Professional Documents
Culture Documents
لجنة المناقشة
الوالدين الكريمين
إخوتي وأخواتي
تعالى على نعمه التي ال تحصى وتوفيقه لي إلنجاز هذا العمل. الشكر هلل
أوال ُ
ثانيا أشكر جميع األساتذة الذين ساعدوني بمالحظاتهم القيمة ،وبخاصة ال ُمشرف المحترم
األستاذ الدكتور حسين لوشن الذي كان جادا من بداية المشروع إلى نهايته ،على ما قدمه
من نصائح وم الحظات تدل على امتالكه خبرة ومعرفة واسعة في مجال اإلشراف .كما
أشكر أيضا الذين لم يبخلوا علي بمراجع ومصادر كنت في أمس الحاجة إليها.
ّ
الباحث
فهرس مواضيع الدراسة
فهـــــــــــرس الجـــــــــــداول
فهـــــــــــرس األشكــــــــــــال
تمهيد36 .........................................................................
تمهيد49 ...........................................................................
الفصل الرابع :أنماط الثقافة التنظيمية والسلوكات اإلدارية المترتبة عنها 81-41 ......
تمهيد42 .........................................................................
ثانيا :ثقافة التنظيم المدعمة للمشاركة والتساند في انجاز األعمال اإلدارية44 .......
رابعا :ثقافة التنظيم المبنية على الدور وتفعيله في اإلدارة 44 .......................
تمهيد83 .........................................................................
-3-3االستمارة94 ...............................................................
تمهيد123 ........................................................................
92 ضح توزع العاملين بمصلحة الوسائل بمديرية اإلدارة المحلية لوالية أدرار
4يو ّ
93 يبين توزع العاملين بمصلحة التنشيط المحلي لمديرية اإلدارة المحلية لوالية أد ارر 5
115 14يبين األفكار التنظيمية التي يسير على أساسها العمل في اإلدارة
116 يوضح التقاليد التنظيمية التي يجري وفقها العمل في اإلدارة
ّ 18
118 22يبين العناصر المش ّكلة لقيم الثقافة التنظيمية ودورها في ضبط سلوك العاملين
122 يوضح مستوى رضا عينة الدراسة عن تدفق المعلومات داخل المؤسسة
ّ 21
136 يوضح موقف إدارة المؤسسة في حالة وقوع سلوك سلبي من العاملين
ّ 34
134 يوضح مدى التزام العاملين بمواقيت الدخول والخروج من والى المؤسسة
ّ 35
146 يوضح مدى تبيين اإلدارة للسلوكيات السلبية الممنوعة داخل المؤسسة
ّ 43
148 يوضح العناصر المساعدة على ضبط سلوكيات العاملين بالمؤسسة حسب أهميتها
ّ 45
152 يوضح مستوى اقتناع العامل بالدور الذي يقوم به داخل المؤسسة
ّ 46
152 44يبين مدى أهمية الدور الذي يقوم به العامل داخل المؤسسة
153 48يبين مدى شرح اإلدارة لألعمال والنشاطات المسندة للعاملين بالمؤسسة
156 الدراسة
يوضح مكان تكوين وتدريب عينة ّ
ّ 51
154 52يبين مدى إسناد األدوار للعاملين حسب المعايير المحددة من طرف إدارة المؤسسة
158 يوضح المعايير التي تسند على أساسها األدوار للعاملين بالمؤسسة
ّ 53
162 54يبين مدى إدراك العامل لحقوقه وواجباته في الدور الذي يقوم به
182 يوضح التغييرات في المؤسسة ذات األثر اإليجابي على سلوك العاملين
ّ 41
ملخص الدراسة
عنوان الدراسة :تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك العامل داخل المؤسسة
العمومية-دراسة ميدانية بمديرية اإلدارة المحلية بمقر والية أدرار.
أهداف الدراسة:
– 1التعرف على طبيعية قيم ثقافة التنظيم الخاصة بضبط وتوجيه سلوك العاملين في
المؤسسة العمومية.
– 2فهم نمط العالقات التي تحدثها ثقافة التنظيم والمدعمة للمشاركة والتساند بين األعضاء
بالمؤسسة العمومية.
– 3االطالع على بواعث السلوك المنتمي لثقافة التنظيم والذي يتنمط باألحداث الداخلية
والخارجية التي تحيط بالمؤسسة العمومية.
4تعيين نوعية األدوار والنشاطات واألعمال المؤطرة بثقافة التنظيم والتي يقوم بها العاملين
بالمؤسسة العمومية.
-5الوقوف على درجة تحقق األهداف المرسومة للتنظيم والتي تسعى إليها كل األطراف في
المؤسسة العمومية.
تساؤالت الدراسة
إن الرهانات التي رفعتها الجزائر منذ مطلع األلفية الثالثة في إدارة المؤسسات العمومية،
إنما الهدف منها هو إدخال هيكلة على نظمها ،وتغيير مختلف العمليات واإلجراءات التي
~ب~
تخص العمل الجاري بها ،لكن هل أثمرت فعال تلك الجهود في تطوير نمط الثقافة
التنظيمية ،ومنه التأثير اإليجابي على سلوكيات العاملين بإدارات هذه المؤسسات؟
التساؤالت الفرعية
-1هل يبدي العاملون في إدارة المؤسسة العمومية مرونة الكتساب قيم جديدة تتماشى
والثقافة التنظيمية المنمطة لسلوكياتهم والموجهة ألفكارهم ومواقفهم؟
-2هل يتمكن العاملون بإدارة المؤسسة العمومية من توطيد عالقاتهم ضمن الثقافة التنظيمية
المدعمة لمشاركاتهم وتساندهم؟
-3هل يتخذ العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،أساليب معينة في سلوكياتهم ،تتفق
والثقافة التنظيمية المنمطة لتفاعالتهم وتصرفاتهم؟
-4هل يقدر العاملون بإدارة المؤسسة العمومية ،تكييف أدوارهم مع الثقافة التنظيمية المفعلة
لنشاطاتهم وممارستهم المتنوعة؟
-5هل يستطيع العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،إحراز النجاح في تحقيق األهداف
التنظيمية العامة والتي تخص كل فريق أو أي فرد ينتمي للتنظيم نفسه؟
منهجية الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفي ،واستعان بأدوات مختلفة لجمع البيانات ،بعضها
مساعد ويتعلق األمر بالمالحظة المنظمة والمقابلة المقننة ،وبعضها اآلخر رئيسي ويتمثل
في استمارة االستبيان التي احتوت( )68سؤاال ،أربعة منها تخص البيانات الشخصية ،وأربعة
وتم توزيع االستمارات على عينة
للدراسةّ .
وستين سؤاال موّزعة حسب المحاور الخمسة ّ
~ج~
حجمها ( )49مفردة ،تتمثل في العاملين الذين يزالون عملهم بمكاتب مديرية االدارة المحلية
لوالية أدرار.
-2التنظيم يشكل نظاما أساسيا ،يبرز مدى فهم غالبية العاملين ألهمية التنظيم كنظام
أساسي في تسيير اإلدارة.
-3إن اعتراف العاملين بقيمة القوانين داخل اإلدارة في أداء الواجبات ،وتحقيق االنضباط
يظهر مدى حرصهم على ضرورة أداء الواجب ومالزمة االنضباط ،وهذا طبعا يتأتى
بوجود قوانين تفرض ذلك.
-4انخفاض تدفق المعلومات الضرورية بين غالبية العاملين ،واحتكار ذلك من طرف األقلية
والتي تكون ذات خبرة كبيرة بالمؤسسة.
-5سيادة االتصال المباشر داخل المؤسسة أمر مهم جدا ولكن غياب الوثيقة الرسمية قد
يؤدي إلى عدم االلتزام بمضمون االتصال؛ فالمكتوب على الوثيقة أبقى من المذكور
شفاهيا وبخاصة داخل المؤسسات.
-6إن تبادل المعلومات بين العاملين بنسبة كبيرة دليل على وجود اتصال أفقي بدرجة عالية
وهو ما يساعد العاملين الجدد في االندماج والتعاون مع من سبقهم داخل المؤسسة
موضوع الدراسة.
-4قد يكون أسلوب اإلدارة في منح حرية كبيرة للعاملين في مجال العمل هو السبب في قلة
االنضباط لدى األغلبية من عينة الدراسة ،وقد يكون السبب أيضا غياب المراقبة
والمتابعة في أوقات العمل.
~د~
-8اعتماد اإلدارة أسلوب التنبيه الشفهي ،عند وقوع سلوك سلبي من أحد العاملين يعبر عن
التعامل الحسن ،ومنح الفرصة للعامل لتجنب السلوكيات غير المرغوبة في المؤسسة.
-9حضور العامل متأخ ار عن الوقت المحدد وخروجه قبل الوقت المحدد رسميا أصبح أم ار
شبه مألوف في المؤسسة محل الدراسة.
واذا تأملنا في تفسيرنا لنتائج هذه الدراسة حسب ما جاء في األسئلة الفرعية ،نجد أنها في
عمومها تقدم اإلجابة عن التساؤل الرئيسي.
إن إدارة المؤسسة محل الدراسة ،شهدت تغييرات كثيرة سواء في هيكلها التنظيمي ،وفي
القوانين واإلجراءات التنظيمية منذ تأسيسها ،إضافة إلى التجديد في موردها البشري،
وبخاصة في جانب المديرين.
إن هذه التغييرات المذكورة ،البد أن يكون لها كما أظهرت النتائج ،تأثي ار واضحا على
سلوكيات العاملين بها ،فالفرد داخل هذه المؤسسة ،يتفاعل مع باقي األفراد العاملين ،ويعمل
وفقا لما تنص عليه القوانين واإلجراءات المعمول بها في المؤسسة ،والمؤسسة تتبنى وتشجع
العاملين بها على التعاون والمشاركة في إنجاز األعمال ،هدفها من ذلك إتمام هذه األعمال
في الوقت المحدد لها .وهذا كما ذكرنا ،يؤكد أن هذه الثقافة المتبناة حاليا ،انتجت لدى هؤالء
العاملين سلوكيات إيجابية ،تساعد كثي ار إدارة المؤسسة على بلوغ أهدافها ،واضافة إلى ذلك،
تبدو مالمح ثقافة تنظيمية جديدة في طور البناء والتش ّكل داخل هذه المؤسسة ،ويساندنا في
ذلك ،تأكيد اإلدارة على انجاز المهام فقط .وذلك بترك جانب كبير من الحرية للعاملين في
اتخاذ األسلوب المناسب إلنجازها ،وهذا التوجه بالرغم من إيجابياته الواضحة ،إال أنه أفرز
لدى البعض من العاملين سلوكيات سلبية.
وبناء على ما سبق؛ فإن للعاملين بالمؤسسة محل الدراسة قدرة ،ومهارة كافية للسعي
نحو إحراز نجاح كبير في تحقيق األهداف العامة للمؤسسة ،ويكون ذلك بتوفر ظروف عمل
مناسبة ،وشعور العامل بأهميته ،ومكانته داخل المؤسسة.
~ه~
الكلمات المفتاحية
الثقافة التنظيمية-التطور-التغير – النمط – السلوك – المؤسسة العمومية-العامل.
~و~
مقدمة الدراسة
أخذ موضوع الثقافة التنظيمية في السنوات األخيرة مكانة بارزة لدى منظري اإلدارة
وعلماء اجتماع المنظمات ،لكونها أحد العناصر المساهمة وبقوة في نجاح المؤسسات
وبصورة أخص في عصرنا الراهن ،عصر التحوالت السريعة في جميع المجاالت ،والذي
يتطلب مواكبة مستمرة لما يقع من تغيرات متالحقة في مجال العمل والسلوك التنظيمي.
يقول علي السلمي " يتميز العصر الحالي بصفات أساسية هي السرعة والحركة
والديناميكية التي انعكست على أجزاء المجتمع ومؤسساته .وأصبحت اإلدارة تواجه مهمة
شاقة ليس فقط متابعة تلك المتغيرات السريعة ومالحقة التطورات التكنولوجية وتوظيفها
لتحقيق أهدافها ،ولكن عليها فضال عن ذلك المبادرة بالتطوير وصنع التغيير"(.)1
فالمنظمة التي تتميز بثقافة واضحة ،متينة ،تساير الزمن وتتأقلم معه تساعد العاملين
بها على األداء المتميز واالنضباط والمبادرة وكذا اإلبداع والمشاركة الفعالة في أخذ الق اررات
التي تساعد على تحقيق وبلوغ األهداف التي تطمح المؤسسة إلى تحقيقها.
فالثقافة التنظيمية مزيج من القيم والمعتقدات والعادات المتفاعلة مع بعضها والتي تؤدي
إلى إنتاج نمط من السلوكيات المتشابهة لدى العاملين بالمنظمة ،فهي بذلك تضبط وتوجه
هذه السلوكيات وتضعها في اتجاه واحد.
عمر وصفي يرى " وجود ثقافة تنظيمية داخل المنظمة تحتوي على قيم وعادات سلوكية
مفهومة وواضحة يؤدي إلى توحيد إدراك العاملين فيها لرسالتها ،والقواعد السلوكية التي يجب
االلتزام بها من قبلهم ،فتوضح ما هو مرغوب وأخالقي وما هو غير ذلك ،فالثقافة شيء
()1
علي السلمي ،اإلدارة باألهداف ،مصر :دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،2111 ،ص.63
~ز~
أساسي وجوهري في جميع المنظمات المعاصرة اليوم ،ذلك ألنها تساعد على تنميط السلوك
()1
التنظيمي فيها وتوجهه نحو أهدافها".
ويرى عبد هللا البريدي " بأن الثقافة التنظيمية تعكس أعمق المستويات لنظام المعتقدات
والقيم واالفتراضات والقواعد والعادات التي تش ّكل سلوك األفراد داخل المنظمة بشقيه اإليجابي
()2
والسلبي على حد سواء"
والمنظمة (المؤسسة) كيفما كان حجمها لها ثقافة تنظيمية تميزها عن غيرها ،سواء أدرك
ذلك العاملون بها أو لم يدركوه .وهو ما يساعدها على تحديد مكانتها بين المنظمات األخرى
وبالتالي التفاعل معها بصورة أحسن.
وما يميز الثقافة التنظيمية بشكل خاص أنها تتسم بالديناميكية (التغير)؛ فهي تتطور تبعا
لما يقع من تغيرات في المحيط الخارجي أو في بيئة العمل الداخلية ،فال تجد مؤسسة من
المؤسسات بمنأى عن تلك التغيرات والتحوالت المتسارعة في وقتنا الراهن.
وفي ظل محيط يتميز بالحركية والتغير المستمر ،فُرض على هذه المؤسسات كيف ما
كانت طبيعتها ،أن تواكب هذه التغيرات والتحديات للحفاظ على بقائها وضمان استمرارها،
وذلك ما جعلها تتخذ إجراءات هادفة تمكنها من بلوغ األهداف ،وتحقيق النجاح الذي ترومه.
وفي هذا اإلطار جاءت هذه الدراسة بشقيها النظري والميداني لتُظهر تأثير تطور نمط
تم تقسيمها إلى
الثقافة التنظيمية على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية الجزائرية .وقد ّ
ضم ثالثة فصول ،وقسم ميداني احتوى فصلين.
قسمين؛ قسم نظري ّ
()1
عقيلي عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة ،ط ،1األردن :دار وائل للنشر والتوزيع ،2225 ،ص.98
()2
عبد هللا البريدي :ماذا نقصد بالثقافة التنظيمية-آفاق في السلوك التنظيمي ،المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني-الرياض ،العدد ،41
يناير.)2213/22/11( . http://www.drber.com/ar/articles/scientific .2225
~ح~
في هذا الفصل حدد الباحث موضوع الدراسة ،وبين أهميته العلمية والعملية ،وأظهر
األسباب الذاتية والموضوعية التي دعت إلى اختياره ودراسته ،كما أبرز المفاهيم األساسية
مرفقة بتعريفات لغوية واصطالحية ،واجرائية لمتغيرات الموضوع .ثم حصر األهداف التي
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيقها ،مع طرحه للتساؤل الرئيسي واألسئلة الفرعية المنبثقة عنه،
ليختتم الفصل بعرض لجملة من الدراسات السابقة ذات عالقة مباشرة أو غير مباشرة
بموضوع الدراسة.
سعى الباحث في هذا الفصل إلى تتبع المسار التاريخي للمؤسسة عموما ،لينتقل إلى
المراحل التي مرت بها المؤسسة العمومية في الجزائر ،انطالقا من التسيير الذاتي إلى غاية
خصخصة المؤسسات ،ليختم الفصل بتقييم لواقع هذه المؤسسة.
حاول الباحث من خالل هذا الفصل ،عرض أنماط الثقافات التنظيمية وما ينجم عنها من
سلوكيات للعاملين بالمؤسسة ،حيث تناول بال ّدراسة ثقافة البيروقراطية التي تُعنى بضبط
~ط~
المسؤوليات وتحديد المهام بشكل دقيق جدا ،ثم تع ّرض إلى ثقافة المشاركة التي تركز على
الصداقة ،ومساعدة العاملين لبعضهم البعض.
بعد ذلك تناول الباحث بالدراسة ثقافة الدور التي تركز أساسا على النظام ،االستقرار
والرقابة ،وأخي ار تعرض لثقافة المهمة وتسمى أيضا ثقافة اإلنجاز التي تهتم بالمهمة وتتميز
بالمرونة ،مع وجود استقالل نسبي لفرق العمل في أخذ الق اررات.
نتع ّرف في هذا الفصل على المنهج المعتمد في الدراسة والمتمثل في المنهج الوصفي
تم اختياره وفقا لمعايير سيرد ذكرها الحقا ،كما نتعرض إلى مجاالت هذه الدراسة وأولها
الذي ّ
المجال المكاني المحدد بمديرية اإلدارة المحلية بمقر والية أدرار ثم المجال البشري ونعني به
لنوضح بعد ذلك مختلف األدوات المستعملة في جمع البيانات
ّ عينة الدراسة وكيفية اختيارها،
ّ
من ميدان الدراسة والممثلة في المالحظة والمقابلة (أداتين مساعدتين) واالستمارة كأداة
رئيسية وأخي ار السجالت والوثائق.
في هذا الفصل قام الباحث بتحليل البيانات وتفسيرها بعد تفريغها في جداول واستعمل
تم حساب التك اررات والنسب المئوية.
لذلك برنامج الحزم اإلحصائية ( )SPSSحيث ّ
بعد عرض نتائج الدراسة شرع الباحث في مناقشتها في ضوء الدراسات السابقة وفي ضوء
نظريات الدراسة وأخي ار ف ي ضوء تساؤالتها ،ليختم ذلك كله بخالصة عامة بعد تقديمه لجملة
من التوصيات للمؤسسة العمومية محل الدراسة وغيرها من المؤسسات العمومية األخرى
لالستفادة منها.
~~1
الفصـــل األول
إشكالية الدراسة
لقد نالت الثقافة التنظيمية اهتماما متزايدا من لدن المختصين في المجال اإلداري من
علماء ومفكرين ،لكونها عنص ار أساسيا في المنظمة ،وذات دور ف ّعال وبارز في التحقيق من
مدى كفاءة وفعالية اإلدارة بالمؤسسة العمومية ،وبالتالي تحديد مدى نجاح المؤسسة أو
فشلها.
والقتناع إدارة المؤسسة العمومية بأن اإلنسان هو الثروة األساسية التي يعول عليها بشكل
دائم في رفع مستوى اإلنتاج؛ فإنها منحت هذا الجانب اهتماما بالغا ،نظ ار لما تؤديه الثقافة
من دور واضح في تشكيل قيم الفرد واتجاهاته ،وعاداته ،وكذا تصرفاته وسلوكياته مع من
يحيط به في بيئة العمل.
من المعلوم أيضا ،أن الثقافة التنظيمية تسهم بشكل جلي في رفع أداء العاملين وضبط
سلوكياتهم داخل المؤسسة في حالة توفر الظروف المناسبة ،التي تشجع العامل على
االبتكار واإلبداع والميل للمشاركة الفعالة.
فالمؤسسات في الوقت الحالي ال تلجأ إلى الرفع من المستوى العلمي للعاملين بها فقط،
بل تتجه أيضا نحو بناء ثقافة تنظيمية وتطويرها ،وذلك بجعلها تتسم بالمرونة وفقا لما يحدث
من تغيرات متالحقة ،تؤثر على سلوكيات من يعمل بها ،وهذا طبعا لخدمة أهداف تلك
المؤسسات والتي تتطلع إلى تحقيقها.
إن الثقافة التنظيمية هي التي تمنح صورة واضحة عن أسلوب العمل داخل المؤسسات
وتميزها عن غيرها من المؤسسات األخرى.
" فكما لكل مجتمع ثقافته الخاصة به ،فلكل منظمة أيضا ثقافتها الخاصة بها التي تتطور
مع مرور الوقت ،وحتى المنظمات العاملة في المجال نفسه وفي البلد نفسه ،تتميز ثقافة كل
~~3
منهما عن األخرى ،بما تشتمل عليه من قيم واعتقادات ومدركات وافتراضات ورموز ولغة
()1
وغيرها".
فالثقافة التنظيمية تتميز بالديناميكية ،حيث تتطور وتتغير تبعا لما يقع من تغيرات سواء
داخل المؤسسة أو في البيئة المحيطة بها ،أو ما يقع من تغيرات في خصائص العاملين بها.
الثقافة التنظيمية إذاً ،تتغير وتتط ّور عبر تاريخ المؤسسة ،مما يؤثر بالضرورة في
سلوكيات العنصر االستراتيجي بها والمتمثل في األفراد العاملين مهما كانت تخصصاتهم
وانتماءاتهم االجتماعية.
هذا ما ستكشف عنه هذه الدراسة الموسومة بعنوان " تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره
على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية ".
( )1فهد يوسف الدويلة ".أثر الثقافة التنظيمية على أداء الموظفين في الشركات الصناعية الكويتية" مذكرة ماجستير ،جامعة عمان العربية،2224 ،
ص. 2
~~4
.1محاولة نوعية تتناول موضوعا حديث الدراسة ،متمثال في تطور نمط الثقافة التنظيمية
وتأثيره على سلوك العامل بالمؤسسة العمومية ،وبالتالي طرح جديد في الموضوع (الثقافة
التنظيمية).
.2االطالع على أهم ما ورد في التراث النظري المتعلق بالثقافة التنظيمية وتط ّورها ،ومدى
تأثير ذلك على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية.
.3تزويد المكتبة بهذه الدراسة والتي ستفتح المجال مستقبال لدراسات أخرى بمنظور آخر،
وفي السياق ذاته.
ب-األهمية العملية:
.1تقديم رؤية عملية يمكن االستفادة منها في التعرف على طبيعة قيم ثقافة التنظيم التي
تضبط وتوجه سلوك العامل في إدارة المؤسسة العمومية.
.2فهم أنماط السلوك داخل إدارة المؤسسة العمومية المتأثرة بالبيئة الخارجية.
.3اتخاذ اإلجراءات المناسبة لتحسين مستوى األداء ودعم السلوكيات االيجابية في إدارة
المؤسسة العمومية وتصحيح السلوكيات السلبية المؤثرة على نجاحها.
~~5
-األسباب الذاتية
-األسباب الموضوعية
.1تقديم دراسة نظرية وميدانية تساعد على فهم التأثيرات المختلفة لتطور ثقافة التنظيم على
سلوك العامل داخل إدارة المؤسسة العمومية.
.2توفر عدد ال بأس به من المصادر والمراجع العلمية ذات عالقة مباشرة وغير مباشرة
بموضوع الدراسة.
نعني بتحديد مفاهيم الدراسة " تبيان ما تعنيه من مقاصد ،وتوضيح ما تتضمنه وتظهره
من صفات ،وبهذا يكون تحديد المفهوم هدفه توصيل المعلومات بوضوح للقارئ مما يساعده
~~6
على فهمها واستيعابها وربطها مع غيرها من المفاهيم السابقة عليها ،وتتضح المفاهيم أكثر
()1
كلما اتضح المقصود من ورائها ،وتكون أكثر وضوحا عندما تحمل كلماتها صورة لها".
-يعني التطور النشر أو البسط أو الفتح .وهي تستقي أصلها من الكلمة الالتينية
) ،(Evolverبمعنى يبسط ،وقد ظهرت في االنجليزية للمرة األولى في القرن السابع عشر،
ومنذ البدء ،استخدم المصطلح في سياقات متعددة ،ووجد طريقه إلى الخطاب االجتماعي
والفلسفي والعلمي الطبيعي (.)3
-وجاء في قاموس ناثان الفلسفي أن التطور هو سلسلة التحوالت التدريجية والمستمرة التي
بوسعها تسيير العالم الفيزيائي ،وعالم األحياء ،وأيضا المجتمع (.)4
وبما أن مفهوم التطور يتضمن التغيير والتطوير ،صار لزاما أن نبين القصد من كل منهما
وهذا طبعا في المجال التنظيمي (المؤسسة).
-2التغيير:
قبل اإلشارة إلى ما يعنيه مفهوم التغيير ،نذ ّكر بأن مفهوم التغيير يتضمن معنى التغير
نحو األفضل ،بمعنى التقدم والتحسن أما التغير ،فقد يكون نحو األفضل أو نحو األسوأ.
لقد عرف (ريتشارد رووبر )Richard Roeberالتغيير بأنه ":ظاهرة التحول في التوازن
تكون أساسيات
بين األنظمة المعقدة من ثقافية ،واجتماعية ،واقتصادية ،وتكنولوجية التي ّ
المجتمع "(.)5
()1
ريمون كيفي؛ فان لوك كوبنهود .دليل الباحث في العلوم االجتماعية ،تر .يوسف الجباعي ،لبنان ،1986 :ص.119
()2
خليل أحمد خليل .معجم المصطلحات االجتماعية ،ط ،1لبنان :دار الفكر اللبناني ،1995 ،ص .125
()3
طوني بينيت وآخرون .معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع ،تر .سعيد الغانمي ،ط ،1لبنان :المنظمة العربية للترجمة ،2212 ،ص .188
القاموس الفلسفي.)2213/23/23(. http:// www.maaber.50megs.com ، ()4
()5
ابن عبد الغني الطجم عبد هللا .التطوير التنظيمي ،ط ،5األردن :دار حافظ للنشر والتوزيع ،2229 ،ص.3
~~7
"مجهود طويل المدى لتحسين قدرة المنظمة على حل المشكالت ،وتجديد عملياتها على أن
يتم ذلك من خالل إحداث تطوير شامل في المناخ السائد في المنظمة مع تركيز خاص على
زيادة فعالية جماعات العمل فيها وذلك بمساعدة مستشار أو خبير في التغيير الذي يقوم
بإقناع أعضاء المنظمة باألفكار الجديدة " (.)1
" التغيير من الواقع الراهن إلى وضع أفضل باستخدام تحليل النظم وتطوير ما هو مشترك
بين المنظمة وبيئتها وجماعتها ،وأفرادها بالتعاون مع المستشارين المتخصصين في مداخل
()2
التغيير وتقنياته "
-يعرف األستاذ حسن إبراهيم بلوط التغيير بأنه" :التبديل الملموس الذي يطال أجزاء
وجوانب عمل المؤسسة ،إذ قد يشمل التغيير تعديال في التنظيم الهيكلي أو في التكنولوجيا أو
في ثقافة المؤسسات أو في إجراءات أو سياسات العمالة أو في توزيع ونشر وجدولة
()3
الموارد"
-ويع ّرف أيضا بأنه " :نشاط حتمي ،مستمر ،تفاؤلي ،يقوم على استجابة مخططة أو غير
مخططة أو المحتملة ،لتواكب أو تؤثر في التغييرات الداخلية والخارجية الحالية أو المحتملة،
وذلك بإحداث تعديالت في بعض أو جميع العناصر التي تتكون منها المنظمة ،تكون عبر
مراحل معينة باستخدام أدوات محددة من قبل أعضاء المنظمة أو من طرف جهات خارجية
متخصصة لالنتقال بالمنظمة من حيث هي اآلن في فترة زمنية معينة (الوضع الراهن) إلى
()1
محمود سلمان العميان .السلوك التنظيمي في منظمة األعمال ،ط ،3األردن :دار وائل للنشر ،2225،ص.343
()2
عامر الكبيسي .التطوير التنظيمي وقضايا معاصرة ،ط ،1سوريا :دار الرضا للنشر ،2226 ،ص.45
()3
إبراهيم بلوط حسن .المبادئ واالتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات ،ط ،1لبنان :دار النهضة العربية ،2225،ص .331
~~8
حيث ترغب أن تكون خالل المستقبل (الوضع المنشود) ،من أجل تحقيق أهداف المنظمة
بشكل أفضل"(.)1
-يعرفه محمد المغربي بأنه " :عبارة عن توازي ديناميكي بين مجموعتين من القوى تعمالن
في اتجاهين متعاكسين في المجال المادي واالجتماعي والنفسي للعمل وتتضمن إحدى هذه
المجموعات قوة دافعة في حين تتضمن المجموعة المعاكسة قوة مقيدة ،ونتيجة لتفاعل هاتين
()2
القوتين مع بعضهما تصل المنظمة إلى حالة من التوازن يطلق عليها الحالة الراهنة "
-3التطوير(Development( :
عرف بيكارد ) (Backhardالتطوير التنظيمي بأنه " :جهد مخطط يشمل المنظمة
ّ
بأكملها ويدار من القمة ،بهدف زيادة فعالية التنظيم واحساسه بالصحة من خالل مدخالت
()3
مدروسة في عمليات التنظيم ،وذلك باستخدام العلوم السلوكية"
وع ّرف التطوير التنظيمي بأنه " :عملية مخططة ومقصودة وتهدف إلى تمكين المنظمة
ُ
من التكيف مع المتغيرات البيئية وكذلك تحسين قدرتها على حل مشكالتها وذلك بإحداث
تأثير على متغيرات المدخالت ومتغيرات لألنشطة أو العمليات ،ويتم هذا بموجب استخدام
()4
مبادئ العلوم السلوكية "
()1
إسماعيل أبو عمرة عبد ربه " .تقييم التطوير التنظيمي بوكالة الغوث من وجهة نظر موظفي مكتب غزة مع التركيز على اإلدارة
والقيادة" مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية – غزة ،2212،ص.11
()2
محمد الصيرفي .إدارة التغيير ،ط ،3مصر :دار الفكر ،2226 ،ص .12
()3
حلمي األغا وفيق " ،القيادات اإلدارية ودورها في إحداث التطوير والتغيير التنظيمي اإليجابي في البنوك العاملة في قطاع غزة " ،مجلة جامعة
األزهر بغزة ،مج )2212( ،12.ص.325
()4
محمود سلمان العميان .المرجع السابق ،ص.344
~~9
ويعرف وارن بينز) (warren Bennisالتطوير التنظيمي على أنه" االستجابة للتغير
واستراتيجية تعليمية ممتدة تهدف إلى تغير المعتقدات واالتجاهات والقيم والهيكل التنظيمي
()1
حتى يستطيع التنظيم التأقلم الستيعاب التحديات التقنية ومعدالت التغير المتسارعة".
أما(ريش) ) (Rushفقد عرف التطوير التنظيمي بأنه " عملية التخطيط واإلدارة العملية
التي تستهدف تغيير ثقافة المنظمة وسلوكها ونظامها ،من أجل تحسين فعالية المنظمة في
()2
حل مشاكلها وتحقيق أهدافها "
ويعرف) (Alderferالتطوير التنظيمي بأنه " منهج شامل ومنظم وتطبيقي لتحسين
()3
الفعالية التنظيمية والفردية"
عرف وندل فرنش التطوير التنظيمي بأنه " نوع محدد نسبيا من التغيير المخطط له،
وقد ّ
()4
والهادف إلى مساعدة أفراد المنظمات في القيام بالمهام المطلوبة منهم بصورة أفضل "
من الضروري ،بعد عرض هذه التعريفات لمفهومي التغيير والتطوير ،البد أن نبين الفرق
بينهما ،إذ يعتقد الكثير أن التغيير مرادف للتطوير ،ظنا منهم أن ال فرق بينهما .والصواب
أن التطوير وظيفة إدارية ،أما التغيير فهو أداة من أدوات اإلدارة ،وبالتالي فإن التطوير هو
هدف نهائي ألي منظمة ،بينما التغيير هو وسيلة أو أداة من أدوات التطوير.
-4النمط)Pattern) :
ورد في معاجم اللغة العربية أن النمط هو الطريقة ،أو األسلوب وهو الصنف أو النوع أو
الطراز من الشيء.
