You are on page 1of 10

‫جامعـة محمـد الخامـس بالربـاط‬

‫كليـة العلـوم القانونيـة واالقتصاديـة‬


‫واالجتماعيـة‬
‫أكــدال‬

‫مسلك اإلجازة في القانون‬


‫الجــدع المشتــرك‬
‫الفصــل الثـانــي‬

‫مادة التنظيم اإلداري‬

‫األستـاذ الهـادي مقـداد‬

‫الحصـة الخامسـة‬

‫الدورة الجامعيـة‪ :‬ربيع ‪ -‬صيف ‪2020-2019‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلثار المترتبة عن اكتساب الشخصية المعنوية‬

‫سبق أن أشرنا في الحصص الماضية إلى أن الشخص المعنوي أو االعتباري هو مجموعة من األشخاص أو‬
‫مجموعة من األموال‪ ،‬أو هما معا أشخاص وأموال‪ ،‬تنشأ لتحقيق غرض أو هدف معين‪ ،‬فيضفي عليها المشرع الشخصية‬
‫القا نونية لتتمكن من اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات‪ .‬وقد تناولنا بالدرس كيفية إحداث األشخاص المعنوية من‬
‫الناحية القانونية‪ ،‬فميزنا بين اإلحداث العام ‪ -‬أي بناء على نصوص قانونية عامة تطبق على كل مجموعة تتوفر فيها‬
‫الشروط العامة والمجردة التي يضعها المشرع‪ -1‬وبين اإلحداث الخاص الذي يعني إحداث بعض األشخاص المعنوية‬
‫بنص قانوني خاص بها دون غيرها‪.2‬‬

‫وتترتب عن اكتساب الشخصية المعنوية مجموعة األثار أو النتائج القانونية التي تسير كلها في اتجاه تمكين‬
‫الشخص المعنوي الجديد من التوفر بالخصوص على هوية خاصة به (اإلسم والمقر والجنسية مثال) وعلى األهلية‬
‫القانونية التي تمكنه من اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات ومن ربط العالقات المصلحية مع األشخاص اآلخرين‪،‬‬
‫سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو أشخاصا معنويين‪.3‬‬

‫ويمكن التمييز بين ثالثة أنواع من اآلثار أو النتائج التي تترتب عن اكتساب الشخصية المعنوية‪ :‬آثار مشتركة‬
‫بين جميع األشخاص سواء كان الشخص طبيعيا أو شخصا معنويا خاصا أو شخصا معنوي عاما؛ وآثار تتعلق حصريا‬
‫بالشخصين المعنويين العام والخاص؛ وآثار أخيرة تتعلق فقط بالشخص المعنوي العام الذي تحدثه الدولة‪.‬‬

‫الفقرة األولى – اآلثار المشتركة بين الشخص المعنوي والشخص الطبيعي‬

‫بالفعل هناك بعض اآلثار القانونية التي ترتبط أساسا بالشخصية القانونية‪ ،‬وهي ضرورية للشخص سواء كان‬
‫طبيعيا أو معنويا من أجل صحة تصرفاته من الوجهة القانونية‪ .‬ويعرف فقهاء القانون الشخص‪ ،‬كما سبقت اإلشارة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬باعتباره كل كائن قادر على اكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات‪ .‬والقدرة هنا معناها اعتراف المشرع بكون‬
‫الشخص بات مؤهال من الناحية القانونية لممارسة الحقوق والواجبات (بلوغ سن الرشد بالنسبة لإلنسان واإلحداث أو‬
‫اإلنشاء‪ ،‬بناء على نص قانوني‪ ،‬بالنسبة للشخص المعنوي)‪.‬‬

‫‪ 1‬مثل الشركة أو المقاولة التي تحدث كشخص معنوي وفقا لمقتضيات القانون المدني وقانون الشركات‪ .‬ويعرفها قانون االلتزامات والعقود في مادته ‪ 982‬كاآلتي‪:‬‬
‫"الشركة عقد بمقتضاه يضع شخصان أو أكثر أموالهم أو عملهم أو هما معا‪ ،‬لتكون مشتركة بينهم‪ ،‬بقصد تقسيم الربح الذي قد ينشأ عنها"‪.‬‬
‫راجع بهذا الخصوص‪:‬‬
‫‪M’hamed MOTIK, « Le droit marocain des sociétés commerciales », Imprimerie El Maarif Al Jadida, Rabat, 2005, p. 19.‬‬
‫‪ 2‬مثل الجهة التي تحدث بناء على مقتضيات القانون رقم ‪ 113.12‬المتعلق بالجهات‪ .‬وبنص الفصل األول من هدا القانون على مايلي‪:‬‬
‫‪ 3‬مثال عالقة زبون بشركة ما‪ ،‬أو عالقة مقاولة بمؤسسة بنكية‪ ،‬أو عالقة طالب بالجامعة‪ ،‬أو عالقة جماعة ترابية بالدولة أو بمقاولة متخصصة‪...‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬اكتساب األهليـة القانونيـة‬

