You are on page 1of 29

‫صنعت كباراً‪...

‬وغيرت التاريخ‬

‫إعداد‪ :‬علي الطاهر عبد السالم‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫الحمد هلل حمدا ً كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلللطا‪،‬ه والصللالو والسللالم علل مل‬
‫خصه بفضللله وبيا‪،‬لله محمللد المصللطف ا مللي جل هر الحل وريحا‪،‬لله وعلل هللله‬
‫وصحبه وسلم ‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫في جدر بنا أن ‪،‬ستقصي الحكمة أينما وجدت كما قال عليه السالم الحكمة ضللالة‬
‫وعمالً بهذا الحديث كان الرأي أن أجمع ما وقعت عليه عيني وما قرت بلله‬ ‫المؤم‬
‫عربيلةً وغيللر عربيللة وصل ً إلل مللا‬ ‫أذ‪،‬ي م حكم وأمثال وكلمللات مللة رو‬
‫‪،‬صب إليه لم أزد ع الكتب المعدو في هذا الشللةن ئلليإا ً إ أ‪،‬نللي ‪،‬ظللرت فللي ا فللة‬
‫منها فكا‪،‬ت تتناول جميع الحكم في المجا ت كافة وربمللا كللان فللي بعضللها مللا إن‬
‫القلليم الرفيعللة فللال ئل أن‬ ‫الناقد ل جد‪،‬ا أ‪،‬لله ربمللا يتعللارا مل‬ ‫‪،‬ظر‪،‬ا إليه بعي‬
‫ُس فيها كما يدس السم في الدسم ؛ فرأيت أن أجعلله هللذا الكتللا فللي‬
‫الحكم وا مثال د َّ‬
‫والتللي تغيللر با ‪،‬سل ان إذا مللا‬ ‫ا ق ال التي م ئة‪،‬ها أن ترفع الهمم وتعلي النف س‬
‫يغير ما بق م حت يغيروا مللا بة‪،‬فسللهم‬ ‫قال تعال ‪ ( :‬إن هللا‬ ‫سع لتغيير ‪،‬فسه‬
‫ه ل الرقللي بللالمجتمع ؛ إذ إ‪،‬هللا ‪،‬تللا خبللرات‬ ‫وترتقللي بللالمجتمع إذا مللا كللان الهللد‬
‫وتجار عظماء التاريخ ورواد الحضارات ل ‪،‬ظر‪،‬ا إل مللا بللي دفتللي‬ ‫الشع‬
‫هذا الكتا م أق ال ل جد‪،‬ا أن بعضها كا‪،‬ت الشرارو لتغير حياو بعض العلماء أو‬
‫كا‪،‬ت البذرو إلبداعٍ ‪،‬ما ي ما ً بي ٍم حت صارإ‪،‬جازا ً أو اختراعا ً أو منهجلا ً أو ‪،‬ظريللة‬
‫أو تف قا ً و‪،‬ب غا ً أو صالحا ً ورئادا ً فكم م العباقرو أو العلماء كان السبب فللي‬
‫تغييرهم حكمة أو ق ل مة ر أو بيللت ئللعر يحملله معنلا ً ذا بعللد وأفل ‪ .‬وكللم مل‬
‫مخترعٍ حمله عل التجريب وا ختراع كلمة أو حكمة ‪ .‬وليس المعن أن هللذا الكلمللة‬
‫فلربمللا يجنللي‬ ‫أو تل أو هذا الق ل والمثه أو ذاك إ‪،‬ما يحللدا التغييللر لل هلللة ا ولل‬
‫المرء مار هذه الكلمات بعد أع ام غير أن المنطل م تل الحكمة أو هذا القل ل أو‬
‫المثه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قسم هذا الكتللا إلل مسللاحات فبعللد تجميللع الحكللم وا قل ال رأيللت أن أبسل لهللا‬
‫ومللا هللذا ببعيللد عمللا قدملله ئللها الللدي‬ ‫بتقللديم أو ت جيلله إ إن صللت التعبيللر إ‬
‫وأوردت بعللد ذل ل ا ق ل ال دون ت جيلله ليطل ل معهل ا‬ ‫ا بشلليهي فللي المسللتطر‬
‫القارئ قلبه وعقله‪.‬‬

‫ي ب قلللب ولربمللا حققللت بالبسللمة مللا‬


‫بالبسمة تستطيع أن تتعدى حدود القلللب إلل أ ل‬
‫تحقيقه بغيرها ابتسم فإن اليوم خير من األمس والغد خيدر مدن اليدوم‬ ‫عجزتَ ع‬
‫لدر‬
‫مل الجمللال بقل ٍ‬ ‫لللم يحل‬ ‫‪،‬فللي مل‬ ‫وهللا جميه يحب الجمال و يعني هذا أن‬
‫أن تقللدم البسللمة ؛ ابتسددكمل ليحدديل‬ ‫يؤهللله ن يكلل ن جملليال فمللا عليلل إ‬
‫وليللدم قلبل َ‬ ‫لمروءتل من إعجكبل بجميل وللليك إعجابل بعللام ا مل ر بللي بللي‬
‫وإن جا‪،‬بلله قللليالً فللال يكل منلله علل بعل ٍد وتجا‪،‬ل ٍ‬
‫ب ب بلينللي ب ؛ فأجهدل‬ ‫مالزما ً للص ا‬
‫وإياك أن تثني الشدا د أو أن ي هن اإلخفاق‬ ‫النكس من قل صوابه وكثر إعجكبده‬
‫فللال خجلله مل أن تخفل فللي ئلليء ؛ذلل أن‬ ‫وليك إخفاق الخط و ا ول لنجاح‬
‫فقللد‬ ‫وليك اعتيادك الشدا د ديد‪،‬‬ ‫اإلخفكق سكس النجكح والش ائ تخلق الرجدك‬
‫قيه ‪:‬‬
‫إِذا اِعتك َ الفَتى َخ َ‬
‫وض ال َمنكيك‬
‫فَأ َ َ‬
‫هو ُن مك يَ ُم ُّر بِ ِه ُ‬
‫الوحو ُ‬
‫وتحرى ال س فللي أمللرك كللله وإذا لبللت مل غيللرك أمللرا ً فللليك أمللرك وسللطاً؛‬
‫فكلمطكع يأمر بمك يستطكع‪ ،‬وإذا ر ت ن تطكع فسدل مدك يسدتطكع‪ ،‬أمللا التعللاون فمللا‬
‫كونُواْ ع ََلدى ا ْل ِ‬
‫حدر‬ ‫اختلف عليه ا نان ؛وقد أمر‪،‬ا ربنا عز وجلله بالتعللاون قللا الً ‪َ ( :‬وت َ َعد َ‬
‫َوالت َّ ْي َوى المكئ ة ‪2‬‬
‫وقد قيه‪:‬‬
‫عتْهُ‬ ‫َّ‬
‫توز َ‬ ‫إذا ال ِع ْب ُء الثيي ُل‬
‫ب‬
‫الرقك ِ‬
‫خف على ِ‬
‫اليوم َّ‬
‫ِ‬ ‫رقكب‬
‫ُ‬

‫‪3‬‬
‫واعلم أن من شيم الكرام االعتراف بكإلكرام وعل اإل‪،‬سان أ يجحد معروفا ً قللدم للله‬
‫‪،‬فسه أرا خصللبة ينبللت‬ ‫وأن يجعه لم ضع اإلحسان في قلبه إكبارا ً لفاعله ولتك‬
‫فيها الفضه ويثمر‬
‫إِذا َنتَ َ َ‬
‫كرمتَ الكَري َم َملَكتَهُ‬
‫َوإِن َنتَ َ َ‬
‫كرمتَ اللَئي َم ت َ َم َّر ا‬
‫يع د بالنقص عل الكالم إذا تم العيل نيص الكدمم‬ ‫والعقه إذا ما اكتمه وتم فإن ذل‬
‫الكلمة فال يللتكلم قبلهللا‬ ‫م‬ ‫س العاقه يعر‬
‫ويقصد بنقص الكالم أن القا ه الك لبي َ‬
‫عدد كلماته فال يتجاوزه إذ إن كه كلمة لللم تفللد المعنل وضل حا ً ولللم تعطلله‬ ‫ويعر‬
‫إجادو كا‪،‬ت زا دو وكه كلمة إذا ما حذفت م الكللالم و لله الكللالم مفه ملا ً والمعنل‬
‫وإذا أردت‬ ‫المل راد واضللحا ً كا‪،‬للت تل ل الكلمللة زا للدو وعبإلا ً عل ل الجملللة والكللالم‬
‫السالمة والصيت الحس فعلي بةربعة أئياء ‪ :‬احفظ لسكنل وصن عيندل عدن تتحد‬
‫غيرك ‪ ،‬وعكشر بمك يحم ‪ ،‬و اف بكلتي حسن يك ل الف ز ؛ فقد قيه ‪:‬‬
‫الر ى‬
‫َ‬ ‫إِذا ُرمتَ َن تَحيك َ‬
‫سليمك ِمنَ‬
‫ص ِي ُن‬
‫َ‬ ‫َموفور َو ِعرضُلَ‬ ‫َو ينُلَ‬
‫سو َ ٍة‬
‫بِ َ‬ ‫فَم يَ ِ‬
‫نطيَن ِمنلَ ال ِلسك ُن‬
‫َل ُ‬
‫س ُن‬ ‫لنكس‬
‫َو ِل ِ‬ ‫فَ ُكلُّلَ َ‬
‫سوءات‬
‫إِن َب َت إِلَيلَ َمعكئِحك‬ ‫َوعَينككَ‬
‫لنكس َعيُ ُن‬
‫فَ َعهك َوقُل يك عَي ُن ِل ِ‬
‫سكمل َم ِن اِعت َ ى‬
‫شر ِب َمعروفٍ َو ِ‬
‫َوعك ِ‬
‫ِه َي َح َ‬
‫س ُن‬ ‫َولَ ِكن ِبكلَّتي‬ ‫َو ا ِف‬
‫ومللا حملل علل‬ ‫وإياك أخي القارئ وس ء الظ فإ‪،‬ه دليه عل س ء فعالل و‪،‬يتل‬
‫ومل‬ ‫للم إ‪،‬ل بلله تفقللد صللحاب‬ ‫مثه هذا الظ إ أ‪،‬ه بنفس ما ي افل هللذا الظل‬
‫تخالطهم فقد قيه ‪:‬‬
‫رء سك َءت ُ‬
‫ظنونُهُ‬ ‫إِذا سك َء فِع ُل ال َم ِ‬
‫ق مك يَعتك ُهُ ِمن ت َ َو ُّه ِم‬
‫ص َّ َ‬
‫َو َ‬

‫‪4‬‬
‫ع اتِ ِه‬
‫ُ‬ ‫َوعك ى ُم ِححي ِه ِبيَو ِ‬
‫َو َصحَ َل في َلي ٍل ِمنَ الش َِل ُمظ ِل ِم‬
‫وا‪،‬ظر أخي إلل ا مل ر والشللدا د بعللي المترقللب الللذي ينظللر تبللد ً وتغيللرا ً فللال‬
‫و يستمر أمر بحال‬ ‫الشدا د تدوم و النعيم يبق‬
‫إِذا ت َ َّم َمر بَ ا نَي ُ‬
‫صهُ‬
‫ت َ َوقَّ َزواال اِذا قي َل تَم‬
‫وقيل‪:‬‬

‫قَ آذَنَ لَيلُ ِل بِكلحَلَ ِ‬


‫ج‬ ‫اشت ي ز َمةُ تَنفَ ِرجي‬
‫فلما التجهم ولما ا‪،‬قشاع البسمة ع ال ج ه دع البسمة مالزمة ل ولكه أمل رك‬
‫يق ل أهه الصي ‪ :‬إذا كنت ال تستطي االبتسكم فم تفتل ككنك ‪.‬‬
‫أخي القارئ الد‪،‬يا مسرح و لك ٍه منا دور فيلله فللإذا لللم يكل لل دور بلله كنللت زا للدا ً‬
‫عليه فاختر لنفس دورك ووج دك إذا لم تز شيئك على ال نيك كنت نت زائ ا على‬
‫ال نيك وا‪،‬ظر إل الماء وخذ حكمتها في مسيرتها فإذا ما اعترضها سللد أو عللا‬
‫غيرت اتجاهها لغيره وإذا لم تستطع إل غيره سبيالً اعتلته ‪.‬‬
‫َوجك ِوزهُ إِلى مك تستطي ُ‬ ‫إِذا لم تستط شيئك فَ َعهُ‬
‫و تحجب العراقيه ع ‪،‬يه مبتغاك فة‪،‬ت بطم ح تسم‬
‫َركِحتُ المنى ونَسيتُ ال َح ْ‬
‫ذر‬ ‫إِذا َمك َ‬
‫طمحْ تُ إلى غكي ٍة‬
‫فللاحر‬ ‫وربما يتساوى الناس في العلم والمعرفة والق و و يتساوون في ا سل‬
‫ه الدال عل علم ومعرفت‬ ‫عل أن يك ن أسل ب راقيا ً في كه م ضع فا سل‬
‫واألسلوب لحكس الفكر والجهه مصيبة ما في ذاك م ضع جللدال وخللال‬ ‫وق ت‬
‫بي الناس غير أ‪،‬ها ل أي مصيبة الجهه ل تتفاوت تبعا ً لصاحبها فأسدو مصدكئب‬
‫الجهل ن يجهل الجكهل نه جكهل ‪.‬‬
‫تللةتي المعرفللة‬ ‫لللنفس صللديقه ريقلا ً قبلله أن يتصللادقا حتل‬ ‫والكيس مل عللر‬
‫متةخرو فيصدم هذا أو يفتت ذاك‬
‫رء ِمن قَح ِل ِج ِ‬
‫سم ِه‬ ‫ُصك ِ ُ‬
‫ق نَ َ‬
‫فس ال َم ِ‬

