You are on page 1of 300

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم علم االجتماع والديمغرافيا‬

‫الرقم التسلسلي‪................... :‬‬


‫رقم التسجيـــــــل‪................... :‬‬

‫عنـــــوان األطروحــــــة‪:‬‬

‫السياحة والحرف التقليدية وأسس التنمية المستدامة في الصحراء الجزائرية‬

‫دراسة أنثروبولوجية لواقع السياحة والحرف التقليدية بمدينة ورقلة الجزائر‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في أنثروبولوجيا التنمية‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫عبد القادر خليفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫زيدان بتشي ـ ــم‬

‫تاريخ المناقشة‪ 31 :‬أكتوبر ‪2222‬‬ ‫أعضاء لجنـــــة المناقشــــة‬


‫الصفة‬ ‫املؤسسة‬ ‫الرتبة‬ ‫اإلسم واللقب‬ ‫الرقم‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة ورقلة‬ ‫أستاذ‬ ‫عمر حمداوي‬ ‫‪10‬‬
‫جامعة ورقلة مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ‬ ‫خليفة عبد القادر‬ ‫‪10‬‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ‬ ‫مختار رحاب‬ ‫‪10‬‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة المسيلة‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫مخلوف بومدين‬ ‫‪10‬‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة ورقلة‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫بن صافي سميرة‬ ‫‪10‬‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة ورقلة‬ ‫أستاذ محاضر ‪ -‬أ‪-‬‬ ‫شرقي رحيمة‬ ‫‪10‬‬

‫المـــــــــوسم الجامعــــي‪2022 / 2021 :‬‬


‫شكر وعرف ان‬
‫عرفانا منا بالمجهودات التي قدموها لنا‪،‬‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫‪ ‬ال يسعني اال ان اشكر االستاذ‪ :‬عبد القادر خليفة المشرف على‬
‫أ‬
‫االطروحة‪ ،‬على سعة صدره وطيبته ودعمه المعنوي لمسارنا العلمي هذا‪ ،‬الى‬
‫جانب مرافقته وتوجيهاته السديدة لي ونصائحه القيمة قصد اعطاء الموضوع‬
‫الصبغة العلمية‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫‪ ‬كما اشكر السادة االساتذة االفاضل‪ ،‬اعضاء لجنة المناقشة الموقرة‬
‫على ما بذلوه من جهد في قراءة العمل وتقييمهم له وتصويب ما شابه من‬
‫خلل فجزاهم هللا خير الجزاء على قبولهم مناقشة هذا العمل العلمي‬
‫المتواضع‪.‬‬
‫أ أ‬
‫‪ ‬كما ال يفوتني ان اشكر كل الطاقم االداري والبيداغوجي لكلية‬
‫العلوم االجتماعية واالنسانية بجامعة ورقلة على توفيرهم لنا لكل الظروف‬
‫المالئمة وتبسيط العراقيل النجاح واتمام هذا البحث العلمي‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ أ‬
‫‪ ‬واخيرا اشكر كل من ساعدني واعانني من قريب ومن بعيد النجاز‬
‫هذا العمل‪.‬‬
‫إهـــــداء‬

‫ع‪:‬‬ ‫ل المتواض‬ ‫أه دي ه ذا العم‬


‫‪ ‬إلى الحياة كلها أمي الغالية‪،‬‬
‫التي لم تبخل علي بمال والدعاء‪ ،‬حفظها هللا‬
‫‪ ‬إلى أبي الغالي في قبره‪ ،‬رحمه هللا وأسكنه جنة الخلد‬
‫‪ ‬إلى أخي مراد (النواري) الذي ف ارقنا‪ ،‬وإلى خاالتي‬
‫العزيزات رحمهم هللا برحمته وأسكنهم جنات النعيم‬
‫‪ ‬إلى أخواتي وإخوتي الذين كانوا سندي للنجاح‬
‫‪ ‬إلى كل أساتذتي األف اضل وأصدق ائي وزمالئي‬
‫‪ ‬إلى خالي الطيب وكل عائلتي من بنات وأبناء أخوالي‬
‫وأعمامي‬
‫إلى من كنت نصيبا من دعائه لي في ظهر الغيب‬
‫وتمنى لي النجاح‬
‫الـــــفهـــــــــــــــــــرس العــــــــــــــــــــــــــــــــــام‬

‫الصفحة‬ ‫الموضــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫أ‪/‬و‬ ‫فهــــــــــــــــــــرس الموضوعــــــــــــات‬
‫ز‬ ‫قــــــــــــــــائمـــــــة الجـــــــــــــــــــــــداول‬
‫ز‬ ‫قــــــــــــــــائمـــــــة الخرائـــــــــــــــــــــــط‬
‫ح‬ ‫قــــــــــــــــائمـــــــة المالحـــــــــــــــــــــــق‬
‫ط‪/‬ن‬ ‫مقـــــــــــــدمــــــــة‬

‫الفصــــــــــل األول‪ :‬الجانب المنهجي والمفاهيمي للدراسة‬

‫‪71‬‬ ‫‪ .3‬اإلشكـاليــــة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .2‬أسباب دراسة الموضوع‬
‫‪07‬‬ ‫‪ .1‬أهميـــــــــــة الدراســـــــــــة‬
‫‪07‬‬ ‫‪ .4‬أهـــــــــــداف الدراســـــــــــة‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .5‬ضبط وتحديد مفاهيم الدراسة‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .3-5‬السياحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .2-5‬الحرف والصناعات التقليدية والحرفي‬
‫‪05‬‬ ‫‪ .2-5‬التنمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .4-5‬التنمية المستدامة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .6‬مجاالت الدراســـــــــــــة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .3-6‬المجال الزماني‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .2-6‬المجال المكاني‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .1-6‬المجال البشري‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .7‬العينـــــة وأسلــــوب اختيارهــــا‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .8‬مناهج البحــــــــــــــث‬
‫‪21‬‬ ‫‪ .7-2‬المنهج اإلثنوغرافي‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .0-2‬المنهج البنائي الوظيفي‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .9‬طرق وأدوات الدراسة الميدانية‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .3-9‬المالحظة بالمشاركة‬

‫أ‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .2-9‬المقابل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪07‬‬ ‫‪ .1-9‬اإلخب ـ ـ ــاريـ ـ ـ ـ ـ ــون‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .4-9‬التصوير الفوتوغرافي والفيديو‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .5-9‬التسجيل الصوتي‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .6-9‬الدليل الميداني للبحث‬
‫‪02‬‬ ‫‪ .32‬الدراسات السابقـــــــــــة‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .3-32‬الدراسات الجزائرية‬
‫‪52‬‬ ‫‪ .2-32‬الدراسات العربي ـ ـ ـ ـة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .33‬المقــــــــــــــــــــــاربـــــــات النظـــــــريــــــــــــة‬
‫‪27‬‬ ‫‪ .3-33‬نظرية االنتشار الثقاف ـ ـ ـ ـي‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .2-33‬النظرية الوظيفيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫الفصـــــل الثانــــــي‪ :‬مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدينــــــــة ورقلـــــــة‬

‫‪22‬‬ ‫مقدمــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .3‬ورقلـــــــــــــــة‪ ،‬تاريخ أصيل وحضارة عريقة‬
‫‪10‬‬ ‫‪ .2‬أيكولوجيا منطقة ورقلـــــــة وجغرافيتهــــــــــا‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .1‬الخصائص السوسيولوجية لمدينة ورقلة‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .3-1‬أصول السكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .2-1‬التركيبة االجتماعية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .4‬مميزات المجتمع المحلي لمدينة ورقلة‬
‫‪23‬‬ ‫‪ .5‬وادي ميه‪ ،‬حضارة وتاريخ‬
‫‪32‬‬ ‫خـــــــــالصـــــــــــــــــة الفصــــــــــــــــــــــل‬

‫الفصـــــل الثالــث‪ :‬أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورقلة‬

‫‪35‬‬ ‫مــــــقدمـــــــــة‬
‫‪32‬‬ ‫‪ .3‬السياحة والتنمية المستدامة للسياحة‪ ،‬قراءة في الماهية والمفهوم‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .2‬السياحة‪ ،‬أنواعها وأقسامها‬
‫‪33‬‬ ‫‪.3-2‬السياحة الدينيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪33‬‬ ‫‪.2-2‬السياحة العالجي ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬

‫ب‬
‫‪33‬‬ ‫‪.1-2‬السياحة اإلستشفائية‬

‫‪33‬‬ ‫‪.4-2‬السياحة البيئي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬


‫‪33‬‬ ‫‪.5-2‬السياحة التاريخي ـ ـ ـ ـة‬
‫‪722‬‬ ‫‪.6-2‬السياحة الثقافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪722‬‬ ‫‪.7-2‬السياحة االجتماعية‬
‫‪722‬‬ ‫‪.8-2‬السياحة الترفيهيـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪722‬‬ ‫‪.9-2‬سياحة المؤتمـ ـ ـ ـرات‬
‫‪722‬‬ ‫‪.32-2‬السياحة الرياضية‬
‫‪727‬‬ ‫‪ .1‬السياحة‪ ،‬أهميتها االجتماعية والثقافية والبيئية‬
‫‪727‬‬ ‫‪.3-1‬األهمية االجتماعية‬
‫‪720‬‬ ‫‪.2-1‬األهمية الثقافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪720‬‬ ‫‪.1-1‬األهمية البيئي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .4‬الظاهرة األنثروبولوجية للسياحــــــــــــــــــة‬
‫‪725‬‬ ‫‪ .5‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة‬
‫‪721‬‬ ‫‪ .6‬السياحة الصحراوية في ورقلة‪ ،‬أيكولوجيا ساحرة وتراث أصيل‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .7‬كرونولوجيا التطور التاريخي للسياحة الصحراوية في الجزائـــر‬
‫‪772‬‬ ‫‪ .8‬التنوع اإلثنــــــــي‪ ،‬لحمة اجتماعيـــــــة لخدمـــــة سياحيــــــــــة‬
‫‪777‬‬ ‫‪ .9‬األنساق االجتماعية والثقافية‪ ،‬جسر السياحة الصحراوية‬
‫‪777‬‬ ‫‪ .3-9‬السياحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة والنسق االجتماع ـ ـ ـ ـي‬
‫‪770‬‬ ‫‪ .2-9‬النسق القرابي وأثره على السياحة‬
‫‪770‬‬ ‫‪ .1-9‬النسق الثقافي والوعي السياحـ ـ ـ ـي‬
‫‪772‬‬ ‫‪ .32‬التراث الثقافي‪ ،‬إرث محلـــي ومنطلق سياحـــــي‬
‫‪772‬‬ ‫‪ .33‬جاذبية المعالم السياحية في الصحراء الورقلية‬
‫‪772‬‬ ‫‪ .7-77‬الصحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬
‫‪773‬‬ ‫‪.0-77‬الواح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫‪773‬‬ ‫‪.2-77‬الشطوط المائيـة‬
‫‪702‬‬ ‫‪.0-77‬البحيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‬
‫‪707‬‬ ‫‪.5-77‬القص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـور‬

‫ج‬
‫‪700‬‬ ‫‪.2-77‬اآلثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـار‬
‫‪702‬‬ ‫‪.1-77‬االحتفاالت والتظاهرات المحلية‬
‫‪705‬‬ ‫‪.2-77‬الـمساج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد‬
‫‪705‬‬ ‫‪.3-77‬الزوايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‬
‫‪702‬‬ ‫‪.72-77‬الحرف والصناعات التقليدي ـ ـ ـ ـة‬
‫‪701‬‬ ‫‪.77-77‬األكالت الشعبي ـ ـة‬
‫‪702‬‬ ‫‪ .32‬الفنادق‪ ،‬دور خدماتي وتنموي سياحي لثقافة المحلي‬
‫‪720‬‬ ‫‪ .7-70‬المجـ ـ ـال المكانـ ـ ـ ـ ـ ـي للفنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادق في مدينـ ـ ـ ـة ورقلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪725‬‬ ‫خ ـ ـ ـ ــالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬

‫الفصـــــل الرابــــــع‪ :‬الحرف التقليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة‬


‫ورقلة‬

‫‪722‬‬ ‫مقدمــــــــــــــــــــــة‬
‫‪723‬‬ ‫‪ .3‬قراءة مفاهيمية للحرف التقليديــــــــــة‬
‫‪707‬‬ ‫‪ .2‬التطورية التاريخية للحرف التقليدية‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .1‬الحرف والصناعات التقليدية‪ ،‬أنواعها في الجزائر‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .3-1‬الصناعات التقليدية الفنيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .2-1‬صناعة تقليدية فنية (تزيينية(‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .1-1‬الصناعة التقليدية االستعمارية )الوظيفية)‬
‫‪702‬‬ ‫‪ .4-1‬الصناعة التقليدية إلنتاج المواد‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .5-1‬الصناعة التقليدية للخدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات‬
‫‪700‬‬ ‫‪ .4‬أهمية الحرف التقليدية في المجتمع الجزائــــــري‬

‫‪700‬‬ ‫‪ .3-4‬على الصعيد الثقافـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬


‫‪705‬‬ ‫‪ .2-4‬على الصعيد االجتماعـي‬
‫‪702‬‬ ‫‪ .1-4‬على المستوى السياح ـ ـ ـي‬
‫‪701‬‬ ‫‪ .4-4‬على الصعيد االقتصادي‬
‫‪702‬‬ ‫‪ .5‬األهداف االجتماعية والثقافية واالقتصادية للحرف التقليدية للمجتمع المحلي‬
‫‪757‬‬ ‫‪ .6‬البناء االجتماعي للحرف وعالقته بالمجتمع المحلي‬

‫د‬
‫‪750‬‬ ‫‪ .7‬العوامل االجتماعيــــــــــة والنفسيـــــــــة للحرفــــــــــــــــــــي‬
‫‪752‬‬ ‫‪ .7-1‬العوامل االجتماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪752‬‬ ‫‪ .0-1‬العوامل النفسية للحرفي‬
‫‪750‬‬ ‫‪ -8‬النسق القرابي‪ ،‬حافظ الحرف و راعي التراث المحلي‬
‫‪751‬‬ ‫‪ .9‬الحرف التقليدية‪ ،‬تراث وهويـــــــــة بمقومات محليـــــــــة‬
‫‪752‬‬ ‫‪.3-9‬الزربيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الورقليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪722‬‬ ‫‪.2-9‬صناعة السعف والساللة‬
‫‪727‬‬ ‫‪ .1-9‬الطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرز التقلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدي‬
‫‪720‬‬ ‫‪ .4-9‬التحف الفنية وفن الترميل‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .5-9‬وردة الرمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال‬
‫‪720‬‬ ‫‪.6-9‬النحث على خشب النخيل (الكرناف)‬
‫‪720‬‬ ‫‪.7-9‬األكالت والمشروبات التقليدية‬
‫‪725‬‬ ‫‪ .32‬السائح والحرف التقليدية الفنيـة‪ ،‬خصائص جذبيـــــــة‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .33‬معارض الحرف التقليدية‪ ،‬فضاء وظيفي بتراث محلي‬
‫‪ .32‬العولمة والتكنولوجيا‪ ،‬تأثير على الحرف والصناعات التقليدية في مدينة‬
‫‪722‬‬
‫ورقلة‬
‫‪723‬‬ ‫‪ .31‬الحرف التقليدية‪ ،‬مشكالت تنموية في المدينة الصحراويــة‬
‫‪717‬‬ ‫خــــــــــالصـــــــة الفصــــــــــــــــــــــل‬

‫الفصــــــل الخامــــس‪ :‬السياحة والحرف التقليدية قاطرة التنمية المستدامة في‬


‫مدينة ورقلة‬

‫‪712‬‬ ‫مـــــــــقدمــــــــــة‬
‫‪710‬‬ ‫‪ .3‬التنمية المستدامة‪ ،‬ماهية ومفاهيم‬
‫‪715‬‬ ‫‪ .7-7‬العلماء األيكولوجيون والتنمية المستدامة‬
‫‪715‬‬ ‫‪ .0-7‬التنمية المستدامة عند علماء االجتم ـ ـاع‬
‫‪712‬‬ ‫‪ .2‬التنمية السياحية في ورقلة‪ ،‬آفاق لتنميــــــــــة مستدامـــــــــــة‬
‫‪711‬‬ ‫‪ .1‬نمط سياحي مستدام لبنية اجتماعية ذات خصائص محلية‬
‫‪712‬‬ ‫‪ .3-1‬السياحة الثقافي ـ ـ ـة‬
‫‪713‬‬ ‫‪ .2-1‬السياحة الديني ـ ـ ـ ـة‬

‫ه‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .1-1‬السياحة العالجية‬
‫‪727‬‬ ‫‪ .4-1‬السياحة البيئيـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪720‬‬ ‫‪ .5-1‬سياحة األقارب أو السياحة االجتماعية‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .6-1‬السياحة الرياضية‬
‫‪725‬‬ ‫‪ .1-2‬سياحة المؤتمرات والمعارض‬
‫‪722‬‬ ‫‪ .4‬الوكاالت السياحية رهان التنمية المستدامة في مدينة ورقلة‬
‫‪721‬‬ ‫‪ .7-0‬الوكالة السياحية في از ترافل‬
‫‪ .5‬المسلك السياحي الجديد‪ ،‬رؤية أنثروبولوجية للتنمية المستدامة في مدينة‬
‫‪732‬‬
‫ورقلة‬
‫‪021‬‬ ‫‪ .6‬ترويـــــــــــج سياحي لموروث حضـــــــــــــــــاري‬
‫‪022‬‬ ‫‪ .7‬سياحة ورقلة‪ ،‬نظرة الغريب لواقع محتـــــــوم‬
‫‪023‬‬ ‫‪ .8‬المعوقات السياحية في المدينة الصحراوية‬
‫‪070‬‬ ‫‪ .9‬جائحة كوفيد‪ ،39‬ضرر للسياحة وأزمة للحرف التقليدية في مدينة ورقلة‬
‫‪070‬‬ ‫‪.3-9‬تأثيرات الوباء على السياحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪071‬‬ ‫‪.2-9‬تأثير الوباء على الحرف التقليدية‬
‫‪002‬‬ ‫خــــــــــــــالصـــــــــة الفصـــــــــــــــــــل‬

‫الفصـــــــــــــــــل الســـادس‪ :‬عــــــــــرض ومناقشـــــــــة النتائـــــــــج‬

‫‪000‬‬ ‫‪ .3‬عــــــــــــــــــــــــــــــرض النتائـــــــــــــــــــــــج العامــــــــــــــــــــة للدراســــــــــــــــــــة‬


‫‪005‬‬ ‫‪ .2‬منـــاقشــــــة النتــــــــائـــج في ضـــــوء الدراســـــــــــات الســــــــابقــــــــــة‬
‫‪022‬‬ ‫خــــــــــــــــــــــــــاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫‪020‬‬ ‫قـــــــــــــــــائمـــــــة المــــــراجــــــــــــــع‬
‫‪000‬‬ ‫المـــــــــــــــــــــــــــالحــــــــــــــــــــــــــــــــق‬

‫و‬
‫‪ ‬قائمـــــــــــــــــــة الجــــــــــــــــــــــــداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫الرقم‬


‫‪31‬‬ ‫توزيع السكان لوالية ورقلة بالبلديات منجز في شهر مارس ‪0273‬‬ ‫‪3‬‬
‫ت ــوزيــع األس ــر الع ــادي ــة حسب البلــديــات إلى غــاية ‪ 0222‬و‪ 0272‬منجز في‬ ‫‪2‬‬
‫‪32‬‬
‫شهر مارس ‪0273‬‬
‫‪36‬‬ ‫عدد مفردات وحجم عينة البحث التي تم إجراء المقابالت معها في مدينة ورقلة‬ ‫‪1‬‬
‫‪80‬‬ ‫المن ـ ـ ــاخ الج ــوي ‪ ،CLIMATOLOGIE / 0272‬لناحية ورقلة‬ ‫‪4‬‬
‫‪130‬‬ ‫المنش ــآت الفنــدقيـ ــة لمدينة ورقلة‬ ‫‪5‬‬
‫‪130‬‬ ‫المراقد وبيوت الشباب لمدينة ورقلة‬ ‫‪6‬‬
‫‪131‬‬ ‫التــدفق السياحي ‪0272‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪131‬‬ ‫الت ـ ــرددات على الفن ــادق في سنة ‪0272‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪131‬‬ ‫الت ـ ــرددات على الوكاالت السياحية في سنة ‪0272‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪752‬‬ ‫جدول لحرفيات وحرفيين من ورقلة تم إجراء مقابالت معهم‬ ‫‪32‬‬

‫‪ ‬قائمـــــــــــــــــــة الخرائــــــــــــــــــــــــط‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫الرقم‬


‫‪30‬‬ ‫خريطة والية ورقلة في التقسيم اإلداري الجزائري‬ ‫‪1‬‬
‫‪191‬‬ ‫نموذج هندسة المتحف الصحراوي بورقلة‬ ‫‪2‬‬
‫‪022‬‬ ‫المسلك السياحي بوالية ورقلة‬ ‫‪1‬‬
‫‪022‬‬ ‫مسلك سفاري ورقلة‬ ‫‪4‬‬

‫ز‬
‫‪ ‬قــــــــــــــــائمــــــــــــــــة الــــــمالحـــــــــــــــــــــق‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫الـــــــــــعنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان‬ ‫الرقم‬


‫‪244‬‬ ‫نم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوذج ل ـ ـ ـ ـ ــدلي ـ ـ ـ ــل مقابل ـ ـ ـ ــة إلعداد بحث‬ ‫‪7‬‬
‫‪251‬‬ ‫نمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوذج استبي ـ ـ ـ ـ ــان مجموعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة سائحين‬ ‫‪0‬‬
‫‪255‬‬ ‫نمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوذج استبي ـ ـ ـ ـ ــان مجموعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الحرفيين‬ ‫‪2‬‬
‫‪259‬‬ ‫ص ـ ـ ـ ــور ت ـ ـ ـ ـ ــوضيحي ـ ــة مــن ميـ ـ ــدان الـ ـ ــد ارس ـ ــة‬ ‫‪0‬‬
‫إحصائيات للسياحة والصناعات التقليدية بورقلة تابعة مؤسسات‬
‫‪022‬‬ ‫‪5‬‬
‫الدولة‬
‫‪290‬‬ ‫التراث المادي والالمادي لوادي ميه و وادي ريغ‬ ‫‪6‬‬
‫‪032‬‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلخص الد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ــة باللغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة العربي ـ ــة‬ ‫‪7‬‬
‫‪031‬‬ ‫م ـ ـ ـ ــلخص الد ارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة باللغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة اإلنجليزيــة‬ ‫‪8‬‬

‫ح‬
‫مقدمــــــــة‪:‬‬

‫تعد السياحة من بني امليادين اليت تلقى اهتماما يف الدراسات والبحوث األنثروبولوجية‪ ،‬تعتمد على‬

‫امليدان لكشف واقعها وأمهيتها لدى اجملتمع احمللي الصحراوي ذو اخلصوصيات الثقافية واالجتماعية‪ ،‬فالباحث‬

‫األنثروبولوجي يعتمد على أدوات وطرق علمية ومنهجية تسمح له ابلتعرف على بنيات هذا اجملتمع‪ ،‬والنظام‬

‫االجتماعي القائم‪ ،‬لتحليل وتفسري الظاهرة االجتماعية يف ظل مسعى أنثروبولوجي يهدف إىل فهم العالقة بني‬

‫السياحة واجملتمع احمللي املييف للسيا واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫سعت هذه الدراسة اليت نعتقد أهنا من أوىل املشاريع البحثية األنثروبولوجية يف دراسة واقع السياحة‬

‫واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة‪ ،‬مبقاربة أنثروبولوجية هلا أدواهتا البحثية اخلاصة هبا‪ ،‬وسنحت لنا مبعايشة اجملتمع‬

‫احمللي الغريب ثقافيا واجتماعيا عن اجملتمع األصلي للباحث‪ ،‬ومالحظة الفعل الثقايف لإلنسان الورقلي‪ ،‬والذي‬

‫انتهى بعرض معرفة علمية أنمل أن تكون انطالقة لبحوث أخرى حول موضوع السياحة‪ ،‬واحلرف التقليدية‬

‫وأسس التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية‪.‬‬

‫صحراء ورقلة املتميزة برماهلا الذهبية وواحاهتا وإرثها الثقايف واترخيها الكبري‪ ،‬وتنوعها البيئي واإلثين‬

‫والسوسيوثقايف‪ ،‬من تقاليد وأعراف ومبادئ ومنتجات خاصة ابجملتمع الصحراوي‪ ،‬دفعت هبذه الدراسة اليت‬

‫قسمناها إىل ثالث حماور متعلقة ابلسياحة واحلرف التقليدية كركائز للتنمية املستدامة‪ ،‬والعالقة ابجملتمع احمللي‬

‫ملدينة ورقلة‪ ،‬وسلوكاته اليت يسعى البحث األنثروبولوجي الكتشاف خباايها وإحاطتها من كافة جوانبها‪،‬‬

‫فاألنثروبولوجيا تركز على آاثر السياحة على اجملتمعات احمللية يف ظل التغريات والتحوالت اليت تشهدها املدن‬

‫الصحراوية ومنها مدينة ورقلة‪ ،‬اليت انتقلت من منط البداوة إىل التعقيد والتمدن بفعل اإلنتشار الثقايف بني اجملتمع‬

‫احمللي واجملتمعات األخرى‪ ،‬واليت تعترب ميدان خصب للدراسات األنثروبولوجية‪.‬‬

‫إن للسياحة دورا حموراي يف حتقيق التنمية والتقدم االقتصادي واالجتماعي للمناطق الصحراوية‪ ،‬تراعى يف‬

‫ط‬
‫ذلك اخلصوصيات الثقافية واالجتماعية للمجتمع‪ ،‬ما يزال يعتمد على النظام االجتماعي القائم على القبلية‬

‫واألعراش‪ ،‬وهو النظام الذي يرفض االحتكاك مع السيا إال يف نطاق وجمال متفق عليه‪ ،‬خوفا من التأثريات‬

‫السلبية للسياحة على البعد الثقايف واهلوية االجتماعية والرتاثية للمنطقة‪ ،‬وهو حمور انطالقنا لطر تساؤل رئيسي‬

‫عن واقع السياحة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة‪ ،‬الذي تفرعت عنه تساؤالت أحاطت مبحاور الدراسة‪،‬‬

‫وابتدأت من دراسة املقومات االجتماعية والثقافية والبيئية للسياحة واحلرف التقليدية وواقعها وأتثري األنساق‬

‫االجتماعية والثقافية للمجتمع احمللي عليها‪ ،‬مث االنتقال إىل دراسة التنوع اإلثين والثقايف للمجتمع احمللي من‬

‫البنيات االجتماعية إىل األنساق املكونة للمجتمع احمللي وعالقته ابلسياحة واحلرف التقليدية ملدينة ورقلة‪ ،‬وصوال‬

‫إىل إبراز مالمح السياحة واحلرف التقليدية كأسس للتنمية املستدامة يف مدينة ورقلة‪ ،‬عرب شر مشاريع تنموية‬

‫وأمناط سياحية راعت بني األبعاد الثقافية واالجتماعية والبيئية ملنطقة الدراسة‪.‬‬

‫إن اهلدف من دراستنا هو الوقوف على سلوكات اجملتمع احمللي وربطه بواقع السياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬عرب‬

‫التطرق للبناء االجتماعي وخصائص جمتمع ورقلة الصحراوي وأتثرياته على السياحة واحلرف التقليدية‪ ،‬مع إبراز‬

‫املعا م السياحية فيه وأمهيتها االجتماعية والثقافية‪ ،‬وقد اعتمدت الدراسة على املنهج اإلثنوغرايف لوصف ظاهرة‬

‫السياحة وصفا مكثفا‪ ،‬والوقوف على خباايها‪ ،‬وكذا االجتاه البنائي الوظيفي للوقوف على البنيات االجتماعية‬

‫والتغري االجتماعي ملدينة ورقلة‪ ،‬وأتثرياهتا على السياحة‪ ،‬عرب شر لألنساق االجتماعية والثقافية السائدة‪،‬‬

‫ابإلضافة إىل أتثري النسق االقتصادي على السياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫من أهم الربامج السياحية الذي سيربز ورقلة سياحيا املسلك السياحي لورقلة‪ ،‬فقد مت من خالله مراعاة‬

‫اجلوانب الثقافية واالجتماعية واألركيولوجية والبيئية للمنطقة‪ ،‬عرب نقاط ومسالك سياحية تطرقنا هلا أنثروبولوجيا‪،‬‬

‫مستعينني أبدوات حبثية‪ :‬كاملالحظة ابملعايشة واملقابلة واإلخباريني الذين هلم دراية مبوضوع السياحة‪.‬‬

‫ي‬
‫لدراستنا املتواضعة أمهية ابلغة يف البحوث العلمية األنثروبولوجية واالجتماعية‪ ،‬فقد ركزت دراستنا على‬

‫ثالث متفاعلني‪ :‬السائح واحلريف واجملتمع احمللي‪ ،‬ابإلضافة إىل العالقات املتبادلة بينهم سواء على مستوى‬

‫السياحة أو احلرف التقليدية‪ ،‬ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية‪ ،‬حيث تناولنا فيها األنساق‬

‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية املؤثرة على السياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬إضافة إىل معرفة البناء االجتماعي جملتمع‬

‫ورقلة‪ ،‬وكذا احلرفيني ابعتبارهم عنصر أساسي يرصد لنا التغريات اليت طرأت يف النظم االجتماعية للمجتمع‬

‫احمللي‪ ،‬مع التطرق للنمط املعيشي وجتارب الفاعلني يف القطاع السياحي واحلريف‪ ،‬كاجلمعيات احمللية املختصة‬

‫ووكاالت السياحة‪ ،‬ومالك الفنادق والعاملني فيها‪ ،‬ملعرفة أتثري السياحة واحلرف التقليدية على سلوكاهتم وقيمهم‬

‫جراء احتكاكهم ابلسيا وتواصلهم معهم‪ ،‬ومستقبل السياحة‪ ،‬للوصول إىل أكرب قدر من النتائج العلمية‪ ،‬وإثراء‬

‫البحث العلمي يف هذا املوضوع لعله يكون منطلقا ملشاريع حبثية أخرى مستقبال‪ ،‬ابإلمكان تعميم نتائجها على‬

‫ابقي املدن الصحراوية اجلزائرية لتشابه خصائصها ومميزاهتا من بيئة صحراوية وقصور وجمتمع حمافظ‪.‬‬

‫مزجت هذه األطروحة بني املعطيات النظرية وامليدانية كما تقتييه البحوث األنثروبولوجية‪ ،‬وقد قسمت‬

‫إىل ستة فصول وهي‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫يعترب هذا الفصل أهم الفصول اليت يرتكز عليها الباحث األنثروبولوجي يف جتسيد اإلطار النظري والبناء‬

‫املنهجي ملوضوع دراسته‪ ،‬وقد تيمن اإلشكالية الرئيسية وتساؤالهتا املتفرعة منها‪ ،‬وضحنا فيه أمهية موضوع‬

‫الدراسة وأهدافها‪ ،‬مع ضبط وحتديد ملفاهيمها الدراسية مث اجملال الدراسي الزماين واملكاين والبشري للدراسة‪ ،‬كما‬

‫عرجنا على جمتمع البحث ونوع العينة وطريقة اختيارها من جمتمع دراستنا‪ ،‬مربزين مناهج البحث املتبعة يف‬

‫الدراسة بني املنهج اإلثنوغرايف واملنهج البنائي الوظيفي‪ ،‬مث التطرق إىل أدوات البحث امليدانية من املالحظة‬

‫ابملشاركة واملقابلة واإلخباريون والتصوير الفوتوغرايف والفيديو‪ ،‬وعرضنا الدراسات السابقة وهي مخس دراسات‬

‫ك‬
‫إثنان حملية جزائرية‪ ،‬وثالثة دراسات عربية‪ ،‬كلها هلا عالقة فقط ابجلانب السوسيوأنثروبولوجي للسياحة واحلرف‬

‫التقليدية‪ ،‬و م نتطرق للدراسات االقتصادية البحتة للموضوع‪ ،‬وكما عرضا أهم املقارابت النظرية اليت متكننا أيياً‬

‫من فهم العالقة بني السياحة واحلرف التقليدية واجملتمع احمللي وأدوار ووظائف كل متغري فيها وربطها بواقع مدينة‬

‫ورقلة اجتماعيا وثقافيا وبيئيا‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يف هذا الفصل جند مونوغرافيا واتريخ وجغرافية مدين ــة ورقلــة‪ ،‬من اخلصائص األيكولوجية بكل ما حتمله‬

‫من أبعاد وعالقتها ابلنسق االجتماعي وسلوك اإلنسان الورقلي‪ ،‬يف منطقة هلا خصوصيتها السوسيولوجية‬

‫والثقافية والبيئية وأتثرياهتا‪ ،‬وهذا ما حيمله الفصل من تعريف ورقلة التارخيية وتسميتها عرب العصور‪ ،‬إضافة إىل‬

‫إبراز اخلصائص األيكولوجية واجلغرافية للمنطقة ومميزاهتا من مناخ وتياريس وموارد مائية وفالحية‪ ،‬مث أبرزان‬

‫اخلصائص السوسيولوجية للمدينة أبصوهلا وتركيبتها االجتماعية‪ ،‬وتطرقنا إىل مميزات اجملتمع احمللي الورقلي‪،‬‬

‫وتوزيعه عرب وادي ميه الذي ميثل حيارة واتريخ املنطقة‪ ،‬والذي قامت على ضفافه حيارات مرت من ورقلة‬

‫وهذا ما جيعلها ذات أمهية ابلغة لبحثنا هذا الذي يسعى لفهم وحتليل وتفسري كل األبعاد اليت تشكل هذه‬

‫املدينة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تطرقنا يف هذا الفصل إىل أنثروبولوجيا السياحة بشكل عام خاصة وأهنا أصبحت علما له أسسه ونظرايته‬

‫يتباحث فيه العلماء والباحثني يف شىت امليادين ملا له دور يف تنمية اجملتمع اجتماعية وثقافية واقتصادية وبيئية‪،‬‬

‫مربزين أقسامها وأمناطها الدينية والعالجية واالستشفائية والبيئية والتارخيية والثقافية واالجتماعية والرتفيهية وسياحة‬

‫املؤمترات والرايضية‪ ،‬موضحني أمهيتها االجتماعية والثقافية والبيئية ليتسىن لنا ربطها أببعاد التنمية املستدامة‪.‬‬

‫ل‬
‫دراستنا للسياحة كظاهرة أنثروبولوجية‪ ،‬تطرقنا فيها إىل أتثرياهتا االجتماعية والثقافية مث ربطناها ابلبعد‬

‫البيئي ملدينة ورقلة ذات الطبيعة الصحراوية أين عرفنا السياحة الصحراوية فيها كأيكولوجيا ساحرة وتراث أصيل‪،‬‬

‫مث انتقلنا إىل كرونولوجيا التطور التارخيي للسياحة الصحراوية يف اجلزائر لنشري بعدها إىل التنوع اإلثين كلحمة‬

‫اجتماعية لـخدمة سياحية‪ ،‬مربزين دور األنساق االجتماعية والقرابية والثقافية كجسر للسياحة الصحراوية‪.‬‬

‫مث دور الرتاث الثقايف كإرث حملي ومنطلق سياحي‪ ،‬إىل جانب وصفنا جلاذبية املعا م السياحية يف‬

‫الصحراء الورقلية‪ :‬من الصحراء والواحات والشطوط املائية والبحريات والقصور واآلاثر واالحتفاالت والتظاهرات‬

‫احمللية ومساجد املدينة والزوااي والصناعة التقليدية واألكالت الشعبية واملنشآت‪ ،‬إضافة إىل املؤسسات الفندقية‬

‫لدورها اخلدمايت والتنموي لثقافة اجملتمع احمللي على جانب توزعها املكاين حىت يتسىن لنا معرفة فيزيولوجية‬

‫السياحة يف املنطقة ‪ ،‬مدعمني هذا الفصل مبا استقيناه من ميدان دراستنا وربطه ابجملتمع احمللي واملوروث‬

‫احلياري‪ ،‬هبدف الوصول إىل حتقيق أسس التنمية املستدامة عرب السياحة يف مدينة ورقلة‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫اهتم هذا الفصل بدراسة ميدانية للحرف التقليدية كعنوان للهوية وأساس للتنمية يف مدينة ورقلة‪ ،‬حيث‬

‫وضحناها بقراءة مفاهيمية هلا‪ .‬مث انتقلنا إىل التطور التارخيي للحرف التقليدية وأنواع احلرف والصناعات التقليدية‬

‫يف اجلزائر‪ ،‬مؤكدين على أمهيتها لدى اجملتمع اجلزائري ثقافيا وسياحيا واجتماعيا واقتصاداي‪ ،‬وتناولنا األهداف‬

‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية للحرف التقليدية يف اجملتمع احمللي‪ ،‬وعرجنا على البناء االجتماعي للحرف‬

‫ملعرفة العالقة بني اجملتمع احمللي واحلرف التقليدية‪ ،‬وإىل ذكر العوامل االجتماعية والنفسية للحريف‪ ،‬وتوضيح‬

‫النسق القرايب كحافظ للحرف وراعي للرتاث احمللي‪ ،‬كما وضحنا املقومات احمللية للحرف التقليدية كرتاث وهوية‬

‫يف مدينة ورقلة‪ ،‬من الزربية الورقلية إىل صناعة السعف والساللة والطرز التقليدي والتحف الفنية وفن الرتميل‬

‫ووردة الرمال والنحت على اخلشب (الكرانف)‪ ،‬األكالت واملشروابت التقليدية‪ ،‬منوهني بـجاذبية احلرف‬

‫م‬
‫التقليدية الفنية للسائح‪ ،‬مث تطرقنا إىل معارض احلرف التقليدية كفياء وظيفي برتاث حملي تقليدي‪ ،‬يساهم يف‬

‫الرتويج هلا‪ ،‬كما أبرزان أهم املشكالت التنموية للحرف التقليدية يف املدينة الصحراوية‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫أدرجنا يف هذا الفصل السياحة واحلرف التقليدية كقاطرة للتنمية املستدامة يف مدينة ورقلة‪ ،‬حيث تناولنا‬

‫فيه ماهية التنمية املستدامة بشكل عام ومفاهيمها عندها العلماء األيكولوجيون واالجتماعيون‪ ،‬متطرقني إىل‬

‫التنمية السياحية يف ورقلة كآفاق لتنمية مستدامة يف املنطقة‪ ،‬وقد أوضحنا من خالل دراستنا امليدانية ومعايشتنا‬

‫للمجتمع أهم األمناط السياحية املناسبة للبنية اجملتمعية السائدة يف جمتمع ورقلة‪ :‬السياحة الثقافية‪ ،‬السياحة‬

‫الدينية‪ ،‬السياحة العالجية‪ ،‬السياحة البيئية‪ ،‬سياحة األقارب أو السياحة االجتماعية‪ ،‬السياحة الرايضية‪ ،‬سياحة‬

‫املؤمترات واملعارض‪.‬‬

‫مث تطرقنا أييا إىل أحد الفاعلني يف القطاع السياحي وهي الوكاالت السياحية‪ .‬اخرتان وكالة فيزا‪-‬ترافل‬

‫الورقلية ذات البعد العاملي يف جلب السيا إىل اجلزائر وخاصة للصحراء اجلزائرية‪ ،‬مث تطرقنا إىل املسلك السياحي‬

‫اجلديد ملدينة ورقلة كقاطرة للتنمية املستدامة يف مدينة ورقلة برؤية أنثروبولوجية‪ ،‬موضحني أمهية اإلشهار والرتويج‬

‫السياحي واحلريف الذي يعاين نقصا واضحا يف مدينة ورقلة والذي استقيناه من دراستنا امليدانية‪ ،‬كما تطرقنا إىل‬

‫نظرة الغريب عن جمتمع ورقلة لواقع السياحة يف املنطقة‪ ،‬مدرجني أهم معوقات السياحية يف الصحراء اجلزائرية‪،‬‬

‫كما نبهنا إىل أتثري وابء كوروان كوفيد ‪ 91‬وضرره على السياحة والذي خلق أزمة لنشاط احلرف التقليدية يف‬

‫مد ينة ورقلة عرب الدراسة امليدانية اليت عايشناها مع اجملتمع احمللي وخمتلف اجلماعات السياحية واحلرفية‪.‬‬

‫الفصل السادس‪:‬‬

‫تيمن الفصل األخري من دراساتنا هذه عرضا ألهم النتائج العامة اليت توصلت هلا دراستنا‪ ،‬مث مناقشتها‬

‫يف ضوء الدراسات السابقة اليت أدرجناها يف األطروحة مع توضيح للنتائج اليت تطابقت مع بعيها‪.‬‬

‫ن‬
‫س‬
‫الفصل األول‬
‫الجانب المنهجي والمفاهيمي‬

‫‪ .3‬اإلشكـاليــــة‬
‫‪ .2‬أسباب دراسة الموضوع‬
‫‪ .1‬أهمية الدراسة‬
‫‪ .4‬أهـــــــــــــــــــداف الدراســــــــــــــــــة‬
‫‪ .5‬ضبط وتحديد مفاهيم الدراسة‬
‫‪ .6‬مجاالت الدراســـــــــــــة‬
‫‪ .7‬العينـــــة وأسلــــوب اختيارهــــا‬
‫‪ .8‬مناهج البحــــــــــــــث‬
‫‪ .9‬طرق وأدوات الدراسة الميدانية‬
‫‪ .32‬الدراسات السابقـــــــــــة‬
‫‪ .33‬المقــــــــــــــــــــــاربـــــــات النظـــــــريــــــــــــة‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -3‬اإلشكاليــــــــــة‪:‬‬

‫تعترب الصحراء اجلزائرية احدى املناطق اليت أتسر الزائرين وتسحرهم برماهلا الذهبية وتراثها الكبري وآاثر اإلنسان‬

‫األول فيها‪ ،‬وحجارهتا اليت تدل على تعاقب عدد كبري من احليارات تركت أثرها على البشر وعلى الطبيعة‪ ،‬وهي‬

‫متثل أكثر من ‪ %08‬من مساحة اجلزائر اإلمجالية ويقطنها حوايل ‪ %98‬فقط من سكان اجلزائر‪ ،‬إهنا صحراء‬

‫شاسعة وهبا كل املقومات األيكولوجية إلقامة سياحة انجحة عرب استغالل خمتلف املقومات الطبيعية والتارخيية‬

‫والثقافية اليت تزخر هبا‪ ،‬إضافة إىل تنوعها الثقايف واالجتماعي من تقاليد وأعراف ومبادئ ومنتجات حرفية خاصة‬

‫ابجملتمع الصحراوي‪ ،‬وهو ما جعل منها قبلة حقيقية للسيا تبعث الستكشافها‪ ،‬فهذا الصر السياحي تعتربه‬

‫الدولة اجلزائرية من أهم املوارد اليت جيب االهتمام هبا حاليا‪ ،‬ومنه سطرت برامج ومشاريع واسرتاتيجيات لتحقيق‬

‫التنمية املستدامة يف اجلنوب اجلزائري الكبري عرب النهوض ابلنشاط السياحي الصحراوي الذي يعتمد ابلدرجة‬

‫األوىل على األيكولوجيا واحلرف التقليدية‪ ،‬سعيا منها حلل املشكالت االقتصادية واالجتماعية وتنويع مداخيلها‬

‫من العملة الصعبة عن طريق بعث السياحة الصحراوية يف اجلزائر‪.‬‬

‫فقد أصبح القطاع السياحي يؤدي دورا حموراي يف دفع عجلة التنمية وحتقيق التقدم االقتصادي واالجتماعي‬

‫للمجتمعات‪ ،‬تراعى يف ذلك التأثريات الثقافية واالجتماعية على اجملتمع احمللي يف ظل التحوالت اليت تشهدها‬

‫اجملتمعات الصحراوية يف البنيات االجتماعية‪ ،‬انهيك عن ارتباط احلرف التقليدية اليت تبدعها أانمل احلرفيني‬

‫ابلنشاط السياحي وتعرب عن إرث ثقايف ألي جمتمع‪ ،‬حيث تعد نوعا من الرتاث الشعيب ورمزا من رموز األصالة‬

‫والتاريخ ظهرت منذ بداية استقرار اإلنسان وتكوين التجمعات البشرية‪ ،‬ويرجع اترخيها يف اجلزائر إىل عصور ما‬

‫قبل التاريخ‪ .‬ف نجد أاثرها يف منطقة اهلقار ابلصحراء اجلزائرية اليت تعترب بداايت صنع اإلنسان البدائي لألواين‬

‫الفخارية وأدوات الصيد والرما وخمتلف األدوات اليت حيتاجها يف مجيع جماالت احلياة‪ ،‬واستمرت هذه العادات‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫والصناعات إىل غاية اليوم‪ ،‬حيث تربز أشكال وألوان تعرب عن مظاهر احلياة القدمية ألسالفنا وتقاليدهم مما‬

‫يكسبها قيمة ثقافية واجتماعية ومجالية ختتلف من منطقة إىل أخرى‪.‬‬

‫وهو ما سنتطرق إليه يف دراستنا هذه الذي أجريناها يف إحدى مدن الصحراء اجلزائرية وهي مدينة ورقلة بوابة‬

‫الصحراء اليت استقطبت منذ زمن بعيد املغامرين واملستكشفني الرحالة املستعمرين والغزاة‪ ،‬لتتواصل رحلة السيا‬

‫عرب الزمن شهدهتا أوىل التجمعات السكانية هبا منذ أمد بعيد حميطة بكثباهنا الرملية الذهبية املنسجمة واملتماسكة‬

‫ببعيها البعض على امتداد العرق الشرقي الكبري‪ ،‬وواحات النخيل املتناثرة بوادي ميه ووادي ريغ‪ ،‬فورقلة هلا‬

‫امتداد اترخيي قدمي وتراث ثقايف كبري ترتمجه اآلاثر القدمية والتارخيية من القصور واملباين كشواهد القصر العتيق‬

‫والقصبة‪ ،‬إىل عادات وتقاليد أهلها وحرفها التقليدية املتنوعة‪ :‬الصناعة السعفية والطرز التقليدي‪ ،‬النسيج والزرايب‬

‫والغزل‪ ،‬الصناعات التقليدية الفنية كأحجار وردة الرمال وفن الرسم ابلرمال‪ ،‬وحبرياهتا الطبيعية املتناثرة كبحرية‬

‫متاسني‪ ،‬واملساجد والزوااي الدينية‪ ،‬ومتاحفها املتنوعة كاملتحف الصحراوي‪ ،‬ما جعل منها قطبا سياحيا صحراواي‬

‫هاما هتدف الدولة اجلزائرية من خالله لتحقيق التنمية املستدامة ابملنطقة‪ ،‬وذلك خبلق مناطق التوسع السياحي‬

‫إلنشاء فنادق وخميمات سياحية‪ ،‬وتنشيط كافة اخلدمات املتعلقة ابلنشاط السياحي‪ ،‬إىل جانب تشجيع احلرف‬

‫والصناعات التقليدية‪ ،‬من خالل العمل على تطويرها وعمل معارض وطنية ودولية خمتلفة دورية خاصة هبا‪ ،‬لزايدة‬

‫دخل األسر والنهوض بتنمية اجملتمع احمللي بورقلة‪.‬‬

‫تعمل دراستنا هذه على دراسة وفهم السلوك اإلنساين الذي له الدور الفعال يف العملية السياحية واملرتبط ابحلرف‬

‫التقليدية‪ ،‬مع مراعاة الظروف االجتماعية والثقافية للمنطقة‪ ،‬عرب معرفة الوحدة االجتماعية والنسق القرايب جملتمع‬

‫مدينة ورقلة ورؤيته املتكاملة والشاملة للعالقة مع السيا ‪ ،‬وآاثر السياحة على خمتلف منا احلياة يف اجملتمع‪ ،‬مبا‬

‫ينجر عن دخول ثقافة جديدة على اجملتمع احمللي‪ ،‬وأتثرياهتا بسبب االتصال الثقايف واالحتكاك مع السيا ‪،‬‬

‫خاصة وأن التنشئة الثقافية للمجتمع الصحراوي ختتلف عما هو موجود يف مناطق أخرى وتعرب عن الرتكيبة‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫السوسيوثقافية املختلفة لالنسان الصحراوي‪ ،‬فالعادات االجتماعية احمللية اليت يتميزون هبا على اختالفها‪ ،‬تعترب‬

‫من أهم العوامل اليت إبمكاهنا أن جتذب السيا للمنطقة‪ ،‬إضافة إىل األمناط السياحية املوجودة ومعاملها‬

‫كالسياحة الرملية وسياحة املناطق واملواقع األثرية والرتاثية ذات البعد الثقايف والتارخيي وتنوع احلرف التقليدية هبا‪،‬‬

‫للوصول إىل اهلدف االجتماعي املتمثل يف فهم وحتليل وتفسري ذلك التفاعل االجتماعي ووظائفهم والعالقات‬

‫االجتماعية بني اجملتمع احمللي واحلرفيني والسيا لتحقيق التنمية بصفة عامة يف مدينة ورقلة‪.‬‬

‫وانطالقا مما سبق فإننا نسعى لفهم البعد األنثروبولوجي للنشاط السياحي واحلريف يف املنطقة ابلوقوف على األبعاد‬

‫واالجتماعية والثقافية والبيئية واالقتصادية هلما‪ ،‬ملعرفة مدى مسامهتهما يف تنمية اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة وحتقيق‬

‫التنمية املستدامة‪ ،‬ومنه تبلورت إشكاليتنا بطر التساؤل الرئيس اآليت‪:‬‬

‫ما هو واقع السياحة واحلرف التقليدية ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية؟‬

‫وهذا ما نتجت عنه التساؤالت الفرعية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي املقومات االجتماعية والثقافية والبيئية للسياحة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة؟‬

‫‪ -‬كيف أثر التنوع اإلثين والثقايف للمجتمع احمللي يف السياحة واحلرف التقليدية ملدينة ورقلة؟‬

‫‪ -‬ماهي األمناط واملشروعات السياحية اليت تنمي اجملتمع احمللي كقاطرة للتنمية املستدامة يف مدينة ورقلة؟‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ .2‬أسباب دراسة الموضوع‪:‬‬

‫تبقى عملية اختيار موضوع الدراسة من أوىل اخلطوات املنهجية اليت يتبعها الباحث إلعداد أي حبث علمي‪ ،‬ومن‬

‫بني األسباب اليت دفعتنا لدراسة هذا املوضوع هي‪:‬‬

‫‪ .3-2‬أسباب ذاتيــة‪:‬‬

‫‪ -‬متثلت يف رغبتنا الشخصية يف دراسة السياحة واحلرف التقليدية مبقاربة أنثروبولوجية مربزين جانب مسامهة‬

‫السياحة واحلرف التقليدية يف حتقيق التنمية املستدامة للمجتمع احمللي الصحراوي‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة يف طر موضوع جديد‪ ،‬وخوض مغامرة أنثروبولوجية مهمة تستحق اجلهد والوقت املبذول إلجنازها‬

‫إلشباع الفيول البحثي والشغف االنثروبولوجي‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي اإلظافة العلمية ضمن جمال أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬من خالل تقدمي قاعدة معرفية جديدة يف‬

‫أنثروبولوجيا السياحة واحلرف التقليدية يف منطقة ورقلة‪ ،‬م يسبقنا إليها أحد من الباحثني‪.‬‬

‫‪ .2-2‬أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬انعدام الدراسات األنثروبولوجية حول السياحة واحلرف التقليدية مبنطقة ورقلة وأتثرياهتا االجتماعية‬

‫والثقافية على اجملتمع احمللي الصحراوي‪.‬‬

‫‪ -‬صعوبة فهم واقع السياحة والصناعات التقليدية إال يف ضوء الدراسة املتعمقة والشاملة لألبعاد املختلفة‬

‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية املؤثرة على النشاط السياحي واحلريف يف اجملتمعات الصحراوية‪.‬‬

‫‪ -‬حماولة التعرف على أهم التغريات االجتماعية والثقافيةواالقتصادية اليت حدثت يف اجملتمع الصحراوي‬

‫وأتثريه على السياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على مدى االهتمام ابحلرف التقليدية وأثرها على السياحة وأمهيتها يف احلفاظ على املوروث‬

‫احلياري للمجتمع الورقلي‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬االهتمام املتزايد ابلسياحة على املستوى العاملي كعنصر مهم يف التنمية املستدامة‪ ،‬ومدى أتثري ذلك على‬

‫النشاط احلريف احمللي‪.‬‬

‫‪ -‬حماولة معرفة العناصر السياحية وأنواعها اليت تتناسب مع خصوصيات اجملتمع احمللي الصحراوي وهتدف‬

‫إىل التنمية يف مدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ .3‬أهمية الدراســــة‪:‬‬

‫تعترب هذه الدراسة من أوىل البحوث األنثروبولوجية اليت تناولت موضوع السياحة واحلرف التقليدية من اجلانب‬

‫االجتماعي الثقايف حتت ثالث متفاعلني وهم السائح واجملتمع احمللي والعالقات املتبادلة بينهم سواء على مستوى‬

‫السياحة أو احلرف التقليدية ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية‪ ،‬حيث سعى هذا البحث‬

‫العلمي إىل‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط اليوء على ظاهرة السياحة واحلرف التقليدية اليت م حتظى ابلدراسات األنثروبولوجية واالجتماعية‬

‫بصفة معمقة‪ ،‬بل مت تناوهلا يف شقها االقتصادي أكثر‪ ،‬ما دفعنا لدراستها ووضعها يف إطارها األنثروبولوجي مبا أن‬

‫منطقة ورقلة هلا اتريخ وموروث حياري وثقايف مميز حتمل خصوصيات اجملتمع الصحراوي‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة أمهية البناء االجتماعي يف البحوث األنثروبولوجية ابعتباره عنصر أساسي يف اجملتمع مبختلف نظمه‬

‫وأنساقه‪ ،‬ومنه رصد التغريات اليت طرأت على اجملتمع احمللي ملنطقة ورقلة وأتثريه على السياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز مدى أتثري السياحة واحلرف التقليدية يف النمط االجتماعي والثقايف للسكان احملليني‪ ،‬وذلك من خالل‬

‫احتكاكهم ابلسيا وتفاعلهم مع ثقافتهم‪.‬‬

‫‪ -‬إبراز املعا م السياحية واملوروث الثقايف واحلرف التقليدية الذي تزخر هبا منطقة ورقلة ودورها يف التنمية‬

‫املستدامة‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬فتح اجملال العلمي للدراسات والبحوث األخرى حول موضوع السياحة واحلرف التقليدية‪ ،‬من منطلق الدراسات‬

‫االجتماعية والثقافية هلا ابالعتماد على نتائج هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ .4‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫يتلخص اهلدف من دراسة اجملتمع احمللي الورقلي وعالقته ابلسياحة واحلرف التقليدية يف النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تسليط اليوء على ظاهرة السياحة واحلرف التقليدية اليت م حتظى ابلدراسات األنثروبولوجية واالجتماعية‬

‫بصفة معمقة‪ ،‬ما دفعنا لدراستها يف السياق األنثروبولوجي‪ ،‬مبنطقة ذات اتريخ وموروث حياري وثقايف مميز‬

‫كمدينة ورقلة الصحراوية‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة أمهية البناء االجتماعي ورصد التغريات اليت طرأت على اجملتمع احمللي ملنطقة ورقلة وأتثريه على‬

‫السياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة مقومات اجملتمع احمللي ودور النظام االجتماعي والتنشئة االجتماعية يف احملافظة على احلرف‬

‫التقليدية مبدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ -‬تقييم مشروعات التنمية السياحية واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة عرب مشروع املسلك السياحي اجلديد‬

‫والوقوف على دوره حتقيق التنمية املستدامة يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ .5‬ضبط وتحديد مفاهيم الدراسة‪:‬‬

‫‪ .3-5‬تعريف السياحة‪:‬‬

‫يعرفها معجم مصطلحات العلوم االجتماعية أبهنا‪" :‬انتقال أي شخص من مكان إقامته إىل مكان آخر ملدة‬

‫قصرية نسبيا واإلنفاق من مدخراته و ليس من العمل يف املكان الذي يزوره‪ ،‬وقد ينشد السائح جمرد زايرة أو متيية‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫اإلجازة‪ ،‬أو الصحة أو الدراسة‪ ،‬وبذلك ينتقل السيا بصفتهم مستهلكني ال منتجني وقد تكون السياحة داخلية‬
‫‪1‬‬
‫أو خارجية"‪.‬‬

‫أما املنظمة العاملية للسياحة تعرف التنمية املستدامة للسياحة أبهنا اليت تليب احتياجات السيا واملواقع املييفة‬

‫إىل جانب محاية وتوفري الفرص للمستقبل‪ ،‬إهنا القواعد املرشدة يف جمال إدارة املوارد بطريقة تتحقق فيها متطلبات‬

‫املسائل االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ويتحقق معها التكامل الثقايف والعوامل البيئية والتنوع احليوي ودعم نظم‬
‫‪2‬‬
‫احلياة "‬

‫كما اجته الفقه إىل الرتكيز على اجلانب االجتماعي للسياحة من منطلق دراسة اإلنسان وتصرفاته خالل الزايرة‬

‫السياحية‪ ،‬ودراسة العادات والتقاليد والسلوكيات ومدی التغريات اليت حتدث يف اجملتمع‪ ،‬بفعل تزايد حركة السياحة‬

‫وأساليب معاجلة التغريات‪ ،‬ومنه تعريف " ‪ " R.Glucksman‬عام ‪ 1935‬السياحة أبهنا "جمموعة من‬

‫العالقات املتبادلة اليت تنشأ بني الشخص الذي يتواجد بصفة مؤقتة يف مكان ما وبني األشخاص الذي يقيمون يف‬

‫هذا املكان"‪ ،‬ركز هذا التعريف على العالقات اإلنسانية اليت تنشأ بني السائح أو السكان احملليني‪.3‬‬

‫التعريف اإلجرائي للسياحة‪:‬‬

‫نقصد للسياحة يف حبثنا هي انتقال االنسان من مكان إقامته إىل بيئة صحراوية بـمدينة ورقلة هبدف التحول من‬

‫احلالة الروتينية إىل حالة أخرى حيس فيها ابلراحة ويتمتع جبمال اجملال الصحراوي ملدينة ورقلة‪ ،‬ويتصل وحيتك‬

‫ثقافيا ابجملتمع احمللي الورقلي‪ ،‬ويستمتع ابملوروث احلياري ويكون العالقات االجتماعية بني السائح وأفراد اجملتمع‬

‫الورقلي‪ ،‬وتساهم يف التنمية املستدامة ملنطقة ورقلة‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم المصطلحات اإلجتماعية انجليزي فرنسي عربي‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪ 2‬صالح موهوب‪ ،‬تطور السياحة في الجزائر في ظل المعطيات السياحية الدولية الجديدة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬
‫فرع التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪ ،0275-0270‬ص‪00‬‬
‫‪ 3‬ربيع عيساني‪ ،‬التنمية السياحية المستدامة تطبيقات على مواقع السياحة الثقافية في الجزائر دراسة حالة" تيمقاد"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018/2017‬ص‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ 2-5‬الحرفــــــــــــة‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬هي وسيلة الكسب من الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬والتجارة وغريها‪.‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬تلك الصناعة اليت تستخدم املهارة اليدوية يف إنتاج سلع ذات جودة عالية‪ ،‬ويف الرتاث األجنلو‬

‫سكسوين يقصد هبا املهارة اليدوية والرباعة يف أداء العمل الذي يشتمل بذلك على مفهوم الفن‪.‬‬

‫‪-‬ورد يف قاموس أوكسفورد معىن احلرفة ‪ Craft‬أهنا "تتحول إىل مهارة وهي تعين الطاقة الكامنة وراء اكتساب‬
‫‪2‬‬
‫املهارة‪ ،‬كما أهنا القدرة على التصميم والتخطيط ومعىن آخر أبهنا التعلم املتقن"‪.‬‬

‫‪-‬ففي املوسوعة الدولية للعلوم االجتماعية سنة ‪) 9190‬ييم مفهوم احلرفة (‪":‬كل أنواع األنشطة اليت تستخدم‬

‫الوسائل اليدوية يف اإلنتاج ويف تطوير هيئة املادايت"‪.3‬‬

‫‪-‬عرفت منظمة اليونسكو واملركز العاملي للتجارة الصناعة التقليدية يف ندوة احلرف والسوق العاملي املنعقدة يف ‪08‬‬

‫أكتوبر ‪ 1997‬مبانيال ابلفلبني احلرف التقليدية كاآليت‪:‬‬

‫‪-‬يقصد ابملنتجات احلرفية املنتجات املصنوعة من طرف احلرفيني إما حصرا ابليد أو مبساعدة أدوات يدوية أو‬

‫ميكانيكية‪ ،‬شرط أن تشكل املسامهة اليدوية للحريف اجلزء األكرب من املنتج النهائي‪ ،‬هذه املنتجات تنتج من دون‬

‫حتديد الكمية وابستخدام مواد أولية مأخودة من املوارد الطبيعية املستدامة وتستمد طبيعتها اخلاصة من مساهتا‬

‫املتميزة واليت ميكن أن تكون منفعية‪ ،‬مجالية‪ ،‬فنية‪ ،‬إبداعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬زخرفية‪ ،‬رمزية وهامة‪ ،‬تعكس وجهة عقائدية أو‬

‫اجتماعية وهذا ما جيعلها تلعب دورا اجتماعيا وثقافيا واقتصاداي"‪.4‬‬

‫‪ 1‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،0220 ،‬ص‪.721‬‬
‫‪ 2‬ثروت السيد حجازي‪ ،‬الحرف اليدوية مكة المكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الجزء األول‪ ،7070 ،‬ص‪57‬‬
‫‪ 3‬اعتماد عالم‪ ،‬الحرف والصناعات التقليدية بين الثبات والتغير‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬مصر‪ ،7337 ،‬ص‪720‬‬
‫‪ 4‬بن صديق نوال‪ ،‬التكوين في الصناعات والحرف التقليدية بين المحافظة على التراث ومطلب التجديد دراسة أنتروبولوجية بمنطقة تلمسان‪،‬‬
‫شهادة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0272-0270‬ص‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫أما تعريف الصناعة التقليدية واحلرف املعتمد يف اجلزائر فقد نصت املادة‪ 05‬من األمر رقم ‪ 96-01‬املؤرخ يف‬

‫‪1996/01/10‬على أن‪ ":‬الصناعة التقليدية واحلرف هي كل نشاط إنتاج أو إبداع أو حتويل أو ترميم فين أو‬

‫صيانة أو تصليح أو أداء خدمة يطغى عليها العمل اليدوي ومتارس بصفة رئيسية ودائمة‪ ،‬ويف شكل مستقر أو‬

‫متنقل أو معرضي‪ ،‬وبكيفية فردية أو ضمن تعاونية للصناعة التقليدية واحلرف أو مقاولة للصناعة التقليدية‬

‫واحلرف‪.‬‬

‫التعريف اإلجرائي للحرفة‪:‬‬

‫احلرفة يف مدينة ورقلة صناعة بسيطة وتقليدية تعتمد على اخلربات املوروثة من األجداد واآلابء يف جمموعات‬

‫اجتماعية مرتابطة‪ ،‬تتميز احلرفة الورقلية ابملهارة اليدوية مع االستعانة ببعض األدوات البسيطة أو بعض األدوات‬

‫التكنولوجية جراء االنتشار الثقايف كاالعتماد على آلة الطرز إلعطائها لـمسة عصرية تعرب عن إبداع احلريف والفين‬

‫ومهارته‪ ،‬واليت تظهر من خالل جودة منتوجاته والدالالت والرموز واأللوان اليت يستخدمها إلعطائها الطابع احمللي‬

‫لإلنسان الورقلي ملا حتمله معها من أبعاد خمتلفة خاصة منها الثقافية واالجتماعية والبيئية والتارخيية‪.‬‬

‫‪ .1-2-5‬احلرفــي‪:‬‬

‫احلريف هو الشخص الذي يكسب عيشه ابلعمل يف حرفة بصفة مستمرة ومنتظمة‪.1‬‬

‫التعريف اإلجرائي احلريف‪ :‬هو وحدة من البناء االجتماعي الورقلي يطلق عليه الصانع اليدوي الذي يعتمد‬

‫على املهارة اليدوية يف إنتاج املنتوجات احلرفية احمللية ترمز لثقافة اإلنسان الورقلي‪.‬‬

‫‪ .1-5‬التنميــــــــــــــــة‪:‬‬

‫عرف اليونسكو أبن التنمية ينبغي أن تكون متمركزة حول اإلنسان وتتناول كافة نشاطاته‪ ،‬فهي عملية‬

‫ارتقاء اإلنسان به ومن أجله‪.‬‬

‫المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،0220 ،‬ص‪.721‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫وهي عمليـة رفـع املستوى االقتصادي واالجتماعي والثقـايف للفـرد وللمجتمع بغرض حتقيق الرفاهية هلما‬

‫وتكامل عناصر حياهتما‪ ،‬ويتبني من هذا التعريف للتنمية أهنا عملية تطوير للفرد واجملتمع على حد‬

‫سواء‪ ،‬وأن هذا التطوير يشمل كافة أوجه احلياة االقتصادية والثقافية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وأن‬

‫ذلك يتطلب تيافر كافة اجلهود يف اجملتمع‪.1‬‬

‫التعريف االجرائي للتنمية‪:‬‬

‫نقصد ابلتنمية هنا كل عملية مركبة هتتم بتطوير االنسان إجيابيا يف إطار العملية السياحية والنشاط‬

‫احلريف التقليدي الذي يرمز للثقافة احمللية للمجتمع الصحراوي يف مدينة ورقلة‪ ،‬وأن هذه التنمية تكون‬

‫شاملة يف إطار التفاعل بني اجملتمعات والثقافات اإلنسانية من خالل السياحة واحلرف التقليدية‪ ،‬اليت‬

‫هتدف إىل إشباع احلاجات االقتصادية واالجتماعية والثقافية ألفراد اجملتمع الورقلي‪.‬‬

‫‪ .4-5‬التنمية المستدامة‪:‬‬

‫تعرف التنمية املستدامة أبهنا "عملية تطوير األرض واملدن واجملتمعات‪ ،‬وكذلك األعمال التجارية‪ ،‬بشرط أن تليب‬

‫احتياجات احلاضر من دون املساس بقدرة األجيال القادمة على تلبية حاجاهتا‪ ،‬ويواجه العا م خطورة التدهور‬

‫البيئي الذي جيب التغلب عليه‪ ،‬مع عدم التخلي عن حاجات التنمية االقتصادية وكذلك املساواة والعدل‬
‫‪. 2‬‬
‫االجتماعي" ‪.‬‬

‫مصطفى يوسف كافي‪ ،‬مدخل إلى صناعة السياحة والتنمية الريفية من منظور تنموي وبيئوي‪ ،‬دار االبتكار للنشر والتوزيع‪ ،2018 ،‬ص‪72‬‬ ‫‪1‬‬

‫خليف مصطفى غرايبة‪ ،‬السياحة الصحراوية ‪ :‬تنمية الصحراء في الوطن العربي‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫طبعة ‪ ،0270 ،7‬ص‪.02-00‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫أما املشرع اجلزائري فقد عرفها أبهنا "مفهوم يعين التوفيق بني التنمية االجتماعية واالقتصادية قابلة لالستمرار ومحاية‬

‫البيئة أي إدراج البعد البيئي يف إطار التنمية تيمن تلبية حاجات األجيال احلاضرة واألجيال املستقبلية"‪.1‬‬

‫التعريف االجرائي للتنمية المستدامة‪:‬‬

‫نقصد هبا يف حبثنا أهنا التنمية املتكاملة والشاملة املستمرة اليت تليب احتياجات اجملتمع احمللي اجتماعيا واقتصاداي‬

‫ذي اخلصوصيات الثقافية من دون اإلضرار ابلبيئة احمليطة به يف مدينة ورقلة‪ ،‬حيث حتافظ على مقدرات اجليل‬

‫احلايل من ثروات ثقافية وتطورها ونقلها لألجيال الالحقة للمجتمع الصحراوي الورقلي‪ ،‬أي دمج األبعاد‬

‫االجتماعية واالقتصادية والثقافية والبيئية هبدف تنمية اجملتمع احمللي احلايل واحملافظة على مقدرات األجيال الالحقة‬

‫منها‪.‬‬

‫‪ .6‬مجـــــــــــاالت الدراســـــــــــــــــة‪:‬‬

‫‪ .3-6‬المجال الزماني‪:‬‬

‫بدأت هذه الدراسة بعد اختياران ملوضوع حبثنا يف شهر ديسمرب‪ 8890‬حيث مشلت الدراسة يف البداية مجع‬

‫املادة النظرية والكمية ملوضوع حبثنا كمرحلة أوىل‪ ،‬مث الدراسات االستطالعية واالستكشافية ومعايشة ميدان حبثنا‬

‫مبدينة ورقلة‪ ،‬مث إىل الدراسة املعمقة مليدان دراستنا وحتليل النتائج على ضوء التغريات املوجودة ابمليدان إىل غاية‬

‫جانفي ‪.8888‬‬

‫‪ .2-6‬المجال المكاني‪:‬‬

‫قمنا إبجراء هذه الدراسة امليدانية ب ـ ــ"مدينة ورقلة" عاصمة حواضر الصحراء اجلزائرية الواقعة ابجلنوب الشرقي‬

‫للجزائر واملعروفة اليوم بعاصمة البرتول‪ ،‬مث بناء على حتمية التوسع يف امليدان إىل مناطق يراتدها اجملتمع احمللي‬

‫‪ 1‬المادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،22/72‬المؤرخ في ‪ ،02/1/0222‬الجزائر‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫ملدينة ورقلة وسعنا جمال الدراسة إىل حبرية حاسي بن عبدهللا ومنطقة سيدي خويلد اجملاورتني ملدينة ورقلة‪ ،‬أما‬

‫منطقة الرويسات فأدرجناها جملال من مدينة ورقلة مبا أهنا متالصقة هبا وأتخذ معها نفس احليز املكاين‪.‬‬

‫ومتتاز ابلبعد التارخيي واحلياري الذي مييزها وطابعها البيئي الصحراوي‪ ،‬وخصوصيتها االجتماعية والثقافية‬

‫جملتمعها‪ ،‬حيث يقع حوض ورقلــة يف اجلنوب الشرقي للجزائر وهو جزء من املنخفض الصحراوي الكبري‪ ،‬يبلغ‬

‫طوله ‪ 08‬كلم‪ ،‬وعرضـ ــه يرتاو بني ‪ 98‬و‪ 90‬كلم‪ ،‬وارتفاعه بني ‪ 980‬و‪958‬م ف ــوق مستوى سطح البحر‪،‬‬

‫ميتد بني هيبتني األوىل حتّده من الغرب ارتفاعها ‪808‬م‪ ،‬والثانية من الشرق ابرتفاع يناهز ‪998‬م‪ ،‬وهي متصلة‬

‫برمال العرق الشرقي الكبري‪.‬‬

‫وتعترب مدينة ورقلة عاصمة للجنوب اجلزائري‪ ،‬وهي عاصمة والية متسعة األطراف حتمل رقم ‪ 08‬يف التقسيم‬

‫اإلداري اجلزائري‪ ،‬حتد والية ورقلة من الشرق والية وادي سوف‪ ،‬ومن الغرب والية غرداية‪ ،‬ومن اجلنوب والييت‬

‫إيليزي واتمنراست‪ ،‬وهلا حدود دولية مع كل من تونس واجلماهريية الليبية‪ ،‬ترتبع الوالية على مساحة تقارب‬

‫‪ 990800‬كم مربع‪ ،‬وتبعد عن اجلزائر العاصمة حوايل ‪ 188‬كيلومرت‪.1‬‬

‫‪ .1-6‬المجال البشري‪:‬‬

‫يعد اجملال البشري للدراسة من سكان مدينة ورقلة‪ ،‬وقد بلغ تعدادهم السكاين إىل غاية ‪ 8890/98/09‬بـ ـ ـ‬

‫‪ 955.989‬نسمة‪ ،‬يف حني وصل عدد سكان الوالية ككل إىل ‪ 694 203‬نسمة من نفس السنة والتاريخ‪.‬‬

‫أما عدد األسر يف مديينة ورقلة فقد بلغ ‪ 23 939‬أسرة‪ ،‬أما اجملموع العام لألسر يف والية ورقلة كلها فقد بلغ‬
‫‪2‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪ 105 985‬أسرة إىل غاية ‪8890/98/09‬‬

‫‪ -1‬الموقع الرسمي لوالية ورقلة ‪ ،‬يوم ‪http://www.wilaya-ouargla.dz/ar/?page_id=1055 0271/70/05 :‬‬


‫‪ -‬الدليل اإلحصائي لوالية ورقلة لسنة ‪ ،2238‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية‪ ،‬ورقلة‪ ،‬مارس ‪.0273‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫مسح لنا هذا اجملال البشري ملدينة ورقلة إبجراء مقابالت مع السكان احملليني حسب جمال إقامتهم‪ ،‬بعد أخذان‬

‫بعني االعتبار التقسيم اإلداري لألحياء‪ ،‬وتوزيع األعراش حسب اخلصوصيات االجتماعية والثقافية‪ ،‬لكن أغلب‬

‫مقابالتنا كانت مع أفراد جمتمع قصر ورقلة‪ ،‬وسعيد عتبة‪ ،‬وبعض األفراد القريبني من اجملال السياحي كالفنادق‬

‫واملتاحف املوجودة مبدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫املفت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح‪:‬‬
‫واليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ورقلـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫بلديـ ـ ـ ـ ــة ورقلـ ـ ـ ــة ( مدينـ ـ ــة ورقل ـ ــة )‬
‫املصدر‪ :‬موقع ويكيبيداي واملعرفة‬

‫‪1‬‬
‫خريطة رقم (‪ :)01‬خريطة والية ورقلة يف التقسيم اإلداري اجلزائري لغاية ‪8889‬م‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.dtp-ouargla.dz/index.php/presentation/ le 20 octobre 2021‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ :‫الفص ل األول‬

REPARTITION DE LA POPULATION 2017 et 2018 PAR COMMUNE


SELON LES RESULTATS DU RGPH 2008

POP RGPH 2008 Taux


POP au
Pop ménages Pop accroi POP au
COMMUNE 31/12/2
ordinaires et noma Total Pop sseme 31/12/2017 018
collectifs de nt %

Ouargla 133 024 - 133 024 1,5 153 301 155 601
Rouissat 58 112 - 58 112 1,5 72 559 73 647
Sidi-Khouiled 8 803 - 8 803 5,4 15 264 16 088
Ain-Beida 19 039 - 19 039 2,8 24 411 25 095
Hassi-B-Abdallah 4 950 - 4 950 3 6 458 6 652
N'goussa 16 581 - 16 581 2,2 20 169 20 613
El-Hadjira 14 970 293 15 263 1,6 17 607 17 889
El-Alia 7 509 787 8 296 1,4 9 402 9 534
Temacine 20 067 - 20 067 2,4 24 842 25 438
Blidet-Amor 14 540 - 14 540 1,9 17 224 17 551
Touggourt 40 378 - 40 378 2,1 48 684 49 706
Nezla 51 674 - 51 674 2,5 64 534 66 147
Tebesbest 35 032 - 35 032 1,6 40 412 41 059
Zaouia 19 993 - 19 993 2,7 25 409 26 095
Meggarine 13 751 - 13 751 2,3 16 874 17 262
Sidi-Slimane 8 072 - 8 072 1,7 9 394 9 554
Taibet 20 174 474 20 648 3,6 28 386 29 408
Bennaceur 10 330 - 10 330 2,9 13 362 13 749
M'Nagueur 13 210 - 13 210 1,7 15 374 15 635
Hassi-Messaoud 45 147 - 45 147 1,1 49 818 50 366
El-Borma 3 205 1 204 4 409 4,9 6 782 7 114

TOTAL WILAYA 558 561 2 758 561 319 2,1 680 266 694 203

2112 ‫ توزيع السكان لوالية ورقلة ابلبلدايت منجز يف شهر مارس‬:)01( ‫جدول رقم‬
2112 ‫ ورقلة املنجز يف شهر مارس‬،‫ مديرية الربجمة ومتابعة امليزانية‬،2112 ‫الدليل اإلحصائي لوالية ورقلة لسنة‬

00
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪REPARTITION DES MENAGES ORDINAIRES‬‬


‫‪PAR COMMUNE EN 2008 ET 2018‬‬
‫عدد السكان يف‬ ‫عــدد‬ ‫العدد املتوسط‬ ‫تقدير عدد‬ ‫عــدد‬
‫‪31/12/2008‬‬ ‫األس ــر ‪2112‬‬ ‫لألفراد‪/‬أســرى‬ ‫السكان ‪2112‬‬ ‫األس ــر ‪2112‬‬
‫‪POP 2008‬‬ ‫‪NB DE‬‬ ‫‪Taille‬‬ ‫‪Estimation de‬‬ ‫‪NB DE‬‬ ‫اليـ ــلدي ـ ـ ــة‬
‫‪(R G P H ) MENAGES du ménage‬‬ ‫‪la pop‬‬ ‫‪MENAGES‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪31/12/2018‬‬ ‫‪31/12/2018‬‬
‫‪133 024‬‬ ‫‪20 451‬‬ ‫‪6,50‬‬ ‫‪155 601‬‬ ‫‪23 939‬‬ ‫ورقـ ـلــة‬
‫‪58 112‬‬ ‫‪8 448‬‬ ‫‪6,88‬‬ ‫‪73 647‬‬ ‫‪10 705‬‬ ‫الرويسـ ـ ـ ــات‬
‫‪16 581‬‬ ‫‪2 503‬‬ ‫‪6,62‬‬ ‫‪16 088‬‬ ‫‪2 430‬‬ ‫سيــدي خ ــويل ــد‬
‫‪8 803‬‬ ‫‪1 537‬‬ ‫‪5,73‬‬ ‫‪25 095‬‬ ‫‪4 380‬‬ ‫عي ــن البيضـ ــاء‬
‫‪19 039‬‬ ‫‪2 857‬‬ ‫‪6,66‬‬ ‫‪6 652‬‬ ‫‪999‬‬ ‫حــاسي بن عبد هللا‬
‫‪4 950‬‬ ‫‪754‬‬ ‫‪6,56‬‬ ‫‪20 613‬‬ ‫‪3 142‬‬ ‫أنق ــوســة‬
‫‪15 263‬‬ ‫‪2 201‬‬ ‫‪6,93‬‬ ‫‪17 889‬‬ ‫‪2 581‬‬ ‫احلجيـ ــرة‬
‫‪8 296‬‬ ‫‪1 096‬‬ ‫‪7,57‬‬ ‫‪9 534‬‬ ‫‪1 259‬‬ ‫الع ـ ــاليـ ـ ــة‬
‫‪20 067‬‬ ‫‪3 240‬‬ ‫‪6,19‬‬ ‫‪25 438‬‬ ‫‪4 110‬‬ ‫متــاسي ــن‬
‫‪14 540‬‬ ‫‪2 131‬‬ ‫‪6,82‬‬ ‫‪17 551‬‬ ‫‪2 573‬‬ ‫بلــدة عم ــر‬
‫‪40 378‬‬ ‫‪6 389‬‬ ‫‪6,32‬‬ ‫‪49 706‬‬ ‫‪7 865‬‬ ‫تق ــرت‬
‫‪51 674‬‬ ‫‪7 695‬‬ ‫‪6,72‬‬ ‫‪66 147‬‬ ‫‪9 843‬‬ ‫النـ ـزل ــة‬
‫‪35 032‬‬ ‫‪5 513‬‬ ‫‪6,35‬‬ ‫‪41 059‬‬ ‫‪6 466‬‬ ‫تبسبس ـ ــت‬
‫‪19 993‬‬ ‫‪2 982‬‬ ‫‪6,70‬‬ ‫‪26 095‬‬ ‫‪3 895‬‬ ‫ال ـزاويـ ـ ــة‬
‫‪13 751‬‬ ‫‪2 223‬‬ ‫‪6,19‬‬ ‫‪17 262‬‬ ‫‪2 789‬‬ ‫مقـ ـ ــاريــن‬
‫‪8 072‬‬ ‫‪1 237‬‬ ‫‪6,53‬‬ ‫‪9 554‬‬ ‫‪1 463‬‬ ‫سيــدي سليمـ ــان‬
‫‪20 648‬‬ ‫‪2 956‬‬ ‫‪6,99‬‬ ‫‪29 408‬‬ ‫‪4 207‬‬ ‫الطيبـ ـ ــات‬
‫‪10 330‬‬ ‫‪1 524‬‬ ‫‪6,78‬‬ ‫‪13 749‬‬ ‫‪2 028‬‬ ‫ابلن ـ ــاص ــر‬
‫‪13 210‬‬ ‫‪1 893‬‬ ‫‪6,98‬‬ ‫‪15 635‬‬ ‫‪2 240‬‬ ‫منق ـ ـ ــر‬
‫‪45 147‬‬ ‫‪7 554‬‬ ‫‪5,98‬‬ ‫‪50 366‬‬ ‫‪8 422‬‬ ‫حــاسي مسعود‬
‫‪4 409‬‬ ‫‪545‬‬ ‫‪8,09‬‬ ‫‪7 114‬‬ ‫‪879‬‬ ‫الربمة‬
‫‪561 319‬‬ ‫‪85 729‬‬ ‫‪6,55‬‬ ‫‪694 203‬‬ ‫‪105 985‬‬ ‫جمموع الواليــة‬

‫جدول رقم (‪ :)12‬ت ــوزيــع األس ــر الع ــادي ــة حسب البلــديــات إىل غــاية ‪ 2112‬و‪2112‬‬
‫املصدر‪ :‬الدليل اإلحصائي لوالية ورقلة لسنة ‪ ،2112‬مديرية الربجمة ومتابعة امليزانية‪ ،‬ورقلة املنجز يف شهر مارس ‪2112‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ .7‬العينـــــة وأسلــــوب اختيارهــــا‪:‬‬

‫‪ .3-7‬مجتمــــع البحــــث ونـــوع العينـــة‪:‬‬

‫العينة هي جمموعة فرعية من عناصر جمتمع حبث معني‪ ،‬أي ذلك اجلزء من جمتمع البحث الذي سنجمع من‬

‫خالله املعطيات‪ ،‬ويف ميدان العلم نتطلع أن تسمح لنا العينة املتكونة من بعض العشرات‪ ،‬املئات أو اآلالف من‬

‫العناصر وذلك حسب احلالة املأخوذة من جمتمع حبث معني ابلوصول إىل التقديرات اليت ميكن تعميمها على كل‬

‫جمتمع البحث األصلي‪.1‬‬

‫ويعرف جمتمع البحث على أنه جمموعة عناصر هلا خاصية أو عدة خصائص مشرتكة‪ ،‬متيزها عن غريها من العناصر‬

‫األخرى واليت جيرى عليها البحث‪ ،2‬وقد أظهرت دراستنا هذه اليت أجريناها مبدينة ورقلة وجود تنوع إثين داخل‬

‫اجملتمع احمللي الورقلي كبين سيسني وبين يقني وبين براهيم بقصر ورقلة وكذلك املخادمة وبين ثور كأحياء كربى‬

‫ملدينة ورقلة ابإلضافة إىل تشكل جمتمعات من غري الوراقلة أو ما يسمون الوافدون عليها (الربانية)‪ ،‬مجعهم النسق‬

‫االقتصادي الذي تتميز به مدينة ورقلة من وجود شركات برتولية واحلاجة إىل إعمار ورقلة يف عقود ميت لسد‬

‫عجز يف الوظائف اإلدارية والرغبة يف االستقرار ابلقرب من العمل‪ ،‬وظهور احلاجة إىل إنشاء فنادق الستقبال‬

‫العدد اهلائل للوافدين إىل مدينة ورقلة‪ ،‬والذين أغلبهم يتواجد يف حي النصر املدعو ب ـ ـ(اخلفجي) املنفتح نوعا ما‪،‬‬

‫وحي سكرة املنغلق على ذاته‪.‬‬

‫وابعتبار وجود هذا التنوع اجملتمعي يف مدينة ورقلة واحتوائها على مرافق سياحية كالفنادق بكثرة ومعا م سياحية‬

‫هامة تنوعت بني الثقافية واألركيولوجية‪ ،‬فقد اخرتان العينة احلصصية كعينة غري عشوائية‪ ،‬حيث تتطلب العينة‬

‫احلصصية معرفة مسبقة بصفات جمتمع البحث‪ ،‬وذلك حىت يستطيع الباحث حتصيصه‪ ،‬أي تقسيمه إىل مجاعات‬

‫‪ -1‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ترجمة‪ :‬بوزيد صحراوي وآخرون‪ ،‬دار القصبة‪( ،‬د ط)‪ ،‬الجزائر‪،0220 ،‬‬
‫ص‪.227‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.032‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫أو وحدات اجتماعية حمددة‪ ،‬مبا خيدم أهداف البحث مث بعد ذلك أيخذ حصة اثبتة (كيفيا) من كل فئة‬

‫اجتماعية ليجمع منها املعلومات اليت يريدها لبحثه‪ ،1‬أي أن الباحث يقسم جمتمع حبثه إىل طبقات‪ ،‬مث خيتار من‬

‫كل واحدة عددا معينا من الوحدات (مفردات البحث) مبا يتناسب كل طبقة على حده مبعىن أن الطبقة الكبرية‬

‫العدد ال بد وأن أيخذ منها العدد األكرب‪ ،2‬وهو ما تناسب مع تقسيمنا جملتمع مدينة ورقلة إىل طبقات وفئات هلا‬

‫خصائص متجانسة وموحدة حسب ما تقتييه متغريات حبثنا‪ ،‬ألن احلصصية يف األساس تعتمد على املعرفة‬

‫اجليدة لطبقات اجملتمع و‪ /‬أو األفراد "األكثر متثيال" أو "األنسب" ألغراض البحث‪ ،3‬وهبذا يكون الغرض من‬

‫التقسيم إىل طبقات هو تقسيم اجملتمع إىل أقسام ختتلف عن بعيها أساسا من انحية اخلاصية اليت نقيسها‪ ،‬وكل‬

‫قسم تتشابه فيه العناصر فيما بينها أكثر من تشابه العناصر داخل اجملتمع كله كوحدة‪.4‬‬

‫‪ .2-7‬طريقة اختيار العينة وحجمها‪:‬‬

‫بعد حتديد موضوع دراستنا وتعرفنا على اجملموعات االجتماعية املشكلة جملتمع مدينة ورقلة على تنوعها‬

‫وخصائصها وتوزعها يف أحياء املدينة‪ ،‬اخرتان بعدها مفردات عينتنا بطريقة املعاينة احلصصية‪ ،‬فبعد تقسيمنا‬

‫للمجتمع إىل طبقات تتشابه كل طبقة يف خصوصيتها الثقافية وأدوارها الوظيفية‪ ،‬ويقوم هذا النوعمن العينات على‬

‫أساس تقسيم اجملتمع األصلي للبحث إىل شرائح وفئات وطبقات‪ ،‬مهنية أو اجتماعية أو تعليمية ‪ ...‬اخل‪ ،5‬ومنه‬

‫‪ 1‬علي غربي‪ ،‬أبجديات المنهجة في كتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬منشورات مخبر علم اجتماع االتصال جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬دار الطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ :‬الفائز‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬قسنطينة الجزائر‪ ،0223 ،‬ص‪.722‬‬
‫‪ 2‬صالح بن نوار‪ ،‬مبادي في منهجية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مخبر علم اجتماع االتصال للبحث والترجمة ‪ -‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0270 ،‬ص‪.732‬‬
‫‪ 3‬فضيل دليو‪ ،‬عناصر منهجية فى العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة الفائز للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،0275 ،‬ص‪722‬‬
‫صالح بن نوار‪ ،‬مبادي في منهجية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مخبر علم اجتماع االتصال للبحث والترجمة ‪ -‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫الجزائر‪ ،0270 ،‬ص‪.732‬‬

‫‪ 5‬محمد سرحان علي المحمودي‪ ،‬مناهج البجث العلمي‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬صنعاء‪ ،‬اليمن‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،9102 ،‬ص‪.071‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫قمنا ابختيار عينة هلا عالقة ابلسياحة تتمثل يف مالك الفنادق واملركب السياحي وعمال الفنادق ووكاالت‬

‫السياحة وأسرهم والزوااي واجلمعيات السياحية بورقلة‪.‬‬

‫أما العينة الثانية فاخرتان من هلم عالقة ابحلرف التقليدية كاحلرفيني واحلرفيات وجتار منتوجات الصناعات التقليدية‬

‫واجلمعيات احلرفية‪ ،‬ابإلضافة إىل مؤسسات الدولة كمديرايت والية ورقلة اخلاصة ابلسياحة‪ ،‬ومديرية الثقافة‪ ،‬وغرفة‬

‫الصناعة واحلرف‪ ،‬والديوان الوطين لتسيري واستغالل املمتلكات الثقافية احملمية‪ ،‬وجامعة قاصدي مراب بورقلة‪.‬‬

‫والعينة الثالثة فهي عينة من السيا الوافدين إىل ورقلة عرب التقائنا هبم يف الفنادق واملركب السياحي والبحريات‬

‫حسي بن عبد هللا وسيدي خويلد‪ ،‬أو يف األسواق التارخيية سوق احلجر بقصر ورقلة‪ ،‬وقصر ورقلة ومنطقة‬

‫الكاتشوما‪.‬‬

‫أما معاينتنا احلصصية للمجتمع احمللي متثلت يف رؤساء اجلمعيات احمللية املهتمة ابلرتاث والثقافة واملوروث‬

‫احلياري واالجتماعي ملدينة ورقلة‪ ،‬وكذلك الشخصيات املهتمة مبوضوع حبثنا ممثلني يف أفراد من أبناء مدينة ورقلة‬

