Professional Documents
Culture Documents
عنوان األطروحة
لجنة المناقشة
قبل كل شيء ،أحمدد اهلل عد وجدل الدذ أنعمندي بنعمدة العلد ووفقندي إلد بلدو
هدذ الدرجدة وأقدو " :اللهد لد الحمدد حتد ترضد ،ولد الحمدد إذا رضدي ،،ولد
الحمد بعد الرض " .
أشدكر عرفداندا وتقدديرا أسدتاذ المشدر األسدتاذ الددكتور برقدو عبدد الدرحمن
عل نصائحه وإرشاداته القيمة طوا مدة إشدرافه علد تحضدير هدذ الرسدالة ،فدلده مندي
فدائق وأسم الشكر والعرفدان.
كمددا اتقدددل بالشددكر ال د مددن سدداعدني فددي اتمددال هددذ الدراسددة صا ددة العدداملين فددي
مديرية الصحة بوالية بسكرة والمؤسسدة االستشدادائية العموميدة بشدير بدن نا در والددكتور
سعدان ،وكل األساتذة الذين ساهمو في تحكي استمارة البحث.
الصفحة الفهرس
كلمة الشكر
فهرس الموضوعات
فهرس الجداول
فهرس األشكال
الجانب النظري
الفصل الثاني :الموارد البشرية
تـمـهـيد 35 ......................................................................
الجانب الميداني
الفصل السابع :اإلجراءات المنهجية للدراسة
تمهيد 111 ......................................................................
أوال .فروض الدراسة004.........................................................
ثانيا .مجاالت الدراسة 001......................................................
ثالثا .دور التكوين المتواصل في تحسين اداء الموارد البشرية في المؤسسة الصحية231 .....
أوال .عرض النتائج العامة للبحث على ضوء الفرضيات 200 .......................
ثانيا .عرض النتائج العامة للبحث على ضوء التساؤل الرئيسي 210 ................
ثالثا .عرض النتائج العامة للبحث على ضوء الدراسات السابقة 212 ...............
رابعا.عرض النتائج العامة للبحث على ضوء مداخل دراسة الموارد البشرية214.......
المالحق
ملخص الدراسة
شهدت السنوات األخيرة تطو اًر ملحوظاً فى العلوم اإلجتماعية وبرز هذا التطور بصورة واضـحة فـى
مجال دراسة تخصص الموارد البشرية وهى الدراسة التى اهتمت بتطوير الموظف كمـورد مهـم مـن مـوارد
المؤسسة ،فتنمية الموارد البشـرية كجـزء مـن العلـوم اإلجتماعيـة تخصـص تهـتم بشـؤون األفـراد العـاملين مـن
حيــث التعيــين و الت هيــل والتكــوين وتطــوير كفــاءاتهم ،وقــد أظهــرت بعــض األبحــاث الســلوكية الحاجــة إلــى
معاملة األفراد كموارد إقتصادية بدال من معاملتهم كعامل من عوامل اإلنتاج لما فى ذلك من أهمية وتـ ثير
على إنتاجية الفرد واسهامه فى الناتج اإلجمالى ،وأيضاً تحفيز الفرد على العمل لشعوره ب نه يعمل فى بيئة
عمل تقدره وتهتم به ،وذكرت العديد من تلك االبحاث كثير مـن األسـس وتلـك المبـادئ التـى قـام عليهـا هـذا
المــدخل أهمهــا أن الفــرد اســتثمار إذا احســنت إدارتــه وأن سياس ـات الم ـوارد البش ـرية البــد أن تشخلــق إلشــباع
حاجـ ــات األفـ ـراد النفسـ ــية واإلقتصـ ــادية واإلجتماعـ ــية ،وتهيئـــة بيئ ــة العم ــل لتـ ــشجيع األفـ ـراد عل ــى الـ ـ ــتنمية
واستغالل مهاراتهم ،كما أن تلك السياسات البد أن تشـنفذ بطريقـة ت ارعـي تحقيـق التـوازن بـين حاجـات األفـراد
وأهداف المنظمة ،ف صـب مـن المطلـوب علـى المؤسسـات أن تسـعى إلـى إنتـاج سـلع وخـدمات بمواصـفات
عالميــة وقــادرة علــى المنافســة مــع مثيالتهــا مــن الــدول األخــر ،وذلــك مــن خــالل تنميــة وتطــوير قــدرات
أفرادهــا ،ويعــد التكــوين المتواصــل أحــد الركــائز األساســية فــي تنميــة المـوارد البشـرية و ت هيلهــا للقيــام بجميــع
المه ــام و األعم ــال المناط ــة بالع ــاملين ف ــي كاف ــة المؤسس ــات العام ــة و الخاص ــة وعل ــى إخ ــتالف أه ــدافها
اإلنتاجية ،حيث أنه يؤدي إلى اكتساب المهـارات المختلفـة و تنميـة قـدرات العـاملين و صـقل مـواهبهم ،كمـا
يعمل على زيادة تنمية أفكارهم وتكوين ثقافات واعية.
لقــد أصــبحت العمليــة التكوينيــة قضــية اقتصــادية واجتماعيــة معــا ،لــذلك أصــب علــى المؤسســات أن
تلبـي احتياجاتهـا مــن القـوة البشـرية ذات الكفـاءة المطلوبــة حتـى تســتطيع أن تحقـق الميـزة التنافسـية والنجــاح
في األسواق الداخلية والخارجية حيث ال مكان فيه للضعفاء ،فبدأت العديد من المؤسسات في إعداد النظر
ببرامجها التكوينية لغرض تحقيق المزايا التنافسية ،إذ يتم الربط بين نتائج أو مخرجـات البـرامج التكوينيـة و
األهــداف اإلســتراتيجية للمؤسســة ،فــالتركيز علــى نوعيــة و جــودة البـرامج التكوينيــة مقارنــة بتكلفتهــا ال بــد أن
يكون متوافقـا مـع إسـتراتيجية المؤسسـة ،ويـؤدي إلـى تحقيـق الم ازيـا التنافسـية المتمثلـة بتلبيـة حاجـات االفـراد
مــن الخــدمات بالنوعيــة المر وبــة فيهــا ،و التكــوين فــي مفهومــه الشــامل هــو تزويــد العــاملين بمهــارات ترتقــي
ب دائهم من المستو الممارس إلى مستو أفضل بصورة دائمة لتحقيق األهداف ،ويدور حـول تحسـين أداء
األفـراد العـاملين وال يعنـي ذلـك بحـال مـن األحـوال تـدني مسـتو األفـراد فـي المنظمـة ،إنمـا يعنـي أن هنـاك
مســتو أفضــل مــن األداء يطم ـ فــى الوصــول إليــه ،وحيــث أنــه مــن الطيبعــي أن يوجــد التفــاوت فــي أداء
العاملين ،فإن التكوين يـوفر للمنظمـة فئـة متميـزة مـن المـوظفين تسـتطيع اإلسـتفادة مـنهم فـي زمـن المنافسـة
والتحـوالت التكنولوجيــة ،األمــر الــذي يضــمن إســتم اررية المؤسسـة فــي خدمــة الشـريحة المســتهدفة بخــدماتها،
وطالم ــا أن التط ــور ال ــوظيفي ه ــدف يس ــعى إلي ــه جمي ــع الع ــاملين ف ــإن التك ــوين ه ــو الوس ــيلة المثالي ــة الت ــي
تساعدهم على الوصول لشغل مناصب عليا.
وفي هذه الدراسة سنحاول دراسة إستراتيجية التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية وأداء الموارد
البشرية.
تناولنا في الفصل األول :اإلطار المنهجي للدراسة بدءا بطرح اإلشكالية ،أهمية وأهداف الدراسة،
تحديد المفاهيم ،ثم عرض ألهم الدراسات المشابهة للموضوع ،وأهم المداخل لدراسة الموارد البشرية.
الفصل الثاني :الموارد البشرية ،حيث تناول التطور التاريخي لد ارسـة المـوارد البشـرية ،سياسـات تفعيـل
المـوارد البشريـة ،العوامل المؤثرة على تنمية الموارد البشرية ،موقع إدارة المـوارد البشـرية ضـمن إسـتراتيجية
المؤسسة.
وفي الفصل الثالث :حاولنا عرض إستراتيجية التكوين المتواصل من خالل عرض خصائص
ومبادئ التكوين المتواصل ،أهمية وأهداف التكوين المتواصل ،إستراتيجية التكوين المتواصل ،مشكالت
ومعيقات التكوين المتواصل.
الفصل الرابع التكويـن المتواصـل في الجزائر حيث قدمنا فيه عرض تجارب بعض الدول المتقدمـة في
مجال التكوين المتواصل ،التكويـن المتواصل في الوطـن العربـي ،التكوين المهني المتواصل في الجزائر،
التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية.
الفصل الخامس المؤسسة الصحية تطرقنا فيه لدور قطـاع الصحة فـي تنمـية المـوارد البشريـة،
خصائص وأهداف المؤسسة الصحية ،مراحل تطور المؤسسات الصحية العمومية بالجزائر ،هياكل نظام
الصحة في الجزائر ،السياسة الصحية بالجزائر
أما الفصل السادس األداء عرضنا فيه لمحة تاريخية لمفهوم االداء في المؤسسة ،محددات األداء
والجوانب المتعلقة به ،أهمية تقييم األداء ،أساليب ومداخل تقييم األداء.
الفصل السـابع االجـراءات المنهجيـة للد ارسـة تناولنـا فيـه مجـاالت الد ارسـة ،مـنهج الد ارسـة ،أدوات جمـع
البيانات ،العينة وكيفية إختيارها.
الفصــل الثــامن تحليــل بيانــات الد ارســة عرضــنا فيــه ب ـرامج التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة الصــحية،
أهداف التكوين المتواصل في المؤسسة الصـحية ،دور التكـوين المتواصـل فـي تحسـين أداء المـوارد البشـرية
في المؤسسة الصحية.
الفصل التاسع مناقشة وعرض نتائج الدراسة عرضنا فيه النتائج العامة للبحث على ضوء الفرضيات،
النتـائج العامـة للبحـث علـى ضـوء التسـاؤل الرئيسـي ،النتـائج العامـة للبحـث علـى ضـوء الد ارسـات السـابقة،
على ما يرتبط من إشارة إلى الفرق بين مفهومي المشكلة واإلشكالية وحتى كيفية إدراجهما ضمن البحوث
األكاديميـة علـى مختلـف المسـتويات ،فاألكيـد أهميـة وضـرورة اإلعتنـاء بالتنـاول العلمـي والمنهجـي لمواضـيع
البحث ولعل أهم ما يطلب من الباحث والطالـب للـتحكم فـي موضـوع د ارسـته منـذ البـدء اإلجابـة علـى األسـئلة
األربعة :لماذا أهتم بالموضوع؟ ما الغرض من إجراء هذا البحث؟ ماذا أعرف عن موضوع البحث؟ وما سؤال
)(1
االنطالقة الذي يبدأ به البحث في هذا الموضوع؟
ومنه فان أي دولة من الدول المتقدمة أو النامية أصبحت تراهن اليوم على أن التكوين المتواصل هو
الوســيلة المثلــى لتحقيــق النمــو ووســيلة الســتيعاب التكنولوجيــا الجديــدة واســتخدامها بكفــاءة عاليــة ،وبالتــالي
نجــاح المجتمــع فــي تحقيــق أهدافــه وضــمان اســتم ارره يتطلــب تشــخيص اســتراتيجيات التكــوين علــى مســتو
مؤسساته واعادة النظر في الطرق الحالية المنتهجة في التكوين ،إال أن التغيرات المفاجئة التـي تحـدث فـي
المجتمــع فــي مختلــف المجــاالت تــؤثر عليــه ممــا قــد يخلــق مشــاكل وصـراعات داخــل مختلــف مؤسســاته لــذا
عليهــا أن تكــون علــى اســتعداد دائــم لمواجهــة كــل مــا يعترضــها مــن تغي ـرات وضــغوطات قــد تــؤثر علــى
مواردها البشرية ،خاصة مع ازدياد حجم المنافسة المحلية والعالمية بـين المؤسسـات علـى اخـتالف نشـاطها
وتســابقها لتقــديم الجديــد واألجــود مــن الســلع والخــدمات مــن اجــل تحقيــق رضــا زبائنهــا وتوســيع مجاالتهــا،
فاســتقرار التنظــيم وبقــاؤه يعــود إلــى قدرتــه علــى التكيــف مــع التغيـرات التــي تطـ أر علــى تفاعلــه مــع المحــيط،
)(1
Maurice Angers, Initiation pratique à la méthodologie des sciences humaines, Edition
Casbah.Alger, 1996, P 94-95.
وتلبيـة الحاجـات التـي تـدعو إليهـا عمليـات التغييـر ،وخاصـة بالنسـبة إلـى كـل مكـون مـن مكوناتـه ،وبـذلك
يحقق التنظيم وظيفتين بآن واحد ،تكيفه مع البيئة المحيطة به من جهة ،وتكامل مكوناته من جهـة أخـر ،
وبالتــالي هنــاك جملــة مــن اآلليــات (الض ـوابط) التــي تســهم فــي حفــظ النظــام وتوازنــه مــع اخــتالف الــزمن
والمراحل التي يمر بها التنظيم ،ومن ذلك التكوين الذي يتلقاه الفـرد اثنـاء حياتـه المهنيـة فـالفرد عنصـر مـن
عناصر اإلنتاج وهـو عامـل ايجـابي إذا مـا أحسـن اسـتغالله واذا وفرنـا الشـروط الضـرورية لـذالك ،وحتـى ال
يصب أداة معرقلة للتنمية يجب العمل على جعله قوة دافعة لها ،ومنه يجب العمـل علـي تغييـر مسـتويات
المعرفــة والمهــا ارت والقــدرات واالســتعدادات الخاصــة بــالفرد وجعلهــا تتماشــى مــع مختلــف التغي ـرات الداخليــة
والخارجيــة للمؤسســة وجعلهــا أكثــر اســتعدادا الســتيعاب التكنولوجيــة الحديثــة ،وبالتــالي يجــب العمــل علــى
تطوير قدرات األفراد من خالل االستثمار في التكوين المتواصل.
وقــد تجــاوز التكــوين المتواصــل فــي الوقــت الحــالي وظيفتــه فــي تنميــة المـوارد البشـرية علــى الــتحكم فــي
منصــب العمــل إلــى وظيفــة أكثــر اتســاعا تنظــر إليــه باعتبــاره أداة لتســيير وعقلنــت المـوارد البشـرية ،واعتبــاره
ضــرورة أساســية لبنــاء كفــاءة األف ـراد عنــد االلتحــاق بالعمــل ومعالجــة مشــكالتهم األدائيــة وتطــوير قــدراتهم
ال مختلفة وتمكينهم مـن التجـاوب مـع المسـتجدات المعلوماتيـة المتسـارعة ،حيـث يلعـب دو ار حيويـا فـي تنميـة
مهارات وسلوكات األفراد لغاية رفـع األداء وتحسـينه ،فالعالقـة المتبادلـة بـين األفـراد واألعمـال التـي يقومـون
بها تحتاج إلى تجديد وتنشيط وتطوير ،وهنا يظهـر دور وأهميـة التكـوين الـذي يقـدم معرفـة جديـدة ومتنوعـة
ويزيـد مهـارات األفـراد ويـؤثر علـى اتجاهـاتهم ويعــدل أفكـارهم ويعمـل علـى تعـديل سـلوكاتهم داخـل المؤسســة
بشكل ينعكس على العمل بحب واخالص وزيادة اإلنتاج.
وما ال شك فيه أن انتشار األمراض وانخفاض مسـتو الرعايـة الصـحية يـنعكس سـلبا علـى كـل جهـود
التنمية ويشكل تهديد للقو العاملة ويعرقل التقـدم االقتصـادي واالجتمـاعي فـي المجتمـع ،فاالهتمـام بصـحة
األف ـراد ومــد التقــدم الــذي تحــرزه الدولــة فــي هــذا المجــاالت كفيــل لحمايــة مواردهــا البش ـرية وزيــادة قــدراتها
اإلنتاجيــة ،حيــث يمكــن للدولــة االعتمــاد عليهــا فــي دفــع عجلــة النمــو والتقــدم والرخــاء ،ولهــذا يعتبــر قطــاع
الصحة دعامة خلق موارد بشرية سليمة وقـادرة وخالقـة ،حيـث أكـد علمـاء االقتصـاد علـى أهميـة االسـتثمار
في المجال الصحي مـن اجـل زيـادة المـوارد المنتجـة ،مـن هنـا تظهـر أهميـة النهـوض بهـذا القطـاع لتنميـة
الموارد البشرية ،فإطالة متوسط العمر تزيد من المدة التي يستطيع الفـرد أن يكـون قـاد ار علـى العمـل و هـذا
بــدوره يزيــد مــن حجــم الطاقــات البش ـرية فــي الدولــة كمــا وكيفــا ،لــذا عملــت حكومــات الــدول علــى االهتمــام
بالصــحة مــن خــالل وضــع إســتراتيجية للتكــوين المتواصــل فــي المؤسســات الصــحية ألجــل تحســين مســتو
أدائها.
ففــي الج ازئــر وفــي الوقــت الــذي تســجل فيــه ميزانيــة الصــحة اســتنادا إلــى األرقــام الرســمية واحصــائيات
الهيئات الدولية تطو ار معتبـرا ،إال أن التغطيـة والعنايـة الصـحية ال تـزال تعـاني مـن العديـد مـن النقـائص ،إذ
تســجل أكبــر نســبة وفيــات األطفــال الــذين تقــل أعمــارهم عــن 50ســنوات فــي المغــرب العربــي ب ـالجزائر فــي
السنوات االخيرة ،بينما تخصص هذه األخيرة أهم ميزانية من الناحية النظريـة مقارنـة مـع الجـارتين المغـرب
وتونس ،وبالتالي فان تصدر الجزائر قائمة الدول المغاربية في مجال النفقات الصحية لم يترجم ميدانيا في
العديــد مــن المجــاالت ،فالوضــع الصــحي العــام فــي الج ازئــر نجــده ال ي ـزال يعــرف اضــطرابات س ـواءا علــى
مستو انتشار األمراض أو وضع المستشفيات الذي ال يرقي إلى مستو المقاييس المعتمدة دوليا ومستو
الرعاية الصحية خاصة في المدن الصغيرة والنائيـة ،وهـذا يعـود إلـى عـدة أسـباب يمكـن اعتبـار أهمهـا عـدم
التكــوين الجيــد فــي المجــال الطبــي س ـواء بالنســبة ل طبــاء أو الشــبه طبــي أو فــي مجــال التســيير اإلداري،
وبــالر م مــن الجهــود التــي بــذلتها الج ازئــر فــي مجــال التكــوين المتواصــل إال أنهــا لــم تصــل بعــد إلــى النتــائج
المتوقعة ،فالمؤسسة الصحية في الجزائر تمر بمرحلة انتقالية ،مما يتطلب إعادة النظر وتتبع اسـتراتيجيات
جديدة حتى تـتمكن مـن مواجهـة كـل التحـديات المنتظـرة ومسـايرة هـذه التطـورات التـي تسـتوجب العمـل علـى
رفــع كفــاءات األف ـراد والعمــل أكثــر علــى تــدعيم التكــوين المتواصــل فــي مؤسســاتها مــن اجــل تنميــة مواردهــا
البشرية.
ومنه تفرض التحديات االقتصادية ،الثقافية ،االجتماعيـة والصـحية علـى المنظومـة العموميـة للصـحة
بالجزائر اللجوء إلى استراتيجية للتكوين واضحة ،محددة وفعالة ،لجعل األهداف والبنـاء التنظيمـي وأسـاليب
اإلدارة والتشغيل والعاملين فيها في حالة انسجام وتقبل لعوامل التغيير المتسارعة.
مــن هــذا المنطلــق جــاءت هــذه الد ارســة لتســلط الضــوء علــى واقــع إســتراتيجية التكــوين المتواصــل فــي
المؤسسة الصحية.
إلى أي حد تساهم استراتيجية التكوين المتواصل بالمؤسسة الصحية في تحسين أداء الموارد البشرية؟
ففــي د ارســة قمنــا بهــا وهــي معنونــة بــدور التكــوين المتواصــل فــي تنميــة الم ـوارد البش ـرية فــي المؤسســة
الصحية بالجزائر-مستشفى بشير بن ناصر انموذجا – وهي رسالة مكملة لنيل شـهادة الماجسـتير فـي علـم
االجتمــاع تخصــص تنميــة الم ـوارد البش ـرية وجــدنا الكثيــر مــن المشــاكل المطروحــة علــي مســتو المؤسســة
الصحية يعود سببها الي االفتقار إلستراتيجية واضحة للتكوين المتواصل.
.0اإلفتقار إلى خطة إستراتيجية واضحة للتطوير المهنى والتكوين بشكل خاص.
.2عــدم وض ــوح و ي ــاب الكثي ــر مــن المف ــاهيم المتعلق ــة ب همي ــة التكــوين ،والعالق ــة بين ــه وب ــين تط ــور
مستو األداء.
.3وجــود الكثيــر مــن المعوقــات االجتماعيــة والثقافيــة التــى تعــوق عمليــة التكــوين بشــكل عــام (مفــاهيم
خاطئة عن التكوين ،معايير واعتبارات مبهمة لتقييم األداء )...
كمـ ــا ان هنـ ــاك مجموعـ ــة مـ ــن االسـ ــباب التـ ــي تتمحـ ــور حـ ــول التطـ ــورات الحادثـ ــة علـ ــى مسـ ــتو هـ ــذه
المؤسسات والمجتمع والمتمثلة في:
.4إعادة هيكلة وتنظيم المؤسسات الصحية وتكيفها مع المقتضيات الحديثة ،مما اقتضى اللجوء إلى
التكوين المتواصل من أجل تحسين الوضعية.
.0ظهور بعض المشاكل فـي المؤسسـات الصـحية ،خاصـة فـي اآلونـة األخيـرة التـي سـببها يعـود إلـى
ضعف تكوين العاملين بها.
.6ر م التحوالت الحاصلة منذ ما يزيد سنوات ،إقليميا و دوليا ،إال أن المؤسسة الصحية مازالت قيد
اتهامات وانتقادات شديدة بعدم مواكبة المستجدات.
.7التطــور االجتمــاعي ،والــذي أد إلــى إحــداث نقلــة نوعيــة فــي حيــاة المجتمــع ،دفعــت إلــى تصــعيد
الحاجة ومضاعفة احتياجاته وزيادة مطالبه من أجل تحسين المنتجات ،وكذا الخدمات المقدمة إليه.
.8عزوف األفراد عن الخدمات المقدمة فـي المؤسسـات الصـحية العموميـة نحـو المؤسسـات الصـحية
التابعة للقطاع الخاص وذلك بحثا عن الخدمات الصحية األفضل.
وموضــوع بحثنــا هــذا يهــتم ب حــد هــذه العناصــر ،وهــو إســتراتيجية التكــوين المتواصــل التــي تهــدف إلــى
الرفع من قدرات العامل المهنية ،ومن ثم فإن أدائه يحتاج على الدوام إلى متابعـة وتقـويم يسـاعد فـي ضـبط
تكوينه على نحو وظيفـي ي ارعـي النقـائص والتغيـرات المشخصـة ومتغيـرات التطـور العلمـي فـي هـذا المجـال
من ناحية أخر .
إذن مفهوم الفرد في المؤسسة ينبع من طبيعة الدور الذي يضـطلع بـه لمسـايرة المسـتجدات والتطـورات
فــي مختلــف المجــاالت ،فهــو يحتــاج إلــى تكــوين يدعمــه ليــتقن أســاليب التعامــل مــع األهــداف التــي تعمــل
المؤسسات على بلوغ مراميها ،لهذا نجد أن تكوين العامل له األهمية البالغـة.
ونظـ ار ألهميــة التكــوين المهنــي المتواصــل أردنــا التعــرض لهــذه العمليــة فــي المؤسســة الصــحية للكشــف
عن جوانبها وعالقته ب داء األفراد من أجل مردود فعال في المؤسسة والمجتمع.
:2أهـداف الدراسـة
.0 :2هـدف علـمي
يعد موضوع التكوين المتواصل فـي المؤسسـات االقتصـادية (اإلنتاجيـة أو الخدماتيـة) مـن مواضـيع
الساعة ،ومنه جاء هذا البحث لتسليط الضوء على إسـتراتيجية التكـوين المتواصـل فـي المؤسسـات الصـحية
وأداء الموارد البشرية.
جمع معلومات وافرة ومتنوعة والقيام بتشخيص موضوعي دقيق المنهجية حول إستراتيجية منظومة
التكوين المتواصل على مستو المؤسسة الصحية ،وأهدافها الجديدة بالنسبة للتحوالت الراهنة.
معرفة هل استطاع المشـرع وكـذا مسـئولو المنظمـات الصـحية الجزائريـة ،أن ي خـذوا بعـين االعتبـار
التغيرات الجديدة التي عرفتها الساحة لوضع قوانين تتماشى مع الواقع الحالي.
.2:2هـدف عمـلي
الوصول إلى وضـع مجموعـة مـن التوصـيات والمقترحـات للوقـوف علـي المشـاكل التـي تعـاني منهـا
المؤسسة الصحية عامة والمؤسسـة االستشـفائية العموميـة خاصـة ومحاولـة التخفيـف مـن هـذه المشـاكل مـن
خالل وضع إستراتيجية جديدة لعملية التكوين المتواصل.
رابعا :تحديد المفاهيم
تعتبر مسالة تحديد المفاهيم اإلطار النظري للبحث والبناء الفكري له ،ألنها نقطة البداية في التحليل دون
الخـوف مــن اخــتالط المفـاهيم وتشــابكها ،والتـراث العلمـي لــم يتــرك مجـاال إال وخــاض فيــه -وان اختلفــت درجــة
المعالجة -ولهذا ال يمكـن ألي باحـث أن يـدخل مباشـرة فـي بحثـه دون اإلشـارة و الرجـوع إلـى مـا كتـب ،والكـن
لكل باحث بعض الخصوصيات التي تميزه عن يره علي األقل من الناحية اإلجرائية.
ومــن هــذا المنطلــق حرصــنا علــي عــرض التعــاريف الهامــة فــي البحــث لــبعض العلمــاء والبــاحثين للخــروج
بالتعاريف اإلجرائية ،ومن أهم المفاهيم المتداولة في البحث الحالي والتي تتطلب التوضي المفاهيم التالية:
يعرف لخضـر سـكيو( (l .sekhiouالتكوين المتواصل بأنه << :مجموع العمليات واإلجررااات
والدعائم التي من خاللها يتم تحسين وتطوير معارف واستعدادات وسلوك العمال من اجل تحقير
)(1
أهداف المؤسسة وأهدافهم الشخصية >>
تعريف بوتارف << :التكوين عبـارة عـن عمليـة تعـديل ايجـابي ذي اتجاهـات خاصـة تتنـاول سـلوك الفـرد
من الناحية المهنية أو الوظيفية ،وهدفه اكتساب المعارف والخبرات التي يحتاج إليها الفرد لرفع مستو كفاءته
في األداء بحيث تتحقق فيـه الشـروط المطلوبـة إلتقـان العمـل ،أي أن التكـوين وسـيلة إلعـداد الكفـاءات تتـزاوج
)(2
فيها المعارف والكفاءات والسلوكات بحيث تكون مؤهلة للعمل الناج >>
تعريف سيتو جـين بيـار << J.Pierreهـو مجموعـة مـن األنظمـة أو األجهـزة البيدا وجيـة المقدمـة إلـى
العمــال كــي تســم لهــم بــالتكيف مــع المتغي ـرات البنيويــة وتح ـوالت تنظــيم العمــل نتيجــة للتطــورات التكنولوجيــة
)(3
واالقتصادية ،وكذلك إلفادة تطورهم المهني >>
تعريـف ريمـون فـاتيي <<:التكـوين هـو مجمـوع األفعـال القـادرة علـى جعـل األفـراد والجماعـات يـؤدون
)(4
وظائفهم وأعمالهم الحالية أو التي تسند إليهم الحقا بكل كفاءة وذلك من أجل السير الحسن للتنظيم >>
)(1
L. Sekhiou, gestion du personnel, Ed d’organisation, Paris, 1990, p239.
)(2
Boterf (G) , Barzucchetti (FN) , Comment manager la qualité de la formation. Edition
Organisation. Paris. 1992. P 53.
)(3
J. PIERRE CITEA. Gestion des Ressources humaines, 3e édition, Ed, Dalloz, Paris, 2000,
p101.
بتحليل و مقارنة التعاريف المذكورة ،يمكن القول أن التكوين المتواصل يرتبط بثالث مستويات:
•المسـتو المعرفـي :حيـث أن التكـوين يهـدف إلـى تنميـة المسـتو المعرفـي مـن خـالل تزويـد المتكـون
بالمعارف المطلوبة واالهتمام بالمكتسب المعرفي واعداد الكفاءات.
•المسـتو المهـاراتي :فهنـاك مـن ركـز علـى ضـرورة امـتالك المهـارات وتنميتهـا مـن أجـل الرفـع مـن
مستو األداء.
•المستو السلوكي :إذ أن عملية التكوين ال يقتصر دورها على التزويد بالمعارف والمهارات بل يتعد
إلى سلوك الفرد.
عملية مستمرة.
ومنـه يمكـن أن نعــرف التكـوين المتواصــل ب نـه << عمليــة منظمــة ومســتمرة محورهـا الفــرد فــي مجملـ
تتضمن مجموع العمليات واإلجـراءات البيداغوجيـة التـي يخضـع لهـا العامـل أثنـاء الخدمـة أي طيلـة حياتـ
المهنية من أجل إكساب مجموعة من المعارف و السلوكات التي تساعده علـى أداء عملـ لتحقيـق أهـداف
المؤسسة وأهداف الشخصية>>.
يعود أصل الكلمة إلي التعبير العسكري*ولكنها اآلن تستخدم بكثـرة فـي سـياقات مختلفـة مثـل اإلسـتراتيجية
الوطنية ،اإلستراتيجية االقتصادية ،اإلستراتيجية العسكرية...الخ
وحديثا أخذت هذه الكلمـة معنـى مختلـف ،وصـارت مفضـلة اإلسـتخدام لـد المؤسسـات المعاصـرة خاصـة
تلك التي تتمتع بالمبادرة والريادة في مجال نشاطها.
)(4
M . Postic, formation dans le vocabulaire de l’éducation ,sous la direction de Mialaret.
G, Edition Presses Universitaires de France. Paris. P 232.
*يعود اصل الكلمة من اليونانية stratégosالتي تعني األمر العسكري في عهد الديمقراطية االثنية.
ومن التعريفات الشائعة لإلستراتيجية نجد مايلي:
أ << -هــي عمليــة اتخــاذ القـ اررات المتعلقــة بتخصــيص وادارة المؤسســة مــن خــالل تحليــل العوامــل البيئيــة
بما يساعدها على تحقيق رسالتها والوصول إلى اياتها وأهدافها المنشودة >>).(1
ب << -هــي عمليــة اتخــاذ ق ـ اررات بنــاءا علــى معلومــات ووضــع األهــداف والخطــط والب ـرامج الزمنيــة
والت كد من تنفيذ الخطط والبرامج المحددة>>).(2
ت << -هــي مســار أو مســلك أساس ـي تختــاره المؤسســة مــن بــين عــدد مــن المســارات البديلــة المتــوفرة
لديها لتحقيق أهدافها ،وذلك على ضوء توقعات المؤسسة لخطط ومسارات من تتعامل معهم أو تؤثر علـى
)(1
مصالحهم >>
من خالل هذه التعاريف يمكننا القول أن اإلستراتيجية هي<< خطط أو طرق توضع لتحقيق هدف معين
علي المد البعيد اعتمادا علي تكتيكات واجراءات في استخدام المصادر المتوفرة في المد القصير>>.
وتوض إستراتيجية المنظمة التوجهات المستقبلية الطويلة األجل لنشاط المنظمة المستقبلي فهي ترسم
)(2
لها وتفرض عليها التساؤالت التالية علي سبيل المثال وليس الحصر:
)(1
ثابت عبد الرحمان ،جمال الدين محمد المرسي،اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيم ونماذج تطبيقية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،
مصر ،2553،ص.82
) eme
)(2
Raymond THIERTART, La stratégie d’entreprise, 2 édition, Ed. Ediscience
International, Paris, 1997, p35.
<< إستراتيجية التكوين المتواصل مجموعة من األنشطة التي تهدف إلى تصميم وتنفيـذ مجموعـة مـن
الممارسات والسياسات المتعلقة بتكوين الموارد البشرية المتجانسة داخليـا بطريقـة التـي مـن خاللهـا تحقـق
رأس مال بشري يساهم في تحقيق أهداف المنظمة اإلستراتيجية تبدأ بتحديد االحتياجـات التكوينيـة وأهـداف
الفرد والمؤسسة من التكوين ثم تنظيم العملية التكوينية وفي االخير تقييم مخرجات >>.
وتســاهم مصــلحة التكــوين فــي حــل مشــاكل المؤسســات وتحســين كفــاءة المســتخدمين ،إذ أن مــن متطلبــات
عمليــة مواكبــة التطــور تكــوين العمــال ومــدهم بالمعــارف العلمي ــة والتقني ــات ،وذلــك مــن خــالل سياســة التكــوين
المتواصــل داخــل المؤسســة والتــي تســاهم بــدورها فــي رفــع المســتو الثقــافي والعلمــي للعمــال حتــى يصــبحوا فــي
مستو المسؤولية.
ويمكن تقسيم استراتيجية التكوين المتواصل إلى تكوين إستجابي و تكوين تنبئي(.)1
-0-0التكويـن اإلستجابي
يعــرف التكــوين اإلســتجابي ب نــه التكــوين الــذي يــتم عنــد بــروز الحاجــة إليــه ،وذلــك بعـد شــغور منصــب
عمــل مــا داخــل المؤسســة أو عنــد التطــورات التكنولوجيــة التــي تحــدث داخــل المؤسســة كتغييــر آالت أو ظهــور
بعض الصعوبات والتي تنعكس على اإلنتاج ،ففي هذه الحاالت يكون التكوين كضرورة حتميـة تجـر بطريقـة
سريعة لتلبية الطلب المل والقضاء على الصعوبات التي تقـف أمـام اسـتم اررية التنظـيم وتهـدد االسـتقرار داخـل
المؤسسة.
يات بوفلجة ،مبادئ التسيير البشري ،دار الغرب ،الجزائر ،دون سنة نشر ، .ص ص.77 ،76 )(1
-2-0التكويـن التنبؤي
يدخل التكوين التنبؤي في إطـار إسـتراتيجية عامـة طويلـة األمـد ،بحيـث يقـوم المسـئولون بـالتنبؤ بـالتغيرات
المســتقبلية فيخططــون لهــا ويعملــون علــى االســتعداد لهــا مــن خــالل بـرامج للتكــوين المســتمر ،حيـث يكــون أفـراد
المؤسسة على استعداد دائم لكل طارئ يستجـد فيـها.
و بالتالي فإن المؤسسة هنا ال تت ثر بصورة كبيرة بالتغيرات سواء الداخلية أو الخارجية.
إن مــا يمكــن الخــروج بــه مــن مالحظــة سياســات التكــوين وتنميــة الم ـوارد البش ـرية فــي الــدول الناميــة ،هــو
اعتمادها على التكوين اإلستجابي السطحي والسريع ،بينما نجد أن المؤسسـات الكبيـرة بالـدول المصـنعة تعتمـد
على إستراتيجية التكويـن المعمـق والمستمـر تحسبـا للطـوارئ و التغيـرات ،وهـي مـا تحـاول بعـض الـدول الناميـة
ومن بينها الجزائر تبني هذه اإلستراتيجية.
هناك العديد من المسميات التـي تعبـر عـن أداء المـوارد البشـرية مثـل اإلنتاجيـة ،األداء ،الفعاليـة ،الكفـاءة ،إلـى
جانب لفظ الكفاية اإلنتاجية أو كفاءة األداء ،بيد أن أكثر المفاهيم استخداما وشيوعا هو مفهوم األداء.
ويستمد مصطل األداء أصله من اللغة اإلنجليزية وبالذات من الفعل ""to performوالذي يعني تنفيـذ أو ت ديـة
عمل).(2
و بالر م من شـيوع اسـتخدام مصـطل األداء وكثـرة اسـتعماالته خاصـة فـي البحـوث التـي تتنـاول المؤسسـة ،لـم
يــؤدي إلــى توحيــد مختلــف وجهــات النظــر حــول مدلولــه ،إذ يســتخدم للتعبيــر عــن مــد بلــوغ األهــداف ،أو عــن
مد االقتصاد في استخدام الموارد ،كما نجده في كثير من األحيان يعبر عن انجاز المهام.
األداء هو <<القيام ب عباء الوظيفة من مسؤوليات وواجبات ،وفقا للمعـدل المفـروض أداؤه مـن العامـل
الكــفء المــدرب ،ذلــك المعــدل الــذي يمكــن معرفتــه مــن خــالل تحليــل األداء ،أي مــن خــالل د ارســة كميــة العمــل
)(1
والوقت المستغرق وانشاء عالقة عادلة بينهما>>.
)(2
ECOSIP, Dialogue autour de la performance en entreprise, éditions Harmattan, paris
1999, p.18.
) (1أحمد زكي بدوي ،معجم المصطلحات االجتماعية ،مكتبة لبنان ،لبنان ،1992 ،ص015
عرف نيكوالس( )F.W.NICKOLSاألداء على أنه << نتاج السلوك ،فالسـلوك هـو النشـاط الـذي يقـوم
به الفرد ،أما األداء فهو نتاج السلوك أي النتائج التي تمخضت عن ذلك السلوك ،األمر الذي يجعل البيئـة أو
)(2
المحصلة النهائية مختلفة عما كانت عليه قبل ذلك السلوك>>.
مــن خــالل هــذين التعـريفين نالحــظ أن هنــاك مــن عــرف األداء علــى أنــه النتــائج النهائيــة المتحصــل عليهــا مــن
عمل الفرد ،ومجموعة تعرفه أنه العمل أو السلوك الذي تتحقق من خالله النتائج.
<< تحقيـق األهـداف التنظيميــة مهمـا كانــت طبيعـة وتنــوع هـذه األخيـرة هــذا التحقيـق يمكــن أن يفهـم فــي
)(3
اتجاه المباشر (النتائج) أو بالمفهوم الواسع للعملية التي تؤدي للنتائج (عمل) >>.
حيث يمكن لنا القول أن األداء هو ذلـك التفاعـل بـين السـلوك واالنجـاز ،أي أنـه مجموعـة السـلوكات و النتـائج
التي تترتـب علـى هـذه السـلوكات ،والتـي تهـدف أساسـا لتحقيـق أهـداف المؤسسـة مـن خـالل التكـوين المتواصـل
الفرادها.
)(4
وقد حدد على السلمي العوامل المؤثرة في كفاءة أداء العمل في مجموعتين رئيسيتين هما:
) (2عبد الباري إبراهيم الدرة ،تكنولوجيا األداء البشري في المنظمات ،ط ،1معهد اإلنماء العربي ،الجماهيرية اللبنانية،
،1998ص.10
)(3
ANNE MARIE, FERICELI BRUNDSIRE, Performance et Ressource Humaines, Edition
Economica, Paris, 1996, P20
) (4علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،2551ص266
ويحــرك المجمــوعتين مــن العوامــل ويوجههــا بــدرجات متفاوتــة ومختلفــة مــن النجــاح ''نمــط القيــادة اإلداريــة''
السائد في موقف العمل.
كما يعرفها علي عبد الرزاق جلبي ب نها << مؤسسة تهتم بالرعاية الطبية للمريض مـن بـين روادهـا مـن
ســكان المجتمــع المحلــي الــذي توجــد فيــه وقــد يكــون لهــا فــي بعــض األحيــان أهــداف أخــر مثــل التعلــيم المهنــي
والبحــث ،وتتكــون هيئتهــا فــي الغالــب مــن ممارســين يعملــون لــبعض الوقــت ،كمــا قــد يكــون بعضــهم مــن بــين
)(2
الممارسين العموميين>>.
أما الدكتور محمد أمين فير ب نها << منظمة اجتماعية فنية معقدة ،تحتـوي علـى أسـرة للتنـويم وتتـ لف
مــن مجموعــة مــن النشــاطات الجزئيــة ،أهمهــا :نشــاط الخــدمات العامــة ،نشــاط خــدمات شــؤون المــرض ،نشــاط
التشخيص ،نشاط العالج ،نشاط التمريض ،نشاط الخدمات الطبية المساعدة ،نشـاط الوحـدات اإلداريـة ،نشـاط
الوحدات االستشارية ،التي يؤثر بعضها على بعض ويت ثر بعضها بـبعض ويعمـل بعضـها مـع بعـض لتحقيـق
)(3
أهداف تقديم الرعاية الصحية >>.
حيــث يتض ـ مــن خــالل هــذا التعريــف أن المؤسســة الصــحية عبــارة عــن نظــام كلــي رئيســي تت ـ لف مــن
مجموعة من األنظمة الفرعية المتكاملة.
وبناءا عليه يمكن أن نعرف المؤسسة الصحية على أنها<< مؤسسـة تحتـوي علـى جهـاز طبـي واداري
مــنظم تهــتم بتقــديم سلســلة مــن الخــدمات المرتبطــة بالصــحة مــن الوقايــة إلــى العــالج كمـا أن لهــا أهــداف
أخر كالتعليم و التكوين والبحث العلمي>>.
) (1غازي فرحان ،خدمات اإليواء في المستشفيات ،دار الزهران ،عمان ،1999 ،ص .65
) (2علي عبد الرزاق الجلبي ،علم اجتماع التنظيم ''مدخل للتراث والمشكالت والموضوع والمنهج'' ،دار المعرفة
الجامعية ،مصر ،دون سنة نشر ،ص.182
) (3علي سنوسي << ،تقيم مستوى الفعالية التنظيمية في المستشفيات الجزائرية>> ،مجلة اقتصاديات شمال افريقيا،
العدد السابع ،جامعة الشلف ،الجزائر ، 2559،ص.292
وعموما يمكن القول أن المؤسسة الصحية مؤسسـة تهـتم بتقـديم الخـدمات الصـحية ألفـراد المجتمـع الـذي
توجد فيه وتتمثل هذه الخدمات في:
.0االتحادات العمالية>>).(1
كما تعرف ب << مجموع األفراد والجماعات التي تكون المؤسسة فـي وقـت معـين ،ويختلـف هـؤالء األفـراد
فيما بينهم من حيـث تكـوينهم ،خبـرتهم ،سـلوكهم ،اتجاهـاتهم ،وطمـوحهم ،كمـا يختلفـون فـي وظـائفهم ،مسـتوياتهم
)(2
اإلدارية وفي مساراتهم الوظيفية>>
و بالتالي تمثل الموارد البشرية مزيجا من المعارف ،المهارات ،الكفاءات واالتجاهات ،تستخدمها المؤسسة
من أجل تحقيق أهدافها ،كما أن هذه الموارد تختلف من مؤسسة إلى أخر من حيث الخصـائص بمقـدار التبـاين
في مستويات عناصر المزيج أعاله.
حسن إبراهيم بلوط ،إدارة الموارد البشرية من منظور استراتيجي ،الطبعة ،51دار النهضـة العربيـة ،بيروت،2552 ، )(1
ص .16
)(2حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،مديرية النشر لجامعة قالمة ،الجزائر 2004،ص25
<< يقصــد بــالموارد البش ـرية تلــك الجمــوع مــن األف ـراد المــؤهلين ذوي المهــارات والقــدرات المناســبة ألن ـواع
معينة من األ عمال والـ ار بين فـي أداء تلـك األعمـال بحمـاس واقتنـاع ،مـن ذلـك نتعـرف إلـى صـفتين أساسـيتين
في تركيب الموارد البشرية هما:
أ .مجموعة األفراد المؤهلين يمتلكون المهارة ألداء أنواع معينة من األعمال.
مــن خــالل هــذه النقــاط ،يمكننــا اســتخالص التعريــف اإلج ارئــي للمـوارد البشـرية علــى أنهــا <<مجموعــات
األفراد الذين يسهمون بطريقة فعالة في تنمية المجتمع ويمكنهم استالم مسؤوليات مختلفة وأداء أعمالهم
على أحسن وج >>.
تكتسي الدراسات السابقة أهمية بالغة في تـدعيم أي بحـث جـاري ،ألنهـا تـوفر لـه الكثيـر مـن المعلومـات
ابتداءا من اإلطار النظري مرو ار بمناهج الدراسة وقوفا عند أهم ومختلف الصعوبات التي اعترتها والتي تمكن
الباحــث مــن االســتفادة منهــا فــي جميــع م ارحــل بحثــه ،كمــا يمكــن لنتــائج الد ارســات الســابقة أن تكــون كمنطلقــات
حقيقيــة لد ارســات أخــر ،تختبــر تلــك النتــائج فــي مجــاالت زمكانيــة مغــايرة وتشــكل فــي مجموعهــا تراكمــا فــي
المعرفة العلمية تفيد البحث العلمي عموما.
إن الهـدف مـن إدراج الد ارسـات السـابقة المتعلقـة بالموضـوع هـو االسـتفادة منهـا سـواء مـا تعلـق منهـا
بالمضامين أو المنهجية المتبعة ،و إن كان الباحث مطالبا بالتناول النقدي لهذه الدراسات ال يمـن الحـق فـي
اتخـاذ مواقـف سـلبية إزاء مجهـودات جـادة و أعمـال ضـخمة و طويلـة دون اإلطـالع الـدقيق واألدلـة الكافيـة
)(3علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،تنمية الموارد البشرية ،دار الهد ،الجزائر ،2552 ،ص.19
)(1
واالستفادة من الدراسات المتعلقة بالموضوع تبدأ من اختيار الموضوع لمختلف الظروف التي أجريت فيها
ومـرو ار بإعـداد الفصـول و بنـاء الفرضـيات ووصـوال إلـى النتـائج ،فهـي تسـاعد علـى رسـم فكـرة واضـحة عـن
)(2
موضوع البحث
لهــذا ســنحاول التطــرق لــبعض الد ارســات المشــابهة والتــي ســبقت د ارســتنا ،وان وجــب التنويــه فــي هــذا
الصدد إلى نـدرة البحـوث والد ارسـات السوسـيولوجية فـي هـذا الموضـوع -وهـذا حسـب إطالعنـا وامكانياتنـا-
ومن بين أهم الدراسات المشابهة:
.0الدراسة االولى
دراسة يعقوب السيد يوسف الرفاعي لسنة 2555بعنوان <<أثر التدريب أثناء الخدمة علـي أداء وسـلوك
الموظفين المستفيدين من التدريب بدولة الكويت>> وهدفت الدراسة للتعرف علـي مـد تـ ثير الـدورات التدريبيـة
لــد المتــدربين وكــذلك مــد التغيـرات التــي تطـ أر علــى أوضــاعهم الوظيفيــة المختلفــة وقــد أجريــت الد ارســة علــى
عينة مكونة من المـوظفين الـذين تـم إشـراكهم فـي دورات تدريبيـة "دورتـين علـي األقـل" فـي مجـال العمـل الحـالي
الذي يزاوله الموظف وكان مجموع أفراد الدراسة 005متدربا موزعين علي 10جهـاز ودائـرة حكوميـة واسـتخدم
الباحث أسلوب المعاينـة ونظـ ار لتبـاين مجتمـع الد ارسـة فقـد تـم اختيـار أسـلوب العينـة الطبقيـة وتـم جمـع البيانـات
الالزمة للدراسة عن طريق استبانة صممت لهذا الغرض.
-إن للتــدريب أثنــاء الخدمــة أكبــر أثــر فــي تحســين األداء الــوظيفي فــال مجــال ألي تشــكيك فــي أهميتــه
والمداومة علي إشراك الموظفين في دورات تدريبية مختلفة ورصد الميزانيات الالزمة لذالك.
-لس ــالمة التنظ ــيم والتخط ــيط للعملي ــة التدريبي ــة ولض ــمان تنفي ــذها عل ــي أكم ــل وج ــه يل ــزم األخ ــذ بع ــين
االعتبار محورين أساسيين وهما مجال اختيار الدورات التدريبية ومجال اختيار المتدربين.
.2الدراسة الثانية:
د ارس ــة ارم ــي رج ــا بعنـ ـوان << أث ــر الت ــدريب ف ــي أداء الع ــاملين بالمؤسس ــات العامة ـ ـ د ارس ــة ميداني ــة ف ــي
محافظة جرش >>.
) (1إبراهيم التهامي أسس المنهجية في العلوم االجتماعية »الدراسات السابقة في البحث العلمي« ،العدد1999 ،3
الجزائر ،ص.106-105
)(2عمار بوحوش ،مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،2001 ،
ص 33 -32
تتمثل مشكلة الدراسة في اإلجابة عن التساؤالت التالية :
-أن مستو التدريب يؤثر علي أداء العاملين بشكل فعـال وايجابيـة فكـل زيـادة فـي المتغيـر المسـتقل -
التدريب -بقيمة واحد تؤدي إلي زيادة في المتغير المستقل بقيمة.2055
-أن التدريب يؤثر في اإلنتاجية بشكل كبير وفعال وايجابية فكـل زيـادة فـي المتغيـر المسـتقل (التـدريب)
بقيمة واحد تؤدي إلي زيادة في المتغير التابع اإلنتاجية بقيمة.52722
-أن التدريب يؤثر علي تطور المؤسسة بشكل فعال وايجابية فكل زيادة في المتغير المستقل (التـدريب)
بقيمة واحد تؤدي إلي زيادة في المتغير التابع (اإلنتاجية) بقيمة.12556
-أن مشـ ــكالت التـ ــدريب لهـ ــا ت ـ ـ ثير كبيـ ــر وقـ ــوي علـ ــى أداء العـ ــاملين ،حيـ ــث أن أداء العـ ــاملين يت ـ ـ ثر
بمشكالت التدريب بقيمة 22517األمر الذي يتطلب تحفيـز العـاملين والتفـاوض معهـم وحفـز التفكيـر اإلبـداعي
والقيادة لديهم وبناء الفريق.
-أن مشــكالت التــدريب لهــا ت ـ ثير كبيــر وقــوي علــى إنتاجيــة المؤسســة ،حيــث أن أداء العــاملين يت ـ ثر
بمشــكالت التــدريب بقيمــة 12499األمــر الــذي يتطلــب وضــع إســتراتيجية تدريبيــة تتوافــق فيهــا أهــداف الب ـرامج
التدريبية وأهداف وتطلعات المؤسسات العامة.
-أن مش ــكالت الت ــدريب له ــا تـ ـ ثير كبي ــر وق ــوي عل ــى تط ــور المؤسس ــة ،حي ــث أن أداء الع ــاملين يتـ ـ ثر
بمشكالت التدريب بقيمة 12477األمر الذي يتطلب توجيه مديري المؤسسـات العامـة إلـي وضـع خطـة متقدمـة
لتحديد االحتياجات التدريبية بطريقة علمية وسـليمة والتخطـيط للعمليـة التدريبيـة ومـن ثـم تقويمهـا بهـدف تطـوير
األداء وتحسينه.
وخلصــت الد ارســة إلــى وجــوب النظــر فــي أســاليب التــدريب المتبعــة بحيــث تتســم بوضــوح الهــدف وتنــوع
األساليب وعرض المشكالت الميدانية وتطوير برامج التدريب علي ضوء التطورات العالمية.
.2الدراسـة الثالثة:
د ارس ــة عل ــي ي ــونس مي ــا ،ص ــالح الش ــيخ دي ــب وس ــالم ارش ــد الشامس ــي<<قي ــاس أث ــر الت ــدريب ف ــي أداء
العــاملين-د ارســة ميدانيــة علــى مديريــة التربيــة بمحافظــة البريمــي فــي ســلطنة عمــان >>-حيــث تركــزت مشــكلة
البحــث بشــكل أســاس علــى د ارســة وتحليــل مجموعــة مــن الظ ـواهر التــي تعــاني منهــا مديريــة التربيــة بمحافظــة
البريمي في سلطنة عمان والعمل على تقديم مجموعة متكاملة من المقترحات والتوصيات االزمة لعالجها بغية
تحسين أداء العاملين وزيادة إنتاجيتهم ،وقد حددت ظـواهر المشـكلة فـي قلـة البـرامج التدريبيـة وضـعف كفاءتهـا
وفعاليتهــا وعــدم ت ـوافر الكفــاءات التدريبيــة الجيــدة بالمســتو المطلــوب ،ونقــص الوســائل المســاعدة للتــدريب فــي
المراكز المتخصصة.
أ -يوجد أثـر ذو داللـة معنويـة بـين مهـارات المتـدرب وقدرتـه ،واألداء الفعلـي الـذي يسـعى التـدريب إلـى
تحقيقه للمتدرب.
ب -يوجد أثر ذو داللة معنوية بين كفاءة برامج التدريب ،وتطوير وتحسين أداء العاملين.
ت -يوجد أثر ذو داللة معنوية بين تحديد االحتياجات التدريبية وت ثيرها في اداء العاملين.
ث -يوجد أثر ذو داللة معنوية بين تقييم البرامج التدريبية وأداء العاملين.
وتـم اسـتخدام اســتمارة استقصـاء مــن أجـل إختبــار صـحة الفـروض ،وتوزيعهــا علـى مجتمــع البحـث البــال ()70
فرد من اإلدارين.
أ -وجود فروق جوهرية بين مهارات وقدرات المتدرب واألداء الفعلي الذي يسعى التدريب إلى تحقيقه.
ب -وجود فروق جوهرية بين تحديد االحتياجات التدريبية وت ثيرها على أداء العاملين.
ت -وجود فروق جوهرية بين كفاءة البرنامج التدريبي وتطوير وتحسين أداء العاملين.
ث -وجود فروق جوهرية بين تقويم البرامج التدريبية وت ثيرها على أداء العاملين.
.4الدراسـة الجزائريـة:
الدراسة التي قام بها الباحث العايب راب وهي أطروحة مقدمة لنيل شـهادة دكتـوراه دولـة فـي اختصـاص
علم النفس للعمل والتنظيم قسم علم النفس وعلوم التربيـة واألرطوفونيـا جامعة منتوري قسنطينة سـنة – 2552
<< 2550اســتراتيجيات التكــوين المهنــي المتواصــل فــي المؤسســات االقتصــادية ،وت ثيرهــا علــى فعاليــة تســيير
الموارد البشرية ،دراسة تحليلية وتشخيصية لمؤسسة سيدار>> ،وكانت د ارسـته هـذه تهـدف إلـى معرفـة إلــى أي
م ــد يمكــن اعت ــبار التكوي ــن المتواصــل أداة حقيقيــة لتســيير وتثمــين الم ـوارد البش ـرية علــى مســتو المؤسســات
االقتصادية ،تطرق الباحث في هـذه الد ارسـة إلـى موضـوع التكـوين المتواصـل فـي المؤسسـة الصنــاعية ،ومالهـا
مــن انعكاســات إيجابيــة عل ـى الكفــاءة واألداء فــي العمــل والتــي ركــزت علــي ضــرورة إق ـرار قــانون أساســي جديــد
للتكــوين المهنــي المتواص ــل داخــل المؤسس ــات اإلقتصــادية الجزائري ــة حتــى تك ــون أكثــر اس ــتجابة مــع طبيع ــة
التوجهات السياسية واالجتماعية الجديدة.
اقتص ــرت الد ارس ــة عل ــى التك ــوين المهن ــي المتواص ــل الموج ــه للعم ــال ال ــذين ه ــم ف ــي حال ــة خدم ــة ،كم ــا
اقتصرت البيانات واإلحصائيات والعينـات علـى المؤسسـة الوطنيـة للحديـد والصـلب المتواجـد فـي الحجـار واليـة
عنابة.
فرضيات الدراسة:
الباحث: توقع
.1أن نقــص ونــدرة الم ـوارد الماليــة المخصصــة للتكــوين المهنــي داخــل المؤسســات االقتصــادية يــنعكس
سلبا على حجم ونوعية الخدمات التكوينية.
.2أن ياب االستراتيجيات التنظيمية المنتهجة في التكوين يؤثر سلبا على نجاعة المؤسسة.
.0أن األزمة االقتصادية العالمية والجهوية أدت إلـى انتقـال واحتكـار الشـركات الكبـر العالميـة لإلنتـاج
فــي إطــار التقس ــيم العــالمي للعم ــل ،وبالتــالي خل ــق انكمــاش فــي االس ــتثمارات االقتصــادية انعك ــس ســلبا عل ــى
التكوين في المؤسسات االقتصادية.
.4أن يــاب الدقــة والموضــوعية فــي تحديــد احتياجــات وأهــداف التكــوين المهنــي المتواصــل يــؤثر ســلبا
على عملية التكوين في المؤسسة االقتصادية.
.0كلما كان اإلطار القانوني المنظم لعملية التكـوين المهنـي ناقصـا و يـر مكيفـا فـإن ذلـك يـنعكس سـلبا
على فعالية التكوين المهني المتواصل.
.المنهـج المتـبع:
استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي ،أما األدوات فاستعمل المالحظة ،المقابلة واالستبيان.