‫إن الشخصية القانونية ليست حكرا على اإلنسان لوحده‪ ،‬بل يمنحها المشرع لكل مجموعة من األشخاص أو‬
‫األموال تهدف إلى إنشاء كيان مستقل بذاته وقادر على تحقيق غاية معينة متفق عليها ويسمح بها القانون (عمل مشروع)‪.4‬‬

‫وتعني الشخصية القانونية االعتراف بأهلية الشخص ليتمكن من القيام بالتصرفات القانونية في إطار الحقوق‬
‫والواجبات التي يسمح بها القانون لكل شخص على حدة‪ .5‬فاألهلية القانونية تكتسب حينما تتوفر الشروط المطلوبة لذلك؛‬
‫وهي التي تمكن الشخص من ممارسة أنشطته المختلفة وربط العالقات مع األشخاص اآلخرين واكتساب الحقوق وكذلك‬
‫االلتزام بالواجبات تجاه الغير‪ ،‬مما يعني توفر الشخص على اإلرادة الصحيحة‪ .‬وتنطلق نظرية اإلرادة من اعتبار‬
‫التصرف القانوني سلطة إرادية يعبر عنها الشخص الطبيعي في شكل إرادة ذاتية‪ ،‬بينما يعبر عنها الشخص المعنوي‬
‫في شكل إرادة جماعية أو مشتركة صادرة عن من يمثله‪ ،‬أي األجهزة الممثلة له‪ ،‬في عالقته مع الغير وأمام القانون‪.6‬‬
‫وهنا البد من التمييز بين هذه اإلرادة المشتركة الصادرة عن الشخص المعنوي‪ ،‬والتي تؤدي إلى توفره على ذمة مالية‬
‫مستقلة عن ذمة األفراد الذين يحدثونه‪ ،‬وبين الملكية المشتركة التي تتمثل فقط في امتالك كل فرد لحصته بالنسبة للملك‬
‫المشترك‪.7‬‬

‫فاألهلية القانونية تتجسد في تلك اإلرادة للقيام باألعمال المادية والقانونية التي يمارسها الشخص ذاته أو من‬
‫يمثله‪ .‬وتعتبر اإلرادة صحيحة ومشروعة ما لم يدخل عليها أي عيب من عيوب الرضا أو عيوب االختصاص‪.‬‬

‫‪ -2‬اكتساب الذمـة الماليـة‬

‫من بين النتائج التي تترتب عن الشخصية القانونية التوفر على ذمة مالية خاصة بكل شخص سواء كان طبيعيا‬
‫او معنويا‪ .‬ويمكن الي شخص ممارسة انشطته وتصرفاته في إطار ذمتة المالية‪ ،‬كما أنه يتحمل تبعة االعمال التي يقوم‬
‫بها بما فيها االضرار التي يلحقها بالغير ويتوجب عليه تعويضها من ماله الخاص‪ .‬فالشخص المعنوي له ذمة مستقلة‬
‫خاصة به‪ .‬وفي حال ثبوت مسؤوليته‪ ،‬فإنه يساءل في حدود هذه الذمة‪ ،‬وليس من ذمة األفراد المكونين له‪.8‬‬

‫ويمكن القول أن ظهور بعض األشخاص المعنوية عبر التاريخ‪ ،‬كالجمعيات والمؤسسات الخيرية ثم الشركات‬
‫فيما بعد‪ ،‬جاء عن طريق رصد أو وقف مجموعة من األموال لتحقيق غرض اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي‪ .‬غير أن‬
‫مايميز هاته العمليات هو انفصال أموال الشخص المعنوي عن أموال األشخاص الذين اتفقوا على إحداثه‪ ،‬فيتصرف هذا‬
‫األخير في حدود ذمته المالية الخاصة به ويساءل في إطارها كذاك‪.‬‬

