومية ‪.SNAPAP‬‬
‫وكلها جاءت لتمثيل أفضل للعمال عن طريق التعرف على ظروفهم بصفة عامة‪ ،‬وتحقيق مطالبهم‬
‫المهنية واالجتماعية والمتمثلة خصوصا في‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫▪ حماية الحقوق المشرو عة ألعضائها والدفاع عن مصالحهم وتحسين ظروف وشروط‬


‫العمل‪.‬‬
‫▪ نشر الوعي النقابي بما يكفل تدعيم التنظيم وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫▪ رفع المستوى الثقافي للعمال‪.‬‬
‫▪ رفع الكفاءة المهنية للعمال عن طريق التكوين وتشجيع المنافسة‪.‬‬
‫▪ رفع المستوى الصحي واالجتماعي‪.‬‬
‫▪ رفع قيمة العامل في المجتمع وتحسين أوضاعه االجتماعية‪.‬‬
‫إن موضوع الدراسة الذي نود القيام به يتعلق العمل النقابي في الجزائر بين المشروعية‬
‫والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪ ،‬من خالل هذا الموضوع سوف نقوم‬
‫بدراسة مقارنة على ضوء قانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪25‬‬
‫أبريل سنة ‪ 2022‬الجديد وما يميزه على القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام‬
‫‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬القديم المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬

‫ونهدف كذلك من خالل هذا البحث الكتشاف العالقة الموجودة بن الحركة النقابية العمالية‬
‫ودورها في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس يتمحور التساؤل الرئيسي لبحثنا حول‪:‬‬

‫• ما االمتيازات التي منحها القانون الجديد من أجل ضبط العمل النقابي وما الفرق بينه‬
‫وبين القانون القديم؟‪.‬‬
‫• إلى أي مدى غطى القانون القديم جميع قضايا العمال‬
‫• هل تعمل النقابة على تحسين ظروف العمل الحالة االجتماعية للعمال ؟‬
‫• هل هناك وسائل ناجحة وقرها القانون تعتمدها النقابة لتحقيق المكاسب االجتماعية‬
‫للعمال؟‬
‫ووضعنا لهذا التساؤل مجموعة من الفرضيات الفرعية‪:‬‬

‫✓ أعطى القانون الجديد نفسا جديدا وصالحيات جديدة تنعش الممارسة النقابية‬
‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫✓ يشتمل القانون الجديد للممارسة النقابية على جميع قضايا التي كانت تسبب مشاكل للنقابة‬
‫✓ تعمل النقابة العمالية على تحسين الحلة االجتماعية للعمال‪.‬‬
‫✓ توجد وسائل ناجحة وفرها القانون الجديد للنقابة لتحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫سبب اختيارنا لهذا الموضوع يتمثل في اعتبارات عديدة ذاتية ترتبط باختصاص الباحثين‬
‫واعتبارات موضوعية لها عالقة بأهمية الموضوع في حد ذاته‪.‬‬

‫ولذلك فاختيار لهذا الموضوع العمل النقابي بين المشروعية والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب‬
‫االجتماعية للعمال يرجع الى جملة من األسباب نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬الحتكاكنا الكبير من ممثلي النقابة وكوننا من عمال اإلدارة ونطمح الى تحسين الظروف‬
‫العمالية كسائر العمال‪.‬‬
‫أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬أهمية الموضوع في علم االجتماع‪.‬‬


‫‪ -‬كون هذا الموضوع يتصدر األحداث الوطنية ككثرة االحتجاجات واإلضرابات العمالية‪،‬‬
‫وكذلك كثرة المطالب العمالية‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء مجال البحث وتقديم دراسة ميدانية تبني المعارف وتضاف للدراسات في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫يعتبر موضوع النقابة من المواضيع المثيرة لالهتمام لما له من أهمية كبرى حيث أن تناول هذا‬
‫الموضوع لم يكن من االكتشافات الجديدة وإنما يدخل ضمن التأكيد على دور النقابة كنشاط مهم‬
‫باإلضافة إلى ما لها من دور اجتماعي‪ ،‬حيث أنها تعد ركيزة البناء االجتماعي فهي الطبقة القائدة‬
‫للتحول االجتماعي برمته‪ ،‬حيث تنعقد لها المؤتمرات والملتقيات الدولية والوطنية وتسن لها‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫القوانين وال تشريعات‪ ،‬فهي اليوم تقود المجتمعات إلى التغيير والتحول إلى األفضل وتحافظ على‬
‫بقاء القوانين الخاصة بالعمل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أن تحقيق أهداف ومطالب العمال وتطوير ظروف عملهم يعتمد بشكل رئيسي‬
‫على القيادات التي تعمل على تحقيقها وتملك القدرة على تفعيلها‪.‬‬

‫زيادة على الت حوالت الكبرى في المجال االقتصادي والسياسي الذي صاحبه تحوال مماثال له في‬
‫المجال االجتماعي انعكس عنه زيادة في االحتجاجات واإلضرابات والمطالب المادية والمهنية‬
‫للعمال مما أدى إلى عدم االستقرار في المؤسسات اإلدارية بصفة خاصة‪.‬‬

‫من هنا صار من الضروري دراسة موضوع النقابة مع إبراز دورها في تحقيق المطالب‬
‫الشرعية للعمال فهي تعتبر المحامي أو المدافع عن مصالحهم وذلك بتغليب مصلحة الطرف‬
‫الضعيف أال وهي الطبقة العمالية‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫هناك أهداف علمية نسعى لتحقيقها من خالل الكشف عن حقائق ترتبط بانشغاالت المجتمع‬
‫وكذلك أهداف عملية تساهم في وضع تصور حول واقع الظاهرة المدروسة‪.‬‬

‫وتتمثل هذه األهداف في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن موضوع الدراسة يدمج بين مجالين هما‪ :‬العمل النقابي في الجزائر بين المشروعية‬
‫والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال معرفة رأي العمال في دور النقابة‬
‫التي ينتمون إليها‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز دور النشاط النقابي في الجزائر من خالل دراسة أهم مراحله‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مدى مساهمة القنونين‪ :‬القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪1443‬‬
‫الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -5‬تحديد المفاهيم‪:‬‬
‫إن المفاهيم أكثر ما تكون تجريدية نظرا لكونها وحدات أساسية لتكوين النظريات‪ ،‬وحتى يكون‬
‫للمفهوم داللة ومعنى البد من تو ضيح العالقة بين المفهوم وبين السياق الواقعي الذي أيم عليه في‬
‫موضوع الدراسة أو البحث‪.‬‬

‫أ‪ .‬مفهوم النقابة‪:‬‬


‫النقابة لغة‪ :‬تعني الرئاسة وهي على وزنها (اي بكسر األول ال بفتحه) ويقال لكبير القوم نقيبا‬
‫أو رئيسا أو عقيدا‪ ،‬ومن هنا جاءت نقيب األطباء او نقيب المهندسين او نقيب المعلمين ‪ ...‬وعلى‬
‫ذلك تأسست ( رابطة‪ ،‬جمعية أو اتحاد) لدوي المهن والحرف تسمى (نقابات)‪ ،‬ولها أنظمة داخلية‬
‫وهي بمثابة دساتير يتم إتباعها‪.‬‬

‫أما فيما يخص النقابة العمالية فقد حدد لها عدت تعاريف‪:‬‬

‫سيدني وينز‪ ":‬النقابة منظمة دائمة من العمال األجراء تهدف إلى تحسين ظروف العمل وحماية‬
‫العمال من األخطار التي تداهمهم خارج العمل وداخله"‪.1‬‬

‫كما عرفها عبد الحميد رشوان‪ " :‬بأن النقابة تختلف عن بيئتها وطبيعتها ووظيفتها حسب النظام‬
‫االجتماعي والسياسي واالقتصادي للمجتمع ‪ ...‬فهي هيئة أو جماعة أو منظمة دائمة من العمال‪".‬‬

‫إن النقابة العمالية تتكون بطريقة حرة ومستقلة عن إرادة النقابات األخرى ودون تدخل من‬
‫جانب الدولة وقد جاء في تعريفها كذلك أنها " جماعة ذات تنظيم مستمر تتألف من عدد معين من‬
‫العمال تجمعهم وحدة مهنية أو ارتباط المهن وتقوم لغرض غير الحصول على ربح مادي‪ ،‬وتنشأ‬
‫بإيداع وثائق تأسيسها لدى مكتب العمل"‪.2‬‬

‫‪ - 1‬إحسان محمد حسن‪ :‬علم االجتماع الصناعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ - 2‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ :‬عالقات العمل الجماعية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪ ،2005 ،‬ص ‪.45‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يعرفها الكيالني عبد الوهاب أنها عبارة عن " جمعيات تتشكل إلغراض المساومة الجماعية‬
‫بشأن شروط االستخدام وتنمية مصالح أعضائها االقتصادية واالجتماعية عن طريق الضغط على‬
‫الحكومات والهيئات التشريعية واالتجاه إلى العمل السياسي في بعض األحيان "‪.1‬‬

‫وعرفت أيضا على أنها‪ " :‬تجمع لمجموعة من الناس من أجل لحماية وتحقيق هدف مشترك‬
‫خصيصا في ميدان محدد " ‪.2‬‬

‫كما عرفت أيضا‪:‬‬

‫"أنها تنظيم جماعي دائم للعمال وهي تختلف عن التكتل فهي تنظيم اختياري يتكون من أفراد‬
‫يتخذون صفة الدوام وتهدف إلى رعاية مصالحهم والعمل على رفع مستواهم المادي والفكري‬
‫والمهني‪ ،‬كما أنها تعمل على تحسين ظروف وشروط أعمالهم‪.3‬‬

‫والنقابة باختصار هي مجموعة عناصر تمثل فئة رمزية من المجتمع ( موظفين‪ ،‬معلمين‪،‬‬
‫محامين‪ )..،‬تلتقي لتحقيق أهداف ومصالح مشتركة تخدم هذه الفئة‪ ،‬ولكل نقابة نظام داخلي يحكمها‬
‫ويحدد أهدافها وحقوق وواجبات أعضائها‪.‬‬

‫ومن تم تعتبر النقابات تنظيمات لها ثقلها االجتماعي‪ ،‬وشرعيتها القانونية‪ ،‬وهي مصدر قوة‬
‫العمال واإلطار الذي يجمعهم ويبرز حجمهم الطبيعي ودورهم الطالئعي في حركة صنع التاريخ‬
‫ودفع التقدم‪ ،‬وهي األداة الفعالة التي من خاللها استند إليها العمال في حماية حقوقهم والحفاظ على‬
‫مصالحهم وتجديد شروط العمل وتحسينها وتطوير عالقات العمل‪ ،‬بما يحقق العدالة االجتماعية ‪.4‬‬

‫نستخلص من هذه التعريفات أن‪:‬‬

‫‪ o‬النقابة العمالية تنظيم‪ ،‬أي لها بناء هيكلي ووظائف تقوم بها‪ ،‬باإلضافة إلى تمتعها‬
‫بمصادر مالية لمواصلة نشاطها ووسائل عمل كباقي المنشآت في المجتمع‪.‬‬
‫‪ o‬أنها اختيارية بمعنى االنضمام إليها ليس إلزامي وأنها وفق مبدأ الحرية الفردية‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الوهاب الكيالني‪ :‬الموسوعة السياسية‪ ،‬المؤسسة العربية للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1996 ،1‬ص ‪.544‬‬
‫‪. Fridrich ebert,Manuel de formation,alger,2006,p 09 - 2‬‬
‫‪ - 3‬محمد خالد‪ :‬الحركة النقابية بين الماضي والحاضر ‪ ،1975‬ص ‪.80‬‬
‫‪ - 4‬محمد خالد‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪120‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ o‬تسعى لتحقيق أهداف محققة‪ ،‬أساسها الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال‪.‬‬
‫‪ o‬لها سياسة نقابية خاصة تعتمدها في تحقيق مطالبها‪.‬‬
‫‪ o‬هي مجموعة من األنشطة المنظمة التي يقوم بها العمال لتحسين أوضاعهم االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬وحماية مصالحهم المادية والمعنوية‪.‬‬
‫ب‪ .‬عالقات العمل‪:‬‬
‫تعددت زوايا الطرح والتفسير حول مفهوم عالقات العمل كما تباينت وجهات النظر حول مدلول‬
‫المصطلح‪ ،‬فراح البعض يطلق مصطلح عالقات العمل واهتم آخرون بمفهوم العالقات الصناعية‬
‫واتجه فريق آخر من الباحثين في مجال علم االجتماع التنظيم والعمل على وجه التحديد على‬
‫استخدام مصطلح العالقات اإلنسانية فضال عن وجود ما عبر عنها بعالقات اإلنتاج‪.‬‬

‫غير أنه ورغم اختالف هذه التسميات فإنها تحاول جميعا تفسير عالقة ما ترتبط بطبيعة نشاط‬
‫يمارس‬

‫إال أنها تشترك في كونها تعبر عن ارتباط طرفين أساسيين في عالقة ثنائية يمثل أصحاب العمل‬
‫طرفها األول ويمثل المأجورين طرفها الثاني‪ ،‬سواء كان قطاعا خاصا أو عاما وفي هذا الشأن فإن‬
‫عالقة العمل كغيرها من العالقات األخرى تنشأ بناء على عالقات إنسانية اجتماعية‪.‬‬

‫ومن خالل هذا يتحدد أن عالقات العمل مصدرها الرئيسي هو وجود العالقات اإلنسانية ويتم‬
‫إبرازها بين طر فين‪ ،‬غير أن صاحب العمل له سلطة يفرضها التدخل في ترتيب أساسيات البنود‬
‫التي تدخل حيز التنفيذ في إطار عالقة العمل الموقعة‪.‬‬

‫هذا ما ذهب غليه "ميشال كروزيه" بالتفصيل حين يؤكد أن‪ " :‬السلطة تتضمن دائما إمكانية‬
‫بعض األفراد أو المجموعات التحكم في أفراد ومجموعات أخرى"‪.1‬‬

‫كذلك يطلق هذا المصطلح على العالقة التي تربط العامل الفرد بالمنشاة‪ ،‬كما تطلق أيضا على‬
‫العالقة التي تربط مجموعة العمال بالمنشآت التي يعملون بها سواء كان يضمهم تنظيم نقابي أو ال‬
‫يوجد لهم تنظيم‪ ،‬كما يطلق هذا الوصف أيضا على العالقة التي تربط العمل وأصحاب األعمال أو‬
‫‪Jean Rivero, jane savatier, droit de travail, presse unversitaire de France, callection thenis, 1993, P 193. - 1‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تنظيماتهم بأجهزة الدولة التي تتعامل معهم وكذلك العالقة التي تربط هذه المنظمات بعضها‬
‫البعض‪ ،‬ويمنكن حصرها في ثالثة أطراف وهم‪ :‬العمل ومنظماتهم النقابية‪ ،‬أصحاب األعمال‬
‫وتنظيماتهم‪ ،‬الحكومة وأجهزتها‪.1‬‬

‫وعليه فإن عالقات العمل تنشأ وتنمو بسبب االستخدام وهي تشمل بذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬عالقات العمل بين العمال بعضهم البعض وبينهم وبين رؤسائهم ومشرفيهم‪.‬‬
‫‪ -‬تشمل العالقات بين اإلدارة والمؤسسة وبين نقابة العمال وبين أصحاب العمل والهيئات‬
‫الحكومية‪.2‬‬

‫ج‪ .‬تعريف المجتمع‪:‬‬


‫يعرف المجتمع بأنه مجموعة من العالقات االجتماعية التي تقع كلها أو معظمها في إطار محدود‬
‫المساحة من األرض‪ ، 3‬فهو بذلك يمثل اتساق في الحياة االجتماعية أين ينظم أفراد المجتمع‬
‫أنشطتهم وفق قواعد مضبوطة‪ ،‬كما يعرفه "بارسونز" بأنه‪ " :‬تجمع الفاعلين في منطقة محددة‬
‫بصورة تتيح ظهور األنشطة اليومية المشتركة‪ ،4‬ويقول آخرون أن المجتمع عبارة عن مجموعة‬
‫من الناس يقيمون في منطقة جغرافية محددة‪ ،‬ويشتركون معا في األنشطة السياسية واالقتصادية‬
‫ويكونون فيما بينهم وحدة اجتماعية ذات حكم ذاتي تسودها قيم عامة ويشعرون باالنتماء نحوها‪.5‬‬

‫فالمجتمع الجزائري هو نسق اجتماعي متكامل نشط متفاعل تحكمه مجموعة من القوانين ويتأثر‬
‫بما تخلفه الظروف الداخلية والخارجية من تهديدات اقتصادية واجتماعية تمس حياة األفراد سواء‬
‫العاملين أو العاطلين عن العمل أو الذين أنهو مشوار حياتهم المهني‪ ،‬وتؤثر على تحقيق المكاسب‬
‫التنموية للطبقات العمالية وغير العمالية على حد سواء‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد خالد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬


‫‪ - 2‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،1982 ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ - 3‬ميشال مان‪ ،‬موسوعة العلوم االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬مصر‪ ، 199 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ - 4‬ميشال مان‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪- 5‬محمد عاطف‪ :‬قاموس‪ ،‬قاموس العلوم االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر ‪ ،2006 ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫د‪ .‬المطالب المهنية‪:‬‬


‫تمثل المطالب المهنية العالقة التي يعلن من أجلها اإلضراب وبالتالي فإن من المفيد أن نحدد‬
‫ماهية هذه المطالب وطبيعتها وقد انقسم الفقه في هذا الصدد إلى اتجاهين احدهما يأخذ بمفهوم‬
‫موسع للمطالب المهنية واآلخر يأخذ بمفهوم ضيق لها‪.‬‬

‫االتجاه الضيق‪ :‬يرمي إلى ضرورة تحديد المطالب المهنية التي يرمي اإلضراب إلى تحقيقها‬
‫كزيادة األجور وتحسين ظروف العمل‪.‬‬

‫االتجاه الموسع‪ :‬يحظى هذا االتجاه بكل ما يتعلق بمصالح العمل أيا كانت طبيعة هذا المصالح (‬
‫قانونية‪ ،‬مهنية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪.)...‬‬

‫ويذهب أنصار هذا الرأي على أن االعتراف الدستوري بحق اإلضراب جاء عاما‪.1‬‬

‫المضمون المطلبي قد يكون ماديا مثل طلب رفع األجور‪ ،‬منح التقاعد‪ ،‬تحسين ظروف وقت‬
‫العمل‪ ،‬التأمين االجتماعي أو السياس ي كسحب قانون أو نقد سياسة اجتماعية معادية للعمال أو‬
‫الظفر بحقوق نقابية جديدة أو تشكيل سلطة عمالية مضادة داخل المؤسسة‪.2‬‬

‫ه‪ .‬المفاوضات الجماعية‪:‬‬


‫إن التفاوض الجماعي هو البحث عن اتفاق يتم التوصل إليه من خالل التزام متبادل بين رب‬
‫العمل والنقابة‪ ،3‬فالمفاوضة الجماعية هي عبارة عن عقد اجتماع بين ممثلي العمال واإلدارة في‬
‫محاولة للتوصل غلى اتفاق والذي يتحدد وتبنى عليه العالقات بين النقابة ور بالعمل‪.‬‬

‫وهي المساومة بين صاحب العمل أو من يمثله بين العمال أو من يمثلهم بقصد الوصول إلى حل‬
‫نزاع قائم بينهما يتعلق بشروط العمل‪ ،...‬وهو كذلك وسيلة ودية ومباشرة لتنظيم شروط العمل‬
‫وظروفه وعالقاته بقصد التوصل إلى اتفاقية عمل جماعية أو تعديلها أو االنضمام إليها‪ ،‬تمارس‬

‫‪ - 1‬مصطفى أحمد أبوعمرو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.355‬‬


‫‪ - 2‬ايمان النمس‪ :‬دور النقابات العمالية في صنع سياسات الحماية االجتماعية في الجزائر‪ ،‬دار ناشري للنشر‪ ،2014 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪Frideric delacourt, dictionnaire des termes du travail; de vecchi, paris, 2001, P 117 - 3‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل المناقشات والحوارات واالتصاالت التي تجري بين العمال من جهة وأصحاب األعمال‬
‫من جهة أخرى وعلى مستوى متعدد وفقا لإلطار القانوني المنظم لهذه المفاوضات‪ ، 1‬والتي‬
‫تتفاوض من أجل‪:‬‬

‫‪ -‬تحشين شروط وظروف العمال وأحكام االستخدام‪.‬‬


‫‪ -‬التعاون بين طرفي العمل لتحقيق التنمية االجتماعية للعمال‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا فشلت المفاوضات فيكون لألطراف الحرية في اللجوء إلى وسائل أخرى مثل‬
‫التوفيق‪ ،‬الوساطة‪ ،‬التحكيم‪ ،‬اإلضراب‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية المنازعات بين العمال وأصحاب العمل‪.‬‬

‫خصائص المفاوضة الجماعية‪:‬‬

‫تتميز المفاوضة الجماعية كوسيلة لتنظيم عالقات العمل بعدة خصائص تتمثل في‪:‬‬

‫المفاوضة الجماعية المباشرة والطوعية‪ :‬فهي تتميز بخاصية الجماعية تتم بين ممثلي‬
‫العمال بصفة جماعية وتكون لهذه الجماعة مصالح مشتركة‪ ،‬إذ البد من وجود مصلحة‬
‫مشتركة للجماعة تتفاوض من اجلها‪.‬‬
‫سلمية التفاوض‪ :‬تعتبر المفاوضات وسيلة سلمية في تتخذ شكل الحوار والنقاش وتبادل‬
‫وجهات النظر وهي كلها أفكار سلمية لحل النزاعات العمالية‪.‬‬
‫أطراف المفاوضة الجماعية‪:‬‬