.نتـائج الدراسـة:
وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية:
.1أن تقلص قدرات التكوين بالمؤسسة زادت سرعته مع زيادة حدة األزمة االقتصادية التي شهدتها ممـا
ترتب عنه انكماش حاد في ميزانية التكوين.
وبالتــالي فــان نقــص ونــدرة الم ـوارد الماليــة المخصصــة للتكــوين المهنــي داخــل المؤسســات االقتصــادية
انعكس سلبا على حجم ونوعية الخدمات التكوينية حيث تحققت الفرضية األولي.
.2عدم وجود عالقة كبيرة بين محتويات البرنامج ومتطلبات نتائج الميـدان ويرجـع ذلـك إلـى أن البـرامج
الجامعيــة المطبقــة تعتمــد علــي المحدوديــة المعرفيــة فــي تحديــد محتوياتهــا ،وهــذا مــا تجلــي بوضــوح فــي ذالــك
الحاجز بين مختلف فروع العلوم خاصة العلوم التقنية واإلنسانية ،مما يسبب ثغـرات معرفيـة عديـدة كانـت وراء
فش ــل الجان ــب التقن ــي ف ــي تحقي ــق م ــا وض ــع ل ــه واهم ــال الجان ــب البش ــري ،ك ــذالك نق ــص الد ارس ــات التقويمي ــة
الجامعية.
.0هنــاك عــدم وجــود ارتبــاط بــين مخططــات التكــوين والتوظيــف وهــذا مــا يظهــر ف ـي وجــود فــائض فــي
بعض التخصصـات والعجـز فـي اليـد العاملـة المكونـة ،كـذالك يـاب سياسـة تصـورية واضـحة المعـالم واآلجـال
للتكوين المتواصل علي مسـتو المؤسسـة ،وتخططهـا فـي اآلونـة األخيـرة إلـى إعـادة النظـر فـي سياسـتها اتجـاه
الموارد البشرية لم يكن سو استجابة لمواكبة اإلصالحات المتسارعة التي يشهدها المحيط الداخلي والخـارجي
في جميع المجاالت.
ياب التقييم بعد التكوين وهذا ال يسم بمعرفة مد تحقيق األهداف إن وجدت.
يــاب تصــور سياســة واضــحة اآلجــال والمعــالم للتكــوين المتواصــل علــي مســتو المؤسســة حيــث
تحققــت الفرض ــية الثانيــة فغي ــاب االس ــتراتيجيات التنظيميــة المنتهج ــة فــي التك ــوين أث ــر ســلبا عل ــى نجاع ــة
المؤسسة.
.4كــان مــن نتــائج التصــحي الهيكلــي للمؤسســات االقتصــادية هــدم البنيــة الحاليــة ممــا أثــر ســلبا علــي
العملية التكوينية.
إن األزم ــة االقتص ــادية العالمي ــة والجهوي ــة ،أدت إل ــى انتق ــال واحتك ــار الش ــركات الكب ــر العالمي ــة
لإلنتاج في إطار التقسيم العالمي للعمل ،وبالتالي خلق انكماش في االستثمارات االقتصادية ،انعكس سلبا
على التكوين في المؤسسات االقتصادية ،وبالتالي تحقق الفرضية الثالثة.
.0أن المخططات التكوينية التستجيب دائما الحتياجات ور بات الصال المستخدمة.
.6أن إعــداد المخططــات التكوينيــة ال يــتم فــي الغالــب بإش ـراك المســئولين علــي الوحــدة المهنيــة بشــكل
مباشر.
وبالتــالي فــان يــاب الدقــة والموضــوعية فــي تحديــد احتياجــات وأهــداف التكــوين المهنــي المتواصــل يــؤثر
سلبا على عملية التكوين في المؤسسة االقتصادية.
.7أن النصــوص التش ـريعية التــي تناولــت التكــوين المهنــي المتواصــل منــذ االســتقالل إلــي ايــة إق ـرار
مرسوم 1996أكدت إن التكوين المتواصل لم يشكل انشغاال علـي المـد الطويـل للمؤسسـة اإلقتصـادية حيـث
تحققــت الفرضــية فكلمــا كــان اإلطــار القــانوني المــنظم لعمليــة التكــوين المهنــي ناقصــا و يــر مكيفــا ،فــإن ذلــك
ينعكس سلبا على فعالية التكوين المهني المتواصل.
-أهميـة تنـاول مفهـوم التكـوين المتواصـل وأهميتـه فـي تنميـة المـوارد البشـرية وهـو مـا تناولـه البـاحثون،
وهذا ساعد في تحديد المفاهيم التي تستوجب التناول ،ومن جهة أخر تم تحديد فصول الدراسة وفقا للمفاهيم
الرئيسة وهي الموارد البشرية – التكوين المتواصل – األداء– المؤسسة الصحية.
-ر م أهمية التكوين في المؤسسات باختالف نشاطها إال أنه يجـب الـربط بينـه وبـين أهـداف المؤسسـة
سواء كانت إنتاجية تهدف للرب المادي أو تقديم خدمة ألفراد المجتمع.
-على المستو المنهجي واختيار األدوات واستخدام األساليب اإلحصائية.
-علـى مسـتو النتـائج التـي تؤكـد وجـود عالقـة حقيقيـة بـين مسـتوي أداء المعـاملين فـي المؤسسـات
والتكوين.
تحاول هذه الدراسة تناول نشاط التكوين المتواصل من منظور إستراتيجي بحيث ت خذ بعين اإلعتبار
ضرورة وجود تكامـل بـين إسـتراتيجية المنظمـة العامـة وبـين إسـتراتيجية التكـوين المتواصـل مـن أجـل تحقيـق
األهــداف اإلســتراتيجية للمنظمــة ،حيــث أن البيــة الد ارســات الســابقة تناولــت موضــوع التكــوين مــن منظــور
تقليــدي ولــيس إســتراتيجي ،وعلــى الــر م ممــا قدمتــه مــن إضــافات نوعيــة خاصــة بمفــاهيم واج ـراءات تحديــد
اإلحتياجــات التكوينيــة ،وتقيــيم التكــوين وقيــاس جودتــه وتطويرهــا بشــكل متخصــص ،إال أنهــا تعاملــت مــع
التكوين ك جزاء منفصلة ولم تتناولـه بشـكل شـامل ومتكامـل يتعامـل مـع دورة حيـاة التكـوين كمنظومـة واحـدة
تبدأ بتحليل الواقع وتحديد االحتياجات التكوينية وتصمم البرامج وجمعها في حقيبة تكوينية واحدة ثم اختيار
طريق ــة التك ــوين المناس ــبة وتنفي ــذ التك ــوين وتقييم ــه وقي ــاس أثـ ـرة ،كم ــا أن ه ــذه الد ارس ــة ترك ــز عل ــى البع ــد
االستراتيجي لوظيفة التكوين المتواصل وبذلك فهي تحاول معرفة مد إتبـاع المؤسسـات الصـحية بـالجزائر
للتخطــيط االســتراتيجي ووجــود إســتراتيجية واضــحة للمنظمــة تضــم مجموعــة مــن االســتراتيجيات الوظيفيــة
ومنها إستراتيجية الموارد البشرية والتي تنبثق عنها إستراتيجية التكوين المتواصل.
-ال توجد دراسات حسب علم الباحث تناولت إستراتيجية التكوين المتواصل فـي المؤسسـة الصـحية
بالجزائر.
-بيان أهمية التكوين المتواصل في تحسين أداء المؤسسات الصحية.
سادسا :مداخل دراسة الموارد البشرية
.0.2المدخـل اإلداري
يركــز المــدخل اإلداري علــى د ارســة العمليــات اإلداريــة فيبــدأ بصــيا ة األهــداف ووضــع الخطــط للم ـوارد
البشرية واجراء عمليات االختيار والتعيين وتحليل كافة الوظائف وتقييمها ،هـذا إلـى جانـب د ارسـة تنظـيم إدارة
المـ ـوارد البشـ ـرية وبي ــان عالقاته ــا بغيره ــا م ــن اإلدارات ،باإلض ــافة إل ــى اهتمام ــه بتنمي ــة وتط ــوير أداء المـ ـوارد
البش ـرية مــن خــالل التــدريب والتنميــة ،وتخطــيط المســار الــوظيفي وتقيــيم أداء األف ـراد ،هــذا إلــى جانــب د ارســة
اإلهتمام بعالقات العمل وتحفيز العاملين وتقديم الخدمات المختلفة لهم والحفاظ عليهم وتحقيق األمن لهم.
.22مدخـل النظـم
يــدرس نظــام الم ـوارد البش ـرية كنظــام مفتــوح يــؤثر ويت ـ ثر بمختلــف األنظمــة الفرعيــة األخــر بالمنظمــة
كنظــام اإلنتــاج والعمليــات ونظــام التســويق ...و يرهــا مــن الــنظم وكلهــا تت ـ ثر وتــؤثر فــى النظــام البيئــي الكلــي
الخارجي للمنظمة ،وبناء على ذلك يـدرس هـذا المـدخل المـوارد البشـرية مـن خـالل عناصـر النظـام المعروفـة :
المدخالت ،وعمليات التشغيل والمخرجات وتربط التغذية المرتدة بين تلك العناصر.
فالموارد البشرية لها مكانتها من خالل النظام الكلي للمنظمة ،ومن ثم فـإن مجهـودات المـوارد البشـرية
يتم تقييمها من خالل مد مساهمتها في تحقيق األهداف العامة للمنظمة.
بتطبيــق مفهــوم النظــام علــى التكــوين نجــد أن التكــوين يمثــل أحــد األنظمــة الفرعيــة فــي المؤسســة ،ولــه
عناصر مرتبطة تعمل معا لتحقيق أهداف معينة.
فالتكوين ليس نظاما فقط ،بل أنه نظام بال التعقيد ،فهو يتكون من عناصر ترتبط معا في تكامل وثيق
وق ــوي ،ولك ــل منه ــا أهمي ــة خاص ــة ف ــي حرك ــة النظ ــام الكلي ــة فم ــا ه ــي ه ــذه العناص ــر الت ــي يتك ــون من ــه نطـ ـام
التكوين؟.
(INPUT):وهــي بمثابــة األســباب التــي تحــرك النظــام وتدفعــه إلــى األمــام مــن أجــل - 1المــدخالت
تحقيق هدف النظام (نظام التكوين) ،فالمدخالت هي األجزاء التـي يـتم إخضـاعها لعمليـات معينـة لتتحـول مـن
طبيعتها األولى إلى شكل آخر يتناسب واحتياجات النظام.
ويمكن تصنيف مدخالت نظام التكوين إلى األنواع الثالث الرئيسية التالية:
أ .مـدخالت إنسـانية :(Human Input) :وتتمثـل فـي طاقـات و قـدرات األفـراد ور بـاتهم واتجاهـاتهم
وأنمـاط سـلوكهم ذات الصـلة بنشـاط النظـام وأهدافـه) ، (1أي أن المـدخالت اإلنسـانية لنظـام التكـوين تتكـون مـن
كافــة األفـراد الـذين يشــتركون فــي عمليــة التكــوين مــن مكــونين ومتكــونين واداريــين وفنيــين ومســاعدين ،ويختلــف
)(2
هؤالء األفراد بإختالف البرامج التكوينية التي يشتركون فيها ،أي حسب نوع هذه البرامج واهدافها ووسائلها
بالنسبة للمتكونين قد يكونون من المديرين أو رؤساء األقسام أو الموظفين التنفيذيين أو عمال ،وقد نجدهم من
العاملين الجدد أو اللذين يراد ترقيتهم ،وقد يكونون من الذين لهم إنتاجية ضعيفة ويراد تحسين مسـتو أدائهـم،
أو قد يكونون من اللذين يراد تنمية مهارات معينة لديهم ،أو من اللذين يراد إثراء معلوماتهم أو تحسين السلوك
أو اإلتجــاه لــديهم ،أمــا المكــونين فقــد نجــدهم أســاتذة جــامعيون أو مكــونين متخصصــون أو خب ـراء فــي شــؤون
التكوين ،أما اإلداريون والفنيون والمساعدون فهم معنيون ب مور التكـوين مـن تخطـيط وتنظـيم وتنسـيق واشـراف
على التنفيذ ومتابعة وتقييم إلى ير ذلك ،و الذين يجب أن تتوفر فـيهم خصـائص محـددة يلـزم وجودهـا للقيـام
بهذه األعباء.
(Matérielتمثــل كافــة الم ـوارد يــر اإلنســانية مــن أم ـوال ومعــدات ب -مـــدخالت ماديـــةInput):
وتجهيزات ومواد ،والتي تصل إلى النظام ويستخدمها في عملياته) ،(3أي أن المـدخالت الماديـة لنظـام التكـوين
تتكــون مــن األم ـوال الالزمــة لإلنفــاق علــى التكــوين واس ـتمرار مراحلــه ،باإلضــافة إلــى المبــاني التــي ســيقام فيهــا
التكوين ،وما تتضمنه من قاعات وأقسام للتكوين.
ج -مـدخالت معنويـة –المعلومـات Morale input-Information :تعتبـر المعلومـات نـوع آخـر
هــام مــن المــدخالت وتشــمل علــى بيانــات خاصــة بالمؤسســة التــي ي ـ تي منهــا المتكونــون ،كمــا تتضــمن الطــرق
واألســاليب واإلج ـراءات والمعــايير ،وتضــم النظريــات والبحــوث والتجــارب التــي تخــص موضــوع التكــوين ،كمــا
)(1
تحتوي على بيانات عن الظروف واألوضاع المحيطة بالنظام،وما يسوده من قيم ومعتقدات ومفاهيم وأفكار.
وه ــذه الم ــدخالت ب نواعه ــا ال ــثالث اإلنس ــانية ،المادي ــة و المعنوي ــة مص ــدرها البيئ ــة الداخلي ــة والخارجي ــة
للنظام ،وهي مدخالت تتفاعل مع بعضها البعض وضرورية لبعضها البعض أيضا ،وبدونها اليوجد نظام.
)(1حسين الدوري ،نظريات التطوير والتنمية اإلدارية المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،األردن 0005،ص 020
)(2علي محمد عبد الوهاب ،التدريب والتطوير محفل علمي لفعالية األفراد و المنظمات ،معهد اإلدارة العامة ،الرياض،
، 0000ص 32
حسين الدوري ،مرجع سابق ،ص .021 )(3
)(1
محمد عبد الفتاح با ي ،التدريب اإلداري بين النظرية و التطبيق ،جامعة الملك سعود ،الرياض0003 ،ص .31
-2العمليات
تعتبر العمليات الجزء الثاني من النظام بعد المدخالت فهذا الجزء يختص ب داء العمليات واألنظمـة مـن
أجــل تحويــل المــدخالت إلــى مخرجــات بغيــة تحقيــق أهــداف النظــام ،أي أنــه يخــتص بعمليــة التكــوين نفســها،
والمعالجة الفعلية للمتكونين حتى يمكنهم إكتساب الصفات والخصائص المطلوبة.
-3المخرجات )(OUTPUT
إن المخرجــات تتمثــل أساســا فــي سلســلة اإلنجــازات المحققــة _المهــارات والقــدرات التــي إكتســبها المتكونــون
من العمليات ،والتي تعبر أن المخرجـات عـن نتيجـة النظـام ،وتمثـل قيمـة مـا أسـهم بـه النظـام فـي خدمـة البيئـة
المحيطة ،وتعود تلك المخرجات إلى المجتمع (البيئة المحيطة) في صورة سلع أو خدمات أو تغييـرات معنويـة
فــي األف ـراد ،وحيــث يتلقــى المجتمــع نتــائج عمــل النظــام فإنــه يعوضــه عــن ذلــك بالمزيــد مــن المــدخالت ،وبــذلك
تتولى حركة النظام ويستمر في أداء أنشطته.
)(2
: ويمكن تصنيف مخرجات نظام التكوين على أسس متوافقة مع تصنيف المدخالت وهي
المخرجات اإلنسانية (Human Output) :وهـم المتكـونين بعـد أن مـروا بالعمليـة التكوينيـة ،ويفتـرض
اآلن أنهم اكتسبوا خصائص جديدة ،كتغير في بعـض الخصـائص الشخصـية أو زيـادة فـي معـارفهم أو إضـافة
لمهاراتهم أو تحديد لقدراتهم.
المخرجات المادية (Material Output) :أي النتائج الملموسة التي سوف يحققها المتكونون بعـد أن
إكتس ــبوا الخص ــائص الجدي ــدة ،ويمك ــن أن تظه ــر ه ــذه النت ــائج ف ــي ص ــور كثيــرة ومتنوع ــة ،مث ــل زي ــادة الكفاي ــة
اإلنتاجيـ ـ ـ ــة عـ ـ ـ ــن طريـ ـ ـ ــق تخفـ ـ ـ ــيض التكـ ـ ـ ــاليف ،الـ ـ ـ ــوفرة فـ ـ ـ ــي الوقـ ـ ـ ــت والجهـ ـ ـ ــد ،وارتفـ ـ ـ ــاع مسـ ـ ـ ــتويات األداء
المخرجات المعنوية المعلومات (Morale Output Information) :وتتمثل فـي الجانـب الفكـري والنفسـي
للعــاملين ،وال ــذي ي ـنعكس ب ــدوره علــى الجان ــب المــادي ،وتظه ــر هــذه المخرج ــات فــي ش ــكل تطــوير معلوم ــات
المتكــونين ،وارتفــاع مســتو وعــيهم بمشــكالتهم ومشــكالت مؤسســاتهم ،وازديــاد والئهــم للمؤسســات التــي يعملــون
فيها ،وتحسين وجهات نظرهم نحو العمل واإلنتاجية وتعميق اإلنسجام في عالقاتهم.
لمزيد من التفاصيل راجع (علي محمد عبد الوهاب ،مرجع سابق ،ص . )31-31 )(2
.2.2المدخـل اإلستراتيـجي
يركــز هــذا المــدخل علــى د ارســة وتحليــل أنشــطة الم ـوارد البش ـرية وربطهــا بغايــات وأهــداف واســتراتيجيات
المنظمة ،وفي ظل هذا المدخل يتم الربط بين جهود تخطيط الموارد البشرية والتوجهات اإلستراتيجية للمنظمة،
حيث يصب العنصر البشري أحد األسلحة لتحقيـق الميـزة التنافسـية وتحسـين أوضـاع المنظمـة السـوقية ونتـائج
أعمالها.
وينظــر المعنيــون بد ارســة األف ـراد وفقــا لهــذا المــدخل إلــى أهميــة التركيــز علــى إدارة العنصــر البشــري ،مــن
حيث أهميته وحاجاته ووحدته وتكامله واندماجه بالمنظمة ،وهـو يعتبـر مـدخال سـلوكيا ،فمـدير األفـراد عليـه أن
ي خذ األسعار والجوانب السلوكية فـي تنفيـذه للوظـائف االستشـارية لوظـائف األفـراد ،وادارة المـوارد البشـرية وفقـا
لهذا المدخل تركز على مجموعة من سياسات الموارد البشرية المتوافقة مع استراتيجيات المنظمة.
()0
وتتضـ ـ ـ األهمي ـ ــة المت ازي ـ ــدة الممنوح ـ ــة حاليـ ـ ـاً لمفه ـ ــوم اس ـ ــتراتيجيات التك ـ ــوين المتواص ـ ــل ف ـ ــي األدبي ـ ــات
والطروحات النظرية العديدة ،وفي الممارسات المختلفة نتيجة أسباب كثيرة كان أهمها األثر المتزايد لممارسات
وسياسات وظيفة التكوين على أداء األفراد العاملين(.)2
ويتضمن المدخل االستراتيجي لوظيفة التكوين المتواصل خمسة ركائز أساسية وهي(:)3
-1االعت ـراف بمهميــة تــمثير البيئــة الخارجيــة :حيــث تقــدم البيئــة الخارجيــة مجموعــة مــن الفــرص
والتهديـ ــدات ،وتتجسـ ــد هـ ــذه األمـ ــور بـ ــالقوانين والظـ ــروف اإلقتصـ ــادية والسياسـ ــية والتكنولوجيـ ــة ،وال بـ ــد
إلستراتيجية التكوين من اإلعتراف بهذه الت ثيرات ومحاولة استثمار الفرص والتقليل من التهديدات.
-2االعتـراف بمهميــة المنافســة والطبيعــة الحركيــة لســوق الم ـوارد البشــرية :تتنــافس المنظمــات
علـى الحصـول علــى األفـراد العـاملين الكفــوئين ،حيـث أن للقـو التنافســية فـي إ ـراء العــاملين مـن خــالل
تنمية وتطوير مهاراتهم أثر مباشر على استقطابهم وبقائهم ووالئهم للمنظمة.
سهيلة محمد عباس،علي حسن علي ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة ،51دار وائل ،عمان ،1999 ،ص ص.22،21 )(1
()2
Denis Leonard, Rodney McAdam, The Strategic Impact and Application of the Business
Excellence Model: Implications for Quality Training and Développement, Journal of
European Industrial Training, Vol. 26, Issue 1, 2001, pp.4-13.
( )3مؤيــد ســعيد ســالم ،عــادل حرحــوش صــال ،إدارة الم ـوارد البشــرية " مــدخل اســتراتيجي " ،عــالم الكتــب الحديثــة ،األردن،
،2552ص.10-10
-0التركيــز علــى تحقيــق رســالة المنظمــة فــي األمــد الطويــل :أي ال بــد أن تس ـاهم إســتراتيجية
التك ــوين ف ــي تحقي ــق م ــا تتمن ــى المنظم ــة أن تك ــون علي ــه مس ــتقبالً ،وتع ــرف رس ــالة المنظم ــة عل ــى أنه ــا
الخصائص الفريدة التي تميز المنظمة عن يرها من المنظمات المنافسة األخر .
-4التركيز علـى وضـع األهـداف وصـناعة القـ اررات الكفيلـة بتحقيقهـا :وتمثـل األهـداف الوسـائل
الوسيطة التي تحتاجها المنظمة لكي تترجم رسالتها و اياتها إلى إجـراءات عمـل محـددة وملموسـة يمكـن
قياس ــها ،وف ــي ه ــذا اإلط ــار تواج ــه إدارة المنظم ــة العدي ــد م ــن الخي ــارات اإلس ــتراتيجية ف ــي مج ــال تط ــوير
العاملين يستلزم اتخاذ ق اررات واضحة بش نها ،منها مثالً:
* هل نكون األفراد من أجل تحقيق أهداف المنظمة فقط أم أهداف األفراد أيضاً؟
-0تحقيق التكامل مع اإلستراتيجية العامـة للمنظمـة وبقيـة االسـتراتيجيات الوظيفيـة :مـن أجـل
أن تكــون إســتراتيجية التكــوين والتطــوير ذات فاعليــة جيــدة ال بــد أن تتكامــل مــع االســتراتيجيات األخــر
إلدارة المـوارد البشـرية فــي المنظمــة ،فــإذا انصــبت إســتراتيجية المنظمــة علــى النمــو والســيطرة علــى ســوق
معين ،فال بـد إلسـتراتيجية التكـوين أن تركـز علـى إكسـاب األفـراد العـاملين مزيـداً مـن القـدرات والمهـارات
الالزمــة لهــذا التحــول ،أمــا إذا ركــزت إســتراتيجية المنظمــة علــى تقلــيص نشــاطاتها ،فــال بــد إلســتراتيجية
التكوين أن تقلص برامجها المقدمة ل فراد العاملين في مجال هذه األنشطة(.)1
()1
جمــال أبودولــة ،ريــاض طهمــاز ،واقــع عمليــة الــربط والتكامــل مــا بــين اســتراتيجية المنظمــة واســتراتيجية إدارة الم ـوارد
البشرية ،أبحاث اليرموك ،مجلد ،25العدد -4أ ،2554 ،ص.1970
شكل رقم( )10يوضح المدخل االستراتيجي في تنمية الموارد البشرية
القيود الفرص
الموارد
المهددات
إستراتيجية وظيفية
إستراتيجية
إستراتيجية وظيفية
إستراتيجية تنمية
الموارد البشرية
إستراتيجية التدريب
خالصة
تمهيــد
إن مصطل المـوارد البشريـة يعتبـر حديثا ،وقد حـل بالتدرج محل اصطالح األفـراد ،الذي كان سائدا
أو القـو العاملـة ،فمضمون الموارد البشرية كمفهوم حديث االستعمال والتداول يختلف عن مضمون إدارة
األفراد ،وذلك الختالف الفلسفة واألسس التي ينهض عليها كال المفهومين ،ولقـد كانت سنة 0791هي
نقطة التحـول التدريجيـة ،عندما قامـت الجمعيـة األمريكيـة إلدارة األفـراد وهي أكبر منظمـة متخصصـة في
مجـال اإلدارة إلى اعتبـار األفـراد ك صل من أصـول المؤسسـة ،وبالتالي فهـم مـوارد كباقـي المـوارد
التنظيميـة األخر ،وهذا مـا أكدتـه البحوث والد ارسـات في مجال العلوم السلوكية على اعتبـار األفـراد
كمـوارد وليسوا مجـرد أناس يتحركـون ويتصرفـون فقط على أساس مشاعرهم وعواطفهـم.
إن النظرة القديمـة إلى األفـراد أو العنصر البشري كانت ترتكز على اإلهتمـام بالقـوة العضليـة لإلنسـان
وقد ارتـه البدنيـة والماديـة ،أي خصائصـه الفيزيولوجيـة فقط ،باإلضافة إلى ذلك فهي تنظـر إليـه على اعتبـار
أنهـم جـزء من األعبـاء والنفقـات التي يجب التقليل بقدر اإلمكـان منهـا ،لكن النظـرة الجديـدة تذهـب إلى حـد
اعتبـار األفـراد أصـال من أصـول المؤسسـة ومـوردا نظ ار لمـا يمتلكـه من قـدرات ذهنيـة وامكانيـات في
التفكيـر واإلبـداع والتطويـر ،وبناءا على ذلك باتت المـوارد البشريـة تعـرف باألصـول الذكيـة ،مع ضـرورة
اعتبـار مهـارات ومعرفـة الفـرد شكل من أشكـال رأس المـال الذي يمكـن االستثمـار فيـه.
أوال :التطور التاريخي لدراسة الموارد البشرية
لقد مرت التنظيمات بعدة مراحل ،كانت لها مفاهيم مختلفة وكل مفهوم هو نتيجة منظور معين ساهم
في توضي بعض الجوانب الفنية والخصائص التي يتميز بها التنظيم ،وقد تبلورت التطورات التي لحقت
بالفكر اإلداري في ثالث مداخل رئيسية هي:
امتد هذا النموذج خالل الفترة من أواخر القرن الثامن عشر إلى بداية عام ،1905حيث كان التحدي
األساسي الذي واجه اإلدارة هو اكتشاف األسلوب األمثل لمعالجة عناصر اإلنتاج المادية والبشرية في
ظل المتغيرات التي أحدثتها النتائج األولى للثورة الصناعية ،وقد تمثل هذا التحدي في شقين:
* كيفية زيادة الكفاية اإلنتاجية (المخرجات /المدخالت ) وجعل العمل أكثر يس ار في األداء.
()0
* كيفية تحفيز العاملين لالستفادة القصو من جهودهم في تشغيل اآلالت.
ومن أهم النماذج أو النظريات الرئيسية التي ظهرت خالل تلك الفترة والتي كونت الفكر اإلداري
الكالسيكي (أو المدخل الميكانيكي) نجد:
فاتن أبو بكر ،نظم اإلدارة المفتوحة " منهج حديث لتحقيق شفافية المنظمات" ،الطبعة األولى ،إيتراك للنشر والتوزيع، )(1
-0النظرية البيروقراطية.
نش ت حركة اإلدارة العلمية وتطورت في الواليات المتحدة األمريكية في الفترة بين ،1925-1955
وذلك تلبية للحاجة الشديدة إليها ،فقد شهدت هذه الحقبة تطو ار اقتصاديا أساسيـا شمل التوسع في طرق
ووسائل المواصالت الحديثة ،وزيادة وتركيز عدد السكان في المدن والتوسع في التصنيع واستخدام اآلالت
الباهظة التكاليـف ،واتسعت األسـواق الداخليـة وازدادت أسواق التصدير.
وكان ير أن أ لب العاملين يؤدون أعمالهم بدون مواصفات واضحة ومحددة ،األمر الذي جعلهم
يفقدون كفاءتهم في العمل وينجزون األعمال بقابليات أقل من قابلياتهم وطاقاتهم الحقيقية ،كما آمن أن
باإلمكان معالجة هذه المشكلة تنظيميا إذا استطعنا تدريب العاملين وتقديم المساعدة لهم لكي ينجزوا
أعمالهم باألسلوب الصحي (.)0
ولقد استخدم تايلور دراسة الوقت لقياس الحركات والمهام المطلوبة في أي عمل من أجل تجديد أقل
وقت ألكثر الحركات مالئمة للعمل والعامل.
كما استخدم تايلور " دراسة الحركة" من أجل اختيار أقل الحركات جهدا وأكثرها إنتاجية لكي
يستخدمها العامل في أداء العمل ،أي أنه يسعى للوصول إلى أحسن طريقة فـي أداء العمـل ،كل ذلك من
أجل أن تحقق المنظمة أهدافها بفاعلية أفضل.
) . (1مؤيد سعيد السالم ،تنظيم المنظمات دراسة في تطور الفكر التنظيمي خالل مئة عام ،الطبعة ،51عالم الكتب
الحديث ،األردن ،2552 ،ص .50
لقد تمت دراسة تايلور في ورشة بها 70عامال ،يقوم كل منهم بنقل 1200طنا من الحديد خالل فترة
العمل ،إال أنه الحظ أنهم يسرفون من حركاتهم التي يؤدونها بحركات زائدة عن اللزوم ،مما يؤدي إلى
ضياع الجهد والوقت واإلنتاج.
لقد اختار تايلور لتنفيذ خطته مهاج ار طموحا اسمه " سميث" واقترح عليه العمل بالقطعة بدل األجر
اليومي ،كما طلب منه أن ينفذ األوامر بحذافيرها ،فكان أن نقل هذا العامل ( )4700طنا من الحديد خالل
فترة العمل ،كما أدت النتيجة إلى انخفاض عدد العمال من 055إلى 145عامال ،وحققت الشركة ربحا
مقداره 70555دوال ار في السنة(.)0
لقد تطورت حركة اإلدارة العلمية على يد تالميذ تايلور من بعده ،وقد تبلورت مبادئها كالتالي:
*العمل.
و ير خاف أن اإلدارة العلمية واجهت مجموعة من اإلنتقادات ،من بينها أنها توصف بنظرية اآللة
وذلك إل فالها الجوانب اإلنسانية للفرد أو العامل اإلنساني داخل التنظيم باعتباره آلة من منظور اقتصادي
يقوم على استغالل طاقات الفرد الفيزيقية في العمل ،متناسية عواطفه والفروق الفردية الموجودة بين
الناس ،لذلك اهتم تايلور وأت باعه من المهندسين الصناعيين بدراسة الوقت والحركة ووضع أفضل فنون
الحركة الفيزيقية لآللة ذاتها وليس للفرد اإلنسان.
يات بوفلجة ،مبادئ التسيير البشري ،مرجع سابق ،ص .16 )(1
علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،مرجع سابق ،ص .06 )(2
مبدأ تقسيم العمل كخاصية هامة داخل مجال العمـل التنظيمـي ،ولكن كانت لهذه النظرية جذورها العميقـة
والمبكـرة فـي كـتاب (آدم سميث " ) A. Smithثروة األمم " وتركيزه بالذات على أهمية تقسيم العمل بشكل
خاص.
تركز هذه النظرية على أهمية مبدأ تقسيم العمل ،هذا باإلضافة إلى أهمية اإلشراف والتحكم والسلطة
داخل التنظيمات الحديثة).(3
لقد وضع فايول 14مبدأ يمكن من خاللها االضطالع ب نشطة اإلدارة وهي(:)1
.1تقسيم العمل.
.2السلطة والمسؤولية :السلطة هي الحق في إصدار األوامر وتلقي الطاعة من اآلخرين ،أما
المسؤولية فهي مقدار المساءلة الناجمة عن التمتع بحق إصدار األوامر.
.0وحدة التوجيه : صيا ة النشاطات ذات الهدف الواحد في خطة واحدة وتشكل وحدة تنظيمية
يديرها مسؤول واحد.
.15الترتيب :وضع كل شيء في مكانه الصحي والمناسب سواء كان ماديا أو بشريا.
عبد اهلل محمد عبد الرحمن ،علم اجتماع التنظيم ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،2550 ،ص .057 )(3
محمود سلطان العميان السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،الطبعة ،51دار وائل للنشر ،األردن ،2551 ،ص )(1
.42- 41
الفــرق بــين وحــدة األمــر ووحــدة التوجيــه ،إن مبــدأ وحــدة التوجيــه تتعلــق بــالتنظيم اإلداري ،بينمــا مبــدأ وحــدة األمــر تتعلــق
باألفراد العاملين.
المساواة في المعاملة :لضمان الوالء التنظيمي للعاملين. .11
.12االستقرار الوظيفي :المحافظة على األفراد األكفاء في المنظمة والحد من دوران العمل وتسرب
العمالة.
ومن الواض أن نظرية المبادئ اإلدارية متشابهة إلى حد كبير مع نظرية اإلدارة العلمية في تركيزها
على عدة خصائص داخل بناء التنظيمات مثل :التخصص ،تقسيم العمل ،اإلنجاز والفاعلية ،الضبط
واإلشراف،إال أن الفرق بين أفكار تايلور وأفكار فايول:
أن تايلور اهتم ب ساليب اإلدارة على مستو التنفيـذ ،أمـا فـايول فقـد اهـتم باإلطـار العـام لموضـوع
اإلدارة دون الــدخول فــي التفاصــيل ،وتعتبــر أفكارهمــا مكملــة لبعضــها باعتبارهمــا يرك ـزان علــى الكفــاءة فــي
المشروعات.
اهـــتم تـــايلور بالمســـتو األدنـ ــى مـ ــن اإلدارة فـ ــي الص ــناعة ( العـ ــاملين) ،فـــي ح ــين اهـــتم فـ ــايول
المدير. بالمستو األعلى ،وكان اهتمامه منصبا على
أكد تايلور على تنميط مبادئ اإلدارة العلمية وتطبيقها المتشدد ،في حين ير فايول أن المدراء
البد أن يتمتعوا بالشعور واالنسجام والمرونة حتى يستطيعوا تكييف مبادئهم حسب المواقف المتجددة.
2-0نظريــة البيروقراطــية
يعرف " المعجم العربي األساسي "الروس " البيروقراطية ب نها( :الحكم بواسطة كبار الموظفين).
وقد عرفها قارستون ( )Garstonب نها "بناء تنظيمي هرمي يتصف بالتحديد الدقيق لخطوط السلطة
والقواعد واإلجراءات التي تحكم العمل".
وقد عالج العالم األلماني ماكس فيبر )1925-1864( Max Weberالنظرية البيروقراطية كنظام
عقالني يتناسب مع المجتمع الصناعي في العالم الغربي ،وقدم فيبر آراؤه في البيروقراطية في سياق
.ترجع كلمة بيروقراطية إلى األصل الالتيني Burrusأي اللون الداكن كما أورده " قيرتزماركس" في كتابه " دولة اإلدارة"
وهــذا اللــون ينطــوي علــى المهابــة والتســتر والس ـرية بينمــا كلمــة Burrusأقــرب إلــى كلمــة La Bureالفرنســية وهــو نــوع مــن
األقمشة التي تسـتعمل لتغطيـة المنافـذ أو المكاتـب التـي يجتمـع حولهـا رجـال الحكومـة ،ومنهـا اسـتقت كلمـة Bureauللداللـة
على المكتب نفسه أما كلمة Cratyفهي تعني السلطة أو الحكومة ...وبذلك يكـون مفهـوم البيروقراطيـة Burecracyتعبيـ ار
عن حكم أو وساطة المكتب
نظريته الخاصة بهيكل السلطة والتي قادته إلى تحليل المنظمات وفقا لعالقات السلطة الموجودة فيها،
وكانت دراساته في هذا المجال تنبع من نقطة أساسية تتركز بالتساؤل التالي:
لماذا يطيع األفراد األوامر ولماذا يتصرفوا وفقا لما يقال لهم ؟
كما قدم في دراساته توضيحات على جانب كبير من األهمية السيما في مجاالت القوة والشرعية
والسلطة " فالقوة " تعني القدرة أو القابلية في إر ام اآلخرين بغض النظر عن مقاومتهم الشخصية.
أما " الشرعية " فتعني تقبل األفراد للقوة ألنها متفقة وقيمهم الخاصة.
كما استخدم مصطل " السلطة " بمعنى الدمج بين الجانبين –القوة والشرعية -أي إطاعة األوامر و
تقبلها طواعية من قبل المرؤوسين.
وقد استخدم "فيبر" في كتابه الذي صدرت أولى طبعاته بعد وفاته بعامين (2211م) مصطل
جدا ،كما حدد خصائصها.
البيروقراطية لوصف المنظمات الكبيرة ً
إن أهم الدراسات التي أسهم بها (ماكس فيبر) فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية واإلدارية ،هي نظريته
الخاصة بهياكل السلطة ،وقد قسمها إلى ثالثة أنواع:
النوع األول :السلطة الكاريزمية.
النوع الثاني :السلطة التقليدية.
النوع الثالث :السلطة القانونية الرشيدة.
وقد أوض في دراساته الفرق بين هذه األنواع ،مع اعترافه ب ن هذه األنواع الثالثة ال يمكن أن
أن النوع األول يمارس السلطة من خالل المواصفات الشخصية. يتضمنها تنظيم واحد كما أوض
أما فيما يتعلق بالنوع الثاني فإنه يمارس سلطته من خالل موقعه في التنظيم ،ومن خالل العادات والتقاليد
المتوارثة.
أما النوع الثالث فتكون ممارسته من خالل الشكل البيروقراطي للتنظيم (Bureaucratic
.)organization form
اعتبر فيبر أن البيروقراطية تمثل النموذج المثالي للتنظيم المستند إلى السلطة العقالنية و الشرعية و
)(1
حدد لها مجموعة من الخصائص:
ال يرتبط العاملون داخل المؤسسة بعالقات شخصية فهم أحرار إلى أن تقوم بينهم عالقات عمل
خاضعة لنظام رسمي وظيفي.
التسلسل الهرمي الواض في المناصب المسندة إلى األفراد دون تجاوز ،حفاظا على النظام و
الضبط داخل المؤسسة.
كل منصب خاضع لمستو الكفاءة الشرعية و المعرفة الفنية المحددة سلفا.
يخضع العمل لعالقات تعاقدية حرة.
ينتقى العاملون و يتم توظيفهم على حسب مؤهالتهم الفنية و التقنية.
بعد التوظيف يصب للعاملين الحق في نظام أجور و مكافآت واض و محدد ،كما لهم الحق في
التقاعد.
تخضع الترقيات وتحدد وفقا ل قدمية وتقارير الرؤساء بتسلسل هرمي.
يخضع العامل إلى نظام ضبط وتوجيه ومراقبة صارمة.
ومن المآخذ على نموذج فيبر أنه يشير فقط إلى البناء الرسمي للتنظيم اإلداري متجاهال العالقات
ير الرسمية و التي يمكن أن تدعم السلطة الرسمية للقائد إذا ما أحسن استخدامها.
كما يؤخذ عليه األثر السلبي لمبدأ التسلسل اإلداري على الموظف في خوفه من األوامر مما ال
يشجعه على المبادأة.
كما أن األجر الثابت قد يؤدي إلى عدم تقدير اإلنتاج الفردي للموظف ويجعل روح المشاركة في
العمل مفقودة بين الموظفين.
ـ التنـاقض :فمبدأ التدرج الهرمي يتعارض مع مبدأ الخبرة والتدريب ك ساس الختيار الموظفين.
ـ االنغـالق :فنجاح التنظيم ال يتوقف على الخصائص الداخلية فحسب ،بل يرتبط بالبيئة الخارجية،
وهذا ما لم ي خذ به فيبر ألن البيروقراطية تعالج التنظيم كنظام مغلق.
)(1
Rojot. Jaques, Théorie des organisations, 2 eme édition ,Edition Eska.Paris,2005, P25
) (1عبد العزيز صال بن حبتور ،اإلدارة العامة المقارنة ،الطبعة ،51الدار العلمية الدولية ،األردن ،2555 ،ص.012
ـ الجمـود :نتيجة منطقية للتحديد القاطع لإلختصاصات والمسئوليات ،بحيث يمكن التنبؤ بالسلوك و
محاسبة األفراد ،إن جمود السلوك الوظيفي قد يحقق أهداف البيروقراطية لكنه في الوقت نفسه يؤدي إلى
مزيد من المتاعب لجمهور المتعاملين في المنظمة.
وخالصة لما سبق فإن الفكر اإلداري الكالسيكي كان له فضل الت صيل العلمي لإلدارة كحقل
تخصص ،ولكنه اتسم بالطابع المادي وأ فل العنصر البشري كعـامل محـرك لـإلدارة ،كذلك نجد أن
النظريات السابقة تشترك في أنها ركزت على العوامل الداخلية للمنظمات وأهملت العوامل والمتغيرات في
البيئة الخارجية وت ثيرها على المنظمة.
وبالتالي فان هذه النظريات تشترك في مجموعة من النقاط وتمثل أهم المالم التنظيمية واإلدارية
للمدخل الميكانيكي كمـا يوضحـها الجـدول رقم (.)51
جدول رقم ( )10يوضح الجوانب اإلدارية و التنظيمية للمدخل الكالسيكي:
محكم ،مباشر ،مركز على تحقيق مستويات اإلنتاج المستهدف. أسلوب اإلشراف
األفراد متشابهون ،منعزلون ،ليس لديهم دوافع العمل ،منفذون للتعليمات. افتراضات نظم إدارة
اإلفراد
ترك ــز عل ــى تنمي ــة الجان ــب الم ــادي لإلنس ــان ( الق ــوة الجس ــمية /المه ــارات سياسات التدريب
اليدوية).
مادية ( أجور ،مزايا عينية ،المقومات المادية لمكان العمل ). الحوافز
القصور في مفاهيم ومبادئ اإلدارة الكالسيكية إلى االتجاه بالمطالبة بمدخل جديد يهتم لقد أد
بدراسة اإلنسان ودوافعه حتى يمكن التوصل إلى الطرق المالئمة إلدارته وحفزه على العمل ب على كفاءة
ممكنة وقد تمثل هذا االتجاه في المنهج اإلنساني ،فر م المساهمات التي قدمها الكالسيكيون في دراسة
التنظيم إال أنهم أ فلوا الجانب البشري واإلنساني ونسوا أن العامل يريد أن يتحمل مسؤولية عمله وأن
يكون له دور في منظمته وهو ما تداركته المدرسة اإلنسانية في التنظيم.
ولقد أدت العديد من العوامل في فترة الثالثينات 1905إلى تبني حركة العالقات اإلنسانية منها:
ظهور تشريعات نظم المساومة الجماعية بين النقابات واإلدارة في الواليات المتحدة األمريكية سنة
،1900حيث بدأت اإلدارة تبحث عن طرق جديدة للتعامل مع األفراد.
طالب الباحثون السلوكيين الذين أجروا أبحاث في مجال العمل باإلهتمام بالعامل اإلنساني ،أو
الجانب اإلنساني ،فالمديرون الذين فشلوا في كف أيدي النقابات في التدخل في شؤون مصانعهم سعوا إلى
تقوية العالقات اإلنسانية ،وتحسين شروط العمل كسياسة بديلة للتصال مع النقابات(.)0
ويمكن تعريف العالقات اإلنسانية في مجال العمل ب نها " :مجال من مجاالت اإلدارة يعنى بإدماج
األفراد في موقف العمل بطريقة تحفزهم إلى العمل معا ب كبر إنتاجية مع تحقيق التعاون بينهم واشباع
حاجاتهم االقتصادية النفسية واالجتماعية (.)2
راوية حسن ،السلوك التنظيمي المعاصر ،الدار العلمية ،مصر ،2550 ،ص .17 )(1
بلقاسم سالطنية <<،العالقات اإلنسانية في المؤسسة >> مجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،50جامعة محمـد خيضـر، )(2
تعتبر الدراسة التي تمت بإشراف إلتون مايو Elton Mayoأستاذ علم النفس في جامعة هارفارد بين
عام 1926و 1902المعروفة بدراسة هوثورن التي تمت في شيكا و ، Western Electric
Company’s Hawthorne works in Chicagoبداية الحركة اإلنسانية في اإلدارة خالل القرن
العشرين ،وقد بينت هذه الدراسة أن هناك ترابطا بين السلـوك والعواطـف وأن للجماعة أثر على سلوكات
الفرد وأن المعايير الجماعية أثر كبير في وضع أسس مخرجات المستخدم الفرد وأن أثر متغير (النقود)
يعتبر ثانويا بالنسبة لمحزونات الفرد إذا ما تمت مقارنته ب ثر معايير الجماعة وعواطفها واحساسها
باألمن( .)0ساعدت تجارب مايو علي ظهور هذا المدخل الذي تتلخص افكاره فيما يلي:
وعموما يمكن القول أن مدخل العالقات اإلنسانية قدم إسهامات عديدة وساهم في تطوير بعض
مفاهيم الفكر اإلداري والتي كانت سائدة في المنهج الكالسيكي ،يتمثل أهمها فيما يلي وكما يوضحها
الجدول التالي:
هاني عبد الرحمان صال الطويـل ،اإلدارة التربويـة والسلــوك التنظيمــي ،الطبعــة ،50دار وائـل للنشـر األردن،2551 ، )(1
ص .41
جدول رقم ( )02إسهامات مدخل العالقات اإلنسانية في تطوير الفكر اإلداري
على الر م من اهتمام دعاة هذه المدرسة بالعوامل اإلنسانية والحوافز الجماعية للفرد العامل ير أنها
واجهة انتقادات عديدة أهمها:
أن مدرسة العالقات اإلنسانية لم ت ت فلسفتها بجديد ،فقد ظلت مشاكل اإلنتاجية هي المحور الذي
تدور فيه نظرية العالقات اإلنسانية ،بمعنى أن هدف اإلعتراف بالتنظيمات ير الرسمية للعاملين وتحسين
القيادة ورفع الروح المعنوية للعمال هي وسائل تستخدمها اإلدارة لزيادة اإلنتاجية ،حيث أن فلسفة اإلدارة
العلمية كانت تقوم على تدريب العامل وتحفيزه ماديا لكي يزيد من إنتاجيته ،فإن فلسفة مدرسة العالقات
اإلنسانية كانت تقوم على أن االعتراف بالجماعات العمالية الصغيرة وتغيير أسلوب اإلشراف والقيادة
للعمال من أسلوب الشدة والعنف إلى األسلوب اإلنساني الرقيق ،هما أساس رفع إنتاجية العامل ،فظلت
أسلوب اإلقناع الظاهري هذه المدرسة تدعو اإلداريين إلى تغيير أسلوب تعاملهم مع العمال ليصب
والتلطف معهم بديال عن أسلوب التسلط الذي كان سائدا.
-3مدخل الموارد البشرية
يعتبر مدخل الموارد البشرية حديث نسبيا في إدارة األفراد ،فقد بدأ استعماله مع مطلع السبعينات من
القرن العشرين حيث أكدت البحوث والدراسات في مجال العلوم السلوكية على اعتبار األفراد كموارد وليسوا
مجرد أناس يتحركون ويتصرفون فقط على أساس مشاعرهم وعواطفهم يمكن أن يحققو فوائد ومزايا كثيرة
لكل من المؤسسة والفرد على حد السواء.
يهتم هذا المدخل بتعظيم اإلنسان والنواحي المتعددة التى تحقق منفعته ،فيدرس حاجات المورد
البشري ويعتني بتنميته وتطويره بصورة مستمرة ،إن جوهر هذا المدخل هو العنصر البشري (حاجاته
وتصرفاته وممارساته وكيفية تنمية ورفع كفاءته وفعاليته).
ب .البد من توجه السياسات والبرامج والممارسات إلشباع الحاجات النفسية (العاطفية) واإلقتصادية
للفرد.
ج .البد أن تهي بيئة للعمل بحيث تشجع األفراد على تنمية واستغالل مهاراتهم ألقصى حد.
د .برامج وممارسات الموارد البشرية يجب أن توضع وتنفذ مراعية تحقيق التوازن بين حاجات األفراد
وأهداف المنظمة وتتحقق هذه المهمة من خالل عملية دائرية والتي يساعد فيها كل من المنظمة واألفراد
بعضها البعض على مقابلة أهدافهم.
األفراد وقدراتهم التطبيقية يؤدي إلى جودة ومقدار العمل بدرجة حيث أن وجود دافعية عالية لد
كبيرة ،وهذا يؤدي إلى إنتاجية وربحية عالية للمؤسسة ،مما يؤدي إلى تقدير عالي ل فراد وبدوره يؤدي إلى
دافعية عالية ،وهكذا تستمر العملية في عالقة دائرية.
يتمثل المحور األساسي في فكر هذا المدخل في العمل على خلق القدرة التنافسية واعتبار الموارد
البشرية الفعالة هي الركيزة األساسية لهذه القدرة.
فالموارد البشرية هم العنصر األساسي أو المورد الرئيسي للتنظيم وهم بما يتمتعون به من دوافع
واتجاهات وميول ،باإلض افة إلى تكوينهم الجسماني وقدراتهم الفيزيولوجية إنما يمثلون واحدا من المتغيرات
المحددة للسلوك التنظيمي.
لقد تكاملت مفاهيم حديثة في إدارة الموارد البشرية تتناول قضايا استثمار الموارد البشرية من منظور
شامل ومتكامل يعكس كل اإلسهامات واإلضافات اإليجابية لتيا ارت فكرية متجددة مستمدة من العلوم
السلوكية حيث ركزت على فهم سلوك اإلنسان والجماعات (الدوافع ،الحاجات ،القدرات ،االتجاهات،
دينامكية الجماعة) داخل المنظمات وتفسيره والتحكم به وتعديله وتوجيهه بما يخدم أهداف المنظمة ،وذلك
ما فشلت فيه المدرسة التقليدية ومدرسة العالقات اإلنسانية.
2ـ السلوك اإلنساني محصلة لتفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به ،أي أن هناك عوامل داخلية (الفرد
نفسه) وعوامل خارجية( المجتمع والبيئة المحيطة بالفرد) تتفاعل معاً وتسهم في تشكيل سلوك الفرد.
0ـ أن وراء السلوك دافعا محدداً (الدافع هو حاجة يسعى اإلنسان إلى إشباعها) وهو المحرك القوي
لسلوك اإلنسان ،فعندما تكون هناك حاجات ير مشبعة يميل اإلنسان إلى إتباع سلوك معين إلشباعها
وعندما يحقق السلوك الهدف منه(إشباع الحاجة) فإن اإلنسان يميل إلى تك ارره ،وعندما ال يحقق السلوك
الهدف فإن اإلنسان يتجنبه ويبحث عن سلوك آخر يحقق له الهدف ،لذا البد أن نتعرف على دوافع األفراد
وسلوكهم إلشباع دوافعهم.
4ـ يتصف السلوك اإلنساني ب نه هادف ،يسعى لدفع ضرر أو كسب منفعة.
ظهرت المدرسة السلوكية في نهاية األربعينيات الميالدية من أهم علمائها :ابراهام ماسلو ،ديفيد
ميكالند ،دوجالس ماكريجور ،فردريك هرزبيرج ،كريس آرجرس.
مدخل إدارة الجودة الشاملة :تعتمد على إرضاء المستهلك ،مشاركة العاملين ،التحسين المستمر
للعمليات والمنتجات والخدمات والثقافة.
كما يركز هذا المدخل على إدارة العنصر البشري من حيث أهميته وحاجاته ووحدته وتكامله واندماجه
بالمنظمة ،ويعتبر مدخال سلوكيا يركز على مجموعة من سياسات الموارد البشرية التي تتوافق مع
استراتيجيات المنظمة.
ويمكن أن نوض الفرق بين الفلسفة القديمة والجديدة إلدارة الموارد البشرية من خالل الجدول التالي:
جدول رقم ( )12يوضح الفرق بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة للموارد البشرية.
اهتمت بالقوة العضلية لإلنسان وقدراته البدنية والمادية تهتم بعقل اإلنسان وقدراته الذهنية وامكانياته في
(البناء الجسمي لإلنسان). التفكير واالبتكار واإلبداع والمشاركة في حل المشاكل
والتجديد والتطوير.
لذلك فقد ركزت على الجوانب المادية في العمل من لذلك تميل إلى اإلهتمام بمحتو العمل وما يثيره من
أجور ومكافآت ،مكان وبيئة العمل المادية. طاقات الفرد الذهنية وما يمثله من تحديات تستفز فكر
اإلنسان وعقله.
وعليه فقد اتخذت التنمية البشرية أساسا شكل التدريب ومن ثم فإن التنمية البشرية هي أساسا شحن لقدرات
المهني لزيادة المهارات الميكانيكية لإلنسان. اإلنسان الفكرية وتوظيفها في العمل.
المصدر :علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،مرجع سابق ،ص .00
من خالل ما سبق يتبين لنا أن الفكر التنظيمي وكنتيجة للتطور العلمـي والتكنـولوجـي انتقل في تركيزه
من اعتبار اإلنسان آلة إلى االهتمام بالجانب اإلنساني واعتباره أساس العملية اإلنتاجية في التنظيم
والتكامل بين مختلف عناصر العملية اإلنتاجية وضرورة التنسيق بينها ،ف صبحت المهارة الفنية والنظرية
واالجتماعية مطلوبـة مـن العامـل بعدما كان التركيز على المهارة اليدوية ،فزاد اإلهتمام بمشكالت الدوافع
والروح المعنوية في المؤسسات العصرية فالمراحل التي مرت بها فلسفة العمل وظروفه ساهمت كلها في
تشكيل ذهنية العامل ونظرته للمهام المهنية ،كما أن ظروف العمل تطورت لصال رفاهية العمل وراحة
العامل حتى يعود بالفائدة على المؤسسة.
ف ي تنظيم ليس سو مجموعة من األفراد ،ومن ثم فإن الحصول على خدمات هؤالء األفراد وتنمية
مهاراتهم وتحفيزهم لتحقيق أعلى مستويات األداء وضمان استمرار والئهم وانتمائهم للمنظمة يعتبر مطلبا
أساسيا لتحقيق األهداف التنظيمية ،وينطبق ذلك القول على منظمات األعمال ،كما ينطبق على أية
يرها ،والحصول على األفراد منظمة أخر سواء كانت عسكرية أو دينية أو تعليمية أو صحية أو
والحفاظ عليهم يمثل الدعامة األساسية لتحقيق النجاح واالستمرار واالستقرار والنمو لهذه المنظمات.
وهناك العديد من اآلليات التي يمكن اعتمادها لتنمية وتطوير وتنمية الموارد البشرية في المؤسسة
منها:
()0
موسي اللوزي ،التطوير التنظيمي أساسيات ومفاهيم حديثة ،الطبعة ،51دار وائل للنشر ،عمان ،1999 ،ص- 284 )(1
.291
تعزيز القيم واالتجاهات التنموية.
بينما نجد ستينر Stainerقد عرف تخطيط القو العاملة علي كونها إستراتيجية الحصول على
موارد المنظمة البشرية واستخدامها وتطويرها وعرضها ،كما عرف تخطيط القو العاملة كونه الموازنة بين
عرض القو العاملة والطلب عليها.
ويهدف هذا التخطيط إلى تقدير احتياجات المؤسسة من الموارد البشرية من حيث:
إن السبب الرئيسي للحاجة إلى تخطيط الموارد البشرية أنه يمد المؤسسة بالبيانات األساسية لكثير
من الوظائف كاالستقطاب واالختيار ،والتدريبي ،فالتخطيط الدقيق للموارد البشرية يؤدي إلى التقليل
من تكاليف التوظيف الكثيف ،وأهمية تخطيط القوى العاملة يمكن النظر إليها من ثالث
)(2
مستويات .
صالح الدين عبد الباقي ،ادراة الموارد البشرية من الناحية العلمية والعملية ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية،2555 ، )(1
ص 129
) (2نفس المرجع ،ص.034- 003
-1األهمية الفردية :
يعتبر تخطيط القو العاملة هاما بالنسبة لكل فرد في المنش ة ألنه يساعد في تحسين المهارات
واستخدام القدرات ،وتحقيق الكفاءة الفردية بسهولة أكثر من خالل النخطيط الوظيفي المناسب .
-2األهمية التنظيمية:
تستفيد المؤسسة من عملية تخطيط القو العاملة لتحسين الكفاءة اإلنتاجية والتي تضمن للمؤسسة
الحصول واإلختصاص بجودة وكمية من القو العاملة تفي باحتياجاتها واإلستخدام األفضل لمصادرها من
القو العاملة وامكانية توقع المشاكل التي قد تنش نتيجة عن زيادة أو نقص العمالة.