()1
الصيرفي محمد .التطوير التنظيمي ،ط ،1مصر :دار الفكر الجامعي ،2226،ص.4
()2
ابن عبد الغني الطجم عبد هللا .المرجع السابق ،ص.21
()3
محمد عبد اإلله سمير يوسف" .واقع الثقافة التنظيمية السائدة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة " مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة،
،2226ص.46
()4
سلمان العميان محمود .المرجع السابق ،ص.343
~ ~ 11
والمقصود بالنمط في هذه الدراسة ،النوع؛ أي :نوع الثقافة التنظيمية داخل المؤسسة
العمومية.
-6الثقافة)Culture) :
الثقافة كلمة أصيلة ،عريقة في اللغة العربية ،فهي تعني صقل النفس ،والمنطق والفطانة،
ص َار َح ِاذقاً َخ ِفيفاً فَ ِطناً ( .)1ويعني تثقيف الرمح،
ورد في القاموس المحيط :ثَ ْقفَاً ثَقَفَاً وثَقَافَةًَ ،
تسويته وتقويمه.
أما في اللغة الفرنسية فإن لفظة ثقافة ) (Cultureتعني االهتمام بالفالحة والزراعة،
ليتطور المعنى بمرور الزمن ليدل ويعبر عن الواقع االجتماعي وتنمية األفكار في الشخصية
اإلنسانية .يع ّرف ال ُمعجم الفلسفي الثقافة بأنها " :كل ما فيه استنارة للذهن وتهذيب للذوق
وتنمية لملكة النقد والحكم لدى الفرد أو في المجتمع ،وتشمل على المعارف والمعتقدات،
()2
والفن واألخالق وجميع القدرات التي يسهم بها الفرد في مجتمعه".
" كل مركب ،يشتمل على المعرفة والمعتقدات ،والفنون واألخالق ،والقانون والعرف ،وغير
()3
ذلك من اإلمكانيات أو العادات التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا في المجتمع"
( )1الفيروز أبادي .القاموس المحيط ،ط ،8لبنان :مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ،1005 ،ص .715
( )2مجمع اللغة العربية .المعجم الفلسفي ،مصر :الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية ،1983 ،ص.58
()3
مجموعة من الكتاب .نظرية الثقافة ،تر .علي سيد الصاوي ،الكويت :المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ،1994،ص.9
~ ~ 11
" الثقافة هي الكل المركب الذي يشتمل على المعارف والعقائد والفنون واألخالق والقوانين
()1
وجميع المقومات والعادات األخرى التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا في جماعة "
-تعريف اليونسكو
"الثقافة هي جميع السمات الروحية ،والمادية ،والفكرية ،والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينه،
أو فئة اجتماعية بعينها ،وتشمل الفنون واآلداب وطرائق الحياة ،كما تشمل الحقوق األساسية
()2
لإلنسان ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات "
ويعد تعريف روبرت بيرستد وهو أحد علماء االجتماع المحدثين من أبسط تعريفات الثقافة
ُ -
وأكثرها وضوحا حيث يعرفها بقوله " :إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل
()3
ما نفكر فيه ،أو نقوم بعمله ،أو نتملكه كأعضاء في مجتمع "
يعرف مالك بن نبي الثقافة ،أنها ":مجموعة من الصفات الخلقية والقيم االجتماعية ،التي
تؤثر في الفرد منذ والدته وتصبح ال شعوريا العالقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في
(.)4
الوسط الذي ولد فيه "
()5
-وهي أيضا " طريقة حياة الشعب"
()2
المرجع نفسه ،ص.14
()3
مجموعة من الكتاب .المرجع السابق ،ص.9
()4
مالك بن نبي .مشكلة الثقافة ،تر .عبد الصبور شاهين ،ط ،4سوريا :دار الفكر ،2222 ،ص.44
)(5
Joan Ferrant. Sociology A Global Perspective, 7E, USA : 2011، p60.
~ ~ 12
-6الثقافة التنظيمية
تعددت التعريفات التي تناولت موضوع ثقافة المنظمة ،مع عدم وجود اتفاق تام حول
مفهوم ثقافة المنظمة ،حيث أشار Sharmaإلى وجود أكثر من ( )252تعريفا لثقافة
المنظمة ،قد يكون سبب عدم االتفاق في تعريف ثقافة المنظمة عائدا إلى خلفية هؤالء
الباحثين ،واختالف بيئاتهم وكذا ثقافاتهم .حيث ركز بعض الباحثين في تعريفاتهم على
األنماط الفكرية في وصف الثقافة مثل القيم ،المعتقدات ،اللغة ،الرموز ،الشعارات .فريق
آخر من الباحثين ركز في تعريفه لثقافة المنظمة على المظاهر المادية مثل اللباس والمباني.
بينما الفريق الثالث فقد مزج بين األنماط الفكرية والمظاهر المادية.
-هناك اتجاه رابع يصف الثقافة بأنها السبيل لحل جميع الصراعات وأداة للتعامل بشكل
فعال مع البيئة.
ّ
وخامس االتجاهات التي تتناول الثقافة التنظيمية فقد حدد أصحابها عددا من األبعاد
للثقافة التنظيمية ،حيث ذكر ) )Robbinsأن لثقافة المنظمة األبعاد اآلتية:
اإلبداع والمخاطرة ،اإللمام بالتفاصيل ،التوجه نحو النتائج ،التوجه نحو األفراد ،التوجه نحو
الفريق ،وشراسة المنافسة( .)1وإلعطاء صورة واضحة عما ذكر حول تعريف مفهوم الثقافة
التنظيمية تقدم هذه الدراسة التعريفات اآلتية:
()1
علي عوض الوقفي .تغيير ثقافة المنظمة كمدخل استراتيجي للنهوض بمنظمات األعمال في ظل األزمات المعاصرة ،قسم إدارة األعمال ،كلية
الدراسات االقتصادية واإلدارية ،جامعة جدا ار – األردن .)2213/22/14(. http:// almaktabah.net.
~ ~ 13
تعريف uttal
هي "منظومة القيم المشتركة والمعتقدات التي تتفاعل مع األشخاص داخل الشركة ومع
الهيكليات المؤسساتية وأنظمة التحكم والمراقبة التي تعطي بالتالي قواعد عامة للسلوك"
()1
()2
"يقصد بالثقافة التنظيمية مجموعة المبادئ والقيم التنظيمية السائدة بين أعضاء المنظمة "
تعريف العتيبي
" هي عبارة عن المعتقدات والقيم وأنماط السلوك المميزة التي توجد داخل المنظمة والتي
()3
يتبناها العاملون فيها بالوعي أو الالوعي أي تلقائيا "
في كتابهما " ثقافة المؤسسات .كيف نشخصها وكيف نغيرها " يعرف (كيم كاميرون
()5
وروبرت كوين) ثقافة المنظمة بمايلي " ثقافة الشركة أو المنظمة هي شخصيتها"
يعتبر تعريف إدجار شين أكثر وضوحا وشمولية لمفهوم الثقافة التنظيمية حيث يرى أنها
تم اختراعها أو اكتشافها أو تطويرها من قبل جماعة معينة
" نمط من االفتراضات األساسية ّ
أثناء تعلمها كيف تواكب مشكالتها في التكيف الخارجي والتكامل أو االندماج الداخلي والتي
()1
كعواش رؤوف .الثقافة التنظيمية للمنظمات الحكومية في الجزائر ،المؤتمر الدولي للتنمية اإلدارية :نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ،جامعة
جيجل-الجزائر.)2213/22/15(.http// faculty.mu.edu.sa .
()2
محمد الصيرفي .المرجع السابق ،ص.232
()3
صبحي جبر العتيبي .تطور الفكر واألساليب في اإلدارة ،ط ،1األردن :دار الحامد للنشر والتوزيع ،2225 ،ص.45
()4
مؤيد سعيد سالم .أساسيات اإلدارة االستراتيجية ،ط ،1األردن :دار وائل للنشر ،2225 ،ص .235
()5
كيم كاميرون؛ روبرت كوين " ،ثقافة المؤسسات .كيف نشخصها وكيف نغيرها" مجلة خالصات كتب المدير ورجال األعمال ،القاهرة ،نوفمبر
،2222ص.21
~ ~ 14
ثبتت صالحيتها لكي تعتبر قيمة يجب تعليمها لألعضاء الجدد باعتبارها طريقة صحيحة
()1
لإلدراك والتفكير ،واإلحساس فيما يتعلق بتلك المشكالت "
وحسب ما جاء في تعريف " إدجار شين" لمفهوم الثقافة التنظيمية فإن لب الثقافة يتمثل
في نمط القيم ،المعتقدات ،االفتراضات األساسية التي يشترك فيها أعضاء المنظمة.
انطالقا مما ورد من تعريفات مختلفة للثقافة التنظيمية ،نقدم التعريف اإلجرائي لهذا
المفهوم (الثقافة التنظيمية) ،والذي ينص على أن الثقافة التنظيمية هي :منظومة من القيم
والمعتقدات واألعراف والتوقعات المشتركة بين أعضاء المنظمة والتي تمارس تأثي ار على
سلوكياتهم.
)(1
Edgar H.schein.The corporate culture survival guide, United States of America, Awiley Impriment, 2009
p27.
()2
عبد هللا البريدي :أنماط الثقافة السائدة في المنظمات ،آفاق في السلوك التنظيمي ،المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ،الرياض ،العدد44 :
يوليو .)2213/22/11 (.http://drber.com .2225
~ ~ 15
.1ثقافة " القوة " :Power cultureتركز على عملية الضبط والتأثير من خالل أصحاب
النفوذ عبر سلسلة من القواعد واإلجراءات كالشركات مثال.
.2ثقافة " الدور " :Rôle cultureتعتمد على الوظائف والتخصص من أجل انجاز العمل
وتحقيق األهداف مثل المؤسسات العمومية.
.3ثقافة " المهمة " :Task cultureوهي التي تهتم بتحقيق النتائج المرجوة مع االلتزام
بالحد األدنى من القواعد واإلجراءات التنظيمية ،مع التركيز على الخبرة مثل المنظمات
االستشارية.
.4ثقافة " الفرد" :Person cultureوهي التي تركز على األفراد وتهتم بإحداث التوافق
بين أهداف الفرد وحاجاته مع أهداف المنظمة ومتطلباتها ،حيث تعد هذه الثقافة بمنزلة
خاصية مميزة لنموذج اإلدارة الواعي.
ويقترح شنيدر ) (Schneiderأربعة أنماط للثقافة التنظيمية مشابهة لما سبق ذكره وهي (:)1
ثقافة المشاركة والتعاون (المنظمات التي تستخدم فرق العمل كما في الشركات اليابانية).
()1عبد هللا البريدي :أنماط الثقافة السائدة في المنظمات ،آفاق في السلوك التنظيمي ،المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ،الرياض ،العدد44 :
يوليو .)2213/22/11 (. http://drber.com .2225
~ ~ 16
-8السلوك
السلوك لغة
ك
الشيء في الشيء فأنسلك ،أي أدخلته فيه فدخل .وتعني َسلَ َ
سلكت ّ
ُ السلك بالفتح مصدر
لغة اإلدخال في الشيء.
ورد في ُمعجم لسان العرب" :سلكت الخيط في المخيط أي أدخلته فيه والمسلك هو
()1
الطريق"
السلوك اصطالحا
عرف السلوك بأنه " أي نشاط يصدر من الكائن الحي ....وهو عبارة عن ذلك النشاط
ُ -ي ّ
الذي يصدر من الكائن الحي كنتيجة لعالقته بظروف بيئية معينة والذي يتمثل بالتالي في
محاوالته المتكررة للتعديل والتغيير في هذه الظروف ،حتى يتناسب مع مقتضيات حياته،
()3
وحتى يتحقق له البقاء ولجنسه االستمرار "
()1
ابن منظور .لسان العرب ،ط ،1مج ،12 .لبنان :دار بيروت للطباعة والنشر ،1968 ،ص.442
()2
حامد عبد السالم زهران .علم النفس االجتماعي ،ط ،6مصر :عالم الكتب ،2222 ،ص.9
()3
محمد عماد الدين إسماعيل .المنهج العلمي وتفسير السلوك ،ط ،4الكويت :دار القلم للنشر والتوزيع ،1989،ص.162-162
~ ~ 17
يرى سيزالقي وواالس ) (Szilagyi & Wallaceأن السلوك التنظيمي هو" االهتمام بدراسة
سلوك العاملين بالوحدات التنظيمية المختلفة واتجاهاتهم وميولهم وأدائهم ،فالمنظمات
والجماعات الرسمية تؤثر في ادراكات العاملين ومشاعرهم وتحركاتهم ،كما تؤثر البيئة في
()1
المنظمات البشرية وأهدافها"....
في معجم القانون " :العامل شخص يقدم عمله للغير ويقوم به تحت إشرافه وتوجيهه،
()2
لقاء أجر يلتزم به الغير (صاحب العمل)".
()3
" العامل هو كل شخص طبيعي يعمل لقاء أجر لدى صاحب عمل وتحت إدارته واشرافه"
ومن خالل ما سبق ،يمكننا القول إن العامل هو الشخص الذي يعمل مقابل أجر ،وهذا
ما تنص عليه المادة 2من قانون العمل رقم 12-92في الجزائر ضمن الجزء المتعلق
بعالقات العمل" .يعتبر عماال أجراء ،في مفهوم هذا القانون ،كل األشخاص الذين يؤدون
عمال يدويا أو فكريا مقابل مرتب ،في إطار التنظيم ،ولحساب شخص آخر ،طبيعي أو
()4
معنوي ،عمومي أو خاص يدعى " المستخدم"
()1
محمود سلمان العميان .المرجع السابق ،ص.19
()2
مجمع اللغة العربية .معجم القانون ،مصر :مطابع الهيئة العامة للشؤون األميرية ،1999 ،ص.112
()3
بن عزوز بن صابر .الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري ،الجزائر :دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،2212 ،ص.58
()4
الجمهورية الجزائرية ،قانون رقم( )11-92المؤرخ في 25ابريل ،1992المتضمن عالقات العمل.
~ ~ 18
-11سلوك العامل
يقصد بسلوك العامل في هذه الدراسة :مجموع االستجابات الصادرة عن العامل ،داخل
المؤسسة.
-11المؤسسة
" -المؤسسة هي منظمة تجمع بين أشخاص ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس األموال
وقدرات من أجل إنتاج سلعة ما ،والتي يمكن أن تباع بسعر أعلى من تكلفته "
()1
-المؤسسة "هي نظام اجتماعي نسبي ،واطار تنسيقي عقالني ،بين أنشطة مجموعة من
الناس تربطهم عالقات مترابطة ومتداخلة ،يتجهون نحو تحقيق أهداف مشتركة ،وتنتظم
عالقاتهم بهيكلية محددة في وحدات إدارية وظيفية ذات خطوط محددة السلطة
()2
والمسؤولية".
()3
-المؤسسة " هي الصورة التي تمثل أي اتحاد إنساني من أجل تحقيق غاية مشتركة"
-المؤسسة " مجموعة من األفراد يعملون معا إلنجاز هدف أو أهداف مشتركة .وهذا يعني
أن المؤسسة هي كيان اجتماعي جامع لألفراد العاملين على أداء أعمال ونشاطات ال يمكن
لفرد واحد القيام بها (.)4
()1
ناصر دادي عدون .اقتصاد المؤسسة ،ط ،1الجزائر :دار المحمدية العامة ،1998،ص.12
()2
محمد أكرم العدلوني .العمل المؤسسي ،ط ،1لبنان :دار بن حزم ،2222،ص.14
()3
علي عسكر؛ جعفر يعقوب العريان .السلوك البشري في مجاالت العمل ،الكويت :منشورات ذات السالسل ،1982 ،ص.22
()4
حسن إبراهيم بلوط .المرجع السابق ،ص .18
~ ~ 19
-المؤسسة هي" أنظمة من القواعد االجتماعية الراسخة وجزء ال يتج أز من هيكل التفاعالت
(.)1
االجتماعية "
-12المؤسسة العمومية
لقد عرف مفهوم المؤسسة العمومية تطو ار كبيرا ،نظ ار لتطور الصناعة والتجارة للدول ،أضف
إلى ذلك ظهور أشكال متنوعة للمؤسسات العمومية وبالتالي تنوع واختالف نشاطاتها.
ونجم عن ذلك كله تعدد التعريفات التي قدمها الباحثون في شتى المجاالت للمؤسسة العامة،
وهذه أهم هذه التعريفات.
-تعريف األمم المتحدة بأنها " المشروعات التي تملك الدولة فيها جملة رأس المال أو
()2
أغلبيته"
-أما عبد السالم بدوي فيعرف المؤسسة العمومية بأنها " المشروع االقتصادي العام ذو
الشخصية المعنوية وهي موجودة بهدف إشباع حاجة عامة ،بأساليب تختلف عن األساليب
المتبعة في أجهزة الدولة األخرى ،وهي وسيلة الدولة لتحقيق أهداف متمثلة في إنتاج سلع
()3
وخدمات تقوم بإنتاجها ،مباشرة أو عن طريق غير مباشر"
-الطيب حفصي يرى أن المؤسسة العمومية هي ":منظمة ،تدير نشاطات اقتصادية،
()4
اجتماعية و /أو ثقافية التي تسيطر فيها الدولة رسميا على أدوات اإلدارة".
)(1
Geoffrey M.Hdgson،" What Are Institutions"، journal of Economic issus ،N1، USA: 2006، p18.
()2
قاسم جميل قاسم :المؤسسة العامة كاستراتيجية إدارية للتنمية ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،دائرة البحوث والدراسات.
.)2213/23/26( .http:// www.hrdiscussion.com
()3
قاسم جميل قاسم :المؤسسة العامة كاستراتيجية إدارية للتنمية ،المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،دائرة البحوث والدراسات.
.)2213/23/26( .http:// www.hrdiscussion.com
)(4
Taieb Hafsi. GERER L’Entreprise Publique, Alger : office Publications Universitaires, 1990، p20.
~ ~ 21
-تُع ّرف المؤسسة العامة بأنها " الجهاز الذي تنشئه الدولة لممارسة نشاط ذو طابع خدمي
()1
أو تجاري وتمنحه المرونة واالستقاللية الالزمة لممارسة ذلك النشاط "
()2
-وهي " :مرفق عام مشخص قانونيا"
نقصد بالمؤسسة العمومية ،المؤسسة التي هي ملك للدولة ،تأسست بموجب قانون أو
مرسوم حكومي ،هدفها خدمة المصلحة العمومية ،ورفاهية المجتمع المحلي.
– 1التعرف على طبيعية قيم ثقافة التنظيم الخاصة بضبط وتوجيه سلوك العاملين في
المؤسسة العمومية.
– 2فهم نمط العالقات التي تحدثها ثقافة التنظيم والمدعمة للمشاركة والتساند بين األعضاء
بالمؤسسة العمومية.
– 3االطالع على بواعث السلوك المنتمي لثقافة التنظيم والذي يتنمط باألحداث الداخلية
والخارجية التي تحيط بالمؤسسة العمومية.
-4تعيين نوعية األدوار والنشاطات ،واألعمال المؤطرة بثقافة التنظيم والتي يقوم بها
العاملون بالمؤسسة العمومية.
()1
وحيد بن أحمد الهندي؛ محمد بن عبد هللا الهران" ،المؤسسات العامة في المملكة العربية السعودية" ،دراسة ميدانية ،جامعة الملك سعود ،ص.3
.)2213/23/21( .http:// faculty.ksu.edu.sa
()2
محمد الصغير بعلي .القانون اإلداري ،الجزائر :دار العلوم للنشر والتوزيع ،2224 ،ص .241
~ ~ 21
-5الوقوف على درجة تحقق األهداف المرسومة للتنظيم والتي تسعى إليها كل األطراف في
المؤسسة العمومية.
إن الرهانات التي رفعتها الجزائر منذ مطلع األلفية الثالثة في إدارة المؤسسات العمومية،
إنما الهدف منها هو إدخال هيكلة على نظمها ،وتغيير مختلف العمليات واإلجراءات التي
تخص العمل الجاري بها ،لكن هل أثمرت فعال تلك الجهود في تطوير نمط الثقافة
التنظيمية ،ومنه التأثير اإليجابي على سلوكيات العاملين بإدارات هذه المؤسسات؟
التساؤالت الفرعية
-1هل يبدي العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،مرونة الكتساب قيم جديدة تتماشى
والثقافة التنظيمية المنمطة لسلوكياتهم والموجهة ألفكارهم ومواقفهم؟
-2هل يتمكن العاملون بإدارة المؤسسة العمومية ،من توطيد عالقاتهم ضمن الثقافة
التنظيمية المدعمة لمشاركاتهم وتساندهم؟
-3هل يتخذ العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،أساليب معينة في سلوكياتهم ،تتفق
والثقافة التنظيمية المنمطة لتفاعالتهم ،وتصرفاتهم؟
-4هل يقدر العاملون بإدارة المؤسسة العمومية ،تكييف أدوارهم مع الثقافة التنظيمية المفعلة
لنشاطاتهم وممارستهم المتنوعة؟
~ ~ 22
-5هل يستطيع العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،إحراز النجاح في تحقيق األهداف
التنظيمية العامة والتي تخص كل فريق أو أي فرد ينتمي للتنظيم نفسه؟
الدراسة األولى:
هي رسالة دكتوراه بعنوان ":ثقافة المؤسسة"( ،)1دراسة ميدانية للمؤسسة االقتصادية
العمومية في الجزائر (حالة أنابيب غاز" "PiPE GAZغرداية) .أنجزها الطالب بن عيسى
محمد المهدي في العام ( ،)2225-2224حيث استهل في بناء إشكاليته يتحدث عن
الصعوبات الكبيرة التي تعاني منها المؤسسة الصناعية في الجزائر ،والتي تعيق تحقيق
أهداف هذه المؤسسة ،والمتمثلة حسب الباحث ،في تحقيق التنمية والتقدم للمجتمع ككل.
وبعد عرض مطول في هذا األمر خلص إلى طرح جملة من التساؤالت الرئيسية والتي رتبها
على الشكل اآلتي:
-ما طبيعة األطر والنماذج الثقافية المتبناة من طرف مختلف الفاعلين االجتماعيين
المتواجدين داخل المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،وتلعب دور الموجه لسلوكياتهم أو أفعالهم
وتحدد مواقفهم المختلفة؟
-1هل هذه السلوكيات واألفعال االجتماعية التي تتحكم فيها هذه األطر المرجعية والنماذج
الثقافية متطابقة ومتماشية مع مقتضيات العقلنة االقتصادية التي تتطلبها هذه األنواع من
التنظيمات االقتصادية المنتجة للتنمية والتقدم؟
بن عيسى محمد المهدي" .ثقافة المؤسسة" رسالة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،1005:ص ص360-32 : )(1
~ ~ 23
-2هل داخل المؤسسة محل الدراسة يوجد إطار مرجعي واحد أو نموذج ثقافي واحد يعبر
عن كفاءة نسقها التسييري والتنظيمي وقدرته على إنتاج واعادة انتاج التعاون والتضامن بين
مختلف الفاعلين للمستوى الذي يضمن للمؤسسة أن تحقق أهدافها؟
-3ما طبيعة التفاعل الذي يحكم مختلف الفاعلين سواء كانوا أفرادا أو مجموعات؟ هل هو
صراع ،نزاع ،تكامل؟ ومن أجل تحقيق أي غاية؟
ولإلجابة عن هذه التساؤالت وضع الباحث مجموعة من االفتراضات :صاغها على النحو
اآلتي:
إن األفعال والسلوكيات االجتماعية التي تتم داخل المؤسسة من طرف العمال بصفتهم
فاعلين اجتماعيين غير مطابقة للدور التاريخي أو الوظيفي بسبب عدم النظرة للعمل
على أنه قيمة ثقافية تاريخية أو على األقل ضرورة وظيفية ،مما أدى إلى ظهور أفعال
تؤطرها االستراتيجيات الخاصة بأصحابها.
إن الق اررات التسييرية التي تنتجها الفئة القيادية داخل المؤسسة من أجل إنجاز هذه
األهداف االقتصادية للمؤسسة أو التاريخية ،عجزت عن دمج هذه االستراتيجيات الخاصة
وذلك بسبب التعامل مع التشكل البشري الموجود في المؤسسة على أنه جمع بسيط من
األفراد ،تابع للبناء التنظيمي وليس تشكل اجتماعي نوعي قائم بذاته ومنتج لثقافة خاصة
ومستقلة عن التنظيم الرسمي.
إن التفاعالت التي تتم بين مختلف الفئات العمالية المكونة لمجتمع المؤسسة ال يوجد
بينها التضامن المطلوب لخدمة مشروع تغييري يتطابق واألهداف التاريخية واالقتصادية
للمؤسسة.
-القيام بتوصيف وتحديد النموذج الثقافي الموجه لسلوكيات الفاعلين االجتماعيين داخل
المؤسسة والذي له معنى لديهم ويعتبر القوة المحركة والموجهة لهم.
-البرهنة على أن األزمة التي تعيشها المؤسسة ،ليست أزمة إمكانات مادية متمثلة في
نقص األموال والعتاد بقدر ما هي أزمة معنوية ،تتمثل في غياب اإلرادة الجماعية التي تتمثل
في الدافعية والموجهات القيمية بما يتناسب وطبيعة المؤسسة االقتصادية.
-البرهنة على أن اآلليات التسييرية من طرق ومناهج وتقنيات التي تستعملها الفئة القيادية
داخل المؤسسة تداخلت واختلطت فيها الوسيلة بالهدف.
-البرهنة على أن التفاعالت القائمة داخل المؤسسة عقيمة ،ليست منتجة للحضارة وال
للتراكم االقتصادي ،وليست حاملة في الوقت الراهن لقطيعة تاريخية.
أجرى الباحث دراسته الميدانية بالمؤسسة العمومية المنتجة لألنابيب الناقلة للغاز
الطبيعي المتواجدة بمدينة غرداية والمسماة بشركة PiPE GAZواعتمد في دراسته على
المنهج العقلي االستقرائي للواقع المدروس ،واستعمل أدوات مختلفة لجمع المعطيات من
الميدان متمثلة في السجالت والوثائق اإلدارية ،المالحظة بالمشاركة ،المقابلة ،واستمارة
االستبيان التي اعتمدها كوسيلة أساسية في جمع المعطيات المتعلقة بعناصر الدراسة
الميدانية.
لجأ الباحث إلى عملية المعاينة من مجتمع دراسة يبلغ عدده ( )422عامل حيث اختار
منهم ( )648عامال ،معتمدا في ذلك على المعاينة الطبقية الختيار هذا العدد .وفي معالجة
المعطيات اإلحصائية للدراسة اعتمد الباحث على منهجية الوصف والتفسير ثم الفهم لتقديم
القراءة السوسيولوجية المناسبة وفق األطر النظرية التي رسمها في الجانب النظري للدراسة.
لم نعثر أيضا في هذه الدراسة على أية إشارة لصعوبات تكون قد واجهت الباحث سواء
في الجانب النظري أو الميداني.
~ ~ 25
الدراسة الثانية:
هي مذكرة ماجستير ،أنجزها الباحث سمير يوسف محمد عبد اإلله وهي دراسة مقارنة
بعنوان" واقع الثقافة التنظيمية السائدة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة و أثرها على
وذلك في العام الدراسي الجامعي (،)2225،2226 ()1
مستوى التطوير التنظيمي للجامعات"
بغية التعرف على نوع الثقافة التنظيمي ة السائدة في الجامعة اإلسالمية وجامعة األزهر و
جامعة األقصى بقطاع غزة ،والتعرف على مستوى التطوير التنظيمي في الجامعات الثالثة
المذكورة ،وكذا دراسة العالقة بين الثقافة التنظيمية السائدة في الجامعات الثالثة ومستوى
التطوير التنظيمي .
استخدم الباحث االستبانة كأداة في جمع البيانات ،وطبقت على عينة عشوائية طبقية
تتكون من 342موظف من اإلداريين واألكاديميين وأعضاء مجلس الجامعة (الجامعات
المذكورة) وذلك من مجموع 1421موظف واستخدم في دراسته المنهج الوصفي ،لإلجابة
عن مشكلة الدراسة التي صاغها في السؤال اآلتي :ما أثر الثقافة التنظيمية السائدة في
الجامعة اإلسالمية وجامعة األزهر وجامعة األقصى على التطوير التنظيمي للجامعات؟
.2توجد فروق ذات داللة إحصائية بين إداريي وأكاديميي ،وأعضاء مجلس كل جامعة من
الجامعات الثالث تتعلق بنوع الثقافة التنظيمية.
سمير يوسف محمد عبد اإلله .المرجع السابق ،ص ص.122-3 : )(1
~ ~ 26
واستعمل الباحث البرنامج SPSSاإلحصائي لتفريغ وتحليل بيانات الدراسة .ليصل بذلك
إلى النتائج ،والتي نذكر من أهمها:
-1الثقافة التنظيمية في الجامعة اإلسالمية تميل إلى ثقافة اإلنجاز ،بينما الثقافة التنظيمية
في كل من جامعة األزهر وجامعة األقصى تميل إلى ثقافة النظم واألدوار.
-3أظهرت الدراسة أن %84من المبحوثين في اإلسالمية %41 ،من األزهر يوافقون على
وجود تخطيط استراتيجي في الجامعة ،أما في األقصى فقد كانت أراء المبحوثين محايدة.
-5أظهرت الدراسة وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية السائدة في كل
من الجامعات الثالث والتطوير.
ولم نعثر أيضا في هذه الدراسة على أية إشارة للصعوبات التي يتعرض لها الباحث في
دراسته.
الدراسة الثالثة:
هي مذكرة ماجستير بعنوان " الثقافة التنظيمية وعالقتها بسوء السلوك التنظيمي في
أنجزها الباحث ()1
اإلدارة العمومية الجزائرية (المصالح الخارجية للدولة بوالية الوادي نموذجا)"
بوبكر منصور ".الثقافة التنظيمية وعالقتها بسوء السلوك التنظيمي في اإلدارة العمومية الجزائرية "مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري ،2224،ص ()2
ص.224-15 :
~ ~ 27
-هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية ،وسوء السلوك التنظيمي في
أجهزة المصالح الخارجية للدولة بوالية الوادي؟
ولإلجابة عن هذا التساؤل ،قدم ثالثة أسئلة فرعية جاءت بالترتيب اآلتي:
.1ما هو مستوى الثقافة التنظيمية السائدة في أجهزة المصالح الخارجية للدولة بوالية
الوادي؟
.2ما هو مستوى سوء السلوك التنظيمي السائد في أجهزة المصالح الخارجية للدولة بوالية
الوادي؟
.3هل توجد عالقة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية ،وسوء السلوك التنظيمي في
أجهزة المصالح الخارجية للدولة بوالية الوادي؟
معرفة عالقة االرتباط بين الثقافة التنظيمية باعتبارها إحدى القوى الموجهة للسلوك،
وسوء السلوك التنظيمي.
وضع تفسير علمي لبعض أشكال سوء السلوك في ضوء أطر الثقافة التنظيمية السائدة
في اإلدارة العمومية.
~ ~ 28
معرفة النتائج السلبية ألشكال سوء السلوك (المحددة في الدراسة) على مستوى العالقة
بين موظفي اإلدارة العمومية الجزائرية من جهة ،ومستوى االختالل الذي قد يحدث
لوظائف العملية اإلدارية برمتها من جهة أخرى.
قدم الباحث افتراضات تمثل إجابات عما طرحه من أسئلة نذكر منها:
توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوى الثقافة التنظيمية السائدة بين أفراد عينة
الدراسة.
توجد فروق ذات داللة إحصائية في مستوى سوء السلوك التنظيمي بين أفراد عينة
الدراسة.
توجد عالقة ارتباط سالبة ذات داللة إحصائية بين الثقافة التنظيمية وسوء السلوك
التنظيمي لدى أفراد عينة الدراسة.
اعتمد الباحث في دراسته المنهج الوصفي االرتباطي وذلك للكشف عن العالقة بين الثقافة
التنظيمية وسوء السلوك التنظيمي لدى أفراد عينة الدراسة.
تطرق الباحث إلى التعريف ببيئة مجتمع الدراسة المتمثل في والية الوادي ،حيث عمد في
دراسته إلى الجمع بين مجموعة من الطرائق الختيار العينة (طريقة العينة العشوائية المتعددة
المراحل ،والعينة الظرفية) ،وطريقة العينة العشوائية الطبقية.