‫نلتقيهم خباصة يف قصر ورقلة متنوعة بني الذكور واإلانث مع أغلبية للذكور ملا تقتييه خصوصية اجملتمع الورقلي‪،‬‬

‫فقمنا إبجراء املقابالت البحثية أثناء املعارض الثقافية واألسواق احمللية ويف املناسبات الدينية واألعراس وبعض‬

‫املؤسسا ت واألماكن اليت يراتدها أبناء مدينة ورقلة كبحرية حاسي بن عبد هللا‪ ،‬ومعرض الفانتازاي وركوب اخليل‪،‬‬

‫ويف املناطق القريبة من الفنادق واملتاحف املنتشرة مبدينة ورقلة أين قمنا ابختيار أفراد عينة األكثر أتثريا وخربة يف‬

‫اجملتمع احمللي حىت حنصل على نتائج جيدة‪ ،‬عرب مقابالت مباشرة ويف بعض األحيان نلجأ إىل اإلخباريني الذين‬

‫هلم دراية خبصائص اجملتمع احمللي واتريخ منطقة ورقلة وربطها مبوضوع دراستنا‪ ،‬وهو ما فرضه حبثنا الكيفي للتنويع‬

‫يف العينات‪ ،‬مثلما يوضحه اجلدول اآليت ابلرغم من أن الدراسة ليست إحصائية‪ ،‬إال أننا ارأتينا االستعانة جبدول‬

‫يبني عدد العينات ونوعها وتوزيعها يف املنطقة حىت نعطي فكرة عنها وأسباب اختيارها‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫عدد املفردات‬ ‫الفئات‬


‫‪22‬‬ ‫مالك ومسريي الفنادق مبدينة ورقلة‬
‫‪2‬‬ ‫وكاالت السفر‬
‫‪6‬‬ ‫اجلمعيات السياحية والرتاثية والثقافية‬
‫‪5‬‬ ‫مؤسسات الدولة املهتمة‬
‫‪25‬‬ ‫احلرفيني واحلرفيات‬
‫‪22‬‬ ‫السياح‬
‫‪135‬‬ ‫اجملتمع احمللي‬
‫‪922‬‬ ‫جمموع مفردات العينة‬

‫جدول رقم (‪ :)13‬عدد مفردات وحجم عينة البحث اليت مت إجراء املقابالت معها يف مدينة ورقلة‬

‫‪ .8‬مناهــــــــــــــــــــج البحــــــــــــــــث‪:‬‬

‫يقوم البحث االنثروبولوجي أساساً على "الدراسة احلقلية" اليت تعين الدراسة احلقلية تواجد الباحث يف ميدان‬

‫حبثه ‪ ،‬أي يف اجملتمع الذي يقوم بدراسته‪ ،‬حيث يقوم الباحث بدراسة الناس يف جمتمعهم‪ ،‬ومكان إقامتهم‬

‫الطبيعي‪ ،‬سواء كان جمتمع البحث جمتمعا حمليا‪ ،‬أو مؤسسة‪ ،‬أو مصنعاء أو إحدى القبائل‪ ،‬أو حىت مجاعة‬

‫إجرامية أو غري ذلك‪ ،‬وتقتيى الدراسة احلقلية أن يقيم الباحث يف امليدان مدة قد تصل إىل عام‪ ،‬وقد تصل إىل‬

‫ثالث سنوات على ما فعل مالينوسكي يف دراسته على (قبائل الرتوبرايند)‪ ،‬ويقوم الباحث خالل إقامته يف جمتمع‬

‫البحث مبالحظة سلوك أعياء اجملتمع واالندماج فيه اندماجا ميكنه من أن يعرف كيف يتحدث‪ ،‬ويفكر ويشعر‪،‬‬

‫ويعمل كأحد أعياء ثقافة ذلك اجملتمع‪ ،‬يف الوقت الذي يتصرف ينتمي إىل ثقافة أخرى‪ ، 1‬وهو ما يصعب على‬

‫الباحث يف إجياد مناهج وأدوات تتناسب مع موضوع دراسته وتتوفق مع ذلك اجملتمع املراد دراسته الذي خيتلف‬

‫‪ 1‬عبد هللا عبد الغنى غانم‪ ،‬قراءات وتطبيقات في طرق البحث األنثروبولوجي ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،0220‬ص ‪12‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫ثقافيا واجتماعيا وسلوكيا عما هو معتاد عليه الباحث يف بيئة أخرى‪ ،‬لكن ذلك يعطي مؤشرات إجيابية للدراسة‬

‫خصوصا وأننا جئنا من منطقة الشمال اجلزائري إىل دراسة منطقة ذي بيئة صحراوية ذات خصائص اجتماعية‬

‫ثقافية ونفسية خمتلفة ومتنوعة‪ ،‬وهو ما مكننا من اإلملام مبوضوعنا مبجتمع الدراسة واالتصال املباشر واالندماج‬

‫معهم ابلتعرف على خمتلف األنشطة االجتماعية هلم‪ ،‬وتطلبت منا إتباع جمموعة من املناهج واألدوات اعتمدانها‬

‫ابلرغم من تعقيداهتا للتمكن من معاجلة إشكالية دراستنا واليت رأيناها األنسب ملوضوعنا وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪ .3-8‬المنهج اإلثنوغرافي‪:‬‬

‫اعتمدان يف دراستنا ملوضوع حبثنا على املنهج اإلثنوغرايف لوصف الظاهرة وصفا مكثفا واستنتاج الدالئل والرباهني‬

‫من املشاركة الفعلية جملتمع الدراسة‪ ،‬والوقوف على أبعادها وخصائصها من خالل مجع املعلومات وتصنيفها‬

‫وحتليلها‪ ،‬حيث يعرف أبنه « الدراسة امليدانية العلمية للظواهر االجتماعية وذلك عن طريق اتصال الباحث‬

‫األنثروبولوجي مبوضوع البحث اتصاالً مباشراً يعيش فيه بني اجلماعات املراد دراستها ويتعلم لغة األهايل لكي‬

‫يوثق صلته هبم»‪.1‬‬

‫وهو يعتمد أساسا على مجع املعلومات والبياانت عنها بصورة كيفية وهذا للوصول إىل استنتاجات وتعميمات‬

‫تساعدان يف تصوير الواقع الذي ندرسه‪ ،‬من خالل نزولنا للميدان مباشرة ومشاركة املبحوثني يف يومياهتم وسياحتهم‬

‫وحرفتهم وتسوقهم ومعيشهم‪ ،‬فهو « طريقة وأداة لفهم أساليب جمتمع أو جمتمع ما وطرقه يف احلياة اليومية‪ ،‬من‬

‫خالل معرفة أفكار أعضائه ومعتقداهتم وقيمهم‪ ،‬وسلوكياهتم‪ ،‬وما يصنعونه من أشياء يتعاملون معها‪ ،‬ويتم‬

‫ذلك عن طريق املالحظة ابملشاركة يف الوضع الطبيعي احليايت من جانب الباحث‪ ،»2‬فاملنهج اإلثنوغرايف «هو‬

‫منهج لوصف الواقع واستنتاج الدالئل والرباهني من املشاهدة الفعلية للظاهرة املدروسة‪ ،‬ويتطلب هذا املنهج‬

‫‪ 1‬مبروك بوطقوقة‪ ،‬خطوات المنهج اإلثنوغرافي‪ 22 ،‬أفريل ‪ ،0272‬الساعة ‪http://www.aranthropos.com/ 00:22‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Oghu J, Educational Anthropologie, vol 2, Henry holt and company 1996, p 371‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫من الباحث معايشة فعلية للمبحوثني يف امليدان أو حقل الدراسة‪ ،»1‬فهو إذا املنهج الذي أعطى لنا وصفا‬

‫دقيقا وتقييما مباشرا من خالل اعتمادان على املشاركة املتعمقة واملعاينة امليدانية جملتمع الدراسة مسح لنا ابلوقوف‬

‫على سلوك كل من السيا ونوعهم‪ ،‬واجملال الذي يتحركون فيه من الفنادق إىل أنواع السياحة اليت يقصدوهنا‬

‫وسلوكهم مع اجملتمع احمللي واحلرفيني ونوع احلرفة والعالقات االجتماعية بينهم وجمال عرض منتوجاهتم احلرفية‪،‬‬

‫ومالحظة سلوك اجملتمع احمللي مع ظاهريت السياحة واحلرف التقليدية وحتليله وتفسريه‪ ،‬عرب معايشة حياته بكل‬

‫نظمها وثقافاهتا ومشاركة بومياته بكل تفاصيلها ووصفها لفهم الواقع من تنويع لألدوات املستعملة اليت تصب يف‬

‫اجلانب الكيفي للدراسة‪.‬‬

‫‪ .2-8‬المنهج البنائي الوظيفي‪:‬‬

‫إن إختياران هلذا املنهج حلرصه على اإلحاصة الشاملة التفصيلية بكل جوانب احلياة االجتماعية ويكل أنساق البناء‬

‫اإلجتماعي ونظمه وهذا ال مينع أن خنيع املعلومات اإلثنوجرافية اليت مجعت إىل تفسريات إجتماعية ويف ضوء‬

‫نظرايت أو مواقف ايدلوجية متباينة فيالً عن أمهية هذه املعلومات يف توضيح األمهية التطبيقية لكل ما جيمع‬

‫منها‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن اإلندماج يف حياة اجملتمع يساعد الباحث على فهم كثري من العادات اإلجتماعية وأمناط‬

‫السلوك والتصرفات السائدة يف اجملتمع بل ويف بعض األحيان اكتساب هذه العادات والتعامل ابلتايل مع أفراد‬

‫اجملتمع بتلقائية‪ ،2‬وهو ما ساعدان هذا املنهج يف دراسة املقومات االجتماعية والثقافية للسياحة يف اجملتمع احمللي‬

‫مبنطقة ورقلة ودراسة البناء االجتماعي للمجتمع احمللي بورقلة‪ ،‬مبختلف أنساقه املتعددة وكذلك التأثريات‬

‫حياة فزادري‪ ،‬نصيرة تامي‪ ،‬المنهج اإلثنوغرافي كاتجاه منهجي في دراسة الظواهر االتصالية الجديدة‪Global Proceedings Repository ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،American Research Foundation‬ص ص ‪ ،002-070‬تمت الزيارة يوم ‪ 07‬أفريل ‪،0202‬‬


‫‪http://proceedings.sriweb.org/akn/index.php/art/article/view/373/423‬‬
‫فاروق أحمد مصطفى‪ ،‬التنمية المستدامة والسياحة دراسة أنثروبولوجية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪،0275 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪02‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫االجتماعية والثقافية للسياحة واحلرف التقليدية وما يتيمنها من عالقات وتفاعل اجتماعي بني السيا واجملتمع‬

‫احمللي أو العكس‪ ،‬سواء كانت مأثرة أم ال‪ ،‬إضافة إىل حتليل األنشطة السياحية واحلرفية والتفاعل بينهما يف ظل‬

‫دور كل وظيفة يف اجملتمع ضمن نسق اجنماعي وثقايف وقرايب يطبع اجملتمع احمللي الورقلي الصحراوي‪.‬‬

‫‪ .9‬طرق وأدوات الدراسة الميدانية‪:‬‬

‫‪ -‬أما عن الطرق واألدوات املستعملة يف مجع البياانت فتمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .3-9‬المالحظة بالمشاركة‪:‬‬

‫تعد املالحظة ابملشاركة من بني التقنيات املستعملة يف الدراسات امليدانية واليت تصنف ضمن الطرق املهمة‬

‫واألساسية يف مجع البياانت من امليدان اإلجتماعي املدروس وهي تتيمن اشرتاك الباحث يف حياة الناس الذين‬

‫يقوم مبالحظتهم‪ ،‬ومسامهته يف أوجه النشاطات اليت يقومون هبا لفرتة مؤقتة وهي الفرتة اليت تتطلبها املالحظة‪ ،‬أي‬

‫أهنا هتدف إىل مشاهدة الظروف اإلجتماعية واملادية للمبحوثني‪ ،‬واملشاركة يف نشاطاهتم اليومية‪ ،1‬أي هي "تلك‬

‫املالحظة اليت يقوم فيها الباحث مبشاركة واعية ومنظمة حسبما تسمح الظروف يف نشاطات احلياة االجتماعية‪،‬‬

‫ويف اهتمامات اجلماعات هبدف احلصول على بياانت تتعلق ابلسلوك االجتماعي وذلك عن طريق اتصال مباشر‬
‫‪2‬‬
‫جيريه الباحث من خالل مواقف اجتماعية حمددة»‬

‫استخدمنا املالحظة أثناء معايشتنا جملتمع الدراسة على فرتات زمنية كبرية من أجل مالحظة سلوك أفراد جمتمع‬

‫الدراسة من اجملتمع احمللي الورقلي والسيا وانقطعنا يف فرتة الوابء العاملي كوروان كوفيد ‪ 91‬لعدة أشهر مث رجعنا‬

‫مليدان دراستنا مرة أخرى‪ ،‬أدت املالحظة ابملعايشة إىل معرفة البناء االجتماعي للمنطقة وعالقته ابلسياحة‬

‫صالح بن نوار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪713‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي غربي‪ ،‬أبجديات المنهجة في كتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬منشورات مخبر علم اجتماع االتصال جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬دار الطباعة والنشر‬ ‫‪2‬‬

‫والتوزيع‪ :‬الفائز‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0223 ،‬ص‪777‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫واحلرف والتقليدية‪ ،‬حىت يتسىن لنا دراسة األنساق االجتماعية والثقافية وأتثرياهتا على السياحة يف اجملتمع احمللي‬

‫بورقلة ومدى تقبله وتفاعله معها‪ ،‬من خالل التعرف على العالقات االجتماعية والروابط الثقافية ومستوى‬

‫التثاقف بني السيا والسكان احملليني واليت بدأانها ابملالحظة العامة إىل املالحظة العلمية الدقيقة وفق ما يتطلبه‬

‫حبثنا ‪ ،‬من مالحظة كيفية انتشار الثقافات من وإىل جمتمع مدينة ورقلة إىل غاية ظهور ثقافات جديدة كتغري يف‬

‫عادات األكل واملأكوالت‪ ،‬منط العيش وتغري يف وظيفة وأدوار بعض األفراد يف اجملتمع احمللي وعالقة ذلك‬

‫ابلسياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫‪ .2-9‬الـمقابلــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تعد املقابلة من أهم العناصر يف البحث األنثروبولوجي ألهنا تساعد الباحث يف التعرف على أفراد اجملتمع احمللي من‬

‫خالل املقابالت اليت جيريها معهم‪ ،‬وختتلف طريقة كل ابحث يف كيفية توظيفها يف امليدان‪ ،‬حيث أجرينا مقابالتنا‬

‫نصف املوجهة بواسطة طر أسئلة معدة قبال وفقا ألهداف حبثنا مع ترك املبحوث جييب من دون مقاطعته‪ ،‬بل‬

‫نوجهه فقط ضمن إطار األسئلة املوضوعة يف دليل املقابلة واليت ختدم حبثنا حيث عرفها موريس أجنرز أبهنا‪« :‬تلك‬
‫‪1‬‬
‫التقنية املباشرة اليت تستعمل ملساءلة أفراد على انفراد ويف بعض احلاالت جمموعات بطريقة نصف موجهة»‬

‫إذن فهي « تعد من أهم أدوات مجع البياانت حول موضوع معني‪ ،‬حيث تتم من خالل تواجد الباحث مع‬

‫مبحوث واحد أو أكثر يف املرة الواحدة‪ ،‬وتوجيه األسئلة يكون قد مت إعدادها مسبقا جلمع البياانت الالزمة‬

‫للبحث»‪ ، 2‬وقد تعمقنا يف املقابلة نظرا ملستوى وعي الكثري من أجرينا معهم مقابالت معمقة اليت ترتبط عادة مبا‬

‫يسمى بدليل العمل‪ ،‬وهو األداء األكثر استخداما يف مجع البياانت يف الدراسات االنثروبولوجية مزااي عديدة‪ ،‬فهي‬

‫تتيمن ما تيمنه أنواع املقابلة األخرى من مزااي اللقاء وجها لوجه ‪Face to Face Intervewing‬‬

‫‪ 1‬نبيل حميدشة‪ ،‬المقابلة في البحث العلمي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪،‬العدد ‪ 2‬جوان ‪ ،0270‬ص ‪.32‬‬
‫‪2‬‬
‫علي غربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.771‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫السما لطريف املقابلة ابإلحاطة‪ ،‬وفهم معىن األسئلة املطروحة وجمال البحث‪ ،‬ومن مث اجتاه املناقشة بينهما يف‬

‫االجتاه الصحيح‪ ،‬ومن مث االبتعاد على النقاط غري الالزمة أو غري احملورية يف البحث‪ ،‬كما تسمح هذه املقابلة‬

‫ابلتصحيح الفوري‪ ،‬أو استكمال املوضوعات املطروحة للمناقشة يف املقابلة‪ ،‬وهو األمر الذي ال يتوافر للباحث‬

‫الذي يستخدم االستمارة‪ ،‬كما أن املقابلة متكن الباحث من توضيح املعىن املطلوب لبحثه‪ ،‬واستبعاد املعاين‬

‫امللتبسة ببعض املصطلحات‪ ،1‬ومسحت لنا هذه الوسيلة يف التعرف على سلوك اجملتمع احمللي اجتاه السياحة‬

‫واحلرف التقليدية‪ ،‬والكشف على أتثري النظام االجتماعي على للسياحة واحلرف التقليدية ابملنطقة وذلك عرب‬

‫التعرف على البناء االجتماعي للمجتمع احمللي وعالقته ابلسياحة واليت أجريناها مبنطقة ورقلة‪.‬‬

‫‪ .1-9‬اإلخباريـــــــــــــــــون‪:‬‬

‫يعرف اإلخباريون أبهنم «األشخاص العارفون ابلنشاط‪ ،‬أو احلدث أو القضية موضوع البحث»‪ ،2‬أما جريك‬

‫ابيلي‪ ،‬جيمس بيوبلي فيعرفهم‪" :‬إن األشخاص الذين يسمحون للباحث احلقلي إبجراء املقابلة معهم‪ ،‬أو‬

‫يسمحون له ابلقيام مبالحظة سلوكياهتم‪ ،‬يسمون اخلرباء ‪ consultant‬أو اإلخباريني‬

‫‪ ، Informants‬ذلك أنه من الطبيعي أن حيتاج الباحث احلقلي إىل مساعدة الكثري من اإلخباريني‪،‬‬

‫وبعض اإلخباريني يقدمون عوان كبريا للباحثني‪ ،‬ولكن ليس كل إخباري سيكون له نفس االهتمام مبوضوع‬

‫البحث الذي يقوم الباحث احلقلي بدراسته‪ ،3..‬ومنه استعنا ابإلخباريني الذين هلم دراية بواقع السياحة واحلرف‬

‫التقليدية واجملتمع احمللي والعالقات والتفاعالت الواقعة بني اجملموعات االجتماعية مبدينة ورقلة‪ ،‬أي األشخاص‬

‫العارفون ابلنشاط وهلم عالقة مبوضوع دراستنا يف اجملال املكاين احملدد‪ ،‬ومنهم أصحاب مجعيات حملية وأصدقاء‬

‫عبد هللا عبد الغنى غانم‪ ،‬قراءات وتطبيقات في طرق البحث األنثروبولوجي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،0220‬ص ‪700‬‬
‫معن خليل عمر‪ ،‬مناهج البحث في علم اإلجتماع‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0220،‬ص‪.02‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد هللا عبد الغنى غانم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪772‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫مالك الفنادق بورقلة‪ ،‬وأقرابء احلرفيني واحلرفيات‪ ،‬وعن طريق أفراد قمنا بنسج العالقات والروابط االجتماعية أثناء‬

‫حظور املعارض اخلاصة ابلسياحة واحلرف التقليدية‪ ،‬وتنقالتنا امليدانية لورشات احلرفيني واملبيت يف الفنادق وقرب‬

‫إقامتنا من املستشفى الكويب اجلزائري لطب العيون ساعدتنا كلها يف نسج عالقات مع اإلخباريني‪.‬‬

‫‪ .4-9‬التصوير الفوتوغرافي والفيديو‪:‬‬

‫«يعترب التصوير الفوتوغرايف وسيلة مهمة لتوثيق املالحظة‪ ،‬يتجلى يف تصوير األعمال الفنية الشعبية لقطع‬

‫األزايء واحللي والوحدات الزخرفية على املباين واألواين الفخارية وأدوات العمل املختلفة»‪ ،1‬وقد حرصنا على‬

‫تصوير كل التفاصيل املرتبطة مبوضوع حبثنا من معا م سياحية‪ ،‬من أنشطة حرفية ومأكوالت تقليدية وفنادق‬

‫ومؤسسات خاصة ابلسياحة وحتليلها علميا فيما بعد بعد توثيقها يف شكل صورة وفيديو‪.‬‬

‫‪ .5-9‬التسجيل الصوتي‪:‬‬

‫اعتمدان يف هذه الدراسة يف بعض احملطات على التسجيل الصويت من اهلاتف النقال أثناء املقابالت بعد استئذان‬

‫مبحوثينا‪.‬‬

‫‪ .6-9‬الدليل الميداني للبحث‪:‬‬

‫وهو عبارة عن دليل املقابلة‪ ،‬ساعدان يف إجراء العديد من املقابالت امليدانية من دون اخلروج عن موضوع حبثنا‬

‫نظرا لتوجيهنا املستمر للبحوثني حىت نبقى يف نطاق األسئلة املطروحة يف دليل املقابلة مع تركنا له احلرية يف‬

‫اإلجابة‪ ،‬وقد قسمناه إىل ثالث أجزاء األول ميثل دليل املقابلة مبحاوره الثالثة‪ ،‬والثاين استبيان خيص مبجموعة‬

‫السائحني‪ ،‬والثالث استبيان خاص جبماعات احلرفيني‪ ،‬وهو ما مسح لنا ابلتعمق يف البحث وفهم السلوكات اليت‬

‫تصدر من اجملتمع احمللي والسيا واحلرفيني يف مدينة وهذا ما يسعى له الباحث األنثروبولوجي‪.‬‬

‫علي غربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.772‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -32‬الدراســــــات السابقــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تعد الدراسات السابقة ركيزة أساسية يف البحث العلمي بصفة عامة حيث تساعد الباحث يف االنطالق منها‪ ،‬إذ‬

‫تعترب القراءة التحليلية ملختلف الدراسات السابقة حول موضـوع الدراسة املساعد الرئيس للباحثني لتكوين أفكار‬

‫واضحة عما يتحتـم عليـهم مـن واجبات يف هذا اجملال‪ ،‬وذلك من خالل حتديد األبعاد اليت تتطلب ترك ـزا أكـرب‬

‫ابملقارنة مع تلك األبعاد اليت حتتاج تركيزاً أقل نظراً ليعف أمهيتها‪ ،‬كما يتطلـب هذا األمر حتديداً للمنهجيات‬

‫األكثر مالءمة التباعها يف هـذا البحـث أو الدراسـة وملاذا؟ ابإلضافة إىل اوجه النقص البارزة يف هذا احلقل أو‬

‫املوضـوع التـي لـم يتطرق إليها الباحثون من قبل‪.1‬‬

‫ولعل نقص الدراسات اليت تتعلق مباشرة مبوضوع دراستنا حول السياحة واحلرف التقليدية وعالقتها أبسس‬

‫التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية من منظور أنثروبولوجي‪ ،‬ألن أغلبها ركز على األبعاد االقتصادية‬

‫واالحصائية للسياحة‪ ،‬وحىت الدراسات االجتماعية للسياحية يف اجلزائر أقيمت يف الشمال وابلتايل يف جمتمعات‬

‫ختتلف عن اجملتمعات الصحراوية وبيئة خمتلفة‪ ،‬وهو ما جعلنا بعد اطالع عميق لألعمال العلمية املتنوعة من‬

‫الكتب وأطروحات ورسائل جامعية ومقاالت علمية‪ ،‬اليت انتقينا منها هذه الدراسات اليت نراها تتقاطع مع‬

‫موضوع حبثنا يف البعد البيئي واليت أجريت يف بيئة صحراوية أو شبه صحراوية‪ ،‬ويف جمتمعات متشاهبة وحمافظة‪،‬‬

‫واهتمت يف دراستها حول االهتمام ابلتأثريات االجتماعية والثقافية للسياحة واحلرف التقليدية ودورها يف التغري‬

‫االجتماعي والتنمية بصفة عامة وهي كاآليت‪:‬‬

‫محمد عبيدات‪,‬محمد أبو نصار‪,‬عقلة مبيضين‪ ،‬منهجية البحث العلمي القواعد والمراحل والتطبيقات‪ ،‬الطبعـة الثانيـة‪ ،‬دار وائـل للطباعة والنشـر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫عمان‪ ،7333 ،‬ص‪02‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ .3-32‬الدراسات الجزائرية‪:‬‬

‫‪ .3-3-32‬دراسة‪" :‬الصناعة التقليدية للمرأة والتحوالت السوسيوأنثروبولوجية"‪ ،‬للباحث بن جدو‬

‫عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬للسنة الجامعية‪2239/2238 :‬‬

‫حيث تطرقت هذه الدراسة إىل أمهية الصناعة التقليدية للمرأة يف ظل التحوالت السوسيوأنثروبولوجية‪ ،‬فبالرغم‬

‫من تطور وتقدم الصناعة إال أن الصناعة التقليدية ما زالت حتافظ على خصوصياهتا ذات الطابع التقليدي الذي‬

‫له قيمة معنوية ترمز عن ثقافة اجملتمع األصلي‪ ،‬مشرية الدراسة إىل تشارك الرجل وخاصة املرأة يف احملافظة على‬

‫احلرف التقليدية ألهنا كانت تدخل يف احلياة اليومية للمرأة يف ظل حتول ثقايف واجتماعي‪ ،‬ما جيعل املرأة املاكثة يف‬

‫املنزل اليت خترج إىل العا م اخلارجي حاملة تلك النشاط احلريف اليت تقوم بعملية تسويقه داخل جمتمعها‪ ،‬وجند‬

‫الدولة تدعم املرأة احلرفة من أجل حتقيق تنمية حملية ووضع اسرتاتيجيات هتدف إىل االستثمار من تلك‬

‫املصنوعات رغم التحول السوسيوأنثروبولوجي‪ ،‬الذي هو حمل دراسة اجملتمع األغواطي يف هذا اجملال الفين‬

‫اإلبداعي واليت انطلقت من التساؤل الرئيسي التايل‪:‬‬

‫كيف تساهم الصناعة التقليدية لدى املرأة احلرفية الصحراوية يف إحداث حتوالت سوسيوأنثروبولوجية بوالية‬

‫األغواط؟‬

‫ويندرج هذا ضمن جمموعة من التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬هل تساهم الصناعة التقليدية اليت تشغل هبا النساء احلرفيات يف نقل املوروث الثقايف واحلياري ملنطقة؟‬

‫‪ -‬كيف تساهم الصناعة التقليدية لدى املرأة احلرفية يف دفع عجلة التنمية مبنطقة األغواط‪.‬‬

‫‪ -‬هل تساهم الصناعة التقليدية لدى املرأة احلرفية يف نقل احلرفة وتنميتها واحلفاظ على مقوماهتا املادية‬

‫والالمادية ملنطقة األغواط؟‬

‫وقد اعتمدت الدراسة على فرضيات الفرضية العامة اآلتية‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪-‬تساهم الصناعة التقليدية لدى املرأة احلرفية الصحراوية يف إحداث حتوالت سوسيوأنثروبولوجية والية األغواط‬

‫وقد قسمت إىل ثالث فرضيات جزئية‪:‬‬

‫‪-‬الفرضية األوىل‪ :‬تساهم وتنميتها واحلفاظ على مقوماهتا املادية والالمادية‪.‬‬

‫‪-‬الفرضية الثانية‪ :‬تساهم الصناعة التقليدية للمرأة احلرفية الصحراوية يف دفع عجلة التنمية ابملنطقة‪.‬‬

‫‪-‬الفرضية الثالثة‪ :‬الصناعة التقليدية اخلاصة ابملرأة احلرفية الصحراوية دور كبري يف نقل املوروث الثقايف اخلاص‬

‫ابجملتمع احمللي إىل اجملتمع اجلزائري ككل‪.‬‬

‫أما نتائج الدراسة فكانت كاآليت‪:‬‬

‫أبن الصناعة التقليدية وابألخص احلياكة اليت تتميز هبا املنطقة مازالت تنشط ومتارس من احلرفيني واحلرفيات‬

‫وتساهم يف التنمية والنشاط السياحي‪ ،‬كما ميثل هذا النوع خصوصية وأمهية ابلنسبة للدولة كإسرتاتيجية يف عدة‬

‫جماالت اجتماعية وثقافية يفرض الذهاب ملا هو تقليدي وتسويقه يف قالب عصري مبكوانت تقليدية‪ ،‬اهلدف‬

‫منها هو إبراز الثقافة يف هذا السياق الزمين والرحلة إىل املاضي واجلغرافيا ونقله إىل أكرب نطاق كمنتوج وسلعة‪،‬‬

‫فاملورث املادي والالمادي البد علينا احملافظة عليه من االنداثر رغم التحوالت والتطور والتغري االجتماعي من‬

‫خالل حراك اجتماعي سريع مر به اجملتمع اجلزائري‪.‬‬

‫‪ -‬نشاط ا حلرفة عن طريق التنشئة األسرية العائلة وتعرب برموز عن املنطقة وموروث ثقايف وأصالة وثقافة اجملتمع‬

‫الصحراوي‪ ،‬حيث يستعملن أدوات ومواد تقليدية يف الصناعة‪ ،‬وتشر احلرفيات طبيعة املنتوج وقيمته الرمزية‬

‫للمستهلك‪ ،‬ويلعب البناء االجتماعي للمنطقة يف تسويق منتجاهتم التقليدية مثل اجلريان كذلك يسوقنه للسائحني‬

‫والزوار للمنطقة‪ ،‬ومنه فقد لعبت املرأة دورا أساسيا من خالل ممارستها للحرفة ونقلت املوروث عرب الزمن وابلتايل‬

‫هذه املرأة م تتغري كثريا ابلنسبة للمرأة يف املاضي فهي أثبتت ذاهتا من خالل امتالكها للحرفة وكذلك يف احملافظة‬

‫عليها ونقلها ولكن الصناعة ابلنسبة للتنمية احمللية تبقى بعيدة كل البعد عن األمال املعقودة عليها فربغم التغريات‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫االجتماعية احلاصلة لكن الدور الذي تلعبه املرأة أبهنا قادرة على امتالك كل الوسائل فالصناعة التقليدية املمارسة‬

‫من طرف النساء وخاصة احلياكة رغم التحول الذي عرفه اجملتمع إال أهنا مازلت حتافظ على هويتها‪.‬‬

‫‪ -‬جوانب االستفادة من الدراسة‪:‬‬

‫إن الدراسة اليت قدمتها أطروحة الدكتوراه حول الصناعة التقليدية للمرأة يف ظل التحوالت السوسيوأنثروبولوجية‬

‫تتفق مع دراستنا يف أمهيتها خصوصا وأن هلا جانب أنثروبولوجي يف الدراسة كما أبرزت الدراستان دور احلرف‬

‫التقليدية يف احلفاظ على ثقافة اجملتمع احمللي ودور املرأة احلرفية يف توريث احلرفة لألجيال وكذا املسامهة يف التنمية‬

‫والنشاط السياحي عرب بيع املنتجات احلرفية اليت تعرب عن الطابع الصحراوي الذي مييز منطقتا الدراسة األغواط‬

‫ومنطقة ورق لة ابإلضافة إىل تشابه اخلصائص االجتماعية والثقافية كاحملافظة‪ ،‬كما اتفقتا الدراستني على أن للتنشئة‬

‫االجتماعية اليت تقدمها األسرة للحرفية يف الصحراء اجلزائرية تساهم يف سريورة النشاط احلريف ابلرغم من التغريات‬

‫االجتماعية احلاصلة‪.‬‬

‫وقد استفادت دراستنا منها يف فهم العالقة بني البناء االجتماعي واحلرفة ودور التنشئة االجتماعية يف احلفاظ على‬

‫احلرف التقليدية كمجال تنموي للمجتمع احمللي وجب احلفاظ عليه ابلرغم من التغري االجتماعي وتراجع الصناعة‬

‫التقليدية‪ ،‬كما أفادتنا يف إبراز دور املرأة احلرفية يف احلفاظ على هذا اإلرث الثقايف من خالل منتوجات حتمل‬

‫دالالت ورموز تعرب عن بيئة املنطقة وخصوصيتها الثقافية‪.‬‬

‫‪ .2-3-32‬دراسة‪" :‬البناء االجتماعي للمهن في الجزائر"‪ ،‬للباحثة آمال باشي‪ ،‬دراسة سوسيو‪-‬‬

‫أنثروبولوجية حرفة الطرز التقليدي بتقرت‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬السنة الجامعية‪2239/2238 :‬‬

‫تناولت هذه الدراسة البناء االجتماعي للمهن يف اجلزائر هدفت هذه الدراسة إىل معاجلة موضوع‬

‫سوسيوأنثروبولوجي من أجل فهم كيفية البناء االجتماعي حلرفة الطرز التقليدي يف مدينة تقرت‪ ،‬حيث متحورت‬

‫إشكالية الدراسة حول التساؤل التايل‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫كيف تساهم خمتلف املسارات والتجارب املعاشة من طرف احلرفيات‪ ،‬البناء االجتماعي حرفة الطرز التقليدي؟‬

‫إضافة إىل التساؤالت الفرعية‪:‬‬

‫‪-‬كيف تساهم خمتلف عمليات التنشئة االجتماعية يف توريث حرفة الطرز التقليدي وإعادة إنتاجها؟‬

‫‪-‬كيف تساهم التنشئة املهنية يف اكتساب املعارف واملهارات وتكوين حرفيات حرفيات خمتصات يف الطرز‬

‫التقليدي؟‬

‫‪-‬كيف تتشكل اهلوية االجتماعية حلرفيات الطرز التقليدي من خالل ممارستهم هلاته احلرفة؟‬

‫وقد انطلقت الدراسة من الفرضية العامة اآلتية‪:‬‬

‫‪-‬البناء االجتماعي حلرفة الطرز التقليدي يبين من خالل مسارات تراكمية للحرفية كوحدة جزئية يف البناء‬

‫وفاعلة اجتماعية‪ ،‬ضمن شبكة من العالقات االجتماعية وخمتلف النظم واألنساق‪.‬‬

‫وكذا الفرضيات اجلزئية‪ :‬تعترب البيئة االجتماعية والتنشئة األسرية فياء اجتماعي خصب لتهيئة احلرفية الناشئة‬

‫ملمارسة حرفة الطرز التقليدي ونقلها فيما بعد بني األجيال من خالل توريثها‪ ،‬إنتاجها وإعادة إنتاجها‪.‬‬

‫ابعتبار حرفة الطرز التقليدي‪ ،‬حرفة يدوية تعتمد على الدقة يف العمل‪ ،‬فإنه يتوجب على احلرفيات املرور‬

‫مبرحلة التعلم واكتساب املعارف من خالل التكوين املهين والتفاعل االجتماعي‪.‬‬

‫إن الدور الذي تقوم به احلرفية يف ممارستها حرفة الطرز التقليدي كناقلة لقيم سوسيو‪-‬ثقافية‪ ،‬انتمائها جلماعة‬

‫مهنية والبحث عن حتقيق الذات‪ ،‬يعمل على بناء هويتها االجتماعية واستمرارها‪.‬‬

‫ومت دراسة املوضوع من خالل التفاعلية الرمزية والبنائية الوظيفية کموضوع سوسيولوجي أبدوات أنثربولوجية‬

‫معتمدة على املنهج الكيفي يف فرعه املنهج البيوغرايف أبدوات مجع البياانت كاملقابلة‪ ،‬وعينة كرة الثلج واملتمثلة يف‬

‫‪ 95‬مبحوث يف مدينة تقرت‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫أظهرت نتائج الدراسة أن البناء االجتماعي حرفة الطرز التقليدي يتم من خالل من خالل مسارات سوسيو‪-‬‬

‫مهنية وهوايتية‪ ،‬وتفاعل ملختلف النشاطات واألدوار اليت تقوم هبا احلرفيات واليت مكنتها من احلصول على مكانة‬

‫اجتماعية هامة يف اجملتمع احمللي وفقا لقيم ومعايري هذا األخري‪ ،‬حتت أتثري خمتلف األنساق االجتماعية والسيما‬

‫النسق االيكولوجي واالقتصادي والذان كان هلما األثر الواضح على ممارسة هذه احلرفة‪ ،‬كما أن اجلماعات‬

‫االجتماعية من حيث متايزها أثرت يف شبكة العالقات االجتماعية‪ ،‬ما زاد من حدة املنافسة حول األفيلية ‪.‬‬

‫وقد كانت نتائج الدراسة أبن للبناء االجتماعي حلرفة الطرز التقليدي يبين من خالل األدوار اليت يقوم هبا‬

‫األفراد واليت تبين من خالل مسارات بيوغرافية خمتلفة‪ ،‬والتنشئة االجتماعية هلا دور أساسي يف نقل وتوريث احلرفة‬

‫لألبناء إىل أن أصبحت اليوم كتخصص وتراث يعرب عن اهلوية احمللية‪ ،‬أين تصل احلرفية إىل تقدير الذات واالعتزاز‬

‫والفخر بعملها وابنتمائها جملتمعها‪ ،‬كوهنا انقل لقيم سوسيو ثقافية عرب األجيال واجملتمعات‪ ،‬حيث يسمح نظام‬

‫القيم يف اجملتمع من إعطائها مكانة هامة‪.‬‬

‫كما توصلت الدراسة إىل أن تعدد الفئات االجتماعية ومتايزها زاد من حدة التنافس بني احلرفيني واحلرفيات‬

‫املنتمني جملموعات اجتماعية خمتلفة يف نفس املنطقة‪ ،‬كما عمل النسق االيكولوجي يف تنويع احلرفة من خالل‬

‫إبراز الرموز املستخدم بصفة عامة على نشاط احلرفية‪ ،‬والذي أثر بدوره يف النسق االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬كما‬

‫ال ننسى أهم حلقة يف البناء وهي الوظائف واألدوار اليت تقلدهتا احلرفيات من خالل تعليم‪ ،‬توريث‪ ،‬نقل املعارف‬

‫وتناقل احلرفة بني األجيال ضمن وعاء من املعايري والقيم اجملتمعية‪ ،‬ابلتايل فإن فهم البناء االجتماعي يتم من‬

‫خالل تفاعل األبنية اجلزئية ومنه نستنتج أن البناء االجتماعي للمهن هو سريورة وتفاعل منظم ملختلف‬

‫النشاطات واألدوار اليت ميارسها األفراد ضمن شبكة عالقات داخل النظام االجتماعي حتت أتثري خمتلف‬

‫األنساق االجتماعية مشكلة بذلك عا م اجتماعي أو بناء اجتماعي‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬جوانب االستفادة من الدراسة‪:‬‬

‫ت عترب هذه األطروحة من أهم الدراسات اليت تناولت موضوع احلرف التقليدية من املنظور السوسيو‪-‬أنثروبولوجي‬

‫وليس االقتصادي اإلحصائي‪ ،‬حيث اتفقت دراستنا معها يف املسامهة لتحليل البناء االجتماعي للحرف ودور‬

‫احلرفيني يف احلفاظ على املوروث الثقايف املكتسب من األجداد‪ ،‬مبا أن اجملال املكاين واحد يف بيئة صحراوية‬

‫وكالمها حيتوي على قصور حتمل يف حقبها إنسان صحراوي توارث حرفا ومهنا على مر العصور‪ ،‬إضافة إىل نفس‬

‫اخلصائص واجملتمعية والثقافية بني تقرت وورقلة يف أغلبها‪ ،‬كما اتفقت على أن التنشئة االجتماعية للحرفيني‬

‫واحلرفيات سامهت يف انتقال احلرفة من جيل إىل جيل‪ ،‬واتفقتا على أن احلرف برموزها ودالالهتا وألوهنا تعكس‬

‫ثقافة اجملتمع احمللي وبيئته‪.‬‬

‫أفادتنا الدراسة هذه كثريا يف فهم البناء االجتماعي للحرف التقليدية خاصة مع تقارب اجملالني املكاين والزماين‬

‫وحىت البشري‪ ،‬وسامهت يف معرفتنا خلصوص يات احلرفة يف الصحراء اجلزائرية كمجال تثبت فيه املرأة ذاهتا وكياهنا‪،‬‬

‫وأوضحت لنا طبيعة العالقات والتفاعالت اليت حتدث بني احلرفيني إضافة إىل األدوار والوظائف اليت يتقلدوهنا‬

‫داخل هذا البناء االجتماعي وخصائصها‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ .2-32‬الدراســــــــــــــــــات العربيــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫‪ .3-2-32‬عنوان الدراسة‪" :‬السياحة والتغير االجتماعي في تونس‪ ،‬دراسة استطالعية وتحليلية في‬

‫اآلثار االجتماعية والثقافية لتطور قطاع السياحة بالجنوب الشرقي"‪ ،‬للباحث حافظ بن عمر‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتوراه‪.2221 ،‬‬

‫تتمثل إشكالية الدراسة يف البحث عن اآلاثر االجتماعية والثقافية والنفسية للسياحة الدولية على اجملتمع احمللي‪،‬‬

‫من خالل دراسة املمارسات وتصرفات السائح واحتكاكه مع جمتمع تقليدي وحمافظ وما يرتك ذلك من متغريات‬

‫فماهي إذا آاثر هذا االلتقاء؟‬

‫‪-‬كما حاولت الدراسة تتبع ذلك من خالل ظاهرة التغري االجتماعي أبقصى اجلنوب التونسي يف عالقتها بتطور‬

‫قطاع السياحة وأتثريها على النسيج العائلي مث الشباب والقيم السائدة مقارنة ابلقيم اجلديدة الصاعدة‪ ،‬وابلتايل‬

‫فإن الدراسة تبحث أكثر عن آاثر االلتقاء بني قيم النظام الرأمسايل من خالل ظاهرة السياحة الدولية مع قيم‬

‫اجملتمع احمللي‪ ،‬من خالل طر األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إىل أي حد ساهم تطور السياحة ويساهم يف تغري اجملتمع احمللي ؟‬

‫‪ -‬هل سامهت هذه القيم اجلديدة يف تطوير اجملتمع احمللي أم سامهت يف هتميشه ؟‬

‫‪ -‬مث ما هي مظاهر هذا التغري االجتماعي القائم على السياحة الدولية ؟‪-‬‬

‫أما ملخص الدراسة فقد تبني العالقة العيوية املوجودة بني السياحة والتنمية من جهة وانعكاسات ذلك على‬

‫العالقات االجتماعية والثقافية ابجملتمعات املييفة واملتقبلة لثقافات وحيارات خمتلفة ومتياربة يف بعض األحيان‬

‫مع تقاليدها وقيمها احمللية‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬وقد حاولت الدراسة يف إطار الوقوف على بعض األبعاد االجتماعية والثقافية للسياحة يف اجملتمع املييف‬

‫الذي م حيظى إىل حد اآلن مبا يستحقه من حبث ودراسة‪ ،‬وتناولتها الدراسة يف سياقها التارخيي واالجتماعي‬

‫والثقايف واالقتصادي والسياسي‪.‬‬

‫‪ -‬وينصب اهتمام هذا البحث على أربعة ظواهر مركزية وهي السياحة ‪ -‬التنمية ‪ -‬التغري االجتماعي والثقايف‬

‫والتهميش وهي ظواهر ترتبط ارتباطا عيواي بينها‪ ،‬كما سنحاول االستعانة جبملة من األطر واملناهج النظرية‬

‫لكشف خفااي وكوامن تلك الظواهر االجتماعية‪ ،‬كذلك سنتتبع الفاعلني االجتماعية يف قطاع السياحة من‬

‫خالل جتربتهم اليومية وواقعهم املعيشي لنتبني مدى أتثري هذا القطاع على سلوكهم وقيمهم‪ ،‬مبعىن سنحاول‬

‫جتلي اجلانب اخلفي أو الوجه اآلخر للسياحة يف إطار زماين ومكاين حمدد وهو اجلنوب الشرقي من البالد‬

‫التونسية وابلتحديد جبهة جربة – جرجيس‪.‬‬

‫‪ -‬ومتثلت عينة الدراسة يف ‪ 985‬مستجوب عن طريق إحصائيات حمينة وقع اختيارها بطريقة عشوائية فشملت‬

‫منطقة جرجيس ‪ 078‬مستجوب و‪ 805‬مستجوب مبنطقة ميدون‪.‬‬

‫نتائــج الدراسة‪:‬‬

‫‪ -‬تعد أهم النتائج اليت خرجت هبا هذه الدراسة وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪ -‬ال يوجد لقاء بني ثقافات كما يقول بودون ‪ BOUDON‬وإمنا يوجد لقاء بني أصحاب ثقافات‪.‬‬

‫‪ -‬يتصف اللقاء أبنه أسطوري (مثايل) بني الثقافات ولقاء واقعي بني األشخاص‪.‬‬

‫‪ -‬يتقابل األشخاص مع بعيهم البعض لكن كل واحد حيمل صورة مسبقة عن اآلخر‪ ،‬هذه الصورة يف الغالب‬

‫ما تكون خمطئة أو تكون مصطنعة‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬إن التفاعل بني احمللي والسائح يتم بصفة غري متكافئة فالسيا تتا هلم كلهم فرصة التفاعل مع احملليني إال أن‬

‫هؤالء مجيعا ال ميكنهم من القيام بذلك بل أن جمموعة صغرية فقط ‪ %9‬ميكنها التفاعل مع السيا ‪.‬‬

‫‪ -‬إن التفاعل يكون مركز لدى فئة حمددة من العاملني ابلقطاع السياحي وهم ميثلون حلقة وصل بني الثقافات‬

‫املختلفة املتالقية‪.‬‬

‫‪ -‬توجد اختالفات عميقة يف غاايت االلتقاء فالسائح يريد أن يلتقي ويتفاعل مع احملليني ليكتشف اآلخر‬

‫ويييف ملعرفته أشياء جديدة‪ ،‬أي أن غايته ثقافية ابألساس‪ ،‬يف حني يتفاعل احمللي مع السائح من أجل‬

‫املصلحة املادية فحسب‪.‬‬

‫‪ -‬السائح واحمللي ال يستطيعون فعال االلتقاء ليس ابملعىن املادي للكلمة‪ ،‬ليعرف ويفهم الواحد اآلخر وذلك‬

‫للحواجز الكامنة بني العصري والتقليدي‪ ،‬احليري والريفي‪ ،‬املصطنع والطبيعي‪ ،‬املركز واحمليط‪ ،‬الغين والفقري‪،‬‬

‫املادي والروحاين‪.‬‬

‫‪ -‬جوانب االستفادة من الدراسة‪:‬‬

‫أطروحة الدكتوراه هذه من بني أهم الدراسات االجتماعية ملوضوع السياحة‪ ،‬خاصة وأهنا تطرقت إىل العالقة‬

‫بني السياحة وأتثريها يف التغري االجتماعي مبنطقة تتشابه مع ميدان دراستنا يف اخلصائص البيئية واالجتماعية‬

‫احملافظة‪ ،‬وقد اتفقت مع دراستنا يف تناول املوضوع من اجلانب االجتماعي للظاهرة وليس أرقام اقتصادية‪،‬‬

‫وأتثريات السياحة االجتماعية والثقافية يف تنمية اجملتمع احمللي إجيااب منها وسلبا والتعمق يف األنساق املكونة‬

‫للمجتمع وأتثريه وأتثره ابلعناصر الثقافية اليت جيلبها السيا للمجتمع املييف‪.‬‬

‫وتبقى استفادتنا يف أهنا فتحت لن ا مساعي حبثية يف تناول الظاهرة يف شقها االجتماعي الثقايف الذي تفتقده‬

‫الدراسات القبلية للسياحة من هذا املنظور امليداين‪ ،‬حيث سامهت يف توضيح لنا حول دور األنساق القرابية‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫واالجتماعية والثقافية يف التأثري والتأثر ابلسياحة‪ ،‬وأن عدم دراسة خصائص اجملتمع احمللي إبمكان املشاريع‬

‫السياحية أن أتيت على عواقب اجتماعية وثقافية عليه مستقبال‪.‬‬

‫‪ .2-2-32‬عنوان الدراسة‪" :‬دور السياحة في التغير االجتماعي والتنموي في السودان‪ ،‬دراسة حالة‬

‫مدينة بورتسودان"‪ ،‬للباحث مودة على أحمد مـحمد‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الدراسات العليا معهد‬

‫تنمية األسرة والمجتمع‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬السودان‪.2238 ،‬‬

‫تطرقت هذه الدراسة دور السياحة يف التغري االجتماعي والتنموي يف مدينة بورتسودان ومتثلت مشكلة الدراسة يف‬

‫ما هو أتثري األنشطة السياحية يف تغري الرتكيبة االجتماعية لسكان جمتمع الدراسة ؟ وما دور النشاط السياحي يف‬

‫حتسني الوضع املعيشي جملتمع البحث؟ دور السياحة يف التغري االجتماعي جملتمع الدراسة وما أثر التطور السياحي‬

‫يف اجملتمع بورتسودان‪ ،‬وقد احتوت هذه الدراسة علي ست فصول‪.‬‬

‫واستند البحث علي فروض وكانت الفرضية األساسية هي( لألنشطة السياحية دور فعال يف التغري يف منطقة‬

‫البحث ابإلضافة إيل فرضيات أخري‪ ،‬استخدم البحث املنهج اإلثنوغرايف التحليلي وذلك الن الدراسة تقتيي‬

‫حتليل البياانت واملعلومات عن طريق الدراسة امليدانية هبدف الوصول حلقائق علمية ابإلضافة للمنهج التارخيي‪،‬‬

‫ومن أهم أدوات الدراسة االستبيان املوجه لعينة من األسر‪ ،‬إضافة ايل املقابلة مع بعض املختصني ومعرفة أرأهم‬

‫حول السياحة واملالحظة‪.‬‬

‫ومن أهم النتائج اليت مت التوصل اليها من خالل الدراسة أن التغري حدث ابلفعل يف اجملتمع بسبب تطور‬

‫السياحة واألنشطة السياحية واخلدمات العامة يف مجيع النواحي شهدت مدينة بورتسودان هنية حيارية معمارية‬

‫كان هلا األثر األوضح يف إحداث تغريات يف منطقة الدراسة‪ ،‬من خالل الدراسة يتيح أتثري السياحة يف ثقافة‬

‫االفراد واالهتمام ابملوروث احلياري ‪ ،‬اتيح أن هنالك مقومات السياحة احمللية من حيث توفر املقومات الطبيعية‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫واالثرية وان تكلفة السياحة احمللية مقبولة لسائح احمللي ‪ ،‬حتسني بعض اخلدمات السياحية وذلك ابالهتمام‬

‫بتكوين وتدريب العاملني يف هذا القطاع من خالل رفع مستواهم التعليمي والتأهيلي‪ ،‬يف مراكز خاصة وكليات‬

‫متخصصة يف جمال السياحة والفندقه‪ ،‬توصلت الدراسة إىل عدة توصيات منها االهتمام ابلسكان ابعتبارهم أهم‬

‫عنصر يف التنمية وذلك من خالل نشر الوعي السياحي بينهم ‪ ،‬تشجيع االستثمار يف صناعة السياحة والفنادق‬

‫ووضع برامج مبسطة و واضحة‪.‬‬

‫وكان من نتائج الدراسة‪:‬‬

‫‪1.‬أثبتت الدراسة أن التغري حدث ابلفعل يف جمتمع الدراسة وذلك من خالل التطورات اليت حدثت بسبب‬

‫األنشطة السياحية ‪ ،‬ونشر الوعي السياحي ‪ ،‬واألنشطة االقتصادية وكل خدمات البنية التحية ‪ ،‬ومن خالل عدد‬

‫الوافدين ايل املنطقة حيث جند يف عام ‪ 2012‬م كان عدد الوافدين االجانب بلغ ‪ 2,313‬ويف عام ‪ 2017‬م‬

‫بلغ عددهم ‪ ، 2,275‬أما السيا احملليني يف عام ‪ 2012‬م بلغ عددهم ‪ 530,249‬أما عام ‪ 2017‬اصبح‬

‫‪4,834,000‬وهذا يعين أن هنالك تطور ملحوظ وزايدة يف عدد الوافدين للمنطقة من قبل السيا ‪.‬‬

‫‪2.‬من خالل الدراسة يالحظ أن هنالك اهتمام ابخلدمات األساسية خاصة بعد تطورت السياحة واصبحت هلا‬

‫أمهية كبرية ابخلدمات األساسية يف املنطقة‬

‫‪ . 3.‬سامهت برامج السياحة يف توعية اجملتمع احمللي واسلوب املعامل فيما بينهم ومن خالل اجلدول ) ‪( 21‬‬

‫يبني مدي التفاعل الذي حدثة بني السيا واملواطنني وبنسبة ‪ 32 %‬موافق على التفاعل ‪ ،‬حيث قامت عدد من‬

‫املنشآت السياحية داخل األحياء مما أسهمت يف حركة األفراد واندماجهم والتعارف االسري فيما بينهم خاصة يف‬

‫املطاعم واملنتزهات‪ ،‬ومن خالل ارية التبادل االجتماعي اليت تقوم علي األخذ والعطاء بني األفراد يف اجملتمعات‬

‫وفرض أسلوب التعامل بينهما مما يؤدي ايل تقدم ورقي اجملتمعات‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪4.‬تبني أن النشاط السياحي له أتثري علي النشاط االقتصادي حيث حتسن وضع األفراد يف جمتمع الدراسة وجند‬

‫‪58 %‬يرون أن السياحة أدت إيل حتسني وضعهم املعيشي حيث اثبت الدراسة اييا أن السياحة أدخلت الكثري‬

‫من الوظائف بنسبة ‪ 69 %‬مثل خدمات الييافة يف الفنادق وتشيد مطاعم فخمة تقدمي مجيع الطلبات داخل‬

‫الفنادق ابإلضافة إيل املرشدين السائحني واملرتمجني واصحاب املقاهي والباعة املتجولني وساهم يف حركة ونشاط‬

‫األسواق خاصة سوق السمك ( السقالة ) الذي يطل علي شاطي البحر مما انعكس ذلك علي حتسني الوضع‬

‫املعيشي لألفراد‪ ،‬وهذا ما ظهر من خالل النظرية االقتصادية أن االقتصاد عامل مؤثر يف حياة األفراد وان كل ما‬

‫حيدث يف اجملتمع من ظواهر مثل ظاهرة السياحية هلا أتثري اجيايب علي األفراد وهبذا قلت السياحة من حجم‬

‫البطالة‪.‬‬

‫‪ . 5.‬أثبتت الدراسة أن السياحة سامهت يف نشر مفهوم ثقافة السياحة الداخلية وسط املواطنني وأن السياحة‬

‫عملت على نشر وعادات أهل املنطقة اخلاصة عادات ابألكل واللبس واألذواق حيث تعمل وزارة السياحة علي‬

‫تنفيذ الربامج واملهرجاانت ومنها برانمج( بورتسودان وجهيت واجازيت ) الذي يقام سنواي ‪ ،‬ابإلضافة ايل مهرجان‬

‫السياحة الذي وصله نسخته مباشرة العام املاضي وأصبح حدث ينتظره أهل املنطقة خصوصا والسودان عاما ‪.‬‬

‫ويصاحبه عدد من العروض والربامج الثقافية والفنية واالحتفاالت والغناء خاصة األايم اخلتامية‪ ،‬ابإلضافة لسوق‬

‫البازار الذي فتح مؤخرا حيتوي علي املنتوجات الشعبية والصناعات اليدوية اجلميلة لة ابلصدف واخلزف اليت هتتم‬

‫ابجلانب النسائي وشراء اهلدااي‪.‬‬

‫‪ -‬جوانب االستفادة من الدراسة‪:‬‬

‫متيزت هذه األطروحة يف طرحها للجانب التنموي للسياحة موضوع الدراسة ودوره يف التغري االجتماعي‪ ،‬وقد‬

‫اتفقت مع دراستنا يف أن السياحة تساهم يف تطوير اخلدمات العامة كإحداث تغيريات يف البنية التحتية وإنشاء‬

‫فنادق جديدة ابإلضافة إىل أتثريها يف الوعي الثقايف للمجتمع احمللي ابملوروث الثقايف‪ ،‬حيث تشرتك الدراستان من‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫تشابه يف البيئة الصحراوية وخصائص الرتكيبة اجملتمعية من احملافظة وحسن الييافة‪ ،‬كما تشاهبت يف استخدام‬

‫املنهج اإلثنوغرايف لتحليل ظاهرة السياحة يف اجملتمع احمللي إضافة إىل أدوات الدراسة امليدانية‪.‬‬

‫أسهمت الدراسة يف إفادتنا بدور املشاريع السياحية يف تنمية اجملتمع احمللي ونشر الوعي السياحي مما ينعكس إجيااب‬

‫املستوى املعيشي ألفراد اجملتمع املييف من حيث أتثريها االقتصادي أييا وأمهية الربامج الثقافية واملعارض يف إبراز‬

‫املوروث احلياري من حرف وصناعات تقليدية وعادات وتقاليد اجملتمع اجملتمع وغريها‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه‬

‫السياحة يف إبرازه وكان لنا التحقق منها يف ميدان دراستنا من خالل االنطالق من نتائج هذه الدراسة السابقة‪.‬‬

‫‪ .1-2-32‬عنوان الدراسة‪" :‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع المحلي‪ ،‬دراسة في‬

‫انثروبولوجيا السياحة" للباحثة هالة عبد الرحمن عبد العليم الرفاعي‪ ،‬سنة ‪3991‬‬

‫تناولت الدراسة التأثريات الثقافية واالجتماعية للسياحة وارتباطها الوثيق ابلتنمية االجتماعية يف اجملتمعات‬

‫االنسانية املختلفة‪ ،‬ولكي تطبق املناهج واألساليب األنثروبولوجية اختارت الدراسة جمتمعاً حمليا منقسم إىل ثالث‬

‫فئات مجاعات البدو والقرويون واحلير يف منطقة الفيوم‪ ،‬معتمدة على االجتاه البنائي الوظيفي ومنهج دراسة‬

‫احلالة‪ ،‬ابإلضافة إىل طرق مجع املادة العلمية كاملالحظة ابملشاركة واملقابالت املفتوحة ودليل العمل امليداين‪.‬‬

‫وهدفت الدراسة إىل إلقاء اليوء على ما للسياحة من آاثر اجتماعية وثقافية على اجملتمعات املييفة للسائحني‬

‫فيالً عن التوصل إ ىل منوذج تطبيقي مبنطقة الفيوم املصرية ميكن أن خيدم هؤالء الذين خيططون ملستقبل السياحة‬

‫يف مصر‪.‬‬

‫وقد اهتم هذا البحث بطبيعة االتصاالت بني السائحني وبني أعياء اجملتمع احمللي ونتائج هذه االتصاالت‪،‬‬

‫والتأثريات االجتماعية والثقافية للسياحة‪ ،‬والطرق اليت تسهم هبا السياحة يف تغري أنساق القيم والسلوك االنساين‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫وعالقات األسرة وأساليب احلياة االجتماعية والسلوك االجتماعي والتعبريات اإلبداعية واالحتفاالت التقليدية‪،‬‬

‫وقد انطقت الدراسة من التساؤالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -9‬ماهي أهم املقومات االجتماعية والثقافية السياحة يف اجملتمع احمللي يف الفيوم‪.‬‬

‫‪ -8‬ماهي عوامل اجلذب السياحي املتوفرة يف اجملتمع احمللي ابلقيوم؟‬

‫‪ -0‬ما هي ماهي املعوقات املختلفة اليت تواجه السياحة يف اجملتمع احمللي‪ ،‬وتقدمي رؤية أنثروبولوجية ملواجهة تلك‬

‫املعوقات والتحدايت؟‬

‫‪ -4‬ماهي التأثريات االجتماعية والثقافية للسياحة يف اجملتمع احمللي ابلفيوم وعالقتها مبجاالت التنمية احمللية؟‬

‫‪ -5‬ماهي الدوافع والبواعث املختلفة إلقبال السيا على مناطق سياحية دون أخرى وانعكاس ذلك على القيوم؟‬

‫‪ -9‬هل ميكن أن يوجد فرع يف علم األنثروبولوجيا تطلق عليه أنثروبولوجيا السياحة وماهي جماالت البحث فيه؟‬

‫‪ -7‬ما هي املشروعات السياحية اليت أدت إىل زايدة دخل اجملتمع احمللي ابلفيوم ومدى إسهامها يف تنمية وتطوير‬

‫اجملتمع احمللي مع تقدمي رؤية أنثروبولوجية لتقييم وتطوير اخلدمات السياحية ابلفيوم؟‬

‫نتائج الدراسة احلقلية‪:‬‬

‫فقد أثبت البحث أن هناك العديد من املقومات السياحية اليت متيزت هبا مدينة الفيوم من طبيعية‬ ‫‪‬‬

‫واجتماعية وثقافية‪ ،‬فاملقومات االجتماعية تتمثل يف حسن الييافة والكرم وما يتمتع أبناء الفيوم من حسن‬

‫استقبال السائح واهلدوء النسيب والكرم‪ ،‬أما عن املقومات الثقافية فلقد كان انتشار اجلماعات احمللية املتعددة‬

‫)احليرية ‪ -‬القروية ‪ -‬البدوية( ذات الثقافات املتباينة أثره يف اختالف العادات والتقاليد والرتاث الشعيب ملختلف‬

‫تلك اجلماعات ويف تنوع الصناعات التقليدية وهذا كان عامالً هاماً يف جذب السائحني القتناء هذه املنتجات‬

‫من هدااي تذكارية وابلتايل زايدة دخل األسر اليت تعمل هبذه املنتجات‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫يستقر السائح العريب ابلفيوم لوجود الروابط القرابية والنسق القرايب‪ ،‬وعالقات املصاهرة جعلته يسكن مع‬ ‫‪-‬‬

‫أقـاربه ملدة أطول عكس احلال ابلنسبة للسائح األجنيب‪ ،‬ابإلضافة إىل‪:‬‬

‫عقد الزجيات خاصة وأهنا تنتمي إىل نفس اجلذور القرابية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫متاثل العادات والتقاليد ووحدة اللغة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫األحوال اجلوية املستقرة والطقس املعتدل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلقامة عند األقارب وبعيهم يقيي مدة إجازته يف ضيافة األهل واملعيشة يف جو العائلة‪ ،‬أما السائحون‬ ‫‪-‬‬

‫األجانب الذين يفيلون السياحة الثقافية املتخصصة والسياحة األثرية وسياحة الرتفيه‪ ،‬والسياحة البيئية‪.‬‬

‫أثبت البحث أن للسياحة يف مدينة الفيوم العديد من التأثريات االجتماعية منها‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬اليغط على اخلدمات‪.‬‬

‫‪ -‬احتكاك الثقافة احمللية بثقافات الوافدين والتعرف على عادات غريبة على اجملتمع احمللي قد ال يتقبل بعض‬

‫عناصره واالختالط املتبادل بني السائحني واإلتيان ببعض احلركات غري مألوفة ابلنسبة لعادات وتقاليد أهل الفيوم‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام السكان احملليون يف وظائف إدارية وحرفية يف اجملال السياحي وخالل موسم السياحة‪.‬‬

‫‪-‬زايدة األنشطة غري املرغوب فيها مثل البغاء واجلرمية يف بعض املناطق )سرقة اآلاثر ( لبيعها للسائحني‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة عدد من يتحدثون ابللغات األجنبية يف املناطق السياحية كمصدر الرزق‪.‬‬

‫كما أثبت هذا البحث بعض التأثريات الثقافية تتمثل يف االهتمام ابلفنون الشعبية والصناعات التقليدية‬ ‫‪‬‬

‫احمللية والشعبية‪ ،‬وأن زايدة الوعي الثقايف جعل السكان احملليون أكثر وعيا ابالستمرار التارخيي والثقايف اجملتمعهم‬

‫كمصدر للرزق‪.‬‬

‫قيام األهايل ابلتمثيل وعرض الرتاث الشعيب أمام السائحني كسمة ثقافية ومصدر رزق‪ ،‬ومما الشك فيه‬ ‫‪-‬‬

‫أن السياحة جعلت السائحون يتعرفون على الثقافات احمللية‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬جوانب االستفادة من الدراسة‪:‬‬

‫تعترب هذه الدراسة من أحسن الدراسات يف جمال البحث األنثروبولوجي للسياحة يف اجملتمعات احمللية وارتباطها‬

‫ابلتنمية االجتماعية‪ ،‬حيث اتفقت الدراستان على التطرق للتأثريات االجتماعية والثقافية للسياحة على اجملتمع‬

‫احمللي والتفاعل والتثاقف بني السيا واجملتم ع املييف وسلوكات كل فئة‪ ،‬حيث ينتموا إىل نفس اخلصائص البيئية‬

‫الصحراوية بني مدينيت الفيوم مبصر ومدينة ورقلة‪ ،‬ابإلضافة إىل تشابه يف خصائص البناء االجتماعي للمجتمع‬

‫اللذان يتسما ابحملافظة‪ ،‬وتشابه يف الثقافة واللغة‪ ،‬ابإلضافة إىل اتفاق الدراستان يف اعتمادمها على املنهج البنائي‬

‫الوظيفي وطرائق مجع املادة‪ ،‬إىل إدراجهما للمقومات السياحية املنطقة وطرق إسهام السياحة يف التغري االجتماعي‬

‫يف املنطقة‪.‬‬

‫وأحاطتنا هذه الدراسة مبفاهيم وآليات مت توظيفها يف ميدان دراستنا األنثروبولوجية‪ ،‬خاصة وأهنا توصلت يف األخري‬

‫لنموذج سياحي تطبيقي أشبه املسلك السياحي اجلديد لورقلة راعت فيه اخلصائص احمللية االجتماعية والثقافية‬

‫وهدف الدراستني تنمية اجملتمع احمللي‪.‬‬

‫‪ .4-32‬الفجوى البحثية التي تعالجها الدراسة اآلتية‪:‬‬

‫من خالل استعراض أوجه التشابه واالختالف يف الدراسات السابقة‪ ،‬نشري أن الدراسة احلالية تتفق مع الدراسات‬

‫السابقة يف موضوعها الرئيس وهدفها العام‪ ،‬إال أهنا ختتلف عنها يف عدة جوانب‪ ،‬متثل الفجوة البحثية اليت تعاجلها‬

‫هذه الدراسة وهي‪:‬‬

‫‪ -‬أن الدراسة تيمنت موضوعني مرتابطني ومتكاملني السياحة واحلرف التقليدية‪.‬‬

‫‪ -‬نوعت الدراسة يف املناهج املستخدمة املالئمة ملثل هذه البحوث والدراسات املتعلقة ابلسياحة واحلرف‬

‫التقليدية من منظور أثروبولوجي‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫‪ -‬اعتمدت الدراسة على عينات عديدة و م تقتصر هذه الدراسة على عينة واحدة فقط حىت نيمن عمقا‬

‫يف تشخيص وحتليل وتفسري الواقع بدقة‪ ،‬مما ينعكس إجيااب على نتائج البحث مثلما تقتييه الدراسات‬

‫األنثروبولوجية‪.‬‬

‫‪ -‬تعددت أدوات هذه الدراسة حيث اشتملت على املالحظة ابملشاركة واملقابلة واإلخباريون والتصوير‬

‫الفوتوغرايف والفيديو والتسجيل الصويت ودليل البحث امليداين من أجل اإلملام ومجع البياانت بدقة أكرب‪.‬‬

‫ومن العرض السابق يتيح أن هذه الدراسة عاجلت فجوة حبثية متعددة اجلوانب اجتماعية ثقافية بيئية وحىت‬

‫اقتصادية بتطرقها ملوضوع السياحة واحلرف التقليدية وأسس التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية كدراسة‬

‫أنثروبولوجية لواقعها يف مدينة ورقلة‪ ،‬ومشول عينتها بتقسيمنا للمجتمع إىل عينات طبقية نظرا لتنوع إثنياته‬

‫وخصائصه وما تطلبه حتليلنا جملتمع الدراسة‪ ،‬مستخدمني املنهج اإلثنوغرايف واملنهج البنائي الوظيفي عرب مقاربة‬

‫نظرية‪.‬‬

‫‪ .33‬المقاربـــــــــة النظريـــــــــــــة للدراســـــــــــــــــــة‪:‬‬

‫يستلزم البحث العلمي من خالل مناهجه وتقنياته اإلجابة عن تساؤالت وإشكاليات مطروحة حول مواضيع‬

‫متعددة قد تتشابه أو ختتلف جماالهتا‪ ،‬وهو ما يفرض على الباحث ضرورة الفهم وحتديد النظرايت واملقارابت‬

‫الالزمة اليت تساهم يف حتليل ظاهرة ما انطالقا من طبيعة هذه األخرية‪ ،‬مما يعين أن هناك عالقة ارتباطية بني طبيعة‬

‫املوضوع واختيار املقاربة النظرية‪ ،‬فليس كل املقارابت مناسبة لكل املواضيع‪ ،1‬وهذا ما ذهب إليه طلعت مهام أبن‬

‫املقاربة النظرية هي إطار فكري يفسر جمموعة من الفروض العلمية ويطبعها يف نسق علمي مرتابط‪ ،2‬وهو ما حيتم‬

‫على الباحث ضرورة املعرفة اجليدة واإلملام الواسع ابملقارابت حىت تتكون لديه رؤية واضحة ملسار أي دراسة‪،‬‬

‫مجموعة مؤلفين‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات اإلستراتيجية والسياسية‬ ‫‪1‬‬

‫واالقتصادية‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‪ ،0273 ،‬ص‪753‬‬


‫‪2‬‬
‫طلعت همام‪ ،‬قاموس العلوم النفسية واالجتماعية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للنشر‪ ،‬بيروت‪ ، 1984 ،‬ص‪70‬‬

‫‪01‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫كدراستنا لواقع السياحة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة دراسة أنثروبولوجية‪ ،‬حيث يوجد تفاعل بني أفراد اجملتمع‬

‫من خالل التبادل االجتماعي والذي فرضها التغري االجتماعي الواقع‪ ،‬إضافة إىل النشاط احلريف القائم يف ورقلة أو‬

‫حىت التفاعل بني احلرفيني والسيا وبني اجملتمع احمللي والسيا والعكس جعل بعض السمات الثقافية تنتشر على‬

‫قلة أتثريها كتمازج بني التقليدي والعصري يف بعض املنتجات احلرفية أو إنشاء غرف فندقية على شكل مغارات‪،‬‬

‫هذا ابإلظافة إىل األدوار الوظيفية اليت تتغري حسب النسق وحسب النظام القائم القائم والذي فرضته احلرفة أو‬

‫العمل يف القطاع السياحي‪.‬‬

‫ومنه فإننا سنحاول ربط تصوران النظري ملوضوع دراستنا عرب التطرق إىل مقاربتني وهي كاآليت‪:‬‬

‫‪ .3-33‬نظريــــــــــــــــة االنتشــــــــــــــــار الثقافــــــــــــــي‪:‬‬

‫نظرية االنتشار الثقايف وهي إحدى نظرايت التغري االجتماعي‪ ،‬وتذهب هذه النظرية إىل القول أبن التغري الثقايف‬

‫يرجع إىل عامل االنتشار‪ ،‬فاالنتشار عملية تنشر توجيه مسات ثقافية من جمتمع إىل آخر‪ ،‬ومتيز هذه النظرية بني‬

‫انتقال الرتاث وانتشاره‪:‬‬

‫‪ -‬فيعين األول االنتقال الثقايف عرب األجيال )من جيل إىل آخر( داخل اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -‬أما الثاين فهو يعين انتقال مسات ثقافية من جمتمع إىل آخر ومبعىن آخر أن انتقال الثراث يعمل وفق عامل‬

‫الزمن‪ ،‬بينما االنتشار يعمل وفق عامل املكان‪.1‬‬

‫قامت احملاوالت العلمية املبكرة يف رؤيتها لالنتشار الثقايف على فكرة املراكز الثقافية وانتشار الثقافة منها إىل مناطق‬

‫أخرى‪ ،‬وأن أيخذ االنتشار شكل دوائر أشـبـه مبـن ألقى حبجر يف املاء‪ ،‬وكان ذلك يعين أن تنتشر الثقافة يف دوائر‬

‫منتظمة مبعدل اثبت السرعة ويف وسط متجانس‪.2‬‬

‫شاكر محمد فتحي‪ ،‬اهمام بدراوي زيدان‪ ،‬التربية المقارنة المنهج األساليب التطبيقات‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬ص‪700‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمـد ازيـد‪ ،‬إعتمـاد عـالم‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪ ،‬ص‪702‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫متتاز بعض السمات الثقافية بقدرة عالية على االنتشار أو االنتقال وراء حدود اجملتمع الذي نشأت فيه يف األصل‪،‬‬

‫ويتم ذلك االنتقال واالنتشار نتيجة التصال اجملتمعات ذات الثقافات املختلفة إحداها ابألخرى‪ ،‬سواء أكان ذلك‬

‫االتصال عدائياً أم ألغراض سلمية وسواء مت بطريقة مباشرة أو عن طريق شعوب أخرى‪ ،‬وليس االنتشار عملية‬

‫آلية ألن اجملتمع قد يقبل وقد يرفض بعض عناصر الثقافة اجلديدة تبعاً ملدى تالؤمهما مع النمط الثقايف التقليدي‬

‫السائد فيه‪ ،‬ومن أهم العلماء القائلني ابنتشار الثقافة )إليوت مسيث( الذي حاول أن يرد كثرياً من عناصر الثقافة‬

‫يف معظم أحناء العا م إىل مصر القدمية‪.1‬‬

‫إذا فالثقافة تنشأ يف جمتمع معني مث تنتشر إىل اجملتمعات األخرى فيما يسمى ابالنتشار الثقايف الذي يعين انتشار‬

‫لعناصر ثقافة معينة عن طريق نقل عناصر ثقافية من جمتمع أو أكثر إىل جمتمعات أخرى بسرعة ويف وقت واحد‬

‫تقريبا‪ ،‬أي أن هذا االنتشار الثقايف عامل من عوامل التغري وهو يعين استعارة ثقافة لعناصر جديدة من ثقافة أو‬

‫ثقافات أخرى‪ ،‬والعامل الرئيسي الذي يساعد على هذا االنتشار الثقايف هو تقبل اجملتمع اجلديد للعنصر الثقايف‬

‫اجلديد وبذلك حتقق الثقافات األقل انتشارا تواجدها ال أن تسيطر ثقافة معينة على العا م كله وأي ثقافة هلا‪.2‬‬

‫لذلك جند أن السياحة تؤدي إىل تقوية االتصال بني خمتلف األفراد واجلماعات فيما بينهم مما يؤدي إىل ظاهرة‬

‫التمثيل الثقايف بني خمتلف اجلماعات الثقافية وما يصاحبه من تفاعل ثقايف نتيجة ملؤثرات التحير واهلجرة تلعب‬

‫السياحة دورا كبريا يف انتقال وتبادل ثقافات اجملتمعات والتأثري والتأثر حيث تؤدي إىل اكتساب االنسان السائح‬

‫ثقافات خمتلفة تزداد ابزدايد ترحاله من بلد آلخر عن طريق معرفة وانتشار الثقافة نتيجة وجوده يف مجاعة هلا مثلها‬

‫وتقاليدها وعاداته ومعايريها وقيمها وقوانينها‪ ،‬فهي تنتقل من جيل إىل جيل ومن جمتمع إىل جمتمع عن طريق‬

‫االتصال واالحتكاك املباشر أو غري املباشر ابآلخرين وهذا ما حتمله السياحة‪ ،3‬حيث يرى الباحث أن التغري‬

‫سمير الخليل‪ ،‬دليل مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي‪ ،‬إضاءة توثيقية للمفاهيم الثقافية المتداولة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫لبنان‪ ،‬ص‪23‬‬
‫علي عبد الفتاح خلعان‪ ،‬االعالم الدولي والعولمة الجديدة‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪ ،0270 ،‬ص‪713‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرتضى البشير األمين‪ ،‬وسائل االتصال والترويج السياحي‪ ،‬أمواج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان – األردن‪ ،2016 ،‬ص‪20‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫االجتماعي الذي حدث من خالل الثقافة وانتشارها يف اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة ترتبط ابلواقع احمللي للساكنة من‬

‫خالل جلب مسات ثقافية من احلياة األصلية لفئة البدو الذين استقروا املدينة‪ ،‬واكتساب مسات ثقافية جديدة تبعا‬

‫لنمط التمدن بورقلة‪ ،‬إضافة إىل السمات الثقافية األصلية املوجودة يف قصر ورقلة املعروفني ابلسكان األصليني‬

‫ملدينة ورقلة حاليا‪ ،‬ابإلضافة إىل دور احلركة السياحية املوجودة ابملنطقة واليت تعترب من أهم مظاهر الثقافة فإن‬

‫اجملتمعات التقليدية غالبا ما تتعرض لعمليات التحول إىل جمتمعات أكثر انفتاحا قابلة لتبادل الثقافات األخرى‬

‫وأن هنالك عملية تبادل ثقايف بني السائح واجملتمع احمللي واليت تؤثر على أساليب احلياة اليومية واكتساب مفاهيم‬

‫جديدة‪ ،‬كما أن العادات والتقاليد والقيم قد تتعرض لبعض التغريات من خالل احلراك االجتماعي بفعل النشاط‬

‫السياحي‪ ،1‬خاصة وأن النسق االقتصادي السائد يف اجملتمع الورقلي القائم على العمل يف الشركات النفطية واليت‬

‫تظم أفراد وجتمعات من ثقافات خمتلفة جنعل من السهل عليه تقبل السمات الثقافية أو تفاعله معها‪.‬‬

‫إذا حنن توسعنا يف تصور االنتشار الثقايف وجدان أن صناعات كل بلد وأفكار أهله تنتقل خارج حدوده‪ ،‬ويدور‬

‫الصراع بينها يف األسواق يف ميدان الصناعات ويف جمالس الناس يف جمال األفكار واآلراء‪ ،‬ويدور بني كل فن‬

‫ونظرائه صراع يفوز فيه األحسن أو األقرب إىل العقول والقلوب‪ ،‬فأما الرديء أو الذي ال يرقى إىل مستوى‬

‫املنافسة مع ما يقابله من صنعة أو فكرة فقد اختفى أو تياءل مداه‪ ،‬وانتشر الثاين واتسع مداه وانتصـر على‬

‫غريه‪ ،2‬أي أن احلرف التقليدية تتأثر بظاهرة االنتشار الثقايف حيث انتقلت يف جمتمع الدراسة دالالت ورموز وألوان‬

‫تعرب عن عناصر ثقافية جملتمع انتقلت من جيل إىل جيل إىل وصوهلا للجيل احلايل‪ ،‬حيث أصبح احلرفيون‬

‫واحلرفيات يف ورقلة يرون أن الثقافة املكتسبة موروث حياري وجب احلفاظ عليه ونقله لألجيال القادمة‪ ،‬وقد‬

‫مودة علي أحمد محمد‪ ،‬دور السياحة في التغير االجتماعي والتنموي في السودان (دراسة حالة مدينة بوتسودان)‪ ،‬معهد تنمية األسرة‬ ‫‪1‬‬

‫والمجتمع‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،0272 ،‬ص‪01‬‬
‫حسين مؤنس‪ ،‬الحضارة دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1978 ،‬ص‪50‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫انتشرت بعض املنتوجات احمللية إىل جمتمعات أخرى وابلتايل فهم ينقلون هلم عناصر ثقافية توارثوها تعرب عن‬

‫خصوصية اجملتمع احمللي كمنتوجات السعف والساللة إىل اللباس التقليدي وكذا الزربية الورقلية‪.‬‬

‫‪ .2-33‬النظريـــــــــــة الوظيفيـــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تعتمد النظرية الوظيفية يف دراستها للتغري االجتماعي‪ ،‬على الوقوف على الوظيفة اليت ييطلع هبا العنصر‬

‫االجتماعي أو الثقايف يف النسـق االجتماعي بنحو علم‪ ،‬وابلتايل فهي تسعى لفهم هذا الدور وإبرازه‪ ،‬فالوظيفة يف‬

‫نظر مالينوفسكي تعين الدور أو اإلسهام الذي يقوم به كل نظام اجتماعي يف حياة المجمتع ككل‪ ،‬ولذلك ال‬

‫ميكن لنا فهم وظيفة أي نظام اجتماعي يف جمتمع ما‪ ،‬بسيطا كان أو مركبا‪ ،‬إال يف ضوء عالقة وظيفة (أو‬

‫وظائف) هذا النظام مع وظيفة (أو وظائف) النظم األخرى‪ ،‬وهلذا ينظر مالينوفسكي إىل مصطلح النظام‬

‫االجتماعي ‪ Social Institution‬كمفهوم أساسي يف حتليل الثقافة البدائية إىل عناصر جزئية تسهل معها‬

‫الدراسة الوظيفية وفهم الطريقة اليت تسري هبا األمور يف اجملتمع‪ ،‬واليت تعمل على متاسكه واستمراره‪ ،‬فالنظام‬

‫االجتماعي يف نظر مالينوفسكي هو نسق منظم وهادف جلهد وإجناز إنساين‪.1‬‬

‫والفكرة املركزية للوظيفة تقوم على أن الثقافة حتقق حاجات األفراد ويف حتليل مالينوفسكي إن الثقافة تنمو من‬

‫حاجات اإلنسان الثالثة (األساسية‪ ،‬املشتقة‪ ،‬التكاملية( واحلاجات األساسية هي اليت تشبع لكي يبقى اإلنسان‬

‫ويتفق فيها مع احليواانت األخرى كاحلاجة إىل املأوي واحلاجة للحماية الطبيعية‪ ،‬واحلاجات املشتقة هي اليت تتعلق‬

‫ابملشكالت اخلاصة ابملتعة اليت جيب على اجلنس اإلنساين حلها حىت حيقق احلاجات األساسية مثل تقسيم‬

‫العمل‪ ،‬توزيع الغذاء‪ ،‬الدفاع‪ ،‬تنظيم إعادة اإلنتاج‪ ،‬اليبط االجتماعي‪ ،‬أمـا الـحـاجـات التكامليـة فـهـي الـحـاجـات‬

‫اإلنسانية لألمن السيكولوجي‪ ،‬التـوافق االجتماعي‪ ،‬واألشياء اليت تتعلق ابألنساق املعرفية يف احلياة‪ ،2‬فلقد حدد‬

‫حسين فهيم‪ ،‬قصة األنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬فيفري ‪ ،7322‬ص‪.722-703‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد عباس إبراهيم‪ ،‬السياحة والموروث الحضاري أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬دار المعرفة الجامعة للطبع والنشر والتوزيع‪ ،2013 ،‬ص‪022‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫مالينوفسكي أن لكل جانب من جوانب الثقافة أو أي نظام وظيفة وفق هلذه احلاجات الثالث‪ ،‬ونظر‬

‫مالينوفسكي إىل األفراد ‪-‬وليس اجملتمع‪ -‬على أهنم اهلدف النهائي للنسق أوجدت املؤسسات من أجل الناس‪،‬‬

‫االجتماعي‪.1‬‬ ‫وليس العكس‪ ،‬وكانت حاجاهتم ‪-‬احلاجات البيولوجية ابلنهاية – هي احملرك لالستقرار والتغري‬

‫إذن الوظيفية كنظرية يف األنثربولوجيا تشري إىل قياس التمثيل العيوي وهذا يدفعنا إىل التفكري يف األنساق‬

‫االجتماعية الثقافية أهنا نوع من الكائن احلي أجزاؤه ليست مرتبطة بعيها ببعض فحسب ولكن يف نفس الوقت‬

‫تساهم يف استمراره وبقائه‪ ،‬أن كل األنساق الثقافية لديها مطالب وظيفية أو شروط ضرورية للوجود أو حاجات‬

‫(حاجات اجتماعية عند راد كليف براون‪ ،‬شروط بيولوجية مالينوفسکی) مجيعها جيب أن تشبع إذا ما أريد للنسق‬

‫أن يستمر أو يبقى فإذا فرض و م تشبع هذه احلاجات فإن النسق يعاين من عدم التكامل ويصيبه اخللل أو يعرتيه‬

‫التغيري الواضح‪ ،‬وهبذا املعىن فإن النظم ال تفهم مبجرد حتديد عالقاهتا ابلنسق الكبري الذي حيتويها‪ ،‬وإمنا مبحاولة‬

‫الربهنة على أن هذه العالقات تساهم يف احلفاظ على النسق األكرب أو أجزاء منه‪.2‬‬

‫ولذلك استخدمت النظرية الوظيفية يف موضوع دراستنا يف شقيها السياحي واحلرف التقليدية ودورمها يف التنمية‬

‫إلظهار الوظائف اليت حتققها السياحة يف ثقافة األفراد وعالقاهتم ودورها يف إشباع حاجات األفراد سواء األساسية‬

‫أو املشتقة أو التكاملية مثلما ذهب إليه حممد عباس إبراهيم‪ ،3‬حيث ختلق السياحة عديد الوظائف االقتصادية‬

‫ووظائف اجتماعية وثقافية وبيئية ابختالف جماالهتا اليت خيلقها النشاط السياحي يف مدينة ورقلة‪ ،‬وكيفية تقسيم‬

‫األدوار بني املتفاعلني مع الوظائف أو تظهر أدوار جديدة وهو ما مت مالحظته يف جمتمع دراستنا‪.‬‬

‫توماس هايالند إيركسون و فين سيفرت نيلسون‪ ،‬تاريخ النظرية األنثروبولوجية‪ ،‬ترجمة الهاي عبد الحسين‪ ،‬طبعة ‪ ،7‬دار األمة‪ ،‬العراق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،0272‬ص‪17‬‬
‫فاروق مصطفی اسماعيل‪ ،‬األنثروبولوجيا الثقافية‪،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬فرع االسكندرية‪ ، 7322 ،‬ص‪.721‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد عباس إبراهيم‪ ،‬السياحة والموروث الحضاري أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬دار المعرفة الجامعة للطبع والنشر والتوزيع‪ ،2013 ،‬ص‪234‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪00‬‬
‫الجانب المنهجي والمف اهيمي للدراسة‬ ‫الفص ل األول‪:‬‬

‫إضافة إىل توظيفنا هلذه النظرية من أجل معرفة الوظائف خاصة اليت تقوم هبا احلرفيات وكيف يقمن هبا وملاذا يقمن‬

‫هبا؟‪ ،‬فتبني أن وظائفهن سببها األول هو إشباع حاجاهتم األساسية بعد بيع منتوجاهتم‪ ،‬ويقمن يف الكثري من‬

‫األحيان بتقسيم الوظائف والعمل وابلتايل يتشاركن يف الوظيفة عرب توزيع األدوار بينهن يف جمتمع دراستنا مبدينة‬

‫ورقلة‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل الثاين‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية‬
‫مدينــــــــة ورقلـــــــة‬

‫مقدمــــــــــــــــــــــــــة الفصــــــــــــــــــــــــل‬
‫‪ .3‬ورقلـــــــــــــــة‪ ،‬تاريخ أصيل وحضارة عريقة‬
‫‪ .2‬أيكولوجيا منطقة ورقلـــــــة وجغرافيتهــــــــــا‬
‫‪ .1‬الخصائص السوسيولوجية لمدينة ورقلة‬
‫‪ .3-1‬أصول السكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـان‬
‫‪ .2-1‬التركيبة االجتماعية‬
‫‪ .4‬مميزات المجتمع المحلي لمدينة ورقلة‬
‫‪ .5‬وادي ميه‪ ،‬حضارة وتاريخ‬
‫خ ـ ـ ـ ــالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫قبل التطرق إىل دراسة التنوع اإلثين والثقايف واملوروث احلياري ملدينة ورقلة‪ ،‬كان البد من التعرف على‬

‫اخلصائص األيكولوجية بكل ما حتمله من أبعاد وعالقتها ابلنسق االجتماعي وسلوك اإلنسان الورقلي يف منطقة‬

‫هلا خصوصيتها االجتماعية والثقافية والبيئية وأتثرياهتا‪ ،‬وهذا ما حيمله هذا الفصل من تعريف لورقلة التارخيية‬

‫وتسميتها عرب العصور‪ ،‬إضافة إىل إبراز اخلصائص األيكولوجية واجلغرافية ملنطقة ورقلة ومميزاهتا من مناخ وتياريس‬

‫وموارد مائية وفالحية‪ ،‬مث تطرقنا إىل إبراز اجلانب املهم وهو خصائص االنسان الورقلي وتركيبته البشرية وتوزيعه عرب‬

‫وادي ميه الذي ميثل حيارة واتريخ منطقة ورقلة والذي قامت على ضفافه حيارات مرت من ورقلة‪ ،‬وهذا ما‬

‫جيعلها ذات أمهية ابلغة لبحثنا هذا الذي يسعى لفهم وحتليل وتفسري كل األبعاد اليت تشكل مدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫‪ .3‬ورقلـــــــــــــــة‪ ،‬تاريخ أصيل وحضارة عريقة‪:‬‬

‫لقد اختلف الرحالة واجلغرافيون إسالميون أو غربيون كانوا واملهتمني بتاريخ منطقة ورقلة يف كتاابهتم حول أصل‬

‫ومفهوم التسمية وقد جاء ذكرها أبمساء خمتلفة‪ :‬کورجالن‪ ،‬و ورقالن‪ ،‬و ورکالن‪ ،‬و ورکال‪ ،‬و ورکلي‪ ،‬ووركلة‪،‬‬

‫وورقلة فحسب أقوال بعض املؤرخني املسلمني جند البكري يذكرها "وارجالن"‪ ،‬واإلدريسي "وارقالن" يف حني‬