‫‪5‬‬
‫َوالت َ َكلُّ ِم‬ ‫في فِع ِل ِه‬ ‫َو َ ِ‬
‫عرفُهك‬
‫سوء وك عل يقللي‬
‫وحبب إل ‪،‬فس المعرو ؛ فكصطنكع ال َمعروف يَيي َمصكرع ال ُّ‬
‫با‪،‬فرا الكر وبال ص ل إل البغية‪:‬‬
‫عل ُل النفس بكآلمك ِ رقُحُهك‬
‫ِ‬
‫العيش لوال فسحةُ األ َم ِل‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫مك ضي َ‬
‫فنتذكرإ اعملدوا فكدل ميسدر لمدك‬ ‫‪،‬حاول غيره فال ‪،‬ت ف‬ ‫ولكه منا في د‪،‬يا‪،‬ا مسل‬
‫فأحب األعمدك‬ ‫ريقا إل وص ل مرام‬ ‫خلق له إ واجعه الديم مة في أعمال‬
‫أو تمل ت‬ ‫إلى هللا ومهك وإن قل واختر لنفس أحد أمللري ‪ :‬أن تعلليغ مبغ ضلا ً‬
‫موت مححوبك خير لدي‬ ‫محب با ً وإن اخترت ا ول فليست تل بحياو وإن الت‬
‫كسبه فإن طيب مدك كلدتم‬ ‫أحد‪،‬ا عل أن يةكه م‬ ‫من ن عيش مكروهك وليحر‬
‫لان دا مللا فعلل اإل‪،‬سللان أن يتعللب‬
‫من كسحكم ‪ ،‬و يك ن الكسللب مل السلله لة بمكل ٍ‬
‫ويجد في كسبه وعليه أن يركب المشاق ويخا ر بما يمل ؛ لنيلله مللا يصللب إليلله‬
‫وإ فال كسب و امتالك إن لم تخدكطر بشديء فلدن تملد ل شد يء وإذا لللم تبلل مللا‬
‫تصب إليه فليس ذل ‪،‬هاية العالم و‪،‬هاية الطم ح والحلم فلربما كان قصل رك عل‬
‫نت تشكء و نك شكء وهللا يفعل مك يشدكء ‪ ،‬فدإذا لدم يكدن مدك‬ ‫ال ص ل ه الخير كله‬
‫و مللة مطيللة‬ ‫تشكء فكرض بمك هو ككئن ‪ ،‬فعسى ن تكرهدوا شديئك وهدو خيدر لكدم‬
‫ندت سدكلم مدك سدكت ‪ .‬فدإن تكلمدت فلدل و‬ ‫أخرى لإل‪،‬سان وه اللسان مطية المرء‬
‫عليل‪.‬‬
‫و نصدكف‬ ‫متعلمللي ومتعلمللي‬ ‫أخي القارئ هناك ‪ ،‬عان م المتعلمي ‪ :‬أ‪،‬صللا‬
‫المتعلمين خطر من الجهمء أما التصميم واإلرادو فهما المع ل الذي تستطيع بلله أن‬
‫تخرق جبال وإنل بكإلبرة تستطي ن تحفر بئرا ؛ ذل بإرادت ومثابرت ‪.‬‬

‫ليس في عالقاتنا التي ‪،‬حياها أفضلله مل معائللرو جميلللة فححسدن المعكشدرة تد وم‬
‫المححة وتعاو‪،‬ل مللع أخيل علل الللتخلص مل عي بلله إ‪،‬مللا هل عللي العقلله ولللب‬
‫جلله‬ ‫الصداقة وما ‪،‬فع المرء خيه إذا لم يرئللده لزللللله ومعايبلله؛ جلله تفاديهللا‬

‫‪6‬‬
‫إ باتها إنمك ح كم مرآة خيه فإذا ر ى عليه ذى فليمطه عنه والتجمه بالصبر مل‬
‫إنمدك‬ ‫سلليما الصللدمة ا ولل‬ ‫ئيم الرجال لك مت الصبر الصللبر عنللد الشللدا د‬
‫الصحر عن الص مة األولى ومهما كان حجم الشدا د فال تف ق الصابري عندها‬
‫م إذا ككنت النفوس كحكرا‬ ‫إنمك تصغُر ال ُخطوب ل ى اليو‬
‫وقيه‪:‬‬
‫إني ر يت وفي األيكم تجربة‬
‫للصحر تجربة محمو ة األثر‬
‫وقل من ج في مر يطكلحه‬
‫فكستصحب الصحر إال فكز بكلظفر‬
‫والصبر م فضليات الشلليم ومحاسل ا مل ر وللليس مل السللهه التحلللي بلله بدذور‬
‫مللار‬ ‫عل بذرها كي تجنللي مللا رمللت مل‬ ‫الصحر ُمرة ولكن ثمكره ُحلوة فاحر‬
‫لتك ن ذا رأي سديد ‪.‬‬
‫و دليلله علل‬ ‫وما كلله ذلل إ بعقلله المللرء ورأيلله وحزملله وخ ضلله التجللار‬
‫رجحان عقه المرء إ م خللالل مللا ئللهده النللاس منلله فللي الم اقللف والشللدا د إنمدك‬
‫على عيل المرء وخليه بعمله ول أرد‪،‬ا تعريف ذلل ل م ‪،‬جللد غيللر الفضلليلة‬ ‫يست‬
‫اسما ً و و عنكوين الفضيلة التضحية بكلنفس ‪.‬‬
‫علل أن تكل ن ‪،‬فسل جميلللة وأن تللرى‬ ‫أخي تحر ا مه وا رد التشاؤم واحر‬
‫م زاوية كلها بشرى و ن ن خ لبيرو فل تجد غير هذا؛ فقد قيه ‪:‬‬
‫كيف تغ و إذا غ وت عليم‬ ‫يهذا الشككي ومك بل اء‬
‫تتوقى قحل الرحيل الرحيم‬ ‫إن شر النفوس في األرض نفس‬
‫ن ترى فوقهك الن ى إكليم‬ ‫وترى الشوك في الورو وتعمى‬
‫ال يرى في الكون شيئك جميم‬ ‫والذي نفسه بغير جمك ٍ‬
‫كن جميم ترى الوجو جميم‬ ‫يهذا الشككي ومك بل اء‬

‫‪7‬‬
‫يركللب مطيللة ا ملله دون أن‬ ‫ويتجمه بالتفاؤل غيللر أ‪،‬لله‬ ‫يتحل المرء بحس الظ‬
‫يثابر في ‪،‬يلله مبتغللاه فللال تللدرك ا مل ر إ باإلصللرار وكثللرو‬
‫َ‬ ‫َي بجدَّ في سعيه أو أن‬
‫المحاولة والتصبر والجد والتخطي الجيد والسهر عل بل غ الغايات فللإذا ‪،‬سلليت‬
‫كه هذا فتذكر ق ل الشاعر ‪:‬‬
‫ومن طلب العم سهر الليكلي‬ ‫بي ر الج تكتسب المعكلي‬
‫ضكع العمر في طلب المحك‬ ‫ومن طلب العم من غير ك ٍ‬

‫وإذا تساوى كالم وصمت فقدم الصمت فحكثرة الصدمت تكدون الهيحدة وحللاذر أن‬
‫وبلله الخيللر‬ ‫يةخذك الجزع في مصاب أيا ً كان ؛ فكه ذل م قضاءٍ كتبلله هللا عليل‬
‫الكثير ولربما رأيت مكروها ً وأعقبه ٌ‬
‫خير كثير ‪.‬‬
‫تَجري األَمور عَلى ُحكم اليَضكء َوفي‬
‫طي ال َحوا ِث َمححوب َو َمكروهُ‬
‫َحذَرهُ‬ ‫س َّرني مك ِبت‬
‫َ‬ ‫فَ ُربمك‬
‫َو ُربَّمك سك َءني مك بتُّ َرجوهُ‬
‫ولك مت تك ن الحكمة تسدعة عشدكر الحكمدة ن يكدون‬ ‫والحكمة ضالة المؤم‬
‫اإلنسكن حكيمك في الوقت المنكسب ولكه ئلليء هفللة وهفللة العلللم الغللرور وبغالللب‬
‫ا م ر س س التشكؤم سوس الدذككء وإذا أردت أن تنتصللر فا‪،‬تصللر علل ‪،‬فسل‬
‫أو ً بعللدم لم ل غيللرك ؛ فقللد قيلله ‪ :‬تعلمددت كيددف كددون مظلومددك فكنتصددرت فللإذا‬
‫تتكبر به اجعه الت اضللع مسلللك فللي أمل رك كلهللا التواضد ال يزيد‬ ‫ا‪،‬تصرت‬
‫و يةتي الكبر والترفع عل النللاس‬ ‫العح إال رفعة ال عظم من قلب نزيه متواض‬
‫إ م جهه فكلجهل مصيحة فإياك أن يصف الناس بالجهلله و الصللغر والجهدل‬
‫مطية ‪ ،‬من ركحهك ذ ومن صححهك ضل والجهل موت األحيكء ‪.‬‬

‫مححدة‬
‫َّ‬ ‫ك ج ادا ً تغنم بمحبة الناس وإيللاك والبخلله فإ‪،‬لله منقصللة للرجلله فد كل ُجو‬
‫وتحللرى الدقللة واإلتقللان إن هللا يحللب إذا‬ ‫والحُ ْخل َم ْحغضة ‪ ،‬واعمه بكلله ج ارحل‬

‫‪8‬‬
‫عمه أحدكم عمالً أن يتقنه فال يكفي عمه اليد بغيللر العقلله و يكفللي عملله العقلله‬
‫بغيللر القلللب ؛ فددكلحرفي يعمددل بيد ه ‪ ،‬والمهنددي يعمددل بعيلدده ‪ ،‬والفنددكن يعمددل بيلحدده‬
‫فكلحكمدة اكتشدكف‬ ‫ريقا ً ‪،‬تخذه وص ً إلل السللعادو‬ ‫وعيله وي ه وما العمه إ‬
‫مفكتيل السعك ة واعلم أ‪،‬ه الحياو هي السعادو ولك أي حياو وما هي الحياو التللي‬
‫تذكر أ‪،‬ه إذا ككن للحيكة معنى فإن للسعك ة وجو ‪.‬‬ ‫بمعن السعادو‬
‫عزيزي خير ركا المرء حكمته و‪،‬يته فكلحكمة ضكلة المؤمن يأخذهك ممن سمعهك‬
‫وال يحكلي من ي وعكء خرجت وم الحكمة أن تحللاف علل ‪،‬فسل باحترامهللا كللي‬
‫يحترمها اآلخري ؛ حين تفي احترامل لنفسل يكون من الصعب علدى اآلخدرين ن‬
‫ول‬ ‫في كه الشؤون فابتعللد عل الكللذ‬ ‫يحترموك وتحري الصدق أمر مطل‬
‫كنت تاجرا ً فاعلم بة‪،‬ه قد خكب وخسر المنفق سلعته بكلحلف الكدكذب والنجللاح يللةتي‬
‫خط و بخط و غير أن الخطوة األولى لتحييق النجكح هي االسدتييكظ مدن األحدمم‬
‫ابللت الخطل وتلليق أن مللة خطدوة واحد ة بدين النصدر والخدذالن واعلللم أن‬ ‫وك‬
‫يخالطه ريب خير الرجك مدن تييد‬ ‫‪،‬هج‬
‫ٍ‬ ‫يخط خط و إ أن تك ن عل‬ ‫الكيس‬
‫؛‬ ‫بتةن وروية فكلد ين النصديحة والتريللث مطلل‬
‫ٍ‬ ‫بأحككم النحوة ‪،‬واستمع لناصح‬
‫إذ خير للمرء ن ييك عنه جحكنك من ن يكون متهورا َ عل أن المرء يجب أن يكل ن‬
‫بلله قلل بهم الشدجكعة‬ ‫ئجاعا ً فالشجاعة تا تتزي بلله هامللات الرجللال وتتشللر‬
‫عزيزة يضعهك هللا فيمن شكء من عحك ه ‪ ،‬إن هللا يحب الشجكعة ولو علدى قتدل حيدة‪،‬‬
‫ن يفعلله مللا يثبللت‬ ‫يحتا‬ ‫فالزمها ائمك ييف الحق بجكنب الشجعكن ؛ ن الشجاع‬
‫ٍلم أو ‪،‬حل ه والرجدل الدذي تدوفرت فيده الشدجكعة بدم اسدتيكمة ال‬ ‫به ئجاعته م‬
‫يع و ن يكون قكط طريدق وإذا امتطيت الشللجاعة فعليل الحللذر ؛ الشدجكعة بدم‬
‫حذر حصكن عمى وأمام أمللران ‪ :‬إمللا أن تكل ن ذا عقلله ولربمللا أعيللاك بللالتفكر‬
‫و‪،‬ح ه أو أخ جهالة ووصب يصيب بغيا العقه قيه ‪:‬‬
‫َو َخو ال َجهكلَ ِة في الش َ‬
‫َيكو ِة يَنعَ ُم‬ ‫ذو العَي ِل يَشيى في النَ ِ‬
‫عيم ِبعَي ِل ِه‬