‫تكون المفاوضة الجماعية على مستوى المنشأة أو فرع النشاط أو المهنة‪ ...‬وتكون بين ممثلي‬
‫العمال وصاحب العمل‪.2‬‬

‫أهم موضوعات التفاوض‪:‬‬

‫تتعدد موضوعات التي يتم التفاوض بشأنها لكن نذكر أبرزها‪:‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ - 2‬رمضان عبد هللا صابر‪ :‬النقابات العمالية وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2004 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المفاوضات بشأن األجور‪ :‬تعتبر األجور أهم موضوع يطرح في المفاوضات الجماعية في‬
‫العصر الحديث‪.1‬‬
‫‪ -‬المفاوضات بشأن ساعات العمل‪.‬‬
‫‪ -‬المفاوضات بشأن العطل‪.‬‬
‫‪ -‬المفاوضات بشأن السالمة والصحة المهنية‪.‬‬
‫و‪ .‬المكاسب االجتماعية‪:‬‬
‫نظرا لكون الفرد (العامل) أحد عناصر اإلنتاج األساسية بل من أهمها من حيث الدور الذي‬
‫يؤديه والموقع الذي يحتله في العملية اإلنتاجية في المجتمع ومن هذا المنطلق البد من االهتمام به‬
‫وتطويره بما يكفل تحقيق المستوى المناسب الحتياجاته المختلفة ورف كفاءته اإلنتاجية بالصورة‬
‫التي تمكنه من أن يكون عنصرا فاعال في المجتمع‪.‬‬

‫ولتحقيق ذلك استحدثت التنظيمات العمالية مجموعة من اآلليات واألساليب من اجل بلوغ هذا‬
‫الهدف بما فيها رفع الروح المعنوية وتوفير األجواء المناسبة من األلفة بين العمال وصاحب العمل‬
‫مع محاولة تحقي احتياجاته ورغباته‪.2‬‬

‫ز‪ .‬اإلضراب‪:‬‬
‫قبل ظهور النقابة لم يكن أمام العمال خيار سوى االستسالم وقبول إرادة صاحب المصنع ولكن‬
‫النقابة أبدعت أسلوب آخر يكبح جماح أصحاب األعمال ويحد من تحكمهم في العمال وهو‬
‫اإلضراب والذي يعني قيام العمال والموظفين أو أصحاب العمل بالتوقف المؤقت عن العمل بشكل‬
‫جماعي كوسيلة ضغط تهدف إلى تحقيق أهدافهم وتختلف األسباب والظروف التي تؤدي غلى‬
‫اللجوء غلى اإلضراب ولكن اإلضرابات عادة ال يتم اللجوء لها إال بعد فشل أو تعثر التفاوض‬
‫الجماعي‪.3‬‬

‫يجد لفظ اإلضراب أصله التاريخي في مكان يقع بالعاصمة الفرنسية يسمى ‪place de grève‬‬
‫وهو مكان يقع بجانب دار البلدية وقد كان العمال المتعطلين يجتمعون به بحثا عن فرصة عمل‬
‫‪ - 1‬محمد عبد هللا نصار‪ :‬المفاوضات الجماعية ودور منظمات العمل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪ ،1996 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ - 2‬رضا صاحب أبو حمد آل علي‪ :‬اإلدارة لمحات معاصرة‪ ،‬مؤسسة الورق للنشر‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص ‪.288‬‬
‫‪ - 3‬العابد الكنتي عقباوي‪ :‬دليل العمل النقابي‪ ،‬جوان ‪ ،2011‬ص ‪.58‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن هنا ولد مصطلح اإلضراب وبدأ تداوله بين الناس حتى أصبح يستعمل للداللة على الوسيلة‬
‫التي يلجأ إليها العمال للضغط على صاحب العمل حتى يستجيب لمطالبهم‪.1‬‬

‫وهو نمط سلوكي يعبر عن حالة االستياء واالحتجاج والرفض الجماعي للعمال بتوقفهم عن‬
‫العمل‪ ،‬وهو ضغط تمارسه الطبقة العاملة لتحقيق أهدافها ومطالبها قصد الضغط على أرباب العمل‬
‫لتحسين شروط وظروف العمل‪.2‬‬

‫أما الدكتور فتحي محمد موسى فإنه قال‪ :‬إن العمال يلجؤون أحيانا إلى اإلضراب الذي هو‬
‫صورة من العدوان‪ ...‬إن اإلضراب أحد أنواع العدوان التي يقرها المجتمع في كثير من البلدان‪.3‬‬

‫وإذا كانت النقابة العمالية في المجتمعات الرأسمالية قد استطاعت أن تجبر الرأسماليين على‬
‫الجلوس مع عمالهم على طاولة المفاوضات فإن الفضل األعظم يعود غلى قدرة النقابة على‬
‫ممارسة حق اإلضراب في حالة تعنت أرباب العمل‪ ،‬الذين يحصدون أضعاف ما يخسرون لو‬
‫قبلوا شروط النقابة‪.‬‬

‫فوجود اإلضراب عامل أساسي في نجاح المفاوضة الجماعية فهو – اإلضراب‪ -‬يأخذ أشكال‬
‫مختلفة‪ :‬يكون تهديدي ( يوم واحد)‪ ،‬مفاجئ أو دوري أو بطيء‪ ،‬ويتم تنفيذه بعد إتباع اإلجراءات‬
‫‪4‬‬
‫القانونية‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى أحمد ابوعمرو‪ :‬مرجع سابق ص ‪.337‬‬


‫‪ - 2‬محمد فارس‪ :‬أبحاث تاريخ الحركة النقابيةالجزائرية‪ ،‬ترجمة بيرم عبد المجيد‪ ،‬من تاريخ الحركة النقابية الجزائرية‪ ،‬دراسات وبحوث‪ ،‬مجلة الثورة والعمل‪،‬‬
‫االتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬الجزائر ‪ ،1998 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ - 3‬فتحي محمد موسى‪ :‬العالقات اإلنسانية في المؤسسات الصناعية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.227 ،2010 ،1‬‬
‫‪ - 4‬عبد الباسط عبد المحسن‪ :‬اإلضراب في قانون العمل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1992 ،‬ص ‪06‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫من خالل هذا الفصل التمهيدي حددنا إشكالية البحث التي تفرعت عنها مجموعة من التساؤالت‬
‫الفرعية وقدمنا لها مجموعة من الفرضيات ‪ ،‬ثم ذكرنا أسباب اختيارنا للموضوع مع ذكر أهمية‬
‫وأهداف كالدراسة وبعد ذلك تم التطرق إلى مجموعة من المفاهيم المفتاحية التي تخص الدراسة‬
‫التي نحن بصدد إجرائها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪18‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن تاريخ الحركة العمالية يرى أن النقابات هي من أهم المنظمات في المجتمع وهذا لما‬
‫لها من مهام تسعى من خاللها إلى الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال‪ ،‬هذه المهام‬
‫اختلفت حسب الواقع الذي تعيشه الطبقة العمالية‪ ،‬فهي تمثل قوة ضاغطة على أرباب العمل‬
‫والحكومات من أجل تحقيق مطالبها ‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار سوف نتعرض في هذا الفصل إلى ما يلي‪:‬‬

‫مرحلة منع إنشاء النقابات‪.‬‬


‫تطور الحركة النقابية‪ :‬نشأتها وتطورها وأهم النظريات التي فسرت عملية النشأة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مرحلة منع إنشاء النقابات‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫إن الحركة النقابية للعمال مرت في تطورها بعدة مراحل أدت في النهاية إلى ظهور‬
‫النقابة على مسرح الحياة االجتماعية كقوة فاعلة في المجتمع‪ ،‬لها أهدافها ووسائلها‬
‫وطموحاتها تسعة إلى تجسيدها في ارض الواقع‪ ،‬ويمكن تقسيم مراحل تطور الحركة‬
‫العمالية إلى ثالثة مراحل أساسية‪:‬‬

‫‪ )1‬فترة المنع‪:‬‬
‫دامت هذه الفترة عدة قرون‪ ،‬وهذا نتيجة للشك والريبة الموجه ضد هذه‬
‫التنظيمات إضافة غلى رفضها في حد ذاتها‪ ،‬لكونها تعمل ضد مصالح أرباب‬
‫العمل‪ ،‬فهذه التنظيمات أصبحت تهدد أصحاب العمل ومصالح الطبقة‬
‫الرأسمالية‪ ،‬هذه األخيرة التي لها تأثير كبير على الحكومات حيث اعتبر نشاط‬
‫العمل المتعلق بظروف العمل وعالقته نشاط غير قانوني‪ ،‬بل وصل األمر إلى‬
‫تجريمه‪ ،1‬وغالبا ما كانت تنتهي الصدامات بين الطبقات العمالية وأرباب العمل‬
‫بمنع العمل النقابي وإغالق مكاتب نقابات العمل وطردهم من العمل وإحالتهم‬
‫غلى المحاكم‪.2‬‬
‫‪ )2‬فترة التطور إلى االعتراف‪:‬‬
‫إن شيوع معالم التحضر والتصنيع في أغلب المجتمعات األوروبية وزيادة‬
‫أهمية الطبقة العاملة في أداء مهام اإلنتاج واالستهالك وسعة هذه الطبقة بالنسبة‬
‫للطبقات ألخرى وتعاظم الحركة العمالية وتنامي فاعلية الدور التنظيمي الذي‬
‫يديه هذا األخير قد فرض واقعا على أرباب العمل والحكومة والمشرعين‬
‫القانونيين‪ ،‬وهنا استطاع العمال تأسيس نقاباتهم المهنية‪.3‬‬

‫‪ - 1‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫‪ - 2‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ - 3‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪20‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فكانت أولى محاوالت الرفع من الخطر القانوني على التكتالت العمالية سنة‬
‫‪ 1826‬في انجلترا أما في فرنسا فقد سمحت الحكومة سنة ‪ 1848‬بحرية تكوين‬
‫هذه التنظيمات‬
‫‪ )3‬فترة االعتراف‪:‬‬
‫تم االعتراف القانوني بالحق في إنشاء النقابات في ‪ 21‬مارس ‪ ،1884‬إذ منح‬
‫هذا الحق أوال للجمعيات المهنية عكس الجمعيات المدنية التي لم تحظ بهذا الحق‬
‫إال في سنة ‪ 1902‬وبعد أن تم منحها هذا الحق أعقبته عدة حقوق وامتيازات‬
‫تتمثل أساسا في الشخصية المعنوية للنقابات التي تخول لها‪ :‬األهلية‪ ،‬الذمة‬
‫المالية‪ ،‬حق التقاضي‪ ...،‬الخ‪ ،‬وابتداء من ذلك التاريخ بدأت النقابات تشق‬
‫طريقها في مجال الكفاح العمالي والبحث عن الوسائل األفضل لتحقيق المطالب‬
‫العمالية‪.1‬‬

‫لمحة عن ظروف نشأة النقابة في بعض دول العالم‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫‪ .1‬في أوروبا‪:‬‬
‫بعد ظهور الثورة الصناعية في أوروبا خالل القرنين ‪ 18‬و ‪ 19‬استطاع رجال الصناعة‬
‫واألعمال تشييد العديد من المصانع الكبيرة الحجم في األقاليم الحضارية التي تحولت فيما‬
‫بعد إلى مدن صناعية مزدحمة بالسكان‪ ،‬وفي وسط هذه المدن الصناعية كانت هناك طبقة‬
‫كبيرة من العمال تعمل بها وتعتمد في معيشتها على األجور التي تتقاضاها لقاء عملها والتي‬
‫لم تكن كافية لسد رمق حياة المنتسبين لها خصوصا وان مشكالت البطالة والفقر والجهل‬
‫واألمية كانت متفشية بينهم‪.2‬‬

‫ونتيجة لذلك ظهرت بوادر تشكل النقابات في بريطانيا سنة ‪ 1720‬عند عمال الخياطة‬
‫الذين رفعوا مظلمتهم إلى البرلمان بقصد زيادة األجور وتخفيض يوم العمل ساعة واحدة‪...‬‬

‫‪ - 1‬جمال البنا‪ :‬الحركة النقابية وتطورها ‪ ،‬مطابع الجامعة العالية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪ ،1989 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪- 2‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪21‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن اجل تحقيق هذا الهدف دون كل واحد منهم اسمه على سجالت وضعت لهذه الغاية‬
‫في المتاجر أو في مراكز االجتماعات التي كانوا يترددون عليها‪ ،‬وجمعوا مبالغ مالية‬
‫تساعدهم على الدفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم للمالحقة ‪.1‬‬

‫وفي خضم هذه الظروف االجتماعية واالقتصادية التي دفع ضريبتها العمال أكثر من‬
‫غيرهم ظهرت النقابات كتنظيم مهني يدافع عن العمال ويرد عنهم استغالل أرباب العمل‬
‫ولعل هذا فحوى قول عالم االجتماع الفرنسي‪ :‬ميشال كروزيه (‪ : )2013 ، 1922‬أن‬
‫النقابات ظهرت كرد فعل لمجموعة من التحوالت التي يمليها التصنيع‪ ، 2‬وهكذا كانت‬
‫البدايات األولى للحركة النقابية والطبقة العاملة في بريطانيا ثم امتدت لكثير من البلدان‬
‫األخرى حتى تلك البلدان المستعمرة‪.‬‬

‫أما في فرنسا فقد ظهرت بشكل رسمي سنة‪ 1884 :‬حيث ارتبطت نشأة الحركة النقابية‬
‫بالنبض السياسي للثورة إلى أن جاء عام ‪ 1890‬الذي يعتبر البداية الفعلية لنشأة النقابة‬
‫العمالية في فرنسا‪ ، 3‬حيث لم يكن مسموح لطبقة "البروليتاريا" باالحتجاج لذا أنشأت‬
‫تنظيمات نسوية لضمان الدفاع عن ترقية مصالحهم المادية بمعارضة أرباب العمل الذين‬
‫‪4‬‬
‫كانو يقلصون من األجور لتطوير اآلالت مما دفع بالعمال إلى اإلضرابات‪.‬‬

‫‪ .2‬في بعض الدول العربية‪:‬‬


‫ظهرت النقابات في دول العالم الثالث والوطن العربي أثناء الفترة االستعمارية على هذه‬
‫المجتمعات‪ ، 5‬أي بعد دخول الرأسمال الكولونيالي حيث بدأت النواة األولى للطبقة العاملة‬
‫في الظهور على إثر احتكاكها باليد العاملة المهاجرة من البلدان االستعمارية إلى البلدان‬
‫المستعمرة‪ ،‬وظهور الحركات النقابية سمح للعمال األصليين لهذه البلدان بممارسة العمل‬
‫النقابي‪.‬‬

‫‪ - 1‬جورج لوفران‪ ،‬ترجمة الياس مرعي‪ ،1980 ،‬ص ‪.9‬‬


‫‪ - 2‬جورج فريدمان‪ :‬رسالة في سوسيولوجيا العمل ‪ ،‬ترجمة حسن حبدر‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت ‪ ،1985‬ص ‪.216‬‬
‫‪ - 3‬النقابة في المؤسسة الصناعية الجزائرية دراسة سوسيولوجية للنقابة مكرة تكميلية لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬قسنطينة ‪.2012‬‬
‫‪ - 4‬استراتيجية الممارسة النقابية‪ ،‬الخطوط الجوية الجزائرية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 5‬أحمد الرفاعي‪ :‬تاريخ الحرة النقابية‪ ،‬دراسة الطبقة العمالية في البلدان لعربية‪ ،‬نوفمبر ‪ – 1969‬الشركة الوطنية للنشر واالشهار‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1982‬ص ‪.441‬‬
‫‪22‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونظرا لكون طبيعة التركيبة االجتماعية مختلفة مع عدم التجانس بين المجتمعات حيث‬
‫أن الحركة العمالية في تونس والمغرب ليس لها نفس الدور بل كان للبرجوازيات الصغرى‬
‫بخالف الحركة العمالية الجزائرية كانت ذات طابع عمالي شعبي‪ ،‬ففي‪:‬‬

‫مصر‪ :‬ظهرت الصناعة منذ عهد محمد علي‪ ،‬فأنشئت مصانع القلعة لألسلحة ومصانع‬
‫السلع المدنية ( النسيج‪ ،‬السكر‪ )...،‬وبدأ ظهور النشاط النقابي في ظل االحتالل االنجليزي‬
‫وتم تأسيس أول نقابة عام ‪ 1899‬حينها مارس العمال المصريون اإلضراب منذ عام‬
‫‪1‬‬
‫‪.1891‬‬

‫وفي عام ‪ 1921‬تمكنت بعض ا لعناصر االشتراكية من تأسيس اتحاد نقابات العمال في‬
‫مصر الذي تم من خالله تشكيل النقابات بشكل كبير‪ ،‬ولم يتم االعتراف بها رسميا غال في‬
‫‪2‬‬
‫سنة ‪.1942‬‬

‫العراق‪ :‬كان أول اعتراف بالنقابة سنة ‪ ... 1936‬فالنقابات في تلك الفترة لم تجد تأييدا‬
‫يذكر من جانب الحكومة لكن الحرك ة النقابية تبلورت وازداد نشاطها وفاعليتها بعد الثورة‬
‫أي بعد عام ‪ ، 1868‬من أجل تحسين أوضاع العمال وتحقيق الكثير من المنجزات‬
‫‪3‬‬
‫االجتماعية والمادية والسياسية لهم‪.‬‬

‫‪ .3‬تطور الحركة النقابية في بعض دول المغرب العربي‪:‬‬


‫أ‪ .‬في تونس‪ :‬يرتبط نشوء الطبقة العاملة التونسية وحركتها النقابية بتطور الرأسمالية‬
‫في تونس المستعمرة خالل الربع األول من القرن ‪ ، 20‬وكما هو معروف فإن‬
‫التطور حصل بفعل العالم الخارجي كما هو الحال في الكثير من البلدان المستعمرة‪،‬‬
‫حيث تأسست نقابات عديدة عام ‪ 1919‬منها اتحاد النقابات ‪ ،...‬برز في هذه الحقبة‬

‫‪.- 1‬محمد حسين منصور‪ :‬قانون العمل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االزراطية مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪07‬‬
‫‪ - 2‬رؤوف عباس‪ :‬الحركة العمالية في مصر‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة‪ ،1968 ،‬ص ‪48‬‬
‫‪ - 3‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.164 ،163‬‬
‫‪23‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫محمد على الحامي‪ ،1‬وهو مؤسس أول تنظيم نقابي مستقل في تونس‪ ،‬ويشير تاريخ‬
‫الحركة النقابية في تونس بأن الحركة الشيوعية هي الحركة السياسية الوحيدة التي‬
‫عملت على تطور الحركة النقابية وساندتها وقدمت لها ما تستطيع من رجال وأموال‬
‫وصحافة مما مكن الشيوعيين من احتالل أهم المراكز الحساسة في التنظيم النقابي‪.2‬‬
‫ب‪ .‬في المغرب األقصى‪ :‬يبقى الطابع المميز للنقابات في المغرب األقصى هو الضعف‬
‫والتسييس نظرا الرتباطها بأحزاب سياسية ضعيفة تنشط في مناخ سياسي تنعدم في‬
‫الممارسة الديمقراطية مما أدى إلى ضعف وتشتت الطبقة العاملة‪ ،‬ومن هذه‬
‫التنظيمات االتحاد المغربي للشغل الذي تأسس سنة ‪ ،1956‬ويرتبط بحزب االتحاد‬
‫الوطني للقوى الشعبية باإلضافة غلى إتحاد الشغيلة المغاربية الذي تأسس سنة‪:‬‬
‫‪ 1960‬ويرتبط بحزب االستقالل أما الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تأسست سنة‬
‫‪ ،1978‬وترتبط بحزب االتحاد االشتراكي للقوى الشعبية‪.3‬‬
‫ج‪ .‬في الجزائر‪:‬‬
‫• أثناء االحتالل الفرنسي‪:‬‬
‫لم تظهر التنظيمات النقابية في الجزائر غال سنة ‪ ، 1878‬حيث شكل عمال‬
‫المعادن والطباعة الحجرية غرفتين نقابيتين في مدينة الجزائر‪ ،‬وبعد ذلك بدأ‬
‫العمل النقابي في االتساع وقد أشارت إحصائيات نشرة مصالح العمل التي كانت‬
‫تصدرها الحكومة العامة إلى أنه توجد سنة ‪ 101 ، 1909‬نقابة‪ 49 ،‬في مدينة‬
‫الجزائر و ‪ 30‬في وهران و ‪ 22‬في قسنطينة‪ ،‬ثم قفز هذا الرقم سنة ‪ 1911‬لى‬
‫‪4‬‬
‫‪ 241‬نقابة ‪.‬‬

‫ومقرنة بفرنسا فإن التشريع في الجزائر كان مختلفا‪ ،‬الشيء الذي أثر على‬
‫الحرية الفردية مما أدى بالعمال الفرنسيين بالجزائر باالنضمام غلى رابطة عمال‬
‫فرنسا‪ ،‬وحتى يدعموا أكثر وجودهم في ميدان العمل‪ ،‬وفي ممارسة النقابة ومن‬

‫‪ - 1‬احم الرافعي‪ :‬من تاريخ الحركة النقابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ - 2‬النقابة في الؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ - 3‬عبد هللا الحنا‪ :‬الحركة النقابية والعمالية في المغر ب‪ ،‬المرشد‪ ،‬مجلة الثقافة العمالية والتكوين ‪ ،‬المعهد الوطني لدراسات والبحوث النقابية دارني‬
‫محمد‪ ،‬الجزائر عدد ‪ ،1978 ،6‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 4‬بولكعيبات إدريس‪ :‬مجلة العلوم االسانية ‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة بسكرة‪ ،2007 ،‬ص‪.149‬‬
‫‪24‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذا فقد تمكنوا من المحافظة على حقوقهم في إطار التنظيمات النقابية الموجودة‬
‫أما بالنسبة للجزائريين فقد اعتبروا عناصر هامشية ال يصلحون ألن ينضموا إلى‬
‫النقابة الفرنسية‪ ،‬كما ال يسمح لهم بتكوين نقابات خاصة بهم وبالتالي فهم‬
‫محرومون من الكثير من حقوقهم المدنية‪ .1‬وهذا يعود لسببين‪:‬‬