‫يسميها ابن سعيد املغريب "وارکالن"‪ ،‬ونفس االسم جنده عند ابن حوقل "واركالن"‪ ،1‬أما املؤرخون اإلابضيون‬

‫كالدرجيين والشماخي والوسياين يييفون هلا ألفا بعد الواو فتصبح "وارجالن"‪ ،‬أما ابن خلدون فيعرضها أبكثر‬

‫من تسمية‪ ،‬معتمدا حرف الكاف بديال عن اجليم‪ ،‬إذ أوردها يف مواضع خمتلفة ابسم "واركال‪ ،‬ووارکلی‪ ،‬ووارکالن"‪،‬‬

‫بينها العوامر كان قريبا من تسميتها احلالية ابختالف بسيط‪ ،‬فذكرها ابسم "هرقلة‪ ،‬وارکلی‪ ،‬وورقلة"‪ ،2‬ويعرفها‬

‫ايقوت احلموي وارجالن بفتح أوله‪ ،‬وسكون اثنية‪ ،‬وفتح اجليم‪ ،‬وآخره نون‪ :‬كورة بني افريقية وبالد اجلريد‪ ،‬ضاربة‬
‫‪3‬‬
‫يف الرب كثرية النخل واخلريات‪ ،‬يسكنها قوم من الرببر وجمانة‪ ،‬واسم هذه الكورية فجوهه‪...‬‬

‫ويتناوهلا ابن خلدون يف كتاب العرب بنو واركال‪ ،‬أحد بطون زانتة من ولد فرين بن جاان ‪ ،‬إخواهنم يزمرتن ومنجص‪،‬‬

‫ومنالته‪ ،‬كانت فتتهم قليلة وموطنهم قبلة بالد الزاب‪ ،‬اختطوا املصر املعروف هبم على مثاين مراحل من بسكرة يف‬

‫القبلة عنها ميمنة إىل الغرب‪ ،‬بنوها قصورا متقاربة اخلطة‪ ،‬مث استبحر عمر اهنا وصارت مصرا ‪ 4‬أما البكري يف‬

‫كتابه املسالك واملمالك فيذكر‪ ...":‬وارجالن هي سبعة حصون للرببر‪ ،‬أكربها يسمی إغرام يكامن‪ ،‬وبني وارجالن‬
‫‪5‬‬
‫وقلعة أيب طويل مسرية ثالثة عشر يوما"‬

‫رضوان شافو‪ ،‬الجنوب الشرقي الجزائري خالل العهد اإلستعماري ورقلة أنموذجا ‪1844 - 1962‬م‪ ،‬دارالمحاہر للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ط‪ ، 0275 ،7‬ص‪02‬‬


‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪05‬‬
‫معجم البلدان‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،7311 ،‬ص ‪. 217‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد الرحمان بن خلدون‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر‪ ،‬ج‪ ،70‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت ‪ ، 7327‬ص ‪. 722‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد هللا بن عبد العزيز ابو عبيد البكري‪ ،‬كتاب المسالك والممالك‪ ،‬تحقيق أدريان لوفن‪ ،‬أنديري فيري‪ ،‬ج‪ ، 7‬دار العربية للكتاب‪ ،‬تونس ‪،7330‬‬ ‫‪5‬‬

‫ص ‪720‬‬

‫‪01‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫ورقلة‪ ،‬أو هرقلة‪ ،‬أو أرکلى كما كانت تدعي سابقا هي إحدى الواحات الشهرية بكثرة خنيلها وجودة متورها على‬

‫مسافة ‪ 998‬كلم جنويب واحة تقرت‪.‬‬

‫كانت منطقة ورقلة آهلة منذ عصور قدمية بعناصر بربرية وقد استوىل عليها الرومان حينا من الزمن يف عهد وجوده‬

‫ابلشمال اإلفريقي‪ ،‬وعلى إثر حروب متتالية بني الغزاة والرببر أجرب الرومان على االنسحاب املنطقة من وتركها‬

‫ألصحاهبا‪ ،‬غري صراعا داخليا جد بعد ذلك بني تلك القبائل الرببرية أدى إىل تشتت مشلهم وفقدان نظامهم‬

‫وأمنهم حىت جاء الفتح اإلسالمي‪.‬‬

‫كانت حياة ورقلة االقتصادية قدميا أكثر ما تعتمد على ما تستورده ابلقوافل من بالد إفريقيا الوسطى عن طريق‬

‫الصحراء الكربى‪ ،‬أما اليوم فقد اشتهرت أبسواقها يف خمتلف منتوجاهتا الداخلية من متور خنيلها ال سيما متر دقلة‬

‫نور‪ ،‬ومن صناعتها التقليدية ذات الطابع الصحراوي اجلميل‪ ،‬كما أصبحت بفيل تقدم عمراهنا احلياري وتوفر‬

‫مرافقها العصرية وجوارها ملنابع برتول حاسي مسعود خري مكان سياحي يقصده آالف السيا من الداخل‬

‫واخلارج‪.‬‬

‫وقد عرف أهايل ورقلة منذ القدم ابلشجاعة النادرة والذود عن محي الوطن وهذا ما رغب البطل الشريف بوشوشة‬

‫سنة ‪9079‬م يف أن جيعل من ورقلة قاعدته العسكرية حملاربة الغزو الفرنسي ابجلنوب وأن خيتار جل جنده من‬

‫أبناء ورقلة مثل املخادمة والشعانبة وغريهم من صمدوا أمام جيش االحتالل وكبدوه أفد اخلسائر يف األنفس‬

‫والعتاد‪ ،‬و م يفت أخريا أحفاد أولئك األبطال أن يسريوا على منوال أجدادهم فكانوا عند احلرب التحريرية ضمن‬

‫إخواهنم اجلزائريني من املستجيبني األولني لنداء الوطن وأعلنوها حراب بطولية ضد املستعمر حىت النصر‪ ،‬وبذلك قد‬
‫‪1‬‬
‫أضافوا صفحة ذهبية جديدة لتاريخ كفا ورقلة اجمليد‪.‬‬

‫ابراهيم محمد الساسي العوامر‪ ،‬الصروف في تاريخ الصحراء وسوف‪ ،‬منشورات ثالة‪ ،‬األبيار‪ ،‬الجزائر‪ ،0221 ،‬ص‪22-25‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫أفاد البكري (ت ‪ 407‬ھ‪ 9814 /‬م) أن وارجالن كانت تتكون من‪ :‬سبعة حصون للربابر أكربها يسمى أغرم‬

‫أن يكامي‪ ،‬أي حصن العهود‪ 1‬وأرجالن يف طرف الصحراء مما يلي إفريقية وهو بلد خصيب كثري النخل‬

‫والبساتني‪ ،‬وفيه سبع مدن مسورة حصينة تقرب بعيها من بعض‪ ،‬أكربها تسمى أغرم إن يكامن معناه بالد‬
‫‪2‬‬
‫الشهود‪ ،‬وفيه حصن العهود‪ ،‬وهي بالد كثرية الزرع واليرع والبساتني‪ ،‬كثرية املياه‪...‬‬

‫وخالل القرن احلادي عشر اهلجري السابع عشر امليالدي‪ ،‬مر هبا الرحالة املغريب العياشي (وهو ذاهب إىل البقاع‬

‫املقدسة ‪ 9851‬ه ‪ ، 9941‬وذكرها ابسم واركال مع وضع ثالث نقاط أسفل الكاف دون أن يقدم توضيحا‬

‫أكثر عن هذا املصطلح وال عن اتريخ أتسيس احلاضرة موكل ما قاله عنها‪ :‬إهنا عظيمة وهلا سبعة أبواب‪ ،‬وهي‬

‫وسط غابة من النخيل وحييط هبا خندق مملوء ابملاء‪ ،‬يف حني توسع كثريا يف اجلانب االجتماعي والثقايف‪ ،‬حيث‬

‫تكلم عن املأكوالت ومستوى التعليم‪ ،‬وعن اخلوف من مالبس املوتى‪ ،3‬أما احلسن بن حممد الوزان الفاسي‬

‫املعروف بليون اإلفريقي فوصفها كالتايل‪ ..." :‬ورقلة مدينة أزلية‪ ،‬بناها النوميديون يف صحراء نوميداي‪ ،‬هلا سور‬

‫ودور مجيلة‪ ،‬وحوهلا خليل كثري ويف ضواحيها قصور عدة وعدد ال حيصى من القرين‪ ،‬الصتان فيها كثريون‪ ،‬سكاهنا‬

‫أغنياء‪ ،‬هبا جتار اجانب عن البلد من قسنطينة وتونس حيملون ايل واركله منتجات بالد الرببر ويستبدلوهنا مبا الباقي‬

‫من بالد السودان‪ ...‬وأهل واركلة كرماء شرفاء‪ ،‬يستقبلون الغرابء استقباال حسنا‪ ...‬ولواركلة أمري يعيل حنو‬

‫‪ 9888‬فارس من حرسه‪"..‬‬

‫أبى عبيد هلل البكري‪ ،‬المسالك والممالك‪ ،‬تحقيق أدريان فان ليوفن وأندرى فيرى‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ 7330 ،‬م‪ ،‬ص‪227‬‬ ‫‪1‬‬

‫مؤرخ مجهول‪ ،‬االستبصار في عجائب األمصار‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد‪( ،‬دار النشر المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ 7325 ،‬م‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪000‬‬
‫‪ 3‬أحمد ذكار‪ ،‬التاريخ اإلفريقي الحديث والمعاصر حاضرة وارجالن وعالقاتها التجارية بالسودان الغربي من سنة ‪ 3222‬ه إلى ‪ 3123‬ه‬
‫‪ 3593‬م إلى ‪ 3881‬م‪ ،‬مذكرة ماجستير في التاريخ اإلفريقي الحديث و المعاصر‪ ،‬الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد دراية – أدرار‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية و العلوم اإلسالمية قسم التاريخ تخصص‪ ،‬السنة الجامعية‪ 0272-0223 :‬م‪ ،‬ص‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫بينما يقول عنها ابراهيم العوامر "وكانت ورقلة منطقة اهلة منذ عصور قدمية بعناصر بربرية وقد استوىل عليها‬

‫الرومان حينا من الزمن يف عهد وجودهم ابلشمال األفريقي وعلى إثر حروب متتالية بني الغزاة والربير أجرب الرومان‬

‫على االنسحاب من املنطقة وتركها ألصحاهبا‪ ،‬غري أن مزاعا داخليا بني تلك القبائل الرببرية‪ ،‬أدى إىل تشتت‬

‫مشلهم وفقدان نظامهم حىت جاء الفتح اإلسالمي‪ ،"...‬وجاء يف كتاب مادالن روفيلوا بريقول ‪alay au-‬‬

‫)‪" :(Madeleine Rouvillois Brigol‬ورقلة هي قصر مجيل جدا‪ ،‬هي حقا لسيت مبستوى فنيات‬

‫قصور مدن املزاب ‪ ،‬القصبات املغربية‪ ،‬املدن احلمراء مثل تيميمون وعني صاحل بن عباس أو مدينة األلف قبة‬

‫بسوف مجال ورقلة‪ ،‬مجال سري‪ ،‬يتطلب الرتكيز نوعا ما حىت يتسىن لنا اكتشافه‪ ،‬مادة بناء القصر بيياء رمادية‬

‫اللون‪ ،‬ال تظهر حتت أشعة الشمس وسط‪ ،‬التيار‪ ،‬لكن مالحظة ظالل األضواء املائلة تربز لنا االنسجام املدهش‬

‫والرائع الشكال وأحجام القصر‪ ،1"..‬حيث عثر الفرنسيون سنة ‪9070‬م على مقالع للحجارة املنحوتة ورؤوس‬

‫السهام‪ ،‬بيض النعام‪ ،‬بقااي أواين فخارية‪.‬‬

‫إذن فلورقلة اتريخ طويل وحيارات مرت إىل أن وصلت إىل مرحلة الغزو الفرنسي الذي قسم إىل عدة مراحل‪،‬‬

‫ففي سنة ‪ 9041‬عني سلطان انقوسة خليفة على ورقلة وخيع للسيادة الفرنسية لكن بعد سنتني من ذلك قام‬

‫عرش سعيد عتبة الذين يكونون غالبية جيش انقوسة بثورة قادها حممد بن عبد هللا ضد املستعمر‪.‬‬

‫يف ‪ 87‬جانفي ‪ 9054‬توغل جيش فرنسا بقيادة الكولونيل ديربو وسط مدينة ورقلة للقبض على الشريف حممد‬

‫بن عبدهللا‪.‬‬

‫من سنة ‪ 9050‬إىل سنة ‪ 9094‬كانت منطقة ورقلة حتت حكم أوالد سيدي الشيخ ويف سنة ‪ 9090‬اثر سي‬

‫سليمان بن محزة مدعم من عمه وكل قبائل ورقلة ضد الفرنسيني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ورقلة األناقة والعراقة‪ ،‬ص‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫سنة ‪ 9091‬دخل حممد بن التومي بن إبراهيم املسمى »بوشوشة « ومجع مسانديه وعني سلطان عليهم‪ ،‬لكن‬

‫اجليش الذي قاده اجلنرال لكروافوبوا » ‪ « Lacroix vaubois‬أجربوه على مغادرة املدينة يف شهر جانفي‬

‫‪ 9078‬وأرغم السكان على دفع ضريبة حرب انتقاما منهم أما منازل بين سيسني فقد هدمت كليا‪.‬‬

‫ونظرا حلالة الألمن الذي كان يعيشها يف القصبة اآلغا اجلديد بن إدريس املعني من طرف الفرنسيني استقر يف قارة‬

‫ابمنديل اليت تسمى حاليا "قصر بن إدريس" اليت مازالت أطالهلا شاهدة إىل يومنا هذا‪.‬‬

‫يف ‪ 87‬فيفري ‪ 9198‬خرج سكان مدينة ورقلة يف مظاهرات عارمة ترفض فصل الصحراء عن الشمال ويف هذا‬

‫التاريخ كانت جتري مفاوضات ايفيان بني احلكومة املؤقتة واحلكومة الفرنسية حول قيية الصحراء‪ ،‬خالل هذه‬
‫‪1‬‬ ‫املظاهرات أستشهد الشطي الوكال مبدينة ورقلة عند تدخل القوات الفرنسية‪.‬‬

‫وفيما يتعلق أبصول التسمية‪ ،‬ورغم وجود تباين بني خمتلف الرواايت واإلشارات الواردة يف املصادر التارخيية أو‬

‫اجلغرافية‪ ،‬ومدى مطابقة هذه الرواايت للحقائق الواقعية‪ ،‬فإن ما يكون أقرب إىل التأكيد هو وجود اختالفات يف‬

‫نطق احلروف‪ ،‬واىل التقادم التارخيي املرافق لذلك وما يصاحبه من حتويرات يف اللفظ‪ ،‬وهذا إن دل على شي فإنه‬

‫يدل على تعدد اللهجات واللغات يف املنطقة‪ ،‬األمر الذي جعل التسمية تشهد عدم االستقرار يف املصطلح‪،‬‬

‫وعلى الرغم أن هذه الرواايت واإلشارات تبقى حتتاج إىل املزيد من احلقائق واإلثبااتت للوصول إىل نوع من‬

‫احلقيقة‪.‬‬

‫زايدة على ذلك أكدت لنا معظم املصادر التارخيية واجلغرافية على عراقة وقدم منطقة ورقلة منذ العصور القدمية‬

‫لكوهنا كانت آهلة ابلسكان األوائل وهم القرمنتيون‪ ،‬لتعرف بعدها عرب فرتات الحقة‪ ،‬وحسب الظروف‬

‫والتحوالت االجتماعية واالقتصادية تطورا سكانيا وعمرانيا نسجته خمتلف األجناس اليت عمرت املنطقة‪ ،‬وخلقت‬

‫تواصال اجتماعيا فيما بينها إىل غاية املنتصف األول من القرن العشرين‪ ،‬وما هو مهم لإلشارة وما تؤكده بعض‬

‫مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مونوغرافيا والية ورقلة‪ ،0222 ،‬ص‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫احلقائق التارخيية أن منطقة ورقلة كانت تتمتع بنوع من اخلصوصية واالستقاللية السياسية خاصة مند استقرار‬

‫القبائل الرببرية والعربية هبا‪ ،‬ويتجلى هذا أكثر يف عهد الدولة الرستمية (‪180-777‬م)‪ ،‬وما كان يربطها هبذه‬

‫الدولة من عالقات اعرتافها ابلتبعية اإلمسية هلا‪ ،‬غري انه بعد سقوط هذه الدولة سنة ‪180‬م فقدت منطقة ورقلة‬

‫استقرارها واستقالهلا نتيجة احلمالت العسكرية ضدها للقياء على مجيع طموحاهتا السياسية والعسكرية يف‬
‫‪1‬‬
‫املناطق الصحراوية بداية ابلفاطميني وإىل غاية احلمالت التأديبية العثمانية واالحتالل الفرنسي سنة ‪9054‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬أيكولوجيـــــــــا منطقـــــــــة ورقلــــــــــــــــة وجغرافيتهــــــــــــــــــــــــــتا‪:‬‬

‫‪ .3-2‬الموقـــــع الجغــــــــــرافي ‪:‬‬

‫تقع والية ورقلة يف اجلنوب الشرقي من الوطن مساحتها ‪ 163 233‬كم‪ ،8‬تعد من أكرب اجلماعات اإلدارية‪،‬‬

‫حيدها من الشمال والايت اجللفة والوادي وبسكرة‪ ،‬ومن الشرق اجلمهورية التونسية‪ ،‬ومن الغرب والية غرداية‪،‬‬

‫ومن اجلنوب والييت متنراست وإليزي‪ 2‬ضمن نطاق الصحراء الكربى املمتدة من األطلس الصحراوي جنواب وأطراف‬

‫اهلياب العلي ـ ــا‪ ،‬وحسب اجلغرافيني فورقلة تقع يف قلب الصحراء املنخفية املعروفة مبياهها اجلوفية االرتوازية القريبة‬

‫من السطح‪ ،‬وابلتحديد يف احلوض الشرقي الكبري الرابط بني احلدود التونسية واجلزائرية‪ ،‬والذي ميتد عل طول‬

‫‪ 088.888‬كلم مربع‪ ،‬ويقدر خمزونه بـ ـ ـ ‪ 1.800, 888‬مليون م‪ ، 0‬وينخفض سطحه إىل ‪05‬م عند شط‬

‫ملغيغ الواقع بني مدينة بسكرة ومدينة الوادي ابجلزائر‪ ،‬وشط اجلريد بتونس ابلقرب من مدينة قفصة‪ ،‬ويبلغ ارتفاعه‬

‫من ‪ 95 -98‬م عن سطح البحر‪ ،‬وهي املنطقة اليت أرادت فرنسا ربطها ابلبحر األبيض املتوسط وإدخال مياه‬

‫البحر إىل احلدود اجلزائرية عرب منخفيات تونس‪.‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪770-777‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪0‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫وحوض ورقلة يبلغ طوله ‪ 08‬كلم‪ ،‬وعرضه يرتاو بني ‪ 98‬و‪ 90‬كلم‪ ،‬وارتفاعه بني ‪ 980‬و‪958‬م فوق مستوى‬

‫سطح البحر‪ ،‬ميتد بني هيبتني األوىل حتّده من الغرب‪ ،‬ارتفاعها ‪808‬م‪ ،‬والثانية من الشرق ابرتفاع يناهز‬
‫‪1‬‬
‫‪998‬م‪،‬كما تؤكد الدراسات اجليولوجية أن احلمادات والعروق وبعض الرمال تغلب عل سطحها‪.‬‬

‫‪ .2-2‬الخصائص المناخيــــــــــــــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫الغالب على احلالة املناخية السائدة يف كل منطقة هو ارتباطها ابلبنية التياريسية من حيث االرتفاع‬

‫واالخنفاض‪ ،‬وطبقة السطح ذاته من حيث نوع الرتبة اليت تشكل غطاءه‪ ،‬وعليه فإن امليزة األساسية ملناخ ورقلة هو‬

‫ال طابع الصحراوي اجلاف والقاسي جدا‪ ،‬شديد احلرارة صيفا‪ ،‬وشديد الربودة شتاء‪ ،‬ابلرغم من العلو النسيب‬

‫للمنطقة ‪ ،‬وهو حار طول أايم السنة حيث يصل املتوسط احلراري السنوي يف فصل الصيف داخل السكنات‬

‫الصحراوية القدمية‪ ،‬خاصة يف شهر جويلية إىل ما بني ‪ °88‬إىل ‪ ،°34‬لتصل يف بعض احلاالت إىل ‪ ،°50‬كما‬

‫أن هذه القساوة ال ترتجم فقط ابحلرارة املرتفعة يف الصيف أو نقص التساقطات‪ ،‬ولكن أبمهية التبخرات خصوصا‬

‫الناجتة عن جفاف اهلواء‪ ،‬ما أدى يف كثري من األحيان إىل موت عا كبري من املواشي‪ ،‬ونقص يف األابر‪ ،‬وارتفاع‬
‫‪2‬‬
‫فاحش يف أسعار احلبوب‪.‬‬

‫‪ .3-2-2‬الريــــــــــــــــــــــــــــــــاح‪ :‬حبكم طبيعة املناخ الصحراوي‪ ،‬وندرة الغطاء النبايت املنطقة ورقلة فغالبا ما‬

‫تشهد هذه املنطقة عواصف رملية مومسية بني شهري مارس وافريل تبلغ سرعتها ‪ 88‬كلم يف الساعة‪ ،‬وهي‬

‫متوسطة احلرارة إذا جاءت من الناحية الشمالية الشرقية‪ ،‬وحارة إذا جاءت من الناحية اجلنوبية‪ ،‬وتعرف حملي‬

‫براي الشهيلي (القبلي) ‪ ،‬وغالبا ما تتسبب هذه الراي يف خسائر فادحة تصيب احملاصيل الزراعية واملواشي‪،‬‬

‫وتبدأ األجواء يف التحسن من شهر سبتمرب عندما يتغري اجتاه الراي اآلتية من خليج قابس لتصبح مشالية شرقية‬

‫واملعروفة حمليا (براي البحري)‪ ،‬لكوهنا تكون حمملة ابلرطوبة فتعمل على تلطيف املناخ والسيما ليال‪ ،‬ولإلشارة‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪52-03‬‬ ‫‪1‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪50-57‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫فإن سكان املنطقة يرحبون كثريا هبذه الراي فهي تساعد على تلقيح أشجار خنيلهم‪ ،‬كما يرحبون ابحلرارة أثناء‬

‫النهار لكوهنا عامال أساسيا يف نيج مثارها‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل أنواع أخرى من الراي منها الظهراوي والغريب‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتعترب هذه الراي األعنف من انحية اهليجان وإاثرة الزوابع‪.‬‬

‫‪ .2-2-2‬الوســـــــــــط الطبيعـــــــــــــــــــــــــي‪:‬‬

‫‪ .1-2-2-2‬التضاريس ‪:‬‬

‫‪ ‬العرق الشرقي الكبري‪ :‬عبارة عن حبر رملي كبري ميتد ليغطي ثلثي ‪ 8/0‬مساحة والية ورقلة يصل إرتفاعه‬

‫إىل ‪ 888‬مرت‪.‬‬

‫‪ ‬احلمادة ‪ :‬مسطح حجري يوجد يف املنطقة الكربى من غرب وجنوب ورقلة‪.‬‬

‫‪ ‬األودية ‪ :‬تتميز ورقلة بوجود وادي مئة وواد ريغ‪.‬‬

‫‪ ‬السهول ‪ :‬تلتقي يف احلدود الغربية من الوالية ومتتد إىل الشمال واجلنوب‪.‬‬

‫‪ ‬املنخفضات ‪ :‬تعد ضئيلة وتوجد يف منطقة وادي ريغ‪.‬‬

‫‪ .1-1-2-2-2‬الدراسة اجليولوجية ‪ :‬يقع إقليم منطقة ورقلة يف حوض صحراوي شاسع الطبقات األرضية‬

‫املشكلة هلذا اإلقليم ينسبها اجليولوجيون إىل العصر الرابع ومنها من يعود إىل العصر الفجري ومنها إىل العصر‬

‫الطباشريي‪ ،‬حيث تقع والية ورقلة يف منطقة مستوية مستقرة تتميز بثالث مناطق‪:‬‬

‫‪ ‬العرق الشرقي الكبري‪ :‬جيمع الرمال الكثرية الناجتة عن الراي القوية القادمة من الشرق ومن اجلنوب‪.‬‬

‫‪ ‬األودية‪ :‬يف الوسط حيث ترتسب طبقات الوحل والطمي‪.‬‬

‫‪ ‬هضبة ميزاب ‪ :‬من الناحية الغربية‪.‬‬

‫رضوان شافوـ مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 55-52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫حسب علم وطبيعة الصخور يتجلى لنا نتوءات صخرية على إمتداد تراب الوالية كما يتجلى أييا األوحال‪،‬‬

‫السبخة‪ ،‬طبقات امللح واجلبس‪ ،‬زحف الرمال‪ ،‬الرق‪ ،‬السطو ‪ ،‬ترسبات طينية‪ ،‬الكلس‪ ،‬جتمعات صخرية‪ ،‬كلس‬

‫الصلصال احملتوي على مكوانت الصلصال‪ ،‬وكلس املنغنيزيوم…‬

‫‪ .2-1-2-2-2‬دراسة املياه اجلوفية (‪ :)Hydrogéologie‬متثل املياه اجلوفية املورد األساسي للوالية‬

‫وتتكون من أربعة طبقات مائية خمتلفة هي‪:‬‬

‫• خزاانت مائية ابطنية‪( :‬خزان مائي فرايتيكي) عمقها يرتاو من ‪ 9‬و‪0‬م‪.‬‬

‫• جيوب رملية‬

‫• خزان سنوين (الكلسي) ‪ :‬أو جيوب املركب النهائي‪.‬‬

‫• خزان متداخل قاري )‪ : (ALBIEN‬عمقه يرتاو بني ‪ 9888‬و ‪9788‬م‪.‬‬

‫‪ .3-1-2-2-2‬دراسة املياه السطحية (‪ :)Hydrographie‬نظرا للموقع اجلغرايف وتياريس الوالية‬

‫فإن شبكة املياه السطحية ضعيفة رغم وجود األودية‪ ،‬لكنها ليست قوية وفيياانهتا قليلة جدا‪ ،‬حبيث أن وادي‬

‫ميه جامد لسنني طويلة‪ ،‬أما وادي ريغ فنشاطه دائم‪ ،‬كما جيب أن نذكر أييا إرتوازية الينابيع الطبيعية والبحريات‪.‬‬

‫‪ .2-2-2-2‬النبـات ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتات‪ :‬إن هذا العنصر يوضحه التاريخ املناخي للمنطقة وإن األصناف احلالية ما هي‬

‫إال خملفات األزمنة الغابرة ذات الرطوبة العالية اليت إستطاعت أن حتافظ على نفسها سواء كانت أصناف متوسطية‬

‫أو إستوائية وأتقلمت مع الصحراء بفيل ظهور مميزات فيزيولوجية جديدة‪.‬‬

‫فيما يتعلق ابلنبااتت ‪ ،‬فإهنا ال تستطيع أن تعيش يف الصحراء ما عدا أصناف متناثرة ذات مميزات خاصة‪ :‬هلا‬

‫جذور عميقة‪ ،‬أوراق انقصة‪ ،‬حبات مقاومة … فالشروط الصعبة للبقاء حتدد عدد أصناف النبااتت يف الوالية‬

‫حبوايل ‪ 088‬صنف‪ ،‬علما أن مشال املغرب العريب حيتوي على ‪ 4588‬صنفا تقريبا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫ال يوجد إال أنواع قليلة من األشجار جممعة يف الواحات وجماري الوداين بصفة عامة‪ ،‬ويتغري نوع الغطاء النبايت‬

‫حسب البنية الفيزايئية للمنطقة‪ ،‬فنجد العروق مكسوة بنبااتت حبيبية وعلفية مثل ‪ :‬احلاد ‪ ،‬الكرم كرم ‪ ،‬الدرين ‪،‬‬

‫وأدغال صغرية من الوزال وهي من فصيلة القرنيات الفرشية والعناب واأليل‪.‬‬

‫النبااتت احلبية والعلفية والشجريات الصغرية مثل الطماريس والسنط ( أقاقيا ) تستطيع أن تتمدد بكثرة يف هذه‬

‫املناطق ‪.‬‬

‫‪ .3-2-2-2‬احليوان ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‪:‬‬

‫أما فيما يتعلق ابحليواانت فهي اندرة مثل النبااتت حيث جند الثدييات مثل ‪ :‬االبل‪ ،‬واألغنام‪ ،‬والبقر‪ ،‬وحيواانت‬

‫آكلة احلشرات مثل‪ :‬جرذان ذي القرن وقنفذ الصحراء وحيواانت آكلة اللحوم مثل ‪ :‬الفنك ‪ ،‬إبن آوى والقوارض‬

‫مثل‪ :‬جربيل‪ ،‬الفئران‪ ،‬الريبوع‪ ،‬واألرنب الربي واحلافرايت مثل‪ :‬الغزالن ‪ ،‬ومن الطيور بعض األصناف هي‬

‫صحراوية حمية ‪ :‬الغراب األمسر‪ ،‬احلجل الدجاجي‪ ،‬أما الزواحف تعيش غالبا قرب النبااتت‪ ،‬واألصناف اليت‬

‫تتأقلم أكثر مع الظروف اإليكولوجية للوالية هي احلشرات والعناكب‪ ،‬من بني هذه العناكب جند العقرب الذي‬

‫معظم أصنافه خطري على اإلنسان ويتواجد عرب كل تراب الوالية حيث تعيش يف الرمال وحتت احلجارة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أما احلشرات فتمثل أكثر احليواانت حيث توجد أكثر من ‪ 088‬صنف يف الشمال الغريب للصحراء‪.‬‬

‫‪ .3-2-2‬األمط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار ‪:‬‬

‫املتأمل يف اخلارطة اجلغرافية للجزائر‪ ،‬فإنه يالحظ أن ورقلة أبعد ما تكون عن املسطحات املائية‪ ،‬بل هي عل‬

‫خالف ذلك وسط مزيد من االمتدادات الصحراوية‪ ،‬وهذا ييعنا أمام حقيقة واحدة وهي أن ورقلة كانت منطقة‬

‫جافة ؟‪ ،‬لكن ما جاء يف كتب الرحالة واجلغرافيني يؤك ـ ــد عل أن املنطق ـ ـ ــة كانت مطرية يف األزمن ـ ــة السابقـ ــة لكن‬

‫األمر هنا ليس واضحا أي األزمنة املقصودة‪ ،‬لكن اإلحصائيات اليت دوهنا الرحالة الذي زار منطقة ورقلة‪ ،‬وتقارير‬

‫مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75-72‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫األرصاد اجلوية سنوات احلقبة االستعمارية حول مستوى التساقط ومعدل األمطار‪ ،‬يؤكد ثبوتية التساقط بغزارة رغم‬

‫وجود بعض حاالت اجلفاف‪ ،‬لكن هذه التساقطات غري منتظمة ومتقطعة‪ ،‬وسقوطها غالبا ما ينحصر بني شهري‬

‫فيفري وأكتوبر‪ ،‬ولقد حققت سنة ‪9157‬م رقما قياسيا يف تساقط األمطار‪ ،‬إذ وصلت إىل ‪985.7‬ملم‪.‬‬

‫‪ .4-2-2‬الشبكـ ـ ـ ـ ـة املائي ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫إن املوقع اجلغرايف لورقلة والوضع الطبوغرايف جعالها تتميز عن بقية األقاليم الصحراوية األخرى‪ ،‬وذلك بسبب كثرة‬

‫مواردها املائية ‪ ،‬املتمثلة يف أوديتها اجلوفية والسطحية عل الرغم من مناخها الصحراوي اجلاف وقلة تساقط‬

‫األمطار‪ ،‬وللعلم فإن هذه الشبكة املائية لعبت دورا كبريا يف ازدهار وتطور ورقلة‪ ،‬لكون أن احلياة االقتصادية‬

‫واالجتماعية والعمرانية أصبحت مرهونة مبدى اخنفاض منسوب املياه‪ ،‬ومبدى قدرة األهايل على استغالل الثروة‬

‫املائية‪.‬‬

‫ولقد دلت دراسة أجريت حديثا‪ ،‬واليت قدمت تفسريا جيولوجيا للبحريات اجلوفية من انحية التشكل والتكون‪ ،‬مبا‬

‫فيها أودية ورقلة إذ أهنا تتكون بفعل طبقة رملية رخوة‪ ،‬ومن سلسلة من األحجار الرملية ذات املسام وكل هذه‬

‫املناطق خملفات تركتها اجلداول واألهنار‪ ،‬ويف العصر اجلريي املبكر تغطت هذه الطبقات بطبقة من الثرى الكلسي‬

‫والصلصال خلفها البحر قبل احنسراه‪ ،‬وما من ريب فإن مثل هذا الطر يعد ذا أمهية ابلغة يف معرفة تك ّون احلياة‬

‫اجلوفية‪ ،‬وخاصة إذا ما أدركنا حقيقة تلك التحوالت التارخيية وما ارتبط هبا من حتوالت طبيعية‪ ،‬قد يياف له رأاي‬

‫يفيد أبن احلياة اجلوفية‪ ،‬ما هي إال نتاج تسرب مياه األمطار املومسية بعد جرايهنا عرب عدد من األودية اجلنوبية‪ ،‬مث‬

‫جتمعها حتت سطح الرتبة لتتفجر يف شكل مياه جارية من العيون واآلابر االرتوازية يف الواحات الشمالية‪.1‬‬

‫‪ -‬مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.52 -57‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫املن ـ ـ ــاخ اجل ــوي ‪CLIMATOLOGIE / 2112‬‬


‫‪REGION: OUARGLA‬‬ ‫ن ــاحي ــة ورقــلة‬
‫الــرط ــوبــة‬ ‫تس ــاقط األم ــطار‬ ‫درج ــة‬
‫‪%‬‬ ‫كمية األمطار ب مم‬ ‫عدد األيــام‬ ‫احلـ ـرارة‬
‫‪Mois‬‬ ‫الش ــهر‬
‫‪Humidité‬‬ ‫‪Précipitation‬‬ ‫‪Températ‬‬
‫‪%‬‬ ‫)‪Pluie (mm‬‬ ‫‪Nb de jours‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪Janvier‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪Trace‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪12,6‬‬ ‫ج ــانفي‬
‫‪Fevrier‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪5,3‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪13,1‬‬ ‫فيف ــري‬
‫‪Mars‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪19,2‬‬ ‫م ــارس‬
‫‪Avril‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪23,8‬‬ ‫أف ـريــل‬
‫‪Mai‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪4,8‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪27,6‬‬ ‫م ــاي‬
‫‪Juin‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪32,6‬‬ ‫ج ــوان‬
‫‪Juillet‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪39,1‬‬ ‫جــويليــة‬
‫‪Aout‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0,9‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪33,6‬‬ ‫اوت‬
‫‪Septembre‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪11,0‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪31,6‬‬ ‫سبتمب ــر‬
‫‪Octobre‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪Trace‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪23,2‬‬ ‫أكت ــوبر‬
‫‪Novembre‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪0,8‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪16,6‬‬ ‫ن ــوفمرب‬
‫‪Decembre‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪0,0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪11,9‬‬ ‫ديسمب ــر‬
‫‪MOYENNE‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪23,7‬‬ ‫املع ــدل‬
‫‪Total‬‬ ‫‪407‬‬ ‫‪22,80‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪285‬‬ ‫اجملموع‬

‫جدول رقم (‪ :)14‬املناخ اجلوي لناحية ورقلة‬


‫الدليل اإلحصائي لوالية ورقلة لسنة ‪ ،2112‬مديرية الربجمة ومتابعة امليزانية‪ ،‬ورقلة املنجز يف شهر مارس ‪2112‬‬

‫‪ .5-2-2‬املوارد الطبيعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬

‫على الرغم من طبيعتها القاسية‪ ،‬ميتلك إقليم والية ورقلة موارد طبيعية وفرية يتوقع أن تلعب دوراً رئيسياً يف تنميتها‬

‫وأهم هذه املوارد هي‪:‬‬

‫‪ .6-2-2‬البت ـ ـ ـ ـ ـ ـرول والطاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪:‬‬

‫حتتوي والية ورقلة على ثروات ابطنية هامة ومن أهم املصادر اليت تعتمد عليها البالد الطاقة الكهرابئية‪ ،‬وتستخرج‬

‫احملروقات من تركيبات جيولوجية لرتسبات حجرية‪ ،‬واجلهة األكثر إحتواء هلذه املادة هي منطقة حاسي مسعود‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫حيث بدأ فيها االستغالل سنة ‪ 9159‬منذ ذلك الوقت تتابعت إكتشافات جديدة يف العديد من احلقول‬

‫البرتولية املتواجدة يف جهات قاسي الطويل ‪،‬بركاوي ‪ ،‬رود الباقل والربمة ‪.‬‬

‫حوض حاسي مسعود له احتياطات مقدرة بـ‪ 188 :‬مليون طن تتواجد على عمق ‪ 0588 – 0888‬م‪ ،‬تبلغ‬

‫مساحة احلوض حوايل ‪ 9588‬كلم‪ ، 8‬اإلنتاج السنوي يتجاوز ‪ 88.888.888‬طن‪.‬‬

‫يتميز البرتول اخلام حباسي مسعود ابجلودة ‪ ،‬فاملقدار اليعيف من الكربيت يسمح حقا بتخفيف التآكل املعدين‬

‫والتلوث اجلوي‪ ،‬جنوب حاسي مسعود يقع حقل حاسي العقرب والقاسي وهلما مميزات يف العمق واجلودة متقاربة‪.‬‬

‫شرق املنطقة البرتولية حباسي مسعود‪ ،‬يوجد حوض العرق الشرقي الكبري‪ ،‬مساحته ‪ 9888‬كم‪ 8‬وبه إحتياطي من‬

‫الزيت والغاز‪ ،‬وأهم احلقول البرتولية‪ :‬قاسي الطويل ورود الباقل حتتوي على إحتياطات مقدرة بـ‪:‬‬

‫‪ 898.888.888‬طن‪.‬‬

‫كل احلقول البرتولية يف تطور مستمر‪ ،‬ويف السنوات األخرية عرف قطاع احملروقات انطالقة نوعية بفيل السياسة‬

‫اجلديدة املنتهجة يف هذا امليدان‪.‬‬

‫وهكذا أشغال البحث اليت تشرف عليها سونطراك مع شركائها الوطنيني واألجانب مسحت إبكتشافات أخرى‬

‫خاصة يف اجلنوب الشرقي للوالية ابملنطقة احلدودية مع اجلمهورية التونسية‪ ،‬وبفيل هذه النتائج املشجعة أبرمت‬

‫سوانطراك عقود مع الشركاء األجانب يف جمال البحث والتنقيب عن احملروقات‪.‬‬

‫‪ .2-2-2‬الطاقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة الشمسيـ ـ ـ ـة‪:‬‬

‫إضافة إىل البرتول حتتوي الوالية على مصادر طاقوية جديدة وهي مصادر طبيعية هامة وواعدة وستلعب دور فعال‬

‫يف التنمية‪.‬‬

‫واملقصود هنا الطاقة الشمسية واهلوائية فيما خيص الطاقة الشمسية نشري هنا إىل أن عدد األايم املشمسة يف السنة‬

‫هو ‪ 088‬يوم تقريبا‪ ،‬هذه الطاقة ميكن أن تستعمل مستقبال يف‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫‪ ‬املولدات الشمسية‪.‬‬

‫‪ ‬اإلانرة الكهروضوئية‪.‬‬

‫‪ ‬ميخات كهروضوئية‪.‬‬

‫‪ ‬آالت مرطبة‪.‬‬

‫‪ ‬أجهزة تقليع‪.‬‬

‫‪ ‬مربدات كهروضوئية ( إستعماالت طبية )‪.‬‬

‫‪ ‬مقطرات مبفعول التغطية ( احلرارة )‪.‬‬

‫‪ ‬مواصالت ذات نظام كهروضوئي‪.‬‬

‫‪ ‬جتفيف املنتوجات الفالحية‪...‬‬


‫‪1‬‬
‫فيما خيص الطاقة اهلوائية فإن الراي كثرية كما أشري إليه مسبقا‪ ،‬وهذه الطاقة تستعمل مثال يف قطاع الري‪.‬‬

‫‪ .2-2-2‬الزراع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪:‬‬

‫رغم صعوبة الطبيعة الصحراوية وندرة املياه السطحية‪ ،‬اختار سكان منطقيت ورقلة وتقرت يف معيشتهم منذ القدمي‬

‫الزراعة وتربية املواشي وكانت الزراعة هي املورد االقتصادي لدى أغلبية السكان‪ ،‬وقد سامهت احلياة الزراعية بقسط‬

‫كبري يف االستقرار ونشر بعض احلرف اليدوية كاحلدادة وصناعة السالل واحلبال‪ ،‬واستطاع الفالحون واملزارعون أن‬

‫يعمروا بذكائهم هذين املنطقتني وجلبوا املياه واستنبطوها من األودية اجلوفية اليت اكتشفوها وانشئوا عليها الواحات‬

‫اخليراء الوافرة الظالل‪.‬‬

‫تتميز أراضى منطقيت ورقلة وتقرت بسهولة املعاجلة إذا وجدت املاء‪ ،‬فمحصوالهتا الزراعية املومسية والفصلية‬

‫والسنوية متنوعة كالقمح والشعري والذرة الصفراء والفول (من احلبوب) واجلزر واخلردل والبصل‪ ،‬الثوم‪ ،‬السلق‪،‬‬

‫مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.73-72‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫الشمندر ‪ ،‬القرع ‪ ،‬الطماطم‪ ،‬الفلفل ‪ ،‬الباذجنان (من اخليار) واحللبة‪ ،‬البسباس‪ ،‬الكزبر‪ ،‬حبة احلالوة (من‬

‫التوابل) والبطيخ بنوعيه واخليار‪ ،‬التني والزيتون‪ ،‬الرمان‪ ،‬العنب‪ ،‬اخلوخ‪ ،‬املشمش ‪،‬التفا ‪ ،‬والتمر (من الفواكه)‪.‬‬

‫ومن األشجار املثمرة جند النخيل الذي هو أساس العمران وأن النخلة عند الفال كاألخ والعم والصديق واخلال‬

‫ألهنا مصدر قوته ورزقه وقياء مآربه‪ ،‬فمن جذعها ييمن الوقود والدفء ومن خشبها يتخذ سقف بيته وأبوابه‬

‫ومن عصريها يصنع مشرواب لذيذا ومن السعف يصنع السالل واملراو واملظالت واألسرة‪ ،‬إضافة إىل ذلك زراعة‬

‫احلناء والقطن والزراعات العلفية الربسيم واخلرطال‪.‬‬

‫ومن أهم الثمار جند "التمـور" اليت تتنوع إىل عدة أنواع أشهرها دقلة نور ‪ ،‬الغرس‪ ،‬الدقلة البيياء ‪ ،‬ليتيم ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫اتفزوين‪ ،‬اتكرمست ‪ ،‬اتمسريت ‪ ،‬علي وراشد ‪ ،‬العماري …‬

‫‪ .1‬الخصائص السوسيولوجية لمدينة ورقلة‪:‬‬

‫‪ .3-1‬أصول السكان ‪:‬‬

‫من املتعارف عليه اترخييا أن الصحراء استوطنها اإلنسان منذ الزمن اجليولوجي األخري قبل تشكل البحر األمحر‬

‫وجبل طارق‪ ،‬حيث اخذ اإلنسان حينذاك يتحرك بكل سهولة بني إفريقيا و آسيا وأرواب‪ ،‬وهذا بدافع اخروب من‬

‫املناخ البارد املنشر يف املناطق األوربية "‪ ،‬وقد أكدت بعض املصادر التارخيية أن واحة ورقلة من أقدم الواحات‬

‫الصحراوية اليت استقر هبا اإلنسان‪ ،‬وأن سكاهنا األصليون اثيوبيون أو ترمنتيون ‪ Gramantes‬حيث عمروها‬

‫وسكنوها‪.2‬‬

‫مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Gouvernement Général de L'Agérie, « Notes pour Servir a l'Historique d'Ouargla 1885 » , R.A, nº‬‬
‫‪64,1923,pp 381-445.‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫يف حني تكاد جتمع معظم املصادر اإلسالمية أن السكان األصليني املنطقة ورقلة هم بربر‪ ،‬لكوهنم ينتمون إلحدى‬

‫القبائل الرببرية الزانتية وهم بنو وركال‪ ،‬إذ يقول ابن خلدون ‪ " :‬بنو وركال هؤالء أحد بطون زانتة كما تقدم من ولد‬

‫فرين بن جاان‪ ،". .‬ويتعرض صاحب نزهة املشتاق ألصل الرببر أهنم يعودون إىل "جاان" وهو أبو زانتة املغرب "‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يذكر أن جاان انتهوا إىل أقصى املغرب فتفرقت هناك ونزلت معهم قبائل الرببر مبا فيهم بنو ورقالن‪"...‬‬

‫‪ .2-1‬التركيبـــــــــــة االجتماعيــــــــــة‪:‬‬

‫‪ .3-2-1‬البربـــــــــــــــــــــــــــــــر‪:‬‬

‫يعترب العنصر الرببري أحد أهم عناصر تشكيلة اجملتمع الورقلي‪ ،‬وهذا ما أكدته املصادر التارخيية‪ ،‬وأشار إليه ابن‬

‫خلدون أن‪" :‬الرببر قبائل كثرية وشعوب مجة‪ ،‬ويف هوارة وزانته وضريسة ومغيلة وزحيوحة ونفزة وكتامة ولواته وغماره‬

‫ومصمودة وصدينة ويزدران ودجنني وصنهاجة وحمكسة ووارکالن وغريهم"‪.‬‬

‫ويذكر اإلدريسي‪" :‬من قبائل الرببر زانته وضر يسه ومغيلة ومقدر وهو عبد ربه وورفجوم ونفزه ونفزاوة ومطماطة‬

‫وملطه وصنهاجة وهوارة و كتامة ولو اته ومزاته و صدراته ‪ ..‬وبنو وارقالن وبنو يسدران"‪.2‬‬

‫أما عن ارتباط الرببر ابملنطقة فالرواايت تشري إىل أن وجود الرببر يف منطقة ورجالن (ورقلة)‪ ،‬يرجع إىل الغزو‬

‫الروماين واحلروب الدينية اليت جرت يف بالد الرببر‪ ،‬وهو ما يؤكده صاحب غصن البان‪ " :‬كانت وارجالن قديها‬

‫عامرة ابلربابرة‪.3‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪44‬‬ ‫‪1‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪05‬‬ ‫‪2‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪05‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫‪ .2-2-1‬العـــــــــــــــــــــــــــرب ‪:‬‬

‫مثلما كان للرببر نصيب من النسيج االجتماعي الورقلي‪ ،‬فإنه كان البعض القبائل العربية حيورها الذي أكدته‬

‫حبد السيف أمام الزانتيني‪ ،‬وكان من أوفر هذه القبائل نصيبا " قبائل املعقل"‪ ،‬الذين أقاموا وجودهم "يف القفار‪،‬‬

‫وتفردوا يف البيداء فنمو منوا ال كفاء له‪ ،‬وملكوا قصور الصحراء اليت اختطها زانتة ابلقفر مثل‪ . . .‬وركالن "‪.‬‬

‫وحبسب امليلي‪ ،‬فإن املعقل قد اندجموا مع غري نسبهم من أشجع وفزارة وبين سليم‪ ،‬ومن بين هالل أحياء مع املعقل‬

‫أييا من مسلم وسعيد والعمور وگرفة واملهاية وحصني‪ ،‬وهو ما أكده وجود عدد من القبائل اهلاللية ابملنطقة‪،‬‬

‫حيث كانت قبيلة راي دائبة احلركة والتقل من اجلريد إىل ورقلة‪ ،‬كما أن استقرار الذواودة كان واضح املعا م يف‬

‫جماالت الزاب دريغ و وارکلي وما وراءها من القفارة هذا ابإلضافة إىل أن العرب اندجموا مع سكان ورقلة‪ ،‬وهذا ما‬

‫ذكره بوعصبانة يف قوله‪ " :‬أن فئة العرب جندها اندجمت وسط سکان وارجالن‪ ...‬وهؤالء هم بنوا معقل‪.1‬‬

‫‪ .1-2-1‬اليهــــــــــــــــــــــــود‪:‬‬

‫يعترب العنصر اليهودي جزءا من النسيج االجتماعي الورقلة‪ ،‬على الرغم من عدم وجود مصادر كافية ختربان هبم‬

‫اجتماعيا من حيث زمن وصوهلم‪ ،‬وأعدادهم‪ ،‬وسلوكياهتم االجتماعية‪ ،‬إال أهنا تركز على ربط وجودهم يف عموم‬

‫بالد املغرب كمهاجرين منذ العهد الروماين‪ ،‬حيث برزوا مع ما قاموا به من أنشطة اقتصادية‪ ،‬وذكر اييا صاحب‬

‫غصن البان‪ ":‬أن اليهود ظلوا قاطنني بوارجالن ودايرهم قدميا يف السوق العمومي‪ ..‬و م ينجلوا عنه إال بعد استيالء‬

‫دولة األشراف أوالد عالهم سنة ‪ 9848‬ه‪ ، /‬فطردوهم منه ‪ ،‬و م تبقى هلم بقية يف البالد‪.".‬‬

‫لكن يف عهد االستعمار الفرنسي ملدينة ورقلة عاد اليهود مع املعمرين الفرنسيني حتت غطاء ممارسة أنشطة‬

‫اقتصادية‪ ،‬ويف ذلك يذكر صاحب غصن البان ‪":‬وملا استولت الدولة الفرنسية واستتب األمن‪ ،‬صاروا أيتون‬

‫لالستنفاع والتجارة والصياغة‪ ،‬ميكثون يف البالد الشهرين والثالثة‪ ،‬ويف هاته األعوام األخرية امتلكوا فيه واشرتوا‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪01-02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫أمالکا کثرية خنيال ودايرا‪ ،"..‬ولقد وصل عددهم سنة ‪ 9151‬م حوايل ‪ 988‬فرد مشكلني سبعة أو مثانية‬

‫عائالت‪.‬‬

‫‪ .4-2-1‬الزنــــــــــــــــــــــوج‪:‬‬

‫فقد كان لبعض السوداألفارقة (الزنوج) حيورهم الذي أكدوه عن طريق احلركة التجارية بني ورقلة وبالد السودان‪،‬‬

‫ويربط تواجدهم بنشاط احلركة التجارية بني بالد املغرب وبالد السودان‪ ،‬من خالل ما مت استقدامه مع القوافل‬
‫‪1‬‬
‫التجارية من عبيد الذين أصبحوا يشكلون جزءا غري منفصل من الكيان االجتماعي لورقلة‪.‬‬

‫‪ .4‬مـميزات المجتمـــــــــع المحلـــي لـمدينـــــــــــــة ورقلـــــــــــــــــتة‪:‬‬

‫يتميز اجملتمع احمللي يف مدينة ورقلة ابلعديد من اخلصائص ولعل أمهها‪:‬‬

‫‪ .3-4‬التماسك والعالقات القرابية‪:‬‬

‫يرتبط أفراد اجملتمع مع بعيهم البعض ارتباطا وثيقا حيث متتاز العالقات االجتماعية يف اجملتمع التقليدي‬

‫الصحراوي ابلتماسك‪ ،‬إذ يرتبط األفراد أو اجلماعات بعيهم البعض ارتباطا وثيقا على الرغم من التوزيع املكاين‬

‫حيث جند مثال قبيلة واحدة تنقسم إىل وحدات قرابية وجيمع البناء القرايب بني عالقات القرابة وعالقات املصاهرة‪،‬‬

‫كذلك تشكل اجلهات األصلية مكان إقامة تلك اجلماعات حيث تشغل كل مجاعة جهة من تلك اجلهات‪،‬‬

‫ويعكس ذلك جمموعة من الروابط وااللتزامات املتبادلة فيعكس التكتل السكين املكاين مبدأ القرابة ويشري جتاوز‬

‫املساكن وتباعدها إىل اإلبعاد املكانية واالجتماعية بني أعياء اجلماعة القرابية يف املنطقة السكنية‪ ،‬وختطط املنطقة‬

‫بكل عناصرها وكأهنا مسكن واحد للحماية‪ ،2‬وهي صفات يتميز هبا اجملتمع احمللي الورقلي كمجتمع مصغر من‬

‫اجملتمع الكبري الصحراوي‪.‬‬

‫رضوان شافو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪02‬‬ ‫‪1‬‬

‫بقشيش علي؛ ابن لحبيب بشير‪ ،‬السياحة الصحراوية بين الخصوصية المحلية والتنوع الثقافي‪ ،‬المؤتمر الدولي حول‪ :‬العمل السياحي و تنمية‬ ‫‪2‬‬

‫الموارد البشرية بين الخصوصية المحلية والتجارب العالمية‪ ،‬مجلة التنمية وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬عدد ‪( 72‬عدد خاص)‪ ،‬العفرون البليدة‪،0271 ،‬‬
‫ص ص ‪.020-235‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫‪ .2-4‬النسق القيمي‪:‬‬

‫حياول البناء اجملتمعي يف مدينة ورقلة غرس قيم معينة متثل النموذج االجتماعي املقبول يف هذا اجملتمع‪ ،‬وميتاز اجملتمع‬

‫ابحملافظة على املبادئ والتقاليد عن طريق التنشئة االجتماعية اليت توفرها األسرة للطفل وخالهلا يتم فرض التنظيم‬

‫وحتقيق اليبط االجتماعي داخل اجملتمع‪ ،‬حياول األفراد يف هذه املدينة احلفاظ على منظومة القيم االجتماعية رغم‬
‫‪1‬‬
‫التوجه حنو االنسااننية داخل اجملتمع وبروز االنسان على اجلماعة‪ ،‬إال أن التمسك ابلقيم كان مرده العامل الديين‬

‫خاصة مع متسك اجملتمع الورقلي ابليوابط الدينية ابلرغم من تراجعها نسبيا لعدة مؤشرات أمهها التغريات‬

‫االجتماعية احلاصلة يف اجملتمع وابتعاده عن التمسك بقيم اجملتمع احمللية‪ ،‬بسبب اليغط احليري واالقتصادي‬

‫والعوملة اليت أدت إىل تناق ص دور التنشئة االجتماعية عن املاضي وتشكل قيم ثقافية جديدة مناهية للقيم‬

‫التقليدية احمللية للمجتمع الورقلي‪.‬‬

‫‪ .1-4‬التمسك بالتقاليد‪:‬‬

‫يعرف معجم اإلثنولوجيا واألنثروبولوجيا العادات والتقاليد الشعبية أهنا ظاهرة اترخيية ومعاصرة‪ ،‬هي من حقائق‬

‫الوجود االجتماعي ونعين هبا املمارسات والسلوكات اليت درج الناس على عملها أو القيام هبا وتكرر الفعل هبا حىت‬

‫أصبحت مألوفة‪ ،‬فالتقليد هو عرف يرتكز على الروتني والواقع أن كل تقليد مييل إىل متييز بعض التصرفات اليت‬

‫يشرعها ماض غالبا ما يكون عابرا‪ ،‬فمثال جمتمع القصر العتيق ورقلة هذا اجلزء االجتماعي من جمتمع ورقلة الذي‬

‫ميثله كل من العروش التالية بين إبراهيم‪ ،‬بين وقني‪ ،‬پين سيسني هاته العروش لديهم عادات وتقاليد جد متميزة‬

‫خاصة يف متسكهم الكبري بكل صغرية وكبرية حول القيم واألعراف اليت يؤدوهنا يف كل مناسبة دينية كانت أو‬

‫‪ 1‬بقشيش علي؛ ابن لحبيب بشير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪020-235‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫اجتماعية مما يوحي مبدي ارتباط هؤالء القوم هبوايهتم وكذا الرتابط بني أسرهم هذه الظاهرة اليت أصبحت تفتقر هلا‬

‫الكثري من اجملتمعات‪.1‬‬

‫‪ .4-4‬االنتمـــــــــــــــــــــــاء‪:‬‬

‫يعترب الشعور ابالنتماء من خصائص اجملتمع التقليدي الصحراوي حيث يقول رالف لينتون يف أتكيد أمهية الشعور‬

‫الفاعل يف تشكيل اجملتمع التقليدي املبين على أساس قبلي يقول ‪" :‬أن القبيلة يف أبسط أشكاهلا مجاعة من الزمر‬

‫أو العصب حتتل أرضا متجاورة ليهم شعور ابلوحدة واالنتماء‪ ،‬انتج عن أوجه الشبه العديدة يف ثقافتهم‬
‫‪2‬‬
‫واالتصاالت الودية واملصاحل املشرتكة وقد يكون لديهم تنظيم قبلي رمسي يتفاوت يف تفاصيله"‬

‫ميكن أن نالحظ أن اإلحساس القوي بوحدة القبيلة عند البدو املتمدنني ومنه جمتمع مدينة ورقلة ذي البيئة‬

‫الصحراوية بقي موجودا رغم عشرايت من التمدن والتثبيت‪ ،‬هذه اهليكلة االجتماعية ال تزال فاعلة عند اجملموعات‬

‫االجتماعية احملافظة على موروثها الثقايف والتقليدي‪.‬‬

‫‪ .5-4‬عالقة الجيــرة والصداقة‪:‬‬

‫تعترب عالقة اجلرية يف اجملتمع احليري وحدة اجتماعية يسودها منط العالقات األولية‪ ،‬اليت تسمح ابلتآلف‬

‫ويصاحبها جتانس واضح يف اليبط االجتماعي غري الرمسي‪ ،‬هذه اجلماعة يتميز أعياؤها ابلقرب املكاين وابلتايل‬

‫فإن اجلريان يتميزون بعالقات الوجه للوجه‪ ،‬هذه العالقات جتعل كل اجلريان يشكلون مجاعة أولية‪ 3‬فعالقة اجلريان‬

‫هي عالقة عمرانية وليست اجتماعية كون أن سكان املدينة ال حيبذون االحتكاك ببعيهم البعض وذلك يعود‬

‫إىل االختالف يف املمارسات الثقافية إال إذا تعلق األمر ابملصاحل فاجلماعة يف هذا اجملال تبدو عالقاهتا قصرية‬

‫‪ 1‬بوتي شهرزاد؛ رياب رابح‪ ،‬التحوالت االجتماعية ومظاهر التغير في المجتمع الجزائري ‪ -‬دراسة سوسيوانثروبولوجية على مدينة ورقلة‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية جامعة ورقلة‪ 27 ،‬مارس ‪ ،0202‬ص‪,‬ص ‪710-725‬‬
‫بقشيش علي؛ ابن لحبيب بشير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.020-235‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬تواتي طارق ؛ التونسي فايزة ‪ ،‬تمثالت عالقات الجيرة داخل البناءات المعمارية العمودية بالمدن الصحراوية بين التقليد والحداثة د ارسة ميدانية‬
‫بمدينة بريان – غرداية‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ,1‬العدد ‪ 22 ,00‬مارس‪ ،0275‬ص‪،‬ص ‪220-031‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫املدي تشمل قياء مصاحل مشرتكة معينة للجماعة‪ ،‬فاجلماعة يف هذا اجملال تبحث عن مكانة متكنها من لعب‬
‫‪1‬‬
‫دورها االجتماعي داخل هذا اجملال من خالل ممارستها الثقافية لتعزيز هويتها االجتماعية‪.‬‬

‫ومنه فعالقة اجلرية يف مدينة ورقلة تلعب دورا هاما يف البناء االجتماعي يف األحياء التقليدية كقصر ورقلة لكن بقية‬

‫األحياء األخرى طغت عليها االنسااننية يف العالقات االجتماعية‪.‬‬

‫‪ .6-4‬الخصوصية‪:‬‬

‫تعترب اخلصوصية إحدى صفات اجملتمع التقليدي الصحراوي وانعكس ذلك على تعدد املداخل لتحصني‬

‫اخلصوصية واحلماية والفصل بني حجرة استقبال الييف والفناء‪ ،‬حيث األنشطة املختلفة ألهل البيت مبساحة‬

‫تسمى صحن البيت‪ ،‬وكذا احرتام خصوصية اجلار يف وضع أبواب املنازل حبيث يراعى أال يفتح ابابن متقابالن‬

‫متاما يف شارع واحد وارتفاع منسوب جلسات النوافذ اخلارجية واستخدام السطو املرتفعة إلمكانية اإلعاشة والنوم‬

‫ابلليايل وكذلك األسوار املرتفعة حنو املنازل‪ ،2‬وهي مميزات أغلب املساكن يف مدينة ورقلة القدمية ما عدى األحياء‬

‫اجلديدة اليت م تراعي خصوصية العمارة الصحراوية‪.‬‬

‫‪ .5‬وادي ميــــــــــه‪ ،‬حضــــــارة وتاريــــــــــــــخ‪:‬‬

‫تدين واحة ورقلة بوجود وادي مية وخرياته اليت م تنبض وينابيعها العذبة‪ ،‬نعترب أن القرن الثالث عشر (‪ )90‬هو‬

‫قرن الرمال الزاحفة والردم الكبري لوادي مية وروافده‪ ،‬أن املنطقة قد شهدت تقلبات مناخية قوية وعنيفة وراي‬

‫عاتية أمان املنطقة مثلها مثل دول العا م أضرت ابحليواانت وسببت يف إسقاط النخيل واختفاء الكثري من نبااتت‬

‫املنطقة‪ ،‬كما دفن مساكنا ومناطق صاحلة للزراعة مما سبب موجة من اجلفاف والفقر واألمراض وهجرة بعض‬

‫السكان من املنطقة‪ ،‬وابملقابل استقبلت موجات كبرية من املهاجرين إذا كانت الرمال الواقعة بني سيدي خويلد‬

‫بوتي شهرزاد; رياب رابح‪ ،‬التحوالت االجتماعية ومظاهر التغير في المجتمع الجزائري ‪ -‬دراسة سوسيوانثروبولوجية على مدينة ورقلة‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫الباحث في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية جامعة ورقلة‪ 27 ،‬مارس ‪ ،0202‬ص‪,‬ص ‪.710-725‬‬
‫‪2‬‬
‫بقشيش علي؛ ابن لحبيب بشير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.020-235 .‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫وعجاجة ظهرت يف القرن الثالث عشر (‪ )90‬فإن طول ارتفاعها قد وصل إىل ‪ 808‬مرتا يف بعض األماكن‪ ،‬فكم‬

‫يكون عند أسفل الوادي؟‬

‫ويف أواخر القرن التاسع عشر (‪ )91‬يوجد يف وادي ميه ما يقرب من ‪ 085‬جتمعا سكانيا‪ ،‬فهذا قليل جدا إذا ما‬

‫أخذان بعني اإلعتبار طول الوادي حدود انحية عني صاحل وملنيعة ومحادة العطشان إىل حجرية‪ ،‬كما أن عدد أابر‬

‫املياه املوجودة يف هذا اخلط تفوق بكثري الرقم املسار إليه أي ‪ 9800‬عينا (وحنن نعلم أنه ال وجود العني أو بئر‬

‫بدون السكان‪ ،‬فالعني والبئر مها نقطة تواجد ونزول القوم عندها)‪ ،‬قد يكون صحيحا أهنم وجدوا بني سدراتة‬

‫ونقوسة هذا العدد غري أهنم م حيصوا عدد األابر الطويلة واملتوسطة وهي ابملئات أييا‪.‬‬

‫وما نعلمه هو‪ :‬عند دخول اإلستعمار الفرنسي للمدينة وضع بيانية ملواقع العيون اإلرتوازية دون غريها خريطة مث إن‬

‫صحراء وادي ميه إىل املنيعة وسيدي عبد احلاكم كانت آهلة ابلبدو والرعات والقوافل والعيون اإلستخبارية ونقاط‬

‫إسرتاحة وهي ال ختلو من املياه والصيد واإلبل والغنم واملعز‪.‬‬

‫أصبح من املؤكد عندان أن وادی ميه كان مومسي السيالن إىل أواخر القرن السادس عشر ‪99‬م شالالته الدائمة‬

‫العطاء وروافد ساكنة غري أنه كان يفيض ويغمر األراضي واألحواض كل شهر ماي‪ ،‬ليتناقص يف شهر سبتمرب من‬

‫كل سنة‪ ،‬وهذا ما سيب يف تفرق السكان وخروجهم إىل الصحراء على شكل جمموعات ليصلوا إىل املنيعة‬

‫والتوارق إىل ورقلة‪.‬‬

‫وبتكاثر األحواض املائية والربك واملستنقعات الدائمة تكاثرت الرطوبة واألمراض املومسية عند اإلنسان واحليوان كان‬

‫موسم األمطار يف ورقلة شهر ماي وجوان‪ ،‬ويف هذا وقت من كل سنة خترج الصبية إىل الشوارع لرتش بعيها‬

‫البعض ابملاء والنساء أمام بيوهتن على املارة كإعالن بدخول موسم األمطار‪ ،‬كل األمطار اليت سبق ذكرها كانت‬

‫جتري يف الشعاب واألودية ابحثة عن متنفس أو مستقرا لتصل يف األخري إىل البحر األبيض املتوسط سالكة‬

‫املنخفيات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫وإذا حاولنا معرفة األرض األوىل لوادي ميه اليت سكنها الورقلي األول فال تقل من مرتين (‪ )88‬إىل ستة (‪)89‬‬

‫أمتار حتت األرض حسب املناطق‪ ،‬وأن الراي العاتية املتتالية عرب الفصول رفعت مستوى سطح األرض قبل وبعد‬

‫دخول الورقلي إىل الوادي خمفي يف أغلب الفرتات الشيء الذي جعلها مستقلة حبد ذاهتا‪ ،‬بعيدة كل البعد عن‬

‫سيطرة زانتة وكتامة والفروع األخرى من األمازيغ‪ ،‬مكونة من ماليك وإمارات تقدم خدماهتا للجميع وتدافع عن‬

‫نفسها وتصارع مصريه ها بنفسها اختذ الورقلي األول من وادي ميه مسكنا وبستاان ومرعى ومن اجلبال الغربية‬

‫بيوتنا منيعة ومن احلجارة وعظام احليواانت سالحا وأدوات فعالة ومن أغصان األشجار واحللفة أكواخا ومساكن‬

‫للحيواانت األليفة‪.‬‬

‫اشتهرت املنطقة بغاابهتا وأشجرها وحيواانهتا ووفرة ومياهها وأانبيعها العذبة‪ ،‬وهي إىل يومنا هذا من أكثر املدن‬

‫اجلزائرية مياه (تتوفر على سبعة ‪ 87‬خزاانت مائية بغض النظر إىل خزان البيا الذي يشمل أغلب مدن اجلنوب‬

‫الشرقي متجها حنو ليبيا والصحراء الغربية املصرية إىل السودان)‪.‬‬

‫ومبرور الزمن والظروف املناخية القاسية والراي العاتية واحلروب املفروضة‪ ،‬اختفت كل األانبيع والشالالت املائية‬

‫والكثري من احليواانت قامت القرى على صيد احليواانت املائية والربية مث الرعي مث غرس النخيل والفالحة اليدانية‬

‫على ضفيت الوادي عند فييانه مث ابتكروا الزراعة يف مربعات كبرية حيث تغمر ابملياه وهبذه الطريقة متكنوا من حفر‬

‫القنوات وجر املياه إىل املناطق واألحواض املراد استصالحها متكنوا من تطوير الزراعة‪.‬‬

‫نز السكان من القصور البعيدة واملنعزلة إىل التجمعات الكربى ميں قران واملناطق املنخفية ووسط النخيل حىت‬

‫ال تكشف دايرهم وزراعتهم فلكل قرية حكاايهتا مع األجناس واألجماد‪.‬‬

‫كانت ورقلة يف وادي ميه متثل الصدارة واحليوية والنشاط وسوقا ال مثيل له تنظر اليه كل املماليك الصغرية والكبرية‬

‫بعني الطمع واليعف والقدم فانقلبت القوة ضعفا وحسب تصرحيات املؤرخني وخاصة البكري أنه يف القرن‬

‫احلادي عشر (‪ )99‬أن وادي ميه كان مكتظة ابلسكان وتغمره مياه الفيياانت املومسية‪ ،‬أما اإلدريسي يف كتاب‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫(نزهة املشتاق يف اخرتاق األفاق) وضع مدينة ورقلة على مستوى مدينة سجلماسة حيارة وثقافة و إزدهارا‬

‫وتقدما و عمراان وأشار أييا إىل أن املياه النامجة من الفييان وادي مئة كانت تغري واحة النخيل كلها‪ ،‬وعند زوال‬

‫الكثري منها يدخل الورقلي إىل بستانه ليقطف من مثارها ويغرس ما ميكن غرسه وجد الباحثون يف منطقة ورقلة‬

‫معا م اترخيية ترجع إىل العصر احلجري القدمي ومعاصر الزيتون وأاثر قنوات مياه يف سبخة صفيون مشال انقوسة‬

‫وقناة ماء ميتد طوهلا إىل ‪ 07‬كلم (يقال أهنا من صنع ذو القرنني)‪ ،‬وشبكة مياه عنكبوتية حتت قصر ورقلة لتزويد‬
‫‪1‬‬
‫العروش ابملياه الصاحلة للشرب أثناء حصار مدينتهم من قبل العدو‪.‬‬

‫خالصة الفصـــــــــــــــــل‪:‬‬

‫من خالل ما مت عرضه يف هذا الفصل تبني أن موقع ورقلة اجلفرايف واعتبارها منذ القدمي كمنطقة عبور أو إلتقاء‬

‫ملختلف القوافل وثقافات الشعوب‪ ،‬يتم فيها تبادل املنافع واألدوار واجملال جعل منها موقعا اسرتاتيجيا وحمطة‬

‫عبد الرحمان حاجي‪ ،‬ورقلة تاريخ وحضارة‪ ،‬الجزء األول‪ ،0272 ،‬ص‪13-17‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مونوغرافيا‪ ،‬تاريخ وجغرافية مدين ة ورق ل ة‬ ‫الفص ل الثان ي‪:‬‬

‫استقطاب اجملموعة من التجمعات البشرية من القدمي إىل اليوم مع اكتشاف النفط وبروز الشركات البرتولية‬

‫شهدت بعدها طفرة اقتصادية وحيرية إضافة إىل معاملها وتنوع بيئتها الصحراوية اليت زادت من حيوضها‬

‫كعاصمة للجنوب اجلزائري‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫أنثروبولوجيا السياحة يف حاضرة ورقلة‬

‫مــــــقدمـــــــــة الفصــــــــــــــــــــل‬
‫‪ .3‬السياحة والتنمية المستدامة للسياحة‪ ،‬قراءة في الماهية والمفهوم‬
‫‪ .2‬السياحة‪ ،‬أنواعها وأقسامها‬
‫‪ .1‬السياحة‪ ،‬أهميتها االجتماعية والثقافية والبيئية‬
‫‪ .4‬الظاهرة األنثروبولوجية للسياحــــــــــــــــــة‬
‫‪ .5‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة‬
‫‪ .6‬السياحة الصحراوية في ورقلة‪ ،‬أيكولوجيا ساحرة وتراث أصيل‬
‫‪ .7‬كرونولوجيا التطور التاريخي للسياحة الصحراوية في الجزائـــر‬
‫‪ .8‬التنوع اإلثنــــــــي‪ ،‬لحمة اجتماعيـــــــة لخدمـــــة سياحيــــــــــة‬
‫‪ .9‬األنساق االجتماعية والثقافية‪ ،‬جسر السياحة الصحراوية‬
‫‪ .32‬التراث الثقافي‪ ،‬إرث محلـــي ومنطلق سياحـــــي‬
‫‪ .33‬جاذبية المعالم السياحية في الصحراء الورقلية‬
‫‪ .32‬الفنادق‪ ،‬دور خدماتي وتنموي سياحي لثقافة المحلي‬
‫خ ـ ـ ـ ــالص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫مقدمـــــــة‪:‬‬

‫ترجع نشأة احلركة السياحية إىل بداية احلياة اإلنسانية وحاجته إىل الرتحال ألغراض عديدة اجتماعية واقتصادية‪،‬‬

‫وتطورت على مر العصور إىل أن أصبحت علما له أسسه ونظرايته يتباحث فيه العلماء والباحثني يف شىت امليادين‪،‬‬

‫ملا له دور يف تنمية اجملتمع يف من مجيع النواحي االجتماعية والثقافية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬وخيتلف االهتمام هبا من‬

‫جمتمع إىل جمتمع وهذا ما حياول الباحثون األنثروبولوجيون لتفسري وحتليل ظاهرة السياحة وعالقتها وأتثريها على‬

‫اجملتمع احمللي أو العكس‪ ،‬وهو ما سنربزه يف فصلنا هذا الذي مازجنا فيه بني السياحة كظاهرة إنسانية واألمناط‬

‫الثقافية واالجتماعية السائدة يف مدينة ورقلة‪ ،‬ابإلشارة إىل األنساق االجتماعية الثقافية والقرابية للمجتمع احمللي‬

‫الورقلي وعالقتهم ابلسياحة‪ ،‬كما مت إبراز أهم معا م السياحة الصحراوية يف مدينة ورقلة وتراثها الثقايف هبدف‬

‫الوصول إىل حتقيق أسس التنمية املستدامة عرب السياحة يف مدبنة ورقلة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫السياحة والتنمية المستدامة للسياحة‪ ،‬قراءة في الماهية والمفهوم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ختتلف تعاريف السياحة إبختالف نظرة الباحثني والدارسني هلا وذلك يف شىت التخصصات‪ ،‬فمنهم من يتأثر هبا‬

‫كظاهرة إجتماعية وآخرون كظاهرة إقتصادية‪ ،‬ومنهم من يركز على دورها يف تنمية العالقات الدولية أو كعامل‬

‫من عوامل إمتداد العالقات اإلنسانية والثقافية ومن بني التعاريف اخلاصة ابلسياحة نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪ .3-3‬ماهية السياحة‪:‬‬

‫تعاريف السياحة ختتلف ابختالف الزاوية اليت ينظر إليها منها‪ ،‬فمنهم من يعرفها كظاهرة اجتماعية والبعض اآلخر‬

‫يعرفها كظاهرة اقتصادية ومنهم من يراها عامال من عوامل تنمية العالقات اإلنسانية أو الثقافية‪ ،‬ولعل أمهها‪:‬‬

‫تعريف ‪ "E.Guyer_Freuller":‬أبهنا‪:‬‬

‫"ظاهرة من ظواهر عصران تنبثق من احلاجة املتزايدة للراحة وإىل تغيري اهلواء واإلحساس جبمال الطبيعة وإىل‬

‫الشعور ابلبهجة أو املتعة من اإلقامة يف مناطق هلا طبيعتها اخلاصة‪ ،‬وأييا إىل منو االتصاالت على األخص بني‬

‫شعوب خمتلفة من اجلماعات اإلنسانية"‪.‬‬

‫‪ -‬تعريف "‪ "R.Glucksman‬عام ‪: 1935‬‬

‫عرف السياحة "جمموعة من العالقات املتبادلة اليت تنشأ بني الشخص الذي يتواجد بصفة مؤقتة يف مكان ما وبني‬

‫األشخاص الذي يقيمون يف هذا املكان"‪ ،‬حيث ركز هذا التعريف على العالقات اإلنسانية اليت تنشأ بني السائح‬

‫أو السكان احملليني‪.1‬‬

‫‪ -‬وقد عرفها مؤمتر األمم املتحدة للسياحة والسفر الدويل يف روما سنة ‪ 1263‬أبهنا‪:‬‬

‫"ظاهرة اجتماعية وإنسانية تقوم على انتقال االنسان من مكان إقامته إىل مكان آخر لفرتة مؤقتة ال تقل عن ‪84‬‬
‫‪1‬‬
‫ساعة وال تزيد عن ‪ 98‬عشر شهرا"‬

‫‪ 1‬ربيع عيساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪2‬‬

‫‪10‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ -‬أما ماكنتوش وزمالءه "‪ "McIntosh et all‬عام‪ ، 1994‬حيث عرفو السياحة على أهنا‪:‬‬

‫"عبارة عن جمموعة الظواهر والعالقات الناجتة عن عمليات التفاعل بني السبا ومنشآت األعمال‪ ،‬الدول‬

‫واجملتمعات املييفة وذلك هبدف استقطاب واستيافة هؤالء السيا والزائرين"‪ ،2‬إن هذا التعريف يقر بوجود أربعة‬

‫عناصر مهمة للسياحة وهي السيا ‪ ،‬مؤسسات الييافة‪ ،‬احلكومات والناس الذين يقطنون يف املناطق اليت يزورها‬

‫السيا ‪.‬‬

‫‪ -‬أما معجم مصطلحات العلوم االجتماعية فقد عرف السياحة أبهنا‪:‬‬

‫"انتقال أي شخص من مكان إقامته إىل مكان آخر ملدة قصرية نسبيا واإلنفاق من مدخراته وليس من العمل يف‬

‫املكان الذي يزوره‪ ،‬وقد ينشد السائح جمرد زايرة أو متيية اإلجازة أو الصحة أو الدراسة‪ ،‬وبذلك ينتقل السيا‬
‫‪3‬‬
‫بصفتهم مستهلكني ال منتجني وقد تكون السياحة داخلية أو خارجية"‪.‬‬

‫‪ -‬أما األنرتبولوجيون‪ :‬فينظرون إىل السياحة على أهنا وسيلة لالتصال الثقايف واحلياري الذي يساعد على‬

‫تكوين الشخصية القومية‪ ،‬وتقليل املسافات االجتماعية بني الشعوب‪.‬‬

‫‪ -‬أما من الناحية الثقافية‪ :‬فالسياحة ترتكز على ثقافة األماكن فاألفراد الذين نزورهم‪ ،‬كما ترتكز أييا على ثقافة‬

‫الزائرين فيما يتعلق ابإلرث الثقايف من فلكلور وآاثر وتقاليد وعادت وقيم‪ ...‬اخل وطريقة تفكري األفراد اليت تدخل‬
‫‪4‬‬
‫عليها تعديالت حسنة أم سيئة‪ ،‬فاحلاجة إىل الراحة إذن متكن األفراد من اكتشاف عدة حيارات وشعوب‪.‬‬

‫عوينان عبد القادر‪ ،‬السياحة في الجزائر االمكانيات والمعوقات ( ‪ )2225-2222‬في ظل اإلستراتيجية السياحية الجديدة للمخطط التوجيهي‬ ‫‪1‬‬

‫للتهيئة السياحية ‪ ، SDAT2025‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،0272-0270‬ص‪3‬‬
‫رحمان عبد القادر‪ ،‬دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬ ‫‪2‬‬

‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 3‬السنة الجامعية ‪ ،0270-0272‬ص‪2‬‬


‫أحمد زكي بدوي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪001‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 4‬بشيرة عالية‪ ،‬السياحة الجزائرية و دورها في كشفنه معوقات التنمية االجتماعية دراسة سوسيولوجية ميدانية لبعض أنواع السياحية في والية‬
‫البليدة ( الحضيرة الوطنية للشريعة نمودجا‪ ،‬شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 2‬السنة الجامعية ‪-0223‬‬
‫‪ ،0272‬ص‪15‬‬

‫‪11‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .2-3‬التنمية المستدامة للسياحة‪ :‬جتدر اإلشارة أن املنظمة العاملية للسياحة قد عملت على تطوير مفهوم‬

‫السياحة السيما بعد ظهور وتبلور مصطلح التنمية املستدامة يف بداية التسعينات من القرن املاضي السيما بعد‬

‫انعقاد مؤمتر األمم املتحدة حول البيئة والتنمية املعروف "بقمة األرض" ابلربازيل يف العاصمة ريو دي جانريو‬

‫)‪ (Rio De Janciro‬سنة ‪ ،9118‬يف هذا اإلطار قامت املنظمة بربط السياحة ابلتنمية املستدامة وأعطت‬

‫يف هذا الشأن التعريف التايل‪" :‬التنمية املستدامة للسياحة هي اليت تليب احتياجات السياح واملواقع املضيفة‬

‫إىل جانب محاية وتوفري الفرص للمستقبل‪ ،‬إهنا القواعد املرشدة يف جمال إدارة املوارد بطريقة تتحقق فيها‬

‫متطلبات املسائل االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬ويتحقق معها التكامل الثقايف والعوامل البيئية والتنوع‬
‫‪1‬‬
‫احليوي ودعم نظم احلياة "‬

‫من الناحية االجتماعية ميكننا اعتبارها أبهنا‪ ":‬نشاط يقوم على فكرة التنقل لتغيري الوسط االجتماعي املعتاد‬

‫بصفة مؤقتة وبغرض إشباع احلاجات النفسية من الرتفيه‪ ،‬تتخللها عالقات إنسانية وتعامالت متكررة مع‬

‫اجملتمع املضيف"‪ ،‬كما اجته الفقه إىل الرتكيز على اجلانب االجتماعي للسياحة من منطلق دراسة اإلنسان‬

‫وتصرفاته خالل الزايرة السياحية‪ ،‬ودراسة العادات والتقاليد والسلوكيات ومدی التغريات اليت حتدث يف اجملتمع‪،‬‬

‫بفعل تزايد حركة السياحة وأساليب معاجلة التغريات‪.‬‬

‫‪ -‬ومن بني ما عرفت به أهنا‪" :‬احلركة االجتماعية اليت تتم اليت قد حتدث نتيجة ذلك ومن بني ما عرفت "احلركة‬

‫اليت تتم اختياراي وهتدف إىل الرتفيه واالستمتاع الذهين والعقلي والبدين "كما تعد" احملور الرأمسايل االجتماعي‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وفيها تتسع آفاق األفراد واجلماعات وتتنوع أنشطتهم‪.‬‬

‫صالح موهوب‪ ،‬تطور السياحة في الجزائر في ظل المعطيات السياحية الدولية الجديدة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬ ‫‪1‬‬

‫فرع التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪ ،0275-0270‬ص‪00‬‬


‫عينين فضيلة‪ ،‬األسس واألطر القانونية و االجتماعية الصناعة السياحة في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة‬ ‫‪2‬‬

‫بالجزائر‪ ،‬نوقشت يوم ‪ 27‬جوان ‪ ، 2018‬ص‪70‬‬

‫‪11‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .2‬السياحة‪ ،‬أنواعها وأقسامها‪:‬‬

‫تنقسم السياحة حسب اهلدف إلـى‪:‬‬

‫‪ .1-2‬السياحة الدينية‪ :‬حيث تعترب من أقدم أنواع السياحة وتتمثل يف زايرة املواقع الدينية‪ ،‬وهذا النوع من‬

‫السياحة يهتم ابجلانب الروحي لإلنسان‪ ،‬وابلتايل فهي مزيج من التأمل الديين والثقايف أو السفر من أجل الدعوة‬

‫أو من أجل القيام بعمل خريي‪.‬‬

‫‪.2-2‬السياحة العالجية‪ :‬وهي سياحة إلمتاع النفس واجلسد معا ابلعالج‪ ،‬وتعتمد على استخدام املراكز‬

‫واملستشفيات احلديثة مبا فيها من جتهيزات طبية وكوادر بشرية لديها من الكفاءة ما تساهم يف عالج األفراد الذين‬

‫يلجئون إىل هذه املراكز‪.‬‬

‫‪ .3-2‬السياحة اإلستشفائية‪ :‬وهي زايرة املنتجعات السياحية اليت خصصت هلذا الغرض‪ ،‬وتعتمد على العناصر‬

‫الطبيعية يف عالج املرضى وشفائهم مثل الينابيع املعدنية والكربيتية والرمال والشمس بغرض االستشفاء من بعض‬

‫األمراض‪.‬‬

‫‪ .4-2‬السياحة البيئية‪ :‬وهي مكان إىل آخر بغرض االستمتاع والدراسة والسفر والتقدير برو املسؤولية‬

‫للمناطق الطبيعية وما يصاحبها من مظاهر ثقافية تقليدية‪ ،‬وبتعبري آخر هي السفر من أجل زايرة احملميات‬

‫الطبيعية‪ ،‬واليت هتدف مجيعها إىل احملافظة على املورواثت السياحية احليارية واألثرية والبيئية والطبيعية‪ ،‬وكل‬

‫عناصرها من مصادر املياه املعدنية ونبااتت وحيواانت وطيور وغاابت وفق خطة إسرتاتيجية بعيدة املدى تعمل‬

‫على خلق سياحة شاملة رفيقة‪ ،‬إذ أن اهلدف من دراسة العالقة بني السياحة والبيئة هو أن تكون السياحة وسيلة‬

‫ابلبيئة للحفاظ على نقاء البيئة فاملوارد السياحية هي من مكوانت البيئة يف املنطقة‪.‬‬

‫‪ .5-2‬السياحة التارخيية‪ :‬يعد هذا النوع من أحسن أنواع السياحة حيث جتذب أفواج كبرية من السيا ‪ ،‬خاصة‬

‫إذا توفرت هذه اآلاثر التارخيية على مراكز للراحة والرتفيه وعلى كل ضرورات احملافظة عليها‪ ،‬کما أن لآلاثر‬

‫‪11‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫السياحية دور مهم يف حتقيق التفاهم وتقوية العالقات‪ ،‬كما تتطلب استثمارات كبرية لرؤوس األموال لتطويرها‬

‫ومحايتها‪.‬‬

‫‪ .6-2‬السياحة الثقافية‪ :‬يهتم هذا النوع من السياحة بشرحية معينة من السائحني على مستوايت خمتلفة الثقافة‬

‫والتعليم‪ ،‬حيث يتم الرتكيز على زايرة الدول اليت تتمتع مبقومات اترخيية وحيرية كثرية وميثل هذا النوع نسبة ‪%98‬‬

‫من حركة السياحة العاملية جند هذا النوع من السياحة متمثل يف االستمتاع ابحليارات القدمية وأشهرها احليارة‬

‫الفرعونية املصرية القدمية واحليارات اإلغريقية والرومانية واحليارات اإلسالمية واملسيحية على مر التاريخ‪.‬‬

‫‪ .2-2‬السياحة االجتماعية‪ :‬تسمى أييا السياحة الشعبية أو سياحة اإلجازات‪ ،‬والسبب يف تواجد مثل هذا‬

‫النوع هو أن السياحة كانت مقتصرة يف القدم على الطبقات الثرية فقط‪.‬‬

‫‪ .2-2‬السياحة الرتفيهية‪ :‬وهي من أقدم أنواع السياحة وأكثرها انتشارا حيث يعترب حوض البحر األبيض‬

‫املتوسط من أكثر املناطق اجتذااب حلركة السياحة الرتفيهية‪ ،‬ملا يتمتع به من مقومات كثرية كاعتدال املناخ ابإلضافة‬

‫إىل الشواطئ اجلاذبة للسيا وتكون السياحة الرتفيهية بغرض االستمتاع والرتفيه عن النفس‪ ،‬ويطلق عليها‬

‫ابهلواايت مثل صيد السمك الغوص والتزج والذهاب إىل املناطق اجلبلية و الصحراوية‪.‬‬

‫‪ .2-2‬سياحة املؤمترات‪ :‬ارتبط هذا النوع من الساحة ابلعالقات بني أغلب دول العا م‪ ،‬ويعتمد النهوض هبذا‬

‫النوع من السياحة على توفر عوامل عدة منها اعتدال املناخ‪ ،‬ووجود الفنادق والقاعات اجملهزة لعقد االجتماعات‬

‫واملطارات الدولية‪.‬‬

‫‪ .11-2‬السياحة الرايضية ‪ :‬يقصد هبا االنتقال من مكان اإلقامة إىل مكان آخر يف دولة أخرى لفرتة مؤقتة‬

‫هدف ممارسة األنشطة الرايضية املختلفة أو االستمتاع مشاهدها‪ ،‬ومثل هذه األنواع حتد دورات األلعاب األوملبية‬
‫‪1‬‬
‫وبطوالت العا م املختلفة‪ ،‬والشكل التايل يلخص أنواع السياحة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ربيع عيساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪02-07‬‬

‫‪011‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .1‬السياحة‪ ،‬أهميتها االجتماعية والثقافية والبيئية‪:‬‬

‫‪ .3-1‬األهميــــــة االجتماعيــــــــة‪:‬‬

‫تكمن أمهية قطاع السياحة من الناحية االجتماعية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬زايدة الوعي الثقايف و االجتماعي خمتلف عادات وشعوب الطرف اآلخر (السيا )‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة اهتمام الشعوب املييفة بعادات وشعوب وقيم أجدادها وآابئها واحلفاظ عليها من الزوال واالضمحالل‪.‬‬

‫‪ -‬التفاعل واالحتكاك بني سكان املنطقة السياحية املزارة من جهة ومن جهة السيا ‪ ،‬سواء کانوا من محلة جنسية‬
‫‪1‬‬
‫نفس البلد أو جنسيات أخرى األمر الذي يفيي إىل التبادل االجتماعي‪.‬‬

‫‪-‬تساعد السياحة على حتسني الصحة بشكل عام وحتسني مزاج اإلنسان‪ ،‬حيث يساعد السفر والرتحال على‬

‫االبتعاد عن احلياة الشخصية لإلنسان ونسيان املشاكل اليت يعاين منها االنسان‪ ،‬وعودته للعمل بكفاءة من‬

‫جديد‪.‬‬

‫‪-‬تساعد السياحة على جلب أفكار جديدة معهم من البلدان اليت يقومون بزايرهتا واليت من املمكن أن‬

‫يستخدموها يف بلداهنم كما تزيد من معارف اإلنسان‪.‬‬

‫‪-‬تطوير خدمات النقل وخدمات البنية التحتية األخرى من أجل تلبية حاجات قطاع السياحة وهذه اخلدمات ال‬

‫تقتصر االستفادة منها على السيا فقط بل تتعداهم لتشمل سكان اجملتمعات احمللية‪.‬‬

‫‪-‬حتسني يف احلياة اليومية ومستوايت املعيشة للمجتمع احمللي ودعما للتنمية الشاملة على املستويني الوطين‬