‫‪ 4‬عبد المنعم فرج الصدة‪" ،‬أصول القانون"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1979 ،‬ص‪.468 .‬‬
‫‪ 5‬التستوي األشخاص الطبيعية والمعنوية في ممارسة التصرفات واألنشطة‪ .‬بل لكل نوع من األشخاص خصوصياته ومجال تخصصه‪ ،‬وبالتالي فال يمكن مثال‬
‫لمقاولة أو شركة أن تمارس أنشطة في المجال السياسي‪ ،‬كما اليمكن في المقابل لحزب سياسي أن يمارس أعماال تجارية‪.....‬‬
‫‪ 6‬عبد القادر باينة‪" ،‬مدخل لدراسة القانون اإلداري والعلوم اإلدارية"‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النشر المغربية‪ ،2005 ،‬ص‪.240 .‬‬
‫‪ 7‬انظر ‪:‬‬
‫‪ème‬‬
‫‪Mohammed Jalal Essaid, « Introduction à l’étude du droit », 3 ed., 2ème tirage, Collection connaissances, Imprimerie‬‬
‫‪Najah El Jadida, Casablanca, 2005, p. 437.‬‬
‫‪ 8‬عبد الرحمن البكريوي‪" ،‬الوجيز في القانون اإلداري"‪ ،‬الطبعة األولى مزيدة‪ ،‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،1995 ،‬ص‪.58 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية المدنية والجنائية‬

‫مقابل حرية التصرف وممارسة األنشطة التي يضمنها القانون لكل شخص‪ ،‬هناك المسؤولية عن األفعال‬
‫واألعمال التي يقرها المشرع للحفاظ على الحقوق وضمان استقرار المعامالت داخل المجتمع‪ .‬ولذلك فإنه يترتب على‬
‫تمتع األشخاص باألهلية القانونية وبذمة مالية مستقلة تحملهم‪ ،‬تجاه الدولة وتجاه الخواص‪ ،‬لألضرار واألخطاء الناتجة‬
‫عن تصرفاتهم القانونية وغير القانونية كإلحاق ضرر مادي أو معنوي بالغير‪ ،‬أو اإلخالل ببنود عقد أو اتفاق‪ ،‬او ممارسة‬
‫أعمال يعاقب عليها القانون مثل الغش أو التزوير أو المتاجرة في مواد محرمة أو االعتداء على ملك الغير‪ .‬ثم أن هذه‬
‫المسؤولية الشخصية قد تكون مسؤولية مدنية وقد تكون مسؤولية جنائية‪ .‬وتختلف العقوبات حسب أنواع األشخاص‪،‬‬
‫حيث يمكن مثال فرض عقوبات على الشخص المعنوي الخاص في شكل غرامات أو توقيف أو حل‪ ،‬بينما يمكن أن‬
‫تكون في شكل تعويضات أو إصالح الخطأ بالنسبة للشخص المعنوي العام باعتباره مرفقا عموميا يستفيد من امتيازات‬
‫القانون العام‪.‬‬

‫وفي مقابل المسؤولية المدنية والجنائية لألشخاص‪ ،‬يتمتع هؤالء بالحق في التقاضي أمام المحاكم للدفاع عن‬
‫حقوقهم ومصالحهم تجاه الغير‪ ،‬فيمكنهم رفع دعاوى ضد الغير مثلما يمكن للغير فعل نفس الشيء في مواجهتهم‪ .‬وترفع‬
‫الدعاوى أمام القضاء من طرف أو ضد ممثل الشخص المعنوي (رئيس الحكومة‪ ،‬رئيس الجامعة‪ ،‬المدير العام للمؤسسة‬
‫العمومية‪ ،‬مدير الشركة‪ ،‬رئيس الجمعية‪ ،‬األمين العام للحزب ‪ .)...‬وال يميز القضاء بين األشخاص الطبيعيين‬
‫واألشخاص المعنويين إال فيما يتعلق بالقوانين التي تطبق على كل نوع من األشخاص‪ .‬ذلك أن الخواص‪ ،‬سواء كانوا‬
‫أشخاصا طبيعيين أو معنويين‪ ،‬تطبق عليهم قواعد القانون الخاص‪ ،‬بينما تطبق قواعد القانون العام على األشخاص‬
‫المعنوية العامة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية – اآلثار المشتركة بين الشخص المعنوي الخاص والشخص المعنوي العام‬

‫لقد نشأت الشخصية المعنوية أو االعتبارية في بداية األمر في مجال القانون الخاص‪ .‬وكان الهدف منها االعتراف‬
‫باألهلية القانونية للمجموعات والكيانات التي تحدث من طرف الخواص لتحقيق غاية معينة‪ ،‬وذلك بغية تطوير وتأطير‬
‫المعامالت القانونية واالجتماعية واالقتصادية التي تقيمها هذه األخيرة مع الخواص أو مع اإلدارة والهيئات العمومية‪.‬‬
‫وتبعا للتطور القانوني‪ ،‬وتطور العالقات مع الدولة‪ ،‬سار معظم الفقهاء ورجال القانون العام في اتجاه استعمال مفهوم‬
‫الشخصية المعنوية أو االعتبارية على الدولة وعلى الجماعات والهيئات اإلدارية التي تحدثها وتمنحها االستقالل المالي‬
‫واإلداري‪ ،9‬فاعتبروها أشخاصا معنوية عامة‪ ،‬وخصصوا لها قواعد قانونية تتميز عن قواعد القانون المدني هي قواعد‬
‫القانون اإلداري‪.10‬‬