‫‪9‬‬
‫وم مساوئ غيا العقه أو ‪،‬قصه فساد الذوق والدذوق السديي ييدو إلدى المكدكره‬
‫وإياك والجزع إذا تةخر الرزق فمللا دمللت حيلا ً فسلليرزق هللا مل حيللث تللدري أو‬
‫تدري‪.‬‬
‫يَأتي َولَم تَحعَث ِإلَي ِه َرسوال‬ ‫علَي ِه فَ ِإنَّهُ‬
‫ق ال تَك َم َ‬
‫الرز ُ‬
‫ِ‬
‫يجعه العجلة تغلب عليه فيفسد عمللله وليترفل‬ ‫وليتة‪ ،‬ك ٌه في قضاء أم ره بحيث‬
‫في لب أم ره وئؤو‪،‬ه وم اقفه‬
‫مق نَجكحك‬ ‫فَتَأَنَّ في َ ٍ‬
‫مر ت ُ ِ‬ ‫ق يُمن َواألَنكةُ َ‬
‫سعك َة‬ ‫الرف ُ‬
‫ِ‬
‫وقيه‪:‬‬
‫ت‬
‫وكثرة المزح مفتكح الع اوا ِ‬ ‫ق يمن وخير اليو ص قه‬
‫الرف ُ‬
‫و مة فلسفة إذا ما عقلها المرء لم تغب عنه السعادو ولم يعجللزه ‪،‬ةيهللا و‪،‬ف رهللا فعلل‬
‫المرء أن يطلب السعادو حيث البؤس وليحذر م البؤس في رحم البهجللة فكلسدعك ة‬
‫يسلللم‬ ‫تول في الحؤس ‪ ...‬والحدؤس يختحدي فدي السدعك ة وعلل المللرء أيضلا ً أن‬
‫الشدل‬ ‫ويترك ما ي ق حدسه وتخمينلله وفطنتلله عليلله أن يشل‬ ‫عقله فضه‬
‫اء ‪ ..‬لكنه ق يعلم حكمة وتصبر فإن الصحر والمثكبرة يول ان العجكئدب واعلللم أن‬
‫الصحر صحران ‪ ..‬صحر على مك تكره‪ ،‬وصحر على مك تحب وقيه‪:‬‬
‫يق متَّس ُ‬
‫واصحر ففي الصحر عن الض ِ‬ ‫ال ت َ َ‬
‫جزعَنَّ إِذا نكبَتلَ نك ِئحَة‬
‫لَم يَح ُ ِمنهُ عَلى ِعمتِ ِه ال َه َل ُ‬ ‫إن الكري َم إذا نكبتهُ نكئحة‬
‫صدححة الجكهدل‬ ‫يقل دك مللر هل خيللر لل‬ ‫واحذر أخي م صحبة الجاهه فه‬
‫شدؤم واعمه عل أن تص ن ‪،‬فس وتقلب أم رهللا يمينلا ً وئللما ً كللي يكتنفهللا الحل‬
‫وإذا لللم تفعلله فللال تلللم غيللرك فللالنفس أ‪،‬للت مسللؤول عنهللا وبيللدك رقيهللا‬ ‫وا م ل‬
‫وا‪،‬حطا ها وأينما تضع ‪،‬فس تجدها‪:‬‬
‫ت َ ِعش سك ِلمك َواليَو ُ فيلَ َجمي ُل‬ ‫ِحملهك عَلى مك يز ِينُهك‬ ‫ص ِن النَ َ‬
‫فس َوا ِ‬ ‫ُ‬
‫وإن تملكت عادات أو ور تها فاعمه جاهدا ً عل التخلص منهل ا ومللا مل أحل ٍد إ للله‬
‫عادات حسنها يعتز به ويعلي ئا‪،‬ه وسلليإها يعيبلله ويللد‪،‬ي مكا‪،‬لله فةعملله عقلل فللي‬
‫عادات ؛ العك ات قكهرة فمن اعتك على شيء في السر فضحه فدي العمنيدة وا لللب‬

‫‪10‬‬
‫‪،‬فس أ‪ ،‬مفتقدها ؛ العكقل يجكه في طلب الحكمدة ‪ ..‬والجكهدل‬ ‫الحكمة دا ما ً و‬
‫يظددن ندده وج د هك وعللي الحكمللة أن يحف ل اإل‪،‬سللان ‪،‬فسلله ويعزهللا عددز الرجددل‬
‫استغنكؤه عن النكس وهذا يتطلب من الجهد الكبيللر غيللر أن الثمللرو أكبللر علدى‬
‫ق ر الحكجة يكون التعب و تتخيه أن التعللب للجسللد فتعللب العقلله أكبللر عظمدة‬
‫في جسمه فمرن عقل عل التبحر في خيا ت الكل ن وعل الم‬ ‫اإلنسكن في فكره‬
‫الد‪،‬ا وخفاياها وافتت له عل العالم ‪،‬افذو وافللتت للعللالم فللي عقلل ‪،‬افللذو ً يتعشل ‪،‬ل ر‬
‫عيلل ككلمظلة ال يعمدل إال إذا انفدتل وحللرر عقلل علل‬ ‫الك ن مع ئذرات عقل‬
‫مدينة وم الكلمة عللالم ومل الجملللة كل ن ومل‬ ‫قر اس فيكتب ل م الحر‬
‫الكتا عقه عندها تك ن قد ملكت زمام العقه عيدو الندكس م وندة فدي طدراف‬
‫قممهم ‪.‬‬
‫يظهللر‬ ‫وإذا ما ‪،‬ظر الرا ي منا إل ‪،‬فسه فل تغفلله عينلله عل عيللب بهللا غيللر أ‪،‬لله‬
‫أحيا‪،‬ا ً عي الناس عيحل مستور ‪ ..‬مك سع حظل وما ل أخي القارئ مل بل ٍد فللي‬
‫مح الحياو حل ها ومرها وبيدك ا مر فكيف تمهد لها تجدها ‪ .‬واعلم أ‪،‬ه مللا أتللت‬
‫الد‪،‬يا يعة حد فالبد م التضحية والفداء والمثابرو وق و اإلرادو‪.‬‬
‫كن‬ ‫ك ُْن ِم ْن ُبَك ِة ال َّ‬
‫ض ْي ِم َوالشُّجْ عَ ِ‬ ‫ت ال َحيَكةُ فَ ِإ ْن ت ُ ِر ْ َهك ُح َّرة‬ ‫َ‬
‫غلَ ِ‬
‫تَحْ ِمي ِه َي ْو َم ك َِري َه ٍة َو ِطعَ ِ‬
‫كن‬ ‫َوا ْق َح ْم َو َزا ِح ْم َوات َّ ِخ ْذ لَلَ َحيِزا‬

‫و خيار الث لأل‪،‬فس ا بية فإما حياو كما تريدها هي أو الم ت فخ أكرم‪.‬‬
‫و مك الفنكء شرف للحشر‬ ‫فأمك حيكة ‪......‬‬
‫فمل أراد هللا بلله خيللرا ً‬ ‫والسعي إل العلم م أجه الفضا ه و سيما التفقه في الدي‬
‫وتخير أهه النصللت‬ ‫وفييه واح ش على الشيطكن من لف عكب‬ ‫يفقهه في الدي‬
‫فإن النصيحة ف يهبه هللا لبعض عباده كما وهب لبعضهم العقه دون فضيلة النصللت‬
‫ولربما اجتمعا النصت والعقه عند واح ٍد فتجللب اعتلله إذ إن بعللض الناصللحي‬
‫ي ف في ‪،‬صح ‪.‬‬ ‫وبعض العاقلي‬ ‫ينصح بمعرو‬
‫ت نَص َحهُ ِبلحي ِ‬
‫ب‬ ‫َومك ُك ُّل مؤ ٍ‬ ‫فَمك ُك ُّل ذي لُ ٍ‬
‫ب ِبمؤتيلَ نُص َحهُ‬

‫‪11‬‬
‫ع ٍة ِبنَصي ِ‬
‫ب‬ ‫فَح ٌّ‬
‫ق لَهُ ِمن طك َ‬ ‫َولَ ِكن ِإذا مك استَج َمعك ِعن َ ِ‬
‫واح ٍ‬

‫وليستجمع كه منا ق ته وئدته ولك ربما رجعت عليه هذه القل و بللالتحطم فليسللت‬
‫كل ه القل و ئللدو ؛ قدوة الخيدزران فددي مرونتده وقيلله ال تكددن يكبسدك فتكسدر وال لينددك‬
‫فتعصر والكرم خير ما يتصف به المللرء فدكلكريم يحدس نفسده غنيدك ائمدك ‪ ،‬و‬
‫الكسدل‬ ‫الناس ؛ فه ينم ويترعرع تغذيه أوهام وأما‪،‬ي‬ ‫مكان للكسه مثه ضعا‬
‫ملجأ العيو الضعيفة فاسع لطلب ئة‪ ،‬وتحرر كه دقيقة م الكسلله واقحللم بللا‬
‫ال تد رك الراحدة إال بكلمشدية ول يك الرفل واللللي ممشللاك‬ ‫الراحة م المشقة‬
‫ينط لسا‪ ،‬إ حسل الكللالم ؛ الكدمم الحسدن رع هل ه يللدل‬ ‫عل أن‬ ‫واحر‬
‫وهل اإل‪،‬صللات‬ ‫يكلف ئلليإا ً‬ ‫بشيء‬ ‫عل لباقت وذوق الرفيع و يتةى هذا إ‬
‫وه القلل‬ ‫لكالم غيرك كن مستمعك جي ا لتكون متح ثك لحيدك و مة أمر يهد القل‬
‫يللذهب جهللده وتفكيللره فللي م قللف‬ ‫والجزع عل ملمات ا م ر فعل اإل‪،‬سللان أن‬
‫يدوم هذا و ذاك ‪.‬‬ ‫ارئ أو غير ارئ ؛ ‪،‬ه‬
‫ب في ِه رو َحلَ الحَ َنُ‬
‫مك ا َم يَص َح ُ‬ ‫ير ُمكتَ ِر ٍ‬
‫ث‬ ‫غ َ‬‫َهركَ إِال َ‬
‫ال تَلقَ َ‬
‫علَيلَ الفك ِئتَ ال َح َزنُ‬
‫َ‬ ‫َوال يَ ُر ُّ‬ ‫س ِررتَ بِ ِه‬
‫رور مك ُ‬
‫س ُ‬ ‫فَمك يَ و ُم ُ‬
‫وقيه‪:‬‬
‫ش ائِ‬
‫هي َ‬ ‫قَ تَن َجلي ال َغ َمرا ِ‬
‫ت َو َ‬ ‫ش ي َة‬ ‫سنَّ من اِن ِف ِ‬
‫راج َ‬ ‫ال تَيأ َ َ‬
‫الواح‬
‫ِ‬ ‫زالَت َوفَر ُجهك ال َجلي ُل‬ ‫س َمت اِن لَن تَنيَضي‬
‫كَم كُربَة اِق َ‬
‫ال شيء يرف قد ر المدرء ككلعفدة واحللذر‬ ‫وك عفا ً في تعامل أريحيا ً في مخالطت‬
‫ئاكا ً فللي غيللرك بلله‬ ‫لسان بإسل به وبراعته وليك عقل حاضرا ً‬
‫ٌ‬ ‫م أن يجرك‬
‫متحفز العقه ‪،‬افذ البصيرو فط التةمه قيه ‪:‬‬
‫سكن َوقَلحُهُ يَتَلَّ َه ُ‬
‫ب‬ ‫ُحل ِو ال ِل ِ‬ ‫ِمر ٍئ ُمت َ َم ِل ٍ‬
‫ق‬ ‫ال َخ َ‬
‫ير في ُو ِ ا ِ‬
‫يغيب عنه ئيء وإن غا يسللتدرك أمللر وإن فاتلله ا سللتدراك‬ ‫إن اإل‪،‬سان الفط‬
‫فتسعفه الحكمة في تناول ا م ر ومجابهة الملمات وإدراك السؤدد والعال ‪.‬‬
‫ت فَعك ُ‬
‫ِلمك يَشُقُّ عَلى السك ا ِ‬ ‫س ِي َف ِطن‬
‫ال يُ ِركُ ال َمج َ إِال َ‬