‫األول‪ :‬وجود قوانين تعسفية تمنعهم من تشكيل تنظيمات كيفما كانت توعيتها‬
‫وأهدافها من مقدمة هذه القوانين قانون األهالي‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬ضعف عدد العمال الجزائريون الذين يشتغلون في اثنين من المهن في‬
‫حين كان األوروبيون يشتغلون في ‪ 221‬منها‪.‬‬

‫كما ساعدت الحرب العالمية األولى وتجنيد الجزائريين إجباريا للمساهمة في‬
‫تحرير فرنسا على هجرة العديد من الجزائريين وارتفاع عدد المهاجرين من‬
‫‪ 5000‬عامل غلى ‪ 9200‬عامل عام ‪.1923‬‬

‫وبعد انتهاء الحرب العالمية األولى كلن الفرنسيون ينظمون حمالت واسعة‬
‫لتهجير الشباب الجزائري إلى فرنسا للعمل‪ ،‬وهذا قصد إعادة بناء االقتصاد‬
‫الفرنسي‪.‬‬

‫ونتيجة لمعايشتهم لواقع االضطهاد والظلم وكذلك احتكاكهم بآراء وأفكار كارل‬
‫ماركس التي كان يحملها الفرنسيون فإن شعورهم القومي والمهني بدأ يظهر‬
‫بقوة‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1926‬نشأ في باريس حزب نجم شمال إفريقيا والذي جمع بين العمال‬
‫المهاجرين ونشط كمنظمة عالمية داخل التراب الفرنسي‪ ،‬مما أدى إلى تسرب‬
‫تأثيره إلى داخل التراب الجزائري نتيجة لعودة المهاجرين الجزائريين غلى‬

‫‪ - 1‬نعيمة نصيب‪ :‬النقابات العمالية وتحديد سوق العمل في ا لجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير علم االجتماع جامعة عين شمس مصر‪ ،1998 ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪25‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وطنهم ‪ ،‬وقيامهم بنشاطات ثقافية فيها مما سمح لهم بالضغط على السلطات‬
‫‪1‬‬
‫الفرنسية من اجل الحصول على الحق في ممارسة العمل النقابي‪.‬‬

‫‪ -‬بدأ الوعي السياسي لدى الجزائريين يتطور بشكل ملحوظ‪ ،‬السيما بعد‬
‫مظاهرات العمال الجزائريين في أول ماي ‪ ،1945‬وما أفرزته مجزرة ‪08‬‬
‫ماي ‪ ،1945‬في سطيف وقالمة‪ ،‬وخراطة‪.‬‬
‫‪ -‬االبتعاد الواضح للنقابة الفرنسية عن القضية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -‬وقد كانت الوعود لتي قدمتها فرنسا بدراسة القضية الجزائرية بشرط أن‬
‫يلتحقوا بالمقاومة الفرنسية ضد النازية وقد باءت بالفشل بعد انتهاء الحرب العالمية‬
‫الثانية‪.‬‬
‫وعلى اعتبار أن ممار سة النقابة للنشاط السياسي غير ممكنة داخل الكونفدراليات العمالية‬
‫الفرنسية فإن النقابيين الجزائريين باشروا نشاطات داخل األحزاب السياسية الجزائرية من‬
‫اجل التحضير لتشكيل تنظيم مستقبلي‪ ،‬وهكذا ظهر االتحاد العام للعمال لجزائريين في ‪/14‬‬
‫فيفري ‪ 1956‬أي بعد مرور أكثر من سنة على انطالق حرب التحرير‪ ،...‬كما ظهر‬
‫تنظيمان نقابيان هما إتحاد نقابات العمال الجزائريين واإلتحاد العام للنقابات الجزائرية‪.2‬‬
‫ولقد رأى العمال في "عيسات إيدير" ( مؤسس اإلتحاد العام للعمال الجزائريين) إرادة‬
‫التغيير في آمالهم وتطلعاتهم في الحرية واالستقالل‪ ،‬وكان يهدف اإلتحاد غلى تمثيل العمال‬
‫وتوحيد صفوفهم والعمل من أجل االستقالل الوطني وذلك يتضح من خالل نشاطاته‬
‫ومواقفه مثل ‪ :‬إلضراب ‪ 05‬جويلية ‪ ،3 1956‬هكذا وبفضل اإلتحاد العام تمكنت الجزائر‬
‫من التشهير بجرائم االستعمار وكسب الرأي العام الدولي لصالح القضية الجزائرية‪ ،‬وما‬
‫يميز اإلتحاد بأنه يمتاز بخاصيتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬أنه نشأ في أحضان العمل المسلح‪.‬‬


‫‪ -‬طغيان الجاني السياسي عليه‪.‬‬

‫‪ - 1‬طالب عبد الرحيم‪ :‬نشأة الحرك النقابية وتطورها في الجزائر‪ ،‬عن كتاب محاضرات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ - 2‬بولكعيبات إدريس‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪152 ،151‬‬
‫‪ - 3‬بولكعيبات إدريس‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪26‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫• بعد االستقالل‪:‬‬
‫أما في مرحلة االستقالل المبكرة ضلت الحركة النقابية العمالية الجزائرية مدعومة بتعبئة‬
‫الجمهور‪ ،‬فكانت تعمل على محور أثار الفقر والنهوض بالتنمية‪ ،‬فخالل هذه الفترة فر‬
‫العديد من المستوطنين تاركين المزارع دون غدارة‪ ،‬وكانت المصانع شاغرة فوجد العمال‬
‫الجزائريون مجبرين على تشكيل لجان اإلدارة‪ ،‬وبعدها أصدرت الحكومة استجابة للتسيير‬
‫الذاتي الذي بدأ به العمال والفالحون النقاد البالد بثالث مراسيم في شهر مارس ‪1963‬‬
‫كانت تهدف إلى تنظيم وتقنين مبدأ اإلدارة العمالية والمالحظ إن الحركة النقابية في هذه‬
‫الحقبة كانت معدوم لعدم إشراك الحكومة لها‪1.‬وبعد اشتداد األزمة خالل الثمانينات ودخول‬
‫المجتمع الجزائري عهد التعددية السياسية والنقابية والذي ترتب عنه عدم االستقرار‬
‫السياسي الذي كان واضحا في تعاقب الحكومات وظهور برامج اقتصادية واجتماعية ترمي‬
‫إلى إصالح االقتصاد الوطني المنهك‪ ،‬لم تغير النقابة من استراتيجياتها من خالل وضع‬
‫ت صور نقابي يساير ويواكب التحوالت الحاصلة ‪ ...‬في هذه الحقبة تعرضت المؤسسات إلى‬
‫إعادة هيكلة وتسريح العمال وتوقف االستثمار وانتشرت البطالة مما أدى إلى انخفاض‬
‫القدرة الشرائية للعمال وترك انطباعات سيئة في نفوسهم من فقدان للثقة والتفكير في إنشاء‬
‫‪2‬‬
‫نقابات أخرى‪ ،‬فجاء قانون ‪ 1990‬الذي يسمح بالتعددية النقابية‪.‬‬

‫النقابة العمالية من خالل السياسة االقتصادية في الجزائر‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫شهدت المؤسسة العمومية االقتصادية كخلية أساسية في االقتصاد الوطني تعاقب أنظمة‬
‫التسيير‪ ،‬تأثرت بها باعتبارها نسقا مفتوحا يؤثر ويتأثر في بيئته‪ ،‬فدور النقابة العمالية في‬
‫كل مرحلة من هذه المراحل والتي نوضحها في ما يلي‪:‬‬

‫‪Rabah nourdine: lagestion socialiste des entreprises en algerie opu, algre, 1985 p p 22, 25 - 1‬‬
‫‪ - 2‬النقابة في المؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪27‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )1‬مرحلة التسيير الذاتي‪:1970 – 1963 :‬‬


‫في السنوات األولى من االستقالل الوطني وجدت النقابة نفسها على هامش األحداث‬
‫السياسية التي ميزت المجتمع أنداك بدءا من مؤتمر طرابلس ‪ ،1 1962‬وتعتبر مرحلة‬
‫التسيير الذاتي أول مراحل التسيير التي عرفتها المؤسسة العمومية الجزائرية‪ ،‬الذي كان‬
‫الغاية منه هو إدماج آالف الجزائريين في الحياة االقتصادية واالجتماعية للمجتمع‪ ،‬نظرا‬
‫للفراغ الذي تركه المعمرون عند مغادرتهم سنة ‪ ، 1963‬فالجزائر لم تأخذ مفهوم التسيير‬
‫الذا تي بالمعنى الواسع للكلمة حيث انه لم يعتبر سوى طريقة للتسيير في بعض الوحدات‬
‫اإلنتاجية السيما الفالحة منها‪.‬‬

‫إن هذا المفهوم الضيق كشف عن وجود تحفظ لدى قيادة البالد في مطلع االستقالل الذي‬
‫‪2‬‬
‫يعطي للطبقة العاملة دورا كبيرا في إدارة االقتصاد‪ ،‬ويحول دون االتجاه نحو تقويته‪.‬‬

‫إن مفهوم التسيير الذاتي يقر‪ :‬بحرية العمال ومشاركتهم الواسعة في التسيير‪ ،‬اإلشراف‪،‬‬
‫تنظيم عالقات العمل‪ ،‬توزيع األرباح‪ ،‬إذ ارتبطت النقابة العمالية ممثلة في االتحاد العام‬
‫للعمال الجزائريين بالجزائر‪ ،‬ونتيجة لهذه التناقضات التي عايشها الجزائريون في ذلك‬
‫الوقت خاصة وجود يد عاملة غير مؤهلة مما أدى غلى عدم التحكم في التكنولوجيا‬
‫باإلضافة إلى نزوح عمالة ذات أصول اجتماعية فالحية إلى المدينة‪ ،‬فنتج عنه التخلي عن‬
‫العمل الزراعي مما اثر على النشاط النقابي ككل‪ ،‬حيث أدت به غلى االندماج في المشروع‬
‫الوطني االجتماعي‪.3‬‬

‫ل قد طالبت النقابة في هذه المرحلة بالمشاركة في صنع السياسات االقتصادية من أجل‬


‫تمثيل مصالح العمال والدفاع عنهم وكذلك فتح حوار مع السلطة لتحديد العالقة بين الطرفين‬
‫حول دور النقابة واستقالليتها في اتخاذ قراراتها واختيار ممثليها‪ ،‬إال أنه بقي مجرد حبر‬

‫‪Jeanne favret/ le syndicat le travaillleure et le pouvoir en algerie, annuaire de l'afrique, 1997 CNAS, paris, P - 1‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ - 2‬إدريس بولكعيبات‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ - 3‬مجلة الاتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬عدد خاص‪ ،1968 ،‬ص ‪15‬‬
‫‪28‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على ورق‪ ،‬حيث عملت السلطة على تأكيد مبدأ (نقابة الدولة) خاصة بعد تطبيق هذا النمط‬
‫من التسيير لتجعل منها – النقابة‪ -‬أداة لتنفيذ برامجها وسياساتها‪ ،‬وإضفاء الشرعية على‬
‫قراراتها لدى العمال فكان للسلطة ذلك ألن الحزب الحاكم هو الذي أنشأ النقابة وسمح لها‬
‫بتمثيل العمال وبهذا تخلت النقابة عن وظيفتها الحقيقية في تمثيل العمال والدفاع عن‬
‫مصالحهم وأصبحت ال تمثل سوى وسيطا بين العمال والهيئات الوطنية‪.‬‬

‫‪ )2‬مرحلة التسيير االشتراكي‪:‬‬


‫صدر التسيير االشتراكي للمؤسسات بأمر رقم ‪ 74-21‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪،1971‬‬
‫يؤسس مشاركة العمال في تسيير ومراقبة مؤسسات القطاع العام‪ ،‬ويتجسد ذلك خاصة في‬
‫مجلس العمال المنتخب لمدة ثالث سنوات زيادة على ذلك فغنه يعد في نفس الوقت مجلسا‬
‫نقابيا على مستوى المؤسسة‪.1‬‬

‫إن هذا النمط من التسيير يعتبر محاولة لتنظيم المؤسسة وفق قانون جديد يراعي مشاركة‬
‫العمال في التسيير غلى جانب دورهم كمنتخبين‪ ،2‬وبتطبيقه هذا النمط نشأت في المؤسسات‬
‫العمومية مجالس منتخبة تمارس احتجاجاتها في المسائل التي تهم تسيير المؤسسة‪ ،‬وسياسة‬
‫التشغيل وقضايا العمال المختلفة بواسطة لجان تسمى لجان دائمة‪.‬‬

‫والمالحظ أنه منذ الشروع في تطبيقه لسنة ‪ ،1972‬بالشركة الوطنية للبناءات المعدنية‬
‫)‪ ) SN.Métal‬أثيرت حوله العديد من الصراعات بين اإلدارة والنقابة نتيجة تداخل‬
‫الصالحيات كما ظهر العديد من التناقضات‪ ،‬فمن جهة يتمتع مجلس العمال بصالحيات‬
‫قانونية واسعة‪ ،‬تؤهله للمشاركة والتدخل في كل شؤون المؤسسة‪.‬‬

‫زيادة على التناقض الذي يبدو في دور النقابة‪ ،‬فكيف يمكن أن تكون النقابة جزء من‬
‫الغدارة وفي نفس الوقت تمثل العمال وتدافع عن مصالحهم‪ .‬وهذه إحدى المفارقات فالتغيير‬
‫الذي حدث في القمة سنة ‪ 1965‬في الجزائر‪ ،‬كان ضد توزيع السلطة على طبقة عاملة‬
‫ضعيفة البنية ال تتمتع بتكوين صلب يؤصلها لتحمل مسؤولية التسيير في مواقع العمل‪...‬‬

‫‪ - 1‬مرسوم رئاسي ‪ 71،74‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1971‬متعلق بالتسيير االشتراكي‪.‬‬


‫‪ - 2‬عبد اللطيف بن اشنهو‪ :‬التجربة الجزائرية في التنمية والتخطيط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،1982 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪29‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وعلى هذا األساس فغن التسيير االشتراكي للمؤسسة قد ظهر كنمط جديد في عالقات‬
‫العم ل فهو يقوم على الديمقراطية في اتخاذ القرار والالمركزية‪ .‬كما يبدوا أن محاولة‬
‫‪1‬‬
‫إشراك العمال في التسيير االقتصادي هو نوع من الثقة في قدرات الطبقة العاملة‪.‬‬

‫إن تطبيق النظام االشتراكي قد خلق نوع من االلتباس لدى العمال بين المشاركة في‬
‫التسيير والمهام النقابية‪ ،‬ه ذا بدوره أدى إلى التداخل في األدوار‪ ،‬بمعنى أن هناك إدراك‬
‫ضعيف لمفهوم التسيير االشتراكي‪ .2‬ويندرج عن هذا الموقف ترك المهام النقابية الملموسة‬
‫لفائدة مهام التسيير وإهمال المهام النقابية‪ ،‬وبدلك حادت النقابة عن وظيفتها التي تتمثل في‬
‫الدفاع عن مصالح العمال وتمثيلهم وأدمجت في اإلدارة باسم " مشاركة العمال في‬
‫التسيير"‪.3‬‬

‫‪ )3‬مرحلة اإلصالحات االقتصادية‪:‬‬


‫إن المتتبع لسيرة االقتصاد الوطني عبر مراحله الحظ االنتشار الواسع للدولة في جميع‬
‫المجاالت بحيث كان المنتج الوحيد والمستثمر الوحيد في الحياة االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫االعتماد على التخطيط المركزي‪.‬‬

‫إذ اعتمدت الدولة الجزائرية على سياسة االستثمار في القطاع العمومي فاعتبر النمو‬
‫االقتصادي قاعدة مادية مكثفة فقد سعت الدولة غلى إرساء الهياكل القاعدية والبناء التحتي‬
‫لالقتصاد‪ ،‬ولن على الرغم من ذلك فغن االقتصاد والتنمية عرفا نقائص كثيرة أدت غلى‬
‫ظهور عدم التوازن بينت األهداف المسطرة وواقع االقتصاد الوطني‪ ،‬ومن أجل تدارك‬
‫الوضع شرعت الدول في بداية الثمانينات في اتخاذ مجموعة من اإلجراءات بهدف إعادة‬
‫التوازن والقضاء على اإلختالالت الموجودة في مختلف القطاعات تمثلت في اإلصالحات‬
‫التي كانت على مرحلتين‪:‬‬

‫‪ - 1‬إدريس بولكعيبات‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪ - 2‬مجلة الثورة والعمل‪ ،‬العدد ‪ ، 352‬أفريل‪ ،1982‬ص ‪.59‬‬
‫‪ - 3‬أحمد بن يعقوب تسيير المؤسسة الصناعية العمومية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،1987،‬ص ‪.45‬‬
‫‪30‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المرحلة األولى خالل ‪ :1982‬عرفت بإعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات‪.‬‬

‫المرحلة الثانية سنة ‪ :1988‬تمثلت في استقاللية المؤسسات العمومية واالقتصادية حيث‬


‫سعت الدولة من خالل هذه اإلجراءات إلى رفع الكفاءة والفعالية للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫إن األزمة المتعددة األبعاد والتي تفجرت منذ أحداث أكتوبر ‪ 1988‬أكدت أن التذمر‬
‫الشعبي لم يستثني النقابة الرسمية نفسها‪ ،‬ولذلك بدأت هذه األحداث بإضراب وحشي لم‬
‫تقدره النقابة السمية التي شعرت بأنها مستهدفة‪ ،‬مثلها مثل السلطة‪ ،‬ولم يكن غريبا أن تمتد‬
‫هذه اإلصالحات إلى إعادة صياغة دور المركزية النقابية لينحصر في الجانب المطلبي‪،‬‬
‫وجعل السياسة من اختصاص األحزاب‪ ،1‬وعلى الرغم من اإلنجازات التي حققتها الجزائر‬
‫على مستوى بناء الهياكل االقتصادية إال أن عملية التنمية عرفت كبيرة ولم تتمن هذه‬
‫المنشآت من تجاوز حاالت كبيرة مما أدى غلى عدم التوازن بين األهداف المسطرة وواقع‬
‫االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫نظريات النقابات العمالية‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫لقد أدى ظهور الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر إلى اضمحالل الكثير من‬
‫األوضاع االجتماعية التقليدية والروابط الذاتية بين الطبقات وإلى خلق وضع جدد أصبحت‬
‫فيه الرأسمالية هي الطبقة السائدة على الرغم من صغر حجمها‪ ،‬وذلك بسبب سيطرتها على‬
‫وسائل اإلنتاج‪.‬‬

‫وقد استطاعت هذه الطبقة إن تنمي نفسها بواسطة استغالل جهود الطبقة العاملة‪ ،‬وتحت‬
‫هذه الظروف وجدت الطبقة العاملة نفسها أمام وضع تتفاقم فيه التناقضات والمشكالت‪.‬‬

‫حيث تعددت النظريات المفسرة للحركات النقابية ونذكر منها‪:‬‬

‫النظرية األخالقية‪.‬‬
‫النظرية السيكولوجية‪.‬‬
‫نظرية المضامين االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 1‬إدريس بولكعيبات‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬


‫‪31‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النظرية الثورية‪.‬‬
‫النظرية االجتماعية‪.‬‬
‫النظرية السياسية‪.‬‬
‫‪ -1‬النظرية األخالقية‪:‬‬
‫يرجع أصل هذه النظرية إلى القرن التاسع عشر ميالدي‪ ،‬في أوروبا‪ ،‬أين بدأ ظهور‬
‫األفكار المثالية لالشتراكية‪ ،‬التي تهدف إلى إعادة تشكيل المجتمع وفقا ألطر معرفية جديدة‬
‫حيث اهتمت هذه النظرية بالمبادئ األخالقية والدينية‪ ،‬كالعدل‪ ،‬والمساواة‪ ،‬ويرى أصحابها‬
‫إن أصل نشأة النقابات يعود غلى األفكار االشتراكية المثالية والمسيحية التي عمل على‬
‫‪1‬‬
‫نشرها كل من ‪ ( :‬سان سيمون‪ ،‬فوربييه‪ ،‬برودون ) وغيرهم ‪.‬‬

‫وقد دعت هذه النظرية بإعادة توزيع الثروة وفقا للعدالة االجتماعية والمساواة اإلنسانية‪،‬‬
‫ولذلك فإن النقابات العمالية سوف تقوم بدورها البارز في تحقيق هذه األهداف وألنها أهم‬
‫وسيلة للقضاء على الال عدالة التي نتجت عن تراكم الثروة لدى بعض األفراد وهم مالكي‬
‫وسائل اإلنتاج‪ ،‬واتسعت الفجوة بين الرأسماليين الذين يزيدون غنى باستغاللهم للعمال‪،‬‬
‫والطبقة العاملة تزداد فقرا لذلك كان من الضروري تشكيل نقابات عمالية بغية إعادة توزيع‬
‫الثرة بصفة عادلة‪ ،‬بين جميع أفراد المجتمع وعليه فإن العدل كأساس لتكوين النقابات‬
‫العمالية يمثل حصنا في مواجهة استغالل أرباب العمل‪.‬‬