العاملة أحد األسباب الرئيسية للتقدم اإلقتصادي هو اإلختيار المنظم والتنمية والتدريب للقو
المطلوبة للعمل في مختلف المؤسسات ،ولكي يتقدم اإلقتصاد البد أن تخطط للعرض الدائم من العاملين
المهرة والفنيين ومن الكفاءات اإلدارية أيضا.
كما يعتبر تخطيط الموارد البشرية المصدر األساسي للعديد من العمليات التي تخص الموارد البشرية
كما يظهر في الشكل رقم : 52
شكل ( )52الترابط بين تخطيط الموارد البشرية والوظائف األخرى
تحليل وتقييم
توصيف
العمل
الوظائف
تخطيط الموارد
البشرية
المصدر :صالح الدين عبد الباقي ،إدراة الموارد البشرية من الناحية العلمية والعملية ،مرجع
سابق ،ص100
ولتبني استراتيجية لتخطيط قوة العمل يجب أخذ األمور التالية في اإلعتبار:
الموارد المالية للمنظمة ووضعها الحالي وت ثير ذلك على خطط المنظمة في الجانبين البشري
والتنظيمي.
سياسات التشغيل الخارجية ،ألن تخطيط الموارد البشرية يت ثر دائما بالتنظيم والتشريعات.
يعرف االختيار على أنه << تلك العمليات التي تقوم بها المنظمة النتقاء أفضل المرشحين للوظيفة
وهو الشخص الذي تتوافر فيه مقومات ومتطلبات شغل الوظيفة أكثر من يره ،ويتم هذا االختيار طبقا
()2
لمعايير االختيار التي تطبقه المنظمة>>.
فالفروق الفردية بين األف ارد ليس فقط في الصفات الظاهرة كالطول والوزن والقـوة ،بل هي أيضا في
القدرات العقلية والخصائص النفسية ،هذا ما يفسر فشل األفراد في بعض المهام والمهن ونجاحهم في
أخر مما يؤكد أهمية اختيار العمال وحسن توجيههم إلى المهن والمهام التي تناسب ميولهم وقدراتهم
الجسمية والعقلية.
فهناك تزايد مستمر في أهمية المستخدمين في أي مؤسسة وأول خطوة للحصول على عمال جديرين
يستجيبون لحاجات المؤسسة هي االختيار ،إال أن الخط في التقييم والفشل في اختيار أنسب العمال
يؤدي إلى انعكاسات خطيرة ومكلفة ،إذ أن العامل الجديد يحتاج إلى تدريب وتكييف خالل فترة من
التجريب وهي عوامل مكلفة للمؤسسة ،إضافة إلى ذلك عوض كون العامل الجديد عونا مساعدا على رفع
اإلنتاج وتحسين الجودة ،أصب عالة يزيد من مشاكل المؤسسة وصعوباتها ونفقاتها لهذا يجب اعتماد
أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية الدار الجامعية ،مصر ،2550 ،ص .100 )(2
وبالتالي يعتبر االختيار والتعين من أهم مسؤوليات إدارة الموارد البشرية باالشتراك مع اإلدارة العليا
في وضع الفرد المناسب في المكان المناسب حسب مهاراتهم وخبراتهم واستعداداتهم وتحقيق المالئمة بين
قدرات وميول ومؤهالت األفراد من ناحية وبين المتطلبات الوظيفية من ناحية أخر ،مما يؤدي إلى
الحصول على أعلى إنتاجية ورفع معنويات األفراد.
يمكننا اعتبار األجر مفهوما أكثر شمولية فهناك أجر مباشر ،وهو المبل الذي يتقاضاه الموظف
مقابل الجهد المبذول ،أما بالنسبة ل جر ير المباشر فيتمثل في المكافآت التحفيزية التي تمن للموظف
()0
نظ ار ألدائه الجيد في العمل.
تحتل سياسة تحديد التعويضات المادية للعنصر البشري مكانة خاصة إذ أنها الوسيلة واألسلوب
األكثر أهمية في تحديد العالقة بين ذلك العنصر البشري والمنظمة ،فهي تربط بين الجهد و التكلفة التي
)(1
Francois cocula, Introduction Générale à la Gestion, Dunod, Paris, 1999, p 65
تحددها المنظمة ،ومهمة إدارة الموارد البشرية تقريب وجهات نظر الطرفين في هذا المجال بالذات لتحقيق
()2
توقعات كل منهما مما يعود بالنجاح على المنظمة.
ويعتبر انتهاج سياسة رشيدة للجور وأنظمة الحوافز من أهم عوامل نجاح برامج إدارة الموارد البشرية
في المنظمة ،بل تعتبر هذه السياسات دوافع وحوافز للعمل ومبدأ للعدالة والمساواة.
بناءا على ذلك يجب على كل منظمة –من خالل إدارة الموارد البشرية -أن تحدد الشروط الواجب
مراعاتها لنجاح خطة األجور الرامية إلى تحفيز األفراد ودفعهم للعمل ،ويجب أن تتوفر في هذه الخطة
التشجيعية ل جور الخصائص التالية:
إن هذه الخطة التشجيعية ال تعمل بصورة منفردة بل البد من إتباع أنظمة حوافز جيدة لتحريك األفراد
ودفعهم للعمل ،وعلى المنظمة التي تسعى لتطوير أنظمة الحوافز المعمول بها أن تتبع الخطوات التالية:
وتختلف النظرة إلى األجور والحوافز حسب السياسة العامة ألي دولة ،فينظر إلى العمل في
المجتمعات ال أرسمالية كسلعة مثلها مثل أي سلعة أخر يتحدد مقدارها في سوق العمل بناءا على عوامل
صبحي العتيبي ،تطور الفكر واألنشطة اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار حامد ،األردن ،2552 ،ص.008 )(2
ومهما اختلفت النظرة إلى األجور يجب اعتبار العامل البشري الكفء كمورد نادر على المؤسسات
اإلجتهاد في استقطابه وتوفير الشروط المناسبة لتكوينه والمساعدة على بلورة شخصيته وابراز قدراته
والحفاظ عليه وتحفيزه للعمل واإلنتاج ،فزيادة اإلهتمام باألفراد يعود على المؤسسة والمجتمع بالرب من
حيث زيادة اإلنتاج ومواجهة التحديات والمنافسة.
ثالثا:العوامل المؤثرة على تنمية الموارد البشرية
يركز المدخل االستراتيجي على اعتبار أن المنظمات تتفاعل مع البيئة المحيطة بكل مدخالتها،
فالمنظمة ال تعمل بمعزل عن البيئة الموجودة بها ،فهي تؤثر وتت ثر بما يحدث من تغيرات خارجية ،والتي
تفرض بدورها بعض التغيرات الداخلية ،لذا فهي ال تستطيع أن تقف مكتوفة األيدي أمام تلك التغيرات
ولكن يجب أن تبادر بالتنبؤ بالتغيرات المحتملة وتخطط لها مقدما حتى تستطيع أن تواجهها.
عوامل عوامل
تاريخية سياسية
عوامل عوامل
اقتصادية جغرافية
المنظمة
عوامل
التقدم العلمي
اجتماعية
والتكنولوجي
ريب محمد ،محمد أحمد يومي ،دراسات في علم االجتماع المصدر :محمد عاطف ،يث
التطبيقي ،دار المعرفة الجامعية ،دون سنة نشر ،ص .40
إن دراسة البيئة المحيطة بالمنظمة تعتبر من أولويات اإلدارة ألن المنظمة تت ثر كثي ار بالبنية التي
تنمو فيها ،إذ أن هناك تفاعل متبادل بين المنظمـة والبيئة الخارجيـة ،فدراسة البيئة وجمع المعلومات عنها
وتحليلها يقدمان لإلدارة بعدا علميا يساعد على تجاوز المعوقات والمشاكل ويعطيها فرصة لالستعداد
لتطوير آليات عمل جديدة تساعدها في التصدي لكل المتغيرات البيئية المحيطة.
والموارد البشرية هي أول من يت ثر بهذه التغيرات التي تحدث في البيئة الخارجية ،ومن ثم فإن إدارة
الموارد البشرية هي من أكثر اإلدارات التي تت ثر بهذه التطورات نظ ار لكونها المسئولة عن األنشطة
المتعلقة بالموارد البشرية ،ويتطلب هذا من إدارة الموارد البشرية أن تكون شريكا في إعداد وتنمية وتطبيق
الخطط االستراتيجية على مستو المنظمة ،وأن تتبنى دو ار في التنبؤ بكل الظروف و المتغيرات التي تؤثر
على إدارتها لمواردها البشرية بفاعلية.
هناك تداخل وترابط بين العوامل البيئية للمؤسسة بحيث ال يمكن فصلها عن بعضها البعض ،ومعرفة
ت ثير كل منها مع ممارسات إدارة الموارد البشرية في المؤسسة.
وفيما يلي نعرض لبعض هذه العوامل والتغيرات وأثرها على تنمية الموارد البشرية.
-0العـوامل التعليميـة
تعتبر العوامل التعليمية من أهم المؤثرات الخارجية بالنسبة إلدارة الموارد البشرية ،فالنظام التعليمي
هو الذي يمد المؤسسات باحتياجاتها من القو العاملة ،من حيث أنواع التخصصات واألعداد المطلوبة
من كل تخصص ،وعجز النظام التعليمي عن أداء هـذه المهمـة ينعكس على كفاءة الموارد البشرية في
تحقيق أهدافها ،وفي هذه الحالة تعتبر العوامل التعليمية من معيقات تنمية الموارد البشرية.
ير المصلوبة لخطط التنمية تضخم خرجي الجامعات عن الحاجة في بعض التخصصات
االقتصادية ،ويتسبب ذلك في وجود فائض وبطالة بين الخرجين.
صــالح الــدين عبــد البــاقي ،االتجاهــات الحديثــة فــي إدارة المـوارد البشــرية ،الــدار الجامعيــة للنشــر ،مصــر ،2552 ،ص )(1
.60
قصور في برامج التدريب والتنمية اإلدارية التي تقوم بها أجهزة التدريب الحكومية ومؤسسات
األعمال.
وتقع على إدارة الموارد البشرية بالمؤسسة مسؤولية تنمية الكفاءات التي تتطلبها مجاالت العمل،
وذلك من خالل برامج تكوينية.
-2العوامـل االجتماعيـة
ويقصد بها مجموعة العوامل المتعلقة بالقيم والعادات والتقاليد ،وت ثيراتها على السلوكيات العامة
للناس ،وهناك الكثير من الجوانب التي تؤثر على أداء المؤسسة اإلدارية واألفراد كذلك ،وهذه الجوانب
تعود للعوامل االجتماعية ،يمكن حصر هذه الجوانب فيما يلي(:)0
الجوانـب األخالقيـة
وهذه الجوانب تشير إلى مجموعة من القواعد واألعراف التي تشكل دليال ل فراد لبيان ما هو خاطئ
وما هو صحي ،حيث تؤدي هذه القواعد إلى تبني أنماط سلوكية معينة إضافة إلى اتجاهات إيجابية.
) .(1موسى اللوزي ،التنمية اإلدارية المفاهيم األسس التطبيقات ،الطبعة األولى ،دار وائل ،عمان ،2555 ،ص .202
الوظيفي ،إضافة إلى وجود األنظمة والقوانين التي تنظم عمليات التصنيع والتسويق والمحافظة على البيئة
ومنع التلوث.
من ناحية أخر أصبحت العوامل القانونية ذات ت ثير قوي على سياسات الموارد البشرية بالمؤسسة،
حيث أنها تشل اإلطار الذي يجب أن تعمل إدارة الموارد البشرية من خاللـه وتلتزم بتطبيق التشريعات
والقوانين التي تهم العاملين.
-4العـوامل االقتصـادية
للظروف االقتصادية دور كبير في الت ثير على التنظيمات اإلدارية وعلى كفاءات هذه التنظيمات ،إال
أن العالقة بين الوحدات التنظيمية والظروف االقتصادية هي عالقة قوية ،األمر الذي يتطلب ضرورة
القيام بدراسة الظروف واألوضاع االقتصادية والعمل على تطوير استراتيجيات تساعد اإلدارة على
التصرف وعلى مواجهة هذه الظروف ،فإذا كانت األوضاع االقتصادية مزدهرة فإن ذلك يؤثر إيجابيا على
التنظيم أ ما إذا كانت الظروف واألوضاع االقتصادية في حالة ركود فإن ذلك يؤثر ت ثي ار سلبيا على
التنظيم ،ففي وقت االزدهار والنمو االقتصادي يكون حجم المال المتداول كبي ار وهذا يتطلب وضع
استراتيجيات للتعامل مع هذه األوضاع ،أما إذا كانت الظروف في حالة تراجع أو ركود فإن ذلك يتطلب
من اإلدارة ضرورة اتخاذ إجراءات وتدابير معينة.
تواجه الدول النامية تحديات ناتجة من التقدم التكنولوجي الهائل الذي يصعب من القـدرة التنافسـية لهـا
في مواجهة المنافسة الشديدة في األسواق سواء المحلية أو العالمية.
فتقدم األساليب التكنولوجية الحديثة له عدة مضامين تطبيقية بالنسبة للموارد البشرية ويرجع هذا لعدة
أسباب:
قبــاري إســماعيل ،علــم االجتمــاع الصــناعي ومشــكالت اإلدارة والتنميــة االقتصــادية ،منش ـ ة المعــارف ،مصــر،1977 ، )(1
ص .040
أ .افتقار الدول النامية إلى األعراف والتقاليد الصناعية والتكنولوجية والتي تؤثر على االستخدام
والحفاظ على التكنولوجيا.
ب .تتطلب التكنولوجيا الحديثة لعدة تغيرات داخل المنظمة مثل طرق العمل ونماذج عالقات العمل
وتغيير اإلجراءات واعادة هيكلة وبناء المنظمة في بعض األحيان.
ج .الكيفية التي ير بها األفراد التكنولوجيا الجديدة ،وهي أكبر المشاكل لتي يمكن أن تواجه تبني
التكنولوجيا الحديثة ،فعلى سبيل المثال تطبيق التكنولوجيا الجديدة يعني فقدان الوظائف والمراكز
االجتماعية أو قد تعني بالنسبة ل فراد اهتمام المديرين بدرجة أكبر باآلالت على حساب اهتمامهم
()0
باألفراد.
وفي كل األحوال فإن هناك عديد من العوامل التي يجب أخذها بعين االعتبار وكثير من الق اررات
التي يجب أن تؤخذ عند التقدم التكنولوجي الجديد ،أو حتى تقدم الطرق والوسائل لضمان أقصى إنتاج
للتكنولوجيا الموجودة فعال ،وبصفة عامة يمكن القول أن إحداث التغيرات التكنولوجيا تميل لخلق طلب
على تنمية المهارات الجديدة أو إعادة التكوين لصقل المهارات وترقية بعض األفراد وتنمية برامج لتشجيع
وتدعيم قبول وتعاون األفراد الذين يتوقع استخدمهم للتكنولوجيا الجديدة.
ويتم تحقيق هذه األنشطة ،إما من خالل مراجعة البرامج الموجودة فعال أو تصميم برامج جديدة
لضمان االستجابات السلوكية المرضية من قبل األفراد.
واذا لم تستطع المؤسسات بصفة عامة وادارة الموارد البشرية بصفة خاصة أن تستوعب التغيرات
المطلوبة نتيجة العولمة لن تستطيع أن تواجه المنافسة فتفشل في تحقيق أهدافها ،بل قد ينتهي وجودها في
مجال األعمال ،لذلك يجب عليها االهتمام بتنمية مواردها البشرية خاصة إذا ما كانت تعمل في ظل
منظمات متعددة الجنسيات.
راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،مصر ،2550 ،ص ص .00 ،04 )(1
لقد قامت أعداد متزايدة من الشركات بت سيس برامج خاصة تعرف ب " تدريب التنوع " مصممة من
أجل تكوين الموظفين ليس فقط على إدراك وتقبل األشخاص المختلفين عنهم ،بل وأيضا تقدير هذه
االختالفات ،وهي عادة ما تكون جلسات تستغرق من بضعة ساعات إلى عدة أيام ،حيث يشارك
الموظفين في تمارين مصممة خصيصا لكي تجعلهم يدركون األضرار التي قد تكون لديهم وكيف
()2
يتخلصون منها.
ومن أولى المهارات التي يجب أن يكتسبها األفراد هي مهارات اللغة ،حيث كون األفراد على اكتساب
لغة الدولة التي يعملون مع أفرادها في منظمات متعددة الجنسية ،فاللغة تعد عامال أساسيا في نجاح الفرد
في بيئة العمل الدولية ،ألن اللغة هي أساس االتصال ،كما يجب أن تت كد إدارة الموارد البشرية من تفهم
األفراد المكلفين ب داء واجبات ومهام في دول أخر ،لثقافة هذه الدولـة ،أي فهم العادات والتقاليد والقيم
والقوانين الموجودة والسائدة في هذه الدول.
كذلك يجب أن تكون إدارة الموارد البشرية أفرادها على اكتساب مهارات االتصال وبناء االستراتيجيات
وبناء فرق العمل خاصة التي يكون أعضاءها من ثقافات مختلفة ،وأيضا اكتساب مهارات حل الصراعات
()0
التي قد تنش من الخلفيات المختلفة ألعضاء الفريق.
واهم من ذلك تنمية مهارات مديري الموارد البشرية للتعامل مع أفراد من جنسيات مختلفة ،وفهم
أساليب وممارسات إدارة الموارد البشرية للدول المختلفة ،بما يسم بتعديل وتطويع ممارساتها الحالية
لتتوافق مع الثقافات والجنسيات التي تعمل معها.
محمد سعيد أنور سلطان ،السلوك التنظيمي ،دار الجامعة ،مصر ،2550 ،ص .440 )(2
راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص ص .10 ،14 )(1
رابعا :موقع إدارة الموارد البشرية ضمن إستراتيجية المؤسسة
.0تعريف إدارة الموارد البشرية:
أ -يعرف " SIKHULAإدارة الموارد البشرية على أنها <<:استخدام القو العاملة داخل المؤسسة،
ويشمل ذلك عمليات تخطيط القو العاملة ،االختيار والتعيين ،التدريب والتنمية ،التعويض واألجور،
العالقات الصناعية ،تقديم الخدمات االجتماعية والصحية للعاملين ،وأخي ار بحوث األفراد>>
)(2
نالحظ من هذا التعريف أن إدارة الموارد البشرية تتضمن مجموعة األنشطة التي تختص بالعنصر
البشري في المؤسسة من تخطيط ،توظيف ،اختيار ،تدريب ،تحديد الكمية والنوعية الالزمة من العمال،
والبحث عن اإلطارات المؤهلة من اليد العاملة ،بما يحقق االستخدام األمثل الفعال للموارد البشرية.
ب ـ كما تعرف ب نها <<اإلدارة التي تؤمن ب ن األفراد العاملين في مختلف المستويات أو نشاطات
المؤسسة هم أهم الموارد ،ومن واجبها أن تعمل على تزويدهم بكافة الوسائل التي تمكنهم من القيام
ب عمالهم لما فيه مصلحتها ومصلحتهم وأن تراقبهم وتسهر عليهم باستمرار لضمان نجاحهم ونجاح
العامة>>). (1
لقد تمثلت أنشطة الموارد البشرية من الناحية التاريخية في بعض الوظائف التقليدية ذات العالقة
بالمورد البشري مثل تعيين األفراد ،إمساك سجالت العاملين ،صرف المستحقات ،وضع أنظمة التدريب
والنقل والترقية ،إضافة إلى تقديم بعض الخدمات مثل الرعاية االجتماعية والصحية والت مينات للعاملين.
ومع تزايد االهتمام بالعاملين تحول مستو الجهاز اإلداري المشرف على أنشطة هؤالء العاملين من
إدارة المستخدمين أو شؤون الموظفين أو العالقات الصناعية إلى مايسمى إدارة األفراد والعالقات
اإلنسانية.
في نهاية السبعينات وأوائل الثمانينيات ومع تنامي اإلدراك اإلداري ألهمية المورد البشري في تحقيق
اإلدارة ،تغير مسمى الجهاز المشرف أهداف المؤسسة وت كيد النظرة إليه ب نه أثمن الموارد المتاحة لد
)(2
صالح عبد الباقي و عبد الغفار حنفي ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،دون
سنة نشر ،ص .40
)(1
حسن إبراهيم بلوط ،مرجع سابق ،ص00
على هذا النشاط الحيوي إلى إدارة الموارد البشرية ،وفي ضوء ذلك اتسع نطاق اهتمامات اإلدارة ليشمل
كافة العناصر المؤثرة على األداء التنظيمي بحيث تضمن الفرد والوظيفة والمؤسسة والبيئة الخارجية.
إن مختلف التسميات التي أعطيت لوظيفة إدارة الموارد البشرية لم تختر عشوائيا لكنها في الحقيقة
توحي إلى فلسفة وممارسات سارت على امتداد عدة حقبات):(2
-0.1مرحلة إدارة األفراد :تشير إلى المرحلة التي كان يؤكد فيها على ضرورة احترام الضوابط،
حفظ السجالت والمستندات المتعلقة باألجور واإلنتاجية.
-2.1إدارة العالقات الصناعية :تؤكد على العالقات بين الشركاء االجتماعيين والمفوضات
االجتماعية ،االتفاقات والعقود الضابطة للتفاعالت بين األطراف المكونة للعالقات الصناعية.
-2.1إدارة العالقات اإلنسانية :وهي تؤكد على تحفيز العمال واالعتناء بالمعنويات ،نتيجة الت ثر
بتجارب "الهاورثورن".
-4.1إدارة المستخدمين :وهي نظرة شاملة وحديثة للوظيفة وقد أخذت أشكاال وممارسات تتسم
بالحركية والتوفيقية ،كالتنبؤ باالحتياجات الكمية والنوعية لليد العاملة في ظل التغيرات التكنولوجية والثقافية
واالقتصادية مع اعتماد إستراتيجية إثر توسيع الوظائف ،الت كيد على ضرورة إيجاد دالة بين أنشطة
التوظيف ،الت هيل ،الدافع ،الحافز والمتغي ارت البيئية.
-5.1إدارة الموارد البشرية :وهي نظرية عصرية للوظيفة حيث تعتبر الرجال والنساء موارد هامة
البد من تطويرها واالستثمار فيها ،باعتبار العنصر البشري محدد الميزة التنافسية والوسيلة لتحقيق الريادة
والبقاء في بيئته ،ولقد أصب اإلبداع واالبتكار والتجديد مفتاح النجاح األمر الذي يستوجب اعتماد مدخل
فعال وبناء في إدارة الموارد البشرية بحيث يقوم هذا المدخل على الفعل وليس على رد الفعل وهذا
بمشاركة كل أفراد المؤسسة لمواجهة تحديات البيئة.
.2أسباب ظهورها
أ -التوسع والتطور الصناعي الذي تم في العصر الحديث ساعد على ظهور التنظيمات العمالية،
وبدأت تظهر المشاكل والصعوبات والصراعات بين اإلدارة والموارد البشرية وحاولت اإلدارة استخدام بعض
)(2
علي عبد اهلل تحليل المنظمات،مطبعة كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،الجزائر، ،2552،ص ص.0،0
األساليب لمواجهة هذه المشاكل ولكن ذلك لم يقلل من الحاجة إلى وجود إدارة متخصصة تراعي الموارد
البشرية وتعالج مشاكلها.
إلى زيادة وعي القو ب -التوسع الكبير في التعليم وفرض الثقافة العامة أمام الموارد البشرية أد
العاملة نتيجة ارتفاع مستواهم التعليمي والثقافي وتطلب األمر وجود متخصصين في إدارة الموارد البشرية
ووسائل حديثة أكثر للتعامل مع هذه النوعيات الحديثة من الموارد البشرية.
ت -زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال وأصحاب األعمال عن طريق إصدار
القوانين حتى ال تقع المؤسسة في مشاكل مع الحكومة نتيجة لعدم التزامها بهذه القوانين.
ث -ظهور النقابات والتنظيمات العمالية التي تدافع عن الموارد البشرية وتطلب ضرورة اإلهتمام
بعالقات اإلدارة والمنظمات العمالية من ثم كانت أهمية وجود إدارة متخصصة لخلق جو من التعاون
الفعال واعادة سياسات جديدة للعالقات الصناعية.
ج -تشريع العمل الذي ظهر هو اآلخر والتزامات المؤسسة في ميادين اإلعالم والمشاركة وتسيير
التشاور ،بمعنى آخر ديمقراطية اإلدارة.
• التعريف بالمؤسسة بشكل سليم بحيث ير ب طالبي العمل في االنضمام إلى المنظمة.
-2الفعالية :وهي جعل القو العاملة تنجز ما يطلب منها بنجاح ومثابرة وهي مرتبطة بعدة عوامل
منها:
• تحفيز األفراد
الرأي األول :يعتبرها إدارة مستقلة كبقية الوظائف األخر حيث يستند إلى االعتقاد ب ن إدارة
الموارد البشرية هي المسئولة عن حل جميع مشاكل العمال والتي تعتبر من صميم اختصاص القائمين
بإدارة الوظيفة.
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،الطبعة الثانية ،دار المحمدية ،الجزائر العاصمة ،1998 ،ص206 )(1
وعلى العموم فإلدارة الموارد البشرية في المؤسسة عدة أدوار هامة منها:
)(1
يشمل ما تقوم به من وظائف في مجال إدارة الموارد البشرية كتخطيط القو العاملة ،االختيار،
التدريب...الخ.
إن أي مشروع ينش لتحقيق رض أساسي معين ،فهدف المشروع اإلنتاجي هو إنتاج وبيع المنتجات
والخدمات والحصول على عائد ،والوظيفة التنفيذية تعتبر وظيفة تساهم في تحقيق الهدف األساسي
للمشروع ،ففي المشروعات اإلنتاجية يعتبر اإلنتاج ،التسويق ،والتمويل من الوظائف التنفيذية،أما وظائف
إدارة الموارد البشرية فهي ال تشترك بطريقة مباشرة في تحقيق الهدف األساسي ولكن تساهم في ذلك
بطريق ير مباشرة عن طريق تسهيل ومساعدة أداء العمل التنفيذي.
إعداد السياسات :يقع على عاتق المسئول عن إدارة الموارد البشرية مسؤولية االقتراح واإلعداد أ-
التمهيدي للسياسات الحديثة المتعلقة بإدارة المواد البشرية ،أو مراجعة السياسات الحالية وذلك من أجل
) (1نظمي شحادة واخرون الموارد البشرية دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ، 2555،ص ص .81،82
معالجة المشكالت أو منع وقوع مشكالت مستقبلية ،ومن المعتاد أن يقوم باقتراح مثل هذه السياسات
ويقدمها لرئيس مجلس إدارة المؤسسة الذي يكون له سلطة اإلصدار الفعلي لها.
ب -تقديم النصح والمشورة :إن جانب كبير من عمل هؤالء الذين يعملون في شؤون الموارد
البشرية يتعلق بتقديم االستشارات والنص للمديرين التنفيذيين ،فقد يواجه أحد المشرفين بشكو حول توزيع
الوقت اإلضافي ،ويواجه األخر مشكلة أخر خاصة بجزاء ت ديبي أو وقف أحد العمال عن العمل.
ت -تقديم الخدمات :تتض مسئوليات إدارة الموارد البشرية بخصوص الخدمات التي تقدمها من
تحليل الوظائف المتعلقة بالمورد البشري مثل االختيار والتعيين ،التدريب...الخ.
إن إجراءات التعيين المختلفة من اختبارات ومقابالت ،و تخطيط برامج التدريب وتنظيمها و برامج
الرعاية واألمان والخدمات الصحية والشكاو تتم كلها عن طريق إدارة الموارد البشرية المختلفة.
الرقابة :تمارس إدارة الموارد البشرية وظائف رقابية هامة حيث أنها تراقب أداء األقسام ث-
واإلدارات التنفيذية وأيضا اإلدارات االستشارية األخر لضمان أنها تؤدي مهامها وفقا للسياسات واإلجراءات
الموضوعة.
.2الدور الوظيفي والسلطة الوظيفية:
ويتمثل في الت كد من تطبيق السياسات الخاصة بالموارد البشرية ووحدة معاملة العاملين باإلدارات المختلفة.
باإلضافة إلى األدوار السابقة الذكر تلعب إدارة المـوارد البشـرية دو ار هامـا فـي صـنع القـ اررات اإلسـتراتيجية
بالمؤسسة ،خاصة فيما يتعلق بمجال الموارد البشرية ،ومد قوة وت ثير هذا الدور يتطلب ما يلي:
-تــدعيم اإلدارة العليــا لــدور إدارة الم ـوارد البش ـرية فــي صــنع واتخــاذ الق ـ اررات اإلســتراتيجية ،واعتبارهــا
شريكا وعضوا هاما في هذا المجال.
-المهارات والمعلومات المتوفرة لد مديري إدارات الموارد البشرية والتي تساعدهم على القيام بهذا الدور.
-إعادة النظر في الهيكل التنظيمي بتفويض السلطات وزيادة الالمركزية في اتخاذ الق اررات.
-تحقيــق التكامــل بــين الب ـرامج الخاصــة بــالموارد البش ـرية واألهــداف اإلســتراتيجية الخاصــة بالمؤسســة
كربط برامج المكفآت بمد تحقيق األهداف اإلستراتيجية.
ويمكــن تمثيــل دور الم ـوارد البش ـرية فــي اتخــاذ الق ـ اررات اإلســتراتيجية علــى شــكل متصــل يت ـراوح مــابين
الحــد األدنــى والــذي يتمثــل فــي إمــداد اإلدارة العليــا بالبيانــات والمعلومــات والحــد األقصــى والــذي يتمثــل فــي
وضع المقترحات في شكل خطط وبرامج للتنفيذ بما يجعل االستشارة أو النصيحة إجبارية لإلدارات األخر
إذ يتم اتخاذ الق اررات في ضوء اإلطار الذي وضعته إدارة الموارد البشرية.
جدول رقم ( :)4دور إدارة الموارد البشرية في اتخاذ الق اررات اإلستراتيجية
إعادة تصميم
بعض الوظائف.
المصـــدر:أم ــين السـ ـاعاتي ،إدارة المـــوارد البشـــرية مـــن النظريـــةإلى التطبيـــق ،الق ــاهرة للنش ــر
والتوزيع ،مصر،2550،ص.01
يتطلب الدور اإلستراتيجي إلدارة الموارد البشرية أن ينظر إليها على أنها جزء من فريق اإلدارة العليا
بالمؤسسة ،فكلما كان هناك نواب لرئيس مجلس اإلدارة فيما يتعلق بالتسويق واإلنتاج والتمويل فهناك أيضا
نائب للرئيس بالنسبة للموارد البشرية وبالتالي فهو جزء من أعضاء التحالف على مستو المؤسسة أو
على مستو الوحدات اإلنتاجية ،ويختلف هذا عن وجهة النظر التقليدية والتي تنظر إلى إدارة الموارد
البشرية على أنها جزء من اإلدارة التنفيذية).(1
الشكل رقم (:)54إدارة الموارد البشرية جزء من اإلدارة العليا بالمؤسسات متعددة الوحدات اإلنتاجية
مدير إدارة الموارد البشرية مدير اإلدارة المالية مدير إدارة التسويق مدير إدارة اإلنتاج
المصدر:بشير العالق ،قحطان العبدلي،سعد الب ياسين إستراتيجيات التسويق ،دار زهران ،عمان،1999،
ص.27
راوية حسن مدخل إستراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،مرجع سابق ،2552ص.13 )(1
الشكل رقم ( :)50إدارة الموارد البشرية جزء من اإلدارة العليا
مدير العالقات الصناعية مدير األجور والمرتبات مدير التدريب مدير التعيينات
المصدر :بشير العالق ،قحطان العبدلي ،سعد الب ياسين ،مرجع سابق ،ص.29
المدير العام
إن التنظيم الداخلي إلدارة الموارد البشرية ينبغي أن يراعي في تصميمه عدة عوامل ليكون وسيلة
فاعلة لتحقيق أهداف هذه اإلدارة ،فقد دلت الدراسات أن نسبة كبيرة من المؤسسات ال زالت تقوم بالدور
التقليدي ذات الطابع االستشاري ،أي أنها تقوم بتوفير المشورة والتنسيق لإلدارات العاملة في العمليات
المتعلقة باستقطاب وتعيين وتدريب وحفظ القيود والسجالت للعاملين ،والعمل كضباط ارتباط بين اإلدارة
والعاملين والحكومة والنقابات العمالية للعاملين ،فالتنفيذ الفعلي لتلك المهام يختلف من مؤسسة إلى أخر ،
فبعض المؤسسات خاصة في مراحل النش ة والت سيس ،تخول اإلدارات العاملة القيام باستقطاب وتعيين
العاملين وقد تخصص موظفا أو وحدة صغيرة لمتابعة وتنظيم وتنسيق تلك المهام ،إال أن اتساع حجم
المؤسسات وتعدد تخصصاتها وانتشارها الجغرافي ال يسم لها بالمضي قدما في ترك أعمال إدارة الموارد
البشرية لإلدا ارت العاملة ،مما يتطلب ضرورة إنشاء قسم أو إدارة متخصصة للقيام ب عباء إدارة العاملين
في المؤسسة.
)(1
وفي مايلي سنقوم بعرض خصائص ومحددات وظيفة إدارة الموارد البشرية في المؤسسة:
يجب أن يتناسب حجم وتنظيم جهاز إدارة الموارد البشرية مع حجم المؤسسة وعدد العاملين بها ،ففي
مؤسسة الصغيرة قد يقوم بجميع أنشطة إدارة الموارد البشرية شخص واحد ،تقتصر مهمته على إمساك
وحفظ سجالت العاملين ،ويقوم صاحب أو مدير المؤسسة بكافة الوظائف األخر مثل االختيار والتعيين
وتحديد األجور وهكذ،ا أما في المؤسسة الكبيرة تظهر الحاجة إلى وجود إدارة موارد بشرية متخصصة ،بها
أشخاص متخصصون في شؤون إدارة الموارد البشرية.
إن حجم إدارة الموارد البشرية يتحدد على العموم بالعوامل التالية:
)(1
صالح الدين محمد عبد الباقي االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص ص .04،03
-مد المركزية المتبعة في ممارسة نشاطات إدارة الموارد البشرية.
ت ثير الضغوط الخارجية على إدارة الموارد البشرية في ممارسة نشاطها(النقابات والتشريعات -مد
الحكومية).
تنش نواة إدارة الموارد البشرية في المراحل األولى إلنشاء المؤسسة ،حيث ت خذ شكل وحدة أو قسم
إال أنه مع نمو حجم المؤسسة وعدد األفراد العاملين واتساع التخصصات للوظائف تظهر الحاجة إلى
ضرورة إنشاء إدارة لتتولى الدور اإلستراتيجي والتنفيذي في إدارة الموارد البشرية وهكذا يتم إنشاء إدارة
مركزية إلدارة الموارد البشرية يتم تنظيمها على األساس الوظيفي ،بحيث تتولى شؤون العمال الرئيسية
ومن ابرز مهام هذه اإلدارة التوظيف ،اقت ارح نظام األجور ،والتدريب ،وصحة وسالمة العاملين والعالقات
الصناعية وتخطيط القو العاملة والدراسات والبحوث.
يحتاج التنظيم إلى التعديل والتطوير مع نمو المؤسسة واتساع أعمالها وانتشارها في مناطق جغرافية،
وتظهر الحاجة إلى إتباع شيء من الالمركزية المتمثلة في إحداث وحدات وأقسام إلدارة الموارد البشرية
في الفروع واإلدارات التابعة للمؤسسة أو تخويل بعض اإلدارات صالحيات في اتخاذ اإلجراءات وممارسة
بعض نشاطات إدارة الموارد البشرية ،بحيث يتم تطبيق أسلوب مركزي وال مركزي في نفس الوقت.
تتمثل على العموم المهام والمسؤوليات الرئيسية التي تسند ل قسام الرئيسية التابعة إلدارة الموارد
)(1
البشرية في مايلي:
-مسك سجالت وبيانات خاصة بالوظائف والموظفين ،كالوصف الوظيفي ومواصفات الوظائف
وتصنيف الوظائف وكذلك قوائم بالعاملين حسب الوظائف التي يشغلونها.
)(1
حنا نصر اهلل إدارة الموارد البشرية دار زهران،عمان،األردن ،2552،ص .00-01
-وضع وتصميم برامج استقطاب القو العاملة واإلشراف على تنفيذها.
-استكمال إجراءات خاصة باإلجازات ب نواعها واالستقاالت والفصل من الخدمة ومكافآت نهاية
الخدمة.
-إ جـ ـراء االتص ــاالت واالجتماع ــات م ــع النقاب ــات العمالي ــة ح ــول أم ــور ته ــم الع ــاملين والحف ــاظ عل ــى
عالقات مناسبة مع النقابات العمالية.
-التفــاوض مــع النقابــات العماليــة للتوصــل إلــى أفضــل الشــروط التــي ترضــي العــاملين وادارة شــؤون
المؤسسة.
-تصميم البرامج التدريبية لكافة المستويات في المؤسسة واإلشراف على تنفيذها وتقييمها.
-إجراء االتصاالت بالمعاهد والجامعات والمراكز التدريبية لتوفير الكفاءات والمختصين للقيام
باألعمال التدريبية سواء داخل المؤسسة أو خارجها.
-وضع ميزانية التدريب السنوية للمؤسسة ومتابعة مناقشتها واعتمادها من اإلدارة العليا.
-االستعانة بالخبراء ومدراء اإلدارات في سبيل تصميم برامج ووسائل توفير الصحة واألمن
للعاملين.
-اإلشراف على تدريب العاملين على استخدام وسائل الصحة والسالمة لتفادي الحوادث والكوارث.
-تطوير برامج الصحة والسالمة بشكل مستمر لتتكيف مع ظروف العمل المتغيرة.
يتولى قسم إجراء الدراسات في المجاالت التي تختص بها إدارة الموارد البشرية كاألتي:
-إجراء دراسات ل نظمة والقوانين الحكومية المتعلقة بالعاملين والتعديالت التي تط أر عليها.
-إجراء الدراسات اإلحصائية الضرورية للعاملين في المؤسسة ،وتواجه إدارة الموارد البشرية
صعوبات وتحديات متزايدة نتيجة التطورات في األنظمة المختلفة الصناعية واالقتصادية واالجتماعية
والتكنولوجيا ،مما يجعلها ملزمة بتغير األساليب التي تتبعها وتطويرها باستمرار لتتكيف مع هذه التغيرات.
الشكل رقم( )57هيكل تنظيمي يعكس التنظيم على األساس الوظيفي إلدارة الموارد البشرية
وحدة بحوث األفراد وحدة الصحة والسالمة وحدة التدريب وحدة عالقات العمل وحدة التوظيف
وحدة الصحة واألمن وحدة تنمية العاملين وحدة األجور والرواتب وحدة عالقات العمل
الصحة واألمن
التدريب عالقات العاملين التدريب التوظيف
وحدة البحوث
مدير شعبة األفراد تخطيط القوى العاملة
عرفت مكانة الموارد البشرية داخل المؤسسات تغيرات وتطورات كبيرة ومتنوعة ،وهذا تبعا لت ثيرات
البيئة المتغيرة التي شوجدت فيها تلك المؤسسات ،فاألنماط اإلدارية والتنظيمية التي عرفتها المؤسسة عبر
تطورها التاريخي شيشير إلى مد تفاعلها مع بيئتها الخارجية من جهة ،وعلى مد اعتنائها واهتمامها
وادارتها لمواردها الداخلية من جهة أخر .
ولقد أصبحت إدارة الموارد البشرية عالمية التطبيق ،حيث شاع األخذ بها في كل المؤسسات على
اختالف أنواعها وأحجامها وأهدافها ،ونشاطها ،وبيئتها.
وسواء كانت هيئة أو قسما أو مصلحة ،فهي تقوم بمد المديرين على مختلف المستويات التنظيمية
ب نسب المناهج لحل مشاكلها ذات العالقة بالموارد البشرية بغرض تبصيرهم بطبيعة المشاكل ليتسنى لهم
تنمية قدرات ومهارات ومواهب العمال ومعاونتهم على استيعابها كامال ،وكسب تعاونهم وتدعيم إسهامهم
اإليجابي في تحقيق أهداف المؤسسة بجانب أهدافهم الشخصية.
ف صب أهم ما يشغل اإلدارة الحديثة هو اإلبقاء على قو بشرية ذات كفاءة عالية ومهارة فائقة ولها
الر بة في العمل التعاوني الفعال.
تمهيد
خالصة
تمهيد
تعتمــد المنظمــات للنجــاح فــي تحقيــق اياتهــا إلــى حــد كبيــر علــى كفــاءة أداء مواردهــا البش ـرية وعلــى
قــدرتها علــى اإلنتــاج والتكيــف مــع مســتويات التقنيــة المســتخدمة فــي العمــل ،لــذا فــإن التكــوين الجيــد للم ـوارد
البشرية هو األساس الذي يمكنها من الوصول إلى اياتها.
ولقــد أد االتجــاه المت ازيــد نحــو التخصــص فــي أداء األعمــال وضــرورة التكيــف مــع التقنيــات الحديثــة
والظــروف المتغي ـرة والمتالحقــة فــي مجــال األعمــال إل ــى زيــادة الحاجــة إلــى تكــوين المــوظفين والــى ب ــروز
التكوين ليكون واحدا من أهم الوظائف التي تسهم في توفير مستويات متطورة من القدرة الفاعلة ل داء بما
يلبـي احتياجـات األجهـزة الحكوميـة لتحقيـق اياتهـا والتكيــف مـع التغيـرات السـريعة فـي المهـارات المطلوبــة،
والتدفق الهائل في المعارف والمعلومات وربط األفراد بكل جديد في مجال أعمالهم.
والتكــوين المتواصــل بشــكله الحــديث لــيس وليــد الســاعة إنمــا هــو نتيجــة لعــدد مــن التطــورات المتداخلــة
والتغيرات البيئيـة المسـتمرة ،والتـي يعـود عهـدها إلـى بدايـة الثـورة الصـناعية حيـث تطـورت الحيـاة الصـناعية
بشــكل كبيــر ،وكــل هــذا ســاهم فــي إظهــار الحاجــة إلــى وجــود وظيفــة تهــتم بتطــوير وتنميــة مهــارات وقــدرات
وخب ـرات األف ـراد بمــا يســم لهــم بمســايرة مختلــف التطــورات الحاصــلة فــي مجــال أعمــالهم ،وعليــه أصــبحت
وظيفة التكوين المتواصل تحظـى باهتمـام بـال فـي المؤسسـة ،ومعاملـة نفقاتهـا مـن الناحيـة المحاسـبية علـى
أنهــا نفقــات اســتثمارية أو أرســمالية طويلــة األجــل ،علــى أمــل أن تــؤدي جهــود التكــوين المتواصــل إلــى رفــع
كفاءة العاملين فيها وزيادة إنتاجيتهم ،مما يساعد على تحقيق أهداف المؤسسة.
وتنطلـق إسـتراتيجية التكـوين المتواصـل مـن فكـرة التـوازن النسـبي بـين طموحـات العـاملين و األهـداف
التنظيمية ،و لعل أهم إشكال قد يطرح على القائمين على وظيفة التكوين هي إمكانية إيجاد ذلك التـوازن،
فاالهتمام المبال فيه و المفرط بالتنظيم وأهدافه قد يحبط العاملين إذ يتم إخضاعهم لتكوينات ير مر وبة
)(1
وعليه فإن استجابتهم ألي تحسينات مرجوة تكون ضعيفة وهشة.
)(1
Meysonnier. Jean , Gestion individuelle et collective des ressources humaines, Edition
Eyrolles, Paris,1991, P15.
أوال :أساسيـات التـكوين المتواصل
عند الحديث عن مفهوم التكوين المتواصـل تجـدر اإلشـارة إلـى أن هنـاك بعـض الخلـط بـين التكـوين
وعدة مفردات مشابه له ولهذا سنحاول إيجاد المعنى الحقيقي لكل منها والزام وازالة هذا الغموض.
التعل ـيم يعنــي تزويــد المــتعلم بالثقافــة العامــة التــي تنطلــق مــن الفك ـرة المجــردة ،و التكــوين المتواصــل
يعنـي المهنيــة و التخصــص الــدقيق و تنميــة المهــارة و الخبـرة ،و التــدريب يبــدأ مــن حيــث ينتهــي التعلــيم مــع
ضرورة التنسيق بين المرحلتين واعتبار كل منهما يكمل األخر.
)(1
-هو التعليم والتدريب بغرض تزويد الناس بالمهارات القابلة للتطبيق (بالكفاءة)
-هو نظام يستخدم لتقديم التعليم والتدريب ،ما يسم بتزويد الناس بالكفاءات المطلوبة.
من المتوقع أن يحقق نظام التعليم والتدريب المهني ) (VETاأل راض اآلتية:
وذلـك بتزويـد النــاس بالمعـارف والمهـارات الضــرورية لـدخول المهنــة أو العمـل ،وهـو مــا يسـمى بــالتعليم
والتدريب المهني األولي ) (initial VETيتم هذا النوع من اإلعداد في نطاق نظام التعليم.
)(1
صال سعيد عودة ،إدارة األفراد الجامعة المفتوحة ،طرابلس ليبيا ،ص 221
-2إتاحة المجال للناس لتحديث معارفهم ومهاراتهم أو زيـادة حجمهـا أو رفعهـا لمسـتو أعلـى أو
تبديلها:
ي ــتم ه ــذا الن ــوع م ــن اإلع ــداد ف ــي نط ــاق المؤسس ــات التعليمي ــة أو داخ ــل المؤسس ــات أو ل ــد الجه ــات
المختصة.
ث ـ التمهيل :يتمثل في خدمات مهنيـة تقـدم للعـاجزين لتمكيـنهم مـن اسـتعادة قـدراتهم علـى مباشـرة
عملهم األصلي أو أداء أي أعمال أخر تتناسب مـع حـاالتهم الصـحية والنفسـية ويختلـف عـن التكـوين
المتواصل كون األول يتمركز جوهره على عمليات الت قلم والتكيف مـع اآلخـرين فـي العمـل بينمـا الثـاني
يتمركز حول األداء.
ج ـ التنميـة اإلداريـة :التنمية اإلداريرة تحسـين قـدرات المـديرين الحـاليين فـي المشـروع ،والعمـل
علــى ت ـ مين مــورد كــاف ومنــتظم مــن المــديرين األكفــاء لمقابلــة احتياجــات المســتقبل ،فالتنميــة إذن تعنــي
التحسين في المقدرة اإلدارية ،ونعني بالمقدرة اإلدارية المقـدرة علـى اتخـاذ القـ اررات والمقـدرة علـى االتصـال
والمقدرة على القيادة(.)1
ح ـ اإلعداد :إن مصطل اإلعداد أو ما يسمى بالتكوين السـابق علـى التوظيـف يسـتخدم فـي كثيـر
من الحاالت للداللـة علـى عـدة عمليـات كـالتعليم و التكـوين و يـر ذلـك ،إال أننـا نجـد الـبعض يـدقق فـي
استعمال هذا المصطل الذي يعني فـي نفـس الوقـت عمليـة تسـتهدف إضـافة معلومـات ومعـارف جديـدة
) (2
للفــرد ،ويبــدأ اإلعــداد حيــث ينتهــي التعلــيم ،كمــا يبتــدئ التكــوين بعــد انتهــاء اإلعــداد بالنســبة للف ـرد
ويشمل اإلعداد تزويد المتكون بالمعارف و المهارات التي تتطلبها الوظيفة كحد أدنى لتمكينه من القيام
ب عباء هذه الوظيفة.
ولتوضــي أكثــر لمفهــوم التك ـوين المتواصــل يمكــن القــول ب نــه يتضــمن العمــل علــى تنميــة الن ـواحي
التالية في الفرد:
صال الشنواني ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية مدخل األهداف ،مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ،0000ص ()1
010
)(2
حسن الحلبي ،معاهدة اإلدارة العامة في الوطن العربي ،معهد اإلنماء العربي بيروت ،0011 ،ص .31
-1تنمية المعارف والمعلومات لد المتكون :ومن بينها:
معرفة تنظيم المؤسسة وسياساتها وأهدافها.
معلومات عن منتجات المؤسسة وأسواقها.
معلومات عن إجراءات ونظم العمل ب المؤسسة.
معلومات عن خطط المؤسسة ومشاكل تنفيذها.
المعرفة الفنية ب ساليب أدوات اإلنتاج.
المعرفة بالوظائف اإلدارية األساسية وأساليب القيادة واإلشراف.
معلومات عن المناخ النفسي واإلنتاجي للعمل.
تنمية المهارات والقدرات للمتكون :ومن بينها: -2
المهارات الالزمة ألداء العمليات الفنية المختلفة.
المهارات القيادية).(1
القدرة على تحليل المشاكل.
القدرة على اتخاذ الق اررات.
المهارات في التعبير والنقاش وادارة الندوات واالجتماعات.
القدرة على تنظيم العمل واإلفادة من الوقت.
المهارات اإلدارية في التخطيط ،التنظيم ،التنسيق ،الرقابة.
-0تنمية االتجاهات للمتكون :ومن بينها:
) (1صالح الدين عبد الباقي ،االتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص .258
واألداء األفضل والنظام اإلداري األحسن والتي تؤدي في النهاية إلى تحقيق نتـائج اقتصـادية أفضـل وزيـادة
األرباح للمؤسسة.
بما أن التكوين المتواصل عبارة عن عملية مستمرة تسعى إلى إكساب األفراد مهارات وتقنيات حديثـة
م ــن خ ــالل البـ ـرامج التكوينيـ ـة المس ــتمرة الت ــي تعتم ــد عل ــى مب ــادئ واجـ ـراءات عام ــة وأساس ــية ،كم ــا يج ــب
االعتماد على أساليب فعالة لنجاح عملية التكوين المتواصل.
أي البد من القائمين بالتكوين المتواصل أن يعترفوا بالمـد الواسـع مـن الفـروق الفرديـة بـين المتـدربين
إذ أن بعض األفراد يتعلمون بشكل أسرع من اآلخرين ،كما أن بعض األفراد يظهرون اختالفـات كبيـرة عـن
يـرهم فـي سـرعة تقــبلهم ألنـواع معينـة مـن التعلــيم أو التكـوين ،إذ توجـد فـروق فرديــة بـين األفـراد مـن حيــث
خلفيتهم السابقة وتعليمهم وخبرتهم و ميولهم الشخصية ،ولذلك فإن كل هذه األمور البـد مـن مراعاتهـا عنـد
تخطيط البرامج التكوينية.
لكل فرد خصائصه ومميزاته الخاصة بـه التـي تميـزه عـن بـاقي األفـراد ،فمحاولـة معرفـة دوافـع وأهـداف
وحاجات وتوقعات الفرد تساعد على معرفة أهمية إثراء وتنويع وتحديد الحوافز المادية والمعنوية التي تدفع
وتحفز الفرد إلى بذل جهـد للد ارسـة والـتعلم وتقـدير اآلخـرين والمركـز االجتمـاعي ،المسـؤولية واإلنجـاز ،واذا
كان برنامج يساعد الفرد على تحقيق بعض من هذه األهـداف ،فـإن هـذا يسـهل كثيـ ار مـن عمليـة تعلـم الفـرد
فمــثال الفــرد ذو مســتو المهــارة المــنخفض ،والــذي يحصــل علــى فرصــة لزيــادة وتحســين مها ارتــه يكــون لديــه
)(1
دافعية عالية للتعلم ألنه ير أن زيادة مهاراته ستمكنه من زيادة دخله وشعوره باألمان الوظيفي
يجــب أن يــتم اختيــار العناصــر المرشــحة للب ـرامج التكوينيــة بصــورة دقيقــة وموضــوعية وأن تكــون لــد
المرش الر بة الحقيقية في دخول البرنامج التكويني ألن عدم توفر الر بة لديـه سـيؤدي إلـى عـدم اسـتفادته
بشــكل مناســب مــن الــدورة التكوينيــة ،كمــا أن تــوفر الر بــة لوحــدها ال يكفــي بــل يجــب أن تكــون مصــحوبة
بتناسب محتـو ومضـمون البرنـامج التكـويني مـع تخصـص الفـرد المرشـ ومـع مسـتواه الـوظيفي أيضـا ألن
هن ــاك ح ــاالت عملي ــة متك ــررة ف ــي المؤسس ــات يرشـ ـ فيه ــا بع ــض األفـ ـراد الع ــاملين إل ــى دورات تكويني ــة ال
تتناس ــب ومس ــتوياتهم الوظيفي ــة وبه ــذه الحال ــة يك ــون م ــن األج ــدر أن يرشـ ـ له ــا أش ــخاص آخـ ـرين لتحقي ــق
االستفادة الفعلية منها.
باإلض ــافة إل ــى قي ــام المش ــرف المباش ــر بمعالج ــة نق ــاط الض ــعف ل ــد المتك ــون بع ــد إكمال ــه للبرن ــامج
التكــويني وبدئــه بعملــه فإنــه مــن الضــروري اعتمــاد أســلوب المتابعــة المبرمجــة والمنظمــة مــن خــالل إعــداد
اس ــتمارة خاص ــة له ــذا الغ ــرض لرص ــد التغيـ ـرات الحاص ــلة ف ــي س ــلوكه الشخص ــي واالجتم ــاعي وم ــد أث ــر
التكوين المتواصل عليهما ،وكذلك مـد أثـره علـى طريقـة أدائـه لعملـه وتحديـد التطـورات الرئيسـية الحاصـلة
في مستو أدائه ومقدار إنتاجيته مقارنة بما كان عليه قبل التكوين).(2
لكي تكتسب المهارة والمعرفة أو االتجاه بفاعلية فالبـد مـن مشـاركة المتكـون واعطائـه الفرصـة والوقـت
المناسب للتعليم ،فالبد من توافر األدوات والوسائل التكوينية في مكان التكوين مشابهة لمـا هـو موجـود فـي
بيئة العمل وأن يعرف المتكون معنى ومغز ذلك وأبعاده وكيفية تشغيلها بدون مخاطر.
)(1
راوية حسن ،إدارة الموارد البشرية رؤية مستقبلية ،كلية التجارة جامعة ،اإلسكندرية ،2555 ،ص 015
صال عودة سعيد ،مرجع سبق ذكره ،ص. 230-233 )(2
االنتقال من الكليات إلى الجزئيات - 601
لــم تتوصــل البحــوث بعــد إلــى تحديــد هــل األنســب تعلــم العمــل ككــل م ـرة واحــدة أو تعلمــه علــى م ارحــل
متتالية وفقا لمكوناته فكلما تعقد العمل وكان مركبا كلما كان من األفضل تعلمه على مراحل حسب أج ازئـه
وبــذلك يــتعلم المتكــون كيفيــة تجميــع األجـزاء مــع بعضــها ،وكيفيــة تــداخلها لتكــوين العمــل ككــل ،ولــذلك فــإن
خلق الحافز لد المتكون للتعلم هي من الواجبات األساسية للمكون(.)1
فالتكوين ليس أمر كماليا تلج إليه المؤسسة أو تنصرف عنه باختيارها ،ولكنه حلقة حيوية في سلسلة
مــن الحلقــات تبــدأ بتحديــد مواصــفات الوظيفــة وتعيــين متطلبــات شــغلها ثــم تتجــه إلــى اختيـار الفــرد ،ومــن ثــم
تنفذ واجبات الوظيفة.
فالتكوين يستمر مع الموظف بعد توليه الوظيفة ،كما يستمر مع ارتقاء العامل في الوظيفة أو الوقوف
عل ــى أح ــدث التط ــورات واألس ــاليب العلمي ــة ف ــي مج ــال تخصص ــه ( ،)2وه ــو أداة لتع ــديل الس ــلوك ال ــوظيفي
واكساب الفرد المهارات والقدرات التي يحتاجها لتحسين أدائه في وظيفته الحالية أو إلعداده وتهيئته للترقـي
إلـى وظيفــة أعلـى أو االنتقــال إلــى موقـع تنظيمــي جديــد ،لـذا فــإن التكـوين نشــاط رئيســي ومسـتمر مــن زاويــة
تكرار حدوثه على مد الحياة الوظيفية للفرد في مناسبات متعددة ،فهو ليس مجرد حدث يقع مرة ويتجاوزه
الفرد بسرعة بل نشاط مالزم للتطور الوظيفي للفرد.
-2-2نظـام متكامـل
النظرة إلى التكوين باعتباره نظاما متكامال تفيد أنه كيان متكامل – من وجهة مدخل النظم ،-يتكـون
من أجـزاء أو عناصـر متداخلـة تقـوم بينهـا عالقـات تبادليـة مـن أجـل أداء وظـائف تكـون محصـلتها النهائيـة
()0
عبد الغفار حنفي ،السلوك التنظيمي وادارة الموارد البشرية ،دار الجامعية الجديدة للنشر ،مصر ،2552 ،ص 210
()2
خير خليل الجميلي ،التنمية اإلدارية في الخدمة االجتماعية ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر ،0000 ،ص ص
.00 ،04
بمثابة ا لناتج الذي يحققه النظام كله ،كـذلك تفيـد هـذه النظـرة الشـمولية للتكـوين فـي توضـي العالقـة الوثيقـة
التي تقوم بينه وبين البيئة التنظيمية المحيطة به ،وكذا المناخ العام الذي يتم فيه العمل التكويني.