‫‪12‬‬
‫غير هذا عليه التجمه بالصبر وتسهيه الصعب وبس ا م ر‪.‬‬
‫فمك انيك ت اآلمك إال لصكبر‬ ‫ألستسهلن الصعب و رك المنى‬
‫وليك أمل أو ما تطمت إليه عاليا ً فإن التعب واحد والمشقة ‪،‬فسها التي تجابههللا فللي‬
‫م ح كبيرا ً ‪.‬‬ ‫ا مر الصغير هي التي تجابه في ا مر العظيم فليك‬
‫فَم تَي َن ِبمك ونَ النُ ِ‬
‫جوم‬ ‫روم‬
‫إِذا غك َمرتَ في ش ََرفٍ َم ٍ‬
‫َظيم‬
‫مر ع ِ‬‫ت في َ ٍ‬
‫عم ال َمو ِ‬ ‫َك َ‬
‫ط ِ‬ ‫غير‬
‫ص ٍ‬ ‫ت في َ ٍ‬
‫مر َ‬ ‫فَ َ‬
‫طع ُم ال َمو ِ‬
‫الذي وضعه لنفسه مهمللا صللعب فلإل‪،‬سللان قل و جبللارو‬ ‫واإل‪،‬سان يبل بإرادته الهد‬
‫وم هللا الت في والسداد لدو تعليدت همدة حد كم فدي الثريدك لنكلهدك ولكل يتفللاوت‬
‫لع علل الللنفس البشللرية‬
‫الناس في بل غ مآربهم وبغيتهم ذل لمللا للمشللقة مل وقل ٍ‬
‫‪،‬كل ن مللنهم أولإل النللاس هللم‬ ‫علل أن‬ ‫الللذي ‪،‬حللر‬ ‫وعل بعض النللاس فقل‬
‫النف س وصغارها ‪.‬‬ ‫ضعا‬
‫اإلق ا ُم قَتك ُ‬
‫الجو ُ يُف ِي ُر َو ِ‬ ‫النكس ُكلُّ ُه ُم‬
‫ُ‬ ‫ش َّيةُ سك َ‬
‫لَوال ال َم َ‬
‫هذه هي الحياو فليس للحيكة قيمة إال إذا وج نك فيهك شيئك ننكضل من جله‪.‬‬
‫ومجمه الق ل إن كه ذل يتركز في كلمللة واحللدو يضللعها كلله إ‪،‬سللان ‪،‬صللب عينيلله‬
‫وهي الهمة‪.‬‬
‫ب‬
‫ط ِ‬‫كثكر َوال ُخ َ‬
‫اإل ِ‬‫غةُ في ِ‬
‫َوال الحَم َ‬ ‫ب‬ ‫َثر ِة األَموا ِ َوالنَ َ‬
‫ش ِ‬ ‫مك الجو ُ عَن ك َ‬
‫ب فَأ َ ِ‬
‫ب‬ ‫مكرةُ إِرث عَن َ ٍ‬
‫اإل َ‬
‫َوال ِ‬ ‫َوال الشَجكعَةُ عَن ِج ٍ‬
‫سم َوال َجلَ ٍ‬
‫ب‬
‫س ِ‬‫ير ُمكت َ َ‬ ‫طح َ‬
‫غ ُ‬ ‫َو ُك ُّل ذ ِللَ َ‬ ‫ل ِكنَّهك ِه َمم َ َّت إِلى ِرفَ ٍ‬
‫صنك ِي ُ جك َءتهُ ِمن األ َ َ ِ‬
‫ب‬ ‫ِإال َ‬ ‫ب َمحمو ِ ِفع ٍل مك لَهُ َح َ‬
‫سب‬ ‫َو ُر َّ‬
‫الرت َ ِ‬
‫ب‬ ‫َو َرت َّ َحتهُ ِمنَ ِ‬
‫اإلفضك ِ في ُ‬ ‫فَ َجلَّلَتهُ ِب ِع ٍز َبع َ َمخ َملَ ٍة‬
‫وليتذكر أحد‪،‬ا دا ملاً‪ :‬إ لديس الشد ي بكلصدرعة ‪...‬إ وعلل المللرء أن يتمهلله فللي أمللر‬
‫جله وه الحكم عل أي ئيء ألن ن م على العفو خير من ن ن م على العيوبة ‪.‬‬
‫أو لدحض مكروه؛ فلربمللا‬ ‫أو سداء معرو‬ ‫و تت ا‪ ،‬في تنفيذ ئة‪ ،‬لبل غ سؤل‬
‫سب عليه أحد فتل م ‪،‬فس عل تةخيره لكل شيء ر س‪ ،‬ور س المعروف تعجيلده‬
‫وا عمال بالنيات والنية‬ ‫ولكه ئيء عدو وع و الفن الجهل والنية مطية المؤم‬

‫‪13‬‬
‫لذا مدك رى عجدزا فدي الحشدر‬ ‫بعمل‬ ‫أبل م العمه فلربما تبل المقص د بنيت‬
‫ككلعجز عن النية وك ٌه ميسر لما خل له ‪.‬‬
‫وال ت َ ُجو ي إال بمك ت َ ِج ُ‬ ‫ق َ‬
‫طكقتهك‬ ‫مك كلف هللا نَ ْفسك فو َ‬
‫و تجعه الكبر يةخذك ع المش رو جا‪،‬با ً فال خللا مل استشللار مكهلدل امدرؤ عدن‬
‫مشورة ومن شكور كثر صدوابه فإذا ئاورت عقل وأهلله المشل رو فللال تتللردد فللي‬
‫و تعيقل الصللعا‬ ‫تفعيه قرارك وتنفيذه؛ فكلمتر في الحد ء يتدأخر فدي الوصدو‬
‫بد مالقيها ومتل بلغدت المصدكئب حد هك زالدت وللليس هللذا بللالتخ يف‬ ‫واعلم ا‪،‬‬
‫والتشاؤم به ه واقع غلب عل مجرياتنللا غيللر أن المتفكئدل يجعدل الصدعكب فرصدك‬
‫تغتنم ‪ .‬والمتصبر حليفه النجاح؛ فمن سحكب النجكح ‪ ....‬الصحر‪.‬‬
‫علل أن‬ ‫واحللر‬ ‫ج ب لم ْه ‪،‬فس بالخل الحس كما تجمه مظهرك باللبللاس الحسل‬
‫وهه أفضه م ا د الحسل ؛ مدك نحدل والد ولد ا‬ ‫تربي ابن و‪،‬فس التربية المثل‬
‫من نحل فضل من ب حسن ولربما كا‪،‬ت البسللمة مفتللاح لمللا صللعب عليل فتحلله‬
‫وعلل الللرغم مل هللذا ‪،‬جللد أن معظدم ابتسدكمكتنك تحد‬ ‫وعالمة علل أدبل الحسل‬
‫‪،‬ك ن ‪،‬ح م يبادر بهللذه النعمللة وقللد يقل ل قا لله ‪:‬‬ ‫بكبتسكمة شخص آخر فلما‬
‫التبسم يزيه المهابة فةجبه ‪:‬‬
‫وكذا التحسم لليلوب ضيكهك‬ ‫والج يكسو الوجه منل مهكبة‬
‫وانفذ بنفسل من شرور هواهك‬ ‫فكجعلن بينهمك لنفسل مسلكك‬
‫ولربما حال دون التبسم حا ه كسل ء تفللاهم أو ‪،‬حل ه أو وئللاية و‪،‬ح هللا حينإل ٍذ بللد‬
‫ئ قدم واعلم أن التسامت م السلله لة مللا يصللعب علل النفل س أن‬ ‫للتسامت م م‬
‫تبادر به إ النف س الكبار فكلنفوس الكحيرة وح هك تعرف كيف تسكمل ‪ ، ...‬ومل‬
‫صالح الشةن أن يبدأ اإل‪،‬سان بنفسه قبه غيره م تقل يم و‪،‬قل ٍد وتصل يب ومالحظللة‬
‫فإذا كان هذا فإ‪،‬ه عي الص ا ‪ .‬قيه‪:‬‬
‫هَال بل َنف بس َ كانَ ذا التَعلي ُم‬ ‫الر ُج ُه ال ُم َع بلل ُم غ َ‬
‫َيرهُ‬ ‫يا أَيُّها َ‬
‫فَإبذا اب‪،‬تَ َهت َعنهُ فة‪،‬تَ َحكي ُم‬ ‫ع َغ بليها‬ ‫فابدأ ببنَف بس َ فا‪َ ،‬هها َ‬
‫ببالقَ بل من َوين َف ُع التعلي ُم‬ ‫َف ُهناكَ يُق َب ُه ما تَق ُل َو َيهتَدي‬

‫‪14‬‬
‫ع َلي َ بإذا فعلتَ َ‬
‫عظي ُم‬ ‫عار َ‬
‫ٌ‬ ‫تَنهَ َع ُخلُ ٍ َو َ‬
‫تةتي بمث َلهُ‬
‫التجريب وعدم الق ل إ‪،‬ه ليس بمقدورك فعلله هللذا‬ ‫واخلع أخي الكريم عل ‪،‬فس‬
‫أو القيام بذاك‪.‬‬
‫ب‬
‫فجر ِ‬
‫ِ‬ ‫على مك حوت ي ي الرجك‬ ‫وإن ح ثتل النفس إنل قك ر‬
‫يقصللدون‬ ‫لذا ‪،‬رى الفشه عند بعض الناس فهللم‬ ‫يتم ئيء بغير تخطي‬ ‫غير أ‪،‬ه‬
‫يعقه هذا يفشل ن في التخطي السليم‬ ‫الفشه أو يتلذذون به؛‬
‫ومل أصل ل‬ ‫(النكس ال يخططون من جدل الفشدل ولكدنهم يفشدلون فدي التخطدي‬
‫فا دو تروهللا مل‬ ‫تجعه التشاؤم يتسر إل عقل مطلقا ً إذ‬ ‫التخطي والتنفيذ أن‬
‫ينظر إ بعي الفشه والس ء وبعي النقيصة و يرى م الليه‬ ‫وج ده فالمتشا م‬
‫المه فال يرى النج م والقمر والسمر والهدوء فإياك والمتشا م واهر منلله‬ ‫إ‬
‫ما كان الهرو ممكنا ً وا فضه م الهرو أن تزيلله تشللاؤمه مللا اسللتطعت كللي‬
‫ينظر إل الد‪،‬يا بعي الفةل قيه ‪:‬‬
‫ظلَ ُم‬ ‫إِذا اِست َ َوت ِعن َ هُ األ َ ُ‬
‫نوار َوال ُ‬ ‫ع َخي ال ُنيك ِب ِ‬
‫نكظ ِر ِه‬ ‫َومك اِن ِتفك ُ‬
‫‪ ،‬واجعه أيها القارئ م قطللرو المللاء مثللا ً للتصللميم فللإن نيطدة المدكء المسدتمرة‬
‫غنل لل عنهمللا لتحقيل مةربل‬ ‫تحفر عمق الصدخرة فالمثللابرو والصللبر أمللران‬
‫وبناء صرح ‪:‬‬ ‫وتك ي كيا‪،‬‬
‫ولكن تؤخذ ال نيك غمبك‬ ‫ومك نيل المطكلب بكلتمني‬
‫تبقل علل هللامغ الحيللاو‬ ‫كللي‬ ‫و تعيق الشدا د والمصاعب عل تحقيل أما‪،‬يل‬
‫فتك ن زا دا ً عل الد‪،‬يا‪.‬‬
‫َّهر َب ْينَ ال ُحفَ ْر‬
‫ش َب َ ال ِ‬
‫َي ِع ْ‬ ‫صعو َ الجحك ِ‬
‫يحب ُ‬
‫ُّ‬ ‫ومن ال‬
‫وربما يرى بعض الذي تخ ‪،‬هم إرادتهم وفيصه حزمهم أن القع د ع الحاجللات إ‪،‬مللا‬
‫ه عقه وروية‪.‬‬
‫َوتِللَ َخ يعَةُ ال َطح ِ ال َل ِ‬
‫ئيم‬ ‫يَرى ال ُجحَنك ُء َنَّ العَ َ‬
‫جز عَيل‬
‫وكه ما يعترا الرجه يحتا إل ئجاعة‪:‬‬
‫كيم‬
‫ع ِة في ال َح ِ‬
‫شجك َ‬
‫َوال ِمث َل ال َ‬ ‫رء تُغني‬
‫ع ٍة في ال َم ِ‬
‫َو ُك ُّل شَجك َ‬