-1وجود مستوى منخفض للثقافة التنظيمية السائدة في أجهزة المصالح الخارجية للدولة بوالية
الوادي.
-4وجود مستوى متوسط لسوء السلوك التنظيمي السائد في أجهزة المصالح الخارجية للدولة
بوالية الوادي.
ويردف الباحث ذلك بقوله :وهي نتائج تعكس عدم نجاح اإلدارة العامة الجزائرية بوجه
عام ،في تبني ثقافة تنظيمية قوية ،وعالية المستوى.
واجهت الباحث صعوبات جلها في الجانب الميداني ويحصرها في نقاط ثالث وهي:
اإلدراك السلبي لبعض المسئولين بالمديريات ألهداف البحث خاصة وأن أحد متغيراته
تتعلق بسوء السلوك داخل مكان العمل.
تأثير عامل المناخ بوالية الوادي (مناخ صحراوي) حيث جرت الدراسة الميدانية في فترة
ساخنة (أفريل – ماي) ،وكذا وجد صعوبة في جمع المادة العلمية بالنسبة لمتغير سوء
السلوك التنظيمي.
~ ~ 31
الدراسة الرابعة:
هي مذكرة ماجستير للباحث زيادة سعيد الخليفة وهي دراسة مسحية على ضباط كلية
القيادة واألركان للقوات المسلحة السعودية عنوانها "الثقافة التنظيمية ودورها في رفع مستوى
،وذلك في العام 2228م .حيث حصر الباحث مشكلة دراسته في التعرف على ()1
األداء"
دور الثقافة التنظيمية في رفع مستوى األداء في ضوء الحاجة لدعم العوامل التي تساهم في
بناء ثقافة تنظيمية مرنة ومساندة للعمليات التطويرية ،ومن ثم تدعيم االبتكار و اإلبداع ،مع
إتاحة الفرصة للمشاركة الفعلية للعاملين في مواجهة المشكالت وحلها ،وكذا تطوير أساليب
عمل تؤدي إلى تقليل الوقت و الجهد والتكلفة ،حيث حصر هذه المشكلة في السؤال الرئيسي
اآلتي :ما دور الثقافة التنظيمية في رفع مستوى أداء ضباط كلية القيادة و األركان من وجهة
نظرهم ؟
-3ما مدى إسهام كل بعد من أبعاد الثقافة التنظيمية في مستويات األداء في كلية القيادة
واألركان؟
اعتمد الباحث لإلجابة عن هذه التساؤالت المنهج الوصفي التحليلي مستخدما االستبانة
فقط كأداة لجمع البيانات من مجتمع الدراسة ،الذي تشكل من ضباط كلية القيادة ،واألركان
للقوات المسلحة السعودية والذين يبلغ عددهم ( )332ضابطا ،مقدما السبب الذي من أجله
زياد سعيد الخليفة ".الثقافة التنظيمية ودورها في رفع مستوى األداء "مذكرة ماجستير ،جامعة نايف العربية ،2228،ص ص.244 -6 : )(1
~ ~ 31
اختار الضباط وذلك ألنهم يتولون مهام رئاسية واشرافية ،ويمارسون أدوار قيادية ولهم
أكثر قدرة على تحديد دور الثقافة التنظيمية في رفع مستويات األداء وتم توزيع االستبيانات
على جميع مفردات مجتمع الدراسة واسترجاعها بطريقة مباشرة من طرف الباحث.
-1يدرك ضباط كلية القيادة واألركان رسالة وغايات وأهداف كلية القيادة واألركان كإحدى
الخصائص المميزة للثقافة التنظيمية بدرجة عالية.
-2إن العناصر التي تعبر عن امتياز مستوى أداء الطالب ،كلية القيادة واألركان هي:
االنضباط في الدراسة ،والمجهود المبذول في الدراسة ،والتعاون مع الزمالء ،والمشاركة
والنقاش.
-3يوجد ارتباط طردي متوسط بين الرسالة والغايات ،واألهداف كإحدى خصائص الثقافة
التنظيمية في كلية القيادة واألركان ،وبين مستويات أداء كل من الطالب ،وعضو هيئة
التدريس ،والكلية.
لم نعثر في دراسة زيادة سعيد الخليفة على أية إشارة إلى الصعوبات التي تواجه أي
باحث في دراسته وبخاصة إذا كانت دراسة ميدانية.
~ ~ 32
الدراسات األولى:
أنجز الباحث زيادة سعيد خليفة دراسته على مجتمع بحث ينتمي إلى القطاع
العسكري ،الذي يتميز عن غيره من القطاعات باالنضباط الشديد والصرامة في التنفيذ ،غير
أن اعتماد الباحث على أداة واحدة فقط لجمع البيانات " االستبانة " يقلل من شأن نتائج
الدراسة ،كما أن إغفال الباحث لصعوبات البحث عمدا أو سهوا يعتبر خلال في منهجية
الدراسة ،ورغم ذلك ،تعتبر هذه الدراسة شعلة يمكن االسترشاد بها لمواصلة دراسات مستقبلية
تكشف خص ائص الثقافة التنظيمية وسلوكيات األفراد داخل المؤسسات األمنية في أي بلد من
العالم.
-يميز دراستنا عن هذه الدراسة ،اعتمادها على أدوات مختلفة لجمع البيانات ،إضافة إلى
ذلك أن دراستنا ستكون في مؤسسة مدنية عمومية ،في بلد آخر يختلف في عاداته وتقاليده
عن مجتمع السعودية حيث أجريت تلك الدراسة .كما ستتناول أيضا تأثير تطور نمط الثقافة
على سلوك العاملين بالمؤسسة العمومية.
-الدراسة الثانية:
دراسة الباحث سمير يوسف محمد عبد اإلله هي دراسة مقارنة بين ثالث جامعات
فلسطينية ،من أجل الكشف عن واقع الثقافة التنظيمية السائدة في كل واحدة منها ،وأثر ذلك
على مستوى التطوير التنظيمي بالجامعة.
اختيار الباحث لثالث جامعات إلجراء الدراسة يزيد من قوة النتائج ،ويبرز صورة
واضحة عن الثقافة التنظيمية السائدة في أعلى صرح علمي بالدولة أال وهي الجامعة ،وهذا
ما تنفرد بهذه الدراسة ،غير أن لجوء الباحث إلى أداة واحدة لجمع البيانات " االستبانة " يقلل
من قيمة نتائج هذه الدراسة وهو لمسناه في الدراسة األولى.
~ ~ 33
ما يميز د ارستنا عن هذه الدراسة ،اعتمادها على أدوات مختلفة لجمع البيانات ،وقوعها
في فترة زمنية تختلف عن الفترة التي وقعت فيها دراسة الباحث سمير يوسف ،وكذا وقوعها
في بلد يختلف في عاداته وتقاليده عن مجتمع قطاع غزة بفلسطين .وتناولها لتأثير نمط
الثقافة التنظيمية على سلوك العامل بالمؤسسة العمومية .ومع ذلك ،تبقى دراسة سمير
يوسف تستحق التشجيع لتناولها موضوعا مهما وهو واقع الثقافة التنظيمية بمؤسسة علمية أال
وهي الجامعة ،بالتالي تفتح المجال لدراسات أخرى لتناول ذات الموضوع في جامعات أخرى
للوصول إلى نتائج تساهم في تطوير المؤسسة الجامعية ،لمواكبة التطورات والمستجدات
المتسارعة في وقتنا الحالي في ميدان العلم والمعرفة.
-الدراسة الثالثة:
كشفت دراسة بوبكر منصور عن عالقة الثقافة التنظيمية بسوء السلوك التنظيمي في
اإلدارة العمومية الجزائرية ،وفي هذا تشابه مع دراستنا من جانب واحد وهو اإلدارة بالمؤسسة
العمومية ،غير أنه يتميز عن دراستنا بتسليط الضوء على السلوك السيئ للعامل الناجم عن
ثقافة تنظيمية لدى اإلدارة العمومية .إضافة إلى ذلك استعمال الباحث لمقياس القيم التنظيمية
في دراسته .وفي تفسيره لنتائج دراسته أورد حكما تعميميا على جميع اإلدارات العامة
الجزائرية في عدم نجاحها في تبني ثقافة تنظيمية قوية وعالية المستوى ،وهو األمر الذي ال
يمكن قبوله ،مقارنة بحجم مجتمع وعينة الدراسة المختارة من قبل الباحث.
-ما يميز دراستنا عن هذه الدراسة ،اعتمادها أدوات متنوعة لجمع البيانات غير االستبانة
والمقياس ،أضف إلى ذلك تسليطها الضوء على السلوك بشكل عام سواء كان ايجابيا أم
سلبيا لدى العامل بالمؤسسة العمومية.
ومع ذلك؛ فإن دراسة الباحث بوبكر منصور كشفت جانبا مهما في اإلدارة العمومية
بالمؤسسة الجزائرية ،أال وهو السلوكيات السلبية (السيئة) الصادرة عن العاملين جراء ثقافة
~ ~ 34
تنظيمية سائدة بالمؤسسة ،وأبانت ما يميز بعض اإلدارات العمومية من تنافس سلبي بين
العاملين بهذه اإلدارات ،وبالتالي األسباب التي تقف وراء تدني مستوى األداء والخدمات التي
تقدمها هذه اإلدارات.
الدراسة الرابعة:
تناولت دراسة بن عيسى محمد المهدي ثقافة المؤسسة كمتغير واحد فقط في مؤسسة
عمومية اقتصادية في الجزائر ،حيث يتشابه مع دراستنا في المؤسسة العمومية ،ويركز على
النماذج الثقافية المتبناة من طرف الفاعلين االجتماعيين داخل المؤسسة االقتصادية
الجزائرية ،وهو ما يطلق عليه في دراستنا بنمط الثقافة.
غير أن الباحث بن عيسى محمد المهدي ،أدرج في دراسته تأثير هذه النماذج الثقافية
على سلوكيات و أفعال هؤالء الفاعلين بالمؤسسات االقتصادية وهو ما يغيب في عنوان هذه
الدراسة ،كما أشار في بعض افتراضاته المقترحة إلى الق اررات التسييرية من طرف قيادة
المؤسسة و عالقتها بتلك النماذج و األطر المرجعية للثقافة التنظيمية المتبناة من طرف
الفئات الفاعلة االجتماعية بالمؤسسة االقتصادية العمومية ،وقد غاب هذا المتغير كذلك في
عنوان هذه الدراسة ،اعتمد الباحث أدوات مختلفة لجمع البيانات من الميدان وهذا ضروري
للحصول على نتائج مطمئنة ،وقد أضاف المالحظة بالمشاركة أداة لم نعتمدها في دراستنا.
وما يميز دراستنا عن دراسة الباحث بن عيسى محمد المهدي هو وضوح متغيرات
الدراسة في عنوانها والمتمثلة في متغيرين أحدهما متغير مستقل وهو " الثقافة التنظيمية "
واآلخر متغي ار تابعا وهو " سلوك العامل " وبالتالي حددنا الموضوع المراد دراسته بدقة من
خالل وضوح متغيراته ،وما عدا ذلك فإن دراسة بن عيسى محمد المهدي تبقى دراسة قيمة
حاول الباحث من خاللها كشف المعوقات والحواجز التي تمنع نجاح المؤسسة االقتصادية
في الج ازئر وتحول بينها وبين التطور والرقي واالزدهار.
~ ~ 35
الفصل الثاني
نظريات الدراسة
-تمهيد
-خالصة
~ ~ 36
تمهيد
يرتكز علم االجتماع ،ويقوم على نظرياته ،التي تعد بمثابة العمود الفقري لإلنسان،
فعلى هذه النظريات ترتكز أفكار ومدارس وتيارات علم االجتماع باختالف فروعه ،كما تعد
النظرية السند والدعم النظري ألي بحث علمي أنجز في أي ميدان من ميادين العلوم .فهي
المصدر الرئيسي لصياغة الفرضيات وأحد األدوات الالزمة لتفسير النتائج ،إذ أن الدراسات
الخالية من سند نظري (تراث نظري) ،يمكن أن نسميها مقاالت صحفية ،وذلك الفتقارها إلى
دعم بدليل علمي.
ومن أجل دعم هذه الدراسة بالتراث النظري المتنوع ،فإن الباحث عمد إلى اختيار
نظريات اجتماعية تشرح وتفسر إلى حد بعيد ما يحدث من سلوكيات ،وأدوار وتفاعالت
داخل المؤسسة العمومية ،وهذا هو ما سيتناوله هذا الفصل بالدراسة.
~ ~ 37
وحسب هذه النظرية فإن مالحظة البناء الرمزي وكيفية استخدامه وتداوله من طرف
عناصر مؤسسة ما يعتبر ضروريا لفهم إشكالية ثقافة المؤسسة.
وتعني الرموز حسب أصحاب هذه النظرية كل ما يمكن أن يترجم عن وجود– واع أو
غير واع-لمجموعة من المفاهيم والمعاني والدالالت.
وعليه؛ فالرمز حسب هذا التعريف يشتمل جانبين :األول محسوس؛ يتمثل في شيء مادي
محسوس ( مثال صورة الحمامة) .والثاني مجرد غير محسوس يحمل معنى وداللة يرتبط
بالجانب المحسوس (معنى السالم الذي تحمله صورة الحمامة).
ويقترح أصحاب النظرية الرمزية ضرورة تحليل جميع الرموز التي تنتجها مؤسسة ما،
والتي تأخذ أشكاال وصو ار متنوعة .والتي يمكن أن تحمل دالالت ومعاني مختلفة.
تعد الرموز السارية في ثقافة مؤسسة ما عند بعض المختصين جزءا مما يطلق عليه
عالم النفس االجتماعي "إدغار تشاين " ظواهر السطح والتي يعتبرها ذلك المستوى البارز
الذي ترشح به ،في مستوى أول ،ثقافة المؤسسة ،ثم تليه في مستوى ثان قيم السلوك
ومعاييرها وفي مستوى أخير ،المعتقدات واالفتراضات.
منظمة المرأة العربية .النوع وعلم اجتماع العمل والمؤسسة ،ط ،2مصر ،1022 :ص ص .71-70 )(1
~ ~ 38
وتتجلى الظواهر السطحية في ما يظهر للعيان ،ويبقى مرئيا و مسموعا و ملموسا من
سلوك أفراد المؤسسة المتجذر في مستويات المعايير والقيم و االفتراضات.
وتظهر الظواهر السطحية في أشكال عديدة ،يمكن أن تشمل عناصر مادية منتجة من
طرف أفراد مؤسسة ما ،كالرسوم ،الديكور ،المباني ،المالبس ،مظهر الموظفين ،كما يمكن
أن تشمل ظواهر شفوية متداولة في اللغة المكتوبة والمنطوقة ،من قصص ،روايات،
أساطير ،ألقاب ،أسماء استعارات ،أمثال ،كما تشمل أيضا مجموعة الظواهر السلوكية ،مثل
الطقوس ،االحتفاالت نماذج االتصال والتواصل بين عناصر (أفراد) المؤسسة ،أشكال
المكافأة والمعاقبة.
ويعتبر إدغار تشاين ظواهر السطح المستوى األسهل والمسلك األمثل الذي ال بد على
كل باحث أن يعتمده عند محاولة فهم خفايا ثقافة مؤسسة ما.
أما ميد ) (Meadفإنه يرى في الرمز " الوساطة التي يستطيع بواسطتها أفراد عديدون أن
()1
يتفاهموا وأن يتواصلوا"
والرمز يحدد معناه المجتمع .ويستخدم الفرد الرموز من خالل معانيها ،للتعبير عن
حاجاته ورغباته ،ومن أهم وظائف الرموز أنها تساعد أفراد المجتمع على االتفاق على سلوك
معين أو إيجاد توحد اجتماعي.
( )1ر ،بودون؛ ف ،بورّيكو ،المعجم النقدي لعلم االجتماع ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2186 ،ص.345
( )2علي الحوات .النظرية االجتماعية ،مالطا :منشورات شركة إلجا ،2118 ،ص ص .280-271
~ ~ 39
تؤكد نظرية التفاعل على أهمية عالقات المواجهة المباشرة ،ومن بين الدراسات التي
ساهمت كثي ار في شرح هذه النظرية دراسة جوفمان Goffmanالتي وصف فيها نتائج
التفاعل بين األفراد ،حيث أنجز جوفمان دراسته للتنظيمات في ضوء المنظور الفني (على
أساس الكفاءة) ،والسياسي (من حيث وسائل الضبط االجتماعي) والبنائي (التقسيمات الرأسية
واألفقية للمكانة) ،والثقافي (على أساس القيم والمعايير).
قدم هومانز وهوايت إطا ار آخ ار في نظرية التفاعل يقوم على عناصر ثالثة هي (:)1
األنشطة والتفاعل والعواطف.
-العواطف :تعني حسب هوايت ذلك اإلطار المرجعي الشخصي الذي يدرك المرء من
خالله العالم الذي يحيط به ويفسره ،أما هومانز فقد استخدم مصطلح العواطف لإلشارة إلى
المش اعر واألحاسيس وغيرها من الحاالت الداخلية للفرد .كما إن " العاطفة تلعب دو ار مهما
في حياة الجماعات ،سواء فيما يختص بالتالحم أو بالمواقف اتجاه التغييرات أو بتفاعل
()2
األشخاص أو بالزعامة".
ويعتبر التفاعل " العملية التي بمقتضاها تتيح لألفراد الذين يتواصلون ببعضهم أن يؤثر
كل منهم على اآلخرين ويتأثر بهم في األفكار واألنشطة على السواء"( .)3ومعنى ذلك ،أن
جوهر عملية التفاعل هو التأثير المتبادل.
( )1محمد علي محمد .مجتمع المصنع (دراسة في علم االجتماع التنظيمي) ،لبنان :دار النهضة العربية ،1985 ،ص .25
( )2فؤاد حيدر .علم النفس االجتماعي ،ط ،2لبنان :دار الفكر العربي ،2114 ،ص .72
( )3محمد الجوهري .المدخل إلى علم االجتماع ،ط ،2مصر :الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،1008 ،ص.38
~ ~ 41
يشير مفهوم التفاعل عند شابل وكون وهوايت إلى عالقة المثير أو المنبه واالستجابة
بين فاعلين أو أكثر .ويحدث التفاعل حينما يفعل شخص استجابة لفعل آخر .وتعتبر
االستجابة األخيرة منبها للفعل الثاني للشخص األول فيستجيب له (.)1
يرى تشابل أن التنظيم هو نظام التفاعالت التي تتم بين األفراد بداخله .وهي تتم من
خالل التواصل بين العاملين.
هذا النظام يتأثر باإلجراءات وطرائق العمل التي ينص عليها التنظيم الرسمي ويفرضها على
العاملين.
إن دراسة التفاعالت داخل التنظيم يعني دراسة سلوكيات األفراد تجاه بعضهم البعض.
وضع تشابل أساليب ومعايير الختبار قدرة األفراد على التفاعل مع موقف تنظيمي
معين ،وذلك من أجل وضع الموظف المناسب في الوظيفة المناسبة .وبالتالي تحقيق
االنسجام والتوافق في العمل داخل التنظيم.
()1
علي عبد الرزاق جلبي .دراسات في علم اجتماع الصناعة ،لبنان :دار النهضة العربية ،1985 ،ص .48
( )2الشبكة العربية لإلدارة ،نظرية تشابل في التفاعلhttp://www.arabmn.com .
~ ~ 41
إن المفاهيم الثالثة المكونة لنظرية التفاعل وهي (النشاط ،التفاعل ،العواطف) ترتبط فيما
بينها ،بحيث أن حدوث تغير في أحدها يؤدي بالضرورة إلى تغيير في األخرى ،وهذا بدوره
يؤثر في أنماط السلوك داخل التنظيم.
النشاط
التفاعل المشاعر
المصدر :نجم عبد هللا العزاوي .الشراكة في البيئة المتسارعة في ظل صالحية طروحات
النظرية التفاعلية ،جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا-قسم إدارة األعمال.
http:// iasj.net
~ ~ 42
فهم السلوك اإلنساني مرتبط بمجموعات ثالث من العوامل ،هي في مجملها إطار عام،
متكامل يحدث السلوك اإلنساني في حدوده ،هذه المجموعات الثالث هي :العوامل النفسية،
العوامل االجتماعية ،والعوامل الثقافية ،وهذا شرح لهذه العوامل.
التكوين النفسي للفرد :والذي يشتمل على جوانب أربعة أساسية تتمثل في :التفكير .I
االتجاهات ،الدوافع ،والصفات الشخصية للفرد.
– 1التفكير :التفكير يميز اإلنسان عن باقي الكائنات الحية األخرى ،حيث يمكنه أن يفكر
في األشياء وما يحيط به متخذا ق ار ار بشأنها.
وغالبا تنعكس عملية التفكير في صورة سلوك ظاهر ،كما تحدث أيضا داخل الفرد وال يمكن
مالحظتها بشكل واضح (مباشرة).
التفكير لدى الفرد قسمين ،أحدهما واقعي واآلخر خيالي؛ فاألول يعتمد على المنطق
والتحليل السليم للوضعيات التي يتواجد فيها الفرد ،كما أنه يكون بعيدا عن العاطفة .أما
القسم الثاني من التفكير؛ فهو بعيد عن المنطق ،بعيد عن الواقع يتسم بالوهم ،ومن شاكلته
أحالم اليقظة ،وكذا فإن بعضا من سلوك الفرد يتسم ويتأثر بتفكيره الواقعي أما البعض اآلخر
فإنه يتأثر بتفكيره الخيالي.
عبد السالم أبو قحف .محاضرات في نظريات التنظيم واإلدارة ،مصر :دار المعرفة الجامعية ،2222 ،ص ص.339-129 ))1
~ ~ 43
-2الدوافع :هي القوة التي تحرك اإلنسان ،فالشخص الذي يسعى لتحقيق حاجة ما؛ فإنه ال
يقوم بأي سلوك كان ،بل يجمع نشاطه ويوجهه لتحقيق هدف معين .وعلى هذا األساس فإن
الدوافع تتعلق أساسا بدراسة اتجاه السلوك ودرجة اإلصرار عليه.
إن سلوك اإلنسان ليس عادة تحت سيطرة دافع واحد منعزل ،بل هناك العديد من
الدوافع ،المتعارضة في الغالب مع بعضها ،والمؤثرة في الوقت ذاته في سلوك الفرد.
-3االتجاهات :تعبر عن ميل الفرد لالستجابة ايجابيا أو سلبيا لغيره من األفراد أو األشياء
أو األفكار .حيث تتأثر اتجاهات الفرد بالثقافة والجماعات األولية التي ينتمي إليها.
-4الصفات الشخصية :كل فرد له خصائص شخصية تميزه عن غيره وعليه؛ فالسلوك يتأثر
بخصائص شخصية صاحبه ،ويعني بالصفات الشخصية مجموعة الميول المستقرة والمتوافقة
لالستجابة لألفراد اآلخرين.
وأن التعرف على الخصائص المميزة للشخص تساعد على تفسير سلوكه بل والتنبؤ بهذا
السلوك في وضعيات مختلفة.
يقضي اإلنسان جزءا كبي ار من نشاطاته داخل جماعات ،فهو عضو في أسرة ،يعمل مع
جماعة عمل معينة داخل مصنع أو أي مؤسسة أخرى ،فسلوك الفرد يتحدد إلى حد ما بتقاليد
وأهداف الجماعة التي ينتمي إليها ،كما يؤثر بدوره في سلوكيات الجماعة وتقاليدها.
كل ثقافة تتميز بوجود معايير ،وقواعد ،وعادات يلتزم بها األف ارد عادة في سلوكهم
وتؤثر على تصرفاتهم في المواقف المختلفة.
~ ~ 44
الدور هو " مجموعة توقعات تخص مكانة نسقية بنائية يشغلها الفرد .أو أنه " سلوك
()1
يعكس متطلبات المكانة التي يشغلها الفرد".
ويعتبر الدور أيضا " نمط السلوك المتوقع من الشخص الذي يشغل وضعا معينا أثناء
تفاعله مع األشخاص اآلخرين ،الذين يشغلون أوضاعا اجتماعية أخرى داخل النسق.)2(".
ومعنى ذلك؛ أن توقعاتنا تتجه نحو شاغلي األوضاع األخرى الذين أتوقع منهم أنا-كشاغل
لوضع معين-أن يتصرفوا معي في موقف معين على نحو معين.
وأما مفهوم التوقعات فإنه يتضمن حسب نظرية الدور ثالث معان وهي :توقعات حسب
المضمون الثقافي ،توقعات ترتبط باآلخرين في عملية التفاعل ،وتوقعات الجماعة.
أضاف رالف تيرنر Ralph Turnerمفاهيم من التفاعلية الرمزية إلى نظرية الدور ،ومن
ذلك افتراضه أن الفاعل يستعمل رمو از سواء إيماءات أو لغة أو حركات جسدية أو صوتية
أو لباس في عملية التفاعل ،ومن خالل تصوره لآلخر وتوقعاته ،وما يرى أنه يحقق
( )1فهمي سليم الغزوي وآخرون .المدخل إلى علم االجتماع ،ط ،1األردن :دار الشروق للنشر والتوزيع ،2226 ،ص.262
( )2محمد الجوهري .المرجع السابق ،ص.38
) )3إبراهيم عيسى عثمان .النظرية المعاصرة في علم االجتماع ،ط ،1األردن :دار الشروق للنشر والتوزيع ،2228 ،ص ص.144-142
~ ~ 45
االستجابة المرغوب فيها ،متجاو از بذلك الحتمية الثقافية في تحديد الدور ،لكن الدور يرتبط
أيضا بثقافة الجماعة.
لقد تضمنت االفتراضات التي طرحها رالف تيرنر بخصوص الدور أن الناس ينظرون
إلى الواقع االجتماعي من منظور األدوار وعالقاتها وانه متى تغير السلوك ،فإن معنى الدور
يتبدل ،كما أن الناس ُي ّقيمون األدوار حسب ما يرتبط بها من قوة وجاه.
يعد الدور الوحدة البنائية للمؤسسة ،والمؤسسة هي الوحدة البنائية للتركيب االجتماعي،
فضال عن الدور هو حلقة الوصل بين الفرد والمجتمع (.)1
حسب بارسونز فإن األدوار تختلف في المؤسسة الواحدة ،حيث توجد أدوار قيادية وأدوار
وسطية وأخرى قاعدية ،هذه األدوار متكاملة فيما بينها في المؤسسة ذاتها رغم اختالفها.
فالفرد يشغل أدوا ار داخل المجتمع ،تم ّكن اآلخرين من فهم سلوكياته ،وامكانية التنبؤ بها
سابقا؛ فالفرد العامل داخل مؤسسة إنتاجية إذا التزم في عمله بالمعايير األخالقية لدوره
حصل
الوظيفي أو بمعنى آخر ،أدى واجباته في المؤسسة التي ينتمي إليها؛ فإنه بذلك ّ
نجاحا سواء من سد حاجاته ورغباته وكذا استحق االحترام الكامل من باقي أعضاء المؤسسة
التي يعمل بها ويتعداه ذلك إلى المجتمع ،ويحصل العكس تماما إذا أخفق وتهاون في أداء
واجباته.
( )1الحسن إحسان محمد .النظريات االجتماعية المتقدمة ،ط ،2األردن :دار وائل للنشر ،1005 ،ص .251
~ ~ 46
تقوم نظرية الدور على جملة من المبادئ العامة التي من أهمها (:)1
-1يشتمل البناء االجتماعي عددا من المؤسسات االجتماعية ،والتي بدورها تشتمل أدوا ار
اجتماعية.
-2يتضمن الدور االجتماعي الواحد مجموعة واجبات يؤديها الفرد انطالقا من مؤهالته
وخبراته ،وبعد أدائه لواجباته يحصل على مجموعة حقوق مادية واعتبارية.
-4األدوار االجتماعية تكون متكاملة في المؤسسة عندما تؤدي المؤسسة مهامها بشكل جيد
وكفء ،بحيث ال يكون هناك تناقض بين األدوار.
الخالصة
إن النظريات التي تناولتها هذه الدراسة بينت إلى حد كبير ،كيفية االتصال بين العاملين
داخل المؤسسة العمومية ،ويتعلق األمر بالنظرية الرمزية والنظرية التفاعلية ،وذلك باعتماد
بناء رمزي تقوم عليه ثقافة المؤسسة ،وفي السياق ذاته تأثير هذه الرموز في معانيها على
نوع التفاعل القائم بين أفراد المنظمة ،وبالتالي تأثير ذلك على طبيعة ونمط السلوكيات
التي تص ُدر عن العامل وهو يؤدي الدور المنوط به ،حيث تبّين من خالل عرض العوامل
المتح ّكمة والمتدخلة في السلوك ،وهذا حسب النظرية السلوكية ،أن العامل داخل المؤسسة
يبدي سلوكيات نابعة من ثقافة المؤسسة ،وظروفه االجتماعية ،وحالته النفسية .وعليه ،فإن
الدور الذي يقوم به يرتبط أساسا بطبيعة التفاعالت التنظيمية وكذا نمط الثقافة السائدة
بالمؤسسة ،وهو ما كشفت عنه نظرية الدور السابقة الذكر.
~ ~ 48
الفصل الثالث
-تمهيد
-خالصة
~ ~ 49
تمهيد
عرفت المؤسسة العمومية في الجزائر ،منذ تأسيسها إلى يومنا هذا ،عديد التغيرات التي
طالت هيكلها التنظيمي ووظائفها وتسميتها ،حيث مرت بمراحل مختلفة شهدت خاللها جملة
من التحوالت اتسم بعضها باإليجابية وبعضها اآلخر بالسلبية.
إن هذه التحوالت ،لم تأت مصادفة ،بل هي وليدة ظروف اجتماعية ،ثقافية ،اقتصادية
وسياسية.
في هذا الفصل ،نسلط الضوء على واقع هذه المؤسسة ،وذلك من خالل مراحل تطورها،
واإلصالحات التي تلتها ،وما نجم عن ذلك من معوقات ،ساهمت في تحولها وتغيرها من
وضع إلى آخر ،مع اإلشارة إلى أهم نتائج اإلصالحات التي أُدخلت على المؤسسة العمومية
الجزائرية.
~ ~ 51
إن المؤسسة التي نعرفها في هذا العصر ،عرفت عدة تطورات سواء في الحجم أو
الخصائص واألهداف وهذا طبعا يرجع إلى التطور التكنولوجي وتغير القوانين والتشريعات
وتطور النظريات التي تناولت بالدراسة الميدانية الحياة داخل المؤسسات ودعت إلى ضرورة
االرتقاء بها ،مواكبة لتطورات الحياة اإلنسانية في سائر المجاالت.
سادت حياة بدائية بسيطة ،تميزت بنشاطات زراعة األرض ،وتربية المواشي لتغطية
حاجات اإلنسان من مأكل وملبس ومسكن ،وهذه النشاطات تتم داخل األسرة ،وفي الحقول،
وسيطرة لإلقطاع في الريف.
أما أهم الحرف اليدوية السائدة في تلك الفترة ،النجارة ،الحدادة والدباغة ،وصناعة المنتجات
()1
الجلدية مثل النعال والسروج إضافة إلى الغزل والنسيج وصناعة السالل.
ظهرت محالت أو ورشات تجمع فيها أصحاب الحرف المتشابهة .تميزت هذه الورشات
بتنظيم دقيق في عدد المعلمين والصناع والمتتلمذين ،مع وجود نوع من الثقة واالحترام بين
هؤالء ،أضفى جوا من االستقرار واالنضباط في مكان العمل.
نظام الورشة لم يكن هرميا بل كان أفقيا بين المعلم الذي هو صاحب المحل ،وصاحب
وسائل اإلنتاج والصانع الذي هو أعلى مرتبة من المتتلمذ ،والمتتلمذ الذي يأخذ مرتبة الصانع
()1
ناصر دادي عدون .اقتصاد المؤسسة ،الجزائر :دار المحمدية العامة ،1998 ،ص.22
~ ~ 51
بعد مدة من العمل .أما الصانع فقد يبقى في مرتبته طوال حياته ،وهذا ما دفع الصانع إلى
()1
االنتقال إلى صورة عامل أجير في أوروبا في القرن السابع عشر.
-3تحول بعض التجمعات الحرفية والطوائف إلى تجمعات تجارية بعد ثراء المعلمين فيها.
-4اتساع السوق وارتفاع الطلب على المنتوجات .وظهور طبقة من الوسطاء التجار ،وهذا
بدوره ساهم في ظهور نظام حرفي منزلي.