التكامللل فللي مللدخالت التكللوين :أي المكونــات األساســية التــي يقــوم عليهــا التكــوين ،وهــي (األف ـراد،
الوظــائف ،الخب ـرات والمعــارف ،أنمــاط الســلوك المطلــوب ،القائم ــون بالعم ــل التكوين ــي ،األوضــاع اإلداريــة
والتنظيمية).
التكامللل فللي األنشللطة التكوينيللة :وهــي اإلج ـراءات اإلداريــة التــي تقــوم به ــا إدارة التكــوين ،مــن أجــل
األداء األمثـل للوظيفــة التكوينيــة ( تتمثــل هــذه األنشــطة فـي تحليــل وتوصــيف األوضــاع واألنمــاط اإلداريــة،
كــذلك العمليــات واإلج ـراءات ،تحديــد االحتياجــات التكوينيــة ،تصمي ــم الب ارم ــج ،إعــداد المكــونين والمعــدات
التكوينية ،تنفيذ البرامج التكوينية ،متابعة وتقييم النشاط التكويني ،وتقدير كفاءته والعائد منه).
التكامل في نتائج التكوين :فالتكوين عادة يهدف إلى تحقيق أنواع ثالثة من النتائج ينبغي أن يتوفر
بينهما قدر كاف من التكامل والتوازن وهي النتائج االقتصادية ،النتائج السلوكية والنتائج البشرية.
وهذه األنواع الثالثة لنتائج التكـوين ينبغـي لهـا أن تتكامـل فـال يكـون التركيـز مـثال علـى مجـرد إنتـاج
عدد أكبر من المتكـونين ذوي المهـارة الوظيفيـة واهمـال الجانــب السلــوكي لديهــم كـذلك مـن يـر الجـائز أن
يتجه التكوين للتركيز على تعديل األنماط السلوكية وا فال أهمية العوائد االقتصادية التي يجـب أن تتحقـق
من السلوك الجديد.
) .(1علي السلمي ،إدارة األفراد والكفاءة اإلنتاجية ،مكتبة ريب ،مصر ،دون سنة نشر ،ص ص .007 ،006
الشكل رقم ( :)10مكونات نظام التكوين المتواصل
المصدر :علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ،مرجع سابق ،ص .21
-2-2النظـرة المستقبليـة
إن برامج التكوين لها نظرتها المستقبلية مـن خـالل برامجهـا للمـوظفين فـي العمـل الـذي سـوف يقومـون
بــه وب حــدث إيديولوجيــة تمكنــه مــن التطبيــق ب يســر الطــرق وب قــل التكــاليف وفــي أســرع وقــت ممكــن تحقيقــا
ألهداف المنظمة.
ويشــير هــذا المبــدأ إلــى أن التكــوين يتعامــل مــع متغيـرات ومــن ثــم ال يجــوز أن يتجمــد فــي قوالــب وانمــا
يجب أن يتصف بالتغير والتجدد ،فاإلنسان الذي يتلقى التكوين عرضة للتغيير في عادته وسلوكه وكذا في
مهاراته ور باته ،والوظائف التي يشغلها المتكونين تتغير هي األخر لتواجه متطلبات التغير في الظـروف
واألوضــاع االقتصــادية ،وف ــي تقنيــات العم ــل ومستحدثات ــها ،والرؤســاء يتغيــرون كمــا تتغيــر نظــم وسياســات
الشركات وتتعدل أهدافها واستراتيجياتها(.)0
وبالتــالي فــإن المــادة واألســاليب العلميــة يجــب أن ت خــذ بكــل مســتحدث وجديــد فــي مجــال العمــل أو فــي
المتغيرات البيئية التي تؤثر على المنظمة.
-5-2الشمـوليـة
بحيث ال يقتصر على فئة من العاملين دون أخر ،بل توجه إلى العاملين جميعهم صـغيرهم وكبيـرهم
فيتعاون الجميع لتنمية مهارات وخبرات مختلف الفئات في وقت واحد(.)1
فالعامــل أيــا كــان عملــه أو مســؤوليته داخــل مؤسســته لــه دور فعــال فــي اســتم اررية المؤسســة كمــا أن
وظيفته أيضا تت ثر بالتحوالت والتطورات التي تحدث فيها.
واستنادا إلي المدخل االستراتيجي يجب الربط بـين أهـداف المؤسسـة وأهـداف األفـراد مـن خـالل عمليـة
التكوين المتواصل ومنه فإن التكوين المهني المتواصل وجد أساسا لتحقيق عدد مـن األهـداف التـي تنصـب
أساسا في إطار تحقيق تنمية المجتمع.
علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص ص 008 ،007 )(1
أحمد عادل راشد ،مذكرات في إدارة األفراد ،دار النهضة العربية ،بيروت ،1981 ،ص .180 )(1
) (2سعد طه عالم ،التنمية والدولة ،دار طيبة ،السعودية ،2550،ص .70
-0أهمية التكوين المتواصل
أ -أنــه صــفة المؤسســات الحديثــة التــي تحــرص علــى مواكبــة كــل تغييــر فــي المجــاالت التكنولوجيــة و
اإلدارية ،فبدون قوة بشرية مطورة وقادرة على استيعاب التغيير لن تستطيع المؤسسة تحقيق أهدافها.
ب .يحسن من قدرات الفرد وينمي مهاراته فإنه ومن هـذا المنطلـق يساهم مباشرة فـي تحسـين المسـتو
االقتصادي واالجتماعي للفرد ويزيد من درجة أمانه الوظيفي.
ج .أن كــل العــاملين تقريبــا فــي المؤسســة يحتــاجون إليــه فهــو ال يقتصــر علــى موظــف دون آخــر أو
وظيفة دون أخر
د .إن التطــور التكنولــوجي أو اآللــي تواكبــه تحســينات علــى عمليــات اإلنتــاج ،والــذي أصــبحت معــه
اإلبداعية و اإلبتكارية هي الصفة الغالبة في العمل ،وأصب عامل اليـوم مطالبـا بـ ن يكـون لديـه قـدر مـن
المهارة لت ديـة الكثيـر مـن الواجبـات التكنولوجيـة المعقـدة و الدقيقـة ،وهـذا يتطلـب تكـوين األفـراد تبعـا لـذلك،
)(1
فكلما ازدادت أساليب وأدوات اإلنتاج دقة وتعقيدا تطلب ذلك مستو أعلى من التكوين لد العامل.
يعتب ــر التك ــوين المتواص ــل أداة فعال ــة م ــن أدوات اإلدارة لتحقي ــق التنمي ــة اإلداري ــة للمنظم ــة ولموارده ــا
البشرية ،باإلضافة إلى أنه يمثل المواجهة لمشكالت المنظمة وأفرادها.
-0-2بالنسبـة للمنظمـة
يؤدي التكوين المتواصل إلى تحقيق عدد مـن الفوائـد لمنظمـات األعمـال و يرهـا ومـن أهـم هـذه الفوائـد
ما يلي(:)2
زيـادة اإلنتاجيـة
حيث تنعكس زيادة مهارة الفرد إلى حجم اإلنتاج وجودته
) (0مؤيد سعيد السالم،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص .102
)(1
Bruno herniet , >>Nouvelles technologies et formation dans l’entreprise pour une
– démarche participative<< Revue Française de gestion, n° 15, Mars, Avril, Mai 1985 P 54
56.
) )2عبد الغفار حنفي ،مرجع سابق ،ص ص .147 ،146
تخفيـض حـوادث العمـل
تكث ــر الح ــوادث نتيج ــة للخطـ ـ م ــن جان ــب األفـ ـراد ع ــن تل ــك الت ــي تح ــدث نتيج ــة لعي ــوب ف ــي األجهـ ـزة
والمعــدات أو ظــروف العمــل ،ومنــه فــالتكوين الجيــد علــى األســلوب فــي العمــل وعلــى كيفيــة أدائــه يــؤدي بــال
شك إلى تخفيض معدل تكرار الحادث.
فاألفراد المكونين والذين يملكون الحافز أو الدافع للعمل هم أصل استثماري فعال في التنظيم.
إضافة إلى ذلك ،التكوين المستمر باختالف أنواعه والفئات المهنية التي تحتاجه:
-يسـاعد األفـراد علــى اتخــاذ القـرار األحســن ،كمــا يزيــد مــن قــابليتهم ومهــارتهم فــي حــل المشــاكل التــي
تواجههم في بيئة العمل.
-يساعد العاملين التغلب على حاالت القلق والتوتر واال تراب والصراع داخل المنظمة.
-يقدم ل فراد معلومات جديدة عن كيفية تحسين مهاراتهم القيادية واالتصاالت واالتجاهات.
)(1
C.N.E.P.D: Formation technicien en gestion de personnel, Alger, 2003, P 6.
مؤيد سعيد السالم،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص ص .104 ،100 )(2
-يتي للفرد تكوين مهارات جديدة في مجاالت العمل والحديث واالستماع.
-يقلل من دوران العمل نتيجة الزدياد االستمرار والثبـات فـي حيـاة العـاملين وزيـادة ر بـتهم فـي خدمـة
المنظمة واإلخالص لها.
يؤدي التكون الفاعل إلى النتائج التالية فيما يتعلق بالعالقات اإلنسانية (:)3
وعليــه فــإن التكــوين المتواصــل ال يســتهدف تــوفير الخبـرات والمهــارات ل فـراد فحســب ،بــل يعمــل علــى
ــرس الشــعور فــي نفوســهم بالر بــة لتحســين اســتخدامهم لمهــاراتهم وقــدراتهم ومعلومــاتهم علــى نحــو أكثــر
فاعلية ومساعدتهم علـى اكتشـاف مـواهبهم وقـدراتهم الكامنـة واعـدادها لمسـؤوليات أكبـر وأهـم ،وهـذا يتطلـب
التخطيط المسبق في ضوء األهداف التي تسعى إلى إحداث تعـديالت فـي سـلوكاتهم مـن ناحيـة المعلومـات
والخبرات والمهارات واالتجاهات التي تؤدي إلى تحسين األداء وزيادة اإلنتاجية.
التطــورات الخارجيــة :وتتمثــل فــي مختلــف التغي ـرات التــي تقــع فــي المحــيط الخــارجي كــالتطورات
التكنولوجية ،االجتماعية ،الثقافية واالقتصادية....
المنافســة الداخليــة والخارجيــة :وقــد زادت حــدة المنافســة نظـ ار للتطــورات فــي األنظمــة االقتصــادية،
العولمة و التكتالت االقتصادية.
تغي ــر متطلب ــات العم ــالء :نظـ ـ ار لتط ــور احتياج ــاتهم ور ب ــاتهم ومي ــولهم ال ــي تحقي ــق الج ــودة ف ــي
المنتجات والخدمات المعروضة.
ال يلقي بعض المرقين الصراع بين رفع مستوى المعيشة احترام جماعة العمل للعامل مرتبة اجتماعية أعلى
أية معارضة أو المتكونين العائدين
احتجاج ألنهم كانوا والعمال القدامى
مؤهلين للحصول على
منصب أعلى قبل
ذهابهم إلى مركز
التكوين المصدر :علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،مرجع سابق ،ص .215
2ـ عالقة التكوين المتواصل مع أنشطة إدارة الموارد البشرية:
إســتراتيجية التكــوين المتواصــل يجــب أن ال ت ـدرس كنشــاط أو وظيفــة مســتقلة عــن بــاقي وظــائف إدارة
الم ـوارد البشـ ـرية ،فهــو نظ ــام يــؤثر ويتـ ـ ثر باإلســتراتيجية العام ــة للمؤسســة وبب ــاقي انشــطة المـ ـوارد البشــرية
األخر ،وبالتالي سنتطرق هنا إلي عرض عالقة التكوين المتواصل مع أنشطة الموارد البشرية
يعتمــد تقريــر احتياجــات المؤسســة مــن التكــوين والتنميــة بشــكل مبــدئي علــى متطلبــات أو نتــائج تخطــيط
الموارد البشرية ،التي تحدد عادة في ظل أهداف وخطط المؤسسة من أفـراد القـو العاملـة ،مـن حيـث العمـل
والمهارة والتخصص.
إن هذه الموارد البشرية التي جـر تحديـدها ويـراد اسـتقطابها وتعيينهـا فـي المؤسسـة ال شـك أنهـا تحتـاج
إلى تكوين وت هيل لتتسلم أعمالها وتقوم بها بنجاح ،يتض إذن أن أهداف خطط التكوين المستقبلية للعمالة
الجديدة التي يراد استخدامها يتم على ضوء نتائج تخطيط القو العاملة وبالتالي نجد أن العالقة مباشرة بين
نشـاطي التكـوين المتواصــل وتخطـيط المـوارد البشـرية وخاصــة عنـدما تجـد المؤسســة صـعوبة فــي إيجـاد أفـراد
قو عاملة ماهرة أو مؤهلة ال تحتاج إلى تكوين متواصل بشكل كبير.
تتق ــرر احتياج ــات تك ــوين وتنمي ــة الق ــو العامل ــة الت ــي ليس ــت جدي ــدة ف ــي المؤسس ــة ع ــادة ولجمي ــع
المستويات اإلدارية ،على ضوء النتائج التي يتوصل إليها قياس وتقييم أداء العاملين ،فهـذه النتـائج تعطينـا
فكرة تحليلية عن مستو أداء وسلوك األفراد خالل فترة القياس ،مبينة لنا نقـاط الضـعف وأسـباب انخفـاض
مستويات األداء والسلوك عن المعايير المطلوبة منهم ،وهل هذه المشكلة تتطلب تكوين وتنمية ،أم تتطلب
تحفيز أم سببها عائد ألمور تنظيمية داخل المؤسسة ،إذن فقياس وتقييم األداء يحدد لنا فيما إذا كان الفرد
بحاجــة لتكــوين وتنميــة لعــالج ن ـواحي الضــعف فــي أدائــه وتطــويره مســتقبال أم ال يحتــاج ،وبالتــالي نجــد أن
العالقة بين نشاطي التكوين المتواصل وقياس األداء عالقة مباشرة أيضا.
إنــه لمــن المهــم أن تكــون المكافــآت مربوطــة بمســتو األداء والســلوك فــي العمــل ألن هــذا يعــد حــاف از
ل فـ ـراد ليهتمـ ـوا بتحس ــين أدائه ــم وتط ــويره ،وخل ــق القناع ــة ل ــديهم ب همي ــة وفائ ــدة التك ــوين بالنس ــبة له ــم وان
استخدام الحوافز في مجال التكوين والتنمية ليس مهما فقط مـن أجـل جعـل العـاملين يقـدمون علـى الـدخول
في البرامج التكوينية عن قناعة ،بل أيضا من أجـل الحفـاظ علـى التـ ثير الحـافزي لهـذه البـرامج ،فالعـاملون
سيرجعون إلى مستو أدائهم القديم إذا لم تتم مكافئتهم(.)1
إن تحليـل الوظــائف وتوصـيفها يجــب أن يشــير إلـى المعرفــة والخبـرة التـي تــم الحصــول عليهـا مــن كـل
وظيفــة ،ولــذلك فــإن التكــوين المتواصــل يجــب أن يوجــه إلــى تلــك االحتياجــات التــي تــم تحديــدها فــي عمليــة
وصف الوظائف ،كما أن وصف الوظائف وشروط الترقية يمكن أيضا أن يركز االنتباه على تلـك المعرفـة
اإلضـافية والخبـرة الالزمتــين لحصــول الموظــف علــى الترقيـة والتــي يمكــن للبـرامج التدريبيــة تزويــد المكــونين
بهــا وعلــى ذلــك يمكــن أن يحــددا ن ـواحي الضــعف وعــدم الكفــاءة لــد العــاملين وبالتــالي تحديــد الحاجــات
التكوينية (.)2
()2
مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق عمان ،األردن ،1996ص 200
ثالثا :استراتيجية التكوين المتواصل في المؤسسة
حتى يكون التكوين مهما و فعاال ،البد أن يساهم من جهة فـي تحقيـق تطلعـات العـاملين ،ومـن جهـة
أخر البد أن يستجيب ل هداف التنظيمية اإلنتاجية أو يرها ،المهم أنها ذات مردوديـة ،وعليـه فـالتكوين
ليس هدفا في حد ذاته ولكنه وسيلة لتذليل صعوبات معينة).(3
وتلج التنظيمات إلى التكوين كإجراء علمي مهما لتحفيز العاملين نحو أفاق مهنية أفضل و ذلك بدل
اللجـوء إلـى كفـاءات مـن خارجهـا قـد يتطلـب نفقـات إضـافية يـر متوقعـة كمـا يـؤدي إلـى إحبـاط العـاملين
بداخلها نظ ار الحتمال شعورهم بالدونية عند استقدام من يقوم بعملهم و لو مؤقتا).(4
هناك ثالثة أساليب لتحليل و جمع المعلومات عن حاجات التنظيم إزاء التكوينات سواء تلك المقترحة
و المطلوبة من قبل المسئولين( الرؤساء) أو العاملين:
)(0
Soyer. Jacques, Fonction formation, 2 eme édition, Edition Organisation, Paris,2003,P135
)(4
M DeGuy, Politique des ressources humaines dans l’entreprise, Edition Organisation,
Paris, 1989, P 22.
فلسـلوك العـاملين داخـل التنظـيم لـه مؤشـرات يمكـن أن تكـون دالـة علـى وجـود مشـاكل واخـتالالت
تنظيمية في مختلف األقسام وعلى سبيل المثال نجد مؤشر التغيب ،حـوادث العمـل ،نقـائص فـي السـلع أو
الخدمات ،رداءة اإلنتاج و نقص المردود.
وير وليام ترسي أنه توجد أربع طرق لتحديد االحتياجات التكوينية والتي تستخدمها جميـع المنظمـات
وهذه األنواع متكاملة ،وهي:
) (1وليام ترسي ،ترجمة سعد أحمد الجبالي ،نظم التدريب والتطوير ،معهـد اإلدارة العامة ،السعوديـة ،1995 ،ص 214
تعتبر عمليـة تحديـد احتياجـات الجماعـات مـن التكـوين أكثـر سـهولة إلـى حـد مـا مـن تحديـد احتياجـات
المنظمة ،وذلك نظ ار لكونها أكثر محدودية وارتباطها بمستويات وظيفة معينة أو فئـات معينـة مـن العـاملين
وتنتج عن تحليل احتياجات الجماعات ظهور الحاجة إلى برامج التكوين التي تسـتهدف تكـوين روح الفريـق
وتمارين توضي األدوار والتكوين على القيادة وحل المشكالت بواسطة مجموعات صغيرة والحل اإلبتكـاري
للمشكالت والتخطيط التنفيذي.
يهدف هذا النوع من التحليل إلى د ارسـة الوظـائف و األعمـال التـي يقـوم بهـا العـاملون ،ويتصـف هـذا
النوع من التحليل على دراسة الوظيفـة نفسـها ،وتبيـان أبعادهـا واختصاصـاتها وعالقاتهـا باألعمـال األخـر ،
فتجم ــع معلوم ــات ع ــن الوظيف ــة و واجباته ــا ومس ــؤولياتها ،والظ ــروف المحيط ــة به ــا ،والش ــروط والم ــؤهالت
المطلوب ــة ألدائه ــا بنج ــاح)(1ويتن ــاول موض ــوعات معين ــة مث ــل المعرف ــة والمه ــارة والق ــدرات الض ــرورية للقي ــام
بواجبــات محــددة بكفــاءة عاليــة ،ولكــي نحصــل علــى هــذه المعلومــات علينــا أن نلج ـ إلــى وصــف الوظيفــة
المستمدة من تحليل العمل التفصيلي للوظيفـة – فتحليـل العمـل هـو نقطـة البدايـة ألي قــرار أو إجـراء بشـ ن
أي عامل من العاملين القيام به -أمـا الخطـوة التاليـة فهـي األصـعب ألنهـا تتنـاول ترجمـة كـل متطلـب مـن
متطلب ــات المهن ــة عل ــى ح ــد إل ــى ج ــزء م ــن المع ــارف أو المه ــارات الت ــي يمك ــن أن نض ــمنها ف ــي برن ــامج
تكويني(.)2
) (1محمد جمال برعي ،فن التدريب الحديث في مجاالت التنمية ،مكتبة القاهرة الحديثة ،القاهرة 1975ص .412
.تحليـل الوظــائف هـو اإلجـراء المسـتخدم فـي تحديــد واجبـات الوظيفــة والمهـارات الواجـب توافرهــا فـيمن يشــغلها أمـا وصــف
الوظيفة فهي قائمـة بالواجبـات الوظيفيـة والمسـؤوليات والعالقـات وظـروف العمـل والمسـؤوليات اإلشـرافية وهـي تعـد أحـد نـواتج
تحليــل الوظيفــة (لمزيــد مــن التفصــيل انظــر جــاري ديســلر ،ترجمــة أحمــد عبــد المتعــال إدارة المــوارد البشــرية ،دار الم ـريخ،
السعودية ،2550 ،ص .)158
) .(2رونالد ريجير ،ترجمة فارس حلمي ،المدخل إلى علم النفس الصناعي والتنظيمي ،دار الشروق ،عمان ،1999 ،ص
.194
.4المقابلة
.0االستقصاءات
.1قوائم االحتياجات
.1المفكرة اليومية
.0أراء الخبراء
.0تحليل الدوريات والبحوث العلمية والميدانية.
د .تحليـل احتياجـات العامـل
ونقصد بتحليل احتياجات الفرد قياس أدائه في عمله ،ويهدف هذا النوع من التحليل إلى معرفة مـا إذا
كـان العامــل يحتـاج إلــى التكــوين ونـوع التكــوين واألنشـطة التــي يتضــمنها ،تنصـب عمليــة التحليـل هنــا علــى
الموظــف ولــيس علــى العمــل ،حيــث تقــوم اإلدارة بتحليــل الفــرد فتــدرس قد ارتــه الحاليــة والقــدرات والمهــارات
الجديـدة التــي يمكنــه تعلمهــا واســتيعابها وتطبيقهــا فــي عملـه الحــالي والمســتقبلي ،حيــث يمكــن التعــرف عليهــا
بتحلي ــل الخص ــائص الجس ــمية والعقلي ــة والفكري ــة والس ــلوكية والخبـ ـرات واألداء الس ــابق والتوج ــه المهن ــي ل ــه،
فاحتياجات الفرد عبارة عن تلك االحتياجات التي تنبع مـن عمـل الموظـف كمـا هـو حاليـا أو بعـد أن تلحقـه
التطورات –أي ما سيكون عليه العمل -و الواجبات المحتملة تكليفه بها مستقبال.
)(1
وحتى يمكن التوصل إلى هذه النتيجة نقوم بدراسة األفراد من عدة جوانب
.1المواصـــفات الوظيفيـــة :فيقس ــم األفـ ـراد حس ــب م ــؤهالتهم وتخصص ــهم وخبـ ـرتهم والوظ ــائف الت ــي
يشغلونها.
.2الخصــائص الشخصــية :وهنــا يصــنف األفـراد حســب الجــنس والســن وبعــض الصــفات الشخصــية،
مث ــل الق ــدرات واالس ــتعداد لل ــتعلم والتك ــوين ومق ــدار الطم ــوح وال ــدوافع واالتجاه ــات واألفك ــار الت ــي يحمله ــا
الشخص تجاه عمله والعاملين ومد حبه للعمل ور بته في إتقانه.
.0الجوانب السلوكية :ويكون هنا التركيز على سـلوك العامـل فـي الوظيفـة مـن حيـث معـدالت أدائـه
ومستويات تحصيله وانجازاته ومد تفاعله مع اآلخرين ،ونوع عالقاته مع الرؤساء والـزمالء والمرؤوسـين
ودرجة االنسجام هذه العالقات.
<< تصميم البرنامج التكويني عملية تعنى بتحديد األهداف التكوينية والتعليمية وانتقاء مفردات
البرنامج وتتابعها وتوقيتاتها واألساليب التكوينية التي ستعتمد وشروط المشاركة بالبرنامج ومعايير تقويم
()1
وقياس فاعلية البرنامج >>.
فتصميم البرنامج التكويني يتضمن عدة موضوعات أهمها تحديد المحتو التكويني ثـم تحديـد أسـاليب
التكوين فاألدوات المساعدة فيها وأيضا تحديد المكونين وأخي ار وضع نظام لتطبيق ومتابعة البرنامج.
ب -نقـــل المعلومـــات :يترك ــز ه ــدف بع ــض البـ ـرامج ليك ــون موجه ــا بش ــكل أساس ــي ألكث ــر م ــن مج ــرد
اكتساب المعلومات الخاصـة بالعمـل نفسـه بـل تشـتمل البـرامج والخـدمات التـي تقـوم بهـا المؤسسـة وتتضـمن
أيضا معلومات عن نظامها وسياستها.
ج -تعــديل االتجاهــات :يكــون الهــدف الرئيســي فــي بعــض ب ـرامج التكــوين تغييــر اتجاهــات المــوظفين
بطـرق عديــدة كتنميـة اتجاهــات أكثــر مالئمـة لــد المــوظفين وزيـادة الــدوافع لــد المـوظفين والــوعي بــاإلدارة
واإلشراف على األفراد.
مؤيد سعيد سالم ،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص .108 )(1
علي السلمي ،إدارة األفراد والكفاءة اإلنتاجية ،مرجع سابق ،ص .076 - 066 )(2
-2-2-2تحديـد الموضوعـات التكوينيـة
ويقصد به االتفاق على ماهية المحتو الذي يجب أن تشتمـل عليـه الب ارمـج التكوينية ويكون هذا بناءا
علــى االحتياجــات التــي تــم تحديــدها والتــي مكنــت مــن التعــرف علــى المشــكالت والثغ ـرات فــي كــل موقــع
تنظيمي ومن ثم تسهم في تحديد ما يجب أن يعملـه التكـوين لكي يتجاوز تلك المشاكل أو األخطاء.
ويسترشد المخطط التكويني في تحديده الموضوعات التكوينية بـآراء الرؤسـاء والمشـرفين كمـا ي خـذ فـي
اعتبـاره عديـدا مـن المؤشـرات التـي تعكـس مـا قــد تعانيـه المنظمـة مـن مشـاكل مثـل الغيـاب واصـابات العمــل
والخالفات والمنازعات والشكاو والتظلمات ودوران العمل ومعدالت جودة اإلنتاج ،إذ تشير تلك المؤشـرات
عــادة إلــى مــا قــد يعانيــه بعــض األف ـراد مــن تخلــف فــي المعلومــات أو قصــور فــي المهــارات أو تجمــد فــي
أساليب السلوك يمكن عالجها جميعا عـن طريـق اختيـار العمـل التكـويني السـليم ،ويجـب م ارعـاة فـي تحديـد
موضوعات التكوين ما يلي:
وتتوقف درجة الشمول والعمق علـى عوامـل هامـة تتعلـق أساسـا بنوعيـة المتكـونين وطبيعـة احتياجـاتهم
التكويني ــة وتتمث ــل ه ــذه العوام ــل ف ــي المس ــتو ال ــوظيفي ،المس ــتو العلم ــي ،درج ــة التخص ــص ال ــوظيفي،
متطلبات الوظيفة الحالية ونوعية المشكالت أو الثغرات التي يعاني منها األفراد في العمل.
ويقصد بالمادة التكوينية مجموعة المعلومات و المفاهيم و الحقـائق واألمثلـة أو النمـاذج العمليـة التـي
تشرح وتوض موضوعا معينا.
وهو الطريق الذي يستخدم لنقل المادة التكوينية من المكون إلى المتكون بصورة تنتج األثر المطلوب،
وتختلف هذه األساليب حسب موضوع التكوين ،المكونين والهـدف مـن العمليـة التكوينيـة ويمكـن أن نوضـ
ذلك فيما يلي:
هناك أنواع للتكوين المتواصل منها ما هو عام وشامل ومنها ما يؤدي فـي مقـر العمـل نفسـه ومنـه مـا
يؤدي خارج مقر العمل وقـد يتخـذ شـكل التكـوين لرفـع المسـتو أو العلمـي فـي مكـان العمـل الـذي يزاولـه ثـم
يعــود للد ارســة لفت ـرة أخــر ويتخــذ شــكل إعــادة التكــوين الــذي يهــدف إلــى إكســاب معلومــات ومهــارات الزمــة
ألداء واجبــات ومســؤوليات وظيفيــة تختلــف عــن واجبــات و مســؤوليات الوظيفــة التــي يقــوم بهــا وســبق لــه
التكوين فليها(.)0
ولقــد أشــير فــي توصــية مكتــب العمــل الــدولي ) (BTTرقــم 117فــي مادتــه 22ونصــت علــى أنــه <<
يجب أن توفر دراسات تكميلية لجميع العمال الذين ير بون في تحسين معـارفهم الفنيـة أو التجاريـة تسـهيال
لتـرقيتهم ،وبالتــالي لتحســين أوضــاعهم االجتماعيــة واالقتصــادية والتــدريب لرفــع مســتو المهــارة مــن البـرامج
القصيرة التـي تعطـى للعمـال فـي م اركـز التـدريب المهنــي الحكوميــة أو فـي المعاهـد الفنيـة إلعـدادهم لـبعض
المهن الخاصة بهم ،كما يستخدم التدريب في الصناعة من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية وزيادة عدد العمال
المهرة أو متوسطي المهارة عن طريق رفع مستواهم المهني >> (.)2
ويتخذ التكوين المهني المتواصل ما قسم حسب نوع الوظيفة التي يقوم بها العامل ومنها ما هو حسب
المكان الذي تتم فيه عملية التكوين(:)2
نادر أبو شيخة إدارة الموارد البشرية ،دار الصفاء ،عمان ،2555 ،ص .266 )(1
) (2زيدان عبد الباقي ،قواعد البحث االجتماعي ،دار المعارف ،مصر ،1974 ،ص .202
أحمد ماهر ،مرجع سابق ،ص .69 )(0
حينمــا تتقــادم معــارف ومهــارات األف ـراد علــى األخــص حينمــا تكــون هنــاك أســاليب عمــل وتكنولوجيــا
وأنظمة جديدة يلزم األمر تقـديم التكـوين المناسـب لـذلك ،وعلـى سـبيل المثـال حينمـا تتـدخل نظـم المعلومـات
الحديثة وأنظمة الكمبيوتر في أعمال المشتريات و الحسابات واألجور وحفظ المستندات يحتاج شـا ل هـذه
األعمال إلى معارف ومهارات جديدة تمكنهم من أداء العمل باستخدام األنظمة الحديثة.
تكويـن تخصصـي
يهــتم بتكــوين بعــض األفـراد علــى التخصصــات الفنيــة النــادرة مثــل تبســيط العمــل ،فــن البيــع ،العالقــات
العمالية ،األمن الصناعي ،...وكلما تقدمت الصناعة كلما زادت الحاجة إلى مثل هذه التخصصات(.)0
وهنــاك التكــوين الــداخلي وهــو الــذي يــتم فــي موقــع العمــل وفــي هــذا النــوع يقــوم الرؤســاء المباشــرون
للعاملين بتزويدهم بالمعارف والمهارات الالزمة ألداء العمل ،أو اإلشراف على قيام بعض العاملين القدامى
ذوي الخبرة بهذه المهمة ،وفي هذا األسلوب يتاح للمكون أن يقلد مكونـه وأن يلـتقط المهـارات الالزمـة ألداء
العمل ،ويمتـاز هـذا النـوع بتماثـل وتشـابه ظـروف التكـوين مـع ظـروف أداء العمـل ،وبالتـالي سـهولة نقـل مـا
يمكن تعلمه إلى حيز الواقع والعمل.
على أي مؤسسة تسعى إلى التكوين الخارجي بواسـطة مكاتـب أو شـركات تكـوين خاصـة أن تطمـئن
على جدية التكوين فيها ،وأن تفحص سوق التكوين وأن تقوم بتقييم مثل هذه المكاتب والشركات الخاصة.
تقوم الدولة أحيانا بدعم برامج التكوين وذلك من خالل برامج تركز على رفع المهارات والمعارف في
مجاالت تهتم بها الدولة(.)0
عبد الرحمن محمد عيسوي ،علم النفس واإلنتاج ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،2550 ،ص .69 )(1
نظـام التلمـذة
تبدأ عمليـة التكـوين منـذ اليـوم األول لمباشـرة الموظـف لعملـه ،حيـث تقـع المسـؤولية األولـى فـي تكوينـه
علــى رئيســه المباشــر ،لــذا يجــب أن يحصــل نــوع مــن التعــاون بــين إدارة التكــوين والرؤســاء المباش ـرين ليــتم
التنســيق بــين التكــوين العملــي مــن جهــة والنظــري مــن جهــة أخــر ليكونــا مت ـوافقين ويعطيــا الثمــار المرجــوة
منهما.
فالتوجهات والتعليمات واإلرشادات والنصائ التي يعطيها الرئيس لمرؤوسيه يوميا وكلما دعت الحاجة
إلى ذلك هي نوع من أنواع طرق التكوين التي ترشد الموظف وتقوم سلوكه.
نظـام الزمالـة
تلج بعض األنظمة في سبيل إعداد موظفيها الجدد إلى إتبـاع نظـام الزمالــة أو الرعــاية ،ويقضـي هـذا
النظام ب ن يتولى زمالة الموظف الجديد ورعايته واالهتمام بشؤونه موظـف قـديم يجـري اختيـاره حيـث يكـون
الموظــف القــديم مكونــا ومتخصصــا ،وتنحصــر مهمــة الزميــل أساســا فــي إعــداد الموظــف الجديــد للوظيفــة
وتهيئة المناخ المالئم لعمله.
المحاضــرات
إن طريقـ ــة المحاض ـ ـرة طريقـــة اقتصـ ــادية فيهـ ــا تـــوفير للوقـ ــت والجه ــد ،حي ــث يمكـ ــن نقـ ــل الكثيـ ــر مـ ــن
المعلوم ــات لع ــدد كبي ــر م ــن األش ــخاص ف ــي وق ــت واح ــد ،وهن ــاك أش ــخاص يس ــتفيدون م ــن االس ــتماع إل ــى
المحاضرة الجيدة أكثر مما يستفيدون من القراءة واإلطالع.
ولكي تعطي هذه الطريقة الثمار المرجوة منها البد أن تتوفر بعض الشروط وأهمها(:)0
) (2طارق المجذوب ،اإلدارة العامة ،الدار الجامعية ،مصر ،2555 ،ص .009 -007
طارق المجذوب ،مرجع سابق ،ص .333 )(1
المـؤتمـرات
المؤتمر هو << فن التشاور الجماعي في شكل رسمي >> أو هو << اجتمـاع محـدد لمناقشـة بعـض
الموضوعات أو األعمال >>.
في هذه الطريقة يجتمع حشد من الدارسين وتطرح عليهم مشكالت ذات أهمية بالنسبة لهم ،ويحاولون
حلها عن طريق إسهام كل واحد منهم لحلها ،وعلى ذلك يمكن اعتبار هذه الطريقة طريقة تكوين جماعي.
أ .أن موضـ ــوع المناقشـ ــة والبحـ ــث يكـ ــون مـ ــن الموضـ ــوعات ذات األهميـ ــة المباش ـ ـرة بالنسـ ــبة لجميـ ــع
المشرفين.
ب .تتوفر في هذا النظام الفـرص لكـل عضـو فـي المسـاهمة فـي أعمـال المـؤتمر أو فـي إلقـاء البحـوث
وتقديم الحلول واالقتراحات لما يعرض من مشكالت.
ج .في الغالب تسير المناقشات فـي المسـتو العقلـي والمعرفـي ويتفـق مـع قـدراتهم علـى الـتعلم وسـرعة
استيعاب المعلومات.
د .تميل هـذه الطريقـة إلـى تنميـة االعتمـاد علـى الـذات والثقـة فـي الـنفس وتنميـة القـدرة علـى اإلحسـاس
بالمشكلة.
وسائل اإليضاح
تعتبر وسائل اإليضاح من الوسائل التكوينية الناجحة ،وتـتم هـذه الطريقـة باسـتخدام األفـالم السـينمائية
أو الرسوم والخرائط والنشرات و يرها من الوسائل التي تشرح وتوض أعمال أو إجراءات معينة.
ويقدم المشرف في نهاية مرحلة التمرين إلى إدارة التكوين تقري ار عن المتكون.
ويقـدم أيضــا المتكــون إلـى إدارة التكــوين عنــد انتهائـه مــن تمرنــه تقريـ ار عــن عملــه يـدون فيــه مالحظــات
واقتراحات ثم يعـرض المتكـون تقريـره هـذا أمـام لجنـة فاحصـة تتـولى مناقشـته ،وفـي ضـوء التقريـر ومناقشـته
وآراء المشرف تقييم اللجنة المتكون.
تمثيـل األدوار
وتشــمل هــذه الطريق ــة علــى معالجــة مش ــكلة بــين شخص ــين أو أكثــر يمثــل فيه ــا أحــدهما دور الــرئيس
واآلخــر دور المــرؤوس ويشــكل بــاقي األعضــاء أو المتكــونين الجمهــور الــذي عليــه أن بشــاهد هــذه األدوار
التي تمثـل أمامـه ،ومـن ثـم يقـيم األداء ويبـدي مالحظاتـه ومقترحاتـه ،وللنقـد الـذي يتقـدم بـه الجمهـور أهميـة
بالغة في تصحي األخطاء التي يمكن أن يقع فيها كل من الرئيس أو المرؤوس.
وهنــاك أســاليب عديــدة إلــى جانــب األســلوب المباشــر فــي تمثيــل األدوار منهــا أســلوب االزدواجيــة حيــث
يقوم فرد واحد بتمثيل الدورين معا ،إذ يتكلـم ثـم يــقوم بالــرد علــى نفسـه ،وأسـلوب تبـادل األدوار حــيث يــبدل
المكـون األدوار فيمــثل الرئيــس دور المـرؤوس والمـرؤوس دور الـرئيس ،وبهـذه الطريقـة يضـع كـل فـرد نفسـه
في الموقف المضاد لدوره األول.
كمــا تلجـ بعــض المؤسســات إلـى اســتخدام شــبكات داخليــة لتســهيل التكــوين مــن خــالل أجهـزة الحاســب
اآللــي ،وذلــك مــن خــالل اســتخدام األقـراص الصــلبة ثــم تقــوم بنقــل ذلــك ل ف ـراد مــن خــالل شــبكة معلوماتهــا
الداخليــة بحيــث يســتفيد منــه األف ـراد وقــت الحاجــة ،علــى أن تبقــى ســلطة تغييــر البرنــامج لــإلدارة المركزيــة
للشركة.
يحتاج العمل التكويني إلى بعض المعدات والمستلزمات التي تتوقف علـى توفرهـا القـدرة علـى توصـيل
المادة التكوينية إلى المتكـونين فهنـاك وسـائل هامـة يمكـن أن تحـل محـل المكـون كمـا أنهـا تسـاعده فـي نقـل
المعلومات وتوصيل المفاهيم والمعاني.
ويقصــد بــإدارة برنــامج التكــوين << مجموعــة التحضــيرات واإلج ـراءات واألعمــال التــي يتطلبهــا برنــامج
التكوين >> (.)0
يعتمــد التنفيــذ النــاج للتكــوين علــى عــدة عوامــل تضــم تحديــد االحتياجــات مــن العمليــة التكوينيــة بدقــة
وادراك المتكونين الحاجة للتكوين ،كذلك البد من تدعيم اإلدارة للت كد مـن أن التـدخل علـى مسـتو مناسـب
لكل من المتكونين و لمشكلة األداء(.)2
وتتضمن هذه العملية أنشطة هامة تختلف باختالف الجهات التي تقـيم البرنـامج ،وعلـى إدارة البرنـامج
التكويني مراعاة القيام ب مور عديدة من أجل ضمان حسن تنفيذه ،أهمها (:)1
مؤيد سعيد السالم ،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص .108 )(1
جل بروكس ،ترجمة عبد اإلله اسماعيل كتبي ،قدرات التدريب والتطوير دليل علمي ،مركز البحوث ،الرياض،2551 ، )(2
ص .07
مؤيد سعيد السالم ،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص .109 ،108 )(1
بالنسبة للمكونيـن
الت كـد مـن العمـل علـى سـالمة االتصـاالت بـين المكـون والجهـة المنظمـة للبرنـامج وتهيئـة وصـوله إلـى
المكان الذي يعقد فيه البرنامج في األوقات المحددة.
بالنسبـة للمتكـون
* الت كــد مــن العمــل علــى وصــول دع ـوات االشــتراك إلــيهم والموافقــة مــن الجهــات ذات العالقــة علــى
اشتراكهم.
* اســتقبالهم وتهيئــة أمــاكن اإلقامــة لهــم إن تطلــب األمــر ذلــك وت ـ مين وصــولهم إلــى مكــان التكــوين
وعودتهم في أوقات محددة.
4ـ التقييــم
التكــوين ك ـ ي مــن الوظــائف األخــر إلدارة الم ـوارد البش ـرية ،البــد مــن متابعتــه وتقييمــه لغــرض تحديــد
مد فاعليته ،ذلك ألن وجود الكادر التكويني أو مجموعة من المحاضرات أو المواضيع ال يضمن حدوث
التعلم لـد المتكـون ،وعليـه فـإن مسـؤولية إدارة المـوارد البشـرية ال تنحصـر فـي تحديـد الحاجـة إلـى التكـوين
ومن يحتاج إليه ونوعية ذلـك التكـوين بـل تمتـد لتثبـت ب سـاليب علميـة أن هـذه االحتياجـات قـد تمـت تلبيتهـا
بواسطة برنامج التكوين المتواصل.
ويعـ ــرف تقيـ ــيم التكـ ــوين ب نـ ــه " اإلج ـ ـراءات التـ ــي تسـ ــتخدمها اإلدارة مـ ــن أجـ ــل قيـ ــاس كفـ ــاءة البرنـ ــامج
التكــويني ،ومــد نجاحــه فــي تحقيــق األهــداف المحــددة ،وقيــاس كفــاءة المتكــونين الــذين قــاموا بتنفيــذ العمــل
التكويني " (.)0
فتقييم التكوي ن هو نظام ينطبق على العمال الذين تم تكـوينهم والـذين قضـوا فتـرة زمنيـة فـي أعمـالهم و
بشكل يمكن من القيام بتقييم التكوين من خالل تقيـيم أدائهـم ،إال أن التقيـيم موضـوع لـه عـدة أشـكال حسـب
نوعية المهـن التـي تـم تكوينهـا ،فـال نسـتطيع اسـتخالص مـدخل كلـي لتقيـيم التكـوين( .)2حيـث تختلـف طرقـه
على أساس المعايير التي يستخدمها قسم التكوين والتي على أساسها تتحدد نوع البيانات التي سيتم جمعها
وتحليل هذه البيانات.
• المستو األول " رد الفعل " :وهو التقييم الشفهي أو المكتوب الذي يقدمـه المتـدرب بنهايـة
البرنامج التدريبي .
• المستو الثاني " الـتعلم " :وذلـك مـن خـالل اسـتخدام أدوات القيـاس التـي صـممت لقيـاس
المعرفة والمهارة والسلوك والذي يتم بنهاية الدورة.
• المسـتو الثالــث " الســلوك " :ويقصــد بــذلك مالحظــة تطبيــق المهــارات والســلوك المــنعكس
على األداء عند العودة للوظيفة.
المســتو ال اربــع " النتــائج " :وذلــك بقيــاس فعاليــة التــدريب فــي زيــادة إيـرادات أو تقلــيص مصــروفات أو
روح معنوية.
وإلنجاح عملية التقييم من الضرورة تقييم جميع العناصر المكونة لهذه العملية ،وقد حدد "وليام ترسـي"
هذه العناصر في(:)2
مؤيد سعيد السالم ،عادل حرحوش صال ،مرجع سابق ،ص ص .145 ،109 )(1
)(2
Marc Dennery, évaluer la formation, édition Jssu les moulineuses Paris, 2001, p13
وليام ترسي ،ترجمة سعد أحمد الجبيالي ،مرجع سابق ،ص .655 -082 )(0
د .التسلسل والوقت المخصص للتكوين ج .محتو البرامج.
وعلى هذا األساس فإن عملية التقييم تتم لمعرفة ما إذا كانت األساليب واإلجراءات المتبعة فـي عمليـة
التكــوين أدت فعــال إلــى تحقيــق التغييــر المطلــوب فــي ســلوكات وتصـرفات المتكــونين ،وتحديــد مــا إذا كانــت
هـذه النتـائج لهـا تـ ثير فـي نجـاح المشـروع لتحقيـق أهدافـه ،وبالتـالي فـإن تقيـيم البرنـامج التكـويني هـو نشـاط
مستمر وهام ال ينفصل عن بـاقي أنشـطة التكـوين ينبغـي أن يحظـى بعنايـة خاصـة ضـمانا لتحقيـق الفعاليـة
واإليجابية المستهدفة من عملية التكوين المتواصل.
-رد الفعل
-التعلـم
المرحلة الثالثة :التنفيذ
-السلـوك
-النتائج
-التكوين على رأس العمل
-تحديد األهداف
االحتياجاتتهيئة المتكونين
- المرحلة األولى :تحديد
التكوينية
-مبادئ التعلم
-تحليل النظم
-تحليل المهام
-تحليل األفراد
المصدر :جمال الدين المرسـي ،اإلدارة اإلستراتيجية للموارد البشرية ،الـدار الجامعيـة ،اإلسـكندرية،
،2003ص 086
رابعا :معوقات تطبيق إستراتيجية التكوين المتواصل في المؤسسات:
إذا كانــت مهمــة مســئولي التكــوين حيويــة وضــرورية للرفــع مــن فعاليــة التنظيمــات ،إال أن هنــاك عــدة
مشـاكل تمنعهــا مـن تحقيــق أهــدافها و تحـول دون إمكانيــة تنفيـذ برامجــه .ويمكــن توضـي هــذه المشــكالت و
المعوقات في:
-1جهـل بعــض المســئولين ألهميــة الـدور الــذي يمكــن لمصــلحة التكـوين أن تلعبــه ،و بالتــالي اعتبــاره
مصلحة إدارية موجودة ألنها واردة في الهيكل التنظيمي للوحدة وهمها الوحيد هو أخذ ملفات العمـال الجـدد
إلى مصلحة المستخدمين و استقبالهم األولي.
-2عــدم كفــاءة الكثيــر مــن القــائمين علــى هــذه المصــال ،حيــث يقومــون ب عمــال روتينيــة و إداريــة
تتماشى مع فهمهم لمهمة مسئول التكوين.
-0اعتبار مصلحة التكوين ير منتجة مثلها مثل المصال اإلدارية األخر ،و بذلك تقل أهميتها و
()0
أهمية الدور المنوط بها.
-4عدم وضوح اإلستراتيجية العامة للمنظمة وبالتالي عدم وضوح أهدافها التي تسعى لتحقيقها.
هنـاك اعتقـاد مـن العـاملين بـ ن الـدورات التكوينيـة تمثـل عـدم قـدرة العامـل علـى القيـام بعملـه وهــذا -0
يوض افتقار العاملين إلى الفهم السليم ب هميـة التكـوين و مـد منفعتـه لهـم و للمنظمـات التـابعين لهـا ممـا
يؤدي بهم إلى أن النظر إلى التكوين ب نه تقليل من قدرتهم و مكانتهم.
عدم توفر المكونين األكفاء المعدين إعدادا تربويا مناسبا يمكنهم من فهم العملية التربوية أو أنهم -6
غير قادرين على توصيل المعلومات أو تنمية المهارات و فهـم نفسـية الموظـف الـدارس ،فـالتكوين علـم لـه
منهجيت ــه و أص ــوله العلمي ــة و فلس ــفته و مبادئ ــه العلمي ــة و أدوات ــه و أس ــاليبه ،له ــذا فع ــدم وج ــود مك ــونين
متخصصين في العملية التكوينية يعوق دون تحقيق أهداف التكوين.
-7عــدم تــوفر التســهيالت الالزمــة للقيــام بالعمليــة التكوينيــة ،جمــود القـوانين والتشـريعات ،عــدم تــوفر
النظم التكنولوجية الحديثة الداعمة للتكوين و ضعف اإلمكانيات المالية المتاحة.
-8عدم وضوح أهداف البرنامج التكويني الذي يمثل أساسا لنجاح الدورة ،و مع انعدام الوضوح في
تحديد األهداف الخاصة بالتكوين ينعدم التقويم العلمي و ال يكون ممكنا.
-9افتقــاد الــدورة التكوينيــة ل ســس العلميــة و العمليــة فــي تخطــيط وتنفيــذ و تقيــيم و متابعــة النشــاط
التكويني حيث االعتماد الغالب في هذه الـدورات علـى األسـاليب التقليديـة التـي تحـول دون إمكانيـة تقـدم أو
)(2
تطوير أنظمة المنظمة أو تحقيق كفاءة و فعالية التكوين.
يات بوفلجة ،مبادئ التسيير البشري ،مرجع سابق ،ص ص .78 ،77 )(1
خالصة:
تعــد وظيفــة التكــوين المتواصــل مــن أهــم مقومــات المؤسســات الحديثــة ،فهــو هــام وضــروري لبنــاء قــوة
بش ـرية منتجــة ،فبهــذا النشــاط تهــدف المؤسســة إل ـى تنميــة مهــارات األف ـراد وذلــك لمواجهــة احتياجــات حاليــة
ومستقبلية تتطلبها المؤسسة في ظل التغيرات البيئية التي تواجهها ألن التكوين المتواصـل ال يهـم المؤسسـة
لوحـدها بـل كــذلك يعنـي األفـراد العـاملين فيهــا ،وتنميـة حـب العمــل لـديهم داخــل المؤسسـة ممــا يعـود بالفائــدة
عليها وعلى الفرد.
فالتكوين المتواصل كنشاط ووظيفة رئيسية من وظائف المؤسسـات المعاصـرة يسـعى إلـى تحسـين أداء
العـاملين فـي المنظمـة واكسـاب العـاملين المهـارات الالزمــة التـي تمكـنهم مـن مواجهـة التغيـرات المختلفـة فــي
البيئ ــة الداخلي ــة والخارجي ــة بحي ــث يج ــب أن ترك ــز إس ــتراتيجية التك ــوين المتواص ــل عل ــى تحلي ــل نق ــاط الق ــوة
والضــعف فــي أداء وســلوك العــاملين الحــالي وتحديــد االحتياجــات التكوينيــة الالزمــة ومــن ثــم وضــع الب ـرامج
التكوينية الفعالة من أجل الوصول إلـى سـلوك وأداء يمكـن العـاملين مـن أداء أعمـالهم ب فضـل كفـاءة نتيجـة
امتالكهم لمهارات فنية وعلمية جديدة تتناسب مع التغيرات المختلفة والتطور في البيئة الخارجية للمنظمة.
تمهيد
إن أهم المراحل التي مر بها التكوين إلى يومنا هذا هي:
إن تاريخ التكوين ليس حديثا بل إنه قديم قدم المجتمعات المنظمة ،وما وصلنا من معلومات عن
الحضارات القديمة إ نما يدل على وجود نوع من التكوين في تلك العصور والحضارات ،وأكبر دليل على
حاجة اإلنسان للتكوين في ذلك الوقت هو اختراعه الحاجات األساسية الالزمة لبقائه واستم ارره وأمنه،
ومنها :الوسائل واألدوات واألسلحة التقليدية ،والمالبس والم و ،واللغة ،وكلها أمور في سبيل البقاء ،فقد
لعب التكوين منذ فترة طويلة أهمية وقيمة كبيرة ،وقد أكدته األمثال الشعبية ،إذ كثي اًر ما نسمع ونكرر:
«إذا أعطيت الشخص سمكة فقط أطعمته ليوم واحد ،ولكن إذا علمته كيف يصيد السمك فقد أطعمته
الحياة» ،هذا ببساطة ما كان يحدث في القرن الخامس قبل الميالد ،فكيف بنا اليوم مع التطور مد
الهائل في التكنولوجيا وأثرها على االقتصاد والمجتمع ككل ،مما أبرز بوضوح الحاجة الماسة والعظمى
للتكوين ،إذ كان يحل محل التعليم فكانت النتيجة قصر السومري في بالد الرافدين ،وحدائق بابل ،وكذا
أهرامات مصر ومعابدها حيث أنجزها عاملون تلقوا تدريبا وتعليمات مباشرة من مشرف ماهر.
لقد كان لإلسالم وقفة واضحة لم يسبقه فيها دين آخر بالنسبة للتعليم والتكوين والدليل أن أول ما نزل
من القرآن على النبي صلى اهلل عليه وسلم قوله تعالى ":اق أر باسم ربك الذي خلق( )10خلق اإلنسان من
علق( )12اق أر و ربك األكرم( )12الذي علم بالقلم( )14علم اإلنسان ما لم يعلم( ( ")15سورة العلق
اآلية من )15 -10
حيث طلب من اإلنسان التعلم في جميع أموره الدينية والدنيوية ،فكان الرسول صلى اهلل عليه وسلم
يقوم بتدريب من يستعملهم على مصال المسلمين ،وكان عليه الصالة والسالم يقوم بالعمل بنفسه قبل أن
يستند إليهم.
لقد كان للتطور التقني بال األثر في كل نواحي الحياة ولمواكبة المنظمة تطورات العصر يجب
عليها تكوين األفراد العاملين بها على التقنيات الحديثة ،وبعد التطورات التي عرفها معظم المجتمعات البد
ألي دولة تكوين أفرادها عليها أوال.
ومع صدور قانون 1885تطور نظام التكوين المهني الفرنسي والذي ينص على إنشاء مدارس
للتكوين المهني بجميع بلديات فرنسا تعمل على تنمية المهارات الضرورية للشباب والمعارف التقنية لديهم،
ور م هذه المعلومات بقي استغالل المكونين من طرف أصحاب المصانع الكبر ،وبقي هكذا حتى ظهور
قانون » « ASTIERسنة 1919والذي ينص على توفير دروس مهنية للمتكونين تكون إلزامية
ومجانية(.)0
)(1
Andre Boutin, l’éducation malade de la formation professionnelle, édition casterman,
paris ,1978, p p 38.39.
في إطار النصوص القانونية التي تبنتها المؤسسات منذ قانون 16جويلية 1971حيث خصصت
نسبة %1من مجموع األجر للتكوين المهني المتواصل ،كما خصصت إدارة مالية مستقلة إلدارة
التكوينات ،وقد استمر االهتمام بالتكوين المهني المتواصل في فرنسا ،فمع صدور قانون 1984الذي
عمل على إجبار كل مستخدم يشغل 255أجير على األقل أن يساهم في تنمية التكوين المهني
المتواصل ،وذلك بالمشاركة سنويا في تمويل عمليات التكوين(.)2
المادة ( ) L 955-1من قانون العمل جعلت من التكوين المتواصل "واجبا وطنيا" حيث يعرف هذا
القانون أهم الواجبات للمؤسسات ،ويذكر كل األجراء ب حقية التكوين المهني المتواصل ،والقانون أيضا
يعلم ويشجع تطور جميع الهياكل وتسيير التكوين بمختلف درجاته.
فكل أجير له الحق في متابعة سير التكوين حسب اختياره فظال عن مبادرات المؤسسة.
المادة ( ) L 905-1من قانون العمل حددت ب ن إجازة التكوين تكون من أجل السماح لكل أجير
أثناء حياته المهنية بمتابعة -حسب مبادرته وبشكل فردي -سير التكوين باإلضافة إلى مشاركة في
التربصات المدرجة في مخطط التكوين للمؤسسة التي من خاللها يجرب نشاطه(.)0
فكل عامل يستطيع التغيب قانونيا عن إطار عمله الم لوف من أجل متابعة سير تكـوين يسم له
بالوصول إلى مستو أكبر من الكفاءة أو التطلع إلى تغيير المهنة ،و تؤمن المؤسسة للعامل االستالم
النسبي ل جر وكلفة التكوين -ياب العامل إلجازة.-
ومنه تهدف عملية التكوين المتواصل في فرنسا إلى من العمال الشروط الكفيلة لهم ب داء مهامهم
على أحسن وجه ،وذلك استجابة الحتياجات السوق والمواطنين ،كما تهدف إلى تدعيم عملية نقل العمال
وترقيتهم وااللتحاق بمختلف المناصب والوظائف دون تمييز.
وتنظم عمليات التكوين المهني المتواصل في فرنسا حسب عدة طرق وهي(:)2
عمليات التكوين المتواصل التي تنظمها المؤسسة أو بمبادرة منها ،والتي تهدف إلى: -0
)(2
Marlaine cacault et Françoise Oeuvrad, Sociologie de l’éducation, édition casbah, Alger ,
1998, p 76.
)(1
JEAN Pierre Citea, op cit , pp 101.102.
)(7
JEAN Pierre Soisson, l’enjeu de la formation professionnelle, édition Fayard, 1986 p 42.
-من األشخاص الحاصلين على وظيفة تكوين مهني نظري وتطبيقي يسم بتحضيرهم للمهن
والوظائف المطابقة لهم.