‫واإلقليمي نتيجة توفري العملة الصعبة‪. 2‬‬

‫ربيع عيساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪00‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلمرداسي يامن‪ ،‬تغيرات اليد العاملة في الجزائر قطاع السياحة والصناعة التقليدية ‪ ،2014-1990‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬ ‫‪2‬‬

‫واالجتماعية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،27‬السنة الجامعية ‪ ،0273-0272‬ص‪701-702‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .2-1‬األهميـــــــــــة الثقافيــــــــــــة‪:‬‬

‫للسياحة أمهية ثقافية نذكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬تعد السياحة أداة لالتصال الفكري وتبادل الثقافة والعادات والتقاليد بني الشعوب‪ ،‬وأداة إلجياد مناخ مشبع‬

‫يروج للتفاهم والتسامح بينهم كما تعترب كذلك أداة للتبادل املعريف تداول العلوم و املعارف‪.‬‬

‫‪ -‬تساهم السياحة يف انتشار ثقافات الشعوب وحيارات األمم أقاليم العا م املختلفة‪ ،‬وتوطيد العالقات بني‬

‫الشعوب وزايدة معرفة شعوب األرض بعيهم أي انفتاحهم على خمتلف ثقافات العا م‪.‬‬

‫‪ -‬توفر السياحة التمويل الالزم للحفاظ وصون الرتاث واملواقع األثرية والتارخيية‪ ،‬واليت تعد جزءا من ذاكرة وثقافة‬
‫‪1‬‬
‫البلدان املييفة‪.‬‬

‫‪ -‬تعمل على انتشار ثقافات الشعوب وحيارات األمم بني أقاليم العا م املختلفة وتوطيد العالقات وتقريب‬

‫املسافات الثقافية بينهم‪ ،‬واحملافظة على املورواثت التارخيية والثقافية واألمناط املعمارية املعاصرة املميزة‪.‬‬

‫‪ -‬إحياء الفنون واملناسبات التقليدية والصناعات التقليدية وبعض مظاهر احلياة احمللية‪.‬‬

‫‪ -‬تساعد العائدات السياحية خمتلف املتاحف واملرافق الثقافية املختلفة مثل املسار على تنظيم املهرجاانت‬
‫‪2‬‬
‫واملناسبات الثقافية‪.‬‬

‫‪ .1-1‬األهميـــــــة البيئيــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تكمل األمهية البيئية للسياحة من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الوعي املتزايد أبمهية البيئة وضرورة محايتها خاصة بعد األضرار البالغة هلا نتيجة ممارسات األفراد من جهة‬

‫وممارسات الشركات واملصانع من جهة أخرى‪ ،‬وابلتايل بدأ الوعي والعمل امليداين يف التزايد من أجل العمل على‬

‫ربيع عيساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪02‬‬ ‫‪1‬‬

‫بلمرداسي يامن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪701‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫إنقاذ البيئة واستدامتها لألجيال القادمة‪ ،‬وجتسد ذلك يف ثقافة متكاملة تتمثل يف الثقافة البيئية لدى األفراد‬
‫‪1‬‬
‫انعكست يف اجلانب السياحي فيما ابلسياحة البيئية‪.‬‬

‫‪ .4‬الظاهــــــــــرة األنثروبولوجيـــــــــة للسياحـــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫بدأ االهتمام ابلسياحة كظاهرة أنثروبولوجية بداية من الستينات من طرف العلماء األنثروبولوجيني مثل ثريون‬

‫نونيز‪ ،‬ولكن أتخر نشر أوىل البحوث اجملمعة ألنثروبولوجيا السياحة حتت إشراف حترير فالني مسيث عام ‪.9177‬‬

‫حيث مت حتليل خصائص ظواهر السياحة من وجهة نظر منوذجية لإلثنولوجيا الكالسيكية‪ ،‬كما يقرت عا م‬

‫األنثروبولوجيا نيلسون جرابورن النظر إىل السياحة من منظور املمارسات املعرفية ابعتبارها “رحلة” تتكهن مبوضوع‬

‫وتعبريا عن إمربايلية ما بعد االستعمار‪ ،‬وتدرس‬


‫املعارضات الثنائية‪ ،‬ويقرت دينيسون انش اعتبار السياحة شكالً ً‬
‫فالني مسيث ومارجريت سوين وفيليب ماكني أشكال السياحة واملشاكل الشائعة ذات الصلة ابألنثروبولوجيا‬
‫‪2‬‬
‫كاجلنس والتهميش العرقي واالقتصاد التقليدي ونظام الدعم البيئي‪.‬‬

‫تركز األنثروبولوجيا بصفة أساسية على دراسة سلوك اإلنسان وأنشطته املختلفة‪ ،‬فيأيت مفهوم أنثروبولوجيا السياحة‬

‫ابعتباره نشاطاً إنسانيا سياحيا يف اجملتمع‪ ،‬تراقب وتدرس سلوك اإلنسان أثناء نقله للمعارف واألفكار الثقافية‬

‫واحليارية ومدى أتثره وأتثريه يف املـجـتـمـعـات املـصـدرة واملتلقـيـة لألفكار السيـاحـيـة‪ ،‬كـمـا تـركـز أنثروبولوجيا‬

‫السياحة على دراسة السكان من املقيمني يف اجملتمعات احمللية واليت يتواجد هبا مواقع سياحية وأثرية وتراثية‬

‫‪1‬‬
‫ربيع عيساني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪2‬‬
‫السياحة في مجال العلوم األنثروبولوجية ‪ ،https://e3arabi.com/?p=809504‬يوم ‪ 22‬فيفري ‪ ،0207‬تم النظر فيه يوم ‪ 72‬فيفري ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫وشاطئية وغريها ومدى إدراك هؤالء السكان بقيمة ما لديهم من مقومات سياحية من جهة‪ ،‬وبقدر ما يتحلون به‬
‫‪1‬‬ ‫من قيم وأمناط سلوكية يف تعاملهم مع الزائرين أو السائحني‪.‬‬

‫حيث تعترب رافدا هاما من روافد النشاط اإلنساين على كافة املستوايت الرتفيهية إلرتباط السياحة بوقت الفراغ‬

‫واستثماره يف الرتويح النفسي والبدين‪ ،‬واملستوى الثقايف أو احلياري من خالل اكتساب معارف جديدة‬

‫ومعلومات جديدة لشعوب وثقافات متباينة‪ ،‬م يكن لدينا عنها من قبل أية معرفة إنسانية فيالً عن املستوى‬

‫االقتصادي وما متثله صناعة السياحة من أمهية ابلغة األمهية ابلنسبة للشعوب السيما تلك اليت متتلك وتذخر‬

‫ابلعديد ابملقومات السياحية (احليارية – الدينية ‪ -‬التارخيية واألثرية – البحرية ‪ ،)2... -‬ومدينة ورقلة من بني‬

‫املدن الصحراوية اجلزائرية اليت متتاز بتنوع إثين ثقايف واجتماعي مميز وكذا بيئي إضافة إىل اإلزدهار االقتصادي‬

‫لوجود كربى الشركات البرتولية‪ ،‬وابلتايل فهو تنوع يساعد يف دعم التنمية ابملنطقة وخلق الثروة واملسامهة يف تطور‬

‫اجملتمع احمل لي ماداي وابلتايل الرقي يف الدرجات االجتماعية ابلنسبة لألفراد أو لألسر املكونني للمجتمع احمللي‬

‫الصحراوي الورقلي‪.‬‬

‫إذن فأنثروبولوجيا السياحة هتتم بدراسة العنصر البشري يف جمال السياحة حيث إن السلوك اإلنساين له دور فعال‬

‫يف جنا العملية السياحية يف التخطيط السياحي‪ ،‬ومما ال شك فيه أن االنثروبولوجي قادر على وضع اخلطط‬

‫السياحية يف خمتلف اجملتمعات‪ ،‬ويقوم علم انثروبولوجيا السياحة بدراسة نوعية اخلدمات اليت تقدم للسيا حيث‬

‫البد من توفري كافة اال حتياجات املختلفة للسائحني حسب املستوى املعيشي االجتماعي والثقايف واإلمكانيات‬

‫املادية املتاحة هلم‪ ،‬حيث أن املستوى االقتصادي واالجتماعي والثقايف يلعب دورا هاما يف اختيار نوعية اخلدمات‬

‫محمد عباس إبراهيم‪ ،‬السياحة والموروث الحضاري في أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،0272 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪22‬‬
‫محمد عباس إبراهيم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪22‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫املتميزة‪ ،1‬وهو ما اهتمت له مؤخرا خمتلف مؤسسات الدولة ممثلة يف مديرية السياحة لوالية ورقلة اليت أسهمت يف‬

‫بلورت مسلك سياحي خاص مبنطقة ورقلة مقسم إىل عدة نقاط متثل املوروث الثقايف واالجتماعي والبيئي‬

‫والتارخيي واألركيولوجي‪ ،‬وهذا بعد الدراسة املعمقة للممنطقة يف عدة أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادي وسياسي‬

‫وأمين وبيئي وابلتايل خمطط سياحي هدفه إجنا العملية السياحية يف منطقة ورقلة‪.‬‬

‫ويتبني من ذلك إن علم األنثروبولوجيا يهتم بدراسة السياحة من جانب السلوك البشري الذي يوضحه االحتكاك‬

‫بني ثقافتني خمتلفتني ومها السائح واجملتمع املييف‪ ،‬وكذلك دراسة اجتاهات السائح وميوله ودوافعه وأييا دراسة‬

‫اجملتمع ات املستقبلة للسائحني ووضع خطط طموحة للمجتمعات النامية من أجل تنشيط السياحة هبا وهي كلها‬

‫جماالت تدرسها االنثروبولوجيا ضمن العملية السياحية‪ ،‬هنا أييت فهم سلوك اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة وعالقته‬

‫ابلسيا الوافدين إليها وفهم اجتاهاته وعالقاته وسلوكه مع السائح وهذا ملعرفة أتثريات السياحة ونشاط احلرف‬

‫والصناعات التقليدية على اجملتمع احمللي الورقلي‪.‬‬

‫‪ .5‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة‪:‬‬

‫متثل السياحة وسيلة حيارية وثقافية اجتماعية تساهم بشىت الطرق يف نقل تبادل احليارات والثقافات بني خمتلف‬

‫األمم‪ ،‬وتعمل على زايدة معرفة الشعوب ببعيهم البعض ومتتني العالقة بينهم وتقليص املسافات الثقافية الفكرية‪،‬‬

‫واكتشاف اآلداب والفنون وخمتلف الطبوع الثقافية فيتم التعرف عن ماضي الشعوب وعن اترخيها وهذا ما يؤدي‬

‫إىل محاية الرتاث التارخيي والثقايف للشعوب وينمي عالقات تواصلهم مع األمم األخرى‪ ،‬عن طريق تعدد الزايرات‬

‫هالة عبد الرحمان عبد العليم الرفاعي‪ ،‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع المحلي دراسة في أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬وكالة‬ ‫‪1‬‬

‫البنا للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬وكالة البنا للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،7332 ،‬ص‪.02‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫واألسفار يف البالد السياحي املستقبل فتؤثر يف السائح وتتأثر هي األخرى ثقافيا‪ ،1‬وينتج عن انتقال السيا ذوي‬

‫اللغات والعادات والدايانت املختلفة من منطقة إىل أخرى‪ ،‬جمموعة من اآلاثر االجتماعية والثقافية واليت تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ .1-5‬التحوالت الطبقية‪ :‬تشجع السياحة كثري من األشخاص على ممارسة األنشطة السياحية‪ ،‬مما يؤدى إىل‬

‫زايدة دخلهم ومكاسبهم وأرابحهم ويرفع مستوى حياهتم االقتصادية واالجتماعية وينقلهم من شرحية اجتماعية‬

‫معينة إىل شرحية اجتماعية أعلى‪.‬‬

‫‪ .2-5‬االهتمام ابلرتاث والعادات والتقاليد والبيئة‪ :‬تؤدى السياحة إىل االهتمام ابلقيم والعادات والتقاليد‬

‫واملعا م والرتاث الشعيب والفين‪.‬‬

‫‪ .3-5‬التطور االجتماعي ‪ :‬تعترب السياحة أحد أهم أسباب التطور االجتماعي يف الدول السياحية‪ ،‬حيث تتا‬

‫الفرصة أمام أفراد اجملتمع للتعرف على األفكار واالهتمامات والثقافات األجنبية املختلفة‪ ،‬من خالل تعاملهم‬

‫ومشاهدهتم واتصاهلم املباشر مع السيا وهو ما يساهم يف انفتاحهم على العا م اخلارجي‪.‬‬

‫‪ .4-5‬التبادل الثقايف‪ :‬تعمل السياحة على زايدة معدالت التبادل الثقايف بني السائحني من خمتلف اجلنسيات‬

‫وبني شعوب الدول املستقبلة هلم‪ ،‬حيث يكتسب كل منهم بعض املقومات الثقافية لآلخر مما يؤدى إىل التقليل‬

‫من الفوارق واالحرتام املتبادل‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل األمهية االقتصادية واالجتماعية للسياحة هناك جمموعة من اآلاثر ال تقل عنها أمهية منها كالتأثري‬
‫‪1‬‬
‫على البيئة والتأثري على ارتفاع األسعار والتأثري على السكان والعمران‪.‬‬

‫نسيمة جميل‪ ،‬السياحة الثقافية وتثمين التراث من خالل البرامج التلفزيونية في الجزائر دراسة وصفية تحليلية لبرنامج حصة " مرحبا"‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫ماجستير‪ ،‬المدرسة الدكتورالية للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية تخصص علوم اإلعالم واالتصال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0272‬ص ‪22-25‬‬

‫‪010‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .6‬السياحة الصحراوية في ورقلة‪ ،‬أيكولوجيا ساحرة وتراث أصيل‪:‬‬

‫تعد السياحة الصحراوية أحد األمناط السياحية اليت ينتقل فيها السيا إىل مناطق صحراوية هبدف االكتشاف‬

‫وخوض جتارب جديدة والتمتع مبختلف مميزات احمليط الصحراوية‪ ،‬الطبيعية (الطبيعة اخلالبة من كثبان رملية وهدوء‬

‫ساخر‪ ،‬جبال صخرية‪ ،‬واحات غنية وكائنات حية فريدة)‪ ،‬التارخيية واألثرية (التعرف على احليارات اليت تعاقبت‬

‫على الصحراء وخلفت وراءها العديد من الشواهد التارخيية)‪ ،‬الثقافية واالجتماعية (التعرف على أسلوب حياة‬

‫وعادات وتقاليد اجملتمع الصحراوي الغنية وخمتلف التظاهرات الثقافية اليت يقيموهنا‪ ،2‬أي أن السياحة الصحراوية‬

‫تشمل كل النشاطات اخلاصة بزايرة الواحات األماكن التارخيية األثرية والثقافية يف منطقة صحراوية معينة‪،‬‬

‫واالحتكاك مع ثقافات اجملتمع الصحراوي احمللي بعاداهتم وتقاليدهم وتراثهم املادي والالمادي‪ ،‬وهذا ما جيعل‬

‫منطقة ورقلة قبلة جيدة للسياحة الصحراوية بفعل وجود كل املقومات السياحية وتنوعها وكذا اتصال السكان‬

‫احملليني لورقلة يوميا ابلزوار والعمال والسيا من املناطق الداخلية للجزائر وكذا من اخلارج لسهولتها وبساطتها‪،‬‬

‫حيث يقول مالك وكالة السياحة فيزا ترافل‪" :‬يف الصحراء ال حتتاج إىل فنادق ألنو السائح يقولك ديريل خيمة‬
‫‪3‬‬
‫وسيارات ‪ 4 x 4‬والبعري‪"..‬‬

‫فالسياحة الصحراوية إذن هي نوع من أنواع السياحة )البيئية( (الطبيعية)‪ ،‬جماهلا الصحراء مبا فيها من مظاهر‬

‫طبيعية‪ ،‬تتمثل بـ‪ :‬جتمعات الكثبان الرملية )الرق والعرق والسرير) واجلبال اجلرداء واألودية اجلالة والواحات الطبيعية‬

‫واخلياري والغاايت والقيعان‪ ،‬ومن مظاهر بشرية تتمثل بـ ـ ‪:‬أسلوب حياة وثقافة الشعوب الصحراوية املسامهة‬

‫واملنسجمة متاما مع طبيعة الصحراء‪ ،‬التشكل يف تفاعلها الطبيعي والبشري هذا منطا غريبا من أمناط احلياة املألوفة‬

‫هدى سيد لطيف‪ ،‬السياحة النظرية والتطبيق‪ ،‬الشركة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،7330 ،‬ط‪ ،7‬ص‪.00‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسمة كحول‪ ،‬دور السياحة الصحراوية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة بالجزائر حالة الحظيرة الوطنية الهقار تمنراست‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪2‬‬

‫دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪ ،0222 ،7‬ص‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 05 ،‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫يف املدن واألرايف‪ ،‬ساهم هذا النمط يف استقطاب السيا الذين يبحثون عن اهلدوء ومراقبة الطيور واحلشرات‬

‫والزواحف والتزجل على الرمال وسباقات الصحراء واملهرجاانت اليت تعرض ثقافات وأسلوب حياة شعوب‬

‫الصحراء‪ ،1‬حيث يقول مبحوثنا اخلبري السياحي محادة رايض‪" :‬جيب كي تدخل منطقة أن تقراها وهذا هو منطق‬

‫األنثروبولوجيا فهي عندما تذهب ملنطقة تدرس احلياة احمللية هلا‪ ،‬فاإلنسان الصحراوي ماشي كيما اإلنسان‬

‫الشمايل‪ ،‬وقدما هتبط للجنوب واإلنسان التارقي مش كيما الصحراوي وعقلية التارقي مش كيما عقلية‬

‫الورقلي‪ ،‬وعقلية امليزايب مش كيما واحد أوخر وغريها ‪ ...‬إذن كل منطقة تكون عندك عليها دراسة‬

‫أنثروبولوجية‪ ،‬فتعرف تفكري االنسان‪ ،‬عاداته‪ ،‬تقاليده‪ ،‬مسكنه‪ ،‬سلوكاته الطبيعية وامليثافيزيقية‪ ،‬السياحة‬

‫جيب أن تدخل فيها كل العلوم فهي علم سيادي‪ ،2".‬فهي تعتمد بشكل كبري على الرتاث الثقايف والتارخيي‬

‫املادي والالمادي املوجود ضمن املناطق الصحراوية‪ ،‬حبيث يشمل الواحات املتنوعة واملركبات والفنادق السياحية‬

‫التقليدية للقامة يف هذه املناطق‪ ،‬وهناك من ينظر يف صعوبة الفصل بني السياحة الصحراوية والسياحة البيئية‪،‬‬

‫حيث مت تعريفها أبهنا نوع سياحي خمتلف من انحية الطبيعة واالحتياجات وهو من طراز سباحة املغامرات يف‬

‫الطبيعة‪ ،‬كما أن هذا نوع يعترب حديثا مقارنة ابألنواع األخرى حيث يشهد الطلب عليه تزايد ملحوظ نتيجة بروز‬

‫املناطق‪.3‬‬ ‫العادات والتقاليد والثقافات اليت تتميز هبا هاته‬

‫‪ .7‬كرونولوجيا التطور التاريخي للسياحة الصحراوية في الجزائر‪:‬‬

‫كانت الصحراء اجلزائرية منذ أمد بعيد منطقة خاصة ومميزة‪ ،‬حيث تناوهلا أول دليل سياحي نشر عام ‪ 9109‬من‬

‫اجلنرال ‪ MEYNEIR‬والكابتان ‪ NABAL‬بعنوان‪" :‬الدليل التطبيقي السياحة يف الصحراء"‪ ،‬ليتبعه عام‬

‫خليف مصطفى غرايبة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02-00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 25 ،‬أفريل ‪0207‬‬
‫حاج قويدر عبد الرحيم ‪ ،‬شنيني حسين‪ ،‬تأثير الصناعات التقليدية على انتعاش السياحة الصحراوية – دراسة ميدانية بمدينة غرداية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪3‬‬

‫االستراتيجية والتنمية‪ ،‬المجلد ‪ / 72‬العـدد ‪: 1‬مكرر) الجزء الثاني ( جانفي ‪ ، 2020‬ص ص‪ ، 229-212‬ص‪071‬‬

‫‪011‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ 9104‬الطبعة األوىل للسياحة ابلسيارات واجلو يف الصحراء من طرف الشركة البرتولية‪ SHELL‬يف اجلزائر‪،‬‬

‫وهذا ما يدل على شغف األوربيني ابكتشاف الصحراء وكنوزها التارخيية والطبيعية ومتت ترمجة هذا الشغف يف‬

‫إصدار دليل للسياحة الصحراوية جلذب األوربيني واملعمرين آنذاك‪.‬‬

‫وتعود السياحة الصحراوية إىل عام ‪ 9191‬حيث مت اكتشاف احلدود الشمالية للصحراء فقط‪ ،‬حىت ‪9188‬‬

‫حيث قام‪ Haardt, Audoin, Dubruil‬ابلتوغل يف الصحراء السيارات ‪ Citroën‬لتفتح بعد سنوات‬

‫خطوط العبور للسياحة‪ ،‬كخط اهلقار من ‪ 9188‬إىل ‪ 9181‬وخط تنزروفت يف ‪ 9180‬وخط موريتانيا عام‬

‫‪ 9104‬لتغيري األمور كليا سنة ‪ 9108‬بتنظيم أول رايل صحراوي من اجلزائر من اجلزائر عبورا بتمنراست إىل‬

‫احلدود النيجريية هبدف إثبات القدرة على التوغل يف الصحراء مبختلف أنواع السيارات ويبقى رايل ابريس دكار‬

‫احلدث الذي رسم بداية التوغل السياحي يف الصحراء وال شك أن األوروبيني كانوا شغوفني جدا ابكتشاف‬

‫الصحراء وسكاهنا ومناظرها بعدما ساهم أدب الرحالت األوريب يف تقدمي وصف غريب للبيئة الصحراوية‬

‫وسكاهنا‪ ،1‬وتبقى معا م السياحة الصحراوية مبنطقة ورقلة شاهدة على عمق الرتاث املادي والالمادي لإلنسان‬

‫الصحراوي وللبيئة الصحراوية والتنوع الثقايف الذي مييز اجملتمع الصحراوي الورقلي‪ ،‬ويتشكل هذا التنوع يف‬

‫الواحات املطلة على قصر ورقلة وكذا املنتشرة يف وسط الكثبان الرملية الذهبية مبنطقة سيدي خويلد وعني البيياء‬

‫وواد النساء وغريها‪ ،‬إضافة إىل منطقة سدراته اليت حتتوي على آاثر اترخيية مرتامية‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل الرتاث احمللي‬

‫جملتمع ورقلة املتنوع إثنيا ويف عاداته وتقاليده وثقافته ككل حامال خصائص اجملتمعات الصحراوية‪.‬‬

‫ريوقي‪ ,‬سليمة‪ ،‬العادات والتقاليد كمدخل استراتيجي لتنمية السياحة الصحراوية" دراسة حالة االحتفال بالمولد النبوي بوالية تمنراست‪ ،‬مجمع‬ ‫‪1‬‬

‫أعمال الملتقى الدولي حول‪ :‬األشطة الترفيهية واأللعاب التقليدية ودورها في تطوير السياحة الصحراوية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي‬
‫‪22‬و‪ 20‬ديسمبر ‪ ،0270‬ص‪770-777‬‬

‫‪011‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .8‬التنـــــوع اإلثنــــــي‪ ،‬لحمـــــــة اجتماعيــــــــــة لخدمـــــــة سياحيــــــــة‪:‬‬

‫صنع االنسان الورقلي تنوعه يف صحراء قاحلة ونبظ فيها احلياة منذ القدمي‪ ،‬فاهتدى إىل جمال حيري صحراوي‬

‫مساه "قصر ورقلة" من هنا بدأت حاضرة ورجالن‪ ،‬ذلك القصر ذي اهلندسة العمرانية بنمطه التقليدي وأببوابه‬

‫السبعة استقرت فيه ثالث إثنيات (بين سيسني‪ ،‬بين وقني‪ ،‬بين ابراهيم) شكلت أهم أعراش جمتمع ورقلة‪ ،‬وهي من‬

‫استقرت وأسست هلذا القصر وجعلت من حوله واحات واستخرجت املاء من جوف األرض وسقت به واحاهتا‬

‫وعمرت أبجيال متعددة ذات منط اجتماعي وثقايف خاص‪ ،‬وهذا ما الحظناه وعايشناه أثناء دراستنا امليدانية فكل‬

‫عرش له مسجده اخلاص و زواايه هذا من الناحية الروحية والدينية وهلم عادات وتقاليد خاصة تدخل يف النسق‬

‫الثقايف العام الذي مييز كل عرش‪ ،‬سواء من انحية اللباس التقليدي واألكالت واألطباق التقليدية وطريقة إقامة‬

‫األعراس واحلفالت سواء الدينية أو مبناسبات عديدة كزايرة ضريح وغريها‪ ،‬إضافة إىل اللهجة احمللية املتنوعة حيث‬

‫يتكلمون لغة أمازيغية حملية ولغة عربية‪ ،‬وكذا تعلقهم بنظام اجتماعي يقوم على التكافل بينهم ويرجع يف تفاصيله‬

‫لألعيان وشيوخ األعراش أو ما يسمى حبكم العشرية والقبيلة ابلرغم من احنصارها قليال إال أن أتثريه ال يزال‪ ،‬يقول‬

‫يف ذلك مبحوثنا ابراهيم زرقي‪ ":‬احنا دائما نرجعو للشيوخ اتع القصر يف كل األمور سواء يف اخلري أو يف حل‬

‫النزاعات واملشاكل اليت حتدث بني األفراد أو األسر ويبقو ما الربكة اتعنا‪ ،"...‬وابلتايل هو نظام شبه قبلي‬

‫حاليا له خصوصياته وأتثرياته والرجوع دائما لشيوخ هذا اجملتمع احمللي‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل منطقة املخادمة وبين ثور‬

‫وسعيد عتبة ومنطقة الرويسات واليت تشكل مزيج من اإلثنيات ذات الثقافات املتنوعة‪ ،‬حيث تشكل اجملتمع احمللي‬

‫الواحد ذو الثقافة املتعددة والنسق االجتماعي املتعدد‪ ،‬وهذا النوع من النظام االجتماعي يشجع كثريا السيا على‬

‫اكتشافه بسبب التنوع اإلثين واإلرث الثقايف الكبري بعاداته وتقاليده‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .9‬األنساق االجتماعية والثقافية‪ ،‬جسر السياحة الصحراوية‪:‬‬

‫‪ .3-9‬السياحة والنسق االجتماعي‪:‬‬

‫تعد السياحة من اجلانب األنثروبولوجي كأحد احلقول اليت تعتين بدراسة السلوك والنشاط االنساين يف منطقة معينة‬

‫وعلى أفراد معينني‪ ،‬وهذا ما يتيمن دراسة جمموعة مـن العالقـات االجتماعية اليت تنشأ بني األفراد أو بني‬

‫اجملموعات يف املناطق السياحية‪ ،‬حيث إن وجود الشخص يف أي مكان أو يف انتقاله من مكان آلخر حيدث نوعاً‬

‫مـن التفاعـل االجتماعي بني األفراد بعيهم البعض‪ ،1‬وهذا ما أثبتته دراستنا على أن منطقة ورقلة ذات التنوع‬

‫اإلثين والثقايف والنمط االجتماعي اخلاص جعل منها منطقة خصبة ملختلف األفراد يف املناطق واجملتمعات األخرى‬

‫داخل الوطن وخارجه للتعرف على النمط املعيشي الصحراوي لسكان مدينة ورقلة‪ ،‬واكتشاف أهم الوسائل‬

‫واألنشطة االجتماعية واإلنسانية اليت ميتاز هبا اإلنسان الورقلي منذ القدمي حيث يقول مالك املركب السياحي‬

‫إجداغ تور حول حياة اإلنسان يف املاضي بورقلة‪":‬العملية اتع إزداغ يعين الرحلة ابلعربية من السكن اتع‬

‫القصر ابجتاه الواحة النخيل‪ ،‬العملية تدوم من ماي‪ ،‬جوان‪ ،‬جويلية‪ ،‬أوت‪ ،‬حىت أواخر سبتمرب حبوايل ستة‬

‫أشهر وتنتهي جبين التمور‪ ،‬والسكان األوائل كانو يسكنو ستة أشهر يف القصر وستة أشهر يف الواحة‪ ،‬ألنو‬

‫يف ذلك الوقت ماكانش مدرسة بل كانت مدارس قرآنية‪ ،‬لكن بعدما مت إنشاء املدرسة النظامية أصبح مرغما‬

‫يرجعو للقصر شهر أكتوبر‪ ،"..‬وهو ما يبني النظام االجتماعي الذي كان قائما والعالقات االجتماعية اليت تربط‬

‫بني أفراد ساكنة قصور ورقلة ضمن النمط املعيشي اخلاص ابالنسان الصحراوي وعالقته ابلواحة‪ ،‬وهذا إبمكانه أن‬

‫يتحقق بتطوير النشاط السياحي مبا يتالئم مع العادات والتقاليد اخلاصة بورقلة واليت تسود ساكنتها ونسقها‬

‫االجتماعي اخلاص هبا‪ ،‬مبا تتمتع به من مغرايت اجتماعية وعناصر جذب للسياحة االجتماعية اليت تؤثر فيه سلباً‬

‫وإجياابً ألهنا تقوم على التفاعل املباشر بني ثالثة أطراف هي السائح والبيئـة االجتماعيـة وأفـراد اجملتمع اليت تصب‬

‫إلهام عمران عريبي العزابي‪ ،‬علم االجتماع السياحي‪ ،‬دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬طبعة ‪ ،0270 ،7‬ص‪.000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫كلها يف التأكيد على أن السياحة ظاهرة اجتماعية وإنسانية‪ ،‬هتتم كثريا مبا ينتجه وأنتجه االنسان من أدوات‬

‫ووسائل سامهت يف تنمية تراثه االجتماعي وحىت الثقايف واحلياري‪ ،‬ويسعى اليوم العديد من األفراد للتعرف على‬

‫خملفات اإلرث االجتماعي ملنطقة ورقلة والتعرف عليه‪ ،‬من خالل التعرف على النمط املعيشي لألسرة الورقلية‬

‫خاصة داخل قصر ورقلة أو ما يسمى ب ‪ la Casba‬لدى الفئات أثناء دراستنا امليدانية‪ ،‬وهي فئات هلا دراية‬

‫مسبقة مبدينة ورقلة بدون علمها ابلنمط االجتماعي القائم هبا‪.‬‬

‫‪ .2-9‬النسق القرابي وأثره على السياحة‪:‬‬

‫مييز مدينة ورقلة نسقا قرابيا خاص بتنوع تشكيلته االجتماعية ونظامه االجتماعي الذي يربط مظاهر العالقات‬

‫االجتماعية والثقافية املكتسبة‪ ،‬وقد أشار الدكتور (أمحد بوزيد) إىل أمهية دراسة القرابة كعامل هام‪ ،‬ومؤثر لفهم‬

‫طبيعة القرابة يف اجملتمعات‪ ،‬ذات الثقافة البسيطة واملميزة‪ ،‬إضافة إىل أهنا أهم النظم االجتماعية يف أي جمتمع‬

‫تقليدي‪ ،‬من حيث أن اإلنتماء القرايب مصدرا إلشباع احلاجات املتنوعة‪ ،‬مثل األمن والطعام والتطبيع االجتماعي‪،‬‬

‫كما أن الناس يعرفون بعيهم وهلذا يكون للجرية القرابية دور فعال وكبري يتمثل يف ممارسة اليبط االجتماعي على‬

‫سلوك األفراد‪ ،.1‬وهلذا فإن فهم النسق القرايب لن يتيسر إال بتحليل نظام الزواج والعائلة يف اجملتمع نظرا ألن نسق‬

‫القرابة يقوم يف أساسه على نوعني من العالقات مها عالقات الدم وعالقات املصاهرة ومها املوضوعان األساسيان‬

‫املتعلقان ابلعائلة والزواج‪ ،2‬وهو ما أكده لنا املبحواثن من مدينة ورقلة محا وإلياس‪" :‬أبن العائلة هنا ختتار النسب‬

‫املناسب يف الزواج‪ ،‬وهذ ا النسب جيب أن يكون من العائالت الورقلية العريقة حىت يستمر الرابط‬

‫االجتماعي والثقايف الورقلي مبا يناسب كل عشرية"‪ ،‬وهو ما نلحظه يف اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة من خالل‬

‫توزعه اجملايل جند أن جمتمع القصر له حيزه املكاين وجمتمع البدو املتمدنني كبين ثور والشعانبة وجمتمع املخادمة‬

‫علي حسن الصغير‪ ،‬التوافق البنوي بين النسق القرابي والمجال العمراني قصر ورقلة‪ ،‬الطبعة ‪ ،7‬األشرف للكتاب العربي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪،7‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪25‬‬
‫هالة عبد الرحمان عبد العليم الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫وحىت جمتمع الوافدين أو ما يصطلح عليهم ابسم الربانية‪ ،‬وابلتايل اختاروا حيزا مكانيا حمددا يشعرون فيه ابلوحدة‬

‫واالنتماء للجماعة ولنظام اجتماعي حيمل نفس أمناط حياته وثقافته وهو ما مييز اجملتمع الورقلي‪.‬‬

‫إن هذا النسق القرايب املكون جملتمع مدينة ورقلة خيتلف أتثريه على السياحة واحلرف التقليدية من مكان إىل آخر‪،‬‬

‫فاجملتمع املكون للنسق القرايب لقصر ورقلة هو جمتمع حمافظ متفتح على السياحة بل ومطالب لتنشيط السياحة‬

‫داخل القصر وفق شرط احلفاظ على خصوصياته وهويته الثقافية املتوارثة‪ ،‬وهو ما يؤكده الكثري ممن أجرينا معهم‬

‫املقابالت من مالك فنادق سياحية وابئعي املنتوجات التقليدية احمللية وابئعي الشاي وحىت التجار وكذلك بعض‬

‫سكان القصر واجلمعيات احمللية اليت تنشط داخل القصر‪ ،‬وكلهم أيكدون على أمهية تنشيط احلركة السياحية يف‬

‫النقاط املتفق عليها كمسلك للسيا مثلما كان موجودا يف سنوات السبعينات والثمانينات مثلما يقول عبد القادر‬

‫من سكان القصر عرش بين وقني‪ ،‬وهذا النوع يقوم بتنشيط جتارة املصنوعات واملنتوجات التقليدية اليت تصنعها‬

‫أانمل حريف وحرفيات القصر ومدينة ورقلة بصفة عامة‪.‬‬

‫أما منطق ة سعيد عتبة واليت تنتشر فيها ورشات الصناعات التقليدية احمللية وخاصة صناعة املالبس التقليدية خاصة‬

‫من فئة النساء‪ ،‬فأثناء دراستنا امليدانية وجدان أن أغلب احلرفيات تقطن بسعيد عتبة القريبة من قصر ورقلة وهن‬

‫كلهن مع تنشيط السياحة وابلتايل يزداد الطلب على شراء املنتوجات التقليدية احمللية واملسامهة يف زايدة الدخل‬

‫املادي ألسر احلرفيات وما ينجم عنه تغري احلالة االجتماعية واالقتصادية وأتثري ذلك على تنمية منطقة ورقلة‬

‫ككل‪ ،‬وابلتايل ساهم النسق القرايب للحرفيات يف تشكيل مجاعات قرابية‪ ،‬ابلرغم من تقلص وتراجع االهتمام‬

‫بتصنيع املنتوجات التقليدية أكثر وظلت تصارع التغريات العصرية االجتماعية واالقتصادية جملتمع ومدينة ورقلة‬

‫لعدة أسباب‪ ،‬فنجد أن أحياء بين ثور واملخادمة إىل غاية الرويسات ال هتتم كثريا بتحريك النشاط السياحي مبدينة‬

‫ورقلة وال بتنشيط صناعة املنتوجات التقليدية احمللية‪ ،‬ويرجع ابألساس للنسق القرايب الذي اندمج يف النسق‬

‫االقتصادي‪ ،‬حيث تفيل األسر يف هذه املناطق العمل يف الشركات البرتولية واإلقتصادية على أن ينتجوا‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫مصنوعات تقليدية ال يكون يف املردود املايل كثريا‪ ،‬كما أن منطقة املخادمة عصب ورقلة املايل مييل أغلب أفرادها‬

‫لنشاط املقا والتية أكثر‪ ،‬أما سكان بين ثور والرويسات فيميلون أكثر للتجارة العصرية‪ ،‬وابلتايل أثر اجملال السكين‬

‫على النسق القرايب والروابط القرابية والعرف القائم على االنتماء القرايب أو القبلي وهو احملدد حىت على نوع النشاط‬

‫التنموي ألفراد اجملتمع‪ ،‬وهلذا جند منطقة متمسكة ابلرتاث احمللي املوروث وتسعى لرتوجيه من خالل السياحة‪،‬‬

‫ومنطقة ال هتتم بكل ماهو تقليدي بل مبا هو مادي‪.‬‬

‫‪ .1-9‬النسق الثقافي والوعي السياحي‪:‬‬

‫يعرب النسق الثقايف للمجتمع عن تراث اجملتمع االجتماعي وعالقاته وسلوكه االجتماعي الذي يظهر من خالل‬

‫التفاعل والعالقات الثقافية ابآلخرين‪ ،‬كما يعرب عن تراث اجملتمع التارخيي واحلياري الذي يتداوله األفراد ومازالوا‬

‫يتداولونه منذ القدمي برغم من تغري شكله مع مرور الزمن‪ ،‬وييم النسق الثقايف العديد مـن املغريـات واملتغريات اليت‬

‫تؤثر السياحة عليها‪ :‬حيث ييم النسق الثقايف أشكاالً عـدة مـن الرتاث الثقايف واترخيه‪ ،‬كما ييم حقائق عدة عن‬

‫احليارات والـشعوب أخالقهـا وعاداهتا‪ ،‬والفولكلور الذي ييم األمثال وبعـض العـادات واألعراف والطقـوس‬

‫واملهارات والصناعات اليدوية ذات الطابع احمللي البحث وغريها الكثيـر‪ ،1‬فورقلة ابعتبارها من أهم املناطق يف‬

‫اجلزائر اليت حتمل إرث ثقايف مييز منطها العمراين القدمي ذو اهلندسة الصحراوية احمللية‪ ،‬أو لعاداهتا وتقاليدها املتنوعة‬

‫من لباس وأكل حملي تقليدي ورف وصناعات تقليدية واترخيية موروثها احلياري‪ ،‬كمنطقة عبور عرب مر العصور‬

‫تلتقي فيها ثقافات العديد من الشعوب واجملتمعات األخرى املتنقلون من الشمال إىل اجلنوب أو من اجلنوب إىل‬

‫الشمال وغريها من العناصر الثقافية احمللية‪ ،‬وهي كلها مؤشرات تساهم يف نشر الثقافة السياحية وإحياء الرتاث‬

‫احمللي خاصة الصناعات التقليدية حملية الصنع والفن وذلك عرب رفع املستوى الثقايف ألفراد اجملتمع الورقلي اجتاه‬

‫التعامل مع سلوكات السيا عرب إبراز مظاهر النسق الثقايف احمللي ملدينة ورقلة‪ ،‬وهذا ما عملت عليه عدة مجعيات‬

‫إلهام عمران عريبي العزابي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪002‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫مهتمة ابلسياحة يف مدينة ورقلة وتنشيط الصناعات واحلرف التقليدية من أجل احملافظة على اإلرث الثقايف من‬

‫جهة واستغالله يف جلب السيا ‪ ،‬هذ ا األخري يبحث يف الغالب للتعرف على األمناط السلوكية للمجتمع احمللي‬

‫بكل تفاصيله وهنا يركز على منط معيشة اإلنسان الصحراوي بني األصالة واملعاصرة أي بني املدينة والواحة‪ ،‬بني‬

‫اهلندسة املعمارية احمللية بقصر ورقلة وبني أحياء جديدة أنشأت على أجداث اتريخ بني قبائل سكنت الصحراء مث‬

‫استقرت بورقلة وشكلت هوية ثقافية وعالقات اجتماعية‪ ،‬تربز يف سلوك يتتبعه السائح من أجل معرفة اتريخ‬

‫وتراث ورقلة الكبري سواء املادي أو غري املادي من املظاهر الثقافية بصفة عامة‪.‬‬

‫وهذا ما حتدده كل منطقة اجتماعية هلا عناصر ثقافية متيزها عن غريها‪ ،‬فالسائح عندما يزور قصر ورقلة سيجد‬

‫ثالث عشائر يتوسطه املسجد املالكي واملسجد اإلابضي وعدة زوااي دينية بثقافات خمتلفة لكنها مرتابطة اجتماعيا‬

‫يف جمال مكاين حمدد وهذا ما يبحث عنه السائح‪ ،‬حيث أبدى لنا عدد من السائحني لورقلة من الغرب اجلزائري‬

‫اندهاشهم لتنوع النسق الثقايف الكبري اليت حتظى به ورقلة‪ ،‬وأكدوه لنا‪ ":‬ماكناش نعرفو بلي ورقلة فيها قصر كيما‬

‫الكاصبا (اجلزائر العاصمة) والناس عايشني فيه من زمان وكان لينا احلظ أنو شفنا عرض للمأكوالت‬

‫التقليدية وعرض للمالبس التقليدية الورقلية وخاصة لباس العريس ولعروسة واألوالد الصغار ابللباس اتع‬

‫ورقلة وكاين اتع بين ميزاب"‪ ،‬أي أن ورقلة تتنوع ثقافيا واجتماعيا وإثنيا يف حيز جمال معني أو ما يسمى ابملنطقة‬

‫الثقافية‪ ،‬وابلتايل حدوث اتصال ثقايف وحياري بني اجملتمع الورقلي وبني السيا حيث خلف نظرة إجيابية لثقافة‬

‫اجملتمع الورقلي لدى السيا وإعجاهبم ابلتنوع الثقايف إضافة إىل التعامل املستحسن الذي يلقاه السيا أثناء‬

‫احتكاكهم ابجملتمع احمللي خاصة بقصر ورقلة‪ ،‬وهذا راجع إىل دميومة االحتكاك بني الورقليني وخمتلف الثقافات‬

‫داخل الوطن وخارجه منذ بداية تكوين اجملتمع الورقلي يف القدمي إىل اليوم‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫إن السياحة تعمل يف إطار النسق الثقايف العام الذي يكون النظام االجتماعي كحلقة ربط بني األمناط املختلفة‬

‫املكونة للمجتمع الورقلي اقتصادية واجتماعية وثقافية حيث من خالهلا تربز االختالفات املتباينة بني أفراد اجملتمع‬

‫احمللي ملدينة ورقلة‪ ،‬فالتنوع الثقايف املتباين بني األعراش يف احلي الواحد مثال كقصر ورقلة حيث جند جمموعة بين‬

‫ميزاب ختتلف يف زيها التقليدي عن مجاعة بين وقني يف بعض التفاصيل‪ ،‬ويف املدينة الواحدة كاختالف تقاليد‬

‫قصر ورقلة عن عادات حي بين ثور أو سعيد عتبة‪ ،‬وهذا ما ميكن استغالهلا كعناصر جاذبة للسيا إىل منطقة‬

‫ورقلة خصوصا مع التطورات االجيابية احلاصلة اليوم مع مؤسسات الدولة الداعمة للنهوض ابلسياحة يف مدينة‬

‫ورقلة‪ ،‬ما يربز منوذجها الثقايف املتنوع كعامل لتحريك النشاط السياحي يف جمـاالهتا املتعددة‪ ،‬وما يتخلل ذلك من‬

‫تفاعل لعناصـر الرتاث للمنطقة وهو ما يبحث عنه السائح مثلما يقول صاحب وكالة السياحة واألسفار‪ ":‬السائح‬

‫حيوس على الرملة واخليمة والبعري وشوية قصر ورقلة ‪ ،"...‬وابلتايل احلفاظ على اخلصوصية الثقافية جملتمع ورقلة‬

‫لتحريك السياحة اليت تعد من أهم الظواهر اليت أثرت فـي النسق الثقايف ويف العموميات الثقافية له كاألفكار‬

‫والعادات واالستجاابت االنفعاليـة املشروطة اليت تعترب عامة عند مجيع أعياء اجملتمع والعنصر الثقايف العام فـي‬

‫جمتمع معني‪.1‬‬

‫‪ .32‬التراث الثقافي‪ ،‬إرث محلي ومنطلق سياحي‪:‬‬

‫يعد أتثري السياحة على الرتاث الثقايف وعلى ثقافة اجملتمع الصحراوي إحدى القيااي اهلامة لدى الباحثني يف اجملال‬

‫االجتماعي واألنثروبولوجي‪ ،‬وهذا ملا تتصف به البنية الثقافية الصحراوية يف أغلبها بسماهتا اخلاصة حيث جيعل من‬

‫تقاليدها وتراثها فنوهنا وأمناط حياهتا املتميزة أكثر عرضة للتأثر والتغيري جراء التواصل مع الثقافات األخرى ضمن‬

‫النشاط السياحي‪ ،‬وقد أوضح "‪ "Clark‬أن الثقافات معرضة للتغيري املكتسب من خالل االحتكاك والتفاعل‬

‫يسري دعبس‪ ،‬السياحة والمجتمع دراسة وبحوث في أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬سلسلة الدراسات والبحوث السياحة والمتحفية‪ ،‬الملتقى المصري‬ ‫‪1‬‬

‫لإلبداع والتنمية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪.031‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫مع الثقافات األخرى عرب النشاط السياحي‪ ،‬وال يقتصر األمر مـن وجهـة نظره على ثقافات اجملتمع احمللي‪ ،‬بل‬

‫ويصل األمر أيياً لثقافة احلـير‪ ،‬فالنـشاط السياحي ميارس الكثري من صور التأثري اليت تتعلق ابجلوانب االجتماعية‬

‫واالقتصادية والنفسانية حىت ابلنسبة حلياة السكان يف املدن‪.‬‬

‫ويذهب " ‪ " Ishii‬إىل أن السياحة تساهم يف تفكيك الـشكل التقليـدي للـنظم االجتماعية املستندة إىل بنية‬

‫ثقافية مميزة‪ ،‬وقد أعطى الباحث مثاالً واضحاً على هذا األمر يتعلق بتأثري النشاط السياحي على بنية اجملتمع‬

‫األبوي ذات الطـابع الثقـايف املميز‪ ،1‬وهذا ما حتاوله دراستنا هذه للتعرف على النسق الثقايف احمللي الذي مييز‬

‫منطقة ورقلة الذي يتسم بصفات خاصة متيزه كمجتمع حملي حمافظ يف ثقافته ومنط حياته اخلاص‪ ،‬وخوفه من‬

‫التغيريات السلبية اليت قد حتدث من جراء التفاعل االجتماعي بني أفراد اجملتمع الورقلي والسائحني وما ينتج عنه‬

‫انتقال بعض العناصر الثقافية غري املرغوب فيها من سلوكات السائحني للسكان احملليني وثقافة املرأة الورقلية اليت‬

‫أصبحت مؤخرا تعمل يف املؤسسات السياحية‪ ،‬وهذا ما أكدته لنا أغلب العينة من السكان احملليني خاصة الوراقلة‬

‫املوجودين بقصر ورقلة‪ ،‬حيث أكدوا حرصهم على تنشيط السياحة وقيامها يف ورقلة بشرط احرتام عادات وتقاليد‬

‫اجملتمع احمللي من طرف السي ا الزائرين للمنطقة‪ ،‬مع عدم اهتمام الوراقلة بنقل بعض العناصر الثقافية احمللية هلم‬

‫للسائحني‪ ،‬وهنا تكمن أمهية السياحية كقناة أساسية انقلة لعناصر ثقافية بني اجملتمع احمللي والسائحني‪.‬‬

‫ويعد الرتاث الثقايف املتنوع والثري ملدينة ورقلة من أهم العوامل املساعدة على جذب السائحني وتنشيط احلركة‬

‫السياحية ابملنطقة‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل سلسلة الفنادق املقامة واليت يف طور االجناز وكذا القرية السياحية إجداغ تور‬

‫كأحد األقطاب املعول عليها لدفع التنمية يف املنطقة‪ ،‬تبقى الثقافة السياحية لدى سكان املنطقة غري فعالة‬

‫ابملقارنة ملا تزخر به ورقلة من عناصر ومقومات النهوض ابلسياحة‪ ،‬خصوصا وأن ما يطلبه أغلب السيا حاليا‬

‫من خالل عينة الدراسة هو معرفة ثقافة املنطقة اليت يزوروهنا خاصة الصحراء‪ ،‬ابلرغم من عدم تفييلهم يف الغالب‬

‫إلهام عمران العريبي العزابي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.753‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫ورقلة لعدم اشتهارها ابلسياحة كما يقول عدة سوا بفندق الطاسيلي‪" :‬حنا جينا من مستغامن لورقلة هاذ املرة‬

‫نشوفو لقصر وعندان حفلة دينية والزمنا نديرو دورة للرمال اتع ورقلة وماذا بينا نعرفو ورقلة الكل بالد‬

‫البرتول ‪ ، 1"...‬وهذا ما يبني دور البرتول يف طمس الكثري من اجلوانب الثقافية ملنطقة ورقلة ابلنسبة ألغلب‬

‫السيا وجعلها مرتبطة ابلصناعة النفطية والشركات البرتولية‪ ،‬وحىت التغريات االجتماعية اليت حدثت يف اجملتمع‬

‫الورقلي كانت يف أغلبها بعد اكتشاف البرتول وما تبعه من تغريات ثقافية من جراء أتثري النسق االقتصادي عليها‬

‫حيث يلعب دور كبري يف صياغة العالقات االجتماعية والثقافية كما يف ورقلة اليت انتقلت من األمناط التقليدية إىل‬

‫النمط اجلديد الذي فرضه اكتشاف البرتول الذي أحدث حتوال ثقافيا يف اجملتمع الورقلي‪.‬‬

‫‪ .33‬جاذبية المعالم السياحية في الصح ارء الورقلية‪:‬‬

‫تعد السياحة الصحراوية بورقلة أحد األمناط السياحية اليت ينتقل فيها السيا لزايرة قصورها واكتشاف واحاهتا‬

‫ورماهلا الذهبية الصحراوية والتمتع مبختلف مميزات األيكولوجيا الصحراوية‪ ،‬وتشمل كل النشاطات اخلاصة‬

‫ابألماكن التارخيية األثرية والثقافية يف منطقة ورقلة‪ ،‬واالحتكاك مع ثقافات هذا اجملتمع الصحراوي احمللي بعاداهتم‬

‫وتقاليدهم وتراثهم املادي والالمادي‪ ،‬حيث تعد أحد املدن الصحراوية الكربى تزخر إبمكاانت هائلة يف اجملال‬

‫السياحي الحتوائها على معا م سياحية كثرية ومتنوعة اترخيية وثقافية اجتماعية وبيئية‪ ،‬ميكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ .3.33‬الصحـــــــــــراء‪:‬‬

‫جتذب الكثبان الرملية بورقلة السائحني وتبهرهم ابمتدادها الشاسع ورماهلا الذهبية‪ ،‬حيث حتتوي املنطقة على‬

‫مؤهالت جذب سياحية هامة ذات بعد بيئي صحراوي منها منطقة عرق بوصال القريبة من مدينة ورقلة واملعروفة‬

‫بعلو كثباهنا الرملية وكذا كثبان حاسي بن عبد هللا‪ ،‬واليت تعترب متنزه للعائالت الورقلية وللوافدين عليها والسيا ‪،‬‬

‫ابإلضافة إىل م نطقة سيدي خويلد‪ ،‬ووادي النساء ابحلجرية اليت تقام به خرجات سياحية وترفيهية طوال العام‬
‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬مارس ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫وتتناقص فقط صيفا‪ ،‬تقول مبحوثتنا فطيمة شعيب مسرية وكالة سياحية فيزا ترافل‪" :‬كنا نعملو ‪ cercuit‬من‬

‫قبل جهة وادي النساء وتوقفنا بسبب تردي األوضاع األمنية"‪ ،1‬إضافة إىل سبخة سفيون وبور اهليشة ومنطقة‬

‫دبيش كلها صحراء شاسعة بكثباهنا الذهبية تشكل معا م يفيلها السيا ‪.‬‬

‫‪ . 2.33‬الواحــــــــــــــــــــات‪:‬‬

‫تعترب الواحة أحد العوامل األساسية يف استقرار اإلنسان مبنطقة ورقلة منذ القدم واليت وفرت لإلنسان الورقلي عيشه‬

‫وقوته‪ ،‬أدى ذلك إىل اإلرتباط هبا بيئيا وروحيا واجتماعيا وثقافيا حيث يقول مبحوث من سكان قصر ورقلة‪ ":‬كنا‬

‫نروحو دميا للغابة ونسقو النخالت وخندموهم وكانو عندان بري وال زوج مقسمة بلعروش‪ ،‬ووقت الغلة خنلو‬

‫ديوران وهنبطو العايلة كامل للواحة ويكون احتفال كبري ومت انكلو ونرقدو مت‪ ،‬حىت خنلصو ابش نرجعو‬

‫للقصر‪ ، 2"...‬وهو ما يؤكد االرتباط الوثيق جملتمع ورقلة احمللي ابلواحة واعتبار ساكنة ورقلة هلا كمجال جيمع بني‬

‫نسقهم ونظامهم االجتماعي مع النسق الثقايف احمللي‪ ،‬إذ تعترب الواحات املنتشرة حول مدينة ورقلة حمل جذب‬

‫للسائحني بفعل هذا الرتابط بني اإلنسان الوقلي بثقافته احمللية مع الواحة تنسجها البيئة الصحراوية‪ ،‬ولعل أبرز‬

‫الواحات يف مدينة ورقلة وضواحيها واحة القصر‪ ،‬الـمخادمة‪ ،‬ابمنديل‪ ،‬سعيد عتبة‪ ،‬بوعامر‪ ،‬غربوز‪ ،‬عني البيياء‪،‬‬

‫الرويسات‪...‬‬

‫‪ .1.33‬الشطوط المائيـة‪:‬‬

‫هي عبارة عن حبريات صغرية مياهها ماحلة غري صاحلة للسباحة كما أهنا تشكل موطنا ألنواع خمتلفة من الطيور‬

‫املائية وغنية بعديد األنواع من النبااتت املائية حسب مبحوث من مديرية الغاابت لوالية ورقلة‪ ،‬وهو ما يظفي على‬

‫منطقة ورقلة مناظر سياحية خالبة لتنوعها األيكولوجي وثروهتا احليوانية اليت تعيش هبا كالنحام الوردي وامللك‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 72‬فيفري ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫احلزين والرمادي ودجاج املاء وحجل املاء اليت تشكل أهم الطيور احملمية واملهاجرة ابلشطوط املائية املتواجدة بورقلة‬

‫وأمهها الشط متواجد بقرية الشط الواقعة ببلدية عني البيياء‪ ،‬حيث تقول ممثلة مديرية البيئة لوالية ورقلة أثناء‬

‫خرجتنا امليدانية لشط أم الرانب ‪ ":‬جييو الناس سواء اتع الوالية أو اتع املدينة‪ ،‬أو الناس يل جييو من برا ابش‬

‫يشوفو هذه املناطق خاصة على الطيور هذه يل بعدة أنواع وأشكال كمنظر النحام الوردي يل معروفة بيه هذه‬

‫الشط"‪ ،1‬وهو ما يؤكد التوافد املستمر على طور السنة لالتكشاف والبحث من جهة املختصني والباحثني من‬

‫داخل الوطن وخارجه ومن جهة الطلبة اجلامعني وتالميذ املدارس‪ ،‬أو لغرض التفسح والسياحة للعائالت الورقلية‬

‫والسيا وهو سلوك إنساين معتاد للتمتع هبذا املنظر الطبيعي الذي توفره أيكولوجيا متنوعة بني الكثبان الرملية‬

‫والشطوط املائية والطيور املهاجرة‪.‬‬

‫‪ .4.33‬البحيـــــــــــــــــــرات‪:‬‬

‫يوجد بوالية ورقلة عدة حبريات فائقة اجلمال تعد فياء طبيعيا يقصده خاصة السيا والعائالت الورقلية للتعرف‬

‫عليها واالستفادة من خصائصها الطبيعية والبيئية املتنوعة واالستمتاع مبناظرها اخلالبة اليت تشكلها وسط رمال‬

‫صحراوية ذهبية تتكت ل يف ضفاف هذه البحريات‪ ،‬حيث أكد لنا مبحوثينا أن البحريات يف ورقلة خاصة حبرية‬

‫سيدي بن عبد هللا اليت تشكل لنا مكان للراحة واالسرتخاء لالبتعاد عن اليغوط اليومية للعمل أو األنشطة‬

‫اليومية وحىت النفسية اليت يعيشوهنا‪ ،‬ولعل أييا من حبريات ورقلة اليت هلا نفس مميزات حبرية سيدي بن عبد هللا‬

‫البحرية العجيبة بتماسني (منطقة التوسع السياحي)‪ ،‬وحبريتني مبقارين (قرب منطقة التوسع السياحي وداخل غابة‬

‫النخيل)‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن هذه البحريات يوجد هبا األمساك‪ ،2‬وهو ما جعلها كمجال سيحي يفيله السيا‬

‫خاصة السيا البيئيون حيث تقول ممثلة مديرية البيئة لوالية ورقلة "جييو السياح ابش يشوفو املنظر اتع الطيور‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬فيفري ‪0207‬‬
‫مديرية السياحة والحرف التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬مونوغرافيا والية ورقلة‪ ،0223 ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫خاصة يف الشتاء يف هذه املناطق الرطبة"‪ ،1‬وكذلك الحظنا خرجات سياحية علمية دورية لطلبة جامعيني يف‬

‫إطار اكتشاف التأثريات البيئية واالجتماعية على البحريتني بسيدي خويلد وحاسي بن عبد هللا القريبتني من مدينة‬

‫ورقلة‪ ،‬خصوصا يف ذكرى إحياء اليوم العاملي للمناطق الرطبة املصادف ليوم ‪ 88‬فيفري من كل عام‪.‬‬

‫‪ .5.33‬القصــــــــــــــــور‪:‬‬

‫تزخر ورقلة بعمراهنا اخلاص الذي يعكس تراث واتريخ املنطقة وحياراهتا املتعاقبة على املنطقة‪ ،‬حيث تشتهر‬

‫بقصورها العديدة إذ تعد الوجهة املفيلة للعديد من السيا املنبهرين جبماهلا وهندستها الصحراوية وبساطة‬

‫تصميمها‪ ،‬شكلته التجمعات السكانية املنتشرة يف ورقلة على شكل قصور عتيقة م ّوحدة يف شكلها حيث لكل‬

‫قصر اتريخ وحكاية مجيلة يرويها لزواره عن املنطقة‪ ،‬متواجدة وسط واحات غناء وحدائق مجيلة جتد فيها كل‬

‫الراحة واالنتعاش وهبذه املناطق جيد الزائر والسائح كل البساطة املميزة ألهل املنطقة والطبيعة العذراء‪ ،‬ومن هذه‬

‫القصور جند‪ :‬ال قصر بورقلة‪ ،‬قصر أنقوسة‪ ،‬قصر متاسني‪ ،‬قصر عجاجة‪ ،‬قصر الشط‪ ،‬قصر احلجرية‪ ،‬قصر‬

‫العالية‪ ،2...‬ومن أشهرها قصر ورقلة الواقع بوسط مدينة ورقلة الذي يشكل أوىل حمطات عمرانية ورقلة وتعكس‬

‫املستوى الثقايف الذي وصله اإلنسان الورقلي جراء املوروث احلياري املستمد من حقبات قدمية وتراكمت جيال‬

‫بعد جيل على مر العصور إىل غاية اليوم والذي بقي شاهدا على احتفاظ ساكنة قصر ورقلة برتاثهم العمراين‬

‫اواي ابمتياز يرجع لتصاميمها وألواهنا املتجانسة‬


‫القدمي‪ ،‬وجممل هذه القصور جتعل من ورقلة قطبًا سياحيًا صحر ً‬
‫وتناسقها مع البعد البيئي للمنطقة الصحراوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬فيفري ‪0207‬‬
‫مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬الدليل السياحي لوالية ورقلة‪ ،‬ص‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ . 6.33‬اآلثـــــــــــــــــــــــــار‪:‬‬

‫تعد املتاحف والقصور إىل جانب اآلاثر احلجرية من بني املعا م األثرية اليت تزخر هبا الصحراء اجلزائرية خاصة ورقلة‪،‬‬

‫وهي من املقومات اهلامة للسياحة الصحراوية وهذا لنمطها املعماري اخلاص واملتميز ميزج بني البيئة والتاريخ والرتاث‬

‫واحليارة‪ ،‬ومن أشهر اآلاثر يف مدينة ورقلة جند القصبة القدمية واملتحف الصحراوي وابلقرب منها آاثر مدينة‬

‫سدراته ونقوسة‪ ،‬ونعرض أهم اآلاثر املوجودة يف مدينة ورقلة أو ابلقرب منها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1.6.11‬مدينة سدراته األثرية‪ :‬اليت م يتبقى منها إال أحجار وآاثر صغرية مغطاة بكثبان رملية شاهدة على‬

‫حيارة مرت من ذلك املكان‪ ،‬حيث تقع ابلقرب من مدينة ورقلة والزالت إىل اليوم تتوافد عليها جمتمع من‬

‫اإلابضيني ويزوروهنا كل عام مثلما يقول مبحوثنا من سكان قصر ورقلة‪ ":‬احنا اإلابضيني كل عام نزورو مدينة‬

‫سدراته كتقليد سنوي وهاذ املدينة بقات فيها أحجار برك لكن كون يبحثو حتتها يلقاو مدينة أثرية عريقة‬

‫وفيها حىت القصور‪ ،1"...‬ويعود اترخيها إىل أنه بعد القياء على الدولة الرستمية بـتيهرت سـنة ‪181‬م من طرف‬

‫العبـيديني ‪ ،‬فرت جمموعة منهم بـاجتاه اجلنوب الشرقي حيث أسسوا مدينة سدراتة األثرية حسـب ما ترويه بعض‬

‫املراجع التارخيية‪ ،‬غطيت معظم أجزائها بكثبان رملية ابستثناء بـعض اجلدران والدعامات اليت مازالت شـاهدة على‬

‫ماضيها‪ ،‬وقد أجريت على املدينة جمموعة من احلـفرايت منذ أواخر القرن ‪ ،91‬عرفت املدينة ازدهارا حـياراي‬

‫واقـتصاداي خالل الثالثة قرون اليت عاشـتها والدليل على ذلك ما بقـي من آاثر معمارية وفنية والتفوق الواضح يف‬

‫خمتلف العلوم‪ ،‬صنفت املدينة ألول مرة سنة ‪9154‬م وأعيد تصنيفها سنة ‪ ،29190‬وهو ما ميثل معلما أثراي‬

‫سياحيا ممتازا حتتويه منطقة ورقلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 70‬جانفي ‪0207‬‬
‫القصور الصحراوية بوالية ورقلة‪ ،‬مجلة مصلحة التراث الثقافي‪ ،‬مديرية الثقافة لوالية ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0272 ،‬ص‪.2‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .2.6.11‬املتحف الصحراوي بورقلة‪ :‬يقع هذا املتحف ابلقرب من قصر ورقلة يف منطقة استرياتيجية وسط‬

‫مدينة ورقلة حيث أتسس عام ‪9100‬م على يد اجلنرال کربيي (‪ )Carbillet‬الذي أشرف آنذاك على مشروع‬

‫إجناز املدينة اجلديدة بورقلة‪ ،‬واحتفظ هذا املعلم الذي مت تصنيفه سنة ‪ 8887‬معلما وطنيا‪ -‬بتسمية املتحف‬

‫الصحراوي‪ -‬الرتباطه ابلثروة التارخيية واألثرية اليت حيتوي عليها وبعد االستقالل أصبح حيمل اسم ‪-‬املتحف‬

‫البلدي‪ -‬تعترب عمارة املتحف حتفة هندسية مجعت بني الطابع العمراين األورويب والسوداين املغريب‪ ،1‬يقول يف ذلك‬

‫أحد الزائرين للمتحف الصحراوي‪ ":‬املتحف صغري بصح فيه حوايج مالح تبني اتريخ احلضارات يل فاتت على‬

‫ورقلة"‪ ،‬وكذا العديد من الزوار هلذا املتحف الذين يؤكدون على الرمزية التارخيية للمتحف الذي حيمل يف حجراته‬

‫جزء من اتريخ وحيارة ورقلة وآاثرها وثقافتها‪ ،‬وهو ما يعد من أحسن املعا م اليت يطلبها السيا داخل الوطن‬

‫وخارجه‪.‬‬

‫‪ .7.33‬االحتفاالت والتظاهرات المحلية‪:‬‬

‫تعيش ورقلة على وقع العديد من االحتفاالت املرتبطة ابألحداث كثريا ما تعطي املنطقة وجها ثقافيا مجيال يعكس‬

‫كل ميزات الفرحة والبهجة يف احتفاالت ومناسبات دينية معروفة على غرار احتفاالت الزاوية التيجانية والقادرية‬

‫وزاوية سيدي بلخري الشطي اليت متجد آاثر ومناقب األولياء الصاحلني من خالل تنظيم مهرجاانت وعادات كبرية‬

‫تعرف إقباال منقطع النظري وجتلب الكثري من املهتمني والباحثني واملوردين‪ ،2‬كاالحتفال ابلزايرة السنوية ملدينة‬

‫سدراتة األثرية القريبة من مدينة ورقلة يف فصل الربيع واالحتفال ببحرية متاسني يف فصل الصيف‪ ،‬واالحتفاالت‬

‫الرمسية لليوم الوطين للسياحة ‪ 85‬جوان من كل سنة‪ ،‬وكذا اليوم العاملي للسياحة ‪ 87‬سبتمرب واليت تنظمها مديرية‬

‫السياحة والصناعة التقليدية‪ ،‬كما يتم تنشيط السياحة من خالل خلق مهرجان سنوي للتزحلق على الرمال مبنطقة‬

‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫عرق بوصال القريب من مدينة ورقلة اليت حتتوي على كثبان رملية يزيد علوها عن ‪ 08‬مرتا‪ ،‬وكذلك االحتفالت‬

‫أبايم احلرف التقليدية ملنطقة ورقلة‪.‬‬

‫هذا ابإلضافة إىل الرتاث الثقايف واالجتماعي املتنوع الذي تزخر به ورقلة من عادات وطقوس متنوعة مثل إقامة‬

‫األعراس خاصة الزفاف واخلتان وفق طقوس وعادات جتذب السيا مثلما الحيناه أثناء دراستنا امليدانية مبدينة‬

‫ورقلة كالزواج اجلماعي الذي يطلق عليه حمليا "سبعة يف سبعة" نسبة إىل أسبوعني من االحتفال‪ ،‬والذي يبدأ يف‬

‫العادة بزايرة أضرحة أولياء هللا الصاحلني ابإلضافة زايرة ضريح سيدي مبارك تدوم يومني يقوم هبا سكان أهل قصر‬

‫ورقلة كل سنة‪ ،‬ختليدا لذكرى وفاة الويل الصاحل سيدي مبارك يقول املبحوث م ق من قصر ورقلة‪" :‬األعراس‬

‫مابقاوش كيما بكري لكن مازال حنافظو على الكثري من التقاليد اتعو وتنحاو البعض كيما دورة اتع لعريس‬

‫ابخليل فالطريق لكن ضرك مانقدروش نديروه خاطر السيارات فالطريق ميشيو ونعرقلو الطريق"‪ ،1‬يقول أحد‬

‫سكان حي املخادمة "كل عام تقريبا نقيمو زواج مجاعي لشباب احلي وفق تقاليد خاصة بورقلة ويتم التحضري‬

‫هلا جيدا عن طريق التويزة والتنظيم احملكم بني سكان احلي‪ ،2"...‬وهو ما يبني أن االحتفاالت والتظاهرات‬

‫احمللية بورقلة تشارك يف خلق النسق االجتماعي القائم على رو املبادرة والتيامن بني أفراد وأسر اجملتمع احمللي‪.‬‬

‫والستقطاب السيا والزوار أكثر سعى املشرفون على تقدمي مهرجان األسبوع الثقايف والسياحي واحلريف لوالية‬

‫ورقلة الذي يقام كل سنة يف شهر أبريل تظاهرة األايم الثقافية والسياحية والصناعات التقليدية‪ ،‬تشارك يف هذه‬

‫التظاهرة السنوية مجيع الفعاليات الثقافية‪ ،‬حيث تربز الثروات العديدة للوالية واهلياكل السياحية املتنوعة واملميزة‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 00‬أفريل ‪0273‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫ابإلضافة إىل املنتجات التقليدية‪ ،1‬وهي أعمال تساهم على حتريك النشاط السياحي ابملنطقة وتشجع على‬

‫التوافد السياحي أكثر على ورقلة‪.‬‬

‫‪ . 8.33‬الـمساجد‪:‬‬

‫حتتوي منطقة وادي ميه بوالية ورقلة على العديد من املساجد اليت تعترب معا م أثرية حيارية واترخيية السيما اليت‬

‫بنيت داخل قصور ورقلة مثل املسجد املالكي‪ ،‬الذي يعترب أحد املعا م التارخيية والرئيسية التابعة لقصر ورقلة‪،‬‬

‫ويرجح أنه بين يف الفرتة نفسها اليت بين فيها القصر عند استقرار سيدي صاحل بورقلة خالل القرن السابع عشر‬

‫امليالدي‪ ،2‬حيث يقول لنا املبحوث س‪ ": .‬هذا هو املسجد املالكي يل يقع هنا يف ساحة سوق القصر‬

‫القدمي"‪ ،3‬وكذا املسجد اإلابضي ومسجد سيدي اببوسان ومسجد سيدي منصور املوجودين داخل قصر ورقلة‪،‬‬

‫واملسجد العتيق سيدي الشيخ حبي املخادمة ورقلة‪ ،‬وهي شاهدة على مراحل خمتلفة حليارات تعاقبت على‬

‫املنطقة على مر العصور‪ ،‬وتساعد هذه املساجد لرمزيتها الدينية والروحية يف حتريك السياحة الدينية بورقلة الرتباط‬

‫اإلنسان هبذا النوع من املعا م السياحية‪.‬‬

‫‪ . 9.33‬الزوايــــــــــــــــــــــــــــا‪:‬‬

‫يوجد بورقلة العديد من الزوااي معظمها شيد منذ قرون غابرة على أنقاض قبور األولياء الصاحلني الكبار واملعروفني‬

‫مثل الزاوية التيجانية والقادرية وزاوية سيدي بلخري الشطي وزاوية سيدي حممـد السايح‪ ،4‬وتنشط الزاوية القادرية‬

‫ابلرويسات ورقلة اليت أتسست سنة ‪ 9090‬م على يد الشيخ حممد الطيب الذي كرس وقته وماله خلدمة الطريقة‬

‫‪ 1‬ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬مارس ‪0207‬‬
‫مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫القادرية املنسوبة إىل سيدي عبد القادر اجليالين دفني العراق‪ ،1‬وهلا فروع أخرى اتبعة هلا مبنطقة ورقلة يقول‬

‫مبحوث من قصر ورقلة أثناء مروران على زاوية صغرية‪" :‬هذه الزاوية القادرية واتبعا للطريقة القادرية اتع‬

‫الرويسات وهنا نقومو بتظاهرات دينية ونتالقاو هنزو املعروف للعرسان وغريها من األنشطة‪ ،2"...‬وألهية‬

‫الزاوية القادرية يقول مبحوثنا السيد حساين عبد الرؤوف املكلف ابإلعالم والتوجيه ابلزاوية القادرية‪ ":‬الزلنا نعملو‬

‫النشاطات اتع املناسبات الدينية والوطنية وكذلك حنفظو القرآن الكرمي ونعلمو سرية سيد اخللق واالحتفال‬

‫ابملولد النبوي الكبري والفاحتة اتع العرسان وغريها من النشاطات‪ ،‬وراهي مفتوحة للناس الكل‪ ،3"..‬وهذا ما‬

‫يبني املكانة اليت توليها الزاوية القادرية للتظاهرات واالحتفاالت الدينية واالجتماعية‪ ،‬وهي من املعا م املهمة اليت‬

‫تيعها مؤسسات الدولة اخلاصة ابلسياحة والرتاث الثقايف لوالية ورقلة كوجهة لتحريك السياحة الدينية ابملنطقة‬

‫نظرا ألتباع الطريقة القادرية الذين يعدون ابملاليني من أحناء العا م‪ ،‬وامهية الزاوية القادرية بورقلة يف نفوس أتباعها‬

‫حسب مبحوث من الزاوية نفسها‪.‬‬

‫‪ .32.33‬الحرف والصناعات التقليديــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫تشتهر مدينة ورقلة بصناعتها التقليدية اليت تساهم يف محاية الثروة احلرفية التقليدية‪ ،‬ابإلضافة إىل تنشيط‬

‫التظاهرات االقتصادية لرتقيتها‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل التحسيس ابلبعد االجتماعي للصناعة التقليدية واحلرف كقطاع‬

‫مساهم يف احلفاظ على استقرار واالرتباط االجتماعي وكعامل من عوامل االرتباط األسري وانتقال احلرفة من‬

‫األجداد إىل اآلابء ومن أهم تلك الصناعات النسيج التقليدي‪ ،‬الزرايب‪ ،‬الطرز التقليدي‪ ،‬صناعة الفخار والطني‪،‬‬

‫التحف الفنية وفن الرتميل‪ ،‬وصناعة السعف والساللة‪ ،4‬حيث تقول احلرفية حاج عصمان ف‪ ":‬شوف اخلدمة‬

‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.07‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬ماي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬جانفي ‪0207‬‬
‫مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫اليدوية كيفاه‪ ،‬فرق كبري‪ ،‬عندان ‪ la commande‬على حلوايج اتع اليد أكثر من اتع من ‪la‬‬

‫‪ ،1"...machine‬وهو ما يربز تنوع الطابع احلريف بني اآليل واليدوي للحرفيني يف ورقلة وطلبات املشرتين من‬

‫الوافدين وزوار وسيا منطقة ورقلة على الصناعة التقليدية اليدوية احمللية‪ ،‬وتقول احلرفية سليماين ف‪.‬ز‪ ":‬أان خنيط‬

‫ونكري اللباس التقليدي كامل خصوصا لباس العريس والعروسة الورقلية يل نعيطوهلا امللحفة‪ ،2"..‬حمافظة‬

‫بذلك على النمط احلريف للباس التقليدي اخلاص مبنطقة ورقلة‪ ،‬أما احلرف الفنية يف منطقة ورقلة فتشتهر بوردة‬

‫الرمال املشكلة من الرمال حىت تصبح كأحجار يف شكل ورود للتزيني والديكور‪ ،‬إضافة إىل فن الرسم ابلرمال‬

‫الذي خيتص به فنانون من ورقلة كالفنان عريف السعيد ويرمسون من خالل الرمل كمادة أولية لوحات فنية يسارع‬

‫السيا القتنائها‪.‬‬

‫‪ . 33.33‬األكــــــــــــالت الشعبيــــــــــــة‪:‬‬

‫حيافظ املطبخ الورقلي على أصالته مبختلف األطباق الصحراوية واألكالت التقليديّة والشعبيّة اليت تعكس بيئة‬

‫اجملتمع وأصالته‪ ،‬حيث تتنوع مدينة ورقلة أبطباقها وأكالهتا الشعبية اليت تزين املائدة وختتلف طريقة حتيريها من‬

‫طبق إىل آخر‪ ،‬وأبرز األكالت التقليدية املختومة أو احملاجب‪ ،‬الشخشوخة الورقلية والكسكسي ما بني اخلشني‬

‫واملتوسط الذي يقدم ابملرق األمحر وابخليار‪ ،‬ومردود العرب‪ ،‬إضافة إىل املرشومة واحملكوك والباطوط واملسفوف‪،‬‬

‫وكذا كسرة الشحم أو ما يسمى حمليا "بتاكنيف اتدونت"‪ ،3‬وأتكد ذلك عاملة مبطعم تقليدي له مسعة طيبة لدى‬

‫زواره بورقلة‪" :‬حنا نقدمو املأكوالت التقليدية اتع ورقلة وعندان الزوار كل يوم جييو على جالو وعندان الزابئن‬

‫يل يطلبو أكلنا كل يوم خاصة الشخشوخة واملختومة واملردود يل تطبخو فاطمة صاحبة احملل‪ ،4"..‬وهذا‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 00‬ديسمبر ‪0202‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 70‬جانفي ‪0207‬‬
‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫إضافة إىل التمر كغذاء أساسي ال تستغين عنه العائالت الورقلية‪ ،‬وهي أكالت جتذب السيا خصوصا مقر‬

‫املطبخ املوجود جبانب غرفة الصناعة واحلرف مبدينة ورقلة للسيدة زكري يقدم فيه أنواع عديدة من األطباق‬

‫واألكالت التقليدية احمللية‪ ،‬وكذلك احلرفية ابيوسف اليت حترتف يف حتويل منتوجات التمر كعسل التمر ومشروب‬

‫التمر حبيث تقول‪ ":‬أان خندم مشروب الديف وهو معروف هنا يف ورقلة خصوصا يف رمضان وال الصيف ألنو‬

‫فايدتو مليحة ومقاوم للعطش وزيد طبيعي خمدوم ابألعشاب‪ ،1"...‬وهو ما يعطي االنطباع أن املرأة الورقلية‬

‫تستعمل األعشاب الطبيعية منذ القدم من تراث اآلابء األجداد يف مقاومة الظروف البيئية خصوصا ارتفاع درجة‬

‫احلرارة يف فصل الصيف وتساهم يف التنمية من خالل االجتار هبذا املشروب الطبيعي‪ ،‬وهو ما ملسناه عند أغلب‬

‫األسر الورقلية‪.‬‬

‫‪ -32‬الفنادق‪ ،‬دور خدماتي وتنموي سياحي لثقافة المحلي‪:‬‬

‫تعمل عدة فنادق مبدينة ورقلة للحفاظ على حركية النشاط السياحي مبدينة ورقلة‪ ،‬لكن تبقى فنادق قليلة ابملدينة‬

‫تستقطب السيا من جهة وكذلك حتافظ على النمط الصحراوي والرتاث الثقايف للمدينة‪ ،‬ومنهم فندقي الطاسيلي‬

‫وفندق املهري‪ ،‬حيث وأثناء دراستنا امليدانية ولقائنا مبسؤويل الفندقني أبرزوا لنا قيمة احلفاظ على ثقافة املنطقة‬

‫وتروجيها لزوار الفندق‪ ،‬حيث الحظنا يف فندق الطاسيلي ختصيصه جلنا خاص حتت مسمى "صناعة تقليدية"‬

‫يعرض فيه الصور واملنتوجات الفنية والتقليدية احمللية مثل منتوجات السعفة واملنتوجات الفخارية والرملية‪ ،‬وكذا‬

‫أشياء وصور مصنوعة من فن الرتميل من أايدي وأانمل ورقلية حملية أما فندق املهري فهو منجز هبندسة حملية‬

‫تقليدية ويقدمون أطباق تقليدية لكن حسب الطلب من زوار وزابئن الفندق مثلما يقول مسري فندق املهري‪:‬‬

‫"احنا نقدمو األطباق التقليدية سواء الورقلية أو اجلزائرية بصفة عامة حسب الطلب‪ ،‬لكن عندان هاذي‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 77‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫املاكلة ونقدموها عادي ‪ ،1"...‬وهنا ميكن أن نالحظ االهتمام أييا من مسريي الفنادق بتوفري منتوجات‬

‫الصناعة التقليدية وكذا املأكلوالت التقليدية احمللية الورقلية‪.‬‬

‫وقد صنفنا انتشار الفنادق حسب األمساء احمللية اليت يطلقها اجملتمع احمللي على أماكن تواجدها‪ ،‬مثلما هو موضح‬

‫يف اجلدول اآليت‪:‬‬

‫‪Localisation‬‬ ‫تسمية الفندق‬ ‫مكان املنطقة‬ ‫املــكان‬ ‫العدد‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Khelaif‬‬ ‫اخلاليف‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪01‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Oasis ouargla‬‬ ‫الواحات‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El_Anssar‬‬ ‫األنصار‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪13‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Lion D'or‬‬ ‫ليون دور‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪14‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Fannec_Edahabi‬‬ ‫الفنك الذهيب‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪15‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Seddik‬‬ ‫لبوز الصديق‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪16‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Sabel d'or‬‬ ‫الرمال الدهبية‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪EL amir‬‬ ‫األمري‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Rymel‬‬ ‫الرمال‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Ahmer khaddou‬‬ ‫أمحر خدو‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪11‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Rays‬‬ ‫الرايس‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪11‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Aurélie Picard‬‬ ‫أورليي بيكارد‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Olf‬‬ ‫األلف‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪13‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Lynatel‬‬ ‫لينااتل‬ ‫منطقة ال‪ 411‬حبي الشرفة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪14‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El_Moustakbale‬‬ ‫املستقبل‬ ‫منطقة املرحبا‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪15‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Tassili‬‬ ‫الطاسيلىي‬ ‫منطقة املرحبا‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪16‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Mehri‬‬ ‫املهري‬ ‫منطقة املرحبا‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Marhaba‬‬ ‫مرحبا‬ ‫منطقة املرحبا‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Manar‬‬ ‫منار‬ ‫منطقة املرحبا‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬مارس ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El_hanna‬‬ ‫اهلناء‬ ‫منطقة سيدي بوغفالة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪21‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Madina‬‬ ‫املدينة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪21‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Kasar‬‬ ‫القصر‬ ‫منطقة قصر ورقلة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪22‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Sedrata‬‬ ‫سدراته‬ ‫منطقة قصر ورقلة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪23‬‬


‫‪Village touristique‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫قرية سياحية إجداغ تور‬ ‫منطقة بور اهليشة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪24‬‬
‫‪ljdegh tour‬‬
‫منطقة كلية الطب‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪lynatel.Palace‬‬ ‫لينااتل ابالص‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪25‬‬
‫ومديرية جامعة ورقلة‬
‫منطقة كلية الطب‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Tohami Aziz‬‬ ‫توهامي عزيز‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪26‬‬
‫ومديرية جامعة ورقلة‬
‫منطقة كلية الطب‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪abderahmen‬‬ ‫عبد الرمحان‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪27‬‬
‫ومديرية جامعة ورقلة‬

‫جدول رقم (‪ :)15‬املنش ــآت الفنــدقيـ ــة ملدينة ورقلة‬


‫اليت أجرينا عليها البحث امليداين منذ شهر ديسمرب ‪ 2112‬إىل غـاية جانفي ‪2122‬‬
‫(من إجناز الباحث)‬

‫‪Localisation‬‬ ‫تسمية املرقد أو بيت الشباب‬ ‫مكان املنطقة‬ ‫املــكان‬ ‫العدد‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Essafir‬‬ ‫السفري‬ ‫منطقة قصر ورقلة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪11‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Borni‬‬ ‫برين –سيدي بوغفالة‪-‬‬ ‫منطقة سيدي بوغفالة‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪12‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪EL Amen‬‬ ‫األمان‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪13‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Rose Des Sables‬‬ ‫بت الشباب‬ ‫منطقة الكاتشوما‬ ‫ورقـ ـل ــة‬ ‫‪14‬‬

‫جدول رقم (‪ :)16‬املراقد وبيوت الشباب ملدينة ورقلة‬


‫اليت أجرينا عليها البحث امليداين منذ شهر ديسمرب ‪ 2112‬إىل غـ ـ ــايـ ــة جانفي ‪2122‬‬
‫(من إجناز الباحث)‬

‫‪001‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫اهلياكل السياحية و امللحقات‬


‫‪INFRASTRUCTURES TOURISTIQUES AUXILIAIRES‬‬
‫‪*Le flux touristiques‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫التــدفق السياحي‬
‫‪Nb arrivées‬‬ ‫‪Nb de nuités‬‬
‫‪79 540‬‬ ‫‪125 727‬‬
‫‪1‬‬
‫جدول رقم (‪ :)12‬التــدفق السياحي ‪ 2112‬على مدينة ورقلة‬

‫‪*Fréquentation des Hotels 2018‬‬ ‫الت ـ ــرددات على الفن ــادق يف سنة ‪2112‬‬
‫الت ــرددات‬ ‫اجل ـزائرييــن‬ ‫األجــانب‬ ‫اجملمــوع‬
‫‪Féquentation‬‬ ‫‪Nationaux‬‬ ‫‪Etrangers‬‬ ‫‪Total‬‬

‫‪Arrivées‬‬ ‫ال ــوصــول‬ ‫‪74 925‬‬ ‫‪4 615‬‬ ‫‪79 540‬‬

‫‪Nuitées‬‬ ‫اللي ــايل‬ ‫‪114 444‬‬ ‫‪11 283‬‬ ‫‪125 727‬‬

‫‪2‬‬
‫جدول رقم (‪ :)12‬الت ـ ــرددات على الفن ــادق يف سنة ‪ 2112‬على مدينة ورقلة‬

‫‪*Fréquentation des Agences‬‬ ‫الت ـ ــرددات على الوكاالت السياحية يف سنة‬


‫‪2018‬‬ ‫‪2112‬‬
‫الت ــرددات‬ ‫اجل ـزائرييــن‬ ‫األجــانب‬ ‫اجملمــوع‬
‫‪Nationaux‬‬ ‫‪Etrangers‬‬ ‫‪Total‬‬
‫‪Féquentation‬‬
‫‪2 888‬‬ ‫‪913‬‬ ‫‪3 801‬‬

‫‪Source :‬‬
‫املصدر ‪ /‬م س ص ت‬
‫‪DTA‬‬

‫‪3‬‬
‫جدول رقم (‪ :)12‬الت ـ ــرددات على الوكاالت السياحية يف سنة ‪2112‬‬

‫‪ 1‬ديوان اإلحصاء لوالية ورقلة‬


‫‪ 2‬ديوان اإلحصاء لوالية ورقلة‬
‫‪ 3‬ديوان اإلحصاء لوالية ورقلة‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .3-32‬المجال المكانــي للفنــــادق في مدينــــة ورقلــــــة‪:‬‬

‫تعد الفنادق واملنشآت السياحية أحد الركائز األساسية للتنمية السياحية مبنطقة ما وهي من أوىل التساؤالت لدى‬

‫السائح حىت ييمن املأوى ومكان الراحة من السفر‪ ،‬ومدينة ورقلة اليت تنتشر هبا عدة مراكز فندقية موزعة يف‬

‫مناطق ذات حركية‪ ،‬حيث يتواجد أغلبها يف الشوارع الرئيسية ملدينة ورقلة كالشارع الرئيسي الكبري أول نوفمرب‬

‫‪ 9154‬إىل غاية قصر ورقلة‪.‬‬

‫‪ .3-3-32‬منطقة ال‪ 422‬بحي الشرفــــــــــــة‪:‬‬

‫تقع أغلب الفنادق مبنطقة تدعى لدى السكان حبي ‪ (quatre cent) 488‬حيث حيتوي على عدد معترب من‬

‫الفنادق وهي فندق األلف )‪ ،(olf‬فندق ‪ ،Aurélie Picard‬فندق الرايس‪ ،‬فندق الرمال‪ ،‬فندق امحر خدو‪،‬‬

‫وكذا فندق لينااتل ‪.lynatel‬‬

‫‪ .2-3-32‬منطقة الكاتشومــــــا (‪:)Quatre Chemins‬‬

‫تعد هذه املنطقة ذات حركة خدماتية وجتارية كبرية‪ ،‬لتوافد الكثري من الزوار وحىت السكان احملليني ملدينة ورقلة على‬

‫هذه املنطقة‪ ،‬وتعد من املناطق االسترياتيجية الحتوائها على العديد من املرافق اخلدماتية كاملطاعم واألسواق وقرهبا‬

‫من املؤسسات العمومية واخلاصة كالصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية للعمال األجراء (‪ ،)CNAS‬واملكتب‬

‫اخلطوط اجلوية اجلزائرية ‪ Air Algerie‬واملستشفى العسكري القدمي وبنوك عمومية وخاصة ومديرية الرتبية لوالية‬

‫ورقلة‪ ،...‬إضافة إىل أهنا منطقة توزيع لألحياء الكربى بورقلة كحي بين ثور وسيدي بوغفالة ابإلضافة إىل الطريق‬

‫املؤدي ملنطقة الرويسات وكذا املنشآت الرايضية كاملسبح شبه األومليب واملرافق اإلدارية كاحلي اإلداري والطريق‬

‫املؤدي إىل دار ثقافة وكذا غرفة الصناعة واحلرف‪.‬‬

‫هذه املرافق املوجودة مبنطقة الكاتشوما جعلت منها قبلة لكل شرائح اجملتمع وكذا الزوار والسيا ملدينة ورقلة‪ ،‬وهو‬

‫ما وقفنا عليه أثناء دراستنا امليدانية حيث يردد لنا زاكي من والية خنشلة طالب جامعي‪" :‬هنا ماكانش يل ما‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫يعرفش هاذ لبالصة وأصحابنا نقولو برك الكاتشوما يفهمين ألنو فيها كلش‪ ،‬املقاهي والريسطورات وزيد ما‬

‫عندكش وين تريح يف ورقلة الزم جتي هنا وخالص‪ ،"...‬هذا ما يدل على أن املنطقة هي منطقة نشاطات‬

‫خدماتية وكذلك إلتقاء وعبور أييا لألحياء األخرى‪ ،‬مع احتوائها على الكثري من الفنادق ونذكرها كاآليت‪:‬‬

‫فندق ليون دور (‪ ،) Lion D'or‬فندق الفنك الذهيب‪ ،‬فندق لبوز الصديق‪ ،‬فندق األمري‪ ،‬فندق الرمال الذهبية‪،‬‬

‫فندق خلاليف‪ ،‬نزل الزهرة‪ ،‬نزل األنصار وهو آخر نزل جنده ابلطريق املؤدي إىل الرويسات‪ ،‬ابإلضافة إىل مرقد‬