طبقة التجار التي ظهرت في النظام السابق ،لجأت إلى تموين األسر في المنازل بالمواد
إلنتاج سلع معينة ،حيث كانت األسر الريفية تسعى لزيادة دخلها لتغطية حاجاتها باحتراف
يقدمون قوة عملهم
حرفة أخرى إضافة إلى الزراعة؛ فظهر بذلك عمال حرفيون في المنازل ّ
للتجارة في إطار عالقة نفعية (.)3
بزيادة الطلب االستهالكي للمجتمع األوروبي ،وامتالك طبقة التجار ألدوات اإلنتاج
اليدوية وتأجيرها ألسر في المنازل ،تمكن هؤالء من جمع عدد من الحرفيين تحت سقف واحد
()1
رشيد واضح .المؤسسة في التشريع الجزائري ،الجزائر :دار هومة ،2223 ،ص ص .13-12
()2
ناصر دادي عدون .المرجع السابق ،ص .25
()3
رشيد واضح .المرجع نفسه ،ص .14
~ ~ 52
من أجل تحكم أكبر في وسائل اإلنتاج ومراقبة أكثر للحرفيين ،وبذلك ظهرت المصانع
في شكلها األولي أو" "la Manufactureحيث يعمل فيها عمال يدويين ،فأصبح صاحب
المحل واألدوات هو اآلمر الناهي في كافة مراحل العملية اإلنتاجية .وكذا جلب المواد األولية
وتسويق المنتجات ،أي أصبح هناك فصل بين اإلدارة واإلنتاج ،عامل ينفذ العمل ،وصاحب
العمل يراقب ويتحكم في اإلنتاج ،وهكذا مهدت المانيفاكتورة لظهور المؤسسة الرأسمالية (.)1
دخول وسائل اإلنتاج في المرحلة السابقة ساهم في نشوء مؤسسات ذات طابع صناعي
آلي ،بعد أن كانت في المانيفاكتورة يدوية ،حيث كانت األدوات في الحرف تستعمل طاقة
محركة يدوية ،في حين أن اآللة هي أداة تستعمل طاقة محركة حيوانية ،أو مائية أو من
فأصبحت اآللة ميكانيكية بدال من أدوات حرفية يدوية ،لتظهر ما يسمى بالفبركة " الريح.
،"La Fabriquesوالتي تعني نسق مكون من أعضاء ميكانيكية ،وعقلية ،والتي تعمل
بتوازن دون انقطاع ،من أجل إنتاج نفس الشيء ،وكل هذه األعضاء ،مرتبطة بقوة محركة
ذاتية (.)2
()1
عبد القادر زيـان :تعريف وتطور المؤسسة ،جامعة خميس مليانة-الجزائرhttp://zianeprof.blogspot.com .2212/12/31
()2
ناصر دادي عدون .المرجع السابق ،ص .28
~ ~ 53
أ -الكارتل " CARTEL ":هو تركز لعدة مؤسسات في نفس القطاع في إطار اتفاق بينهما
على تحديد وضبط األسعار للمواد التي تنتجها ،أو توزيع األسواق فيما بينها ،مع بقاء
كل مؤسسة مستقلة ماليا وقانونيا.
ب -التروست " TRUST":هو تكتل يجمع فيه عدد من المؤسسات تفقد فيه استقالليتها
المالية وشخصيتها القانونية المعنوية.
هي تجمعات نتجت عن شراء البنوك ألسهم عدد من المؤسسات في قطاعات أو فروع
اقتصادية متشابهة أو مختلفة ،صناعية أو تجارية ومالية ،فتصبح شركات تحت توجيه
المتملكين الماليين بواسطة المديرين ،وأعضاء مجالس اإلدارة فيها ،دون أن تفقد استقاللها
القانوني.
نتيجة ظهور عدد هائل من المؤسسات الكبيرة أو االحتكارات سعت إلى التوسع خارج
بلدانها األصلية وانتشرت في عديد بلدان العالم ،فظهر بذلك مفهوم الشركات متعددة
الجنسيات والتي نورد لتوضيح معناها التعريفين اآلتيين.
يعرفها جوس Gausبأنها " ترتيب المستخدمين من أجل تحقيق بعض األهداف المتفق
عليها عن طريق توزيع الوظائف والمسؤوليات"(.)2
()1
رشيد واضح .المرجع السابق ،ص ص .35-34
()2
بو فلجة غياث .فعالية التنظيمات-تشخيص وتطور ،ط ،1الجزائر :دار الغرب للنشر والتوزيع ،2223 ،ص.6
~ ~ 54
ويعرفها ديننج " Dunningبأنها الشركات التي تمتلك وتسيطر وتقوم باإلنتاج في كثير
من المجاالت مثل الصناعة ،والمناجم ،وتكرير البترول ،والتوزيع ،والخدمات ،والمكاتب
وغيرها ،في أكثر من دولة واحدة "(.)1
من المعلوم أن مفهوم المؤسسة العمومية تطور تبعا ألسباب مختلفة والمتمثلة فيمايلي:
تدخل الدولة في النشاط االقتصادي مسببا تغي ار واختالفا في المفهوم وهذا حسب ما
يمارس من نشاط تجاري وصناعي في الدول.
يرى كولمان ) " (Culmanأنه ال توجد فكرة عامة للمؤسسات العامة وانما توجد
()2
مؤسسات عامة لها أشكال وأنظمة متنوعة ال ترتكز على نظرية متجانسة "
واضافة إلى األسباب السابقة فإن اإليديولوجيات ساهمت أيضا في اختالف الدارسين لها
في النظامين االشتراكي والرأسمالي ،بحيث اختلف مفهوم المؤسسة العمومية حسب
ايديولوجية الدارس واتجاهاته .ولنأخذ كمثال على ما قلنا ،التعريفين اآلتيين اللذان يوافقان
تماما المؤسسة في النظام الرأسمالي.
" -إن المؤسسة هي منظمة تجمع أشخاصا ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس األموال
()3
وقدرات من أجل إنتاج سلعة يمكن أن تباع بسعر أعلى من التكلفة "
( )1عبد اهلل محمد عبد الرحمن .علم االجتماع الصناعي-النشأة والتطورات الحديثة ،ط ،2لبنان :دار النهضة العربية ،2111 ،ص.281
( )2رشيد واضح .المرجع السابق ،ص.14
( )3المرجع نفسه ،ص.14
~ ~ 55
يعرفها M.Lebertonأنها تعني " كل شكل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا والذي يقترح
()1
نفسه إلنتاج سلع أو خدمات للسوق "
أما في المجتمع االشتراكي فإن مفهوم المؤسسة العمومية يأخذ اتجاها آخر ،يتم فيه الربط
بين المصلحة العامة للمجتمع والمؤسسة ،والتعريف الذي ورد في الفصل الثاني والمتعلق
بالتسيير االشتراكي للمؤسسات (الميثاق والنصوص التطبيقية) يمثل بدقة هذا التوجه.
وقد أعطيت للمؤسسة عموما تعاريف ذات استعمال واسع وحديثة ،مرافقة للتطورات التي
عرفتها نظريات اإلدارة والتسيير.
واعتبرها البعض اآلخر نظاما يقوم فيه العامل بدور كبير بغية تحسين النوعية ورفع
المردودية.
وبغض النظر عن تصنيف ونوع المؤسسات فإن المجتمع يرى أن جميع المؤسسات
تتقاسم هدفا عاما وهو تقديم السلع والخدمات النافعة .ويتوقع هذا المجتمع من كل مؤسسة
()3
أن تقدم مزيدا من القيم وأن تلبي وتشبع حاجات ورغبات المستهلكين.
()1
صيوده إيناس" .أهمية القرض السندي في تمويل المؤسسة االقتصادية الجزائرية" مذكرة ماجستير ،جامعة بومرداس ،2229،ص.21
( )2رشيد واضح .المرجع السابق ،ص .25
( )3حسن إبراهيم بلوط .مرجع سبق ذكره ،ص .28
~ ~ 56
لقد عرفت المؤسسة العمومية تسميات عديدة ،نتيجة التغييرات التي مرت بها.
ص ل في هذه المراحل التي مرت بها المؤسسة العمومية في الجزائر ،ال بأس من
وقبل أن نف ّ
ذكرها حسب الفترة الزمنية التي شهدتها.
()2
-المرحلة السادسة :الخصخصة ( 1995إلى اليوم).
بو هزة محمد :اإلصالحات في المؤسسات العمومية الجزائرية بين الطموح والواقع ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة ()1
فرحات عباس-سطيف .الملتقى الدولي :اقتصاديات الخوصصة والدور الجديد للدولة( ،من 3إلى 7أكتوبر )1004ص.2
()2
لعلى بوكميش "،المؤسسات العامة للجزائر .ظروف وطرق تطورها وتنظيمها وادارتها .دراسة تتبعية "2223.1962مجلة الحقيقة ،جامعة أدرار،
العدد ،6ماي ،2225ص.92
~ ~ 57
ترك الترحال الجماعي لألوروبيين ،بعد االستقالل شغو ار في عديد المؤسسات (زراعية،
صناعية ،وخدماتية) ولحماية هذه المؤسسات من امتالكها من طرف األفراد وحماية
لالقتصاد الوطني ،قامت الحكومة الجزائرية آنذاك بإصدار نصوص تشريعية وتنظيمية
لحماية األمالك الشاغرة وانشاء لجان تتكفل بتسييرها وتنظيمها ( ،)1وهكذا وبموجب
النصوص القانونية تم انتقال ملكية هذه المؤسسات إلى المجموعة الوطنية المتمثلة في
الدولة .تتشكل المؤسسة المسيرة ذاتيا من أربع هيئات وهي ( :)2الجمعية العامة للعمال،
مجلس العمال ،لجنة التسيير والمديرية.
التسيير اإلداري.
فظهرت شركات وطنية كثيرة نذكر منها :الشركة الوطنية للمناجم ،الشركة الوطنية لمواد
البناء ،الشركة الوطنية للمصبرات.
إن الحجم الكبير لهذه الشركات ،ورواتبها الشهرية المغرية دفع بكثير من العمال والبطالين
إلى اإلقبال عليها وترك العمل في المؤسسات األخرى ومنها القطاع المسير ذاتيا.
حقق إنشاء هذه الشركات الوطنية في ربوع الجزائر جملة من األهداف (:)1
( )1علي زغدود .المؤسسات االشتراكية ذات الطابع االقتصادي في الجزائر ،ط ،1الجزائر :المؤسسة الجزائرية للطباعة ،ص.11
~ ~ 61
الشركة الوطنية
في هذه المرحلة انتقل تسيير المؤسسة العمومية نحو أسلوب آخر يجعل من العمال
عناصر فاعلة تتولى مهام التسيير ،الرقابة وكذا اتخاذ الق اررات .وحسب قانون التسيير
االشتراكي للمؤسسات ،44/41أصبحت المؤسسات تعرف تسيي ار اشتراكيا.
يقول إسماعيل حمداني "إن التسيير االشتراكي للمؤسسات هو مبادرة العمال في التسيير
()2
والمراقبة ،فهو تغيير ظروف العامل من أجير إلى منتج مسير"
تضم المؤسسة االشتراكية ،مجلسين ،أحدهما مجلس العمال والذي يتجسد من خالله
مشاركة العمال ،ومساهمتهم في تسيير وادارة المؤسسة .واآلخر مجلس المديرية ،كما تضم
المدير العام للمؤسسة واللجان الدائمة.
البث في النزاعات.
االجتماعية والثقافية
ب -لجنة الشؤون
للعمل.
فيها.
واألمن
العمل واألمراض المهنية.
-
إذا تأملنا مليا صالحيات مجلس العمال في الجدول أعاله ،تالحظ عدم تمكين العمال
من المساهمة الفعلية في عملية التسيير وادارة المؤسسة ،وهذا طبعا العنصر األهم والذي من
جسد في الواقع.
أجله أنشئت هذه المؤسسات لكنه غير ُم ّ
لقد تعرض هذا النوع الجديد من التنظيم المسمى بالتسيير االشتراكي إلى جملة من
المعوقات ،نذكر منها بروز خالفات ونزاعات كثيرة بين العمال واإلدارة ،مع اعتماد ميزانية
هذه المؤسسات على خزينة الدولة ،األمر الذي ع ّجل بظهور نظام جديد في إدارة هذه
المؤسسات.
للقضاء أو للحد من النقائص التي عرفتها المؤسسة االشتراكية في المرحلة السابقة فقد
عمدت الدولة إلى إعادة الهيكلة العضوية والمالية للمؤسسات االشتراكية ،بحيث تم هيكلة
الشركات التي كانت قائمة آنذاك ،واستبدلت بمؤسسات أصغر حجما وأكثر تخصصا
وانسجاما .وهو ما تعنيه هيكلة عضوية للمؤسسة ،وقد شملت هذه الهيكلة 85مؤسسة وطنية
~ ~ 65
و 526مؤسسة محلية ،بحيث تم تفتيت األولى إلى 145مؤسسة ،والثانية إلى 1222
مؤسسة.
واضافة إلى ذلك فقد عرفت هذه المؤسسات إعادة هيكلة مالية بغرض القائم مع النظام
()1
المالي والمصرفي.
ورغم هذه الصالحيات ،بقيت المؤسسات تشتكي وعلى مختلف المستويات من المشاكل
والعراقيل نفسها وربما أكثر حدة.
وذلك ما دفع إلى البحث عن أسلوب وطريقة جديدة للنهوض بالمؤسسات وتحسين
مردوديتها ،فكانت االستقاللية هي األداة التي تحقق ذلك الهدف.
لقد ظهرت عدة محاوالت وبجدية أكثر من السابق لتجنب واالبتعاد عن االقتصاد
الموجه (الذي تشرف عليه الدولة مباشرة) انطالقا من إعادة هيكلة المؤسسات الوطنية.
وذلك من أجل إعادة وابراز شخصية المؤسسة العمومية بتكفلها المباشر بمجمل األعمال
بنفسها ،مع تنظيم عالقاتها االقتصادية مع العمالء الذين تختارهم وكذا تسيير الموارد
البشرية.
بو هزة محمد :اإلصالحات في المؤسسات العمومية الجزائرية بين الطموح والواقع ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة ()1
فرحات عباس-سطيف .الملتقى الدولي :اقتصاديات الخوصصة والدور الجديد للدولة( ،من 3إلى 7أكتوبر )1004ص.3
وللخروج من األزمة االقتصادية بشكل عام وأزمة المؤسسات العمومية بشكل خاص ،صار
أكثر من ضرورة اللجوء إلى اقتصاد أكثر حرية ،وهذا ما سمح للمؤسسة العمومية تحقيق
()1
نوعا من االستقاللية بدءا من .1988
ويعني مفهوم االستقاللية " منح المؤسسة مزيدا من المبادرة في إطار العمل على التجسيد
الفعلي لالمركزية من خالل إعادة القانون األساسي للمؤسسة الذي يجعلها تأخذ فردية المبادرة
والتسيير من أجل استغالل طاقاتها الذاتية ،كما تتيح االستقاللية إمكانية التعاقد بحرية وفق
القانون التجاري "(.)2
وبالرجوع إلى واقع المؤسسة العمومية نالحظ أنها تفتقر للطاقات الضرورية لتضمن
انسجام مخططها مع المخطط الوطني (المخطط الخماسي الثاني) ،حيث أن مستوى التأهيل
هو على العموم متوسط مع العجز في التأطير الواضح وبخاصة في مستوى المؤسسات
المحلية وعلى هذا األساس فإن األهداف المنتظرة من استقاللية المؤسسات العمومية لم تؤت
ثمارها ولم تحقق بصفة مرضية سواء من جانب تحسين المردودية والنتائج المالية ،أو ما
()1
يخص الطاقات اإلنتاجية.
وأمام المشاكل التي برزت من تطبيق استقاللية المؤسسات العمومية وللتقليل منها ،اتخذ
المسئولون أنداك استراتيجية جديدة لتنظيم وادارة المؤسسات العمومية.
تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم الخصخصة وطبعا سنكتفي ببعضها لتبيان ما
يعنيه هذا المفهوم ،حيث عرفها البنك الدولي بأنها " عملية تقوم بها الحكومات من أجل
تقليص دورها في تملك أو إدارة المؤسسات العامة؛ بهدف إشراك أو إيجاد دور أكبر لألفراد
()2
والمشروعات الخاصة في تنمية االقتصادي القومي".
-وعرفها القانون الجزائري حسب المادة األولى من األمر رقم 22-95المتعلق بالخوصصة
()3
في الجزائر بكيفيتين.
تتمثل الخوصصة في نقل الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص ،ويتم ذلك
بتحويل مجموع أو جزء من األصول المادية أو المعنوية أو رأس المال االجتماعي
للمؤسسات العمومية لصالح أشخاص طبيعيين أو معنويين خواص.
كما تعني أية معاملة تهدف إلى نقل تسيير المؤسسات العمومية إلى أشخاص ماديين
أو معنويين خواص عن طريق التعاقد ،ليتم تحديد طرق وشروط نقل التسيير وكيفية
ممارسته.
()1
عادل عامر :استقاللية المؤسسات العموميةhttp:// adelamer.com ،
()2
موسى سعداوي" ،دور الخوصصة في التنمية االقتصادية" رسالة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،2224 ،
ص.65
( - )3عيساوي نادية" ،تقييم المؤسسة في إطار الخوصصة" مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،االقتصاد المالي )1005( ،ص.21
~ ~ 68
()1
إن من أسباب اللجوء إلى هذا اإلجراء من طرف المسئولين نذكر:
-األزمة المالية.
-اإلصالحات التدريجية التي عرفها االقتصاد الجزائري بصفة عامة ،والمؤسسة العمومية
االقتصادية على وجه الخصوص.
وعندما تبنت الجزائر خيار خصخصة المؤسسات العمومية فإنها كانت ترمي إلى تحقيق
()2
األهداف اآلتية:
تنمية القطاع الخاص بواسطة تحويل القطاع العام إلى القطاع الخاص ،ومراقبته مع
توضيح قواعد اللعبة.
االستعمال األمثل للموارد النادرة ،وذلك بإخضاع القطاعين العام والخاص لقواعد السوق.
تحسين الوضعية المالية للقطاع العام بواسطة التصفية ،وتحويل الملكية إلى القطاع
الخاص ،وتنمية الهيئات المالية التي تستعمل كركيزة مهمة لنجاح سيرورة الخصخصة.
بو هزة محمد :اإلصالحات في المؤسسات العمومية الجزائرية بين الطموح والواقع ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة ()1
فرحات عباس-سطيف .الملتقى الدولي :اقتصاديات الخوصصة والدور الجديد للدولة( ،من 3إلى 7أكتوبر )1004ص.8
()2
الداوي الشيخ" ،اإلصالحات االقتصادية في الجزائر واشكالية البحث عن كفاءة المؤسسات العامة" ،مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية
والقانونية ،مج ،25العدد )2229( 2ص ص .242-241
~ ~ 69
تخفيض العبء المالي للمؤسسات العامة االقتصادية الذي يثقل ميزانية الدولة.
تنمية أسواق المنافسة ومحاولة االلتحاق بالسوق الدولية في ميداني التكنولوجيا ورأس
المال.
~ ~ 71
خالصة:
إن المراحل التي مرت بها المؤسسة العمومية منذ تأسيسها ،عرفت جملة من التغيرات،
أفرزت تحوالت في الميدان االجتماعي ،االقتصادي والثقافي للجزائر ،وذلك بدءا من مرحلة
التسيير الذاتي للمؤسسات والى غاية مرحلة الخصخصة.
إن الشيء الواضح في كل هذه المراحل ،هو وجود نقائص سواء تعلق األمر بالنصوص
التشريعية ،أو نقائص أثناء التنفيذ في الميدان ،هذه النقائص المتراكمة ،لم تساعد المؤسسات
العمومية على تبوء المكانة المرموقة ،التي كان يطمح إليها المعنيين بإدارة وتسيير تنظيم
هذه المؤسسات .ورغم ذلك ،فبإمكان هذه المؤسسات تحسين وضعيتها إذا توفرت اإلمكانات
والظروف المساعدة على ذلك.
~ ~ 71
الفصل الرابع
-تمهيد
-خالصة
~ ~ 72
تمهيد:
ترسم الثقافة التنظيمية بعناصرها المادية والمعنوية صورتها على المؤسسة ،وتمنحها
هوية مميزة .كما تبين المسار الذي ينتهجه العاملون في أدائهم لعملهم ،وكذا تبرز مختلف
األسس التي تربط األفراد بمؤسستهم.
فالثقافة التنظيمية هي حصيلة ما للعاملين من أنماط سلوكية وعادات وقيم وطرائق تفكير قبل
انتمائهم للمؤسسة وما أضافته المؤسسة (المنظمة) لهؤالء العاملين من قيم ،وخصائص،
وأساليب عمل ،وأهداف ،وهذا ما يجعلها تتميز وتختلف عن باقي المنظمات األخرى.
فلكل منظمة ثقافتها الخاصة ،وبالتالي تعددت واختلفت أنماط الثقافة التنظيمية ،وهو
األمر الذي يجعل سلوكيات العاملين تختلف تبعا لذلك من منظمة ألخرى ،وهذا الفصل
سيلقي الضوء على هذه األنماط داخل المنظمة (المؤسسة) وما يترتب عليها من سلوكيات.
~ ~ 73
من المعروف أن لكل مؤسسة ثقافتها الخاصة ،والتي تظهر هويتها وتسعى بمرور
الوقت لتطويرها ،وعلى هذا األساس فهناك وحسب أدبيات الثقافة التنظيمية أنماط عدة لثقافة
المنظمة والتي سيرد ذكرها على النحو اآلتي:
تعتمد المنظمات على الوسائل الرسمية لضبط سلوك العاملين ،وذلك من خالل تقنين
اإلجراءات ،والتعليمات ،وتطوير النماذج ،واالهتمام بالوسائل الرسمية في تقنين و ضبط
سلوك العاملين إال إن وجود قيم الثقافة التنظيمية التي تعزز و تؤكد ما تنص عليه التعليمات
و تؤكده السياسات أمر في غاية األهمية ،إذ تعطي الثقافة التنظيمية ذات القيم االيجابية
الدعم للتعليمات ،فيصبح تصرف الموظف غير المتفق مع أهداف التنظيم أم ار غير منسجم
مع القيم الثقافية السائدة ويحرص على االلتزام بالعمل ليس خوفا من التعليمات فقط ولكن
()1
انسجاما مع القيم السائدة ذات األثر األكبر على تحديد سلوكه.
وفي السياق ذاته ،هناك تصور يرى أن سلوك األفراد هو إعادة إنتاج ثقافي .بمعنى آخر،
تصبح الثقافة موجهة ومحددة لسلوك األفراد المنتمين إليها على األقل بالقدر الذي يتحقق به
استمرار هذه المجموعة ككيان مستقل عن وعي ووجود أفراده ،ألنه إذا غابت الثقافة كإطار
()2
مرجعي لسلوكيات أفرادها معناه أن هذه المجموعة كبنية أو نسق أو منظمة لم تعد كذلك.
()1
أماني جمال نبهان أبو معيلق" ،عالقة الثقافة التنظيمية بااللتزام الوظيفي" مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية – غزة ،2212 ،ص.21
()2
بن عيسى محمد المهدي .مرجع سبق ذكره ،ص .128
~ ~ 74
أجرى Schulzوزمالءه عام ( )2221دراسة بعنوان :استخدام قوة الثقافة المؤسسية لبلوغ
النتائج .ضمت عددا كبي ار من منظمات عمومية ومنظمات خاصة في الواليات المتحدة
األمريكية ،تمخضت هذه الدراسة بتقسيم ثقافة المنظمة السائدة في تلك المؤسسات إلى عدة
أنماط نذكر منها في هذا المقام الثقافة التعاونية وهي " التي تسعى وراء إنشاء العالقات
القريبة مع المستفيدين ،مما ينعكس ذلك على جودة العالقات .وتشجع القيادة فيها على
()1
المشاركة العالية لألعضاء ،مع التركيز على بناء فرق العمل ذات التماسك العالي".
وفي عام (1983م) قدم كل من "كوين وروباو" Quinn & Rohbaughتقسيما ألنماط
الثقافة التنظيمية ذكر منها :ثقافة الجماعة ،Group cultureحيث " تقوم هذه الثقافة على
القيم المتالزمة مع األعراف ،حيث يلتزم األعضاء بالتعليمات والتوجيهات التنظيمية المبنية
على الثقة ،والتقليد ،وااللتزام طويل األجل ومن خصائصها المهيمنة :التماسك ،والمشاركة،
()2
وفريق العمل ،والشعور العائلي".
كما " تتسم بيئة العمل هنا بالصداقة ومساعدة العاملين بعضهم لبعض ،فيتولد لدى العاملين
إحساس بأنهم أسرة واحدة تعمل بانسجام وتوافق ومؤازرة تامة .وتعمل المنظمة على خلق جو
من الثقة والمساواة والتعاون والروح الودية ،ويتم التركيز هنا على الجانب اإلنساني في
()3
التعامل".
()1
جاسم بن فيحان الدوسري" ،الثقافة التنظيمية في المنظمات األمنية ودورها في تطبيق الجودة الشاملة" رسالة دكتوراه ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض ،2224،ص.52
()2
المرجع نفسه ،ص .51
()3
إيهاب فاروق مصباح العاجز" ،دور الثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة اإللكترونية" مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية-غزة ،2211،
ص.21
~ ~ 75
تقود الثقافة التنظيمية أقوال العاملين وأفعالهم ،فتحدد بوضوح ما ينبغي فعله في كل
ظرف وفي كل حال ،وبذلك يتحقق استقرار السلوك المتوقع من عدد من العاملين في الوقت
نفسه ،وبذلك فهي تمثل أداة للرقابة االجتماعية حيث يلتزم األفراد بإتباع أنماط سلوكية معينة
()1
ال يحيدون عنها.
أضف إلى ذلك ،فإن تطوير ثقافة التنظيم يستدعي " تغيير سلوكيات وتصرفات األفراد
والتركيز على ما يملكون من طموحات وقدرات ومواهب ،وتوظيفها في جميع مجاالت
األعمال التي تطمح إلى تحقيقها مؤسساتهم .وتغيير سلوكيات األفراد يعني تطوير مهاراتهم
()2
وقدراتهم ،وتحفيزهم على إدراك أهمية ما يقومون به".
ويتطلب هذا التطوير أيضا ،تغيير أنماط العالقات داخل التنظيم ودفع العاملين وحثهم
على العمل الجماعي بدال من العمل الفردي ،بمعنى آخر تشجيع المشاركة بقوة وفعالية في
إطار مجموعات وفرق عمل تشتمل عددا من األشخاص ذوي اختصاصات ولهم مهارات
متباينة.
()1
زيد صالح حسن سميع" ،أثر الثقافة على األداء الوظيفي" مذكرة ماجستير ،جامعة حلوان ،2224 ،ص .42
()2
حسن إبراهيم بلوط .مرجع سبق ذكره ،ص.343
~ ~ 76
الجدول رقم ( )13يوضح الخصائص القوية والخصائص الضعيفة لثقافة النظم واألدوار
-1يتم الحكم على أداء األشخاص على -1يسير الناس على القواعد حتى ولو
المعتمد تعارضت مع متطلبات العمل. الوظائف وصف أساس
وطالما استوفوا المتطلبات فهم في
أمان.
-2يتم مكافأة الناس على أساس التزامهم -2يعتبر إثما كبي ار تعدي الشخص حدود
سلطاته أو اإلجراءات المعتمدة. باللوائح.
مساحة االنطالق.
المصدر :أسعد محمد عكاشة" ،أثر الثقافة التنظيمية على مستوى األداء الوظيفي" مذكرة
ماجستير (الجامعة اإلسالمية-غزة )2228 ،ص.14
تكمن قوة ثقافة الدور في التخصصات الوظيفية ،بحيث تسيطر القوانين واإلرشادات
واإلجراءات .وتعتمد الترقيات على الكفاءة في العمل.
ويشير ويلسون إلى أن الوصف الوظيفي أكثر أهمية من المهارات والقدرات للمنتمين
لهذه الثقافة ،كما أن األداء الذي يتعدى حدود إدراك الدور ليس مطلوبا وال يشجع عليه،
حيث أن السلطة الخاصة بموقع الوظيفة أم ار صحيحا و مشروعا ،أما القوة الشخصية
فمرفوضة ،بما يؤيد بيروقراطية ماكس فيبر التي تقوم على أساس اعتماد فاعلية النظام على
االلتزام بالمبادئ بدال من الشخصيات ،لذلك تتالءم هذه الثقافة مع المنظمات التي تتسم
باالستقرار ،وليس التغيير المستمر ،ألن وظائف هذه الثقافة تكون مناسبة في البيئة التي
تتسم بالثبات النسبي ،لكنها تكون غير مضمونة في البيئة المتغيرة ،لصعوبة استجابتها
للتغيرات السريعة ،حيث أن ثقافة الدور تحتاج للثبات واالستقرار والتطوير المتدرج البطيء
()2
نسبيا.
وتكون موجهة نحو تحقيق الهدف ،ويعرف هذا النمط من ثقافات المنظمة بثقافة المهمة
والتي تركز على انجاز المهمة ،حيث تقوم على الخبرة أكثر منها على المركز وتتميز هذه
الثقافة التنظيمية (هذا النمط) بالمرونة ،مع استقالل نسبي لفرق العمل في أخذ الق اررات.
والمؤسسات ال تي تعتمد هذا النمط من الثقافات تهتم بتحقيق األهداف ،وليس بالطريقة أو
الوسيلة التي تحققت بها هذه األهداف.
إذ يرى دعاة نظرية وضع األهداف goal setting theoryالخبيران أدوين لوك وغاري
التهام " EdwinLock & Gary Lathamأن وضع األهداف يجذب االنتباه ويحدد
المجهود ،ويقوي من اإلصرار على العمل ،ويحث بالتالي األفراد إلى تطوير االستراتيجيات
()1
التي تحقق تلك األهداف".
وقد أشار لوك ورفاقه " أن من مصلحة المديرين أن يعملوا مع قادة فرق العمل على
وضع أهداف مؤسساتية وذات اتجاهات صحيحة".
()2
يعني تحديد األهداف بشكل دقيق ،قابل للقياس ،وغير بعيدة المنال ،سيؤدي إلى مستويات
عالية من األداء.
وقد نجم عن ذلك ،ما اصطلح على تسميته بمفهوم اإلدارة باألهداف Management
) By objectives(MBOوالذي طوره الخبير اإلداري دراكر DruKerوالذي أشار فيه إلى
()3
شمولية المشاركة باألهداف ،بمعنى أن تضع اإلدارة األهداف اآلتية:
ومعنى المشاركة أن يتعاون األفراد والمديرين ،مع االلتزام بتحديد األهداف والمدة الزمنية
الضرورية إلنجازها ،مع متابعة خطط العمل ،ووضع معايير تبّين إن كانت األهداف
المنتظرة قد تحققت بالفعل.
~ ~ 81
الخالصة
لقد احتوت األدبيات العلمية المستخلصة من نتائج دراسات ميدانية على مؤسسات
مختلفة ،وجود عدد كبير من التصنيفات للثقافة التنظيمية ،من ذلك ،دراسة Handyودراسة
.Schneider
وبالتالي ،فلكل منظمة ثقافة سائدة تطبعها وتميزها عن غيرها ،إضافة إلى إمكانية وجود
ثقافات فرعية في المنظمة ذاتها .ولكل نمط من هذه الثقافات التنظيمية تأثير واضح على
سلوكيات العاملين ،والتي تبرزها األدوار التي يؤدونها خالل مسارهم العملي داخل المؤسسة.
~ ~ 82
الفصل الخامس
تمهيد
من أجل اإلجابة عن تساؤالت الدراسة ،وتحقيق أهدافها ،يسعى هذا الفصل إلى إلقاء
الضوء على المنهج المعتمد في هذه الدراسة ،والتعرف على مجتمع البحث وكيفية اختيار
تم اختيارها وفقا لمعايير محددة ،بعض
العينة ،وكذا حدود البحث وأدوات جمع البيانات التي ّ
هذه األدوا ت رئيسية ويتعلق األمر باالستمارة وبعضها اآلخر مكملة ومساعدة على جمع
معطيات أخرى ،يصعب تحصيلها باألداة الرئيسية ،وتتمثل في المقابلة والمالحظة إضافة
إلى الوثائق والسجالت ،وأشار الباحث في آخر الفصل إلى كيفية التحقق من صدق
االستمارة معتمدا في ذلك على صدق المح ّكمين.
