You are on page 1of 17

ISSN 2602-5663 ‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

2020 ‫ السنة‬- ‫ شهر جوان‬- 11 ‫ العدد‬- 03 ‫المجلد‬

‫أمناط السكن وعالقته بعمليات التغري االجتماعي والتخطيط االجتماعي‬


-‫مدينة متنغست منوذجا‬-
Housing patterns and its relationship to the processes of social changing and planning
- Tamanghsset town as model-
‫املركز اجلامعي بتامنغست‬ ‫ سويتم فاطمة‬.‫أ‬
tattasf@outlook.fr
2020/06/15 :‫اتريخ النشر‬ 2020/03/23 :‫اتريخ القبول‬ 2020/01/19 :‫اتريخ االرسال‬
:‫امللخص‬
‫من مسات التجمعات االنسانية العمران الذي يعد كظاهرة سوسيولوجيا استثارة الباحثني وخاصة من انحية أمناطه املختلفة‬
‫ حيث تتنوع املساكن حسب فرتات زمنية مرت هبا البشرية وكذا حسب املناطق‬،‫واليت تعكس بدورها ثقافة اجملتمع أو أفراده‬
‫ من حيث تتأثر األمناط السكنية جملتمع ما بعمليات التغري‬،‫اليت تقطنها ومن ذلك تبقى لكل منطقة مساهتا العمرانية اخلاصة‬
.‫اليت تطرأ عليه بني املاضي واحلاضر وخاصة يف وقتنا الراهن وما أثرت به تكنولوجيا االتصاالت والعوملة يف عمليات التغري‬
‫ومن ذلك أتثرت مدينة اتمنغست يف أقصى اجلنوب اجلزائري يف أمناط السكن اليت ميزت الطابع العمراين للمنطقة كصورة‬
‫ بعوامل التغري االجتماعي والوجه احلضري‬،‫تعكس ثقافة من املوروث املادي للمنطقة والبيئة الصحراوية اليت هي جزء منها‬
‫ مما نتج عنه تبديل الطابع العمراين يف إطار‬،‫للمدينة واملتمثل يف عملية التخطيط مع ت طور اجملال العلمي وتنوع التخصصات‬
.‫التهيئة العمرانية والتنمية املستدامة من خالل برامج التخطيط احلضري اليت تنتهجها احلكومة‬
.‫ مدينة اتمنغست‬،‫ التخطيط االجتماعي‬،‫ عمليات التغري االجتماعي‬،‫ أمناط السكن‬،‫ العمران‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract:
One of the characteristics of human gatherings is urbanism, which is considered a
sociological phenomenon that excites researchers, especially in terms of its different patterns,
which in turn reflects the culture of society or its members, where housing varies according to
time periods that humanity has passed through, as well as according to the areas in which it
lives, and from this each region has its own urban features, in terms of being affected The
housing patterns of a society by the processes of change that occur in it between the past and
the present, especially in our time, and the effects of communications technology and
globalization on the processes of change.
From this, the Tamanghsset city in the southernmost part of Algeria was affected by the
housing patterns that characterized the urban character of the region as an image that reflects a
culture of the region's physical heritage and the desert environment that is part of it, by the
factors of social change and the urban face of the city, which is represented in the planning
process with the development of the scientific field and the diversity of specialties, which As a
result, urbanization has been transformed within the framework of urbanization and sustainable
development through the urban planning programs pursued by the government.
Key words: urbanization, housing patterns, social change processes, social planning,
Tamanghsset city.
163
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫املدددن كظدداهرة اجتماعيددة تتدددخل يف تكوينهددا عوامددل اتلفددة ومددن جوانددب د ودميغرافيددة واقتصددادية واجتماعيددة وثقافيددة‬
‫وسياسية وغريها‪ ،‬وابعتبارهدا انعكدال لتحضدر اجملتمدع خاصدة يف دكلها الدراهن اجملسدد للتخطديط احلضدري‪ ،‬أصدبحت هتدتهب هبدا‬
‫جهات معينة بفعل التطور احلاصل داخدل اجملتمدع وتقسديهب العمدل والتخصدو‪ ،‬ويعدد التغدري االجتمداعي مدن أهدهب العوامدل املد ثرة‬
‫يف تشددكل اجملتمعددات واوالهتددا فمددا يشددهده اجملتمددع اليددو مددن اددول عددل مراحلدده التارعيددة وخاصددة مددع تنددامي ظدداهرة التحضددر‬
‫والعمران أنتج تغريات يف أمناط السلوك والعالقات االجتماعية وكذلك بفعل انتهدا بدرامج التنميدة املسدتدامة الديت أعطدت طدابع‬
‫خاص للمدن وابألخو منها الصحراوية يف اجلنوب اجلزائري واديد يف جمال اإلسكان والتعمري‪.‬‬
‫تعددد مدينددة تنغسددت منددوذ مددن املدددن الصددحراوية فاملنطقددة عرفددت البندداء و التعمددري قبددل احددتالل الصددحراء قبددل ‪) 1902‬‬
‫حيدث عرفدت حركدة معماريدة نشديطة بفضدل االحتكداك االجتمداعي و الثقدايف مدع األقداليهب اجملداورة ممدا أدى إىل االسدتقرار و بنداء‬
‫املدددن و القددرى‪ ،‬ومددع االهتمددا احلددديث مددن قبددل احلكومددة يف جمددال التعمددري واإلسددكان الددذي جسددد السياسد ات املتبندداة يف هددذا‬
‫اجملال‪ ،‬عرفت اوالت يف أمناط السكن واليت أثرت بدورها على أمناط السلوك ابملدينة‪.‬‬
‫‪ -1‬واقع املدن الصحراوية ‪:‬‬
‫مل اضد ددى اجملتمعد ددات الصد ددحراوية ابهتمد ددا مد ددن طد ددرم البد دداحثني يف علد ددهب االجتمد دداع ولكد ددن ذلد ددك ال ينفد ددي وجد ددود بعد د‬
‫الدراس ددات االجتماعي ددة وان كان ددت قليل ددة هت ددتهب ئمن دداط احلي دداة الس ددائدة فيه ددا‪ ،‬فم ددع التط ددور االقتص ددادي والتكنول ددوجي يف ع دددة‬
‫جماالت غريت مظاهر احلياة وأمناطها فتلك املناطق اليت كاندت بعيد دة عدن التحضدر وعرفدت التمددن خاصدة مدع وجدود دبكة‬
‫املواصالت واكتشام الثروات الطبيعية‪.‬‬
‫العوامدل الدديت‬ ‫فدالواقع احلداا الددذي تعيشده املدددن الصدحراوية يدددل علدى مظداهر التعبددري االقتصدادي واالجتمدداعي بفعدل بعد‬
‫طرأت علدى هدذه اجملتمعدات و دهدت مراحدل االنتقدال والنمدو فهدي ال تلد عد ن نظريهتدا مدن حيدث الوظدائ والددور الدذي‬
‫‪1‬‬
‫ت ديه اجتاه األفراد خاصة مع تواجد قطاع اخلدمات والنمو العمراين‬
‫املدن يف البيئة الصدحراوية تتدأثر بعددة عوامدل يف تشدكيل أمنداط التوزيدع السدكاين والتجمعدات العمرانيدة وهدي يف اغلبهدا تشدرتك‬
‫يف عدددة خصددائو‪ ،‬حيددث تتدداز العالقددات االجتماعيددة داخددل العائلددة ابجملتمددع الصددحراوي ابلتماسددك وضددرورة التد زر واعتمدداد‬
‫يف اتلد حاجد اهتهب اليوميدة ‪ ،‬ممددا يددنعكس علدى حجددهب املسداكن وطددرد تصدميمه الددداخلي وحد‬ ‫أفرادهدا علددى بعضدههب الددبع‬
‫اخلددارجي فاملسددكن العددائلي قددد يضددهب عدددة عددائالت األبددوين وأبنددائههب املتددزوجني) وكددذلك قددد يشددكلون حددي ببيددوت متقاربددة‬
‫لذلك تتميز ابتسداع مسداحاهتا ‪ ،‬ومدع التطدور احلدديث للعمدران وتغدريت أمنداط السدكن املختلفدة‬ ‫ومتفتحة على بعضها البع‬
‫خاصة املتعلقة ابلتخطيط العمراين للمدن‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫ارت ددبط التغ ددري االجتم دداعي للمجتم ددع اجلزائ ددري بظ دداهرتني أساس دديتني ومل ددا الن ددزوص الريف ددي ددو امل دددن والثاني ددة ددو امل دددن‬
‫الصحراوية وهي تددن البددو ومدارا فقهمدا مدن عوامدل سياسدية ودميغرافيدة وعمرانيدة أثدرت بددورها يف طبيعدة املسداكن ووظيفدة‬
‫العمران الذي مييز كل بيئة حسب التحوالت اليت مرت هبا من البدو إىل التحضر‬
‫ذهب أندرسون إىل أن قبول التغريات االجتماعية مرهون بثالث روط أساسية وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬احلاجددة إىل التغددري‪ :‬أعددك أن يكددون اجملتمددع يف وضددع يقبددل التغددري حددني يكددون هندداك وعددي ئندده الز لتحقيددق األهدددام علددى‬
‫و أكثر فاعلية‬
‫‪ -‬التوسع يف اإل باع ‪ :‬رأا تقبل التغريات ان كانت أقدر من العوامل القدمية على إ باع احلاجات للحضارة‬
‫‪ -‬النفع الثابت‪ :‬قبول التغري بسهولة هو دليل النفع والفائدة املتزايدة‪.2‬‬
‫‪ -2‬التغري االجتماعي وخصائصه‪:‬‬
‫‪ -‬التغري االجتماااعي‪ :‬كمفهدو متعدارم عليده يف علدهب االجتمداع يعدد مدن السدمات الديت االنسدانية مندذ فجدر نشدأهتا حد عنصدران‬
‫احلاضر لدرجة أصدب التغدري معهدا إحددى السدنن املسدلهب هبدا بدل والالزمدة لبقداء اجلدنس البشدري والدالدة علدى تفاعدل أمنداط احليداة‬
‫على اختالم أ كاهلا لتحقيق لدينا ابستمرار أمناطا وقيما اجتماعية جديدة يشعر يف ظلها األفراد أن حياهتهب متجددة‬
‫ويشري عاطف غيث إىل التغري انه تلك التغريات اليت ادث يف التنظيهب االجتماعي أي يف بناء اجملتمع ووظدائ هدذا البنداء‬
‫املتعددة واملختلفة ‪ ،‬ويرى أن التغريات االجتماعية أتيت على أ دكال متعدددة التغدري يف النظد ا االجتمداعي أي التغدري يف األدوار‬
‫‪3‬‬
‫واملراكز أو التغري يف القيهب أو التغري يف أمناط احلياة‬
‫‪ -‬التغيري املخطط‪ :‬التغيري املخطط بوصفه عملية تعاونية يقو على إرادة اجلماهري املنبثقة عن وعيهدا وتقبلهدا لفكدرة التغيدري سدواء‬
‫كان ذلك يف صورة اول من عادات معينة أو توجيه للسلوك اإلنساين واملواد املاديدة والفنيدة وجهدة منظمدة تسداعد علدى إ دباع‬
‫احلاجات والعمل على املوازنة بني املوارد واحلاجات بصورة تعمل على النهوض والتقد ‪.4‬‬
‫‪ -‬خصائص التغري االجتماعي ‪ :‬حيصرها روشيه يف أربع هي ‪:‬‬
‫‪ -‬أنه ظاهرة اجتماعية أي أنه عو اجلماعة‬
‫مكوانته‬ ‫‪ -‬جيب أن يكون التغري تغريا يف البنية يشمل التنظيهب االجتماعي يف كليته أو يف بع‬
‫‪ -‬يفرتض التغري يف البنية ضرورة اديده يف اطار زمين وص جمموع التحوالت وتتابعها‬
‫‪ -‬التغري يف البنية يتضمن استمرارية فالتحوالت جيب أال تكون عابرة وسطحية‬
‫أما ويلربت مور فيلخصها يف مخس نقاط‪:‬‬