‫األمان‪ ،‬وكذا بيت الشباب وردة الرمال متخصصة أييا يف املبيت كمرقد‪.‬‬

‫‪ .1-3-32‬منطقة سيدي بوغفالــــــــة‪:‬‬

‫هي أييا منطقة متالصقة مبنطقة الكاتشوما وحتتوي على نزل اهلناء وكذا مرقد برين سيدي بوغفالة‪.‬‬

‫‪ .4-3-32‬منطقة المرحبــــــــــــــــــــــــــــا‪:‬‬

‫وهي تقع بشارع سي احلواس ال تقل أمهية عن منطقة الكاتشوما من انحية احتوائها على املرافق الفندقية‪ ،‬وهذا‬

‫لقرهبا من املؤسسات اإلدارية العديدة أمهها مقر الوالية واحملكمة ورقلة ومؤسسة موبيليس وأوريدو وكذا املستشفى‬

‫اجلامعي حممد بوضياف‪ ،...‬وحتتوي هذه املنطقة على عدة فنادق نذكر منها‪:‬‬

‫فندق مرحبا‪ ،‬فندق منار‪ ،‬فندق املهري‪ ،‬فندق املستقبل‪ ،‬وابلقرب منهم مبنطقة إفري جند فندق الطاسيلي ذو‬

‫األربع جنوم‪.‬‬

‫‪ .5-3-32‬منطقة قصــــر ورقلـــــة‪:‬‬

‫تعد من املناطق التارخيية اهلامة يف مدينة ورقلة وهي املرجع األساسي لإلنسان الورقلي األول واألصيل‪ ،‬حيث وحلد‬

‫الس اعة ال يزال يعج حبركية سكانه احملليني واملتجذرين من األصول الورقلية األوىل‪ ،‬ويوجد هبذه املنطقة نزل القصر‬

‫ويقابله نزل سدراته‪ ،‬جند أن التسمية أييا هلذين الفندقني هلما داللة جبذور املنطقة وأصوهلا وكذلك مرقد السفري‬

‫املتواجد بسوق احلجر داخل قصر ورقلة‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪ .6-3-32‬منطقة كلية الطب ومديرية جامعة ورقلة‪:‬‬

‫وتعد هذه املنطقة منطقة توسع ابلنسبة لسلسلة الفنادق اجلديدة يف مدينة ورقلة وهذا ملوقعها القريب من‬

‫املؤسسات اجلامعية ووجودها جبانب الطريق الرئيسي أول نوفمرب ‪ 9154‬ما جعل منها منطقة جذب للمستثمرين‬

‫حيث مت إجناز فندق لينااتل ابالص ‪ ، lynatel.Palace‬وكذا فندق توهامي عزيز ‪ ،Tohami Aziz‬وهذا‬

‫ابإلضافة إىل فندق عبد الرمحان املقابل ملديرية جامعة ورقلة‪ ،‬كما أنه جيري إنشاء فندق كبري أييا جبانب فندق‬

‫لينااتل ابالص‪ ،‬وهي فنادق جديدة‪.‬‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫اهتمت دراستنا يف هذا الفصل ابلتطرق إىل ظاهرة السياحة ودراستها من الناحية األنثروبولوجية (االجتماعية‬

‫والثقافية)‪ ،‬واليت أوضحت لنا أن مدينة ورقلة حتتوي على مقومات سياحية كبرية وذات إرث سياحي هائل م‬

‫يستغل وهلا دور كبري يف إحياء البعد الثقايف للمجتمع الورقلي وجعله حمل جذب للسائحني على نقص أعدادهم‬

‫حاليا لعدة أسباب نذكر منها اخنراط العديد من األفراد واجلماعات وحىت املؤسسات ابلثقافة دون السياحة‪ ،‬إضافة‬

‫إىل طبيعة النظام االجتماعي الذي مازال قائما على تراجعه ويرى تلك الصورة الذهنية السلبية للسياحة اليت ستأثر‬

‫على خصوصيات اجملتمع احمللي وثقافته ‪ ،‬إضافة على النسق االقتصادي السائد بتفييل اجملتمع احملل العمل يف‬

‫الشركات البرتولية على االهتمام ابلسياحة يف مدينة ورقلة واليت يرى أن تنميتها يكمن ابألساس على عاتق الدولة‬

‫فقط‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫أنثروبولوجيا السياحة في حاضرة ورق لة‬ ‫الفص ل الثال ث‪:‬‬

‫‪000‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫احلرف التقليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية‬
‫يف مدينة ورقلة‬

‫مقدمــــــــــــــــــــــة الفصــــــــــــــــــــــــــل‬
‫‪ .3‬قراءة مفاهيمية للحرف التقليديــــــــــة‬
‫‪ .2‬التطورية التاريخية للحرف التقليدية‬
‫‪ .1‬الحرف والصناعات التقليدية‪ ،‬أنواعها في الجزائر‬
‫‪ .4‬أهمية الحرف التقليدية في المجتمع الجزائري‬
‫‪ .5‬األهداف االجتماعية والثقافية واالقتصادية للحرف التقليدية للمجتمع المحلي‬
‫‪ .6‬البناء االجتماعي للحرف وعالقته بالمجتمع المحلي‬
‫‪ .7‬العوامل االجتماعيــــــــــة والنفسيـــــــــة للحرفــــــــــــــــــــي‬
‫‪ -8‬النسق القرابي‪ ،‬حافظ الحرف و راعي التراث المحلي‬
‫‪ .9‬الحرف التقليدية‪ ،‬تراث وهويـــــــــة بمقومات محليـــــــــة‬
‫‪ .32‬السائح والحرف التقليدية الفنيـة‪ ،‬خصائص جذبيـــــــة‬
‫‪ .33‬معارض الحرف التقليدية‪ ،‬فضاء وظيفي بتراث محلي‬
‫‪ .32‬العولمة والتكنولوجيا‪ ،‬تأثير على الحرف والصناعات التقليدية في مدينة ورقلة‪:‬‬
‫‪ .31‬الحرف التقليدية‪ ،‬مشكالت تنموية في المدينة الصحراويــة‬
‫خــــــــــالصـــــــة الفصــــــــــــــــــــــل‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫اهتمت الدراسات والبحوث األنثروبولوجية كثريا ابحلرف والصناعات التقليدية الرتباطها ابلتطور احلياري والثقايف‬

‫لإلنسان على مر العصور‪ ،‬وقد احتلت مساحة واسعة من الرتاث الشعيب اجلزائري األصيل‪ ،‬وتربز ميزهتا وأمهيتها يف‬

‫تواثها جيال بعد جيل منذ نشأهتا يكسبها قيما ثقافية واجتماعية ومجالية وتقنية تشكل املوروث احلياري‬

‫للمجتمع احمللي‪ ،‬وهو ما سعينا من خالل هذا الفصل إىل املسامهة يف التعريف ووصف احلرف التقليدية املنتشرة‬

‫مبدينة ورقلة ومقوماهتا مربزين البناء االجتماعي للحرف ووظائف احلرفيات داخل هذا البناء ودور النسق القرايب يف‬

‫توريث احلرف من جيل إىل جيل‪ ،‬ومشاركة احلرف التقليدية يف تنشيط السياحة وإمكانيتها يف حتقيق التنمية‬

‫للمجتمع احمللي الورقلي عرب بيع منتوجاهتم وقطعهم احلرفية للوافدين وسيا مدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪ .3‬قراءة مفاهيمية للحرف التقليدية‪:‬‬

‫تزخر اجلزائر برتاث حريف هائل يشهد على تنوع ثقايف وعلى جانب إبداعي ومجايل‪ ،‬وأتيت أمهيتها من عالقتها‬

‫بكل ما له صلة أبوجه حياتنا على مر العصور لتكون مهزة وصل حيارية حيث تكشف احلرف التقليدية عن فن‬

‫هو مزيج من املهارات‪ ،1‬وهلا عدة تعريفات نذكر منها‪:‬‬

‫ورد يف قاموس أكسفورد‪ ،‬معىن احلرفة ‪ Craft‬أهنا "تتحول إىل مهارة وهي تعين الطاقة الكامنة وراء اكتساب‬
‫‪2‬‬
‫املهارة‪ ،‬كما أهنا القدرة على التصميم والتخطيط ومعىن آخر أبهنا التعلم املتقن"‪.‬‬

‫أما يف املوسوعة الدولية للعلوم االجتماعية )‪ (9190‬ييم مفهوم احلرفة‪" :‬كل أنواع األنشطة اليت تستخدم‬
‫‪3‬‬
‫الوسائل اليدوية يف اإلنتاج ويف تطوير هيئة املادايت"‪.‬‬

‫أما الصناعة التقليدية فهي األعمال اليت يزاوهلا الصناع مستخدمني يف ذلك مهاراهتم اليدوية دون االعتماد على‬

‫اآلالت‪ ،‬ويتوىل الصانع العمل اليدوي بنفسه أو مبعاونة أفراد عائلته أو عدد حمدود من املساعدين‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫واملصنوعات اليدوية هي األشياء اليت يصنعها اإلنسان مبهارة واليت تعترب أحد عناصر الثقافة املادية‪.‬‬

‫‪ -‬أما منظمة اليونسكو واملركز العاملي للتجارة الصناعة التقليدية يف ندوة احلرف والسوق العاملي املنعقدة يف ‪08‬‬

‫أكتوبر ‪ 1997‬مبانيال ابلفلبني عرف احلرف التقليدية كاآليت‪:‬‬

‫يقصد ابملنتجات احلرفية املنتجات املصنوعة من طرف احلرفيني إما حصرا ابليد أو مبساعدة أدوات يدوية أو‬

‫ميكانيكية‪ ،‬شرط أن تشكل املسامهة اليدوية للحريف اجلزء األكرب من املنتج النهائي‪ ،‬هذه املنتجات تنتج من دون‬

‫جميلة صغير ‪ ،‬نجية مادوي‪ ،‬السياحة الثقافية وتسويق التراث في زمن العولمة‪ ،‬خاص بالمؤتمر الدولي حول ‪:‬العمل السياحي وتنمية الموارد‬ ‫‪1‬‬

‫البشرية بين الخصوصية المحلية والتجارب العالمية‪ ،‬مجلة التنمية و إدارة الموارد البشرية ‪ :‬بحوث و دراسات ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،0‬العدد العاشر‪،‬‬
‫نوفمبر‪ ، ، 2017‬ص ص‪15-22 .‬‬
‫ثروت السيد حجازي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪57‬‬ ‫‪2‬‬

‫اعتماد عالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪720‬‬ ‫‪3‬‬

‫بن صديق نوال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ل‬ ‫‪4‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫حتديد الكمية وابستخدام مواد أولية مأخودة من املوارد الطبيعية املستدامة وتستمد طبيعتها اخلاصة من مساهتا‬

‫املتميزة واليت ميكن أن تكون منفعية‪ ،‬مجالية‪ ،‬فنية‪ ،‬إبداعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬زخرفية‪ ،‬رمزية وهامة‪ ،‬تعكس وجهة عقائدية أو‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعية وهذا ما جيعلها تلعب دورا اجتماعيا وثقافيا واقتصاداي "‪.‬‬

‫الصناعة التقليدية واحلرف يف اجلزائر‪:‬‬

‫قبل صدور األمر رقم ‪ 96-01‬املؤرخ يف ‪ 1996/01/10‬احملدد للقواعد اليت حتكم الصناعة التقليدية واحلرف‬

‫والنصوص التطبيقية هلا م يكن هناك تعريف واضح وصريح هلذا القطاع من النشاط‪ ،‬وبصدوره نصت املادة ‪05‬‬

‫من هذا األمر على أن‪ ":‬الصناعة التقليدية واحلرف هي كل نشاط إنتاج أو إبداع أو حتويل أو ترميم فين أو صيانة‬

‫أو تصليح أو أداء خدمة يطغى عليها العمل اليدوي ومتارس بصفة رئيسية ودائمة‪ ،‬ويف شكل مستقر أو متنقل أو‬
‫‪2‬‬
‫معرضي‪ ،‬وبكيفية فردية أو ضمن تعاونية للصناعة التقليدية واحلرف أو مقاولة للصناعة التقليدية واحلرف"‪.‬‬

‫أن احلرف التقليدية تتميز ابلتغلغل داخل النسيج العمراين‪ ،‬وتتناسب مع الرتكيب العمري لألفراد واجلنسني‪،‬‬

‫وختتلف البيئة اليت تعمل من خالهلا منظومة األداء الناجح لتلك الصناعات احلرفية‪ ،‬يف كل زمان ومكان عن‬

‫اآلخر‪ ،‬فهناك جمموعة من العناصر املركبة اليت ختتص ابملصدر البشري أو اخلامة احمللية‪ ،‬أو أي من املقومات اليت‬

‫تعتمد عليها تلك احلرف ختتلف يف تكوينها من إقليم إىل آخر‪ ،‬كما ميكن أن تتغري يف ذات اإلقليم مع تغيري‬

‫الزمان واألجيال‪.3‬‬

‫واحلرف الصناعة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة ليست فقط عملية إنتاجية يدوية يف الغالب بوسائل بسيطة أو‬

‫معدلة‪ ،‬بل تتعداه لكوهنا تعبري احلرفيني ومنتوجاهتم عن هوية وتقاليد وتراث اجملتمع احمللي وتساهم يف احلفاظ على‬

‫قيم اجملتمع‪ ،‬وذات أبعاد اقتصادية أييا لكوهنا تعد قطاعا نشطا يليب احلاجات األساسية للحرفيني ويساعد يف‬

‫‪ 1‬بن صديق نوال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪2‬‬


‫‪ 2‬بن صديق نوال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪05‬‬
‫‪ 3‬ثروت السيد حجازي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪722‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫تشغيل اليد العاملة من أفراد اجملتمع احمللي يساهم يف احلفاظ على االستقرار واالرتباط االجتماعي‪ ،‬وكقطاع يساهم‬

‫يف التنمية املستدامة اجتماعيا وثقافيا وبيئيا واقتصاداي‪.‬‬

‫‪ .2‬التطورية التاريخية للحرف التقليدية‪:‬‬

‫إن معىن احلرف والصناعات ارتبط دوما برقي وتطور اجملتمعات‪ ،‬فحني ننظر إىل اجلماعات البدائية حيدثنا علماء‬

‫األنثروبولوجيا أبن مجيع األعمال تتجمع لديهم يف نفس األيدي فاالنسان يف هذه اجلماعات مزارع وصانع واتجر‬

‫وبعد فرته وابلشعور إىل احلاجة لالستقرار جند أن يتجه إىل البحث عن مصادر جديدة للثروة فاجته للزراعة وابلتايل‬

‫استعان ابحليوان ومن مث انتفع بلبنها وصوهنا وعظامها مث بعد فرتة أخرى تطور تطلعه إىل ابطن األرض للبحث عن‬

‫املعادن فارتفعت أدوانة من احلجر والصوان إىل استخدام احلديد والنحاس واملعادن الثمينه ليصنع هبا ما حيتاجه من‬

‫أدوات تعينه وصنعت املالبس من جلود احليوان وبعد جين احملاصيل ظهرت األلياف والكتان فاستبدل اخليوط‬

‫املغزوله ابجللود‪ ،‬مث اتسعت أطماعه ومن مث جلا إىل البحث عن إال من داخل كوخ مغلق عليه وعلى أسرته‪.‬‬

‫وعلى الرغم من تطلع االنسان دائما إىل االستقرار اال أنه ظل متميزة يف العصور األوىل بطابع فردي يف مزاولة‬

‫احلرف‪ ،‬اال أن التعاون حني بني أفراد البيت الواحد مث أمنت األسر اجملاوره مث تطور إىل القبائل واجملتمعات القريبة‪،‬‬

‫نشأت احلاجه إىل تنظيم التعامل يف ظل التطور الطبيعي ملعرفة الناس مبعىن العمران‪ ،‬وكثر التبادل ابملنتجات ومتيز‬

‫البعض عن البعض اآلخر مبا ينتجه وكان تطوره طبيعية لتفرق احلرفيني إىل طوائف أضحت فيها احلرف متوارثه"‪،1‬‬

‫وهذا ما ملسناه يف ميدان دراستنا حيث الحظنا يف املتحف الصحراوي مبدينة ورقلة كيف تطورت احلرف وبعض‬

‫املنتوجات احلرفية وبعض الصناعات التقليدية اليت أنتجها اإلنسان الورقلي عرب عصور ميت‪ ،‬كما الحينا وجود‬

‫أدوات تقليدية يف متحف إجداغ تور التارخيي تعرب عن مراحل تطور استعماالت احلرف يف تلك املنطقة عرب‬

‫حقبات زمنية‪ ،‬وهي معربة عن تطور الفكر اإلنساين الصحراوي حيث أنتج أدوات أكل من مالعق وأواين فخارية‬

‫‪ 1‬ثروت السيد حجازي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪55‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫وخيط مالبس وزرايب نسيجية‪ ،‬وأنتج أدوات للصيط وحلماية نفسه كالسهام والرما وأدوات لألفرا واملوسيقى‬

‫تعرب عن الفن الصحراوي األصيل‪.‬‬

‫‪ .1‬الحرف والصناعات التقليدية‪ ،‬أنواعها في الجزائر‪:‬‬

‫‪ .1-3‬الصناعات التقليدية الفنية‪ :‬هي عبارة عن كل صنع يغلب عليه العمل اليدوي ويستعني فيه احلريف أحياان‬

‫ابالت الصنع من أجل حتصله على أشياء نفعية يقوم بتزيينه ذات طابع تقليدي وتكتسي طابعا فنيا يسمح بنقل‬

‫مهارة عريقة‪ ،‬وتنقسم حسب وظيفة منتجاتنا إىل نوعني‪:‬‬

‫‪ .2-3‬صناعة تقليدية فنية )تزيينية( ‪ :‬تعترب الصناعة التقليدية صناعة تقليدية فنية عندما تتميز ابألصالة والطابع‬

‫اإلنفرادي واإلبداعي‪ ،‬إذ تتطلب هذه الصناعة مواهب فنية عالية وفرتة صناعة طويلة وموارد أولية رفيعة وهو ما‬

‫يفسر ارتفاع أسعارها بينما ال تتطلب تقسيما للعمل‪.‬‬

‫وتتمثل الوظيفة األساسية ملنتجات الصناعة التقليدية الفنية يف الوظيفة التزيينية أساسا كما جندها تعكس جممل‬

‫التعابري املتعلقة بثقافة جمتمع ما‪ ،1‬حيث جند يف مدينة ورقلة العديد من احلرفيني الفنيني إببداعات خمتلفة فمنهم‬

‫من يبدع بفن الرتميل يف لوحات بصور طبيعية تعرب عن بيئة وثقافة منطقة ورقلة بواحاهتا ومجاهلا وصحاريها وكثباهنا‬

‫الرملية وخيمها وقصورها‪ ،‬وأخرى تصنع مبواد أولية حملية متنوعة حتف فنية رائعة تربز فيها أهم اخلصائص‬

‫األيكولوجية واالجتماعية والثقافية تظهر أمهية احلرف الفنية التزيينية يف إظهار الرتاث الثقايف املادي والالمادي يف‬

‫أشكال ولوحات فنية‪.‬‬

‫‪ .3-3‬الصناعة التقليدية االستعمارية (الوظيفية)‪ :‬ما مييزها عن سابقتها هو أن هذه األخرية ال تتطلب خربة‬

‫فنية عالية من احلريف حيث تكون عادة التصاميم الفنية ملنتجاهتا ذات طابع تكراري بسيط يعتمد على العمل‬

‫بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬الصناعة التقليدية للمرأة والتحوالت السوسيوأنثروبولوجية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و‬ ‫‪1‬‬

‫االجتماعية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،0273/0272‬ص‪.27‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫املتسلسل وتوزيع املهام يف كل مراحل اإلنتاج وهذا بغض النظر عن احلرفيني الذين ينتجون منتجات استعماليه‬

‫والذين يعملون يف منازهلم‪.‬‬

‫وتتمثل الوظيفة األساسية ملنتجات الصناعة التقليدية االستعمارية يف تلبية حاجيات اليومية يف احلياة‪ ،1‬ومن‬

‫املنتجات احلرفية ذات األمهية هي املصنوعات الفخارية أبشكاهلا من الكأس والصحون و"الطاجني"‪ ،‬وكذا صناعة‬

‫السعف أبنواعها العديدة خاصة القبعات والقفف وسالت اخلبز أو الفاكهة وأفرشة سعفية وهي األنواع اليت‬

‫استقيناها من مقابالتنا مع اإلخباريني من مدينة ورقلة خصوصا قصر ورقلة‪.‬‬

‫‪ .4-3‬الصناعة التقليدية إلنتاج املواد‪ :‬هي عبارة عن كل صنع ملواد استهالكية عادية ال تكتسي طابعا فنيا‬

‫خاصا وتوجه للعائالت والصناعة وللفالحة‪ ،2‬وهي الصناعات اليت تقوم إبنتاج معني عن طريق استعمال املواد‬

‫اخلام املوجودة يف البيئة وحوهلا إىل سلع ومنتجات خمتلفة إلشباع احتياجات األفراد‪ ،‬كما تتجه جزء كبري منها إىل‬

‫التصدير والذي ينقسم إىل صناعات حرفية فنية اليت غالبا ما تكون متوارثة من األجيال اليت سبقتنا وحتتاج إىل‬

‫تدريب خاص‪ ،3‬مثل صناعة حتويل التمور إىل عدة أنواع غذائية واستعمالية مثل حتويله إىل مرىب وعصري وبودرة‬

‫وعجينة التمر‪ ،‬دبس التمر‪ ،...‬ابإلضافة إىل الصناعات التحويلية جلريد النخل وهي ال تتطلب الكثري من املهارة‬

‫بل تدريب فقط وقد الحظنا برجمة العديد من الدورات التكوينية والتدريبية لتعليم أفراد اجملتمع احمللي مهارات‬

‫صناعات عديدة‪.‬‬

‫بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪، ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬أمر رقم ‪ 23-96‬مؤرخ في ‪ 32‬جانفي ‪ ،3996‬يحدد القواعد التي تحكم الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬عدد رقم ‪،22‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ 70 ،‬جانفي ‪ ،7332‬ص‪.5‬‬


‫بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪ .5-3‬الصناعة التقليدية للخدمات‪ :‬وهي جممل النشاطات اليت ميارسها احلريف واليت تقدم خدمة خاصة‬

‫ابلصيانة أو التصليح أو الرتميم الفين‪ ،1‬وهي منتشرة يف مدينة ورقلة بقصر ورقلة وسوق احلجر كمحالت تصليح‬

‫اخلياطة واألحذية‪.‬‬

‫‪ .4‬أهمية الحرف التقليدية في المجتمع الجزائـــــــــري‪:‬‬

‫‪ .3-4‬على الصعيد الثقافي‪:‬‬

‫تدخل الصناعة التقليدية ضمن الرتاث الغري املادي للمجتمعات حبيث يعترب نتاجا حياراي آلالف السنني من‬

‫التفاعل احلي بني اجملتمعات احمللية‪ ،‬فهي مكون أصيل للذاكرة احليارية ويذلك تعترب من االمتداد الثقايف وعن‬

‫التقاليد والرتاث واالنتماء وحىت البصمة املميزة لألمم والشعوب ذلك أهنا ترتبط ابإلرث اجلماعي املشرتك‪ ،‬وجند‬

‫الصناعة التقليدية يف نفس الوقت حتمل العديد من الرموز الثقافية والتارخيية للمجتمع أي الرصيد خمزون للخريات‬

‫احلياتية واإلمكانيات اإلنتاجية الذاتية املتاحة داخل كل اجملتمع حملي وحيث تعترب مصدر اإلبداع والفن‪ ،‬فالرتاث‬

‫الشعيب الذي اخترب ابملمارسة عرب األجيال يعطينا اجتاهات مستقبلية متميزة للتفكري واخليال وابلتايل اإلبداع‬

‫املنطلق واملرتكز على خصوصياهتا احليارية أي أن كل منطقة تتميز إبنتاجها اخلاص ويتميز املنتوج التقليدي‬

‫مبركبات ثالث هي‪ :‬املواد األولية‪ ،‬الرموز املتيمنة وكذا التقنية املتبعة وتفاعل هذه املركبات يصنع املنتوج التقليدي‪،‬‬

‫ويعطي له ميزة ذات قيمة الالمادية تعرب عن لغة ميكن االحتفاظ هبا لألجيال السابقة إذا جند فيها لغة أجدادان‬

‫وتربطنا هبم‪.2‬‬

‫ومنطقة ورقلة اليت تزخر مبوروث ثقايف شعيب متنوع ضارب يف جذور التاريخ‪ ،‬حيث تتجلى إبداعات اجملتمع احمللي‬

‫ال ورقلي يف منتوجات صناعته وحرفه التقليدية والفنية أبانمل وإبداع اإلنسان الورجالين‪ ،‬اتركني فيها ملسات فنية‬

‫‪ 1‬بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪20‬‬
‫بوكابوس سعدون‪ ،‬دور القطاع السياحي في تنمية قطاع الصناعات التقليدية والحرف في الجزائرـ دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،0220‬العدد ‪، 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص ص‪ ،702-722 .‬ص‪.721‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫تعكس تراث املنطقة وثقافتها وحسن استغالل اجملال الطبيعي والتكيف مع البيئة الصحراوية عرب استغالل مواد‬

‫أولية حملية وحتويلها إىل حتف فنية ومصنوعات حرفية ويدوية‪ ،‬حتيي يف نفوس احلرفيني رو اإلبداع واألصالة حتيي‬

‫هبا اإلرث الثقايف احلياري املتنوع للمجتمع احمللي ملدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ .2-4‬على الصعيد االجتماعي‪:‬‬

‫‪ .1-2-4‬تكوين نسق متكامل من أداء األعمال‪:‬‬

‫تعمل احلرف على خلق قيم اجتماعية لدى األفراد وأمهها االنتماء يف أداء العمل احلريف إىل نسق اسري متكامل‪،‬‬

‫وذلك يف احلرف اليت تتوارثها األجيال حيث يبدأ االنسان يف اكتساب القيم اليت تلقي إليه منذ مراحل الطفولة‬

‫وحىت ممارسته للعرف اليت متارس يف داخل إطار األسرة الواحدة‪ ،‬األمر الذي يرتتب عليه تكوين فئة من العمالة‬

‫املنتجة‪ ،‬واليت تعمل يف النسق الواحد خاصة احلرفية منها أو التقليدية أو البيئية‪ ،‬ميكن أن تدعم هذا النسق‬

‫األسري املتكامل‪ ،‬وميكن أن حيقق ذلك على مستوى األقاليم املختلفة‪ ،‬حيث تنتشر احلرف فيتكون هناك النسق‬

‫االجتماعي املتكامل يف أداء احلرف على مستوى اجملتمع كله‪.‬‬

‫‪ .2-2-4‬تطوير احلرف وتفعيل الظواهر االجتماعية ‪:‬‬

‫يرتتب على تطوير احلرف التقليدية ظهور بعض الظواهر االجتماعية التالية‪:‬‬

‫‪ -9‬تنمية القدرات الذاتية لألفراد من حرفيني تقليديني وصناع خاصة فيما يتعلق ابلقدرة على تسويق املنتجات‬

‫داخليا وخارجيا‪ ،‬والتعامل مع البنوك واجلهات اإلدارية املختصة ابحلرف ابإلضافة إىل التشجيع على القيام‬

‫خبدمات وانشطة صناعية جديدة تتمشي مع احتياجات االقتصاد احلديث‪.‬‬

‫‪ -8‬معظم املنشأت احلرفية يف مصر حاليا من النوع احلريف التقليدي ممثلة يف صناعات منزلية‪ ،‬وأسر منتجة‪،‬‬

‫وحرف ريفية يدوية‪ ،‬وحرف بيئية‪ ،‬ومعىن التحول إىل استخدام أساليب التكنولوجيا احلديثة سرعة انقراض هذه‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫احلرف التقليدية مبرور الزمن‪ ،‬األمر الذي يؤدي إىل حتقيق جمتمعات متطورة بسبب تفييلهم للعمل يف صناعات‬

‫حديثة متطورة عن ممارستهم ألنشطة أصبحت من وجهة نظرهم ذات إنتاجية منخفية وقطاع غري اقتصادي‪.‬‬

‫‪ .3-2-4‬حماربة أمناط السلوك االجتماعي غري السوية‪:‬‬

‫أن معظم احلرف تستخدم طرق إنتاج مكثفة للعمل‪ ،‬وتعتمد على استخدام وسائل وأساليب اإلنتاج اليدوية‬

‫البسيطة‪ ،‬وهي تتيح بذلك توفري فرص عمل سريعة دون تكلفة عالية وابلتايل فهي من أهم الوسائل اليت ميكن أن‬

‫تتصدى ملشكلة البطالة‪ ،‬والقياء على فرص تكوين فئات من قوة العمل تعاين من عدم توافر فرص عمل‪ ،‬مما‬

‫جينبهم إىل ممارسة أمناط سلوكية غري سوية ينتج عنها تفشي ظواهر االحنراف والفساد االجتماعي والذي ميكن أن‬

‫يير مبقدرات البالد االقتصادية واالجتماعية‪.1‬‬

‫‪ .1-4‬على المستوى السياحي‪:‬‬

‫يرتبط قطاع احلرف والصناعات التقليدية ارتباطا وثيقا بقطاع السياحة فالقطاعني يهب كالمها يف إانء اآلخر‪،‬‬

‫ويتمثل جانب من ذلك يف أن قطاع السياحة يلعب دور القاطرة يف جر وسحب قطاع الصناعات التقليدية‪،‬‬

‫وتيعه على مسار منو التواصل ليمان تنمية شاملة للقطاع ابعتباره جماال واسعا لالستثمار وسوقا ملنتجات‬

‫الصناعة التقليدية واحلرفومن جانب آخر‪ ،‬ال ميكن أن نتحدث عن وجود سياحة بدون حرف أو صناعة تقليدية‪،‬‬

‫حيث أهنا تقدم صورة عن البلد حيث أن مهاراته وحرفه ومن مث حيارته وثقافته تتعكس يف املنتوجات اليت‬

‫ينجزها‪ ،‬فاألحباث األنثروبولوجيا احلديثة تدل على أن الصناعة التقليدية وعناصر الرتاث الشعيب ومتايز وتباين‬

‫العادات والتقاليد عامل هام جدا من عوامل اجلذب السياحي ال يقل أمهية عن املقومات الطبيعية واجلغرافية‬

‫خصوصا للسيا األجانب‪ ،‬فهذه التحف اليت يعتنوا هبا هي أخر ما تبقى لديهم كذکری بعد مغادرة املنطقة اليت‬

‫زاروها وهلذا السبب ولتسهيل التسويق فقد انتشرت حمالت البيع املنتجات احلرفية واليت متثل أكرب إغراء للزائرين‬

‫‪ -1‬حامد الهادی‪ ،‬الحرفيون بين التكيف مع الفقر وصناعة رأس المال‪ ،‬مركز البحوث والدراسات االجتماعية‪ ،‬كلية اآلداب ‪ -‬جامعة القاهرة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،0222 ،‬ص‪32-30‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫للمنطقة‪ ، 1‬وهذا ما جنده يف مدينة ورقلة اليت ينتشر هبا العديد من حمالت بيع املنتوجات احلرفية والتقليدية ولعل‬

‫أبرزها حمالت بسوق احلجر يباع فيها مصنوعات السعف والساللة بكثرة إىل جانب حتف فنية‪ ،‬أما احملل الثاين‬

‫متواجد ابلسوق املغطى حبي النصر "اخلفجي" والذي يتوفر على عديد املصنوعات احلرفية كاللباس التقليدي‬

‫الصحراوي للرجال والنساء واألطفال‪ ،‬وحتف فنية ولوحات فنية جلدية‪ ،‬ومنتوجات نسيجية كاألفرشة التقليدية‬

‫ومنتوجات السعف والساللة وأدوات تقليدية خاصة بتاريخ اإلنسان الصحراوي وإرثه احلياري والثقايف‪ ،‬وهذه‬

‫احملالت تشهد حركية من سيا وزوار مدينة ورقلة القتناء ذكرى من زايرته ملنطقة ورقلة وهي األهم ابلنسبة‬

‫للسيا ‪.‬‬

‫‪ .4-4‬على الصعيد االقتصادي‪:‬‬

‫تلعب الصناعات التقليدية دورا هاما يف تدعيم وترقية القطاع السياحي مبنتجاهتا اليت تعترب كمنتوج تذكاري‬

‫يعكس ثقافة وخصوصيات املنطقة حيصل عليه السيا خاصة منهم األجانب‪ ،‬كما حتقق جزء من القيمة امليافة‬

‫اليت تكون مرتفعة يف هذا القطاع مقارنة بقطاعات عديدة العتمادها على العمل اليدوي واملوارد احمللية البسيطة‪،2‬‬

‫حيث تساهم مبدينة ورقلة يف القياء على بطالة العديد من أفراد اجملتمع احمللي خاصة عند املرأة الورقلية اليت‬

‫وجدت يف احلرف التقليدية إبرازا لشخصيتها وهرواب من شبح البطالة ومدخوال مادي هلا حتسن من مستواها‬

‫املعيشي‪ ،‬انهيك عن حتسني املستوى االقتصادي مبدينة ورقلة وابلتايل حتقيق التنمية املستدامة خاصة وأن هذا‬

‫القطاع احلريف ليس مكلفا وال حيتاج إىل صناعات كربى ودقيقة‪ ،‬فهي يف مدينة ورقلة حرف تشاركية بني احلرفيا‬

‫ابخلصوص تساهم يف خلق الثروة على املستوى احمللي‪.‬‬

‫بوكابوس سعدون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.772‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬بلمرداسي يامن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.723‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪ .5‬األهداف االجتماعية والثقافية واالقتصادية للحرف التقليدية للمجتمع المحلي‪:‬‬

‫للحرف التقليدية عدة أهداف ثقافية واجتماعية واقتصادية تنعكس على المجتمع المحلي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬العمل على الرفع من الدخل املادي للمجتمعات الريفية والصحراوية من خالل الصناعات احلرفية التقليدية‬

‫املرتبطة إبشباع احلاجات األساسية كاحلرف اإلعاشية مثل الصناعات التحويلية ملنتوجات التمور‪ ،‬صناعة املواد‬

‫املختلفة من سعف النخيل‪،‬النحت على خشب النخيل (الكرانف)‪ ،‬صناعات النسيج بكل أنواعه‪ ،‬صناعة األواين‬

‫الفخارية‪ ،‬صناعة التحف من الرمل الطبيعي مبنطقة ورقلة‪.‬‬

‫‪-‬دعم نسيج العالقات االجتماعية ومنع حتلله من خالل إضفاء وظائف اقتصادية جديدة يف إطار نشر وتطوير‬

‫الصناعات التقليدية املناسبة يف كل جمتمع حملي حيث أدى تطوير بعض احلرف والصناعات التقليدية مبدينة ورقلة‬

‫يف ظهور أنواع أخرى إما مكملة أو متممة للحرفة األصلية‪ ،‬فاخلياطة البسيطة انتقلت بعد عصرنة اآللة واحلاجة‬

‫إىل جتديد املنتج يف ظهور أشكال وأنواع أخرى فأصبحت احلرفية تستعني حبرفيات إلنتاج قطع أخرى مكملة ويتم‬

‫جتميعها فيما بعد يف الشكل النهائي للمنتج كلباس امللحفة مثال‪ ،‬وابلتايل مت تدعيم العالقات االجتماعية بني‬

‫احلرفيني يف مدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ -‬تؤدي إىل دفع اجملتمع احمللي إىل االعتماد على املوارد واإلمكاانت احمللية اليت توفرها الصناعات احلرفية التقليدية‬

‫من حشد وخامات حملية‪ ،‬وشبكات عالقات اجتماعية وخربات ومهارات حملية وصوال ملصادر متويل حملية‪،‬‬

‫فأغلب احلرفيني يف ورقلة يبدعون وينتجون ويسوقون منتجهم أبنفسهم حيث يبدأ أغلبهم يف مجع املادة األولية‬

‫حمليا كسعف النخيل والكرانف والرمل لفن الرتميل‪ ،‬مث تبدأ عملية االنتاج وبعد أتيت الروابط القرابية ابلدرجة األوىل‬

‫يف ترويج املنتجات احلرفية بني أفراد اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة مث للتجار‪.‬‬

‫‪ -‬دعم االستقرار االجتماعي والسياسي للمجتمع احمللي من خالل االهتمام ابحلرف التقليدية لدى الشرائح‬

‫االجتماعية اليت تعاين من حمدودية الدخل املادي مما يؤدي إىل خفض التباين بني الشرائح اجملتمع املختلفة‪ ،‬وهذا‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫ما تدعمه عدة مؤسسات اتبعة للدولة كغرفة الصناعة واحلرف لوالية ورقلة اليت تقدم دورات وشهادات ابستمرار‬

‫لفائدة احلرفيني وتوجيهم ملختلف املؤسسات من أجل متويل مشاريعهم احلرفية كأونساج والكناك والقرض املصغر‪.‬‬

‫‪ -‬دعم نسيج العالقات االجتماعية ومنع حتلله من خالل إضفاء وظائف اقتصادية جديدة يف إطار نشر وتطوير‬

‫الصناعات التقليدية املناسبة يف كل جمتمع حملي‪.‬‬

‫‪-‬توفري فرص عمل للمرأة اليت ال تتيح هلا ظروفها املختلفة العمل يف القطاع الرمسي‪ ،‬ومتثل الصناعات املنزلية‬

‫مبختلف أطيافها منوجنا مناسبة يف هذا اإلطار‪ ،1‬حيث تنشط املرأة الورقلية كثريا يف القطاع احلريف ابملقارنة قطاعات‬

‫أخرى والذي يعترب متنفسا هلا يف إبراز ذاهتا‪ ،‬وتعتمد على إنتاج مصنوعات تقليدية خمتلفة خاصة يف الطرز‬

‫التقليدي مث يف السعف والساللة وصناعة احللوايت واملأكوالت التقليدية املعروفة يف مدينة ورقلة‪ ،‬وهي ابلتايل ختلق‬

‫منصب شغل لنفسها وتساهم يف التنمية ابملنطقة‪.‬‬

‫وقد متيزت احلرف التقليدية يف اجلزائر على مر الزمن أبهنا‪:‬‬

‫‪ -‬حرفة تقليدية تورث من جيل إىل جيل دون أي تطور أو إضافات جديدة ‪.‬‬

‫‪ -‬حرفة يدوية إعتمدت على جهد اإلنسان العيلي‪.‬‬

‫‪ -‬كانت تقوم على مواد خام متوفرة حمليا‪ ،‬مثل الصوف واجللود ‪ ،‬سعف النخيل ‪...‬اخل‬

‫‪ -‬هدفها تلبية احلاجات وحاجات اإلنسان الرئيسية من ملبس وغذاء وأدوات الفالحة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ذات طابع أسري يقوم هبا فرد أو بيعة أفراد من نساء وأقارب صاحب احلرفة و م تكن هناك مصانع كبرية‪.‬‬

‫‪ 1‬حامد الهادی‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،71-72‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ 2‬قدور فريدة‪ ،‬مساهمة الحلي التقليدية في التنمية بمنطقة تلمسان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة تلمسان‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،0270-0277‬ص‪21-22‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫العنوان‬ ‫مجال النشاط‬ ‫نوع الحرفة‬ ‫الحرفي (ة)‬


‫النسيج‪ ،‬الخياطة والطرز التقليدي‪،‬‬
‫ورقلة‬ ‫ورشة خاصة‬ ‫الحلويات التقليدية والعصرية‬ ‫مليكة دادي‬ ‫‪0‬‬
‫حي الخفجي‬ ‫الجلود‪ ،‬النسيج‪ ،‬الخياطة التقليدية‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫ورشة خاصة‬ ‫والعصرية‪،‬‬ ‫فاطمة حاج عصمان‬ ‫‪0‬‬
‫حي بني ثور‬ ‫المنزل‬ ‫النسيج والصوف‬ ‫خليل ص‬ ‫‪0‬‬
‫القارة الشمالية – مدينة‬
‫ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫اللباس التقليدي للقصبة الورقلي‬ ‫بن هالل غ‬ ‫‪0‬‬
‫تقرت‬ ‫المنزل‬ ‫الطرو التقليدي على القماش‬ ‫بن شبيبة ن‬ ‫‪0‬‬
‫خياطة األلبسة التقليدي‬
‫حي سعيد عتبة‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫ومصنوعات متنوعة(صابون‪،‬‬ ‫قبي ف‬ ‫‪1‬‬
‫أكسسوارات‪)...‬‬
‫حي سعيد عتبة‬
‫–ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫خياطة تقليدية‬ ‫مسعودي ع‬ ‫‪1‬‬
‫حي سعيد عتبة ‪3‬‬ ‫خياطة تقليدية وعصرية‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫والنسيج‬ ‫إفلح ف‬ ‫‪1‬‬
‫حي سعيد عتبة‬ ‫خياطة تقليدية وعصرية‬ ‫‪01‬‬
‫–ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫والنسيج‬ ‫سليماني ف ز‬
‫حي سعيد عتبة ‪1‬‬
‫–ورقلة‪-‬‬
‫ورشة خاصة‬ ‫الطرز على القماش باليد‬ ‫بوسهال خ‬ ‫‪00‬‬
‫القارة الشمالية‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫ملئ األفرشة والتنجيد‬ ‫باعمر س‬ ‫‪00‬‬
‫حي إفري‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫تزيين المرايا وصناعة الشموع‬ ‫باعمر ف‬ ‫‪00‬‬
‫شارع األمير عبد القادر‬
‫–ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫الحلويات التقليدية والعصرية‬ ‫رحماني ر‬ ‫‪00‬‬
‫‪ 393‬مسكن‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫األلبسة التقليدية والعصرية‬ ‫قوراري ص‬ ‫‪00‬‬
‫حي البستان‬ ‫األلبسة التقليدية‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫ورشة خاصة‬ ‫الطرز والخياطة‬ ‫بيدي س‬ ‫‪00‬‬
‫حي بوعامر‬ ‫السعفة‪ ،‬صناعة تقليدية متنوعة‪،‬‬
‫‪-‬ورقلة‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫أواني منزلية‬ ‫كركابو أ‬ ‫‪01‬‬
‫قصر ورقلة‬
‫‪-‬حي بني سيسين‪-‬‬
‫المنزل‬ ‫النسيج‬ ‫خضار س‬ ‫‪01‬‬
‫قصر ورقلة‬ ‫المنزل‬ ‫منتوجات التمر‪+‬اللباس التقليدي‬ ‫بايوسف هـ‬ ‫‪01‬‬
‫الخياطة التقليديىة والعصرية‬
‫قصر ورقلة‬ ‫المنزل‬ ‫(الحقائب واألكسسوارات)‬ ‫عباس اس‬ ‫‪01‬‬
‫حاسي بن عبد هللا‬ ‫المنزل‬ ‫السعف والصوف‬ ‫اسماعيلي م‬ ‫‪00‬‬
‫حاسي بن عبد هللا‬ ‫المنزل‬ ‫السعف والصوف‬ ‫بن شبيبة ن‬ ‫‪00‬‬
‫ورقلة‬ ‫ورشة خاصة‬ ‫فن الترميل‬ ‫عريف سعيد‬ ‫‪00‬‬
‫تقرت‬ ‫منزل‬ ‫صناعة السعف‬ ‫درويش ن‬ ‫‪00‬‬
‫تقرت‬ ‫منزل‬ ‫صناعة السعف‬ ‫بن زيان ح‬ ‫‪00‬‬
‫جدول رقم (‪ :)11‬جدول حلرفيات وحرفيني من ورقلة مت إجراء مقابالت معهم (من إجناز الباحث)‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪ .6‬البناء االجتماعي للحرف وعالقته بالمجتمع المحلي‪:‬‬

‫اتسع مـفـهـوم البناء االجتماعي ليشمل العالقات االجتماعية وكذلك االختالف القائم بني األفراد واجلماعات‬

‫فيالً عن التمايز القائم بني الطبقات يف ضوء أدوارهم االجتماعية والتفاوت بني األوضاع املختلفة للرجال والنساء‬

‫وتعد القرابة جزءا من البناء االجتماعي وما تفرضه اجلماعة من قواعد لتنظيم السلوك بني أعيائها سواء أكانت‬
‫‪1‬‬
‫عرفا أو معايريا أو أمناط سلوكية‬

‫ولقد مت تصنيف البناء االجتماعي القبلي إىل عدد من األبنية القبلية بقصد الكشف عن املبادئ اليت حتكم هذه‬

‫األبنية وال تشكل هذه األبنية التقليدية نسقاً اثبتا واستاتيكا ألهنا تتعرض للتغري االجتماعي والثقايف رغم تكامل‬

‫وترابط العناصر األساسية داخلها وتنجم هذه التغريات عن بعض العوامل وخاصة املتعلقة ابلتنمية مثل مشروعات‬

‫البنية األساسية فيالً عن مشروعات التنمية السياحية‪ ، 2‬واليت تدخل من ضمنها نشاط احلرف التقليدية‪ ،‬فقد‬

‫ذهب راد كليف براون إىل أنه جمموعة العالئق االجتماعية اليت تربط كل أفراد اجملتمع يف فرتة زمنية معينة وحيدد‬

‫(البناء االجتماعي) األشكال وفقاً هلا أفراد اجملتمع لتحقيق أغراض اجتماعية‪ ،‬من جهة‪ ،‬كما حيدد الروابط‬

‫االجتماعية‪ ،‬اليت تتمثل يف سلوك األفراد بعيهم حيال بعض‪ ،‬وحيال مجاعاهتم االجتماعية‪ ،‬من جهة اثنية‪ ،‬ولذا‪،‬‬

‫فهو نوع من الرتتيب املنظم لألجزاء واملكوانت وحتديد واضح لسلوك األفراد وفق نظم اجتماعية ضمن شبكة من‬
‫‪3‬‬
‫العالئق االجتماعية‪.‬‬

‫إن تطرقنا للبناء االجتماعي وتطبيقه يف دراستنا مسح لنا ابلتعرف على نسق العالقات االجتماعية اليت تربط بني‬

‫أفراد اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة نتيجة للتفاعل بينهم لتحقيق رغباهتم وطلباهتم األساسية ضمن نسق اجتماعي‬

‫فاروق أحمد مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪71‬‬ ‫‪1‬‬

‫فاروق أحمد مصطفى‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪71‬‬ ‫‪2‬‬

‫شاكر مصطفى سليم‪ ،‬قاموس االنثروبولوجيا انجليزي عربي ‪.‬ط‪ ، 1981 ، 1‬ص‪902‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫وثقايف ييمن تبادل األدوار بني اجلماعات اإلجتماعية املشكلة للمجتمع احمللي ملدينة ورقلة مبختلف إثنياهتم‬

‫وثقافتهم‪.‬‬

‫وال شك أن أغلب احلرفيات يف مدينة ورقلة نشئت يف بيئة اجتماعية وتنشئة أسرية أثرت يف هتيئتهم اجتماعيا‬

‫الختيارهم ومراحل وطرق تعلمهم لنوع من احلرف والصناعات التقليدية ومسارهم املهين فيها‪ ،‬وهو األمر الذي‬

‫مهد لنا الطريق للمعرفة العلمية لدور البناء االجتماعي للمجتمع احمللي يف تعلم احلرفة واستمرارها‪ ،‬وما هو إال‬

‫انعكاس ألسلوب املمارسة احلرفية اليومية نوعية احلياة االجتماعية للحريف أسلوب معيشته‪ ،‬حيث أن العمل احلريف‬

‫يتأتى من الرتاث الثقايف للحريف واجملتمع الذي يعيش فيه كما يعتمد على املهارة واإلبداع ذلك ألهنما أهم‬

‫عنصرين جلودة املنتج‪.1‬‬

‫وعليه فإن البناء االجتماعي هو نسق من العالقات االجتماعية الناجتة من خالل التفاعل بني أفراد اجملتمع وتبادل‬

‫األدوار ضمن األنساق والنظم االجتماعية لتحقيق أغراض اجتماعية ‪.2‬‬

‫‪ .7‬العوامل االجتماعية والنفسية للحرفي‪:‬‬

‫يعـد البناء االجتماعي أبنساقه املتعددة مثل النسق االقتصادي والنسق السياسي وأنسـاق اليبط االجتماعي‪...‬اخل‬

‫مـن العوامل املهمة يف تدعيم النشاط السياحي‪ ،‬واجلذب السياحي وابلتايل تؤثر هذه األنساق إىل حد كبري يف‬

‫عملية الرواج السياحي‪ ،‬وما يهمنا هنا أن الوحدات اجلزئية الداخلة يف تكوين البناء االجتماعي لألشخاص أو‬

‫الرموز االجتماعية اليت متثل أعياء اجملتمع الذي يشغل كل منهم مركزا معينا ويؤدي دورا حمددا يف احلياة‬

‫أمال باشي‪ ،‬عبد القادر خليفة‪ ،‬البناء االجتماعي لحرفة الطرز التقليدي بمدينة تقرت( وادي ريغ)‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،20‬جانفي ‪ ،0272‬ص‪-‬ص‪ ،20-05‬ص‪27‬‬


‫أمال باشي‪ ،‬البناء االجتماعي للمهن في الجزائر دراسة سوسيو‪-‬أنثروبولوجية لحرفة الطرز التقليدي بتقرت‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم علم‬ ‫‪2‬‬

‫االجتماع والديمغرافيا‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،0273-0272 ،‬ص‪02‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫االجتماعية‪ ،1‬وهو ما سنحاول حبثه يف موضوعنا هذا للتطرق إىل أهم املسارات االجتماعية اليت يسلكها احلرفيون‬

‫يف ورقلة من أجل تعلم احلرفة‪ ،‬والذي ال نستطيع فهمه إال ابلرجوع لوظائف احلرف التقليدية وأبعادها والتعرف‬

‫على العوامل االجتماعية والنفسية للحريف‪.‬‬

‫‪ .3-7‬العوامـــــــل االجتماعيـــــــــــــــــــة ‪:‬‬

‫إن أدوات العمل والرسوم والصور واملنـحـوتـات ‪ ..‬إخل وكـل مـالـه عالقـة حيـاة اإلنسـان مـا هـي إال وسيلة من وسائل‬

‫صراع اإلنسـان مـع احمليط الطبيعي واالجتماعي والتكيـف مـعـه مـن أجـل بقائه واستمراره يف احلياة‪ ،‬وقد أشارت‬

‫الدراسات األنثروبولوجيـة إىل أن العمـل الفـين الـتـقليـدي يرتبط ارتباطا وثيقا ابملعتقدات الدينية والطقوس السحرية‬

‫اليت تسود تلك اجملتمعات‪ ،‬وكمـا كـان الفنـان جزءا من اجلماعة االجتماعية اليت ينتمي إليها‪ ،‬فهو مرتبط ابلتقاليد‬

‫والعادات وبكل اإلرث االجتماعي واحلياري‪ ، 2‬وابلتايل يتأثر احلرفيون يف ورقلة ابملوروث احلياري للمجتمع‬

‫احمللي وإرثه التارخيي الذي اكتسبه على مر العصور وشكلت عاداته وتقاليده اخلاصة به‪ ،‬فال يستطيع احلريف يف‬

‫ورقلة أن خيرج على النظام االجتماعي الذي اتفقت عليه اجلماعات االجتماعية من قبيلة وعشرية كونت فيما بينها‬

‫حاضرة ورقلة‪.‬‬

‫‪ .2-7‬العوامــــل النفسيــــــــــة‪:‬‬

‫ويتيح أن العامل النفسي للحريف له دور فعال وإجيايب يف احلياة االجتماعية ويف اجلذب السياحي ‪ ،‬فاستقراره‬

‫النفسي جيعلـه يـتقن احلرفة الفنية وتتسم معامالته ابألخالق العليا مع السائح لرتويج مبيعاته والتعبري عن الفن‬

‫التقليدي للبلد املييف‪.‬‬

‫محمد يسري إبراهيم دعبس ‪ ،‬الجذب السياحي ‪ :‬ماهيته وخصائص ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الملتقى المصري لإلبداع والتنمية ‪ ، 0227 ،‬ص‪12‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫أمينة عبد هللا سالم علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.717‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫هذا ما يدل على أمهية العوامل النفسية يف حياة احلريف والسائح داخل اجملتمع الييف ‪ ،‬فاحلريف هدفه التمتع بفنه‬

‫التقليدي وكيفية تروجيه خلدمة متطلبات السائح والنهوض ابلسياحة‪ ،‬أما السائح فهدفه التمتع ابحلياة التقليدية‬

‫واليت أصبحت يهفو إليها السائح رغبة يف التعرف على كيفية العيش يف بساطة وسهولة ويسر واملشاركة يف‬

‫املهرجاانت وحفالت السمر البسيطة ذات اخلصوصيات الثقافية‪ ،‬مع إمكانية تقدمي األكالت الشعبية واملشروابت‬

‫التقليدية والصناعات التقليدية ‪ ،‬اليت يقبل عليهـا السائح كتذكار له حيارية ختتلف عن ثقافة بلده‪ ، 1‬وهو ما‬

‫يسعى له احلرفيون يف مدينة ورقلة من أجل حتسني الظروف النفسية اليت تنعكس على النسق االقتصادي هلم من‬

‫خالل زايدة املبيعات واليت قد تؤدي إىل تقلد أدوار اجتماعية أخرى داخل اجملموعة الوظيفية كرئيس ورشة أو املعلم‬

‫أو رئيس مجعية للحرفيني مثلما الحظناه يف جمتمع دراستنا مبدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ -8‬النسق القرابي‪ ،‬حافظ الحرف التقليدية و راعي التراث المحلي‪:‬‬

‫يعد النسق القرايب من أهم املواضيع اليت يهتم هبا الباحثون األنثروبولوجيون ملا هلا من أمهية يف إعطاء نظرة وحتليل‬

‫عن النظام االجتماعي القائم والعالقة االجتماعية بني أفراده وخاصة يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬فمجتمع ورقلة أحد‬

‫اجملتمعات اليت الزالت الدراسات األنثروبولوجية هبا حمتشمة و م تكن كافية ملستوى الرقي احلياري واإلرث التارخيي‬

‫الذي وصلته املدينة على مر العصور‪ ،‬خاصة الدراسات املهتمة ابحلرف التقليدية املنتشرة بورقلة وعالقتها ابإلنسان‬

‫الصح راوي الورقلي والرابط املوجود بينهما‪ ،‬حيث الحظنا من خالل دراستنا أن أغلب احلرفيني جيمعهم عالقات‬

‫ثنائية بني األفراد أو بني جمموعات من األفراد وتبىن على رابط اجلوار بينهم يف احلي الواحد كحي سعيد عتبة الذي‬

‫حيمل أكرب عدد من احلرفيات يف مدينة ورقلة ويعترب أكرب فياء للنشاط احلريف هبا‪ ،‬وكذا روابط دموية بني بعض‬

‫احلرفيني من قصر ورقلة وهو ما يثبت أمهية النسق القرايب يف توريث احلرفة وانتقاهلا من جيل إىل جيل واحلفاظ على‬

‫هذا اإلرث الثقايف حيث تقول احلرفية حاج عصمان فاطمة‪ ":‬الصنعة هاذي اكتسبتها من عند ماما ريب يرمحها‪،‬‬

‫أمينة عبد هللا سالم علي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪711‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫وخد مت اثين مع مجعية مدة مخس سنني أغلبيتها النساء خيدمو هاذ احلوايج الكل‪ ،‬وكنت انئبة رئيسة اجلمعية‬

‫وكنت نكون النساء و لبنات‪ ". .‬وهو ما يؤكد أمهية رابط الدم ابلدرجة األوىل يف توريث احلرفة داخل األسرة‬

‫الواحدة مث رابطة اجلوار بتوريها ألفراد آخرين يكونون يف الغالب من األحياء اجملاورة يتقامسون جمال واحد للتعلم‬

‫واكتساب مهارة احلرفة داخل مؤسسة جمتمعية وهي اجلمعية‪ ،‬وابلرغم من التداخل اإلثين على مدينة ورقلة إال أن‬

‫احلرفيني ال يزال يربطهم القرابة واجلوار ويعملون يف جو يسوده االحرتام املتبادل ورو التعاون بينهم وال يولون أمهية‬

‫لالختالف اإلثين كثريا‪ ،‬إال إذا كان من خارج ورقلة (ما يطلق عليهم الوافدين اجلدد أو الربانية) هنا يعد النسق‬

‫القرايب احملدد األساسي النظام احلريف القائم بني احلرفيات‪ ،‬حيث ال ميتهنون معهم وال يفشون أسرار املهنة هلم‪ ،‬ويف‬

‫هذا تقول إحدى احلرفيات‪":‬أان من ‪ 1262‬واان هنا يف ورقلة متزوجة وكربت هنا يف ورقلة لكن مازالو يقولويل‬

‫أنت ماشي اتعي ورقلة ويوشوفو معااي على أين اتع الشمال‪ ،‬بصح راين خندم فالتقاليد اتع ورقلة يل نشوفها‬

‫جزء مين وكربت فيها‪ ،"...‬وهنا يبقى رابط الدم واجلوار هو احملدد األساسي لتصنيف احلريف احمللي يف ورقلة‪ ،‬وال‬

‫يعطى لسنوات املكوث أو السكن بورقلة اإلنتماء احلريف واإلثين لإلنسان الورقلي‪ ،‬ويروا بعض احلرفيني أن الرتاث‬

‫الورقلي خاص ابلورقليني من قرابة الدم واجلوار‪ ،‬ابلرغم من وجود تواصل واحتكاك بينهم وتبادل يف املعامالت‬

‫احلرفية ولكنها تبقى يف نطاق املسمو به‪.‬‬

‫يرجع امتهان احلرفة يف ورقلة إىل التنشئة االجتماعية اليت يتلقاها احلرفيون يف الوسط األسري خاصة فئة اإلانث‪،‬‬

‫حيث يبدأ تع ليمهم احلرفة التقليدية منذ الصغر بشكل تدرجيي يف البيت من أحد أفراد العائلة أو عند األقارب من‬

‫نفس العشرية ابلتعليم يف العائلة وخارجها‪ ،‬وبوسائل اليبط االجتماعي كي يتواءم االنسان مع حيارته‪ ،‬ويصبح‬

‫قادراً على العيش يف جمتمعه ‪ ،‬وعلى تطبيق نظمه‪ ،‬والتفاعل مع أفراده‪ ،‬وتتيمن عملية التنشئة غرس قيم اجلماعة‪،‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫ومثلها‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬يف نفس لفرد‪ ،‬وتعليمه كيفية التعبري عنها مبعايري اجتماعية‪ ،‬وأبطر من أدوار وفعاليات‬
‫‪1.‬‬ ‫اجتماعية‪ ،‬وتستغرق عملية التنشئة اإلجتماعية عمر االنسان كله‪ ،‬إذ تبدأ مع والدته‪ ،‬وتستمر طيلة حياته‬

‫تبدأ ممارسة احلرفة رمسيا أثناء االنقطاع من الدراسة أو إمتام الدراسة اجلامعية خاصة حرفة الطرز واللباس التقليدي‬

‫اليت انتشرت بكثرة يف أوساط احلرفيات يف ورقلة‪ ،‬وكذا صناعة املشروابت التقليدية‪ ،‬ومصنوعات مستوحاة من‬

‫البيئة الصحراوية وصناعة السعف والساللة إلعادة بيعها للسيا أو يف املعارض التقليدية‪.‬‬

‫إذا فقد تبني من خالل املعطيات امليدانية أن عنصر القرابة يف ورقلة له أتثري مباشر على احلرفيني من انحية تعلمها‬

‫واكتساب املهارة اليدوية وتوارث احلرف والصناعات التقليدية احمللية من األجداد جيال بعد جيل‪ ،‬حيث الحظنا‬

‫حرص األمهات خاصة أو األخوات األكرب سنا لتوريث احلرفة لألبناء وأفراد العائلة مثلما تقول حرفية‪ ":‬أان‬

‫تعلمت حرفة خياطة هذا اللباس التقليدي من عند األم اتعي يف البيت‪ ،‬أما الطرز التقليدي هذا تعلمتو يف‬

‫التكوين‪ ،"..‬وتقول حرفية أخرى‪ ":‬تعلمت صناعة هذا املشروب التقليدي من عند عائليت وحىت أخيت لكبرية‬

‫علمتين‪ ،"..‬ويقل أتثري النسق القرايب يف تعلم احلرفة عند الذكور بورقلة ابلرغم من حرص اآلابء إلكساب املهارة‬

‫اليدوية حلرفتهم ألبنائهم ويرجع لعدة أسباب خاصة منها التغري االجتماعي والتحول االقتصادي للمجتمع الورقلي‬

‫من جراء انتشار الشركات البرتولية وتفييل الذكور للعمل هبا على تعلم حرفة‪ ،‬ويبقى رغم ذلك عدد معترب يتعلم‬

‫عدة حرف خاصة صناعة السعفة ومنتوجات فنية وحتويلية من أشجار النخيل وكذا حرف فنية موروثة للمحافظة‬

‫على هذا الرتاث الورقلي‪.‬‬

‫يبقى اليوم هذا النسق القرايب القائم على االنتماء للقبيلة والعشرية يساهم ولو كان ذلك غري ظاهر حاليا بفعل‬

‫التغريات االجتماعية املالحظة يف اجملتمع الورقلي حيث أصبحت احلرفيات اليوم تتعلم احلرفة أييا لدى مراكز‬

‫شاكر مصطفى سليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ، 1981 ،‬ص‪902‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫ومؤسسات الدولة اخلاصة ابلتكوين املهين أو لدى مجعيات متخصصة يف تعليم احلرف أو الصنعة ابملصطلح احمللي‬

‫مثلما تقول احلرفية وصاحبة مجعية حملية يف السياحة واحلرف التقليدية حاج عصمان فاطمة ‪ ":‬احنا نعلمو لبنات‬

‫الصنعة احمللية كاخلياطة والطرز وصناعة العطور التقليدية‪ "...‬كذا احلرفية صاحبة مجعية آت حنايت اليت تعمل‬

‫دور األم للحرفيات وتعلمن أسرار اخلياطة التقليدية والنسيج حيث تقول‪ ":‬جييو عندي لبنات ويسجلو عندان يف‬

‫اجلمعية ونعلموهم احلرف احمللية كيما هذا اللباس التقليدي واملأكوالت واحللوايت التقليدية واحلالقة وكي‬

‫خيلصو نعملوهلم شهادات ونديروهلم معرض للتخرج‪."..‬‬

‫ويبقى للنظام األسري واالنتماء للعشرية واجملال املسكون األثر أييا على احلرفيني يف اكتساب خصوصيات‬

‫وحمددات الثقافة احلرفية منذ الصغر داخل هذه البيئة احلرفية مثلما بينته هذه الدراسة امليدانية‪ ،‬وأثبتت أن هذا‬

‫النسق القرايب والروابط األسرية أكرب حافظ لتوريث احلرفة واحلفاظ على هذا الرتاث املادي ملدينة ورقلة ومسامهته يف‬

‫حتسني ظروف احلريف املادية واالجتماعية واملسامهة يف بعث النشاط السياحي احملافظ على عادات وتقاليد املنطقة‪.‬‬

‫‪ .9‬الحرف التقليدية‪ ،‬تراث وهوية بمقومات محلية‪:‬‬

‫إن التعدد الثقايف الذي يعيشه اجملتمع الورقلي الصحراوي جعلته غنيا من انحية املوروث الثقايف وعادات وتقاليد‬

‫متنوعة تراكمت عرب أجيال وأزمنة متعاقبة شكلت حيارة هلا خصوصياهتا مرت على تلك املنطقة وتنوعا لساكنة‬

‫ذلك اجملال‪ ،‬ويتجلى ذلك يف نوع احلرف املنتشرة يف ورقلة من خالل أشكاهلا وألواهنا وتصاميمها ورمزيتها‬

‫ودالالهتا اليت تعرب عنها كل قطعة حرفية وفنية‪.‬‬

‫فالصناعة التقليدية تلعب الدور اهلام حلماية الرتاث الثقايف املتوارث اخلاص ابجملتمع احمللي لورجالن‪ ،‬واليت تساهم‬

‫يف احلفاظ على البنية االجتماعية للمجتمع احمللي‪ ،‬وتساهم يف التغيري الذي الحظناه أكثر على النمط االجتماعي‬

‫واالقتصادي للحرفيني حيث أدى الدخل املادي ملنتوجاته احلرفية إىل إعالة واستقرار أسرهم وانتقاهلم بعيهم من‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫العمل يف البيت إىل إنشاء ورشة وجلب أفراد من اجملتمع للعمل يف احلرفة‪ ،‬وابلتايل خلقت احلرف التقليدية‬

‫ديناميكية يف اجملتمع خاصة إذا ما ربطناها ابلطلبات اليت أتتيهم من سيا املنطقة وزواها على تنوعها وإبداعها‪،‬‬

‫حيث يقول مبحوثنا مسري يف مؤسسة الصناعة التقليدية واحلرف‪" :‬عندان الفخار ويوجد بكثرة مبنطقة تقرت‪،‬‬

‫ويوجد الزربية ويوجد اثلثا السعف الناس يل ختدم املضالت وملراوح ولقفف وغريها‪ ،‬وهذه األنشطة يل تشتهر‬
‫‪1‬‬
‫هبا ورقلة‪"..‬‬

‫وترتبط األسرة الورقلية ابحلرف التقليدية اليت تشتهر هبا وتسعى للحفاظ عليها ونقلها لألجيال القادمة جتسدها‬

‫أبشكاهلا ورموزها ورسوماهتا وألواهنا اليت تعرب عن أصالة وثقافة اجملتمع احمللي تعكس بيئته الصحراوية‪ ،‬معربة عن‬

‫إبداع وموهبة احلريف الورقلي ولعل أبرز أنواعها هي الصناعات النسيجية كالزرايب‪ ،‬الطرز التقليدي‪ ،‬صناعة السعف‬

‫والساللة وفن الرتميل والتحف الفنية ‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ .3-9‬الزربية الورقلية‪:‬‬

‫يعترب النسيج هو تشابك خيوط اللحمة مع خيوط السداة للحصول على قطعة نسيجية معينة ويكون على نوعني‪:‬‬

‫نسيج مسطح وآخر ابلعقدة‪ ،‬ويعود االهتمام هبذا النشاط احلريف التقليدي إىل كونه نشاطا أساسي ابلنسبة لكل‬
‫‪2.‬‬
‫العائالت اجلزائرية وابخلصوص املناطق الصحراوية‬

‫تكتسي الزربية التقليدية الورقلية أمهية كبرية يف إبراز حرفة تراثية ألانمل املرأة الورقلية‪ ،‬توارثها اجملتمع احمللي عرب‬

‫أجيال متعاقبة شكلت أحد رموز احلرف الرتاثية للمنطقة‪ ،‬وتعد من احلرف النسيجية ذات لوحة فنية وتصويرية‬

‫تعكس ثقافة احلريف من اجملتمع الورقلي الذي أبدع يف نسجها يدواي‪ ،‬فمثلت بذلك تلك الزربية جزءا من حياهتم‬

‫االجتماعية على مر العصور‪ ،‬حيث تعد من أهم جتهيزات العروس الورقلية وتتطلب مهارات وإتقان وإبداع فين‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ :‬يوم ‪ 20‬جانفي ‪0207‬‬
‫بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫للحرفية حىت تنسجها يف أحلى حلة‪ ،‬حيث تنسج احلرفية يف ورقلة العديد من الزرايب كزربية األزرق واجلريدة‬

‫وكنكيلة وتيزمت ولعل أهم نوع هو زربية “مسرح الصيد” واليت حتصلت فيها والية ورقلة على ميدالية ذهبية‬

‫مبيالنو اإليطالية سنة ‪ 9174‬كأحسن صناعة تقليدية مبدينة ورقلة‪ ،‬وهي من أشهر أنواع الزرايب واملنسوجات‬

‫التقليدية بورقلة‪ ،‬واليت تعرف تراجعا كبريا يف نسجها لدى حرفيات ورقلة لصعوبتها وطريقة نسجها املتعبة حسب‬

‫ما صرحت به حرفيات أثناء لقاءاتنا املتكررة معهن‪ ،‬وبدأت تندثر و م يعد ينسجها إال عدد قليل جدا من‬

‫احلرفيات يف املنزل‪ ،‬وهو ما يربزه لنا مبحوثنا السيد إلياس من سكان القصر يقول‪" :‬عندي اجلدة اتعي مازالت‬

‫ختدم الزربية الورقلية األصلية لكن صح مابقاش يل خيدمها هنا يف القصر‪ ،1"...‬ما يؤكد بداية زوال صناعة‬

‫الزربية الورقلية وهي قليلة االنتشار و م حتظى بتارخيية صناعتها وال برزية أشكاهلا وال أبلواهنا املعربة عن البعد‬

‫الصحراوي والثقايف للمنطقة‪ ،‬حيث يقول مسري يف غرفة الصناعة التقليدية واحلرف‪ ":‬الزربية الورقلية قليل يل‬

‫يعرفها ابلرغم من أهن ا قدمية بزاف وحاجة تراثية وحىت أحد الشركات الوطنية اقتنتها من أحد احلرفيني بورقلة‬

‫وأعجبت كثريا مسؤويل الشركة وطلبوا املزيد منها لصناعتها احمللية وألواهنا الصحراوية احمللية‪ ،2"...‬وهو ما‬

‫يؤكد عمق الزربية الورقلية التارخيي والثقايف الذي ميثل ما أنتجته أانمل املرأة الورقلية وحرفيي ورقلة عرب التاريخ‬

‫وارتباط امسها ابجملتمع احمللي‪ ،‬ابلرغم عدم اسهام املختصني وحىت سكان القصر للتعريف هبا والرتويج هلا تثمينا‬

‫للتنوع الثقايف املتنوع حيث يقول مبحوثنا‪ ":‬التسويق يف املنتج هذا تقريبا منعدم متاما "‪ ،3‬وابلتايل وجب النظر له‬

‫لرتقية السياحة واملنتوج التقليدي عموما ممثال يف الزربية الورقلية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬أكتوبر ‪0202‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪ .2-9‬صناعة السعف والساللة‪:‬‬

‫تعد من أشهر الصناعات التقليدية اليت تزخر هبا ورقلة اليت إرتبطت بوجود النخيل والواحات يف املنطقة ما جعلها‬

‫تصبح إرث ثقايف حملي حترتفه أايدي اإلنسان الورقلي عرب أجيال توالت على املنطقة‪ ،‬بسبب إبداع احلريف وحاجة‬

‫اإلنسان لتوفري اللوازم اليرورية للحياة اليومية كبعض األواين املنزلية‪ ،‬ومع التغري االجتماعي وزايدة الطلب عليها‬

‫أصبحت مصدر رزق للعديد من األسر الورقلية‪.‬‬

‫تعرف منتوجات السعف رواجا أييا لدى حمالت قصر ورقلة املختصة وخاصة يف سوق احلجر الذي يتوسط‬

‫املدينة‪ ،‬حييث تقابلنا مع مبحوثتنا صاحبة حمل تقليدي وقالت‪ ":‬أان نبيع هاذو املنتوجات اتعنا اتع ورقلة‪ ،‬وهاذ‬

‫السعف خيدموها هنا احلرفيني اتع ورقلة ونشريها عليهم ألنو كاين يل يطلبها من ورقلة ومن خارج ورقلة‬

‫ويطلبوها بكثرة لتنوع منتوجات السعفة ‪ ،1"...‬وهو ما يعين انتشار استعماهلا يف ورقلة وكمنتوج فين وذكرى‬

‫ابلنسبة للسيا ‪.‬‬

‫السعف معروفة بصناعتها من أشجار النخيل أي من مواد أولية حملية موجودة ابلواحات املنتشرة على حافة القصر‬

‫خاصة مثلما صرحت به أغلب حرفيات القصر وكلهن نساء وأغلبهن ماكثات ابلبيوت‪ ،‬وهذه املنتوجات مطلوبة‬

‫بكثرة من زوار ورقلة والسيا أييا ألنواعها واستخداماهتا املتعددة ومنها‪ :‬القفة‪ ،‬الطبق‪ ،‬الكسكاس‪ ،‬املظالت‪،‬‬

‫السلة والكثري من األنواع من املصنوعات اليت ترجع ملستوى إبداع احلريف يف السعف‪ ،‬وجاء انتشارها لسهولة‬

‫احلصول عليها بسبب وفرهتا وأشكاهلا الطبيعية وملساهتا العصرية اليت تبقى حمافظة على أصالتها اليت ترجع للبيئة‬

‫الصحراوية احمللية وثقافتها‪ ،‬وهو نوع من الصناعات التقليدية اليت تساهم يف الرتويج للسياحة عرب منتوجات حملية‬

‫الصنع ومن مواد أولية صحية يرجع مصدرها إىل البيئة نفسها وهي أشجار النخيل‪ ،‬فيحدث ذلك التمازج بني‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 72‬فيفري ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫األبعاد الثقافية والبعد البيئي فيشكل لنا منتجات تستهوي السائح األجنيب واحمللي ومسامهتها يف تنمية منطقة ورقلة‬

‫يف شقها االقتصادي واالجتماعي ونشر الثقافة احمللية الورقلية وتنشيط السياحة الصحراوية‪.‬‬

‫‪ .1-9‬الطرز التقليدي‪:‬‬

‫إن حرفة الطرز التقليدي هي حرفة حديثة ‪ ،‬إذا ما قارنتها ابلنسيج التقليدي‪ ،‬حيث كانت األلبسة املصنوعة‬

‫تتميز ابلبساطة‪ ،‬ومع مرور الزمن برزت فكرة إضافة الرسومات هلذه املنتوجات من أجل إضفاء رونق ومجال‪،‬‬

‫وجتسدت هذه الفكرة يف الطرز التقليدي والذي أخذت أشكاله وألوانه يف البداية من البخنوق‪ ،‬الذي كان‬
‫‪1‬‬
‫يستعمل كرداء حول الرأس من طرف عجائز املنطقة‪ ،‬ليتطور إستعماله مع مرور الزمن يف خمتلف األلبسة‪.‬‬

‫تعترب حرفة الطرز التقليدي اليدوي مصدر فخر ومهنة هلا خصوصيتها احمللية لكل منطقة‪ ،‬ويلعب دورا هاما يف‬

‫إبراز اإلرث الثقايف املادي جملتمع ورقلة من خالل املالبس التقليدية اليت ختيطها أانمل احلرفيات واحلرفيني اليت‬

‫توارثوها داخل ذلك النظام االجتماعي القائم على نقل هذه احلرفة يف البيت بني أفراد األسرة أو جمموع األسر‪،‬‬

‫واغلب ممتهين هذه احلرفة من النساء وتوارثنها من اجلدات واألمهات اليت عملن على نقلها لبناهتن مثلما أجادت‬

‫به مقابالتنا مع احلرفيات واليت تعرف زايدة يف أوساطهن حيث يقول مبحوثنا مسري يف مؤسسة الصناعة التقليدية‬

‫واحلرف‪" :‬ومؤخرا كاينا أنشطة أخرى عاد عليها الطلب كبري كيما الطرز على القماش وخيطة األلبسة‬

‫التقليدية عندما نشوفو عندان فاالحصائيات تلقا عدد هايل ولكن ملبقاش حيافظ على النمط التقليدي‬

‫اتعها‪ ..‬ألنو ملا تروح لسوق احلجر والقصبة تلقا كلشي مستورد من القندورة والقميص وغريها‪،2"...‬‬

‫وحترتف اخلياطة يف البيت بشكل تقليدي كخياطة امللحفة ومالبس العريس ومالبس اخلتان لألطفال واملالبس‬

‫العادية للنساء والرجال واألطفال بشكل تقليدي حمافظ على الطابع احمللي لسكان القصر ولعرش كل فئة فيه من‬

‫مـديرية الــثقافة لوالية ورقلة‪ ،‬بطاقات وصفية للحرف التقليدية والفنية لوالية ورقلة‪ ،‬جوان ‪ ،0270‬ص‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫أشكال ورموز ودالالت ترمز للمنطقة‪ ،‬حيث تقول احلرفية ف إ ‪" :‬احنا حنافظو على الرتاث اتعنا اتع ورقلة‬

‫وهاذي هي لبسة العروس والعريس حىت لليوم يلبسوها وخندموها فالداير مش يف الورشة‪ ،1"...‬كما يتم ترويج‬

‫املنتوجات احلرفية هذه يف حمالت سوق احلجر أو حمالت القصر املؤدية إىل ساحة السوق وسط القصر أو يف‬

‫املعارض اليت تنظمها غرفة الصناعة واحلرف لوالية ورقلة ابنتظام أو خالل التظاهرات املقامة على طول السنة‬

‫مبناسبات عديدة‪ ،‬واعتباره كموروث مادي شعيب يعكس جانبا من ثقافة اجملتمع احمللي لورقلة وابلتايل يساهم يف‬

‫تنشيط السياحة من خالل أشكاله التقليدية املعربة عن سلوك اإلنسان الورقلي وبيئته الصحراوية والتعبري عليها من‬

‫خالل أشكال وألوان هذا املنتج التقليدي والذي يياف إليه بعض اللمسات العصرية وأييا آالت اخلياطة حىت‬

‫يندمج مع التغريات اآلنية مع احلفاظ على أصالته‪ ،‬حيث تقول حرفية للطرز التقليدي‪ ":‬ماذا بينا جييو السياح‬

‫عندان ونبيعوهلم املالبس التقليدية اتعنا اتع الصحراء يل خندموها حنا هنا ‪ ،2"...‬ما يؤكد علمهم أبن ما‬

‫تصنعه وتنتجه أايدي حرفيات ورقلة هو أحد عناصر اجلذب السياحي وجمال لنشر الثقافة احمللية مبا حتمله من‬

‫دالالت اجتماعية واترخيية للطرز التقليدي الورقلي‪.‬‬

‫‪ .4-9‬التحف الفنية وفن الترميل‪:‬‬

‫حيوي قصر ورقلة على حرفيني فنيني يصنعون أشياء من مواد حملية من واحة القصر كجرد النخري وخشب النخيل‬

‫وبقااي التمر ونواته‪ ،‬ويصنعون حتف فنية مميزة تعرب عن اإلنسان الصحراوي والبيئة الصحراوية‪ ،‬وكذلك وجود ورشة‬

‫احلريف الفين يف فن الرتميل السيد عريف سعيد جبانب قصر ورقلة يصنع لوائح بفن الرتميل برسم النخيل واخليمة‬

‫وقصر ورقلة وصور ابلرمل يف لوحات فنية خمتلفة األحجام حيث يقول‪ ":‬أان نعمل لوحات فنية من الرمل اتعنا‬

‫جنيبو من الصحراء اتعنا واآلن أقمت ورشة خاصة ابش نتكفل ابلطلبيات الكثرية يل جتيين‪ ،3"...‬وهو ما‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬أفريل ‪0273‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 77‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫يؤكد دور هذا الفن النابع من البعد البيئي الورقلي الصحراوي والذوق الفين لإلنسان الصحراوي يف انتشار هذا‬

‫النوع من الفن احلريف الذي جيسد ثقافة حملية تراثية بيئية يف لوحات فنية‪ ،‬وكثرة الطلبات من داخل ورقلة وخارجها‬

‫على هذه التحف الفنية من زوار ورقلة والسيا القادمني هلا وخباصة لقصر ورقلة‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل وجود حرفيات يف مصنوعات متنوعة أبشكال فنية من مواد حملية تعكس البيئة الصحراوية كاحلرفية‬

‫قيب‪-‬ف اليت تصنع أبصابع أيديها أشكاال فنية وتعرض يف املعارض‪.‬‬

‫‪ .5-9‬وردة الرمال‪:‬‬

‫إن اكتشاف هذه الوردة يف والية ورقلة يعود إىل سنة ‪ 9157‬يف منطقة البور دائرة أنقوسة‪ ،‬بعد ذلك مت اكتشاف‬

‫مقالع يف منطقة الطيبات وكانت تستخدم يف البداية على طبيعتها (شكلها اخلام) حيث تتميز بتنوع من حيث‬

‫للون فنجد اللون البين املائل إىل األصفر ( لون ذهيب) واترة متيل إىل اإلمحرار‪ ،‬وإىل السواد اترة أخرى‪ ،‬حيث يقول‬

‫مبحوثنا من مدينة ورقلة‪" :‬كاينا منطقة فيها وردة الرمال من مجيع األحجام صغرية ومتوسطة وكبرية‪ ،1"..‬ما‬

‫يؤكد على احتواء منطقة قريبة من مدينة ورقلة على كميات كبرية ومتنوعة األحجام لوردة الرمال اليت تساهم يف‬

‫تنشيط السياحة ابملنطقة‪ ،‬وترفع املستوى االقتصادي لألسرة الورقلية ببيع هذه التحفة وردة الرمال‪.‬‬

‫ومع مرور الزمن طرأت عليها عدة حتسينات مثل إضافة قاعدة من اجلبس األبيض‪ ،‬كما أن مصطلح فن الرتميل‬

‫ظهر مع إستخدام الرمل و وردة الرمال يف إعداد اللوحات الفنية‪ ،‬وحتف يف غاية الروعة واإلبداع عرب من خالهلا‬

‫فنانو املنطقة عما حييط هبم من مشاهد خمتلفة بتلميع وتشكيل وردة الرمال‪.‬‬

‫ترجع أمهية هذه التحفة الفنية الطبيعية وردة الرمال إىل إنفراد منطقة ورقلة جبودة مقالع وردة الرمال والذي جعلها‬

‫تستقطب العديد من السيا اجلزائريني واألجانب‪ ،2‬حيث يقول مبحوثنا شعيب صاحب وكالة فيزا ترافل‪" :‬كما‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 75‬أكتوبر ‪0202‬‬
‫مـديرية الــثقافة لوالية ورقلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 2-1‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫جيب الرتكيز على بيع وردة الرمال وعمل اضافات هلا كتسميتها وجعل عمر تقديري هلا حىت جيذب السياح‬

‫أكثر"‪ ،1‬لذا جيب ترقية هذه احلرفة وهذا راجع ابألساس إىل تزايد الطلب عليها سواءاً على املستوى الوطين أو‬

‫الدويل ملا هلا من حتفة فنية طبيعية‪ ،‬أضف إىل ذلك القيمة اإلقتصادية هلذا املنتوج‪.‬‬

‫‪ .6-9‬النحث على خشب النخيل (الكرناف)‪:‬‬

‫تعترب هذه حرفة النحت على خشب النخيل حديثة نسبيا‪ ،‬ويظهر النقش على الكرانف واملستمد من أجزاء‬

‫النخلة كظاهرة فنية مميزة لبعض حنايت املنطقة والذين جسدوا ذفيها احلياة اليومية وأهم املعا م املعمارية املميزة‬

‫للمنطقة‪ ،‬وتستعمل فيها الكرانف والسكني للنحث وقطعة حديدية توضع على النار لرسم الزخرفة عل الكرانف‪،‬‬

‫ميارسها حرفيون فنيون هلم إبداع وملسة فنية ترتكز أساس على اخليال الفين املبدع‪.‬‬

‫ظهرت أمهية هذه احلرفة الفنية على الرغم حداثتها يف منطقة ورقلة إال أهنا ذات أتثري كبري يف إستقطاب املواطنني‬

‫والسيا حيث يتزايد الطلب عليها يومياً أضف إىل ذلك حمدودية املنتوجات لنقص ممتهين هذه احلرفة‪ 2‬يف منطقة‬

‫ورقلة كاحلرفية ق ف‪.‬‬

‫‪ .7-9‬األكالت والمشروبات التقليدية‪:‬‬

‫إضافة إىل احلرف والصناعات التقليدية توجد أييا يف ورقلة تراث ثقايف ال يقل أمهية عنهما وهو األكالت‬

‫التقليدية مبدينة ورقلة‪ ،‬اليت تيفي إىل الطابع احمللي اخلاص الذي مييز جمتمع قصر ورقلة من أكالت شعبية‬

‫كاملختومة املشهورة والشخشوخة الورقلية واحملكوك واملرشومة‪ ...‬ومشروابت تقليدية مثل تيكروايت تقول يف‬

‫ذلك حرفيتني من عائلة واحدة يصنعون هذا املشروب التقليدي‪":‬حنا خندمو هاذ املشروب التقليدي خاص بينا‬

‫واان نسكنو هنا يف قصر ورقلة‪ ،‬نعملوه من أعشاب طبيعية حملية حوايل مخس عشبات وهو صحي ونبيعوه‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫مـديرية الــثقافة لوالية ورقلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،1-2‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫أيضا يف املعارض اليت تقام هنا يف القصر أو يف دار الثقافة أو غرفة الصناعة اتع ورقلة‪ ،1"...‬وقد الحظنا‬

‫عرض هلذه املأكوالت واملشروابت التقليدية أثناء عرض ألحسن طبخ تقليدي ورقلي نظمته مجعيات حملية داخل‬

‫القصر‪ ،‬وكان هناك مدعوين زوار من داخل الوطن‪ ،‬فهذا التنوع يف األطباق واالكالت التقليدية بوالية ورقلة‬

‫يعطيان لوحة مطبخية فنية تقليدية ممزوجة بني الرتاث والتقاليد تساهم يف الرتويج للسياحة ولكن من خالل‬

‫األكالت الشعبية‪ ،‬وابلتايل املسامهة يف نشر اإلرث الثقايف االجتماعي احمللي ملدينة ورقلة‪.‬‬

‫‪ .32‬السائح والحرف التقليدية الفنية‪ ،‬خصائص جذبية ‪:‬‬

‫بعد عرضنا ملقومات احلرف والصناعات التقليدية املنتشرة مبدينة ورقلة‪ ،‬نتطرق هنا إىل إبراز أهم اخلصائص اليت‬

‫جتذب السائح وربطها مبوضوع دراستنا كاآليت‪:‬‬

‫‪-‬االنفرادية ابملنتوج‪ :‬أي أن املنتوج له خصائص متيزه عن نفس املنتوج يف بلد آخر‪ ،‬مرده إىل نوع الثقافة واألصالة‬

‫والتاريخ واحليارة هلذا ال يسمح السائح لنفسه عندما حيل ببلد ما أن يغادره دون اقتناءه‪ ،‬وهو عنصر هام يستثمره‬

‫العديد من احلرفيني يف ورقلة إلظهار منتوجاهتم يف معارض وحمالت خاصة من أجل بيعها للسيا الوافدين إىل‬

‫ورقلة‪ ،‬وابلتايل االستثمار يف نفسية السائح الذي يتوق لشراء منتج حريف أو حتفة فنية تعرب عن منطقة ورقلة‬

‫الصحراوية‪.‬‬

‫‪-‬املهارة اليدوية واجلمال ‪ :‬اإلتقان والتزيني واجلمال يطبع املنتوج مبرجعية البلد األصلي جتذب السائح‪ ،‬وهو ما‬

‫حياول احلرفيون بورقلة عمله من خالل إبراز اجلانب اجلمايل ملنتوجهم احلريف املتقن والذي يعرب عن خصوصيات‬

‫املنطقة وثقافتها من خالل الرسومات والرموز واأللوان‪ ،‬وحىت التحف الفنية يتم تزيينها كوردة الرمال ويتم إضافة هلا‬

‫مواد ملمعة جتذب السيا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 77‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫‪-‬املنتوج التقليدي سهل للحمل والتعبئة‪ :‬وهذه اخلصية تعجب مجيع املاحنني وابلتايل تنويع املنتوجات احلرفية‬

‫واليت يف أغلبها سهلة التحميل كقبعات السعف والتحف الفنية و وردة الرمال واللوحات الفنية وبعض األلبسة‬

‫التقليدية كالشاش الذي يوضع فوق الرأس والذي يكثر عليه الطلب من السيا ملدينة ورقلة حسب مبحوثينا‪.‬‬

‫‪ -‬إىل جانب ذلك هناك دوافع حتفز السائح على اقتناء املنتوج احلريف‪ ،‬أمهها ‪:‬‬

‫دوافع نفسية‪ ،‬تتعلق حبب التطلع على معرفة اآلخر الغريب يف الثقافة واألجنيب والبعيد‪.‬‬

‫دوافع الذكرايت‪ ،‬يعربون هبا عن كسب تقديرهم لدى أفراد عائالهتم أو أصدقاهتم‪ ،‬أو تذكري جتربة يف حياهتم‪.‬‬

‫دافع اإلهداء‪،‬‬

‫دافع االفتخار‪ ،‬يوجد لدى األغنياء للتعبري عن مكانتهم االجتماعية بشراء املنتجات الثمينة وإظهارها أمام اجلريان‬

‫أو األصدقاء لنيل االعرتاف وأتكيد املركز االجتماعي‪ ،1‬ويرجع هذا لنوعية السيا القادمني إىل ورقلة من داخل‬

‫وخارج الوطن‪.‬‬

‫‪ .33‬معارض الحرف التقليدية‪ ،‬فضاء وظيفي بتراث محلي‪:‬‬

‫يعترب املعرض ذلك اجملال الذي يعرض احلرفيون فيه منتوجاهتم احلرفية النهائية للسيا والوافدين واملهتمني‬

‫ابلصناعات التقليدية‪ ،‬وهي أهم حمطة ومرحلة لرتويج املصنوعات وفرصة للكسب املادي وابلتايل استمرار احلريف يف‬

‫ابداعاته احلرفية والفنية‪ ،‬وتنشر فيها ث قافة اجملتمع احمللي ملدينة ورقلة اليت تقام هبا عدة معارض على مدار السنة‬

‫ابلرغم من أهنا مناسباتية فقط‪ ،‬لكنها تبقى متنفس احلرفيني واحلرفيات إىل جانب بعدها عن اجلمهور املستهدف‬

‫وابلتايل عدم اختيار املكان املناسب لعرض املنتجات احلرفية‪ ،‬حيث تقول مبحوثتنا وهي حرفية‪" :‬حىت يف‬

‫املناسبات والتظاهرات من األفضل خيريولنا يف ورقلة أو حاسي مسعود بالصة مليحة‪ ،‬لكن حيطولنا يف‬