‫‪ 9‬تنص مثال المادة الثانية من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات على مايلي‪" :‬تشكل الجماعة أحد مستويات التنظيم الترابي للمملكة‪ ،‬وهي جماعة‬
‫ترابية خاضعة للقانون العام‪ ،‬تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي"‪.‬‬
‫انظر الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪ ،2015‬ص‪.6660 .‬‬
‫‪ 10‬عبد الحق عقلة‪" ،‬القانون اإلداري – الجزء األول‪ :‬المبادئ األساسية لدراسة القانون والعلم اإل داريين"‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الرباط‪ ،2002 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.142‬‬
‫‪4‬‬
‫ونظرا لكون الشخصية المعنوية أو االعتبارية تتميز عن الشخصية الطبيعية أي عن اإلنسان‪ ،‬فإن هناك بعض‬
‫اآلثار المشتركة التي يكتسبها الشخص المعنوي سواء كان خاضعا للقانون الخاص (شخص معنوي خاص) أو للقانون‬
‫العام (شخص معنوي عام)‪ ،‬وسندرجها على التوالي‪.‬‬

‫‪ -1‬التوفر على ذمة مالية مستقلة عن األشخاص المنشئين للشخص المعنوي‬

‫فهناك فصل بين األموال المرصدة إلحداث أو تسيير الشخص المعنوي وبين أموال األشخاص أو األفراد الذين‬
‫يحدثون هذا الشخص المعنوي‪ .‬وغالبا ما يطلق على هذا الرصيد المالي مصطلح "الذمة المالية" أو مصطلح‬
‫"الميزانية"؛ ويكون في شكل ميزانية سنوية تسهر األجهزة المقررة للشخص المعنوي على وضعها وتتبع كيفية صرفها‬
‫من خالل بابين متعارف عليهما في مجال القانون المالي‪ ،‬هما باب المداخيل وباب النفقات‪ .11‬ويمارس هذا األخير‬
‫أنشطته ومعامالته المالية في إطار ذمته المالية الخاصة به‪ ،‬كما يساءل أيضا في إطارها (أداء الواجبات والديون‬
‫والتعويضات والغرامات‪.)...‬‬

‫فإذا حدث مثال عجز مالي للشخص المعنوي‪ ،‬أو إعالن بإفالسه‪ ،‬أو وجب عليه تحمل تبعة بعض المخالفات‬
‫للقانون أو أداء تعويضات للمتضررين‪ ،‬فإن ذلك ينطبق على ذمته المالية وليس ذمة ممثله (الرئيس أو المدير) أو ذمة‬
‫األعضاء المساهمين أو المشرفين عليه‪.‬‬

‫‪ -2‬التوفر على مقر أو موطن مستقل عن موطن األشخاص الطبيعيين‬

‫إن الموطن أو المقر يعطي للشخص المعنوي وجودا مستقال عن األشخاص المحدثين له او المشرفين على‬
‫تسييره‪ .‬ويسمح المقر‪ ،‬ويطلق عليه عادة "المقر االجتماعي" بالنسبة للشركات والمقاوالت واألبناك‪ ،‬بتحديد عنوان‬
‫الشخصي المعنوي أي المكان الذي تتواجد فيه اإلدارة المركزية‪ .‬غير أنه في حال توفره على عدة مقرات‪ ،‬كاألبناك‬
‫مثال‪ ،‬فإنه البد من تحديد مقر رئيسي حتى يكون له عنوان خاص‪ ،‬وإسم واحد‪ ،‬ومخاطب واحد‪ ،‬وحتى يتم تحديد دائرة‬
‫التقاضي (المحكمة المختصة ترابيا) ومحل المراجعة والمخابرة وكذلك نوع القوانين الوطنية التي تسري عليه‪.‬‬
‫فالشركات األجنبية مثال ملزمة بفتح مقر لها ببلد االستقبال‪ ،‬واليمكنها التمسك بجنسيتها فتطالب بتطبيق قانون غير قانون‬
‫البلد المضيف أو الترافع أمام محاكم غير محاكم هذا البلد‪.‬‬