‫إذا هذه النظرية اعتبرت النقابة العمالية وسيلة ضرورية لمواجهة الظلم االجتماعي الواقع‬
‫على العمال والناتج عن الال عدل في توزيع الثروة والمنافسة الشديدة بين العمال وأرباب‬
‫العمل‪.‬‬

‫غير أنها تعرضت إلى انتقادات شديدة لعدم انطالقها من الواقع في حد ذاته وإنما اعتمدت‬
‫على تصورات وأفكار نظرية مثالية عما يجب أن يكون عليه وليس على ما هو كائن‪ ،‬فهذه‬
‫النظرية كانت ضد النقابات الثورية وعملت على مواجهتها من خالل أفكارها وتصوراتها‪،‬‬
‫فلقد فشل هؤالء المفكرون في تحقيق ما هدفوا إليه ألنهم لم يتبنوا تغيير المجتمع الرأسمالي‪،‬‬

‫‪ - 1‬عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ :‬علم االجتماع التنظيم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية ‪ ، 1994 ،‬ص ص ‪.206 ،193‬‬
‫‪32‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الذي لم يتم وفق المبادئ اإلصالحية والمشاعر اإلنسانية الرحيمة‪ ،‬كما أنهم يفتقدون إلى‬
‫المعرفة بقوانين التطور االجتماعي ورغم ذلك فقد كان لهم دور فعال في الحركة العمالية‪.1‬‬

‫‪ -2‬النظرية السيكولوجية‪:‬‬
‫يعتبر كل من ‪ Frank Tamnenbaoum‬و ‪ Selig Perlman‬أبرز من يمثل هذه‬
‫النظرية وهي تنطلق من الجانب النفسي واالجتماعي للعامل وتعتبر المطلب المالية‬
‫واالقتصادية المتعلقة باألجور وظروف العمل هامشية مقارنة بتلك المرتبطة بنفسية العامل‬
‫وتقوم على مسلمتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬تعتبر أن النقابة العمالية تشكلت كرد فعل نفسي متعلقة بندرة مناصب العمل‬
‫انطالقا من فكرة ترى وجود بعدين‪ :‬األول داخلي متعلق بالعامل‪ ،‬حيث شعوره بعدم‬
‫استطاعته الحصول فرص اقتصادية خارج نطاق العمل‪ ،‬باإلضافة إلى الميل بعدم بالمغامرة‬
‫بتغيير منصب عمله ‪ ،‬أما البعد الثاني‪ :‬عدم وجود فرص عمل نتيجة النخفاض الطلب على‬
‫قوة العمل في سوق العمالة ما دام العرض أكبر من الطلب فإن العامل يخشى من البطالة‬
‫ويسعى فقط إلى الحفاظ على منصب عمله‪.‬‬

‫تعتبر النقابة العمالية جماعة تحقق حاجات اجتماعية ونفسية للعامل‪ ،‬حيث‬ ‫الثانية‪:‬‬
‫تشعره باألمان والثقة‪ .2‬فهذه النظرية تهدف إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تكتل العمال ضمن تكتالت نقابية‪.‬‬


‫‪ -‬حماية منصب العمل من خطر الندرة والمنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة تجعل العمال يشعرون باألمان والراحة النفسية ضمن جماعة تعمل‬
‫على إشباع حاجاتهم االجتماعية دون االهتمام بالمطالب المادية واالقتصادية‪.‬‬
‫إن هذه النظرية القت عدة اهتمامات منها‪:‬‬

‫‪ - 1‬النقابة في المؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.100‬‬


‫‪ - 2‬عبد الباسط محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.207‬‬
‫‪33‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن العمال يطمحون فعال للحفاظ على مناصب عملهم في ظل الندرة‬


‫والمنافسة‪ ،‬والبحث عن جماعة تشعرهم باألمان وتحقق حاجاتهم االجتماعية‬
‫ضمن نظام المجتمع الذي يمتاز بالفردية ضمن عالقات العمل‪.‬‬
‫وعليه ال يمكن حصر نشأة النقابة العمالية في الجانب النفسي واالجتماعي فقط وإغفال‬
‫الجانب االقتصادي والمادي للعمال‪.1‬‬

‫‪ -3‬نظرية المضامين االقتصادية‪:‬‬


‫ظهرت هذه النظرية في بريطانيا وأبرز ممثليها‪ :‬بياتريس و سيدني ويب‪ ،‬تنطلق في‬
‫تفسير النقابات العمالية من بداية العمل الصناعي وكانت تهدف إلى كيفية القضاء على‬
‫النظام الطائفي‪ ،‬األمر الذي أدى إلى خلق ظروف وخلق شروط عمل جيدة أدت إلى ظهور‬
‫فجوة بين العامل ورب العمل‪ ،‬فهذا األخير الذي فرض شروطه على العامل الذي لم يجد‬
‫أمامه سوى القبول بها والعمل وفقها‪.2‬‬

‫غير أن هذا الوضع لم يستمر طويال نتيجة للوعي عند العمال وإيمانهم بضرورة التكتل‬
‫من أجل ضمان شروط أفضل للعمل وتحقيق مصالحهم االقتصادية‪ ،‬وقد تم التركيز على‬
‫مطالب معينة منها األجور‪ ،‬مدة العمل‪ ،‬الظروف الفيزيائية للعمل‪ ،‬الضمان االجتماعي‬
‫وعيرها‪...‬‬

‫تعتبر هذه النظرية أن العامل إنسان تحركه مصالحه االقتصادية المباشرة ومن ناحية‬
‫أخرى يهتم بوضعه االجتماعي إذ يجد نفسه عاجز أمام رب العمل الذي يتمتع بالسلطة‬
‫ومركز اقتصادي مهم باإلضافة إلى أن العامل يجد نفسه في منافسة شديدة مع زمالئه‬
‫ومجبر على قبول أي شرط يفرضه صاحب العمل‪.‬‬

‫فحسب هذه النظرية أن العامل إنسان يسعى إلى إشباع حاجياته االقتصادية وتحسين‬
‫وضعه االجتماعي ولتحقيق هذه المطالب يجب استعمال الوسائل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة الضمان المتبادل‪ ،‬وذلك عن طريق تعويض العمال أثناء اإلضرابات‪.‬‬

‫‪ - 1‬النقابة في المؤسسة الصناعية الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪.106،107‬‬


‫‪ - 2‬عبد الباسط محمد حسن‪ :‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪.214 ،212‬‬
‫‪34‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬المفاوضة الجماعية مع أرباب العمل للوصول إلى حل يرضي الطرفين‪.‬‬


‫‪ -‬الضغط على الحكومة فيما يخص تشريعات العمل لضمان حقوق العمال‪.‬‬
‫‪ -‬رغم كونها من النظريات المهمة في دراسة النقابة العمالية إال أنها ركزت‬
‫على الجوانب المتعلقة بظروف وشروط العمل وتجاهلت جوانب أخرى تهم‬
‫العامل وتؤثر على مصالحه مثل الجوانب االجتماعية والنفسية‪.‬‬
‫هذه النظرية تجد نفسها مناقضة مع الواقع في بعض جوانبه وتلقى صعوبة في التعامل‬
‫معه‪ ،‬هذا األخير يحمل في طياته عدة تناقضات متمثلة في اختالف تطلعات وطموحات‬
‫األفراد‪ ،‬فهناك عمال يتطلعون إلى أكثر من تحسين األجور وظروف العمل بل إلى وضع‬
‫معترف به في المنشأة وإلى جماعة تشارك معه وتلبي حاجياته النفسية‪.‬‬

‫‪ -4‬النظرية الثورية‪:‬‬
‫لقد نشأ االنتماء النقابي بصورة تقليدية للطبقة العاملة بعد أن تفاقمت التناقضات الطبقية‬
‫وتصاعدت حدتها بين العمال والرأسماليين‪ ،‬وبعد أن ظهرت النقابات كأداة للدفاع عن‬
‫الطبقة العاملة وأهدافها المهنية واالقتصادية واالجتماعية وقد كانت الفعاليات التي يتجسد‬
‫بواسطتها االنتماء النقابي تدور حول المسائل التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬النضال من أجل إلغاء مبدأ األجور الرأسمالي ألن تحديد األجور يمثل أبشع صور‬
‫االستغالل وأكثرها اضطهادا لعمال‪.‬‬
‫ب‪ .‬النضال من أجل معارضة السلطة السياسية البورجوازية‪.‬‬
‫ج‪ .‬اعتبار اإلضرابات واالعتصامات العمالية من أهم الوسائل النضالية التي يمكن‬
‫بواسطتها إسقاط السلطة البورجوازية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ .‬اعتبار النقابات العمالية بديال للحزب الثوري‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم هذه النظرية إلى قسمين‪:‬‬

‫األول تفاؤلي‪ :‬يرى أن النقابة وسيلة فعالة في نصرة العمال‪.‬‬

‫‪ - 1‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.142‬‬


‫‪35‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الثاني تشاؤمي‪ :‬يعتقد بمحدودية دور النقابة وعدم قدرتها على تحقيق مطالب ومصالح‬
‫العمال بصفة جدية وفعالة‪.‬‬

‫▪ االتجاه التفاؤلي‪ :‬يعتبر الفيلسوف االقتصادي والرجل السياسي األلماني عالم‬


‫االجتماع "كارل ماركس" الممثل الرئيسي لهذه النظرية فالحركة النقابية عنده‬
‫ارتبط ظهورها بتطور قوى اإلنتاج ومطالب العمال‪ ،‬وكانت نضاالتهم وليدة‬
‫االستغالل الرأسمالي‪ ،‬حيث شكلت عالقات إنتاجية متناقضة‪ ،‬هذا ما أدى إلى‬
‫انقسام المجتمع إلى طبقتين‪ :‬طبقة مالكة لقوى العمل تعرف بالطبقة الرأسمالية‬
‫البورجوازية‪ ،‬وطبقة ببيع قوة عملها إلى رب العمل مقابل أجر زهيد‪ ،‬وتعرف‬
‫بالطبقة البروليتاريا‪.1‬‬
‫▪ االتجاه التشاؤمي‪ :‬انطلق ها االتجاه في تحليله للنقابات من وجهة نظر مفادها‪:‬‬
‫عدم التلقائية في تشكيل الوعي العمالي‪ ،‬كما لم يعتقد في حتمية ثورة النقابات في‬
‫اع تمادها على الجاني االقتصادي والسياسي والحرفي‪ ،‬ويرى بأن الكفاح وحده‬
‫للنقابات لن يحقق تغييرا‪ ،2‬وأن نجاح النقابات لن يتحقق إال بالتأثير اإليديولوجي‬
‫واإلشراف السياسي للدولة‪ ،‬أي وجود وجهة طالئعية تقوم فيها بنشر الفكر‬
‫االشتراكي وتعميمه ومراقبته‪ ،‬حتى يتشكل الوعي الطبقي لدى العمال‪ ،‬ويعتبر كل‬
‫من " لينين" و " روبرت ميتشلز" من أبرز الممثلين لهذا االتجاه‪.‬‬
‫‪ -‬فالديمير لينين ( ‪ :)1924 – 1870‬يرى بضرورة وجود فئة تقوم يتحمل‬
‫مسؤولية نشر المبادئ واألفكار االشتراكية والنقابات ما هي إال وسيلة من‬
‫أجل هذا التأطير‪.‬‬
‫ومنه نستخلص أن فكرة لينين بها الفكر أغفل العديد من الجوانب التي تهتم بها النقابة‬
‫كالجاني االجتماعي واالقتصادي والنفسي‪.‬‬

‫‪ -‬روبرت ميتشلز ( ‪ :) 1936 – 1876‬إن تحليله للنقابة استقاه من دراسته‬


‫لألحزاب السياسية‪ ،‬حيث قدم نظرة داخلية من بنية وظائف النقابة‪ .‬فيعتقد أن‬

‫‪ - 1‬عبد الباسط محمد حسن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.209‬‬


‫‪ - 2‬جمال البنا‪ ،‬الحركة النقابية وتطورها‪ ،‬مطابع الجامعة العالية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬د ط ‪ ،1989‬ص ‪.161‬‬
‫‪36‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النقابات العمالية لن تبقى على سعيها في تحقيق مكاسب العمال والدفاع عن‬
‫مصالحهم ‪ ،‬وإنما ستصبح منشآت بيروقراطية تتحكم فيها األقلية المنتخبة‬
‫القيادية‪ ،‬وتعمل هذه األخيرة على تحقيق مصالحها وفوائدها‪ ،‬والمحافظة‬
‫على مكاسبها الذاتية كالمنصب القيادي والمكانة االجتماعية ‪..‬الخ‪ ،‬ومن هذا‬
‫صاغ قانونه المعروف بـ‪" :‬القانون الحديدي " لألوليجاركية والذي يتضمن‬
‫‪1‬‬
‫األفكار التالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬اتساع تنظيمات العمال وبالتالي عدم تمكنهم من المشاركة في مناقشة‬
‫القرارات واتخاذها‪.‬‬
‫ب‪ .‬انقسام النقابات إلى أقلية حاكمة وأغلبية محكومة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الميل نحو التنظيم البيروقراطي ومركزية القرار‪.‬‬
‫د‪ .‬االختالف الوظيفي يؤدي إلى االختالف االجتماعي وحتى‬
‫األيديولوجي‪.‬‬
‫ه‪ .‬التخصص والمعرفة التامة بجميع الجوانب التي تمكن الرئيس من‬
‫إدارة التنظيم النقابي وهو األمر الذي ال يتوفر لجميع العمال مما‬
‫يؤدي إلى إعادة انتخاب نفس األعضاء في نفس المنصب‪.‬‬
‫ويعتبر ميتشلز أن عدم وجود الديمقراطية الداخلية سوف يكون لها تأثير على آمال‬
‫العمال‪ ،‬ومدى سعيهم لتحقيقها‪ ،‬باإلضافة إلى أن األقلية الحاكمة مع مرور الوقت سوف‬
‫تتخلى عن دورها في الدفاع عن حقوق العمال لتصبح أداة لتكريس الرأسمالية ألنها سوف‬
‫تعمل على تحقيق مصالحها الخاصة والحفاظ على مناصبها‪.‬‬

‫‪ -5‬النظرية االجتماعية‪:‬‬
‫في هذا السياق قسم ميشال كروزيه النظرية االجتماعية المهتمة بالنشاط النقابي والمفسرة‬
‫‪2‬‬
‫لها إلى‪:‬‬

‫‪- 1‬عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪.190 ، 185‬‬
‫‪ - 2‬جورج فريدمان‪ :‬رسالة في سوسيولوجيا العمل‪ ،‬ترجمة حسن حيدر‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬وجهة النظر الوراثية‪ :‬وهي تنطلق من أصل ونشأة النقابة وموقعها في المجتمع‬
‫وظروف تشكلها حيث ترى هذه النظرية أنه يوجد أفراد استثنائيين استطاعوا ومع‬
‫العمال حولهم مستغلين الظروف المزرية التي يعيشونها‪ ،‬والتي تحولت فيما بعد‬
‫إلى الطبقة العامة‪.‬‬
‫كما أنه ل يمكن الجزم بوجود أفراد متميزين بل البد من التأكيد على حدوث تغيرات‬
‫وتطور للعالقات االجتماعية ترتب عنه ظهور الطبقية في المجتمع‪ ،‬والتحالفات التي‬
‫تظهر في مراحل معينة بين الطبقات المسيطرة‪ ،‬كأصحاب رؤوس األموال والسلطة‪،‬‬
‫كما ال يجب تجاهل التوجه السياسي الهام السائد في المجتمع‪.‬‬

‫ب‪ .‬وجهة النظر الوظيفية‪ :‬اهتمت هذه النظرية بالناحية الوظيفية للنقابات من خالل‬
‫دراسة المهام المنوطة بها ‪ ،‬أي االهتمام بالوظائف التي تقوم بها النقابة والمرتبطة‬
‫أساسا مع الواقع االجتماعي الذي تعيشه ويرى أصحاب هذه النظرية أن دور‬
‫النقابة مرتبط بالفعل المباشر وردود األفعال المترتبة عنه داخل المؤسسة‬
‫اإلنتاجية عالوة على نشاطها المالزم لمناقشة ظروف العمل واألجور وكذا كيفية‬
‫الحصول على استقاللية التنظيمات النقابية على أرباب العمل أو المسيرين‪،‬‬
‫وتركز بصفة خاصة على دراسة المفوضات الجماعية‪ ،‬غير أن الواقع يثبت أن‬
‫دور النقابات ال يمكن حصره في النقاط السالفة الذكر بل يتعداه إلى مهام أخرى‬
‫وقد يختلف عنه نهائيا السيما بالنسبة للمجتمعات التي عانت االستعمار حيث ال‬
‫يقتصر دور النقابة على المستوى االجتماعي فحسب بل يتعداه إلى الجاني‬
‫السياسي‪ ،‬إذ سجل التاريخ التحام النقابات بالحركات السياسية من أجل القضاء‬
‫على االستعمار‪ ،‬كما تختلف وظيفة النقابة باختالف التوجه السياسي وطبيعة‬
‫النظام االقتصادي واالجتماعي ‪ ،‬إذ يختلف دور النقابات في المجتمعات الصناعية‬
‫الرأسمالية عن المجتمعات االشتراكية وعن المجتمعات السائرة في طريق النمو‬
‫والتي ال تزال في طور التشكل الصناعي‪ ،‬باإلضافة إلى طغيان الطرح السياسي‬
‫على النقابات وعى رغبة السلطة في لتحالف مع أرباب العمل لتحطيم النقابات‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج‪ .‬وجهة النظر البنيوية‪ :‬تعتمد في دراستها للنقابات علة البنية الداخلية لها‪ ،‬أي‬
‫دراسة الناحية التنظيمية للنقابة كبناء اجتماعي متميز‪ ،‬له خصائص محددة تساعد‬
‫على العمل بصفة مستمرة ومستقرة وهي بهذا تركز على البيروقراطية للنقابات‪.‬‬
‫لكن بالرغم من تعدد البنى والهياكل يبقى أن قوة النقابة أو ضعفها ال يرتبط أساسا‬
‫بنوع التنظيم ‪ ،‬بقدر ما يرتبط بالعالقة القائمة داخل المؤسسة ‪ ،‬على المستوى‬
‫األفقي والعالقات العمودية بين القاعدة العمالية والمركزية النقابية‪ .1‬وعليه فإن‬
‫هذه النظرية أهملت الظروف الموضوعية التي من شأنها السماح للنقابة بتجاوز‬
‫مشاكلها‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة البيروقراطية‪:‬‬
‫لقد شكل نمو البيروقراطية وال يزال يشكل داخل الحركة العمالة الموضوع الهام لمناقشة‬
‫فكان أنصار "ماكس فيبر" يرون فيها األجور األساسية وحللوا بشكل ناجح الوضع المعنوي‬
‫للنقابيين الدائمين وميلهم الطبيعي لالندماج بالطبقات الوسطى‪.‬‬

‫هناك ثالث مبادئ تنظيمية ممكنة‪ :‬جغرافي – مهني – صناعي‪ ،‬إذ يمكن للنقابيين أن‬
‫يتجمعو في خاليا إقليمية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لعمال المجلة الواحدة‪ ،‬أو في خاليا مهنية (‬
‫مهنة معينة)أو في خاليا صناعية‪ ،‬كما هو حال جميع العمال في الصناعة الواحدة‪ .‬وبالطبع‬
‫هناك تشابك لهذه المبادئ دائما‪ ،‬فالتنظيم الصناعي هو تجمع لعمال الصناعة مثال‪.‬‬

‫‪ -‬تمركز السلطة‪:‬‬
‫يشكل تمركز السلطة مظهرا عاما في مجتمعنا‪ ،‬يؤطر الحركة العمالية بشكل غير مباشر‬
‫ويجعل البعد الوطني سوق العمل والنفوذ الدولي لالحتكارات الكبرى‪ ،‬ويعتبر تمركز‬
‫السلطة بين يد المسؤولين النقابيين‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد المنعم الغزالي الجبييلي‪ :‬الحركة العمالية والنقابية في العالم‪ ،‬مكتبة النهضة بغداد‪ ،‬د ط د س ‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪39‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النظريات المفسرة لنشأة الحركة النقابية‪:‬‬ ‫‪.V‬‬


‫‪ -1‬النظرية النقابية‪:‬‬
‫يقترح ‪ ،D.Belanbier‬تفسيرا ديناميكيا للنقابة‪:‬‬

‫حيث يرى أنها تهتم بالجانب الوظيفي للنقابيين ( أي االندماج االجتماعي) والجاني‬
‫اإليديولوجي (الحركة العمالية)‪ ،‬فهو يرى أن النقابة ظاهرة اجتماعية حيث أن هناك دائما‬
‫جوانب جديدة إو غير معروفة ففي البلدان االشتراكية مثال‪ :‬فاإليديولوجية هي سياسة تعطي‬
‫الطبقة العاملة دورا مفضال في المجتمع‪ ،‬وهي كذلك مكون لنسق اقتصادي‪.‬‬

‫ويضيف أن الفرق الموجود بين النقابة المستقلة في الدول الرأسمالية والدول االشتراكية‬
‫أن هذه األخير لها صلة وثيقة مع السلطة السياسية‪ ،‬ونشاطها األساسي يكمن في السياسة‬
‫االقتصادية بينما في الدول الرأسمالية تكون مستقلة عن أرباب العمل‪ ،‬كما أنها تتحصل منذ‬
‫تأسيسها على قانون رسمي‪ ،‬وهذا لكي تؤدي المهام التي تسنها لها الدولة‪ .‬وتساهم في‬
‫تحقيق الخطط اإلنتاجية‪.‬‬

‫أما "آالن توران " له نظرية حول النقابة حيث يرى أن تدخالت المنظمات النقابية‬
‫أصبحت معدلة في مجالين هما‪:‬‬