‫‪15‬‬
‫وأساس الشجاعة أن يك ن المرء ذا تق ى؛ فقد قيه‪:‬‬
‫جكورت قلب امرئ إال وصل‬ ‫واتق هللا فتيوى هللا مك‬
‫إنمك من يتيي هللا الحطل‬ ‫ليس من ييط طرقك بطم‬
‫ب عليللا‬
‫و مة أمر في ا همية غاية وه الطم ح فالطم ح ه الذي يق دك إلل رتل ٍ‬
‫لذا يجب أن يك ن القلب بحجم الطم ح كما ينحغي للطموح ن يكون صلحك‪،‬‬
‫وقيه‪:‬‬
‫ت َ ِع َحت في ُمرا ِهك األَجسك ُم‬ ‫َوإِذا ككنَ ِ‬
‫ت النُ ُ‬
‫فوس ِكحكرا‬
‫وقيه‪:‬‬
‫وض األَمكني لَم َي َز َمهزوال‬
‫َر ُ‬ ‫َزم ِه َو ُه ِ‬
‫موم ِه‬ ‫َمن ككنَ َمرعى ع ِ‬
‫وليتخل اإل‪،‬سان بةحس الخل وأق مه و خل كالكرم والج د قيه‪:‬‬
‫والجو بكلنفس قصى غكية الجو‬ ‫يجو بكلنفس إذ ضن الحخيل بهك‬
‫والخير و تتردد في أمللر‬ ‫ئ قدم في صنا ع المعرو‬ ‫واعمه عل أن يك ن ل م‬
‫يق دك إل المكرمات واإلحسان‪.‬‬
‫ف بين هللا والنكس‬ ‫ال يَ ْذ ُ‬
‫هب العُ ْر ُ‬ ‫وازيَه‬
‫الخير ال يَ ْع َم َج ِ‬
‫َ‬ ‫َمن يَ ْفعل‬
‫وقيه أيضاً‪:‬‬
‫على ال َح ِيييَ ِة إخوان و ْخ ا ُن‬ ‫فليس لَهُ‬
‫َ‬ ‫َم ْن ككنَ لل َخ ِ‬
‫ير َمنكعك‬
‫تكل ن إ بللالترفع‬ ‫يةتي إ م خالل النف س السليمة والنف س السليمة‬ ‫وهذا كله‬
‫ع النقا ص‬
‫ككنَت ِجنك َيتُهك عَلى األَجسك ِ‬ ‫ط َّو َحت في لَذَّ ٍة‬
‫فوس ت َ َ‬
‫َو ِإذا النُ ُ‬
‫كله وإذا لم تستطع أن تفيد غيللرك بفعل ٍه‬ ‫به المعرو‬ ‫وحف اللسان ‪،‬صف المعرو‬
‫ما فاعمه عل إفادته بترك ما يضره‪:‬‬
‫النكس ِإحسكن َو ِإجمك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِمن َكث َ ِر‬‫ِإنك َلفي َز َم ٍن تَركُ اليَ ِ‬
‫حيل ِب ِه‬
‫فعلي بةن تجعه لكه كلمة ميزا‪،‬ا ً تمر عليه فميتل الرجل بين فكيه ومن كثدر كممده‬
‫قل احترامه‪ ،‬والصمت م ئيم ا كارم فال يقه أحد‪،‬ا إ ما هل خيللر وصللحيت مدن‬
‫عك تي ن سكت عمك جهله وم أروع ما قيه‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫حل ٍد فللال‬ ‫أدري ونصف العلم قو ال ري‪ ،‬ولتجعه أخي مل عاداتل أ تشللك‬
‫مفر غير هللا و مة أئياء يحبب كتما‪،‬ها من كندوز الحدر كتمدكن المدرض والمصدكئب‬
‫تدوم؛‬ ‫والص قة والهم م‬
‫فَ َموصو ِبهك فَ َرج قَ ُ‬
‫ريب‬ ‫ت إِذا تَنك َهت‬
‫َو ُك ُّل الحك ِثك ِ‬
‫و تسلم أمرك لحس الن ايا دا ما ً إذ إن النف س ليست واحدو ولربما يؤخذ ا ‪،‬سان‬
‫وه في غفلة أو حس ‪،‬ية فيجر إل أم ٍر لم تك لتحدا ل أ‪،‬ه كان منتبها ً وحللذرا ً‬
‫فالحذر مطل‬
‫ف ُ‬
‫ظنَّ شَرا ْ‬
‫وكن منهك على َو َج ِل‬ ‫وحس ُن َ‬
‫ظ ِنلَ بكأليكم َم ْع َج َزة‬
‫وقيه‪ :‬النية الحسنة عذر التصرف األحمق ولتك لين الجكندب فللإن مدن الندت كلمتده‬
‫وجحت مححته و تؤخذ ا م ر بغير الرف فكلي الليندة تيدو الفيدل بشدعرة‪ ،‬الندكس‬
‫رجمن‪ :‬رجل ينكم في الضوء ‪ ..‬ورجل يستييظ في الظمم و يحس بل الترفللع إ‬
‫عل ما يح م قللدرك أمللا أن يكل ن ترفعل علل غيللرك جلله مكا‪،‬للة أو مللادو أو‬
‫ئيء فهذا ربما ما يدخل في ق ل القا ه‪:‬‬ ‫منصب أو‬
‫فر ِه اليَلَ ُم‬
‫ظ ِ‬‫َوككنَ يُحرى ِب ُ‬ ‫ش ُن ال َخ َّز حينَ يَل ُم ُ‬
‫سهُ‬ ‫يَستَخ ِ‬
‫فتبعد إذ ذاك ع أج بله الصفات وأرفعها وهي الت اضع ومل هل المت اضللع العللالم‬
‫الغنللي أيضلا ً كلله‬ ‫مت اضع القل ي مت اضللع الكللريم مت اضللع الشللجاع كللذل‬
‫هؤ ء وما كان في مسلكهم وسللمتهم فهل مت اضللع أمللا المترفللع الللذي ينظللر بتكبللر‬
‫وترفع وتعالي فه كه صغير قدر يشعر بالنقيصة والدو‪،‬ية قليه العلم فارغ قيه ‪:‬‬
‫والفكرغكت رؤوسهن شوامخ‬ ‫مألى السنكبل ينحنين تواض‬
‫فاعمه عل أن تك ن مم يحني رأسه ت اضعاً؛ كي يرفعه هللا عز وجلله وأجملله مللا‬
‫‪،‬فس يبة يتعايغ مع كلله ذي لب ع والطبللع إ‪،‬مللا هل‬
‫يك ن عليه المرء أن يك ن ذا ٍ‬
‫المسل الذي ‪،‬جد أ‪،‬فس نا سا ري به ول ‪،‬ظر‪،‬ا الخل ل جللد‪،‬ا أ‪،‬هللم يبللذل ن قصللارى‬
‫جهدهم ليرفعل ا مل ئللة‪،‬هم غيللر أن بللاعهم التللي جبلل ا عليهللا تقل دهم إلل غيللر‬
‫علل زرع الطبللع القل يم والصللالت ‪،‬فسللنا فتسللير عليلله بكلله‬ ‫مقصدهم فلنحر‬
‫ا‪،‬سيا ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫فس ِلل َن ِ‬
‫فس قكئِ ُ‬ ‫َو َل ِكنَّ َ‬
‫طح َ النَ ِ‬ ‫ع ِة َوال َن ى‬
‫ق الشَجك َ‬ ‫َو ُك ٌّل يَرى ُ‬
‫طر َ‬
‫مراد كه ذي لب‬ ‫و يب النفس و هارو القلب والعفا‬
‫والنفس طيب مك تراهك شككرة‬ ‫واليلب طهر مك يكون على التيى‬
‫خيلرا ً عفيفلا ً مدن يسدتعففن‬
‫وما هذا ببعيد ع أحد فق اسللع ن تكل ن كمللا أردت بل‬
‫يعفه هللا ومن يستغن يغنه هللا ومن يتصحر يصحره هللا‬
‫بال عللد‬ ‫لمات نم مظلومك وال تنم ظكلمك وأو‬ ‫عل أن تظلم أحدا ً ؛ فه‬ ‫واحر‬
‫تستطيع لل فاء بال عد سبيالً فال تقطع ال عللد وتكبلله بلله ‪،‬فسل‬ ‫وإذا كنت تعلم أ‪،‬‬
‫فة‪،‬ت حر ما لم تعد ف عد الحر دي عليه الوعو هي الشَّرك الذي يي فيده الحميدى‬
‫عل تدوي كلله ئلليء خاصللة ال عل د فلربمللا ‪،‬سلليت وعللدا ً وآلخللر‬ ‫واحر‬
‫يظن تتجاهله كما أن الكتابة هي الف الذي يتقنه القليلله مدن يكتدب ييدر مدرتين‬
‫النجللاح ا‪،‬جللت النجدكح فصدل‬ ‫وكه إ‪،‬سان يسع للنجاح فللي أمل ره ولكللي تعللر‬
‫الخطحكء وه ليس م السهه ال ص ل إليه وللليس مل المحللال تحقيقلله فكلنجدكح‬
‫مل النللاجت فللي حياتلله إنده مدن‬ ‫سلم ال تستطي تسليه وي اك في جيحدل واعللر‬
‫يغلق فمه قحل ن يغلق النكس آذانهم ‪ ،‬ويفتل ذنيه قحل ن يفدتل الندكس فدواههم‬
‫اؤك للواجب بكل مكنة من قكم بواجحده ال يضدي ‪ ،‬إذا خفللت‬ ‫ومن سحكب النجكح‬
‫علدى المدوت توهدب لدل‬ ‫أن تهل ولم تسعف الشجاعة عل م اجهللة ا مللر فدكحر‬
‫السممة وما بد‪،‬يا‪،‬ا راحة غير أ‪،‬ه إذا ر ت ن ال تتعدب ‪ ..‬اتعدب‪ ،‬ويشللق الجسللد‬
‫في خدمة النف س ا بية‪ .‬قيه‪:‬‬
‫تعحت في مرا هك األجسك ُم‬ ‫إذا ككنت النفوس كحكرا‬
‫فدبر ا م ر خط لها أحسم أمرك ودع التردد جا‪،‬با ً وإ فل تك ن ذا رأي سديد‪:‬‬
‫فإن فسك الر ي ن تتر ا‬ ‫إذا كنت ذا ر ي فكن ذا عزيم ٍة‬
‫وليحذوك ا مه فيما عزمت علل إ‪،‬جللازه وإن كللان صللعب المنللال ؛ فبا ملله تللدرك‬
‫ا ملله إلل بل ا نهم‬ ‫يعللر‬ ‫الحاجات و فير النكس من عكش بم مل واحذر م‬
‫يحسللدو‪ ،‬عليلله يقللال ‪ :‬اتحد الحددوم ييددو ك إلددى‬ ‫دروبلا ً فهللم يق دو‪،‬ل إل ل مللا‬
‫تحللب و أقللر مل الللنفس‬ ‫الخرائب ولربما كان ا قر من يق دك إل حيللث‬

‫‪18‬‬
‫حمق النكس من تح نفسه هواهدك وتمندى علدى هللا األمدكني كمللا أن‬ ‫لصاحبها‬
‫وسترو لبعض ا ‪،‬فس فقيه ‪ :‬األمدل غدذاء المنفيدين‬ ‫ا مه ذاته ربما يك ن مضرو‬
‫احفظ هللا يحفظدل و حفل كللةن يكل ن إيما‪،‬ل‬ ‫بحفظ خالق‬ ‫واسع لحف ‪،‬فس‬
‫كامالً و يك ن ذل إ بالخل الحسل ؛ فأكمدل المدؤمنين إيمكندك حسدنهم خليدك‬
‫علل أن‬ ‫وللمؤم ضالة ينشدها حيث كا ل‪ ،‬ت فكلحكمدة ضدكلة المدؤمن واحللر‬
‫يغلب حياؤك إقبال وإدبارك ؛ الحيكء ال يأتي إال بخير والكلمة الطيبة صدقة وقيلله‪:‬‬
‫األفواه الجكئعة حق بكلص قكت مدن بيدت هللا الحدرام وا‪،‬ظللر إلل غيللرك وخللذ مل‬
‫تجاربهم عظات السعي من وعظ بغيره واحذر أن يةخذك للغرور بد‪،‬ياك فسللحتها‬
‫عل ل ‪،‬فس ل و تك ل ن إ غيث لا ً أو ليث لا ً‬ ‫؛ فددكلريل والنعمددة ال ي د ومكن واحللر‬
‫فكلسي من يكون لألوليكء ككلغيث الغدك ي‪ ،‬وعلدى األعد اء ككلليدث العدك ي واجعلله‬
‫الصيت الحسن يغطدي كدل‬ ‫وإن أخطةت فعد يغفر الناس ل‬ ‫الص ا ‪،‬صب عيني‬
‫فكلعمل سعي األركدكن إلدى هللا‪ ،‬والنيدة‬ ‫األخطكء ويكفي المخطئ حس ‪،‬يته الص ا‬
‫سعي اليلوب إلى هللا‪ ،‬واليلب ملل واألرككن جنو وال يحكرب الملل إال بدكلجنو ‪ ،‬وال‬
‫الجنو إال بكلملل‪ .‬ال نيك كلهك ظلمكت إال موضد العلدم‪ ،‬والعلدم كلده هحدكء إال موضد‬
‫‪ ،‬هذا هو العمل‪.‬‬ ‫العمل‪ ،‬والعمل كله هحكء إال موض اإلخم‬
‫اعلم ن الكلمة الطيحة تفتل األبواب الح ي ية وإذا ما أردت أن تعالج أمللرا ً مللا فللال‬
‫تعالجه بتشدد وتعصب فكلرفق ال يكون فدي شديء إال زانده وتحللرى العملله الجالللب‬
‫للخيللرات والللدافع للمضللرات واعلللم أن الحيللاو الللد‪،‬يا إلل فنللاء ؛ فاعملله لمللا بعللدها‬
‫فددكلكيس مددن ان نفسدده وعمددل لمددك بع د المددوت و العددكجز مددن تح د نفسدده هواهددك‬
‫وتمنى على هللا األمكني و يخل قلب م أمري أحللدهما د‪،‬يللاك فعللغ عزيللز الللنفس‬
‫بها وهخرت التي إليها معادك فكهلل تعكلى يحغض كل فكرغ من عمك ال نيك واآلخدرة‬
‫وقد أعطاك هللا العافية والصحة ؛ فال تبخه عل ‪،‬فس بهما وائغه ‪،‬فس بما يغنيل‬
‫يللذوقها إ مل‬ ‫ع ده ؛ إن هللا تعكلى يحغض العح الصحيل الفدكرغ و مللة حللالوو‬
‫كان الحب مسلكه وهي حب الناس؛ ن تحب كل النكس شيء جميل فحكو تجربته‬
‫واحذر م أن تةخذك الفاقة إل حيث المذلة فال عيللب فللي الفقللر وإذا فقللدت المللال‬