-من العمال عملية تكوين لتحسين المستو من أجل الترقية في الدرجة أو الرتبة.
-الحفاظ أو تكملة التكوين المهني للعمال وضمان تكيفهم لمختلف الوظائف التي من المحتمل
ممارستها نتيجة لتطور التقنيات أو مختلف التحوالت الثقافية االقتصادية واالجتماعية.
عمليات التكوين المنظمة أو المعتمدة من طرف المؤسسة من أجل التحضير لالمتحانات -2
والمسابقات وتهدف لتحضير العمال لعملية الترقية في الرتبة أو التغيير في الطبقات السوسيومهنية ،وت خذ
هذه العملية األشكال التالية:
-2عمليات التكوين الشخصي للعمال :للعمال الذين يبدون ر بة في مواصلة تكوين شخصي.
-اإلحالة على االستيداع من أجل القيام بدراسات وأبحاث ذات منفعة عامة ،ويتم وفق ذلك وضع
العامل تحت عقد دراسة.
-عطلة تكوين من أجل تكوينهم المهني ،على أال تتجاوز المدة ثالثة سنوات طوال حياته المهنية،
ويشترط عليه –العامل -مقابل ذلك خدمة المؤسسة التي ينتمي إليها مدة ال تقل عن ثالثة سنوات.
أكدت العديد من الدراسات الحديثة ل همية التي أولتها المؤسسـات للتكويـن المتـواصل ،فاإلحصائيات
أكدت هذا التطور ،فقد ارتفعت نسبة مشاركة المؤسسات في تمويل التكوين المستمر % 2,34من إجمالي
()0
رأسمال المؤسسات في 1986إلى % 3,34في 1997
لقد ساهمت الواليات المتحدة األمريكية في تشجيع والنهوض بالتعليم المهني إذ خصصت 101ألف
دوالر سنويا لكل والية بها كلية زراعية في سنة ،1887وذلك تحقيقا لقانون (هاتس) وكان رض هذه
)(1
JEAN Pierre Citea , Op.cit, p 101.
المنحة تشجيع البحث العلمي في العلوم الزراعية وتطبيقاتـها وانشاء محطات للتجارب الزراعية ،ووجدت
الحكومة أن ما تقوم به كليات الزراعة والمحطات التجريبية من دراسات وتجارب ال تصل إلى المزارعين
وربات المنـازل.
كما أصدر" سميث ليقر" لذلك قانونا سنة 1914خصصت بمقتضاه رصيدا سنويا لتنظيم المؤتمرات
هذا البرنامج بنتائج هامة إذ تعرف واعداد المعاهد لتثقيف الرجال والنساء في المناطق الريفية ،وقد أد
المزارعين بالطرائق الصحيحة والعلمية للزراعة ساعد ربات البيوت في حفظ الفاكهة والخضروات و ير
ذلك من األعمال المنزلية (.)2
وكان قانون" سميث " سنة 1914أول قانون تصدره الحكومة األمريكية إلعانة برامج التكوين المهني
في المدارس التي يقل مستواها عن الكليات.
كما أصدرت الحكومة األمريكية أيضا ،قانونا في سنة 1925للت هيل المهني.
وهكذا بدأ تطور نظام التكوين المتواصل في الواليات المتحدة األمريكية بعد ذلك ،ففي عام 1998تم
إنفاق ما يزيد عن 65بليون دوالر وهو ما يتراوح بين % 2,1من موازنة الوظائف بالشركات األمريكية(،)0
وكان الهدف من تكوين القو العاملة هو تزويدها بالمهارات والمعلومات الالزمة للقيام بالعمل بكفاءة
واتقان.
* البرنامج رقم 51وهو برنامج شامل للتوظيف والخدمات يقدم بشكل خاص من قبل الحكومة،
ويحتوي هذا البرنامج على التكوين ،التوظيف ،اإلرشاد ،االختبارات والخدمات.
* برنامج رقم 50إن هذا البرنامج هو لمجموعات خاصة مثل الشباب والعمال الكبار واألشخاص
الذين يتكلمون اإلنجليزية ،بشكل محدد والهنود والمزارعين والمهاجرين والعمال الموسمين واألشخاص
المنحرفين.
وهيب سمعان ،دراسات في التربية المقارنة ،مكتبة النهضة ،مصر ،1974 ،ص ص .207 ،206 )(2
جودت عزت عبد الهادي ،سعيد حسني العزة ،التوجي المهني ونظريات ،الطبعة ،51مكتبة دار الثقافة ،األردن، )(1
،1999ص .210
* برنامج رقم 54يقدم للشباب الفاشلين ويتضمن تعليمهم وتكوينهم.
واليزال التكوين أثناء العمل هو الشكل السائد للتكوين في الواليات المتحدة حتى اآلن ،وبخاصة
للموظفين العاملين في ير الوظائف اإلدارية ،فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أنه الوسيلة األكثر
فعالية في التكوين على العمل ،والذي يتدرج من التدريب الرسمي ،الذي يتم تنفيذه عن طريق المشرفين في
المؤسسة ،إلى التعلم عن طريق المشاهدة .للعمل على مواجهة المنافسة الدولية المتزايدة ،كذلك االستخدام
تنفيذ أكثر األنواع الرسمية الكبير ألجهزة الكمبيوتر على نطاق واسع في عمليات اإلنتاج ،أصب
والمتطورة للتكوين على رأس العمل مس لة حاسمة بالنسبة للشركات في الواليات المتحدة.
لقد كان نظام التكوين في بريطانيا بصفة عامة قائما على أساس المزج بين التكوين الجامعي
والتكوين المهني وذلك بواسطة معاهد متخصصة ،بالتالي فإن اختيار أعضاء الطبقات السوسيومهنية،
كان يتم مباشرة بعد تخرجهم من الجامعات البريطانية خاصة أكسفورد وكمبريـدج ،وبقيت الوضعية على
هذه الحالة إلى انتقاد لجنة " فولتن " FULTONلهذا النظام وحثها على تدعيم التكوين المتواصل أثناء
الخدمة ،وتحقيقا لهذا الغرض تم إنشاء في عام 1969معهد اإلدارة العمومية ( Civil service
)collègeالذي تفرع بدوره إلى ثالثة مراكز متواجدة في كل من لندن ،إيديمبرغ وسونت ديل بارك ،وكان
الهدف منها إعطاء الموظفين تكوينا قائما على أساس التمرين العقلي على التقنيات التسييرية واإلدارية،
وهكذا على الموظف مباشرة بعد االلتحاق أو التوظيف من طرف لجنة الخدمة المدنية خالل السنة األولى
يتلقى توظيف يلتحق بدورة تكوينية ثانية ال تقل مدتها عن ستة أشهر وأخي ار في السنة الخامسة من
الخدمة تفرض عليه مجددا دورة تكوينية أخر لمدة سنة بمعهد اإلدارة العمومية.
وتشهد الفترة األخيرة اهتمام كبير من قبل الحكومات العربية بمس لة التكوين المتواصل واحداث
المؤسسات التعليمية التكوينية سواء المراكز التخصصية للتدريب اإلداري والمعلوماتي والمراكز التكوينية
الفنية كالتكوين في مجال التمويل والمصارف والـت مين و يرها كالتسويق والتصدير ،ومع هذا التوسع في
التكوين ورصد بنود التكوين المتواصل في أ لب الموازنات العامة في الدول العربية ولكافة المؤسسات
فيها تبقى العملية التكوينية من الناحية العملية تتسم بما يلي:
ضعف االقتناع ب همية التكوين من قبل الكثير من اإلدارات وهذا يحتاج للكثير من الجهود
القتناع هذه اإلدارات العليا لتغيير موقفها من التكوين
ضعف االرتباط بين التكوين والت هيل والتمكين من جهة وأنشطة الموارد البشرية وتداخل المهام
وعدم تحديد المسؤوليات بشكل مباشر
االعتماد على األساليب التقليدية ( المحاضرة ) وعدم تبني األساليب األخر األكثر فائدة كورش
العمل والحاالت التطبيقية والتكوين العملي و يرها من األساليب الحديثة
ضعف االمكانيات التكوينية
راب العايب ،استراتيجيات التكوين المهني المتواصل في المؤسسات االقتصادية وتمثيرها على فعالية تسيير الموارد )(1
وسنتناول فيما يلي تجارب بعض هذه الدول في مجال التكوين المتواصل لمواردها البشرية(.)0
لم يحظ موضوع تكوين الموظفين ب ي عناية في جمهورية مصر العربية إال منذ عهد قريب حينما
أنشئ ديوان الموظفين والذي حول فيما بعد إلى الجهاز المركزي للتنظيـم واإلدارة ،فقد نص في قانون
إنشائه أن من أهدافه الرئيسية وضع الخطط الالزمة لتكوين الموظفين ،وقد حدد دور هذا الجهاز بمقتضى
القانون رقم 118لسنة 1964برسم سياسة وخطط تكوين العاملين في مجال التنظيم واإلدارة ورفع مستو
كفاء تهم وتقديم المعاونة في تنفيذها ،فمن اختصاصه اإلشراف على أعمال األجهزة المركزية ،لتكوين
العاملين وتنظيم الدورات التكوينية واالشتراك في وضع برامج البعثات للعاملين في مجال التنظيم واإلدارة.
واب ار از ألهمية التكوين صدر القرار الجمهوري رقم 959لسنة 1967بإنشاء الجهاز المركزي
للتكوين ،وقد جاء في قرار إنشائه أن أ راض هذا الجهاز تنمية ونشر الوعي التكويني واذكاء الر بة في
التقدم لد العاملين وكفالة إمكانيات ووسائل التكوين على كافة المستويات وفقا لمقتضيات حاجة العمالة
ومطالب خطط التنمية بما يحقق رفع الكفاية اإلنتاجية ومالحقة التطورات التكنولوجية الحديثة في شتى
مجاالت اإلنتاج والخدمات.
وهكذا زاد االهتمام بالتكوين من طرف الدولة من أجل إعداد العاملين إعدادا علميا واالرتفاع بمستو
كفاءة األفراد.
ي خذ تكوين الموظفين في المملكة العربية السعودية طابعا مركزيا ،فقد ركزت عملية التكوين في معهد
اإلدارة العامة الذي أنشئ في عام 1965حيث تجر الدراسة فيه على أساس المحاضرات النظرية
عادل حسن ،مصطفى زهير ،اإلدارة العامة ،دار النهضة العربية ،بيروت ،دون سنة نشر ،ص .292-278 )(1
وحلقات البحث العلمي والزيارات الميدانية ،ويقدم المعهد برامج تكوينية لكافة المستويات ،وجاء في قرار
إنشائه أن من مسئولياته إجراء البحوث اإلدارية ونشر نتاجها وعقد المؤتمرات المتعلقة باإلدارة العامة وال
يقتصر التكوين بهذا المعهد على المواطنين السعوديين بل يمتد نشاطه إلى المواطنين من كافة الدول
العربية ،ويعتبر اجتياز البرامج التكوينية التي يقدمها المعهد من العوامل الهامة في تقدير كفاءة الموظف
السعودي حين النظر في أمر ترقيته.
إمعانا في االهتمام من جانب الحكومة اللبنانية بتكوين الموظفيـن باألجهـزة اإلدارية أنش ت مجلس
الخدمة المدنية من إدارتين ،إحداهما خصصت لعملية اإلعداد و أخري للتـكوين ،وحتى تقوم هذه اإلدارة
بالدور المطلوب منها على أكمل وجه أسند إليها اإلشراف على " المعهد الوطني للتنمية واالنتماء "
()0
ويباشر هذا المعهد مهمة التكوين بالنسبة للمرشحين والشا لين للوظائف العامة في كافة المستويات
اإلدارية ،لذلك قسم المعهد إلى قسمين ،احدهما لإلعداد واآلخر للتكوين ،فيقوم القسم األول بإعداد
الموظفين لشغل المراكز اإلدارية العليـا أو الوسطـى ،ويقوم القسم الثاني بتكوين أولئك الذين يشغلونها
فعال ،باإلضافة إلى ذلك يقوم المعهد بعقد الندوات واجراء البحوث التي تعالج المشاكل اإلدارية التي
تعاني منها البالد.
ير أن المت مل في أنشطة التكوين التي تقوم بها تلك األجهزة في الوطن العربي يجد أنها تقوم بتنفيذ
برامجها التكوينية بصورة نمطية دون وجود حصر فعلي شامل لالحتياجات التكوينية عن طريق تخطيط
احتياجات التكوين مما يتطلب ضرورة القيام بدراسات وبحوث تفصيلية الحتياجات التكوين في القطاعات
المختلفة.
باإلضافة إلى ذلك ،فإن المسئولين عن أنشطة التكوين ،يغلب عليهم طابع العالقات العامة ،أكثر من
الطابع المهني التخصصي ،مما يجعل اإلدارة العليا ال تعطى االهتمام لمتطلبات تطوير هذه اإلدارات
والنهوض بها(.)2
)(3
4ـ التكوين المتواصل في المملكة المغربية:
وسـعيا إلـى تجـاوز السـلبيات التــي عرفهـا مجـال التكـوين المســتمر ،فقـد أخـذت و ازرة تحـديث القطاعــات
العامة على عاتقها إعادة تنظيم هذا المجال الحيوي واعطائه مزيدا من الفعاليـة واالهتمـام الالزمـين بوضـع
تصــور جدي ــد للتك ــوين المتواص ــل ،حي ــث ت ــم إصــدار المرس ــوم رق ــم 205001066الص ــادر ف ــي 2ديس ــمبر
2550المتعلق بالتكوين المتواصل لفائدة موظفي وأعوان الدولة.
-وضع إستراتيجية شمولية للتكوين المتواصل تهدف إلى تحقيق التنسيق بين القطاعـات اإلداريـة فـي
هذا الميدان والى وضع تصميم مديري للتكوين المتواصل.
-توجي ــه اإلدارات العمومي ــة إل ــى إع ــداد مخططاته ــا القطاعي ــة للتك ــوين المتواص ــل تتض ــمن تحدي ــد
األولويــات المتعلقــة بتحــديث القطــاع وت هيــل الم ـوارد البش ـرية ورصــد الوســائل الالزمــة لتنفيــذ دورات وب ـرامج
التكوين المتواصل.
-تــدعيم تنســيق التكــوين المتواصــل بــين القطاعــات اإلداريــة مــن خــالل إحــداث لجنــة تنســيق التكــوين
المتواصل لد الو ازرة المكلفة بتحديث القطاعات العامة تت لف من المسؤولين عـن المصـال المشـرفة علـى
ت هيل الموارد البشرية .
-حــث اإلدارات العموميــة علــى تطــوير جــودة ب ـرامج التكــوين واألخــذ بنتــائج البحــث العلمــي فــي هــذا
المجال وتكوين رصيد معرفي قابل لالستثمار في تنمية وتحديث القطاع.
وتفعيال لمقتضيات المرسوم السالف الذكر ،تم إصدار قرار وزير تحديث القطاعات العامة بتاريخ 26
أبريــل 2556المتعلــق بتحديــد كيفيــة ســير عمــل لجنــة تنســيق التكــوين المســتمر واعــداد إســتراتيجية التكــوين
التواصل التي عهد إليها بالعمل على:
)(3
http://master.forumj.net/t1901 7ـ2ـ 2512المجلس االعلي للوظيفة العمومية 2515
* تعزيز تنسيق التكوين المتواصل.
*إعــداد مخطــط تــوجيهي يعتبــر مرجعيــة أساســية يــتم علــى أساســه وضــع مخططــات قطاعيــة للتكــوين
المستمر.
*العمل على تعبئة الموارد البشرية والمالية المتاحة واشراك جميع مؤسسات التكوين والتعلـيم العموميـة
وكذا القطاع الخاص في تخطيط وتنفيذ برامج التكوين المتواصل.
*تقيــيم نتــائج الب ـرامج المنج ـزة والت كيــد علــى ضــرورة تطــوير جــودة التكــوين المتواصــل واألخــذ بنتــائج
البحث العلمي في هذا المجال.
عملــت الــو ازرة وفــق البرنــامج الحكــومي المتعلــق بتثمــين الم ـوارد البش ـرية ،علــى وضــع تصــور شــامل
للتكوين المستمر لفائدة موظفي وأعوان الدولة شكل قفزة نوعية نحو تكـريس سياسـة جديـدة فـي هـذا المجـال
كوسيلة وآلية لتطوير قـدرات المـوارد البشـرية وتمكينهـا مـن اكتسـاب تقنيـات ومعـارف جديـدة بغيـة الرفـع مـن
مردودية اإلدارة ،من خالل نشر استرتيجية التكوين المستمر خالل سنة .2559
وتـرتبط إســتراتيجية التكــوين المتواصــل بصــورة مباش ـرة بانجــاز الــدالئل المرجعيــة للوظــائف والكفــاءات،
حيث كان من الضروري مسايرة عملية انجاز هـذه الـدالئل ووتيرتهـا ،لتمكـين الـو ازرات مـن تحديـد حاجياتهـا
الفعلية من الكفاءات وتحديد حاجيـات المـوظفين مـن التكـوين وبالتـالي وضـع المخططـات القطاعيـة المبنيـة
على معطيات دقيقة.
* لت ــوفير التموي ــل المناس ــب لبـ ـرامج التك ــوين المس ــتمر واس ــتم ارريتها ،م ــن خ ــالل رص ــد اإلعتم ــادات
المخصصــة لهــذا الغــرض فــي إطــار القــانون المــالي ،وذلــك بتحديــدها فــي نســب تصــاعدية تبتــدئ مــن (,05
)%5مــن كتلــة األجــور بالقطاعــات العموميــة برســم ســنة 2006إلــى نســبة ( )%5070برســم ســنة 2557
وواحد بالمائة ( )%1برسم سنة 2558والسنوات الموالية كحد أدنى.
* إلرس ـاء قواعــد ومبــادئ تتعلــق بخلــق تكامــل بــين الترقيــة والتكــوين المســتمر والتعيــين فــي مناصــب
المســؤولية وذلــك به ــدف تمكــين الموظــف المتمي ــز مــن شــغل مناص ــب تــتالءم مــع مؤهالت ــه الجديــدة الت ــي
اكتسبها عن طريق التكوين المستمر.
ويأخذ التكوين المهني في الجزائر شكلين مختلفين ،النوع األول موجه عامة لفئة الشباب
المتسربة من النظام التعليمي ،لت هيلها لعالم التشغيل كتقنيين و تقنيين ساميين.
والنوع الثاني من التكوين موجه للعمال والموظفين الذين هم بحاجة إلى ت هيل و تحسين مستواهم حتى
يت قلم مع التطورات التكنولوجية والمعرفية التي يعرفها الجهاز اإلنتاجي.
وقد عرف التكوين المهني في الجزائر عدة مراحل في تطوره منذ االستقالل إلى يومنا هذا تتمثل في
(:)2
علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،مرجع سابق ،ص .190 )(1
ياث بوفلجة ،التربية والتكوين بالجزائر ،الطبعة ،51دار الغرب ،الجزائر ،2552 ،ص .87-79 )(2
-0مرحلة ما بعد االستقالل (بداية التكوين المهني بالجزائر) 0071-0062
لم يهتم االستعمار الفرنسي في الجزائر بالتكوين المهني عند اندالع الثـورة التحـريرية (-1904
)1962والتي كانت من نتائجها ظهور بعض مراكز التكوين التقني إلى حيز الوجود.
و يمكن تعداد ثالث اختالالت أساسية في قطاع الوظيف العمومي بعد االستقالل:
-1نقــص فــي الكفــاءات بســبب هج ـرة األدمغــة و يــاب أفــاق لحيــاة مهنيــة محف ـزة ،وكــذا يــاب معــايير
لالنتقاء وااللتحاق مما أد إلى إقصاء الكفاءات من االلتحاق بالوظيفة العمومية.
- 2وجود فائض من الفئات الغير مؤهلة بسبب السياسة االجتماعية للدولة في التوظيف.
لقد كانت الفترة ما بين 1975 -1962مرحلة توفير الشروط المؤسساتية والسياسية واالقتصادية
بتنفيذ إستراتيجية للتنمية التي بإمكانها مواجهة اإلرث اإلستعماري ،قامت واالجتماعية والتي تسم
السلطات السياسية ببعض اإلجراءات لترقية التكوين المهني ومساعدته على القيام بالدور المنوط به ،ولقد
إلى كانت هذه اإلجراءات تهدف إلى توظيف مكونين واطارات إدارية لتسيير مراكز التكوين وهو ما أد
إيجاد "محافظة للتكوين المهني وترقية اإلطارات" سنة 1960وكانت هذه المحافظة تهدف إلى دراسة
وترقية سياسة لتكوين الكبار وتهيئ اإلصالحات الضرورية لتنمية هذا المجال الحيوي للنهوض باالقتصاد
الوطني.
*قلة الهياكل المخصصة الستقبال المتكونين ،بحيث لم يكن هناك إال حوالي 20هيكل لالستقبال
بقدرة 0555منصب بدا وجيي وحوالي 6555متكونا.
*عدم تماشي محتويات برنامج التكوين مع خصائص المجتمع الجزائري الحضارية والتنموية(.)0
لقد أدخلت على ميدان التكوين المهني إجراءات قانونية وتنظيمية أهمها :مرسوم 1964المتضمن
إحداث مصال للتكوين المهني والترقية العمالية عن طريق إلزام جل المؤسسات العمومية التقنية.
علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،مرجع سابق ،ص .190 )(1
وقد بدأ جهاز التكوين المهني بوجود 17هيكل تكويني تابع لو ازرة العمل والشؤون االجتماعية بقدرة
استيعاب ال تتعد 2555متكون بصفة دائمة و 2055في مجال التمهيد للتكوين.
لهذا أدمجت السياسة الوطنية للتكوين المهني في صيرورة التصنيع المبنية على إنشاء مؤسسات
كبيرة منشئة للعمل والمحفزة على التنمية االجتماعية واالقتصادية الشاملة.
وكانت السياسة التنموية للبالد في إطار التكوين المهني للعمال تهدف إلى االضطالع ببرنامج واسع
للتكوين العمالي يتضمن إنشاء عدد معتبر من مراكز التكوين القادر على أن يخرج كل سنة كحد أدنى
مائة ألف عامل مخ تص ،حيث يتم تزويد االقتصاد بما يحتاجه من أيدي عاملة متكونة ،وحتى يتمكن
العمال من فرصة تحسين مداخلهم ورفع مستواهم االجتماعي.
كذلك وجوب انتهاج كل مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية لسياسة ترقية داخلية تنظم بكيفية
شاملة وبصورة تسم بفت آفاق واسعة أمام العمال ال ار بين في رفع مستو معارفهم وتحسين مؤهالتهم
المهنية واكتسـاب الشهـادة الالزمـة الرتقائهـم في سلم المؤسسة ،فالترقية الداخلية تشكل محو ار هام في
تطبيق سياسة تكوين منهجية لخدمة الجماهير وتمثل تكملة إيجابية بالغة األهمية للكفاح ضد األمية،
ويمكن أن تعتمد في ذلك على مساعدة الجامعة ومعاهد التكوين في البالد(.)0
وهكذا ارتفع عدد مراكز التكوين المهني للكبار ( )CFPAإلى 20مرك از بقدرة استيعابية تقدر بـ 655
متكون ،ويهدف التكوين بها إلى إعداد عمال متخصصين وعمال مؤهلين في التخصصات التقليدية مثل
البناء ،النجار ،الترصيص الصحي ،الميكانيك ،إضافة إلى هذه المراكز تم إنشاء معهدين تكنولوجيين في
نفس المرحلة مهمتهـما تكـوين التـقنيين الساميين في فروع التشييـد والهندسـة المعماريـة واألشغـال العمومـية،
وأيضـا في الصيانـة ،الكهرو-ميكانيكيـة ،لتوفير مختصين في مستو أعلى.
جبهة التحرير الوطني ،الميثاق الوطني ،0076الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المعهد التربوي الوطني، )(1
كما ساهمت الشركات الوطنية الكبيرة التي أنش ت مراكز للتكوين خاصة بها في عملية التكوين،
وبالتالي االستغناء التدريجي عن المساعدة التقنية األجنبية في المهارات المتوسطة.
ففي هذه المرحلة ظهرت األطر والهياكل البدا وجية التي تشرف على تكوين اإلطارات الفنية العليا
كالتقنيين والمهندسين ،وبوضع المبادئ األساسية للتكوين التي تهدف إلى تكوين دائم ومستمر ي خذ على
عاتقه الشباب العاطل الذي يبحث عن العمل ،باإلضافة إلى عمليات وبرامج "الرسكلة" وتحسين مستو
العمال.
لكن ما يمكن مالحظته من نقائص في هذه المرحلة على الخصوص هو عدم وجود أي ترابط بين
سياسة التشغيل والتكوين من جهة ،وبين المنظومة التربوية والمنظومة التكوينية من جهة أخر ( .)0كما
تميزت بتضاعف الطلب على التكوين نتيجة النمو الديمو رافي وطغيان المنطق القطاعي وهو ما عرقل
ظهور سياسة وطنية شاملة ومنسجمة ،وهي عوامل أدت فيما بعد إلى تطوير واستقاللية قطاع التكوين
المهني.
وهكذا تقرر بناء 276مرك از للتكوين المهني في ضون خمس سنوات مدة المخطط لتضاف إلى
69مرك از والتي كانت موجودة عبر الوطن قبل انطالقة المخطط.
إلى اللجوء إلى التعاون التقني األجنبي لتكملة جهود إن التخلف الكبير الذي عرفه هذا القطاع أد
المؤسسات الوطنية من أجل اإلسراع في بناء المراكز وتجهيزها.
بن عكي محمد أكلي ،ديمقراطية التعليم النظامي في الجزائر خالل الفترة 0094-0062بين التوقع واإلنجاز ،رسالة )(2
مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التربية ،جامعة الجزائر ،1988-1987 ،ص .027
ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،المجتمـع العـربي " التحديـات الراهنـة وآفـاق المستقبـل" ،منشورات ) .(1علي
قسنطينة ،2555 ،ص .159
ور م ما عرفه التكوين المهني من تطور في هذه المرحلة ،إال أن القطاع االقتصادي عرف في بداية
الثمانينات تغيرات جذرية أدت إلى توقف المشاريع التكوينية بسبب النمط االقتصادي الجديد المتمثل في
إعادة هيكلة المؤسسات العمومية الكبر وتحولها إلى وحدات صغيرة و ومتوسطة ما عدا الو ازرات التقنية
التي واصلت اهتمامها بإنشاء هياكل تكوين ب عداد محددة.
فعرف التكوين المهني عدة تغيرات وخاصة فيما يخص الجهات الوصية على المستو المركزي ،إذ
تم تداول الوصايا بين و ازرة العمل والتكوين المهنـي ،وو ازرة التربـية والتكوين ،وكتابة الدولة للتكوين المهني،
وأمام التحديات التي كانت تواجه قطاع التكوين المهنـي كان من الطبيعي أن تعاد الصالحيات إلى الو ازرة
المكلفة بالتكوين المهني التي وجهت جهودها نحو محورين:
ارتفاع عدد مراكز التكوين المهني من 1985إلى 1980من 72مركز إلى 272بزيادة القدرة
االستيعابية بـ 75555منصب تكوين ،إضافة إلى 50معاهد لتكوين المكونين.
وقد ساهم هذا القانون في تنظيم وهيكلة هذا النوع من التكوين واشراك القطاعات االقتصادية
(عمومية وخاصة) في عملية التكوين ،بموجب هذا القانون تغيرت "مراكز التكوين للكبار" لتصب "مراكز
التكوين المهني والتمهين".
.التمهين :هو طريقة للتكوين المهني الهدف منها هو اكتساب ت هيل مهني أولي معترف به يسم للمـتمهن بممارسـة مهنـة
معينــة فــي مختلــف قطاعــات النشــاط االقتصــادي والحرفــي (علــي ربــي ،بلقاســم ســالطنية ،إســماعيل قيـرة ،المجتمــع الغربــي
التحديات الراهنة وآفاق المستقبل ،مرجع سابق ،ص.)159
) .(1علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،تنمية الموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص ص .198 ،197
كذالك صدور قانون التكوين المهني بالمراسلة وهو ما سهل عملية التكوين لشريحة واسعة من
العمال.
إال أننا عموما نجد أن هناك ضعف في التكفل بصيانة العامل البشري حيث نجد في المرسوم رقم
09-80الصادر في 20مارس 1980تراجعا فيما يتعلق بالتكوين من حيث الشكل مقارنة مع القانون
العام للعامل ،حيث أنه لم تخصص سو مادة واحدة لعملية التكوين ضمن 105مادة ،حيث نصت المادة
02من هذا المرسوم على" :كمبدأ عام أنه بغية تحسين مردود المؤسسات العمومية وضمان الترقية
الداخلية للعمال ،يتعين على المؤسسات العمومية أن تقوم بـ:
*تولي أعمال التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات لتحسين ت هيل العمال تحسينا دائما وذلك
بالتناسق مع متطلبات التنمية.
*تنجز أو تشارك في إنجاز األعمال المخصصة لضمان تكييف المرشحين مع الوظيفة العمومية"(.)0
إلى إعادة أدت اإلصالحات االقتصادية سنة 1988إلى االنتقال نحو اقتصاد السوق وهو ما أد
النظر في التكوين المهني وت كيد طابعه االقتصادي.
في سنة 1995ملف التكوين المهني واإلصالحات االقتصادية على األبواب ليتسع وهكذا فت
التفكير فيه إلى مختلف الفرقاء المعنيين بعملية التكوين (مؤسسات التكوين ،مؤسسات اقتصادية،
المجموعات ،اإلدارة).
فقد جاء في تصري رئيس الحكومة السابق " بن بيتور " عند تقديمه أهداف برنامج الحكومة أمام
المجلس الشعبي الوطني ،حيث صرح أنه من بين األهداف الرئيسية هو " إدخال ما يعيد االعتبار أو
البعيد ،الثروة الوحيدة التي تكسبها األمة، يعزز وسائل تنمية الموارد البشرية ،التي تشكل على المد
المرسوم 50-95المتضمن القانون األساسي النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارات العمومية والجماعات المحلية، )(1
فقد جاء في الفصل الخامس من القانون رقم 11-95مؤرخ في أبريل سنة 50 ،1995مواد تنص
على التكوين والترقية خالل العمل وجاءت كالتالي:
المادة << : 57يجب على كل مستخدم أن يباشر أعماال ال تتعلق بالتكوين وتحسين المستو لصال
العمال حسب برنامج يعرضه على لجنة المشاركة إلبداء الرأي.
كما يجب عليه في إطار التشريع المعمول به أن ينظم أعماال ال تتعلق بالتمهين لتمكين الشباب من
اكتساب معارف نظرية وتطبيقية ضرورية لممارسة مهنة ما<<.
المادة <<: 59يتعين على كل عامل متابعة الدروس أو الدو ارت أو أعمال التكوين أو تحسين
المستو التي ينظمها المستخدم بغية تجديد المعارف العامة والمهنية وتعميقها أو تطويرها>>.
المادة <<:50يمكن للمستخدم أن يطالب العمال الذين تسم لهم المؤهالت أو الكفاءات بالمساهمة
بشكل فعال في أعمال التكوين وتحسين المستو التي ينظمها>>.
المادة <<:61يجوز للعامل المسجل بمزاولة دروس التكوين أو تحسين المستو المهني لالستفادة
من تكييف وقت عمله أو من عطلة خاصة ،مع االحتفاظ بمنصب عمله بشرط موافقة المستخدم>>.
المادة <<:60تتجسد الترقية في التدرج داخل سلم الت هيل أو داخل الترتيب المهني ،ويكون حسب
المنصب المتوفر وتبعا ألهلية العامل واستحقاقه>>(.)0
بينما في دستور 1996الحقوق والحريات المادة : 50الفقرة )( (05تسهر الدولة على التساوي في
اإللتحاق بالتعليم والتكوين المهني)
هذا ما أشارت إليه الدساتير الجزائرية في ما يخص التكوين ،وسنعرض فيما يلي المرسوم التنفيذي
)(2
: المتعلق بتكوين الموظفين وتحسين مستواهم وتجديد معلوماتهم
محمد الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائر ،دار العلوم ،الجزائر ،2555 ،ص .14 )(1
نجد في المادة األولى من هذا المرسوم والذي فيه حدد المشرع الشروط المتعلقة ب عمال التكوين
المتخصص التحضيرية لإللحاق بالوظائف العمومية وكذا تحسين مستو الموظفين التابعين للمؤسسات
واإلدارات العمومية وتجديد معلوماتهم ،كما يحدد قواعد وكيفيات ذلك فيما يخص العمليات اآلتية:
– 1التكوين المتخصص
- 2تحسين المستوى
-3تجديد المعلومات:
تكوين للتكيف مع وظيفة جديدة نظ ار إما لتطور الوسائل أو التقنيات واما للتغييرات الهامة في تنظيم
المصلحة وعملها أو مهامها.
أما في نص المادة الثالثة من نفس المرسوم المذكور أعاله فنالحظ أن المشرع أشار إلى دور
المؤسسات واإلدارة العمومية وما يتوجب عليها في إعداد مخطط قطاعي ،سنوي ،متعدد السنوات في
التكوين ،وتحسين المستو وتجديد المعلومات ،كما يحدد المخطط في قطاع النشاط المعني خالل سنة أو
عدة سنوات مالية والسيما العمليات المتعلقة بما يلي:
أ -التكوين المتخصص
ب -تحسين المستو
ج -تجديد المعلومات
)(2
المرسوم التنفيذي رقم 96ـ 22المؤرخ في 14شوال عام 1416الموافق 3مارس سنة 1996المتعلق بتكوين
الموظفين وتحسين مستواهم وتجديد معلوماتهم.
-يمكن القيام ب عمال التكوين في شكل متناوب أو متواصل حسب األسالك وفق الدورات اآلتية:
دورات قصيرة المد إذا كانت المدة تقل عن الستة ) (06أشهر أو تساويها.
دو ارت متوسطة المد إذا كانت المدة تفوق عن ستة ) (06أشهر وتساوي سنة.
دورات طويلة المد إذا كانت المدة تفوق سنة ) (01واحدة أو تساوي ثالثة سنوات أو تقل عنها.
-ال يجوز أن يفوق الحد األقصى للموظفين المقبولين في دورة تكوين أو تحسين المستو وتجديد
المعلومات بنسبة %10من العدد الحقيقي للسلك المعني.
-يتقاضى الموظفون المقبولون للمشاركة في دورة تكوين أو تحسين المستو أو تجديد المعلومات
في مؤسساتهم األصلية ما ي تي:
أ .المرتب القاعدي وتعويض الخبرة المهنية و التعويضات المرتبطة برتبهم األصلية في حدود سنتين،
باستثناء العالوات المتغيرة المتصلة بالمردودية و النتائج.
ب .المرتب القاعدي وتعويض الخبرة المهنية المرتبطين برتبهم األصلية خالل السنة الثالثة.
لقد أدخل قانون المالية لسنة 0000تطبيق رسمين جديدين وهما الرسم على التمهين ومعدله %5.0
من كتلة االجور السنوية ويخضع لهذا الرسم كل المشغلين ،بما فيهم الحرفيون ،ويتم تجميع هذين
الرسمين في إطار صندوقين خاصين هما :
ويقوم بتسيير هذين الحسابين الخاصين الصندوق الوطني لتطوير التمهين والتكوين المتواصل و
الذي أنشئ في نهاية عام . 0000
إن تطبيق هذين الرسمين هدفه دفع المشغلين إلى تخصيص جزء من نفقاتهم قصد تمهين الشباب
من جهة أو تمكين عمالهم من الحصول على تكوين مستمر إلكتساب مهارات وقدرات جديدة.
هذا و نشير في األخير ب نه لتطوير التكوين والتمهين والشغل بصفة عامة فقد تم إنشاء هيئة وطنية
تسمى " مرصد التكوين و التشغيل " ومن مهام هذا المرصد هو تطوير وظيفة المالحظة لد الشركاء في
كل ما يخص سوق العمل ،وينتج عن هذه الوظيفة تطوير نظام معلومات إستراتيجي يعمل على توفير
المعلومات الهامة عن إتجاهات سوق الشغل والت هيل ،وبذلك يوفر للمقررين األدوات الضرورية إلتخاذ
الق اررات المناسبة ،طبيعة المعلومات المنتجة بحيث تكون ذات نوعية عالية و متوفرة بشكل دوري.
()1
رابعا :التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية
عرف موضوع التكوين المتواصل ألفراد الصحة تحسنا تدريجيا خاصة في السنوات األخيرة ،مما أد
إلى اعتباره محور أولي لمخططات و ازرة الصحة والسكان واصالح المستشفيات.
ففي عام 1990تم خلق تنظيم لالستشارة في مجال التكوين المتواصل (لجنة وطنية للتكوين
المتواصل لعمال الصحة) ،وتم اقتراح إستراتيجية للتكوين المتواصل خضعت خالل عام 1990لمناقشة
واثراء 50ملتقيات محلية تم عرضها على مجلس استشاري طبي وعلمي ونقابة وحركة جمعوية،
باإلضافة إلى تنظيمات أخر تشترك في تنظيم أعمال التكوين المتواصل ألفراد الصحة وذلك لتنظيم
العمل من أجل الوصول إلى األهداف المسطرة لكافة المستويات.
-يحدد هذا المرسوم الشروط المتعلقة ب عمال "التكوين المتخصص" التحضيرية لاللتحاق بالوظائف
العمومية وكذا تحسين مستو الموظفين التابعين للمؤسسات واإلدارات العمومية وتجديد معلوماتهم كما
يحدد قواعد وكيفيات ذلك.
)(1
Ecole de la formation PARA-Medical de Biskra, cours National de formation des
Responsables des cellules de formation continue des Directions de Santé de wilaya, mars
1999.
-يتعين على المؤسسات واإلدارات العمومية إعداد مخطط قطاعي سنوي أو متعدد السنوات في
التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات ولهذا تقوم السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية بتخطيط
وتنسيق عمليات التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات التي تحضر لاللتحاق بالوظائف العمومية
أو للتكييف مع مناصب العمل وفق أهداف مستخدمي المؤسسات.
-يجب أن يندرج مخطط التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات في إطار تسيير تقديري
للموارد البشرية.
-تقوم المصال التابعة للسلطة المكلفة بالوظيف العمومي عقب كل سنة مالية بإجراء تقويم دقيق
تنفيذ المخطط السنوي أو متعدد السنوات في التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات في عن مد
المؤسسة.
-تنش في كل مؤسسة وادارة عمومية لجنة مكلفة بانتقاء الموظفين المعدين لمتابعة دورة التكوين
وتحسين المستو وتحديد المعلومات.
-يجب أن تكون قائمة المترشحين المقبولين للمشاركة في دورات التكوين وتحسين المستو وتجديد
المعلومات موضوع إشهار عن طريق اإللصاق في المؤسسة أو اإلدارة العمومية في أجل ال يقل عن شهر
واحد قبل تاريخ بداية دورة التكوين وتحسين المستو وتجديد المعلومات.
-ينشر القرار قبل ثالثة( )50أشهر على األقل من تاريخ بدأ التكوين وتحسين المستو وتجديد
المعلومات بكل وسيلة مالئمة لصال المترشحين.
-يمكن القيام ب عمال تكوين الموظفين أو تحسين مستواهم أو تجديد معلوماتهم حسب األسالك في
شكل متناوب أو متواصل وفق الدورات اآلتية:
* المؤسسات العمومية للتكوين العالي بالنسبة للرتب المعادلة لرتبة متصرف على األقل.
* المؤسسات العمومية للتكوين المتخصص أو المهني أو أي مؤسسة أخر تتكفل بتكوين معتمد
طبقا للتنظيم المعمول به بالنسبة ل سالك أو الرتب األخر .
-يستفيد الموظفون الذين نجحوا في دورة تكوين متخصصة أو تحسين المستو أو تجديد المعلومات
أحد االمتيازات اآلتية:
/1في دورات التكوين المتخصص :الترقية في السلك أو الرتبة حسب الشروط المنصوص عليها في
القانون األساسي الخاص الذي يخضع له هذا السلك أو هذه الرتبة.
/2في دورات تحسين المستوى و تجديد المعلومات :التسجيل بصفة تفصيلية في قائمة الت هيل للترقية
عن طريق االختيار ،التخفيض في األقدمية للترقية في الدرجة أو الترقية عن طريق االختيار يساوي مدة
الدورة دون أن تقل هذه المدة عن شهر.
أنواع التكوين
:0التكوين المهني المتخصص Formation Professionnelles Spécialisé
بموجبه يتم تكوين الموظفين الذين لديهم بعض النقائص في أداء العمل وبالتالي يعمل هذا
التكوين على سد الثغرة بين القدرات الشخصية للموظفين ومتطلبات المنصب الذي يشغلنا ،وهذا بإضافة
معلومات ومعارف وكذا خبرات جديدة للموظف المتكون تمكنه من استغالل قدراته لما يتوافق مع منصب
عمله مدة هذا التكوين من شهر إلى 50سنوات ،وينقسم هذا النوع من التكوين إلى قسمين هما:
ويتم طوال الحياة المهنية للعمل ويهدف إلى تكييف الفرد بصفة دائمة وتطوير مستمر لمستو
المعرفة الذي يفرضه التطور التقني و التكنولوجي مع متطلبات المنصب الذي يشغله.
و يسمى كذلك بالتكوين اإلضافي حيث يبعث الموظف إلى دورات تكوينية من أجل إضافة
معلومات جديدة ،و يحق لكل موظف الدخول في هذا التكوين بطلب منه عند الحاجة أو حسب طلب
المسؤول عنه ،و مدة هذا التكوين من 50أيام إلى شهر.
يتم من خاللها إضافة معلومات و استيعاب خبرات جديدة أو تجديدها و مدة هذا النوع من
التكوين من 51إلى 50أيام ،وال يوجد في هذا النوع من التكوين عقد ،ويمكننا أن نميز عدة أشكال لهذا
النوع ،فنجد:
Conférence ب.ندوات
ويكون هذا النوع من التكوين أثناء العمل وداخل القطاع وهو يمس فئتين وهما:
أ .تكوين الموظفين الجدد :حيث يوض لهم كيفية أداء العمل بطريقة مباشرة وهذا من خالل تعريفه
لمتطلبات المنصب و كذا كافة المصال واإلدارات التي يتعامل معها ،وبالتالي اكتسابه المهارات والخبرات
الكافية لشغل المنصب.
ب .تكوين الموظفين القدامى :ويتم تزويدهم بمعارف و خبرات جديدة أثناء العمل تخص المنصب
الذي يشغله من كل جوانبه ،وتكون مدة هذا التكوين إما قصيرة أو طويلة المد ،أي حسب قدرة استيعاب
الفرد للمعلومات وترسخ األفكار في ذهنه.
:5التمهين Apprentissage
يتم هذا النوع من التكوين عن طريق جلب المتكونين من مراكز التكوين خارج المؤسسة وهذا وفقا
لإلمكانيات المتاحة في المؤسسة ،بحيث يتم تكوين تطبيقي وعملي في شتى التخصصات المتوفرة في
القطاع وبالتالي اكتساب الفرد معارف وخبرات جديدة بصفة تطبيقية تمكنه من ترسيخ األفكار ومن مسايرة
التطورات التقنية والتكنولوجية الحادثة في المحيط ومن أشكاله نجد ما يلي:
ومدته تدوم 10يوم وهو يخص طلبة الجامعات و المعاهد العليا ....الخ.
ب .التربصات إلنهاء الدراسة ومدتها من 50أشهر إلى 56أشهر وهي تخص الطلبة الذين يشرفون
على إنهاء دراستهم ومن مختلف المؤسسات كما يصل إلى عامين فيما يخص مدرسة التكوين شبه طبي
في جميع فروعها.
ويتم هذا التكوين خارج الجزائر ،حيث يتم اختيار المتكونين من طرف المسؤولين وهذا اإلختيار
يكون حسب الكفاءة والقدرات الشخصية للفرد وكذا قدراته على استيعاب المعلومات المقدمة بصفة سريعة
بإضافة معلومات جديدة واكتساب خبرات تمكن المتكونين من مواكبة ودقيقة ،فهذا التكوين يسم
التطورات التكنولوجية والتقنية وبالتالي تعود بالفائدة على المؤسسة وعلى العاملين.
ومن أجل تخصيص اعتمادات خاصة ،تقسم عبر مختلف المصال الصحية خصصت خالل السنة
المالية 175( 1997مليون دج) وخالل نفس السنة 1997أكثر من 050555شخص يشاركون على
األقل مرة في أعمال التكوين المتواصل.
والمؤسسة الصحية تبحث ليس على الحصول فقط على برنامج ومكون أو معلم ،بل هي تؤول أيضا
إلى السيطرة على الجهاز الكامل لعملية التكوين (تحضيرها ،تحقيقها ،تطويرها ،ومتابعتها).
وقد جاء في محضر الجلسة العلنية 01في 1998أن هناك متابعة في طرق العالج ذو المستو
العالي و الق اررات المتخذة جعلت الغالف الذي كان يساوي خمسة آالف مريض سنويا بتقدير ميزانيته
( )10مستشفى جامعيا في الوطن ،هذه الميزانية كانت تغذي مستشفيات في الخارج جعلت اليوم هذا
الغالف في حالة 055إلى 075مريض سنويا(.)0
وتعقد دوراتها سواء العادية أو االستثنائية وذلك من أجل مناقشة وتحليل احتياجات األفراد أو
المؤسسة من التكوين المتواصل.
*المهمة الرئيسية
*المهمات الثانوية
-تحضير برامج التكوين المتواصل من خالل توفير اإلمكانيات العملية داخل وخارج الوالية.
)(1
http// WWW.MAJLISE LOUMA.DZ/14. 05.2011.
-المصادقة على محتو برامج التكوين المتواصـل األوليـة علـى المستـو الوطني ،المحلي ،اإلقليمي
والعمل على ربطه و مالءمته مع تقرير األهداف المسجلة للسياسة الوطنية للصحة.
-المصادقة على المخططات المحلية قبل تسليمها إلى اإلدارة المركزية ألجل المصادقة النهائية.
-استدعاء األفراد المؤهلين على المستو اإلقليمي من أجل تنفيذ العمال المسجلة في مخططات
التكوين المتواصل.
خالصة
بالر م من عدد األجهزة والمؤسسات التي تعمل في مجال التكوين ومقدار اإلهتمام الذي أعطته
الحكومات العربية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة ألنشطة التكوين المتواصل لفائدة مواردها البشرية
إال أن هذه المؤسسات واألجهزة المتنوعة لم تحقق النتائج المرتفعة على الر م من أهمية التكوين في رفع
كفاءة الموارد البشرية واعدادها بصورة تسم بالتعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية التي تواجهها
المؤسسة ،وهناك مجموعة من المشاكل التي يواجهها التكوين المتواصل في الوطن العربي عامة وفي
الجزائر بصفة خاصة.
ففي الجزائر نالحظ أن النصوص التنظيمية متوفرة وما ينقصها عدم احترام ما جاءت به خاصة في
ميدان التطبيق واتاحة الفرص للجميع للمشاركة في الدورات التكوينية ،كما تجدر اإلشارة إلى ذكر
المشاكل المعاشة في الواقع للتكوين أثناء الخدمة الذي يؤدي إلى ياب الموظف لفترات خالل السنة أيام
دراسية ،ملتقيات… الخ هذا على سبيل المثال ،حيث أن هذه األساليب ال تقدم تكوينا دقيقا .
تمهيد
خالصة
تمهيد
إن أي مؤسسة تسعى لتحقيق أهداف معينة ،من أجل تحقيـق هـذه األهـداف يجـب ت ديـة أنشـطة وبـذل
جهود للوصول إلى نتائج متميـزة ،إن هـذا األداء قـد يكـون إنسـانيا صـرفا أو مشـتركا بـين اإلنسـان واآللـة أو
بين اإلنسان والمادة إال أن األداء البشري هو األساس في توجيه سلوك اآللة أو المادة.
ويعتبر مفهوم األداء من المفاهيم التـي نالـت نصـيباً وافـ اًر مـن االهتمـام والبحـث فـي الد ارسـات اإلداريـة
بشكل عام وفي دراسات الموارد البشرية بشكل خـاص ،وذلـك ألهميـة المفهـوم علـى مسـتو الفـرد والمنظمـة
ولتــداخل العوامــل التــي تــؤثر علــى األداء وتنوعهــا ،وأصــب مــن المؤكــد أن النمــو االجتمــاعي واالقتصــادي
ورفع مستوي الدخل القـومي والمسـتو المعيشـي فـي البلـدان يعتمـد أساسـا علـى تحسـين ورفـع كفـاءة األداء،
لدرجة أنه أصـب معيـار التقـدم االقتصـادي واإلداري للـدول ،وذلـك أن األداء علـي المسـتو القـومي مـا هـو
إال تعبيــر عــن أداء التنظيمــات العاملــة فيــه ،لكــن مــن الضــروري هنــا أن نميــز بــين أداء الم ـوارد البش ـرية و
األداء المؤسساتي ،فاألداء المؤسساتي في أي منظمـة (صـناعية ،خدماتيـة) هـو نتـاج جمـاعي أي مـا ينـتج
عن مشاركة جميع األطراف المشاركة التي تـؤثر علـى أداء المؤسسـة ،ومـا يهمنـا فـي بحثنـا هـذا هـو األداء
الفردي الذي ينعكس على االداء المؤسساتي.
أوال :لمحة تاريخية لمفهوم أداء الفرد في المؤسسة
لقد كان ينظر إلـى أداء األفـراد فـي المجتمعـات القديمـة – مرحلـة مـا قبـل الثـورة الصـناعية – علـى أنـه
استعداد شخصي ،ولم يكن يهتم به كمجال دراسي ،ومع نهاية القرن الثامن عشر وبداية الثـورة الصـناعية،
حيــث أصــب البحــث منصــبا علــى أفضــل الطــرق لزيــادة اإلنتــاج فــي ظــل المتغي ـرات التــي أحــدثتها الثــورة
الصناعية والتي تمثلت أهمهـا فـي زيـادة حجـم المصـانع وتنافسـها للـرب واحـتالل مكانـة متميـزة فـي السـوق،
كــذلك التوســع فــي اســتخدام اآللــة ،كــل هــذه المتغيـرات أدت إلــى تغييــر النظـرة إلــى األداء والــذي أصــب هنــا
مـرادف لإلنتاجيــة ( تقييمــه مــالي ،محقــق بفضــل وســائل حســابية اقتصــادية ،وآليــات تحســين األداء مســيطر
عليه ــا) ،حي ــث أص ــب المفكـ ـرين – ك ــان معظمه ــم م ــن االقتص ــاديين -يبحث ــون ع ــن س ــبل لتحفي ــز العام ــل
لتحسين أدائه من أجل تحقيق أهداف المنظمة.
مـن هنـا ظهـرت عـدة مـدارس تهـدف إلـى د ارسـة أداء العامـل ومـا هـي الحـوافز التـي تـؤدي الـى تطـويره
منهــا مدرســة اإلدارة العلميــة التــي تمثلــت ب فكــار فريــدريك تــايلور ومدرســة البيروقراطيــة التــي تمثلــت ب فكــار
ماركس فيبر اللتـين نظرتـا إلـى األداء الفـردي مـن خـالل المعياريـة والنمطيـة فـي األداء ،وكـان هـدفها األول
هــو تحســين أداء العامــل وزيــادة إنتاجيتــه ،فقــد كــان هــدف تــايلور هــو زيــادة كفــاءة المؤسســة ورب ـ العامــل،
وتنظيم العمل من خالل تخطي الصعوبات التي يجـدها العامـل فيـه ،وهـذا مـن خـالل األسـلوب الـذي اتبعـه
فــي تحليــل األعمــال ود ارســة الحركــة والــزمن ،وفــي تصــميم مكــان العمــل وتــدريب العــاملين ،فمدرســة اإلدارة
العلمية حاولت التحكم في أداء األفـراد وهـذا مـن خـالل تحديـد الشـروط والمعـايير التـي تتطلبهـا كـل وظيفـة،
ومــن خاللهــا يــتم تحديــد األجــر ،أي وضــع نمــوذج ل ـ داء المطلــوب وال ـزام العــاملين بتنفيــذه ،ففــي نظرهــا
أحسـن وسـيلة لـدفع العامـل إلــى تحقيـق األداء الجيـد هـي الحـوافز الماديـة ،واسـتخدمت قيـاس األداء كوســيلة
إلعادة تصميم الوظائف ،بما يعزز استخدام األساليب العلمية في األداء.
فجــاءت مدرســة العالقــات اإلنســانية )إلتــون مــايو) لتنظــر إلــى األداء مــن خــالل المــزج بــين المعــايير
الموضوعية والسلوكية عند تقويم األداء ،فتناولت أداء الفرد من خالل دراستها للعوامـل المتحكمـة فـي ر بـة
الفــرد ل ـ داء وهــذا بهــدف تحديــد أفضــل وســائل التحفيــز التــي يمكــن اإلعتمــاد عليهــا لزيــادة دافعيتــه للعمــل،
وكانت أهم النتائج التي توصلت إليها هذه المدرسـة مـن خـالل التجـارب التـي قـام بهـا روادهـا (التـون مـايو،
ماســلو ،هيرزبــرج) تتمثــل فــي أن تلبيــة الحاجــات المعنويــة هــي مــن أهــم دوافــع األف ـراد للعمــل ،وأن العمــل
واألداء الجيد يمكن تحقيقه مـن خـالل تنميـة العالقـات اإلنسـانية ،ومـن خـالل الحـوافز المعنويـة التـي تـ تي
في مقدمتها المشـاركة فـي اتخـاذ القـ اررات ،المـدح ،اإلطـراء والثنـاء ،حسـن المعاملـة واظهـار التقـدير ،التقيـيم
الموضوعي لسلوك اإلدارة واجراءاتها وسياساتها ،أي أن أهم الحقائق التي لفتت مدرسة العالقات اإلنسانية
االنتباه إليها هي األثر الكبير الذي يمكـن أن تحدثـه العوامـل االجتماعيـة واإلنسـانية باإلضـافة إلـى ظـروف
)(1
العمل المادية على أداء األفراد.
ومع تطور المجتمعات والتطور العلمي والتكنولوجي ،أصبحت المؤسسات تتعرض لضـغوطات أكثـر،
إذ علـى المؤسسـة أن ال تكـون )(2
خاصة عـدم اسـتقرار البيئـة ،وبـروز تنظـيم جديـد وهـو ''المؤسسـة الممتـدة''
متفاعلــة activeفقــط ،ولكــن proactiveفاعلــة فــي الوقــت نفســه ،فانصــب اإلهتمــام بتحســين األداء مــن
الناحية اإلستراتيجية ،وظهرت نظريات جديـدة كنظريـة التوقـع تـر هـذه النظريـة التـي وضـع أسسـها فيكتـور
فروم ( ) Vector Vroomأن دافعية الفرد ألداء عمل معين هـي محصـلة للعوائـد التـي سيتحصـل عليهـا
الفــرد ،وشــعوره واعتقــاده بإمكانيــة الوصــول إلــى هــذه العوائــد نتيجــة لـ داء الــذي يمارســه وتعتبــر قــوة الجــذب
عنــد فــروم ممثلــة للمنفعــة التــي يحصــل عليهــا الفــرد مــن العوائــد التــي يتيحهــا لــه مســتو األداء ،أمــا التوقــع
فهو عبارة عن تقدير احتمالي لمقدار تحقق المنفعة الناتجة عن القيام بعمل معين ،وتتمثل هذه العالقة في
المعادلة التالية:
وتعتبر مساهمة فروم بنظريته في الدوافع ذات أثر ملموس في تحسين الـدوافع واألداء ،وذلـك بتشـجيع
الــدوافع التــي تهــدف إلــى تحســين األداء مــن خــالل عقــد الــدورات التدريبيــة واإلش ـراف والمشــاركة فــي اتخــاذ
الق ـ اررات فيمــا يخــص العمــل ،وهــو مــا يعــود بــالنفع علــى الفــرد والتنظيم،كمــا ســاهم فــروم فــي وضــع نظــم
المكافــآت ل ـ داء المتميــز ،بحيــث يكــون الفــرد علــى بين ـة مــن المكافــآت التــي ســيحققها مقابــل مــا يؤديــه مــن
عمل.
والنظرية اليابانية في اإلدارة ،قام وليم أوشي ( ) W.Ouchiبإجراء عدة دراسات وأبحاث ميدانيـة فـي
الواليات المتحدة األمريكية من أجل التوصل إلى سر نجاح اإلدارة اليابانية ،وتوصل في نهاية األمـر إلـى
)(1
Lamia berrah, L’indicateur de performance, concepts et application, lepadués édition
paris, 2002, p18.
) (2طالل مسلط الشريف <<العوامل المؤثرة في أداء العامل>> مجلة الملك عبد العزيز االقتصاد واإلدارة ،مجلد رقم ،0
السعودية ،0002 ،ص.050
ما أسماه بنظرية ( )Zوالتي تقوم فرضيتها على االهتمام بالجانب اإلنساني للعاملين من أجل رفع مسـتو
أدائهم الوظيفي.