‫‪165‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫‪ -‬تعتل ظاهرة التغري صفة مالزمة الي جمتمع و اي ثقافة ميكن مالحظتها بصورة مستمرة‬
‫‪ -‬ال ميك ددن ع ددزل ه ددده التغ دريات ع ددن البع ددد ال ددزمين واملك دداين كوق ددا ا دددث يف سلس ددلة متص ددلة احللق ددات و ابلت دداا فه ددي ال تعت ددل‬
‫ابلضرورة عن مظاهر الزمات آنية تتطلب إعادة البناء‪.‬‬
‫‪ -‬إن حجهب التغريات املعاصرة سواء كانت اططة أو تثل نتائج ترتيب علال التجديددات احلديثدة أتخدذ طابعدا ووليد ا مدن حيدث‬
‫درجة التأثري تفود بكثري تلك التغريات اليت كانت ادث يف فرتات سابقة‬
‫‪ -‬يشددري مصددطل التغددري االجتمدداعي إىل أوضدداع جديدددة لضددبط السددلوك أو نتددائج لتغددري أمددا يف بندداء فرعددي معددني أو جانددب مددن‬
‫جوانب الوجود االجتماعي أو البيئة الطبيعية أو االجتماعية‪.5‬‬
‫‪ -3‬عمليات التغري االجتماعي يف اجملال العمراين‪:‬‬
‫تتعدد عمليات التغري االجتمداعي داخدل اجملتمعدات وتتوسدع جماالتده ويف هثندا هدذا ركدزان علدة التغدري يف جمدال السدكن والعمدران‬
‫ومن ذلدك حصدران التدأثر التغدري علدى الدنمط السدكين يف عمليتدني ابعتبارملدا األبدرز لتحدوالت االجتماعيدة ملدا‪ :‬عمليدة التحضدر‬
‫وعملية التخطيط العمراين‬
‫‪ -‬عملية التحضر‪:‬‬
‫أ ددري إىل هددذه العمليددة بعدددة معدداين‪ ،‬فهددي ت د دي إىل اددوالت كبددرية يف خصددائو اجملتمعددات اوليددة ومساهتددا ووظائفهددا ‪ ،‬وتعددل‬
‫هذه العملية عن عدة مظاهر كاالنتقال من من القدرى دو املددن والتحدول مدن الزراعدة كمهندة رئيسدية إىل مهدن أخدرى مالئمدة‬
‫حلياة املدن ويصاحب ذلك تغريات موازنة يف أمناط السلوك وأمناط العمران‪.‬‬
‫تتميز عملية التحضر خبصائو نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬ارك النال من البيئة الريفية الزراعية إىل املدينة‬
‫‪ -‬تغري املهن من مهنة الزراعة إىل غري زراعية ‪ ،‬حرفية‪ ،‬جتارية‪ ،‬صناعية‪.‬‬
‫‪ -‬تغري يف املستوى املعيشي‬
‫‪ -‬انتقددال اإلنسددان مددن بيئددة يكثددر فيهددا التددأثر ابلقددوي الطبيعيددة إىل بيئددة يصددب هددو الددذي يشددكل احليدداة اويطددة بدده وفقددا حلاجاتدده‬
‫ومتطلباته وإراداته‬
‫‪ -‬التغري يف القيهب والسلوكيات‪. 6‬‬
‫ابرز ابن خلدون يف نظريته أههب اخلصائو والسمات اليت تيز اجملتمعات احلضدرية والبدويدة فدالتطور يتجده يف خدط عمدودي‬
‫مددن من ددط احليدداة البدوي ددة ويتدددر بع دددها إىل مرات ددب يتوسددطه ال ددنمط الريفددي ليص ددل بع دددها إىل املدينددة ال دديت يسددود فيه ددا األمن دداط‬