~ ~ 84
-1-1منهج الدراسة
للوصول إلى نتائج دقيقة ،ال بد على الباحث أن يختار المنهج المالئم لطبيعة الظاهرة
المراد دراستها وبحثها ،أعني الطريقة الصحيحة التي تقوده إلى كشف الحقيقة ،وبلوغ
األهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
ولقد وضع العلماء والباحثون تعريفات ع ّدة لمصطلح المنهج ،نبدؤها بالتعريفين اللغوي
ثم االصطالحي:
بيل
الن َس َ
في اللغة العربية ،المنهج هو :الطريق الواضح ،والسبيل المستقيم؛ يقالَ :ن َه َج فُ ُ
()1
ك َم ْسلَ َكهُ فُ ِ
الن :أي َسلَ َ
أما معنى المنهج في االصطالح " :الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم
بواسطة طائفة من القواعد التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته ،حتى يصل إلى
()3
نتيجة معلومة "
وهناك تعريفات أخرى ذات صلة بهذا التعريف نورد منها ما يلي:
المنهج هو " :عبارة عن سلسلة من المراحل المتتالية التي ينبغي على الباحث اتباعها بكيفية
()4
منسقة ومنظمة"
محمود مصطفى حالوي .منهجية البحث األكاديمي ،ط ،2لبنان :دار األرقم ،1008 ،ص ص.24 – 23 : ()3
موريس انجرس .منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ،ط ،1تر .بوزيد صحراوي وآخرون ،الجزائر :دار القصبة للنشر ،1004 ،ص ()4
.36
~ ~ 85
()1
المنهج هو ":الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف الحقيقة "
وهناك من ُيع ّرفه بأنه" :فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة ،إما من أجل
الكشف عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين ،واما من أجل البرهنة عليها لآلخرين حين نكون
()2
بها عارفين".
والباحث في دراسته هذه ،وسعيا منه إلى تحقيق قدر كبير من الدقة ،اعتمد المنهج
الوصفي ،ألنه المنهج األكثر مالءمة لدراسة الموضوع الذي نحن بصدده ،والموسوم بـ ≪
تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية ≫.
ويعتبر" المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث االجتماعي مالءمة للواقع االجتماعي
وخصائصه وهو الخطوة األولى نحو تحقيق الفهم الصحيح لهذا الواقع ،إذ من خالله نتمكن
من اإلحاطة بكل أبعاد هذا الواقع محددة على خريطة تصف وتصور بكل دقة كافة ظواهره
()3
وسماته".
وقد ُع ّرف المنهج الوصفي بأنه " :طريقة من طرائق التحليل والتفسير بشكل علمي
منظم من أجل الوصول إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية أو مشكلة اجتماعية أو سكان
()4
معينين"
( )1أحمد بدر .أصول البحث العلمي ومناهجه ،ط ،6الكويت :وكالة المطبوعات ،2181 ،ص .34
( )2عامر مصباح .منهجية إعداد البحوث العلمية ،الجزائر :موفم للنشر ،1006 ،ص .14
( )3محمد علي محمد .مقدمة في البحث االجتماعي ،لبنان :دار النهضة العربية ،2181 ،ص .264
( )4عمار بو حوش؛ محمد محمود الذنيبات .مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث ،ط ،1الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية،2111 ،
ص ص.240-231 :
~ ~ 86
وما دمنا اعتمدنا المنهج الوصفي طريقة وأسلوبا لدراستنا هذه ،فقد اتبعنا خطواته
المعروفة ،بدءا باإلشكالية ثم تساؤالت الدراسة (السؤال الرئيس واألسئلة الفرعية) ،مرو ار
العينة التي ستجرى عليها الدراسة ،مع توضيح لحجمها وأسلوب اختيارها.
باختيار ّ
ثم اخترنا أدوات جمع البيانات المناسبة لطبيعة مجتمع البحث ،واشكاليته ،وهذا كله من
أجل الوصول إلى نتائج دقيقة ،يمكن تحليلها وتفسيرها ،واستخالص التعميمات منها.
تم تحديد مجتمع الدراسة في األفراد الذين يزاولون عملهم داخل مكاتب اإلدارة والذين يبلغ
ّ
عددهم االجمالي سبعا وسبعين ( )44موظفا ،واستبعدت الدراسة العاملين الذين يعملون
خارج مكاتب اإلدارة وذلك ألسباب ترتبط بطبيعة موضوع الدراسة.
للمبررات اآلتية:
تم استبعاد مدير اإلدارة المحلية وأمانته وكذا رئيسي المصلحتين ّ
كما ّ
-2ارتباط الموظفين بأمانة المدير بمهام إدارية عديدة ،جعلهم ال يستطيعون انجاز مهام
أخرى.
يبلغ عدد العناصر المستبعدة من عينة الدراسة سبعة( )24عناصر ،ويصبح بذلك العدد
اإلجمالي لمفردات مجتمع البحث سبعين( )42مفردة.
اختار الباحث العينة العشوائية البسيطة والتي " نستخدمها عندما يكون عدد أفراد
التنوع الشديد" ( .)1وترجع أسباب اختيار هذا النوع من
المجتمع صغي ار نسبيا أو يخلو من ّ
العينات لطبيعة الدراسة وموضوعها ،إضافة إلى ظروف الباحث المتمثلة أساسا في عدم
وجود وقت كاف ألخذ مسح شامل لمجتمع الدراسة .وكذا طبيعة مجتمع البحث الذي وجد
فيه الباحث صعوبات بالغة في توزيع االستمارات على المبحوثين ،لعوامل عدة تتمثل فيما
يلي:
-1طول مدة الحصول على ترخيص إلجراء الدراسة من طرف المسؤولين بهذه اإلدارة.
-2تباطؤ عدد غير قليل من العاملين في إرجاع االستمارات للباحث مما زاد في مدة
الدراسة.
تخوف لدى مجموعة من العاملين من ملء استمارة االستبيان ،مما جعلهم يمتنعون
-3وجود ّ
عن أخذ االستمارات ،رغم أننا أكدنا كثي ار على سرية المعلومات واستعمالها لغرض علمي
صرف.
-4تحجج بعض المسؤولين هناك ،بعدم وجود وقت كاف لملء االستمارات.
-5أخذ االستمارات من طرف بعض العاملين ،وارجاعها ناقصة أو خالية من أية إجابة وهذا
بعد مرور وقت طويل على الموعد المحدد إلرجاعها.
وحسب التبريرات السابقة الذكر؛ فقد كانت النسبة المختارة من العدد االجمالي هي
% 42والتي تمثل 49مفردة من هذا العدد.
سعيد اسماعيل صيني .قواعد أساسية في البحث العلمي ،ط ،2لبنان :مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع ،2114 ،ص.141 ()1
~ ~ 88
42 X 42
= 49مفردة حجم العينة =
122
تم توزيع 49استمارة استبيان على العاملين بمختلف مكاتب المصلحتين بصورة
وقد ّ
تم استرجاع كل
مباشرة وأعطيت لهم مدة خمسة عشر يوما إلرجاع االستمارات للباحث .و ّ
االستمارات ،منها 5استمارات أعيدت بدون أية إجابة ،واستمارة واحدة عادت ناقصة بنسبة
فتم إلغاؤها ،ليصبح عدد االستمارات القابلة للدراسة 43استمارة.
%52؛ ّ
-1-2المجال المكاني:
تمت هذه الدراسة ،بمقر والية أدرار ،وتحديداً بإحدى مديرياتها ،ويتعلق األمر بمديرية
اإلدارة المحلية (.)D-A-L
َع ّرفت المادة األولى من القانون ،29-92الوالية بأنها ":جماعة عمومية إقليمية تتمتع
()1
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي" .
يتكون الهيكل اإلداري للوالية من :الوالي ،الديوان ،األمانة العامة ،المفتشية ،باإلضافة إلى
المجلس الشعبي الوالئي.
ينضوي تحت األمانة العامة للوالية ،مديريتان هما :مديرية التنظيم والشؤون
العامة( )D-R-A-Gومديرية اإلدارة المحلية ( )D-A-Lمحل الدراسة الميدانية.
()1
عمار بوضياف .التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق ،ط ،1الجزائر :جسور للنشر والتوزيع ،2212 ،ص.141
~ ~ 89
تتكون مديرية اإلدارة المحلية كما يبينه الشكل ( ،)4من ثالث مصالح أو أربع على
األكثر ،كل مصلحة تضم عددا من المكاتب.
هذا التنظيم السالف الذكر حدده القانون ،مع تسجيل غياب مصلحة خاصة بالمستخدمين
بمديرية اإلدارة المحلية لوالية أدرار ،وقد سألنا عن سبب غياب هذه المصلحة عددًا من
موظفي المديرية ،ولم نحصل منهم على إجابة رسمية ،مقنعة.
مكتب الممتلكات
المصدرhttp://msila-dz.org/ar :
~ ~ 91
الشكل رقم( )15يوضح مصالح ومكاتب مديرية اإلدارة المحلية لوالية أدرار
مكتب الميزانيات
مكتب الصفقات
والبرامج
نشأت مديرية اإلدارة المحلية للوالية بموجب المرسوم التنفيذي رقم 285-92المؤرخ في
12ربيع األول عام 1411الموافق 29سبتمبر سنة 1992الذي يحدد قواعد تنظيم أجهزة
اإلدارة العامة وهياكلها وعملها .الصادر بالجريدة الرسمية ،العدد ،44في التاريخ السالف
()1
الذكر.
لكن هذا المرسوم التنفيذي أُلغي بمرسوم تنفيذي آخر رقم 215- 94المؤرخ في 14
صفر عام 1415الموافق 23يوليو سنة 1994الوارد في الجريدة الرسمية ،العدد 48
()2
بتاريخ 1994/24/24م ،والذي يضبط أجهزة اإلدارة العامة في الوالية وهياكلها.
وحسب ما ذكره رئيس مكتب بالمديرية المعنية ،فإن المرسوم األول لم ُيطبق إال بعد
خمس سنوات من صدوره في الجريدة الرسمية ،أي بعد مدة من صدور المرسوم التنفيذي
الثاني.
()1
الجمهورية الجزائرية ،مرسوم تنفيذي رقم ( ،)285-92المؤرخ في 29سبتمبر ،1992المحدد لقواعد تنظيم أجهزة اإلدارة العامة في الوالية
وهياكلها وعملها.
()2
الجمهورية الجزائرية ،مرسوم تنفيذي رقم ( ،)215-94المؤرخ في 23يوليو ،1994الذي يضبط أجهزة اإلدارة العامة في الوالية وهياكلها.
~ ~ 92
يبلغ عدد العاملين بمديرية اإلدارة المحلية لوالية أدرار ،مئة( )122عامل ،من رؤساء
مصالح ورؤساء مكاتب وأعوان إدارة ،وأعوان رئيسيين ومهندسين وتقنيين في اإلعالم اآللي
وعمال يزاولون عملهم خارج المكاتب.
تضم مديرية اإلدارة المحلية مصلحتين ،مصلحة الوسائل ومصلحة التنشيط المحلي.
الجدول رقم( )14يوضح توزع العاملين بمصلحة الوسائل بمديرية اإلدارة المحلية لوالية
أدرار
الجدول رقم( )15يبين توزع العاملين بمصلحة التنشيط المحلي لمديرية اإلدارة المحلية
لوالية أدرار
رئيس
المصلحة
مكتب مستخدمي مكتب ميزانية مكتب الصفقات األمانة والمكاتب
البلديات البلديات والبرامج واألمانة
-3-2المجال الزمني:
-1-3المالحظة:
تعتبر المالحظة " من أهم الوسائل التي يستعملها الباحثون االجتماعيون والطبيعيون في
جمع المعلومات والحقائق من الحقل االجتماعي أو الطبيعي الذي يزود الباحثين بالمعلومات
عرف المالحظة بأنها" :عملية مراقبة أو مشاهدة لسلوك الظواهر والمشكالت
" .وتُ ّ
()1
واألحداث ومكوناتها المادية والبيئية ،ومتابعة سيرها واتجاهاتها وعالقاتها ،بأسلوب علمي
منظم ومخطط وهادف ،بقصد التفسير وتحديد العالقة بين المتغيرات والتنبؤ بسلوك الظاهرة
وما نعنيه هنا هي المالحظة العلمية ()2
وتوجيهها لخدمة أغراض اإلنسان وتلبية احتياجاته"
()3
التي تعني" فعل فحص الظاهرة بكل اهتمام وعناية"
وقد استعان الباحث في جمع البيانات من محل الدراسة بالمالحظة المنظمة ،كأداة
هامة ،سواء ما تراه العين من أفعال وسلوكيات ظاهرة أو ما تلتقطه األذن من حوار عفوي
يدور بشكل تلقائي بين العاملين في أروقة ومكاتب مديرية اإلدارة المحلية.
وتم استعمال هذه األداة منذ دخولنا وألول مرة مكان الدراسة ،حيث الحظنا سلوكيات
وتصرفات صادرة عن العاملين ،أبانت كثي ار طبيعة العالقات بينهم وكذا مدى االنضباط
الذي يتحلى به العاملون في عملهم ،سواء تعلق األمر بمواقيت الدخول والخروج من والى
مكان العمل ،أو مدة وجودهم داخل مكاتب اإلدارة أثناء العمل ،إضافة إلى طريقة إنجازهم
للعمل.
أحمد عياد .مدخل لمنهجية البحث االجتماعي ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية ،1006 ،ص .232 ()1
ربحي مصطفى عليان؛ عثمان غنيم .مناهج وأساليب البحث العلمي ،ط ،2األردن :دار صفاء للنشر والتوزيع ،1000 ،ص .221 ()2
وقد أفادت المالحظة ،الباحث كثي ار في تحصيل وجمع بيانات ،ال يمكن الحصول عليها
إطالقا بأدوات البحث األخرى (المقابلة واالستمارة).
-2-3المقابلة:
تعتبر المقابلة " تقنية مباشرة تستعمل من أجل مساءلة األفراد بكيفية منعزلة… وفي
بعض الحاالت مساءلة جماعة بطريقة نصف موجهة تسمح بأخذ معلومات كيفية بهدف
()1
التعرف العميق على األشخاص المبحوثين "
والمقابلة هي "محادثة موجهة بين القائم بالمقابلة وبين شخص آخر أو عدة أشخاص"
()2
وتعد المقابلة وسيلة هامة للحصول على بيانات تتعلق بالقيم واالتجاهات واآلراء
والمشاعر ،أو الدوافع والسلوك سواء وقع ذلك في الماضي أو الحاضر.
وانطالقا مما تتميز به المقابلة عن غيرها من أدوات جمع البيانات األخرى بأنها أكثر
مرونة ،فقد عمد الباحث إلى استعمالها وذلك بغية الوصول إلى بيانات دقيقة ال نستطيع
الحصول عليها عن طريق المالحظة فقط أو استمارة االستبيان فقط.
وقبل إجراء المقابلة مع المبحوثين وتأسيسا على اإلشكالية وأهداف الدراسة وتساؤالتها
والدراسات السابقة ،وترددنا المستمر على المديرية محل البحث ،أعددنا دليل مقابلة(،)3
يحتوي أحد عشر سؤاال بخصوص أهمية المورد البشري في المؤسسة و مشاركة العاملين
وأهدافهم الخاصة إضافة إلى االنضباط وااللتزام بالقوانين ،ومدى تشجيع اإلدارة للعاملين
وأنماط التواصل وموقف إدارة المؤسسة من السلوكيات السلبية ودورها في توضيح األعمال
المسندة للعاملين ،والمعايير المعتمدة في إسناد المهام من طرف اإلدارة ،إضافة إلى التدريب
والتكوين ،ومدى إطالع العامل على أهداف مؤسسته .ثم قمنا بعرضه من أجل معرفة مدى
فاطمة صابر؛ ميرفث خفاجة .أسس ومبادئ البحث العلمي ،ط ،2مصر :مكتبة ومطبعة االشعاع الفنية ،1001 ،ص.232 ()2
سجل أحد
صدقه على أساتذة مح ّكمين ،لتقديم مالحظاتهم حول مضمون األسئلة ،وقد ّ
()1
المح ّك مين مالحظة واحدة فقط تتعلق بالجانب الشكلي للدليل ،أما باقي المح ّكمين فلم يقدم
أية مالحظة حول ما ورد في دليل المقابلة.
وقد أقرت الدراسة ،إجراء مقابلة مقننة (هي التي تُحدد فيها عناصر المقابلة وكذا
الظروف المحيطة بموقعها تحديدا دقيقا) ( ،)2فردية ،مع ثالثة موظفين برتبة رئيس مكتب،
اثنان منهم يعمالن بمصلحة التنشيط المحلي ،ويتعلق األمر برئيس مكتب ميزانية البلديات،
ورئيس مكتب الصفقات والبرامج ،أما الثالث فهو يعمل بمصلحة الوسائل ،ويتعلق األمر
برئيس مكتب الموظفين واألمالك.
عقد الباحث جلسة المقابلة األولى مع رئيس مكتب الصفقات والبرامج بتاريخ
2213/25/12على الساعة العاشرة ودقيقتين صباحا ،أما جلسة المقابلة الثانية فقد كانت
مع رئيس مكتب الموظفين واألمالك ،في التاريخ ذاته ،على الساعة العاشرة وخمسين دقيقة
صباحا .جلسة المقابلة الثالثة عقدت بتاريخ 2213/26/16على الساعة التاسعة وتسع
دقائق صباحا ،مع رئيس مكتب ميزانية البلديات.
وتمت الجلسات بمكاتب المبحوثين الثالثة رفقة الباحث فقط ،دون السماح بتواجد شخص
آخر ،ودامت جلسة كل مقابلة ثالثين دقيقة.
وقد قدم رؤساء المكاتب المعنيين بالمقابلة ،مساعدة كبيرة للباحث وذلك من خالل
موافقتهم السريعة على إجراء المقابلة دون شرط أو تعقيد .كما قدموا إجابات واضحة عن
األسئلة التي طرحت عليهم.
محمد الصيرفي .البحث العلمي ،ط ،2األردن :دار وائل للنشر ،1002،ص.261 ()2
~ ~ 97
-3-3االستمارة:
االستمارة " عبارة عن صحيفة أو كشف يتضمن عددا من األسئلة تتصل باستطالع
الرأي أو بخصائص أية ظاهرة متعلقة بنشاط اقتصادي أو اجتماعي أو فني أو ثقافي"(.)1
وتعرف االستمارة بأنها " :مجموعة من األسئلة المكتوبة التي تعد بقصد الحصول على
معلومات أو آراء المبحوثين حول ظاهرة أو موقف معين "(.)2
وتبعا لمنهج الدراسة وأهدافها وتساؤالتها ،فقد اعتمد الباحث استمارة استبيان ،أداة رئيسية
في جمع البيانات من الميدان ،العتبار أن هذه األداة تستخدم مع عدد كبير من المبحوثين،
وتساعد على تحصيل معلومات عديدة في مدة زمنية قصيرة.
تحتوي استمارة الدراسة ُمق ّدمةّ ،بين الباحث خاللها موضوع الدراسة والهدف منها
وطلب من المبحوثين اإلجابة بموضوعية عن األسئلة المطروحة ،وأكد لطمأنتهم أن
المعلومات المدرجة بها سرية ،وتخدم البحث السوسيولوجي فقط ،وتشتمل أيضا قسمين،
لعينة الدراسة والمتمثلة في
القسم األول منها يخص المعلومات المتعلقة بالصفات الشخصية ّ
الجنس ،العمر ،الخبرة ،المؤهل العلمي .أما القسم الثاني ،يحتوي على خمسة محاور.
المحور األول منها يتعلق بالمعلومات التي تحدد القيم الثقافية الخاصة بالتنظيم ،يتضمن
أسئلة حول القواعد والقوانين واإلجراءات والتوجيهات والتعليمات واألفكار والتقاليد والمواقف
التنظيمية.
عبد الحميد البلداوي .أساليب البحث العلمي والتحليل اإلحصائي ،ط ،2األردن :دار الشروق للنشر والتوزيع ،1007،ص.11 ()1
محمد عبيدات وآخرون .منهجية البحث العلمي ،ط ،1األردن :دار وائل للطباعة والنشر ،2111 ،ص.63 ()2
~ ~ 98
المحور الثاني يمثل المعلومات التي تحدد العالقات بين العاملين ضمن التنظيم،
ويشتمل أسئلة حول تدفق المعلومات ،ووسائل التواصل وتبادل المعلومات ،ومدى مشاركة
العامل في اتخاذ الق اررات ،وأساليب العمل المتبناة داخل اإلدارة.
المحور الثالث يمثل المعلومات التي تحدد السلوكيات الصادرة عن األفراد في التنظيم.
وضم أسئلة حول نمط االنضباط بالمؤسسة ،وموقف اإلدارة من السلوكيات السلبية ،ومدى
التزام العامل بمواقيت الدخول والخروج من والى العمل ،ومبادرة العامل ونوعية الخدمات
المقدمة للمواطن ،وتحفيز العاملين ،وتنفيذ األوامر وطبيعة المعاملة السائدة بالمؤسسة،
والسلوكيات السلبية الممنوعة من قبل إدارة المؤسسة.
المحور الرابع يتعلق بالمعلومات التي تح ّدد األدوار والنشاطات واألعمال التي يؤديها
األعضاء في التنظيم ،واشتمل على أسئلة حول مستوى اقتناع العامل بدوره وأهمية ذلك
الدور في نظر العامل وتوضيح األعمال للعاملين ومدى تدريب وتكوين العاملين بالمؤسسة،
إضافة إلى معايير إسناد األدوار ومدى معرفة الحقوق والواجبات وعدد األعمال المسندة في
يوم واحد للعامل وتكامل األدوار ،وكذا قدرة العاملين على االبداع واالبتكار.
المحور الخامس يخص المعلومات التي تحدد األهداف المتعلقة بالتنظيم ،واحتوى أسئلة
حول ظروف العمل ،ومستوى االطالع على األهداف ،ونوع الحاجات الخاصة بالعاملين
وشروط نجاح المؤسسة من وجهة نظر العاملين بها ،وأهمية مشاركة العاملين ،وقيمة
االستعانة باستشاريين من خارج المؤسسة ،وضرورة وجود المشرف بالمؤسسة ،والتغييرات
ذات األثر اإليجابي ،ومدى اهتمام إدارة المؤسسة بحاجات العاملين الخاصة .و ُختم كل
محور من المحاور السابقة بسؤال إجمالي حول ما ذكر في المحور ،يطلب من الموظف
ترتيب العناصر حسب أهميتها في ضبط سلوكيات العاملين بالمؤسسة وتوجيهها.
~ ~ 99
اشتملت االستمارة بذلك على أسئلة بلغ عددها االجمالي ثمان وستين سؤاال ،منها
موزعة حسب المحاور
لعينة الدراسة ،وأربعاً وستين سؤاال ّ
أربعة تخص البيانات الشخصية ّ
السالفة الذكر.
أراد الباحث من خالل هذا العدد الكبير من األسئلة ،أن يغطي جميع جوانب الموضوع
المح ّد دة في المحاور الخمسة ،وللوصول بذلك إلى نتائج موضوعية ودقيقة ،ذات قيمة علمية
وعملية في ميدان البحث العلمي.
تعتبر ال ّسجالت والوثائق أحد المصادر التي تُعتمد في الحصول على المعلومات من
ميدان الدراسة .ولهذا الغرض ،طلب الباحث من بعض مكاتب مديرية اإلدارة المحلية وثائق
عن المكافآت التي تقدمها اإلدارة للعاملين ذوي المبادرة والسلوكيات الحسنة ،وأيضا وثائق
أخرى تظهر بعض العقوبات التي تصدر عن لجنة التأديب في حالة ارتكاب العامل
لسلوكيات سلبية ،وهذا وفقا للقانون المعمول به داخل اإلدارة .وفي السياق ذاته تحصل
الباحث على وثيقة توضح أنموذجا لجدول الحضور ( ،)1تسجل فيه أسماء العاملين ويوقّع
كل عامل مقابل اسمه ،تأكيدا لحضوره ،صباحا ومساء .كما حصل الباحث أيضا من خالل
سجالت اإلدارة المعنية على توزيع العاملين وعددهم في مكاتب المديرية محل الدراسة.
هذه الوثائق تفيد الدراسة في أخذ معلومات عن طبيعة السلوكيات الصادرة عن العاملين
بالمؤسسة ،ومنها المبادرة ،الغياب والتأخرات وكذا تحفيز العاملين وتشجيعهم ،ومدى التزام
العاملين بمواقيت الدخول والخروج.
كما اعتمدها الباحث أيضاً ،في تحديد عدد أفراد مجتمع الدراسة والذي بلغ كما ُذكر
سابقا( )44موظفا يزاولون العمل داخل مكاتب المصلحتين بالمديرية مكان الدراسة.
أداة البحث تعتبر صادقة ،عنما تقيس ما افترض أن تقيسه ( .)1وحرصا من الباحث
في أن تكون أداة البحث صادقة ،فقد لجأ إلى صدق المحتوى ،وذلك بعرضها بصورتها
األولية على أساتذة مح ّكمين من جامعة أدرار وجامعة باتنة ،بغية التأكد من صدق
االستمارة ،من حيث وضوح األسئلة ،ومدى تغطيتها لجوانب الموضوع ،وكذا ارتباطها
بأهداف الدراسة .وقد أبدى األساتذة المح ّكمون بعض المالحظات منها:
عينة البحث.
-1ضرورة تبسيط وتوضيح األسئلة بما يتناسب ومستوى ّ
-2تفكيك بعض األسئلة المركبة من شقين إلى سؤالين ،بدال من سؤال واحد.
مروان عبد المجيد ابراهيم .أسس البحث العلمي ،ط ،2األردن :مؤسسة الوراق ،1000 ،ص.43 ()1
خالصة
خلص الباحث في هذا الفصل إلى التعريف باإلجراءات المنهجية المعتمدة في مراحل
هذه الدراسة ،وذلك من خالل تحديد المنهج المالئم لطبيعة الموضوع وهذا وفقا ألهداف
وتساؤالت ومجتمع البحث ،وقد كان اختيار الباحث للمنهج الوصفي مراعاة لتلك األسباب،
ولتوضيح حدود هذه الدراسة بين الباحث المكان الذي ستجرى فيه الدراسة ،وكذا المدة
الزمنية التي استغرقها العمل الميداني مع تقديمه لمواصفات مجتمع البحث ،مرك از بشكل
عينة الدراسة وكيفية اختيارها من العدد الكلي للمجتمع المبحوث .ولجمع
أساسي على ّ
المعلومات قدم الباحث مجمل األدوات التي استعان بها في هذه الدراسة بغرض جمع
البيانات ،وقد اختار االستمارة أداة رئيسية لذلك ،وللغرض ذاته استعان أيضا بأدوات أخرى
وتتمثل في المالحظة المنظمة والمقابلة المقننة ،إضافة إلى الوثائق والسجالت .وحرصا منه
تم
على صدق أداة البحث الرئيسية في تغطيتها للموضوع ،وتحقيقها ألهداف الدراسة ،فقد ّ
عرضها على مجموعة من األساتذة المح ّكمين بجامعة باتنة وجامعة أدرار ،وقد كان
لمالحظاتهم بالغ األثر في إخراج االستمارة بصورتها النهائية.
وتأسيسا على ما تقدم؛ فإن طبيعة الموضوع المتعلق بتطور نمط الثقافة التنظيمية
وتأثيره على سلوك العامل بالمؤسسة العمومية ،وكذا أهداف الدراسة وتساؤالتها ،عوامل دعت
الباحث إلى اتخاذ كل اإلجراءات المنهجية الواردة في هذا الفصل ،وهذا ما سنجد له أث ار
واضحا في الفصل الموالي.
~ ~ 112
الفصل السادس
-تمهيد
-أوال :تحليل البيانات الميدانية وتفسير النتائج
-ثانيا :نتائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـج الدراسة
-1-2النتائج في ضوء الدراسات السابقة
-2-2النتائج في ضوء نظري ـ ـات الدراسة
-3-2النتائج في ضوء تس ـاؤالت الدراسة
-خالصة عامة للدراسة
~ ~ 113
-تمهيد
هذا الفصل يختص بعرض نتائج الدراسة الميدانية ،إضافة إلى تحليلها وتفسيرها ،بغية
الوصول إلى األهداف المنتظر تحقيقها.
وقد شمل هذا الفصل عرضا لنتائج البيانات الشخصية لعينة الدراسة ،يتلوه عرضا مرتبا
لنتائج وحدات الدراسة الخمس ،وهذا تماشيا والتساؤالت الفرعية ،ويتعلق األمر بـ:
وبعد تحليل نتائج بيانات كل تساؤل من تساؤالت الدراسة ،يجتهد الباحث للوصول إلى
تفسيرات واستنتاجات ثم عرض هذه النتائج في ضوء الدراسات السابقة وفي ضوء النظريات
المعتمدة ،وكذا في ضوء تساؤالت الدراسة.
ومن خالل ما سبق ،قدم الباحث بعض التوصيات إلى المسؤولين بمديرية اإلدارة
المحلية موضع البحث ،وكذا العاملين بمكاتب المصلحتين.
~ ~ 114
-اعتبار أن التنظيم يشكل نظاما أساسيا يبرز مدى فهم غالبية العاملين ألهمية التنظيم
كنظام أساسي في تسيير اإلدارة.
~ ~ 119
عينة البحث في أن القوانين تلزم بأداء الواجبات وأن القوانين تؤكد على
بلغت نسبة ّ
االنضباط في العمل ( )% 32.2( ،)% 32.6على التوالي.
-إن اعتراف العاملين بقيمة القوانين داخل اإلدارة في أداء الواجبات وتحقيق االنضباط،
يظهر مدى حرصهم على ضرورة أداء الواجب ومالزمة االنضباط ،وهذا طبعا يتأتى
بوجود قوانين تفرض ذلك.
~ ~ 111
الجدول رقم ( )13يوضح مدى استناد العمل في اإلدارة إلى التوجيهات التنظيمية
تدني نسبة المجيبين بـ (ال) على العبارة نفسها ،حيث كانت ( )% 2.3فقط.
~ ~ 112
-فالتوجيهات حسب الغالبية من العاملين تساعدهم في زيادة وتيرة العمل وبالتالي تحقيق
نجاح أكبر داخل اإلدارة.
~ ~ 113
51.2 22 التعليمات تنص على اتمام العمل على الوجه المطلوب
-الغالبية من العاملين ترى بوجوب اتمام العمل على الوجه المطلوب وهذا ما تؤكده
التعليمات التنظيمية.
~ ~ 115
الجدول رقم ( )17يبين األفكار التنظيمية التي يسير على أساسها العمل في اإلدارة
-تعتبر األفكار التنظيمية من وجهة نظر أغلبية العاملين هي أساس تطور المؤسسة ،إذ
تساعد على توضيح طريقة العمل وكيفية تجاوز المشاكل اإلدارية.
~ ~ 116
الجدول رقم ( )18يوضح التقاليد التنظيمية التي يجري وفقها العمل في اإلدارة
-تعتبر اآلداب واألخالق من تقاليد المؤسسة الجزائرية ،كما تفرض التقاليد في مجال العمل
على أن كل عامل مسؤول عن عمله .غير أن تشجيع العاملين لم يرتق إلى مستوى مقبول
في مؤسساتنا.
~ ~ 117
الجدول رقم ( )19يبين دور المواقف التنظيمية في حصر األعمال بإدارة المؤسسة
-التسيب في العمل مشكلة قائمة ،وهذا ما أكدته نتائج الدراسة بحيث يطمح العاملون إلى
اتخاذ إدارة المؤسسة مواقف بخصوص الحد من تفشي هذه الظاهرة .إضافة إلى فرض
صرامة في العمل لمنع التسيب وجعل العامل مرتبط دائما بأداء واجبه.
~ ~ 118
الجدول رقم( )21يبين العناصر المشكلة لقيم الثقافة التنظيمية ودورها في ضبط سلوك
العاملين
عينة
ترتيب العناصر المشكلة لقيم الثقافة ودورها في ضبط سلوك العاملين من طرف ّ
الدراسة ،أظهر بوضوح أن غالبية المجيبين أكدوا على " القوانين التنظيمية" و ذلك بنسبة
ّ
( ،)% 62.5يلي ذلك " القواعد التنظيمية" بنسبة ( ،)% 13.9تساوت نسبة عينة
،و أن" التعليمات التنظيمية" هي الدراسة في اعتبار أن " اإلجراءات التنظيمية"
الدراسة وذلك بنسبة
العناصر الضابطة ،الموجهّة لسلوك العاملين في المؤسسة محل ّ
~ ~ 119
-القوانين التنظيمية ،هي ما يسهل على إدارة المؤسسة ضبط وتوجيه سلوكيات العاملين،
وهذا طبعا إذا تم تطبيقها بنزاهة وعدالة ،مع مراعاة ظروف العامل.