ويؤكـد أوشـي علــى أن أفضـل عمليــة اسـتثمار هــي تلـك الموجهــة نحـو اإلنســان،ألنه باإلنسـان تســتطيع
المنظمات أن تتغلب على معظم مشكالتها ،وأن العمل الجمـاعي وتوحيـد الجهـود وخلـق روح الجماعـة بـين
صــفوفهم ستســاعد علــى تحقيــق قــدر أكبــر مــن الفعاليــة فــي األداء ،وتقــوم نظريــة ( )Zعلــى ثالثــة مبــادئ
أساسية تتلخص في اآلتي:
ب -الحذق والمهارة في التعامل والعمل ،وينتج ذلك من الخبرة والتجربة وطول ممارسة العمل.
ج -األلفــة والمــودة بمــا تعنيــه مــن عالقــات اجتماعيــة متينــة وصــداقات حميمــة وتعــاون واهتمــام ودعــم
لآلخرين.
وف ــي ح ــال ت ــوفر الثق ــة والمه ــارة والم ــودة ف ــي العم ــل ف ــإن ذل ــك ي ــؤدي إل ــى اإللتــزام ال ــوظيفي واإلنتم ــاء
للمنظمة وهو ما يؤدي بالتالي إلى رفع مستو أداء الفرد وانتاجية المنظمة.
مــع ظهــور مفــاهيم جديــدة كتوســيع العمــل واث ـراء العمــل تغيــرت النظــرة ل ـ داء مــن األداء الــذي ســتتم
مكافئتـه إلـى أداء المكافـ ة ،وأصـب العــاملون قـادرون علـى النظـر واإلشـباع لحاجــاتهم لـيس فقـط مـن خــالل
العمل ،ولكن مـن خـالل األداء العـالي فيـه ،ومنـه ظهـرت مـدارس ونظريـات حديثـة مثـل :نظريـة رأس المـال
الفكــري والمنظمــة التعليميــة والــذكاء التنظيمــي ،أصــب ينظــر ل ف ـراد علــى أنهــم مــورد أساســي مــن م ـوارد
المنظمة ،وأدائهم ماهو إلى متغير تابع لمقـدار اإلسـتثمارات التـي توجههـا المنظمـة لتنميـة وتطـوير مواردهـا
البشـرية ،وتقـوم فكـرة إدارة األداء علـى منطـق أن األداء المتميـز المحقـق للغـرض منـه يتطلـب تـوافر العناصـر
التالية:
-تصميم العمل بطريقة علمية يتم فيها تحديد األداء المطلوب والنتائج المتوقعة حتى تمام التنفيذ.
-توفير مستلزمات األداء المادية والتقنية وكل ما يتطلبه التنفيذ السليم ل داء حسب تصميم الموضـوع
.
-تهيئة البيئة المحيطة المتعلقة بمكان أداء العمل.
-تـوفير المـوارد البشـرية المؤهلـة ألداء العمـل ،واعـدادهم وفـق خطـة األداء واألهـداف المر وبـة
وتوفيرالمعلومات المطلوبة و الكافية عن مستويات الجودة و معايير تقييم النتائج.
-المتابعـة المسـتمرة األداء ومالحظـة األفـراد أثنـاء تنفيـذهم لمهـامهم و تزويـدهم بالمعلومـات المتجـددة
والمساعدة على تصحي مسار التنفيذ و تخطي العقبات التي يمكن أن تصادفهم أثناء العمل.
-رصد نتائج األداء وتقييمها بالمقارنة إلى األهداف المسطرة وتعويض العامل عن أدائه وفقا لمـا حققـه
من نتائج ووفقا لنتائج التقييم.
فـإدارة األداء تقـوم أساسـا علـى عـدة عمليـات تهـدف إلـى ضـمان وصـول األفـراد إلـى األهـداف المسـطرة
وتتمثل أساسا في :تخطيط األداء ،توجيه األداء ،تقييم األداء ،تشخيص األداء وتطويره.
أ-الجهد المبذول:
والمعبر عنه بدرجة الحماس الذي ينتاب العامل ألداء عمله ،وبقدر ما يزيد العامل من جهده بقدر ما
يعبر ويعكس هذا درجـة دافعيتـه ألداء العمـل ،فالجهـد المبـذول يمثـل حقيقـة دافعيـة الفـرد لـ داء ،فهـو بـذلك
مرش ألن يكـون مـن أحـد أهـم محـددات األداء ،كمـا أنـه يعنـي كميـة الطاقـة التـي يبـذلها الموظـف فـي أداء
مهــام عملــه ،وهــذا الجهــد كمــا يــر (يــورتر ولــولبير) يختلــف عــن أداء العمــل نفســه ،ألن الجهــد يـرتبط بقــوة
الدافع أكثر من ارتباطه باألداء وكمية الجهد هذه تعتمد على التفاعـل بـين تقيـيم المكافـ ة ( الجـزاء ماديـا أو
معنويــا) واد ارك احتماليــة مكافـ ة الجهــد ،وهــذا التقيــيم للمكافـ ة يعتمــد علــى درجــة الر بــة أو التجــاذب معهــا،
فال ارتــب والترقيــة والتقــدير واإلعتـراف ،تختلــف فــي تقييمهــا بــاختالف األفـراد وفــروقهم الفرديــة ،كمــا أن إدراك
احتمالية مكاف ة الجهد يعتبر تدخال رئيسا في الجهد وهذا المتغيـر يعـرف ب نـه إدراك المـوظفين الحتمـال أن
تعتمد المكاف ة المختلفة علـى كميـات مختلفـة ،وعنـد توحيـد هـذين المتغيـرين ،تقيـيم المكافـ ة وادراك احتماليـة
الجهد – تتحدد كمية الجهد المبذول -فـإذا كـان العمـال يعطـون تقيمـا عاليـا للجهـد ويـدركون احتماليـة كبيـرة
فـ ن جهــودهم سـتقود إلــى هـذه المكافـ ة فـإنهم ســوف يبـذلون كميــة عظيمـة مــن الجهـد ،ولكــن هـذا الجهــد فــي
رأي الباحثين ال يقود مباشرة إلى مستو مهم من األداء.
هــذا العنصــر يمثــل قــدرات الفــرد الشخصــية التــي اكتســبها عبــر م ارحــل عملــه ،وكــذا الخب ـرات الســابقة
والتي تحدد درجة فاعليته على عنصر الجهد المبذول.
وهــو أن العامــل يجــب أن يكــون علــى إطــالع تــام بمــا يجــري حولــه وفــي عملــه بمعنــى أن تتجســد فــي
مخيلته مجموعة التصورات واالنطباعات عن السلوك واألنشطة التي يتكـون منهـا عملـه إلـى جانـب الكيفيـة
التي ينبغي أن يمارس بها دوره في المؤسسة.
تجــدر اإلشــارة إلــى أن هــذه المحــددات ال يمكــن أن تعمــل خــارج اتحادهــا بــل ال بــد مــن وجــود م ـزيج
يجمعها لتحديد هذا األداء لتصاغ هذه العناصر في شكل معادلة على النحو التالي:
فلكي يحقق الفرد مستو مرض من األداء البد من وجود تكامل وحد أدنى من اإلتقان في كل مكون من
مكونات األداء ،بمعنى أن الفرد إذا بذل جهودا فائقة ،وكانت لديـه قـدرات ال بـ س بهـا وكـان مـدركا لـدوره فـإن
مستو أدائه سيكون مقبوال ،أما إذا كان يبذل جهودا كبيرة ويتمتع بقدرات متفوقة إال أنه ير مدرك لدوره ،أو
أن لديه قد ارت متفوقة و الفهم الالزم للدور الذي يقوم به إال أنه ال يبذل الجهود الالزمة في العمل فإن مستو
أدائه عادة ما يقيم ك داء منخفض أو ير مقبول ،وفي بعض األحيان قد يبذل العامل الجهد الالزم لذلك مع
تمتعه بقدرات فائقة وفهما جيدا لمهمته إال أنه يصادم بعض العوامل الخارجة عن نطاق سيطرته يمكن لها أن
تؤثر على مستو أدائه والتي نوردها في العنصر الموالي.
.2معوقات األداء في المؤسسة:
هناك العديد من العوامل التي يتوقف عليها أداء العامل التي تـؤثر فيـه ومـن أهمهـا :اإلضـاءة ،الحـ اررة،
الضوضـاء ،التهويـة ،نمـط اإلشـراف ،عـدم الكفايـة فـي تسـهيالت العمـل ،التركيبـات والتجهيـزات ،السياسـات
المحـددة والتـي تـؤثر علـى الوظيفـة ،إال أن هـذه العوامـل -ويطلـق عليهـا العوامـل الخارجيـة -ليسـت وحـدها
المـؤثرة علـى أداء العامـل وانتاجيتـه ،ولكـن يتفاعـل معهـا العوامـل الداخليـة والتـي يمكـن أن تـرتبط بشخصـية
العامل ،ذكاؤه وقدراته الخاصة ،سماته الشخصية وخبرته وتدريبـه علـى مـا يمارسـه مـن عمـل ،ظـروف العمـل
االجتماعية) ، (1ويجب النظـر إلـى هـذه العوامـل علـى أنهـا مـؤثرات علـى الجهـد ،القـدرة واالتجـاه ،فعلـى سـبيل
المثال :أي عطل في أي آلة أو جهاز يمكن أن يؤثر بسهولة على الجهد الذي يبذلـه الفـرد فـي العمـل ،أيضـا
فإن السياسات ير الواضحة أو نمط اإلشراف السيئ يمكـن أن يسـبب التوجيـه الخـاطئ للجهـود ،إضـافة إلـى
أن الـنقص فـي التـدريب يمكـن أن يتسـبب فـي اسـتغالل سـيئ للقـدرات الموجـودة لـد األفـراد ،لـذا فإنـه مـن أهـم
)(2
وأكبر مسؤوليات اإلدارة نجد
.2ناتج العمل:
مجدي أحمد محمد عبد اهلل ،علم النفس الصناعي بين النظرية والتطبيق ،دار المعرفة الجامعية ،اإلسكندرية1996 ، )(1
،ص187
)(2
ص21 راوية حسن ،مرجع سابق،
) (1نور الدين شنوفي ،تفعيل نظام تقويم أداء العامل في المؤسسة العمومية االقتصادية حالة المؤسسة الجزائرية
للكهرباء والغاز ،أطروحة لنيل درجة الدكتوراه دولة في العلوم االقتصادية تخصص علوم التسيير ،قسم علوم التسيير جامعة
الجزائر ،2005،ص18
يعبر ناتج العمل عن مستو اإلنجازات التي يحققها العامل ،ومـد مقابلتهـا للمعـايير النموذجيـة الكميـة
والنوعية والزمنية و ضغط التكاليف وكل مـا يميـز عملـه مـن قيمـة مضـافة تعبـر عـن نـاتج العمـل ويعبـر عنـه
ببصمات العامل في العمل.
-1سلوك العامل:
يشير سلوك العامل في أداء وظيفته إلى مد محافظته وحرصه على معدات وأدوات وتجهيزات اإلنتاج
المستخدمة في العمل من حيث االعتناء بها وصيانتها وتجنـب اإلتـالف ومـد تفعيلهـا بالشـكل الـذي يضـمن
عائدا معتب ار.
-2السلوك االجتماعي:
يتمثـل السـلوك االجتمـاعي فـي العمـل فـي مـد تعـاون العامـل مـع زمالئـه ورؤسـائه ومرؤوسـيه ومـد
مساهمته في إنجاز أعمال الجماعة وتنفيذه ل وامر ومشاركته في حل المشكالت أثناء العمل.
-4فرص التقدم:
يسـلك العامـل طريـق التحسـين والتقـدم مـن خـالل اكتسـاب مهـارات ومعلومـات عـن طريـق بـرامج التكـوين
المتواصل أو الممارسة الميدانية بغية زيادة كفاءة إنتاجيته و فعالية أدائه.
شكل رقم( )14يوض العوامل المتداخلة في األداء
العمالء االقتصادي
الوحدة اإلنتاجية واملعدات ،اهلرم التشغيلي ،احلالة التشغيلية
اإلدارة التنظيم
المصدر :فيصل عبد الرءوف الدحلـة ،تكنولوجيا األداء البشري المفهوم وأساليب الفياس والنمـاذج ،
العاملون :املعرفة واملهارات املواقف واملعلومات
عمان ،2551 ،ص.122
العدد والنوع واملعايري اجلماعية
ثالثا:أهمية تقييم األداء:
هنــاك عــدة تســميات تطلــق علــى عمليــة تقيــيم أداء الم ـوارد البش ـرية ،فهنــاك مــن ســماها بتقــدير األداء
وآخرون أطلقوا عليها تقييم الكفاءة كما أطلق البعض عليها تسمية قياس الكفاءة ،وفي بحثنا هذا سنستخدم
مصطل تقييم األداء وتقييم أداء الموارد البشرية ،باعتباره المصطل األوسع انتشا ار.
وقبل أن نتطرق إلى التعرف على أهمية عملية تقييم األداء سنتعرف أوال إلى تعريف هذا المصطل .
كمـا يعـرف تقيـيم األداء علــى أنـه << ذلـك اإلجـراء الــذي يهـدف إلـى تقيـيم منجـزات األفـراد عـن طريــق
وسيلة موضوعية للحكم على مد مساهمة كل فرد في انجاز األعمال التي توكل إليه وبطريقة موضوعية
وكــذلك الحكــم علــى ســلوكه وتص ـرفاته أثنــاء العمــل وعلــى مقــدار التحســن الــذي ط ـ أر علــى أســلوبه فــي أداء
العمل ،وأخي ار على معاملة زمالئه ومرؤوسيه >>).(1
فعمليــة تقيــيم األداء مــن أبــرز األدوات الجوهريــة فــي قيــاس كافــة العوامــل والجوانــب المرتبطــة بــاألداء
الفعال إلبراز مد مساهمة الفرد في اإلنتاجية ،وهـي تتضـمن سلسـلة مـن الخطـوات واإلجـراءات المصـممة
للوصول إلى قياس أداء كل فرد في المؤسسة).(2
وقد تطور تقيـيم األداء واتسـعت مجـاالت اسـتخدامه ،حيـث أصـب أهـم العمليـات اإلداريـة التـي تحظـى
باهتمــام معظــم المؤسســات ،حيــث يمكــن أن يعــرف ب نــه << تلــك المرحلــة األساســية مــن م ارحــل عمليــات
اإلدارة والت ــي يحـ ــاول فيهـ ــا الم ــديرون أن يفترض ـ ـوا أن خيـــاراتهم تنف ــذ بص ــورة ص ــحيحة وأنه ـ ـاتلبي أهـــداف
وبالتــالي تقيــيم األداء هــو قيــاس األعمــال المنجـزة ومقارنتهــا بــالخطط المعــدة مســبقا ،وذلــك )(3
المؤسســة >>
الكتشاف األخطاء ونقاط الضعف داخل المؤسسة.
)(1
مهدي حسن زويلف ،إدارة األفراد مدخل كمي ،ط ،3دار مجدي الوي ،األردن ،0000 ،ص 000
)(2
سهيلة محمد عباس ،على حسين على ،مرجع سابق ،ص242
)(3
فالح حسن عداء الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية ،دار وائل للنشر ،عمان ،2555ص233
شكل رقم ( )05مستويات تقييم األداء.
التقييم على المستو الفردي ( تقييم التقييم على المستو الوظيفي التقييم على المستو الكلي (تقييم
أداء العاملين) الجزئي (القسم /القسم اإلداري) أداء المؤسسة)
المرجع :زهير ثابت ،تقييم أداء الشركات واألفراد ،دار قباء ،القاهرة ،2551 ،ص 10
وتهتم عملية تقييم أداء الموارد البشرية بقياس جوانب أداء الفرد من خالل :
مقدار الجهد الفكري أو الجسماني الذي يبذله الفرد في عمله خالل فترة زمنية معينة.
مطابقة الجهد الذي يبذله الفرد للمواصفات التي تتطلبها وظيفته مع خلو األداء من األخطاء.
أسلوب أو طريقة أداء الوظيفة.
.2أهمية تقييم األداء:
0.2بالنسبة للموارد البشرية:
يســاعد التقيــيم العــاملين علــى التعــرف علــى ن ـواحي القصــور فــي أدائهــم ،ومــن ثــم يعطــيهم الفرصــة
لمعالجتهــا فــي المســتقبل ،كمــا يســاعدهم علــى التعــرف علــى ن ـواحي الســلوك يــر المقبــول مــن وجهــة نظــر
المؤسسة وبالتالي يحثهم على تحسينها.
رفع الروح المعنوية من خالل شعور األفراد ب ن جهدهم موضع تقـدير مـن طـرف إدارتهـم ،وبالتـالي
تحفيز األفراد لبذل جهد أكبر لتحقيق أفضل أداء.
إشعار األفراد بمسؤولياتهم عندما يشعرون أن أدائهم في العمل موضع تقييم ،وأن هذا التقييم سوف
يترتــب عليــه ق ـ اررات تــؤثر علــى مســتقبلهم المهنــي ،وبالتــالي يــزداد شــعورهم بالمســؤولية أكثــر اتجــاه أدائهــم
ويعملون من أجل تحسين والرفع من كفاءتهم.
يعتبر التقييم وسيلة لضمان عدالة المعاملة ،فعلى أساس نتائجه ينال الفرد ما يستحقه من ترقية أو
مكافئة ،مما يسهل على اإلدارة استخدام أسلوب عادل ومعاملة عادلة لكافة الموارد البشرية.
2.2بالنسبة للمؤسسة:
الترقية والنقل* :فمن خالل عملية تقييم األداء تقوم المؤسسة بتحديد مناسبة الوظيفة الحالية للفرد،
وتحديــد إمكانيــة نقل ـه إلــى وظيف ــة أخــر أواإلســتغناء عنــه إن لــم يك ــن ذا كفــاءة عاليــة فــي وظيفتــه ،فم ــن
الضروري عند عملية الترقية أو النقل معرفة ما إذا كان الفرد يتمتع بخصـائص ومـؤهالت الوظيفـة الجديـدة
وذلك من خالل عملية تقييم أدائه.
رسـم وتقـويم سياســات األجـور والعــال وات :وذلـك مـن خـالل تحديــد زيـادات فـي األجـر ،والمكافــآت
كنوع من المقابل ل داء ،كما أن القصور في األداء يرجع النخفاض الـروح المعنويـة وضـعف دوافـع العمـل
بسبب قصور مستويات األجور والحوافز.
تقييم سياسة اإلختيار والتكـوين :فمـن خـالل عمليـة تقيـيم األداء يمكـن للمؤسسـة أن تحـدد جوانـب
الضعف وجوانب القوة في أداء العاملين والتي تسعى البرامج التكوينية لتحسينها أو تنميتها ،وبالتالي تعتبـر
عملية تقييم األداء وسيلة وأسلوب للحكم على مد االستفادة مـن البرنـامج التـدريبي وتحسـين األداء ،كـذلك
وسيلة للحكم على سالمة وصحة األسلوب المتبع الختيار العاملين وتعيينهم.
يساعد على إيجاد نوع من المنافسة بين األقسام واإلدارات والمؤسسـات المختلفـة ،وهـذا بـدوره يـدفع
المؤسسة لتحسين مستو أدائها.
تعك ــس عملي ــة التقي ــيم درج ــة التواف ــق واإلنس ــجام ب ــين األه ــداف واإلس ــتراتيجيات المعتم ــدة لتنفي ــذها
وعالقتها بالبيئة التنافسية للمؤسسة.
وعلى ضوء أهمية تقييم األداء ،يمكن القول أن لهذه العملية عدة أ راض تستفيد منها المؤسسة وهي:
أ .أغراض إسلتراتيجية :مـن خـالل الـربط بـين مختلـف األنشـطة بالمؤسسـة وأهـدافها ،حيـث يـتم تحديـد
األه ــداف والنت ــائج المر وب ــة وأنم ــاط الس ــلوك الض ــرورية لتحقي ــق األه ــداف والنت ــائج ،ولتحقي ــق ه ــذا اله ــدف
اإل ستراتيجي يجـب أن يتصـف نظـام تقيـيم األداء بالمرونـة ألنـه عنـدما تتغيـر األهـداف واإلسـتراتيجيات فـان
النتائج وأنماط السلوك والقدرات المطلوبة تتغير بالضرورة.
ب .أغراض إدارية :تعتمد المؤسسة من خالل المعلومات التي تحصلت عليها عـن طريـق تقيـيم األداء
في اتخاذ العديد من الق اررات اإلدارية كالترقية واألجور والتكوين...
ت .أغللراض تنمويللة :مــن خــالل المعلومــات المرتــدة مــن أنظمــة تقيــيم األداء ،تقــوم المؤسســة بتطــوير
وتنمية أساليب أدائهـا ،حيـث تـوفر هـذه المعلومـات نـواحي وأسـباب الضـعف فـي المؤسسـة ،وبالتـالي تسـعى
هذه األخيرة إلى تنمية أدائها.
*
الترقية يقصد بها توسيع وتغيير في مسؤوليات الفرد أما النقل فيقصد به نقل الفرد من دائرة او قسم الى أخر .
الشكل رقم( )11أهداف تقييم أداء العاملين:
اختيار األفراد
تحديد
الصالحين
االحتياجات
اإلدارية العاملين
تجدر اإلشارة إلـى أن طـرق وأسـاليب تقيـيم األداء تختلـف مـن مؤسسـة إلـى أخـر حسـب طبيعـة العمـل
وظروفه ،ويمكن تصنيف طرق التقييم في ثالث طرق رئيسية:
.1 .1أساليب الترتيب:
يعتمــد أس ــلوب الترتيــب أساس ــا علــى تحدي ــد رتب ــة ومســتو ودرج ــة أداء الفــرد مقارنـ ـة ب ـ داء يــره م ــن
األفراد ،وهو أسلوب بسيط ومن السهل تطبيقه .
ال يوجــد تماثــل بــين أداء المـوارد البش ـرية ،أي ال يوجــد تطــابق تــام بــين أداء العــاملين ،إذ البــد مــن
وجــود فــروق بينهــا فــي الصــفات ،أو الســلوك ،أو النتــائج ،إذ هنــاك تشــابه فــي أداء الم ـوارد البش ـرية لكــن ال
يوجد تماثل بينها.
تعتمد هذه األساليب فـي تقيـيم أداء المـوارد البشـرية علـى مقارنـة اإلنجـاز الكلـي الـذي يحققـه الفـرد،
مــع انجــازات اآلخ ـرين فــي مجموعــة األف ـراد التــي ينتمــي إليهــا وتقيــيم أدائهــا ،لتحديــد األكف ـ واألفضــل ،فهــو
يعتمــد علــى التقيــيم العــام أكثــر مــن التقيــيم المفصــل ،أي أنــه يســتخدم معيــا ار كليــا واحــدا هــو جهــد ،ســلوك،
ونتائج عمل الفرد الكلية النهائية بدل استخدام عدة معايير تقييم تفصيلية.
ال تعتبر الفرد وحدة تقييم مستقلة بحد ذاتها ،أي تقيم أدائه بمعـزل عـن أداء اآلخـرين فـي مجموعـة
العمل التي تضمه أو التي ينتمي أليها.
)(1
يات بوفلجة ،مبادئ التسيير البشري ،مرجع سابق ،ص 02
0.0.0الترتيلللب البسللليط :يــتم ترتيــب المــوظفين ترتيبــا تنازليــا ،بنــاءا علــى مجموعــة مــن الس ــمات أو
الخص ــائص حي ــث يحت ــل أفض ــل عام ــل أعل ــى رتب ــة وأسـ ـوأ عام ــل أدن ــى رتب ــة لك ــل خاص ــية ،ويعتب ــر ه ــذا
األسلوب أكثر شهرة لسهولة إعداده.
2.0.0المقارنة الزوجية :يعتمد هذا األسلوب على مقارنة كـل زوج مـن المـوظفين علـى حـد ،وتكـون
مقارنــة كــل فــرد مــع جميــع العمــال ،حيــث يــتم تحدي ـد مــا إذا كــان الفــرد أفضــل مــن ي ـره بالنســبة لخاصــية
معينة ،وبناء عليه يحكم على مسـتو أدائـه مقارنـة مـع يـره ،ومـن م خـذ هـذا األسـلوب صـعوبة اسـتخدامه
في حال إذا كان عدد المقاييس كبي ار.
ن ن
حي ــث يمث ــل ن ع ــدد األفـ ـراد المطل ــوب وتتح ــدد عملي ــة المقارن ــة م ــن خ ــالل الق ــانون الت ــالي
= 6مقارنات. ترتيبهم ،فاذا كان لدينا 54أفراد فان عدد المقارنات
من خالل هذا الشكل يمكن أن نرتـب األفـراد حسـب العالمـات التـي منحـت لهـم فعنـد كـل مقارنـة نحـدد
إذا كان الفرد أفضل من فرد أخر ،فيحصل على ( )+واذا لم يكن كذلك يحصل (.)-
ومنه نالحظ أن عبد الرحيم أفضل أداءا من يره إذا حصل على أكبر عدد من العالمات ( )+وخالـد
أسوأ موظف إذا حصل على أكبر عدد من العالمات (.)-
00101الترتيلللب عللللى المنحنلللى :فــي هــذا األســلوب يقــوم المقــيم بتوزيــع األف ـراد وفــق توزيــع طبيعــي علــى
مجموعــات حيــث تكــون هنــاك نســبة مــن المتفــوقين وأخــر مــن المتوســطين وثالثــة مــن الضــعفاء،
فغالبية األفراد ي خذون درجة متوسطة من المقياس وكلما ابتعدنا عن هذه الدرجة ت خـذ النسـبة فـي
اإلنخفاض ،وسنوض هذا من خالل الشكل التالي:
71
ضعيف جيد
المصدر:إعداد الطالبة
مــن مآخــذ هــذه الطريقــة صــعوبة اســتخدامها فــي حالــة كــون عــدد األف ـراد الــذين يجــري تقيــيمهم صــغي ار
حيث ال يمكن تقسيمهم إلى مجموعات حسب مستويات الكفاءة المحددة.
من خالل هذه األنماط من أساليب الترتيب نالحظ أنها تتميز بالمزايا التالية:
تبث روح المنافسة والحماسة بين األفراد الخاضعين للتقيـيم ،فيـؤدون أعمـالهم بشـكل أفضـل ليحتلـوا
مكانة أعلى في قائمة الترتيب.
سهولة عملية تقييم األداء.
سرعة التقييم.
ال يبذل المقيم جهدا ووقتا في التقييم.
يتم التقييم وفقا لهذا األسلوب بمقارنة أداء الفرد بمعايير معدة مسبقا ،ويتحدد عدد ونوع هذه المعايير
حسب نوعية الوظائف وماهية العمل.
كم ــا يطل ــق عل ــى ه ــذا األس ــلوب ب '' نظ ــام التق ــدير'' ،ألن ــه يق ــوم بتق ــدير مس ــتو أداء الف ــرد مقارن ــة
بالمعايير المخططة ،حيث يقوم المقيم بتقييم األفراد مقارنه بعدد من المعـايير المعـدة والمتصـلة بخصـائص
الفرد ،اتجاهه ،ميوله ،مها ارتـه ،معارفـه و سـلوكاته المرتبطـة ب دائـه ،وبالتـالي فهـي بمثابـة معـايير يـتم تقيـيم
أدائه على أساسها.
ومن مزايا هذا األسلوب أنه يمكننا من معرفة جوانب الضـعف والقـوة وفقـا لكـل خاصـية ،بـدل اإلكتفـاء
بالتقييم الشامل ل داء.
وهناك عدة مقاييس لتقييم األداء تندرج ضمن هذا األسلوب نذكر منها:
تعتمــد هــذه الطريقــة علــى تحديــد معــايير للتقيــيم ،وعلــى تحديــد مــد توافرهــا فــي أداء الفــرد ،وذلــك مــن
خالل مقياس به درجات تحدد المستويات المختلفـة لتـوافر المعـايير فـي األداء ،وبتجميـع الـدرجات الخاصـة
بالتقييم يكون حاصل الجمع هو مستو تقييم أداء الفرد.
وتختلف معايير التقييم وأهميتها باختالف الوظائف حيث يتم تحديد خصائص الوظيفـة وتحديـد األداء
المطلوب ووضعها على مدرج للمستويات كما هو موض فيما يلي:
جدول رقم( )00يوضح التقييم وفقا لقياس مدرج المستويات:
دقيق جدا دقيق متوسط دقيق نوعا ما ير دقيق دقة األداء
ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ال يرتك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب متوسط ارتك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب يرتكب أخطـاء إلى حد كبير
يرتكب أخطاء أخطاء كثيرة األخطاء
تشــمل هــذه الطريقــة حفــظ ق ـوائم خاصــة بالســلوكات األدائيــة اإليجابيــة والســلبية ،واالعتمــاد عليهــا عنــد
إجراء عملية تقييم األداء ،وعلى المقيم أن يضع عالمة أمام الصفات التي توافق سلوك الفرد المقيم كما هو
مبين في الشكل التالي:
جدول رقم( )02يبين التقييم وفقا للقوائم السلوكية.
التعليمات :ضع عالمة (*) أمام الفقرة التي تمثل مستو أداء الموظف
ضـ ـ ـ ـ ــع العالمـ ـ ـ ـ ــة فـ ـ ـ ـ ــي المكـ ـ ـ ـ ــان العبارة واألسئلة وزن األهمية للسؤال
المناسب
ال نعم
() () -يسـ ــاعد زمالئـ ــه فـ ــي العمـ ــل عنـ ــد ()
الحاجة
تقوم هذه الطريقة على أساس اختيار المشرف علـى عمليـة التقيـيم باختيـار لعبـارتين مـن مجمـوع أربـع
عبارات تمثل صفات معينة بالفرد ،بحيث تصف إحد العبارات المختارة الفرد ب فضل ما يكـون ،فـي حـين
يجسد العبارة األخر أبعد صفة عن الفرد).(1
سريع البديهة.
وي ــتم إع ــداد ه ــذه العب ــارات ف ــي قـ ـوائم خ ــاص ،تض ــم ك ــل مجموع ــة أرع عب ــارات يق ــوم المق ــيم باختي ــار
عبــارتين ،والمقــيم هنــا ال يعــرف إذا كــان اختيــاره للعبــارات فــي صــال الفــرد أم ال بحيــث تكــون أوزان تلــك
العبارات سرية ،يتم تحديد مستو الكفـاءة عـن طريـق مقارنـة العبـارات التـي اختارهـا مـع العبـارات الموجـودة
في القائمة السرية ،ويكون التقييم باإليجاب أو السلب مما يحدد مستو أداء الفرد.
ومــن مســاوئ هــذا األســلوب احتمــال إســاءة فهــم العبــارات الوصــفية ،كمــا أن هنــاك صــعوبة تحضــير
معايير التقييم وصيا تها في جمل وصفية.
وسوف نتطرق فـي هـذا المجـال إلـى أسـلوب الوقـائع الحرجـة والـى التقيـيم بمقارنـة السـلوكات باألهـداف
اإلدارية المسطرة.
.0.2.0الوقائع الحرجة :ويتم التقييم بموجبه عن طريق دراسة طبيعة كل نوع من الوظائف مـن خـالل
نتائج تحليلها وتوصيفها ،ومن ثم تحديد مجموعة من السلوكيات التي تؤثر في أدائها إيجابا وسلبا علي أن
)(1
خالد عبد الرحيم الهيتي ،أكرم أحمد الطويل ،التنظيم الصناعي :المبادئ والعمليات المدخل والتجارب ،ط ،2دار
الحامد ،األردن ،2555 ،ص ص400 ،400
تكون هذه السلوكيات هامة وحساسة وذات عالقـة وتـ ثير مباشـر فـي أداء األفـراد الـذين يمارسـونها ،ويهمـل
أي ســلوك أو تصــرف يــر هــام ولــيس لــه تـ ثير يــذكر فــي األداء) ،(1فالســلوكات هنــا نوعــان ،ايجابيــة وهــي
التي تؤثر إيجابا في أداء العمل واتقانه ،وسلبية تؤدي إلى اإلخفاق فـي العمـل ،وتحـدد هـذه السـلوكات بقـيم
موجبة للسلوكات اإليجابية وسالبة للقيم السالبة.
.2.2.0المقارنة باألهداف:
وه ــي م ــن التقني ــات األكث ــر ش ــهرة ،ويس ــتخدم ه ــذا األس ــلوب إذا كان ــت المنظم ــة تعتم ــد نظ ــام اإلدارة
باألهداف ،والذي بموجبه يتم اإلتفاق والتعاقد مع كل فرد في المنظمة (مدراء وموظفين) على ما سيحققون
بالضــبط خــالل الســنة الواحــدة وفــي ضــوء قــدراتهم وظــروفهم الخاصــة* وتقــوم هــذه اإلدارة علــى مجموعــة
افت ارضــات أساســية خالصــتها أن العــاملين فــي المنظمــة يفضــلون معرفــة الن ـواحي المتوقــع مــنهم القيــام بهــا
وير ب ــون ف ــي المش ــاركة ف ــي عملي ــة اتخ ــاذ القـ ـ اررات الت ــي تم ــس مس ــتقبلهم ،وف ــي معرف ــة مس ــتويات أدائه ــم
باستمرار.
)(1
عمر وصفي عقيلي ،مرجع سابق ،ص423
)(2
بوفلجة يات ،مبادئ التسيير البشري مرجع سابق ،ص00
*في خالل المدة المتفق عليها يجتمع الرئيس بمرؤوسيه في فترات دورية لدراسة مشاكل األداء والعقبات التي تعترض
تحقيق األهداف ،لمحاولة تدليل كل عقبة أو الحصول على النتائج المطلوبة.
وتتكون اإلدارة باألهداف من عدة خطوات هي:
على الرئيس المباشر أن يصل مع المرؤوسين إلى اتفـاق بشـ ن العناصـر التـي تسـتخدم أساسـا فـي
أداء هذا األخير.
على الرئيس أن يقدم إرشاداته ونصائحه للعاملين مـن خـالل أداء العمـل ،وأن يت كـد مـن أن العمـل
يسير وفق الخطة الموضوعة.
علــى ال ـرئيس التعــاون مــع المرؤوســين وأن يحــدد األهــداف المطلوبــة مــن هــذا األخيــر والمــدة التــي
يجب فيها إحراز هذه النتائج.
من خالل عرض أساليب التقييم السابقة يمكن القول عموما أنها تنقسم إلى نوعان:
مجموعة تهتم بقيـاس نتـائج األداء (أسـلوب اإلدارة باألهـداف) ،حيـث يسـتخدم فـي المؤسسـات التـي
تمن العمال صالحية حل مشكالت العمل ،وهي البا ما تقيم النتائج النهائية ل داء دون اإلجراءات التـي
اتبعت في تحقيقها.
ومجموعة تعتمد على قياس الصفات والسمات األساسية ل داء ،تستخدمه اإلدارات التـي تنـزع إلـى
تركي ــز الس ــلطات ف ــي المس ــتويات العلي ــا وال ــى تقيي ــد ص ــالحيات وحري ــات المس ــتويات األدن ــى ف ــي مراجع ــة
مشكالت العمل فهي البا ما تستخدم اإلجراءات واللوائ كمعايير لتقييم األداء.
إال أن االتجــاه الحــديث هــو تفضــيل اســتخدام مـزيج مــن األســلوبين معــا ،بحيــث يبــدأ بــالتخطيط لـ داء
وينتهي بتقويم ما تم انجازه مقارنة مع الخطط ،ليصل إلى تقـدير بعـض السـمات السـلوكية الضـرورية ألداء
العم ــل ،وه ــذا تفادي ــا لعي ــوب ك ــل م ــن األس ــلوبين ،ف س ــلوب التق ــدير ينقص ــه التركي ــز عل ــى النت ــائج وأس ــلوب
األهداف ينقصه التحليل الكافي ل داء.
وحتى تكون هناك فعالية في تقييم أداء العاملين من الضروري وجود سياسة محددة بطريقـة جيـدة كمـا
أن طريقة التقييم يجب أن ت خذ ثالث مراحل هامة هي):(1
من الضروري أن يكون هناك التقاء بين الرئيس والمرؤوس من أجل تحديد األهداف و
الحصول على تعهداتهم.
من الضـروري أن يكـون هنـاك التقـاء بـين الـرئيس والمـرؤوس مـن أجـل انجـاز األهـداف
ومناقشة المشاكل التي انبثقت عن عملية التقييم.
من الضروري وجود تقييم كتابي على أداء العامل على األقل مرة كل سنة.
)(1
Pierre bergeron , la gestion moderne , théorie et casgarton marin, 2000, pp270 ,271.
وحتى يكون المعيار ( المقياس ) دقيقا في التعبير عن األداء المراد تقييمه يشترط أن يتميز بالخصائص
التالية:
الصدق:
ويقصـد بصـدق المقيـاس ضـرورة اعتمـاد التقيـيم علـى مقـاييس تتعلـق بخصـائص الوظيفـة وذات صـلة
بإنتاجيـة وأداء الفـرد أي أن العوامـل الداخلـة فـي المقيـاس يجـب أن تعبـر عـن الخصـائص التـي يتطلبهـا أداء
العمل ،ويتحدد صدق المقياس إذا قاس األجزاء الهامة المكونة للوظيفة والمتعلقة بفاعلية األداء.
الثبات:
ويقصد به مد ثبات نتائج التقييم في حالة خضوع المرؤوس إلى تقييم ألدائه من طرف أكثر من مقيم،
فثبات مقاييس التقييم في فترة زمنية معينة يعطي نفس نتائج التقييم إذا تم من طرف أكثر من مقيم.
التمييز:
المقصود بتمييز المقياس هنا هو قدرته على التفرقة بين المستويات المختلفة ل داء ،فالمقياس الجيد هو
الـذي يمكـن مـن تقـدير الفـروق مهمـا كانـت ضـئيلة بـين أداء األفـراد ،والقـدرة علـى التمييـز تتوقـف علـى دقـة
الدرجات التي يحتويها المقياس كمـا تتوقـف علـى صـدق المقيـاس أيضـا ،وأهميـة التمييـز تتضـ فـي الحـاالت
فيمـا يسـتوجب إظهـار االختالفـات فـي الجهـود ومسـتويات )(1
التـي تتقـارب فيهـا قـدرات األفـراد وكفـاءاتهم،
األداء ،مما يمكن متخذ القرار من اتخاذ الق اررات المناسبة بش ن الترقية والتحفيز والتكوين أو حتى االستغناء.
التحديد:
ويقصد به المد الـذي يـوفر فيـه المقيـاس المسـتخدم إرشـادات وتوجيهـات محـددة للعـاملين بشـ ن مـا هـو
)(1
متوقع منهم وكيف يمكنهم تحقيق هذه التوقعات
)(1أحمد صقر عاشور ،إدارة القو العاملة األسس السلوكية وأدوات البحث التطبيقي ،دار النهضة العربية،
بيروت ،1983 ،ص310-315
القبول:
ونعني بالقبول مد قبول األفر اد للمقيـاس المسـتخدم فـي تقيـيمهم واقتنـاع هـم بـه والمقيـاس المقبـول هـو
المقياس الذي يشير إلى العدالة ويعبر عن األداء الفعلي للعاملين.
يقصــد بالمــدخل هنــا المــنهج العــام الــذي علــى أساســه تصــمم وتنفــذ عمليــة ( آليــة تقيــيم أداء الم ـوارد
البشـ ـرية) ف ــي المؤسس ــة ،وس ــنحاول ع ــرض أه ــم الم ــداخل ف ــي ه ــذا المج ــال والمطبق ــة ف ــي المنظم ــات م ــن
خالل):(2
يتم من خالل هذا المجال الرقابـة والمتابعـة المسـتمرة والصـارمة ألداء المـوارد البشـرية مـن قبـل المقـيم
الذي هو في العادة الرئيس المباشر ،الذي يكلف بمالحظة األداء ،وجمع المعلومات الالزمة عنه مـن أجـل
تقييمه وتصميم عملية التقييم بموجب هذا المدخل بإتباع الخطوات التالية:
ومـن مآخـذ هــذا المـدخل أنــه وصـف باآلليــة ألنـه ينظـر إلــى المـوارد البشـرية باعتبارهـا آالت يجــب
فرض رقابة صارمة على أدائها للت كد من انجازها لوظائفهـا ،كمـا يسـود جمـود فـي العالقـة بـين المـوارد
البشرية وبين الرؤساء ،و ياب دور الرئيس المباشر المقيم كموجه ومرشد ومساعد لمرؤوسه.
)(2
عمر وصفي عقيلي ،مرجع سابق ،ص .301-310
.2.2مدخل تنمية األداء:
واجه عمل المنظمات في أواخر الثمانينـات وفـي التسـعينات مـن القـرن الماضـي منافسـة سـوقية شـديدة
أوجدها نظام التجارة العالمي الجديـد ،الـذي حـرر التجـارة الدوليـة مـن القيـود ،كمـا واجـه عملهـا سـرعة وكثـرة
التغيرات في البيئة المحيطة بها وخاصة التكنولوجية ،هذه األوضـاع خلقـت لـد المنظمـات حالـة مـن عـدم
اإلستقرار وخلق لديها ضرورة ملحة لرفـع جـودة منتجاتهـا ،وتحقيـق رضـا زبائنهـا ،ممـا يتطلـب مـن المنظمـة
التحسن المستمر ،ولعل تحسين أداء مواردها البشرية ي تي في المقام األول من عملية التحسين.
ومنه فان مدخل تنمية األداء يسعى إلى رسم إستراتيجية تحسين أداء الموارد البشـرية مـن أجـل تحقيـق
أهداف المؤسسة ،فهدف تقيـيم األداء بموجـب هـذا المـدخل يقـوم علـى أسـاس معرفـة حقيقـة األداء مـن كافـة
جوانبه االيجابية والسلبية ،وتحديد مسببات هذه الجوانب ،وذلك من أجل تفعيـل وتنميـة الجوانـب االيجابيـة،
ومعالجـة الجوانــب السـلبية ،فــي مسـعى لتحقيــق تحســين األداء المسـتمر وفــق توجهـات إســتراتيجية المؤسســة
وأهدافها.
أ .تقيلليم غيللر رسللمي :يشــير إلــى متابعــة الـرئيس المباشــر ألداء مرؤوســيه ،لكشــف األخطــاء فــي أدائهــم
قبل أو بعد وقوعها مباشرة للعمـل علـى تالفيهـا وعالجهـا ،عـن طريـق مسـاعدة أصـحابها بالتوجيـه واإلرشـاد
المستمرين طوال فترة التقييم المحددة.
ب .تقييم رسمي :ويشير إلى وضع الرئيس لتقييمه النهائي فـي نهايـة فتـرة التقيـيم باإلسـتناد إلـى التقيـيم
ير الرسمي ،حيث يعرض ما أنجزه األفراد من نتـائج ومقارنتهـا بمـا هـو مطلـوب مـنهم ،لتحديـد نقـاط القـوة
والضعف ،حيث توض خطة العالج نقاط الضعف وتعزز نقاط القوة.
وفي ضوء ذلك يقوم مدخل تنمية األداء على الدعائم التالية:
عمليــة التقيــيم عمليــة مســتمرة ،هــدفها تحقيــق تنميــة وتحســين مســتمر ألداء المـوارد البشـرية لتحقيــق
أهداف المؤسسة.
تعتبر عملية التقييم مالحظة ومتابعة مستمرة ل داء ،وليست مجرد رقابة مستمرة يقوم بها المقيم.
تس تند إستراتيجية تحسين أداء الموارد البشرية المتواصلة على االستفادة من أخطـاء الماضـي لرسـم
خطة لتحسين األداء في المستقبل.
يتمحــور دور المقــيم حــول تقــديم المســاعدة والــدعم المســتمرين للمقيمــين مــن أجــل تحســين أدائهــم
باستمرار.
أ .المللدخالت :وتمثــل مهــارات ،قــدرات ،معــارف ،والصــفات الشخصــية للفــرد والتــي يســتخدمها فــي أداء
عمله.
ب .عملية التحويل أو التشكيل :تمثل ما يقـوم بـه الفـرد الخاضـع للتقيـيم مـن أفعـال و سـلوكات ومـا يبذلـه
من جهود في أداء عمله.
ت .المخرجات :وتعبر عن نتائج األداء.
ث .التغذيللة العكسللية :تمثــل نتــائج عمليــة تقيــيم األداء ،تصــاغ علــى شــكل تقريــر يفصــل جوانــب القــوة
والضعف في األداء ومسبباتها ،وهذه التغذية يعلم بها الفرد الذي يقيم أدائه ليكون على علم بحقيقة أدائه.
وفيما يلي شكل يوض عملية تقييم األداء من خالل مدخل النظم.
تغذية عكسية
وبالتــالي تشــمل عمليــة التقيــيم تقيــيم إمكانيــات ومهــارات الفــرد ،وتقيــيم كيفيــة اســتخدام هــذه الم ـوارد فــي
عمليــة التحويــل ،ويشــمل التقيــيم النهــائي علــى اإلنجــاز الــذي حققــه الفــرد مــن حيــث كميتــه ،جودتــه ،تكلفتــه،
(*)
– حسب هذه النظرية المؤسسة الصحية بمثابة معمل أو مؤسسة له مادة أولية ،التي هي المريض وبالتالي يجب ان
يكون له منتوج ،ويتمثل هذا المنتوج في عدد األيام التي يعيشها المريض بعد شفائه وخروجه من المستشفى حتى وفاته.
وزمنــه ،لتحديــد مســتو كفائتــة ،فكــل هــذه األج ـزاء تكمــل بعضــها بعضــا لتحقيــق الوضــوح والموضــوعية فــي
عملية تقييم األداء.
يتفــق ال ـرئيس المباشــر الــذي يعتبــر المقــيم مــع مرؤوســيه علــى أهــداف يتوجــب علــى الطــرف الثــاني -
المرؤوس -انجازها خالل فترة زمنية محددة ،هذا اإلتفاق بمثابـة عقـد بـين الطـرفين ،حيـث علـى أساسـه يـتم
تقييم أداء المرؤوسين ،فاألهداف المتفق عليها بين الطرفين ستكون معايير من أجل تقييم األداء ويجب أن
تتصف بما يلي:
وجود عنصر التحدي فيها بحيث ال تكون سهلة وال صعبة ،أي يمكن تحقيقها.
أن تكون نابعة من أهداف الوحدة التي يعمل فيها الفرد الذي سوف يتم تقييم أدائه.
أن تكون قابلة للقياس من حيث الكمية ،الجودة ،التكلفة ،الزمن ،وأثرها االيجابي.
أن تكون واضحة ومفهومة.
أن تكون محددة بشكل دقيق.
ويــتم االتفــاق علــى األهــداف التــي تعــد بمثابــة معــايير التقيــيم ،بعــد شــرحها ومناقشــتها مــع األفـراد الــذين
سيلتزمون بتنفيذها ،وتحديد سبل وكيفية وزمن تنفيذها.
ويتطلب نجاح عملية تقييم األداء من خالل هذا المدخل ،توفر دعامتين أساسيتين هما:
أ .المرونة :يقصـد بهـا تعـديل األهـداف والمعـايير عنـدما تحـدث تغيـرات بمـا ينسـجم ويتكيـف مـع هـذه
المتغيرات.
ب .المتابعـــة المســـتمرة :وتك ــون م ــن قب ــل المق ــيم ( الـ ـرئيس المباش ــر) ألداء مرؤوس ــيه ،لتحقي ــق الرقاب ــة
الوقائية* على األداء الكتشاف األخطاء قبل وقوعها للعمل على منع حدوثها.
وفــي األخيــر يقــوم الـرئيس المباشــر بتنظــيم جــدول يوضـ فيــه مــا حققــه مرؤوســيه مــن أهــداف مطلوبــة
منهم مقارنة مع األهداف المحددة التي اتفق عليها ،ليحدد نسبة انجاز كل هدف وأسباب عدم اإلنجـاز فـي
حالة حدوثه.
* الرقابة الوقائية :تمارس قبل بدأ النشاط او أثنااه ،وذلك للتأكد من إن العمل يسير باتجاه تنفيذه حسبما خطط له ،وأن
الموارد المطلوبة للتنفيذ قد تم تخصيصها قبل بدا العمل لمنع حدوث األخطاا أثناا التنفيذ.
خامسا :معوقات األداء في المؤسسة العمومية:
ر م أهمية األداء الجيد في المؤسسة العمومية – ومنها المؤسسة الصـحية -إال أن هنـاك الكثيـر مـن
المعوقات والمشاكل التي تعوق هذا األداء وتتمثل فيما يلي):(1
.0القيم والعادات:
تشـير للتقاليــد ،القــيم ،العــادات الســائدة فــي المجتمــع ،ودرجــات ت ثرهــا بالثقافــة الخارجيــة ،فقــد بــدأت
مرحلة التحول في بعـض القـيم والمعتقـدات فـي الـدول العربيـة بعـد أن نالـت اسـتقاللها وبـرزت كمؤسسـة
ذات دور سياســي واقتصــادي واجتمــاعي حيــث ازدادت طموحــات الجمــاهير لوفــاء األجه ـزة الحكوميــة
بفــت أب ـواب الرفاهيــة أمامهــا ،ولكــي تنفــذ مشــاريع التنميــة االقتصــادية واالجتماعيــة فقــد تضــخم الجهــاز
الوظيفي ،وتعقدت اإلجراءات ،إضافة للتسيب الوظيفي.
هـي أنمـاط السـلوك والتفكيـر السـائدة لـد معظـم أفـراد المجتمـع ،وهـي تتـ ثر بالـدوافع والمحفـزات التـي
تحــرك أف ـراد المجتمــع ،ومجموعــة المتغي ـرات الثقافيــة التــي تحكــم ســلوك األف ـراد فــي التعامــل مــع المواقــف
وأشكال االتصال السائدة فيما بينهم ،فقد ت تي المكاسب المادية في مقدمة دوافع العمـل مـع ضـعف الـدوافع
الخاصة باالستقاللية وت كيد الذات.
أمــا تـ ثير مجموعــة العوامــل الثقافيــة والبيئــة وت ثيرهــا علــى طريقــة تفكيــر األفـراد وتعــاملهم مــع المواقــف
واألشكال السائدة واالتصال فيما بينهم ،يالحظ في سلوكات قيادات المؤسسات العمومية وهي:
) (1أحمد نصيرات ،أسباب ومبررات تدني األداء الحكومي نفال عن موقع األنترنت
9 www.planing.gov.sa/planning/all.ـ11ـ7119
البيروقراطية اإلدارية التي تهتم بـالحلول الجزئيـة دون عـالج المسـببات مـع التركيـز الشـديد
على السلطة.
.0هياكل ونظم التكوين السائدة:
على الـر م مـن الجهـود التـي تبـذلها المؤسسـات العموميـة فـي تطـوير طـرق التكـوين إال أن هنـاك
بعض المشاكل منها عدم الربط بين سياسة التكوين والتوظيف وكذلك عدم ربط عملية التكوين بالترقية
في المؤسسة.
ع ــدم التركي ــز عل ــى اإلس ــتخدام األمث ــل للحاس ــبات اآللي ــة ف ــي مج ــال التخط ــيط والرقاب ــة والتحلي ــل
اإلحصائي واتخاذ القرار.
عدم تحديث البرامج المستخدمة الستيعاب المزيد من المعلومات واألعمال.
نقص الثقافة المعلوماتية لد المسئولين بالمؤسسات العمومية.
وهــذا مــا يتطلــب تطــوير تقنيــات المعلومــات مــن خــالل تطــوير الثقافــة المعلوماتيــة لشــا لي الوظــائف
القياديــة واإلش ـرافية ،واعــادة صــيا ة المفــاهيم التقليديــة للعــاملين حــول نظــم وأســاليب العمــل لتكــوين رؤيــة
تكنولوجية جديدة تعنـى بـربط تقنيـات المعلومـات ب هـداف واحتياجـات المسـتويات اإلداريـة المختلفـة ،إضـافة
إلى ربط استخدامها بتغيير أسلوب تفكير العاملين وتدريبهم على تبادل المعلومات.
تؤدي المؤسسات العموميـة بصـفة عامـة ومؤسسـات الصـحة العموميـة بصـفة خاصـة – أعمـال كثيـرة
ومتشـعبة بمســتو قليــل مــن الكفـاءة وبتكلفــة باهظــة -هــذا باإلضـافة إلــى مــا توصــف بـه مــن إهمــال وســوء
إدارة تس ــاهم كله ــا ف ــي انخف ــاض األداء ف ــي تل ــك المؤسس ــات وترج ــع أس ــباب ظ ــاهرة انخف ــاض األداء ف ــي
المؤسسات العمومية بصفة عامة إلى الجوانب التالية:
الجوانب التاريخية :التي تتعلق بنشاط وتطور هذه المؤسسات عقب االستقالل.
الجوانب الفنية والتنظيمية :التي ترتبط بغياب األهداف الواضحة لوحـدات المؤسسـات العموميـة
وعدم تقييم نتائج األداء بها.
الجوانب البيئية والمجتمعية :التي تربط بمجموعات اإلتجاهات والقـيم والمعتقـدات التـي ارتبطـت
في أذهان الناس بالعمل بالوظائف الحكومية.
ونظ ار لغياب معايير ومقاييس دقيقة ألداء المؤسسات العمومية فيمكن االستدالل على انخفاض األداء
بالمظاهر التالية على مستو الجوانب الفنية والتنظيمية والعناصر البشرية:
كثـرة التغيـرات فــي الهياكـل التنظيميــة أد إلــى تكـرار العمليـات اإلداريــة وتعقيــد اإلجـراءات
وزيادة عدد العاملين.
افتقار الكثير من المؤسسات إلى وسائل التقنيات الحديثة في أداء أعمالها.
تــدني نســبة الوقــت المنفــق فــي أداء مهــام الوظيفــة النشــغال العــاملين ب عمــال خارجيــة أو
شعورهم باإلحباط وعدم الرضا الوظيفي.
تكدس أعداد كبيرة من العاملين في بعض الوظائف ير المنتجة ،إضافة إلى هدر الكثير
من الوقت والمال في التدريب دون التخطيط المسبق له.
ياب الدراسات لمعرفة المعوقات أو عـدم أخـذها بعـين اإلعتبـار وتحديـد مجـاالت تحسـين
وتطوير األداء.
خالصة
خالصـة يمكننـا القـول أن موضـوع األداء وتقييمـه مـن أهـم المواضـيع فـي وظيفـة إدارة المـوارد البشـرية
بالمؤسسـات ،ذلـك أن نجـاح أي مؤسسـة مـرتبط بمـد كفـاءة وفعاليـة أداء مواردهـا البشـرية وعليـه نجـد أنـه –
األداء– يعتبر المحور الرئيسي الذي تنصب حوله جهود المديرين كونه يشكل أهم أهـداف المؤسسـة ،ولمعرفـة
مد كفاءته تقوم إدارة الموارد البشرية بتقييمه لكي تعرف مكامن الضعف و القوة في إنجاز األعمال المنوطة
بكل فرد فـي المنظمـة مـن أجـل وضـع اسـتراتيجيه فعالـة للقـو العاملـة وبنـاء بـرامج االختيـار والتعيـين ووضـع
معايير موضوعية ل جور والترقية والتحفيز أو حتى االستغناء عن األفراد في المؤسسة.
أوال .فروض الدراسة
وانطالقـا مـن الخلفيـة النظريـة السوســيولوجية التـي اعتمـدنا عليهـا فـي إنجــاز هـذا البحـث سـوف نتنــاول
في هذا الفصل الجانب المنهجي للدراسة ،فالبحث االجتماعي ال يتمثل في جمـع التـراث النظـري واإلطـالع
على البحوث والدراسات التـي تناولـت المشـكلة فقـط ،وانمـا يعتمـد علـى العمـل الميـداني الـذي يمكـن الباحـث
مــن جمــع المعلومــات مــن المجتمــع الــذي يقــوم بد ارســته ،فمحاولــة إثبــات الد ارســة النظريــة بالد ارســة العلميــة
الميدانيــة مــن أهــم مســاعي البحــث العلمــي لمــلء الفجــوة القائمــة بــين النظريــة والواقــع بغيــة تحقيــق أهــداف
الد ارسـة والتحقـق مـن فرضـياتها مـن خـالل مجموعـة مـن األدوات واإلجـراءات التـي تسـاعدنا للوصـول إلـى
تبيان العالقة بين متغيري الدراسة و هـي :اسـتراتيجية التكـوين المتواصـل (المتغيـر المسـتقل( وأداء المـوارد
البشرية (المتغير التابع) ،وهذا ما سنحاول تناوله في هذا الفصل بدءا من:
تكمـن أهميـة الفـروض كإجابـات مؤقتـة تحتمـل الت كيـد أو النفـي فـي طابعهـا وكـذا صـيا تها التنبؤيـة
للعالقات بين المتغيـرات وهـذه الصـفة تعتبـر مـن أهـم أهـداف العلـم ،ألن التنبـؤ يسـاعد و يـؤدي إلـى القـدرة
على ضبط الظواهر والتحكم فيها و هذا بدوره يظهر الطابع التمحيصي والتحقيقي لبناء الفرض ،وتختلف
صيا ة فروض الدراسة باختالف اإلشكاليات التي وفقا لها يصاغ التساؤل الرئيسي ،ويتحدد المنهج.