‫‪166‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫السددلوكية والسددمات الثقافيددة واالقتصددادية الناجتددة عددن التددأثر ابلنسددق السياسددي املهدديمن وحددني بلددو جمتمددع املدينددة ذروتدده مددن‬
‫التطور ي دي بدوره إىل انتكاسة وتراجع العمران بشقيه الظداهر واخللفدي إىل نقطدة الصدفر الديت انطلدق منهدا‪ ،‬وكدذلك مدا أ دار‬
‫إليه هربرت سبنسر يف عملية املماثلة بني اجملتمع والكائن احلي فاجملتمع الريفي عتل عن اجملتمع احلضري الذي يسدود فيده‬
‫التعقيددد وتتحددول فيدده العالقددات والددروابط ويظه ددر التغددري يف د جماالتدده ومددن تتغ ددري أمندداط العم دران وتتغددري حسددب الثقاف ددة‬
‫السددائدة أو املهيمنددة واملتددأثرة ابلنظددا السياسددي أكثددر مددن غددري والدديت تطغددى علددى الثقافددة اجملتمعيددة املسددتمدة مددن قدديهب وعددادات‬
‫األفراد السالفة ‪.‬‬
‫أمددا لااويو وياار يددرى أن التحضددر يد دي إىل تغيددري طددابع احليدداة االجتماعيددة الدديت تتحددول جوانبهددا مددن عالقددات وتقسدديهب‬
‫للعمل وكذا طابع املسكن وتصميمه‪.7‬‬
‫فالتغريات اليت تطرأ على اجملتمع اولي الذي تيز بتشدارك أفدراده يف وحددة العالقدات والدروابط االجتماعيدة وسديادة القديهب‬
‫والعادات‪ ،‬تد ثر يف أمنداط العديط وطبيعدة املسدكن الد ذي يسدكنه الفدرد الن عمليدة التحضدر تسدتوجب االمتثدال لدنمط التحضدر‬
‫الذي يسود اجملتمع وكذا للنظا العا الدذي يسدريه مدن خدالل السياسدات والتخطديط الدولدة يف جمدال النمدو احلضدري ومعدايره‪،‬‬
‫وهذا ما يغلب على جمتمعاتنا اليو ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التخطيط العمراين‪:‬‬
‫ينتج عن هاته العملية منط وطابع للعمران الذي يتأثر ابخلصدائو االجتماعيدة واالقتصدادية الديت تتفاعدل معدا وتشدكل الطدابع‬
‫‪8‬‬
‫العمراين للمنطقة السكنية فينتج عنه أمناط ريفية او حضرية او به حضرية ‪ ،‬وبذلك تتميز كل مدينة عن غريها‬
‫وتسددتلز عمليددة التخطدديط العم دراين احلفددا علددى الطددابع العم دراين لكددل منطقددة مددن حيددث ددكل البنايددة واأللدوان واألمدداكن‬
‫املناسددبة للبندداء والطددرد وكددذا مددن حيددث املسدداحة وغريهددا ‪ ،‬أي النسدديج العم دراين الددذي مييددز املنطقددة حيددث يتندداول العالقددة بددني‬
‫اجلزء املبين واجلزء املفتوص وتنسيق العالقة بينهما‪.‬‬
‫فعملي ددة التخط دديط العم درا ين م ددن قب ددل هيئ ددات التنظ دديهب اإلداري تع ددك بتحدي ددد مواق ددع املنش د ت وادي ددد املس دداحات العمومي ددة‬
‫واملساحات اخلضراء وكذلك اديد األحياء والشوارع والنصب التذكارية واملواقع الواجب محايتها‪.9‬‬
‫وه ددو عب ددارة ع ددن أداة مهم ددة تس ددتخد يف عملي ددة ال ددتحكهب يف املراك ددز احلض درية وان ك ددان التخط دديط العم دراين ع ددرم تغد دريا يف‬
‫اسددتخدامه مددن كوندده يعددك ابإلطددار املددادي الفيزيقددي للمدددن واملراكددز احلض درية إىل االهتمددا ابألبعدداد االجتماعيددة والثقافيددة هلددا‬
‫وأصب أكثر من ذلك يسعى إىل خدمة األفراد يف املدينة من خالل توفري كل مستلزمات احليداة االجتماعيدة وكدل امل سسدات‬
‫اليت توفر اخلدمات احلضرية املتعددة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫وقد أ ار اجتاه أنظمة األنساق التحليلية يف التخطيط إىل أن أ كال املباين ال يعول عليها بقددر مدا جيدب مراعداة طبيعدة‬
‫‪10‬‬
‫وئنشطتههب االقتصادية‬ ‫العالقات االجتماعية اليت تربط بني اتل الفئات يف املدينة بعضههب ببع‬
‫لذلك يعتل كعملية للتغري االجتماعي داخل اجملتمعات وابألخو اجملدال السدكين والعمدراين الدذي قدد ميدس البدك االجتماعيدة‬
‫للمجتمعات وي ثر يف تغري عاداهتا وقيمها اجملتمعية‪.‬‬
‫‪ -4‬التخطيط االجتماعي للمدن واملفاهيم املرتبطة به‪:‬‬
‫‪ -‬التخطيط االجتماعي‪:‬‬
‫ه ددو التخطد دديط ال ددذي يقد ددو علد ددى فلس ددفة اجتماعيد ددة وهبد ددذا ميك ددن أن ينطد ددوي ا ددت مد دددلول التخطد دديط االجتم دداعي كد ددل مد ددن‬
‫التخطيط االقتصادي والتخطيط العمراين والصحي والثقايف ‪ ....‬وغريها‬
‫إىل ندوعني مدن التخطديط‬ ‫املفكرين االجتماعيني تصنيفات متعددة للتخطيط فمدن حيدث أهدافده قسدمه الدبع‬ ‫وضع بع‬
‫أحدملا بنائي واآلخر وظيفي‪.‬‬
‫أمددا التخطدديط البنددائي يقصددد بدده اودداوالت املقصددودة السددتحداث جمموعددة مددن التحددوالت اجلذريددة مددن فلسددفة اجتماعيددة‬
‫جديدة أو من بناء أيديولوجي وفكدري عتلد تامدا عدن ذلدك البنداء الدذي سداد خدالل الفدرتة السدابقة لتبدين التخطديط البندائي‬
‫أنده يسددتهدم إحددداث تغدريات جوهريددة يف نظددهب اجملتمدع االقتصددادية واإلداريددة ‪. ..‬و غريهدا بغددرض اقيددق‬ ‫كدذلك يد رى الددبع‬
‫أهدام حمددة وحيتا هذا النوع من التخطيط إىل ا اذ قرارات وقوانني ذات طابع سياسي واجتماعي واقتصادي‪.‬‬
‫النظ ددا عل ددى أس ددال مب دددأ التط ددور البط دديء واإلص ددالص‬ ‫أم ددا التخط دديط ال ددوظيفي فيقتص ددر عل ددى إح ددداث التغي ددري يف وظ ددائ‬
‫التدرجيي دون إحداث تغيريات جذرية يف البناء االجتماعي واالقتصادي للمجتمع ‪.11‬‬
‫‪ -‬التخطيط احلضري‪:‬‬
‫فد التخطيط احلضددري هددو أسددلوب علمدي وعملددي يددتهب مددن خاللده دراسددة املشددكالت الراهنددة وضدبط أسددباهبا مددن أجددل الددتحكهب‬
‫فيهد ددا مسد ددتقبال وتغيريهد ددا وذلد ددك بوضد ددع خطد ددة واقعيد ددة قابلد ددة للتنفيد ددذ تعد ددك ابحتياجد ددات اجملتمد ددع حسد ددب أولويتهد ددا ويف ضد ددوء‬
‫اإلمكانيات واملوارد املتاحة يف اجملتمع‪.‬‬
‫جيب أن يركز التخطيط على اجلوانب االجتماعية والثقافية للبيئة احلضرية حيث أنده عبدارة عدن حماولدة لبنداء احليداة االجتماعيدة‬
‫بشكل يضمن توازن الشخصية االنسانية ومنوها السليهب يف اجملتمع‪.‬‬
‫ومنيز بني ثالث مستوايت للتخطيط احلضري‪:‬‬
‫املستوى احمللي‪ :‬يركز على موقع واحد أو مكان واحد سواء كان مدينة أو جزء منها مثل اططات البلدية‬
‫املستوى اإلقليمي‪ :‬ويشمل رقعة جغرافية واسعة بربط عملية التفاعل بني عدة مناطق مثل املخططات الوالئية أو اجلهوية‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫املسا ااتوى الا ااوط ‪ :‬ك دداملخطط ال ددوطين وال ددذي يعك ددس السياس ددات العام ددة للدول ددة وتراع ددي في دده اتلد د اجلوان ددب االجتماعي ددة‬
‫واالقتصادية واملادية‪.12‬‬
‫تطور العملية التخطيطية للمدن‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تثل العمليدة التخطيطيدة أداة رئيسدية للتطدوير العمدراين ابملددن وتناولدت عددة دراسدات مراحدل تطدور العمليدة التخطيطيدة إىل أن‬
‫وصلت للشكل املطبق حاليا يف غالبية اهليئات التخطيطيدة وميكدن التمييدز بدني ثدالث مراحدل للعمليدة التخطيطيدة أوهلدا‪ :‬الر يدة‬
‫اليت سادت منتص ستينيات القرن العشرين ويطلق عليها مرحلة املخطدط الرئيسدي ‪ ) master plan‬وتبدك هدذا الفكدر‬
‫جمموعددة املخطط ددني الع ددامليني أمث ددال جي اادآ وكبريك ااروم ال ددذين ي ددرون ان التخط دديط مع ددين فعط دداء ص ددورة تفص دديلية مس ددتهدفة‬
‫خالل فرتة زمنية حمددة ‪ ،‬واملرحلة الثانية‪ :‬وهي مرحلدة الدنظهب التخطيطيدة وهتدتهب بتكامدل الدنظهب الديت تقدود للخطدة العمرانيدة‪ ،‬أمدا‬
‫املرحلدة الثالثدة ويطلدق عليهدا مرحلدة املفداهيهب التخطيطيدة املرتكدزة علدى املشداركة اجملتمعيدة ويف اآلوندة األخدرية توسدعت مفاهيمهدا‬
‫‪13‬‬
‫وولت التوازن البيئي واالستدامة العمرانية‬
‫‪ -5‬النمو احلضري والعمراين احلديث يف منطقة اهقار ‪:‬‬
‫ظه ددور العم دران ابملنطق ددة ارت ددبط ابلق ددرون الس ددالفة أم ددا ح ددديثا فبع ددد إنش دداء أول جه دداز إداري ابملنطق ددة يف حقب ددة االح ددتالل‬
‫الفرنسي عرفت استقرار الرحل‪ ،‬وبظهدور الفقدارات ابملنطقدة وعرفدت الزراعدة ممدا سداعد علدى اسدتقرار البددو الرحدل‪ ،‬ومدن ذلدك‬
‫ظهددور التجمعددات السددكانية الدديت تطددورت مددن خالهلددا الددنمط السددكين ابملنطقددة وسدداعد النمددو احلضددري علددى التغددري يف الددنمط‬
‫السكين‪ ،‬وأتثر بعدة عوامل من أملها تغري وظيفة واحة تنغست من جمرد كوقا مركز عسكري حلفد ظ األمدن يف الصدحراء‪ ،‬إىل‬
‫أنشطة سياسية واقتصادية وثقافية تنطلق منها سياسات التنمية ملختل مناطق اهقار‪.‬‬