‫المجال األول‪ :‬تحاول الحصول على رفع األجور‪ ،‬وتحسين ظروف العمل‪ ،‬وعالقته‬
‫بتطوير اإلنتاج أو األرباح‪ ،‬ودور هذه النقابات ال يقتصر على الموقف الدفاعي فقط ولكن‬
‫تأخذ مسؤولياتها حيث تتدخل في إعداد السياسات االقتصادية والتخطيط‪.1‬‬

‫المجال الثاني‪ :‬النقابات تغير وتنظم المطالب التي تهم أكثر فأكثر مكان العمل في‬
‫المجتمع وليس فقط في التنظيم‪ ،‬ولهذا يعتبر دوران النقابة كعامل للنسق التقريري التنظيمي‬
‫كأن يمثل مصلحة أو قسم من المؤسسة‪ ،‬ويرى كذلك أن الحركة النقابية ليست داخلية وال‬
‫خارجية بل إنها عامل أساسي في ميدان المؤسسات االقتصادية‪.‬‬

‫‪Alain Touraine,pour lasociologie,paris édition seuil,1974, p 25 - 1‬‬


‫‪40‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن هنا يستنتج آالن توران ان هناك نقابة موجودة بين النقابة اإلدماجية والنقابة‬
‫المعارضة وهو ما يسميه بـ‪ :‬النقابة المراقبة‪.‬‬

‫إن األهمية التي تكتسيها النقابة اليوم حي آالن توران تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬اعتبار النقابة كعامل أساسي مشارك في نسق القرارات السياسية‪.‬‬


‫‪ -‬من خالل وظيفتها األساسية والمتمثلة في المطالبة في كل ما له عالقة بالعمل‬
‫فهي تسعى إلى أن تصبح مر اقبة أو تملك حق مراقبة الشغل واليد العاملة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ليصبح دورها هو الدفاع عن العمال بصفتهم أجزاء‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية الماركسية‪:‬‬
‫يرتبط موضوع النقابة ارتباطا وثيقا بظاهرة النضال العمالي‪ ،‬الذي كان نتيجة الختالل‬
‫التوازن وهو ما عبر عنه "كارل ماركس" من قبل ‪ ،‬حين ما جعل من اإلغتراب والصراع‬
‫داخل المنظمات الرأسمالية موضوعا جوهريا في تحليالته لعالقات العمل‪ ،‬عندما رأى أن‬
‫للصراع التنظيمي جوانب مرغوبة‪ ،‬حيث أن التنظيم يضم بداخله جماعات اجتماعية كبيرة‬
‫ومتباينة من حيث االهتمامات والمصالح التي تدافع عنها‪.‬‬

‫والواضح أن هناك جماعتان كبيرتان تتصارعان على المصالح واالهتمامات وهما‪:‬‬


‫جماعات العمل من جهة واإلدارة من جهة ثانية‪ ،‬أو بين الجماعات التي تملك السلطة‬
‫واألخرى التي ال تملك السلطة‪ ،‬كل هذا قد يؤدي بالعامل إلى شعوره باالغتراب نتيجة‬
‫إحساسه بعدم ملكيته لوسائل اإلنتاج‪،‬‬

‫باإلضافة إلى عدم منحه فرصة التعبير عن ذاته من خالل السماح له باالبتكار نظرا‬
‫للرقابة والروتين اللذان يعيشهما مما يفقده ذوق طعم العمل الذي ينجزه‪ ،‬وهو الواقع الذي‬
‫يعيشه العامل تحت ظل النظام البورجوازي‪.‬‬

‫ويستدرك في موضوع آخر أن حالة الغربة ال تقتصر على التنظيمات الرأسمالية وإنما‬
‫‪1‬‬
‫هي حالة تتميز بها جميع التنظيمات على اختالف أهدافها‪.‬‬

‫‪Alain Touraine,pour lasociologie, p25 - 1‬‬


‫‪41‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن كارل ماركس يرى أنها السبب الموضوعي لوجود النقابات ‪ ،‬فهذا الوجود ال يجب أن‬
‫يقتصر على المطالب االقتصادية المتمثلة في تحسين األجور وظروف العمل‪ ،‬بل أن‬
‫تتخطاها إلى مطالب سياسية واجتماعية‪ ،‬كما يرى االتجاه الماركسي " أن التنظيمات النقابية‬
‫ليست أهدافا بحد ذاتها وإنما هي مؤسسات سياسية لزيادة التماسك بين العمال"‪ .‬ويرى‬
‫ماركس أن ت حسين أوضاع العمال المادية واالجتماعية ال تأتي إال من خالل تنظيم العمال‬
‫‪2‬‬
‫في منظمات نقابية تشارك في تحديد ظروف العمال وشروطه على كافة المستويات‪.‬‬

‫‪ -3‬النظرية األيديولوجية‪:‬‬
‫ترى هذه النظرية أن المحرك األساسي للنقابات هي األيديولوجيات المتبناة والتي تعمل‬
‫وفقا لها وتسعى إلى تحقيق أفكارها ومبادئها بناء عليها‪ ،‬فالحركات العمالية في البلدان‬
‫الغربية والنامية انطلقت من اإليديولوجية الثورية‪ ،‬بينما في الو م أ تندمج بعمق في الحياة‬
‫االجتم اعية وأصبحت راسخة في حياة المشروعات باإلضافة إلى قدرتها على تسوية‬
‫الصراعات الكبيرة‪ ،‬كما أنها تملك أساليب الضغط على أرباب العمل والسلطة معا‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يؤكد استقالليتها عكس الكثير من النقابات التي تعرفها بعض المجتمعات ‪.‬‬

‫بينما في أوروبا نجدها تحمل سمات مشتركة حيث ال يزال الجاني التقني واالقتصادي‬
‫منفصل بوضوح على الجانب السياسي أو االجتماعي ‪.‬‬

‫إما في بلدان العالم الثالث فإنها تسعى لتمثيل الطبقة العاملة غير أنها لم تصل بعد إلى‬
‫المستوى الذي وصلت عليه النقابات في المجتمعات الغربية‪ ،‬وهذا يعود إلى طبيعة تكوينها‬
‫ودهني اتها التي ال تزال مرتبطة بنماذج تنظيمية يغلب عليها الطابع التقليدي لهذه‬
‫المجتمعات‪.3‬‬

‫‪ - 1‬صالح بن نوار‪ ،‬فعالية التنظيم في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مخبر علم االجتماع االتصال للبحث والترجمة ‪ ،‬قسنطينة‪ ،2006 ،‬ص ص ‪.172 ،170‬‬
‫‪ - 2‬أسباب نزاعات العمل في المؤسسة الصناعي الجزائرية‪ ،‬مدكرة ماجيستير في تنمية وتسيير الموارد البشرية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.45‬‬
‫‪ - 3‬عبد المنعم الغزالي الجبيلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪42‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد لقيت النظرية اإليديولوجية منذ زمن طويل مبالغة في تقديرها إذ اعتبرت أن العقيدة‬
‫هي المحرك لكل فعل وأن معرفة فلسفة الحركة العمالية كانت تكفي لكي يمكن التنبؤ‬
‫باتجاهها‪.‬‬

‫إن أهمية االيدولوجيا لدى الحركة العمالية تكمن أساسا في توجيه االتهام لألسس التي‬
‫يقوم عليها التنظيم االجتماعي وال شك إن النقابات ليست حركات فكرية وإذا ما أعيدت إلى‬
‫سابقها وحاولت فهم الدور الذي لعبته فإن دراسة األيديولوجية تساعد بالتأكيد على فهم‬
‫فعاليتها‪.1‬‬

‫ومم ا سبق يمكننا القول بأنه ال يمكن دراسة النقابات العمالية بمعزل عن األيديولوجية‬
‫الفاعلة في المجتمع وأيضا العالقات السائدة بين السلطة والمجتمع ككل وما ينجر عنها‪.‬‬

‫‪ -4‬النظرية السياسية‪:‬‬
‫تعتبر هذه النظرية أن النقابة العمالية هي أداة الحكم في المجتمع وإن هذا األخير‬
‫محصلة للعمل والنشاط النقابي بالتركيز على جانبيه القانوني والسياسي حيث أن هذا االتجاه‬
‫يعتقد بسيطرة النقابة على المجتمع ككل‪.‬‬

‫وتتمثل هذه السيطرة في رفض الواقع القائم‪ ،‬واعتماد وسائل تغييرية من أجل تحقيق هذه‬
‫األهداف كاإلضراب والعنف‪.‬‬

‫فهي تسعى إلى تجسيد مجتمع عما لي احتكاري هدفه تغيير بناء المجتمع غير أن هذه‬
‫النظرية تعتبر ثورية فوضوية ال يمكن تجسيدها لعدة اعتبارات‪:‬‬

‫‪ -‬العنف واإلضرابات ليست هي الوسائل الوحيدة لتحقيق المطالب‪.‬‬


‫‪ -‬مقاطعة العمل واعتباره وسيلة جماعية نضالية إلسقاط النظام الرأسمالي‪.‬‬
‫‪ -‬النضال من أجل معارضة السلطة السياسية البورجوازية المعبرة عن مصالح‬
‫‪2‬‬
‫الرأسمالية‪.‬‬

‫‪ - 1‬مسعودي أحمد‪ :‬مالتعددية النقابية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع ‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.37 ،34‬‬
‫‪ - 2‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪43‬‬
‫إشكالية الفعل النق ابي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ملخض الفصل‪:‬‬

‫تم االعتماد في هذا الفصل على األسلوب السردي التاريخي‪ ،‬حيث ذكرنا أن النقابات‬
‫العمالية ظهرت للعيان بعد تفاقم ظروف الطبقة العاملة وتعقد مشكالتها تحت شعار "‬
‫التحضر والتصنيع" األمر الذي بلور الوعي العمالي الذي بدوره قاد إلى ظهور التنظيمات‬
‫النقابية للعمال‪ ،‬هذه التنظيمات التي لم تهدف إلى إزالة المظالم الطبقية والمبادئ االجتماعية‬
‫التي تعرضت لها لفترات طويلة من الزمن فحسب‪ ،‬بل هدفت أيضا إلى تحسين ظروف‬
‫العمال وضمان الحقوق االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ناهيك هن دورها المتميز في رفع مكانة‬
‫الطبقة العاملة وتحقيق المزيد من المكاسب والحاجات لها‪.‬‬

‫وقد فسرت هذه النشأة للحركات النقابية بعدة نظريات وهذا راجع الختالف أنماط التنظيم‬
‫النقابي‪ ،‬وكذلك ظهور كل نمط منها في مرحلة زمنية معينة باإلضافة إلى اختالف أوضاع‬
‫العمال من بلد آلخر‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪47‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫سنتطرق في هذا الفصل إلى أهم التصنيفات النقابية الكالسيكية والمتمثلة في النقابة الحرفية‬
‫الصناعية‪ ،‬والعامة‪ ،‬وتصنيف آخر على أساس السياسة النقابية ونميز فيها ثالث أنواع‪ :‬إصالحية‪،‬‬
‫ثورية‪ ،‬مشاركة في السلطة‪.‬‬

‫فيما انحصرت المهمة النقابية في عدة وظائف قمنا بذكر أهمها وركزنا على الوظيفة االجتماعية‪،‬‬
‫ثم انتقلنا إلى تحديد أهم أهداف النقابة االجتماعية منها والعامة‪ ،‬مع ذكر بعض أهداف النقابات‬
‫الجزائرية كما سنتطرق إلى أبرز األساليب التي تعتمدها النقابات لتحقيق بعض المطالب العمالية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -01‬تصنيف النقابات العمالية‪:‬‬


‫إن تطور النقابات العمالية بفضل النضال المرير ضد أرباب العمل‪ ،‬وكان من نتائجه ظهور‬
‫اختالفات في الوظائف بين النقابات نفسها مما أدى إلى خلق أنماط مختلفة من التنظيمات النقابية لكل‬
‫منها أسلوبه الخاص في العمل و أسلوبه الخاص في حل المشاكل‪ ،‬ولذلك فإن تصنيف النقابات فكرة‬
‫تفرض نفسها‪ ،‬ولذلك تعددت التصنيفات المقدمة للنقابات العمالية فهناك تصنيف كالسيكي يقسم‬
‫النقابة العمالية إلى‪:‬‬

‫وتتكون من أبناء الحرفة الواحدة بغض النظر عن الحرفة التي يزاولونها‬ ‫أ‪ -‬نقابات حرفية‪:‬‬
‫وهذا ما يخلق لديهم نوع من المعرفة بنوعية المشاكل التي تواجههم‪ ،...‬إذ يعد التنظيم الحرفي أقدم‬
‫تنظيم نقابي‪.1.‬‬
‫ب‪ -‬نقابات صناعية‪ :‬وهي نقابات مفتوحة أمام جميع عمال قطاع صناعي معين‪ ،‬ولذلك كان‬
‫من حق هؤالء العمال تكوين نقابة خاصة بهم تحل اسم تلك الصناعة‪ ،‬ويرجع ظهور هذا النمط من‬
‫النقابات إلى اتساع حجم الوحدات اإلنتاجية وظهور المصانع الكبيرة‪ ،‬ورغبة العمال الغير فنيين‬
‫االنضمام غلى صفوف النقابة لتشكيل قوة تواجه أصحاب العمل‪.2‬‬
‫ت‪ -‬النقابة العامة‪ :‬وهي النقابة العمالية الكبيرة التي تضم كافة العمال مهما تكن حرفهم ومهما‬
‫تكن المنشآت التي يعملون فيها وينتمي إلى هذا النمط من النقابات هؤالء العمال الذين ال يمارسون‬
‫حرفة محددة وال تنتمون إلى مؤسسة أو دائرة محددة‪ ،‬وتتمثل هذه النقابة بنقابة الخدمات العامة‪،3‬‬
‫وتصنف على أساس السياسة النقابية ونقصد بها الخطة أو اإلستراتيجية التي تنتجها النقابة من‬
‫أجل تحقيق مطالب العمال المادية منها والمعنوية ونميز ثالث أنواع‪:‬‬
‫ث‪ -‬النقابة اإلصالحية‪:‬‬
‫هدفها تحسين ظروف العمال والتخفيف من ساعات العمل ورفع األجور ووضع نظام للضمان‬
‫االجتماعي دون رفضها ل لنظام االقتصادي والسياسي القائم‪ ،‬فهي تحاول التعامل والتكيف معه‪،‬‬
‫وهناك من يطلق على هذا النوع من النقابة بالنقابة المراقبة وهي تعتمد على المشاركة العمالية في‬

‫‪ - 1‬أحمد زكي بدوي‪ :‬عالقات العمل في الدول العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1985 ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ - 2‬باركر وآخرون‪ :‬علم اإلجتماع الصناعي‪ ،‬ترجمة مجموعة من األساتدة دار المعارف‪ ،‬االسكندرية (د‪،‬س)‪،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ - 3‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.138‬‬

‫‪49‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اإلدارة‪ ،‬وفي اتخاذ القرارات وفي وضع األهداف‪ ،1‬ومن بين أهم الدول التي عرفت هذا النوع من‬
‫النقابة هي إنجليترا ‪ ،‬حيث نجد أنها تشكلت فيها في الفترة ما بسين ‪.1890 – 1848‬‬

‫ج‪ -‬النقابة الثورية‪:‬‬


‫إن الظروف الصعبة التي تعيشها الطبقة العمالية من سوء ظروف العمال وانخفاض األجور‬
‫وطول مدة العمل ‪ 17‬ساعة في البوم يدفعها للشكوى ضد النظام الذي ال يضع المنتج في موضعه‬
‫الحقيقي‪ ،‬وهي تقوم على مبدأ مهم وهو رفض النظام القائم الذي تسيطر عليه الطبقة البورجوازية‬
‫وتسعى إلى تغييره‪.‬‬

‫فالصراع بين الطبقتين يجعل العمل النقابي ذو طابع ثوري ال يكتفي بتحسين ظروف العمل وإنما‬
‫يتعداها حتى ال تكون السيطرة ألرباب العمل‪ ،‬إذ أن غايتها تغيير البناء االجتماعي ككل‪ ،‬وهناك من‬
‫يصطلح على هذا النوع من النقابة بالنقابة المعارضة‪ ،‬فهي تسعى للسيطرة على وسائل اإلنتاج حتى‬
‫تكون فيها السيطرة للعمال‪ .‬كما أنها منفصلة على األحزاب السياسية‪ ،‬لكونها تعتبرها جهة تسعى‬
‫للسيطرة عليها خدمة للنظام القائم ومصالحها الخاصة‪ ،‬ومن أهم الدول التي عرفت هذا النمط هي‬
‫فرنسا‪.2‬‬

‫ح‪ -‬النقابة المشاركة في السلطة‪:‬‬


‫هي نقابات مختلفة ال تتفاوض وال تلجأ إلى سالح اإلضراب‪ ،‬فليس هناك مجال للمعارضة‪ ،‬وإن‬
‫أهمك النقابات التي تتبنى هذا النمط هي النقابات السوفيتية واأللمانية‪ ،‬فهي تشارك في اتخاذ‬
‫القرارات بينما جانبها المطلبي محدود‪ ،‬كونها مرتبطة بالتنظيم‪.3‬‬

‫‪ - 1‬جرج فريديمان‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.332‬‬


‫‪ CGT - 2‬الكونفيدرالية العامة للعمل وهي أول نقابة في فرنسا سنة ‪.1895‬‬
‫‪ - 3‬عبد الباسط محمد حسن‪ :‬علم االجتماع الصناعي‪ ،‬مكتبة انجلو المصرية للنشر‪ ، 1972 ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪50‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -02‬وظائف النقابات العمالية‪:‬‬


‫انحصرت المهمة النقابية في المراحل األولى من نشأتها في الضغط على أرباب العمل من أجل‬
‫المحافظة على مستوى األجور‪ ،‬حيث كان سوق العمل يعاني من كثرة اليد العاملة مما أدى إلى‬
‫ظهور منافسة بين العمال على أماكن العمل المحدودة وبشروط صعبة للغاية مع معاناتهم من‬
‫االستغالل البشع من طرف أرباب العمل‪ ،‬إذا فالمهمة األساسية األولى للنقابة العمالية هي رفع‬
‫األجور‪ ،‬لكن مع مرور الزمن تغيرت األوضاع وأثبتت الدراسات أن التنظيمات النقابية ال تنحصر‬
‫مسعا ها في الدفاع عن المصالح االقتصادية للعمال‪ ،‬بل تتعداه إلى حاجات أخرى التي ال يمكن أن‬
‫يكون لها دور مهما في العديد من النواحي منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوظيفة االقتصادية‪:‬‬


‫تعتبر هذه الوظيفة من أهم الوظائف النقابية حيث أن الصناعة الحديثة وخاصة في المجتمعات‬
‫الرأسمالية خلقت تناقضا أساسيا بين أرباب العمل والعمال‪ ،‬ظهر أثره في حدوث صراع بينهما حول‬
‫كثير من القضايا المتعلقة بمستويات األجور‪ ،‬ساعات العمل‪ ،‬شروط االستخدام‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التغيرات التكنولوجية التي كان لها أثر كبير في تهديد العمال‪ ،‬وعدم استقرار وضعهم االقتصادي‪،‬‬
‫حيث وجد ال عمال في النقابة منظمة قوية تستطيع الدفاع عن حقوقهم وتحقيق مطالبهم االقتصادية‬
‫وخاصة فيما يتعلق برفع األجور‪ ،‬وتنظيم ساعات العمل وتحقيق االستقرار في العمل‪.1‬‬

‫ويشير "سيدني ويب" إلى أن وظائف نقابات العمال تنعكس في تحسين ظروف العمل ألعضائها‬
‫والمحافظة على مستويات هم المعيشية واالجتماعية والتدهور واالنحطاط ‪ ،...‬تحسين ظروف العمل‬
‫وزيادة أجور العمال وتقليص ساعات العمل‪ ،‬يعني زيادة األجور الحقيقية للعمال بحيث تنطبق‬
‫الزيادة مع ارتفاع األسعار‪ ،‬فإذا ما تعادلت كفة مستويات األجور مع كفة مستويات األسعار فإن‬
‫العمال يستطيعون الحفاظ على مستواهم المعيشي‪ ،‬بينما إذا ارتفعت األجور بنسب تقل عن نسب‬
‫ارتفاع األسعار فإن المستوى المعيشي للطبقة العاملة سينخفض وهذا ما تريده نقابات العمال‪ ،‬ذلك‬

‫‪ - 1‬عبد الباسط محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.27‬‬

‫‪51‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أنها تكافح من أجل تحسين المستوى المعيشي ألعضائها عن طريق رفع أجور العمال بنسب تزيد‬
‫عن ارتفاع األسعار‪.1‬‬

‫ب‪ -‬الوظيفة النفسية‪:‬‬


‫لقد خلقت الصناعة الحديثة جوا من التوتر داخل المصنع نتيجة شعور العمال باالغتراب من‬
‫العمل باإلضافة لبعده عن الجماعات التي كانت تعطيه إحساسا بالثقة والطمأنينة وتهيئ له جوا من‬
‫االستقرار واألمان النفسي‪ ،‬لذلك أصبح الفرد في النظام الجديد يقف وحده معتمدا على نفسه‪ ،‬فكل ما‬
‫يصيبه من نجاح أو من فشل إنما هي أموره وحده ومسائل تخصه دون غيره وقد أدى هذا المبدأ إلى‬
‫زيادة الشعور بالفردية من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى عزل الفرد وفصله عن رفاقه وأوجد لديه‬
‫إحساسا بالحيرة والقلق‪.2‬‬

‫كما أدى التخصص والتقسيم الدقيق لل عمل إلى أجزائها البسيطة وتكليف العامل بمرحة صغيرة‬
‫ومتكررة‪ ،‬قتلت فيه القدرة على اإلبداع واالبتكار واستغالل كل طاقاته ومهاراته فولدت عنده‬
‫الشعور بالتهميش والروتين الممل‪.‬‬