‫‪19‬‬
‫وإن ككن جيحل فكرغك فحكو ن يكون ر سل شكمخك أما أفعال فللال‬ ‫فال تفقد عزت‬
‫يالم غيرك عليها فلسان العاقه يق ل ‪ :‬نك مسؤو عن عيلي ؛ إذن نك مسؤو عدن‬
‫فعكلي و تجعلله التسل يف يفل ق عملل ؛ ندذرتكم سدوف ؛ فإنهدك جند مدن جندو‬
‫يخص و منه ل مصلللحة و‬ ‫إبليس ‪ .‬وت خ أن تك ن في منةى ع دخ ل فيما‬
‫‪،‬افع واجعه هذه كلمة إ بخدمف مدك فيدل إ ‪،‬صللب عينيل ؛ فقللد سللةل رجل ٌه ا حنللف‬
‫وما أ‪،‬ت بةئرفهم بيتا ً و أصبحهم وجهلا ً و أحسللنهم خلقلا ً‬ ‫قا الً‪ :‬بم سدت ق م‬
‫يعنيني كمللا‬ ‫قال‪ :‬وما ذاك قال‪ :‬تركي م أمرك ما‬ ‫ما في‬ ‫فقال ا حنف‪ :‬بخال‬
‫يعني ‪.‬‬ ‫عناك م أمري ما‬
‫عل استغالل وقت وجدك و تجعه للكسلله إليل منفللذا ً وعلل قللدر جللدك‬ ‫احر‬
‫يك ن إ‪،‬جازك‪.‬‬
‫ومن طلب العم سهر الليكلي‬ ‫بي ر الج تكتسب المعكلي‬
‫ووق ف ب جه الشدا د إ‪،‬ما ه ساعة صبر بصحر سكعة قكلهك عنترة عنللدما قللال للله‬
‫قال له ضع إصبع في فمي ووضللع إصللبعه‬ ‫أحدهم‪ :‬كيف تقته الرجال و يقتل ‪،‬‬
‫ففعال وصرخ الرجه ؛ فقال له عنتللرو‬ ‫في فمه وقال ‪ :‬لل ُ ْ اصبعي وأل كُ إصبع‬
‫‪ :‬بصبر ساعة ل لم تصرخ أ‪،‬ت لصرخت أ‪،‬ا ‪.‬‬
‫مل ترتيللب‬ ‫وتقيم أمرك فال منللا‬ ‫كيان بال ‪،‬ظام لكي تشيد صرح‬ ‫واعلم أ‪،‬ه‬
‫وهكذا ا مر بني الكون على النظكم وتعلم في هذه الللد‪،‬يا‬ ‫أمرك وتنظيم ئؤو‪،‬‬
‫ومل السللماء‬ ‫م أي ئيء فاجعه م الحجر معلما ً ل يعلم كيف يكل ن عزمل‬
‫وم المللاء كيللف يكل ن تللدبيرك تعلدم ولدو مدن خصدمل وللليك‬ ‫كيف يك ن قلب‬
‫عقل متحمسا ً في ئةن الخير والصالح فحمكس العيل ال يشيب وتزود م دقيقتل‬
‫هذه للدقيقة اآلتية و خذ من يومل لغ ك وإياك والخجلله مل السللؤال فمل يسللةل فهل‬
‫ل عمره فللاختر مللا تكل ن وخيدر‬ ‫يسةل غبي‬ ‫أكثر وم‬ ‫غبي لخمس دقا‬
‫لل ن تسأ مرتين من ن تخطي مرة واجعه مخافة هللا الحكمة التللي تنشللدها والتللي‬
‫ر س الحكمددة مخكفددة هللا وسللتالقي فللي مسلليرت مل يشللدك إل ل‬ ‫تطلبهللا دا م لا ً‬
‫الخلف فال تةبه وإن قيه ل ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫بحكن خلفه لف هك م‬
‫فكيف ٍ‬ ‫ولو ن بكن خلفه هك م كفى‬
‫فقه‪ :‬أ‪،‬ا البا‪،‬ي ولكني بعزم ألف هادم واحللذر مل أمللري فهمللا ئللر مللا فللي الرجلله‬
‫وهما منقصة لكه م حمه الرج لة علل كاهللله وهمللا البخلله والجللب فشدر خدمق‬
‫الرجك الحخل والجحن‪ .‬واعمه بق ل القا ه‪:‬‬
‫َوقُلتُ ِمن َه َ‬
‫حوتِهك ال بَراح‬ ‫صحَرتُ نَفسي ِعن َ َهوا ِلهك‬
‫َ‬
‫الر ى فَكِستَراح‬ ‫َو بَ َ‬
‫طل ذاقَ َ‬ ‫فَكِشتَفى‬ ‫إِمك فَتى نك َ العُلى‬
‫و تنس ‪،‬صيب م د‪،‬ياك و تهمه معادك وهخرت عش ل نيكك كأنل تعديش ومدك‬
‫علل أن تكل ن ممل عللزا مهم‬ ‫واعمل آلخرتل كأنل تموت غ ا مك العدزم فللاحر‬
‫؛ إذ لل كللان‬ ‫ق يللة هممهللم عاليللة؛ لتكل ن غاياتل علل مسللت ى هممل وعزمل‬
‫إ‪،‬مللا‬ ‫عزم صغيرا ً فل تتجاوز غايات ذل العزم قدرا ً وكذا مكارمل وأعطياتل‬
‫فقد قيه ‪:‬‬ ‫وعل ‪،‬فس‬ ‫تقاس عل قدر كرم‬
‫ككر ُم‬ ‫َوتَأتي عَلى قَ ِر ال ِك ِ‬
‫رام ال َم ِ‬ ‫عَلى قَ ِر َه ِل العَ ِ‬
‫زم تَأتي العَزائِ ُم‬
‫أما صغار النف س فإن صغار ا م ر كبيرو في عي ‪،‬ه وكذا كبار النف س إ‪،‬مللا تصللغر‬
‫في عينهم عظام ا م ر فعلي أن تكبر أن تك ن صغيرا ً فقد قيه‪:‬‬
‫ظيم العَظكئِ ُم‬ ‫َوتَصغُ ُر في ع ِ‬
‫َين العَ ِ‬ ‫غكرهك‬
‫غير ِص ُ‬
‫ص ِ‬ ‫َين ال َ‬ ‫َوتَع ُ‬
‫ظ ُم في ع ِ‬
‫وما عمر اإل‪،‬سان قياسا ً بما عائه م سني وإن كا‪،‬ت كثيرو غير أ‪،‬نللا عند مك نعد يش‬
‫ألنفسنك تصحل عمكرنك قصيرة‪ ،‬وعن مك نعيش ألنفسنك ولآلخرين تمتد عمكرندك إلدى‬
‫يعيغ لنفسه فحسب به لآلخري مك استحق ن يول‬ ‫مك بع موتنك‪ .‬فعل اإل‪،‬سان أن‬
‫يةتي بدون جهللد و يجنل مل غيللر زرع وإذا مللا‬ ‫من عكش لنفسه والنجكح‬
‫يللةتي إ مل النفل س‬ ‫زرعته فإ‪ ،‬جا‪،‬يه ال شل من زرع النجكح جندكه والنجللاح‬
‫الق ية التي تتحل بللاإلرادو وقل و العللزم ولربمللا رأى أحللد أن القل و هللي أن تطلليت‬
‫ذاك جا‪،‬ب م الق و لديس الشد ي بكلصدرعة ‪ ...‬إنمدك الشد ي الدذي يملدل‬ ‫بخصم‬
‫نفسه عن الغضب أي بمعن أن الق و في النفس والتحكم بها وإذا ما تحكمت بنفسل‬
‫وتحكمل‬ ‫العالم ذل بحفظ ‪،‬فسل‬ ‫وكنت سيدها فإن ذل يؤهل لتك ن سيدا ً عل‬
‫قللال‪:‬‬ ‫س بإ َه أحدُهم ‪ :‬بم سللدت ق مل‬
‫لتكون سي العكلم كن سي نفسل و ُ‬ ‫بتصرف‬

‫‪21‬‬
‫بلله السلليد تركلله الشللتم واللعل‬ ‫لم خكصم ح ا إال تركت للصلل موضعك ومما يعللر‬
‫وتفاتف ا م ر و‪،‬قا ص النفل س ومعللاداو الخلل مل غيللر حل ‪ :‬فقللد قللال أحللد كبللار‬
‫النف س ‪ :‬مك شكتمت رجم مذ كنت رجم ألني لم شكتم إال ح رجلين إمدك كدريم‪ ،‬فأندك‬
‫حق ن جله‪ ،‬وإمك لئيم فأنك ولى ن رف نفسي عنده‪ .‬وحسللب المللرء أن يكللف أذاه‬
‫بلله‬ ‫ع غيره فمن رزقه هللا مكال فحذ معروفه وكدف ذاه فدذلل السدي وممللا يعللر‬
‫السيد رجحان العقه واكتماله وقد قيه‪:‬‬
‫سيِ َ قَ ِ‬
‫وم ِه ال ُمتَغكبي‬ ‫لَ ِكنَّ َ‬ ‫سيِ ٍ في قَ ِ‬
‫وم ِه‬ ‫لَ َ‬
‫يس الغَحِ ُّي بِ َ‬
‫وتبصر ريق أخي القارئ إل ئيء غايللة فللي ا هميللة فللي حياتنللا هل مللا يسللع‬
‫لتحقيقلله ا خيللار هل اإلحسددكن وللله أوجلله متعللددو وأيلا ً كللان وجلله اإلحسللان فإ‪،‬لله‬
‫وقديما ً قيه‪ :‬حسدن كمدك تحدب ن يحسدن‬ ‫ومحبب عند أهه الفالح والت في‬ ‫مرغ‬
‫وهل اإلحسللان‬ ‫إليل ولإلحسان مرو كه عمه رفيع إذن ليك ل أجر ع عمل‬
‫ال جر لمن ال حسنة له وليغتنم أحد‪،‬ا فرصه السا‪،‬حة لبس يد اإلحسللان فلربمللا‬
‫يك ن بمقدورك فعله لعا ٍ ما‬
‫فَكلغكفَلونَ عَن اإلحسكن عُميكن‬ ‫حسن إذا ككنَ إمككن َو َمي َِرة‬
‫فَم يَ و ُم عَلى اإلنسكن إمككن‬ ‫َوكُن إلى فُرصة اإلمككن ُمنت َ ِهزا‬
‫ول ا مللر‬ ‫و إحسان كإحسا‪ ،‬إل ‪،‬فس ؛ إذ بإحسا‪ ،‬لنفس تحس للناس أجمعي‬
‫‪،‬اهي ع أ‪،‬ه من ال يحسن إلى نفسه ال يحسن إلى غيره وأكثر مللا يبتغيلله‬ ‫في ذل‬
‫نه وتنقاد لل مباهجلله‬ ‫ُ‬
‫اإل‪،‬سان محاس‬ ‫اإل‪،‬سان م أخيه ه اإلحسان فبه يُسلم ل‬
‫؛ فقد قيه ‪:‬‬
‫فطكلَمك است َحع َ اإلنسكنَ إحسكنُ‬ ‫كس تَستَع ِح ْ قُلو َب ُه ُم‬
‫حس ِْن إلى الن ِ‬
‫وم أل ان اإلحسان وصن فه العف والمغفرو ع ز ٍ‬
‫ت تعرضت لها‬
‫ص ْفل و ُ‬
‫غفرانُ‬ ‫ُروض َزلَّ ِت ِه َ‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫وإن سك َء ُمسيء ف ْليَ ْ‬
‫كن للَ في‬ ‫ْ‬
‫و تت قع أن يضيع صني ٌع ما عملته وإن قلله ذلل الصللنيع واإلحسللان فمهمدك يصدغر‬
‫اإلحسكن فإنه ال يضي ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ق أو إل مقابل به‬‫‪،‬جاح وتف ٍ‬
‫ٍ‬ ‫مة أم ر أخي القارئ تتحكم في مسار‪،‬ا وت جهه إما إل‬
‫‪،‬حسار وم أهم هللذه ا مل ر إ اإلرادو إ فدكإلرا ة سدر النجدكح‬
‫ُ‬ ‫هذا وه الفش ُه وا‬
‫ولربما تساءل أحد ‪ :‬هه يكفي الرأي السديد بغيرها ل أي بغير اإلرادو ل فةجبه بة‪،‬ه ال‬
‫أمر ما فإن إرادت وإصللرارك همللا‬
‫ر ي لمن ال إرا ة له وإذا ما حددت وجهت في ٍ‬
‫أمر مللا أو‬
‫وتعثرت ‪،‬تيجة ٍ‬ ‫أو ُل زادكَ فقد قيه ‪ :‬اإلرا ة نصف الطريق وإن صاد‬
‫بيعي أو مفتعه م غيرك فإن هذا مما يزيللدك إصللرارا ً ورغبلةً فللي الصللم د‬ ‫عا‬
‫اسد‬ ‫؛ فليس العيب ن تي ؛ إنمك ن تحيى مككند ل فامضللي فللي ريقل‬ ‫وال ق‬
‫وال ترجد بخفددي حنددين واجعلله لإلعتللداد بنفس ل فللي ‪،‬فس ل م ضللعا َ واعتمللد فللي‬
‫عل غيرك ؛ فقد قيه قديما ً ‪ :‬من يمتطدي جمدل جدكره ال يصدل‬ ‫ئؤو‪ ،‬عل ‪،‬فس‬
‫إلى اره وقيه أيضا ً ‪ :‬من اتكل على زا غيدره طدك جوعده فللالزم ‪،‬فسل وسللاعد‬
‫غيرك ؛‬
‫يَرجو نَ اكَ فإنَّ ال ُح َّر ِم ْعوانُ‬ ‫وك ُْن على ال َّهر ِمعوانك لذي َم ٍل‬
‫تسللتطيع‬ ‫لللب النللاس حتل‬ ‫وإن احتجت م غيرك ئيإا ً فا لبه و يك ديللد‪،‬‬
‫عمه ئيءٍ إ بمساعدو غيرك ودعمه واعمه عل أن تك ن أ‪،‬ت الللذي يتحللدا عنلله‬
‫بيت الشعر التالي‪:‬‬
‫يعو ُ في ال ُّنيك على َر ُج ِل‬
‫من ال ِ‬ ‫وواح ُهك‬
‫ِ‬ ‫ال ُّنيك‬ ‫وإنمك رج ُل‬
‫تستطيع أن تعتمد عل الناس في أم رك وخاصة فيما عظم منها‬ ‫فة‪،‬ت‬
‫ِمنَ ال ُخم ِن في ك ُِل بَل َ ٍة‬ ‫َوحي‬
‫طلوب قَ َّل ال ُمسك ِع ُ‬
‫ُ‬ ‫ع ُ‬
‫ظ َم ال َم‬ ‫ِإذا َ‬
‫ولل يتسللن لل‬ ‫ريقل لنجاحل وتف قل‬ ‫فإذا كان ذاك فاجعه ا عتماد عل ‪،‬فس‬
‫فللي وصل ل أو‬ ‫عزم ق ي ٍ للشدا د ولربما خال عزم ئللي ٌء مل الشل‬
‫ذل بغير ٍ‬
‫فد إذا شددككت فددكجزم ‪ ،‬وإذا‬ ‫تحقيق ل المن ل أو ئللككت فللي ‪،‬فللع هللذا أو غيللر ذل ل‬
‫ت جد فللي قللام س أهلله العللزم وهللي ‪ :‬إ الفشلله إ‬ ‫استوضحت فكعزم و مة كلمة‬
‫فعندهم نه ال وجو لكلمة فشدل وإذا لللم تجللد كلمللة الفشلله فإ‪،‬ل لل تللر للمسللتحيه‬
‫عندهم وج دا ً فلسان حالهم يق ل ‪ :‬ال للمستحيل وال مستحيل عند هدل العزيمدة‬