‫‪ -‬نشااأة مدينة متنغست‪:‬‬


‫تعد مدينة تنغست حديثة النشأة حيث أن أول مظاهر االسدتقرار ابملنطقدة كاندت بدايدة القدرن ‪ 20‬رغدهب أن املنطقدة كاندت‬
‫آهلدة ابلسدكان مندذ قدرون مضدت‪ ،‬وترجدع أسد باب عدد قيددا جتمدع حضدري لطبيعدة جمتمدع اميوهدا الدذي بطبيعتده يعديط حيدداة‬
‫البداوة والرتحال‪.‬‬
‫وتعتددل مدينددة تنغسددت قلددب منطقددة اهقددار‪ ،‬حيد ث تعاقبددت عليهددا أجنددال متعددددة و يف مراحددل اتلفددة‪ ،‬كانددت آخرهددا‬
‫مرحلة اجلمل اليت ترمز إىل حياة الرتحال‪ ،‬حيث كان األفراد يعيشون حياة البدداوة الرتحدال بدني اتلد املنداطق‪ ،‬وظلدت حيداة‬
‫أهل اهقار هكذا إىل أن أجلهتهب الظروم على االستقرار يئا فشيئا‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫ففددي عددا ‪1905‬عندددما جدداء األب دي فوك ااو إىل املنطقددة و أقددا يف برجدده هبددا‪ ،‬كتددب يف ددهر أوت ‪1905‬قددائال‬
‫لقد اخرتت اتمنغست إلقاميت وهي قرية تتكون من عشرين خيمة وكوخ يف سف اجلبل و يف قلب اهقار‪.‬‬
‫ويف ‪ 1908‬تنصديب مركددز عسدكري فرنسددي يف منطقدة تغهوهدداوت ‪ 70‬كلددهب درد مدينددة تنغسدت حيددث اسددتقروا ألول‬
‫مرة ولقد اجلوا علي تغيري هذا املوضع لصعوبة االتصال والنقل‪.‬‬
‫و يف سددنة ‪ 1920‬بعددد أن تكددن الفرنسدديون مددن الدددخول إىل منطقددة تنغسددت انشددأ أول جهدداز إداري هبددا و ا ددذ بددر ال‬
‫بريين مقرا له هذا األخري الذي بين يف سنة ‪.1919‬‬
‫ويف سنة ‪ 1959‬أنشئت بتمنغست بلدية األهاا منفصدلة عدن التيدديكلت‪ ،‬ومدن هندا دد أن مديندة تنغسدت مل تظهدر‬
‫كمدينة ابملعك احلقيقي إال يف سنوات اخلمسينات رغهب أقا كانت آهلة ابلسكان من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬فرتات التوسع يف املدينة ‪:‬‬
‫‪ -1‬الفرتة ماقبل ‪ : 1960‬منذ بداية القدرن العشدرين وحد سدنوات اخلمسدينات مل تشدهد تنغسدت توسدعا عمرانيدا معتدلا حيدث‬
‫بين أول نسيج حضري خالل اخلمسينات حول بر البرين حي حلوانيدت‪ ،‬القصر الفوقاين)‪.‬‬
‫‪ -2‬الف اارتة ‪:1970-1960‬يف ه ددذه الف ددرتة ك ددان االس ددتقالل‪ ،‬وك ددان هل ددذا األخ ددري أث درا ابرزا عل ددى املنطق ددة فبالنس ددبة للتجم ددع‬
‫الرئيسي هددد بدايدة تددغري اقتصدادي و اجتمداعي وحضدري معتدل‪ ،‬حيددث بددأ حدي قطدع الدواد يف النمدو حدول بدر األب دي‬
‫فوكو‪ ،‬و رد هذا األخري بضع عشرات من السكنات بنا هدا فمشدون‪ ،‬وحدي هتقدارت دهد توسدعا طفيفدا‪ ،‬حدي سرسدوم‬
‫السدكنات والتجهيدزات يف طدور اإل دداز‪،‬‬ ‫التجهيدزات‪ ،‬وعلدى الطريدق املد دي إىل الواليدة حاليدا بعد‬ ‫بددأ يف الظهدور مدع بعد‬
‫مع بداية ظهور حي أدراين‪ ،‬صورو‪،‬و تلكات رد املدينة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفا اارتة ‪ :1980-1970‬يف ه ددذه الف ددرتة ددهدت املدين ددة ح دددثني ه ددامني‪ ،‬أوهل ددا ظه ددور والي ددة تنغس ددت ‪ 1974‬بع ددد‬
‫التقسيهب اجلديد والثاين بربطها بباقي الدرتاب الدوطين ابلطريدق العدابر للصدحراء كدل هدذا اسدتلزا إنشداء جتهيدزات ضدرورية للواليدة‬
‫اجلديدددة ابإلضددافة إىل سددكنات وهياكددل قاعديددة وهبددذا أصددبحت مدينددة تنغسددت قطبددا جدداذاب للسددكان يف منطقددة اهقددار ملددا‬
‫تتميدز به املنطقة من خصائو طبيعية ابإلضافة إىل التغريات اليت هدهتا هذه الفرتة‪.‬‬
‫‪ -4‬الفا اارتة ما ااا بعا ااد ‪1980‬اىل ‪:1999‬خد ددالل هد ددذه الفد ددرتة د ددهدت املديند ددة توسد ددعا كبد دريا‪ ،‬وفيهد ددا مد ددرحلتني ‪-1980-‬‬
‫‪ -1990‬و‪1990‬و مابع ددد ‪ , 1990‬توس ددعات مدروس ددة وقانوني ددة وأخ ددرى عش دوائية‪ ،‬حي ددث ع ددرم ك ددل م ددن ح ددي موفل ددون‬
‫وس رسوم توسعا كبريا مع توسع األحيداء الدديت ظهدرت خدالل الفدرتة السدابقة‪ ،‬هدذه األحيداء عرفدت توسدع جدد هدا ‪ ،‬و دهدت‬
‫هذه الفدرتة ظهور حي مالطا وحي تيهقوين وحي الوائ ابإلضافة إىل حي ‪ 5‬جويليدة وحدي اجلددزيرة وتوسدع حدي سرسدوم مدن‬
‫اجلهة الشمالية ظهور حي اتفسيت)‪.14‬‬