‫وكذلك اإلحساس بعدم الرضا عن نفسه وعن العمل الذي يؤديه وعليه فإن انضمامه إلى النقابة‬
‫يشعر ه بوجوده وكيانه بحيث يمكنه من خاللها التعبير عن طموحاته وتطلعاته والعمل على تحقيقها‪،‬‬
‫كما تزيد الشعور باإليمان والثقة بالنفس والتقدير‪.3‬‬

‫ت‪ -‬الوظيفة التنظيمية‪:‬‬


‫إن النقابة العمالية منذ نشأتها تنظيم يعمل على إيجاد اإلطار الصالح لجميع العاملين في وحدات‬
‫تنظيمية بهد ف توحيد انتسابهم إلى نظام مشترك يكون مجاال لنضالهم وميدانا للتشاور فيما بينهم‬
‫بناءا على مبدأ التضامن بين جموعهم‪ ،4‬فالنقابة تعمل على رفع الكفاءة الفنية للعمال وتدريبهم مهنيا‬
‫وتعمل كذلك على حل المشاكل اليومية للعمال‪ ،‬محاولة رفع مستواهم الثقافي وذلك برفع الكفاية‬
‫الفكرية ألعضائها مما يساعد على إيجاد العامل المثقف المتبصر بأمور الحياة بقدر معقول من‬

‫‪ - 1‬إحسان محمد الحسن‪ :‬علم االجتماع الصناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.152 ، 150‬‬
‫‪ - 2‬عبد الباسط محمد حسن‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ - 3‬مصطفى الفياللي‪ :‬مجتمع العمل ‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،2016 ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ - 4‬مصطفى الفياللي‪ :‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.257‬‬

‫‪52‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الخبرات والتجارب‪ ،‬إن عدم اإللمام بالمستوى الثقافي والفكري للعمال سيعمل على بقاء طبقة العمل‬
‫محرومة من العديد من الحقوق والمزايا‪ ،...‬فالنقابة تعمل على تنمية مهارات العمال وتأهيلهم‬
‫للتعامل مع وسائل اإلنتاج الحديثة وذلك عن طريق التدريب المهني للعمال الذي يعد ضروريا‬
‫لتحقيق أفضل نتائج ممكنة من المخترعات الحديثة مما يسمح للعامل من رفع مستواه بما يضمن له‬
‫االحتفاظ بعمله واالرتقاء فيه‪.‬‬

‫فالعامل هو رب أسرة ويؤثر في المجتمع ومن هنا كان لزاما على النقابات العمالية تزويد العمال‬
‫بأكبر قدر من المعرفة مما يمكنهم من تفهم الظروف االقتصادية واالجتماعية التي يعملون في ظلها‪،‬‬
‫وال شك أن رفع المستوى الثقافي للعمال سيؤدي لمساعدتهم على اتخاذ القرارات السليمة في مجال‬
‫العمل والحياة العامة لهم‪.1‬‬

‫إن معظم النقابات سواء في الدول الرأسمالية واالشتراكية تقوم بتكوين العمال ثقافيا وذلك عن‬
‫طريق وسائل مختلفة كتنظيم دروس لمحو األمية للعمال لتحسين مستواهم التعليمي بفتح مراكز‬
‫للمطالعة وإصدار المجالت الثقافية‪ ،...‬ففي الدول الرأسمالية تكون الوظيفة الثقافية هي نتيجة‬
‫لمطالب الطبقات الشغيلة التي حرمت لوقت طويل من المعرفة ولذلك أصبحت النقابات في هذه‬
‫الدول تملك أقساما تثقيفية للعمال المنخرطين فيها‪ ،‬وذلك من أجل تنمية معرفتهم بشكل منتظم‬
‫وتأهيلهم للقراءة والكتابة كما تطلعهم على حقوقهم وواجباتهم النقابية‪.‬‬

‫أما في الدول االش تراكية فالوظيفة النقابية هي وظيفة أساسية تفرضها طبيعة النظام االشتراكية‬
‫من أجل ترقية العمال من الناحية الفكرية حتى يتمكن من القيام بدوره داخل مكان العمل كمنتج‬
‫ومسير على أكمل وجه وبالتالي يكون مردوده نافعا له بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة فيمكن‬
‫القول أن النق ابات في الدول االشتراكية تعمل على تحسين كفاءة العمال برفع مستواهم المهني‬
‫والتعليمي‪.2‬‬

‫ولكي تحقق النقابات هذا الهدف وتقوم بهذه الوظيفة فإنه يمكنها االستعانة بعدة وسائل وأهمها‬
‫تنظيم الندوات والمحاضرات الثقافية وتطوير الصحافة العالمية‪ ،‬كما يمكنها أيضا إنشاء مراكز‬
‫‪ - 1‬مصطفى أحمد ابو عمرو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.71 ، 70‬‬
‫‪ - 2‬محمد العدل‪ :‬االتجاه االيديولوجي في النظم االجتماعية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬د ط‪ ، 1974 ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪53‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثقافية واجتماعية تكون مقر لنشاطها الثقافي‪ ...‬كما تكون أيضا هذه المراكز مقر للنشاط االجتماعي‬
‫كإقامة الحفالت والدورات الرياضية والمسابقات‪.1‬‬

‫ث‪ -‬الوظيفة االجتماعية‪:‬‬


‫انطالقا من المقولة المشهورة "اإلنسان اجتماعي بطبعه" يمكن القول أن اإلنسان السوي ال يمكنه‬
‫العيش خارج محيط الجماعة التي يعيش فيها فالبيئة االجتماعية تعيش أدوارا مختلفة منها التأثير في‬
‫سلوك األفراد ألن الحاجات واالجتماعية النفسية لهؤالء األفراد هي التي تدفعهم لالنتماء إليها‪.2‬‬

‫يرى "ميلر فروم" أن النقابة تشبع الدافع االجتماعي لدى العامل وتحقق رغبته في االنتماء‪ ،‬كما‬
‫أن االشتراك في التنظيم النقابي وسيلة لغاية أخرى هي إعطاء العامل مكانة اجتماعية مرتفعة حيث‬
‫يستطيع االتصال باإلدارة العليا‪ ،‬ويساهم في بحث الموضوعات المتعلقة بالمؤسسة وتقديم‬
‫المقترحات التي تساهم في حل مشاكل العمل واإلنتاج‪.3‬‬

‫لقد كان نظام الطوائف الحرفية قديما يسيطر على الحياة االقتصادية بحيث كانت الطائفة تحل‬
‫محل العائلة حيث ال تآلف واالنسجام والتضامن بين أعضائها أين كان العامل يشعر باألمان‬
‫واالطمئنان ألنها تعطيه الصفة االجتماعية المستقرة‪ .‬وبعد زوال هذا النظام ظهر نظام المصنع مما‬
‫أضعف تلك الروابط وضعف معها روح اإلحساس باالنتماء‪ ،‬وأصبح كل ما يربط العمال بالمصنع‬
‫هو األجر‪ ،‬باإلضافة إلى الستغالل الفاحش من أرباب العمل والصراعات المستمرة معهم‪ ،‬حال دون‬
‫تكوين حالة اجتماعية هادئة‪.4‬‬

‫وعليه فإن النقابة كما عبر عنها "تانباوم " تعيد للعامل مجتمعه وتعطيه إحساسا بالزمالة وتقدم له‬
‫دورا اجتماعيا يفهمه وتجعل لحياته معنا‪ ،‬حيث يشارك مع اآلخرين في نسق متكامل من القيم‪.5‬‬

‫باإلضافة إلى أن التنظيم النقابي وسيلة لغاية أخرى ‪ ،‬وهي إعطاء العامل مكانة اجتماعية مرتفعة‪،‬‬
‫حيث يستطيع االتصال باإلدارة العليا من غير طريق االتصال الروتيني‪.‬‬

‫‪ - 1‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.72‬‬


‫‪ - 2‬صالح بن نوار‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ - 3‬محمد العدل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ - 4‬عبد الباسط محمد حسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ - 5‬عبد الباسط محمد حسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.298‬‬

‫‪54‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -03‬أهداف النقابة‪:‬‬
‫يصنف علماء االجتماع النقابة العمالية ضمن الجماعات الضاغطة‪ ،‬التي تمثل القوى الشرعية في‬
‫ممارسة وظائف في منظمة تتمتع بوظائف متمايزة‪ ،‬ومتكاملة‪ ،‬تهدف إلى حالة من المساواة‪،‬‬
‫والعدالة االجتماعية واالستقرار داخل المجتمعات‪.‬‬

‫وللنقابة العمالية أهمية قصوى في إحداث حراك اجتماعي داخلي والقوى الداخلية التي تؤثرها في‬
‫مختلف الحياة السياسية االقتصادية واالجتماعي باإلضافة إلى سعيها في تحقيق مجموعة من‬
‫األهداف تقسم كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أهداف النقابات في الدول الرأسمالية‪:‬‬


‫يسعى أصحاب األعمال إلى تحقيق أكبر ربح ممكن وهنا تنشأ حالة الصراع‪ 1‬بين اإلدارة والعمال‬
‫وأصحاب رؤوس األموال من ناحية ومن ناحية أخرى بين العمال والنقابات التي تمثلهم وتدافع‬
‫عنهم‪.‬‬

‫ولو رجعنا إلى أسباب هذا الصراع لوجدنا أن هناك سببين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬سعي أصحاب رؤوس األموال إلى تحقيق أكبر قدر من الربح بتكلفة أقل‪.‬‬
‫‪ -‬يهدف العمال إلى تحقيق أكبر أجر مقابل أقل جهد باإلضافة إلى شعور العمال بأن رؤوس‬
‫األموال ال تخدم المجتمع وال تعمل على إشباع حاجاته بل تخدم الطبقة الرأسمالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهداف النقابات في الدول االشتراكية‪:‬‬
‫إن الهدف األسمى الذي تسعى النقابات إلى تحقيقه هو تدعيم النظام االشتراكي يتم ذلك عن طريق‬
‫القيام بمهام محددة ترسمها وتقررها الحكومة مثل‪ :‬تعبئة العمال لدعم الحزب الحاكم مثال وحثهم‬
‫على تنفيذ مخططات وبرامج الدولة السياسية واالقتصادية وبذلك يتحول هدف النقابات من مسؤولية‬
‫الدفاع عن العمال وحمايتهم إلى مجرد وسيلة وأداة يشتغل بها السياسيون لتنفيذ أغراضهم‪.2‬‬

‫‪ - 1‬عبد الباقي صالح الدين‪ :‬الجوانب العلمية والتطبيقية في إدارة الموارد البشرية بالمنظمات‪ ،‬د ط‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر ‪.44 ،2001‬‬

‫‪ - 2‬محمد حسن منصور‪ :‬قانون العمل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ط‪ ، 2007 ،‬ص ‪135‬‬

‫‪55‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪ -‬األهداف العامة للمنظمات النقابية‪:‬‬


‫• نشر الوعي بما يكفل تدعيم التنظيم النقابية وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫• رفع المستوى النقابي للعمال عن طريق الدورات التثقيفية والنشر واإلعالم‪.‬‬
‫• رفع الكفاية المهنية للعمال واالرتقاء ومستواهم المهني والفني‪.‬‬
‫• تشجيع المنافسات وصيانة ودعم المال العام وحماية وسائل اإلنتاج‪.‬‬
‫• رفع المستوى الصحي واالقتصادي واالجتماعي لألعضاء وعائالتهم‪.‬‬
‫• المشاركة في مشروعات خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية وحشد طاقات العمل من أجل‬
‫تحقيق األهداف واإلسهام في تنفيذها ودراستها ثم تحويلها إلى مطالب‪.‬‬
‫• اإلطالع على صعوبات ومشاكل العمال المادية واالجتماعية ودراستها ثم تحويلها إلى‬
‫مطالب‪.‬‬
‫ث‪ -‬أهداف بعض النقابات العمالية في الجزائر‪:‬‬

‫أهداف النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي اإلدارة العمومية ‪:SNAPAP‬‬


‫تنشط في مختلف فروع الوظيف العمومي تهدف كباقي النقابات إلى الدفاع عن المصالح المادية‬
‫والمعنوية للجماعة المهنية الممثلة لهم‪ ،‬فحسب المادة ‪ 07‬من القانون األساسي لها فهي تسعى للدفاع‬
‫عن المصالح المادية والمعنوية لكل موظفي الوظيف العمومي باإلضافة إلى تطوير وتكوين ثقافة‬
‫النقابة المستقلة في الجزائر فهي تبحث عن التخلص من القيد المحكم على مختلف النقابات الوطنية‬
‫المستقلة‪ ،‬كذلك هي تسعى للمشاركة الفعالة في الثالثية‪.‬‬

‫أهداف اإلتحاد الوطني لعمل التربية ‪:UNPEF‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 08‬من القانون األساسي صفحة ‪.3-2‬‬
‫‪ -‬الدفاع عن مصالح أسالك وعمال التربية المادية والمعنوية والحفاظ على حقوقهم المكتسبة‬
‫والعمل على ترقيتهم مهنيا واجتماعيا وتربويا‪.‬‬
‫‪ -‬تمثيل أسالك وعمال التربية لدى السلطات المحلية والمركزية والدفاع عن فئة المتقاعدين‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ترقية حقوق اإلنسان االجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية كما هو مقرر في المعاهدات‬
‫واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع وتفعيل العمل النقابي النسوي داخل هيئات اإلتحاد‪.‬‬
‫‪ -‬إثراء وتنظيم المنظومة التربوية‪.‬‬

‫أهداف اإلتحاد العام للعمال الجزائريين‪:‬‬


‫من أهم أهدافه‪:‬‬

‫‪ -‬الدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للعمال وتحسين ظروف عملهم ومعيشتهم‪ ،‬وكذلك‬
‫التصدي لمحاولة التعسف واالستغالل‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيق النشاط النقابي من أجل الدفاع عن مصالح العمال باستعمال الوسائل القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬حماية مناصب العمل والدفاع عليها باإلضافة إلى العمل على تحسين القدرة الشرائية للعمال‬
‫والسهر على التوزيع العادل للدخل الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على المكاسب االجتماعية للعمال والسعي من أجل توفير المزيد منها‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز الوعي النقابي وترقية الثقافة العمالية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير وتوجيه وتحسين ومراقبة الخدمات االجتماعية لفائدة العمال المتقاعدين‪.‬‬
‫‪ -‬تكريس عالقات األخوة وتثمين الروابط ومختلف أشكال التعاون مع المنظمات الدولية‬
‫المماثلة بغية تبادل الخبرات‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية حق ا لتفاوض واالتفاقيات االجتماعية والحق في الممارسة النقابية‪ ،‬الحق في العمل من‬
‫أجل المحافظة على المنظومة الوطنية للحماية االجتماعية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن أهداف النقابة العملية تختلف من مجتمع إلى آخر وذلك باختالف‬
‫األنظمة والمنظمات الفكرية في كل المجتمعات‪ ،‬أما فيما يخص أهداف النقابات في الجزائر فإنها‬
‫تشترك في األهداف التالية‪:‬‬

‫• رفع أجور العمال وتحسين القدرة الشرائية‪.‬‬


‫• إعادة النظر في شبكة األجور‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫• إعادة النظر في نظام التقاعد‪.‬‬


‫• إعادة النظر في القوانين األساسية‪.1‬‬

‫‪ -04‬دور النقابة‪:‬‬
‫يعتبر تحقيق المكاسب االجتماعية من أهم األدوار التي تلعبها التنظيمات العمالية لما لها من دور‬
‫فعال في زيادة اإلنتاج ومساعدة األفراد ( العمال) لمواجهة المشاكل والتغلب عليها واالستفادة من‬
‫طاقاتهم‪ .‬فالتنظيمات العمالية تهدف إلى تنمية العنصر البشري وتسعى إلى تحقيق أهدافه عن طريق‬
‫إشا عة العالقات العمالية السليمة وإشباع الحاجات اإلنسانية وتهيئة الفرد ( العامل) لمواجهة‬
‫مسؤولياته المهنية واالجتماعية حتى ينال حياة أفضل ويؤدي عمله بإيجابية وحماس وحثهم على‬
‫االبتكار واإلبداع‪.2‬‬

‫إن تحقيق المكاسب االجتماعية للعامل ليس بالضرورة ماديا فقط بل يمكن تحديدها كذلك في‬
‫مجموعة المجهودات الفنية التي تقوم بها هذه التنظيمات العمالية والتي من بينها‪:‬‬

‫▪ ضرورة احترام العامل في كافة مواقع عمله وحياته‬


‫▪ تحرير الفرد ( العامل) من المعوقات الذاتية والبيئية وبذلك تمكنه من التفكير وتنشيط‬
‫طاقاته في مجال عمله‪.‬‬
‫▪ تحسين ظروف الب يئة بهدف إزالة أسباب التوتر وإتاحة الفرص المناسبة لجميع العمال‬
‫وشغل أوقات فراغهم ويتمثل ذلك خصوصا في الرفع من مستوى العمال الصحي‬
‫واالجتماعي والثقافي مع تهيئة الجو المناسب لخلق التكييف المناسب بين العامل وبيئته‬
‫مما يؤدي إلى الرضا والكفاية لكل من العامل وصاحب العمل‪.‬‬
‫▪ النقابة إذ تتيح له فرصا للتعبير عن نفسه بالقول أو الفعل والتنفيس عن مشاعره ورغباته‬
‫المكظومة متحررا من الخوف أو االزدراء اللذان يتعرض لهما إن هو حاول ذلك في محل‬
‫عمله‪.3‬‬

‫‪ - 1‬القانون األساسي والنظام الداخلي التحاد المواد من ‪ ، 4 ... 1‬ص ص ‪. 5 ، 3‬‬


‫‪ - 2‬عبد المحي محمود حسن صالح‪ :‬الخدمة االجتماعية ومجاالت الممارسة المهنية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬د ط ‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.189 ، 185‬‬
‫‪ - 3‬د‪ .‬فتحي محمد مرسي‪ :‬العالقات اإلنسانية في المؤسسات الصناعية‪ ،‬ص ‪.224‬‬

‫‪58‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫▪ تحسين ظروف العمل وزيادة أجور العمال وتقليص ساعات العمل‪.‬‬


‫▪ تهدف نقابات العمل إلى رفع قيمة العمال في المجتمع وتحسين أوضاعه االجتماعية‪.‬‬
‫▪ من الوظائف األخرى التي تضطلع بها نقابات العمال االهتمام باألمور الثقافية والتعليمية‬
‫للعمال‪.1‬‬
‫‪ -05‬الدور االجتماعي للنقابة‪:‬‬
‫يظن البعض أن دور الحركة النقابية في المجال اجتماعي قاصر على مجرد تقديم التنظيمات‬
‫النقابية للمساعدات االجتماعية ألعضائها في حالة الكوارث أو في المناسبات المختلفة ولكن األمر‬
‫يختلف عن ذلك بكثير ذلك أم النقابات لها دور أساسي في قيادة عملية تطوير المجتمع ‪ ...‬ولها دور‬
‫مؤثر في القضايا االجتماعية الملحة‪.2‬‬

‫إن وظيفة النقابة هي الدفاع عن العمال والطعن في قرارات رب العمل (تعمل أساسا على حل‬
‫المشاكل الفردية في إطار تعاون صراعي مع السلسلة الهرمية وإن كان يتم في إطار قانوني )‪ .‬إن‬
‫لوجود النقابة داخل المؤسسة ادوار جد مهمة‪.3‬‬

‫‪ -06‬أساليب عمل النقابات‪:‬‬


‫األدوات المطلبية هي أساليب النضال العمالي التي تعتمدها النقابة العمالية لتوصيل مطالبها‬
‫ومشاكلها إلي صانعي السياسات العامة وأرباب العمل‪ ،‬وتنوع األدوات المطلبية التي تستخدمها‬
‫النقابات العمالية وفقا ً لعدة عوامل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬مستوى استياء الرأي العام وتعاطفه مع المطالب النقابية‪.‬‬

‫‪ -‬الوضع المادي واالقتصادي للمؤسسات أو الدولة‪.‬‬

‫‪ -‬تحليل ميزان القوة حتى تتفادى النقابة الصدام المباشر الذي يؤدي إلى اإلضراب بمناضليها‪.4‬‬

‫وانطالقا من هدا فأننا سنحاول استعراض مجموعة من أساليب العمل النقابي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إحسان محمد الحسن‪ :‬مرجع سابق‪ :‬ص ص ‪.153 ، 151‬‬


‫‪ - 2‬محمد خالد‪ :‬الحركة النقابية بين الماضي والحاضر‪ ،1975 ،‬ص‪.148‬‬
‫‪ - 3‬زبيري حسين‪ :‬النقابات المستقلة في الجزائر‪ ،‬مقال‪ ،2006 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ - 4‬إيمان النمس‪ :‬مرجع سابق‪ :‬ص‪.85‬‬

‫‪59‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ -‬المفاوضات الجماعية‪:‬‬


‫تعتبر المفاوضات الجماعية من أهم الوسائل التي دفعت الطبقة العمالية لتكتل وتكوين النقابات‬
‫حيث أصبحت من أبرز آليات العمال لتغير الشروط المجحفة التي كانوا يعانون منها في أماكن‬
‫العمل‪ ,‬حيث أصبحت نقابات العمال تتفاوض مع أصحاب العمل لمناقشة ظروف وشروط العمل‬
‫من أ جل التوصل إلى أتفاق بطريقة عادلة يتم من خاللها تجنب اإلضراب‪ ,‬إذ أصبحت هي األسلوب‬
‫السلمي لحل المنازعات العمل الجماعية ‪.‬‬