‫باليص مامهش اتع عرض ومش اتع سياحة نكونو بعاد على املواطنني واحلركية"‪ ،‬وابلتايل ال يتسىن لزوار‬

‫خليلة حسن حسين‪ ،‬دراسات في التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص‪ ،02-22 ،01‬بتصرف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫املعرض االطالع على جديد عا م الصناعات واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة وعقد صفقات مع احلرفيني مثلما تفعل‬

‫عدة شركات برتولية اليت اقتنت الزربية الورقلية األصيلة من أجل عرضها داخل مقر الشركة إلبراز تراث املنطقة‪.‬‬

‫يبقى إجناز معرض دائم للصناعات التقليدية يف مدينة ورقلة عرب نقاط تكون مدروسة وقريبة من حركة السيا‬

‫والوافدين على ورقلة وحىت ساكنة املدينة من أهم أسباب جنا ترويج املصنوعات التقليدية احمللية‪ ،‬خاصة وأن مركز‬

‫املعرض يعترب فياء للتعريف مبختلف الصناعات واملظاهر الثقافية التقليدية احمللية‪ ،‬حيث يقول مبحوثنا صاحب‬

‫وكالة فيزا ترافل‪ " :‬اقرتحنا مركز للصناعات التقليدية حىت تصبح منطقة سيدي خويلد اتع السياحة ألنو‬

‫عندان الكثبان الرملية وعندك الواحات وعندك يف سيدي بن عبد هللا حبرية مجيلة و يتكاملو بني حاسي بن‬

‫عبد هللا وعندك املناطق الرطبة‪ ،‬وعندك قصر سيدي خويلد شوية نرممه‪ ،‬والناس يل ابغيا احلرف التقليدية‬

‫تروح ملركز احلرف التقليدية بتخطيط مجيل تقليدي"‪ ،1‬هذا ما يدل على أمهية إجناز فياءات دائمة لعرض‬

‫احلرف التقليدية كجزء من العملية السياحية وابلتايل تنشيط السياحة وحتقيق دخل أكرب للحريف يف مدينة ورقلة‪،‬‬

‫واحملافظة على الرتاث احمللي ابستمرار احلرفة املكتسبة لألجيال القادمة‪.‬‬

‫إن إنشاء جممعات خاصة فقط ابحلرف والصناعات التقليدية أو إقامة معارض دائمة ومستمرة خاصة يف وقت‬

‫ذروة توافد السيا على مدينة ورقلة‪ ،‬ويف املناسبات كشهر رميان وشهر يناير واألعياد‪ ،‬إبمكانه أن يساهم يف‬

‫حتقيق االستقرار االجتماعي والنفسي للحريف من خالل حتسني املستوى املعيشي من الناحية االقتصادية‬

‫واالجتماعية‪ ،‬لكونه يغطي متطلبات اجملتمع واحتياجاته واالستفادة منها ماداي بتسويق منتجاهتم التقليدية يف هذه‬

‫املعارض‪ ،‬والتسهيل على السيا للتقرب من هذه املعارض‪ ،‬حيث تقول مبحوثتنا صاحبة ورشة وحمل لصناعة وبيع‬

‫املنتجات التقليدية بورقلة‪" :‬يل يشريو عليا على مستوى الوطن وحىت من خارج الوطن يشريو عليا‪ ،‬والية‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫ورقلة حيبو اللباس التقليدي يف األغلبية يستعملوه يف مناسبة األعراس‪ ،‬الطهارة للذراري الصغار واألعياد‪،‬‬

‫أما الوالايت على مستوى الوطن يدو اجللد ويدو حلوايج التقليدية بصفة عامة يل خندمهم الكل"‪ ،1‬هذا ما‬

‫يدل على أمهية وجود فياء دائم لعرض املنتجات التقليدية للسيا أو للمجتمع احمللي او الوافدين على مدينة‬

‫ورقلة‪ ،‬وابلتايل املسامهة يف استمرار احلرف التقليدية يعين خلق قوى عمل جديدة وكذا احملافظة على تراث املنطقة‪.‬‬

‫‪ .32‬العولمة والتكنولوجيا‪ ،‬تأثير على الحرف والصناعات التقليدية في مدينة ورقلة‪:‬‬

‫ما ييمن لإلنسان هذا التفاعل هو أن احلرف التقليدية قد تكونت من خالل عملييت األخذ والعطاء املتبادلة بني‬

‫االنسان والبيئة اجلغرافية والثقافة احمللية وقد ختتلف عالقة االنسان ابحلرف التقليدية عن عالقة ابلنموذج‬

‫التكنولوجي‪ ،‬حيث أن العالقة األوىل هي عيوية امتدادية تفاعلية متكاملة وفق فلسفة وأسس إنسانية‪ ،‬أخالقية‪،‬‬

‫عرفية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬عقائدية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬فنية ومجالية‪ ،‬يف حني أن العالقة الثانية هي عالقة انفصالية‪ ،‬قامت أساسا‬

‫من أجل حتقيق مصاحل مادية وفق رؤية خاصة حمددة من حيث انتماء االجتماعي واالقتصادي دون مراعاة‬

‫خصوصيات اال نسان الذي حتول إىل شيء مادي قيمته تتحدد مبا ينتجه لآلخر املستغل فيال عن هذا ‪ ،‬فان‬

‫النموذج التكنولوجي يسعى بطريقة أو أبخرى إىل إحداث هوة ثقافية ونفسية بني هوية انتماء االنسان وبني‬

‫حاضره الثقايف املادي‪ ،‬وقد صاحب هذه اهلوة تنكر للجانب الروحي لإلنسان ذاته‪ ،‬يف حني أننا جند أن النموذج‬

‫احلريب التقليدي متحرر من القيود الفكرية املادية اليت كبلت االنسان وطمست هويته االنسانية حتت ضغوطات‬

‫اآللة واالنتاج املادي اليت كبلت االنسان وطمست هويته االنسانية حتت ضغوطات اآللة واالنتاج املادي اليت متيز‬

‫بني االنسان واألشياء يف حتديد ملهيتها ووظيفتها‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 71‬أكتوبر ‪.0202‬‬
‫دريسي ثاني سالف‪ ،‬اشكالية الهوية الشعبية بين التطور التكنولوجي والحرف التقليدية‪ ،‬مجلة الفكر المتوسطي‪ ،‬العدد ‪ ،77‬جوان ‪،0272‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪-‬ص‪.202-225‬‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫وتعيش اليوم احلرف والصناعات التقليدية يف مدينة ورقلة حالة من الصراع بني األصالة واملعاصرة يف جتسيد‬

‫املنتوجات احلرفية‪ ،‬فأحياان جيد احلرفيون أنفسهم جمربين لتعديل أو إضافة ملسات فنية عصرية ألشكاهلم التقليدية‬

‫حتت ضغط التحول الثقايف وحتت الطلب‪ ،‬هذا ابإلضافة إىل غزو ثقايف شهدته أغلب املصنوعات احلرفية خاصة‬

‫اليدوية منها من جراء استرياد وتدخل دول أجنبية مصدرة يف تصنيع منتجات من الرتاث احمللي أبقل مثن‪ ،‬لكنها‬

‫ليست بنفس جودة احلريف‪ ،‬وهذا بسبب تدخل اآللة والتكنولوجيا يف السمات الثقافية املستعارة من األجداد واليت‬

‫تشكل هوية اجملتمع الورقلي‪ ،‬ويربزها من خالل الشكل والرمز النابع من جمموع اخلربات والتقنيات سامهت فيها‬

‫األعراف واملعتقدات واملمارسات اليت ورثها احلرفيون عن آابئهم وأجدادهم يف مدينة ورقلة‪ ،‬تساهم إىل اليوم يف‬

‫التعريف ابملوروث الثقايف ويف تنمية اجملتمع احمللي تنمية مستدامة‪.‬‬

‫‪ .31‬الحرف التقليدية‪ ،‬مشكالت تنموية في المدينة الصحراوية‪:‬‬

‫ترى الدارسة أن أهم املشكالت اليت تتعرض هلا احلرف والصناعات التقليدية يف مدينة ورقلة هي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم حتصل أغلب احلرفيني واحلرفيات على حمالت لعرض منتوجاهتم احلرفية النهائية‪ ،‬ابلرغم من إجناز سوق‬

‫مغطى حبي النصر‪.‬‬

‫‪ -‬تراجع مبيعات املصنوعات التقليدية اليت ينتجها احلرفيون يف مدينة ورقلة نتيجة للغزو الثقايف للمنتجات اخلارجية‬

‫اليت أصبحت تقلد كل ماهو تراث حملي من لباس وأفرشة تقليدية وأدوات كانت حصرا على حرفيي ورقلة‪.‬‬

‫‪ -‬استخفاف األجيال احلالية بقيمة احلرف اليدوية املستمدة من رو حيارة اجملتمع الورقلي ودورها يف احلفاظ‬

‫على اإلرث املستمد من األجداد وضرورة احملافظة عليه عرب توريثه لألجيال القادمة‪.‬‬

‫‪ -‬تشكل مسات ثقافية جديدة من جراء العوملة اليت أصابت الشباب الورقلي‪ ،‬حيث تغريت نظرهتم للحرف‬

‫والصناعات التقليدية احمللية واعتبارها فقط حدث من املاضي فاقدا بذلك جزء من هويته الثقافية اليت ترتمجها‬

‫‪001‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫املنتوجات احلرفية‪ ،‬حيث يقول مبحوثنا املسري يف مؤسسة الصناعة التقليدية واحلرف لوالية ورقلة‪" :‬وكاين اآلن‬

‫يل حيس أنو اللباس التقليدي مش اتع عصرو‪.1"...‬‬

‫‪ -‬عزوف أفراد اجملتمع احمللي خاصة الذكور على تعلم حرفة لطبيعة النسق االقتصادي السائد يف مدينة ورقلة بعد‬

‫اكتشاف البرتول‪ ،‬ونقص املردود االقتصادي للحرف التقليدية‪ ،‬يقول مبحوثنا‪" :‬ابإلضافة إىل آفة اجلزائر وخاصة‬

‫ورقلة هي البرتول‪ ،‬فكان عندان حريف يف فن الرتميل فجاءت سوانطراك و داتو وابلتايل احلرفة اتعو‬
‫‪2‬‬
‫راحت‪"...‬‬

‫‪ -‬خطر انداثر أنواع عديدة من احلرف التقليدية اليت تشتهر هبا ورقلة‪ ،‬كصناعة الزربية الورقلية الستسالمها لآللة‪،‬‬

‫إضافة إىل خصوصية صناعتها اليت تعتمد على الصرب واإلبداع والذوق الفين‪ ،‬كما أن القروض اليت متنحها الدولة‬

‫للحرفيني واحلرفيات أثرت سلبا على بعض احلرف التقليدية‪ ،‬مثلما يقول مبحوثنا‪" :‬أغلبية املسجلني من أجل‬

‫االستفادة من لوجنام‪ ،‬لكن الشيء يل منتشر يف ورقلة بدأ يزول فال يوجد حرفيني مسجلني يف النسيج"‪.3‬‬

‫‪ -‬نقص التواصل بني احلرفيني ومساعدهتم على املشاركة يف املعارض الوطنية والدولية املقامة داخل الوطن وخارجه‬

‫واليت هتدف بتعريف اجملتمعات األخرى ابلرتاث احمللي للمنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬أتثر قطاع احلرف والصناعات التقليدية ابألحداث اخلارجية األمنية والصحية‪ ،‬كأزمة وابء كوروان كوفيد ‪91‬‬

‫وانعكاس ذلك سلبا على النمط املعيشي للحرفيني واحلرفيات مبدينة ورقلة جراء تناقص مبيعاهتم والغلق الكلي‪.‬‬

‫‪ -‬ورغم ذلك إال أنه توجد مؤشرات إجيابية ملستقبل احلرف التقليدية خاصة مع الربامج املسطرة مؤخرا واليت تراعي‬

‫اخلطط التنموية بتنويع املعارض احمللية وهو ما يسمح للحرفيني واحلرفيات لعرض منتوجاهتم احلرفية املستنبطة من‬

‫الرتاث احمللي الورقلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 20 ،‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 20 ،‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 20 ،‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫الحرف التق ليدية‪ ،‬عنوان للهوية وأساس للتنمية في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الراب ع‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫يتيح من هذا الفصل الدور الكبري احلرفيات واحلرفيني يف احلفاظ على املوروث احلياري والثقايف للحرف‬

‫التقليدية ملطقة ورقلة‪ ،‬ومسات النسق احلريف عرب توريثها لألجيال ابلتنشئة االجتماعية يف تعلمها منذ الصغر‪ ،‬إضافة‬

‫إىل وعي اجملتمع احمللي وخاصة احلرفيات جبمال احلرف التقليدية واعتزازهم بقيمتها ودورها يف تنمية اجملتمع احمللي‪،‬‬

‫كما أبرزان دورها يف تنشيط السياحة عرب عرض املنتوجات احلرفية املزخرفة أبشكال ورموز وألوان تعرب عن أبعاد‬

‫ثقافية واجتماعية وحىت اقتصادية مجعها الفياء الصحراوي‪ ،‬وأمهية حتديد أماكن لتسويقها حىت تكتمل وظيفة‬

‫احلريف يف حتقيق وإشباع حاجياته األساسية بعد أن نشر ثقافته للسيا والوافدين على ورقلة‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫الفصل اخلامس‬
‫السياحة واحلرف التقليدية قاطرة التنمية‬
‫املستدامة يف مدينة ورقلة‬

‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ال ـ ــفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬


‫‪ .3‬التنمية المستدامة‪ ،‬ماهية ومفاهيم‬
‫‪ .2‬التنمية السياحية في ورقلة‪ ،‬آفاق لتنميــــــــــة مستدامـــــــــــة‬
‫‪ .1‬نمط سياحي مستدام لبنية اجتماعية ذات خصائص محلية‬
‫‪ .4‬الوكاالت السياحية رهان التنمية المستدامة في مدينة ورقلة‬
‫‪ .5‬المسلك السياحي الجديد‪ ،‬رؤية أنثروبولوجية للتنمية المستدامة في مدينة ورقلة‬
‫‪ .6‬ترويـــــــــــج سياحي لموروث حضـــــــــــــــــاري‬
‫‪ .7‬سياحة ورقلة‪ ،‬نظرة غريب لواقع محتـــــــوم‬
‫‪ .8‬المعوقات السياحية في المدينة الصحراوية‬
‫‪ .9‬وباء كورونا ‪ ،Covid-19‬ضرر للسياحة وأزمة للحرف التقليدية في مدينة ورقلة‬
‫خــــــــــــــالصـــــــــة الفصـــــــــــــــــــل‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعترب التنمية املستدامة أهم مصطلح يف العصران احلايل ترتكز على أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية هتدف إىل‬

‫التطوير البشرى وتنمية اجملتمعات ويف نفس الوقت عدم اإلخالل ابملوارد الطبيعية واحليوية واستنزافها حفاظا هلا‬

‫لألجيال القادمة‪ ،‬وهذا ما جعلنا نتطرق يف فصلنا هذا إىل أمهية السياحة كعنصر أساسي يف حتقيق التنمية‬

‫املستدامة خاصة وأن السياحة الصحراوية ال حتتاج ملرافق كربى بل خليمة بيئة صحراوية ومجال وقصور بسيطة‬

‫صنعها اإلنسار تعرب عن اترخييته وحيارته وثقافته وتكيفه مع طبيعته‪ ،‬وهي متطلبات جندها يف جمال دراستنا‬

‫امليدانية مبدينة ورقلة اليت هلا كل مقومات التنمية املستدامة اليت يطلبها السائح‪ ،‬مع وجود أمناط سياحية مناسبة‬

‫للبنية اجملتمعية السائدة يف جمتمع ورقلة‪ ،‬واالهتمام بربامج سياحية تتناسب مع ثقافة وخصوصيات جمتمع ورقلة‬

‫كاملوافقة على املسلك السياحي اجلديد‪ ،‬مربزين أييا بعض املعوقات السياحية يف مدينة ورقلة ودور اإلشهار‬

‫والرتويج السياحي يف تنشيط السياحة واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة والتس سنعرض أمهها‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .3‬التنمية المستدامة‪ ،‬ماهية ومفاهيم‪:‬‬

‫إن التنمية املستدامة تعترب تنمية خلدمة األجيال احلالية بشكل ال يير مبصاحل األجيال القادمة‪ ،‬أي ترك املصادر‬

‫املتوفرة اآلن لألجيال القادمة بنفس الوضع الذي هي عليه أو أحسن‪ ،‬وأن يوضع يف احلسبان عند اختاذ قرار‬

‫التنمية األبعاد االجتماعية والبيئية جبانب األبعاد االقتصادية‪ ،1‬فهي عمليه تؤكد أبن قدرات األجيال احلالية يف‬

‫تلبية احتياجاهتا ال تؤثر سلبا على قدرات األجيال املستقبل يف تلبية احتياجاهتم وأن يرتك األجيال املستقبلية املوارد‬

‫الكافية لتحقيق حياه نوعية‪.‬‬

‫إن التعريف األكثر مشوال وشهرة للتنمية املستدامة هو التعريف الذي جاء يف تقرير بروندطالند سنة ‪ 1987‬التابع‬

‫للجنة الدولية للبيئة والتنمية "التنمية املستدامة هي التنمية اليت تستجيب حلاجات األجيال احلاضرة دون تعريض‬

‫للخطر قدرة األجيال القادمة لالستجابة احلاجاهتا"‪.‬‬

‫إن التعريف الذي جاء يف تقرير بروندطالند ركز على ضرورة نقل بيئة طبيعية مقبولة وقادرة على توفري الشروط‬

‫اليرورية الستدامة التنمية ووجود نشاط بشري لألجيال القادمة بعدما استعملتها األجيال احلاضرة بطريقة تسمح‬

‫بدوامها‪ ،‬إذ أن التقرير استعان مبقولة شهرية لـ ـ "‪ "ANTOINE DE SAINT‬يف افتتاحية" ‪:‬حنن م نرث‬

‫األرض من أجدادان بل استعرانها من أبناءان"‬

‫إن التنمية املستدامة ميكن اعتبارها تصور جديد يعمل على الربط بني ثالث متناقيات هي الفاعلية االقتصادية‬
‫‪2‬‬
‫والعدالة االجتماعية واحلفاظ على البيئة‪.‬‬

‫فإن السياحة م تعاجل ضمن اخلطة حىت عام ‪ 2000‬أين أصبحت تطر إشكاليات إجاد توازن بني احلفاظ على‬

‫املوارد الطبيعية والثقافية من جهة وتنمية السياحة من جهة أخرى‪ ،‬ومت االعرتاف ابلسياحة كأداة حمتملة لتحقيق‬

‫دحمان عبد القادر‪ ،‬دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 3‬السنة الجامعية ‪ ،0270-0272‬ص‪25‬‬


‫شتوح وليد‪ ،‬واقع وآفاق التنمية المستدامة في الدول النامية دراسة حالة الجزائر‪ ،‬شهادة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم‬ ‫‪2‬‬

‫العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة باجي مختار – عنابة‪ ،‬السنة الجامعية ‪0223-0222‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫التنمية املستدامة على الساحة الدولية يف إعالن األمم املتحدة بشأن األهداف اإلمنائية األلفية عام ‪ ،2000‬وبعد‬

‫مؤمتر القمة العاملية للتنمية املستدامة جوهانسربغ ‪ 2002‬أصبح هذا الدور جزء ال يتجزأ من تنفيذ برامج التنمية‪،‬‬

‫بيان مثل هذه املبادئ للتنمية املستدامة زايدة اليغط على قطاع السياحة بسبب احلاجة إىل حتسني األداء البيئي‬

‫واملسامهة يف محاية الرتاث الطبيعي والثقايف مع توفري جمموعة من الفوائد االجتماعية واالقتصادية‪ ،1‬حيث تستند‬

‫إىل عملية تطوير السياحة من دون اإلضرار ابملوارد الطبيعية واحلفاظ على اإلرث احلياري واالجتماعي للبلد‬

‫املييف وتوريثه لألجيال الالحقة‪ ،‬أي تتطلب تكامل البيئة الطبيعية والثقافية واإلنسانية لتحقيق الرقي والتنمية‬

‫للمجتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ .3-3‬العلماء األيكولوجيون والتنمية المستدامة‪:‬‬

‫يرى بعض محاة البيئة أن التنمية املستدامة تتم من خالل إيقاف عجلة النمو كحل املشكل التلوث البيئي ونفاذ‬

‫املوارد ويعرفون التنمية على أساس أهنا‪" :‬التنمية اليت تقلص استخدام املوارد إىل احلد األدنـى وتزايد االنرتوبيا‬

‫العاملية"‪ ،‬إال أن كثريا من علماء البيئة يرون أن عدم النمو ال يشكل حال مناسيا إذ ميكن لبعض النمو أن يساهم‬
‫‪2‬‬
‫يف منع التدهور البيئي‪.‬‬

‫‪ .2-3‬التنمية المستدامة عند علماء االجتماع‪:‬‬

‫ينظر علماء االجتماع للتنمية املستدامة من خالل استدامة التوزيع العادل للثروة واملوارد‪ ،‬فالعوامل االقتصادية‬

‫والسياسية السائدة اليت تشجع على التدهور البيئي حباجة ملعاجلة وإصال وإعادة توزيع للثروة يف العا م‪ ،‬وعندئذ‬

‫فقط ميكن أن تصبح التنمية املستدامة إمكانية واقعية على املستوى العاملي‪ ،3‬إذن فهي تنمية شاملة لألجيال‬

‫احلالية بشكل ال يير مبصاحل األجيال القادمة بيئيا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬حىت ال تستنفذ كل املوارد الطبيعية املتوفرة‬

‫‪1‬‬
‫‪Julianna Priskin, Développement durable et tourisme : un portrait international , Québec, Canada, 2009,‬‬
‫‪p 08.‬‬
‫دحمان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪2‬‬

‫دحمان عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪27‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫أو تشكيل ضغط على املناطق السياحية وتيررها بعدم صيانتها أو ترميمها كقصر ورقلة‪ ،‬أو البحريات املنتشرة هبا‬

‫كبحرية حاسي بن عبد هللا‪ ،‬وحبرية أم الرانب اليت تيررت بيئيا بتدخل اإلنسان‪ ،‬وهذا ما تدعوا له التنمية‬

‫للمحافظة على كل املقومات الطبيعية واالجتماعية والثقافية للمناطق واجملتمعات احمللية‪.‬‬

‫"تعال اي صديقي لنتعلم‪ ،‬املسار السياحي هلذا اجليل بكل بساطة هو مسار أخذه آابئنا وأجدادان من أجل‬

‫حياة كرمية"‪ ،1‬هكذا عرب اخلبري السياحي محادة رايض يف مقولة تتحدث عن أي مسار سياحي هو اتريخ‬

‫لألجداد نسلكه اليوم ونتعرف عليه وهو عبارة عن موروث ثقايف وحياري نعيشه اليوم وجب احملافظة من أجل‬

‫استدامته لألجيال القادمة ألنه ميثل إرث إنساين‪ ،‬أما املبحوث ابراهيم زرقي رئيس اجلمعية القامسية الرتاثية والثقافية‬

‫بقصر ورقلة فأكد لنا‪" :‬الزم تعرف التاريخ ابش تعيش احلاضر اتعك وختمم على املستقبل"‪ ،2‬يف حديثه أسس‬

‫التنمية املستدامة مبنطقة ورقلة وهي تلخص املبدأ األساسي الذي تنطلق منه استدامة السياحة بورقلة اليت تعترب‬

‫عاصمة اجلنوب والبرتول يف اجلزائر وهلا أمهية كربى من الناحية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وموقعها اجلغرايف املميز‬

‫اترخييا وابلتايل تظم األبعاد البيئية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ما مييزها لتكون قبلة سياحية ابمتياز أييا‪،‬‬

‫حيث كانت والزالت قبلة للتبادالت التجارية ومركزا ملرور املهاجرين الألفارقة حنو املناطق الشمالية كأحد املسالك‬

‫الرئيسية هلم وهلا ثقافتها اخلاصة من عادات وتقاليد االنسان الصحراوي من كرم وضيافة‪.‬‬

‫‪ .2‬التنمية السياحية في ورقلة‪ ،‬آفاق لتنمية مستدامة‪:‬‬

‫لعل املتأمل مؤخرا يف اجلزائر االهتمام املتزايد ابلسياحة ألمهيتها االقتصادية الكبرية إىل جانب االعتماد عليها يف‬

‫إظهار املوروث احلياري والبيئي لكل منطقة‪ ،‬فورقلة اليت شهدت تغريات كبرية واختار جمتمعها النسق االقتصادي‬

‫القائم على االنتفاع من ريع البرتول عرفت حركية يف سبيل إحياء السياحة خاصة وأن هلا كل املقومات إلجناحها‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 25 ،‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ 02 ،‬ديسمبر ‪0202‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫فالسياحة املستدامة تعتمد على االستغالل العقالين واملثايل للمناطق السياحية اليت تزخر هبا الدولة ويكون هذا‬

‫االستغالل من مجيع اجلوانب‪ ،‬فهي نقطة التالقي بني احتياجات السيا واملنطقة املييفة هلم فهي تليب احتياجات‬

‫السيا وتعمل على احلفاظ على املواقع السياحية وتزيد من فرص العمل للمجتمع احمللي‪ ،‬إضافة إىل ذلك تقوم‬

‫إبدارة مجيع املوارد االقتصادية واال جتماعية والطبيعية واجلمالية وتقوم ابحلفاظ على التوازن البيئي والتنوع احليوي‬

‫والواقع احلياري‪ ،1‬وهي مقومات كلها متوفرة حاليا يف مدينة ورقلة خصوصا من انحية تنوع املوارد الطبيعية‬

‫والثقافية واالجتماعية مثلما سيأيت ذكره‪ ،‬واليت تصب كلها يف احلفاظ على الطبيعة وإظهارها وإبرازها كبديل‬

‫للبرتول يف املنطقة‪ ،‬إضافة إىل أن من مميزات السياحة هي احلفاظ على اإلرث احلياري والثقايف للمجتمع احمللي‪،‬‬

‫فالتنمية املستدامة حتمي البيئة واجملتمعات احمللية وحتقق الرفاهية ألفراد اجملتمع‪.‬‬

‫‪ .1‬نمط سياحي مستدام لبنية اجتماعية ذات خصائص محلية‪:‬‬

‫يرجع اختيار النمط السياحي املناسب للنظام االجتماعي والثقايف السائد يف ورقلة إىل الدراسة املعمقة للمجتمع‬

‫احمللي وخصائصه االجتماعية والثقافية‪ ،‬وهذا ما مت إدراجه يف دراستنا لواقع السياحة واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة‬

‫بناء على األبعاد االقتصادية واالجتماعية والثقافية واألمنية‪ ،‬فأبرزت لنا عدة أمناط سياحية تتناسب مع نظامه‬

‫االجتماعي احملافظ وسلوكه وبيئته‪ ،‬وهي من أهم أسباب جنا السياحة يف املنطقة وهي السياحة الدينية‪ ،‬السياحة‬

‫الثقافية والسياحة البيئية السياحة العالجية والسياحة الرايضية وسياحة االجتماعية أو سياحة األقارب‪ ،‬وسياحة‬

‫سياحة املؤمترات واملعارض‪ ،‬اليت سيتم شرحها تفصيال فيما يلي‪:‬‬

‫رايس مبروك‪ -‬لحسن دردوري‪ -‬خاطر طارق‪ ،‬دور السياحة البيئية في التنمية المستدامة‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬اقتصاديات السياحة ودورها في‬ ‫‪1‬‬

‫التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬مارس ‪ ،0272‬ص‪.5‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .3-1‬السياحة الثقافية‪:‬‬

‫ويصفها الباحث)‪ (C.S.Metalka‬أبهنا "شـكـل مـن السياحة هدفه املاضي الغين للشعوب من خالل املراكز‬

‫األثرية واملواقع التارخيية واملعمار واألثرايت"‪ ،‬وتعريف آخر ورد يف قاموس أكسفورد )‪ (Oxford‬للثقافة أبهنا‬

‫"العادات واحليارة واإلجنازات يف فرتة ما أو لدى شعب من الشعوب‪ ،‬والفنون وكل املظاهر األخرى لإلجناز‬

‫الفكري البشري على مستوى اجملتمع"‪ ،‬ويف تعريف شامل "تشمل السياحة الثقافية مجيع األنشطة اليت ميارسها‬
‫‪1‬‬
‫الزوار وكذلك املنتجات الثقافية املعروضة على الزوار الثقافيني خالل الزايرة"‬

‫وهي تشمل‪ :‬احلرف اليدوية‪ ،‬اللغة‪ ،‬التقاليد‪ ،‬العادات الغذائية‪ ،‬الفن واملوسيقى مبا فيهما النقش والنحت‪ ،‬اتريخ‬

‫املنطقة مبا فيها املشاهد الباقية‪ ،‬أنواع األعمال اليت يقـوم هبا السكان والتكنولوجيا املستخدمة‪ ،‬فن العمارة الذي‬

‫يعطي للمنطقة مظهرا مميزا الدين ويشمل املظاهر املرئية‪ ،‬األنساق التعليمية‪ ،‬الزي‪ ،‬أنشطة وقت الفراغ مثلما ذكرته‬

‫هاله عبد الرمحان عبد العليم الرفاعي‪ ،‬فورقلة اليت حتتوي على تراث عمراين ومعا م اثرية واترخيية ومنط ثقايف وتراث‬

‫روحي المادي من تقاليد وعادات حملية كاحلفالت والنشاطات الثقافية جيعل منها سببا لتنقل السيا لغرض تنمية‬

‫معارفهم واستكشاف ثقافة اجملتمع الورقلي احمللي‪ ،‬حمرتمني اخلصوصيات الثقافية واالجتماعية حسب مبحوثني من‬

‫سكان ورقلة‪ ،‬وسلوكهم يتماشى مع احرتام اآلداب العامة واألخالقية يف احتكاكهم ابلورقليني من انحية اللباس‬

‫والتصرفات ألن الغرض من هذه السياحة حمدد وهو معرفة ثقافة هذا اجملتمع من عمرانية قصر ورقلة والتظاهرات‬

‫واملعارض املقامة واللباس التقليدي والعادات والتقاليد وغريها من األنشطة الثقافية املقامة بورقلة يف املناسبات طوال‬

‫العام‪ ،‬وهذا النوع حيرك التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل منو الطلب على املنتج السياحي احمللي أبشكاله‬

‫الثقافية املتنوعة يف ورقلة‪.‬‬

‫حمزة عبد الحليم درادكه وآخرون‪ ،‬مبادئ السياحة‪ ،‬دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة ‪ ،7‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،0272 ،‬ص‪.722‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .2-1‬السياحة الدينية‪:‬‬

‫يهتم هذا النوع من السياحة ابلسفر من دولة ألخرى أو االنتقال داخل حدود دولة بعينها لزايرة األماكن املقدسة‪،‬‬

‫وذلك ألهنا سياحة هتتم ابجلانب الروحي لإلنسان فهي مزيج من التأمل الديين والثقايف‪ ،‬أو السفر من أجل الدعوة‬

‫أو من أجل القيام بعمل خريي‪ ،1‬حيث وجود الزاوية القادرية ابلرويسات مبنطقة ورقلة ذات البعد العاملي وتناسبه‬

‫مع خصوصيات اجملتمع احمللي الذي مييل للتدين والبساطة وارتباطه معنواي وروحيا مع شيخ الزاوية واحرتامهم‬

‫للسيا الوافدين للزاوية‪ ،‬وهذا للروابط الثقافية اليت جتمعهم وعدم أتثريها على النظام القرايب بل تعززه‪ ،‬وهذا ما‬
‫‪2‬‬
‫يؤكده امللتقى الدويل اخلامس للطريقة القادرية بعنوان‪" :‬دور املرجعية الوطنية يف أمن واستقرار الدولة اجلزائرية"‬

‫الذي نشطه علماء وأتباع الطريقة القادرية يف اجلزائر والعا م ككل‪ ،‬حيث أسهم هذا امللتقى يف بعده السياحي من‬

‫تنشيط احلركة السياحية مبدينة ورقلة اليت م تكفي احلجوزات الفندقية كل املدعوين من أتباع الطريقة القادرية‪،‬‬

‫واستنفر مؤسسات الدولة يف توفري إقامات الدولة ممثلة يف إقامة الوايل وكذا إقامات شركة سوانطراك بورقلة وحاسي‬

‫مسعود‪ ،‬وهذا للتحكم يف العدد اهلائل من السيا الذي فاق التوقعات حسب قول مسري مبديرية السياحة لوالية‬

‫ورقلة‪ ،‬وهو ما أكده مبحوثوان من مسريي الفنادق بورقلة ومالكها أبن حدث امللتقى الدويل أبن الدور الفعال‬

‫للزاوية القادرية يف حتريك السياحة ابملنطقة واليت يفوق أتباعها ‪ 858‬مليون وهو عدد كبري لو يتم االستثمار فيه‪.‬‬

‫بينت دراستنا أن اجملتمع احمللي الورقلي ال يرى مانعا يف السياحة الدينية كنمط يوافق نظامهم االجتماعي القائم‬

‫على البساطة والتدين‪ ،‬وفرصة للتقارب مع شعوب أخرى تشرتك بينهم روابط الرو واملقدس‪ ،‬فيطلق عليهم‬

‫مصطلح "أخ" ابلرغم من عدم وجود رابطة الدم مع أتباع الطرقية الدينية املوجودة يف ورقلة‪ ،‬ابإلضافة إىل احرتام‬

‫يونسي مصطفى‪ ،‬دور وأهمية السياحة في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية ‪ -‬حالة الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬المجلد ‪ ,5‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ,72‬جامعة الجلفة‪ ،‬الصفحة ‪.052-002‬‬


‫مطوية الملتقى الدولي الخامس‪ ،‬دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية‪ ،‬المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم‬ ‫‪2‬‬

‫أفريقيا برعاية رئيس الجمهورية وإشراف من والي والية ورقلة أيام ‪ 22‬و‪ 21‬و‪ 22‬نوفمبر ‪0272‬م بدار الثقافة مفدي زكرياء ورقلة‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫هؤالء السيا للنسق الثقايف واالجتماعي جملتمع ورقلة ووجود نوع من االندماج السلوكي بينهم ابلرغم من‬

‫االختالف يف الكثري من األحيان يف لغة التواصل واإلختالف اإلثين بينهم‪.‬‬

‫املوروث احلياري والرتاث الثقايف املادي والالمادي الذي حتتويه ورقلة من معا م دينية كما ذكران الزاوية القادرية‬

‫كأبرز معلم ديين يف املنطقة ابإلضافة إىل فروعها املنتشرة يف ورقلة كالقصر وكذا أضرحة األولياء الصاحلني ورمزيتها‬

‫لدى اإلنسان الورقلي والطقوس املتبعة يف زايرهتا جتعل من هذا النمط الثقايف الديين مصدر جذب للسيا خاصة‬

‫وأنه حيرتم عادات وتقاليد املنطقة وثقافتها‪ ،‬حيث يقول مبحوثنا حساين عبد الرؤوف املكلف ابإلعالم والتوجيه‬

‫ابلزاوية القادرية‪" :‬مازلنا نديرو النشاطات اتع املناسبات الدينية والوطنية وكذلك حنفظو القرآن الكرمي ونعلمو‬

‫سرية سيد اخللق واالحتفال ابملولد النبوي الكبري والفاحتة اتع العرسان وغريها من النشاطات‪ ،‬وراهي مفتوحة‬

‫للناس الكل‪ ،1"..‬وهو ما يبني تعلق اجملتمع الورقلي ابجلانب الروحي والديين له استمرارية األنشطة الدينية‪.‬‬

‫‪ .1-1‬السياحة العالجية‪:‬‬

‫تشتهر بعض الدول مبستشفياهتا وأطبائها املميزين وكذلك على األجهزة واملعدات الطبية واألدوية والعالجات اليت‬

‫تستطيع أن تقدم الشفاء أو اخلدمات املساعدة على ختفيف األ م كذلك بعض املناطق تشتهر بينابيعها املعدنية‬

‫اليت ترتفع فيها مستودايت املعادن ودرجة احلرارة اليت تساعد على شفاء بعض األمراض اجللدية والعصبية وأمراض‬

‫املفاصل فقد تفنن الرومان يف بناء احلمامات العالجية وأقاموا فيها التماثيل اجلميلة ووسائل الراحة وصاالت‬

‫الرتفيه‪ ،2‬ولعل أبرز ما مييز ورقلة هو احتوائها على املؤسسة االستشفائية لطب العيون الصداقة اجلزائر كواب بورقلة‬

‫واليت سامهت يف تنشيط السياحة بشكل كبري لسمعته الوطنية الطيبة حيث يقولو مبحوثوان من والايت‬

‫داخلية‪":‬احنا جينا يف حافلة خاصة يل تنظمها مجعية من عنابة وجنو يف جمموعة للسبيطار اتع كواب ابه نداوو‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬جانفي ‪0207‬‬
‫أشرف عبدهللا الضباعين‪ ،‬مواقع التراث الثقلي إدارة وسياحة وتسويق‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪0270 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫عينينا بعدما يتكلفنا هو ابملواعيد"‪ ،‬حيث ملسنا حركة كبرية يف الفنادق يوميا من زوار املستشفى الكويب للعيون‬

‫مثلما يطلق عليه يف ورقلة‪ ،‬وأ غلب املقابالت اليت أجريناها مع الفنادق أظهرت وجود زابئن لغرض العالج‬

‫ابملستشفى الكويب اجل زائري بورقلة‪ ،‬وهو أحد املؤشرات اليت تبني أن هذه املؤسسة العالجية تعد أحد األمناط‬

‫السياحية اليت ال أتثر اجتماعيا وال ثقافيا على اجملتمع الورقلي بسبب عدم احتكاكهم ابجملتمع احمللي كثريا‪.‬‬

‫كما جند يوجد بوالية ورقلة ثالثة محامات معدنية األول (إعادة اإلعتبار للحمام)‪ :‬يف مدينة ورقلة مبنطقة احلدب‬

‫بلدية الرويسات‪ ،‬والثانـي (غري مستغل بعـد)‪ :‬يف حاسي بن عبد هللا دائرة سيدي خويلد‪ ،‬والثالث (غري مستغل‬

‫بعد) يف مدينة تقرت مبنطقة عني الصحراء بلدية النزلة‪ ،1‬لكن املنبع احلموي حبمام احلدب مبنطقة الرويسات‬

‫القريب من مدينة ورقلة يساهم هو اآلخر يف تنشيط احلركة السياحية ابملنطقة بعد ترميمه وإعادة أتهيله الستقطاب‬

‫السيا احملليني وحىت األجانب والذي أصبح عادة اجتماعية لديهم يف العالج ابملياه احلموية حسب مبحوثينا‪.‬‬

‫‪ .4-1‬السياحة البيئية‪:‬‬

‫متثل أحد أنواع السياحة القائمة على مبدأ االستدامة السياحية وهي تعتمد بشكل رئيسي على عناصر الطبيعة مث‬

‫يليها العنصر االجتماعي للسكان احملليني الذين يقطنون يف املنطقة السياحية‪ ،2‬حسب (‪)Zifer 9101‬‬

‫ف السياحة البيئية "هي شكل من أشكال السياحة مستوحى يف املقام األول من التاريخ الطبيعي للمنطقة‪ ،‬مبا يف‬

‫ذلك ثقافات السكان األصليني"‪ ،3‬واحتواء ورقلة على بيئة صحراوية متنوعة إبمكانيات طبيعية وثقافية تساهم يف‬

‫حتقيق سياحة مستدامة ابملنطقة كبحريات أم الرانب وحاسي بن عبد هللا وواد النساء‪ ،‬ابإلضافة إىل تنوعها البيئي‬

‫‪1‬‬
‫مديرية السياحة لوالية ورقلة‪http://www.dtaouargla.dz/ar/siaha/index.htm ،‬‬
‫عيسى معزوزي؛ بن تربح بن تربح‪ ،‬إستدامة السياحة البيئية الصحراوية كأساس محوري لدعم التنمية المستدامة مع اإلشارة إلى حالة‬ ‫‪2‬‬

‫‪،702-720‬‬ ‫الصفحة‬ ‫‪،7‬‬ ‫العدد‬ ‫‪،0‬‬ ‫المجلد‬ ‫الجلفة‪،‬‬ ‫جامعة‬ ‫والعولمة‬ ‫الدولي‬ ‫االقتصاد‬ ‫مجلة‬ ‫الجزائر‪،‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/123578‬‬
‫بله سعد؛ بن الحبيب محسن؛ محسن زوبيدة‪ ،‬السياحية البيئية الصحراوية‪ :‬التوجه الحديث للسياحة المستدامة في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء‬ ‫‪3‬‬

‫المؤسسات الجزائرية‪ ،‬المجلد ‪ ،72‬العدد ‪ ،7‬جامعة ورقلة‪ ،‬الصفحة ‪30-13‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫والبيولوجي الحتوائها على بعض أنواع الطيور وحىت األمساك‪ ،‬ابإلضافة إىل الكثبان الرملية والواحات والثروة‬

‫احليوانية كاإلبل‪ ،‬ابإلضافة إىل تكيف اجملتمع احمللي مع البعد البيئي من العادات والتقاليد واألعراف املختلفة‬

‫مبنطقة ورقلة وهو حميط بيئي أثبت مبحوثوان أنه عنصر هام يف جذب السيا حاليا‪ ،‬يقول مبحوثنا كمال شعيب‪:‬‬

‫"خيرج منهيه لل ‪ station des eaux‬يفوت على أم الرانب يفوت عل البحرية هاذيك وترو مع عايلتك‬

‫وابلتايل تنشط السياحة والكل يستفيد‪ ،‬حبيث السيا اتعنا ندوهم حلاسي بن عبد هللا لل ـ ‪ les dines‬ويفوتو‬

‫نشوفو منطقة متاسني ويف الغالب جيي من بسكرة نفوتو ملنطقة متاسني‪ ،‬وبعدها جييو حلاسي بن عبد هللا ابش‬

‫يشوفو غروب الشمس دائما مع لعشية يعين نصف يوم فقط"‪ ،‬إىل جانب السياحة الرملية الصحراوية واليت‬

‫تفيلها وكاالت السياحة بورقلة اليت تستييف السيا األجانب إىل رمال عني البيياء وسيدي خويلد وهذا جتنبا‬

‫لالحتكاك الثقايف واالجتماعي مع السكان احملليني الذين يرفيون سلوكيات السيا السلبية‪ ،‬وابلتايل فإن االستناد‬

‫إىل هذه الطبيعة البيئية الصحراوية إبمكانه تنشيط املسلك السياحي لورقلة واالستفادة منه يف تنمية املنطقة واجملتمع‬

‫احمللي ككل‪.‬‬

‫‪ .5-1‬سياحة األقارب أو السياحة االجتماعية‪:‬‬

‫ويطلـق عليها عـدة أمسـاء مـثـل سياحة االنتماء إىل الوطن أو السياحة العرقية أو سياحة اجلذور أي البحث عن‬

‫اجلذور العائلة‪...‬اخل‪ ،‬وهي عبارة عن سياحة العوائل أي وصول السائح إىل بلده األم مع العائلة وهـذا النمط من‬

‫السياحة يتطلـب خـدمات متعددة ومتنوعـة‪ ،‬ودائمـا يفيـل السـيا يف هـذا الـنـوع مـن السياحة اإلقامة يف الشقق‬

‫املستقلة أو الشقق الفندقية وألن كل سائح أييت مع عائلته وأطفاله‪ ،‬فرتة اإلقامة السيا ترتاو من أسبوع إىل‬

‫موسم كامل‪ ،1‬وهو منتشر بكثرة يف ورقلة بفعل التغري االجتماعي وأثره على البناء االجتماعي ككل‪ ،‬حيث أصبح‬

‫اجملتمع احمللي منفتحا على الزواج من خارج العشرية والقبيلة أو روابط الدم واجلوار أو ما يعرف ابلزواج الداخلي‪،‬‬

‫حمزة عبد الحليم درادكه وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪722‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫وتعداه إىل الزواج اخلارجي فنشأت قراابت جديدة خارج رابطة الدم بفعل النسب اجلديد بني العائالت من داخل‬

‫وخارج اجلزائر‪ ،‬وهو ما الحظناه يف العديد من مبحوثينا من خارج ورقلة ومتزوجون يف ورقلة وما يتبع ذلك من‬

‫حركية يف تنقل عائالهتم إ ىل ورقلة لزايرة أقرهبم وأنساهبم‪ ،‬وابلتايل يزيد ذلك من تنشيط السياحة وهو منط حمافظ‬

‫على عادات وتقاليد هذا اجملتمع الورقلي‪.‬‬

‫‪ .6-1‬السياحة الرياضية‪:‬‬

‫أصبحت السياحة الرايضية متثل عامال مهما يف اجلذب السياحي على املستوى الوطين فقد أصبحت وسيلة مهمة‬

‫يف تطوير السياحة احمللية‪ ،‬فالقيام مبختلف التظاهرات واألنشطة الرايضية املختلفة من شأنه أن يبعث النشاط‬

‫السياحي من خالل الرتويج هلذه السياحة الرايضية والتسويق هلا خاصة بوجود أبطال رايضيني من خمتلف‬

‫التخصصات للمشاركة يف املناسبات والتظاهرات الرايضية السياحية‪ 1،‬حيث جتلب هذه السياحة أولئك املولوعني‬

‫برايضة تسلق اجلبال ورايل السيارات والدراجات النارية والدراجات العادية‪ ،‬إىل جانب ماراطون اهلقار الذي انطلق‬

‫تنظيمه سنة ‪ 8889‬فقط وكذا سباق اجلمال‪ ،‬حيث تستقطب هذه السياحة سوا من داخل وخارج الوطن‬

‫واجلانب‪ ،2‬وجود الكثبان الرملية العالية بعني البيياء وسيدي خويلد جيعل من ورقلة قبلة ملختلف أنواع الرايضات‬

‫خاصة سباق السيارات امليكانيكية والدراجات النارية اليت تقام كل عام مبنطقة ورقلة خاصة عني البيياء وحييرها‬

‫متسابقون من كل أحناء الوطن‪ ،‬حيث يقول مسري يف فندق األسد الذهيب بورقلة‪" :‬كل عام جييو لورقلة‬
‫‪3‬‬
‫متسابقني اتع الدراجات النارية‪ ،‬وعندان األسبوع هذا جييوان جمموعة من عنابة‪"..‬‬

‫نجاة بن تركية‪ ،‬السياحة الرياضية رافد لتنشيط السياحة الداخلية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم االدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،27‬ديسمبر ‪ ،0271‬الصفحة ‪030-022‬‬


‫فريد بختي؛ رضا بهياني‪ ،‬السياحة الصحراوية كأسلوب لترقية السياحة الداخلية في الجزائر ‪-‬دراسة حالة والية تمنراست‪ ،-‬مجلة البحوث‬ ‫‪2‬‬

‫االقتصادية المتقدمة‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،0‬جامعة الوادي‪ ،‬الصفحات ‪710-752‬‬


‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 00‬مارس ‪.0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ابإلضافة إىل سباق اإلبل الذي يقدمه خاصة اندي الرمال لسباق املهاري والفروسية عني البيياء ورقلة هو اندي‬

‫رايضي لتشجيع ركوب املهاري حيث أصبح ينظم سباقات لإلبل حملية ووطنية تشجيعا للسياحة يف املنطقة وكأحد‬

‫عوامل جذب السيا للمنطقة‪ ،‬كما أن مهرجان التزحلق على الرمال الذي يعد عامال من عوامل تشجيع السياحة‬

‫الصحراوية وهو ما شجع على تشكيل مجعيات ونوادي خاصة يف هذا اجملال الرايضي الرتفيهي حيث أوضح رئيس‬

‫النادي الرايضي للتزحلق على الرمال علي مقدم لـ و‪.‬أ‪.‬ج‪" :‬أن هذه الرايضة املومسية أخذت تستقطب عديد‬

‫املمارسني من فئة الشباب من خارج املنطقة‪ ،‬مما يتعني العمل على ترقيتها ابعتبار أهنا ميكن أن تشكل عامال‬

‫للجذب السياحي"‪ ،‬وأضاف " أن هذه األلعاب الرايضية الرتفيهية اليت شرع يف تنظيمها خالل السنوات اخلمس‬

‫األخرية تساهم يف ترقية السياحة الصحراوية ودعم أهداف التنمية املستدامة ‪ ،‬ومن شأهنا إبراز املؤهالت السياحية‬

‫والثقافية للمنطقة"‪ ،1‬وهي كلها عوامل تساعد على تشجيع السياحة وتنمية املنطقة خاصة وأهنا حتافظ على النسق‬

‫االجتماعي احملافظ جملتمع ورقلة أمام نقص احتكاك السيا الرايضيني وتواصلهم مع اجملتمع احمللي حسب‬

‫مبحوثينا‪ ،‬مثلما أكده املدير العام للسياحة بوزارة السياحة والصناعة التقليدية موسى بن اتمر حيث ركز على‬

‫وجوب تعزيز سياحة املغامرات واالستكشاف والرايضة كسباق الدراجات "الرايل" خاصة وأن السيا األجانب‬
‫‪2‬‬
‫مييلون كثريا إىل مثل هذا النشاط معتربا الصحراء اجلزائرية الوجهة السياحية ابمتياز لدى العديد من السيا ‪.‬‬

‫‪ .7-1‬سياحة المؤتمرات والمعارض‪:‬‬

‫وتشتمل مجيع أنواع املعارض وأنشطتها املختلفة مثل املعارض التجارية والصناعية والفنية ومعارض الكتب‪ ،‬أما‬

‫املؤمترات فقد ارتبط هذا النوع السياحة ابلتطورات الكبرية يف العالقات االقتصادية والسياسية والثقافية واالجتماعية‬

‫ورقلة‪ :‬نحو ‪ 382‬مشارك في مهرجان التزحلق على الرمال‪30 ، https://www.aps.dz/ar/sport/119074-180/،‬ديسمبر ‪0207‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪،72:01‬‬
‫سياحة صحراوية ‪ :‬تفاؤل بنجاح الموسم بعد تراجع جائحة كورونا‪ ،‬وكالة األنباء الجزائرية يوم ‪ 22‬أكتوير ‪،0207‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/114479-2021-10-22-12-31-26‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫بني معظم دول العا م‪ ،1‬أي السياحة اليت ال حيتك فيها السيا مع السكان احملليني وهي منتشرة يف ورقلة وتنظمها‬

‫يف األغلب جامعة قاصدي مراب والشركات البرتولية حيث يستييفون السيا من رجال األعمال وأساتذة‬

‫وابحثني وهي غري مؤثرة على ثقافة اجملتمع احمللي لكنها عامل تنشيط للسياحة‪ ،‬ابإلضافة إىل املعارض اليت تقدمها‬

‫غرفة الصناعة واحلرف لوالية ورقلة ومديرية السياحة وبعض اجلمعيات لصاحل احلرفيني لعرض منتوجاهم احلرفية يف‬

‫أماكن متفرقة مبدينة ورقلة وبعض املناطق اجملاورة كسيدي خويلد وعني البيياء‪ ،‬وأييا معارض للصناعات‬

‫التقليدية واحلرف تقام يف عديد اإلقامات اجلامعية خاصة ابلبنات بورقلة واليت تقيمها مجعية آت حنايت الرتاثية‬

‫والثقافية وابلتايل تعرض املنتوجات احمللية على وافدين من خارج ورقلة‪ ،‬حيث يقول مبحوثنا ابراهيم زرقي‪" :‬فكرة‬

‫جاتين لتنظيم أسبوع اقتصادي ملنتجات القصر"‪ ،2‬وهو نوع بعيد عن االحتكاك مع السكان وحمافظ على‬

‫خصوصيات االجتماعية والثقافية للمنطقة‪.‬‬

‫‪ .4‬الوكاالت السياحية رهان التنمية المستدامة في مدينة ورقلة‪:‬‬

‫اقتيت الدراسة أن نعرج على أهم عنصر يف تنشيط السياحة الصحراوية احمللية يف ورقلة وهي الوكاالت السياحية‪،‬‬

‫حيث استخدمنا املالحظة واملقابلة جللب البياانت للوصول إىل أهداف الدراسة إذ تعترب الوكالة السياحية أبهنا قناة‬

‫توزيع هامة للخدمات السياحية سواءاً مقدمة من طرفها أو أهنا متثل وسيط فقط يف العملية‪ ،‬حيث أن الوكالة‬

‫تسعى ضمن نشاطها اخلدمايت إىل تقدمي خدمات تساهم يف توفري الراحة وحتقيق رغبات وحاجات زابئنها‪،3‬‬

‫وتعترب من أهم األدوات السياحية اليت هلا عالقة ابلتنظيم وتسيري قطاع السياحة‪ ،‬إذ تعد العصب احملرك لتنشيطها‬

‫وتطويرها ملا تعمله للتعريف ابلثروات اليت تتميز هبا املنطقة وكذا اهلياكل املختلفة املتوفرة هبا‪ ،‬وتسهيل اخلدمات‬

‫يونسي مصطفى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪052-002‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 02‬ديسمبر ‪0207‬‬
‫ماهر عبد العزيز‪ ،‬صناعه السياحة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0222 ،‬ص‪721‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫على السيا كزايرة أماكن سياحية تعرضها هذه الوكاالت‪ ،1‬يبني هذا التعريف أن الوكالة السياحية متثل مؤسسة‬

‫خدماتية ذات بعد اقتصادي واجتماعي أييا فمن تقدمي خدمة سياحية مباشرة مثل تنظيم الرحالت فهي أييا‬

‫وسيط بني السائح واخلدمات السياحية املتوفرة كالفنادق وبني السائح واجملتمع‪ ،‬وتعمل ضمن برامج تعرضها على‬

‫السيا يف خمتلف املعارض السياحية أو من خالل اخلدمات الرتوجيية لألماكن السياحية وقد تكون داخلية أو‬

‫خارجية وخيتلف نوع السياحة اليت تروج هلا‪ ،‬وختتلف من برانم ج إىل آخر مثلما تقوم به الوكالة السياحية الرائدة يف‬

‫اجلزائر فيزا ترافل والكائن مقرها يف ورقلة‪ ،‬حيث يقول اخلبري السياحي الدويل محادة رايض‪" :‬يف أمريكا الوكاالت‬

‫السياحية األمريكية كي ختدم برانمج ابريس جتد مجيع الوكاالت يف أمريكا ختدم هذاك الربانمج حىت تكون‬

‫نسبة الربح والثروة مقسومة على مجيع الوكاالت‪ ،‬ألنو أنت كي تدير هذا الربانمج بثمن اآلخر ما يقدرش‬

‫يزيد عليك بل ميشي معاك واآلخر ميشي وهكذا‪ ...‬وكلكم رايح تكونو حتت وزارة السياحة األمريكية وتويل‬

‫الثروة كامل عندها ألهنا هي يل متحكما يف هذه الوكاالت يف تكساس مثال و نيفادا و أريزوان يف نيويورك‬

‫وهاذو كامل تلقاهم مربوطني بربانمج واحد وهو برانمج ابريس وكلهم خيدمو نفس الربانمج يل رايح يكون‬

‫بنفس الثمن والتوجيه اتعو رايح يكون من طرف الدولة‪ ،2"..‬وهنا يتحدث اخلبري على أمهية التسيري اجليد‬

‫للخدمات السياحية وضرورة التنسيق مع الوكاالت السياحية اليت تكمن أمهيتها يف أهنا املسوق للخدمات‬

‫السياحية ودورها يف تنمية أي منطقة سياحية خاصة ورقلة اليت تسعى ألن تسرتجع مكانتها ضمن األماكن‬

‫السياحية املهمة يف اجلزائر وتكون يف مستوى معاملها السياحية وإرثها الثقايف واحلياري ويكون ذلك من خالل‬

‫إعطاء الظروف املناسبة للوكاالت السياحية اجلالبة للسيا كوكالة فيزا ترافل احمللية‪.‬‬

‫عبلة غربي‪ ،‬السياحة البيئية وتأثيرها في تنمية المجتمع المحلي بوالية قسنطينة‪ :‬دراسة ميدانية في الوكاالت السياحية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم‬ ‫‪1‬‬

‫علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم االنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،0272-0271 ،0‬ص‪.021‬‬
‫‪2‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .3-4‬الوكالة السياحية في از ترافل‪:‬‬

‫تعترب هذه الوكالة أحد الوكاالت السياحية املهمة يف اجلزائر ككل‪ ،‬وهذا لقيمتها يف السوق الدولية للسياحة اليت‬

‫تروج للوجهة اجلزائرية يف السياحة واليت يقع مقرها بسيدي خويلد القريبة من مدينة ورقلة‪ ،‬مت إنشائها سنة ‪8888‬‬

‫من طرف السيد كمال شعيب الذي له خربة سياحية منذ العام ‪ 9105‬حيث تقم منتوجات سياحية متنوعة‬

‫كاخلرجات إىل اآلاثر والرحالت املنظمة وجوالت ذات طابع خاص كالصحراوي مثال وتتم يف حافالت مرحية‬

‫اعتمادا على املنتج املختار الذي خيتاره السيا أين تقول‬


‫ً‬ ‫وسيارات دفع رابعي حديثة والرحالت وركوب اجلمال‪،‬‬

‫مبحوثتنا فطيمة شعيب‪" :‬احنا من األوائل يل يديرو استقطاب السياح األجانب خصوصا من السوق اآلسيوية‬

‫من اهلند والياابن والصني‪ ..‬ولدينا أيضا زابئننا من روسيا وأورواب‪ ،1"..‬وهو ما تروج له هذه الوكالة للجزائر‬

‫كوجهة سياحية ممتازة نظرا للتنوع الثقايف واالجتماعي واإلثين واحلياري يف بلد متنوع بيئيا أييا بني أخير يف‬

‫الشمال وأصفر يف اجلنوب‪ ،‬تسعى أييا لتعريف السيا األجانب على املعا م السياحية الثقافية الصحراوية من‬

‫خالل إبراز الرتاث الطبيعي والثقايف وخمتلف أشكال اإلرث الثقايف الذي تزخر به اجلزائر‪ ،‬كما هلا وجهات خاصة‬

‫لغرداية وورقلة ضمن برانمج متكامل بني زايرة القصور الصحراوية وخرجات للكثبان الرملية‪ ،‬ويكمن هذا تشجيعا‬

‫للسياحى الداخلية‪ ،‬يقول يف ذلك مبحوثنا كمال حليمي صاحب املركب السياحي إجداغ تور‪" :‬الزم على‬

‫الوكاالت السياحية املتواجدة بورقلة وتقرت وغرداية أن يتجهو إىل السياحة الداخلية ألنو عندها مردودها‬

‫وعندها مدخوهلا وحنا راان ‪ 44‬مليون جزائري‪ ،‬ولو نتحصلو منهم على مخسة أو ستة ماليني سائح سنواي‬

‫راهي مدخول كبري"‪ ،2‬وهو ما تؤكده هذه الوكالة حول دور السياحة الداخلية يف التغري االجتماعي ألصحاب‬

‫وكاالت السفر من الناحية االقتصادية واليت تنعكس على النواحي االجتماعية والثقافية هلم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫غري أن الكثري من الوكاالت السياحية يف مدينة ورقلة تتجه إىل تصدير السيا من الداخل إىل اخلارج أي تعمل‬

‫على وجهات سياحية خارجية خاصة السياحة الدينية والسياحة املومسية صيفا إىل بلدان خارجية كتونس وتركيا‪،‬‬

‫وال تشارك هذه الوكاالت يف تشجيع السياحة الداخلية ملنطقة ورقلة عرب برامج تعىن بعرض الرتاث السياحي الثقايف‬

‫الكبري الذي تزخر به ورقلة‪ ،‬وهو يرجع ابألساس إىل اجلانب االقتصادي الذي يتسم به السياحة اخلارجية‬

‫وسهولتها من حيث احلصول على مداخيل كبرية وسريعة عكس الرتويج للسياحة الداخلية اليت تعاين من مشاكل‬

‫يف اهلياكل السياحية و البنية التحتية يف ورقلة يقول يف ذلك السيد حليمي صاحب املركب السياحي إجداغ تور‪:‬‬

‫"املشكل األساسي أنو أغلب الوكاالت السياحية مشت يف اجتاه الربح السريع‪ ،‬وهي تنظيم عمرة‪ ،‬تركيا‪،‬‬

‫تونس‪ ،‬اهلم اتعهم هو كيفاش خترج السائح اجلزائري كيفاش خيسر الدوفيز اتعو ابملقابل ما ختممش ختدم‬

‫السياحة يل تدخل هبا السياحة للجزائر وهي ابلتايل نوع من املؤسسات االستهالكية‪ ،‬وبسبب كوروان راهم‬

‫غالقني اآلن ألهنم عمرهم ما مخو يف السياحة الداخلية‪ ،1"..‬وهو ما يعكس الدور اإلجيايب للسياحة الداخلية‬

‫يف استقرار مداخيل الوكاالت السياحية واحملافظة على نسقهم االجتماعي‪ ،‬خاصة يف أزمنة الركود السياحي أو يف‬

‫الكوارث الطبيعية والصحية للوجهات العاملية وابلتايل تكون بديال هلا‪ ،‬حيث أجربت أزمة كوروان كوفيد ‪ 91‬على‬

‫غلق الكثري من الوكاالت السياحية اليت تعتمد على السياحة اخلارجية يف وجهاهتا‪ ،‬غري أن وكالة فيزا ترافل استغلت‬

‫جتربتها يف تنشيط السياحة الداخلية وحافظت على براجمها وعززته بدراسة مناطق ووجهات جديدة ومنوعة‬

‫سامهت يف تنشيط العملية السياحية مثلما صر لنا مبحوثنا صاحب املركب السياحي إجداغ تور‪ ":‬وقد استقبلنا‬

‫حوايل أربع وكاالت سياحية منذ فتح النشاط يف توقيت كوروان وعادو يفكرو يف السياحة الداخلية مبا فيهم‬

‫تيميمون‪ ،‬بين عباس‪ ،‬إدرار متنراست‪ ،‬وكاين يل دار رحالت عن طريق احلافلة من العاصمة حىت جنات‪ ،‬مبعىن‬

‫يديرو ليسكال يف ورقلة ويروح حىت جلنات وبكري هاذي ماكانوش مهتمني بيها يف الوقت يل كانو األجانب‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫مهتمني ابلسياحة اتع أقصى اجلنوب‪ ،‬وكانو جييو عن طريق ‪ 4*4‬وكاين يل عن طريق الطائرة‪ ،‬يعين الوكاالت‬

‫احمللية املوجودة يف متنراست وجنات كانو خيدمو على السياحة الداخلية‪ ،‬وكانو جييبو األجانب وخيدمو‬

‫السياحة‪ ،‬والوكاالت السياحية يف الوطن كانو مهتمني ابلعمرة واحلج‪ ،‬يسميوها الربح السريع"‪ ،1‬وهو ما‬

‫يدعوا الوكاالت السياحية املوجودة يف ورقلة لدراسة الوجهات السياحية الداخلية ملنطقة ورقلة والتنسيق مع‬

‫الفاعلني السياحيني من مؤسسات الدولة واملنشآت السياحية كالفنادق والقرى واملركبات السياحية لالستمرار يف‬

‫تقدمي اخلدمة السياحية واستبداهلا إىل ترويج املنتج السياحي واحلريف احمللي وجلب السيا إىل مدينة ورقلة للمسامهة‬

‫يف تنمية املنطقة تنمية مستدامة‪ ،‬خاصة وأن مثل هذه الوكاالت احمللية لديها جتربة يف التعامل مع سلوكيات السيا‬

‫ابإلضافة إىل علمهم بثقافة جمتمعهم احمللي املييف هلم‪ ،‬يقول املدير العام وصاحب وكالة فيزا ترافل ‪Visa‬‬

‫‪guide‬‬ ‫‪ ":Travel‬من انحية السلوك اتع السياح احنا نستقبلوهم من املطار للمطار‪ ،‬وعندان‬

‫‪ touristique‬و ‪ ،la accompagnateur‬وكاين دليل سياحي جنيبوه من برا وندوهم للمعامل الثقافية‬

‫وال للمعامل الطبيعية والكثرة اتعهم هي ‪ les circuits culturels‬املفضل للسياح اتعنا"‪ ،2‬وأبدلت وكاالت‬

‫السياحة مبدينة ورقلة يف الغالب برانجمها السياحي خلارج املدينة لزايرة الكثبان الرملية والواحات مبنطقة عني البيياء‬

‫والعرق اجلميل بسيدي خويلد وهذا ما أكده املدير العام وصاحب وكالة فيزا ترافل ‪" :Visa Travel‬السياح‬

‫اتعنا ندوهم حلاسي بن عبد هللا و ‪ les Dunes‬ويفوتو يشوفو منطقة متاسني‪ ...‬ابش يشوفو غروب الشمس‬

‫دائما مع لعشية‪ ،‬يعين نصف يوم"‪ ،3‬وهذا ما يدل على التنوع الكبري للطبيعة يف منطقة ورقلة والذي يؤهلها للتنمية‬

‫السياحية املستدامة اليت يطلبها السائح يف الصحراء من خيمة‪ ،‬مجال‪ ،‬واحة‪ ،‬ثقافة حملية يف بيئة صحراوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .5‬المسلك السياحي الجديد‪ ،‬رؤية أنثروبولوجية للتنمية المستدامة في مدينة ورقلة‪:‬‬

‫عملت مديرية السياحة والصناعة التقليدية لوالية ورقلة على عقد اجتماعات ومشاورات عديدة مع الفاعلني يف‬

‫القطاع السياحي واحلريف من مجعيات ووكاالت سياحية وأصحاب فنادق وخرباء يف السياحة‪ ،‬إىل أن أمثر ابجتماع‬

‫منعقد بتاريخ ‪ 8889/88/80‬مع الوكاالت السياحية حتت إشراف مدير السياحة والصناعة التقليدية والعمل‬

‫العائلي لوالية ورقلة وقد مت من خالله املوافقة على مسلك سياحي بوالية ورقلة حمدد بعدة نقاط وأماكن هلا ببعد‬

‫اترخيي وثقايف هام خاص ابملنطقة إضافة إىل البعد البيئي واالجتماعي وهذا الستغالله يف الرتقية السياحية ابلوالية‬

‫وتروجيه كمنتوج حملي ابلتعاون مع الوكاالت السياحية والفاعلني يف القطاع السياحي واحلريف التقليدية‪ ،‬وتتلخص‬

‫أهم نقاط املسلك السياحي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .3-5‬المتحف الصحراوي‪:‬‬

‫أتسس املتحف الصحراوي عام ‪9100‬م على يد اجلنرال کربيي (‪ )Carbillet‬الذي أشرف آنذاك على مشروع‬

‫إجناز املدينة اجلديدة بورقلة‪ ،‬احتفظ هذا املعلم الذي مت تصنيفه سنة ‪ 8887‬معلما وطنيا بتسمية ‪-‬املتحف‬

‫الصحراوي‪ -‬الرتباطه ابلثروة التارخيية واألثرية اليت حيتوي عليها‪ ،‬وبعد االستقالل أصبح حيمل اسم ‪-‬املتحف‬

‫البلدي‪ -‬تعترب عمارة املتحف حتفة هندسية مجعت بني الطابع العمراين األورويب والسوداين املغريب‪ ،1‬حيث يقول‬

‫أحد الزائرين‪" :‬املتحف صغري بصح فيه حوايج مالح تبني اتريخ احلضارات يل فاتت على ورقلة"‪ ،2‬وهذا ما‬

‫يؤكد على العمق احلياري والتارخيي للمتحف‪ ،‬إضافة إىل موقعه يف مركز مدينة ورقلة وسهولة الوصول إليه لوجود‬

‫أمام حمطة عرابت الطرامواي‪ ،‬وكذا قربه مبنطقة الكاتشوما املعروفة حبركيتها الكبرية ونشاطها االقتصادي واحتوائها‬

‫الكثري من املطاعم والفنادق‪ ،‬ابالضافة إىل وقوعه يف الطريق املؤدي لقصر ورقلة ودار الثقافة وغرفة الصناعة‬

‫‪1‬‬
‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 72‬مارس ‪0273‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫واحلرف وسوق احلجر‪ ،‬هذا ما جعل هذه التحفة تعطي حركة سياحية كبرية للمنطقة ابلرغم من نقص الرتويج‬

‫السياحي هلا‪ ،‬وهذا الحتوائه على غرف مقسمة إىل أثرية واترخيية وإثنوغرافية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)12‬منوذج هندسة املتحف الصحراوي بورقلة‪،‬‬


‫الديوان الوطين لتسيري واستغالل املمتلكات الثقافية احملمية لوالية ورقلة‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .2-5‬سوق الحجر (محالت وطاوالت تجارية بيع منتجات الصناعة التقليدية)‪:‬‬

‫يعد سوق احلجر من أكثر األماكن اشتهارا يف مدينة ورقلة وهو سوق له بعده التارخيي والثقايف وحىت االقتصادي‬

‫التجاري يف املدينة حيث حيتوي على حمالت وطاوالت جتارية تبيع منتوجات متنوعة منها الصناعات التقليدية‬

‫والتحف الفنية ‪ ،‬حيث يتميز بطابعه العمراين املتميز الذي أيخذ من التاريخ فرتات وحقبات مرت على ورقلة‪،‬‬

‫وأيخذ من وسطها مساحة يعرب فيها التجار عن معروضاهتم ومنتوجاهتم املتأتية من خمتلف مناطق الوطن وكذا من‬

‫خارج الوطن وهذا ما بينته دراستنا امليدانية أنه يوجد جتار من بلد النيجر ومايل وبوركينافاسو‪ ،‬وهم يتاجرون يف‬

‫مواد التجميل وبعض األعشاب مثلما وضحته دراستنا حيث يقول مبحوثنا حممد من بلد النيجر‪" :‬أان نتاجر‬

‫فالكومسيتيك وجنيبو من النيجر‪ ،‬واان مستقر حاليا يف ورقلة وزدت جبت خواي خيدم معااي‪ ،‬ومازال ما يعرفش‬

‫يتكلم عريب‪ ،‬وكي نلم شوية دراهم نبعثهم للعائلة‪ ،1"...‬وآخرون من مايل يتاجرون أكثر يف النظارات الشمسية‪،‬‬

‫أي أن اهلجرة إىل ورقلة ساعدت يف التنمية بتحريك التجارة وكذا السياحة حيث يبيت أغلب األفارقة يف املراقد‬

‫جبنب سوق احلجر‪.‬‬

‫كما يتم عرض السلع واحلرف التقليدية يف بعض احملالت اليت ارتباط ابملنطقة كالنسيج التقليدي‪ ،‬الزرايب‪ ،‬الطرز‬

‫التقليدي‪ ،‬صناعة الفخار والطني‪ ،‬التحف الفنية وفن الرتميل‪ ،‬وصناعة السعف والساللة‪ ،...‬وهي حتمي بذلك‬

‫الثروة احلرفية التقليدية وتساهم يف تنمية املنطقة‪ ،‬عرب بيع املنتجات التقليدية للحرفيني واحلرفيات املوجودين مبنطقة‬

‫ورقلة‪ ،‬وهو ما صرحت به اتجرة من ورقلة بسوق احلجر‪ ":‬نعم أان نبيع املنتجات التقليدية يل خيدموهم هنا يف‬
‫‪2‬‬
‫ورقلة وحىت الفنية كيما هاذاك الكادر يل خمدوم ابلرتميل‪"...‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬أكتوبر ‪0273‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 73‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫وابلتايل يساهم سوق احلجر يف محاية الثروة احلرفية التقليدية‪ ،‬ويؤدي إىل التحسيس ابلبعد االجتماعي للصناعة‬

‫التقليدية واحلرف كقطاع مساهم يف احلفاظ على استقرار واالرتباط االجتماعي وكعامل من عوامل االرتباط‬

‫األسري وانتقال احلرفة من األجداد إىل اآلابء‪.‬‬

‫أما أشهر احلرف الفنية يف منطقة ورقلة وردة الرمال املشكلة من الرمال حىت تصبح كأحجار يف شكل ورود للتزيني‬

‫والد يكور‪ ،‬إضافة إىل فن الرسم ابلرمال الذي خيتص به فنانون من ورقلة كالفنان عريف السعيد ويرمسون من خالل‬

‫الرمل كمادة أولية لوحات فنية يسارع السيا القتنائها‪.‬‬

‫‪ .1-5‬قصر ورقلة‪:‬‬

‫تبدأ عمرانية الصحراء من القصور كأصغر وحدة فالقصور مرتبطة ابإلنتاج الفالحي إذ أن تعبري القصر الصحراوي‬

‫هو سكن الفالحني أساسا‪ ،‬هؤالء املنسيون دائما من املؤرخني والباحثني حسب التسميات لقصورهم وأدواهتم‪،‬‬

‫هم جمموعات بربرية قدمية متازجت مع أصول إفريقية يف فرتات اترخيية متباعدة‪ ،‬تشكلت منهم جمموعات فالحية‬

‫أصيلة مستقرة ذات مواصفات عالية يف التمدن وقيم العمل والنظام االجتماعي والفنون واحلرف‪ ،‬إن ما نراه من‬

‫بساتني النخيل يف أغلب مدن وقصور الصحراء هو من إجناز هاته اجملموعات‪ ،1‬ومن بينها قصر ورقلة الذي يرتبع‬

‫على مساحة ‪ 08‬هكتارا مشال املدينة احلالية حيث اختار مشيدوه موقع مرتفع يطل على واد ميه القدمي الذي‬

‫ساهم فيما بعد يف ازدهار واحات خنيل ما تزال صامدة إىل يومنا هذا جبانبه الشرقي والغريب والشمايل‪.2‬‬

‫يتميز قصر ورقلة ابحتفاظه رغم التعدايت والتجديدات والرتميمات العشوائية املرجتلة ‪ -‬هبيئته وطابعه العمراين‬

‫العتيق إىل حد بعيد‪ ،‬كذلك الزال آهال ابلسكان إىل حد اآلن‪ ،‬ويتكون قصر ورقلة من ثالث حارات‪-‬أحياء‪-‬‬

‫موزعة حول سوق املدينة‪ ،‬تتخللها طرق ومسالك وأزقة ملتوية تؤدي إىل أبواب املدينة السبعة‪ ،‬ختتص كل حارة‬

‫خليفة عبد القادر‪ ،‬المجموعات االجتماعية في المدينة الصحراوية بين التمايز والذوبان‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬كلية‬ ‫‪1‬‬

‫العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬مجلد ‪ ،21‬عدد ‪ ،00‬مارس ‪ ،0275‬ص‪،‬ص ‪.2-7‬‬
‫ورقلة العراقة المتألقة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫من هذه احلارات إبحدى اجملموعات السكانية الثالث املنتمية يف أصوهلا إىل قبيلة بين ورجالن الزانتية اليت أتثرت‬

‫ابلدماء الزجنية عن طريق العبيد وهذه اجملموعات وهي‪ :‬بنو سيسني يف اجلهة الشمالية‪ ،‬بنو وجني يف اجلهة الغربية‪،‬‬

‫بنو إبراهيم يف القسم الشرقي يف ورقلة‪ ،1‬حيث يقول السيد ابراهيم زرقي رئيس اجلمعية القامسية الرتاثية والثقافية‪:‬‬

‫"القصر فيه ‪ 2‬بيبان كانو يتغلقو وقت املغ رب وابلعساس وضرك تنحاو قاع‪ ،‬والو يفوتو نورمال‪ ،‬ليشتا مش‬

‫ولد بالد"‪.2‬‬

‫ما مييز القصر العتيق بورقلة هي تلك الشوارع واألزقة منها الييقة ومنها الواسعة تعترب شراين احلياة يف القصر‬

‫تؤدي كلها إىل ساحات تسمى حمليا بـ ـ‪" :‬جتماعت" اليت هلا أدوار اجتماعية وثقافية عديدة‪ ،‬ابإلضافة إىل وجود‬

‫فراغات على جدران األزقة توضع فيها الشموع أو املصابيح التقليدية إلانرة الطريق‪ ،‬وهذه اهلندسة املزجية بني‬

‫التخطيط املراعي الجتماعية وثقافية جمتمع القصر كانت سنوات السبعينات حمل اهتمام للسيا الذين يزورونه‬

‫ابستمرار للتمتع هبذا النمط املعماري املتساكن حيث يقول مبحوثنا‪" :‬يف السياحة كانو هنا السياح بكري وقت كانت‬

‫الكنيسة وكلش ورقلة هاذي ما خيطوهاش و ميشيو ابألفواج وأول مدرسة ابتدائية كانت داخل القصر اتعهم اتع ‪les‬‬

‫‪ ، "pères blans‬حيث يؤكد السياح أمهية قصر ورقلة ودوره يف احلفاظ على اترخيية املنطقة ووجب دعمه وترميمه برغم‬

‫التعديالت اليت أجريت له ما أدى إىل عزوف السياح وقلتهم على قصر ورقلة‪ ،‬يقول مبحوثنا‪" :‬الزم يبقى يف اخلارج ‪la‬‬

‫‪ structure‬كيما راهي‪ ،‬وخيصو مثال دار هنا يف بين سيسني‪ ،‬ودار يف بين مران‪ ،‬دار يف بين وقني كنموذج‪ ،‬تبقى مبنية‬

‫ابلبناء اتع بكري كي جييو السياح يدخلو لدار ويشوفو كيفاه كانت"‪ ،3‬وهو ما مييز االهتمام الذي يوليه جمتمع القصر‬

‫من أجل إرجاعه ملكانته واحملافظة عليه كإرث اترخيي وأركيولوجي ال تزال احلياة تدب فيه إىل اليوم منذ عصور‪،‬‬

‫وابلتايل يشارك هذا السر األركيولوجي التارخيي يف التنمية املستدامة مبنطقة ورقلة‪.‬‬

‫بوجراف بالل‪ ،‬خليفة عبد القادر‪ ،‬عمرانية قصر ورقلة العتيق الماضي والراهن‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬مجلد ‪ ،72‬العدد ‪ ،7‬مارس ‪ ،0272‬ص‪،‬ص‪.722-712‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 73‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 02‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .4-5‬استراحة واحة النخيل‪:‬‬

‫تشكل الواحات املنتشرة حول مدينة ورقلة حمل جذب للسائحني إذ تعترب أحد العوامل األساسية يف استقرار‬

‫اإلنسان ابملنطقة منذ القدم‪ ،‬حيث وفرت الواحة لإلنسان الورقلي عيشه وقوته وهو ما أدى إىل اإلرتباط هبا بيئيا‬

‫وروحيا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬حيث يقول مبحوثنا أحد سكان قصر ورقلة‪ ":‬كنا نروحو دميا للغابة ونسقو‬

‫النخالت وخندموهم وكانو عندان بري وال زوج مقسمة بلعروش‪ ،‬ووقت الغلة خنلو ديوران وهنبطو العايلة كامل‬

‫للواحة ويكون احتفال كبري ومت انكلو ونرقدو مت‪ ،‬حىت خنلصو ابش نرجعو للقصر‪ ،"1...‬ولعل أبرز الواحات‬

‫واحة القصر‪ ،‬الـمخادمة‪ ،‬ابمنديل‪ ،‬سعيد عتبة‪ ،‬بوعامر‪ ،‬غربوز‪ ،‬عني البيياء‪ ،‬الرويسات‪...‬وهي كلها واحات‬

‫منتشرة حول مدينة ورقلة أو هبا تعطي للمنطقة بعدها البيئي الصحراوي‪ ،‬ويساعد هذا البعد البيئي يف جلب‬

‫السيا الذي يفيلون التجوال واالسرتاحة يف واحات ورقلة وهلا قيمة كبرية يف دفع التنمية املستدامة ابملنطقة‪.‬‬

‫‪ .5-5‬المركب السياحي إجداغ تور (من متحف إلى مقصد سياحي)‪:‬‬

‫يقع هذا املركب السياحي مبنطقة بور اهليشة ابلقرب من مدينة ورقلة مبين بطريقة تقليدية صحراوية تعكس ثقافة‬

‫املنطقة واالنسان الصحراوي على مساحة تسع هكتارات‪ ،‬منها ثالث هكتارات مبنية منها يف شكل قرية سياحية‬

‫اليت انتقلت من فكرة فياء عائلي يف ابدئ األمر وبقي منها ستة هكتارات ستنجز فيها حديقة ألعاب مائية‬

‫وفياء عائلي حسب املقابلة اليت أجريناها مع مالك هذا املركب السياحي الذي له خربة يف التنظيم‬

‫السياحي‪ ":‬طبعا كنت يف االحتاد الوطين للشبيبة اجلزائرية‪ ،‬وكنت مكلف ابلسياحة يف األمانة الوطنية ودران‬

‫رحالت بزاف دران تقريب حوايل ‪ 31‬دولة حول العامل‪ ،2"..‬حيث عملت التنشئة االجتماعية مث األدوار‬

‫الوظيفية يف تبلور فكرة إنشاء جممع سياحي بعد تراكم اخلربات من جتارب سياحية سابقة لصاحب املركب‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 75‬فيفري ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫السياحي الذي جرى تطويره انطالقا من أصل متحف صحراوي صغري كان موجودا يف ذلك املكان من طرف‬

‫احلاج حليمي عبد القادر وهو من أبناء ورقلة حيث يقول‪ " :‬كانت االنطالقة يف البداية بعدما خرجت من‬

‫رائسة اجمللس‪ ،‬فكرت ندير فضاء عائلي‪ ،‬ماكنتش يف البداية ندير فندق ابلصفة هاذي‪ ،‬واخرتت املكان‬

‫برمزيتو‪ ،‬ألن املكان هذا كانت املغارات األوىل يل هي اآلن متحف‪ ،‬وكانت عندها رمزية حيث كانت القوافل‬

‫يل تروح بني النيجر و مايل تدي من هنا التمر اليابس وامللح وجتيب من جهة أخرى جتيب النقو اتع‬

‫الذهب و جتيب الكتان وكان هنا نوع من ‪ ،escale‬ومن مثة بدأت الفكرة مبا أهنا بالصة اتع قوافل‬

‫وعندها رمزية املغارات األوىل خليتهم بنفس الشكل يعين متحف‪ ،‬ومن بعد أان انطلقت من فكرة أين انطالقا‬

‫من املغارات األوىل نعمل غرف بنفس الشكل‪ ،1"...‬وهو حياكي بذلك ما يطلق عليه أنثروبولوجيا اإلنسان‬

‫البدائي ويعكس اتريخ املنطقة‪ ،‬وحيتوي هذا املركب اآلن على ‪ 85‬غرفة بشكل تقليدي مهندسة كمغارة حيث‬

‫يقول صاحب املركب‪ ":‬أن الفكرة أنو حنا يف اجلنوب السائح مش حمتاج اخلمس جنوم والشراطون وغريها بل‬

‫حيوس على التقاليد اتع العادات للمنطقة وكيفاه كانو عايشني هذه الغرف واحلفرايت كانو السكان األوائل‬

‫اتع املنطقة يسكنو هنا بنفس النمط هلو املغارات هذا قبل مايكون البناء‪ ،‬وبعد املغارات (االستقرار) جات‬

‫ثورة كبرية يف غرس النخيل وبعدها والت واحات وأصبحت الناس تروح تسكن يف الواحات اتعها‪ ،‬وتدير‬

‫غرف ابلسعف واجلريد اتع النخيل‪ ،"...‬وهو ما يعكس الرمزية التارخيية واألركيولوجية واملستوى احلياري عرب‬

‫العصور للمركب‪ ،‬مشريا يف ذلك إىل تطور سلوك اإلنسان الورقلي مع بيئته الصحراوية وثقافته املتوارثة ودورها يف‬

‫تنشيط السياحة يف منطقة ورقلة‪.‬‬

‫لقد أعطى هذا املركب السياحي حركة كبرية يف تنشيط السياحة الداخلية واخلارجية حيث منذ افتتحه توافد عليه‬

‫العديد من السيا من داخل وخارج الوطن الكتشاف هذا الصر السياحي الذي يعكس منط حياة إنسان مر من‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ورقلة عرب حيارات وعصور مرت وحماولة عيش هذه املغامرة يقول مبحوثنا‪" :‬عندان حوايل ستة سنوات من‬

‫افتتاح املركب السياحي اجداغ تور وجاؤوان السياح األملانيني والفرنسيني والنمساويني و عشر سفراء السفري‬

‫األمريكي‪ ،‬القنصل العام الفرنسي‪ ،‬سفري هولندا‪ ،‬امللحق الثقايف الصيين‪ ،‬املنظمة العربية للمحضرين‬

‫القضائيني ابالمارات‪ ،‬ابالضافة اىل األساتذة اجلامعيني القادمني جلامعة ورقلة‪ ،"..‬وهو ما أعطى هذا املركب‬

‫صبغة عاملية تعكس حملية املنطقة بيئيا واجتماعيا وثقافيا‪ ،‬خاصة وأن هذا املتحف ال يزال متاحا إىل اليوم وبه‬

‫أدوات ومنتوجات ولوحات تقليدية وفنية تعكس اتريخ املنطقة‪.‬‬

‫يشارك املركب السياحي يف تنمية املنطقة من خالل عرض برامج سياحية متنوعة وإاتحة ظروف إقامة مالئة للبيئة‬

‫الصحراوية ومن ثقافة الكرم وحسن الييافة اليت ميتاز هبا اإلنسان الورقلي‪ ،‬حيث ينشط هذا املركب السياحي‬

‫السياحة يف منطقة ورقلة عرب الرتويج واإلشهار ابلتواصل مع العديد من ممتهين اجملال السياحي جللب السيا لورقلة‬

‫وعمل سفاري وخرجات للصحراء بوجود أدوات جذب سياحية خاصة ابلسياحة الصحراوية ابملنطقة كاخليم‬

‫واجلمال وحىت سيارات رابعية الدفع ودراجات خاصة من أجل خلق جو سيحي صحراوي للسيا وابلتايل‬

‫املشاركة يف التنمية املستدامة‪.‬‬

‫‪ .3-5-5‬أصل تسمية إجداغ تور‪:‬‬

‫تعود تسمية املركب إىل كلمة أمازيغية مرتبطة بسلوك إنساين يف قصور ورقلة وانتقاله إىل السكن يف الواحة‪ ،‬حيث‬

‫يقول صاحب املركب السيد حليمي‪" :‬مسيناه مركب إجداغ تور وهي كلمة أمازيغية ومعناها أنو السكان‬

‫األصليني كانو كي يلحق شهر ماي وقت يل تكون سخانة يروحو يسكنو فالواحات‪ ،‬ابلقبائلية إزدغ راح‬

‫سكن يف دار جديدة‪ ،‬وحنا إزدغ معناه راح من القصر وراح سكن يف الواحة‪ ،1"...‬ما يؤكد رمزية املكان‬

‫والتسمية اليت تدل على التمسك أبصول وجذور اجملتمع احمللي حىت يف التسميات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .2-5-5‬إجداغ تور‪ ،‬قبلة السياح‪:‬‬

‫ما جيعل من املركب قبلة سياحية ابمتياز هو تلك اهلندسة التقليدية للغرف واملطعم وقاعات الييوف أو ما تسمى‬

‫أييا غرف ‪ VIP‬وهو ما الحظناه أثناء زايرتنا له واملكوث بع عدة أايم للمالحظة املباشرة ومعايشة سلوك‬

‫السيا والعمال داخل هذا املركب‪ ،‬والتقائنا بسائحني كانت جممل ما أكدوه لنا هو الراحة النفسية واملعاملة اجليدة‬

‫اليت يلقوهنا أثناء تواجدهم هبذا املركب‪ ،‬واليت هي من أهداف السياحة الصحراوية املعتمدة ابألساس على حتقيق‬

‫رغبات السائح وتقدمي السكان احملليني لعاداهتم وتقاليدهم واترخيهم‪ ،‬وهو ما أكده لنا أحد السيا القادمني من‬

‫اجلزائر العاصمة وهو من جمموعة أطباء يزورون هذا املركب يف فصل الشتاء‪" :‬احنا أصبحنا كل عام جنيو هلذا‬

‫‪ Hotel‬ألننا نلقاو راحتنا فيه‪ ،‬ويذكران ابحلياة البسيطة اتع االنسان القدمي‪ ،1"...‬أما سائح آخر من والية‬

‫قسنطينة يتدخل ‪":‬احنا ‪ abonne‬يف هذا املنتجع وبالصتنا يف الساحة املقابلة للمسبح جنيو أان وأصدقائي‬

‫الزوج هاذوك واحد سطايفي واألخر ورقلي ونعملو ابربيكيو فالليل مقابل املسبح ونروحو نرقدو فالغرف يل‬

‫تعجبنا قاعدا كي املغارة وتراتح صح‪ ،2"...‬وهذا ما أكده لنا أغلب السيا الذين أجرينا معهم مقابالت فردية‬

‫ومجاعية يف أوقات متفرقة أثناء تواجدان ابملركب‪ ،‬والحظنا أييا املعاملة اجليدة ملالك املركب وعائلته للسيا وهذا‬

‫ما يعطيهم الراحة النفسي ة اليت جاؤوا من أجلها‪ ،‬مع توفر املركب لكل املزااي حسب الطلب كالتزجل على الرمال‬

‫واجلوالت السياحية يف الكثبان الرملية ابلسيارات رابعية الدفع واجلمال وكذا نصب اخليمة وغريها من اخلصائص‬

‫اليت تصب يف حتريك النشاط السياحي ابملنطقة يقول صاحب املركب السياحي السيد حليمي‪" :‬ونعمل مع‬

‫الشركات‪ ،‬واملؤسسات وكذا الوكاالت السياحية املوجودة يف اجلزائر العاصمة‪ ،‬وقد نظمنا سفاري ورقلة‬

‫ابتداءا من املركب السياحي ابجتاه حاسي بن عبد هللا يف وسط الكثبان الرملية و نفوتو حىت ألماكن تواجد‬