‫‪170‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫الفرتة مابني ‪:2009 -2000‬‬


‫ظهددرت ابملنطقددة أنشددطة متنوعددة واملركددز اجلددامعي الددذي يعتددل هدددم ل دزايدة الثقافددات ومسددتقطب للسددكان إضددافة إىل بع د‬
‫التجهيزات اليت هلا دور إقليمي وجهوي‪.‬‬
‫ومن خالل مشروع املليون سكن للدولة ظهدرت أحيداء جديددة يف اآلوندة األخدرية ذات مندط نصد لداعي مثدل حدي أدراين‬
‫اجلديد‪ ،‬حي هيباوي موالي الوايف)‪.‬‬
‫وبذلك ساعدت التغريات اليت هدهتا املنطقة على التوسدع العمدراين والنمدو احلضدري وبددورها أثدرت علدى الطدابع االجتمداعي‬
‫والثقايف والرتكيبة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬التغري االجتماعي يف مدينة متنغست وفن العمارة‪:‬‬
‫تعددت أنواع املساكن ئهقار من اخليمة إىل األكواخ والزرائب اىل املنزل او ما يعرم ابحلوش ولكل سكن مميزاته‬
‫اخلاصة وقد تيز ابلتغري ومن نوع اىل اخر‪ ،‬خاصة داخل واحة تنغست مع النمو احلضري ابملنطقة والذي اتسهب ابال‬
‫حواش‪ ،‬واحلوش التقليدي ابملدينة كماهو يف بقية الواحات الصحراوية اجلزائرية يشكل بناء هندسيا مبنيا ابلطني والصخور‬
‫او الطوب االمحر واجلري وجذوع النخيل واأل جار وتتاز بكل مساحتها‬
‫واملالحظ ان احواش تنغست متشاهبة يف هندستها ومظهرها اخلارجي فعادة مايتأل املنزل من فناء يتوسط الغرم وبه ممر‬
‫ي دي من الداخل اىل الباب اخلارجي به غرفة الضيوم اليت تكون منعزلة عن فناء املنزل وبقرب الباب اخلارجي‬
‫فاملنزل التقليدي عصو فيه عدة غرم منها للنو خاصة ابلزوجني وغرفة لألطفال واملطبخ وغرفة العولة املخزن)‬
‫اخلاص ابلتموين املنزا وكذا الغرفة املفتوحة للجلول يف الصي وغرفة الضيوم ومامييزه كذلك فناء وجانب لرتبية‬
‫احليواانت فلها املية كبرية عند السكان ‪ ،‬كما أ ار اىل ذلك موريو جوديلييه" األنثربولوجي ‪ ،‬ومايعرم على هاته‬
‫املساكن اقا مغلفة من خار التوجد هبا نوافذ مطلة على الشارع وان وجدت هبا فت تكون عالية وصغرية للتهوية ودخول‬
‫الضوء‪.‬‬
‫تتسهب املساكن التقليدية بتعدد غرفها ويرجع ذلك اىل عدة اعتبارات ايكولوجية واقتصادية واجتماعية ونفسية تتلخو‬
‫فيمايلي‪:15‬‬
‫‪ -‬متطلبدات حيدداة سددكان املددن الصددحراوية اىل التخدزين وتربيدة احليدواانت واسددتقبال الضديوم وإقامددة األبندداء حد بعددد الددزوا يف‬
‫املنزل العائلي وكذلك مشاركة األقارب يف نفس املسكن وغريها من األمور اليت يفضلها الصحراويني‬
‫‪ -‬املسكن املتعدد الغرم يضفي على صاحبه هيبة واعتبار اجتماعيني اذ يقدال بيدت فدالن وقدد يسدمون بده الشدارع ويعرفدون بده‬
‫جريانه‬