‫‪23‬‬
‫يقاس به العزم و تحدد‬ ‫و تك كم يفتخر بعزمه وق ته وجعه لنفسه مقياسا ً‬
‫به الق و كما في ق ل أحدهم وإن كان ذا ابع إك ميديإ ‪:‬‬
‫ويكسر بيضتين على التوالي‬ ‫ولي عزم يشق المكء شيك‬
‫ولكن في الهزيمة ككلغزا‬ ‫وفي الهيجكء مك جربت نفسي‬
‫ولتضع ‪،‬صب عيني ق ل الشاعر‪:‬‬
‫علَينك في ال َمعكلي نُفو ُ‬
‫سنك‬ ‫تَهو ُن َ‬
‫َو َمن َخ َط َ‬
‫ب ال َحسنك َء َلم يُغ ِلهك ال َم ُ‬
‫هر‬
‫وق ل القا ه‪:‬‬
‫وبكإلصرار للرتب العوالي‬ ‫تسلل بكإلرا ة للمعكلي‬
‫عصي ٍ للش ائ ال يحكلي‬ ‫ب قوي ٍ‬
‫وكن للسحق ذا قل ٍ‬
‫وذا اإلصرار شرط للمعكلي‬ ‫إرا تنك وعزم واقت ار‬

‫فال التمني يبلغنا ا ما‪،‬ي و الضعف يؤهلنللا لمجابهللة الشللدا د فإيدكك واإلتكدك علدى‬
‫المنى فإنهك بضكئ الموتى وتخل بق ل القا ه‪:‬‬
‫فإنه ال نحيق األعمك بكلتمنيكت ‪ ....‬إنمك بكإلرا ة نصن المعجزات‬
‫يعنللي هللذا أن يقل ف مكتل‬ ‫ولربما تعرا أحللد‪،‬ا للفشلله فللي أمل ٍلر مللا ولكل‬
‫فأسو من الفكشل من ال يحكو النجكح ولتعلم أن التعثدر يعلدم المشدي‬ ‫ا يدي لذل‬
‫ولكي تجد ‪،‬فس بعيدا ً عل‬ ‫وليس سيوط المرء فشم إنمك الفشل ن يحيى حيث سي‬
‫الفشه عل قمة النجاح انظر إلى األمكم ائمك فإنل ال ترى الفشل ‪.‬‬
‫‪،‬ه للليس‬ ‫يرى الفشه واحذر أن تك ن أ‪،‬ت ه‬ ‫أخي القارئ هنال ئخص هخر‬
‫يرى الفشه ه ‪،‬للاجت فكلشدخص الوحيد الدذي ال يعدرف طعدم الفشدل هدو‬ ‫كه م‬
‫الذي تعيغ م أجله ‪.‬‬ ‫يك ن ل الهد‬ ‫الذي يعيش بم ه ف فاحذر أن‬
‫تنتظللر‬ ‫وت جه إل الحياو بقلب ذي ئغف لال‪،‬طالق بالحياو فإن لم تفعه فإن الحيللاو‬
‫يبحر فيها بقلبه وعمله وإخالصه‬ ‫م‬
‫فمن نك َم لم ت َ ْنت َ ِظ ْرهُ ال َحيَك ْه‬
‫ْ‬ ‫س ْر في سحي ِل ال َحيَك ِة‬
‫هض و ِ‬
‫ال ان ْ‬
‫كثيرو أولها وأهمها‪ :‬إ ‪،‬فس “‪.‬‬ ‫ول في هذا ع ا‬

‫‪24‬‬
‫أجبه بللةن الدذي ينتصدر علدى غيدره قدوي ‪...‬‬ ‫وإذا سةل سا ه‪ :‬لم النفس أهم الع ا‬
‫لكن الذي ينتصر على نفسه قدوى‪ ،‬والللنفس بللرغم ق تهللا فإ‪،‬هللا تنقللاد لصللاحبها إذا‬
‫داوم عل تق يمها وتهذيبها ول تع زك الحيلة وتعجزك القدرو عل قيادو ‪،‬فس ‪.‬‬
‫فَ ِإذا ت ُ َر ُّ إِلى قَلي ٍل تَينَ ُ‬ ‫فس را ِغ ِحة إِذا َر َّ‬
‫غحتَهك‬ ‫َوالنَ ُ‬
‫يخر ع أمر سيده‪.‬‬ ‫وإذا ما ا‪،‬قدت أ‪،‬ت للنفس فإ‪ ،‬ستك ن لها العبد الذي‬
‫قيه‪:‬‬
‫َولَو َني قَنِعتُ لَكُنتُ ُحرا‬ ‫طكمعي فَكِستَعحَ َتني‬ ‫َ َ‬
‫طعتُ َم ِ‬
‫والمطامع مصدرها النفس واتباعها لما يشقيها فلكي تنطل فللي حياتل تحكللم بنفسل‬
‫و تجعلهللا صللغيرو فتصللغر‬ ‫وقدها إل ما يزكي ويزكيهللا وا‪،‬شللد أهللدافا لنفسل‬
‫والمطمللت‬ ‫واحللد سل ا ًءا كللان الهللد‬ ‫‪،‬فس بصللغرها والتعل ب فللي ‪،‬يلله ا هللدا‬
‫يكل ن الطمل ح كبيللرا ً‬ ‫صغيرا ً أم كبيرا ً فل تدركه بغير جللد وكللد وتعللب ؛ فلمللا‬
‫وتضحيات ‪.‬‬ ‫يستح تعب‬
‫فَم تَي َن ِبمك ونَ النُ ِ‬
‫جوم‬ ‫روم‬
‫إِذا غك َمرتَ في ش ََرفٍ َم ٍ‬
‫َظيم‬
‫مر ع ِ‬ ‫ت في َ ٍ‬
‫عم ال َمو ِ‬ ‫َك َ‬
‫ط ِ‬ ‫غير‬
‫ص ٍ‬ ‫ت في َ ٍ‬
‫مر َ‬ ‫فَ َ‬
‫طع ُم ال َمو ِ‬
‫ويصاحب سعي إل هدف وسؤل الصبر والمثابرو في لبه؛ فقد قيه‪:‬‬
‫األثر‬ ‫للصحر عكقحة محمو ة‬ ‫إني ر يت وفي األيكم تجربة‬
‫واستصحب الصحر إال فكز بكلظفر‬ ‫وقل من ج في مر يحكوله‬
‫تللدرك إ بالنصللب‬ ‫‪ ..‬بلله‬ ‫وهه يظ أحدٌ أن ا ما‪،‬ي تدرك بغير التعب والمشقة‬
‫والتعب والسهر؛ فقيه‪:‬‬
‫َولَ ِكن تُؤ َخذُ ال ُنيك ِغمبك‬ ‫َومك نَي ُل ال َمطك ِل ِ‬
‫ب ِبكلتَ َمني‬
‫وهه بل أحد مناه بغير ما قيه‬
‫سر ِمنَ الت َ َع ِ‬
‫ب‬ ‫تُنك ُ ِإال عَلى ِج ٍ‬ ‫صرتَ ِبكلرا َح ِة الكُحرى فَلَم ت َ َرهك‬
‫بَ ُ‬
‫وليست الراحة الكبرى أن يك ن المرء في راحة بال عملله إ‪،‬مللا يقصللد بهللا مللا يبلغلله‬
‫الرجه م الراحة بفضه بل غه مبتغاه وهدفه أما م عكف ع العمه فال راحللة للله‬
‫؛ من تعو الكسل ومك إلى الراحة ‪ ..‬في الراحة‪ ،‬ول يصلله إلل كين ‪،‬للة المجللد إ‬

‫‪25‬‬
‫عزيمتل به ؛جللاعالً‬
‫ب‬ ‫م ئحذ همته و ار إل المجد والفخار بجنللاح العملله وزاده قل و ُ‬
‫م الصعا التي تقف في ريقه سلما ً يصه به إل ما يطلبه ؛ فقد قيه ‪:‬‬
‫الصعكب ال فلتشح ِذ الهم ُم‬ ‫عن‬ ‫لن ي رك المج من خكرت عزائمه‬
‫والمثكبرة أساس به تدرك مبتغاك والت ا‪،‬ي مما يبعدك عنه فاحذره‬
‫َوال عكق َمنهك النَجل ِمثل ث َ ِ‬
‫وان‬ ‫َوال َ رك الحكجك ِ‬
‫ت ِمث ُل مثكبِر‬
‫و مة أمر مهم؛ فقد يبل المرء بعض ئة‪،‬ه فيةخذه الغرور والتل هم بة‪،‬لله قللد بلل أمللره‬
‫كله فيتسر إليه ما يؤدي إل ترك العمه والمثابرو والجللد وهل ئللع ره با‪،‬تهللاء‬
‫السب وف زه ‪ .‬فقه له‪:‬‬
‫إن المفكزة ن بكلزهو يختتم‬ ‫مك الفوز بكلسحق ن تزهو بأوله‬
‫وا مر ا هم عند كه ئللةن تل د إتماملله أخللي القللارئ هل إ الخطل و ا ولل إ فلكدل‬
‫شيء خطوته األولى ‪ ...‬فأق م‪.‬‬
‫و ئ أن الخط و ا ول تحتا إل الشجاعة كي يخط هللا المقللدم علل أمل ٍلر فمل‬
‫الم اجهللة ولكل‬ ‫يخا‬ ‫مرادفات الشجاع “المقدام إ أي الذي يقدم عل أي ئيء‬
‫وكيف يكون المرء شجكعك‬ ‫ما الشجاعة التي يجب أن يتحل بها المرء‬
‫فللي الشللجاعة وتعريفلله الللذي يقيللد بلله حللدود الشللجاعة‬ ‫إن لك ٍه منا رأيه الخللا‬
‫باعنا التي ‪،‬شة‪،‬ا عليها فما واف منهللا الشللجاعة‬ ‫أمر وه‬
‫ومعالمها ولك يتحكم بنا ٌ‬
‫أقمناه وما جا‪،‬بها تركناه قال الشاعر‪:‬‬
‫فس ِللنَ ِ‬
‫فس قكئِ ُ‬ ‫َولَ ِكنَّ َ‬
‫طح َ ال َن ِ‬ ‫ع ِة َوالنَ ى‬
‫ق الشَجك َ‬ ‫َو ُك ٌّل يَرى ُ‬
‫طر َ‬
‫منه المرء زواله ع هذه الد‪،‬يا بيد أ‪،‬ه هه م خال ٍد بهللا محصل ٌ‬ ‫وأقص ما يخا‬
‫قللال‬ ‫ب جه الم ت والفناء وهلله إذا جللب المللرء سلليقف الجللب ُ حللا الً دون المل ت‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫جز َن ت َكونَ َجحكنك‬
‫فَ ِمنَ العَ ِ‬ ‫َو ِإذا لَم يَكُن ِمنَ ال َمو ِ‬
‫ت بُ ٌّ‬
‫ويرى بعضهم أن قع دهم دون صنا ع الشجعان إ‪،‬ما ه العقه والتة‪،‬ي والتروي‪.‬‬
‫قيه‪:‬‬
‫َوتِللَ َخ يعَةُ ال َ‬
‫طح ِ اللَ ِ‬
‫ئيم‬ ‫يَرى ال ُجحَنك ُء َنَّ العَ َ‬
‫جز عَيل‬