‫وردة الرمال وذلك يف سيارات رابعية الدفع و لكواد وحىت ابجلمال‪ ،‬ويبيتون يف اخليمة وهذه هي السياحة‬
‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫الصحراوية‪ ، 1"..‬مما يعود ابلفائدة على التنمية ككل والتنمية املستدامة بصفة خاصة مبنطقة ورقلة‪ ،‬خاصة أن هذا‬

‫املركب السياحي حيتوي على متحف اترخيي يعرفنا حبقبات اترخيية مرت على منطقة ورقلة وابليبط رمزية املكان‬

‫الذي يعد منطقة تالقي القوافل من أجل التبادالت التجارية واملقايية بينهم‪ ،‬وهذا ما جعله يكون من أحسن‬

‫املناطق السياحية يف ورقلة وانل املكانة ضمن املسلك السياحي اجلديد بوقلة‪.‬‬

‫‪ .6-5‬قصر أنقوسة‪:‬‬

‫يبعد قصر انقوسة عن املدينة ورقلة بـ ‪ 90‬كلم مشاال‪ ،‬وقـد تعددت الرواايت حـول أصل التسمية أمهها‪ :‬أن أصل‬

‫الكلمة أمازيغي وتعين نكوسا بـمعىن ذهب‪ ،‬وهناك من يروى أن واحـة أنقوسـة اسـمها املنقوصة ألهنا نقصت من‬

‫أطرافها‪ ،‬ابالضافة إلـى روايـة أخـرى‪ :‬مدينة أنقوسة منطقة عبور للرحالة والتجار‪ ،‬إذ هبا انقوسة كانت تلعب دور‬

‫البـريد‪ ،‬حيث كان يوصي للمتوجه هلا‪ ،‬بـرتديد عبـارة هال وجدت يل رسـالة يف الناقوسة فأصبحـت تطلق عليها‬

‫هذه التسمية‪.‬‬

‫متيز قصر أنقوسة بوجود ثالث أنواع للعمارة‪ :‬مدنية وعسكرية ودينية‪ ،‬حيث يصنف قصر انقوسة ضمن القصور‬

‫الشبه دائرية كما تذكر معظم النصوص التارخيية‪ ،‬علـى غرار معظم القـصور‪ ،‬كما حيتوي على ثالث أبواب‪:‬‬

‫‪ -‬ابب بساسـي يف الشمال الغريب‪.‬‬

‫‪ -‬بـاب الزرية أو ما يسمى بـاب زغبـة يف اجلنوب‪.‬‬

‫‪ -‬بـاب ابعلوش يف الشـرق‪.‬‬

‫يقطن يف القسم اجلنويب من القصر أوالد عربـي وأوالد هيمة‪ ،‬أما يف اجلزء الشمايل أوالد اببـية‪ ،‬أما يف اجلزء الغربـي‬

‫فيقطنه أوالد عطية‪ ،2‬وهي منطقة أثرية كقصر قدمي له خصوصيات صحراوية حيتوي على أزقة ضيقة وملتوية ذات‬

‫خمارج عديدة‪ ،‬واحتوائها على بقااي آاثر تعود إىل العهد اإلسالمي‪ ،‬وتوسطها واحات النخيل اليت تعطيها ذلك‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬
‫القصور الصحراوية بوالية ورقلة‪ ،‬مصلحة التراث الثقافي‪ ،‬مديرية الثقافة لوالية ورقلة‪ ،0272 ،‬ص‪.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫الطابع الصحراوي املميز‪ ،‬هذا ما جعلها تستحق أن تكون ضمن املسلك السياحي املسطر من قبل مديرية‬

‫السياحة لوالية ورقلة والفاعلني يف القطاع السياحي كالوكاالت السياحية‪ ،‬وهذا لرمزيتها التارخيية اليت تعرب عن‬

‫حقبة من زمن اإلنسان الذي مر من هناك يف فرتة من الزمن وبقي مأهوال ومسكوان إىل اليوم‪.‬‬

‫‪ .7-5‬بحيرة أم الرانب‪:‬‬

‫يوجد بوالية ورقلة عدة حبريات فائقة اجلمال‪ ،‬منها حبرية أم الرانب اليت تقع ابلقرب من منطقة سيدي خويلد‪،‬‬

‫وهي منطقة ذات تنوع بيئي تزورها الطيور املهاجرة خاصة النحام الوردي وعدة طيور حسب ممثلة عن مديرية البيئة‬

‫لوالية ورقلة حيث تعد هذه البحرية مقصدا حمليب التنوع البيئي واخلرجات العلمية‪ ،‬وكذلك للعائالت الورقلية‪،‬‬

‫ومكان للتنشيط السياحي ملاظرها اخلالبة أحكمها مزيج بني الكثبان الرملية والبحرية والطيور املهاجرة‪ ،‬وهو منظر‬

‫قل ما حيدث يف الصحراء‪ ،‬وهذا ما أكدت عليه جمموعة من الزائرين للمنطقة وهم من طلبة ابملدرسة العليا‬

‫لألساتذة ‪ ":‬هذا منظر سياحي ابمتياز وصرح علمي بيئي رائع ‪ ...‬استفدان كثريا من هذه الزايرة ‪ ،1"..‬كما ترد‬

‫ممثلة مديرية البيئة لوالية ورقلة ‪ ":‬جييو الناس سواء اتع الوالية أو اتع املدينة‪ ،‬أو الناس يل جييو من برا ابش‬

‫يشوفو هذه املناطق خاصة على الطيور هذه يل بعدة أنواع وأشكال كمنظر النحام الوردي يل معروفة بيه هذه‬

‫الشط"‪ ،2‬هذا ما جيعل هذه البحرية من أهم األماكن اليت إبمكاهنا تنشيط السياحة بورقلة لتنوعها البيئي‬

‫وخصوصيتها الطبيعية اخلالبة‪ ،‬وقرهبا من املناطق احليرية كسيدي خويلد ومدينة ورقلة‪ ،‬وهذا ما جعلها إحدى‬

‫النقاط اهلامة ضمن املسلك السياحي اجلديد لورقلة‪.‬‬

‫‪ .8-5‬الكثبان الرملية ومنجم وردة الرمال بغرس بوغفالة‪:‬‬

‫تقع منطقة غرس بوغفالة حبوايل ‪ 05‬كم عن مدينة ورقلة‪ ،‬وهي منطقة معروفة مبنجم وردة الرمال الشتهارها‬

‫ابستخراج هذه الوردة ذات اجلمال الفين الطبيعي‪ ،‬حيث تستخرج من حتت األرض أبشكال غاية يف اجلمال كثروة‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬فيفري ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬فيفري ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫طبيعية من طرف أهايل هذه املنطقة بطرق تقليدية‪ ،‬حيث تساهم يف الدخل املايل حسب ما صر لنا أحد‬

‫االخباريني وهو حريف يف فن الرتميل من مدينة ورقلة وطر لنا طريقة استخراجها من األماكن الصعبة‪ ،‬وسبب‬

‫العزوف عنها يف املدة األخرية بسبب قلة السيا الزائرين للمنطقة كما كان يف سنوات الثمانينات أين يطلبها‬

‫األجانب كثريا‪ ،‬كما الحظنا عدم عرضها يف الكثريا من املعارض املقامة يف مدينة ورقلة أو املناطق القريبة هلا طيلة‬

‫دراستنا امليدانية هذه املمتدة ألكثر من ثالث سنوات‪ ،‬وكذلك لغياب سياسة تسويق هلذا النشاط الفين املساهم يف‬

‫تنشيط السياحة وحتقيق التنمية يف املنطقة من خالل زايدة دخل أفراد وعائالت السكان احملليني وما ينجم عنه‬

‫تغري اجتماعي إىل األحسن‪.‬‬

‫تبقى لوردة الرمال أمهية كبرية لدى السكان احملليني الورقليني وقد متت تسمية عدة أماكن هبا لرمزيتها الفنية‬

‫وارتباطها أبرض الصحراء الرملية‪ ،‬فسمية ساحة سوق تتوسط املدينة اللقدمية ابلقرب من قصر ورقلة بسوق احلجر‬

‫وساحة احلجرة نسبة حجر وردة الرمال ومت تزيني هذه الساحات حبجر وردة الرمال حسب ما الحظناه أثناء‬

‫دراستنا‪ ،‬وهي تعد أحد العوامل اجلذب الرئيسية للسائح إىل املنطقة لكنها م حتظى ابلعناية الكاملة حسبما‬

‫صر لوكالة األنباء اجلزائرية السيد رئيس اجلمعية السياحية احمللية وردة الرمال الذهبية بورقلة‪ ":‬إن "وردة الرمال" مل‬

‫حتظ بعد ابملكانة اليت تستحقها من قبل الفاعلني كخصوصية سياحية تتميز هبا ورقلة‪ ،‬لكوهنا ثروة طبيعية‬

‫قادرة على أن تعطي قيمة مضافة للمميزات السياحية احمللية‪ ،‬علما أبهنا تعترب مصدر دخل معترب خاصة‬

‫لفائدة سكان املناطق الريفية"‪ ،‬كما نوه اىل اليعف يف استرياتيجية التسويق واالشهار هلذه الثروة الطبيعية‬

‫وتناقص عدد املقتنيني هلا بسبب ضعف االقبال السياحي وعالقتها حبركة النشاط السياحي ككل ابملنطقة حيث‬

‫صر أييا‪ ":‬أن تسويق وردة الرمال ذات األلوان املتعددة واملطابقة لون الرمال الصحراوية (بين فاتح أو‬

‫أصفر رملي) واليت تستعمل غالبا للزينة بعد معاجلتها يعرف هو اآلخر احنسارا حمسوسا بسبب الرتاجع‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫الكبري لتدفق السياح على املنطقة‪ ،1‬ورغم ذلك سارعت اجلهات الوصية على النشاط السياحي بورقلة إىل وضع‬

‫منطقة استخراج وردة الرمال بغرس بوغفالة ضمن املسلك السياحي اجلديد بورقلة ألمهيته االقتصادية يف جذب‬

‫السيا وحتسني املستوى املعيشي لسكان املنطقة‪.‬‬

‫‪ .9-5‬بحيرة حاسي بن عبد هللا‪:‬‬

‫تعترب هذه البحرية من أهم احملطات السياحية واملنتزهات الطبيعية اليت تزورها العائالت الورقلية وكذا بعض السيا‬

‫من داخل الوطن‪ ،‬وهذا لالستمتاع ابملنظر الرائع للبحرية الواقعة وسط الكثبان الرملية الذهبية حسب ما وصفه لنا‬

‫أحد زوار البحرية وهي ختلف بذلك منظر مجيل جيذب السيا ‪ ،‬وكذلك تقام هلا خرجات علمية تنظم كل عام‬

‫أبرزها اليت وقفنا عليها يف اخلرجة العلمية مبناسبة اليوم العاملي للمناطق الرطبة ‪ 88‬فيفري ‪ ،8889‬اليت أقامتها‬

‫املدرسة العليا لألساتذة بورقلة ابلتنسيق مع مديرية البيئة لوالية ورقلة وحمافظة الغاابت لوالية ورقلة‪ ،‬وهي اخلرجة‬

‫اليت كان من أهدافها التعريف ابملناطق الرطبة املنتشرة بوالية ورقلة واليت من أمهها حبرية حاسي بن عبد هللا وهي من‬

‫ضمن ثالث مناطق رطبة بورقلة مصنفة عامليا ودورها يف التنوع البيولوجي والبيئي والسياحة البيئية‪ ،‬حيث تقول‬

‫ممثلة مديرية البيئة لوالية ورقلة ما يلي‪" :‬جييو السياح ابش يشوفو املنظر اتع الطيور خاصة يف الشتاء يف هذه‬

‫املناطق الرطبة‪ ،2"...‬وهو ما يعطي هلا بعد السياحة البيئية وابلتايل تساهم يف التعرف أكثر على بيئة اإلنسان‬

‫الصحراوي وأتثريها عليه وهي تشارك أييا يف التنمية املستدامة يف الصحراء اجلزائرية و ورقلة بصفة خاصة‪ ،‬حيث‬

‫تعمل الوكالة السياحية فيزا ترافل على تنظيم زايرات للبحرية اجلميلة‪.‬‬

‫‪ .32-5‬الكثبان الرملية بسيدي خويلد‪:‬‬

‫وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬صناعة تقليدية بورقلة ‪ :‬وردة الرمال ‪ .....‬ثروة طبيعية في حاجة إلى تثمين‪ ،‬نشر يوم ‪18‬ديسمبر ‪، 0271‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0207/77/22 ، https://www.aps.dz/ar/regions/51225-2017-12-18-12-40-08‬‬

‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬فيفري ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫تقع منطقة سيدي خويلد ابلقرب من مدينة ورقلة وحتتوي على مؤهالت سياحية ضخمة خاصة وأن هلا كثبان‬

‫رملية ذهبية جتذب السائحني ابمتدادها الشاسع وهذا ما وقفنا عليه أثناء دراستنا امليدانية للمنطقة‪ ،‬حيث الحظنا‬

‫أييا وجود مقر ألهم وكالة سياحية يف اجلزائر وهي وكالة فيزا ترافل للسياحة واألسفار ‪Visa Travel‬‬

‫لصاحبها شعيب حممد كمال‪ ،‬تلك الوكالة اليت جتلب السيا األجانب من اخلارج‪ ،‬حيث تقول مسرية الوكالة‬

‫فطيمة شعيب‪" :‬احنا من األوائل يف اجلزائر يل يديرو استقطاب السياح األجانب من السوق اآلسيوية كاهلند‬

‫والياابن والصني‪ ،...‬ويف ورقلة نديو خاصة السائح الياابين لعرق سيدي خويلد حىت يشوف ‪Coucher‬‬

‫‪ de soleil‬و ‪ Flamant rose‬من اجلهة األخرى‪ ،1"...‬وهو ما يؤكد دور منطقة سيدي خويلد‬

‫وكثباهنا الستقطاب السيا من داخل الوطن وخارجه واستعدادها لتحريك النشاط السياحي ابملنطقة من خالل‬

‫احتوائها على غروب مشس مميز جيذب السائح‪ ،‬وكذا طيور النحام الوردي املوجودة ابملنطقة خصوصا يف فصل‬

‫الشتاء‪ ،‬وهي مؤهالت بيئية وسياحية ضخمة حتمت على القائمني وضع سيدي خويلد ضمن مسار املسلك‬

‫السياحي لورقلة‪.‬‬

‫‪ .33-5‬زاوية سيدي بلخير بالشط‪:‬‬

‫يعتقد أنه أسس من طرف الشيخ سيدي بلخري الويل الصاحل الذي كان يف عجاجة مث انتقل إىل الشط هبذا القصر‬

‫عني تسمی عني عمر كانت سبب وجود بساتني النخيل احملاذية له بعد إنشاء القصر‪ ،‬للقصر سبعة أبواب منها‬

‫ابب خروجة ابب اخلالفة‪ ،‬ابب عني عمر‪ ،‬حسب إخباري خمتص يف اتريخ ورقلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ويتعلق سكان ورقلة بزايرة زاوية سيدي بلخري الشطي ويقيمون فيها حلقات لذكر القرآن‪ ،‬وختتتم بعرض للخيالة‬

‫والفرسان مع قصائد شعرية متد الويل الصاحل وخصاله يقول أحد اإلخباريني املدعو محا من مدينة ورقلة أن‬

‫سكان ورقلة يزورون زاوية سيدي بلخري الشطي كل عام كبار وصغار وهي مفتوحة يف كل وقت لكل الناس‪ ،‬من‬

‫أجل التربك ابملقام وحظور حلقات الذكر والقرآن ونشر اخلري بينهم وحفاظا أييا على عادات وتقاليد األجداد‪،‬‬

‫والحظنا أييا أن األعراس خيصص هلا يوم لزايرة زاوية سيدي الشطي وهذا ما يوحي ابالرتباط الشديد ألهل‬

‫املنطقة هبذه الزاوية واليت هلا أدوار عديدة روحية منها واجتماعية‪ ،‬وهذا ما جعلها تكون من أحد نقاط املسلك‬

‫السياحي لوقلة‪ ،‬لتارخيها وعراقتها وعالقتها ابلسكان احملليني وأدوارها املختلفة وهي مامن شئنها أن تقوم بتحريك‬

‫النشاط السياحي ابملنطقة‪.‬‬

‫‪ .32-5‬الزاوية القادرية بالرويسات‪:‬‬

‫تقع الزاوية القادرية ابجلزائر وعموم افريقيا بورقلة أين يوجد مقرها العام مبنطقة الرويسات حيث أتسست سنة‬

‫‪9090‬م على يد الشيخ حممد الطيب والذي يطلق عليه ابلويل الصاحل املعروف خبصاله الطيبة وحب فعل اخلري‬

‫على الطريقة القادرية وهي منسوبة ابألساس إىل سيدي عبد القادر اجليالين‪ ،‬وهذا ما صح لنا السيد حساين عبد‬

‫الرؤوف املكلف ابإلعالم والتوجيه ابلزاوية القادرية الذي استقبلنا مبقر الزاوية القادرية أثناء دراستنا امليدانية حيث‬

‫قال‪ " :‬شيخنا حممد الطيب ويل صاحل كرس حياتو كلها لفعل اخلري والناس كامل جتري ليه‪ ،‬هو من أتباع‬

‫الشيخ سيدي عبد القادر اجليالين الذي يوجد قربو يف العراق وهو من أولياء الصاحلني أيضا‪ ،...‬بعدها جاء‬

‫هنا وأسس هذه الزاوية املخصصة لتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وغريها من النشاطات اخلريية‪.1"...‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫وهلذه الزاوية صدى وطين وعاملي وهلا أتباع ابملاليني تصل إىل ‪ 858‬مليون يف العا م حسب املكلف ابإلعالم لدى‬

‫الزاوية‪ ،‬وقد نظمت هذه األخرية عدة ملتقيات علمية وطنية ودولية سامهت يف حتريك النشاط السياحي الذي‬

‫يندرج ضمن السياحة الدينية ملا هلا من أتثري كبري خصوصا يف أفريقيا‪.‬‬

‫تويل الزاوية القادرية للتظاهرات واالحتفاالت الدينية واالجتماعية أمهية كبرية‪ ،‬وكان من أبرز التظاهرات هو امللتقى‬

‫الدويل اخلامس للطريقة القادرية الذي نظمته املشيخة العامة للطريقة القادرية ابجلزائر وعموم إفريقيا حتت عنوان‪:‬‬

‫"دور املرجعية الوطنية يف أمن واستقرار الدولة اجلزائرية" بورقلة أايم ‪ 80 ،87 ،89‬نوفمرب ‪ 8890‬وهو امللتقى‬

‫الذي أضاف حركة سياحية كبرية مبدينة ورقلة وهو ما أكده أغلب مسريي الفنادق ابملدينة أين مت حجز كافة‬

‫الغرف املوجودة بكل الفنادق يف ذات الفرتة‪ ،‬وهذا ما أكده السيد حمجويب املكلف مبصلحة السياحة مبديرية‬

‫السياحة واحلرف التقليدية لوالية ورقلة‪... ":‬نعم أثناء عقد امللتقى اتع الزاوية القادرية يل نعتربوه حدث هام‬

‫جرى يف ورقلة‪ ،‬حيث استعنا مبؤسسات الدولة كإقامة وايل والية ورقلة وكذا إقامة شركة سوانطراك حباسي‬

‫مسعود بعد نفاذ الغرف الفندقية يف كامل تراب مدينة ورقلة‪ ،‬بعد زايرة عدد كبري من السياح من داخل‬

‫وخارج الوطن هلذا امللتقى العلمي الدويل‪ ،1"..‬ما يؤكد دور الزاوية القادرية يف تنشيط السياحة الدينية وجذب‬

‫عدد كبري من السيا خصوصا أن هذا النوع من السياحة يفيله سكان ورقلة لوجود الرابط الديين بني السيا‬

‫املدعوين والسكان احملليني‪ ،‬وهو ما جعلها تكون من ضمن نقاط املسلك السياحي اجلديد بورقلة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬نوفمبر ‪0273‬‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫(مديرية السياحة والصناعات التقليدية لوالية ورقلة)‬ ‫خريطة (‪ )21‬المسلك السياحي بوالية ورقلة‬

‫(مديرية السياحة والصناعات التقليدية لوالية ورقلة)‬ ‫خريطة (‪ )24‬مسلك سفاري ورقلة‬

‫‪010‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫‪ .6‬ترويج سياحي لموروث حضاري‪:‬‬

‫تعاين املعا م واملناطق السياحية والسياحة بصفة عامة يف ورقلة من نقص يف إشهار وترويج املوروث احلياري‬

‫والثقايف جللب أكرب عدد من السيا ملدينة ورقلة واكتشاف مزيج التناغم بني البيئة والثقافة الصحراوية‪ ،‬حيث يعد‬

‫الرتويج السياحي أحد أبرز عناصر املزيج التسويقي السياحي وذلك ابستخدام كافة الوسائل القادرة على جذب‬

‫السيا ‪ ،‬ويعرف أبنه عملية إحداث املعرفة لدى السائح عن الشركة وبراجمها‪ ،‬وإحداث تفاعل اجيايب بني السائح‬

‫واملعلومات اليت حيصل عليها عن طريق اجل هود الرتوجيية‪ ،‬وحتفيزه على القيام بسلوك إجيايب حموره التعاقد على أحد‬

‫الربامج السياحية اليت تقدمها الشركة أو خلق طلب كامن لديه‪ ،1‬وذلك بنشر معلومات آنية حول املعا م السياحية‬

‫يف مدينة ورقلة والدعاية هلا عرب طرق ووسائل تربز األبعاد البيئية والثقافية واالجتماعية للمنطقة مثلما فعلته‬

‫الفوتوغرافيون الذين مروا بورقلة كاملصور الفنان فرانس ليمان مثلما تقول مبحوثتنا فطيمة شعيب‪" :‬هاذي الصورة‬

‫اتع حبرية حاسي بن عبد هللا صورها الفوتوغرايف فرانس ليمان"اليت أصبحت صورة عاملية وتييف مبحوثتنا‬

‫‪":‬يف كل مرة فيزا ترافل تعيد جتديد الصور مبا يناسب املعارض الدولية خاصة يف الياابن"‪ ، 2‬ابإلضافة إىل‬

‫جتديد األساليب وطرق الدعاية السياحية للوصول إىل الرتويج الفعال للسياحة الصحراوية مثلما تفعل الوكالة‬

‫السياحية فيزا ترافل الكائنة بورقلة‪ ،‬غري أن واقع السياحة يف ورقلة بعيد عن املقومات السياحية املتميزة لصحراء‬

‫ورقلة بسبب نقص اإلشهار هلا حيث يقول مبحوثنا حليمي صاحب املركب السياحي إجداغ‪-‬تور‪":‬اإلشهار‬

‫واالعالم مازال انقص بزاف و ورقلة منطقة سياحية ابمتياز ولكن مالقاتش الرتويج اتعها على مستوى‬

‫الوكاالت السياحية أو على مستوى حىت وزارة السياحة ماكانش الرتويج‪ ،‬خاصة وأن عندك السفاري يل‬

‫تقدر تديرو مبدة ثالث ليايل يف الرب وقد نظمنا سفاري ابلتنسيق مع وكالتني من عنابة وسكيكدة‪ ،‬وعندان كل‬

‫شيراز حايف سي حايف؛ دليلة بركان‪ ،‬الترويج السياحي رافد لتنشيط حركة السياحة الصحراوية ‪ -‬والية بسكرة نموذجا‪ ،‬مجلة العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلد ‪ ,2‬العدد ‪ ,72‬جامعة المسيلة‪ ،‬الصفحة ‪.25-23‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫االمكانيات الجناحها"‪ ،1‬أي الواقع متناقض بني وجود كل مقومات تنشيط السياحة وحتتاج فقط للدعاية‬

‫والرتويج هلا على نطاق واسع داخليا وخارجيا الستقطاب السيا للمنطقة‪.‬‬

‫ووقد أثر نقص الدعاية والرتويج للسياحة يف ورقلة على قطاع الصناعات التقليدية وعلى احلرفيني هبا‪ ،‬حيث‬

‫أصبحت املنتجات احلرفية ال تسوق مثلما كانت يف السابق بسبب تناقص عدد السيا الوافدين إىل ورقلة وتغري‬

‫وجهاهتم إىل منطق أخرى كغرداية والوادي حسب مبحوثينا‪ ،‬وتقول احلرفية حاج عصمان فاطمة‪" :‬كاين مشكل‬

‫اتع التسويق لعوام هاذو ماكانش نقص كثري‪ ،‬ألنو املعيشة اتع املواطن نقصت وما بقاش يشري كيما كان‪،‬‬

‫وحىت السياح ماكانش‪ ،‬هوما يل يشريو املنتجات التقليدية"‪ ،2‬وهو ما أيكد العالقة الوظيفية اليت تربط السياحة‬

‫ابألنشطة احلرفية‪.‬‬

‫‪ .7‬سياحة ورقلة‪ ،‬نظرة الغريب لواقع محتوم‪:‬‬

‫"عاله يف ورقلة كاينا السياحة؟"‪،3‬‬

‫هذا التعجب واالستفهام تكرر علينا أثناء دراستنا امليدانية لنرى نظرة األفراد وعيناتنا الدراسية من خارج ورقلة‬

‫والذين هلم دراية بعا م السياحة يف اجلزائر‪ ،‬حيث أكدوا على ارتباط ورقلة ابلشركات البرتولية وبنفط حاسي‬

‫مسعود وليس ابلسياحة‪ ،‬وجهلهم مبا حتوزه ورقلة من بيئة سياحية ومنط ثقايف واجتماعي مميز يساعد على تنشيط‬

‫السياحة ابملنطقة‪ ،‬لكن ذلك السؤال حيمل يف طياته دالالت خمفية تدل على اإلمهال الكبري للرتاث احمللي على‬

‫مدى عقود من الزمن وعدم االستثمار فيما أنتجه اجملتمع الورقلي ثقافيا واجتماعيا وتوارثته األجيال وتروجيه‬

‫سياحيا‪ ،‬ومت الرتكيز فقط على النسق االقتصادي الذي أتى به اكتشاف البرتول الذي غري بدوره حركة اجملتمع‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 03‬ديسمبر ‪0202‬‬
‫‪3‬‬
‫مقابلة مع مبحوثين سياح‪ ،‬يوم ‪ 05‬أكتوبر ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫الورقلي ودفعه إىل اتباع سلوكات جديدة يف منط حياته ومعيشته‪ ،‬وتقلص ما توارثه عرب أجيال من عناصر ثقافية‬

‫وعادات وتقاليد‪ ،‬وهي الفرصة اليت جعلت من األفراد من خارج ورقلة إىل اختزال الرتاث الورقلي احمللي خاصة يف‬

‫قصر ورقلة التارخيي بكلمة "بالد البرتول"‪.‬‬

‫‪ .8‬المعوقات السياحية في المدينة الصحراوية‪:‬‬

‫‪ -‬من خالل دراستنا وجدان أن النظام البنكي احلايل غري مشجع لتنشيط السياحة والذي يعد أول عائق‬

‫يواجه تنشيط السياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬حيث ال جتد الوكاالت السياحية الطريقة السهلة للتعامل مع السائح من‬

‫أجل تسديد مستحقات األايم السياحية اليت سيقييها ابجلزائر وهويف بلده األصلي وقيية الصرف بني داخل‬

‫البنك وخارجه‪ ،‬يقول يف ذلك السيد حليمي صاحب املركب السياحي إجداغ تور‪" :‬وابلتايل هنا نقولو أن‬

‫السياحة يف اجلزائر ماعطاهتاش الدولة االهتمام الكبري‪ ،‬يف حني أن جرياان عايشني بيها فمثال وكالة سياحية‬

‫يف تونس وفاتح مكتب يف فرنسا و جييبو السياح لتونس وخيلص مت يف فرنسا وعندك احلق تفتح كونت‬

‫دوفيز‪ ،‬وحنا ماتقدرش تفتح كونت دوفيز‪ ،‬فمثال جائنا مرة جمموعة سياح من أملانيا للمنتج السياحي اتعنا‪،‬‬

‫وقالويل أعطينا كونت نفارسيولك‪ ،‬ورحت للبنك وقالويل تقدر تفتح كونت ابلعملة الصعبة ولكن ماتقدرش‬

‫هتزهم دوفيز بل دينار وهذا ما ينعكس سلبا‪ ،1"..‬وهذا ما حيتم على الدولة إجياد قوانني مرنة حىت يستطيع‬

‫مالكي الوكاالت السياحية والفنادق واملنجعات السياحية من جلب السائح ملدينة ورقلة وتنشيط احلركة السياحية‬

‫هبا‪.‬‬

‫‪ -‬أما من حيث اجلانب البيئي لألماكن املستقطبة للسيا فنجد أن يف ورقلة إمهال لبعض البحريات املائية‬

‫وعدم االمتناع عن أي سلوك وظهر يؤدي إىل اإلضرار هبا مثلما حيدث يف حبرية سيدي خويلد والشط بعني‬

‫البيياء‪ ،‬يف حيث يقول صاحب قرية سياحية حباسي بن عبد هللا‪ " :‬حاولنا وحناول دائما لتشجيع السياحة يف‬
‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 25‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪011‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ورقلة‪ ،‬وقد طالبنا السلطات احمللية لتغيري مكان مزبلة تقع جباب حبري أم الرانب‪ ،‬وهو ضرر على البيئة وتشوه‬

‫املنظر العام للبحرية اجلميلة‪ ،‬وال ميكن للسائح أن متر به على مزبلة من أجل مشاهدة حبرية‪ ،1"..‬وهي‬

‫سلوكات تير ابلبيئة وتشوه البعد البيئي هلذه األمكان السياحية ذات املصادر احليوانية والنباتية املهمة لوجود‬

‫األنواع الطيور املهجرة هبا‪ ،‬وابلتايل يفرتض منها أن حتقق رغبة السائح يف التمتع جبمال هذه املناطق وهو ما أكده‬

‫جالل بدر حني اعتربها سياحة موجهة للمناطق الطبيعية‪ ،‬وال تلحق اليرر هبا –أو اقل إضرارا‪ -‬واهلادفة إىل‬

‫التعليم‪ ،‬والتوعية البيئية وتشكيل عالقات صداقة ومودة مع البيئة اليت تعتين حبماية الوسط االجتماعي والثقايف‬

‫احمللي واليت تؤمن تنمية اثبتة للمنطقة‪ ،2‬حيث يسمح احلفاظ على البعد البيئي للمناطق املؤهلة سياحيا الستقطاب‬

‫السيا والزوار واملهتمني ابجملال البيئي يف تنشيط العملية السياحية املستدامة مبنطقة ورقلة‪.‬‬

‫‪ -‬نقص التواصل بني املؤسسات السياحية من مؤسسات الدولة والوكاالت السياحية واجلمعيات املختصة‬

‫يف السياحة واحلرف التقليدية واحلرفيني وأعيان املنطقة لتقدمي شر مفصل لواقع التنمية السياحية مبدينة ورقلة‬

‫واقرتا برامج ومسارات ونقاط معا م جلذب السيا للمنطقة واالستفادة من جتارب الوكاالت السياحية احمللية ذات‬

‫السمعة العاملية مثل وكالة فيزا ترافل اليت متزج بني مكوانت السياحة يف ورقلة الثقافية والبيئية وبني اخلصوصيات‬

‫احمللية للمجتمع الورقلي‪ ،‬وابلتايل يساعد هذا التواصل يف إبراز ورقلة كمنطقة سياحية ابمتياز والرتويج للتنوع الثقايف‬

‫واإلثين والبيئي للمنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬الرتميمات الفوضوية لقصر ورقلة شوهت املنظر املألوف عن عمرانية القصبة وأصالتها‪ ،‬حيث تعرضت‬

‫الكثري من البناايت داخل القصر الهنيارات بسبب قدمها واحتاجت للرتميم أو إعادة البناء ‪ ،‬فالربغم من اجلهود‬

‫املبذولة من طرف مجعية الثقافة واالصال للمحافظة على هوية القصر العمرانية اال أن بعض أصحاب هذه‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ 77 ،‬جانفي ‪0207‬‬
‫جالل بدر خضرة‪ ،‬خطة اتنمية السياحة البيئية في منطقة كسب واستثمارها طبيعيا‪ ،‬مجلة جامعة تشرين للبحوث والد ارسات العلمية‪ ،‬سلسلة‬ ‫‪2‬‬

‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬ع‪ ،7‬الالذقية‪ ،‬سوريا‪ ،0223 ،‬ص‪.775‬‬

‫‪001‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫البناايت أعادوا بناء مساكنهم وفق منط البناء الشائع حديثا والذي ال يعرب عن أي هوية‪ ،‬فكانت هذه البناايت‬

‫اجلديدة كأجسام غريبة داخل القصر رغم قلتها‪ ،‬وهو مايؤشر على االهتمام ابجلانب الوظيفي والتقين للمسكن‬

‫دون االلتفات للوظيفة الثقافية للمسكن‪ 1‬يقول مبحوثنا من سكان القصر‪" :‬جرت تغريات كبرية للقصر‬

‫وضواحيه فشوهت الصورة التقليدية له"‪ ،2‬وهو ما يؤكد عدم االلتزام برمزية اهلندسة املعمارية ذات النمط‬

‫الصحراوي اخلاص لقصر ورقلة‪ ،‬واليت ترجع ابألساس حسب مبحوثينا من سكان القصر إىل منط البناء‬

‫االجتماعي الذي الزال يعتمد على األسرة املمتدة اليت تسكن يف بيت واحد مؤلفة من عدة أسر حوايل أربع إىل‬

‫مخس وهو ما أدى إىل إجراء تعديالت داخلية وخارجية للبيت أبدوات ومواد حديثة غريت منطه التقليدي‪ ،‬هذا‬

‫ابإلضافة إىل التغ ريات االجتماعية اليت حدثت داخل القصر حيث أصبحت الغرابء على القصر إبمكاهنم كراء‬

‫وشراء مسكن داخل القصر حيث يقول مبحوثنا شعيب‪" :‬لكن قصر ورقلة جرى له أمور أخرى‪ ،‬حيث جاء‬

‫أانس آخرين من القصر واشرتوه وابلتايل يعيدون بناءه مبعايري خمتلفة ابلتايل ‪ ،3"ils ont brésé‬وابلتايل‬

‫هؤالء ليس لديهم انتماء وال هوية لعمرانية ذلك القصر‪ ،‬فلم حيافظوا على منطه الصحراوي ومنهم من قام بتعديل‬

‫كلي للبيت حسب ما الحظناه أثناء دراستنا امليدانية للقصر‪ ،‬وهي خطوات إبمكاهنا أن تير ابلنسيج العمراين‬

‫للقصر الذي ظل صامدا لقرون عديدة‪ ،‬وتتالشى بذلك قدسيته ورمزيته األثرية والتارخيية كموروث حياري وجب‬

‫استثماره لتحريك النشاط السياحي ابلقصر وذلك عن طريق ترميمه وفق املعايري املعمول هبا يف ترميم القصور‬

‫األثرية حيث يقول مبحوثنا صاحب وكالة سياحية‪" :‬وأنخذ منطقة اتعنا فقط لقصر ميزاب بغرداية يشوفو‬

‫كيف مت االعتناء ابلبناايت وكلشي نظيف ابلرغم من مرور العديد من القرون عليها على العكس من قصر‬

‫بوجراف بالل؛خليفة عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪722-712‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ورقلة "‪ ، 1‬حيث يدل على االستفادة من جتارب املناطق األخرى النشطة سياحيا كمنطقة غرداية اليت أصبحت‬

‫رائدة يف السياحة الصحراوية وخاصة سياحة القصور مبيزاب بعد ترميم قصورها لقول مبحوثتنا فطيمة شعيب‪" :‬هنا‬

‫يف ورقلة حيكم الطابع املعماري‪ ،‬يف القصبة ماعادتش تستقطب السياح األجانب كيما بكري‪ ،‬يعين ماهيش‬

‫كيما غرداية يل قامو برتميمات للقصور اتعهم‪ ،‬هنا كانت عندها طابع مميز لكن راحت مثل سوق حلجر‬

‫النظرة السياحية والتقليدية اخلاصة به"‪ ،2‬وهو ما يدل حجم التأثريات السلبية للتغريات املورفولوجية اليت مست‬

‫قصر ورقلة وكذا التغريات االجتماعية اليت أدت ببعض سكان ورقلة للسكن يف املناطق اجلديدة خارج القصر‪،‬‬

‫وأزمة تقسيم اإلرث العقاري والفالحي بني أبناء عائالت القصر لعدة أسباب اقتصادية واجتماعية والذي أدى‬

‫بدوره التأثري السليب بقطع أشجار الواحة اليت جتانب قصر ورقلة بدل االستثمار فيها كمنطقة نشاط سياحي ممتاز‪.‬‬

‫البعد األمين صمام األمان للسياحة الصحراوية بورقلة فالتأثريات األمنية الداخلية واخلارجية أتثر إجيااب‬ ‫‪-‬‬

‫ابالستقرار األمين وسلبا مبستوى التهديد أييا للسائح حىت لو كان بدول اجلوار للبلد اجلزائر‪ ،‬وتقول مبحوثتنا‬

‫فطيمة شعيب مسرية وكالة سياحية فيزا ترافل‪" :‬نعم حنافظ كثريا على السائح ألن التأثريات اخلارجية أتثر على‬

‫السياحة هنا يف بالدان"‪ ،3‬وابلتايل تتأثر األنشطة السياحية ابملنطقة إذا م يتوفر املعطى األمين وتكثر فيه‬

‫التهديدات واملخاطر األمنية كعمليات خطف السيا أو استهدافهم وهتديدهم وحىت ترصدهم‪ ،‬وحىت عدم‬

‫شعورهم ابألمن يؤثر ذلك يف النشاط السياحي‪ ،‬فكثرة احلركات احلتجاجية مبنطقة ورقلة ألسباب اجتماعية‬

‫إبمكاهنا أن تؤثر على العملية السياحية يف ورقلة وهو ما الحظناه عند مطالبة الشباب الورقلي ابلعمل يف الشركات‬

‫البرتولية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫إذا فإن توفري األمن السياحي خارجيا وداخليا بتوفري تغطية أمنية للمناطق املؤهلة سياحيا ومقصد للحركة السياحية‬

‫كتأمني األفواج السياحية يف خرجاهتم للكثبان الرملية مثلما يتدخل مبحوثنا كمال شعيب‪" :‬حنا كنا نديرو‬

‫‪ cercuit complet‬يف ورقلة‪ ،‬لكن الضماانت األمنية دائما يديرولنا مشكل هنا ميشي البعري مليح‪،‬‬

‫يعين تقدر تدير فوجني إىل ثالث افواج يف الشهر بسهولة يف والية ورقلة"‪ ،1‬وهو ما يبني أمهية توفري األمن‬

‫ومكافحة اإلجرام السياحي حيث الحظت دراستنا عدم وجود األمن يف حبرييت أم الرانب وسيدي بن عبد هللا‪،‬‬

‫ويقول مبحوثنا حممد من منطقة سيدي خويلد‪" :‬حذاري ماتروحش للبحرية وحدك الزم تروح مع أصحابك أو‬

‫بسيارة خاصة وما حتبسش وإال ايقريسيوك مت ويدولك تيليفونك وصواحلك الكل"‪ ،2‬ما يؤكد نقص يف التغطية‬

‫األمنية لألماكن السياحية يف ورقلة واليت تؤثر سلبا على احلركة السياحية والتنمية املستدامة بورقلة بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -‬نقص اليد العاملة املؤهلة يف السياحة يقول خبري السياحي محادة رايض‪" :‬يبقى املشكل الكبري املطروح‬

‫يف ورقلة هو أن اليد العاملة السياحية ماكانش‪ ،3"..‬ويقصد هنا اخلبري السياحي اليد العاملة املؤهلة واملمتازة‪،‬‬

‫حيث تي طر أغلب املؤسسات الفندقية جللب مسريين وعمال من خارج مدينة ورقلة‪ ،‬وحىت من خترجو من معاهد‬

‫خاصة ابلسياحة والفندقة يتوجهون للعمل يف الشركات واملنشآت البرتولية املنتشرة بورقلة‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل عدم وجود مرشدين سياحيني عارفني برتاث منطقة ورقلة واترخيها لرتويج ثقافة ومعا م‬ ‫‪-‬‬

‫السياحة يف ورقلة‪ ،‬حيث يقول صاحب مجعية سياحية‪" :‬هوما هنا مامهش مستغلني السياحة اتع خترج معاك‬

‫مرشد سياحي‪ ،‬والسياحة هنا يف ورقلة ماكانش يل قراو مرشد سياحي"‪ ،4‬والذي يلعب دورا فعاال يف التواصل‬

‫بني السائح واجملتمع احمللي بني ثقافة وثقافة أخرى‪ ،‬وقد أبرز املدير العام للسياحة بوزارة السياحة والصناعة‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 05‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 73‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪3‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 20‬أفريل ‪0207‬‬
‫‪4‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 22‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫التقليدية أمهية تكوين مرشدين وتزويدهم مبعارف ثقافية واترخيية‪ ،‬اىل جانب حتسني مستوى اخلدمات برتقية‬

‫التكوين ودعم الصناعة التقليدية وحتسني احمليط البيئي للتكفل مبختلف العروض الفنية والتعريف ابألطباق‬

‫‪1‬‬
‫واألكالت الشعبية املعربة عن الرتاث التقليدي االصيل ملنطقة اجلنوب‪.‬‬

‫‪ .9‬جائحة كوفيد‪ ، 39‬ضرر للسياحة وأزمة للحرف التقليدية في مدينة ورقلة‪:‬‬

‫‪ .3-9‬تأثيرات الجائحة على السياحة‪:‬‬

‫تسببت جائحة كوفيد‪ 91‬مبا يعرف بـ ــ‪( :‬وابء كوروان) يف شل السياحة واألنشطة املرافقة للسياحة يف العا م كله‬

‫نتيجة اإلغالق الكامل للبلدان للسيطرة على انتشار هذا الوابء‪ ،‬إضافة إىل التحذيرات املستمرة ملنظمة الصحة‬

‫العاملية والغلق الكامل لكافة املؤسسات اخلدمية كالفنادق واملؤسسات السياحية والرتفيهية وهو ما أدى إىل تراجع‬

‫معدالت التوافد السياحي على املناطق السياحية والفنادق إىل نسب كبرية حىت وصلت لإلغالق التام لبعض‬

‫الفنادق وعدم تقدمي أي منتوج سياحي يذكر‪ ،‬وهذا ما الحظناه أثناء دراستنا امليدانية ملدينة ورقلة قبل وأثناء وبعد‬

‫كوروان‪ ،‬حيث مت الغلق الفوري والتام لكل الفنادق املص نفة وغري املصنفة وكذا املراقد ودار الشباب املنتشرة مبدينة‬

‫ورقلة متاشيا مع قرارات الدولة وامتثاال لقوانينها الصارمة للحد من انتشار وابء كوروان وسط سكان ورقلة شأنه‬

‫شأن بلد اجلزائر ككل‪ ،‬وهو ما كبد هذه املؤسسات خسائر كبرية نتيجة النعدام حركة السيا وزوار منطقة ورقلة‪،‬‬

‫لكن بعض الفنادق استفادت من مداخيل أخرى نتيجة لتعيينها ألمكان حجر للمصابني لفك اليغط عن‬

‫مستشفيات املدينة‪ ،‬وهذا ما أكده لنا صاحب نزل القصر املوجود مبنطقة قصر ورقلة‪":‬حنا يف احلقيقة انضرينا من‬

‫الغلق اتع الفنادق اتعنا من هاذ الكوروان يل نتمناو تزول‪ ،‬لكن حنا الابس شوية على فنادق أخرى ألنو‬

‫بقينا خندمو مع املصابني يل يديروهلم احلجر هنا والدولة تسلكنا على كل يوم‪ ،‬واحلمد هلل شاركنا يف ختفيض‬

‫وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫حدة انتشار كوروان وفكينا الضغط على السبيطار اتع بوضياف‪ ،1"...‬وهذا ما يؤكد أنه ابلرغم من سلبيات‬

‫الغلق الشامل إال أنه توجد بعض املؤشرات االجيابية لعديد الفنادق اليت استغلتها السلطات كأماكن حجر‬

‫للمصابني بداء كوفيد ‪ ،91‬وهو ما جعل أصحاب هذها لفنادق مستقرين ماداي وبقيت سريورهتم االقتصادية‬

‫وابلتايل م يتأثر املعاش اليومي االجتماعي جملموع أسر أصحاب هذه الفنادق‪ ،‬ومن صر لنا أبن املداخيل كانت‬

‫أكثر من املعتاد اليومي بسبب حجز كافة الغرف موضوعة حيز اخلدمة يف كل نزل وفندق‪ ،‬وهذا ما حافظ على‬

‫االستقرار األسري لدى أفراد اجملتمع احمللي وساهم يف استقراره من التغريات االجتماعية السلبية‪ ،‬غري أهنا سامهت‬

‫يف نشر اخلوف لدى أفراد أسرهم بسبب االحتكاك والتواصل اليومي للمصابني بوابء الكوفيد ‪ 91‬مع أصحاب‬

‫الفنادق وعماهلم مثلما مت التصريح به يف مقابالت مع هذه العينة احملددة أثناء اخنفاض موجة انتشار الكوروان‬

‫بورقلة‪ ،‬أما أغلب أصحاب الفنادق والنزل األخرى كفندق الفنك الذهيب الواقع بوسط مدينة ورقلة الذي صر لنا‬

‫أب نه أتثر كثريا من غلق الفندق بسبب االرتفاع الكبري لالصاابت بداء كوروان يف قوله‪ ":‬نعم‪ ،‬أتثران بزاف‬

‫ابلكوروان بعدما غلقنا الفندق وهو أمر غري طبيعي ما والفناش بيه‪ ،2"...‬وحىت التعوييات اليت أقرهتا الدولة م‬

‫تعوض أصحاب الفنادق خسائرهم الكبرية‪.‬‬

‫لكن يف املقابل من ذلك كانت مؤسسات الدولة املختصة خاصة مديرية السياحة واحلرف والصناعة التقليدية‬

‫لوالية ورقلة تسطر برانمج ثري إلعادة منطقة ورقلة كواجهة للسياحة الداخلية‪ ،‬من خالل تثمني الرتاث الثقايف‬

‫واألركيولوجي والتارخيي للمنطقة أمام الطلب املتزايد للسياحة الداخلية بسبب غلق اجملال الربي واجلوي الدويل‪،‬‬

‫وعكفت هذه املؤسسات ابلتنسيق مع العديد من وكاالت السفر والوالت السياحية لوضع مسالك سياحية‬

‫جديدة يف خدمة السيا وزوار منطقة ورقلة يتماشى مع املؤهالت السياحية ملنطقة ورقلة ويستجيب ملساعي‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 03‬مارس ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 27‬أفريل ‪0207‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫الدولة يف تنشيط السياحة ال صحراوية الداخلية‪ ،‬مثلما أكد يف ذلك املدير العام للسياحة بوزارة السياحة والصناعة‬

‫التقليدية موسى بن اتمر‪ ،‬يف تصريح لوكالة األنباء اجلزائرية على أمهية تشجيع املقصد السياحي الصحراوي الذي‬

‫يبقى حمل اهتمام الكثري من السيا اجلزائريني واألجانب خاصة وأن البالد ‪-‬كما قال‪ -‬صنفت منذ سنة "وجهة‬

‫ابمتياز يف سياحة املغامرات" ابلنظر لتنوع املقاصد والثراء السياحي اجلذاب الذي يزخر به اجلنوب الكبري‪ ،1‬وهي‬

‫الفرصة اليت مسحت ابلتعريف ابملوروث الثقايف احمللي اخلاص ابجملتمع الورقلي عرب إنشاء ما أطلق عليه "املسلك‬

‫السياحي لورقلة"‪ ،‬وهو املسلك الذي المسنا أغلب نقاطه يف دراستنا امليدانية حيث يغطي هذا الربانمج الكثري من‬

‫األبعاد التارخيية واألثرية والثقافية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وتساهم بذلك يف التعريف مبا توارثه واكتسبه اإلنسان‬

‫الورقلي من ثقافة وحيارة منذ عصور ميت إىل غاية اليوم ابلرغم من التحوالت االجتماعية اليت حدثت يف‬

‫اجملتمع احمللي جراء احلراك االجتماعي متعدد اجملاالت‪.‬‬

‫إن جائحة كوفيد‪ 91‬م تساهم فقط يف حتريك بعض مؤسسات الدولة لتنشيط السياحة الداخلية وخاصة السياحة‬

‫الصحراوية والعمل على إجياد وتطوير مناطق جديدة للتوسع السياحي ابملناطق الصحراوية بعد الطلب السياحي‬

‫الكبري للسيا اجلزائريني على السياحة الصحراوية‪ ،‬ويرى مسؤولني بوزارة السياحة اجلزائرية "أبن تطوير‬

‫السياحة الصحراوية يستدعي "إرادة سياسية قوية" خاصة وأن منطقة اجلنوب ‪-‬كما قال‪ -‬تتوفر على‬

‫إمكانيات سياحية فريدة من نوعها لكنها تبقى حلد اآلن غري مستغلة ابلقدر املطلوب" مما يستدعي ‪-‬على‬

‫حد تعبريه ‪" -‬جتسيد مشاريع استثمارية واستغالل كل الكفاءات الوطنية لتحسني املنتوج السياحي وتقدمي‬

‫عروض تنافسية وفتح املسالك اليت بقيت مغلقة منذ ‪ 2112‬السيما مبنطقة الطاسيلي وفتح مقاصد سياحية‬

‫جديدة"‪ ،2‬واألكيد أن منطقة ورقلة من خالل دراستنا امليدانية تبقى بعيدة عن ذكرها كمنطقة سياحية بسبب‬

‫وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الزيارة يوم ‪ 25‬نوفمبر ‪0207‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫نفس المرجع‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫ارتباطها ابلبعد الإلقتصا دي أكثر من شركات النفط املنتشرة بكثرة يف والية ورقلة حيث يقول لنا أحد مبحوثينا‬

‫من والية داخلية‪ ":‬ماكانش اصال سياحة يف ورقلة؟؟‪ ،1"...‬وهو تعجب فيه الكثري من املعاين والرموز الدالة على‬

‫أن ورقلة وجهة عمل ومنصب شغل يف الشركات البرتولية ال غري‪ ،‬أما مبحوثني آخرين أمجعو لنا بعد مشاهدهتم‬

‫لبعض صور للبحريات املنتشرة يف ورقلة وسط رمال منطقة حاسي بن عبد هللا وكذا قصر ورقلة والقرية السياحية‬

‫إجداغ تور بقوهلم‪ ":‬هاذو لباليص كاينني صح يف ورقلة؟‪ ،‬أان خدمت يف ورقلة بصح ما نعرفهمش‬

‫‪...‬هايلني"‪ ،2‬وهو ما جعل مديرية السياحة لوالية ورقلة تبذل جمهودات إلنشاء هذا املسلك السياحي اجلديد‬

‫اخلاص مبنطقة ورقلة‪ ،‬واستغالل فرصة الطلب املتزايد على السياحة الصحراوية كوجهة سياحية تستحق زايرهتا‬

‫والتمتع بكثباهنا الرملية الذهبية ومنطية قصورها العمرانية هبندستها الصحراوية البسيطة وتنوعها االجتماعي الثقايف‬

‫وحركية اجملتمع احمللي امليياف لورقلة‪ ،‬والرتويج السياحي هلا عرب الوسائل املختلفة كالتلفزيون الوطين واجلرائد‬

‫الوطنية واحمللية ‪ ،‬وهي عوامل تساعد على االبتعاد عن اليغط النفسي الذي سببه انتشار وابء كوروان حسب‬

‫مبحوثينا وتغري وجهة السيا من السياحة اخلارجية إىل السياحة الداخلية خاصة الصحراوية اليت تتالئم مع عطليت‬

‫الشتاء والربيع املدرسية واجلامعية اليت يفيلها الكثري من السيا حسب مبحوثينا من دراستنا امليدانية‪.‬‬

‫‪ 2-9‬تأثير الجائحة على الحرف التقليدية‪:‬‬

‫أثرت جائحة كوفيد‪ 91‬على احلرفيني واحلرفيات يف الصناعات التقليدية واحلرف يف مدينة ورقلة‪ ،‬حيث أثر الغلق‬

‫الشامل على الكثري من احلرفيات اليت تبيع منتجاهتا على للزوار والوافدين على منطقة ورقلة سواء من السيا أو‬

‫العمال والباحثني على العمل يف الشركات البرتولية وحىت للطلبة واألساتذة اجلامعيني القادمني إىل ورقلة الذين‬

‫يعتربون من الزابئن حيث تقول لنا حرفية يف خياطة األلبسة التقليدية واملصنوعات واألكسيسوارات التقليدية‬

‫‪1‬‬
‫مقابلة مع مبحوث‪ ،‬يوم ‪ 73‬سبتمبر ‪0202‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوثين‪ ،‬يوم ‪ 75‬ماي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫والصابون الطبيعي السيدة ق‪،‬فتيحة‪ ":‬نقصتنلنا وليدي اخلدمة يف كوروان وعدت نبيع غري حاجة صغرية خاصة‬

‫للزابئن اتعي فقط‪ ،‬وال غري هنا فاملعارض هاذو يف دار الثقافة وال غرفة الصناعة وال كي يعرضوان بصح مع‬

‫الكوروان هاذي نقصو املعارض‪ ،1"..‬وهو ما يؤكد حجم التأثري السليب الذي خلفه وابء كوروان على حرفيي‬

‫وحرفيات ورقلة الذي تعد الصناعة التقليدية مصدر رزق هلم ورابطهم االجتماعي الذي حيافظ على متاسك‬

‫أسرهم‪ ،‬حيث المسنا من خالل دراستنا امليدانية أن أغلب احلرفيات متزوجات وهلن أسر ومنهم من يسكن مع‬

‫األسرة املمتدة الكبرية ومنهن من هن مكون ألسرة نووية بعدد أفراد خمتلف‪ ،‬وتبقى املنتوجات احلرفية اليت يصنعنها‬

‫هي مصدر عيش لعيناتنا القصدية اليت أجرينا معهم مقابالت متعددة أثناء معايشتنا هلم مبيدان الدراسة‪ ،‬وأغلب‬

‫احلرفيني واحلرفيات م يتأثروا بوابء كوروان ‪ covid19‬من توقف إنتاج املصنوعات احلرفية بل من تروجيها وبيعها‪،‬‬

‫ألن أغلب احلرفيني يزاولون نشاطهم احلريف يف منازهلم اخلاصة وليس يف ورشات إال القليل ممن هلم ورشات خاصة‬

‫ابلقرب من قصر ورقلة كحي سعيد عتبة وحي البستان‪ ،‬وتوقف املعارض اخلاصة اليت تعد متنفس احلرفيني بورقلة‬

‫لتسويق سلعهم واالستفادة من بعدها االقتصادي للمحافظة على االستقرار االجتماعي داخل األسرة ابلرغم من‬

‫املداخيل القليلة حسب احلرفيني‪ ،‬حيث تقول حرفية وانشطة سياحية جبمعية اللة منصورة للرتاث ابلقصر العتيق‪:‬‬

‫" كان على احلرفيني أن يكون عندهم املقر كي جييو السياح يدخلو للمقر‪ ،‬كاينا السياحة وكاين الرتاث وكاين‬

‫اجلمعيات‪ ،2"...‬وهي تؤكد بذلك ما الحظناه من عدم توفر أغلب احلرفيني بورقلة على مقرات وورشات ملمارسة‬

‫حرفتهم على تنوعها مما يسهل على السيا زايرة مقرهم واقتناء منتوجاهتم‪ ،‬وهذا دليل على عدم التنسيق مع‬

‫احلرفيني وسلطات الدولة املختصة لتوفري مقرات وورشات للحرفيني من أجل حتسني ظروفهم العملية وتنشيط‬

‫املصنوع احلريف وتنويعه مبا خيدم السياحة الصحراوية بورقلة وابلتايل احلفاظ على أهم موروث تقليدي وهو الصناعة‬

‫التقليدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لقاء مع مبحوثين‪ ،‬يوم ‪ 77‬جانفي ‪0207‬‬
‫‪2‬‬
‫لقاء مع مبحوثين‪ ،‬يوم ‪ 70‬جانفي ‪0207‬‬

‫‪001‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫إذا فتأثري وابء كوروان كوفيد ‪ 91‬على العملية السياحية يف ورقلة كان أكثر سلبية على األصحاب الفنادق وما تبعه‬

‫من أتثري إقتصادي واجتماعي بسبب إحالة العديد من العمال على البطالة املؤقتة يف فرتة الذروة لنشاط الوابء‬

‫وارتف اع اإلصاابت يف اجلزائر عموما إىل أقصاها وما تبعه من أتثر النظام االجتماعي‪ ،‬كما بلغت أتثريات الوابء‬

‫السلبية على احلرفيني يف مدينة ورقلة وتوقف تسويق املنتجات لوجهات خارج مدينة ورقلة بسبب توقف النشاط‬

‫السياحي وحركة النقل من وإىل ورقلة وابلتايل حتول تسويق املنتجات إىل داخل ورقلة بني األسر الورقلية اليت تعرض‬

‫كل أسرة منتجاهتا على األسر األخرى يف ورقلة وتناقص يف املبيعات على النمط املعتادي ما شكل خطرا على‬

‫أسرهم املعالة مبداخيل مصنوعاهتم احلرفية‪.‬‬

‫أما التأثري اإلجيايب جلائحة كوفيد‪ 91‬بعد بلوغ الذروة وتناقص أعداد اإلصاابت يف اجلزائر‪ ،‬فقد انتعشت الفنادق‬

‫بسبب احلركية الكبرية اليت تشهدها ورقلها بسبب وجود عديد األنواع السياحية كسياحة املؤمترات اليت تنظمها‬

‫أكثر جامعة ورقلة ابلرغم من تراجعها‪ ،‬وكذا زايدة الطلب على السياحة الصحراوية أبنواعها كالسياحة الرملية‬

‫البيئية والسياحة ال دينية والسياحية الرايضية يف صحراء ورقلة اليت الحظنا زايدة النشاط السياحي فيها كإعادة‬

‫تنظيم سباق "الرايل امليكانيكي" مبنطقة عني البيياء‪ ،‬وزايرة العديد من العائالت من ورقلة وخمتلف مناطق الوطن‬

‫والوفود العلمية لبحريات سيدي خويلد وحاسي بن عبد هللا والبدأ يف الرتويج هلا وطنيا كوجهة سياحية صحراوية‬

‫متنوعة‪ ،‬وسهولة النقل والتنقل إىل ورقلة ملوقعها االسترياتيجي والتارخيي كمنطقة عبور وكذا لنشاط الشركات‬

‫البرتولية من جديد‪ ،‬وابلتايل اعتبار السياحة الصحراوية الداخلية أكثر أماان واستقرار من السياحة اخلارجية هذه‬

‫األخرية أكثر عرضة لألزمات بشىت أنواعها وأكثر أتثرا ابملتغريات اخلارجية مثلما أحدثه جائحة كوفيد‪.91‬‬

‫‪001‬‬
‫السياحة والحرف التق ليدية ق اطرة التنمية المستدامة في مدينة ورق لة‬ ‫الفص ل الخام س‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫إن واقع السياحة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة يعكس تناقض بني املقومات الطبيعية اهلائلة املوجودة والوعي‬

‫الثقايف واالجتماعي ابلسياحة‪ ،‬نتيجة ضغط النسق االقتصادي الذي ازداد منذ اكتشاف البرتول ابملنطقة وما تبعه‬

‫من تغريات اجتماعية أثرت على االهتمام بتوظيف السياحة لتحقيق أهداف التنمية املستدامة يف حتقيق الرفاهية‬

‫للمجتمع الورقلي واحلفاظ على البيئة الذي تعاين مدينة ورقلة من ارتفاع يف معدالت تلوث اهلواء تتيجة ابعااثت‬

‫املصانع والشركات البرتول ونفاايهتم‪ ،‬وابلتايل يعد االهتمام بتطوير وتنمية السياحة أحد احللول املناسبة لتحقيق‬

‫ا لتنمية الشاملة للمجتمع احمللي من دون أتثريات ثقافية واجتماعية على اجملتمع عرب مشاركته يف ترسيم املشاريع‬

‫السياحية كاملسلك السياحي (الثقايف‪ ،‬البيئي‪ ،‬الديين) الذي يعد حاليا أهم مشروع حمقق للتنمية املستدامة بتفرعاته‬

‫العديدة كسفاري ورقلة وسفاري الواحات ومسلك سر الواحات ومسلك رو املغامرة الواحات‪-‬الطاسيلي املار‬

‫على ورقلة سيسهم تبديل واقع السياحة واحلرف التقليدية من الركود إىل النشاط عرب تزايد استقطاب الكثري من‬

‫السيا ‪ ،‬خاصة وأن الربامج السياحية متنوعة وتتناسب مع خصوصيات كل فئة سياحية‪ ،‬وتتحول ورقلة من‬

‫عاصمة البرتول إىل عاصمة السياحة الصحراوية يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫الفصل السادس‬
‫عـرض ومناقشة النتائـج‬

‫‪ .3‬عــــــــــــــــــــــــــــــرض النتائـــــــــــــــــــــــج العامــــــــــــــــــــــــــــــــــــة للدراســــــــــــــــــــة‬


‫‪ .2‬منـــاقشــــــة النتــــــــائـــج في ضـــــوء الدراســـــــــــات الســــــــابقــــــــــة‬
‫خاتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫‪ .3‬عــــــرض النتائـــــــج العامــــــة للدراسة‪:‬‬

‫قمنا يف هذا البحث بدراسة واقع السياحة واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة ودورها يف التنمية املستدامة يف‬

‫الصحراء اجلزائرية ضمن مقاربة أنثروبولوجية‪ ،‬وكانت نتائجها كاآليت‪:‬‬

‫‪ -‬متيز مدينة ورقلة مبقومات سياحية هامة ومتنوعة‪ ،‬العتبارات اترخيية وأثرية‪ ،‬ولتوفرها على مقومات‬

‫طبيعية وأثرية ذات أبعاد اجتماعية وثقافية‪ ،‬فاملقومات الطبيعية تتمثل يف اعتدال الطقس من فرتات أكتوبر إىل‬

‫غاية أفريل وهي فرتة صاحلة للسياحة ابملنطقة‪ .‬أما املقومات االجتماعية فتتمثل يف اجلود والكرم وحسن ضيافة‬

‫زوار مدينة ورقلة خاصة السيا من ترحيب وحسن استقبال من ذلك اإلنسان الصحراوي ذي اخلصائص‬

‫االجتماعية الطيبة‪ .‬أما املقومات الثقافية فريجع المتياز مدينة ورقلة ابلتنوع اإلثين املكون جملتمع مدينة ورقلة‬

‫وأثره يف تنوع احلرف التقليدية والثقافة كالعادات والتقاليد واألكالت الشعبية واللباس ومنط املعيشة يف كل‬

‫عشرية‪.‬‬

‫عدم أتثري السياحة على جمتمع مدينة ورقلة برغم التثاقف بني الثقافة احمللية بثقافات الوافدين والتعرف‬ ‫‪-‬‬

‫على عادات جديدة على اجملتمع احمللي قد ال يتقبلها يف بعض مساهتا‪.‬‬

‫هناك تطور يف مستوى املرافق السياحية من حيث زايدة عدد املنشآت السياحية واخلدمات األساسية‬ ‫‪-‬‬

‫اخلاصة هبا‪ ،‬ويعترب كمؤشر على زايدة توافد عدد السيا على مدينة ورقلة وحركة السياحة هبا‪.‬‬

‫تساهم السياحة يف التنمية احمللية وحتسني البنية التحتية والتهيئة احليرية ملدينة ورقلة يف املناطق اليت تعرف‬ ‫‪-‬‬

‫توافد للسيا يف ورقلة‪ ،‬كخدمة قطار املدينة (‪ )Tramway‬الذي أعطى املدينة بعدا مجاليا بني األصالة‬

‫واملعاصرة‪ ،‬وساهم يف توفري النقل بني خمتلف النقاط ذات النشاط السياحي كفنادق املدينة واملتحف الصحراوي‪،‬‬

‫وكذلك حتسني بعض املساحات العمومية كساحة احلجر املؤدي إىل سوق احلجر وقصر ورقلة‪ ،‬وإجناز طريق ثنائي‬

‫مؤدي إىل بور اهليشة‪ ،‬أين يتواجد املركب السياحي إجداغ تور التقليدي وقصر نقوسة‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫أن أتثري السياحة يف ورقلة يرجع ابألساس إىل خصائص السائح الوافد للمجتمع املييف‪ ،‬أو نوع‬ ‫‪-‬‬

‫السياحة اليت يطلبها وآت إليها أو شكلها‪ ،‬فالسياحة البيئية وسياحة األعمال والسياحة العالجية مبدينة ورقلة‬

‫يكون االحتكاك فيها مع اجملتمع احمللي منحصرا جدا وأكثر تقديرا لقيمه‪.‬‬

‫تعترب السياحة العالجية أبرز حمرك للسياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬والسيا األجانب أيتون إىل ورقلة من خالل‬ ‫‪-‬‬

‫اجملموعات السياحية حسب برانمج حمدد وبغرض السياحة البيئية األركيولوجية والثقافية اليت تقدمها وكاالت‬

‫سياحية حملية‪.‬‬

‫‪ -‬دمج املسلك السياحي لورقلة بني أنواع عديدة من السياحة‪ ،‬معتربا لألبعاد الثقافية واالجتماعية للمجتمع‬

‫احمللي‪ ،‬والبيئة الصحراوية‪ ،‬مسامها يف التنمية املستدامة ابملنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬تعد املناطق التارخيية أكثر اهتماما ابلنشاط السياحي والثقايف كقصر ورقلة‪.‬‬

‫‪ -‬أنعشت السياحة التجارة كاملطاعم واملقاهي جبانب املؤسسات الفندقية اليت ال حتتوي على مطاعم داخلية‬

‫خاصة ابلفندق‪ ،‬وارتفاع يف حركية سوق احلجر جبانب قصر ورقلة خاصة أثناء توافد السيا (أغلبهم من داخل‬

‫اجلزائر) على املدينة‪ ،‬وارتفاع الطلبيات على سيارات األجرة أو النقل احليري للمدينة‪ ،‬وكذا على احلافالت‬

‫السياحية اخلاصة بنقل السيا بدرجة أقل‪ ،‬وهو ما يربز الدور اإلجيايب للسياحة يف ترويج الثقافة احمللية وإنعاش‬

‫االقتصاد احمللي‪.‬‬

‫أثبتت الدراسة أن العاملني يف الفنادق واملتاحف والقطاع السياحي حلقة وصل بني الثقافات املختلفة‬ ‫‪-‬‬

‫وبني اجملتمع احمللي‪ ،‬وعدم أتثريها الفعال على سلوكاهتم يف مدينة ورقلة‪ ،‬ألن أغلب السيا ينحصر احتكاكهم‬

‫وتواصلهم يف الغالب ابلفاعلني احملليني يف جمال السياحة‪ ،‬كاجلمعيات السياحية واحلرفية‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫بدأ اجملتمع احمللي يهتم ابلوعي السياحي من خالل إبراز معامله السياحية والدعوة للمحافظة على املوروث‬ ‫‪-‬‬

‫احلياري ملدينة ورقلة‪ ،‬كاإلهتمام بنشر ثقافة املنطقة وتراثها املادي والالمادي من فلكلور وعادات وتقاليد تربز‬

‫املأكوالت الشعبية احمللية واللباس التقليدي الورقلي‪ ،‬عرب إقامة معارض مناسباتية (غري دائمة) على طول السنة‪.‬‬

‫يهتم سكان ورقلة كثريا ابحلرف التقليدية وإبرازها كواجهة للثقافة احمللية‪ ،‬حيث تعترب املنتوجات احلرفية‬ ‫‪-‬‬

‫التقليدية ملدينة ورقلة عامل جذب للسياحة ابملنطقة‪ ،‬إذ شهد إقبال على هذه الصناعات كهدااي تذكارية جتمع‬

‫بني املوروث الثقايف والرموز والدالالت اليت تعرب عن اخلصوصيات الثقافية للمنطقة‪.‬‬

‫بينت الدراسة دور التنشئة االجتماعية كعامل أساسي يف تعليم اإلانث احلرفة يف البيت أو يف اجلمعيات‬ ‫‪-‬‬

‫واملؤسسات املختصة‪.‬‬

‫تلعب العالقات االجتماعية للحرفيني دورا هاما يف ترويج سلعهم وبيعها عرب عرضها مباشرة على أفراد‬ ‫‪-‬‬

‫اجملتمع احمللي أو عرب روابط القرابة واملصاهرة واجلوار‪.‬‬

‫يعد الطرز التقليدي أهم حرفة حيبذها احلرفيون‪ ،‬مث صناعة السعفة لتنوع خدماهتا ومالئمتها لطبيعة املناخ‬ ‫‪-‬‬

‫الصحراوي والطابع التقليدي السائد يف املنطقة والطلب الكبري عليها من طرف السيا خاصة القبعات السعفية‪.‬‬

‫أثبتت الدراسة وجود تثاقف تكنولوجي يف صناعة احلرف التقليدية‪ ،‬بدخول اآللة لعصرنة احلرفة والتحكم‬ ‫‪-‬‬

‫يف الطلب املتزايد على منتوجات الطرز التقليدي‪ ،‬وأتثريها على إبداع احلريف‪.‬‬

‫أثبتت الدراسة تراجع لبعض احلرف التقليدية اليت تعرب عن أصالة وثقافة املرأة الورقلية كالزربية الورقلية‬ ‫‪-‬‬

‫اليت هلا جذور اترخيية إلبداع اإلنسان الصحراوي الورقلي‪.‬‬

‫غالبية احلرفيني املنتجني للحرف والصناعات التقليدية املرتبطة ابلسياحة هم من فئة اإلانث‪ ،‬من خمتلف‬ ‫‪-‬‬

‫األعمار‪ ،‬هلم مستوى متوسط ومرتفع من ذوي املستوى اجلامعي ولديهم ثقافة ووعي سياحي كبري أدى ذلك إىل‬

‫تنويع املنتجات بني االبتكار واإلبداع‪ ،‬وعالقته ابلتنمية الذاتية من حيث الذوق الفين والرسوم والزخرفة اليت تعرب‬

‫‪000‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫عن حيارة جمتمع وإبداع احلريف الورقلي الصحراوي‪ ،‬وهذا ما أشارت إليه النظرية الوظيفية اليت أكدت يف دراستنا‬

‫على أن احلرفيات واحلرفيون يف ورقلة يتقلدون وظائف يف النظام االجتماعي القائم ويلعبون فيها أدوارا وسط تفاعل‬

‫بني احلرفيني واجملتمع احمللي‪ ،‬واحلرفيني والسيا ‪ ،‬ينتج من هذا التفاعل انتقال عناصر ثقافية بينهم‪ ،‬مثلما أشارت‬

‫إليه نظرية االنتشار الثقايف‪.‬‬

‫تتأثر السياحة والصناعات التقليدية مبدينة ورقلة ابملشكالت اخلارجية السياسية واألمنية والصحية‪ ،‬كتأثري‬ ‫‪-‬‬

‫جائحة كوفيد‪ 91‬على النشاط السياحي ابملنطقة‪ ،‬حيث مت غلق الفنادق بفعل اإلجراءات الصحية وعزوف‬

‫السيا عن اجمليء إىل ورقلة‪ ،‬إضافة إىل إعطاء األولوية ألمن وحراسة الشركات البرتولية وشركات التنقيب أثر سلبا‬

‫على تنشيط السياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬وأتثري ذلك على دخل احلرفيني بسبب نقص يف بيع منتوجاهتم التقليدية‪ ،‬ما‬

‫يؤدي إىل تغريات يف النمط املعيشي والنسق االجتماعي العام للمجتمع احمللي‪.‬‬

‫نقص يف تكوين وتدريب املوارد البشرية املختصة كعنصر حموري يف العملية السياحية مبدينة ورقلة‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬‬

‫سيما أن غالبيتهم حاليا غري مؤهلني الستقبال السيا خاصة السيا األجانب‪.‬‬

‫‪ .2‬مناقشة النتائج بالمقارنة مع الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪ .3-2‬الدراسة األولى‪" :‬الصناعة التقليدية للمرأة والتحوالت السوسيوأنثروبولوجية"‬

‫أبرزت الدراسة دور املرأة احلرفية يف نقل املوروث الثقايف واحلياري والتارخيي للمنطقة عرب األزمنة لألجيال‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل مصنوعاهتا اليدوية وحرفها التقليدية بلمستها املعاصرة‪ ،‬وقد تشاهبت الدراستان يف دراسة األدوار‬

‫الوظيفية حيث حافظت املرأة احلرفية على الصناعة النسيجية ممثلة يف الزربية الورقلية على مر العصور‪ ،‬ونقلت‬

‫اللباس التقليدي للعروس امللحفة‪ ،‬ولباس العريس ولباس األطفال واللباس اخلاص خبتان األطفال‪ ،‬ولباس املرأة‬

‫واألغطية والفراشي اليت تعطي ألواهنا ودالالهتا ورمزيتها لثقافة املنطقة وبعدها البيئي الصحراوي‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫كما اعتربت الدراسة أن النسق القرايب ممثال يف األسرة هو احملطة األوىل يف نقل العناصر الثقافية للحرفة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫حيث ال تزال روابط الدم أهم عنصر يف اكتساب احلرفيني خلصائص أي حرفة‪ ،‬وهو ما يتشابه مع دراستنا اليت‬

‫أثببت العالقات االجتماعية اليت تربط احلرفيات وطرق توظيفها يف احملافظة على احلرفة‪ ،‬فيما مث أتيت اجلمعيات‬

‫احمللية اخلاصة ابلصناعات واحلرف التقليدية مث مؤسسة التكوين املهين كناقل للحرفة‪.‬‬

‫‪ .2-2‬الدراسة الثانية‪" :‬البناء االجتماعي للمهن في الجزائر"‬

‫تطرقت هذه الدراسة ال يت أقيمت يف تقرت القريبة من ورقلة إىل دور التنشئة االجتماعية كأهم عنصر يف‬ ‫‪-‬‬

‫تناقل وتوريث احلرفة من خالل غرس حبها واالهتمام هبا عند الناشئة منذ الطفولة‪ ،‬حيث كان يف السابق يتم‬

‫تلقني احلرفة على أساس معرفة متوارثة بني األجيال واآلن ابت هناك تناقل للحرفة كتخصص وتراث يعرب عن اهلوية‬

‫احمللية‪ ،‬وهو ما تشابه مع دراستنا نظرا لتوفر نفس النمط البيئي واالجتماعي والثقايف للدراستني‪.‬‬

‫كما أبرزت الدراسة دور احلرفة يف التعبري عن كيان احلرفيات واحلرفيني وانتمائهم ووجودهم وابلتايل تعرب‬ ‫‪-‬‬

‫عن هويتهم اليت اكتسبوها على مر الزمن تعرب عن الثقافة احمللية لإلنسان الصحراوي يف ذلك اجملال‪ ،‬وكوهنم انقل‬

‫لقيم سوسيو ثقافية عرب خمتلف األجيال واجملتمعات حيث يسمح نظام القيم يف اجملتمع من إعطائها مكانة هامة‬

‫ضمن مسارات مهنية واجتماعية‪ ،‬وهو التشابه الذي لقيته مع نتائج دراستنا‪.‬‬

‫كما وضحت الدراسة أن الوظائف واألدوار اليت تقلدهتا احلرفيات من خالل تعليم‪ ،‬توريث‪ ،‬نقل املعارف‬ ‫‪-‬‬

‫وتناقل احلرفة بني األجيال ضمن وعاء من املعايري والقيم اجملتمعية هي أهم حلقة يف البناء االجتماعي القائم وهي‬

‫ما تشاهبت مع نتائج دراستنا يف إبراز تفاعل احلرفيات ضمن نظام اجتماعي تربطهم عالقات اجتماعية وروابط‬

‫دموية وقرابية ورابط اجلوار مشكلني بذلك بناء اجتماعي خاص هبم‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫‪ .1-2‬الدراسة الثالثة‪" :‬السياحة والتغير االجتماعي في تونس‪ ،‬دراسة استطالعية وتحليلية في اآلثار‬

‫االجتماعية والثقافية لتطور قطاع السياحة بالجنوب الشرقي"‪:‬‬

‫تطرقت الدراسة إىل التغري االجتماعي الذي أحدثته السياحة يف إشارهتا إىل النسق القيمي للمجتمع‬ ‫‪-‬‬

‫احمللي املعاصر‪ ،‬حيث الحظت اختفاء الكثري من القيم التقليدية سواء كانت متعلقة بقيم األرض أو القيم العائلية‬

‫أو املعيشية والدينية يف عمومها لتحل حملها قيم االنسان املستقل واملختلفة عن اجملموعة يف منطلقاته وغاايته‬

‫وأسلوبه حيث منت لديه قيمة النجا والطمو االنساين واملال وهو ما تشابه مع نتائج دراستنا من جراء اتباع‬

‫النسق االقتصادي القائم الذي أثر على أفراد اجملتمع احمللي وشكلت قيما أثرت على املؤسسات االجتماعية‬

‫كالعائلة واملدرسة‪...‬‬

‫كما تطرقت الدراسة إىل أن السياحة والصناعات التقليدية إبمكاهنا أن تكون أحد األسس لالزدهار‬ ‫‪-‬‬

‫والتنمية إذا ما مع قامت على موازنة األبعاد الثقافية واالجتماعية والبيئية مما يسمح للمجتمع املييف أن حيافظ‬

‫على أصالته دون أن يدخل العامل االقتصادي فيشوهه‪ ،‬يف جمتمع حملي حمافظ له خصوصياته وهو ما ذهبت إليه‬

‫نتائج دراستنا وتشاهبت معه‪.‬‬

‫‪ .4-2‬الدراسة الرابعة‪" :‬دور السياحة في التغير االجتماعي والتنموي في السودان‪ ،‬دراسة حالة مدينة‬

‫بورتسودان"‪:‬‬

‫تشاهبت البيئة الصحراوية والنمط املعيشي بني السودان ومدينة ورقلة ووجود تقارب إثين بني املنطقتني‬ ‫‪-‬‬

‫على مر التاريخ عرب التبادالت التجارية والدينية اليت تديرها القوافل يف املسالك الصحراوية بني السودان و ورقلة‬

‫ابعتبارها منطقة عبور ولقاء بني خمتلف اإلثنيات من القبائل والعشائر‪ ،‬جعلت من الدراستني متقاربة من حيث‬

‫‪001‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫النتائج وقد أبرزت أن التغري االجتماعي حدث ابلفعل بسبب األنشطة السياحية والنسق االقتصادي السائد‪،‬‬

‫وأتثريها على النمط املعيشي للسكان‪.‬‬

‫كما اتفقت الدراستان على أن السياحة هلا دور تنموي للمجتمع احمللي تبني أن النشاط السياحي له‬ ‫‪-‬‬

‫أييا أتثري على النشاط االقتصادي حيث أدى إىل حتسني وضع األفراد إجيااب يف جمتمع الدراسة من حيث حتسن‬

‫نسقهم املعيشي مثل مالكي ومسريي الفنادق‪ ،‬وأصحاب ورشات الصناعات التقليدية‪ ،‬ويبقى أن مستوى أتثري‬

‫السياحة متباينا بني املنطقتني‪ ،‬حيث أن أتثريها يف منطقة بوتسودان ابلسودان أكرب من أتثريها يف منطقة ورقلة‬

‫اجتماعيا وثقافيا واقتصاداي واليت بدأت تظهر من خالل إنشاء الفنادق واملوافقة على املسلك السياحي الذي ميازج‬

‫بني الدور التنموي السياحي والنسق الثقايف جملتمع ورقلة‪.‬‬

‫‪ .5-2‬الدراسة الخامسة‪" :‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع المحلي‪ ،‬دراسة في‬

‫أنثروبولوجيا السياحة"‪:‬‬

‫تناولت هذه الدراسة التأثريات االجتماعية والثقافية للسياحة يف اجملتمع احمللي واليت أثبتت أن السياحة‬ ‫‪-‬‬

‫سامهت يف التغري االجتماعي للمرأة حيث أصبحت تعمل يف الوظائف اإلدارية واخلدماتية للقطاع السياحي‬

‫وابلتايل سامهت يف تغيري األدوار الوظيفية لألفراد يف اجملتمع احمللي وهي نفس النتيجة اليت وصلنا إلينا يف دراستنا‪.‬‬

‫كما أشارت الدراسة إىل دور الروابط القرابية وعالقات املصاهرة يف تنشيط السياحة والصناعات التقليدية‬ ‫‪-‬‬

‫ويرجع ذلك إىل متاثل العادات والتقاليد ووحدة اللغة حيث يقيي السيا مدة إجازهتم عند األقارب أو يف ضيافة‬

‫األهل واملعيشة يف جو العائلة‪ ،‬وهو ما تشابه مع نتائج دراستنا‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل مسامهة السياحة يف إحداث بعض التأثريات الثقافية كاالهتمام املتزايد ابلصناعات واحلرف‬ ‫‪-‬‬

‫التقليدية والفنون الشعبية وأثره يف زايدة الوعي الثقايف لدى فئات كثرية من اجملتمع احمللي كمسار اترخيي ثقايف‬

‫‪001‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫متوارث مساهم يف تنمية املنطقة وأفراد اجملتمع وهو ما تشابه مع نتائج الدراستني خصوصا زايدة االهتمام ابلفنون‬

‫الشعبية والصناعات واحلرف التقليدية والشعبية للمجتمع احمللي‪.‬‬

‫كما تطرقت الدراسة أييا إىل أن أغلبية الصناعات التقليدية ال تعتمد االعتماد الكلي على السياحة ملا‬ ‫‪-‬‬

‫هلا من فرتات ركـود وكساد‪ ،‬لكن زايدة النشاط السياحي يؤدي إىل رواج املنتج السياحي وإقبـال السائحني على‬

‫السلع واملنتجات‪ ،‬وهو ما يتشابه مع نتائج دراستنا اليت بينت أن مواجهة الركود السياحي برتويج املنتوجات احلرفية‬

‫والصناعات التقليدية عرب املشاركة يف املعارض احمللية والوطنية ابملنطقتني‪ ،‬فيما تعتمد منطقة الفيوم املصرية بتسويق‬

‫منتجاهتا التقليدية إىل أسواق داخلية وخارجية أييا‪.‬‬

‫خاتـمــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬

‫‪001‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫تبني دراستنا أن السياحة ظاهرة إنسانية والصناعات التقليدية تؤدي الدور الوظيفي داخل نظام سياحي قائم‬

‫وكالمها يربز املوروث احلياري والثقايف للمنطقة واجملتمع احمللي ذي اخلصائص الثقافية يف بيئة صحراوية‪ ،‬لكن هذه‬

‫الظاهرة م أتخذ حيها من الدراسات األنثروبولوجية كموضوع له دور يف التغري االجتماعي وله أتثريات اجتماعية‬

‫وثقافية على اجملتمع احمللي الذي له خصوصياته اليت متيزه عن اجملتمعات والثقافات األخرى‪ ،‬يف نظام اجتماعي‬

‫قائم على القبلية والعشائرية سرعان ما بدأت تتالشى أتثرياته يف املدن الصحراوية‪.‬‬

‫مدينة ورقلة منذ القدمي منطقة عبور والتقاء خمتلف القوافل وثقافات الشعوب‪ ،‬يتم فيها تبادل املنافع واألدوار‬

‫واجملال جعل منها موقعا اسرتاتيجيا وحمطة استقطاب التجمعات البشرية منذ القدمي إىل غاية اكتشاف النفط هبا‬

‫الذي أحدث تغيريا يف اجملتمع احمللي‪ .‬وتبقى مقوماهتا السياحية غري مستغلة مبا حتمله من أبعاد ثقافية واجتماعية‬

‫وبيئية وأركيولوجية متنوعة تعكس اترخيها وحيارهتا وإنسانيتها املتوارثة على مر العصور‪ ،‬خلفت ثقافة متنوعة‬

‫أنتجت إثنيات بنسق قيمي حمافظ‪ ،‬وحرف يدوية تقليدية تعكس التوارث األجيال حلرف األجداد‪.‬‬

‫إن البعد األنثروبولوجي لظاهرة السياحة يف مدينة ورقلة‪ ،‬له دور كبري يف إحياء اجلانب الثقايف للمجتمع الورقلي‬

‫وجعله حمل جذب للسائحني على نقص أعدادهم حاليا بسبب اخنراط العديد من األفراد واجلماعات وحىت‬

‫املؤسسات ابلثقافة دون السياحة‪ ،‬إضافة إىل طبيعة النظام االجتماعي القائم على القيم احملافظة يرى يف السياحة‬

‫تصور سليب سيأثر على خصوصيات اجملتمع احمللي وثقافته‪ ،‬إضافة إىل النسق االقتصادي السائد بتفييل اجملتمع‬

‫احمللي العمل يف الشركات البرتولية على االهتمام ابلسياحة يف مدينة ورقلة‪.‬‬

‫حيفاظ احلرفيني على املوروث احلياري والثقايف للحرف التقليدية ومسات النسق احلريف الذي يعتمد على توريثها‬

‫لألجيال الالحقة عن طريق التنشئة االجتماعية مبدينة ورقلة‪ ،‬إضافة إىل الدور والوظيفة اليت يقوم هبا اجملتمع احمللي‬

‫وخاصة احلرفيات من خالل إبراز مجال احلرف التقليدية احمللية واعتزازهم بقيمتها ودورها يف تنمية اجملتمع احمللي‬

‫‪001‬‬
‫ع رض ومناقش ة النتائ ج‬ ‫ل الس ادس‬ ‫الفص‬

‫وتنشيط السياحة مبدينة ورقلة‪ ،‬بعرض منتوجاهتم احلرفية املزخرفة أبشكال ورموز وألوان تعرب عن بعد الفياء‬

‫الصحراوي املتنوع بثقافته وبيئته‪.‬‬

‫إذن فواقع السياحة واحلرف التقليدية يف مدينة ورقلة يعكس تناقض بني املقومات الطبيعية املوجودة والوعي الثقايف‬

‫واالجتماعي للمجتمع احمللي ابلسياحة‪ ،‬نتيجة ضغط النسق االقتصادي الذي ازداد منذ اكتشاف البرتول ابملنطقة‬

‫وما تبعه من تغريات اجتماعية أثرت على االهتمام ابلسياحة لتحقيق أهداف التنمية املستدامة‪ ،‬عرب مشاركته يف‬

‫ترسيم املشاريع السياحية كاملسلك السياحي (الثقايف‪ ،‬البيئي‪ ،‬الديين) كأهم مشروع حمقق للتنمية املستدامة أببعاده‬

‫وتنوعه من سفاري ورقلة إىل سفاري الواحات ومسلك سر الواحات ومسلك رو املغامرة الواحات‪-‬الطاسيلي‬

‫الذي مير على ورقلة واهلدف منه استقطاب الكثري من السيا ‪ ،‬خاصة وأن الربامج السياحية يف كل نقطة منه‬

‫متنوعة وتتناسب مع خصوصيات كل فئة سياحية‪.‬‬

‫أظهرت دراستنا أمهية السياحة والصناعات التقليدية يف التنمية املستدامة بدمج العناصر الثقافية واالجتماعية‬

‫للمجتمع احمللي مع املؤهالت السياحية واحلرف التقليدية ملدينة ورقلة‪ ،‬وحتييد خماطر اآلاثر السلبية للسياحة بسبب‬

‫انتشار ثقافة جديدة وسلبها لعناصر الثقافة احمللية املباشر مع السيا ‪ ،‬وتعزيز الوعي السياحي احمللي مبا يسهم يف‬

‫تعزيز اهلوية الثقافية لدى أفراد اجملتمع احمللي واحلفاظ على موروثه احلياري والثقايف من أي غزو ثقايف خارجي‪،‬‬

‫ابختيار النمط السياحي املناسب خلصوصيات جمتمع مدينة ورقلة الصحراوي ابجلزائر‪ ،‬واالنتقال هبا من عاصمة‬

‫اجلزائر‪.‬‬ ‫يف‬ ‫الصحراوية‬ ‫السياحة‬ ‫عاصمة‬ ‫إىل‬ ‫البرتول‬

‫‪000‬‬
‫قائمة‬
‫المراجع والمصادر‬
‫‪ ‬قائمة المراجع والمصادر‪:‬‬

‫القواميس والمعاجم‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ -3‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم المصطلحات اإلجتماعية انجليزي فرنسي عربي‪ ،‬مكتبة لبنان‪.‬‬
‫‪ -2‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪.0220 ،‬‬
‫‪ -1‬شاكر مصطفى سليم‪ ،‬قاموس االنثروبولوجيا انجليزي عربي ‪.‬ط‪. 1981، 1‬‬
‫‪ -4‬طلعت همام‪ ،‬قاموس العلوم النفسية واالجتماعية‪ ،‬مؤسسة الرسالة للنشر‪ ،‬بيروت‪. 1984 ،‬‬
‫‪ -5‬معجم البلدان‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.7311 ،‬‬