‫‪171‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫الطابق العلوي للمسكن من اجل في حرارة الشمس على الدور السفلي كما يساعد على اصني املنزل‬ ‫‪ -‬يبين البع‬
‫‪ -‬يسددعى األفدراد اىل اكتسدداب منددازل تليددق بسدداكن املدينددة فددال يفضددل أن يسددكن بكددوخ أو خيمددة داخلهددا وان مل يسددتطيع تددوفري‬
‫ذلك سكن خارجها‬
‫‪ -‬سهولة احلصول على مواد البناء اولية‪.‬‬
‫التغري البنائي‪ :‬ويقصد به ذلدك الندوع مدن التغدري الدذي يد دي اىل ظهدور أدوار وتنظيمدات اجتماعيدة جديددة تلد اختالفدا‬
‫نوعي ددا ع ددن األدوار والتنظيم ددات القائم ددة يف اجملتم ددع ويقتض ددي ه ددذا الن ددوع م ددن التغ ددري ح دددوث ا ددول كب ددري يف الظ دواهر وال ددنظهب‬
‫والعالقات االجتماعية‬
‫وقد ددد عرفد دده ما ااوريو جينزبا اار ئند دده التغد ددري الد د ذي حيد دددث يف بند دداء اجملتمد ددع أو يف حجمد دده وتركيد ددب أجزائد دده و د ددكل تنظيمد دده‬
‫االجتماعي وعندما حيدث هذا التغري يف اجملتمع يبدأ أفراده يف ممارسة أدوار اجتماعيدة اتلفدة عدن تلدك الديت كدانوا يقومدون هبدا‬
‫خالل الفرتات السابقة‪.16‬‬
‫فسكان منطقة اهقار ومدينة تنغست خاصة كانوا بدو رحل يتتبعون أماكن الكلى واملاء متنقلدني عدل صدحرائها الشاسدعة‬
‫ولكدل دوره يف القبيلددة أو العشددرية الدديت ينتمددي إليهدا ومددع تشددكل واحددة تنغسددت واالسدتقرار الددذي عرفتدده وتنددوع سدداكين املنطقددة‬
‫احدث تغري يف البنيدة االجتماعيدة وتغدري األدوار ومدن ذلدك تغدري مندط احليداة ومندط السدكن الدذي أتثد ر بددوره ابلعوامدل املختلفدة‬
‫ومددن أملهددا احلالددة االقتصددادية الدديت كددان هلددا الدددور الفعددال يف إحددداث تغددري يف الددنمط السددكين وحد التشددييد العم دراين واملتددأثر‬
‫بد دددوره كد ددذلك ابلنظد ددا اإلداري مد ددن خد ددالل طد دديط البلديد ددة لطبيعد ددة السد ددكن وند ددوع املسد دداكن ومد ددن ذلد ددك أتثد ددر ابلسياسد ددات‬
‫التخطيطية للدولة من اتل اهليئات إىل الوقت الراهن‪.‬‬
‫ما مييز املناطق الصحراوية طابعها العمراين فتشتبه اغلب املناطق أو املدن الصحراوية يف فن العمدارة وقدد دكلت القصدور‬
‫والقصددبات أملهددا ومددا مييزهددا أقددا تبددك يف أمدداكن مرتفعددة أو فددود مرتفددع صددخري أمددا لغددرض احلمايددة مددن االعتددداءات اخلارجيددة‬
‫وكذلك املوقع االسرتاتيجي للواحة‬
‫من ذلك دها ابملنطقة كبناءات أثرية تلز اهلوية الثقافية والعمرانية للمنطقة ‪.‬‬
‫القصاابات‪ :‬وتطلددق علددى الددنمط العم دراين للمبدداين يف األمدداكن العاليددة وادديط بدده األس دوار مددن كددل االجتاهددات لصددد هجمددات‬
‫األعدداء ومنحهددا طدابع إسدرتاتيجية للمراقبدة كددذلك ‪ ،17‬ومدن خصائصددها املاديدة أقددا تبدك أدواد حمليدة بسدديطة وهدذا يتجسددد يف‬
‫كل من قصبة تيت وقصبة سيلت ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫أما خصائصها االجتماعية تسود فيها عالقات الرتابط االجتماعي املبنية على أسال القرابدة وصدلة الدد وغريهدا الديت جتعدل‬
‫سدكاقا أكثدر جتدانس يف حيدداهتهب اليوميدة ويف أسداليب املدودة واالحدرتا وثقافيدا تيزهدا أظهدر خددارجي وفدن عمدراين جيعلهدا تنفددرد‬
‫بشكلها عن بقية املساكن‪.‬‬
‫القصور‪ :‬وهي عبارة عن جمم وعة من السكنات اوصنة ئسوار عالية وتتاز ئبرا مراقبة وهي اليت أقا هبا اإلنسان منذ‬
‫فرتات زمنية طويلة وقا فيها بنشاطات اتلفة تظهر جليا يف نسيجها اخلاص هبا ومل حيدد اترعا لوجودها والقصور السكنية‬
‫تكون اثبتة بدال من املساكن املتنقلة والغرض منه هو البحث عن مكان آمن واستمرت هذه العملية ح تكونت مساكن‬
‫متالمحة ذات أ كال هندسية مربعة ومثلثة تعد حسب الوظيفة اليت أنشأت ألجلها ومن بني أملها الوظيفة السكنية‪،18‬‬
‫كقصر أمنوكال موسى أد أمستان أدينة تنغست‪.‬‬
‫ف هو مثال هلندسة معمارية فريدة كما انه اهد على حضارة عريقة فهو مل يكن اصصا ملسكن أمنوكال فحسب و إمنا‬
‫الستقبال الضيوم و إدارة أعمال املنطقة ‪ ،‬ذو طابع سكين وسياسي وعسكري ‪ ،‬وهو فن خاص للعمارة يتميز ئ كاله‬
‫الفنية وتصاميهب هندسية ملفته لالنتباه تتشابه مع احلضارة الرومانية مع أنه ال توجد روابط بينهما ومتأثر ابلفن املعماري‬
‫اإلسالمي‬
‫يوجد يف القصر جانب اصو للسكن ينعزل عن ابقي جوانب القصر املختلفة اليت ال يوجد اتصال بينها يضام إىل‬
‫ذلك جناص آخر يقع يف اجلهة اجلنوبية للقصر و الذي اطهب جزء كبري أما املناطق اويطة ابلقصر فقد كانت تقطنها‬
‫عائالت العلماء و حيتل القصر حيزا كبرياً حماطا ئسوار مسيكة للحماية من األخطار اخلارجية ابإلضافة إىل األخطار‬
‫الطبيعية القاسية و املواد املستعملة يف بنائه هي مواد حملية حجارة‪ ،‬طني‪ ،‬تراب‪ ،‬جذوع النخل واأل جار‪ )...‬و يف اآلونة‬
‫األخرية تدهور بناء القصر بصورة كبرية منذ أن هجره السكان و إملاله‪.‬‬
‫‪ -7‬أمناط السكن مبدينة اتمنغست ‪:‬‬
‫هد الطابع السكين ابملنطقة عدة تغريات وأمناط اتلفة وعل املراحل التاريخ ومنذ ظهور اإلنسان ابملنطقدة فلكدل منطقدة‬
‫خصائصها وفنها ابلعمارة ولكل مرحلدة اترعيدة مميزاهتدا وبدذلك دهدت أ دكال اتلفدة للمسداكن منهدا مدا يعتدل اليدو كد رث‬
‫حضاري وثقايف كالقصبات والقصور والسكن الغالب آنذاك اخليا واألكواخ أو ما يعدرم ابلزرائدب وهدذا راجدع لطبيعدة حيداة‬
‫البدددو املوسددومة الرتحددال وعددد االسددتقرار إىل أن عرفددت املنطقددة حالددة اسددتقرار للبدددو الرحددل وعمليددات اهلجددرة الدديت أدت إىل‬
‫تشكل جتمعات سكانية وقرى إىل أن تطورت إىل مراكز حضرية وأصبحت اىل يومنا هذا منطقة حضدرية و ميكدن أن نصدن‬
‫األمناط السكنية ابملنطقة بني جزئني‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫متنغست كواحة‪ :‬تيزت مساكن اهقار بغلبة الطابع الريفي عليها إذ تتسهب ابالرجتال يف طيطها واجتاهات التوسع فيها‪،‬‬
‫يبدو عليها التناسق يف اللون و كل البناء اخلارجي إذ ليع املباين ملبسة ابلطني األمحر املخطط طوليا مسقوفة ابجلريد‬
‫وجبذوع النخل ال يبدو عليها أي مظهر للتخطيط العمراين السليهب وترتكز بشكل خاص يف هتقارت واحلفرة امشوان وقطع‬
‫الواد‪.‬‬
‫كما يالحظ على مساكن واحة تنغست أقا مشيدة على قطع صغرية من األرض املغلفة على واجهات الشوارع أو تكون‬
‫منها ايط هبا البساتني وهي منتشرة يف حي احلوانيت والقصر الفوقاين‪.‬‬ ‫حماطة جبدران عالية والبع‬
‫واددت أمناط السكن آنذاك على ثالثة أمناط ‪:‬‬
‫‪ -‬املساكن ذات الطابع الريفي‪ :‬وهي مساكن على مستوى واحد يبدو عليها منط السدكن التقليددي الدذي يقدو األفدراد ببنائده‬
‫دون طيط وتتميز أغلبية هاته املساكن أساحات خضراء ايط هبا جدران مغلقة‪.‬‬
‫‪ -‬املس اااكن ذات الط ااابع التقلي اادي‪ :‬وهددي املسدداكن الدديت تس ددتغل فيهددا مسدداحة األرض بكاملهددا‪ ،‬وهددي ملبسددة ابلطددني األمح ددر‬
‫وينتشر هذا النوع يف حي هتقارت امشوان‬
‫‪ -‬مساكن على النمط األوريب‪ :‬وهدي ندوع مدن الفديالت اديط هبدا حددائق قصدرية اجلددران مفتوحدة علدى اخلدار ويرتكدز معظمهدا‬
‫يف حي القصر الفوقاين احلديث‪.‬‬
‫بين ددت إحص ددائيات ‪ 1973‬أن ع دددد املس دداكن وص ددل إىل ‪ 993‬مس ددكن بواح ددة تنغس ددت إال أن اغلبه ددا تفتق ددر إىل ض ددرورايت‬
‫العيط الصحي كاملاء والكهرابء ودورات املياه احلمامات‪.19‬‬
‫‪ -‬متنغست كمدينة حضرية‪:‬‬
‫وجود تنوع يف أمناط السكن مييزه النمط التقليدي القدمي والفردي إضافة إىل الدنمط اهلدط الدذي ميثدل اكدل نسدبة‪ ،‬يليده الدنمط‬
‫النص اجلماعي واجلماعي‬
‫‪ -‬النمط التقليدي‪:‬‬
‫يتكدون هدذا الددنمط مدن مسدداكن بنيدت ابحلجددارة و الطيددن و احلطددب وهددي صغيددرة احلجددهب و ذات طدابق واحددد‪،‬‬
‫فيسكن فيها اإلنسان و احليوان األلي ‪ ،‬وقد بنيت معظهب هذه املساكن نتيجة الظروم املناخية اخلاصدة يف الصدحراء‪ .‬حيدث‬
‫أن تصددميهب املسددكن التقليدددي ملدينددة تنغسددت يغلددب عليدده الشكددل املستطيددل يتوسددطه فندداء داخلددي يعددل يف ددكله عددن ثقافددة‬
‫اجتماعية‪ ،‬يبك أواد حملية تتاز بسهولة وجودها و استعماهلا و تكيفها مع مناخ املنطقة مدادة الطدوب واحلجدارة)‪ .‬ومكوانتده‬
‫األساسية هي السقيفدة كمدخدل للبيدت ووسط الدار أو الرحبة كفرا ‪.‬‬
‫ابإلضافدة إىل املدرافق التابعة للمسكن كفرا التخزين و فرا تربية احليواانت األليفة‬
‫‪174‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫‪ -‬النمط الفردي ‪:‬‬