‫فالتفاوض الجماعي يختلف من حيث المستوى‪ ,‬المحتوى‪,‬الجدول الزمني واإلجراءات التنفيذية‪.‬‬

‫➢ من حيث المستوى‪:‬‬
‫يمكن أن تكون المفاوضات على مستوى المنش آت أو المنشأة الواحدة أو تكون على المستوى‬
‫الوطني‪.‬‬

‫➢ من حيث المحتوى‪:‬‬
‫أي ما يتم تناوله على مستوى طاولة التفاوض من مواضيع مثال‪ :‬التفاوض على الحد األدنى‬
‫لألجور‪.‬‬

‫➢ من حيث الجدول الزمني‪:‬‬


‫هناك بعض الدول يتم فيها تحديد فترات زمنية دورية من أجل التفاوض بين النقابة وأرباب العمل‬
‫مثال في الو ‪.‬م ‪.‬أ هي ثالث سنوات إلعادة النظر في األجور‪.‬‬

‫➢ من حيث إجراءات التنفيذ‪:‬‬


‫تختلف هذه اإلجراءات من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫إن االتفاقية الجماعية هي النتيجة التي تم التوصل إليها من خالل المفاوضات الجماعية‪ ،‬فهي‬
‫اتفاق مدون يعبر عن التزام الطرفين المتفاوضين وتضم جميع الشروط المتعلقة بالعمل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويتضح أن الهدف من المفاوضة الجماعية هي فرض بعض القيود من صاحب العمل على العمال‬
‫وعدم السماح باتخاذ قرار من طرف واحد فهي تسمح بالوصول إلى حل مالئم يرضي الطرفين ومن‬
‫خالله يمكن تحقيق العدالة النسبية وليست المطلقة‪.1‬‬

‫وتمر المفاوضات الجماعية بعدة مراحل‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة ما قبل المفاوضات‪.‬‬


‫‪ -‬مرحلة اختيار ممثلي الطرفين‬
‫‪ -‬مرحلة إعداد إستراتيجية المفاوضات‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة إدارة المفاوضات‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة االتفاق النهائي‬

‫ب‪ -‬اإلضراب‪:‬‬
‫إن اإلضراب أو التلميح به هو جزء أساسي من عملية المساومة وطبعا يتم تنفيذه بعد إتباع‬
‫اإلجراءات المنصوص عليها في القانون‪ ،‬مثال في الجزائر قد نظم المشرع الجزائري اإلضراب في‬
‫المواد ‪ 48 – 24‬عن القانون ‪ 02 ، 90‬المؤرخ في ‪ 1990/02/06‬المتعلق بتسوية نزاعات العمل‬
‫الجماعية وممارسة حق اإلضراب‪.‬‬

‫وقد يكون اإلضراب المالذ األخير للنقابة العمالية بغية تحقيق مطالبها‪ ،‬فيلجأ إليه كوسيلة تهديد‬
‫وضغط من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة‪ ،‬فإذا بدأ اإلضراب فإن كل طرف يعتمد على قوة تحمله‬
‫سواء كان رب العمل أو النقابة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الغفار حنفي‪ :‬إدارة الموارد البشرية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2007 ،‬ص ‪.330‬‬

‫‪61‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪ -‬التوفيق والتحكيم‪:‬‬


‫عندما يتعذر الوصول إلى أتفاق يمكن اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬الذي يتم باتفاق طرفي النزاع أين يمنع‬
‫اللجوء إلى اإلضراب‪ ،‬ويتم وفقه إذا كان قد شرع فيه بمجرد االتفاق على عرض النزاع على لجنة‬
‫التحكيم‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 25‬من القانون ‪ 02 – 90‬على أنه‪ " :‬ال يمكن اللجوء إلى ممارسة‬
‫اإلضراب ويوقف بمجرد اتفاق الطرفين في الخالف الجماعي في العمل على عرض خالفهما على‬
‫التحكيم‪ ،‬ومعنى هذا أن التحكيم أداة من أدواة إنهاء اإلضراب يفرض فقط توقيفه أو تجميده‪ ،‬ألن‬
‫قرار التحكيم يفرض تطبيقه وااللتزام به" ‪.1‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 13‬فقرة ‪ 02‬من القانون ‪ 02-90‬الخاص بعالقات العمل الفردية والجماعية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تصنيف النق ابات العمالية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ملخص الفصل‪:‬‬

‫خلصنا في هذا الفصل إلى أن تطور الحركة النقابية كان بفضل النضال المرير من أرباب العمل‪،‬‬
‫وكان من نتائج هذا التطور بروز اختالفات في الوظائف بين النقابان نفسها‪ ،‬مما أدى إلى خلق أنماط‬
‫مختلفة من التنظيمات النقابية لكل منها أسلوبه الخاص في العمل وفي طرح المشاكل وحلها‪ ،‬وكذلك‬
‫يقابل هذه الوظائف ثالث أشكال من النقابات‪ ،‬الشكل األول النقابة الحرفية ويكون فيها العامل منتجا‬
‫فعليا‪ ،‬وأما الشكل الثاني فهي النقابة الصناعية وظهرت على مستوى المصنع‪ ،‬والشكل األخير هو‬
‫النقابة العامة وهي التي تضم عماال يشتغلون في وظائف متعددة وغير متجانسة‪.‬‬

‫وقد حددنا بعض األهداف العامة للنقابة في الدول الرأسمالية واالشتراكية وخصصنا جزء لبعض‬
‫ا لنقابات التي تنشط في الجزائر‪ ،‬ثم تطرقنا إلى دور النقابة خاصة خاصة فيما يتعلق بدورها‬
‫األساسي المتمثل في الدفاع عم العمال وزيادة اإلنتاج باإلضافة إلى تنمية العنصر البشري مع سعيها‬
‫إلشاعة العالقات السليمة بين العمال وإشباع حاجاتهم االجتماعية‪.‬‬

‫أما نهاية الفصل ف قد ذكرنا فيها بعض األساليب التي تعتمدها النقابة من أجل جلب الحقوق وتحقيق‬
‫بعض المكاسب االجتماعية للعمال‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪65‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل‬


‫سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪1410‬‬
‫النقابي‪1:‬‬ ‫الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫على إثر المرسوم الرئاسي الذي وقعه رئيس الجمهورية والذي يتضمن قانون كيفية ممارسة‬
‫الحق النقابي‪ ،‬يهدف هذا القانون إلى تعديل وتتميم بعض أحكام القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪9‬‬
‫ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق ‪ 2‬جوان سنة ‪ .1990‬والمتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‪ ،‬المعدل‬
‫والمتم‪.‬‬

‫وتضمن العدد األخير من الجريدة الرسمية رقم ‪ 30‬صدور القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪24‬‬
‫رمضان عام ‪1443‬الموافق لـ ‪ 25‬أفريل سنة ‪ .2022‬ي ّعدل ويتمم القانون رقم ‪ 14 -90‬المؤرخ في‬
‫‪ 9‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 2‬جوان سنة ‪ .1990‬والمتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬
‫لذلك كان لزاما علينا التنويه إلى هذا اإلجراء الذي من شأنه أن يحدث تحوال في عملية الممارسة‬
‫‪2‬‬
‫النقابية سواء في تفاصيلها الجزئية أو الكبيرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪ ،‬العدد ‪.17‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وقد مس التعديل واإلضافة مواد عديدة على غرار المواد ‪60 ،59 ،56 ، 13 ، 9 ،6 ، 4‬‬
‫و‪ . 61‬وسوف نتعرض في هذا المبحث إلى مختلف التعديالت وكذا اإلضافات التي مست مختلف‬
‫‪1‬‬
‫مواد القانون ‪ ، 14-90‬ومحاولة تحليلها ومناقشتها حسب األبواب‪.‬‬

‫العامة‪2.‬‬ ‫‪ .I‬الباب األول‪ :‬الهدف واألحكام‬

‫‪ -1‬المادة ‪ :04‬وقد تم تعديل هذه المادة وأصبحت كالتالي‪ :‬مكن المنظمات النقابية للعمال‬
‫األجراء وللمستخدمين‪ ،‬المؤسسة قانونا‪ .‬أن تنشئ فدراليات أو اتحادات أو كنفدراليات‪ .‬مهما‬
‫كانت المهنة أو الفرع أو قطاع النشاط الذي تنتمي إليه‪،‬‬
‫للفدراليات واالتحادات والكنفدراليات نفس الحقوق‪ ،‬وعليها نفس الواجبات التي تطبق على‬
‫المنظمات النقابية‪ ،‬وتخضع في ممارسة نشاطها ألحكام هذا القانون‪.‬‬
‫وقد فصلت هده المادة الكيفية التي تنشأ بها االتحادات والفيديراليات والكنفدراليات وكيفية تسيير‬
‫نشاطها ‪ ،‬وهدا ما كان غير مفصول في القانون القديم حيث كانت هذه األخيرة خاضعة للقوانين‬
‫التي تخضع لها المنظمات النقابية‪.‬‬

‫فهذه اإلضافات والتفصيالت من شأنها أن تقيد عملها وتجعلها أكثر انضباطا وأكثر تأطيرا‬
‫بالنسبة للدولة وأكثر حرية ووضوحا بالنسبة للتنظيمات النقابية‪.‬‬

‫‪ -2‬المادة ‪ 04‬مكرر‪ :‬وقد أضيفة هذه المادة من طرف التشريع الجزائري لتحديد كيفية تشكيل‬
‫الفيدراليات ونصت هذه المادة على ما يلي‪ " :‬تتشكل الفدرالية من ثالث منظمات نقابية‪ ،‬على‬
‫األقل‪ ،‬للعمال األجراء أو للمستخدمين‪ .‬المؤسسة قانونا وفقا ألحكام هذا القانون"‬

‫‪ - 2‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‬

‫‪67‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وبعد ما كان تشكيل الفيدرالية يتميز بشيء من العشوائية في القانون القديم القانون رقم ‪14 -90‬‬
‫‪ ،‬جاءت المادة ‪ 04‬مكرر من قانون رقم ‪ ، 06-22‬لتحدد وتضع شروطا مقيدة لتشكيل هذه‬
‫الفيدراليات وبالتالي تسهل عليها عمليات المتابعة وكذا إجراءات عملها داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -3‬المادة ‪ 04‬مكرر‪ :1‬وقد أضاف التشريع الجزائري هده المادة كذلك لتحديد كيفية تشكيل‬
‫االتحادات والكنفيدراليات ونصت هذه المادة على ما يلي‪ " :‬تشكل االتحاد أو الكنفدرالية من‬
‫فدراليتين على األقل‪ ،‬أو من خمس منظمات نقابية على األقل للعمال األجراء أو‬
‫المستخدمين‪ .‬مؤسسة قانونا وفقا ألحكام هذا القانون"‬
‫وبعد ما كان تشكيل االتحادات النقابية وكذا الكنفيدراليات النقابية هو كذلك يتميز بشيء من‬
‫العشوائية في القانون القديم القانون رقم ‪ ، 14 -90‬جاءت المادة ‪ 04‬مكرر من قانون رقم ‪06-22‬‬
‫‪ ،‬لتحدد وتضع شروطا مقيدة لتشكيل هده األخيرة وبالتالي يسهل متابعتها وكذا إجراءات عملها‬
‫داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪.II‬الباب الثاني‪ :‬تأسيس التنظيمات النقابية وتنظيمها وتسييرها‬

‫‪ -01‬المادة ‪ :06‬نصت هذه المادة على‪ " :‬يمكن األشخاص المذكورين في المادة األولى أعاله‪.‬‬
‫أن يكونوا أعضاء مؤسسين لمنظمة نقابية إذا توفرت فيهم الشروط اآلتية‬
‫أن يتمتعوا بحقوقهم المدنية والوطنية‪.‬‬
‫أن يكونوا راشدين‪.‬‬
‫أن ال يكونوا قد صدر منهم سلوك مضاد للثورة التحريرية‪.‬‬
‫أن يمارسوا نشاطا له عالقة بموضوع المنظمة النقابية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فلقد تم تعديل هذه المادة في قانون رقم ‪ ،06-22‬في جزئية واحدة فقط تتعلق الجنسية الجزائرية‪،‬‬
‫حيث كان في القانون القديم رقم ‪ 14 -90‬أن تكون جنسية األفراد المؤسسين جنسية جزائرية ‪.‬‬
‫وجاء هذا التعديل من أجل أن يلغي شرط الجنسية الجزائرية على األفراد المؤسسين للمنظمة‬
‫النقابية مع اإلبقاء على الشروط األخرى كما هي‪.‬‬

‫‪ -02‬المادة ‪ :09‬نصت هذه المادة على‪ " :‬يرفق تصريح التأسيس المذكور أعاله‪ ،‬بملف يشتمل‬
‫على ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬القائمة االسمية لألعضاء المؤسسين ولهيئات القيادة و‪/‬أو اإلدارة وتوقيعهم‪ .‬وحالتهم‬
‫المدنية ومهنتهم وعناوين مساكنهم‪.‬‬
‫موقعا عليهما من عضوين مؤسسين‪ ،‬على األقل‪ .‬أحدهما‬
‫‪ -‬نسختان من القانون األساسي ّ‬
‫المسؤول األول للنقابة‪ .‬والباقي بدون تغيير‪.‬‬
‫وقد أضافت هذه المادة من القانون رقم ‪ ،06-22‬للقانون القديم تعديال في جزئية النسخة من‬
‫الق انون األساسي انه البد أن تكون ممضية من عضوين على األقل أحدهم هو ممثل النقابة العمالية‬
‫بينما في القانون القديم لم يشترط ذلك‪ ،‬وهنا نجد أن التأسيس النقابي البد أن يشترط فيه معرفة من‬
‫ممثل النقابة العمالية لقبول الملف‪.‬‬

‫‪ -03‬المادة ‪ 09‬مكرر‪ :‬وتنص المادة على ما يلي‪ " :‬يرفق التصريح بتأسيس فدرالية أو إتحاد‬
‫أو كنفدرالية للمنظمات النقابية للعمال األجراء‪ .‬وللمستخدمين بملف يشتمل على ما يأتي‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬نسخ من وصوالت التسجيل للنقابات التي تتشكل منها‪.‬‬
‫‪ -‬القائمة االسمية ألعضاء الهيئات القيادية و‪/‬أو اإلدارية وتوقيعهم‪ .‬وحالتهم المدنية‬
‫ومهنتهم وعناوين مساكنهم‪.‬‬
‫‪ -‬نسخ من محاضر الجمعيات العامة للمنظمات النقابية األعضاء التي تصرح بإرادتها‪ .‬في‬
‫تأسيس فدرالية أو اتحاد أو كنفدرالية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬نسختان من القوانين األساسية لفدرالية أو اتحاد أو كنفدرالية المنظمات النقابية‪ .‬موقعتين‬


‫من عضوين على األقل‪ ،‬من ممثلي المنظمات النقابية المؤسسة‪ ،‬أحدهما المسؤول األول‬
‫للنقابة‪.‬‬
‫‪ -‬نسخة من محضر الجمعية العامة التأسيسية موقع عليه من مسؤولي النقابات األعضاء‪.‬‬
‫أي أن المادة ‪ 09‬مكرر جاءت مفصلة لمواد سابقة حدد فيها إمكانية إنشاء االتحادات‬
‫والفيدرالياتا والكنفيدراليات‪ ،‬حيث حددت الكيفية التي يسمح بها تشكيل هذه األخيرة‪ ،‬وما يميز هذه‬
‫المادة أنها اشترطت تشكيل االتحادات والفيدراليالت والكنفدراليات بموافقة أعضاء الجمعية العامة‬
‫ويكون ذلك بالتوقيعات على محاضر الجمعية العامة للتنظيمات النقابية‪ ،‬وكذلك موافقة كل أعضاء‬
‫النقابة العمالية‪.‬‬

‫وال شك أن هذا ا إلجراء من شأنه أن يلغي كل التعسفات في استعمال االتحادات ولفدراليات‬


‫والكونفدراليات بحيث ال يقتصر تشكيلها على ممثلي النقابات العمالية لوحدم دون الرجوع الى‬
‫أعضاء الجمعية العامة للنقابة العمالية‪.‬‬

‫‪ -04‬المادة ‪ 13‬مكرر‪ :‬وقد نصت هذه المادة في القانون الجديد رقم ‪ 06-22‬على ما يلي‪:‬‬
‫" يجب أن يكون المسؤول المكلف بقيادة و‪/‬أو إدارة المنظمة النقابية من جنسية جزائرية‪.‬‬
‫ومتمتعا بحقوقه المدنية والوطنية‪.‬‬
‫دون اإلخالل باألحكام المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله‪ ،‬يمكن العمال األجراء أو‬
‫المستخدمين األجانب‪ .‬المنخرطين في منظمة نقابية أن يكونوا أعضاء في هيئات قيادتها و‪/‬أو‬
‫إدارتها‪ ،‬طبقا للقوانين األساسية واألنظمة التي تحكمها‪ ،‬إذا كانوا‪:‬‬

‫مقيمين في الجزائر بصفة قانونية منذ ثالث سنوات‪ ،‬على األقل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫حائزين على سندات عمل صالحة‪ .‬بالنسبة للعمال األجراء أو مستندات تبرر نشاطهم‬ ‫‪-‬‬

‫الصناعي أو الحرفي أو التجاري أو الحر بالنسبة للمستخدمين‪ ،‬صادرة عن المصالح‬


‫"‪1.‬‬ ‫العمومية المختصة‬
‫أي أن هذه المادة من القانون الجديد رقم ‪ 06-22‬أضافت إلى القانون القديم شرط الجنسية‬
‫الجزائرية ألكثر من ‪ 3‬سنوات لكل من يتقدم ويستلم إدارة المنظمة النقابية وان يكون كذلك مقيم‬
‫بالجزائر ألكثر من ‪ 3‬سنوات‪ ،‬باإلضافة إلى تقديم سندات صالحة تثبت ممارستهم للنشاط الذي‬
‫يقوم به وهذا اإلجراء خاص برئيس المنظمة النقابية‬

‫وهنا نرى أن هذا اإلجراء من شأنه أن يسد األبواب على كل الهيئات الخارجية التي تسعى إلى‬
‫زعزعت التنظيمات العمالية وكذلك السيطرة على المؤسسات الجزائرية من خالل استعمال‬
‫التنظيمات العمالية كأذاه‪ ،‬لكن من جهة أخرى قد يسبب هذا اإلجراء إجحافا في حق العاملين الدين‬
‫يمضون عقودا مؤقتة في مؤسسات أجنبية من التدخل في شؤون الدفاع عن حقوق العمال‬
‫بالمؤسسات التابعة لهم‪.‬‬

‫‪.III‬الباب الرابع‪ :‬أحكام خاصة بالتنظيمات النقابية للعمال األجراء‪.‬‬

‫‪ -01‬المادة ‪ :56‬وقد تم تعديلها لتنص هذه المادة في القانون الجديد رقم ‪ 06-22‬على ما يلي‪" :‬‬
‫ويعد كل تسريح أو عزل لمندوب نقابي يتم خرقا ألحكام هذا القانون‪ ،‬باطال وعديم األثر‬
‫ويعاد إدماج المعني في منصب عمله‪ ( ...‬والباقي بدون تغيير)‪.‬‬
‫في حالة رفض مؤكد من قبل المستخدم لالمتثال في أجل ثمانية أيام‪ .‬ابتداء من تاريخ تبليغ‬
‫الطلب الذي يعده مفتش العمل إلعادة إدماج المندوب النقابي‪ .‬وعالوة على األعمال التي‬
‫يتخذها طبقا ألحكام المادة ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 10‬رجب عام‬
‫‪1410‬الموافق ‪ 6‬فيفري سنة ‪ .1990‬والمذكور أعاله‪ ،‬يحرر مفتش العمل المختص إقليميا‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫سلمه إلى المندوب النقابي وإلى منظمته النقابية‪ .‬بموجب وصل‬


‫محضر عدم االمتثال وي ّ‬
‫‪1‬‬
‫استالم‪ ،‬في أجل ال يتعدى ثالثة أيام‪ ،‬ابتداء من تاريخ إعداد هذا المـحضر‪".‬‬

‫وقد جاء التعديل في هذه المادة تفصيلي ‪ ،‬حيث أن المادة ‪ 56‬في القانون القديم رقم ‪ ،30-90‬ال‬
‫تفصل في األسباب وأعطت األولوية المطلقة للمندوب النقابي باألحقية التامة للرجوع إلى منظمته‬
‫أو إلى منصبه ‪ ،‬بينما القانون الجديد أي القانون رقم ‪ ،06-22‬نجد أنه قد أعادة النظر في هذه المادة‬
‫وأضاف إليها لمسات المشرع بحيث أنه في حالة رفض مؤكد من قبل المستخدم لالمتثال في أجل‬
‫ثمانية أيام‪ .‬ابتداء من تاريخ تبليغ الطلب الذي يعده مفتش العمل إلعادة إدماج المندوب النقابي‪.‬‬
‫وأشار كذلك المشرع الجزائري حتى إلى كيفية عودة المندوب إلى منصبه وهذا ما جاءت به المادة‬
‫‪ 56‬مكرر من القانون الجديد‪.‬‬