‫‪ 11‬مثال تنص المادة ‪ 15‬من القانون رقم ‪ 20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪ ،‬وهو حسب المادة األولى من نفس القانون هيئة مستقلة يتمتع بالشخصية االعتبارية‬
‫واالستقالل المالي‪ ،‬على مايلي ‪:‬‬
‫" تشمل ميزانية المجلس‪:‬‬
‫في الموارد‪:‬‬
‫‪ -‬مخصص مالي من ميزانية الدولة؛‬
‫‪ -‬مداخيل المنقوالت والعقارات التي يملكها؛‬
‫‪ -‬الهبات والوصايا التي ليس من شأنها التأثير على استقاللية المجلس؛‬
‫‪ -‬المداخيل المختلفة‪.‬‬
‫في النفقات‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات التسيير؛‬
‫‪ -‬نفقات التجهيز‪.‬‬
‫انظر الجريدة الرسمية عدد ‪ 6276‬بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ ،2014‬ص‪.6095 .‬‬
‫‪5‬‬
‫ويعتبر المقر أو الموطن من الشروط األساسية إلحداث الشخص المعنوي ألنه يحدد مكان تواجده‪ .‬ويحدده‬
‫القانون عادة في المكان الرئيسي التي تتواجد فيه األجهزة المركزية المسيرة (مقر الوكالة‪ ،‬مقر الجامعة‪ ،‬مقر الشركة)‪.‬‬

‫‪ -3‬تعيين ممثل قانوني للشخص المعنوي‬

‫من المعلوم أن األشخاص المعنوية تنتفي عنها صفة اإلنسان وتحتاج إلى من يسيرها ويعبر عن إرادتها‪ ،‬ويمثلها‬
‫أمام الغير وأمام القضاء (األجهزة المسيرة)‪ .‬فالممثل القانوني هو ذلك الشخص الطبيعي الذي يعينه األعضاء أو‬
‫األشخاص المساهمون أو القانون للتصرف باسم الشخص المعنوي (رئيس أو مدير أو أمين عام)‪ .‬وهو الذي يتصرف‬
‫باسم الشخص المعنوي فيما يتعلق باكتساب الحقوق وااللتزام بالواجبات‪ ،‬حيث تتجسد إرادة هذا األخير على أرض‬
‫الواقع في األعمال والمعامالت التي يقوم بها ممثله‪ .‬ويعتبر الممثل هو المخاطب المسؤول أمام الغير وأمام اإلدارة أو‬
‫القضاء‪ .‬وغالبا مايعتبر بمثابة السلطة التنفيذية فيسهر على تنفيذ القرارات التي يتخذها مجلس اإلدارة أو المجلس‪ ،‬وعلى‬
‫صرف الميزانية واتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالتسيير والتدبير والتفاوض وإبرام العقود‪ ،‬وكذا مخاطبة اإلدارات‬
‫والزبائن أو المنتفعين‪ ،‬ويتولى بشكل عام تمثيل الشخص المعنوي أمام الغير وأمام الهيئات اإلدارية والقضائية‪.‬‬

‫فبالنسبة للدولة باعتبارها الشخص المعنوي العام الرئيسي يعتبر رئيس الحكومة هو من ينوب عنها في مجال‬
‫المسؤولية اإلدارية عن أعمال الهيئات اإلدارية المركزية‪ .‬لذلك فإذا كان األمر يتعلق برفع دعوى قضائية ضد الدولة‬
‫فيجب رفها ضد رئيس الحكومة (الوزير األول سابقا) ‪ .12‬غير أن هناك بعض النصوص القانونية التي تخول لبعض‬
‫الوزارات أو األجهزة اإلدارية تمثيل الدولة في ميادين معينة كأموال وأمالك الدولة والملك الغابوي والنزاعات‬
‫الضريبية‪ .13‬أما بالنسبة للجماعات الترابية فيمثلها‪ ،‬كما تنص على ذلك القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‪،14‬‬
‫رؤساء مجالسها المنتخبة‪ .15‬ويمثل المؤسسات العمومية كأشخاص معنوية عامة مديروها مثل المدير العام للمكتب‬
‫الوطني للسكك الحديدية ومديري الوكاالت الحضرية المختصة في مجال التعمير‪.‬‬