~ ~ 121
تفريغ وتحليل البيانات المتعلقة بالعالقات بين العاملين ضمن التنظيم ت-
الجدول رقم ( )21يوضح مستوى رضا عينة الدراسة عن تدفق المعلومات داخل المؤسسة
-وهذا مؤشر على انخفاض تدفق المعلومات الضرورية بين غالبية العاملين ،واحتكار ذلك
من طرف األقلية والتي تكون ذات خبرة كبيرة بالمؤسسة.
~ ~ 122
-سيادة االتصال المباشر داخل المؤسسة أمر مهم جدا ولكن غياب الوثيقة الرسمية قد
يؤدي إلى عدم االلتزام بمضمون االتصال .فالمكتوب على الوثيقة أبقى من المذكور
شفاهيا وبخاصة داخل المؤسسات.
~ ~ 123
-إن تبادل المعلومات بين العاملين بنسبة كبيرة دليل على وجود اتصال أفقي بدرجة عالية
وهو ما يساعد العاملين الجدد في االندماج والتعاون مع من سبقهم داخل المؤسسة
موضوع الدراسة.
~ ~ 124
-أغلبية العاملين يدركون أهمية تبادل المعلومات بينهم ،حيث تقوى العالقات وتقل
األخطاء ويرتفع المستوى لدى العاملين ،ونتيجة ذلك كله نجاح المؤسسة وتطورها.
~ ~ 125
-التعاون عند الغالبية من العاملين يجسد التضامن ويقوى عالقاتهم وهذا دليل آخر على
وجود شكل من أشكال األسرة الواحدة داخل المؤسسة العمومية محل الدراسة.
~ ~ 126
27.9 12 أساعد العامل الذي يقوم بالعمل نفسه الذي أقوم به
الدراسة التي اعتبرت أن التعاون بين العاملين يتم فقط بين ذوي
عينة ّ
النسبة المئوية من ّ
االختصاص نفسه ،كانت (.)% 27.9
الدراسة
عينة ّ
عبرت عنها نسبة مئوية من ّ
لحد ما والمعاملة غير الحسنة ّ
المعاملة المقبولة ّ
يتضح من الجدول (.)% 2.3( ،)% 16.3
وتمثل على التوالي كما ّ
-مادام هناك تبادل للمعلومات وتعاون بين العاملين ،كما ّبينته النتائج السابقة ،فإن ذلك
يؤكد نتائج هذا الجدول والذي يبرز طبيعة المعاملة السائدة داخل المؤسسة والتي هي في
عمومها حسنة.
~ ~ 128
المعاملة بالمثل مثلت ( )%7.0من عينة الدراسة ،تليها النسبة المئوية األدنى من عينة
الدراسة التي تقطع عالقتها بشكل تام مع من يصدر عنه الخطأ داخل المؤسسة تجاهها،
وهي ممثلة بـ ( )% 2.3فقط.
عينة
-سيادة التعاون بين العاملين والمعاملة الحسنة يكفل وجود ثقافة التسامح لدى غالبية ّ
الدراسة ،وهو ما يقوي ويحافظ على بقاء المؤسسة واستمراها واستقرارها ونجاحها.
~ ~ 129
الجدول رقم ( )29يوضح أساليب العمل المفضلة لدى عينة الدراسة بالمؤسسة
-وجود المعاملة الحسنة يشيع داخل المؤسسة الميل إلى العمل داخل مجموعة وهو ما
أسفرت عنه نتائج الجدول عند غالبية عينة الدراسة وان ميل البعض إلى العمل الفردي
سببه تجنب االتكالية واالنشغال بالكالم عن العمل المطلوب.
~ ~ 131
عدم السماح ألحد أن يبدي رأيا في االجتماعات وفرض الرأي من طرف أحد الحاضرين
عينة الدراسة والتي تمثل (.)% 14.0
هو ذهبت إليه بالتساوي النسبة المئوية الباقية من ّ
عينة
-مشاركة العاملين في إبداء الرأي مع دراسته واألخذ به كما بينت ذلك الغالبية من ّ
الدراسة يظهر مدى إدراك اإلدارة لقيمة المشاركة في اتخاذ الق اررات التي تساعد على
نجاح المؤسسة وتطورها ،وبالتالي فهي تمنح الفرصة للعاملين بتقديم اقتراحاتهم واألخذ
بها بعد مناقشتها طبعا.
~ ~ 131
34.2 16 ليس هناك أسلوبا واضحاً تتبناه مؤسستي في مجال العمل
14.2 6 تترك المؤسسة للعامل الحرية في اختيار أسلوب العمل الذي يناسبه
ترك الحرية للعامل في اختيار األسلوب المناسب للعمل وتبني األسلوب المعزز للعمل
العينة وذلك بنسبة (4.6( ،)% 14.2
الفردي داخل المؤسسة هو ما ورد في رأي باقي ّ
)%على التوالي.
-ميل العاملين نحو العمل الجماعي يتأكد جليا من خالل ما أدلى به الغالبية من عينة
الدراسة ،التي أقرت بأن اإلدارة تميل إلى بث روح الجماعة داخل المؤسسة ،وتترك في
أكثر الحاالت الحرية للعاملين الختيار األسلوب المناسب ألداء العمل ،وهو طبعا ما
~ ~ 132
تؤكده أيضا العبارة أن المؤسسة ليس لها أسلوبا واضحا في مجال العمل ،وهذا بسبب
عدم فرض أسلوب واحد على العاملين.
~ ~ 133
الجدول رقم( )32يوضح العناصر المساعدة في ضبط وتوجيه سلوك العاملين بالمؤسسة
تدفق المعلومات ،التعامل مع األخطاء ،قبول الرأي االخر ،هي ما ذهبت إليه نسبة
عينة الدراسة وذلك من أجل توجيه وضبط السلوكيات ،وقد بلغت في ذلك (9.3
من ّ
)% 11.6( ،)% 2.3( ،)%على الترتيب المذكور.
~ ~ 134
المعبرين من عينة الدراسة بـ " نوعية وسيلة االتصال "و " أساليب العمل"،
ّ تساوت نسبة
بغرض ضبط السلوك داخل المؤسسة ،والتي بلغت ( )% 4.2في الحالتين.
-عوامل ضبط السلوكيات داخل المؤسسة ترتبط بشكل أساسي بنوعية المعاملة ،تبادل
المعلومات بين العاملين والتعاون فيما بينهم.
~ ~ 135
-قد يكون أسلوب اإلدارة في منح حرية كبيرة للعاملين في مجال العمل هو السبب في قلة
االنضباط لدى األغلبية من عينة الدراسة ،وقد يكون السبب أيضا غياب المراقبة
والمتابعة في أوقات العمل.
~ ~ 136
الجدول رقم ( )34يوضح موقف إدارة المؤسسة في حالة وقوع سلوك سلبي من العاملين
سيادة التنبيه الشفهي للعامل الذي يصدر عنه سلوك سلبي وذلك بنسبة (،)% 51.2
يليه اإلنذار الكتابي بنسبة أقل (.)% 41.9
-اعتماد اإلدارة أسلوب التنبيه الشفهي ،عند وقوع سلوك سلبي من أحد العاملين يعبر عن
التعامل الحسن ،ومنح الفرصة للعامل لتجنب السلوكيات غير المرغوبة في المؤسسة.
~ ~ 137
الجدول رقم( )35يوضح مدى التزام العاملين بمواقيت الدخول والخروج من والى المؤسسة
-حضور العامل متأخ ار عن الوقت المحدد وخروجه قبل الوقت المحدد رسميا من المؤسسة
محل الدراسة ،كانت من بين المالحظات التي وقعت عين الباحث عليها ،وكانت أيضا
من بين مالحظات غالبية عينة الدراسة في االستمارة ،وهو أمر شاع في المؤسسة
العمومية ومن بينها اإلدارة موضوع البحث.
~ ~ 138
الجدول رقم( )36يبين مستوى مبادرة العاملين في تقديم خدمات إضافية للمؤسسة
عينة الدراسة تبادر بتقديم خدمات إضافية للمؤسسة ،وكانت نسبتها (.)%51.2
غالبية ّ
-من النسبة الغالبة نتبين أن عددا كبي ار من العاملين بالمؤسسة موضوع الدراسة لديهم
مبادرة لتقديم مزيدا من الخدمات ،وهذا يدل على وجود ثقافة المبادرة لدى األغلبية داخل
المؤسسة مما يستلزم تشجيعها من قبل اإلدارة.
~ ~ 139
الخدمات المقدمة للمواطن من قبل اإلدارة وبميزة مقبولة نسبتها ( ،)% 62.5وهي النسبة
الغالبة.
عبرت عن
الخدمات بمستوى عال نسبتها ( ،)% 23.3تقابلها الخدمات المتواضعة كما ّ
الدراسة والتي بلغت (.)% 14.2
عينة ّ
ذلك نسبة من ّ
الجدول رقم( )38يوضح مكافأة إدارة المؤسسة للعاملين على السلوكيات اإليجابية
نسبة بلغت ( )%34.9من العينة ذاتها ،أجابت بالسلب ،نافية بذلك وجود مكافأت من
إدارة المؤسسة على السلوكيات اإليجابية.
~ ~ 141
الجدول رقم( )39يبين نوعية المكافأت المقدمة للعاملين على السلوكيات اإليجابية
منح العامل معاملة خاصة ومنح شهادة شرفية للعامل ،مكافأتان أخريان تمنحهما إدارة
العينة نفسها ،ويمثالن على التوالي
المؤسسة للعاملين بها ،وذلك ما ورد في نسبتين من ّ
(.)% 4.2( ،)% 9.3
-إن انتهاج اإلدارة أسلوب التحفيز ،يدعم المبادرة واإلبداع واالنضباط داخل المؤسسة وهذا
طبعا إذا كان وفق معايير دقيقة ونزيهة.
~ ~ 142
الجدول رقم( )41يوضح مدى تنفيذ العاملين لأل وامر الصادرة عن المسؤول المباشر
نسبة قليلة جدا ،تمثلت في ( )%2.3فقط ،نفت ذلك ،واعتبرت أن العامل ال ينفذ األمر
الصادر عن مسؤوله المباشر داخل المؤسسة.
-إن ما تقدم بخصوص تسامح اإلدارة مع العاملين في حالة وقوع السلوكيات السلبية ،ينتج
عنه التزام العامل بتنفيذ ما يأمره به مسؤوله المباشر في مجال العمل.
~ ~ 143
الجدول رقم( )41يبين طريقة تنفيذ العاملين لأل وامر الصادرة عن المسؤول المباشر
-أسفرت النسبة الكبيرة على وجود حرية لدى العامل في مناقشة المسؤول حول ما يطلب
منه القيام به من أعمال.
~ ~ 145
المعاملة السيئة والمعاملة السيئة جدا ،كانت نسبتهما المئوية متساوية وقليلة جدا ،تمثل
كالهما بـ ( )% 2.3فقط.
-ما أظهرته نتائج الجدول أعاله ،يبين أن المعاملة الطيبة هي ما يجعل الغالبية من
العاملين ينفذون األوامر ،ويبادون بأعمال إضافية داخل المؤسسة ،كما أظهرته النتائج
السابقة.
~ ~ 146
الجدول رقم( )43يوضح مدى تبيين اإلدارة للسلوكيات السلبية الممنوعة داخل المؤسسة
االنشغال عن العمل والحديث فيما بين العاملين ،والتدخين داخل المؤسسة سلوكيات
تم منعها من قبل إدارة المؤسسة كما يتضح من النسبتين المئويتين الباقيتين،
سلبية ّ
( )% 4.2( ،)% 11.6على التوالي.
-من بين السلوكيات السلبية السائدة بالمؤسسة محل الدراسة ،التأخر في الحضور للعمل
واالتكال على اآلخرين في انجاز األعمال وهو ما الحظته إدارة المؤسسة ونبهت عليه.
~ ~ 148
الجدول رقم( )45يوضح العناصر المساعدة على ضبط سلوكيات العاملين بالمؤسسة
حسب أهميتها
يظهر ترتيب العناصر المساعدة على ضبط السلوكيات داخل المؤسسة ،وتوجيهها
الدراسة ذكرت أن " االنضباط في العمل داخل
عينة ّ
أن الغالبية العظمى من ّ
المؤسسة " يساعد اإلدارة على توجيه سلوك العامل وضبطه ،وهو ما أوضحته النسبة
المئوية الكبيرة (.)% 69.8
~ ~ 149
" نوعية الخدمات المقدمة للزبائن" "،نوعية المكافأة عن السلوكيات اإليجابية" "،تنفيذ
الدارسة ،وبشكل
عينة ّ
األوامر الصادرة عن المسؤول" ذكرت نسب مئوية من ّ
متساو ( ،)% 4.2أنها تساعد على ضبط السلوكيات وتوجيهها داخل المؤسسة.
تفريغ وتحليل البيانات المتعلقة باألدوار والنشاطات واألعمال التي يؤديها األعضاء ج-
في التنظيم.
الجدول رقم( )46يوضح مستوى اقتناع العامل بالدور الذي يقوم به داخل المؤسسة
النسبة% التك اررات مستوى اقتناع العامل بالدور الذي يقوم به
العينة ذاتهاّ ،بينت أنها مقتنعة قليال بالدور المسند لها داخل
نسبة مئوية من ّ
العينة.
المؤسسة ،حيث بلغت ( )% 18.6من مجمل ّ
-بعض العاملين بالمؤسسة غير مقتنعين بما أسند لهم من مهام والسبب حسبهم أنهم
يحملون تخصصا ال يتماشى وما يقومون به من واجب داخل اإلدارة وهذه مشكلة واقعة
في كثير من مؤسساتنا العمومية.
~ ~ 152
الجدول رقم ( )47يبين مدى أهمية الدور الذي يقوم به العامل داخل المؤسسة
-اقتناع العامل بدوره داخل المؤسسة ،ينجم عنه الشعور بأهمية ما يؤديه من دور في
إطار العمل .أما عدم اقتناعه بذلك الدور ،فإنه يشعر بقلة اهمية ما يقوم به .وهذا ما
يقلل من مبادرته مع اقدامه على العمل بمعنويات محبطة.
~ ~ 153
الجدول رقم( )48يبين مدى شرح اإلدارة لألعمال والنشاطات المسندة للعاملين بالمؤسسة
تبين نسبة بلغت ( )%42.1من عينة الدراسة ،أن اإلدارة تشرح ما تسنده من نشاطات
واعمال للعاملين بالمؤسسة ،بينما تنفي نسبة وصلت ( ،)%24.9أن اإلدارة تقوم بشرح
األعمال التي تسندها للعاملين داخل المؤسسة.
-شرح األعمال والنشاطات للعاملين يساهم في انجازها على الوجه المطلوب ،ويزيد من ثقة
العامل بنفسه .أما عدم توضيحها ينجم عنه عكس ما ذكر.
~ ~ 154
عينة
المقابلة الخاصة مع العاملين لشرح األعمال المسندة ،حققت أعلى نسبة مئوية من ّ
الدراسة والمتمثلة بـ (.)% 41.9
ّ
الدراسة لتشرح
االجتماعات والمراقبة الميدانية ،كيفيتان تلجأ إليهما إدارة المؤسسة محل ّ
وتوضح ما تسنده من أعمال للعاملين بها ،ووصلت نسبتهما المئوية (،)% 25.6
ّ
( )% 22.9على التوالي.
-من خالل النتائج أعاله فإن إدارة المؤسسة تعي جيدا أهمية توضيح األعمال للعاملين
وبخاصة ال ُجدد منهم ،ولذلك تولي هذا الجانب أهمية خاصة .ولكن ما نالحظه أيضا
عينة الدراسة؛ فإن تكوين اإلداريين العاملين بالمؤسسة محل
حسب بعض العاملين من ّ
الدراسة قليل جدا إن لم نقل منعدم ،ونقص أو انعدام التكوين له عواقب سلبية كثيرة.
~ ~ 155
الجدول رقم( )51يوضح مدى تلقي عينة الدراسة للتدريب والتكوين في مجال العمل
عينة الدراسة لم تتلق أي تكوين بخصوص الدور المسند لها ،وهذا ما
-إن نسبة كبيرة من ّ
يجعل الكثير منهم يعتمدون على غيرهم في ذلك وال يبادرون بأي خدمة إضافية
للمؤسسة.
~ ~ 156
-التكوين والتدريب الخاص عموما للعاملين بالمؤسسة قليل جدا إلى منعدم وهو ما ورد في
عينة الدراسة.
إجابات الغالبية من ّ
~ ~ 157
الجدول رقم( )52يبين مدى إسناد األدوار للعاملين حسب المعايير المحددة من طرف إدارة
المؤسسة
-وجود معايير محددة ،يجعل إسناد األعمال للعاملين دقيق وموضوعي ،بينما غياب
المعايير الدقيقة والنزيهة يخلق جوا من التوتر وعدم التفاهم داخل المؤسسة.
~ ~ 158
الجدول رقم( )53يوضح المعايير التي تسند على أساسها األدوار للعاملين بالمؤسسة
يحظى معيار الخبرة في إطار العمل بنسبة مئوية مرتفعة بلغت ( ،)% 62.8يتم على
الدراسة.
أساسه إسناد األدوار للعاملين بالمؤسسة محل ّ
الشهادة الجامعية ،معيا ار آخر تعتمده إدارة المؤسسة في إسناد األدوار ،وصلت نسبته
(.)% 24.9
-تحرص المؤسسة على إسناد األعمال في ضوء معايير حددتها ،أهمها خبرة العامل في
ميدان العمل لالستفادة من ذلك .كما عمدت إلى معيار الشهادة الجامعية في إسناد
المهام وهو ما توصي به القوانين الحالية في مجال التوظيف خاصة .أما المحسوبية
~ ~ 159
والمصالح المتبادلة فهي معايير معتمدة بشكل غير رسمي في إسناد األعمال لبعض
العاملين ،وهو أمر مخالف للقوانين ،ينجم عنه الالمباالة وعدم الثقة في اإلدارة.
~ ~ 161
الجدول رقم( )54يبين مدى إدراك العامل لحقوقه وواجباته في الدور الذي يقوم به داخل
المؤسسة
عينة الدراسة ليس لديها إدراك للحقوق والواجبات في الدور الذي تقوم
-النسبة القليلة من ّ
به ،وهذا ينجم عن إسناد األعمال للعاملين خارج تخصصهم ،وكذا عدم وعي بعض
العاملين بضرورة معرفة ذلك .ألن معرفة العاملين للحقوق والواجبات يجعلهم يؤدون
الواجب على الوجه المطلوب ،ويتفادون األخطاء الناجمة عن جهل بالقانون ،ويحصلون
على حقوقهم كاملة.
~ ~ 161
الجدول رقم( )55يوضح تعدد الواجبات المسندة للعامل خالل اليوم الواحد
-إسناد واجبات عديدة للعامل في اليوم الواحد ،ظاهرة سلبية موجودة داخل اإلدارة محل
الدراسة ،ألن تكليف العامل بأعمال كثيرة يجعله يمل العمل وال ينجزه على الوجه
المطلوب ،ويتهرب من ذلك بالغياب أو الخروج قبل الوقت المحدد ،أو التأخر في
الحضور باستمرار وذلك تماشيا والمجهود اإلضافي الذي قدمه للمؤسسة.
~ ~ 162
-إن معرفة العامل لما يقوم به بقية العاملين في المؤسسة ،يساعد في انجاز األعمال بدقة
وفي الوقت المحدد لها ،ويجنب تداخل الصالحيات واألدوار وهذا يكون بالتنسيق وتحديد
الهدف أوال.
~ ~ 164
-إن وجود الرغبة في تطوير المؤسسة لدى اإلدارة ،يجعلها تشارك العاملين في ق ارراتها
بعينة ال بأس بها في
وذلك لحثهم على االبداع واالبتكار ،والمؤسسة محل الدراسة تتمتع ّ
~ ~ 166
هذا الجانب وبخاصة ما يتعلق بتقديم أفكار خالّقة لتطوير طريقة العمل وأسلوبه
بالمؤسسة.
~ ~ 167
عينة البحث للعناصر الضابطة لسلوك العاملين بالمؤسسة محل الدراسة ،أن
يبين ترتيب ّ
نسبة ( )% 23.3اعتبرت " مستوى اقتناع العامل بالدور الذي يقوم به "يساعد اإلدارة
عينة الدراسة
على ضبط السلوكيات داخل المؤسسة ،بينما اعتبرت نسبة مئوية أخرى من ّ
ذاتها وتتمثل بـ ( )% 18.6أن ذلك يتم بإعطاء أهمية لدور العاملين بالمؤسسة.
~ ~ 168
الدراسة ممثلة على التوالي بـ (،)% 4.6( ،)% 4.2( ،)% 11.6
عينة ّ
نسب مئوية من ّ
( )% 2.3اعتبرت أن ذلك يكون بـ :التدريب والتأهيل للعامل وتحديد معايير دقيقة في
إسناد األدوار وتكامل أدوار العاملين مع االبداع فيها ،إضافة إلى ضبط عدد الواجبات
المسندة للعامل في اليوم الواحد.
~ ~ 169
نسبة مئوية أقل من التي سبقت ،بلغت ( )% 25.6عبرت عن ظروف العمل بأنها
مناسبة قليال.
-إن توفير الظروف المناسبة للعمل بالمؤسسة ،يساعد في إنجاز األعمال بمستوى جيد
على األقل ،وان الظروف غير المناسبة للعمل تعيق ذلك وتمنعه.
~ ~ 171
عينة البحث ( ،)% 46.42بـ (نعم) تأكيدا منها أنها مطلعة على
أجابت نسبة من ّ
األهداف المسطرة من قبل المؤسسة مكان الدراسة.
-إن وضوح األهداف للعاملين يساهم في تحقيقها ،وبلوغها وان عدم وضوحها يجعل العمل
يتجه صوب جهات مختلفة مما ال يتحقق معه أي هدف للمؤسسة.
~ ~ 172
العمل على بقاء المؤسسة واستمرارها وتحقيق االستقرار داخل المؤسسة ،كان اختيار
الدراسة بلغتا على التوالي (.)% 34.9( ،)% 34.2
عينة ّ
نسبتان من ّ
تقديم خدمة راقية للزبائن وتطوير المورد البشري للمؤسسة ،هو ما اعتبرته النسبتان
العينة ذاتها من بين األهداف التي تطمح المؤسسة محل الدراسة إلى
الباقيتان من ّ
بلوغها ،وقد بلغت األولى منهما ( ،)% 16.3والثانية ( )% 11.6وذلك على التوالي.
-جل أفراد عينة البحث تعمل من أجل تحقيق االستقرار في المؤسسة واستمرارها ،بينما
تطوير العنصر الفاعل داخل المؤسسة أال وهو اإلنسان ليس هدفا رئيسيا للمؤسسة
(حسب ما تظهره النتائج).
~ ~ 173
العينة نفسها،
الحصول على مكانة في المجتمع هو ما تطمح إلى بلوغه نسبة مئوية من ّ
بلغت (.)% 23.3
-إن حاجات العاملين بالمؤسسة محل الدراسة هي أكثر ما يسعى إليه العاملون في
الغالب ،تحقيق عيش كريم وضمان مكانة في المجتمع ،والذي يحقق لهم االستقرار
الداخلي والتوازن النفسي.
~ ~ 174
تم تطبيق القوانين بصرامة ،واذا ُمنحت الحرية للعاملين في العمل هو ما رأت
إذا ّ
نسبتان أخريان من الشروط التي تساعد على نجاح المؤسسة ،بلغت األولى (18.6
)%والثانية (.)% 14.2
-إن ترتيب نسب شروط نجاح المؤسسة كما يتضح من الجدول أعاله ،يبرز بوضوح ما
يحتاجه العاملون من مؤسستهم ،وهي الشروط التي تضمن نجاحها ،وتُحقق أهدافها.
~ ~ 175
عينة الدراسة تدرك جيدا أهمية وقيمة مشاركة العاملين في وضع األهداف،
-إن أغلبية ّ
وهذا دليل على وجود رغبة واضحة لدى العاملين داخل المؤسسة محل الدراسة للمشاركة
في ذلك.
~ ~ 176
لكل عامل وجهة نظر يجب احترامها والكل يجتهد في أداء واجبه ،هو ما اعتبرته
ّ
العينة ذاتها من إيجابيات مشاركة العامل في وضع األهداف،
النسبتان الباقيتان من ّ
ممثلتين على التوالي بـ (.)% 16.3( ،)% 18.6
عينة أخرى ،نسبتها ( )%14ترى عدم فائدة االستعانة باستشاريين للغرض السابق.
ّ
~ ~ 178
العينة ذاتها ،وصلت ( )%16.3ال ترى أية أهمية لوضع مشرفين داخل
نسبة مئوية من ّ
المؤسسة محل الدراسة.
-الذين يرفضون وضع مشرف على العاملين يرون أن ذلك إهانة للعامل الذي يجب أن
نحسسه بأنه مسؤول داخل المؤسسة ،بدال من مراقبته.
نترك له الحرية في العمل ،وأن ّ
~ ~ 179
نسبة مئوية بلغت ( )% 4.2اعتبرت وجود المشرف بالمؤسسة يعود إلى أن العامل ال
يلتزم بالقوانين.
-حسب نتائج الجدول ،فإن وجود المشرف داخل المؤسسة هو من أجل توضيح األعمال
للعاملين ذوي الخبرة والمهارة القليلة ،إضافة إلى مراقبة سير أداء العاملين بالمؤسسة.
~ ~ 181
الجدول رقم( )71يوضح التغييرات في المؤسسة ذات األثر اإليجابي على سلوك العاملين
الوسائل الحديثة التي جلبتها المؤسسة ،هو التغيير ذو األثر اإليجابي على نسبة من
الدراسة ،بلغت ( ،)% 48.8وهي األغلبية.
عينة ّ
ّ
الدراسة ( )% 18.6هو
عينة ّ
" طريقة معاملة المسؤولين للعاملين" ،اعتبرت نسبة من ّ
التغيير اإليجابي المؤثر على سلوك العاملين داخل المؤسسة.
الجدول رقم( )73يوضح العناصر التي تساهم في توجيه سلوكيات العاملين وضبطها
العينة نفسها ( )% 2.3( ،)% 4.2( ،)% 9.3على التوالي ،ترى أن
باقي النسب من ّ
ضبط اإلدارة لسلوك العاملين بها يتم بواسطة االستعانة باستشاريين ،ومشاركة العاملين
في وضع األهداف ،إضافة إلى تحقيق حاجات العاملين الخاصة.
بعد تفريغ البيانات ،وتحليلها وتفسيرها ،خلصت الدراسة التي موضوعها " تطور نمط
الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية " إلى عدد من النتائج
مرتبة حسب محاورها كما يلي:
-2التنظيم يشكل نظاما أساسيا ،يبرز مدى فهم غالبية العاملين ألهمية التنظيم كنظام
أساسي في تسيير اإلدارة.
-3إن اعتراف العاملين بقيمة القوانين داخل اإلدارة في أداء الواجبات ،وتحقيق االنضباط
يظهر مدى حرصهم على ضرورة أداء الواجب ومالزمة االنضباط ،وهذا طبعا يتأتى
بوجود قوانين تفرض ذلك.
-5الغالبية من العاملين ترى بوجوب اتمام العمل على الوجه المطلوب ،وهذا ما تؤكده
التعليمات التنظيمية.
-6تعتبر األفكار التنظيمية من وجهة نظر أغلبية العاملين هي أساس تطور المؤسسة ،إذ
تساعد على توضيح طريقة العمل ،وكيفية تجاوز المشاكل اإلدارية.
-4تعتبر اآلداب واألخالق من تقاليد المؤسسة الجزائرية ،كما تفرض التقاليد في مجال
العمل على أن كل عامل مسؤول عن عمله.
~ ~ 185
-8التسيب في العمل مشكلة قائمة ،وهذا ما أكدته نتائج الدراسة بحيث يطمح العاملون إلى
اتخاذ إدارة المؤسسة مواقف بخصوص الحد من تفشي هذه الظاهرة .إضافة إلى فرض
صرامة في العمل لمنع التسيب وتجعل العامل مرتبط دائما بأداء واجبه.
-9القوانين التنظيمية ،هي ما يسهل على إدارة المؤسسة ضبط وتوجيه سلوكيات العاملين،
وهذا طبعا إذا تم تطبيقها بنزاهة وعدالة ،مع مراعاة ظروف العامل.
المحور الثاني :المعلومات التي تحدد العالقات بين العاملين ضمن التنظيم
-1انخفاض تدفق المعلومات الضرورية بين غالبية العاملين ،واحتكار ذلك من طرف
األقلية والتي تكون ذات خبرة كبيرة بالمؤسسة.
-2سيادة االتصال المباشر داخل المؤسسة أمر مهم جدا ولكن غياب الوثيقة الرسمية قد
يؤدي إلى عدم االلتزام بمضمون االتصال؛ فالمكتوب على الوثيقة أبقى من المذكور
شفاهيا وبخاصة داخل المؤسسات.
-3إن تبادل المعلومات بين العاملين بنسبة كبيرة دليل على وجود اتصال أفقي بدرجة عالية
وهو ما يساعد العاملين الجدد في االندماج والتعاون مع من سبقهم داخل المؤسسة
موضوع الدراسة.
-4التعاون عند الغالبية من العاملين يجسد التضامن ويقوى عالقاتهم وهذا دليل آخر على
وجود شكل من أشكال األسرة الواحدة داخل المؤسسة العمومية محل الدراسة.
-5إدارة المؤسسة تشجع على بث روح التعاون ،والتضامن بين العاملين في مجال العمل
وهو ما يساعد في نجاحها واستمرارها.
-6سيادة التعاون بين العاملين ،والمعاملة الحسنة ،يكفل وجود ثقافة التسامح لدى غالبية
عينة الدراسة ،وهو ما يقوي ويحافظ على بقاء المؤسسة واستمراها واستقرارها ونجاحها.
ّ
~ ~ 186
-4وجود المعاملة الحسنة ،يشيع داخل المؤسسة الميل إلى العمل داخل مجموعة عند
غالبية عينة الدراسة ،وان ميل البعض إلى العمل الفردي سببه تجنب االتكالية واالنشغال
بالكالم عن العمل المطلوب.
عينة
-8مشاركة العاملين في إبداء الرأي ،مع دراسته واألخذ به كما بينت ذلك الغالبية من ّ
الدراسة ،يظهر مدى إدراك اإلدارة لقيمة المشاركة في اتخاذ الق اررات التي تساعد على
نجاح المؤسسة وتطورها ،وبالتالي فهي تمنح الفرصة للعاملين بتقديم اقتراحاتهم واألخذ
بها بعد مناقشتها طبعا.
-9عوامل ضبط السلوكيات داخل المؤسسة ،ترتبط بشكل أساسي بنوعية المعاملة،
-1قد يكون أسلوب اإلدارة في منح حرية كبيرة للعاملين في مجال العمل ،هو السبب في
قلة االنضباط لدى األغلبية من عينة الدراسة ،وقد يكون السبب أيضا غياب المراقبة
والمتابعة في أوقات العمل.
-2اعتماد اإلدارة أسلوب التنبيه الشفهي ،عند وقوع سلوك سلبي من أحد العاملين يعبر عن
التعامل الحسن ،ومنح الفرصة للعامل لتجنب السلوكيات غير المرغوبة في المؤسسة.
-3حضور العامل متأخ ار عن الوقت المحدد ،وخروجه قبل الوقت المحدد رسميا أصبح أم ار
شبه مألوف في المؤسسة محل الدراسة.
-4عدد كبير من العاملين بالمؤسسة موضوع الدراسة لديهم مبادرة لتقديم مزيدا من
الخدمات ،وهذا يدل على وجود ثقافة المبادرة لدى األغلبية داخل المؤسسة مما يستلزم
تشجيعها من قبل اإلدارة.
~ ~ 187
-6إن انتهاج اإلدارة أسلوب التحفيز ،يدعم المبادرة واإلبداع واالنضباط داخل المؤسسة
وهذا طبعا إذا كان وفق معايير دقيقة ونزيهة.
-4تسامح اإلدارة مع العاملين في حالة وقوع السلوكيات السلبية ،ينتج عنه التزام العامل
بتنفيذ ما يأمره به مسؤوله المباشر في مجال العمل.