ان سـ ـؤال االنطالق ــة ارتك ــز عل ــى االس ــتفهام ع ــن واق ــع اس ــتراتيجية التك ــوين المتواص ــل ف ــي المؤسس ــة
الصـحية ،وعليـه فـإن الد ارسـة تهـدف إلـى معرفـة العالقـة بـين اسـتراتيجية التكـوين المتواصـل فـي المؤسسـة
الصــحية ،وأداء المـوارد البشـرية ،ومــاهي طبيعــة البـرامج التكوينيــة؟ هــل هــي بـرامج طويلــة المــد ام بـرامج
قصيرة؟ وماهي أهدافها؟ ومن هي الفئة المستهدفة من التكوين؟.
-الفللرض األول :إن يــاب الدقــة فــي تحديــد احتياجــات المؤسســة الصــحية مــن التكــوين المتواصــل
يؤثر سلبا على نجاحه في المؤسسة.
الشك ان التخطيط عملية الزمة وهامة لتحديد االحتياجات التكوينية وتشمل هذه العملية:
* تحدي ــد احتياج ــات االفـ ـراد :وه ــذه ه ــي نقط ــة البداي ــة ف ــي عملي ــة تحدي ــد االحتياج ــات .فك ــل موظ ــف
حاجــات فريــدة ت ـرتبط بنــوع وظيفتــه وطبيعتهــا ،وخلفيتــه العلميــة والثقافيــة ،وخب ارتــه العمليــة وشخصــيته .وان
التركيز على االحتياجات التدريبية ل فراد يجعل من الممكن وضع برنامج تدريبي يلبي تلك الحاجات ،كما
يسهل تحقيق نتائج ايجابية.
* مس ــتو الجماعـ ــات :وهنـ ــا تتعل ــق الحاجـ ــات بفئـ ــات مهنيـ ــة معين ــة ،وباقسـ ــام مح ــددة فياالمؤسســـة
الصحية.
* مستو المؤسسـة :إن األفـراد والجماعـات يعملـون فـي مؤسسـة قـد تجمـع الحاجـات الفرديـة وحاجـات
الجماعات وتصمم بـرامج تكوينيـة وفـق المـوارد المتاحـة للتوفيـق بـين حاجـات األفـراد والجماعـات مـن جهـة،
وحاجات المؤسسة ككل من جهة أخر .
-الفرض الثاني :إن ياب الدقة فـي تحديـد أهـداف المؤسسـة الصـحية مـن التكـوين المتواصـل يـؤثر
سلبا على نجاحه في المؤسسة.
مما ال شك فيه أن تحديـد األهـداف يسـاعد علـى وضـوح الرؤيـة ،فـ ي عمـل نـاج ال بـد مـن أن يكـون
موجهاً نحو تحقيق أهداف محددة ومقبولة ،واال أصـب العمـل نوعـاً مـن المحاولـة والخطـ التـي تعتمـد علـى
العشـوائية واإلرتجــال وهــو مــا ســيؤد لضــياع للوقــت والجهــد والمــال ،وهــو مــا ســينعكس ســلبا علــى العمليــة
التكوينية.
-الفـــرض الثالـــث :إن يــاب اإلس ــتراتيجية التنظيميــة ف ــي التكــوين المتواص ــل يــؤثر عل ــى الوص ــول
بالمؤسسة الصحية إلي تحقيق أهدافها.
فــالتنظيم لعمليــة التكــوين المتواصــل يشــمل تــوفير الوســائل الماديــة والبش ـرية التــي تســاعد فــي نجاحهــا،
والتي ال يمكن ألي عملية تكوينية ان تنج بدونها وتتمثل في ،اختيار المكونين والوسائل المناسبة ،الوقت
المناسب للبرنامج ،وتهيئة الظروف المالئمة.
-الفرض الرابع :إن ياب نظام تقييمي للبرامج التكوينية يؤثر على نجاحه بالمؤسسة الصحية.
ويشمل تقييم التكوين:
التقييم المعرفي
التقييم المهاري
التقييم السلوكي
.1المؤسسة االستشفائية العمومية بشير بن ناصـر ،دشــن فـي 10أفريـل ،1986يقـع فـي المنطقـة
الشرقية لمدينة بسكرة بالعالية الشمالية.
* الرعاية المركزة
* الصيدلية
* تصفية الدم
* المخبر
* العمليات الجراحية
* مصلحة جراحة عظام الرجال
* قسم األشعة
ويوضـ ـ الج ــدول الت ــالي ع ــدد اإلستشـ ـفاءات واألسـ ـرة ،الوفي ــات ،ع ــدد أي ــام االستش ــفاء ف ــي لمؤسس ــة
االستشفائية العمومية بشير بن ناصر:
جدول رقم ( )02يوضح عدد األسرة واإلستشفاءات في المؤسسـة االستشـفائية العموميـة بشـير بـن
ناصر لسنة 2100
نسبة استغالل األسرة % عدد اإلستشفااات عررردد عرردد أيررام نسبة الوفيات عدد األسر
اإلسشفاا الوفيات
.2المؤسسة اإلستشفائية العمومية الـدكتور سـعدان أنشـ ت فـي 1890مـن طـرف األخـوات البـيض
les sœur blancheتم ت ميمه في .1972
52 المخبر
51 األشعة
أين تمت الزيارة االستطالعية لمديرية الصحة والسكان بوالية بسكرة ،حيـث مثلـت المرحلـة األولـى مـن
دراستنا الميدانية والتي ايتها التعرف على الواقـع الميـداني للبحـث قبـل الخـوض فـي تفاصـيله وا ازلـة اللـبس
على بعض النقاط الغامضة فيما يتعلق بالمفاهيم الدراسة ،بحيث يتسنى لنا من خالل هذه المبادرة التعـرف
عن قرب على مختلف مصالحها والتي من بينها مصلحة التكوين المتواصل.
كما قمنا بإجراء مقابالت مع بعـض المسـؤولين فيهـا ومعرفـة مسـؤولياتهم بهـا ،وقمنـا بطـرح عـدة أسـئلة
لهم تتعلق بعملية التكوين المتواصل داخل هذه المديرية وتمت في شهر فيفري.2512
وقد استغرق تطبيق االستمارة 50اشهر من شهر ماي الى اية شهر جويليـة 2512للحصـول علـى
المعلومات المطلوبة.
.2المجـال البشـري:
حســب موضــوع البحــث واشــكاليته ،فــإن مجتمــع الد ارســة يشــمل األف ـراد المشــاركين فــي دورات تكوينيــة
التـي قامـت بهـا المؤسسـات االستشـغائية ميـدان الد ارسـة ،ولـم يشـمل التكـوين الـذي يحضـر األفـراد لاللتحـاق
بمنصب عمل أولي ،أو األفراد الذين لم يشاركوا في أي برنامج تكويني.
السلك الطبي.
السلك اإلداري.
وقـد اسـتثنينا فــي بحثنـا الفئـة األخيـرة (التقنيـين والمهنيـين) العتبــا ارت عـدة منهـا أنهــا ال تخـدم تســاؤالت
بحثنا.
ومنه فإن مجتمع دراستنا يشمل الفئات التالية والموزعة على مختلف األقسام والمصال .
أ -فئة االطباء :وتشمل األطباء العامون ،األطباء المختصين ،الصيادلة وجراحو االسنان.
ودور الطبيــب يعتبــر دو ار اجتماعيــا باإلضــافة الــى الجانــب العلمــي الــذي يتمثــل فــي خبرتــه الطبيــة فــي
)(1
ويعرض لنا بارسونز لمجموعة من المعايير التي يجب ان يلتزم بها الطبيب منها: معاملته لمرضاه،
*بذل اقصى جهده للعمل على رفاهية المريض وصـالحه ،التـي مـن المتوقـع ان يضـعها الطبيـب فـوق
اهتماماته الشخصية.
*عالوة على هذا فانه على الطبيب ان يقف موقف الحياد االيجابي امام الحالة التي يعالجها ،بمعنـى
ان يكون موضوعيا في معاملته للمريض).(2
ب -فئة الشبه طبين :وتشمل عون طبي في التخذير ،ممرض رئيسي ،ممرض حاصل علـى ش .د،
ممــرض مؤهــل ،مســاعد تمـريض ،محضــر صــيدلي ،مشــغل أجهـزة أشــعة ،تقنــي فــي علــم األوبئــة ،مخبــري،
أخصائي في علم النفس العيادي ،مساعدة اجتماعية.
إن التطــور العلمــي والتكنولــوجي الــذي حــدث خــالل القــرن الحــالي فــي المجــال الصــحي قــد وازاه تقــدم
وتطور فـي مهنـة الشـبه طبـين كفـن وعلـم وتكنولوجيـا ،وأصـبحت لـه نظريـات ومفـاهيم خاصـة منفصـلة عـن
النظريات والمفاهيم التقليدية.
-فحســب منظمــة الصــحة العالميــة << :عمــل يــؤد بواســطة الممــرض لمســاعدة الفــرد ،مريضــا أو
سليما ،في القيام باألنشطة التي تساهم في االرتقاء بصحته أو استعادة صحته في حالة المرض أو الموت
في سالم وأمان>>.
-حسب نشرة جمعية الصحة الدولية << :علم وفن ويهتم بالفرد ككل -جسما وعقال وروحـا -ويعمـل
على تقدم وحفظ الفرد روحيا وعقليا وجسمانيا ،ومساعدته على الشفاء عندما يكون مريضا ،ويمتد االهتمام
بالفرد المريض إلى أسرته ومجتمعه ،ويشتمل ذلـك علـى العنايـة ببيئتـه وتقـديم التثقيـف الصـحي عـن طريـق
اإلرشادات والقدوة الحسنة>>.
فئة اإلدارين :وتشمل :متصرف إداري ،مساعد إداري ،محاسب إداري ،عون راقن ،عون مكتب.
فادية فؤاد حميدو محمد ،البناء االجتماعي للمؤسسة الطبية "دراسة انثروبولوجية" ،دار المعرفة الجامعية ،مصر، )(1
،2550ص. 043
نفس المرجع ،ص.044-043 )(2
والتـي تتـولى أعمـال إداريـة كاإلهتمـام بالعـاملين فـي المستشـفى ،ومختلـف شـؤونهم والحسـابات والصـيانة
وحفظ المباني و يرها.
إذ تتطلــب إدارة المؤسســات الصــحية فــي الوقــت الحاضــر قــدرات تتعــد حــدود عــالج المرضــى ،حيــث
أن مــن واجبــات إدارة المؤسســة الص ــحية الموازنــة مــا بــين مس ــؤوليات تقــديم الخــدمات العالجيــة للمرض ــى
والتخطـ ــيط للمسـ ــتقبل ،الرقابـ ــة الماليـ ــة ،التنافسـ ــية ،احتياجـ ــات الم ـ ـوارد البش ـ ـرية والمحافظـ ــة علـ ــى الجـ ــودة.
وتعتبر األنظمة الصحية الكفؤة متطلباً أساسياً لتقديم خدمات طبية متميزة وذات جودة عاليـة تحظـى بقبـول
ورضــا المســتهدفين منهــا وذلــك وفقــا للمعــايير والمتطلبــات العالميــة ،حيــث يتطلــب أن تتميــز هــذه األنظمــة
بالمرونة والديناميكية لتستوعب التغيرات المستمرة والمخاطر والمتوقعة في ظل النمو المتسارع الذي يشـهده
القطاع الصحي العام والخاص والتطور الهائل في استخدامات التكنولوجيا.
24 إدارين
00 إدارين
09 إدارين
640 المجموع
ثالثا :منهج الدراسة
المــنهج هــو وســيلة العلــم ووســيلة البحــث العلمــي فــي الكشــف عــن المعــارف والحقــائق والق ـوانين التــي
يسعى الى إبرازها وتحقيقها(.)2
ان استخدام المناهج والطرائق والوسائل لتحديد المواقف والظواهر والمشكالت ودراستها ال يتم
بصورة عشوائية ،بل ان طبيعة الموقف او المشكلة المدروسة وخصائصها هي التي تحدد نوعية تلك
الطرائق والمناهج المستخدمة ،فلكل منهج شروط ومتطلبات وقدرات معينة تفرض على الباحث
استخدامها ،وفي ضوء أهداف الدراسة وطبيعتها تم استخدام المنهج الوصفي.
يعرف حمد سليمان المشوخي المنهج الوصفي ب نه << المنهج المتبع لدراسة وايضاح خصائص
الظاهرة أو حالة معينة كما هي كائنة في الواقع وتفسيرها وتحديد عالقاتها في إطار ظواهرها والمتغيرات
المحيطة بها ،باإلضافة إلى اإلحداثيات التي تقود إلى تعميمات متباينة>>( )2ويعد المنهج الوصفي أكثر
مناهج البحث مالئمة للواقع االجتماعي كسبيل لفهم ظواهر واستخالص سماته وي تي على مرحلتين:
المرحلة األولـى :مرحلة االستكشاف والصيا ة التي تحتوي بدورها على ثالث خطوات وهي
تلخيص تراث العلوم االجتماعية فيما يتعلق بموضوع البحث واالستناد إلى ذوي الخبرة العلمية للدراسة ،ثم
تحليل بعض الحاالت التي تزيد من استبصارنا بالمشكلة وتلقي الضوء عليها.
أما المرحلة الثانية :فهي مرحلة التشخيص والوصف ،وذلك بتحليل البيانات والمعلومات التي تم
()2
جمعها تحليال يؤدي إلى اكتشاف العالقة بين المتغيرات وتقديم تفسي ار مالئم لها.
وقد اعتمدنا على المنهج الوصفي ألن هذا البحث ينطلق من معرفة واقع استراتيجية التكوين
المتواصل داخل المؤسسة الصحية وما هي أهدافها ومعيقاتها ،والعالقة بين استراتيجية التكوين المتواصل
وأداء الموارد البشرية.
()2
قيس النوري ،المدخل الى علم االنسان ،منشورات و ازرة التعليم ،بغداد ،1982 ،ص.6
).(2حمد سليمان ،تقنيات ومناهج البحث العلمي ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،،2552 ،ص .177
) .(3محمد محمد قاسم ،المدخل إلى مناهج البحث العلمي ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،،2550 ،ص .65
رابعا :أدوات الدراسة
االداة ركــن هــام فــي عمليــة التصــميم المنهجــي للد ارســة وهــي الوســيلة او الطريقــة التــي يســتطيع بهــا
الباحــث حــل مشــكلته والتقــرب مــن معــالم د ارســته وان المقــدرة علــى اســتعمالها يعطــي وزنــا وقيمــة للد ارســة
فالباحث يستخدم األدوات التي تتالءم مع طبيعة البحث او الدراسة.
وتعــرف األدوات المنهجيــة ب نهــا "وســائل جمــع البيانــات حــول الظــاهرة المدروســة ،فاســتعمال مــنهج
معين في أي بحث يتطلب من الباحث االستعانة ب دوات ووسائل مساعدة ومناسبة تمكنه من الوصول إلى
المعلومات الالزمة ،والتي يستطيع بواسطتها معرفة واقع أو ميدان الدراسة ،والواقع أن اعتماد الباحث على
()0
منهج معين هو الذي يحدد نوع األدوات التي يستعين بها في جمع هذه البيانات".
إن اختيار هذه األدوات المنهجية ال يتم بشكل عفوي ،وانما ت تي بمراعاة نقاط من أهمها:
.0المقابلـة
تع ــد المقابل ــة اس ــتبانة ش ــفوية يق ــوم م ــن خالله ــا الباح ــث بجم ــع معلوم ــات بطريق ــة ش ــفوية مباشـ ـرة م ــن
المفحوص.
وتعــرف ب نهــا << تفاعــل لفظــي يــتم بــين شخصــين فــي موقــف مواجهــة ،حيــث يحــاول أحــدهما (وهــو
()4
القائم) بالمقابلة أن يستثير بعض المعلومات أو التغيرات لد المبحوث>>.
سيد علي شيتا ،المنهج العلمي والعلوم االجتماعية ،مكتبة األشعة الفنية ،مصر ،1997 ،ص .01 )(1
محمد مسلم ،منهجية البحث العلمي ،الطبعة ،52دار العرب للنشر والتوزيع ،وهران ،الجزائر ،2554 ،ص .45 )(2
) .(3سعيد ناصف ،محاضرات في تصميم البحوث االجتماعية وتنفيذها ،مكتبة وهران الشرق ،الجزائر ،1997 ،ص .01
) .(4فوزي رايبية وآخرون ،أساليب البحث العلمي في العلوم االجتماعية واإلنسانية ،الطبعة ،50دار وائل ،عمان
،2552ص .61
وتــم اســتخدام المقابلــة الحـرة أو يــر المقننــة وهــي التــي ال تكــون األســئلة موضــوعة مســبقا ،بــل يطــرح
الباحث سؤاال عاما حول مشكلة البحث ومن خالل إجابة المبحوث يتسلل في طرح األسئلة األخر .
.2المالحظـة
هي أداة لجمع البيانات ،بها ينفذ المـنهج الوصـفي ،تعمـل علـى توجيـه االنتبـاه واإلدراك إلـى ظـاهرة أو
()0
حادثة معينة أو لشيء ما ،بهدف الكشف عن أساليب الظاهرة وقوانينها.
وفي ضوء إشكالية البحث وأهدافه استخدمنا المالحظة البسيطة المباشرة ك داة الستقصاء الحقائق من
الواقع بالمتابعة والمشاهدة والتـي يصـعب الكشـف عنهـا مـن خـالل االسـتبيان أو المقابلـة ،حيـث مكنتنـا هـذه
األداة مــن الكشــف عــن بعــض المواقــف والنشــاطات اليوميــة والعالقــات االجتماعيــة والوقــوف علــى ســلوك
بعض األفراد في أماكن عملهم ،إذ تبرز حقيقة تصرفاتهم وردود األفعال وطبيعة العالقات االجتماعية.
.2االستمارة
وتعــرف ب نــه << أداة لجمــع المعلومــات المتعلقــة بموضــوع البحــث عــن طريــق اســتمارة معينــة تحتــوي
عل ـ ــى ع ـ ــدد م ـ ــن األس ـ ــئلة مرتبط ـ ــة ب س ـ ــلوب منطق ـ ــي مناس ـ ــب ،يج ـ ــري توزيعه ـ ــا عل ـ ــى أش ـ ــخاص معين ـ ــين
لتعبئتها>>.
()2
وقد جـرت العـادة فـي تصـميم اسـتمارة البحـث أن تحصـر العناصـر الرئيسـية التـي يتشـكل منهـا محتـو
موضوع الدراسة في شكل أبعاد ومحاور.
) .(1سامي ملحم ،مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،األردن ،2555 ،ص .226
) .(2يحي مصطفى عليان ،عثمان محمد نيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق ،الطبعة ،51دار صفاء
للنشر والتوزيع ،عمان ،2555 ،ص .82
وبنــاءا عليــه تمــت صــيا ة االســتمارة التجريبيــة التــي طبقــت فــي الميــدان علــى 25مــن أف ـراد العينــة،
لمعرفــة مــد اســتجابة المبحــوثين ل ســئلة الموضــوعة فيــه وكشــف العيــوب والســلبيات والتــي يجــب تالفيهــا،
وأثناء هذه المرحلـة وجـدنا أن هنـاك بعـض األسـئلة التـي ال تصـل حيـث تـم إلغائهـا ،والـبعض اآلخـر يجـب
تعديلـه نظـ ار لعـدم فهـم المبحـوثين لهـا واعـادة صــيا تها بطريقـة أوضـ ،والـبعض اآلخـر لـم يجـر عليهــا أي
تعديل ،كما تمت إضافة بعض األسئلة التي لم ترد في االستمارة.
1-1استمارة استبيان:
الهـدف منهـا هـو جمـع البيانـات حـول نوعيـة بـرامج التكـوين المتواصـل التـي تلقاهـا افـراد عينـة البحــث،
وتضم 12سؤاال من 51إلى .12
وتشــمل بيانــات تتعلــق بالخصــائص العامــة للعينــة مــن حيــث الجــنس والســن ،الحالــة العائليــة والمســتو
التعليمــي والتصــنيف فــي ســلم التنظــيم ،األقدميــة فــي المؤسســة ونــوع التكــوين الــذي تلقــاه افـراد العينــة(.انظــر
ملحق رقم())54
2-1المقياس:
وفيما يتعلـق بطريقـة اإلجابـة علـى بنـود لمقيـاس ،فقـد اشـتملت علـى خمـس اختيـارات تبـدأ مـن الموافقـة
الشديدة وصوال إلى المعارضة الشديدة وفق مقياس ليكرت المتعدد االختيارات ،وتتراوح قيمـة هـذه اإلجابـات
من 0إلى ،0حيث يكون ترتيبها كما يلي:
وق ــد ش ــمل المقي ــاس ف ــي ص ــورته النهائي ــة مجموع ــة م ــن األس ــئلة تق ــيس ع ــدة أبع ــاد(:انظ ــر ملح ــق
رقم())50
الهدف من هذا الجزء من األسئلة هو تشخيص وضعية التكوين المتواصل وبيان أهدافه.
نحــاول مــن خــالل هــذا الجــزء مــن االســتبيان معرفــة مســتو التكــوين المتواصــل ،واالســتفادة المهنيــة
للعامــل مــن ب ـرامج التكــوين ،وكــذا دور التكــوين فــي التكيــف مــع منصــب العمــل وأث ـره علــى تعــديل الســلوك
المهني للعامل.
تم إعداد اإلستبيان الحالي عبر مجموعة من المراحل ،وهي كالتالي :
-0اطلعت الباحثة على عدد من المقاييس القريبة من المقياس المراد بناؤه ،وقد تم االستعانة ببعض
البحــوث الســابقة التــي أجريــت فــي هــذا اإلطــار ،وقــد أمكــن االســتفادة مــن هــذه الد ارســات فــي تكــوين تصــور
أولي ألبعاد موضوع إستراتيجية التكوين المتواصل.
-2اإلستعانة بنموذج لتقويم األداء لشا لي الوظائف الصحية بالمملكة العربية السعودية.
-3القيام باستخالص جميع األفكار التي ورد ذكرها سواء من خالل الدراسات السابقة ،أو مـن خـالل
الدراسة االستطالعية الميدانية.
-4عرض األداة على مجموعة من األساتذة المختصين ،من أجل ضبط المظهر الخارجي لإلختبار
والشكل العام للبنود.
-0تجريب األداة على عينة استطالعية للت كد من وضوح العبارات و إجراء التعديالت المناسبة.
-1الت كد من صدق األداة و ثباتها عن طريق تطبيق األداة على عينة قوامها 05مبحوث.
2-2-1صدق األداة:
يقصد بصدق االختبار أن يشمل كل جوانب ،أو مكونات الخاصـية التـي يقيسـها ،فهـو شـرط ضـروري
ينبغي توافره في االختبار ،واال فقد االختبار قيمته كوسيلة لقياس الخاصية المراد دراستها.
اعتمدت الباحث للت كد من صدق المقياس على عدة طرق هي:
وللت كد من صدق االستبيان تم عرضـه علـى مجموعـة مـن األسـاتذة ،مـن ذوي االختصـاص فـي قسـم
العلــوم االجتماعيــة إلبــداء المالحظــات وال ـرأي فيهــا ،وقــد أســفرت هــذه الخطــوة عــن تعــديل صــيا ة بعــض
العبارات كما يلي :
تهـ ــتم بحضـ ــور اللقـ ــاءات والمـ ــؤتمرات المخصصـ ــة تهتم بحضور اللقاءات والندوات المخصصة
للتكوين المتواصل
تتالءم برامج التكوين المتواصل مع ظروف عملك تتعارض برامج التكوين المتواصل مع ظروف عملك
تتالءم برامج التكوين المتواصل مع أوقات عملك تتعارض برامج التكوين المتواصل مع أوقات عملك
هناك كفاية في وضوح أهداف التكوين المتواصل كانت أهداف التكوين المتواصل واضحة كفاية لك
كذلك تم استبعاد العبارات التي لم تحز على رضى أ لبية المحكمين ،وقد بل عدد العبارات التـي تـم
استبعادها )(02عبارات ،وهي حسب ما وردت في الصورة التي تم توزيعها على المحكمـين (أنظـر الملحـق
رقم( )52كما يلي :
والذي من خالله نحسب معامل التمييز لكل سؤال حيث يتم حذف السؤال الذي معامـل تميـزه ضـعيف
أو ســالب ،ويقصــد باالتســاق الــداخلي ألســئلة االســتبانة هــي قــوة االرتبــاط بــين درجــات كــل مجــال ودرجــات
االساتذة هم(:أد:جابر نصر الدين ،د :زوزو رشيد ،أد :ابراهيمي الطاهر) جامعة بسكرة( ،أد:عوفي مصطفى ،د:لوشن
حسين)جامعة باتنة( ،أد :درواش راب ،أد :سعيد عيادي ،أد :معتوق جمال ) جامعة البليدة.
اسئلة االستبانة الكلية ،والصدق ببساطة هو أن تقيس أسـئلة االسـتبانة مـا وضـعت لقياسـه ،أي يقـيس فعـال
الوظيفة التي يفترض أن يقيسها.
وهــو مــن بــين طــرق حســاب صــدق المحتــو .تــم تطبيــق الصــورة النهائيــة لـ داة (أنظــر الملحــق())50
علــى عينــة قوامهــا 05مبحوثــا ،واســتخدام معادلــة بيرســون وتــم اســتخراج معــامالت االرتبــاط بــين كــل بنــد
والدرجة الكلية للمقياس باستثناء قيمة ذلك البند للت كد إن كان البند يقيس فعال ما يقيسه المقياس ،ويوض
الجدول التالي معامالت االرتباط الناتجة في هذا الش ن :
جدول رقم ( : )17معامالت ارتباط االبعاد مع المحور الذي تنتمي إلي وبالدرجة الكلية لإلستبيان
االتساق مـع االتســاق مــع رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم االتســاق مــع االتس ـ ــاق م ـ ــع رقم العبارة
الدرجة الكلية المحور العبارة الدرجة الكلية المحور
االتساق مـع االتس ـ ــاق م ـ ــع رقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم االتس ـ ــاق م ـ ــع االتسـ ـ ـ ـ ـ ــاق رق ـ ــم
الدرجة الكلية المحور العبارة الدرجة الكلية مع المحور العبارة
مصفوفة معامالت االرتباط البينية بين درجات األبعاد الفرعية و الدرجة الكلية لإلستبيان
الدرجـــة الكليــــة دور التكـوين المتواصــل اهــــــــــــداف التكــــــــــــوين بـــــــــــرامج التكـــــــــــوين البعد
للمقياس في تحسين االداء المتواصل المتواصل
يقصــد بثبــات األداة أن تعطــي النتــائج نفســها إذا أعيــد تطبيــق االلمقيــاس علــي نفــس العينــة فــي نفــس
الظروف ،كنوع من االستقرار في النتائج قامت الباحثة بحساب ثبات األداة باالعتماد على ما يلي:
تم اختيار عينة مكونة من 05مبحوثا ،بعد ذلك قامت الباحثـة بحسـاب معامـل αوالـذي كانـت قيمتـه
تساوي 5.01:وهو يدل على أن المقياس عالي.
.4السجـالت والوثائـق
تعتبر السجالت والوثائق من بين األدوات التي يستعين بها الباحث في جميع البيانات التي تعينـه فـي
دراسته التي هو بصدد القيام بها.
ونظـ ـ ار ألهمي ــة الوث ــائق والس ــجالت ف ــي البح ــوث االجتماعي ــة واإلنس ــانية للكش ــف ع ــن بع ــض جوان ــب
الموضوع التي يصـعب مالحظتهـا والكشـف عنهـا عـن طريـق الوسـائل السـالفة الـذكر ،اسـتخدمنا هـذه األداة
لإلطــالع علــى الكثيــر مــن البيانــات والمعلومــات التــي تــدخل فــي نطــاق بحثنــا كــذلك التــي تتعلــق بمختلــف
اإلحصائيات والتقارير.
.5األساليب اإلحصائية
اعتمدنا في هذه الدراسة على البرنامج اإلحصائي spssواعتمدنا على:
الحــد األدنــى مطــروح مــن الحــد األعلــى ( )4=0-0الحاصــل يــتم تقســيمه علــى عــدد فئــات المقيــاس
للحصول على طول الخلية الصحي ()5.0=0/4
تضاف هذه القيمة الناتجة إلى أقل قيمـة فـي المقيـاس و هـي الواحـد و ذلـك لتحديـد الحـد األعلـى لهـذه
الخلية و هكذا يصب طول الخاليا كما يلي:
من 2.1-0.0رافض.
من 3.4-2.1محايد.
من 4.2-3.4موافق.
إذا كان المتوسط الحسابي من 0.0-0فهو يمثل فئة ضعيفة جدا ،من 2.1-0.0يمثل فئة ضعيفة،
من 3.4 -2.1يمثل فئة متوسطة ،من 4.2-3.4يمثل فئة عالية ،ومن 0-4.2يمثل فئة عالية جدا.
أمــا فــي حالــة تســاوي عبــارتين أو أكثــر فــي متوســطهم الحســابي علــى مســتو المحــور فإنــه يــتم تقــديم
العبارات ذات االنحراف المعياري األقل.
وحســب موضــوع البحــث واشــكاليته << ســتراتيجية التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة الصــحية وأداء
الم ـوارد البشــرية >> فقــد تــم اختيــار العينــة فــي هــذا البحــث بطريقــة مقصــودة عينــة طبقيــة ،وهــي التــي تــتم
باختيــار عــدد مــن الوحــدات مــن مجتمــع مقســم إلــى طبقــات ،بحيــث تكــون الطبقــات يــر متداخلــة ،وتكــون
()0
المفردات ضمن الطبقة الواحدة متجانسة ،بينما هناك فروق بين الطبقات.
فئة األطباء.
) .(1يحي مصطفى عليان ،عثمان محمد نيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي ،الطبعة ،51دارصفاء للنشر ،عمان،
،2555ص .62
) .(2حسان محمد الحسين ،موسوعة علم االجتماع ،الطبعة ،51الدار العربية للموسوعات ،بيروت ،1999 ،ص 001
) .(3عبد الرزاق أمين أبو شعر ،العينات وتطبيقها في البحوث االجتماعية ،معهد اإلدارة العامة للبحوث ،الرياض،1997 ،
ص .141
فئة اإلداريين.
والذين شاركوا أثناء عملهم بالمستشفى في دورات للتكوين المتواصل سواء داخل المؤسسة في مدرسة
التكوين الشبه طبي أو خارجها.
وبمــا أن خليــة التكــوين المتواصــل وادارة المستشــفى ال يتــوفر علــى قائمــة خاصــة تضــم عــدد وأســماء
المشاركين في الدورات التكوينية ،بالخصوص الدورات القصيرة والمتوسـطة المـد ،فقـد تـم توزيـع اإلسـتبانة
على األفراد المشاركين في الدورات التكوينية والذين وافقوا على اإلجابة على أسئلة اإلستبانة.
وشملت عينة بحثنا 178مبحوثا ،وهو ما يعني أنها ممثلة للمجتمع األصلي بنسبة %27
100 178
% 27 موزعة على الفئات كما يلي: وقد تم استنباط ذلك كما يلي:
645
جــــدول رقــــم ( )00يوضــــح عينــــة البحــــث وتوزيعهــــا علــــى مختلــــف الفئــــات المهنيــــة بالمؤسســــة
االستشفائية العمومية
لقد تم ترجي كفة العينة نحو األطباء ،ثم اإلداريين ،لما لها من دور في تحديد سياسة التكـوين داخـل
المستشفى ولما لها أيضا من أثر على سير البحث والسهولة في تطبيـق االسـتبيان ووسـائل البحـث ،إال أن
هــذا ال يعنــي إهمــال فئــة الشــبه طبيــين أو انــه لــيس لــديها دور أو أثــر علــى التحليــل وســير البحــث ،فقــد تــم
تحديد عينة الشبه طبيين بـ ) )%23من مجتمعها األصلي.
و تم اختيار العينة داخل كل فئة بطريقة عشوائية ،حيـث تعطـي جميـع وحـدات مجتمـع البحـث فرصـة
متســاوية لالختيــار ،تــم توزيــع 055اســتمارة لكــن لــم يــتم اســترجاعها كلهــا بســبب تضــييعها ورفــض بعــض
إجاباتهم. األفراد اإلجابة عن اإلستبانة كما تم الغاء 20استمارة بسسب عدم جدية المبحوثين في
%13
%26
%61
جدول رقم( )21يوضح توزيع عينة البحث حسب المؤسسات االستشفائية العمومية ميدان الدراسة
النسللللللللللللللللللبة المجموعات
التكرار النسبة التكرار النسبة التكرار
المئوية
المهنية
النسللللللللللللللبة المجموعات
التكرار النسبة التكرار النسبة التكرار
المئوية
المهنية
يوضـ الجــدول أعــاله توزيــع أف ـراد العينــة حســب الجــنس حيــث نجــد أن نســبة الــذكور أعلــى مــن نســبة
اإلناث بالنسبة لمجموع الفئات.
في حين نجد نسبة اإلناث أعلى بالنسبة لفئة األطبـاء و فئـة الشـبه الطبيـين ممثلـة ب( )%02.01و
( )%00.00على التوالي وهي أعلى من نسـبة الـذكور فـي هـاتين الفئتـين وهـو القطـاع الـذي ال ازلـت المـرأة
تسيطر عليه بشكل كبير إلى جانب قطاع التعليم ،وهو ما يبين لنا االتجاه اإليجابي في المجتمع الجزائري
نحو عمـل المـرأة فـي هـذين المجـالين ،علـى عكـس اإلداريـين نجـد أن نسـبة الـذكور أعلـى مـن نسـبة اإلنـاث
حيث تمثل هذه األخيرة بنسبة (. (%33.33
-بالنســبة لفئــة األطبــاء نجــد أن فئــة اإلنــاث أعلــى مــن نســبة الــذكور وهــو عكــس مــا توصــلنا إليــه فــي
)(1
والتي تبين أن نسبة الذكور من األطباء أعلى من نسبة الطبيبات وهـو مـا يبـين التغيـرات دراستنا السابقة
التي حدثت في المجتمع الجزائري منذ سنة 2551إلى اية إجراء الدراسة الحالية وتغير النظـرة لإليجابيـة
للدورات التكوينية.
نية بودوح ،دور التكوين المتواصل في تنمية الموارد البشرية في المؤسسة الصحية بالجزائر-مستشفى بشير بن )(1
ناصر انموذجا -رسالة ماجستير ير منشورة ،جامعة بسكرة ،2551 ،ص 109
جدول رقم ( )22يوضح وصف عينة الدراسة من حيث السن
30.00 14 12.0 00 20.15 30 30.03 أقل من 35سنة 00
04.54 20 01.11 54 00.00 02 00.01 50 30 – 30
00.23 25 02.0 53 0.20 05 00.20 51 45 -31
02.31 22 4.01 50 01.11 00 1.02 53 05 – 41
1.01 04 4.01 50 1.45 50 05.01 أكثر من 05سنة 50
نالحظ من خالل الجدول أعاله سياسة المؤسسة في عملية التكوين المتواصل حيث تعمـد الـى تكـوين
االفراد الجدد من أجل تكيف الفرد مع منصب العمل الذي يتطلب مستو من الدقة.
أن البية أفراد عينة البحث من جميع الفئات تمثل عنصـر الشـباب ،حيـث أن المتوسـط الحسـابي لهـا
يساوي 37سنة وتتمثل في <<مرحلة التقدم والرقي>>( )0وت تي هـذه المرحلـة بعـد مرحلـة الثبـات واالسـتقرار
المهنــي ،حيــث يكــون فيهــا الفــرد قــد ثبــت أقدام ــه ف ــي عال ــم العم ــل جيــدا ويحــاول فــي هــذه المرحلــة تحقيــق
مســتو راق مــن األداء المهنــي واســتيعاب كــل مــا هــو جديــد وتــدريب صــغار الملتحقــين بالمهنــة أو الوظيفــة
وعادة ما يطلق على هؤالء األفراد " الخبراء".
) .(1محمد السيد عبد الرحمان ،نظريات النمو " ،علم نفس النمو المتقدم" ،مكتبة زهراء الشرق ،القاهرة ،2551 ،ص.077
جدول رقم ( )21يبين المستو العلمي ألفراد العينة
-أن ( )%0.20مــن مجمــوع عينــة البحــث لفئــة شــبه طبــي لهــم مســتو تعليمــي متوســط ،وهــذه الفئــة
تتكون من العمال القدامى ،الذين يمتازون باألقدمية والخبرة ،و البا هم يشغلون مناصب في السـلم الهرمـي
كممرضــين رئيســيين أو رؤســاء فــرق ،وهــو مــا الحظنــاه مــن خــالل مقابالتنــا معهــم ومــن خــالل المالحظــة،
وتعــد هاتــه الفئــة األكثــر اســتفادة مــن فــرص التكــوين المتواصــل ،وحســب مــدير خليــة التكــوين المتواصــل
ف لبيـة هـؤالء تـابع تكــوين طويــل المـد ،وهــم مــن الفئـة التــي تتـراوح أعمــارهم مــن 41إلـى أكثــر مــن 05
ســنة ،توظفـوا فــي الفتـرة التــي كــان هنــاك نــدرة العمــال بحيــث يــؤهلهم مســتو العلــيم المتوســط االلتحــاق بهـذا
المنصب( انظر الجدول رقم (.))22
السياسة نفسها كانت مطبقة بالنسبة لفئـة الشـبه طبيـين الـذين لهـم مسـتو تعليمـي ثـانوي ،حيـث بلغـت
نسـبتهم ( )%03.15وهـم نســبة يمثلـون أ لبيـة فئــة الشـبه طبيــين ،فـي حـين نجــد ( )%31.53لهـم مســتو
جامعي.
-بالنســبة لفئ ــة اإلداري ــين ( )%01.11م ــن أفـ ـراد العين ــة لهــم مس ــتو ث ــانوي وه ــم أيض ــا م ــن العم ــال
القدامى بينما ،نجد( )%03.33وهم األ لبية لهم مستو تعليمي جامعي.
جدول رقم ( )21يوضح الحالة المدنية ألفراد العينة
ومنه نستنتج أن أ لبية أفراد العينة هم من المتزوجين ،وهـو مـا يوضـ أهميـة هـذا العامـل أو المتغيـر
ف ــي األداء ال ــوظيفي وانعكاس ــه عل ــى الحال ــة النفس ــية واإلجتماعي ــة للعام ــل ،وعل ــى متابعت ــه لبــرامج التك ــوين
المتواصل.
ومن جهة أخر اتجاه الرجل في المجتمع الجزائري نحو الزواج مـن المـرأة العاملـة ،خاصـة فـي مجـال
التمريض والطب.
جدول رقم ( )25يوضح االقدمية في المؤسسة
43.20 11 11.11 01 33.33 31 04.34 20 أقل من 15سنوات
01.20 20 25.03 50 03.00 00 00.01 50 من 15إلى 01
0.42 00 4.01 50 0.20 05 0.10 54 من 06إلى 21
20.04 41 0.33 52 31.00 30 05.01 50 أكثر من 21سنة
-أن نسبة ( )%04.34من األطباء ويمثلون فئة األ لبية ،هم ممن لديهم أقدميه اقـل مـن 0سـنوات
في المؤسسة التي يعملون فيها و ( )%00.01هم من 0إلى 05سنوات.
أن نسـبة ( )%11.11مــن اإلداريـين هــم مـن فئــة األفـراد الــذين لـديهم أقدميــة فـي المؤسســة اقـل مــن 0
سنوات وهي فئة األ لبية و ( )%25.03من 0إلى 05سنوات
ومنه تتض لنا سياسة المؤسسـة فـي مجـال التكـوين المتواصـل والتـي تعمـل علـى تكـوين األفـراد الـذين
لهم أقدمية أقل في المؤسسة من اجل إكسابهم الخبرة والتحكم الجيد في منصب العمل والتكيـف مـع الوسـط
المؤسساتي .
كما تعكس هاته النسب سياسة المؤسسة فـي التوظيـف حيـث تـم خلـق مناصـب عمـل جديـدة و تشـغيل
عدد معتبر من العاملين لشغل هذه المناصب.
-بينما تمثل األ لبية ( )%31.00من الشبه طبيـين الفئـة التـي تتجـاوز مـدة أقـدميتهم بالمؤسسـة 25
سنة وهو ما يعكس عملية مواكبة التطورات الحاصلة فـي المجـال الطبـي خاصـة وان أ لبيـة هـذه الفئـة مـن
لهـا مسـتو علمــي ثـانوي أو متوســط ممـا يســتوجب عمليـة التكـوين المتواصــل خاصـة مــع التطـورات الهائلــة
التي تحدث في المجال الطبي.
ومنــه نســتنتج أن هنــاك عالقــة ارتباطيــه بــين ســن أف ـراد العينــة وأقــدميتهم بالمؤسســة وعمليــة التكــوين
المتواصل بالمؤسسة الصحية.
60
50
40 أطباء
شبه طبيين
30
اداريين
20
10
0
أقل من 5سنوات من 5الى 10 من 11الى 15 من 16الى 20 أكثر من 20
جدول رقم ( )21يوضح وصف عينة البحث من حيث األقدمية في المنصب
41.51 02 10.01 00 34.20 31 01.02 أقل من 15سنوات 21
00.11 30 02.0 53 25.31 22 20.13 05 من 15إلى 01
1.14 02 0.33 52 0.33 50 2.01 50 من 06إلى 21
أن ( )%01.02من األطباء تتراوح مدة أقدميتهم في منصبهم أقل من 0سنوات وهم ممن لهم أقدمية
أقل من خمس سنوات في المؤسسة (أنظر إلى الجدول رقم ())20
و()%20.13مـن 0إلــى 05ســنوات )%05.01( ،تتـراوح مــدة أقـدميتهم فــي المنصــب أكثــر مــن 25
سنة.
وهو ما يعكس صعوبة الترقية لـد هـاتين الفئتـين (األطبـاء والشـبه طبيـين) التـي تحكمهـا عـدة عوامـل
كالمستو العلمي والتخصص.
بالنسبة الشبه طبيين نجد أن ( )%35.00تتعد مدة أقدميتهم في منصبهم الحالي 25سنة.
بالنسبة لإلداريـين نجـد أن ()%10.01ال تتعـد مـدة أقـدميتهم فـي منصـبهم الحـالي 0سـنوات ،حيـث
أن منهم من ارتقى إلى مناصب جديدة.
ومنه نستنتج أن هناك صعوبة لإلرتقاء في سلم المناصب بالمؤسسة الصحية ،نظ ار لسياسة هاتـه
المناصــب التــي تخضــع لعــدة اعتبــارات كالمســتو العلمــي والتخصــص واألقدميــة بالمؤسســة والمشــاركة فــي
برامج التكوين المتواصل طويلة المد .
50
40
أطباء
30
شبه طبيين
اداريين
20
10
0
أقل من 5سنوات من 5الى 10 من 11الى 15 من 16الى 20 أكثر من 20سنة
أوال .برامج التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية
20.11 03 33.33 50 21.11 35 32.15 00 من خالل مسابقة
يوض لنا الجدول سياسة المؤسسة االستشفائية العمومية في التوظيف حيث أن:
)%40.05( من أفراد العينة تحصلوا علـى منصـبهم الحـالي عـن طريـق الشـهادة ( ( )%41.02مـن
األطباء )%44.44( ،من فئة شبه طبيين )%40.03( ،من اإلداريـين) ،فـي الوقـت الـذ كـان هنـاك نـدرة
لليد العاملة المؤهلة وقلة حاملي الشهادات.
بينما نجد أن ( )%20.11من أفراد العينة تحصلوا على منصـبهم الحـالي عـن طريـق مسـابقة نظمتهـا
المؤسس ــة أو مديري ــة الص ــحة والس ــكان بالوالي ــة ،أي ــن ك ــان هن ــاك وفــرة ف ــي األي ــدي العامل ــة وكثــرة خريج ــي
الجامعة.
)%22.41( تحصلوا على منصبهم من خالل الترقية الداخلية في المؤسسة.
)%2.24( تحصلوا على منصبهم الحالي من خـالل طـرق أخـر كالتحويـل أو عـن طريـق العالقـات
الشخصية.
جدول رقم ( )29يبين مصدر طلب التكوين
30.41 01 31.0 50 23.04 20 41.02 22 بناءا على طلب
المتكون
03.40 24 20.01 51 03.00 00 4.34 52 في إطار الترقية
00.50 00 33.33 50 12.01 10 41.02 22 سياسة المؤسسة
أن ( )%41.02من األطبـاء تلقـوا تكوينـا متواصـل بنـاءا علـى طلـبهم ممـا يعكـس وجـود دافـع لـد
هذه الفئة ،وهو ما يـنعكس إيجابـا إلسـتيعاب محتـو هـذه البـرامج مـن أجـل تحسـين األداء ،بينمـا نجـد نفـس
النسبة ( )%41.02كان تكوينهم في إطار سياسة المؤسسة و ( )%4.34كان تكوينهم في إطار الترقية.
أن ( )%12.01مــن الشــبه طبيــين كــان تكــوينهم فــي إطــار سياســة المؤسســة ،إذ أصــبحت مســالة
التكوين المتواصـل مسـ لة مرتبطـة بالقـدرة علـى الوجـود واإلسـتمرار ،وذلـك مـن خـالل جعـل المتكـون ينسـجم
مع المعطيات والمستجدات الحالية وبالتالي فإن المؤسسة هي التي تقوم بتحديد حاجاتها من التكوين.
( )%23.04من الشبه طبيين كان تكوينهم بناء على طلبهم ،و( )%03.00كان في إطار الترقية.
ومن المعروف أنه كلما كانت الر بة أو الدافع قويا لد المتكون كلما كان استيعابه لما يقدم له من
برامج أسرع وكان البرنامج أكثر نجاحا ،لذا يجب على المؤسسة أن تعمل على ضرورة خلق الدافع لد
المتكون وضرورة مراعاة وجود هذا الدافع لديهم ،وحسب مدراء خلية التكوين التكوين المتواصل
بالمؤسستين ميدان الدراسة ،فإنهم يقومون بتشجيع المبادرات الشخصية وذلك لرفع مستو االفراد وتحسين
أدائهم.
ويتم التكوين المتواصل بناءا على طلب األفراد من خالل تحديد الفئة المستهدفة من التكوين ،واعداد
قوائم يتم توزيعها على األفراد ،والذين يقومون بدورهم بتحديد احتياجاتهم التدريبية الخاصة حيث يتم دراسة
هذه القوائم علي مستو المؤسسة اإلستشفائية ثم إرسالها إلى مديرية الصحة التي تقوم بدورها على
مصادقتها.
جدول رقم ( )22يوضح األسباب التي دفعت المتكون للمشاركة في التكوين المتواصل
31.0 20 22.22 52 45 05 45.05 50 تحسين المستوى
المهني
30.10 25 44.44 54 32 50 31.31 50 تجديد المعرفة
والمهارة
04.20 50 00.00 50 50 52 22.12 50 تحسين المستوى
المادي
جدول رقم ( )11يبين نوع التكوين المتواصل الذي تلقاه أفراد عينة البحث
10.50 030 10 00 11.00 03 02.15 30 تكوين تخصصي
0.10 05 4.01 50 0.00 51 1.02 53 تكوين في العالقات
اإلنسانية
01.20 20 25.03 50 01.00 00 05.01 50 تكوين لإلشراف
والقيادة
يوض الجدول أعاله نوعية البرامج التكوينية المقدمة ل فراد ،حيث نجد أن:
)%10.50( مـن مجمــوع أفـراد العينــة تلقـوا تكوينــا فــي التخصــص حيــث يهــتم هــذا النــوع مــن التكــوين
بتزويــد األفـراد بالمعــارف والمهــارات الخاصــة بمجــال معــين كتكــوين األطبــاء أو الشــبه طبيــين فــي مجــال أو
أن ـواع محــددة مــن األمــراض وكيفيــة التعامــل معهــا (كالســكري ،االلتهابــات ،)...ومــن خــالل االطــالع علــى
بـرامج التكــوين المتواصــل فــي المؤسســات ميــدان الد ارســة خــالل الســنوات 2502.2500.2505وجــدنا ان
محتو هذه البـرامج يشـمل تخصصـات محـددة لمختلـف األقسـام بالمؤسسـة(انظـر ملحـق رقـم( ،))51وتمثـل
نسبة األطباء الذين كان تكوينهم تخصصي( )% 02.15وهم يمثلون اال لبية.
بالنسبة لفئة الشـبه طبيـين نجـد أن( )% 11.00مـنهم كـان تكـوينهم فـي التخصصـات التـي تسـتلزم
تجديد دائم ومساير للتطورات.
أمــا بالنســبة لإلداريــين( )%10مــنهم كــان تكــوينهم خــاص فــي بعــض المجــاالت كــاإلعالم اآللــي
والمحاسبة التقنية.
)%01.20( مــن أف ـراد العينــة كــان تكــوينهم لإلش ـراف والقيــادة وهــذا مــا يــدخل فــي إطــار الترقيــة
الداخلية في المؤسسة.
)%0.10( من أفراد العينة كان تكوينهم في مجال العالقات اإلنسانية ومـع أهميـة هـذا الجانـب فـي
المؤسسة الصحية ،إال أننـا نالحـظ نقـص فـي هـذا التكـوين إذ يعتبـر هـذا الجانـب (العالقـات اإلنسـانية) مـن
أهم جوانب نجاح المؤسسة الصحية لتحقيق أهدافها.
01.35 052 04.01 03 12.53 11 41.02 22 في المؤسسة
30.00 14 40.03 00 31.00 30 35.43 04 داخل الوطن
)%01.35( من أفراد العينة تم تكوينهم داخل المؤسسة التي يعملون بها ،و يتميز هذا التكوين
ب نه اقل تكلفة مقارنة مع يره ،كما أن المكون في الب األحيان يكون حسب مدير خلية التكوين
المتواصل من نفس المؤسسة وتلقى تكوينا أعلي من المتكونين كاألطباء المختصين بالنسبة لفئة األطباء
والشبه طبيين.
بينما ( )%30.00كان تكوينهم خارج المؤسسة داخل الوطن كالجامعات ومدارس تكوين الشبه
الطبي بالنسبة للشبه طبيين ومعاهد اإلدارة كما يتم المشاركة في األيام الدراسية والتي تقام خارج الوالية.
)%1.14( من أفراد العينة كان تكوينهم خارج الوطن كفرنسا وأمريكا في إطار التعاون الدولي
وهذا التكوين مقتصر في الغالب على فئة األطباء فقط وبعض الشبه طبيين الذين يتطلب عملهم مستو
عالي من التقنية.
اما بالنسبة للتكوين خارج الوطن حسب مدير التكوين المتواصل بمديرية الصحة فقد خصصت له
ميزانية حيث يتم ارسال اثنين من االطباء من كل مؤسسة في كل عام ،حسب التخصص واحتياج
المستشفيات التي وافقت على استقبالهم ،وتقوم المؤسسة بتقديم جميع التسهيالت بعد المؤسسة ،إلى إحد
قبول المؤسسة المستقبلة ،ويكون هذا التكوين قصير المد من شهر الى 53اشهر.
وبالتالي يمكن القول أن المؤسسة الصحية تعتمد في تكوين افرادها على التكوين الداخلي البا ،وهو
ما توصلت اليه دراسة العايب راب حيث كان تكوين ا لبية افراد المؤسسة الصناعية سيدار داخل مراكز
التكوين التابعة للمؤسسة ميدان الدراسة) ،(1ويمكن ارجاع السبب في ذلك الى تكلفة برامج التكوين التي تتم
خارج الوطن ،وكذلك الى شروط االلتحاق لمثل هذه البرامج
00.03 33 40.11 05 0.20 05 20.21 03 تكوين متوسط المدى
01.40 30 02.0 53 00.00 25 01.30 50 تكوين طويل المدى
أن أ لبي ــة أفـ ـراد العين ــة و يمثل ــون ( %04.34( )%14.54م ــن األطب ــاء %12.22 ،م ــن ش ــبه طبي ــين
و %02.0من اإلداريين) كان تكوينهم قصير المد ،إذ تلج المؤسسة الصحية إلـى هـذا التكـوين باعتبـاره
أقل تكلفة من يره من حيث الوقت أو المـال ،ونظـ ار لمـا يترتـب عـن يـاب المتكـونين أثنـاء مشـاركتهم فـي
الدورات التكوينية المتوسطة والطويلة المد التي تتعد ستة أشهر ،مما يسـتلزم تعيـين أفـراد جـدد وصـرف
جدول رقم ( )33يبين اذا كان المتكون يهتم بحضور االجتماعات و اللقاءات الخاصة بالتكوين
43.3 11 00.3 04 30.2 30 04.3 20 موافق تماما
0.1 05 0.3 52 1.0 51 2.2 50 رافض تماما
( )%43.3من أفراد العينة صرحوا على حرصهم الدائم لحضور االجتماعات واللقـاءات المخصصـة
لب ـرامج التكــوين المتواصــل حيــث أجــابوا ب ـ نهم موافقــون تمامــا علــى اهتمــامهم بحضــورها فــي حــين أجــاب
( )%32.1ب نهم موافقون.
)%02.4( م ـ ــن أفـ ـ ـراد العين ـ ــة أج ـ ــابوا ب ـ ــالرفض و ( )%0.1رافض ـ ــون تمام ـ ــا اهتم ـ ــامهم بحض ـ ــور
االجتماعــات واللقــاءات والنــدوات المخصصــة للتكــوين ،وعنــد استفســارنا عــن الســبب وجــدنا أن هــذه األخيـرة
تقــام بالمؤسســة مــن ســاعة إلــى ( )53ســاعات وبــالنظر إلــى هــذه المــدة فإنهــا تعتبــر قصــيرة لتحقيــق الهــدف
منها أوأنها تقام خـارج الوقـت المخصـص للعمـل ،وباعتبـار أن أ لبيـة أفـراد العينـة مـن جـنس اإلنـاث فـإنهن
يرين أن لهن التزامات أخر أهم من الحضور.
جدول رقم ( )11يبين اذا كانت اإلدارة تقوم بإطالع العاملين بالبرامج التكوينية المسطرة:
21.45 41 20 51 24.51 21 32.15 00 موافق تماما
يوض الجدول أعاله إذا كانت المؤسسة تقوم بإطالع العاملين بالبرامج التكوينية المبرمجة:
بالنســبة ل طبــاء يوافــق تمامــا ( )%32.1مــنهم علــى أن المؤسســة بإدارتهــا تقــوم بــإطالعهم بــالبرامج
التكوينيــة المســطرة مــن خــالل خليــة التكــوين المتواصــل ،بينمــا يـرفض ( )%32.1بـ ن اإلدارة تقــوم بــإطالع
الع ــاملين ببـ ـرامج التك ــوين المتواص ــل ،إذ ص ــرح بعض ــهم ب ن ــه يطل ــع عل ــى البـ ـرامج التكويني ــة ع ــن طريقت ــه
الخاصة آو عن طريق زمالءه بالعمل.
بالنسـ ــبة للشـ ــبه الطبيـ ــين يوافـ ــق ( )%32.45و ( )%24.51موافقـ ــون تمامـ ــا ب ـ ـ ن مؤسسـ ــتهم تقـ ــوم
بــإطالعهم ب ــالبرامج التكويني ــة ،بينم ــا يـ ـرفض( )%00.00و( )%01.11ارفــض تمام ــا قي ــام المؤسس ــة م ــن
خالل خلية التكوين المتواصل ب داء وظيفتها واطالع األفراد ببرامج التكوين المتواصل.
)%31.0( مـــن اإلداريـ ــين يوافقـــون و( )%20موافقـ ــون تمامـ ــا ب ـ ـ ن المؤسسـ ــة هـــي المسـ ــئولة عـ ــن
اطالعهم ببرامج التكوين في المؤسسـة )%01.11(،و( )%02.05علـى التـوالي رافضـون ورافضـون تمامـا
إذ صرح البعض منهم من خـالل مقابلتنـا بـ نهم يسـعون دائمـا عـن طريـق اجتهـادهم الشخصـي وعـن طريـق
معــارفهم لمعرفــة الب ـرامج التكوينيــة خاصــة مــع ش ـ هاتــه الب ـرامج عنــد فئــة اإلداريــين وصــرح بعضــهم أنهــا
مقتصرة على فئة محددة.
جدول رقم ( )15يبين إذا كانت برامج التكوين المتواصل متنوعة من حيث أهدافها
25.0 31 20 51 22.2 24 00.2 51 موافق تماما
02.4 22 01.1 54 05.20 00 00.2 51 رافض تماما
)%45,4( من أفراد العينة موافقون على أن برامج التكوين المتواصل بمؤسستهم متنوعـة ب هـدافها،
بينم ــا يواف ــق تمام ــا ( )%25.0م ــن أفـ ـراد الد ارس ــة م ــن أطب ــاء ،ش ــبه طبي ــين واداري ــين أن بـ ـرامج التك ــوين
المتواصل بمؤسستهم متنوعة ب هدافها.