‫هو عبارة مسكن واحد وهو اسع نوعا مدا مصدمهب بطريقدة عصدرية يتدأل مدن غدرفتني إىل أربدع غدرم تتوسدطها مسداحة‬
‫مس ددطحة ه ددول) ومط ددبخ ومح ددا ومرح دداض وغالب ددا م ددا يتك ددون م ددن ط ددابق أرض ددي س ددط أس دواره مرتفع ددة للحرم ددة كم ددا ددد‬
‫األحيان حديقة صغرية و مستودع سيارة و ترتاوص مساحتده يف مديندة تنغست ‪.)² 300-² 150‬‬ ‫ابملسكن يف بع‬
‫‪ -‬النمط النصف مجاعي‪:‬‬
‫و هددو عبددارة عددن جمموعددة مددن املسدداكن توج ددد يف مبن ددى واح ددد ط ‪ )1‬و يسك ددن فيدده عدددة عددائالت و ددد هددذا الددنمط مددن‬
‫املسدداكن أدينددة تنغسددت يف األحيدداء اجلديدددة و هددو خددار عددن الثقافددة اوليددة لسددكان املدينددة ‪ ،‬وهددي املسدداكن قددد تتكددون مددن‬
‫غددرفني أو ثددالث ابإلضددافة إىل محددا واملطددبخ وفندداء صددغري وال تناسددب سددكان املدينددة‪ .‬وهددو معددين بعمليددة التخطدديط العم دراين‬
‫والنمو احلضري املسطرة من قبل احلكومة واملنجزة من طرم ‪OPGI‬‬
‫‪ -8‬أتثري السكنات اجلديدة على البنية االجتماعية للمدينة‪:‬‬
‫اهتمت سياسات التخطيط احلضري والعمراين بتنمية املناطق الصحراوية ومن ذلك كانت مشاريع اإلسكان اليت جسدهتا‬
‫األجهزة املعنية ابلعملية ‪ ،‬حيث حددت الدولة قوانني و روط خاصة يف اجملال ومن ذلك قواعد التهيئة والتعمري يف اجلزائر‬
‫من خالل املرسو التنفيذي مرسو ‪ 29-90‬الذي حدد موقع البناءات وحجمها ومظهرها وكثافتها والطرد امل دية إليها‬
‫والذي يهدم إىل التحكهب يف سياسة التهيئة والتعمري بصورة دقيقة وإ راك ليع القطاعات واملصاحل واملواطنني يف هتيئة‬
‫اويط وكذلك إعطاء الصبغة القانونية يف التعامل مع البناءات والتعمري وكذا ما جاء به املرسو التنفيذي رقهب ‪175-91‬‬
‫‪20‬‬
‫امل رخ يف ‪ 1991/05/28‬الذي تناول مشاريع البناء‬
‫إال أن هاته الشروط مل تتجسد على أرض الواقع من جانب مراعاهتا خلصوصية املنطقة وإمنا كانت جمرد جتسيد لسياسة‬
‫وحسب وما تيز به السكن االجتماعي ‪،‬هذا األخري أعطى صبغة ال تتناسب يف كثري من األحيان مع اخلصائو‬
‫االجتماعية والثقافية للمدن الصحراوية ابإلضافة أن لكل منطقة منها خصائو تيزها ومدينة تنغست واحدة منها يشكل‬
‫طابع العالقات والروابط االجتماعية فيها والقيهب أسال البك ومن ذلك فقد أوجدت سياسة التهيئة والتعمري فيها تايز‬
‫اجتماعي يف اجملال ‪ ،‬ومن جهة أخرى عوامل التحضر ابملنطقة واختالط األجنال والثقافات وماخلفته من اوالت‬
‫اجتماعية‪.‬‬
‫كما هو مالحظ سالفا أن للمساكن وظائ تتما ى مع الثقافة االجتماعية ويتجلى ذلك يف تصميهب السكن وما‬
‫حيتويه خاصة ابلنسبة للسكن العائلي الذي يضهب عدة أسر و يعكس كذلك القيهب االجتماعية للمنطقة كالضيافة واليت‬