‫‪ 12‬انظر قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في قضية الدولة المغربية ضد كالنديني ( ‪ ) Calendini‬بتاريخ ‪ 19‬دجنبر ‪ ،1959‬مجموعة أحكام الغرفة اإلدارية‬
‫للسنوات القضائية ‪ ،1960-1957‬ص‪.195 .‬‬
‫‪ 13‬تنص ‪ 515‬من قانون المسطرة المدنية على مايلي‪" :‬ترفع الدعوى ضد ‪:‬‬
‫‪ -1‬الدولة‪ ،‬في شخص الوزير األول (رئيس الحكومة حاليا) وله أن يكلف بتمثيله الوزير المختص عند االقتضاء‪،‬‬
‫‪ -2‬الخزينة‪ ،‬في شخص الخازن العام؛‬
‫‪ -3‬الجماعات المحلية‪ ،‬في شخص ‪.......‬‬
‫‪ -4‬المؤسسات العمومية‪ ،‬في شخص ممثلها القانوني؛‬
‫‪ -5‬مديرية الضرائب‪ ،‬في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة بالقضايا الجبائية التي تدخل ضمن اختصاصاتها"‬
‫‪ 14‬انظر ‪:‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز‬
‫‪ ،2015‬ص‪.6585 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليوز ‪ ،2015‬ص‪.6625 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز‬
‫‪ ،2015‬ص‪.6660 .‬‬
‫‪ 15‬انظر مثال المواد ‪ 94‬ومايليها من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات فيما يتعلق بصالحيات رئيس الجماعة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن الحكومة والوزارات وبعض المرافق العمومية كالمدارس واإلعداديات والمحاكم‬
‫والسفارات تعتبر مجرد أجهزة إدارية تابعة للدولة‪ ،‬حيث التتمتع بالشخصية المعنوية وليست لها أهلية قانونية مستقلة‬
‫كما هو األمر بالنسبة للدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية‪.16‬‬

‫‪ -3‬التخصص في المجاالت التي أحدث من أجلها الشخص المعنوي‬

‫من خالل تعريفنا للشخص المعنوي‪ ،‬أشرنا إلى إحداث هدا الشخص القانوني سواء كان اإلحداث عاما أو خاصا‬
‫يتم بهدف تحقيق غاية معينة متفق عليها بين األعضاء المنشئين‪ .‬ومعنى ذلك أن الشخص المعنوي المحدث يتخصص‬
‫في مجال معين‪ ،‬وتنحصر أعماله وتصرفاته التي يعبر عنها ممثله القانوني في ذلك المجال الذي أحدث من أجله‬
‫(التجارة‪ ،‬السياسة‪ ،‬العمل نقابي أو الجمعوي‪ ،‬التنمية الجهوية أو اإلقليمية‪ ،‬قطاع النقل السككي ‪ .)...‬وهذا عكس الشخص‬
‫الطبيعي (اإلنسان) الذي اليفرض عليه التخصص في ميدان محدد مسبقا‪ ،‬ويمكنه أن يقوم بتصرفات متعددة دون أية‬
‫قيود‪ ،‬ماعدا مايحرمه عليه القانون‪.‬‬

‫إن مسالة التخصص قد ترتبط بالنشاط الذي يمارسه الشخص المعنوي‪ ،‬وبناء على ذلك نعرف ماهي نوعية‬
‫القواعد القانونية التي تطبق عليه (القانون اإلداري‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬قانون األحزاب السياسية‪ ،‬قانون‬
‫الشغل ‪ ،)...‬وقد ترتبط بالمجال الترابي فنعرف الدائرة الترابية التي يمارس الشخص المعنوي نشاطه داخل حدودها‬
‫(وطني‪ ،‬جهوي‪ ،‬إقليمي‪ ،‬محلي)‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة – اآلثار المترتبة عن اكتساب الشخصية المعنوية العامة‬

‫إن األشخاص المعنوية العامة هي تلك الهيئات أو المرافق اإلدارية التي تحدثها الدولة إلى جانبها من أجل تحقيق‬
‫بعض الخدمات أو األعمال اإلدارية التي تنقلها إليها وفق سلطتها التقديرية‪ ،‬والتي تحتاج إلى قدر من السرعة والجودة‬
‫في التنفيذ أو تشابه مايقوم به الخواص من أنشطة (كاألنشطة ذات الصبغة التجارية أو الصناعية أو المهنية)‪ ،‬مما يجعلها‬
‫تمنحها الشخصية االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي للقيام بمهامها على أحسن وجه‪ .‬ويتمثل هذا النوع من‬
‫األشخاص المعنوية أساسا في الجماعات الترابية (الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات) والمؤسسات العمومية‬
‫(المؤسسات والوكاالت والمكاتب والمراكز والصناديق وغيرها)‪.‬‬

‫ولعل صفتها العمومية‪ ،‬حيث تحدث األشخاص المعنوية العامة من طرف الدولة لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬تجعلها‬
‫تنفرد ببعض الخصائص واآلثار دون غيرها من األشخاص القانونية األخرى‪ .‬وعلى رأسها االستقالل المالي واإلداري‬
‫عن الدولة‪ ،‬واستفادتها من امتيازات القانون العام باعتبارها مرفقا عموميا يخدم المنفعة العامة‪ ،‬ثم خضوعها لوصاية‬
‫الدولة‪.‬‬