‫‪ -02‬المادة ‪ 56‬مكرر‪ :‬وقد نصت المادة على ما يلي‪" :‬إذا كان في تسريح أو عزل المندوب‬
‫النقابي خرق ألحكام هذا القانون‪ ،‬وبعد استنفاد إجراءات الوقاية‪ .‬وتسوية النزاعات الفردية‬
‫المنصوص عليها في تشريع العمل المعمول به‪ .‬يخطر المندوب النقابي أو منظمته النقابية‬
‫الجهة القضائية المختصة التي تبت في أجل ال يتجاوز ثالثين يوما‪ .‬بحكم مشمول بالنفاذ‬
‫المعجل‪ ،‬بصرف النظر عن أي طعن‪ .‬بإلغاء قرار التسريح أو العزل مع إلزام المستخدم‬
‫بإعادة إدماج المندوب النقابي في منصب عمله‪ .‬دون اإلخالل بالتعويض عن األضرار التي‬
‫‪2‬‬
‫يمكن أن يطالب بها المندوب النقابي أو منظمته النقابية إصالحا للضرر الذي لحق به"‪.‬‬
‫فالمادة ‪ 56‬مكرر من القانون رقم ‪ ، 06-22‬قد أضيفت إلى القانون لتضيف ضوابط لكيفية إعادة‬
‫المندوب النقابي لوظيفته بعد الفصل‪ ،‬بعد ما كان يرجع بطريقة آليات لذلك‪.‬‬

‫‪.IV‬الباب الخامس‪ :‬أحكام جزائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -01‬المادة ‪ :59‬وتنص المادة على ما يلي‪ " :‬يعاقب بغرامة مالية تتراوح بين ‪50000‬دج إلى‬
‫‪ 100000‬دج‪ ،‬على أية عرقلة لحرية ممارسة الحق النقابي‪ .‬كما هو منصوص عليه في‬
‫أحكام هذا القانون‪ ،‬ال سيما الباب الرابع منه‪.‬‬
‫وفي حالة العود‪ ،‬يعاقب بغرامة مالية تتراوح بين ‪ 100000‬دج إلى ‪ 200000‬دج‪ .‬و بالحبس‬
‫من ثالثين (‪ )30‬يوما إلى ستة (‪ )06‬أشهر أو إحدى هاتين العقوبتين فقط‪“.‬‬

‫فالمادة ‪ 59‬من القانون رقم ‪ 06-22‬فقد عدمت مقارنة بالمادة ‪ 59‬في القانون القديم رقم ‪30-90‬‬
‫‪ ،‬فقد مس التعديل الغرامة المالية التي كانت تقدر ما بين ‪10000‬دج و ‪ 50000‬دج ‪ ،‬بحيث‬
‫أصبحت أكثر بكثير في القانون الجديد‪،‬‬

‫‪ -02‬المادة ‪ :60‬وتنص المادة على ما يلي‪ " :‬يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة‬
‫مالية تتراوح بين ‪ 20000‬دج إلى ‪ 100000‬دج‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬كل من يسير‬
‫أو يعقد اجتماعا ألعضاء منظمة نقابية موضوع حل أو يدير هذا االجتماع أو يشترك فيه‬
‫أو يسهله‪“.1‬‬
‫وقد تم تغيير األحكام المترتبة على كل من يسير عقد اجتماع ألي تنظيم نقابي قد فصل في حله‬
‫من طرف الهيئات المخول لها ذلك ‪ ،‬بما في ذلك أحكام الحبس أو الغرامة المالية ‪ ،‬إذ أن الحبس‬
‫ارتفع من مدة أدناها شهرين إلى مدة أدناها ستة أشهر مع اإلبقاء على المادة القصوى كما هي‬
‫والمحددة بعامين حبس‪ ،‬وفيما يخص الغرامة المالية فقد ارتفعت بنسبة كبيرة حيث كانت في‬
‫القانون القديم ‪ ،30-90‬المادة ‪ 60‬تتراوح ما بين ‪ 5000‬دج إلى ‪50000‬دج‪ ،‬فقد ارتفعت‬
‫أضعاف هذه النسبة في القانون ‪ ،06-22‬لتصبح تتراوح بين ‪ 20000‬دج إلى ‪ 100000‬دج ‪.‬‬

‫‪ -03‬المادة ‪ :61‬فقد نصت المادة على ما يلي‪" :‬يعاقب بالحبس مـن ثالثة أشهر إلى سنة‬
‫وبغرامة مالية تتراوح بين ‪ 20000‬دج إلى ‪ 50000‬دج‪ .‬أو بإحدى هاتين العقوبتين‪ ،‬كل‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من يعترض تنفيذ قرار الحل المتخذ طبقا ألحكام المواد من ‪ 31‬إلى ‪ 33‬أعاله‪ .‬دون‬
‫اإلخالل باألحكام األخرى المنصوص عليها في التشريع المعمول به‪“.1‬‬
‫فقد تم تعديل المادة في القانون الجديد ‪ 06-22‬حيث تم تغيير األحكام المترتبة على كل من‬
‫يعترض تنفيذ قرار الحل المتخذ طبقا ألحكام المنصوص عليها ‪ ،‬بما في ذلك أحكام الحبس أو‬
‫الغرامة المالية ‪ ،‬إذ أن الحبس ارتفع من مدة أدناها شهرين وأقصاها ستة أشهر في القانون القديم‬
‫‪، 30-90‬إلى مدة أدناها ثالثة أشهر وأقصاها سنة بعد التعديل في القانون الجديد ‪ ،06-22‬وفيما‬
‫يخص الغرامة المالية فقد ارتفعت بنسبة كبيرة فيما يخص الحد األدنى حيث كانت في القانون القديم‬
‫‪ ،30-90‬المادة ‪ 60‬تتراوح ما بين ‪ 5000‬دج إلى ‪ 20000‬دج‪ ،‬فقد ارتفعت أضعاف هذه النسبة‬
‫في القانون الجديد ‪ ، 06-22‬لتصبح تتراوح بين ‪ 20000‬دج إلى ‪ 50000‬دج ‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫لقد تناولنا في هذا المبحث األول من الفصل الثاني مناقشة القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪24‬‬
‫رمضان عام ‪1443‬الموافق لـ ‪ 25‬أفريل سنة ‪ .2022‬يعّدل ويتمم القانون رقم ‪ 14 -90‬المؤرخ في‬
‫‪ 9‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 2‬جوان سنة ‪ .1990‬والمتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬
‫حيث تطرقنا فيه لمختلف المواد التي مسها التعديل أو المواد المضافة والمتممة عبر مختلف أبواب‬
‫القانون‪.‬‬

‫فبدأنا بالباب األول الذي يخص الهدف واألحكام العامة حيث تم فيه تعديل المادة ‪ 04‬التي‬
‫وضحت كيفية إنشاء االتحادات والفيدراليات والكنفدراليات وضوابطها باإلضافة إلى حقوقها‬
‫وواجباتها‪ ،‬تم تعرضنا إلى المادة المتممة ‪ 04‬مكرر التي بينت كيفية تشكيل الفيدراليات‪ ،‬وتبعتها‬
‫المادة ‪ 04‬مكرر‪ 1‬التي وضحت وأشارت إلى كيفية إنشاء االتحادات والكنفدراليات‪.‬‬

‫‪ - 1‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ :06-22‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أما الباب الثاني الذي يخص تأسيس التنظيمات النقابية وتنظيمها وتسييرها‪ ،‬فقد تطرقنا فيه في‬
‫فصله األول الخاص بالتأسيس‪ ،‬إلى المادة ‪ 06‬التي تم فيها التعديل‪ ،‬حيث تم فيها نزع الجنسية من‬
‫شروط من يؤسس منظمة نقابية بالجزائر‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 09‬من نفس الفصل التي تم التعديل فيها‬
‫بإضافة شرط التوقيع على النسخة المقدمة للقانون األساسي من أجل التأسيس لممثل النقابة وعضو‬
‫أخر‪ ،‬ثم المادة ‪ 09‬مكرر من نفس الفصل‪ ،‬التي نصت على كيفية التصريح بالفيدرالية‬
‫والكونفدرالية واالتحاد والضوابط التي تضبط كل تنظيم‪ ،‬أما في الفصل الثاني من الباب الثاني‬
‫والمتعلق بالحقوق والواجبات‪ ،‬فتطرقنا فيه للمادة ‪ 13‬مكرر المتممة للمادة التي قبلها والتي‬
‫اشترطت الجنسية الجزائرية في كل من يقود التنظيم النقابي أو لممثل التنظيم النقابي‪ ،‬واشترط‬
‫كذلك إقامته بالجزائر لمدة ال تقل عن ‪ 3‬سنوات‪.‬‬

‫وفي الباب الثالث الذي يخص األحكام الخاصة بالتنظيمات النقابية للعمال الجراء‪ ،‬فقد تطرقنا فيه‬
‫للمادتين ‪ 56‬و ‪ 56‬مكر ر في الفصل الثالث الذي يخص الحماية‪ ،‬بحيث تم التعديل هذه المادة‪56‬‬
‫وإضافة المادة ‪ 56‬مكرر‪ ،‬حيث أن المادتين وضحتا الكيفية التي يرجع بها للمندوب النقابي إلى‬
‫منصبه ومنظمته‪.‬‬

‫أما الباب الخامس الذي يخص األحكام الجزائية فقد تم فيه تعديل المواد ‪ ، 61 ، 60 ، 59‬المواد‬
‫التي تم التفصيل فيها في أحكام الحبس والغرامات المالية التي تخص األحكام القضائية بحيث لمسنا‬
‫فيها بعض الزيادات الملحوظة‬

‫‪75‬‬
‫دراسة مقارنة لـ القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬
‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفية ممارسة الحق النقابي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪76‬‬
‫خالصة الدراسة‬ ‫الفصل خامس‬

‫‪76‬‬
‫خالصة الدراسة‬ ‫الفصل خامس‬

‫االستنتاج العام‪:‬‬

‫من خالل هذه الدراسة التي قمنا بها والتي جاءت لمحاولة فهم ولتحديد العمل النقابي في الجزائر‬
‫بين المشروعية والنزاهة وأثره في تحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‪ ،‬ودراسة على ضوء‬
‫قانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ ، 2022‬المعدل‬
‫والمتمم للقانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪1990‬‬
‫القديم المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪.‬‬

‫وكذا تحليلنا لمختلف المواد الموجودة بالقانون ‪ 06-22‬والتي من خاللها حاولنا معرفة العالقة‬
‫بين إصدار هذا القانون الجدي د بتعديالته من جهة وفهم العمل النقابي والمهان التي يؤديها لتحقيق‬
‫المكاسب العمالية من جهة أخرى‬

‫وعليه فان الدراسة التي قمنا بها من خالل فصولها األربعة بما في ذلك مناقشة المواد محل‬
‫التعديل خرجنا من كل ذلك باستنتاج عام تلخص فيما يلي‪:‬‬

‫القانون الجديد منح امتياز ات كبيرة من شأنها أن تضبط العمل النقابي في الجزائر وتنزع‬
‫اللبس عن كثير من األعمال النقابية عير الواضحة‪.‬‬
‫وان القانون الجديد بتعديالته أكثر توضيح من سابقه‬
‫القانون الجديد لم يأتي للدفاع عن الطبقة العمالية بل ليضبط العمل النقابي في الجزائر‪.‬‬
‫يشتمل القانون الجد يد للممارسة النقابية على جميع قضايا التي كانت تسبب مشاكل للنقابة‬
‫تعمل النقابة العمالية على تحسين الحالة االجتماعية للعمال‪.‬‬
‫توجد وسائل ناجحة وفرها القانون الجديد للنقابة لتحقيق المكاسب االجتماعية للعمال‬

‫‪77‬‬
‫خالصة الدراسة‬ ‫الفصل خامس‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫لعبت النقابات العمالية في الجزائر أدوارا مهمة في الجزائر وال تزال وحققت عدة مكاسب‪،‬‬
‫اجتماعية واقتصادية وسياسي مهمة‪ ،‬فكان نضالها طويال زاوج بين األحادية الحزبية والنقابية وبين‬
‫التعددية التي ساهمت في النهوض بالعمل النقابي بشكل ملحوظ ‪ ،‬إال أدوارها االقتصادية والمهنية‬
‫والتعليمية والصحية واالجتماعية أصبحت صعبة التحقيق في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية‬
‫التي نعيشها اآلن‪ ،‬خاصة وبصدور القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪1443‬‬
‫الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ ، 2022‬المعدل والمتمم للقانون رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة‬
‫عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬القديم المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪ ،‬الذي بدوره‬
‫شدد الخناق على كثير من الجوانب العملية للنقابات العمالية من خالل صدور بعض القوانين التي‬
‫تشدد الحزم في العمل النقابي حيث أصبح الخطأ يكلف غاليا وهذا ما يجعل العمل النقابي صعب‬
‫في ما يخض الدفاع فن حقوق العمال‪.‬‬

‫فكانت قضايا التنمية االقتصادية والمهنية ضئيلة ومنحصرة في جوانب كرفع األجور وبعض المنح‬
‫دون فتح أسواق نضالية تنموية تحاكي تطلعات السوق واالقتصاد المعرفي‪.‬‬

‫ومن جانب نضالها االجتماعي والتعليمي والصحي نجدها مازالت تراوح مكانها وكل نشاطها‬
‫يصب في زاوية ضيقة تنتهي بانتهاء حدود العمل المؤسساتي‪ ،‬فهي تدافع عن حق العامل الذي‬
‫يدوم دوامه ‪ 08‬ساعات دون مزاوجة لما ينتظره خارجا بعد نهاية دوام العمل‪ ،‬وهذا ما أصبغ‬
‫نضالها بالنضال التقليدي‪.‬‬

‫فالعمل النضالي في الجزائر ينتظره مشوار نضالي طويل وينتظره كذلك تجديد لنخبه وأعضائه بما‬
‫يتوافق ومتغيرات البيئة الوطنية‪.‬‬

‫لكنه رغم كل ذلك إال أنه وبسببه قد تم تحسين الكثير من القطاعات والكثير من المكتسبات المادية‬
‫والمعنوية للعامل والمؤسسة‪ ،‬ويبقى التحدي هل سيجابه مناضلي الحركة النقابية هذه التحديات في‬

‫‪78‬‬
‫خالصة الدراسة‬ ‫الفصل خامس‬

‫القوانين وما يساير مطامح النقابة أم ستتولى الدولة التضيق على هته المنظمات النقابية إلرغامها‬
‫في الدخول تحت وصايتها والعمل بما تقتضيه دون المساس بأمن واستقرار الدولة‬

‫‪79‬‬
81
‫‪ -1‬إحسان محمد حسن‪ :‬علم االجتماع الصناعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫‪ -2‬مصطفى أحمد أبو عمرو‪ :‬عالقات العمل الجماعية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د ط‪.2005 ،‬‬
‫‪ -3‬عبد الوهاب الكيالني‪ :‬الموسوعة السياسية‪ ،‬المؤسسة العربية للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ( .1996 ،1‬قاموس)‬
‫‪Fridrich ebert,Manuel de formation,alger,2006 -4‬‬
‫‪ -5‬محمد خالد‪ :‬الحركة النقابية بين الماضي والحاضر ‪.1975‬‬
‫‪Jean Rivero, jane savatier, droit de travail, presse unversitaire de France, callection thenis, -6‬‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ -7‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ( .1982 ،‬قاموس)‬
‫‪ -8‬ايمان النمس‪ :‬دور النقابات العمالية في صنع سياسات الحماية االجتماعية في الجزائر‪ ،‬دار ناشري للنشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ ( .Frideric delacourt, dictionnaire des termes du travail; de vecchi, paris, 2001 -9‬قاموس)‬
‫‪ -10‬رمضان عبد هللا صابر‪ :‬النقابات العمالية وممارسة حق اإلضراب‪ ،‬دار النهضة العربية‪.2004 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد عبد هللا نصار‪ :‬المفاوضات الجماعية ودور منظمات العمل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪.1996 ،‬‬
‫‪ -12‬رضا صاحب أبو حمد آل علي‪ :‬اإلدارة لمحات معاصرة‪ ،‬مؤسسة الورق للنشر‪ ،‬ط‪.2011 ،1‬‬
‫‪ -13‬العابد الكنتي عقباوي‪ :‬دليل العمل النقابي‪ ،‬جوان ‪.2011‬‬
‫‪ -14‬محمد فارس‪ :‬أبحاث تاريخ الحركة النقابيةالجزائرية‪ ،‬ترجمة بيرم عبد المجيد‪ ،‬من تاريخ الحركة النقابية الجزائرية‪،‬‬
‫دراسات وبحوث‪ ،‬مجلة الثورة والعمل‪ ،‬االتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬الجزائر ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -15‬فتحي محمد موسى‪ :‬العالقات اإلنسانية في المؤسسات الصناعية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -16‬عبد الباسط عبد المحسن‪ :‬اإلضراب في قانون العمل‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪1992 ،‬‬
‫‪ -17‬جمال البنا‪ :‬الحركة النقابية وتطورها ‪ ،‬مطابع الجامعة العالية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د ط‪.1989 ،‬‬
‫‪ -18‬جورج فريدمان‪ :‬رسالة في سوسيولوجيا العمل ‪ ،‬ترجمة حسن حبدر‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات عويدات‪ ،‬بيروت ‪.1985‬‬
‫‪ -19‬النقابة في المؤسسة الصناعية الجزائرية دراسة سوسيولوجية للنقابة مكرة تكميلية لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬قسنطينة ‪.2012‬‬
‫‪ -20‬استراتيجية الممارسة النقابية‪ ،‬الخطوط الجوية الجزائرية‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪.2005 ،‬‬
‫‪ -21‬أحمد الرفاعي‪ :‬تاريخ الحرة النقابية‪ ،‬دراسة الطبقة العمالية في البلدان لعربية‪ ،‬نوفمبر ‪ – 1969‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫واالشهار‪ ،‬الجزائر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -22‬محمد حسين منصور‪ :‬قانون العمل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االزراطية مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -23‬رؤوف عباس‪ :‬الحركة العمالية في مصر‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ‪ ،‬القاهرة‪.1968 ،‬‬
‫‪ -24‬عبد هللا الحنا‪ :‬الحركة النقابية والعمالية في المغرب‪ ،‬المرشد‪ ،‬مجلة الثقافة العمالية والتكوين ‪ ،‬المعهد الوطني لدراسات‬
‫والبحوث النقابية دارني محمد‪ ،‬الجزائر عدد ‪.1978 ،6‬‬
‫‪ -25‬بولكعيبات إدريس‪ :‬مجلة العلوم االسانية ‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جامعة بسكرة‪.2007 ،‬‬
‫‪ -26‬نعيمة نصيب‪ :‬النقابات العمالية وتحديد سوق العمل في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير علم االجتماع جامعة عين شمس مصر‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -27‬طالب عبد الرحيم‪ :‬نشأة الحرك النقابية وتطورها في الجزائر‪ ،‬عن كتاب محاضرات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Rabah nourdine: lagestion socialiste des entreprises en algerie opu, algre, 1985 -28‬‬
‫‪Jeanne favret/ le syndicat le travaillleure et le pouvoir en algerie, annuaire de l'afrique, 1997 -29‬‬
‫‪.CNAS, paris‬‬
‫‪ -30‬مجلة الاتحاد العام للعمال الجزائريين‪ ،‬عدد خاص‪.1968 ،‬‬
‫‪ -31‬مرسوم رئاسي ‪ 71،74‬المؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر ‪ 1971‬متعلق بالتسيير االشتراكي‪.‬‬
‫‪ -32‬جورج فريدمان‪ :‬رسالة في سوسيولوجيا العمل‪ ،‬ترجمة حسن حيدر‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات‪.‬‬
‫‪ -33‬عبد اللطيف بن اشنهو‪ :‬التجربة الجزائرية في التنمية والتخطيط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.1982 ،‬‬
‫‪ -34‬مجلة الثورة والعمل‪ ،‬العدد ‪ ، 352‬أفريل‪.1982‬‬
‫‪ -35‬أحمد بن يعقوب تسيير المؤسسة الصناعية العمومية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪.1987،‬‬
‫‪ -36‬عبد هللا محمد عبد الرحمن‪ :‬علم االجتماع التنظيم‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬االسكندرية ‪.1994 ،‬‬
‫‪ -37‬عبد المنعم الغزالي الجبييلي‪ :‬الحركة العمالية والنقابية في العالم‪ ،‬مكتبة النهضة بغداد‪ ،‬د ط د س ‪.‬‬
‫‪.Alain Touraine,pour lasociologie,paris édition seuil,1974 -38‬‬
‫‪Alain Touraine,pour lasociologie -39‬‬
‫‪ -40‬صالح بن نوار‪ ،‬فعالية التنظيم في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مخبر علم االجتماع االتصال للبحث والترجمة ‪ ،‬قسنطينة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -41‬أسباب نزاعات العمل في المؤسسة الصناعي الجزائرية‪ ،‬مدكرة ماجيستير في تنمية وتسيير الموارد البشرية‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫‪ -42‬مسعودي أحمد‪ :‬مالتعددية النقابية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه في علم االجتماع ‪.2014 ،‬‬
‫‪ -43‬أحمد زكي بدوي‪ :‬عالقات العمل في الدول العربية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬
‫‪ -44‬باركر وآخرون‪ :‬علم اإلجتماع الصناعي‪ ،‬ترجمة مجموعة من األساتدة دار المعارف‪ ،‬االسكندرية (د‪،‬س)‪.‬‬
‫‪ -45‬أ‪.‬ملياني و د‪.‬إ شرفة‪ ،‬إشكاليات الفعل النقابي في الجزائر إتجاه المجتمع ) رؤية تحليلية(‪،‬مجلة التميز الفكري للعلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد) ‪ 03‬جانفي( ‪. 2020‬‬
‫‪ -46‬ج ‪ .‬ر‪ :‬القانون رقم ‪ 06-22‬مؤرخ في ‪ 24‬رمضان عام ‪ 1443‬الموافق ‪ 25‬أبريل سنة ‪ 2022‬وهو يعدل و يتمم القانون‬

‫رقم ‪ 14-90‬المؤرخ في ‪ 09‬ذي القعدة عام ‪ 1410‬الموافق لـ ‪ 02‬يونيو ‪ 1990‬المتعلق بكيفيات ممارسة الحق النقابي‪،‬‬

‫العدد ‪.17‬‬

‫‪83‬‬
84
85
86
87

You might also like