-12من بين السلوكيات السلبية السائدة بالمؤسسة محل الدراسة ،التأخر في الحضور
للعمل واالتكال على اآلخرين في انجاز األعمال وهو ما الحظته إدارة المؤسسة ونبهت
عليه.
-11تعامل إدارة المؤسسة مع أخطاء العاملين ،ومبادرة العامل في إطار العمل داخل
المؤسسة ،وتبيين اإلدارة للسلوكيات الممنوعة على العاملين بالمؤسسة ،يساعد على
ضبط السلوك وتوجيهه.
~ ~ 188
المحور الرابع :المعلومات التي تحدد األدوار والنشاطات واألعمال التي يؤديها
األعضاء في التنظيم
-1بعض العاملين بالمؤسسة غير مقتنعين بما أسند لهم من مهام ،والسبب حسبهم أنهم
يحملون تخصصا ال يتماشى وما يقومون به من واجب داخل اإلدارة.
-2اقتناع العامل بدوره داخل المؤسسة ،ينجم عنه الشعور بأهمية ما يؤديه من دور في
إطار العمل .أما عدم اقتناعه بذلك الدور ،فإنه يشعر بقلة أهمية ما يقوم به .وهذا ما
يقلل من مبادراته مع اقدامه على العمل بمعنويات محبطة.
-3شرح األعمال والنشاطات للعاملين يساهم في انجازها على الوجه المطلوب ،ويزيد من
ثقة العامل بنفسه .أما عدم توضيحها ينجم عنه عكس ما ذكر.
عينة الدراسة لم تتلق أي تكوين بخصوص الدور المسند لها ،وهذا ما
-4إن نسبة كبيرة من ّ
يجعل الكثير منهم يعتمدون على غيرهم في ذلك وال يبادرون بأي خدمة إضافية
للمؤسسة.
-5التكوين والتدريب للعاملين بالمؤسسة عموما قليل جدا إلى منعدم وهو ما ورد في إجابات
عينة الدراسة.
الغالبية من ّ
-6وجود معايير محددة وواضحة ،يجعل إسناد األعمال للعاملين دقيق وموضوعي ،بينما
غياب ذلك يخلق جوا من التوتر وعدم التفاهم داخل المؤسسة.
-4تحرص المؤسسة محل الدراسة على إسناد األعمال في ضوء معايير حددتها ،أهمها
خبرة العامل في ميدان العمل لالستفادة من ذلك .كما عمدت إلى معيار الشهادة
الجامعية في إسناد المهام وهو ما توصي به القوانين الحالية في مجال التوظيف خاصة.
~ ~ 189
أما المحسوبية ،والمصالح المتبادلة فهي معايير معتمدة بشكل غير رسمي في إسناد
األعمال لبعض العاملين ،وهو أمر مخالف للقوانين ،ينجم عنه الالمباالة وعدم الثقة في
اإلدارة.
-8معرفة العاملين للحقوق والواجبات يجعلهم يؤدون الواجب على الوجه المطلوب،
ويتفادون األخطاء الناجمة عن جهل بالقانون ،ويحصلون على حقوقهم كاملة.
-9إسناد واجبات عديدة للعامل في اليوم الواحد ظاهرة سلبية موجودة داخل اإلدارة محل
الدراسة ،ألن تكليف العامل بأعمال كثيرة يجعله يمل العمل وال ينجزه على الوجه
المطلوب ،ويتهرب من ذلك بالغياب أو الخروج قبل الوقت المحدد أو التأخر في
الحضور باستمرار وذلك تماشيا والمجهود اإلضافي الذي قدمه للمؤسسة.
-11إن معرفة العامل لما يقوم به بقية العاملين في المؤسسة ،يساعد في انجاز األعمال
بدقة وفي الوقت المحدد لها ويجنب تداخل الصالحيات واألدوار وهذا يكون بالتنسيق
وتحديد الهدف أوال.
عينة الدراسة تستطيع االبتكار واإلبداع إذا أتيحت لها الفرصة المناسبة
-12األغلبية من ّ
من طرف اإلدارة ،وهذا يتطلب إشراك العاملين فيما ما يتخذ من ق اررات وتشجيع وتحفيز
من يتمتع بهذه الصفة من العاملين داخل المؤسسة محل الدراسة.
-13إن وجود الرغبة في تطوير المؤسسة لدى اإلدارة ،يجعلها تشارك العاملين في ق ارراتها
بعينة ال بأس بها في
وذلك لحثهم على االبداع واالبتكار ،والمؤسسة محل الدراسة تتمتع ّ
هذا الجانب وبخاصة ما يتعلق بتقديم أفكار خالّقة لتطوير طريقة العمل وأسلوبه
بالمؤسسة.
~ ~ 191
-1إن توفير الظروف المناسبة للعمل بالمؤسسة ،يساعد في إنجاز األعمال بمستوى مقبول
على األقل ،وان الظروف غير المناسبة للعمل تعيق ذلك وتمنعه.
-2إن وضوح األهداف للعاملين يساهم في تحقيقها ،وبلوغها وان عدم وضوحها يجعل
العمل يتجه صوب جهات مختلفة مما ال يتحقق معه أي هدف للمؤسسة.
-3جل أفراد عينة البحث تعمل من أجل تحقيق االستقرار في المؤسسة واستمرارها ،بينما
تطوير العنصر الفاعل داخل المؤسسة أال وهو اإلنسان ليس هدفا رئيسيا للمؤسسة
(حسب ما تظهره النتائج).
-4تحقيق عيش كريم وضمان مكانة في المجتمع من أهم حاجات العاملين بالمؤسسة محل
الدراسة.
عينة الدراسة تدرك جيدا أهمية وقيمة مشاركة العاملين في وضع األهداف ،وهذا
-5أغلبية ّ
دليل على وجود رغبة واضحة لدى العاملين داخل المؤسسة محل الدراسة للمشاركة في
ذلك.
-8ضبط اإلدارة لسلوك العاملين بها يتم بواسطة االستعانة باستشاريين لوضع األهداف
ومشاركة العاملين في وضع األهداف إضافة إلى تحقيق حاجات العاملين الخاصة.
ال بأس أن نذكر بالنتائج التي خلصت إليها الدراسات السابقة المشار إليها سابقا.
الدراسة األولى:
وتتمثل في الدراسة التي أنجزها الباحث سمير يوسف محمد عبد اإلله بعنوان " واقع
الثقافة التنظيمية السائدة في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة وأثرها على مستوى التطوير
التنظيمي للجامعات " وتوصل الباحث إلى نتائج عدة نذكر من أهمها أولويات الموظفين في
الجامعات الثالث هي االلتزام بأداء واجباتهم حسب اللوائح.
الدراسة الثانية:
وتخص الدراسة التي قام بها الباحث زيادة سعيد الخليفة بعنوان " الثقافة التنظيمية
ودورها في رفع مستوى األداء " وأهم النتائج التي خلصت إليها هذه الدراسة نذكر:
-1يدرك ضباط كلية القيادة واألركان رسالة وغايات وأهداف كلية القيادة واألركان كإحدى
-2إن العناصر التي تعبر عن امتياز مستوى أداء الطالب ،كلية القيادة واألركان هي:
الدراسة الثالثة:
وهي دراسة محلية(جزائرية) قام بها الباحث بوبكر منصور عنوانها " الثقافة التنظيمية
وعالقتها بسوء السلوك التنظيمي في اإلدارة العمومية الجزائرية " ،خلص فيها إلى مجموعة
من النتائج أهمها
الدراسة الرابعة:
وهي أيضا دراسة محلية (جزائرية) قام بها الباحث بن عيسى محمد المهدي بعنوان " ثقافة
المؤسسة " توصل من خاللها إلى جملة من النتائج أهمها:
-1إن نظرة هؤالء القادة للعوامل التي تعيق المؤسسة على تحقيق النجاحات هو نقص
التضامن والتماسك بين العمال وكما بينا ذلك في الدراسة أنه هناك فئة قيادية أصابت
في تشخيص المشكلة على أنها مرتبطة بالبناء االجتماعي لكنها أخطأت في الوسيلة
باعتمادها على القواعد القانونية واإلجراءات التنظيمية المستمدة من خبراتها المهنية
الذاتية ،هذا ما جعلها تعيد إنتاج نفس الحلول السابقة.
مما سبق ،يتضح أن النتائج التي خلصت إليها الدراسات المشار إليها أعاله ،بعضها
يشير إلى التزام العاملين بأداء الواجب ،التعاون والمشاركة واالنضباط ،أما بعضها اآلخر،
فقد خلص إلى عكس ذلك ،واألمر يتعلق بنقص التضامن والتماسك بين العمال وغياب
عالقات التضامن ،مع انخفاض مستوى إدارة العالقات.
بعد نزولنا إلى ميدان الدراسة واستعمالنا للمالحظة المنظمة والمقابلة واالستمارة ،وتحليلنا
للبيانات ،توصلنا إلى اعتراف العاملين بقيمة القوانين داخل اإلدارة في أداء الواجبات وتحقيق
االنضباط .إضافة إلى سيادة التعاون بين العاملين والمعاملة الحسنة ،وكذا مشاركة العاملين
في إبداء الرأي ،مع تشجيع اإلدارة على ذلك ،بمنح العاملين فرصة تقديم أراءهم أثناء
االجتماعات .وهو ما يتفق إلى حد بعيد مع نتائج الدراسة األولى والثانية .أما االنضباط فهو
قليل داخل المؤسسة محل الدراسة .وعليه؛ فإن تطور المؤسسة وضبط سلوك العاملين بها ال
يتحقق بتطبيق القوانين فقط وفرض الرقابة ،بل البد من بث روح التعاون والمشاركة وفتح
قنوات االتصال بجميع أنواعها ،وتوضيح لألهداف واالهتمام أكثر بالمورد البشري داخل
المؤسسة .وهنا يمكن القول إن نجاح كليات الضباط مرده عادة إلى تطبيق ما ذكرناه.
إن النظريات التي أشرنا إليها سابقا تبين األفكار المعتمدة في هذه الدراسة ،وقبل أن نعرض
النتائج ونقارنها بمضمون هذه النظريات ،رأينا من الواجب اإلشارة إلى أفكارها األساسية.
-1النظرية الرمزية تتبنى فرضية أساسية فحواها أن الثقافة مجموعة من الحقائق المبنية
والمنشأة اجتماعيا .فهي بذلك ترى أن جميع الثقافات بما فيها -ثقافة المؤسسة-أط اًر
مبنية اجتماعيا .أي أنها من نتاج المجتمع .ولفهم ثقافة مؤسسة ما حسب إدغار تشاين
يجب اعتماد ظواهر السطح والمتمثلة في ما يظهر للعيان ،ويبقى مرئيا ومسموعا
وملموسا من سلوك أفراد المؤسسة المتجذر في مستويات المعايير والقيم واالفتراضات.
~ ~ 194
-2نظرية التفاعل ترتكز بشكل أساسي على عالقات المواجهة المباشرة ،وأن دراسة
التفاعالت داخل المؤسسة يعني دراسة سلوكيات األفراد تجاه بعضهم البعض .كما تقوم
هذه النظرية على مفاهيم ثالثة أساسية ،تتمثل في النشاط ،التفاعل والعواطف.
-3النظرية السلوكية ترى أن سلوك اإلنسان داخل المنظمات يرتبط بثالث مجموعات من
العوامل وهي العوامل النفسية ،العوامل االجتماعية والعوامل الثقافية.
األدوار االجتماعية تكون متكاملة في المؤسسة عندما تؤدي المؤسسة مهامها بشكل
جيد وكفء بحيث ال يكون هناك تناقض في األدوار.
من خالل هذا التقديم المختصر لمبادئ وأفكار هذه النظريات نستطيع القول إن نتائج
هذه الدراسة تتوافق مع أفكار النظريات المذكورة إلى حد كبير؛ فالنسبة للنظرية الرمزية فهي
تؤكد أن ثقافة المؤسسة هي نتاج للمجتمع وهذا يعني أن العامل يأتي إلى المؤسسة بأفكار
وقيم وعادات اكتسبها من المجتمع وبالتالي كل عامل له ثقافته الخاصة .وهذا ليس معناه أن
ثقافة المؤسسة هي نفسها ثقافة المجتمع كما يعتقد الكثير ،بل للمؤسسة ثقافتها التي تميزها
عن المجتمع وما فيه من مؤسسات مختلفة ،وقد شرحنا ذلك في فصل سابق ،ففي المؤسسة
يبقى العامل مدة طويلة يعمل وفق قوانين وتوجيهات وقواعد محددة منذ دخوله إلى خروجه
من المؤسسة ،وهذا ما يضفي تغيي ار مرحليا ملموسا واضحا في سلوكياته ،من حيث
االنضباط ،طريقة الحوار ،أداء الواجب ،وضع األهداف ،مشاركة اآلخرين ،ففي المؤسسة
محل الدراسة أظهرت النتائج أن العاملين تغيرت سلوكياتهم بشكل ملموس إذا أخذنا بظواهر
السطح حسب اعتقاد إدغار تشاين ،وهو ما تبرزه أيضا أفكار نظرية التفاعل المرتكزة على
عالقات المواجهة؛ فالنتائج المستخلصة أظهرت وجود عالقات مباشرة وتفاعل مستمر بين
~ ~ 195
العاملين أساسه التعاون والتضامن والتواصل إلى حد كبير ،هذه العالقات تصب في
مجملها لصالح المؤسسة ،وهي التي تساهم في نشرها واستمرارها بين العاملين .فالعامل
داخل المؤسسة محل الدراسة يتواجد غالبية الوقت داخل مجموعة العمل ،التي تؤثر فيه
ويتأثر بها ،وعلى هذا األساس يتغير سلوكه من حالة إلى أخرى وهو ما تؤكده النظرية
السلوكية في العوامل االجتماعية .كما أن المؤسسة تنظم هذه العالقات عن طريق القوانين
والتوجيهات التنظيمية حفاظا على استقرارها واستمرارها من جهة ،وضبطا وتوجيها لسلوكيات
العاملين بها في اتجاه صحيح من جهة أخرى .وتشير نتائج الدراسة أيضا ،أن العامل يؤدي
دو ار محددا داخل المؤسسة موضوع الدراسة مكمال ألدوار باقي العاملين ،وهذا يمكن معرفته
من خالل ما تق ّدمه هذه المؤسسة من خدمات جيدة للمواطنين ،وهو ما يتوافق ومبادئ نظرية
الدور ،غير أن سلوك الفرد يصعب التنبؤ به اعتمادا على دوره االجتماعي ،ألن سلوك الفرد
عامال وليس السلوكية النظرية في إليها أشرنا عوامل جملة فيه تؤثر
واحدا فقط .وما يهم هذه الدراسة هي العوامل الثقافية ،وتحديدا الثقافة التنظيمية التي تغيرت
تبعا لتغير ظروف العمل ،حيث تسود بها ثقافة المشاركة والتعاون وهي تتجه نحو تبني ثقافة
جديدة تميل بشكل كبير إلى ثقافة المهمة وهو ما بينته نتائج هذه الدراسة .وعليه؛ فإن العامل
هو جزء من هذه المؤسسة يتغير سلوكه ويتبدل تبعا لما يط أر من تطور على ثقافة مؤسسته.
~ ~ 196
بعد أن تعرضنا بالمناقشة للنتائج حسب الدراسات السابقة ،وحسب النظريات التي تبناها
الباحث ،رأينا من الضروري ،مناقشتها أيضا في ضوء التساؤالت المطروحة في اإلشكالية،
وهذا من أجل إتمام العمل الميداني الذي ال يكتمل وال يتضح أثره إال بهذه الخطوة.
حسب تحليل البيانات المستسقاة من الميدان تبّين أن المؤسسة محل الدراسة أجرت
تغييرات ملموسة تركت لدى أغلب العاملين بها أث ار إيجابيا في مجال العمل ،تمثل ذلك األثر
في رضا األغلبية منهم عن الظروف التي يجري بها العمل ،وكذا رضاهم عن طبيعة
المعاملة من طرف المسؤولين.
إن هذه التغييرات ال بد أن تساهم في تطوير نوع الثقافة التنظيمية داخل المؤسسة
موضوع الدراسة ،وهو ما سنناقشه تفصيال من خالل األسئلة الفرعية المنبثقة من السؤال
الرئيسي.
-هل يبدي العاملون في إدارة المؤسسة العمومية مرونة الكتساب قيم جديدة تتماشى
المنمطة لسلوكياتهم والموجهة ألفكارهم ومواقفهم؟
والثقافة التنظيمية ّ
أبانت النتائج الميدانية أن العامل داخل المؤسسة موضوع الدراسة يعتبر أن القوانين
التنظيمية تلزمهم بأداء الواجبات المسندة لهم ،كما أنها تضبط سلوكياتهم وتوجهها بما يخدم
أهداف المؤسسة ،ويساعد في ذلك أيضا ما يتلقونه من توجيهات يرونها ضرورية من قبل
المسؤولين لتحسين وتيرة العمل وتحقيق االنضباط ،وان إنجاز العمل على الوجه المطلوب
يتحقق داخل المؤسسة بالتعليمات التنظيمية التي تؤكد على ذلك .كما أن الغالبية من عينة
الدراسة أكدت على ضرورة وجود أشخاص داخل اإلدارة يقدمون أفكا ار خالقة تساعد على
تطوير طريقة العمل واساليبه ،وهم جاهزون إذا طلب منهم ذلك .ويرون أن العامل مسؤول
~ ~ 197
عن عمله داخل المؤسسة وهو ما تفرضه التقاليد الجاري العمل بها يوميا .ويؤكدون أيضا
على ضرورة الحد من مشكلة االنضباط الذي يعرف تدهو ار ملحوظا يتطلب اتخاذ مواقف
عاجلة وصارمة من لدن إدارة المؤسسة ،وبالتالي فإن األغلبية من العاملين بالمؤسسة محل
الدراسة لديهم مرونة تلقائية تساير كل جديد ،وقابلية كبيرة لتنفيذ ما يصدر من قوانين
وتعليمات جديدة وتوجيهات تؤكد على السير الحسن للعمل داخل المؤسسة .وهو ما يتأكد
أكثر فيما سيرد من نتائج باقي التساؤالت الفرعية.
-هل يتم ّكن العاملون بإدارة المؤسسة العمومية من توطيد عالقاتهم ضمن الثقافة
التنظيمية المدعمة لمشاركاتهم وتساندهم؟
أظهرت نتائج الدراسة المتعلقة بالعالقات بين العاملين داخل التنظيم ،وجود تضامن
وتعاون يدعمه التواصل المباشر المستمر بين اإلدارة والعاملين ،والذي يحتاج أن يكون موثقا
لتجنب أي تهرب من المسؤوليات ،كما أن الغالبية من العاملين يميلون إلى تبادل المعلومات
فيما بينهم ،األمر الذي يساعد على االندماج وتطوير أساليب العمل .وقد كان لإلدارة دو ار
واضحا في تشجيع العاملين على التعاون في إطار العمل ،وذلك نتيجة لعدم فرضها أسلوبا
معينا على العامل وهو يؤدي واجبه داخل المؤسسة موضوع الدراسة .المعاملة الحسنة
للعاملين من طرف المسؤولين ،واالستماع ألرائهم عوامل كفيلة بتوطيد العالقات وتساند
الجهود في إطار ثقافة تنظيمية تتبنى ذلك وتدعمه.
~ ~ 198
-هل يتخذ العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،أساليب معينة في سلوكياتهم ،تتفق
المنمطة لتفاعالتهم وتصرفاتهم؟
والثقافة التنظيمية ّ
أغلب العاملين بالمؤسسة يبادر بتقديم خدمات إضافية إلى المؤسسة والتي قد تكون خارج
أوقات العمل ،إضافة إلى سيادة روح الفريق الواحد ،ومبعث ذلك ما أشرنا إليه سابقا من
معاملة طيبة بين الجميع ،وتسامح كبير لدى إدارة المؤسسة .كما ساعد التحفيز ذو الطابع
اإليجابي ،العاملين على تقديم المزيد من الجهود ودعم تلك الثقافة السائدة حاليا بالمؤسسة
محل الدراسة والمتمثلة في ثقافة المشاركة والتعاون.
-هل يقدر العاملون بإدارة المؤسسة العمومية ،تكييف أدوارهم مع الثقافة التنظيمية
المفعلة لنشاطاتهم وممارساتهم المتنوعة؟
بالرجوع إلى نتائج هذه الدراسة المتعلقة بأدوار العاملين ونشاطاتهم داخل المؤسسة،
نالحظ أن بعضهم يؤدون دو ار غير مقتنعين به ،وهذا لعدم تماشي هذا الدور مع
تخصصاتهم ،والذي يجعلهم ال يتكيفون بشكل سريع مع ما يتطلب العمل من أداء متقن وفي
~ ~ 199
الوقت المحدد ،الشيء الذي يتطلب زمنا طويال للتمرن عليه .بينما الغالبية تدرك ما يجب
عليهم فعله ألدائه على الوجه المطلوب .إن االقتناع بالدور يشكل سندا قويا للعامل إلنجاز
عمله ،وهو ما وجدناه داخل هذه المؤسسة ،ولدى الغالبية من العاملين بها .كما أن إدارة
المؤسسة تساهم بترك الحرية للعاملين لالحتكاك ببعضهم من أجل تبادل المعلومات ،وتساهم
أيضا بشرح المهام للعاملين الجدد في جلسات خاصة ،وبوضعهم مع عاملين آخرين لهم
خبرة طويلة في العمل.
التكوين والتدريب خارج المؤسسة محل الدراسة هو ما يحتاجه العاملون بها ،سواء كانوا
حديثي عهد بالعمل أو كانوا ذوي خبرة ،وقد سجلنا نقصا واضحا في هذا الجانب حسب ما
ورد في نتائج الدراسة الميدانية .واضافة إلى ذلك ،فإن إسناد مهام كثيرة للعامل وبشكل
مستمر ،يجعله يمل العمل وينتهج سلوكيات غير مقبولة كالتأخر في الحضور والخروج قبل
الوقت ،وهذا مقابل الجهد الزائد عن عمله الذي يقوم به في المؤسسة .والمؤسسة ال تستطيع
اتخاذ أي إجراء تأديبي معه بسبب ما يقدمه العامل من مهام مختلفة.
وعلى هذا األساس؛ فإن العاملين يدركون جيدا الواقع التنظيمي الجاري به العمل داخل
هذه المؤسسة ،والتي تطمح في نهاية المطاف إلى إنجاز العمل المطلوب ،وفي الوقت
المحدد فقط .وتأسيسا على ما سبق؛ فإن للعاملين قدرة على مسايرة القيم السائدة بالمؤسسة
وما يتطلب الدور والنشاط الذي يؤدونه ،وهذا بعد مدة عمل قد ال تكون طويلة في الغالب.
أظهرت نتائج الدراسة الميدانية على أن األهداف الواضحة تُمكن العاملين من تحقيقيها
وذلك شريطة توفر الظروف المناسبة للعمل داخل المؤسسة ،هذه األهداف التي تركز حسب
~ ~ 211
عينة الدراسة ،على تحقيق االستقرار ،واستمرار العمل دون إعطاء أهمية تذكر للمورد البشري
الذي يعد ركيزة أساسية لتطور ونجاح المؤسسة.
إن تحقيق األهداف يستوجب حسب نتائج الدراسة مشاركة العاملين في وضعها ،وذلك
ما يخلق لدى العامل إحساس قوي باالنتماء إلى مؤسسته ،وكذا تحسين الروح المعنوية
للعاملين ،فيندفع الجميع نحو تحقيق ما شاركوا في وضعه وساهموا في رسمه.
إن تحقيق األهداف التنظيمية يستوجب أيضا حسب نتائج الدراسة ،مراعاة المؤسسة
لحاجات العاملين الخاصة التي تُعد الهدف األساسي الخاص لكل عامل يوجد داخل
المؤسسة ،وبدون مراعاة هذه الحاجات يصعب التكهن بتحقيق األهداف العامة ،كما أن
االستعانة باستشاريين لهذه الغرض ،يكون غير ضروري إذا راعت إدارة المؤسسة ما تقدم
ذكره.
واذا تأملنا في تفسيرنا لنتائج هذه الدراسة حسب ما جاء في األسئلة الفرعية ،نجد أنها
في عمومها تقدم اإلجابة عن التساؤل الرئيسي ،والذي ورد سابقا على النحو اآلتي:
-إن الرهانات التي رفعتها الجزائر منذ مطلع األلفية الثالثة في إدارة المؤسسات
العمومية ،إنما الهدف منها إدخال هيكلة على نظمها ،وتغيير مختلف العمليات
واإلجراءات التي تخص العمل الجاري بها ،لكن هل أثمرت فعال تلك الجهود في
تطوير نمط الثقافة التنظيمية ،ومنه التأثير اإليجابي على سلوكيات العاملين
بإدارات هذه المؤسسات؟
إن إدارة المؤسسة محل الدراسة ،شهدت تغييرات كثيرة سواء في هيكلها التنظيمي ،وفي
القوانين واإلجراءات التنظيمية منذ تأسيسها ،إضافة إلى التجديد في موردها البشري،
وبخاصة في جانب المديرين.
~ ~ 211
إن هذه التغييرات المذكورة ،البد أن يكون لها كما أظهرت النتائج ،تأثي ار واضحا على
سلوكيات العاملين بها ،فالفرد داخل هذه المؤسسة ،يتفاعل مع باقي األفراد العاملين ،ويعمل
وفقا لما تنص عليه القوانين واإلج ارءات المعمول بها في المؤسسة ،والمؤسسة تتبنى وتشجع
العاملين بها على التعاون والمشاركة في إنجاز األعمال ،هدفها من ذلك إتمام هذه األعمال
في الوقت المحدد لها .وهذا كما ذكرنا ،يؤكد أن هذه الثقافة المتبناة حاليا ،انتجت لدى هؤالء
العاملين سلوكيات إيجابية ،تساعد كثي ار إدارة المؤسسة على بلوغ أهدافها ،واضافة إلى ذلك،
تبدو مالمح ثقافة تنظيمية جديدة في طور البناء والتشكل داخل هذه المؤسسة ،ويساندنا في
ذلك ،تأ كيد اإلدارة على انجاز المهام فقط .وذلك بترك جانب كبير من الحرية للعاملين في
اتخاذ األسلوب المناسب إلنجازها ،وهذا التوجه بالرغم من إيجابياته الواضحة إال أنه أفرز
لدى البعض من العاملين سلوكيات سلبية.
وبناء على ما سبق؛ فإن للعاملين بالمؤسسة محل الدراسة قدرة ،ومهارة كافية للسعي
نحو إحراز نجاح كبير في تحقيق األهداف العامة للمؤسسة ،ويكون ذلك بتوفر ظروف عمل
مناسبة ،وشعور العامل بأهميته ،ومكانته داخل المؤسسة.
~ ~ 212
خـــاتمـــــة
أظهرت الدراسة الحالية الموسومة بـ " تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك
العامل داخل المؤسسة العمومية " في جانبها النظري أن إدارة هذه المؤسسة ،عرفت تطو ار
في هياكلها وتنظيماتها ،تماشيا مع التغيرات المتسارعة التي عرفتها الجزائر في مجاالت
مختلفة ،اجتماعية واقتصادية ،سياسية وثقافية.
وما يعني هذه الدراسة هو تلك التغيرات والتحوالت في ثقافة المنظمة التي أصبحت
محل اهتمام جل المختصين في عالم اإلدارة ،والموارد البشرية ،وعلم اجتماع التنظيم .حيث
أجريت دراسات مختلفة في عديد المؤسسات إلظهار تأثير ثقافة التنظيم على االلتزام والرضا
والوالء واألداء الوظيفي ،وسلوك العاملين باإلدارة ،وكلها خلُصت في نتائجها إلى وجود
ارتباط قوي وواضح بين نوعية ومدى وجود هذه المتغيرات والثقافة التنظيمية للمؤسسة.
في الجانب الميداني لهذه الدراسة ،كشفت النتائج تأثر سلوك العاملين بطبيعة المعاملة
السائدة بالمؤسسة ،ومعاملة المسؤولين لهم ،وكذا بنوعية الوسائل الحديثة التي ُجلبت
للمؤسسة ،إضافة إلى مشاركتهم في اتخاذ الق اررات واالستماع القتراحاتهم ،وأسلوب العمل
الجماعي الذي تسعى إدارة المؤسسة إلى اعتماده واالستقالل النسبي الذي يتمتع به العامل
في اختياره لألسلوب الذي يالئمه في العمل ،مع سيادة مبدأ التسامح والتعاون فيما بينهم.
إن هذه العوامل المميزة والمكونة لثقافة هذه المؤسسة ،لم تأت مصادفة ،بل كانت نتيجة
تغي يرات كثيرة شهدتها المؤسسة محل الدراسة ،سواء في هيكلها التنظيمي أو في المورد
البشري ،وبخاصة المديرين الذين تعاقبوا على إدارتها منذ نشأتها إلى يومنا هذا.
اإليجابيات ما نالحظه من تسامح ومبادرة وتعاون وعمل جماعي ،ومن السلبيات ما نشاهده
من قلة انضباط في مواعيد الدخول والخروج من والى المؤسسة مكان العمل.
ويظهر للباحث أن عدم احترام بعض العاملين لمواعيد الدخول والخروج ،كانت نتيجة
الحرية الزائدة في أسلوب العمل ،وقلة الرقابة ،وسكوت اإلدارة عن ذلك.
إن ثقافة المشاركة (الثقافة التعاونية) التي يتبناها العاملون بالمؤسسة محل الدراسة ،بدت
مالمحها جلية في سلوكياتهم الظاهرة أو كما يسميها تشاين ظواهر السطح ،إضافة إلى ثقافة
أخرى تميل في مظهرها إلى ثقافة المهمة.
واذا رجعنا إلى النتائج المستخلصة ،نالحظ أن ما يتصف به سلوك العاملين بشكل عام
صلة لقيم وتوقعات ومعتقدات وأعراف غير موثقة ،ش ّكلت في ُمجملها ثقافة ترسخت
هو ُمح ّ
في أذهان األفراد المنتمين لهذه المؤسسة ،وصارت مصد ار لسلوكياتهم سواء ما كان منها
إيجابيا أو ما كان سلبيا.
وتأسيسا على ما سبق؛ فإن ضبط وتوجيه سلوكيات العاملين إلى ما يخدم أهداف
ويحسن مردودها ،يتطلب توافر عوامل عديدة ورد ذكرها في النتائج ،والتوصيات وال
ّ المؤسسة
بأس من الرجوع لها ألهميتها وبمزيد من التوضيح.
-1إن أول هذه العوامل هو وضوح رسالة المؤسسة والتي تمثل طموح العاملين فيها،
رؤساء ومرؤوسين لما سيتم تحقيقه حاض ار ومستقبال.
المدير
العاملين في المؤسسة ،فال يعقل أن نخالف ما نقول ونطالب غيرنا بذلك؛ فليكن ُ
كما يريد من العاملين أن يكونوا .وهي إحدى النصائح التي أوردها (ريتشارد تمبلر) في
كتابه " قواعد اإلدارة " (.)1
-3انتهاج اإلدارة أسلوب الباب المفتوح ،وفتح قنوات االتصال وتنويع أنماطه لتستطيع
المؤسسة ايصال رسالتها وقيمها للعاملين بها ،وبالتالي " تنمية الشعور باالنتماء
للمنظمة واالستقرار الوظيفي مما يؤدي إلى رفع الروح المعنوية للعاملين وتسيطر عليهم
وتحمسهم للعمل ومقاومتهم لإلحباط " (.)2
ّ روح الفريق ويزداد تماسكهم
-4االهتمام بتدريب العاملين ،وذلك بوضع برامج خاصة من طرف مختصين ،بحيث
تشمل هذه العملية(التدريب) جميع الموظفين باإلدارة مهما اختلفت مهامهم ومدة عملهم
الجدد على التكيف في المنظمة التي ينضمون
بالمؤسسة؛ فالتدريب " يساعد الموظفين ُ
حسن من أدائهم ،وتعاونهم على
يزود الموارد البشرية في المنظمة بكفايات تُ ّ
إليها ،وألنه ّ
المستجد من وسائل وطرق وأساليب حديثة في العمل " (.)3
استيعاب ُ
-5إذا كان التدريب يساعد على تنمية أنماط سلوكية إيجابية لدى العاملين بالمنظمة فإنه ال
يكفي وحده ،بل البد من االختيار األمثل للمورد البشري الذي يتألم وقيم وأهداف
المنظمة ،وتحفيز العاملين ذوي السلوكيات اإليجابية وتشجيعهم على العمل الجماعي
والتعاون فيما بينهم ،واالستماع لمشاكلهم ،ومشاركتهم فيما يتخذ من ق اررات داخل
المؤسسة.