‫الكتب باللغة العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ -6‬ابراهيم محمد الساسي العوامر‪ ،‬الصروف في تاريخ الصحراء وسوف‪ ،‬منشورات ثالة‪ ،‬األبيار‪،‬‬
‫الجزائر‪0221 ،‬‬
‫‪ -7‬أبى عبيد هلل البكري‪ ،‬المسالك والممالك‪ ،‬تحقيق أدريان فان ليوفن وأندرى فيرى‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪.7330 ،‬‬
‫‪ -8‬أحمـد ازيـد‪ ،‬إعتمـاد عـالم‪ ،‬التغير االجتماعي‪ ،‬مكتبة األنجلو المصرية‪،‬‬
‫‪ -9‬أشرف عبدهللا الضباعين‪ ،‬مواقع التراث الثقلي إدارة وسياحة وتسويق‪ ،‬و ازرة الثقافة‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪0270 ،‬‬
‫‪ -32‬اعتماد عالم‪ ،‬الحرف والصناعات التقليدية بين الثبات والتغير‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫المصرية‪ ،‬مصر‪.7337 ،‬‬
‫‪ -33‬إلهام عمران عريبي العزابي‪ ،‬علم االجتماع السياحي‪ ،‬دار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪،‬طبعة ‪.0270 ،7‬‬
‫‪ -32‬أمينة عبد هللا سالم علي‪ ،‬أثر السياحة في تطوير بعض الحرف والصناعات التقليدية دراسة‬
‫أنثروبولوجية‪ ،‬دار العلم وااليمان للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ -31‬توماس هايالند إيركسون و فين سيفرت نيلسون‪ ،‬تاريخ النظرية األنثروبولوجية‪ ،‬ترجمة الهاي‬
‫عبد الحسين‪ ،‬طبعة ‪ ،7‬دار األمة‪ ،‬العراق‪،0272 ،‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ -34‬ثروت السيد حجازي‪ ،‬الحرف اليدوية مكة المكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الجزء األول‪،7070 ،‬‬
‫‪ -35‬حامد الهادی‪ ،‬الحرفيون بين التكيف مع الفقر وصناعة رأس المال‪ ،‬مركز البحوث والدراسات‬
‫االجتماعية‪ ،‬كلية اآلداب ‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪،0222 ،‬‬
‫‪ -36‬حسين فهيم‪ ،‬قصة األنثروبولوجيا فصول في تاريخ علم اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬فيفري ‪7322‬‬
‫‪ -37‬حسين مؤنس‪ ،‬الحضارة دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫‪1978‬‬
‫‪ -38‬حمزة عبد الحليم درادكه وآخرون مبادئ السياحة ‪ ،‬دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ،7‬عمان‪ ،‬األردن‪0272 ،‬‬
‫‪ -39‬خليف مصطفى غرايبة‪ ،‬السياحة الصحراوية ‪ :‬تنمية الصحراء في الوطن العربي‪ ،‬المركز‬
‫العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪ ،‬طبعة ‪0270 ،7‬‬
‫‪ -22‬خليلة حسن حسين‪ ،‬دراسات في التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪0222‬‬
‫‪ -23‬رضوان شافو‪ ،‬الجنوب الشرقي الجزائري خالل العهد اإلستعماري ورقلة أنموذجا ‪1844 -‬‬
‫‪1962‬م‪ ،‬دارالمحاہر للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪0275 ، 7‬‬
‫‪ -22‬سمير الخليل‪ ،‬دليل مصطلحات الدراسات الثقافية والنقد الثقافي‪ ،‬إضاءة توثيقية للمفاهيم‬
‫الثقافية المتداولة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬
‫‪ -21‬شاكر محمد فتحي‪ ،‬اهمام بدراوي زيدان‪ ،‬التربية المقارنة المنهج األساليب التطبيقات‪ ،‬مجموعة‬
‫النيل العربية‪ ،‬ص‪700‬‬
‫‪ -24‬صالح بن نوار‪ ،‬مبادي في منهجية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬مخبر علم اجتماع االتصال‬
‫للبحث والترجمة ‪ -‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،0270 ،‬‬
‫‪ -25‬عبد الرحمان بن خلدون‪ ،‬العبر وديوان المبتدأ والخبر‪ ،‬ج‪ ،70‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬بيروت‬
‫‪7327‬‬
‫‪ -26‬عبد الرحمان حاجي‪ ،‬ورقلة تاريخ وحضارة‪ ،‬الجزء األول‪0272 ،‬‬
‫‪ -27‬عبد هللا بن عبد العزيز ابو عبيد البكري‪ ،‬كتاب المسالك والممالك‪ ،‬تحقيق أدريان لوفن‪ ،‬أنديري‬
‫فيري‪ ،‬ج ‪ ، 7‬دار العربية للكتاب‪ ،‬تونس ‪7330‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ -28‬عبد هللا عبد الغنى غانم‪ ،‬قراءات وتطبيقات في طرق البحث األنثروبولوجي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪0220 ،‬‬
‫‪ -29‬عبد هللا عبد الغنى غانم‪ ،‬قراءات وتطبيقات في طرق البحث األ نثروبولوجي‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪0220 ،‬‬
‫‪ -12‬علي حسن الصغير‪ ،‬التوافق البنوي بين النسق القرابي والمجال العمراني قصر ورقلة‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ ،7‬األشرف للكتاب العربي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬طبعة ‪.0272 ،7‬‬
‫‪ -13‬علي عبد الفتاح خلعان‪ ،‬االعالم الدولي والعولمة الجديدة‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪0270 ،‬‬
‫‪ -12‬علي غربي‪ ،‬أبجديات المنهجة في كتابة الرسائل الجامعية‪ ،‬منشورات مخبر علم اجتماع‬
‫االتصال جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬دار الطباعة والنشر والتوزيع‪ :‬الفائز‪ ،‬الطبعة الثانية‪،0223 ،‬‬
‫‪ -11‬فاروق أحمد مصطفى‪ ،‬التنمية المستدامة والسياحة دراسة أنثروبولوجية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬االسكندرية‪،0275 ،‬‬
‫‪ -14‬فاروق مصطفی اسماعيل‪ ،‬األنثروبولوجيا الثقافية‪،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬فرع‬
‫االسكندرية‪.، 7322 ،‬‬
‫‪ -15‬ماهر عبد العزيز‪ ،‬صناعه السياحة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.،0222 ،‬‬
‫‪ -16‬مجموعة مؤلفين‪ ،‬منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم االجتماعية‪ ،‬المركز الديمقراطي‬
‫العربي للدراسات اإلستراتيجية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬برلين‪ ،‬ألمانيا‪،0273 ،‬‬
‫‪ -17‬محمد عباس إبراهيم‪ ،‬السياحة والموروث الحضاري أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعة للطبع والنشر والتوزيع‪،2013 ،‬‬
‫‪ -18‬محمد عبيدات‪,‬محمد أبو نصار‪,‬عقلة مبيضين‪ ،‬منهجية البحث العلمي القواعد والمراحل‬
‫والتطبيقات‪ ،‬الطبعـة الثانيـة‪ ،‬دار وائـل للطباعة والنشـر‪ ،‬عمان‪7339 ،‬‬
‫‪ -19‬محمد يسري إبراهيم دعبس ‪ ،‬الجذب السياحي ‪ :‬ماهيته وخصائص ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الملتقى‬
‫المصري لإلبداع والتنمية ‪، 0227 ،‬‬
‫‪ -42‬مرتضى البشير األمين‪ ،‬وسائل االتصال والترويج السياحي‪ ،‬أمواج للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان –‬
‫األردن‪،2016 ،‬‬
‫‪ -43‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬مدخل إلى صناعة السياحة والتنمية الريفية من منظور تنموي‬
‫وبيئوي‪ ،‬دار االبتكار للنشر والتوزيع‪2018 ،‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ -42‬معن خليل عمر‪ ،‬مناهج البحث في علم اإلجتماع‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪.،0220،‬‬
‫‪ -41‬مؤرخ مجهول‪ ،‬االستبصار في عجائب األمصار‪ ،‬تحقيق‪ :‬سعد زغلول عبد الحميد‪( ،‬دار النشر‬
‫المغربية‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪7325 ،‬‬
‫‪ -44‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ‪ ،‬ترجمة‪ :‬بوزيد صحراوي‬
‫وآخرون‪ ،‬دار القصبة ‪( ،‬د ط )‪ ،‬الجزائر‪.0220 ،‬‬
‫‪ -45‬هالة عبد الرحمان عبد العليم الرفاعي‪ ،‬التأثيرات االجتماعية والثقافية للسياحة في المجتمع‬
‫المحلي‪ ،‬دراسة في أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬وكالة البنا للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬وكالة البنا للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫مصر‪.7332 ،‬‬
‫‪ -46‬هدى سيد لطيف‪ ،‬السياحة النظرية والتطبيق‪ ،‬الشركة العربية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪،7330‬ط‪7‬‬
‫‪ -47‬ورقلة األناقة والعراقة‬
‫‪ -48‬يسري دعبس‪ ،‬السياحة والمجتمع دراسة وبحوث في أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬سلسلة الدراسات‬
‫والبحوث السياحة والمتحفية‪ ،‬الملتقى المصري لإلبداع والتنمية‪ ،‬االسكندرية‬

‫المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪49- Julianna Priskin, Développement durable et tourisme : un portrait‬‬
‫‪international, Québec, Canada, 2009,‬‬
‫‪50- Gouvernement Général de L'Agérie, « Notes pour Servir a‬‬
‫‪l'Historique d'Ouargla 1885 » , R.A, nº 64,1923,pp 381-445.‬‬
‫‪51- Oghu J, Educational Anthropologie, vol 2, Henry holt and company‬‬
‫‪1996‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ -52‬أحمد ذكار‪ ،‬التاريخ اإلفريقي الحديث والمعاصر حاضرة وارجالن وعالقاتها التجارية بالسودان‬
‫الغربي من سنة ‪ 3222‬ه إلى ‪ 3123‬ه ‪ 3593‬م إلى ‪ 3881‬م‪ ،‬مذكرة ماجستير في التاريخ‬

‫‪000‬‬
‫اإلفريقي الحديث و المعاصر‪ ،‬الجامعة اإلفريقية العقيد أحمد دراية – أدرار‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية و‬
‫العلوم اإلسالمية قسم التاريخ تخصص‪ ،‬السنة الجامعية‪0272-0223 :‬‬
‫‪ -51‬أمال باشي‪ ،‬البناء االجتماعي للمهن في الجزائر دراسة سوسيو‪-‬أنثروبولوجية لحرفة الطرز‬
‫التقليدي بتقرت ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم علم االجتماع والديمغرافيا‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪،0273-0272 ،‬‬
‫‪ -54‬بسمة كحول‪ ،‬دور السياحة الصحراوية في تحقيق التنمية المحلية المستدامة بالجزائر حالة‬
‫الحظيرة الوطنية الهقار تمنراست‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪،‬‬
‫علوم اقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪.،0222 ،7‬‬
‫‪ -55‬بشيرة عالية‪ ،‬السياحة الجزائرية و دورها في كشفنه معوقات التنمية االجتماعية دراسة‬
‫سوسيولوجية ميدانية لبعض أنواع السياحية في والية البليدة ( الحضيرة الوطنية للشريعة نمودجا‪،‬‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 2‬السنة الجامعية ‪0272-0223‬‬
‫‪ -56‬بلمرداسي يامن‪ ،‬تغيرات اليد العاملة في الجزائر قطاع السياحة والصناعة التقليدية ‪2014-‬‬
‫‪ ،1990‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة باتنة ‪ ،27‬السنة الجامعية ‪-0272‬‬
‫‪0273‬‬
‫‪ -57‬بن جدو عبد القادر محي الدين الجياللي‪ ،‬الصناعة التقليدية للمرأة والتحوالت‬
‫السوسيوأنثروبولوجية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية و االجتماعية‪ ،‬جامعة البليدة‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪.0273/0272‬‬
‫‪ -58‬بن صديق نوال‪ ،‬التكوين في الصناعات والحرف التقليدية بين المحافظة على التراث ومطلب‬
‫التجديد دراسة أنتروبولوجية بمنطقة تلمسان‪ ،‬شهادة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪.0272-0270‬‬
‫‪ -59‬دحمان عبد القادر‪ ،‬دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 3‬السنة الجامعية ‪-0272‬‬
‫‪0270‬‬
‫‪ -62‬ربيع عيساني‪ ،‬التنمية السياحية المستدامة تطبيقات على مواقع السياحة الثقافية في الجزائر‬
‫دراسة حالة" تيمقاد"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أمحمد‬
‫بوقرة بومرداس‪ ،‬السنة الجامعية ‪2018/2017‬‬

‫‪001‬‬
‫‪ -63‬رحمان عبد القادر‪ ،‬دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫الماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 3‬السنة الجامعية ‪-0272‬‬
‫‪0270‬‬
‫‪ -62‬شتوح وليد‪ ،‬واقع وآفاق التنمية المستدامة في الدول النامية دراسة حالة الجزائر‪ ،‬شهادة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة باجي مختار – عنابة‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪،0223-0222‬‬
‫‪ -61‬صالح موهوب‪ ،‬تطور السياحة في الجزائر في ظل المعطيات السياحية الدولية الجديدة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير فرع التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬السنة الجامعية‬
‫‪0275-0270‬‬
‫‪ -64‬عبلة غربي‪ ،‬السياحة البيئية وتأثيرها في تنمية المجتمع المحلي بوالية قسنطينة‪ :‬دراسة‬
‫ميدانية في الوكاالت السياحية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬كلية العلوم االنسانية والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪.0272-0271 ،0‬‬
‫‪ -65‬عوينان عبد القادر‪ ،‬السياحة في الجزائر االمكانيات والمعوقات ( ‪ )2225-2222‬في ظل‬
‫اإلستراتيجية السياحية الجديدة للمخطط التوجيهي للتهيئة السياحية ‪ ، SDAT2025‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير العلوم التجارية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬السنة الجامعية ‪-0270‬‬
‫‪،0272‬‬
‫‪ -66‬عينين فضيلة‪ ،‬األسس واألطر القانونية و االجتماعية الصناعة السياحة في الجزائر‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة يوسف بن خدة بالجزائر‪.0272 ،‬‬
‫‪ -67‬قدور فريدة‪ ،‬مساهمة الحلي التقليدية في التنمية بمنطقة تلمسان‪ ،‬شهادة الماجستير‪ ،‬كلية‬
‫العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،‬السنة الجامعية ‪.0270-0277‬‬
‫‪ -68‬مودة علي أحمد محمد‪ ،‬دور السياحة في التغير االجتماعي والتنموي في السودان (دراسة‬
‫حالة مدينة بوتسودان)‪ ،‬معهد تنمية األسرة والمجتمع‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة السودان للعلوم‬
‫والتكنولوجيا‪0272 ،‬‬
‫‪ -69‬نسيمة جميل‪ ،‬السياحة الثقافية وتثمين التراث من خالل البرامج التلفزيونية في الجزائر دراسة‬
‫وصفية تحليلية لبرنامج حصة " مرحبا"‪ ،‬شهادة الماجستير‪ ،‬المدرسة الدكتورالية للعلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية تخصص علوم اإلعالم و االتصال‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪.0272 ،‬‬

‫‪001‬‬
‫المقاالت العلمية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -72‬أحالم خان‪ -‬فيروز قطاف‪ -‬نوال شنافي‪ ،‬دور الفنادق في تحقيق السياحة البيئية المستدامة‪،‬‬
‫الملتقى الدولي حول‪ :‬اقتصاديات السياحة ودورها في التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫مارس ‪.0272‬‬
‫‪ -73‬حياة فزادري‪ ،‬نصيرة تامي‪ ،‬المنهج اإلثنوغرافي كاتجاه منهجي في دراسة الظواهر االتصالية‬
‫الجديدة‪ ،Global Proceedings Repository American Research Foundation ،‬ص ص‬
‫‪،002-070‬‬
‫‪ -72‬أمال باشي‪ ،‬عبد القادر خليفة‪ ،‬البناء االجتماعي لحرفة الطرز التقليدي بمدينة تقرت (وادي‬
‫ريغ) ‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬جانفي ‪ ،0272‬ص‪-‬ص‪،20-05‬‬
‫‪ -71‬القصور الصحراوية بوالية ورقلة‪ ،‬مجلة مصلحة التراث الثقافي‪ ،‬مديرية الثقافة لوالية ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪.،0272 ،‬‬
‫‪ -74‬بقشيش علي؛ ابن لحبيب بشير‪ ،‬السياحة الصحراوية بين الخصوصية المحلية والتنوع الثقافي‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي حول‪ :‬العمل السياحي و تنمية الموارد البشرية بين الخصوصية المحلية والتجارب‬
‫العالمية‪ ،‬مجلة التنمية وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬عدد ‪( 72‬عدد خاص)‪ ،‬العفرون البليدة‪ ،0271 ،‬ص ص‪.‬‬
‫‪.020-235‬‬
‫‪ -75‬بله سعد؛ بن الحبيب محسن؛ محسن زوبيدة‪ ،‬السياحية البيئية الصحراوية‪ :‬التوجه الحديث‬
‫للسياحة المستدامة في الجزائر‪ ،‬مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‪ ،‬المجلد ‪ ،72‬العدد ‪ ،7‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫ص ص ‪30-13‬‬
‫‪ -76‬بوتي شهرزاد; رياب رابح‪ ،‬التحوالت االجتماعية ومظاهر التغير في المجتمع الجزائري ‪ -‬دراسة‬
‫سوسيوانثروبولوجية على مدينة ورقلة‪ ،‬مجلة الباحث في العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االنسانية واالجتماعية جامعة ورقلة‪ 27 ،‬مارس ‪ ،0202‬ص ص ‪ ،710-725‬الصفحات ‪)723-721‬‬
‫‪ -77‬بوجراف بالل؛خليفة عبد القادر‪ ،‬عمرانية قصر ورقلة العتيق الماضي والراهن‪ ،‬مجلة الباحث‬
‫في العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ,72‬العدد ‪ ,7‬ورقلة‪ ،‬ص ص ‪722-712‬‬
‫‪ -78‬بوكابوس سعدون‪ ،‬دور القطاع السياحي في تنمية قطاع الصناعات التقليدية والحرف في‬
‫الجزائرـ دراسات اقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،0220‬العدد ‪ ، 2‬ص ص‪،702-722 .‬‬

‫‪001‬‬
‫‪ -79‬جالل بدر خضرة‪ ،‬خطة اتنمية السياحة البيئية في منطقة كسب واستثمارها طبيعيا‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬ع‪ ،7‬الالذقية‪،‬‬
‫سوريا‪.0223 ،‬‬
‫‪ -82‬جميلة صغير‪ ،‬نجية مادوي‪ ،‬السياحة الثقافية وتسويق التراث في زمن العولمة‪ ،‬خاص‬
‫بالمؤتمر الدولي حول ‪:‬العمل السياحي وتنمية الموارد البشرية بين الخصوصية المحلية والتجارب العالمية‪،‬‬
‫مجلة التنمية و إدارة الموارد البشرية ‪ :‬بحوث و دراسات ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،0‬العدد العاشر ‪ ،‬نوفمبر‬
‫‪ ، ،2017‬ص ص‪15-22 .‬‬
‫‪ -83‬حاج قويدر عبد الرحيم ‪ ،‬شنيني حسين‪ ،‬تأثير الصناعات التقليدية على انتعاش السياحة‬
‫الصحراوية – دراسة ميدانية بمدينة غرداية‪ ،‬مجلة االستراتيجية والتنمية‪ ،‬المجلد ‪ / 72‬العـدد ‪: 1‬مكرر‬
‫)الجزء الثاني ( جانفي ‪ ، 2020‬ص ص‪229-212‬‬
‫‪ -82‬خليفة عبد القادر‪ ،‬المجموعات االجتماعية في المدينة الصحراوية بين التمايز والذوبان‪ ،‬مجلة‬
‫الباحث في العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬كلية العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪،‬‬
‫مجلد ‪ ،21‬عدد ‪ ،00‬مارس ‪ ،0275‬ص‪،‬ص ‪.2-7‬‬
‫‪ -81‬دريسي ثاني سالف‪ ،‬اشكالية الهوية الشعبية بين التطور التكنولوجي والحرف التقليدية‪ ،‬مجلة‬
‫الفكر المتوسطي‪ ،‬العدد ‪ ،77‬جوان ‪ ،0272‬ص‪-‬ص‪.202-225‬‬
‫‪ -84‬رايس مبروك‪ -‬لحسن دردوري‪ -‬خاطر طارق‪ ،‬دور السياحة البيئية في التنمية المستدامة‪،‬‬
‫الملتقى الدولي حول‪ :‬اقتصاديات السياحة ودورها في التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫مارس ‪.0272‬‬
‫‪ -85‬ريوقي‪ ,‬سليمة‪ ،‬العادات والتقاليد كمدخل استراتيجي لتنمية السياحة الصحراوية" دراسة حالة‬
‫االحتفال بالمولد النبوي بوالية تمنراست‪ ،‬مجمع أعمال الملتقى الدولي حول‪ :‬األشطة الترفيهية واأللعاب‬
‫التقليدية ودورها في تطوير السياحة الصحراوية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬يومي ‪22‬و‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪ ،0270‬ص‪770-777‬‬
‫‪ -86‬شيراز حايف سي حايف؛ دليلة بركان‪ ،‬الترويج السياحي رافد لتنشيط حركة السياحة‬
‫الصحراوية ‪ -‬والية بسكرة نموذجا‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬المجلد ‪ ,2‬العدد‬
‫‪ ,72‬جامعة المسيلة‪ ،‬ص ص ‪.25-23‬‬

‫‪001‬‬
‫‪ -87‬عيسى معزوزي‪ :‬بن تربح بن تربح‪ ،‬إستدامة السياحة البيئية الصحراوية كأساس محوري لدعم‬
‫التنمية المستدامة مع اإلشارة إلى حالة الجزائر‪ ،‬مجلة االقتصاد الدولي والعولمة جامعة الجلفة‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،0‬العدد ‪ ،7‬الصفحة ‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/123578 ،702-720‬‬
‫‪ -88‬فريد بختي؛ رضا بهياني‪ ،‬السياحة الصحراوية كأسلوب لترقية السياحة الداخلية في الجزائر ‪-‬‬
‫دراسة حالة والية تمنراست‪ ،-‬مجلة البحوث االقتصادية المتقدمة‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،0‬جامعة الوادي‪،‬‬
‫ص ص ‪710-752‬‬
‫‪ -89‬مطوية الملتقى الدولي الخامس‪ ،‬دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية‪،‬‬
‫المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم أفريقيا برعاية رئيس الجمهورية وإشراف من والي والية‬
‫ورقلة أيام ‪ 22‬و‪ 21‬و‪ 22‬نوفمبر ‪0272‬م بدار الثقافة مفدي زكرياء ورقلة‪.‬‬
‫‪ -92‬نجاة بن تركية‪ ،‬السياحة الرياضية رافد لتنشيط السياحة الداخلية في الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،27‬ديسمبر ‪،0271‬‬
‫ص ص ‪030-022‬‬
‫‪ -93‬نبيل حميدشة‪ ،‬المقابلة في البحث العلمي‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬جامعة سكيكدة‪،‬‬
‫الجزائر‪،‬العدد ‪ 2‬جوان ‪.0270‬‬
‫‪ -92‬يونسي مصطفى‪ ،‬دور وأهمية السياحة في تحقيق التنمية االقتصادية و االجتماعية ‪ -‬حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة دراسات وأبحاث‪ ،‬المجلد ‪ ,5‬العدد ‪ ,72‬جامعة الجلفة‪ ،‬ص ص ‪.052-002‬‬

‫الوثائق الرسمية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ -91‬مـديرية الــثقافة لوالية ورقلة‪ ،‬بطاقات وصفية للحرف التقليدية والفنية لوالية ورقلة‪ ،‬جوان‬
‫‪.0270‬‬
‫‪ -94‬مديرية السياحة والحرف التقليدية لوالية ورقلة‪ ،‬مونوغرافيا والية ورقلة‪.،0223 ،‬‬
‫‪ -95‬مديريـة السياحـة والصناعة التقليديـة لواليـة ورقلـة‪ ،‬مونوغرافيا والية ورقلة‪،0222 ،‬‬
‫‪ -96‬الدليل اإلحصائي لوالية ورقلة لسنة ‪ ،2238‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية‪ ،‬ورقلة‪ ،‬مارس‬
‫‪.0273‬‬
‫‪ -97‬المادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،22/72‬المؤرخ في ‪ ،02/1/0222‬الجزائر‬

‫‪000‬‬
‫‪ -98‬الجريدة الرسمية‪ ،‬أمر رقم ‪ 23-96‬مؤرخ في ‪ 32‬جانفي ‪ ،3996‬يحدد القواعد التي تحكم‬
‫الصناعة التقليدية والحرف‪ ،‬عدد رقم ‪ ،22‬الجزائر‪ 70 ،‬جانفي ‪.،7332‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪le 20 octobre 2021http://www.dtp-ouargla.dz/index.php/presentation/‬‬ ‫‪-99‬‬
‫‪0207/77/22 ، https://www.aps.dz/ar/regions/51225-2017-12-18-12-40-08 -322‬‬
‫‪ -323‬سياحة صحراوية ‪ :‬تفاؤل بنجاح الموسم بعد تراجع جائحة كورونا‪ ،‬وكالة األنباء الجزائرية يوم ‪ 22‬أكتوير‬
‫‪https://www.aps.dz/ar/economie/114479-2021-10-22-12-31-26،0207‬‬
‫‪ -322‬السياحة في مجال العلوم األنثروبولوجية ‪ ،https://e3arabi.com/?p=809504‬يوم ‪ 22‬فيفري ‪،0207‬‬
‫تم النظر فيه يوم ‪ 72‬فيفري ‪0207‬‬
‫‪00:22‬‬ ‫الساعة‬ ‫‪،0272‬‬ ‫أفريل‬ ‫‪22‬‬ ‫اإلثنوغرافي‪،‬‬ ‫المنهج‬ ‫خطوات‬ ‫بوطقوقة‪،‬‬ ‫‪ -321‬مبروك‬
‫‪http://www.aranthropos.com/‬‬
‫‪ -324‬مديرية السياحة لوالية ورقلة‪http://www.dtaouargla.dz/ar/siaha/index.htm ،‬‬
‫‪http://www.wilaya-‬‬ ‫‪0271/70/05‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يوم‬ ‫‪،‬‬ ‫ورقلة‬ ‫لوالية‬ ‫الرسمي‬ ‫‪ -325‬الموقع‬
‫‪ouargla.dz/ar/?page_id=1055‬‬
‫الرمال‪،‬‬ ‫على‬ ‫التزحلق‬ ‫مهرجان‬ ‫في‬ ‫مشارك‬ ‫‪382‬‬ ‫نحو‬ ‫‪ -326‬ورقلة‪:‬‬
‫‪30 ،https://www.aps.dz/ar/sport/119074-180/‬ديسمبر ‪،72:01 0207‬‬

‫‪ -327‬وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬صناعة تقليدية بورقلة ‪ :‬وردة الرمال ‪ .....‬ثروة طبيعية في حاجة إلى تثمين‪،‬‬
‫‪18‬ديسمبر ‪ ، 0271‬الزيارة يوم ‪ 22‬أكتوبر ‪https://www.aps.dz/ar/regions/51225- ،0207‬‬ ‫نشر يوم‬
‫‪2017-12-18-12-40-08‬‬

‫‪000‬‬
‫المالحق‬
‫الملحق رقم (‪ :)23‬نموذج لدليـــــــــــل المقابلــــــــــــــة‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫قسم علم االجتماع والديمغرافيا‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫دليــــــل مقابلــــة إلعــــداد بحـــــث خاص بالمجتمع المحلي‬


‫السياحة والحرف التقليدية وأسس التنمية المستدامة في الصحراء الجزائرية‬
‫دراسة أنثروبولوجية لواقع السياحة والحرف التقليدية بمدينة ورقلة الجزائر‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في أنثروبولوجيا التنمية‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫خليفة عبد القادر‬ ‫زيدان بتشيـــــم‬

‫*مالحظـــــة ‪:‬‬
‫في إطار إنجاز هذا البحث‪ ،‬نرجوا منكم اإلجابة بتمعن على األسئلة المطروحة‪ ،‬ونتعهد‬
‫لكم بأن المعلومات المقدمة ستوظف ألغراض إنجاز هذا البحث العلمي وفقط‪ ،‬ولكم كل‬
‫وقتكم‪.‬‬ ‫الشكر والتقدير على حسن تعاونكم‪ ،‬ومنحنا جزء من‬

‫الــموســم الجامعــي‬
‫‪2222-2239‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ -3‬المعلومات الشخصية ‪:‬‬

‫‪ 3.3‬بني إبراهيم‬ ‫( أ ) المعلومات الشخصية ‪:‬‬


‫‪ 2.3‬بني سيسين‬ ‫اإلنتماءاالجتماعي‪ . 3 :‬الوراقلة‬ ‫الشخص رقم ‪:‬‬
‫‪ 1.3‬بني واجين‬

‫‪ 3.2‬بني ثــــور‬
‫‪ 2.2‬مخادمـــــة‬ ‫‪.2‬قبائل متوطنيـــن‬
‫‪ 1.2‬سعيد عتبة‬
‫‪ 4.2‬شعانبـــــــــة‬

‫السن ‪:‬‬

‫عنوان اإلقامة ‪............................................................................... :‬‬

‫النشاط المهني ‪............................................................................... :‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫هل لكم فرد في العائلة عامل في قطاع السياحة والحرف التقليدية ؟‬

‫زوجة‬ ‫زوج‬ ‫أم‬ ‫من هو ‪ :‬أب‬

‫آخر أذكره‪.................. :‬‬ ‫إبنة‬ ‫إبن‬ ‫أخت‬ ‫أخ‬

‫‪ -2‬المحور األول‪ :‬ماهي المقومات االجتماعية والثقافية والبيئية للسياحة والحرف التقليدية في مدينة‬

‫ورقلة؟‬

‫السؤال األول ‪ :‬كيف ترى نشاط السياحة والحرف التقليدية بمدينة ورقلة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................. ....................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪000‬‬
‫السؤال الثاني‪ :‬ماهي األماكن السياحية التي تنصح بزيارتها في مدينة ورقلة؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................. ....‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬ماهي نظرتك للسائح عندما يزور ورقلة؟ وهل هناك تفضيل بين السائح األجنبي والسائح المحلي‬
‫ولماذا؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪ :‬هل توجد حركية لنشاط الحرف التقليدية يتماشى مع حركة السياح والوافدون في مدينة ورقلة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬هل أثرت السياحة والحرف التقليدية في ظهور طبقات جديدة في المجتمع المحلي بمدينة ورقلة؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال السادس‪ :‬كيف ت ُق ِوم واقع المقومات السياحية والحرف التقليدية الموجودة في مدينة ورقلة ؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪000‬‬
‫‪ -1‬المحور الثاني‪ :‬كيف أثر التنوع اإلثني والثقافي للمجتمع المحلي في السياحة والحرف‬

‫التقليدية لمدينة ورقلة ؟‬

‫السؤال األول ‪ :‬ماهي أهم القبائل واألعراش المكونة للتشكيلة االجتماعية للمجتمع المحلي بمدينة ورقلة‪ ،‬ومن يتقل‬
‫منهم فكرة السياحة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬هل يلتزم السائحون باألعراف المحلية المتفق عليها بمنطقة ورقلة؟ وهل ألعراش مدينة ورقلة دخل في‬
‫تنظيم السياحة وحركة السائحين؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................... ..................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬هل أثر السائحون في بعض أنماطكم الثقافية‪ ،‬مثل جلبهم لبعض العادات والتقاليد الخاصة بهم وبيئتهم‬
‫المعيشية وأصبحت تستخدم في حياتكم اليومية بمنطقة ورقلة كاللباس‪ ،‬األكل‪ ،‬النمط المعيشي‪...‬؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪ :‬هل أصبح المجتمع الورقلي يقبل العمل في النشاط السياحي والحرفي وخاصة المرأة الورقلية؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪001‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬هل تتقبلون تصرفات السياح االجتماعية والثقافية كنوع اللباس و طريقة الكالم…‪.‬وغيرها أذكرها‪.‬؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال السادس‪ :‬هل ترى بأن السائحين يتكيفون ثقافيا مع المجتمع المحلي لمنطقة ورقلة‪ ،‬كاحترام العادات والتقاليد‬
‫المنتشرة بورقلة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................ ..........‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال السابع‪ :‬هل تقوم بضيافة السائح عندما يزور ورقلة‪ ،‬وماهو نوع الخدمات التي تقدمها له ؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثامن‪ :‬هل ساهمت القبائل واألعراش في وضع إطار اجتماعي ثقافي خاص لتنظيم السياحة؟‬

‫إذا كان نعم‪ ،‬كيف؟‬

‫‪.................................................................................................................. ....‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................... .......................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال التاسع‪ :‬هل تربطك بأحد السائحين عالقة اجتماعية أو ثقافية‪ ،‬كالزمالة في العمل؟ أو تجارة ؟ أو عالقة‬
‫مصاهرة؟ وماهي الخدمات التي تقدمها له؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪001‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................... ...............‬‬

‫‪ -4‬المحور الثالث‪ :‬ماهي األنماط والمشروعات السياحية التي ُتنمي المجتمع المحلي كقاطرة‬

‫للتنمية المستدامة في مدينة ورقلة؟‬

‫السؤال األول ‪ :‬هل كانت مدينة ورقلة قبلة للسياحة من قبل‪ ،‬ثم كيف كان تعاملكم مع السياح آنذاك؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬هل كان للسياحة والحرف التقليدية تأثير إيجابي أم سلبي على المجتمع بمدينة ورقلة ولماذا؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثالث‪ :‬كيف تقيم المشاريع السياحية الحالية بمدينة ورقلة‪ ،‬ماهي؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪ :‬وماهو النمط السياحي الذي تراه مناسبا لثقافة المجتمع المحلي الورقلي ؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪001‬‬
‫السؤال الخامس‪ :‬هل تتقبل أن تكون السياحة والحرف التقليدية في مدينة ورقلة بديال لقطاع المحروقات والصناعة‪،‬‬
‫وتستطيع أن تساهم في التنمية المستدامة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال السادس‪ :‬كيف أثرت كورونا ‪ covid-19‬على الحركية السياحية ونشاط الحرف التقليدية في مدينة ورقلة؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫*** شكرا عىل حسن تعاونمك وحتمكل لكرثة ا ألس ئةل ‪ ،‬ونعتذر عىل أأخذ جزء من وقتمك ***‬

‫‪001‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)22‬نموذج استبيان خاص بمجموعة السائحين‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫قسم علم االجتماع والديمغرافيا‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫استبيان – خاص بمجموعة السائحين ‪ -‬إلعــــداد بحـــــث‬

‫السياحة والحرف التقليدية وأسس التنمية المستدامة في الصحراء الجزائرية‬


‫دراسة أنثروبولوجية لواقع السياحة والحرف التقليدية بمدينة ورقلة الجزائر‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في أنثروبولوجيا التنمية‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫خليفة عبد القادر‬ ‫زيدان بتشيـــــم‬

‫*مالحظـــــة ‪:‬‬

‫في إطار إنجاز هذا البحث‪ ،‬نرجوا منكم اإلجابة بتمعن على األسئلة المطروحة‪ ،‬ونتعهد‬
‫لكم بأن المعلومات المقدمة ستوظف ألغراض إنجاز هذا البحث العلمي وفقط‪ ،‬ولكم كل‬
‫وقتكم‪.‬‬ ‫الشكر والتقدير على حسن تعاونكم‪ ،‬ومنحنا جزء من‬

‫الــموســم الجامعــي‬
‫‪2222-2239‬‬

‫‪000‬‬
‫السائح رقم ‪:‬‬

‫‪ -3‬المحور األول ‪ :‬المعلومات الشخصية ‪:‬‬

‫‪ -‬السن‪ ........................ :‬النشاط المهني ‪..........................‬‬


‫‪ -‬المستوى التعليمي‪..........................‬‬
‫‪ -‬البلد‪.......................... :‬‬
‫‪ -‬مكان اإلقامة في الجزائر ‪.......................... :‬‬
‫‪ -‬مكان اإلقامة للسياحة بورقلة ‪...........................................................‬‬

‫‪ -2‬المحور الثاني‪ :‬كيف أثر التنوع اإلثني والثقافي للمجتمع المحلي في السياحة والحرف‬

‫التقليدية لمدينة ورقلة ؟‬

‫السؤال األول‪ :‬عند قدومك للسياحة في مدينة ورقلة‪ ،‬هل كانت لك من قبل عالقات اجتماعية مع السكان المحليين‬
‫لمدينة ورقلة تزورها؟‬

‫ال‬ ‫نعم‬

‫إذا كانت االجابة بنعم‪ ،‬كيف كان تعاملهم معك أثناء تواصلك معهم؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني ‪ :‬كيف كان تعامل سكان مدينة ورقلة معك وأنت كسائح‪ ،‬وهل واجهت صعوبات أثناء التواصل معهم؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪000‬‬
‫السؤال الثالث ‪ :‬كيف كان تعاملك مع العادات وتقاليد المجتمع الورقلي‪ ،‬وهل أثارت إعجابك أو بغضك؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫السؤال الرابع‪ :‬هل تأثرت ببعض سلوكات المجتمع الورقلي؟‬

‫إذا كانت االجابة بنعم ‪ ،‬أذكرها؟‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪ -1‬المحور الثالث‪ :‬ماهي األنماط والمشروعات السياحية التي تنمي المجتمع المحلي كقاطرة للتنمية‬

‫المستدامة في مدينة ورقلة؟‬

‫السؤال األول‪ :‬هل سبب زيارتك لمدينة ورقلة للسياحة أم لسبب آخر؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬إذا كانت زيارتك لمدينة ورقلة للسياحة‪ ،‬ماهو المكان الذي زرته‪ ،‬وأين أقمت؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪000‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ماهو أبرز حدث سياحي يجعلك تزور وقلة للسياحة؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫السؤال الرابع‪ :‬هل اشتريت بعضا من المنتجات الحرفية المعروضة في مدينة ورقلة؟‬

‫إذا كانت االجابة بنعم‪ ،‬ماهي‪ ،‬وكيف اشتريتها؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................ ......................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الخامس‪ :‬كيف تقيم تجربتك أثناء سياحتك لمدينة ورقلة‪ ،‬وتجربتك مع المجتمع الورقلي؟ وهل ستزورها مرة‬
‫أخرى؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫*** شكرا عىل حسن تعاونمك وحتمكل لكرثة ا ألس ئةل ‪ ،‬ونعتذر عىل أأخذ جزء من وقتمك ***‬

‫‪000‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)21‬نموذج استبيان خاص بمجموعة الحرفيين‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قاصدي مرباح ورقلة‬

‫قسم علم االجتماع والديمغرافيا‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫استبيان – خاص بمجموعة الحرفيين ‪ -‬إلعــــداد بحـــــث‬

‫السياحة والحرف التقليدية وأسس التنمية المستدامة في الصحراء الجزائرية‬


‫دراسة أنثروبولوجية لواقع السياحة والحرف التقليدية بمدينة ورقلة الجزائر‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في أنثروبولوجيا التنمية‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫خليفة عبد القادر‬ ‫زيدان بتشيـــــم‬

‫*مالحظـــــة ‪:‬‬

‫في إطار إنجاز هذا البحث‪ ،‬نرجوا منكم اإلجابة بتمعن على األسئلة المطروحة‪ ،‬ونتعهد لكم بأن‬
‫المعلومات المقدمة ستوظف ألغراض إنجاز هذا البحث العلمي وفقط‪ ،‬ولكم كل الشكر والتقدير على‬
‫وقتكم‪.‬‬ ‫حسن تعاونكم‪ ،‬ومنحنا جزء من‬

‫الــموســم الجامعــي‬
‫‪2222-2239‬‬

‫‪000‬‬
‫الحرفي رقم ‪:‬‬

‫‪-3‬المحور األول ‪ :‬المعلومات الشخصية ‪:‬‬

‫‪ -‬السن ‪ ........................ :‬النشاط المهني ‪..........................‬‬

‫‪ -‬المستوى التعليمي‪..........................‬‬

‫‪ -‬الحالة االجتماعية‪..................................................................... :‬‬

‫‪ -‬اإلنتماء االجتماعي األصلي (الوالية ‪ ،‬المدينة ‪ ،‬المنطقة )‪.....................................‬‬

‫‪ -‬مكان اإلقامة بورقلة ‪..........................................................................‬‬

‫‪-2 -‬المحور الثاني‪ :‬كيف أثر التنوع اإلثني والثقافي للمجتمع المحلي في السياحة والحرف التقليدية‬

‫لمدينة ورقلة ؟‬

‫السؤال األول‪ :‬ماهو نوع المنتجات الحرفية التي تصنعها؟ ولماذا؟‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................... ..................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثاني‪ :‬من أين اكتسبت أو تعلمت هذه الحرفة؟‬


‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................... ...‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪000‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬هل لهذه المنتجات الحرفية عالقة بتاريخ وتراث منطقة ورقلة‪ ،‬وهل غيرتم وطورتم في نوعية المنتوجات‬
‫الحرفية شكال ورم از وغيرها؟‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الرابع‪ :‬هل يقتني منتوجكم الحرفي السائح‪ ،‬أم السكان المحليين لمدينة ورقلة أم معا؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الخامس‪ :‬أثناء اقتناء السائح لمنتوجكم الحرفي‪ ،‬هل تعرفه بتاريخ وتراث ذلك المنتوج أم يختار وحده ذلك المنتوج‬
‫بدون تواصل معك؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................ ..............‬‬

‫السؤال السادس‪ :‬ماهو رأيك في مساهمة الحرف التقليدية في جلب السياح وتنشيط السياحة في مدينة ورقلة ؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫‪001‬‬
‫السؤال السابع‪ :‬ماهي الصعوبات التي تواجهونها كحرفيين لتنشيط السياحة في مدينة ورقلة‪ ،‬وهل تراها منافسا لقطاع‬
‫المحروقات في المنطقة؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال الثامن‪ :‬كيف ترى تأثير الحرف التقليدية اجتماعيا وثقافيا سواء على السائحين أو على السكان المحليين؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................... ...........................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫السؤال التاسع‪ :‬هل أثر وباء كورونا ‪ covid-19‬على نشاطكم الحرفي وعلى بيع منتوجاتكم‪ ،‬وكيف؟‬

‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................... ...................‬‬
‫‪......................................................................................................................‬‬

‫*** شكرا عىل حسن تعاونمك وحتمكل لكرثة ا ألس ئةل ‪ ،‬ونعتذر عىل أأخذ جزء من وقتمك ***‬

‫‪001‬‬
‫الـملحق رقم (‪ :)4‬صور من الدراسة الميدانية كلها من إنجاز الباحث‬

‫الصورة رقم (‪ :)11‬الكثبان الرملية الذهبية التي تحيط مدينة ورقلة قبلة السياح‬

‫الصورة رقم (‪ :)19‬بحيرة حاسي بن عبد هللا فضاء الراحة واالستجمام للعائالت الورقلية والسياح‬

‫‪001‬‬
‫الصورة رقم (‪ :)13‬بحيرة أم الرانب حاضنة الطيور المهاجرة تحيطها كثبان رملية‪ ،‬ومجال الدراسات‬
‫البيئية وفضاء للسياحة‬

‫الصورة رقم (‪ :)13‬واحات ورقلة وقصر ورقلة‬

‫‪001‬‬
‫صورة رقم (‪ :)10‬المتحف الصحراوي الشهير بمدينة ورقلة‬

‫صورة رقم (‪ :)10‬متحف إجداغ تور يبلغ‬


‫‪ 311‬سنة‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ :)10‬المتحف البلدي بمدينة‬


‫ورقلة‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪ :)10‬الزاوية القادرية (المقر العام بالجزائر وعموم أفريقيا)‪ ،‬قبلة السياحة الدينية‬

‫صورة رقم (‪ :)12‬المستشفى الكوبي الجزائري لطب العيون‪ ،‬محرك السياحة العالجية في مدينة ورقلة‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪:)11‬معمارية قصر ورقلة المأهول بالسكان يبقى نمطه الصحراوي صامد آلالف السنين‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪ :)11‬مدخل لسوق الحجر بقصر ورقلة‬

‫صورة رقم (‪ :)19‬محور دوران الحجرة في شكل وردة الرمال‪ ،‬له رمزية كبيرة لدى أفراد مجتمع ورقلة‬

‫صورة رقم (‪ :)13‬ساحة سوق الخضر بوسط قصر ورقلة‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪ :)13‬المسجد المالكي العتيق (اللة مالكية) بقصر ورقلة‬

‫صورة رقم (‪ :)10‬مسجد باب عزي بقصر ورقلة‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪ :)10‬باب عزي أحد أبواب قصر ورقة السبع‬

‫صورة رقم (‪ :)10‬أحد أزقة قصر ورقلة‬ ‫صورة رقم(‪ :)10‬مقر أحد الجمعيات المهتمة‬
‫بحماية التراث المحلي الورقلي‬
‫(الجمعية القاسمية التراثية الثقافية)‬

‫‪000‬‬
‫صورة رقم (‪ :)91‬قطار المدينة (‪)Tramway‬‬ ‫صورة رقم (‪ :)12‬يبقى الجمل –البعير‪ -‬أهم‬
‫حيث يمر بين أهم نقاط الفنادق بمدينة ورقلة‬ ‫عامل جذب للسياح في مدينة ورقلة‬

‫‪001‬‬
‫نماناتناتنانتانتانتاالتلتال‬

‫الصورة رقم (‪ :)91‬المركب السياحي إجداغ تور ‪ izdaghtours‬بهندسة طبيعية في شكل مغارات‬

‫‪001‬‬
‫الصورة رقم (‪ :)99‬من داخل المركب السياحي إجداغ تور ‪izdaghtours‬‬

‫‪001‬‬
‫الصورة رقم (‪ :)93‬متحف منذ ‪ 311‬سنة‪ ،‬والذي منه تم استنباط فكرة إنشاء المركب السياحي إجداغ‬
‫تور حول هذا المتحف الموجود اآلن بداخله‪ ،‬يعبر عن حضارات وثقافات مرت من هنا أثناء التقاء القوافل‬

‫‪011‬‬
‫صورة رقم (‪ :)93‬منتوجات صناعة السعف بورقلة ألختين كفيفتين‬

‫صورة رقم (‪ :)90‬منتوجات متنوعة لصناعة السعف بمدينة ورقلة‬

‫صورة رقم (‪ :)90‬أدوات منزلية تقليدية يحتوي عليها البيت الورقلي توضح نمط العيش عند اإلنسان الورقلي‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)90‬منتوجات متنوعة لحرفة الطرز التقليدي بمدينة ورقلة خاص بالحرفية ك‪.‬السايح‬

‫صورة رقم (‪ :)90‬منتوجات متنوعة لحرفة الخياطة والطرز التقليدي بمدينة ورقلة‪ ،‬تحمل أشكال ودالالت ترمز لتراث‬
‫المنطقة وثقافتها‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)92‬مالبس متنوعة تبرز دور التنشئة االجتماعية في الحفاظ على التراث المحلي للمجتمع الورقلي‬
‫وتوريثه لألجيال‬

‫صورة رقم (‪ :)31‬الفلكلور المحلي في خدمة الموروث الحضاري لمدينة ورقلة‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)31‬الزربية الورقلية المحلية‪ ،‬ألوان ورموز تراثية تبرز اإلبداع الفني لإلنسان الورقلي‬

‫صورة رقم (‪)33‬‬ ‫صورة رقم (‪)39‬‬

‫صورة رقم (‪ :)33(،)39‬األدوات التقليدية للصناعة النسيجية‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)33‬عريس وعروس ورقلة باللباس التقليدي المحلي‪ ،‬هوية وأصالة‬

‫صورة رقم (‪ :)30‬العروس الورقلية‪ ،‬جانب من الحفاظ على النسق االجتماعي واالعتزاز بالهوية‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)30‬الدشيشة (إوزان)‬ ‫صورة رقم (‪ :)30‬المختومة (تكنيفت تادونت)‬

‫صورة رقم (‪ :)32‬شخشوخة (تكنفت تزدات)‬ ‫صورة رقم (‪ :)30‬الشاي ‪-‬التاي‪-‬‬


‫الصور (‪ :)33(،)39(،)31(،)31‬تبرز أهم المأكوالت والمشروبات المحلية لمدينة ورقلة ومطلوبة‬
‫بكثرة من طرف السياح وزوار المدينة‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ :)33‬عرض ألنواع التمر في ورقلة‪ :‬دتكل‪ ،‬تكرموصت‪ ،‬عماصيقن‪ ،‬تنصليت‪ ،‬لقطرون إقورن‪ ،‬أتخبال‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)30‬عرض خاص بمسابقة أحسن أكلة محلية ورقلية نظمتها جمعية المعصومة‬

‫صورة رقم (‪ :)30‬مسابقة أحسن أكلة محلية ورقلية إحياء للتراث الثقافي المحلي نظمته بمناسبة إحياء‬
‫الستة األمازيغية ‪ 19‬يناير لسنة ‪9191‬م‬

‫‪011‬‬
‫صورة رقم (‪ :)30‬جدرانية فنية أقامها الحرفي الفني والتشكيلي عريف سعيد بجامعة ورقلة بالقطب الجامعي ‪.3‬‬

‫صورة رقم (‪ :)30‬لوحات فنية (فن الترميل) بورقلة شكلها الحرفي الفني عريف سعيد‪.‬‬

‫الصورتين (‪ :)30(،)30‬تعكس الجداريات واللوحات الفنية بفن الترميل األبعاد البيئية واالجتماعية‬
‫والثقافية واالجتماعية لمدينة ورقلة‬

‫‪011‬‬
‫صورة رقم (‪ :)32‬منتوجات فنية بمواد محلية بورقلة شكلتها الحرفية فتيحة قبي‬

‫صورة رقم (‪ :)01‬لوحات فنية لصور قصر ورقلة مصنوعة من الجلد شكلتها الحرفية فاطمة حاج عصمان‬

‫صورة رقم (‪ :)01‬لوحات فنية لفن الترميل ومنتوجات تقليدية و وردة الرمال يتم عرضها في فندق الطاسيلي‬
‫بمدينة ورقلة‬

‫‪011‬‬
‫صورة رقم (‪ :)09‬مقر وكالة فيزا ترافل بسيدي خويلد القريبة من مدينة ورقلة‪،‬‬
‫تعتبر أهم وكالة سياحية محلية تجلب السياح من الخارج لزيارة الجزائر خاصة للصحراء الجزائرية‬

‫‪011‬‬
‫صورة رقم (‪ :)03‬فندق المهري‪ ،‬من أهم الفنادق في مدينة ورقة يمتاز ببساطة هندسته وخدماته‬
‫المتنوعة يقثده الكثير من السياح خاصة من سياحة األعمال والملتقيات‬

‫صورة رقم (‪ :)00‬فندق ليناتال باالص الجديد‬ ‫صورة رقم (‪ :)03‬فندق األلف‬

‫صورة رقم (‪ :)00‬فندق أورليي بيكارد‬ ‫صورة رقم (‪ :)00‬مجموعة فنادق بمنطقة الكاتشوما‬

‫مالحظة‪ :‬صور الفنادق في تواريخ مختلفة وساعات محددة أثناء مكوثنا في ميدان بحثنا‬

‫‪010‬‬
‫صورة رقم (‪ :)00‬صور للباحث أثناء الدراسة الميدانية‬
‫المكثفة في أوقات وساعات وتواريخ مختلفة بمنطقة‬
‫ورقلة‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬كل الصور في الملحق رقم (‪)21‬‬


‫من إنجاز الباحث أثناء الدراسة الميدانية‬

‫‪010‬‬
‫الملحق رقم (‪ :)25‬إحصائيات للسياحة والصناعات التقليدية بورقلة تابعة مؤسسات الدولة الخاصة‬
‫من ميدان الدراسة‬

‫احلضي ــرة الفندقي ــة لوالي ــة ورقل ــة لسنة ‪2112‬‬

‫عدد العمال‬
‫اهلاتف‬ ‫درجة‬ ‫طبيعة‬

‫عدد األسرة‬

‫عدد الغرف‬
‫الفاكس‬
‫العنوان‬ ‫إسم الفندق‬

‫الرقم‬
‫(‪)122‬‬
‫(‪)122‬‬ ‫التصنيف‬ ‫الفندق‬

‫‪21.13.61‬‬ ‫‪21.31.14‬‬ ‫حي افري ص ب ‪ 43‬ورقلة‬ ‫‪26‬‬ ‫‪32 55‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫الطاسيلي‬ ‫‪.1‬‬

‫‪21.11.56‬‬ ‫‪21.21.62‬‬ ‫شارع الشطي الوكال ورقلة‬ ‫‪131‬‬ ‫‪26 51‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫صحراوي‬ ‫املهري‬ ‫‪.2‬‬

‫‪26.12.31‬‬ ‫‪21.22.32‬‬ ‫هنج األمري عبد القادر ورقلة‬ ‫‪55‬‬ ‫‪33 12‬‬ ‫‪*1‬‬ ‫حضـري‬ ‫مرحبا‬ ‫‪.3‬‬
‫‪66.15.15‬‬ ‫‪66.11.11‬‬ ‫ساحة عيسات ايدير النزلة تقرت‬ ‫‪122‬‬ ‫‪62 42‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫صحراوي‬ ‫‪ .4‬الواحات(تقرت)‬
‫‪62.12.16‬‬ ‫‪62.22.31‬‬ ‫ساحة السوق ص ب ‪22‬تقرت‬ ‫‪54‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪3‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫صحراوي‬ ‫النخيل‬ ‫‪.5‬‬
‫‪21.31.16‬‬ ‫‪21.42.42‬‬ ‫حي الشرفة ورقلة‬ ‫‪52‬‬ ‫‪34 42‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫لينااتل‬ ‫‪.6‬‬
‫حي شعباين رقم ‪ 1251/12‬مسكن‬
‫‪22.11.11‬‬ ‫‪22.11.12‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪63 44‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫زايد‬ ‫‪.2‬‬
‫حاسي مسعود ورقلة‬

‫‪64.24.21‬‬ ‫‪64.24.21‬‬ ‫عني الصحراء النزلة تقرتورقلة‬ ‫‪114‬‬ ‫‪61 32‬‬ ‫غ‪ .‬م‬ ‫حضـري‬ ‫جتاين‬ ‫‪.2‬‬
‫هنج العريب بن مهيدي حي‬
‫‪21.13.56‬‬ ‫‪21.31.31‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪25 12‬‬ ‫غ‪ .‬م‬ ‫حضـري‬ ‫األلف‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ 461‬مسكن ورقلة‬

‫‪21.11.65‬‬ ‫‪21.11.65‬‬ ‫حي بين ثور ورقلة‬ ‫‪61‬‬ ‫‪33 16‬‬ ‫‪*1‬‬ ‫حضـري‬ ‫الصديق‬ ‫‪.11‬‬
‫‪21.12.11‬‬ ‫‪21.22.16‬‬ ‫شارع فلسطني ورقلة‬ ‫‪124‬‬ ‫‪26 12‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫ليون دور‬ ‫‪.11‬‬
‫حي عقبة بن انفع حاسي‬
‫‪22.24.41‬‬ ‫‪22.24.41‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪35 12‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫‪ .12‬كليب ‪34‬‬
‫مسعود ورقلة‬
‫‪21.32.45‬‬ ‫‪21.12.65‬‬ ‫هنج شيقيفارة ورقلة‬ ‫‪62‬‬ ‫‪35 12‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫األنصار‬ ‫‪.13‬‬
‫‪21.56.16‬‬ ‫‪21.42.24‬‬ ‫هنج ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1261‬ورقلة‬ ‫‪41‬‬ ‫‪24 13‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫املستقبل‬ ‫‪.14‬‬

‫هنج شيقيفارة بين ثور ورقلة‬ ‫‪31‬‬ ‫‪15 15‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫‪ .15‬الرمال الذهبية‬
‫‪21.22.15‬‬ ‫‪21.22.15‬‬ ‫هنج شيقيفارة بين ثور ورقلة‬ ‫‪31‬‬ ‫‪15 16‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫األمري‬ ‫‪.16‬‬
‫‪21.12.11‬‬ ‫‪21.22.11‬‬ ‫هنج فلسطني ورقلة‬ ‫‪21‬‬ ‫‪11 15‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫‪ .12‬الفنك الذهيب‬

‫‪010‬‬
‫هنج مقدم عبد القادر‬
‫‪21.41.46‬‬ ‫‪26.41.46‬‬
‫حاسي مسعود ص ب ‪161‬ورقلة‬
‫‪21‬‬ ‫‪32 12‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫البرتويل‬ ‫‪.12‬‬

‫‪26.23.14‬‬ ‫‪21.22.11‬‬ ‫شارع سي احلواس ورقلة‬ ‫‪22‬‬ ‫‪16 13‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫املدينة‬ ‫‪.12‬‬

‫‪21.23.14‬‬
‫‪21.24.13‬‬ ‫شارع األمري عبد القادر ورقلة‬ ‫‪22‬‬ ‫‪12 13‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫املنـار‬ ‫‪.21‬‬

‫الواحات‬
‫‪21.21.42‬‬
‫‪21.12.52‬‬ ‫هنج فلسطني بين ثور ورقلة‬ ‫‪44‬‬ ‫‪22 14‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫‪.21‬‬
‫(ورقلة)‬

‫‪21.14.31‬‬
‫‪21.14.51‬‬ ‫هنج اجلمهورية ورقلة‬ ‫‪54‬‬ ‫‪26 14‬‬ ‫ب‪.‬ن‬ ‫حضـري‬ ‫القصر‬ ‫‪.22‬‬

‫حي سيدي بوغفالة‬


‫‪/‬‬ ‫‪26.66.41‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪21 15‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫اهلناء‬ ‫‪.23‬‬
‫ورقلة‬

‫‪21.12.51‬‬ ‫‪21.35.26‬‬ ‫حي الشرفة طريق غرداية ورقلة‬ ‫‪32‬‬ ‫‪12 13‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫‪ .24‬امحر خدو‬

‫شارع العريب بن مهيدي حي‬


‫‪21.52.22‬‬ ‫‪21.52.22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪15 12‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضـري‬ ‫الرمال‬ ‫‪.25‬‬
‫‪ 461‬مسكن ورقلة‬

‫منطقة اجلهة الشمالية الغربية‬ ‫قرية العطل‬


‫‪21‬‬ ‫‪36 11‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫صحراوي‬ ‫‪.26‬‬
‫بور اهلايشة ورقلة‬ ‫إجداغ تور‬
‫مفرتق الطرق احلجرية تقرت ‪-‬‬ ‫نزل الطريق‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪22 15‬‬ ‫غ‪.‬م‬ ‫حضري‬ ‫‪.22‬‬
‫ورقلة‬ ‫التيجانية‬

‫شارع فرانس فانون تقرت‬ ‫مؤسسة معدة‬


‫‪21.14.31‬‬
‫‪21.14.51‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪12 13‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حضـري‬ ‫‪.22‬‬
‫ورقلة‬ ‫للفندقة السالم‬

‫مؤسسة معدة‬
‫‪21.24.15‬‬ ‫‪21.24.15‬‬ ‫شارع اجلمهورية ورقلة‬ ‫‪45‬‬ ‫‪24 13‬‬ ‫‪/‬‬ ‫حضـري‬ ‫‪.22‬‬
‫للفندقة سدراته‬
‫‪24‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1225‬‬ ‫‪324‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجملمـوع‬
‫‪2‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية السياحة لوالية ورقلة‪ ،‬الحضيـــرة الفندقيـــة لواليـــة ورقلـــة لسنة ‪2238‬‬

‫‪010‬‬
‫قائمة وكاالت السياحة واألسفار بوالية ورقلة‬
‫العن ــوان‬ ‫الفاكس(‪)029‬‬ ‫اهلاتف(‪)029‬‬ ‫تسميـة الوكالـة‬ ‫الرقم‬
‫‪23.23.21‬‬
‫ص ب ‪ 421‬عني البيضاء ورقــلة‬ ‫‪22.52.22‬‬
‫‪22.52.22‬‬
‫أسفـار الطـاسيـلي‬ ‫‪11‬‬
‫شارع العربـي بن مهيدي رقم‪-41 :‬‬ ‫‪21.52.61‬‬
‫ورقلـة‬
‫‪21.52.63‬‬
‫‪71.52.60‬‬
‫تنريي للرحالت السياحية‬ ‫‪12‬‬
‫طريق حاسي بن عبد هللا‪ ،‬سيدي خويلد‬ ‫‪22.21.12/16‬‬ ‫‪0774.60.18.99‬‬
‫‪ -‬ورقلة‬ ‫‪72.11.65‬‬ ‫‪0661.63.51.67‬‬
‫فيـزا للسفر‬ ‫‪13‬‬
‫حي فضيلة سعدان رقم‪ 11:‬حاسي‬ ‫‪23.22.11‬‬ ‫‪23.42.22/22‬‬
‫مسعود‪-‬ورقلة‬ ‫‪23.24.22‬‬ ‫‪23.41.15‬‬
‫روالكس سرفيس أنرتانسيوانل‬ ‫‪14‬‬
‫الطريق الوطين رقم‪ ،42:‬حي ‪461‬‬ ‫‪21.21.24‬‬ ‫‪21.21.24‬‬
‫مسكن‪ -‬ورقلة‬ ‫‪21.22.26‬‬ ‫‪1662.51.51.15‬‬
‫رشـاش تـور‬ ‫‪15‬‬
‫نزل مرحبا‪ ،‬هنج األمري عبد القادر‪ ،‬ورقلة‬ ‫‪26.16.11‬‬ ‫‪122.26.16.12‬‬ ‫بوشوشة للسياحة واألسفار‬ ‫‪16‬‬
‫‪64.34.22‬‬
‫حي النصر اخلفجي ابمنديل‪-‬ورقلة‬ ‫‪64.12.11‬‬
‫‪16.62.12.12.33‬‬
‫السعف الذهيب للسياحة واألسفار‬ ‫‪12‬‬
‫حي فضيلة سعدان‪ ،‬رقم‪ 11:‬حاسي‬
‫مسعود‪-‬ورقلة‬
‫‪25.54.24‬‬ ‫‪122.23.13.22‬‬ ‫بـال تــور‬ ‫‪12‬‬
‫‪70.48.84‬‬
‫حي بومادة عبد اجمليد‪ -‬ورقلة‬ ‫‪76.48.84‬‬
‫‪1541.35.21.22‬‬
‫الوكالة الصحراوية لألسفار‬ ‫‪12‬‬
‫هنـج اجلمهـورية ص ب رقم ‪- 422‬‬ ‫‪26.11.13‬‬
‫ورقلة‬
‫‪76.57.34‬‬
‫‪0770.89.56.79‬‬
‫فرع وكالة سياحة وأسفار اجلزائر‬ ‫‪11‬‬
‫حمل رقم‪ 11:‬جتزئة حي املسجد العتيق‬ ‫‪75.50.17‬‬ ‫‪25.51.12‬‬
‫حاسي مسعود‪ -‬ورقلة‬ ‫‪23.32.61‬‬ ‫‪1661.23.31.14‬‬
‫حاسي للسياحة‬ ‫‪11‬‬
‫قاعدة راد ماد طريق عني امناس حاسي‬ ‫‪24.21.25‬‬ ‫‪1221.22.21.15‬‬
‫مسعود‪ -‬ورقلة‬ ‫‪23.22.11‬‬ ‫‪24.21.52‬‬
‫عني صاحل سياحة‬ ‫‪12‬‬
‫ساحة احلرية‪ ،‬حمل رقم‪ ،13:‬تقرت‪-‬‬ ‫‪62.36.52‬‬ ‫‪62.12.22‬‬
‫ورقلة‬ ‫‪66.13.61‬‬ ‫‪1555.55.22.11‬‬
‫تقرت للسياحة والسفر‬ ‫‪13‬‬
‫حي األشغال العمومية ‪-‬ورقلة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫شاش تور‬ ‫‪14‬‬
‫‪21.36.36‬‬
‫حي األشغال العمومية ‪-‬ورقلة‬
‫‪21.16.53‬‬
‫‪1661.52.53.22‬‬ ‫فرع وكالة النجاح‬ ‫‪15‬‬
‫شارع سي احلواس‪ ،‬حمل رقم‪-22A:‬‬ ‫‪122.21.21.21‬‬
‫ورقلة‬
‫‪122.21.21.21‬‬
‫‪1224.56.22.41‬‬
‫الراند للسياحة واألسفار‬ ‫‪16‬‬
‫حي بوزيد بين ثور حمل رقم‪-13:‬ورقلة‬ ‫‪/‬‬ ‫‪1661.22.22.22‬‬ ‫إزوران كلوب‬ ‫‪12‬‬
‫حي سيدي بوجنان‪ ،‬حمطة البنزين (شارع‬ ‫‪1663.32.21.22‬‬
‫عيسات إيدير)‪ ،‬النزلة تقرت‪-‬ورقلة‪.‬‬
‫‪122.66.16.22‬‬
‫‪1541.12.13.65‬‬
‫حديد ترافل‬ ‫‪12‬‬
‫شارع شيقيفارة‪ ،‬حي بين ثور‪-‬ورقلة‪.‬‬ ‫‪122.21.24.15‬‬ ‫‪122.21.24.15‬‬ ‫سدراته للسياحة واألسفار‬ ‫‪12‬‬
‫‪122.21.16.21‬‬
‫حي القصر سوق احلجر – ورقلة‪.‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪1622.65.12.62‬‬
‫وكالة املواساة للسياحة‬ ‫‪21‬‬
‫حي ‪ 22‬مسكن‪ ،‬عمارة ب قسم ‪ 23‬جمموعة‬
‫ملكية ‪ 112‬حمل رقم ‪ 14‬و‪ -16‬ورقلة‬
‫‪1661.24.22.32‬‬ ‫بن كرمية للسياحة واألسفار‬ ‫‪21‬‬
‫حمل رقم ‪ 14‬حي األشغال العمومية‬ ‫‪122.21.25.22‬‬
‫مفرتق الطرق علي مالح –ورقلة‪.‬‬
‫‪122.21.25.22‬‬
‫‪1666.46.52.46‬‬
‫فرع وكالة رزاق هبلة تور‬ ‫‪22‬‬

‫‪010‬‬
‫بين ثور قسم ‪ ،41‬جمموعة ملكية ‪- 13‬‬ ‫‪1661.32.62.12‬‬
‫ورقلة‬
‫‪122.21.23.23‬‬
‫‪122.21.24.24‬‬
‫إهرير‬ ‫‪23‬‬
‫حي سيدي بن ساسي بين ثور‪ ،‬قسم ‪42‬‬ ‫‪1661.15.15.22‬‬
‫جمموعة امللكية رقم ‪- 13‬ورقلة‬
‫‪122.21.32.42‬‬
‫‪1662.14.42.54‬‬
‫حسيين‬ ‫‪24‬‬
‫حي مخيسيت ‪ ،12‬حمل رقم ‪ ،12‬تقرت‬
‫‪-‬ورقلة‬
‫فاديس‬ ‫‪25‬‬
‫شارع بن بولعيد‪ ،‬قسم ‪ ،13‬جمموعة‬
‫‪122.66.15.22‬‬ ‫‪122.66.15.22‬‬
‫ملكية رقم ‪ ،112‬قطعة أ‪ ،‬حمل رقم ‪،12‬‬
‫‪1664.34.13.26‬‬
‫وادي ريغ‬ ‫‪26‬‬
‫تقرت ‪-‬ورقلة‬
‫حي حركات قسم ‪ ،22‬جمموعة رقم ‪13‬‬
‫‪-‬ورقلة‬
‫‪122.21.41.41‬‬ ‫‪122.21.41.41‬‬ ‫محام اللة صابرة‬ ‫‪22‬‬
‫شارع نصرات حشاين‪ ،‬حمل رقم ‪،12‬‬
‫‪1551.12.51.15‬‬
‫قسم ‪ ،14‬جمموعة ملكية ‪ ،114‬تقرت‬ ‫‪122.66.11.25‬‬
‫‪122.66.11.25‬‬
‫قرابزي‬ ‫‪22‬‬
‫–ورقلة‪.‬‬
‫حي سكرة قسم ‪ ،12‬جمموعة ملكية‬
‫‪ ،22‬الرويسات ‪-‬ورقلة‬
‫ماللة‬ ‫‪22‬‬

‫*املصدر‪ :‬مديرية السياحة لوالية ورقلة‬

‫قائمة المواقع والمعالم السياحية على مستوى والية ورقلة‬

‫وجود‬ ‫وضعية املدخل‬


‫بعد املوقع عن‬ ‫الناحية‬
‫طابع السياحة‬ ‫لوحات‬ ‫وسبيل الوصول‬ ‫املوقع‬ ‫التسمية‬ ‫الرقم‬
‫مقر الوالية‬ ‫األمنية‬
‫إرشادية‬ ‫للموقع‬

‫وسط املدينة ثقافية اترخيية‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية ورقلة‬ ‫قصر ورقلة‬ ‫‪11‬‬

‫غري مهيأ والطريق‬ ‫بلدية‬


‫ثقافية اترخيية‬ ‫غري مؤمن ‪ 12‬كلم‬ ‫ال‬ ‫مدينة سدراته االثرية‬ ‫‪12‬‬
‫غري معبدة‬ ‫الرويسات‬

‫ثقافية اترخيية‬ ‫‪ 25‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية انقوسة‬ ‫قصر انقوسة‬ ‫‪13‬‬

‫ثقافية اترخيية‬ ‫‪ 145‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية متاسني‬ ‫قصر متاسني‬ ‫‪14‬‬

‫دينية‬ ‫‪ 145‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية متاسني‬ ‫الزاوية التجانية‬ ‫‪15‬‬

‫بلدية‬
‫دينية‬ ‫‪ 11‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫الزاوية القادرية‬ ‫‪16‬‬
‫الرويسات‬

‫‪010‬‬
‫بلدية عني‬ ‫زاوية سيدي بلخري‬
‫دينية‬ ‫‪ 12‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫‪12‬‬
‫البيضاء‬ ‫الشطي‬

‫وسط املدينة ثقافية اترخيية‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية ورقلة‬ ‫املتحف الصحراوي‬ ‫‪12‬‬

‫بلدية حاسي‬ ‫البئر التارخيي حاسي‬


‫ثقافية اترخيية‬ ‫‪ 21‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫‪12‬‬
‫مسعود‬ ‫مسعود‬

‫ثقافية اترخيية‬ ‫‪ 161‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبدة‬ ‫بلدية تقرت‬ ‫نصب سرتوين‬ ‫‪11‬‬

‫بلدية حاسي‬
‫صحراوية‬ ‫غري مؤمن ‪ 15‬كلم‬ ‫ال‬ ‫غري مهيأ وغري معبد‬ ‫حبرية حاسي بن عبد هللا‬ ‫‪11‬‬
‫بن عبد هللا‬
‫بلدية سيدي‬ ‫الكثبان الرملية سيدي‬
‫صحراوية‬ ‫غري مؤمن ‪ 12‬كلم‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫‪12‬‬
‫خويلد‬ ‫خويلد‬
‫غري مهيأ وغري‬ ‫بلدية‬
‫صحراوية اترخيية‬ ‫غري مؤمن ‪ 21‬كلم‬ ‫ال‬ ‫قارة كرمية‬ ‫‪13‬‬
‫معبد‬ ‫الرويسات‬
‫مدافن سالطني بين‬
‫ثقافية اترخيية‬ ‫‪ 161‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫بلدية تقرت‬ ‫‪14‬‬
‫جالب‬

‫صحراوية بيئية‬ ‫‪ 145‬كلم‬ ‫مؤمن‬ ‫نعم‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫بلدية متاسني‬ ‫حبرية متاسني‬ ‫‪15‬‬

‫صحراوية بيئية‬ ‫غري مؤمن ‪ 125‬كلم‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫بلدية املقارين‬ ‫حبرية املقارين‬ ‫‪16‬‬

‫وسط املدينة ثقافية اترخيية‬ ‫مؤمن‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫بلدية ورقلة‬ ‫متحف اجملاهد القدمي‬ ‫‪12‬‬

‫غري مهيأ وغري‬


‫ثقافية اترخيية‬ ‫غري مؤمن ‪ 161‬كلم‬ ‫ال‬ ‫بلدية النزلة‬ ‫برج رانو‬ ‫‪12‬‬
‫معبد‬
‫بلدية‬
‫ثقافية اترخيية‬ ‫غري مؤمن ‪ 161‬كلم‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫برج ديفيك‬ ‫‪12‬‬
‫تيبسبست‬

‫صحراوية‬ ‫غري مؤمن ‪ 121‬كلم‬ ‫ال‬ ‫بلدية الطيبات مهيأ ومعبد‬ ‫الكثبان الرملية ابلطيبات‬ ‫‪21‬‬

‫ثقافي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬ ‫غري مؤمن ‪ 111‬كلم‬ ‫ال‬ ‫مهيأ ومعبد‬ ‫بلدية العالية‬ ‫قصر العالية‬ ‫‪21‬‬

‫**املصدر‪ :‬مديرية السياحة لوالية ورقلة‬

‫‪011‬‬
‫وضعيـ ــة املنش ـ ــأت الفنـ ــدقيـ ــة إىل غـ ـ ــايـ ــة ‪31/12/2112‬‬
‫‪SITUATION DE L'INFRASTRUCTURE HOTELIERE AU 31/12/2018‬‬
‫تسمية الفندق‬ ‫الوضعية‬ ‫الصنـ ــف‬ ‫الطــاقــة ‪Capacité‬‬
‫‪Localisa‬‬
‫‪Dénomination‬‬ ‫القانونية‬ ‫الغ ــرف‬ ‫األس ــرة‬ ‫املــكان‬
‫‪tion‬‬ ‫‪Catégorie‬‬
‫‪Stat‬‬
‫‪de l'Hotel‬‬ ‫‪jurid‬‬
‫‪Chambres‬‬ ‫‪Lits‬‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Tassili‬‬ ‫الطاسيلىي‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪38‬‬ ‫‪76‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Mehri‬‬ ‫املهري‬ ‫‪EGT‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪76‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Marhaba‬‬ ‫مرحبا‬ ‫‪Privé‬‬ ‫*‪1‬‬ ‫جنمة واحدة‬ ‫‪33‬‬ ‫‪55‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Oasis‬‬
‫‪Touggourt‬‬ ‫الواحات‬ ‫‪EGT‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪69‬‬ ‫‪129‬‬ ‫تق ـ ــرت‬
‫‪Touggourt‬‬
‫‪Touggourt‬‬ ‫‪Nakhil‬‬ ‫النخيل‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪34‬‬ ‫‪54‬‬ ‫تق ـ ــرت‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Madina‬‬ ‫املدينة‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪16‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Sabel d'or‬‬ ‫الرمال الدهبية‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Olf‬‬ ‫األلف‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪25‬‬ ‫‪46‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Seddik‬‬ ‫الصديق‬ ‫‪Privé‬‬ ‫*‪1‬‬ ‫جنمة واحدة‬ ‫‪33‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Lynatel‬‬ ‫لينااتل‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪34‬‬ ‫‪59‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫ح ــاسي‬
‫‪H-Messaoud‬‬ ‫‪Petrolier‬‬ ‫البرتولىي‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪39‬‬ ‫‪71‬‬
‫مسعــود‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El_Anssar‬‬ ‫األنصار‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪35‬‬ ‫‪68‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Lion D'or‬‬ ‫ليون دور‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪76‬‬ ‫‪194‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Fannec_Ed‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫الفنك الذهيب‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪ahabi‬‬
‫‪El_Mousta‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫املستقبل‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪24‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪kbale‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Manar‬‬ ‫منار‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪17‬‬ ‫‪29‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Touggourt‬‬ ‫‪Tedjani‬‬ ‫التجاين‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪60‬‬ ‫‪114‬‬ ‫تق ـ ــرت‬
‫‪Touggourt‬‬ ‫‪La paix‬‬ ‫مؤسسة معدة للفندقة السالم‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪18‬‬ ‫‪48‬‬ ‫تق ـ ــرت‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Kasar‬‬ ‫القصر‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪26‬‬ ‫‪54‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El_hanna‬‬ ‫اهلناء‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪21‬‬ ‫‪34‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Rymel‬‬ ‫الرمال‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪15‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬

‫‪011‬‬
‫‪Ahmer‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫أمحر خدو‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪17‬‬ ‫‪32‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪khaddou‬‬
‫‪Oasis‬‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫الواحات‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪ouargla‬‬
‫مؤسسة معدة‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Sedrata‬‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪24‬‬ ‫‪45‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫للفندقة سدراته‬
‫ح ــاسي‬
‫‪H-Messaoud‬‬ ‫‪Club_34‬‬ ‫اندي_‪34‬‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪35‬‬ ‫‪48‬‬
‫مسعــود‬
‫ح ــاسي‬
‫‪H-Messaoud‬‬ ‫‪Zaid‬‬ ‫زايد‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪63‬‬ ‫‪94‬‬
‫مسعــود‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪EL amir‬‬ ‫األمري‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪SE‬‬ ‫ب جنمة‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪Village‬‬
‫قرية سياحية‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪touristique‬‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪36‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫إجداغ تور‬
‫‪ljdegh tour‬‬
‫‪Hotel‬‬ ‫نزل الطريق‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ورقـ ـل ــة‬
‫‪tidjania‬‬ ‫التيجانية‬
‫‪Ouargla‬‬ ‫‪El Khelaif‬‬ ‫فندق اخلاليف‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪18‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪Touggourt‬‬ ‫‪Hammadi‬‬ ‫فندق محادي‬ ‫‪Privé‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫غ مرتب‬ ‫‪24‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪185‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪990‬‬ ‫اجملم ــوع‬
‫‪2‬‬
‫‪NC : Non classé‬‬ ‫‪Source : DTA‬‬
‫املصدر ‪ /‬م س ص ت‬

‫*املصدر‪ :‬ديوان اإلحصاء لوالية ورقلة‬

‫وضعيـ ــة الصناعــة التقليدي ــة إىل غاية ‪31/12/2112‬‬


‫‪SITUATION DE L'ARTISANAT 31/12/2018‬‬
‫عدد املناصب املـ ــحدثة‬
‫‪707‬‬ ‫الصناعة التقليدية الفنية‬

‫‪205‬‬ ‫الصناعة التقليدية إلنتاج املواد‬

‫‪287‬‬ ‫الصناعة التقليدية للخدمات‬

‫‪Source : DTA‬‬ ‫املصدر ‪ /‬م س ص ت‬

‫*املصدر‪ :‬ديوان اإلحصاء لوالية ورقلة‬

‫‪011‬‬
‫املنطقة‬ ‫التسمية احمللية‬ ‫شكل التعبري الثقايف‬

‫الملحق رقم (‪ :)25‬التراث المادي والالمادي لوادي ميه و وادي ريغ‬

‫‪011‬‬
‫العايدي‬
‫الرتمييد‬ ‫األغاين‬
‫أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه‬
‫الداين دان‬ ‫الشعبية‬
‫الربوخي‬
‫األانشيد و‬
‫املدائح الدينية‬
‫أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه‬ ‫األحلان‬
‫الطبل‬
‫الغايطة ( اتزمارت ‪ /‬الزرنة)‬
‫أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه‬

‫القصعة ( تقاللة ‪/‬اتوجريت)‬


‫العود‬

‫األثنو موسيقى‬
‫القرقابو ( يت بقباقني )‬
‫اآلالت‬
‫البندير‬
‫املوسيقية‬
‫القصبة‬
‫العصى‬
‫الطار( الشراننة)‬
‫قصر ورقلة وأنقوسة‬ ‫رقصة التكوكة‬
‫الرويسات‬ ‫رقصة العصي‬
‫وادي ريغ‬ ‫رقصة احليرة‬
‫الرقص‬
‫قصر ورقلة وأنقوسة‬ ‫رقصة الباشور‬
‫أغلب مناطق ورقلة‬ ‫رقصة البارود‬
‫رقصة البوشايب‬
‫هاو يدي ( حفر اآلابر والعيون بطريقة‬
‫قصور ورقلة‬
‫مجاعية على إيقاع الطبل )‬
‫احلفالت والوالئم الدينية‬

‫قصر ورقلة و أنقوسة ‪ ،‬الرويسات‬ ‫زايرة سيدي مرزوق‬


‫أنقوسة‬ ‫زايرة سيدي مخيس الرقاين‬
‫تقرث‬ ‫زايرة سبعة وسبعني حممد‬
‫البور‬ ‫زايرة اللة الزهرة‬
‫اللة ماللة – تبعد عن ورقلة ب ‪ 08‬كلم‬ ‫زايرة اللة ماللة‬

‫‪010‬‬
‫الشط‬ ‫زايرة سيدي بلخري الشطي‬
‫بين براهيم‬ ‫زايرة اللة اللة منصورة‬
‫تقرث‬ ‫حفل زايرة رجال ملال‬
‫تقرت الكربى‬ ‫حفل زرارة رجال احلشان‬
‫سعيد عتبة‬ ‫سيدي مبارك‬
‫قصر ورقلة‬ ‫عيد وزايرة حيرة رجال ماللة‬
‫مدينة سدراته األثرية‬ ‫زايرة اإلابضيني ملدينة سدراته‬
‫القصر العتيق ( ورقلة وأنقوسة )‬ ‫ضيافة النخلة‬
‫بين وقني – ابمنديل ‪ -‬سدراته‬ ‫عيد لفجوع‬
‫سيدي خويلد‬ ‫موسم اومبري‬
‫الرويسات‬ ‫زايرة سيدي بن ساسي‬
‫مطماط ( تبعد عن ورقلة ب‪ 18‬كلم)‬ ‫زورة اللة الزيغم‬
‫تقرت‬ ‫عيد اللة مليحة‬
‫متاسني‬ ‫عيد اللة مرجانة‬
‫تقرث‬ ‫زايرة سيدي حممد بن حيي‬

‫الربكوكس (تورشيمت )‬
‫الكسكسي ابلسلق (‬
‫إيشو د سليق )‬
‫البيرتاف ( السلق )‬
‫أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه‬

‫املرور (إيشو نصراير)‬


‫الفنون املطبخية‬

‫تزوزوت حتلوى‬
‫الكسكس‬

‫تزوزوت نقوين‬
‫السفة‬
‫احلبات ( بومفور‬
‫املرشومة‬
‫املردود‬
‫بندراق‬

‫‪010‬‬
‫املختومة ( اتكنيفت‬
‫تدونت )‬
‫القرقاق‬
‫الرفيس‬

‫مآكوالت من العجني‬
‫املدقوقة ( بومريس)‬
‫البطوط‬
‫الشخشوخة‬
‫البيصار‬
‫اتكنيفت تزدات‬
‫الرخساس ( املبسس )‬
‫املطاوي‬
‫الدشيشة (إيوجان)‬ ‫الدشيشة‬
‫املعكرة‬ ‫املعكرة‬
‫املردوخة‬ ‫املردوخة‬
‫اتهريست‬ ‫الرغيدة‬
‫الربشوش‬ ‫الربشوش‬
‫البليجة‬ ‫البليجة‬
‫التاذيبة‬
‫الكمارية أو الكليلة (‬
‫الكمارية‬
‫جنب تقليدي‬
‫الربقيق ( القرايف أو آرن)‬ ‫الربقيق‬
‫املقبب‬ ‫املقبب‬
‫املطلوع‬
‫امللة نوع من أنواع اخلبز‬ ‫اخلبز‬

‫امللة‬
‫طرق طهي‬

‫املصور‬
‫اللحم‬

‫امللفوف‬

‫‪010‬‬
‫التاذيبة ( التمر و‬
‫الدهان)‬
‫الرفيس‬
‫حلوايت‬
‫توريفت‬
‫تقليدية‬
‫الطمينة‬

‫الوزوازة ( اتكروايت)‬
‫إديف‬

‫مشروابت تقليدية‬
‫الآلقمي‬
‫الرب‬

‫الشعر‬ ‫كالمية‬
‫السيق‬
‫اليامة‬
‫ذهني ـ ـ ــة‬

‫اخلربقة‬

‫تسلق النخيل‬
‫األلعاب التقليدية‬
‫سباق املهارى‬
‫رايضية‬

‫سباق اخليول‬
‫املصارعة (لقراش)‬
‫الكرة (اتشكوشت)‬
‫لعبة التقزن‬

‫متاسني‪ -‬بلدة عمر‪ -‬قصر ورقلة –‬ ‫الشعر‬


‫الشفوية‬
‫التعابري‬
‫األدبية‬

‫شعر شعيب أمازيغي‬


‫أنقوســة‬ ‫الشعيب و‬

‫‪010‬‬
‫أغلب مناطق ورقل ـ ــة‬ ‫شعر شعيب ابللغة العربية‬ ‫امللحون‬

‫قصص ابللهجة‬
‫أغلب مناطق ورقل ـ ــة‬
‫العربية‬

‫من حيث اللغة‬


‫قصص‬
‫متاسني‪ -‬بلدة عمر‪ -‬قصر ورقلة –‬ ‫ابلشلحية (‬
‫أنقوســة‬ ‫األمازيغية‪-‬‬
‫تنفوسني )‬

‫على لسان‬ ‫القصص‪،‬‬

‫من حيث شخصيات‬


‫احليواانت‬ ‫احلكاايت‬

‫القصة‬
‫أغلب مناطق وادي ريغ ووادي ميه‬

‫واألساطري‬
‫على لسان‬
‫البشر‬
‫حقيقية‬
‫من حيث مطابقتها للواقع‬

‫خرافية (‬
‫أسطورية )‬

‫متاسني‪ -‬بلدة عمر‪ -‬قصر ورقلة –‬ ‫األمثال‪،‬‬


‫أمثال وحكم ابلشلحية‬
‫أنقوســة‬ ‫واحلكم‬
‫أغلب مناطق ورقل ـ ــة‬ ‫أمثال وحكم ابلعربية‬ ‫واملأثورات‬
‫متاسني‪ -‬بلدة عمر‪ -‬قصر ورقلة –‬ ‫ألغاز ابلشلحية (‬
‫أنقوســة‬ ‫إينكازن)‬ ‫األلغاز‬
‫أغلب مناطق ورقل ـ ــة‬ ‫ألغاز ابلعربية‬
‫*املصدر‪ :‬مديرية الثقافة لوالية ورقلة‬

‫‪010‬‬
‫ملخص‪:‬‬

‫تناولت هذه الدراسة األنثروبولوجية حتليل وتفسري واقع السياحة واحلرف التقليدية مبدينة ورقلة‪ ،‬أببعادها‬

‫الثقافية واالجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬وبتارخيها وموروثها احلياري‪ ،‬بعد أن كانت ورقلة قدميا ملتقى ومنطقة‬

‫عبور للمجتمعات اإلنسانية بثقافاهتا املتنوعة‪ ،‬حيث أبرزت املعا م السياحية اليت حتتويها‪ ،‬ومسات النسق احلريف عند‬

‫احلرفيات واحلرفيني‪ ،‬ودور التنشئة االجتماعية والبناء االجتماعي يف تعلم احلرف‪.‬‬

‫وقد توصلت دراستنا األنثروبولوجية اليت اعتمدت على املنهج اإلثنوغرايف يف تطرقها للممارسات والتمثالت‬

‫والتفاعالت اليت يفرزها الفعل الثقايف بني اجملتمع احمللي والسيا ‪ ،‬إىل أن التغري االجتماعي الذي حصل يف ورقلة‬

‫منذ عقود من الزمن أثر على تنشيط السياحة يف املنطقة‪ ،‬بسبب اتباع نسق اقتصادي قائم منذ اكتشاف البرتول‪،‬‬

‫إضافة إىل شكل النظام االجتماعي املتوارث الذي ينظر إىل السياحة كعامل أتثري سليب على البعد الثقايف واهلوية‬

‫االجتماعية والرتاثية للمنطقة‪ ،‬نتيجة لالحتكاك بني الثقافة احمللية والثقافات األخرى‪.‬‬

‫بينما ينظر إىل الصناعات التقليدية على أهنا حافظ للرتاث احمللي وانقل للعناصر الثقافية حلرفة األجداد‪،‬‬

‫يسعى احلرفيون من خالل دالالهتا ورموزها وألواهنا للتعبري عن أصالة اجملتمع الصحراوي الورقلي وبيئته وثقافته‪.‬‬

‫من بني املشاريع التنموية املستدامة مشروع املسلك السياحي اجلديد‪ ،‬الذي راعى اخلصوصيات الثقافية‬

‫واالجتماعية للمجتمع احمللي‪ ،‬وبيئة املنطقة‪ ،‬وهذا ما وضحته دراستنا انطالقا من األسلوب الكيفي املتبع‪ ،‬استعنا‬

‫فيه أبدوات وتقنيات البحث امليداين األنثروبولوجي‪ ،‬حيث ميكن أن يؤهلها لتكون قطب سياحي ابمتياز يف‬

‫اجلزائر‪ ،‬ويساهم يف تنمية سياحية مستدامة لإلنسان الورقلي يف الصحراء اجلزائرية‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬أنثروبولوجيا السياحة‪ ،‬السياحة الصحراوية‪ ،‬التغري االجتماعي‪ ،‬احلرف التقليدية‪ ،‬ورقلة‪.‬‬

‫‪010‬‬
Abstarct:
This anthropological study analyzed and interpreted the reality of
tourism and traditional crafts in the city of Ouargla, with its cultural,
social, economic and environmental dimensions, and its history and
cultural heritage, After Ouargla was in the past a meeting place and a
transit area for human societies with their diverse cultures, Where it
highlighted the tourist attractions that it contains, and the features of the
literal pattern of the craftswomen and craftsmen.
Our anthropological study, which relied on the ethnographic approach
in its discussion of the practices, representations and interactions produced
by the cultural action between the local community and tourists,
concluded, That the social change that took place in Ouargla decades ago
affected the revitalization of tourism in the region, Because of following an
economic pattern that has existed since the discovery of oil, In addition to
the form of the inherited social system, which views tourism as a negative
impact factor on the cultural dimension and the social and heritage identity
of the region, As a result of friction between the local culture and other
cultures.
While traditional industries are seen as preserving the local heritage
and transmitting the cultural elements of the ancestral craft, The craftsmen
seek, through their connotations, symbols, and colors, to express the
originality of the desert and Orcali community, its environment, and its
culture.
Among the sustainable development projects is the new tourist route
project, which takes into account the cultural and social characteristics of
the local community and the region's environment, This is what our study
showed based on the qualitative method used, We used the tools and
techniques of anthropological field research, Where it can qualify it to be a
tourist pole par excellence in Algeria, It contributes to the sustainable
development of tourism for the Ouargla man in the Algerian desert.

Keywords: Anthropology of Tourism, Desert Tourism, Social Change,


Traditional Industries, Ouargla.

011

You might also like