‫عبد القادر باينة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.241 .‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -1‬تمتع الشخص المعنوي باالستقالل المالي واإلداري‬

‫يستفيد الشخص المعنوي العام بنوع من االستقالل عن الدولة في إطار اكتسابه للشخصية القانونية‪ .‬ويتجسد هذا‬
‫االستقالل في توفره على أمالك عامة وخاصة به وعلى ميزانية مالية (ذمة مالية) مستقلة عن ميزانية الدولة وعلى‬
‫موظفين أو مستخدمين اليحسبون على الوظيفة العمومية (موظفي الدولة) التي ينظمها أساسا قانون الوظيفة العمومية‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 24‬فبراير‪ ، 17 1958‬بل هناك أنظمة أساسية خاصة بهم يخضعون لها باإلضافة لخضوعهم إلى نظام‬
‫الوظيفة العمومية في مبادئه العامة‪.‬‬

‫فالشخص المعنوي العام يتوفر على ميزانية مالية سنوية خاصة به مثله مثل الدولة‪ .‬وتسهر أجهزته المقررة‬
‫على وضع هاته الميزانية على رأس كل سنة‪ ،‬وتبويبها في شكل موارد أو مداخيل مالية يتم تحصيلها إما كمساهمة من‬
‫الدولة أو كنتاج لألنشطة المدرة لألرباح أو الرسوم أو كهبات ومساعدات من هيئات أخرى‪ ،‬وكذلك في شكل نفقات في‬
‫مجال التسيير والتعويضات أو في مجال التجهيزات التي يحتاج إليها الشخص المعنوي‪ .‬غير أن هذه الميزانية تحتاج‬
‫دائما إلى مصادقة وزارة المالية كإجراء رقابي من طرف الدولة على األموال العامة التي تتصرف فيها هاته األشخاص‪.‬‬

‫أما بخصوص االستقالل اإلداري‪ ،‬فيتمتع الشخص المعنوي بنوع من االستقاللية فيما يتعلق باتخاذ القرارات‬
‫اإلدارية وبوضعية المستخدمين العاملين‪ .‬ورغم أن األصل في تنظيم وضعية الموظفين والعاملين في القطاع العام ‪ -‬مع‬
‫الدولة ومع األشخاص المعنوية العامة األخرى ‪ -‬هو قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬فإن خصوصية الجماعات الترابية‬
‫والمؤسسات العمومية دفعت الدولة إلى وضع أنظمة خاصة بموظفيها وعمالها بغية وضعهم في وضعية تتماشى مع‬
‫طبيعة العمل الذي يقومون به‪ .‬غير أن هاته األنظمة الخاصة التخرج عن اإلطار العام لقانون الوظيفة العمومية خاصة‬
‫فيما يتعلق بالمبادئ الكبرى‪ ،‬لكنها تركز على بعض الخصوصيات المرتبطة بكيفية التوظيف ونوعية عقد العمل وتنظيم‬
‫العمل واألجر والترقية والتحفيزات وغيرها‪.‬‬

‫ومن بين األنظمة الخاصة بموظفي ومستخدمي األشخاص المعنوية العامة هناك النظام األساسي لموظفي‬
‫الجماعات المحلية الصادر في ‪ 27‬شتنبر ‪ ،181977‬والنظام األساسي للمقاوالت العمومية الصادر في ‪ 19‬يوليوز ‪1962‬‬
‫والنظام األساسي لألساتذة التعليم العالي الصادر في ‪ 19‬أبريل ‪.1997‬‬

‫‪ – 2‬استفادة الشخص المعنوي العام من امتيازات القانون العام‬

‫وتتمثل هذه االمتيازات في مختلف األعمال واإلجراءات التي يتخذها الشخص المعنوي العام باسم الدولة‪،‬‬
‫فتكتسي طابع السلطة العامة‪ ،‬أي طابع إلزامية قرارتها اإلدارية وإعطاء األسبقية ألعمالها وأنشطتها وإمكانية لجوئها‬
‫إلى استعمال القوة العمومية عند الحاجة من أجل احترام القانون وتحقيق المنفعة العامة‪.‬‬