وتأسيسا على ما تقدم؛ فإن ما يقع من سلوكيات داخل المؤسسة يمكن إرجاعه بشكل
وتوجه وتؤثر على سلوك العامل
ّ خاص إلى نمط الثقافة التنظيمية السائدة بها ،فهي تضبط
ريتشارد تمبلر ،قواعد االدارة ،تر :مكتبة جرير ،المملكة العربية السعودية ،1008 ،ص .221 ()1
حصة محمد؛ أحالم العقباوي ،مهارات االتصال والتفاعل ،ط ،1مصر :عالم الكتب ،2211،ص ص .25-24 ()2
()3
درة؛ زهير نعيم الصباغ ،إدارة الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين ،ط ،1األردن :دار وائل للنشر ،2228،ص .312
عبد الباري ّ
~ ~ 215
في موقع العمل ،وبالتالي وجب التقييم المستمر لعناصر هذه الثقافة من طرف إدارة المؤسسة
بمشاركة الباحثين والعاملين ،بهدف تطويرها وتحسينها ،وهذا كله من أجل تحقيق وبلوغ
أهدافها.
توصيات الدراسة
تُظهر الدراسة الحالية المنجزة بمديرية اإلدارة المحلية بمقر والية أدرار ،وجود ثقافتين
تنظيميتين مختلفتين ،تتمثل األولى في ثقافة المشاركة والتساند ،والثانية ثقافة المهمة .وتسود
المؤسسة محل الدراسة ثقافة المشاركة والتساند ،كما أنها تميل حاليا إلى ثقافة المهمة واللتان
يوجه الباحث جملة من التوصيات
تقدم شرحهما في فصل سابق .وفي ضوء نتائج الدراسةّ ،
إلدارة المؤسسة والعاملين بها ،وذلك من أجل بناء ثقافة تنظيمية واضحة المعالم وقوية،
تتمكن بها المؤسسة من إحراز النجاح في تحقيق األهداف المسطرة.
-1على إدارة المؤسسة أن تحدد القيم األساسية التي ينبغي احترامها من قبل كل العاملين
بالمؤسسة موضوع الدراسة ،مع توثيقها ونشرها ،والحرص على تطبيقها للحفاظ على
الثقافة السائدة.
-2وضع معايير دقيقة في اختيار العاملين الجدد ،ومنها التوافق مع قيم المؤسسة محل
الدراسة.
-3فتح قنوات االتصال ،واستخدامها بشكل فعال يضمن تدفق قوي للمعلومات داخل
المؤسسة ،ونشر قيمها ،وشرحها ،وتأكيد روح التعاون والتضامن بين العاملين.
-4الحرص على تدريب العاملين سواء داخل المؤسسة أو خارجها ،وحث العاملين على
ذلك للرقي بمستواهم وتحسين أدائهم.
~ ~ 216
قائمة المراجع
-الكتب
-القرآن الكريم
-1عسكر علي؛ العريان ،جعفر ،السلوك البشري في مجاالت العمل ،الكويت :منشورات
ذات السالسل1982 ،
-2محمد علي ،محمد ،مقدمة في البحث االجتماعي ،لبنان :دار النهضة العربية1982 ،
-3بدر ،أحمد ،أصول البحث العلمي ومناهجه ،الكويت :وكالة المطبوعات1982 ،
-4محمد علي ،محمد ،مجتمع المصنع ،لبنان :دار النهضة العربية1985 ،
-5عبد الرزاق جلبي ،علي ،دراسات في علم اجتماع الصناعة ،لبنان :دار النهضة
العربية1985 ،
-6ريمون ،كيفي؛ فان لوك كوبنهود ،دليل الباحث في العلوم االجتماعية ،تر :يوسف
الجباعي ،لبنان1986 ،
-4محمد عماد الدين ،إسماعيل ،المنهج العلمي وتفسير السلوك ،الكويت :دار القلم للنشر
والتوزيع1989 ،
-8صيني ،سعيد اسماعيل ،قواعد أساسية في البحث العلمي ،لبنان :مؤسسة الرسالة
للطباعة والنشر والتوزيع1994 ،
-9حيدر ،فؤاد ،علم النفس االجتماعي ،لبنان :دار الفكر العربي1994 ،
-12ناصر دادي ،عدون ،اقتصاد المؤسسة ،الجزائر :دار المحمدية العامة1998 ،
-11الحوات ،علي ،النظرية االجتماعية ،مالطا :منشورات شركة إلجا1998 ،
-12بو حوش ،عمار والذنيبات ،محمود ،مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث،
الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية1999 ،
~ ~ 218
-13عبيدات ،محمد وآخرون ،منهجية البحث العلمي ،األردن :دار وائل للطباعة والنشر،
1999
-14علي ،السلمي ،اإلدارة باألهداف ،مصر :دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع1999 ،
-15عبد هللا ،محمد عبد الرحمن ،علم االجتماع الصناعي-النشأة والتطورات الحديثة،
لبنان :دار النهضة العربية.1999 ،
-16بن نبي ،مالك ،مشكلة الثقافة ،سوريا :دار الفكر2222 ،
-14حامد زهران ،عبد السالم ،علم النفس االجتماعي ،مصر :عالم الكتب2222 ،
-18عبد المجيد ابراهيم ،مروان ،أسس البحث العلمي ،األردن :مؤسسة الوراق2222 ،
-19أبو قحف ،عبد السالم ،محاضرات في نظريات التنظيم واإلدارة ،مصر :دار المعرفة
الجامعية2222 ،
-22ربحي ،مصطفى عليان؛ غنيم ،عثمان ،مناهج وأساليب البحث العلمي ،األردن :دار
صفاء للنشر والتوزيع2222 ،
-21مروان عبد المجيد ،ابراهيم ،أسس البحث العلمي ،األردن :مؤسسة الوراق2222 ،
-22الصيرفي ،محمد ،البحث العلمي ،األردن :دار وائل للنشر2221 ،
-23أكرم العدلوني ،محمد ،العمل المؤسسي ،لبنان :دار بن حزم2222 ،
-24صابر ،فاطمة؛ خفاجة ،ميرفث ،أسس ومبادئ البحث العلمي ،مصر :مكتبة ومطبعة
االشعاع الفنية2222 ،
-25غياث ،بوفلجة ،فعالية التنظيمات-تشخيص وتطور ،الجزائر :دار الغرب للنشر
والتوزيع2223 ،
-26واضح ،رشيد ،المؤسسة في التشريع الجزائري ،الجزائر :دار هومة2223 ،
-24موريس ،انجرس ،منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ،الجزائر :دار القصبة
للنشر2224 ،
-28بعلي ،محمد الصغير ،القانون اإلداري ،الجزائر :دار العلوم للنشر والتوزيع2224 ،
~ ~ 219
-29الحسن إحسان ،محمد ،النظريات االجتماعية المتقدمة ،األردن :دار وائل للنشر،
2225
-32جبر العتيبي ،صبحي ،تطور الفكر واألساليب اإلدارية ،األردن :دار الحامد للنشر
والتوزيع2225 ،
-31مؤيد سعيد ،سالم ،أساسيات اإلدارة االستراتيجية ،األردن :دار وائل للنشر2225 ،
-32سلمان العميان ،محمود ،السلوك التنظيمي في منظمة األعمال ،األردن :دار وائل
للنشر2225 ،
-33إبراهيم بلوط ،حسن ،المبادئ واالتجاهات الحديثة في إدارة المؤسسات ،لبنان :دار
النهضة العربية2225 ،
-34عقيلي ،عمر وصفي ،إدارة الموارد البشرية المعاصرة ،األردن :دار وائل للنشر
والتوزيع2225 ،
-35مصباح ،عامر ،منهجية إعداد البحوث العلمية ،الجزائر :موف للنشر2226 ،
-36عياد ،أحمد ،مدخل لمنهجية البحث االجتماعي ،الجزائر :ديوان المطبوعات
الجامعية2226 ،
-34فهمي سليم الغزوي وآخرون ،المدخل إلى علم االجتماع ،األردن :دار الشروق للنشر
والتوزيع2226 ،
-38الكبيسي ،عامر ،التطوير التنظيمي والقضايا المعاصرة ،سوريا :دار الرضا للنشر،
2226
-39الصيرفي ،محمد ،إدارة التغيير ،مصر :دار الفكر2226 ،
-42الصيرفي ،محمد ،التطوير التنظيمي ،مصر :دار الفكر2226 ،
-41البداوي ،عبد الحميد ،أساليب البحث العلمي والتحليل اإلحصائي ،األردن :دار
الشروق للنشر والتوزيع2224 ،
~ ~ 211
-42إبراهيم عيسى ،عثمان ،النظرية المعاصرة في علم االجتماع ،األردن :دار الشروق
للنشر والتوزيع2228 ،
درة ،عبد الباري؛ نعيم ،الصباغ ،إدارة الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين،
ّ -43
األردن :دار وائل للنشر2228 ،
-44الجوهري ،محمد ،المدخل إلى علم االجتماع ،مصر :الدار الدولية لالستثمارات
الثقافية2228 ،
-45مصطفى حالوي ،محمود ،منهجية البحث األكاديمي ،لبنان :دار األرقم2228 ،
-46ريتشارد ،تمبلر ،قواعد االدارة ،تر :مكتبة جرير ،المملكة العربية السعودية2228 ،
-44ابن عبد الغني ،عبد هللا ،التطوير التنظيمي ،األردن :دار حافظ للنشر والتوزيع،
2229
-48عمار ،بوضياف ،التنظيم اإلداري في الجزائر بين النظرية والتطبيق ،الجزائر :جسور
للنشر والتوزيع2212 ،
-49بن عزوز ،بن صابر ،الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري ،الجزائر :دار
الخلدونية للنشر والتوزيع2212 ،
-52حصة ،محمد؛ العقباوي ،أحالم ،مهارات االتصال والتفاعل ،مصر :عالم الكتب،
2211
-51زغدود ،علي ،المؤسسات االشتراكية ذات الطابع االقتصادي في الجزائر ،الجزائر:
المؤسسة الجزائرية للطباعة.
~ ~ 211
المعاجم والقواميس
-1ابن منظور ،لسان العرب ،لبنان :دار بيروت للطباعة والنشر1968 ،
-2مجمع اللغة العربية ،المعجم الفلسفي ،مصر :الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية،
1983
-3ر ،بودون؛ ف ،بوّريكو ،المعجم النقدي لعلم االجتماع ،الجزائر :ديوان المطبوعات
الجامعية1986 ،
-4خليل أحمد ،خليل ،معجم المصطلحات االجتماعية ،لبنان :دار الفكر اللبناني1995 ،
-5مجمع اللغة العربية ،معجم القانون ،مصر :الهيئة العامة لشؤون المطابع األميرية،
1999
-6الفيروز ،أبادي ،القاموس المحيط ،لبنان :مؤسسة الرسالة2225 ،
-4طوني ،بينيت وآخرون ،معجم مصطلحات الثقافة والمجتمع ،لبنان :المنظمة العربية
للترجمة2212 ،
المجالت العلمية
-1مجموعة من الكتاب" .نظرية الثقافة" ،في مجلة عالم المعرفة ،عدد ،223الكويت:
المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب1994 ،
-2الهندي ،وحيد بن أحمد؛ الهران ،محمد بن عبد هللا ".المؤسسات العامة في المملكة
العربية السعودية " ،في مجلة جامعة الملك سعود1999 ،
-3كيم ،كاميرون؛ روبرت ،كوين ".ثقافة المؤسسات .كيف نشخصها وكيف نغيرها " في
مجلة خالصات كتب المدير ورجال األعمال ،عدد ،2القاهرة2222:
-4لعلى ،بوكميش ".المؤسسات العامة للجزائر .ظروف وطرق تطورها وتنظيمها وادارتها.
دراسة تتبعيه ،"2223.1962في مجلة الحقيقة ،عدد ،6جامعة أدرار2225 :
~ ~ 212
-5داودي ،الطيب؛ ماني ،عبد الحق ".تقييم إعادة هيكلة المؤسسة االقتصادية العمومية
الجزائرية " ،في مجلة المفكر ،عدد ،3جامعة بسكرة2228 :
-6الداوي ،الشيخ".اإلصالحات االقتصادية في الجزائر واشكالية البحث عن كفاءة
المؤسسات العامة" ،في مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،مج ،25عدد
،2دمشق2229 :
-4األغا وفيق ،حلمي".القيادات اإلدارية في إحداث التطوير والتغيير التنظيمي" في مجلة
جامعة األزهر ،عدد ،2غزة2212 :
الوثائق الرسمية
-3بن فيحان الدوسري ،جاسم" .الثقافة التنظيمية في المنظمات األمنية ودورها في
تطبيق الجودة الشاملة" ،رسالة دكتوراه ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،
الرياض2224:
ب-المذكرات الجامعية
-1عيساوي ،نادية ".تقييم المؤسسة في إطار الخوصصة " ،مذكرة ماجستير ،جامعة
منتوري ،قسنطينة2225:
-2عبد اإلله سمير يوسف ،محمد" .واقع الثقافة التنظيمية السائدة في الجامعات الفلسطينية
بقطاع غزة " ،مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة2226:
-3الدويلة ،فهد يوسف ".أثر الثقافة التنظيمية على أداء الموظفين في الشركات الصناعية
الكويتية " ،مذكرة ماجستير ،جامعة عمان العربية2224:
-4منصور ،بوبكر ".الثقافة التنظيمية وعالقتها بسوء السلوك التنظيمي في اإلدارة العمومية
الجزائرية " ،جامعة منتوري ،قسنطينة1007:
-5الخليفة ،زياد سعيد ".الثقافة التنظيمية ودورها في رفع مستوى األداء" ،جامعة نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض2228:
-6صيوده إيناس" .أهمية القرض السندي في تمويل المؤسسة االقتصادية الجزائرية" مذكرة
ماجستير ،جامعة بومرداس2229:
-4زيد صالح ،حسن سميع".أثر الثقافة التنظيمية على األداء الوظيفي" ،مذكرة ماجستير،
جامعة حلوان2229:
-8العاجز ،إيهاب فاروق مصباح".دور الثقافة التنظيمية في تفعيل تطبيق اإلدارة
اإللكترونية" ،مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة2211:
~ ~ 214
-9أبو عمرة ،عبد ربه اسماعيل".تقييم التطوير التنظيمي بوكالة الغوث من وجهة نظر
موظفي مكتب غزة مع التركيز على اإلدارة والقيادة" ،مذكرة ماجستير ،الجامعة
اإلسالمية ،غزة 2212:
-12جمال نبهان أبو معيلق ،أماني".عالقة الثقافة التنظيمية بااللتزام الوظيفي" ،مذكرة
ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة 2212:
المالحق
~ ~ 217
الملحق 02
-قائمة أمساء السادة األساتذة احملكمني -
~ ~ 218
الملحق 01
-االستمارة بصورتها النهائية -
~ ~ 221
جامعة أدرار
استمارة استبيان
العنوان
تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية
مالحظة
المعلومات المدرجة ضمن استمارة االستبيان موجهة لخدمة البحث السوسيولوجي
يسعدني أن أضع بين أيديكم استمارة استبيان حول موضوع " تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره
على سلوك العامل داخل المؤسسة العمومية " وذلك الستكمال الحصول على درجة الماجستير في علم
االجتماع – تخصص تنظيم وعمل – بجامعة أدرار ،ومن أجل بلوغ أهداف هذه الدراسة ،تمّ تصميم
استمارة تشتمل على قسمين:
رابعا :المعلومات التي تحدد األدوار والنشاطات واألعمال التي يؤديها األعضاء في
التنظيم.
الباحث
-1الجنس:
أنثى ذكر
-2العمر:
-6الخبرة:
-5المؤهل العلمي:
-1في اعتقادك ،هل عملك في اإلدارة يقوم على هذه القواعد التنظيمية؟
-2حسب وجهة نظرك ،ما قيمة القوانين في تنظيم عملك الذي تؤديه باإلدارة؟
................................................................................................................
................................................................................................................
-6في رأيك ،هل لهذه اإلجراءات التنظيمية دور في مساعدتك على القيام بعملك في اإلدارة؟
................................................................................................................
................................................................................................................
نعم
ال
~ ~ 224
-4في تصورك ،هل عملك بصفتك إداري ،يتماشى والتعليمات التنظيمية المعمول بها في المؤسسة؟
نعم
ال
-وفي حالة اإلجابة بـ نعم ،كيف يتم ذلك؟
التعليمات توصي بالجدية واالستعداد للعمل
التعليمات تدعو إلى الطواعية والمرونة
التعليمات تنص على إتمام العمل على الوجه المطلوب
التعليمات تنبه إلى االبتعاد عن الغياب واالتكال
-أما في حالة اإلجابة بـ ال ،عليك بتقديم المبررات:
...............................................................................................................
.......................................................................................................
-3ما رأيك في هذه األفكار التنظيمية التي يتم على أساسها عملك باإلدارة؟
................................................................................................................
................................................................................................................
~ ~ 225
-7كيف تنظر للتقاليد التنظيمية داخل المؤسسة ،والتي يجري وفقها عملك بصفتك إداري:
................................................................................................................
................................................................................................................
-8في تقديرك ،هل لهذه المواقف التنظيمية دور في حصر جميع أعمالك في اإلدارة؟
................................................................................................................
................................................................................................................
-9أيّ من هذه العناصر التي تشكل قيم ثقافة التنظيم ،والتي تتدخل أكثر في ضبط وتوجيه سلوك العاملين
في اإلدارة؟
-11استناداً إلى رأيك ،هل أنت راض عن تدفق المعلومات داخل المؤسسة؟
-12من خالل أدائك لعملك ،هل هناك تبادل للمعلومات بين العاملين في المؤسسة؟
نعم
ال
-15إذا طلب منك أحد العاملين أن تساعده على إنجاز عمل ما ،هل تلبي طلبه؟
نعم
ال
~ ~ 227
– 16ما رأيك ،في نوعية المعاملة التي تحظى بها من طرف باقي العاملين داخل المؤسسة ؟
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
.………….................................................................................................
~ ~ 228
-إذا كان بحوزتك ،معلومات أخرى عما يحدث خالل االجتماعات داخل المؤسسة يمكنك إضافتها:
................................................................................................................
................................................................................................................
–21في اعتقادك ،أيّ من هذه العناصر التي تساعد في ضبط وتوجيه سلوك العاملين في المؤسسة ؟
–24هل تبادر بتقديم خدمات أخرى إضافة إلى ما تقوم به من عمل داخل مؤسستكم؟
نعم
ال
~ ~ 231
-في حالة اإلجابة بـ نعم ،حدّد هذه الخدمات وإذا أجبت بـ ال أذكر األسباب.
...........................................................................................................
...........................................................................................................
نعم
ال
....................................................................................................................
....................................................................................................................
– 29حسب رأيك ،هل العامل في مؤسستكم ينفذ األوامر الصادرة من المسؤول المباشر؟
نعم
ال
~ ~ 231
................................................................................................................
................................................................................................................
-62هل وضّحت المؤسسة للعاملين السلوكيات السلبية التي يمنع عليهم القيام بها؟
نعم
ال
-33ما السلوكيات السلبية التي منعت إدارة المؤسسة العاملين القيام بها ؟
................................................................................................................
................................................................................................................
~ ~ 232
– 65انطالقا من نظرتك الخاصة ،أيّ من العناصر اآلتية تساعد في ضبط وتوجيه سلوكيات العاملين
في المؤسسة؟
رابعا :المعلومات التي تحدد األدوار والنشاطات واألعمال التي يؤديها األعضاء في التنظيم
- 64حدّد مستوى اقتناعك بالدور والنشاط الذي تقوم به داخل المؤسسة:
................................................................................................................
................................................................................................................
– 63حسب اعتقادك حاليا ،هل ترى أن الدور الذي تقوم به داخل مؤسستك
................................................................................................................
................................................................................................................
~ ~ 233
– 67هل إدارة المؤسسة توضح لك األعمال والنشاطات التي تقوم بها بشكل رسمي؟
نعم
ال
................................................................................................................
................................................................................................................
-69هل تلقيت تدريبا وتكوينا لتشغل الدور الذي أنت تقوم به حاليا في المؤسسة؟
نعم
ال
-51حدّد المكان الذي تلقيت فيه التكوين الذي يساعدك على القيام بدورك داخل المؤسسة:
– 51هل توزيع األدوار واألعمال داخل هذه المؤسسة ،يتم على أساس معايير محددة؟
نعم
ال
-إذا كانت هناك معايير أخرى ،توزع على أساسها األدوار في مؤسستك تفضل بذكرها
................................................................................................................
................................................................................................................
– 56هل تدرك بشكل واضح ،واجباتك وحقوقك في الدور الذي أنت تؤديه داخل مؤسستك؟
نعم
ال
-55حسب رأيك ،ما الذي يمنع العامل من معرفة حقوقه وواجباته في الدور الذي يقوم به؟
................................................................................................................
................................................................................................................
– 54هل تلقيت أمراً من المؤسسة ،يطلب منك أن تقوم بواجبات عديدة في يوم واحد؟
نعم
ال
-إذا كان الجواب نعم ،بيّن هذه المهام:
................................................................................................................
................................................................................................................
نعم
ال
~ ~ 235
................................................................................................................
................................................................................................................
– 58هل يمكنك أن تبدع وتبتكر أفكاراً خالّقة في الدور الذي تقوم به؟
نعم
ال
................................................................................................................
................................................................................................................
– 41استناداً إلى معرفتك ،أيّ من العناصر اآلتية يساعد المؤسسة على ضبط سلوكيات العاملين
وتوجيهها؟
................................................................................................................
................................................................................................................
– 42هل أنت ،على اطالع باألهداف التي تطمح مؤسستك إلى تحقيقها؟
نعم
ال
– 45إن وجودك في هذه المؤسسة ،يحقق لك حاجات كثيرة ومختلفة ،حددها مما يأتي:
................................................................................................................
................................................................................................................
~ ~ 237
– 44حسب معرفتك ،ماهي الشروط الواجب توفرها ،والتي بموجبها تستطيع مؤسستك أن تحقق
أهدافها؟
................................................................................................................
................................................................................................................
-43هل ترى أن مشاركة العاملين في وضع األهداف أمراً الزما وضرورياً لنجاح المؤسسة؟
نعم
ال
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
................................................................................................................
– 49حسب نظرك ،هل العامل في هذه المؤسسة بحاجة إلى مشرف يراقبه ،ويوجهه باستمرار؟
نعم
ال
~ ~ 238
-31ما األسباب التي تدفع المؤسسة إلى اتخاذ مشرف يراقب العاملين؟
– 31ما التغييرات التي حدثت في مؤسستكم ،وكان لها أثر إيجابي على عملكم؟
-إن كان في حوزتك ،تغييرات أخرى ،ذات أثر إيجابي على عملك قامت بها المؤسسة ،أذكرها:
...............................................................................................................
...…….....................................................................................................
– 32هل تسعى مؤسستكم إلى االهتمام بالعامل لتلبية حاجاته ،وتحقيق أهدافه الخاصة؟
نعم
ال
-35حسب تقديرك ،أيّ من العناصر الموالية يساعد أكثر على ضبط سلوك العامل داخل المؤسسة؟
مالحظــــــــــــة
أخي الكريم /أختي الكريمة :تأكد جيدا أنك أجبت عن جميع األسئلة من 1إلى 64ولكم
جزيل الشكر على صبركم وتعاونكم.
~ ~ 241
الملحق 03
-دليل املقابلة -
~ ~ 241
دليل المقابلة
…………………………………………………………………………
…………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
- 6التواصل يحافظ على استقرار المؤسسة ويكفل استمرارها ونجاحها.
ما هي أنماط التواصل بين العاملين داخل هذه المؤسسة؟
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
- 4عند وقوع سلوكيات سلبية داخل المؤسسة من طرف العاملين بها.
ما موقف اإلدارة من ذلك؟
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
- 8يضطلع العامل داخل المؤسسة بدور يساهم في تحقيق أهدافها.
ما دور إدارة المؤسسة في شرح وتوضيح األعمال المسندة للعامل؟
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
- 9إسناد األعمال للعاملين بالمؤسسة يخضع لشروط ومعايير دقيقة.
فما هي الشروط والمعايير المعتمدة في إسناد األعمال للعاملين؟
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
- 12التدريب والتكوين في إطار العمل يساهم في تحسين كفاءة العاملين.
ما هي برامج التكوين والتدريب التي تلقاها العاملون بالمؤسسة؟
………………………………………………………………………
………………………………………………………………………
~ ~ 243
الملحق 04
-استمـــــــــــــــــــــــــــــــارة الحضـــــــــــــــــــــــــــور -
~ ~ 245
واليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة أد ارر
= استمـــــــــــــــــــــــــــــــارة الحضـــــــــــــــــــــــــــور=
(مكتب الميزانية)
11
12
13
14
15
16
17
18
19
11
11
12
13
14
15
ملخص الدراسة
عنوان الدراسة :تطور نمط الثقافة التنظيمية وتأثيره على سلوك العامل داخل المؤسسة
العمومية-دراسة ميدانية بمديرية اإلدارة المحلية بمقر والية أدرار.
أهداف الدراسة:
– 1التعرف على طبيعية قيم ثقافة التنظيم الخاصة بضبط وتوجيه سلوك العاملين في
المؤسسة العمومية.
– 2فهم نمط العالقات التي تحدثها ثقافة التنظيم والمدعمة للمشاركة والتساند بين األعضاء
بالمؤسسة العمومية.
– 3االطالع على بواعث السلوك المنتمي لثقافة التنظيم والذي يتنمط باألحداث الداخلية
والخارجية التي تحيط بالمؤسسة العمومية.
- 4تعيين نوعية األدوار والنشاطات واألعمال المؤطرة بثقافة التنظيم والتي يقوم بها
العاملين بالمؤسسة العمومية.
-4الوقوف على درجة تحقق األهداف المرسومة للتنظيم والتي تسعى إليها كل األطراف في
المؤسسة العمومية.
تساؤالت الدراسة
إن الرهانات التي رفعتها الجزائر منذ مطلع األلفية الثالثة في إدارة المؤسسات العمومية،
إنما الهدف منها هو إدخال هيكلة على نظمها ،وتغيير مختلف العمليات واإلجراءات التي
تخص العمل الجاري بها ،لكن هل أثمرت فعال تلك الجهود في تطوير نمط الثقافة
التنظيمية ،ومنه التأثير اإليجابي على سلوكيات العاملين بإدارات هذه المؤسسات؟
التساؤالت الفرعية
-6هل يبدي العاملون في إدارة المؤسسة العمومية مرونة الكتساب قيم جديدة تتماشى
والثقافة التنظيمية المنمطة لسلوكياتهم والموجهة ألفكارهم ومواقفهم؟
-4هل يتمكن العاملون بإدارة المؤسسة العمومية من توطيد عالقاتهم ضمن الثقافة التنظيمية
المدعمة لمشاركاتهم وتساندهم؟
-8هل يتخذ العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،أساليب معينة في سلوكياتهم ،تتفق
والثقافة التنظيمية المنمطة لتفاعالتهم وتصرفاتهم؟
-9هل يقدر العاملون بإدارة المؤسسة العمومية ،تكييف أدوارهم مع الثقافة التنظيمية المفعلة
لنشاطاتهم وممارستهم المتنوعة؟
-12هل يستطيع العاملون في إدارة المؤسسة العمومية ،إحراز النجاح في تحقيق األهداف
التنظيمية العامة والتي تخص كل فريق أو أي فرد ينتمي للتنظيم نفسه؟
منهجية الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفي ،واستعان بأدوات مختلفة لجمع البيانات ،بعضها
مساعد ويتعلق األمر بالمالحظة المنظمة والمقابلة المقننة ،وبعضها اآلخر رئيسي ويتمثل
في استمارة االستبيان التي احتوت( )68سؤاال ،أربعة منها تخص البيانات الشخصية ،وأربعة
وتم توزيع االستمارات على عينة
للدراسةّ .
وستين سؤاال موّزعة حسب المحاور الخمسة ّ
حجمها ( ) 49مفردة ،تتمثل في العاملين الذين يزالون عملهم بمكاتب مديرية االدارة المحلية
لوالية أدرار.
التنظيم يشكل نظاما أساسيا ،يبرز مدى فهم غالبية العاملين ألهمية التنظيم كنظام -11
أساسي في تسيير اإلدارة.
إن اعتراف العاملين بقيمة القوانين داخل اإلدارة في أداء الواجبات ،وتحقيق -12
االنضباط يظهر مدى حرصهم على ضرورة أداء الواجب ومالزمة االنضباط ،وهذا طبعا
يتأتى بوجود قوانين تفرض ذلك.
-13انخفاض تدفق المعلومات الضرورية بين غالبية العاملين ،واحتكار ذلك من طرف
األقلية والتي تكون ذات خبرة كبيرة بالمؤسسة.
سيادة االتصال المباشر داخل المؤسسة أمر مهم جدا ولكن غياب الوثيقة الرسمية قد -14
يؤدي إلى عدم االلتزام بمضمون االتصال؛ فالمكتوب على الوثيقة أبقى من المذكور
شفاهيا وبخاصة داخل المؤسسات.
إن تبادل المعلومات بين العاملين بنسبة كبيرة دليل على وجود اتصال أفقي بدرجة -15
عالية وهو ما يساعد العاملين الجدد في االندماج والتعاون مع من سبقهم داخل المؤسسة
موضوع الدراسة.
-16قد يكون أسلوب اإلدارة في منح حرية كبيرة للعاملين في مجال العمل هو السبب في
قلة االنضباط لدى األغلبية من عينة الدراسة ،وقد يكون السبب أيضا غياب المراقبة
والمتابعة في أوقات العمل.
اعتماد اإلدارة أسلوب التنبيه الشفهي ،عند وقوع سلوك سلبي من أحد العاملين يعبر -14
عن التعامل الحسن ،ومنح الفرصة للعامل لتجنب السلوكيات غير المرغوبة في
المؤسسة.
حضور العامل متأخ ار عن الوقت المحدد وخروجه قبل الوقت المحدد رسميا أصبح -18
أمر شبه مألوف في المؤسسة محل الدراسة.
ا
واذا تأملنا في تفسيرنا لنتائج هذه الدراسة حسب ما جاء في األسئلة الفرعية ،نجد أنها في
عمومها تقدم اإلجابة عن التساؤل الرئيسي.
إن إدارة المؤسسة محل الدراسة ،شهدت تغييرات كثيرة سواء في هيكلها التنظيمي ،وفي
القوانين واإلجراءات التنظيمية منذ تأسيسها ،إضافة إلى التجديد في موردها البشري،
وبخاصة في جانب المديرين.
إن هذه التغييرات المذكورة ،البد أن يكون لها كما أظهرت النتائج ،تأثي ار واضحا على
سلوكيات العاملين بها ،فالفرد داخل هذه المؤسسة ،يتفاعل مع باقي األفراد العاملين ،ويعمل
وفقا لما تنص عليه القوانين واإلجراءات المعمول بها في المؤسسة ،والمؤسسة تتبنى وتشجع
العاملين بها على التعاون والمشاركة في إنجاز األعمال ،هدفها من ذلك إتمام هذه األعمال
في الوقت المحدد لها .وهذا كما ذكرنا ،يؤكد أن هذه الثقافة المتبناة حاليا ،انتجت لدى هؤالء
العاملين سلوكيات إيجابية ،تساعد كثي ار إدارة المؤسسة على بلوغ أهدافها ،واضافة إلى ذلك،
تبدو مالمح ثقافة تنظيمية جديدة في طور البناء والتش ّكل داخل هذه المؤسسة ،ويساندنا في
ذلك ،تأكيد اإلدارة على انجاز المهام فقط .وذلك بترك جانب كبير من الحرية للعاملين في
اتخاذ األسلوب المناسب إلنجازها ،وهذا التوجه بالرغم من إيجابياته الواضحة ،إال أنه أفرز
لدى البعض من العاملين سلوكيات سلبية.
وبناء على ما سبق؛ فإن للعاملين بالمؤسسة محل الدراسة قدرة ،ومهارة كافية للسعي
نحو إحراز نجاح كبير في تحقيق األهداف العامة للمؤسسة ،ويكون ذلك بتوفر ظروف عمل
مناسبة ،وشعور العامل بأهميته ،ومكانته داخل المؤسسة.
الكلمات المفتاحية
الثقافة التنظيمية-التطور-التغير – النمط – السلوك – المؤسسة العمومية-العامل.