‫‪175‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫صو هلا جهة خاصة ابملسكن وح يف القرب والتباعد بني الغرم وفصلها ابالضافة إىل الفناء الواسع وتربية احليواانت‬
‫األليفة أو حديقة منزلية كما ما تعرض اليه سالفا‪.‬‬
‫‪ -9‬صور تبني فن العمارة وأمناط السكن قدميا وحديثا ابملنطقة‪:‬‬

‫قصر أد امستان‬ ‫مسجد صورو العتيق‬

‫قصبة سيلت‬ ‫قصبة تيت‬

‫مسكن فردي حديث‬ ‫سكن على النمط االورويب‬

‫‪176‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫منط السكن نص اجلماعي السكنات احلديثة املخططة)‬ ‫سكنات يف حي عيب تزين اويط)‬

‫منط السكن التقليدي‬

‫خامتة‪:‬‬
‫ما نستخلصه يف األخري أن النمط السكن والعمران ابملدينة أتثر بعوامل غريت من كله وتصميمه وح‬
‫وظائفه بعد أن كان يليب حاجات األفراد ويتوفر على ما يناسبههب أصب األفراد ههب من يوظفون ألجل طبيعة‬
‫املسكن وخنو يف هذا املساكن املنجزة من قبل احلكومة يف إطار اإلسكان والعمران حيث يراعى فيها اخلصائو‬
‫االجتماعية والثقافية وبفن معماري مستمد من أصالة املنطقة وحيافظ على هويتها االجتماعية والثقافية من ليع‬
‫النواحي‪.‬‬
‫فاملخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري ملدينة تنغست فهو هاجة ملراجعة أوسع من املراجعة احلالية لتلبية‬
‫احلاجيات املختلفة للسكان خاصة مع الزايدة املزدوجة اليت هدهتا املدينة يف اآلونة األخرية ‪ ,‬األوىل متمثلة يف‬
‫النمو الدميغرايف لسكان املنطقة و الثانية نتيجة اهلجرة من والايت الوطن إىل مدينة تنغست‪،‬ومن الدول املهاجرة‬
‫خاصة وأن هاته الفئة أنتجت منط جديد ابملدينة يشوه من منظرها احلضري ويشكل سكنات عشوائية وهشة‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫‪ -‬اهلوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ويشي زهية (‪ ، )2006‬ص ‪41‬‬
‫خليفة عبد القادر ‪، )2011‬ص ‪95‬‬ ‫‪2‬‬

‫عاط غيث (‪ ،)1966‬ص ‪11‬‬ ‫‪3‬‬

‫حممد السويدي ‪ ،)1986‬ص ‪51‬‬ ‫‪4‬‬

‫رحاا حجلية ‪ ،)2010‬ص ‪44‬‬ ‫‪5‬‬

‫قسهب علهب االجتماع ‪ ،)2015‬ص‪03‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 7‬بشري طلحة ‪ ، )2006‬ص ‪72 -69‬‬


‫‪ 8‬سحر سليمان عبد هللا وانهد االبياري‪ ،‬ص ‪03‬‬
‫‪ 9‬قمال زينب ‪،)2013 ،‬ص ‪37‬‬
‫‪ 10‬دراسات املركز اإلنتا اإلعالمي‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 11‬حممد السويدي ‪ ،)1986‬ص‪51‬‬
‫‪ 12‬أزواد صباص ‪ )2013‬ص ‪38‬‬
‫‪ 13‬أسامة سعد خليل ابراهيهب ‪،‬ص ‪6‬‬
‫‪ 14‬العالوي سلطانة وبوكار مسية ‪ ، )2011‬ص ‪28‬‬
‫‪ 15‬حممد السويدي ‪ ،)1986‬ص ‪219‬‬
‫‪ 16‬حممد السويدي ‪ ،)1986‬ص ‪51‬‬
‫بشري طلحة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪44‬‬ ‫‪17‬‬

‫ويشي زهية(‪ ،)2006‬ص ‪45‬‬ ‫‪18‬‬

‫حممد السويدي ‪ ،)1986‬ص ‪131‬‬ ‫‪19‬‬

‫قمال زينب ‪ ،)2013 ،‬ص ‪38‬‬ ‫‪20‬‬

‫املراجع املعتمدة‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫السويدي‪ ،‬حممد ‪)1986‬بدو الطوارق بني الثبات والتغري‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬امل سسة الوطنية للكتاب‬
‫‪)1966‬التغري االجتماعي والتخطيط‪ ،‬مصر‪ ،‬دار املعارم‪.‬‬ ‫غيث‪ ،‬عاط‬
‫املذكرات‪:‬‬
‫أزواد ‪،‬صباص ‪ )2015‬دور القطاع اخلاص يف انشاء املدن اجلديدة‪ ،‬مذكرة ر ماجستري يف علهب االجتماع احلضري‪ ،‬كلية العلو االنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪.‬‬
‫أسامة ‪،‬سعد خليل ابراهيهب ‪ )2010‬ختطيط املدن السعودية يف هويتها العمرانية‪ ،‬كلية العمارة والتخطيط‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز‪.‬‬
‫ويشي زهية‪ )2006 ،‬جمتمع القصور دراسة للخصائص االجتماعية والعمرانية والثقافية ملدينة تقرت‪ ،‬مذكرة ماجستري صو علهب‬
‫االجتماع احلضري‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة ‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫المجلة الجزائرية لألبحاث والدراسات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ‪ISSN 2602-5663‬‬
‫المجلد ‪ - 03‬العدد ‪ - 11‬شهر جوان ‪ -‬السنة ‪2020‬‬

‫خليفة ‪،‬عبد القادر ‪ )2011‬حتوالت البىن االجتماعية وعالقتها ابجملال العمراين يف املدن الصحراوية اجلزائرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف علهب‬
‫االجتماع صو انثربولوجيا ثقافية واجتماعية‪ ،‬جامعة حممد خيضر بسكرة‬

‫طلحة ‪،‬بشري ‪)2006‬البىن التقليدية وتقسيم االجتماعي للمجال احلضري‪ ،‬مذكرة ر ماجستري صو علهب االجتماع احلضري‪ ،‬كلية‬
‫العلو االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة اجلزائر‬

‫العالوي سلطانة‪ ،‬بوكار مسية ‪ )2011‬املخطط التوجيهي للتهيئة والتعمري دراسة حالة مدينة متنغست‪ ،‬صو تقنيات احلضرية ‪،‬كلية‬
‫علو االرض والكون والتهيئة العمرانية جامعة قسنطينة‪.‬‬

‫قمال زينب ‪ )2013 ،‬اجملمعات السكنية واحلضرية مبدينة قسنطينة‪ ،‬مذكرة ر ماجستري صو علهب االجتماع احلضري‪ ،‬جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‬

‫اجملالت واملنشورات‪:‬‬
‫دراسات املركز االنتا االعالمي‪ ،‬التخطيط العمراين االسرتاتيجي واالدارة االسرتاتيجية للمدن‪ ، ،‬جامعة امللك عبد العزيز ‪ ،‬العدد ‪15‬‬
‫رحاا ‪،‬حجلية ‪ )2010‬التغري االجتماعي يف اجملتمع اجلزائري‪-‬املفهوم والنموذ ‪ ،-‬جملة كلية اآلداب والعلو االنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫العدد السابع‪.‬‬
‫سحر سليمان عبد هللا وانهد االبياري‪،‬التغري العمراين ابملناطق السكنية القائمة‪ ،‬املركز القومي لبحوث البناء واإلسكان‬
‫قسهب علهب االجتماع (‪.)2015‬مطبوعة الدعم البيداغوجي لطلبة ماسرت ختصص علم االجتماع احلضري‪ ،‬كلية العلهب االنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة سطي ‪.‬‬

‫‪179‬‬

You might also like