‫‪ 17‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬المتعلق بالنظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2372‬بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ ،1958‬ص‪.914 .‬‬
‫‪ 18‬هناك حاليا مشروع قانون بمثابة القانون األساسي للموارد البشرية بالجماعات الترابية وهيئاتها‪ ،‬الزال لم يصوت عليه البرلمان‪ ،‬وضعته وزارة الداخلية‬
‫باعتبارها الجهة الوصية على الجماعات الترابية في إطار تفعيل المقتضيات الجديدة التي جاءت بها القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية بخصوص تدبير‬
‫مواردها البشرية‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ويستفيد الشخص المعنوي العام في هذا اإلطار من كل وسائل القانون العام فيلجأ إلى نزع الملكية أو احتاللها‬
‫المؤقت من أجل تحقيق المنفعة العامة‪ ،‬ويمارس الشرطة اإلدارية أو الضبط اإلداري من أجل حسن سير المرفق‬
‫العمومي؛ كما يتخذ قرارات إلزامية اليمكن لألفراد عدم االمتثال لها‪ ،19‬ويبرم عقودا إدارية تتضمن شروطا وبنودا غير‬
‫مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬مثل وضع شروط العقد وتعديلها عند الحاجة بشكل انفرادي وفرض جزاءات وغرامات‬
‫على المتعاقد في حال إخالله ببنود العقد‪.‬‬

‫‪ -3‬وصاية الدولة على أعمال الشخص المعنوي العام‬

‫إذا كان الشخص المعنوي العام يتمتع باستقالل إداري ومالي في إطار اكتسابه للشخصية االعتبارية‪ ،‬فإن ذلك‬
‫اليعني بتاتا االستقالل المطلق عن الدولة وخلق القطيعة معها‪ .‬فهناك نوع من الوصاية التي يقرها المشرع للدولة على‬
‫كافة الهيئات واألجهزة اإلدارية التي تكتسب الشخصية المعنوية‪ .‬وتختلف هنا الوصاية عن تلك المعمول بها في مجال‬
‫القانون الخاص والتي يتم اللجوء إليها في حال نقصان األهلية القانونية لدى الشخص الطبيعي‪.‬‬

‫فالوصاية معناها في القانون العام اإلشراف والمراقبة على أعمال الشخص المعنوي العام الذي نقلت له الدولة‬
‫اختصاصاتها في مجال معين‪ ،‬فتستمر هذه األخيرة في تأطير عمله لكي اليزيغ عن الهدف أو الغاية التي أحدث من‬
‫أجلها (احترام االختصاصات المخولة له) وأن يحقق ذلك بشكل مرضي وفي احترام تام لمقتضيات القانون (الشرعية‬
‫والمشروعية)‪ .‬ولذلك فإن ممارسة وصاية الدولة على األشخاص االعتبارية العامة تتم على مستويين‪:‬‬

‫‪ -‬وصاية المشروعية وتعني وجوب احترام الشخص المعنوي للقانون من حيث اتقيد باحترام االختصاصات‬
‫الموكولة له ومشروعيته قراراته وأعماله اإلدارية؛‬

‫‪ -‬وصاية المالءمة ومعناها الحرص على تكون أنشطة الشخص المعنوي العام مالئمة للمصلحة العامة وتسير‬
‫في اتجاه تحسين فعالية ومردودية المرفق العام‪.‬‬

‫وقد سبق للمشرع أن عرف الوصاية في القانون السابق رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي في مادته ‪68‬‬
‫كالتالي‪ " :‬الوصاية تهدف إلى السهر على تطبيق المجلس الجماعي وجهازه التنفيذي للقوانين واألنظمة الجاري بها‬
‫العمل وكذا ضمان حماية الصالح العام وتأمين ودعم ومساعدة اإلدارة"‪ .20‬وقد بادر المشرع إلى استبدال مصطلح‬
‫الوصاية على الجماعات بمصطلح "المراقبة اإلدارية" في القانون التنظيمي الجديد رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪،‬‬

‫‪ 19‬مقابل ذلك يضمن القانون اإلداري لألشخاص سواء كانوا طبيعيين أو معنويين خواص الطعن أمام القضاء اإلداري في هاته القرارات اإلدارية التي تصدرها‬
‫األشخاص المعنوية العامة بعدم المشروعية أو التعسف في استعمال السلطة‪.‬‬
‫‪ 20‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.297‬صادر بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪21‬‬
‫نونبر ‪ ،2002‬ص‪.3468 .‬‬
‫‪9‬‬
‫فنصت المادة ‪ 115‬منه على ممارسة عامل العمالة أو اإلقليم مهام المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس‬
‫ومقررات مجلس الجماعة‪ ،‬ونصت المادة ‪ 118‬على أن بعض مقررات المجلس الجماعي لتكون قابلة للتنفيذ إال بعد‬
‫التأشير عليها من قبل وزير الداخلية أو عامل العمالة أو اإلقليم حسب الحالة؛ ويتعلق األمر مثال بإحداث شركات التنمية‬
‫المحلية والتدبير المفوض للمرافق الجماعية وبرنامج عمل الجماعة والميزانية السنوية التي يضعها المجلس‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like