أوال ،ال يمكن أن نبدأ الحديث عن هذه القصة القصيرة ،إال بعد التقدمة لكاتب القصة ومبدعها وهو د أحمد خالد توفيق ،ذلك الطبيب والكاتب الذي ساهم في زي ادة نسبة القراءة بين الشباب ،بل ساهم في عودة الشباب للكتاب مرة أخ رى بع د قطيع ة كبيرة ،وانشغالهم بوسائل الترفي ه اإللكتروني ة ،حيث ق ام بمؤلفات ه الش يقة وص احبة اللغ ة الس هلة والقريب ة من الجمي ع ،بمس اعدة الكث يرين في حب الق راءة واالرتب اط بالكتاب ،وق د كتب أك ثر من 200كت اب في مج االت مختلف ة بم ا في ذل ك الخي ال العلمي ،الرعب ،المغامرات ،والتاريخ. ولد في الق اهرة ع ام 1962ودرس الطب ،ولكن ه تخلى عن ممارس ة الطب للكتابة بدالً من ذلك ،وقد ت وفي ع ام 2018بع د ص راع طوي ل م ع الم رض ،لكن أعماله ال تزال تحظى بشعبية كبيرة في العالم العربي وخارجه. وقد أعجبني في هذه القصة القصيرة عدة أمور من بينها: اللغة الس هلة والمفهوم ة ببس اطة للك اتب ،وأيض ا المع برة عن القض ية ال تي يتناوله ا الك اتب في ه ذه القص ة ،فق د جمعت بين الفص حى والعامي ة بطريق ة ش يقة وغير غريبة ،فقد استطاع الكاتب بهذه اللغة أن ينقل للقارئ ليس األحداث فق ط ،ب ل الحالة الشعورية وشكل وطبيعة المكان. وكذلك موضوع القصة نفسه ،وهو إلقاء الضوء على طبيب شاب أفنى حياته في سبيل مرضاه ،وقدم كل ما يملك من أجل الوصول بهؤالء المرضى إلى الش فاء، حتى وإن كلفه ذلك دمه ،فكان ال يبالي بمقدرا الوقت الذي يقضيه بين المرضى ،وال بالدخل المادي الذي يحصل عليه ،بل كل همه هو راحة المرضى ومحاول ة تخفي ف ما بهم من آالم. وأيض ا ح رص ه ذه الط بيب على راح ة مرض اه نفس يا ب أن جه ز مك انهم بالزهور والستائر وجعله أقرب لفندق خمسة نج وم ،وك ذلك حرص ه على الوص ول إلى درجة علمية يستحقها وليس مجرد اس م على ش هادة ،فك ان يس جل ك ل م ا ي راه ويعيشه من ح االت لمرض اه ،ح تى إذا اطم أن إلى أن ه وص ل لم ا يري د تق دم لني ل الدكتوراه ونالها بسهولة. ال أستطيع أن أقول أن هناك أشياء لم تعجبني في هذه القص ة القص يرة ،فهي قصة جيدة من حيث البناء واللغة والموضوع ،ولكن إلماح القصة لنقص اإلمكاني ات في المستشفيات الحكومية وعدم اهتمام اإلعالم بمثل هؤالء األطب اء العظ ام أمث ال د ياسر الجندي ،وتركيز اهتمامهم على قضايا الفساد واإلهمال واالس تغالل فق ط ،ه و األمر الذي لم يعجبني ليس في القصة ولكن فيما أشارت إلي ه القص ة من واق ع الب د من تغييره ،فاإلعالم له دور هام في أي مجتمع فالبد أن يركز على األمور اإليجابية لتوسعة نشرها وتعميمها ،وليس فقط التركيز على السلبيات. وختاما ،ال يسعنا بعد قراءة ه ذه القص ة الجميل ة إال أن ن ترحم على كاتبه ا د أحمد خالد توفيق ،وعلى َمن ُكتبت في حقه د ياسر الجندي.