‫‪26‬‬
‫ولللتعلم أخللي أن الشددجكعة عزيددزة يضددعهك هللا فدديمن شددكء مددن عحددك ه‪ ،‬إن هللا يحددب‬
‫كرامللة‬ ‫الشجكعة ولو على قتل حية ‪ ،‬والشجاعة ت را عزو الللنفس وكرامتهللا ؛ إذ‬
‫الشجاعة واإلقدام وأ‪،‬ل يعلليغ المللرء بللال عللزو‬ ‫يتحل بالشجاعة في م ا‬ ‫لم‬
‫‪،‬فس قال الشاعر ‪:‬‬
‫عن اليَنك َو َخ ِ‬
‫فق الحُنو ِ‬ ‫ط ِ‬‫بَينَ َ‬ ‫ِعش عَزيزا َو ُمت َو َنتَ كَريم‬
‫ير فَيي ِ‬ ‫َوإِذا ُمتَّ ُمتَّ َ‬
‫غ َ‬ ‫ير َحمي ٍ‬
‫غ َ‬‫ال كَمك قَ َحيتَ َ‬

‫َ َولَو ككنَ في ِج ِ‬
‫نكن ال ُخلو ِ‬ ‫ب ال ِع َّز في لَظى َوذَ ِر الذُ‬
‫فَ ِكطلُ ِ‬
‫َوبِ َنفسي فَ َخرتُ ال بِ ُج و ي‬ ‫ال بِيَومي ش َُرفتُ بَل ش َُرفوا بي‬
‫وقال هخر‪:‬‬
‫بكلنسب‬
‫ْ‬ ‫ور ُ‬
‫ث‬ ‫وال تحسحنَّ المج َ يُ َ‬ ‫فم تَت َّ ِك ْل إال على مك فعلتَهُ‬
‫حسب‬
‫ْ‬ ‫ع َّ آبكء كرامك ذوي‬
‫وإن َ‬ ‫فليس يسو ُ المر ُء إال بنفسه‬
‫وقال غيره‪:‬‬
‫ظ ِل‬ ‫بَل فَكِس ِيني ِبكل ِع ِز ك َ‬
‫َأس ال َحن َ‬ ‫ال تَس ِيني مك َء ال َحيك ِة ِب ِذ َّل ٍة‬
‫نز ِ‬
‫ب َم ِ‬‫َو َج َه َّنم ِبكل ِع ِز َطيَ ُ‬ ‫مك ُء ال َحيك ِة ِب ِذلَّ ٍة َك َج َهنَّ ٍم‬
‫وإلي ما يغفه عنه كثير م الناس وإن كا‪ ،‬ا يدرك ‪،‬ه وهل أ‪،‬لله مل يهل ‪،‬فسلله لل‬
‫قللال‬ ‫تجد له مل مكللرم ولل يشللعر هل بللذل الهل ان؛ إذ إ‪،‬لله ميللت اإلحسللاس بللذل‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫ت إيم ُم‬‫رح ِب َميِ ٍ‬
‫مك ِل ُجددددد ٍ‬ ‫علَي ِه‬
‫َمن يَ ُهن يَس ُه ِل ال َهوانُ َ‬
‫وما ال ص ل لعزو النفس وارتفاعها عل مللا يشللينها بسللهه البلل غ؛ الللرأس المرفدوع‬
‫بشمم يتطلب نفسك عكلية اإلبكء ‪ ،‬وك كما قال الشاعر مفتخللرا ً بنفسلله وق ملله ومللا‬
‫ا فتخار بمجرد العبارات فق ؛ إ‪،‬ما بالعمه والخلل القل يم وبإيثللار الللنفس وبرفعهللا‬
‫ع الد‪،‬يء م الفعه قال الشاعر ‪:‬‬
‫ص ُر ونَ العك َلمينَ َ ِو ال َي ُ‬
‫حر‬ ‫َلنك ال َ‬ ‫َونَح ُن ُنكس ال ت َ َو ُّ‬
‫س َ ِعن َنك‬
‫ب َوال فَ ُ‬
‫خر‬ ‫ق التُرا ِ‬ ‫َو َ َ‬
‫كر ُم َمن َفو َ‬ ‫َع َُّز بَني ال ُنيك َو َعلى ذَوي العُم‬
‫و مة أم ر إذا لم تخال ‪،‬فس المرء فه محم د؛ فقد قال الشاعر ‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫ضهُ‬ ‫ِإذا ال َمر ُء لَم يُ نَس ِمنَ اللُ ِ‬
‫ؤم ِعر ُ‬
‫َجمدددددددي ُل‬ ‫يَرتَددددد ي ِه‬ ‫فَ ُك ُّل ِر اءٍ‬
‫َو ِإن ُه َو لَم َي ِ‬
‫حمل عَلى النَ ِ‬
‫فس ضَي َمهك‬
‫سحي ُل‬ ‫سن الث َ ِ‬
‫نكء َ‬ ‫فَلَ َ‬
‫يس ِإلددددددددى ُح ِ‬
‫ومما يفخر به اإل‪،‬سان ومما يثني المرء عل أخيه به ه الكرم والعطاء والبذل ‪.‬‬
‫إلَي ِه والمك ُ لإلنسكن فَتك ُن ُُ‬ ‫قكطحَة‬
‫كس ِ‬‫َم ْن جك َ بكلمك ِ مك َ النَّ ُ‬
‫فالناس عادو ً يميل ن إل م ه كثير العطاء ليس بالضرورو معا ً في ما عنللده؛ بلله‬
‫حبا ً له فه متخل بصفة يحبها هللا ورس له وهي الكرم وقد قال الشاعر ‪:‬‬
‫ب‬ ‫ككن يُن ِحتُ ال ِع َّز َ‬
‫ط ِي ُ‬ ‫َو ُك ُّل َم ٍ‬ ‫ِمر ٍئ يولي ال َجمي َل ُم َححَّب‬
‫َو ُك ُّل ا ِ‬
‫وما يقف حيل لة بي البذل والعطاء ه النفس فإن الللنفس مجب لللة علل مجا‪،‬بللة فعلله‬
‫الخير إ م هدى هللا فهي ا مارو بالس ء ومن كرمت عليه نفسه هكن عليه مكله‪.‬‬
‫وهناك مرتان وأمران مللرو الينكعدة الراحدة‪ ،‬وثمدرة التواضد المححدة وقيلله فللي‬
‫ذل ‪:‬‬
‫هو ال َمطلَ ُ‬
‫ب‬ ‫أس ِممك فكتَ فَ َ‬ ‫َواليَ ُ‬ ‫ع ِة را َحة‬ ‫فَكِقنَ فَفي بَ ِ‬
‫عض ال َينك َ‬
‫ب‬‫وب ال َمذَ َل ِة َش َع ُ‬
‫فَلَيَ ُكسِي ث َ َ‬ ‫وب َمذَلَّ ٍة‬
‫ط ِمعتَ كُسيتَ ث َ َ‬
‫َو ِإذا َ‬
‫غنل الللنفس‬ ‫وم يبحث ع السعادو فإن الينكعة منتهى السعك ة ؛ ذل أن الغنل‬
‫وعلل اإل‪،‬سللان أن‬ ‫قيه ‪ :‬ليس الغنى عن كثرة العدرض ولكدن الغندى غندى الدنفس‬
‫م صللفات غيللر محمل دو‬ ‫ريقه الع ا‬ ‫يحمه عل عاتقه أخاه اإل‪،‬سان تمي ع‬
‫ومعاملة الصدي م ا م ر التي هي م ا همية بمكان ول ذا قيلله ‪:‬‬ ‫وما إل ذل‬
‫عكتب ص ييل بكإلحسكن إليه وار شره بكإلنعكم عليه و مة م يكرر ‪ :‬إ اتل ئللر‬
‫م أحسللنت إليلله إ ولللم يللدر أن لهللا تكملللة تللتم معناهللا وتظهللره بالصل رو المثلل‬
‫والعبارو كاملة هي ‪ " :‬اتق شر من حسنت إليه ب وام اإلحسكن إليده " وهنللاك مل‬
‫يسمع لصديقه ‪،‬صحا ً و عظة فليحللذر كل ٌه منللا أن يللدخه ضللم مل قللال فلليهم‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫َولَكن ال َحيكةَ ِل َمن تُنك ي‬ ‫َل َي َس َمعت َلو نك َيت َحيك‬
‫َولَكن َنتَ تَنفخ في َرمك‬ ‫َولَو نكر نفخت ِبهك َضك َءت‬

‫‪28‬‬
‫ولهل ا ق اعللد‬ ‫تقه أهمية ع غيرهم م أصدقاء وأهه وغيللر ذلل‬ ‫ومعاملة الناس‬
‫كثير وم حدودها ‪:‬‬
‫ال تتطكو على من فوقل فيستخف بل من ونل‪ ،‬كما أ‪،‬ه ال تفرح بسيوط غيدرك فدم‬
‫ت ري مك تضمر لل األيكم ولتجعه ‪،‬هج خير ا م ر فقد قيه‪ :‬خير األمدور الوسد ‪.‬‬
‫ولتك مرهو أخي فقد خل بعضهم على إبراهيم بدن‬ ‫وقيه‪ :‬تكمن الفضيلة في الوس‬
‫صكلل فيك له‪ :‬عظني؛ فيك له الولي‪ :‬بلغندي رحمدل هللا ن عمدك األحيدكء تعدرض‬
‫على قكربهم الموتى‪ ،‬فكنظر مكذا تعرض على رسدو هللا صدلى هللا عليده وسدلم مدن‬
‫عملل‪ .‬فحكى إبراهيم حتى سكلت موعه‪.‬‬
‫و يخر بعض المحيطي ب عما يلي‪ :‬وال يتجكهلونل‪ ،‬ثم يسخرون منل‪ ،‬ثم‬
‫ييكتلونل‪ ،‬ثم تفوز نت والناس صنفان متفا ٌه ومتشا ٌم فالمتشا م يرى الصع بة‬
‫في ك له فرصة أما المتفا ه فيرى الفرصة في ك له صع بة ‪ .‬وبعض الناس لهم المتعة‬
‫ئيء هخر؛ فهم يرون أن هناك نوع من المتعة وهو ن تفعل المستحيل وبي البشر‬
‫الموهوب يفعل مك يستطي‬ ‫وم ه عبقري فم هذا وم ذاك‬ ‫م ه م ه‬
‫فعله‪ ،‬العحيري يفعل مك يجب فعله‪.‬‬
‫وقد قال أحد الناجحي ‪ :‬يوميك ستييظ و بحث في قكئمة فوربس ألغنيكء مريكك‪ ،‬إذا‬
‫لم اج اسمي‪ ،‬ذهب للعمل ولكي تك ن ل المكا‪،‬ة بي الجم ع فإن ا مر ا ساسي‬
‫ه أن تحس عمل وتتقنه فحكو المستحيل لكي تحسن عملل وهناك مم‬
‫م حات ؛ فكبق بعي ا عن النكس‬ ‫تصاحبهم أ‪،‬اس يجعل ن ‪،‬صب أعينهم الحد م‬
‫‪،‬هم صغار النف س‬ ‫الذين يحكولون ن يستهينوا بطموحكتل ولم يفعل ن ذل‬
‫فالصغيرون يفعل ن ذل دا ما لك ل العظام فعالً يجعل ‪ ،‬تشعر أ‪ ،‬أيضا ل يمك أن‬
‫‪.‬‬ ‫تصبت عظيما فاختر م تخال‬

‫‪29‬‬

You might also like