فــالتكوين المتواصــل يرتكــز أساســا علــى عمليــات متنوعــة األشــكال منهــا اكتســاب كفايــات مهنيــة جديــدة
من طرف األشخاص الـذين يملكـون الخبـرة ،خاصـة مـع األشـخاص الـذين لـيس لهـم مسـتو علمـي عـالي-
كفئــة الشــبه طبيــين -حيــث يوافــق ( )%45.14و( )%22.22موافقــون تمامــا أن بـرامج التكــوين المتواصــل
متنوعة ب هدافها.
كــذلك تمكــن بـرامج التكــوين المتواصــل المســتفيدين منهــا مــن التـ قلم مــع بيئــة العمــل خاصــة فــي يــاب
الجان ــب التطبيق ــي ف ــي المس ــار التعليم ــي ( التعل ــيم الرس ــمي ) كم ــا ص ــرح بع ــض أفـ ـراد عين ــة اإلداري ــين إذ
أن( )%31.0يوافقون و( )%20موافقون تماما أن هذه البرامج متنوعة ب هدافها .
كمــا تعمــل أيضــا بـرامج التكــوين علــى جعــل األفـراد يتـ قلمون مــع التحـوالت و المســتجدات المتســارعة
فــي بيئــة العمــل ،كانتشــار األم ـراض وكيفيــة الوقايــة والعــالج إذ يوافــق( )%40.35و( )%00.20موافقــون
تماما من فئة االطباء أن برامج التكوين المتواصل متنوعة ب هدافها في مؤسساتهم.
فــي حــين نجــد أن( )%00.01يرفضــون و( )% 00.20رافضــون تمامــا أن هنــاك تنــوع فــي ب ـرامج
التك ــوين م ــن فئ ــة األطب ــاء و( )%01.00رافض ــون )%05.00(،يرفض ــون تمام ــا و( )%01.11رافض ــون
تماما و( )%02.0رافضون من الشبه طبيين واإلداريين على التوالي ،إذ يرون انه ال يوجد تنوع في بـرامج
التكــوين المتواصــل و أن هــذه الب ـرامج كمــا صــرح بعضــهم ترتكــز علــى المعــارف النظريــة التــي التســاعدهم
على تطوير أدائهم الفعلي.
ومنـه نسـتنتج أن أ لبيـة أفـراد العينـة ارضـين عــن التنـوع الموجـود بـالبرامج التكوينيـة التـي تعمـل أساســا
على تطوير األفراد وتحسين أدائهم فهو يمدهم بالمعلومات التي تساعد في تحقيق أهدافهم ويطور مهاراتهم
وقــدراتهم وذلــك بمــا يكتســبه الفــرد معلومــات وأفكــار تجعلــه يغيــر ســلوكه نحــو األفضــل مــن خــالل اســتخدام
المفــاهيم واألســاليب فــي مواقــف معينــة سـواء كانــت هــذه المهــارات فنيــة أو فكريــة أو ســلوكية – وقــد الحظنــا
هــذا التنــوع مــن خــالل االطــالع علــى بـرامج التكــوين المتواصــل بالمؤسســة ميــدان الد ارســة(انظــر ملحــق رقــم
(.-))51
جــدول رقــم ( )11يبــين إذا كانــت بـرامج التكــوين المتواصــل تســاعد علــى مواكبــة المتطلبــات المهنيــة
الجديدة
25.3 45 20 51 26.9 29 21.7 10 موافق تماما
7.3 13 12.5 53 4.6 50 10.9 50 رافض تماما
أ لبيـة أفـراد العينـة موافقـون بنسـبة( )%41.51بـ ن بـرامج التكـوين المتواصـل تسـاعدهم علـى مواكبـة
المتطلبات المهنية الجديدة.
حي ـ ــث أن( )%40.10موافق ـ ــون )%20.13(،موافق ـ ــون تمام ـ ــا و( )%41.20موافق ـ ــون)%21.00(،
موافقــون تمامــا مــن األطبــاء و شــبه الطبيــين علــى التـوالي ،فبـرامج التكــوين المتواصــل ال تقــف عنــد مســتو
تطور متسارعا ،مما يستوجب مواكبتـه مـن أجـل االسـتفادة مـن آخـر
ا معين فالتطور في المجال الطبي حقق
مستجدات األبحاث التي تهدف إلى تطوير مستو الخدمات الصحية المقدمة ،من خـالل جعـل األفـراد مـع
تواصــل مســتمر مــع أحــدث الد ارســات والبحــوث وب ـرامج التكــوين التــي تمكــنهم مــن تطبيــق تلــك المســتجدات
واالســتفادة منهــا بشــكل علمــي ،إذ أن االعتمــاد علــى القــدرات الذاتيــة واالجتهــاد لــم يعــد كافيــا بــدون نشــاط
يحــافظ علــى كفــاءة الطبيــب أو الممــرض العلميــة والعمليــة ويهــدف إلــى تحســين المخرجــات للمرضــى عبــر
تغييــر الســلوكيات العمليــة ل طبــاء ،ومواكبــة التطــور الس ـريع والمتواصــل فــي مجــال الطــب إذ أن التكــوين
المتواصل مطلب أساسي لتطوير الحياة المهنية للمحافظة على الكفاءة الالزمة لممارسة المهنة واالسـتمرار
فــي تطــوير المعرفــة العلميــة والعمليــة ممــا يعــزز قــدراتهم ويلبــي احتياجــات المرضــى ويســتجيب ل ولويــات
الصحية في البالد ،ف سواق العمل دينامكية تت ثر بالتطورات التقنية وتستثمرها في مجال العمل.
ف ــي ح ــين نج ــد أن( )%1.35يرفض ــون تمام ــا و( )%00.03م ــن أفـ ـراد العين ــة يرفض ــون بـ ـ ن بـ ـرامج
التكــوين تســاعد علــى مواكبــة المتطلبــات المهنيــة الجديــدة ،وعنــد استفســارنا عــن الســبب صــرح بعــض أف ـراد
العينة على أن "ا لب برامج التكوين المتواصل برامج نظرية قصيرة المد وهو مـا يعيـق االسـتيعاب الجيـد
لمحتواها خاصة مع مجال عملهم المعقد و المتجدد".
جدول ( )17يبين إذا كانت مدة التكوين كافية الكتساب المتطلبات المهنية الجديدة
19.10 34 20.83 50 17.59 00 20.13 05 رافض تماما
من خالل القراءة األولية لهذا الجدول نالحظ أن أ لبيـة أفـراد العينـة بنسـبة( )%33.15و( )%00.05يـر
ارضــين عــن المــدة الزمنيــة للتكــوين حيــث اعتبروهــا يــر كافيــة الكتســاب المتطلبــات المهنيــة حيــث تعبــر
النسبة األولى بالرفض و الثانية بالرفض التام .في حين يوافق( )%21.02منهم على أن هذه المدة كافية
بينما( )%0.00فقط منهم يوافقون تماما على أنها كافية.
بالنسبة ل طباء نجد( )%31.00يرفضـون بـ ن مـدة التكـوين كافيـة بينمـا يوافـق( )%20.21أن مـدة
التكوين كانت كافية الكتسابهم المتطلبات المهنية.
بالنسبة للشبه طبيين يـرفض( )%30.40بـان مـدة التكـوين كافيـة الكتسـاب المتطلبـات المهنيـة بينمـا
يوافق()%20.02أن مدة تكوينهم كانت كافية.
بالنسبة لالدارين هناك تقارب في وجهات النظر ير ( )%31.0مـن اإلداريـين أن مـدة التكـوين يـر
كافية حيث أجابوا بالرفض في حين توافق( )%33.33منهم أن المدة كانت كافية.
ومنــه نســتنتج أن مــدة ب ـرامج التكــوين المتواصــل فــي المؤسس ـة محــل الد ارســة يــر كافيــة الكتســاب الم ـوارد
البشـرية متطلبـات مناصـب عملهـم ذلـك أن هـذه المؤسســات ترتكـز علـى التكـوين المتواصـل القصـير المــد
انظر جدول رقم ( ،)32وهو عكس ما توصلت اليه نتائج دراسة العايب راب ،حيـث صـرح ا لبيـة االفـراد
بالمؤسسة الصناعية سيدار ان مدة التكوين مبال فيها من حيث المدة الزمنية ،وربما يعود السبب فـي ذلـك
الـي طبيعــة البـرامج ونوعيــة العمـل فــي كـال المؤسســتين ،كـذلك الــي المسـتو العلمــي الفـراد عينــة الد ارســتين
باعتبــار ان ا لبيــة اف ـراد المؤسســة الثانيــة-ســيدار -عمــال واطــارات واع ـوان تحكــيم ،لهــم مســتو تعليمــى
ابتدائي الى الثانوي.
لمزيد من التفصيل انظر العايب راب ،مرجع سابق ،ص ص.320،325
جدول رقم ( )11يبين اذا كان محتو البرامج يغطي المتطلبات المهنية
10.11 18 8.3 52 12 13 6.5 53 موافق تماما
15.73 28 16.7 54 14.8 16 17.4 50 رافض تماما
أ لبية أفراد العينة بنسبة ( )%42.0يرفضون أن محتو بـرامج التكـوين المتواصـل يغطـي المتطلبـات
المهنية الجديدة و( )%00.13ارفضون تماما.
بالنسبة ل طباء يرفض( )%30.0منهم أن محتو بـرامج التكـوين تغطـي المتطلبـات المهنيـة ،وذلـك
ألهمية وحساسية هذه المهنة ،إذ أن برامج التكوين حسب ماصرح بعضهم ،والتي تقـام فـي يـومين ك قصـى
حد والتي تركز في أ لبها على الجانب النظري اليمكن أن يغطي محتواها كافة النقائص التي يعـاني منهـا
الطبيب.
فــي حــين يــر ( )%35.4مــنهم انــه اســتفاد مــن هــذه الب ـرامج إذ صــرحوا ب ـ نهم موافقــون أن محتــو الب ـرامج
يغطي المتطلبات المهنية.
بالنسبة للشبه الطبيين أجاب( )%43.00بالرفض باعتبار أن بعـض البـرامج تتطلـب مسـتو عـال
من الدقة والتقنية ،ومدة زمنية تمكنهم من تطبيق هذه المعارف ،من خالل ربط المعرفة النظرية بالتطبيق.
بينمــا يوافــق( )%20.30علــى أهميــة محتــو هــذه الب ـرامج وأنهــا تغطــي المتطلبــات المهنيــة مــن خــالل
تزويدهم بمعارف و تقنيات ساعدتهم في عملهم.
( )%40.11م ــن اإلداري ــين رافض ــون أن محت ــو بـ ـرامج التك ــوين المتواص ــل يغط ــي المتطلب ــات
المهنية بينما أجاب( )%25.0بالموافقة.
ومنــه نســتنتج أن هنــاك قصــور فــي محتــو ب ـرامج التكــوين المتواصــل مــن حيــث تغطيتهــا للمتطلبــات
المهنية ،وهذا يعود إلى أن أ لب هذه البرامج قصيرة المد التسم بإعطاء وتلقي المتكـون لمحتـو كـاف
يؤهله للتغلب وتغطية نقائصه ومتطلبات منصـبه ،ويمكـن ربـط هـذا المتغيـر بمتغيـر مـدة البرنـامج التكـويني
(أنظر ص( ))200إذ أن التكوين قصير المد يختص بتحقيق مستويات االنجاز المطلوبـة اتجـاه تقصـير
العــاملين ،اصــابات العمــل ،كثـرة األعطــال واســتهالك الم ـواد واالدوات ،وزيــادة معــدل دوران العمــل وطلبــات
النقــل والج ـزاءات وانتشــار مشــاعر الع ــدوان واالحبــاط وعــدم االنجــاز ،وذل ــك بهــدف مســاعدة االفــراد عل ــى
)(1
التكيف مع المحيط االنساني والبيئي للعمل.
))1
رافت عبد الفتاح ،سيكلوجية التدريب وتنمية الموارد البشرية ،ط ، 0دار الكتاب الحديث ،مصر ،2550 ،ص 00
جدول رقم ( )12يبين اذا كان عدد الدورات التكوينية يالئم حاجة العمل
05.00 00 02.0 53 02.53 03 4.34 52 موافق تماما
00.01 21 02.0 53 00.00 25 0.10 54 رافض تماما
بالنس ــبة ل طبـ ــاء نالح ــظ أن( )%04.34وهـ ــي األ لبي ــة صـ ــرحوا ب ــالرفض لمالئمـــة ع ــدد الـــدورات
التكوينيــة لحاجــة العمــل وفــي مقابلتنــا مــع بعــض ه ـؤالء وجــدنا أنهــم شــاركوا م ـرة أو م ـرتين فقــط فــي دورات
التكــوين المتواص ـل بمؤسســاتهم ،فــي حــين أن مهنــة الطبيــب البــد لهــا مــن متابعــة للتكــوين ،نظ ـ ار للتطــورات
السريعة التي تحدث في مجال تطور صناعة األدوية ،طرق العالج الحديثة ،وادخال التكنولوجيا في الطب
كل هذه التطورات تستلزم على المؤسسة إقامة الدورات تكوينية بصفة مستمرة لمواكبة التطورات.
في حين صرح( )%20.21بالموافقة على أن عدد الـدورات كـاف ،ويمكـن القـول أن هـذه النسـبة تمثـل
األطباء الذين شاركوا في هذه الدورات عدة مرات.
بالنســبة للشــبه الطبيــين صــرح( )%43.00و( )%00.00بــالرفض والـرفض التــام علــى التـوالي علــى
أن عــدد الــدورات التكوينيــة يــالءم حاجــة العمــل ،وعنــد استفســارنا عــن الســبب أبــد أحــد أف ـراد العينــة تــذم ار
وصــرح ( شــاركت فــي دورة تكوينيــة واحــدة قصــيرة المــد بــالر م مــن أنــي قضــيت أكثــر مــن 23ســنة فــي
منصبي الحالي).
بينما يوافق( )%01.00على أن الدورات التكوينية يالءم حاجة العمل.
)%40.11( مــن االداريــن مــنهم يــرون أن عــدد بـرامج التكوينيــة يــر كافيــة ،حيــث أجــابوا بــالرفض
باعتبار أن ا لب هذه الدورات – كما صـرح بعضـهم -بالمؤسسـة موجهـة للسـلك الطبـي ،باعتبـار أن مهنـة
الطبيب تخضـع للتطـورات ولمعـايير أدق وأكثـر حساسـية مـن مهنـة اإلداري ،بينمـا يوافـق( )%20.01مـنهم
على أن عددها كاف.
جدول رقم ( )11يبين إذا كانت برامج التكوين المتواصل تتالءم مع ظروف العمل
02.02 23 01.11 4 04.00 01 1.02 53 موافق تماما
04.54 20 01.11 54 00.00 02 00.01 50 رافض تماما
بالنســبة ل طب ــاء نالح ــظ أن( )%30.03مــنهم أج ــابوا ب ــالرفض علــى أن بــرامج التك ــوين المتواص ــل
تتالءم مع ظروف العمل ،وعند استفسارنا عن السبب صرح ممثـل األطبـاء بخليـة التكـوين المتواصـل أثنـاء
مقابلتنا له أن هذا يعود لعدة أسباب منها أن بعـض المستشـفيات بالخـارج والتـي تقبـل متكـونين مـن الج ازئـر
ال تعطــي لهـؤالء فرصــة الــتعلم الميــداني إنمــا يقتصــر التكــوين علــى الجانــب النظــري فقــط وعلــى حــد تعبي ـره
"مــاهم إال متفرجــون علــى العمليــات التــي تقــام وال يســم لهــم بالمشــاركة" .بينمــا يوافــق( )%32.1مــنهم بـ ن
برامج التكوين المتواصل التي شاركوا فيها تتالءم مـع ظـروف عملهـم حيـث تهـدف هـذه البـرامج إلـى تغطيـة
النقائص التي تعاني منها المؤسسة االستشفائية العمومية والنقائص في أدائهم.
بالنس ــبة للش ــبه طبي ــين يـ ـرفض( )%30.00م ــنهم أن البـ ـرامج التكويني ــة ت ــتالءم م ــع ظ ــروف العم ــل
بالمستشفى ،في حين أجاب( )%24.51بالموافقة.
)%40.03( من اإلداريين وهـم يمثلـون األ لبيـة يوافقـون علـى أن بـرمج التكـوين المتواصـل تـتالءم
مــع ظــروف عمله ــم ،حيــث أن محت ــو هــذه البـ ـرامج يتمثــل ف ــي بعــض أنظم ــة اإلدارة والتيســير بالمؤسس ــة
االستشفائية العمومية.
جدول رقم ( )11يبين إذا كانت برامج التكوين المتواصل تتالءم مع أوقات العمل.
00.23 25 4.01 50 04.00 01 1.02 53 موافق تماما
00.23 25 25.03 50 0.20 05 05.01 50 رافض تماما
بالنس ــبة ل طب ــاء نالح ــظ أن هن ــاك تق ــارب ف ــي وجه ــات النظ ــر حي ــث يواف ــق( )%30.03م ــنهم ب ــان
برنامج التكوين المتواصل تتالءم مع أوقات عملهم و( )%31.00رافضون ب نها تتالءم مع أوقات عملهم.
بالنسبة للشبه طبيين ير ( )31.00ب ن برنامج التكوين المتواصل ال تتالءم مـع أوقـات عملهـم ،فـي
حين ير ( )%24.51ير ب نها تتالءم معها.
بالنســبة لإلداري ـين نالحــظ أن( )%33.33مــنهم موافقــون علــى أن ب ـرامج التكــوين تــتالءم مــع أوقــات
عملهم ،نفس النسبة( )%33.33يرفضون مالئمتها مع أوقات عملهم.
و منــه نســتنتج أن مالئمــة ب ـرامج التكــوين المتواصــل مــع أوقــات عمــل المتكــونين بالمؤسســة الصــحية
تخضع لعدة اعتبارات منها االلتزامات التي تقع عليه أثناء أوقات عمله وخارج هذه األوقات.
جــــدول رقــــم ( )12يبــــين إذا كانــــت بــــرامج التكــــوين المتواصــــل تتســــم بالجديــــة واالنتظــــام بالمؤسســــة
االستشفائية
1.14 02 0.33 52 4.12 50 05.01 50 موافق تماما
00.01 21 4.01 50 01.11 00 01.30 50 رافض تماما
نالح ــظ م ــن خ ــالل ه ــذا الج ــدول والمتعل ــق بالعب ــارة رق ــم (" )05تتس ــم بـ ـرامج التك ــوين المتواص ــل ف ــي
المؤسسة االستشفائية باالنتظام والجدية" أن:
)%31.00( من األطباء أجابو على هذه العبارة بالرفض حيث اعتبروا أن برامج التكوين المتواصل
ال تتسم باالنتظام والجدية من حيث اختيار المتدربين وأوقات البرنامج.
0.00 01 02.0 53 0.33 50 05.01 50 موافق تماما
32.00 00 0.33 52 45.14 44 21.50 02 رافض تماما
مما الشك فيه أن لنظام المكافـ ة والتشـجيع آثـار ايجابيـة فـي إنجـاح الـدورة التكوينيـة ،وذلـك مـن خـالل
خلق حافز مادي أو معنوي لد المتكون ،مما يولد لديه الر بة في التكوين ،وبإد اركـه ألهميـة هـذا التكـوين
وهي ماذهبـت إليـه النظريـات اإلداريـة كنظريـة Xو . Yولـو عـدنا إلـى الجانـب النظـري مـن الد ارسـة
نظرية Xو Yلماك ريغور :تفرض نظرية xأن األفراد كسالى ولهذا يجب مراقبتهم وتوجيههم وعقابهم أثناء التقصير،
وليس لديهم طموح وأنهم يعملون من اجل الحصول على األجر ،أما نظرية Yفتر أن األفراد يميلون للعمل بطبعهم فهم
يجب تحفيزهم بكل المحفزات المادية والمعنوية يمارسون رقابة وت وجيه ذاتي ولهم القدرة على التطوير واالبتكار لذ
كالمشاركة في الق اررات ،التقدير واالحترام.
ثير كبيـر
الفصل الثاني ( سياسات تفعيل الموارد البشرية (ص ))05لوجدنا ان لهذا الجانـب _الحـوافز _ تـ ا
على سلوك وأداء الفرد.
بالنسـ ــبة ل طبـ ــاء يـ ــر %35.43ان ـ ــه ال توجـ ــد مكافـ ــآت أثنـ ــاء التك ـ ــوين ،حيـ ــث أجـ ــابوا ب ـ ــالرفض
و( )%21.50أجــابوا بــالرفض التــام ،فــي حــين يوافــق( )%20.21مــنهم علــى أن هنــاك ح ـوافز تمــن لهــم
وتــدفعهم إلــى المشـاركة فــي بـرامج التكــوين المتواصــل سـواء كانــت هــذه المكافــآت ماديــة كالترقيــة أو معنويــة
كالشــعور بالرضــا والثقــة بــالنفس ،و( )%05.01فقــط يوافــق تمامــا أن هنــاك ح ـوافز تشــجع المشــاركة فــي
برامج التكوين المتواصل.
بالنســبة للشــبه طبيــين أجــاب( )%45.14علــى العبــارة بــالرفض التــام حيــث أنهــم يــرون ب نــه ال وجــود
لنظــام الحـوافز بالمؤسســة االستشــفائية العموميــة كمــا صــرح بعضــهم فــي حــين أجــاب( )%01.11بالموافقــة
و( )%0.33فقط بالموافقة التامة على أن هناك حوافز ومكافآت مشجعة للتكوين المتواصل.
بالنسبة لإلداريين أجاب( )%04.01بالرفض حيـث يـرون انـه التوجـد مكافـآت تشـجعهم أثنـاء عمليـة
التكوين في حين صرح ( )%01.11بان هناك مكافآت.
ومن ــه نس ــتنتج أن هن ــاك نق ــص فيم ــا يخ ــص نظ ــام الحـ ـوافز وارتباط ــه بعملي ــة التك ــوين المتواص ــل ف ــي
المؤسسة الصحية وهو ما صـرح بـه مـدير خليـة التكـوين المتواصـل بقولـه " إن نظـام الحـوافز فـي المؤسسـة
االستشــفائية بصــفة عامــة يمكــن أن نقــول انــه شــبه معــدوم وهــذا مــا يترجمــه تــذمر العــاملين واض ـرابهم عــن
العمل خاصة لد فئة األطباء في اآلونة األخيرة".
ثانيا :أهداف التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية
جـــدول رقـــم ( )11يـــبن إلـــى أي حـــد يـــر المتكـــون أن التكـــوين المتواصـــل ضـــروري فـــي المؤسســـة
االستشفائية العمومية:
13.53 035 04.01 03 10.12 01 11.30 30 موافق تماما
رافض تماما
-بالنســبة ل طبــاء يوافــق تمامــا أ لــبهم بنســبة ( )%11.30أن التكــوين المتواصــل ضــروري جــدا فــي
المؤسسة الصحية حيث يقوم بربط األفراد بالتطورات الحاصـلة فـي مجـال التطـورات واألبحـاث الطبيـة وكـذا
انتشار األمراض وكيفية الوقاية والحد منها خاصة مع مجـال عملهـم الـذي يسـتلزم الدقـة والمتابعـة المسـتمرة
لكــل مــاهو جديــد مــن أجــل تحســين األداء وتطــويره ،بينمــا يوافــق ( )%23.00علــى أن التكــوين المتواصــل
ضــروري فــي حــين أجــاب طبيبــان بنســبة( )%4.34بــالرفض علــى هــذه العبــارة وحســب رأيهمــا "هنــاك بـرامج
تكوينيــة شــكلية فقــط وهــي ال تتســم بالجديــة واألهميــة فــي طــرح الموضــوعات" فهــم يعتمــدون علــى مجهــودهم
الشخصي من اجل االطالع ومسايرة التطورات وتحسين األداء.
-بالنســبة للشــبه طبيــين يوافــق تمامــا( )%10.12مــنهم علــى أهميــة ب ـرامج التكــوين المتواصــل فــي
المؤسســة و( )%05.00يوافقــون علــى التكــوين المتواصــل ضــروري ،بينمــا ي ـرفض ( )52مــن الشــبه طبــين
فقط بنسبة %0.00أهمية التكوين المتواصل بالمؤسسة االستشفائية العمومية ،وعند استفسـارنا عـن السـبب
صرحوبان البرنامج الذي حضروه كان قصير المد ،وباعتباره لم يتصف بالجدية.
-بالنسبة لإلداريين( )%04.01وهم األ لبية يوافقون تماما على أن التكوين المتواصل ضـروري مـن
خالل ربط المؤسسة الصـحية بـالتطورات الحاصـلة فـي مختلـف المجـاالت ،وربـط المعرفـة النظريـة بالميـدان
خاص ــة وأن ه ــذه أ لبي ــة الفئ ــة تلق ــت تعليم ــا نظري ــا ف ــي الجامع ــات ومؤسس ــات التعل ــيم بعي ــدا ع ــن التطبي ــق
الميداني.
ومنه نالحظ تفطن افراد العينة الهمية التكوين المتواصل ،وفي دراستنا السابقة"دور التكوين المتواصل
في تنمية الموارد البشرية في المؤسسة الصحية" وجـدنا ان افـراد عينـة الد ارسـة يـرون ان التكـوين المتواصـل
في الترتيب الثاني من حيث االهمية في تحسين األداء ،بعـد عامـل اسـتخدام وسـائل جيـدة وتقنيـات حديثـة،
مــن بــين عــدة عوامــل كــالتكوين القاعــدي جيــد ،ظــروف عمــل جيــدة ،عالقــات انســانية جيــدة مــع الرؤســاء،
وعوامل اخر .
لمزيد من التفصيل انظر ،نية بودوح ،مرجع سابق ،ص ص.015،010
جدول رقم ( )15يبين إذا كانت هناك كفاية في وضوح أهداف التكوين المتواصل
24.00 43 02.0 53 35.00 33 00.20 51 موافق تماما
02.30 22 0.33 52 02.53 03 00.20 01 رافض تماما
إن وضــوح أهــداف التكــوين المتواصــل بمثابــة معي ـار للقيــاس والمتابعــة والحكــم علــى كفاءتــه ،وي ـرتبط
نجاح التكوين علـى مـد تحقيقـه ل هـداف التـي يسـعى لتحقيقهـا ،ويعتمـد النجـاح فـي تحقيـق هـذه األهـداف
اعتمادا أساسيا على مد وضوحها للمتكون نفسه وللمؤسسة.
-هن ــاك تق ــارب ف ــي وجه ــات النظ ــر بالنس ــبة ل طب ــاء حي ــث أن ( )%32.15م ــن األطب ــاء ي ــرون أن
أهداف التكوين المتواصل لم تكن واضحة كفاية لهم حيث أجابوا بالرفض ويمكن ربط هـذا المتغيـر بمتغيـر
مدة التكوين حيث أن هؤالء األفراد تلقوا تكوين قصير المد في حين يوافق ( )%35.43على أن أهـداف
التكوين كانت واضحة كفاية.
-بالنســبة للشــبه طبيــين يوافــق تمامــا( )%35.00حــين يوافــق( )%20مــنهم علــى أن أهــداف التكــوين
كانت واضحة كفاية لهم.
-يوافق( )%40.11من اإلداريين على أن أهداف التكوين المتواصل كانت واضحة كفاية لهم.
و قد صرح مدراء خلية التكوين المتواصل بالمؤسسـات محـل الد ارسـة انـه يـتم توضـي أهـداف التكـوين
بالنسبة للمتكون من خالل ملصقات آو من خالل استمارات موجهة لهم كما يتم تحديـد هـذه األهـداف بدقـة
أثناء البرنامج التكويني أو قبل بدايته.
04.54 20 02.0 53 00.00 25 4.34 52 موافق تماما
0.00 01 0.33 52 02.53 03 4.34 52 رافض تماما
هنـاك تقـارب فـي وجهـات النظـر بـين أفـراد العينـة حيـث يـرفض ( )%34.21مـنهم ان وسـائل التكــوين
كانت متوفرة ا ثناء عملية التكوين المتواصل مما يعتبرها البض من بين النقـائص ومعيقـات ،فطبيعـة العمـل
تتطلـب التطبيـق العلمـي مـن اجـل الوصـول الــى اهـداف هـذا التكـوين ،فـي حـين نجـد ( )%35.00موافقــون
علــى ان الوســائل العلميــة التــي تســاعد فــي عمليــة التكــوين المتواصــل كانــت متــوفرة أثنــاء العمليــة التكوينيــة،
وتتمثل هذه الوسائل حسب مديري التكوين المتواصل بالمطبوعات وأفالم الفديو.
جدول رقم ( )17يبين إذا كان التكوين المتواصل يتم وفقا لرسالة المؤسسة اإلستشفائية وأهدافها
33.04 00 31.0 50 33.33 31 35.43 04 موافق تماما
مــن خــالل تعريفنــا االج ارئــي للتكــوين المتواصــل نســتنتج أن نجاحــه يكــون مــن خــالل تحقيــق أهــداف
المؤسسة وأهداف الفرد ،وبالتالي يتم هذا التكوين وفقا إلحتياجات كل منهما.
-بالنســبة ل طبــاء يوافــق( )%31.00مــنهم و( )%35.43موافــق تمامــا علــى أن التكــوين المتواصــل
يتم حسب أهداف واحتياجات المؤسسة الصحية.
-بالنس ــبة للش ــبه طبي ــين( )%33.33مواف ــق تمام ــا و( )%21.00موافق ــون عل ــى أن بـ ـرامج التك ــوين
المتواصل تهدف لتلبية احتياجات وأهداف المؤسسة الصحية.
-بالنســبة لإلداريــين يوافــق أ لبيــة اإلداريــين علــى أن التكــوين المتواصــل يــتم وفقــا لرســالة المستشــفى
وأهدافه ،حيث أجاب( )%31.0بموافق تماما و( )%33.33بموافق على العبارة.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان اختيار برامج التكوين المتواصل يتم وفق رغبات و احتياجات األفراد
24.00 43 0.33 52 30.40 34 00.20 1 رافض تماما
)%40.35( -من األطباء رافضون أن اختيار برامج التكوين المتواصل يتم وفق ر بات واحتياجات
األفراد في حيث يوافق( )%35.43منهم على أن هذه البرامج تم اختيارها حسب احتياجاتهم و ر باتهم.
%30.40 -مــن الشــبه طبــين ارفــض تمامــا ب ـ ن ب ـرامج التكــوين المتواصــل يــتم تحديــدها بنــاء علــى
احتياجاتهم و ر باتهم.
-بالنس ـ ــبة لإلداري ـ ــين يـ ـ ـرفض( )% 40.03بـ ـ ـ ن اختي ـ ــار بـ ـ ـرامج التك ـ ــوين يك ـ ــون حس ـ ــب ر ب ـ ــاتهم و
احتياجاتهم في حين يوافق( )% 33.33على أن اختيارها يكون وفق احتياجاتهم ور باتهم.
ومنه نستنتج أن المؤسسة الصـحية تختـار برامجهـا حسـب احتياجاتهـا وأهـدافها بالدرجـة األولـى(انظـر
جدول رقم( ))41ثم بعدها حسب احتياجات األفراد و هذا ما صرح به أ لبية أفراد العينة.
جدول رقم ( )12يبين إذا كانت المؤسسة تقوم بمقارنة أداء األفراد قبل التكوين وبعده.
21.45 41 0.33 52 35.00 33 21.50 02 رافض تماما
نالحظ من خالل هذا الجدول والمتعلق بالعبارة(" )01تقـوم المؤسسـة بمقارنـة أداء األفـراد قبـل التكـوين
قبل التكوين وبعده" أن:
-أ لبي ــة أفـ ـراد العين ــة م ــن األطب ــاء ل ــم يخض ــعوا لعملي ــة تقي ــيم بمقارن ــة أدائه ــم قب ــل التك ــوين وبع ــده
بنسبة( ) %43.41منهم رافض و( )%21.50ارفـض تمامـا ،أو أنهـم لـم يالحظـوا ذلـك باعتبـار أن بعـض
الدورات نظرية.
)% 35.00(-مــن الشــبه طبيــين أجــابوا علــى العبــارة بـرافض تمامــا فــي حــين نجــد أن()% 21.00
موافـق علــى أن المؤسســة قامــت بعمليــة مقارنــة بــين أدائهــم قبــل التكــوين وبعــده مــن خــالل مالحظــة التركيــز
على تغيير سلوكاتهم بعد التكوين.
)%40.03(-مــن اإلداريــين يــرون أن المؤسســة ال تقــوم بمقارنــة أداء األف ـراد قبــل التكــوين وبعــده،
حيث أجابوا بالرفض التام للعبارة ،في حين يوافق( )% 00.01على أنهم خضـعوا لعمليـة تقيـيم أدائهـم بعـد
انتهاء الدورة التكوينية ومقارنته ب دائهم قبلها.
و منه نالحظ وجود نقص في عملية تقييم بمقارنة أداء األفراد قبل التكوين وبعده و يشمل هـذا التقيـيم
التقييم المهاري ،حيث يتم تقييم مستو المهارات التي اكتسبها الفرد أثناء التكوين ،ومـد تطـويره لمها ارتـه
وقد ارتـه مقارنــة بالمهــارات والقــدرات المســتهدف تطويرهــا مــن خــالل البرنــامج ،والتقيــيم الســلوكي مــن خــالل
قياس مستو السلوك العام للموظف المشارك أثناء البرنامج ،من حيث مد انضـباطه والت ازمـه بالتعليمـات
وعالقاته مع المرضى وزمالئه والمشرفين .
جـــدول رقـــم ( )51يبـــين إذا يـــتم تقيـــيم فعاليـــة بـــرامج التكـــوين المتواصـــل عـــن طريـــق اختبـــار تحريـــري
للمتكونين.
1.01 04 5.02 50 0.20 05 1.02 53 موافق تماما
22.541 45 25.03 0 23.04 20 20.13 05 رافض تماما
نالحظ من خالل الجـدول أعـاله والمتعلـق بالعبـارة رقـم (" )00يـتم تقيـيم فعاليـة البرنـامج التكـويني عـن
طريق اختبار تحريري للمتكونين" ،ويتمثل هذا التقييم بالتقييم المعرفـي حيـث يـتم تقيـيم البرنـامج التكـويني
والحكم على نجاحه من خالل مخرجاته من خالل ماكتسبه الفرد من معارف من خالل هذا البرنامج.
)%31.00( -من األطباء يوافقون على أنـه يـتم تقيـيم فعاليـة البرنـامج التكـويني عـن طريـق اختبـار
تحريـري ،يـتم بعـد انتهـاء الـدورة التكوينيـة ،ويشـرف علــى هـذا االختبـار المكـون ،ويـتم التركيـز البـا حســبهم
_األطباء_على الحقائق والمفـاهيم التـي تعلموهـا ،فـي حـين يـرفض ( (%34.10مـنهم وجـود هـذا النـوع مـن
التقييم.
)%20.12( -من الشبه طبيين موافقون ب نه يتم تقيـيم فعاليـة بـرامج التكـوين المتواصـل عـن طريـق
اختبــار تحريــري ،حيــث يــتم تقيــيم مــد معرفــة المتكــون ب هــداف البرنــامج التكــويني ،ومعرفتــه بالمواضــيع
المطروحة في البرنامج ،كما يساهم هذا النوع من التقييم في معرفة ردود أفعال المتكونين حول البرنامج.
(% 33.33( -من اإلداريين رافضون ب نه يتم تقييم البرامج التكوينية عن طريق اختبارات تحريريـة
في حين يوافق( )%01.11على أن يتم تقييم ما اكتسبه الموظف من المعارف التـي تـم طرحهـا ومناقشـتها
أثناء التكوين.
ويتميز هذا النوع من التقييم بسهولة تطبيقه ،كما انه ال يتطلب الوقت والجهد لتنفيذه ،ويتم بعد انتهـاء
الدورة التكوينية مباشرة ،ويقوم به عادة المكون.
وهذه النتائج تتوافق مع دراسة قياس اثر التدريب في اداء العاملين-دراسة ميدانية على مديريـة التربيـة
فـي ســلطنة عمــان-حيـث ان ا لبيــة افـراد العينــة وهـم يمثلــون( )%43.0موافقــون علــى انـه يــتم تقيــيم فعاليــة
البرامج التدريبية عن طريق اختبار تحريري).(1
جدول رقم ( )51يبين اذا كان المتكون يقدم تقرير عند نهاية الدورة التكوينية
04.54 20 01.11 54 00.14 01 0.10 54 موافق تماما
01.40 30 01.11 54 01.00 00 01.30 50 رافض تماما
) (1علي يونس ميا ،صالشيج ديب ،سالم راشد الشامسي<< ،قياس اثر التدريب في اداء العاملين-دراسة ميدانية على
مديرية التربية في سلطنة عمان ،>>-مجلة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ،سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ،مجلد
( ،)30العدد( ، )50سوريا ،2550،ص .01
نالحظ من خالل الجدول أعاله أن:
-بالنسبة ل طباء( )%34.10منهم يوافقـون علـى أنهـم قـدموا تقريـ ار عنـد نهايـة الـدورة التكوينيـة حـول
ما اكتسبوه من سلوكات ومهارات ومعارف من خالل البرنامج التكويني.
)%30.00(-من الشبه الطبيين موافقون على أنهم قـدموا تقريـ ار عنـد نهايـة البرنـامج التكـويني حـول
محتو هذا البرنامج ومد تحقيقه ألهدافه ومساهمته في اكتساب مهارات ومعارف جديدة.
)%31.0(-مــن اإلداريــين موافقــون علــى أنــه يــتم تقيــيم الب ـرامج التكوينيــة بعــد انتهائهــا ،عــن طريــق
اختبار تحريري يقدمه المتكون.
ومنه نالحظ أن المؤسسة تقوم بتقييم محتو برامج التكوين المتواصل مـن خـالل التقيـيم المعرفـي و
الـذي يهــدف لتقيــيم ومعرفــة مــا اكتســبه الفــرد مــن المعـارف التــي تــم طرحهــا ،ومناقشــتها حيــث يقــوم المتكــون
بإعداد تقرير مختصر عن البرنـامج التكـويني الـذي شـارك فيـه يتضـمن ( عنـوان البرنـامج ،مكانـه وتاريخـه،
األهداف األساسية للبرنامج ،شرح مختصـر للموضـوعات الرئيسـية للبرنـامج ،التوصـيات والنتـائج المتوصـل
إليها ،مد تحقيق البرنامج ألهدافه ،ومد إمكانية تطبيق المعرفة المتحصـل عليهـا ،المهـارات والسـلوكات
المكتسبة على أرض الواقع).
ثالثا :دور التكوين المتواصل في تحسين االداء
جدول رقم ( )52يبين إذا كان التكوين المتواصل يساعد في امتالك الخبرة في تطبيق ما تعلم .
31.51 11 40.03 00 35.00 33 41.02 22 موافق تماما
رافض تماما
)%41.02(-من األطباء يوافقون تماما على أن التكـوين المتواصـل يسـاعد علـى امـتالك الخبـرة فـي
تطبيق ما تعلموه في مجال عملهم و( )%35.43موافقون تماما.
)%44.44( -مــن الشــبه الطبيــين موافقــون و( )%35.00موافقــون تمامــا علــى أن التكــوين يكســب
الفرد مهارة في تطبيق ما تعلموه في تكوينهم فيما يخص مجال عملهم.
)%40.03( -مــن اإلداريــين موافقــون تمامــا و( )%33.33موافقــون علــى أنهــم اكتســبوا مهــارة فــي
تطبيق ما تعلموه من خالل التكوين المتواصل.
وهذه النتائج تتوافق مع دراسة "ميا،شيخ ديب ،الشامسي" والتي تبين ان ا لبية افـراد العينـة()%20.0
و( )%41.0على التوالي موافقون بشدة وموافقون ان التكوين يكسب المهارة في تطبيق ما تعلموه).(1
وهـذا مؤشــر علــى اثــر التكــوين المتواصــل وأهميتــه فـي تحســين أداء األفـراد فــي المؤسســة الصــحية مــن
خالل زيادة المهارة وصقل الخبرة لد المتكونين.
جدول رقم ( )51يبين إذا كان التكوين المتواصل يمكن الفرد من تدريب غيره من العاملين
30.41 01 25.03 0 21.11 35 40.10 20 موافق تماما
)%40.10( -من األطباء موافقون تماما على أن التكوين المتواصل مكنهم من تـدريب يـرهم مـن
األفراد ،و( )%32.15موافق ،حيث صرح لنا مدير خلية التكوين المتواصل أن األطباء الـذين تلقـوا تكوينـا
متواصال خاصة الطويل أو المتوسط المد يشرفون على تكـوين يـرهم مـن الفئـات المهنيـة بالمستشـفى –
أطباء عامون أو شبه طبيين أو أفراد الخدمات_ في حين نجد( )%01.30لـم يقومـوا بتـدريب يـرهم حـول
البرنامج الذي تلقوه.
علي يونس ميا ،صالشيج ديب ،سالم راشد الشامسي ،مرجع سابق ،ص044 )(1
)% 30.00( -من الشبه طبيين موافقون و( )% 21.11موافقون تماما على أن التكوين المتواصل
مكنهم من تكوين يرهم من األفراد بالمستشفى ،وقد صرح مـدير خليـة التكـوين المتواصـل أنـه ونظـ ار للعـدد
الكبير من الشبه طبيين ال يمكن للمؤسسة الصحية ان تكون جميع أفرادها في برنـامج واحـد ،لـذا تلجـ إلـى
تقسيمه إلى مجموعات ،بحيث يكون على رأس كل فريق مكون شارك في برنامج تكويني خاصـة المتوسـط
أوالطويل المد يقوم بتدريب فريقه.
)%40.03(-من اإلداريـين موافقـون و) (%25.03موافـق تمامـا علـى أن التكـوين المتواصـل مكـنهم
من تدريب يرهم من العاملين.
ومنـه نســتنتج أن المؤسســة الصــحية تقـوم باســتثمار األفـراد مــن خـالل التكــوين المتواصــل بــدل اللجــوء
إلى مكون من خارج المؤسسة.
جدول رقم ( )54يبين إذا كان التكوين يساعد في تطوير أساليب العمل
33.30 00 05 02 20.1 30 34.10 01 موافق تماما
)%40.35( -من األطباء موافقون و( )%34.10موافقون تماما على أن التكوين المتواصل
ساعدهم في تطوير أساليب العمل خاصة في مجال تخصصهم ،من حيث معرفة طرق تشخيص المرض
وطرق العالج ،حيث تطور إنتاج األدوية وادخال التكنولوجيا في مجاالت العالج والوقاية ،وبالتالي يطور
التكوين المتواصل أساليب العمل بما يمكن من تحقيق األهداف ب فضل وأسرع الطرق.
(%01.40( -من الشبه طبيين ويمثلون اال لبية موافقون على أن التكوين المتواصل يساعد في
تطوير أساليب العمل.
-بالنسبة لإلداريين يوافق تماما( )%05منهم و( )%25.03موافق على أن التكوين المتواصل
ساعدهم في تطوير أساليب العمل ،خاصة عند إدخال وسائل تكنولوجية أو أنظمة تشغيل جديدة.
ومنه يمكن القول أن التكوين المتواصل يساعد الفرد على تطوير أساليبه في العمل بالمؤسسة
الصحية.
جدول رقم ( )55يبين إذا كان التكوين يمكن من اكتساب المعرفة السليمة لعمل األجهزة واألدوات
المستخدمة في العمل
27.52 49 41.66 10 24.07 26 28.26 13 موافق تماما
إن تزويد المؤسسة الصحية ب جهزة وأدوات طبية جديدة أو أنظمة تشغيل ،يستلزم عليها تنظيم دورات
تكوينية حول تشغيل وعمل هذه األجهزة واألدوات واستخدامها بطريقة صحيحة ،وبالتالي قلة األخطاء،
حتى ال تضطر إلى توظيف مستخدمين جدد لهم معرفة بتشغيل تلك اآلالت واألنظمة ،وصرف ميزانية
أكثر ،وبالتالي يعتبر االستثمار من خالل التكوين المتواصل الوسيلة األنجع لمواكبة أي تغيير أو تعديل
داخل المؤسسة.
)%30.03( -من األطباء مواقف و( (%20.21موافق تماما على أن التكوين المتواصل ساعدهم
على معرفة كيفية عمل األجهزة والمواد المستخدمة في مجال عملهم ،ولو رجعنا لبرامج التكوين المتواصل
في المؤسسات ميدان الدراسة بجد ان هناك برنامج معنون ب"االحتياطات االزمة الستخدام االدوات
والوسائل الطبية" بالمؤسسة االستشفائية العمومية الدكتور سعدان سنة -2500وهو مالم نجده في
المؤسسة الثانية -تم فيه تكوين 25فرد فقط من فئة الشبه طبين (انظر ملحق رقم ( ،))51فالبر م من
أهمية هذا الموضوع إال اننا نالحظ أن هناك نقص من حيث عدد البرامج المخصصة له ،ومن حيث عدد
االفراد المكونين.
(%05( -و( )%24.51من الشبه طبيين موافقون وموافقون تماما على التوالي ب ن التكوين
المتواصل يساعد على المعرفة السليمة لعمل األجهزة والمواد الطبية.
جدول رقم ( )51يبين إذا كان التكوين يساعد في المحافظة على أوقات العمل
15.16 27 12.5 53 13.88 15 19.56 50 موافق تماما
14.60 26 16.16 54 18.51 20 4.34 52 رافض تماما
يجدر بنا هنا تحديد المغز من هذه العبارة "المحافظة على أوقات العمل" ،بحيث ال يقصد بها
حضور الفرد وانصرافه في المواعيد المحددة فقط ،إنما التقيد بالفترة المخصصة لساعات العمل واستثمارها
في إنجاز مهام العمل ،وهو الجانب الذي الحظنا نقصا واهماال كبي ار فيه بالنسبة لجميع الفئات أثناء
تواجدنا في مكان الدراسة.
-بالنسبة ل طباء( )% 40.10رافض ب ن التكوين المتواصل يساعد على المحافظة على أوقات
العمل ،في حين يوافق( )% 20.13على أن التكوين ساعدهم على االنضباط وااللتزام بمواعيد العمل.
)%34.20( -من الشبه طبيين رافض أن التكوين المتواصل يساعد على االلتزام بالحضور
واالنصراف في المواعيد المحددة لعملهم.
-يوافق) )%20.01من اإلداريين أن التكوين يساعد على المحافظة على أوقات العمل ،بينما
يرفض ( )%25.03منهم أن التكوين يساعد على المحافظة على أوقات العمل.
ومنه نستنتج أن هناك عدة عوامل تتدخل في التزام الموظف وانضباطه بمواعيد العمل المحددة في
الحضور واالنصراف ،وعدم مغادرة مقر العمل دون إذن مسبق ،كالصرامة في الرقابة والعقوبات التي
تفرضها اإلدارة لذلك ،ومن بين هذه العوامل ايضا شخصية الفرد.
جدول رقم ( )57يبين إذا كان التكوين يساعد على متابعة ما يستجد في مجال التخصص.
30.2 10 25 51 30.00 30 52.17 24 موافق تماما
-بالنسبة ل طباء يوافق تماما( (%02.01منهم أن التكوين المتواصل ساعدهم على متابعة ما
يستجد في المجال الطبي وانتشار األمراض وعالجها والوقاية ،كما يوافق()%35.43على أن التكوين
يساعد على متابعة المستجدات ،في حين نجد 0أطباء فقط بنسبة( )%05.01يرفضون أن التكوين
المتواصل يساعد على متابعة المستجدات وأنهم يطلعون ويتابعون الجديد عن طرق أخر كاجتهادهم
الشخصي.
-بالنسبة للشبه طبيين يوافق( (%31.53ويوافق تماما على أن التكوين المتواصل يساعد على
متابعة ما يستجد في مجال تخصصهم في حين يرفض( )%25.31منهم أن التكوين يساعد على
اطالعهم بالمستجدات في مجال تخصصهم.
-بالنسبة لإلداريين يوافق) )%40.11و( )%20موافق تماما أن التكوين المتواصل يساعدهم على
االطالع ومتابعة المستجدات في مجال تخصصهم.
وهذه النتائج تتوافق مع نتائج دراستنا السابقة حيث يعتبر التكوين المتواصل ثاني الوسائل -من بين
عدة بدائل -التي تساعد االفراد بالمؤسسة الصحية على االطالع بالجديد في مجال عملهم ،حيث
اجاب( )20.50ب نهم يطلعون بالجديد في مجال عملهم عن طريق التكوين المتواصل.
ومنه نالحظ أهمية التكوين المتواصل في إطالع أفراد المؤسسة الصحية بمختلف فئاتها المهنية
بالجديد في مجال عملها مما يخلق الحماس والر بة بااللتحاق بهذه البرامج ،ولو عدنا لبرامج التكوين
المتواصل في المؤسسة االستشفائية نالحظ ان هذه البرامج تشمل تخصصات محددة لمختلف االقسام
بالمؤسسة(انظر ملحق رقم( ))51والتي يحتاج اليها الفرد العامل في ذلك القسم لمعرفة االبحاث الحديثة
في ذك المجال وطرق التشخيص والعالج ،ومع االفراد الجدد والذين يفتقرون الى الخبرة ،فهم بحاجة دائمة
لمعرفة ومتابعة لكل ماهو جديد حتى يتمكنوا من تحسين ادائهم وتنمية مهاراتهم.
جدول رقم ( )51يبين إذا كان التكوين يساعد على تقبل االفكار الجديدة
33.04 00 40.11 05 21.11 35 40.35 00 موافق تماما
ومنه يمكن القول أن التكوين المتواصل يساعد أفراد المؤسسات الصحية بمختلف فئاتهم المهنية
(أطباء ،شبه طبين واداريين) علي تقبل االفكار الجديدة العلمية والتقنية والمهنية ،والتفاعل مع ما يستجد
من افكار إيجابية ترفع من مستو األداء ،والنظر في إمكانية األخذ بها من خالل عرضها ومناقشتها أو
من خالل تطبيقها.
جدول رقم ( )52يبين إذا كان التكوين يساعد على المعرفة بمنواع األمراض المتفشية في بيئة العمل
(%40.10( -من األطباء موافقون و( )%32.15موافقون تماما على أن التكوين المتواصل يساعد
على معرفة أنواع األمراض المتفشية في بيئة العمل وذلك من خالل الدورات التي تسطرها الو ازرة من أجل
اتخاذ التدابير واالحتياطات الالزمة للحد آو التقليل من انتشار هذه األمراض ،وقد سطرت و ازرة الصحة
عدة برامج تكوينية مكثفة لحد األمراض المنتشرة في بيئة ميدان الدراسة ك مراض الضغط والسكري ،في
حين يرفض( )%01.30منهم أن التكوين المتواصل يساعدهم على معرفة أنواع األمراض المنتشرة وأنهم
يعتمدون على طرق أخر كالزمالء أو البحث باستخدام وسائل االتصال.
(%40.11(-من الشبه طبيين موافقون على أن التكوين المتواصل ساعدهم على التعرف ب نواع
األمراض المنتشرة في حين يوافق تماما( )%30.00منهم على أن التكوين المتواصل يساهم في تعريف
المتكون ب نواع األمراض المتفشية في بيئة العمل.
ومنه نستنتج أن التكوين المتواصل يعمل على اإللمام ب نواع األمراض المنتشرة في البيئة
التي يعمل بها المتكونين ،وذلك بهدف تحديد عالقة األمراض الشائعة بالبيئة وتحديد الطريقة في اتخاذ
التدابير واإلحتياطات الالزمة.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد في امتالك المهارة في إعداد التقارير
20.50 05 31.0 50 33.33 31 05.01 50 موافق تماما
1.35 03 0.33 52 0.33 50 4.34 52 رافض تماما
(%33.33(-من شبه طبيين موافقون تماما و) )%20.02موافقون ب ن التكوين المتواصل ساعدهم
فــي امــتالك المهــارة فــي إعــداد التقــارير وفــق أســلوب وطــرق ســليمة ،بينمــا رفــض( (%24.51ب ـ ن التكــوين
المتواصل يساعد في امتالك الخبرة والمهارة في إعداد التقارير.
-بالنس ــبة لإلداري ــين يواف ــق تمام ــا ويواف ــق( (%31.0و( )%20.01م ــنهم عل ــى التـ ـوالي أن التك ــوين
المتواصل زودهم بمهارة إعداد التقارير اإلدارية باحتوائها علـى المعلومـات المطلوبـة ،أمـا( )%20يرفضـون
أن التكوين يساعد على امتالك المهارة في إعداد التقارير.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد على االحتكاك بذوي الخبرة
30.33 54 29.16 51 27.77 30 36.95 17 موافق تماما
محايد
-بالنسبة للشبه طبيين يوافق( )%05وهم األ لبية أن التكوين ساعدهم على خلق اتصاالت فاعلة
مع يرهم و( )%21.11موافقون تماما.
-بالنسبة لإلداريين يوافق( (%40.03على أن التكوين المتواصل ساعدهم على إقامة اتصاالت
واالحتكاك بذوي الخبرة و( )%20.01موافقون تماما في حين يرفض( )%20ب ن التكوين يساعد على
االحتكاك ب فراد لهم الخبرة في مجالهم.
ومنه نستنتج أن التكوين المتواصل يعمل على إيجاد عالقات إيجابية وفعالة في المؤسسة الصحية
من خالل احتكاك االفراد بذوي الخبرة سواء كانو مكونين أو متكونين ،مما يخلق التعاون والتفاعل بشكل
إيجابي سواء كانت هذه العالقات داخل المؤسسة التي يعمل فيها الفرد أو خارجها.
جدول رقم ( )62يبين إذا كان التكوين يساعد في تحسين العالقات مع المرضى
محايد
وقد أجاب على هذه العبارة 004مبحوثا ،إذ كانت موجهة أساسا لفئة األطباء وفئة شبه الطبيين
باعتبار أن اإلداريين ال تربطهم عالقة مباشرة مع المرضى.
-بالنسبة ل طباء يوافق( )%41.02ب ن التكوين المتواصل ساعدهم في تحسين عالقاتهم مع
المرضى ويوافق تماما( )%21.50ب ن التكوين يحسن عالقة الطبيب مع مرضاه ،إذ أن للطبيب دور
نفسي واجتماعي في معاملة مرضاه ،إلى جانب خبرته الطبية والعلمية ،بينما يرفض( )%20.13ب ن
للتكوين المتواصل دور في تحسين العالقة مع المرضى.
-أما بالنسبة للشبه طبيين يوافق( )%30.00منهم على أن التكوين يساعد المتكون على إقامة
عالقات إيجابية مع المرضى ،ويوافق تماما( )%21.00على أن التكوين يساعد في تحسين العالقات مع
المرضى في حين يرفض ويرفض تماما( )%00.44و( )%03.00منهم على التوالي ب ن التكوين
ياب جانب العالقات اإلنسانية وأهميتها في ساعدهم في تحسين عالقاتهم مع المرضى ،من حيث
المؤسسة الصحية في البرامج التكوينية بالر م من أهميتها إذ لم نقل أنها أهم عامل لنجاح المؤسسة،
وأثناء تواجدنا في ميدان الدراسة الحظنا ياب هذا العامل لد بعض األفراد خاصة شبه الطبيين وأرجعوا
السبب في ذلك لضغوطات العمل ،ولو عدنا للجدول رقم( )35نجد أن( )%0.1فقط من أفراد العينة تلقوا
تكوين في العالقات اإلنسانية.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد في تحسين العالقات مع الرؤساء في العمل
20.34 30 40.11 05 00.14 01 23.00 00 موافق تماما
)%04078(-مــن األطبــاء يوافقــون بـ ن التكــوين المتواصــل يســم بإقامــة أو تحســين العالقــة بيــنهم
وبين رؤسائهم ،مما يخلق عالقات إيجابية لصال العمل.
)%01048(-م ــن الش ــبه طبي ــين يوافق ــون أن للتك ــوين المتواص ــل دور كبي ــر ف ــي تحس ــين عالق ــتهم
برؤسائهم ،حيث أن هذه الفئـة تعمـل فـي مجموعـات أو فـرق وكـل فرقـة لهـا رئـيس ،كمـا تمثـل الوسـيط بـين
اإلدارة واألطباء.
-أما بالنسبة لإلداريين فنجد أن هناك تقارب في وجهات النظر بين مواقف ورافض ،ب ن التكوين
المتواصل ساهم تحسين عالقتهم برؤسائهم ،أو أن ليس له أي دور وانما هناك عوامل أخر هي التي
تساهم في ذلك.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد في تحسين العالقات مع الزمالء
24.10 44 33.33 50 25.31 22 35.43 04 موافق تماما
إن تكوين العالقات اإلنسانية إيجابية في بيئة العمل تؤثر على أداء الفرد فجودة أية عالقة تنعكس
على إنتاجية الفرد سواء كانت إيجابية أو سلبية ،ويعتبر االتصال قوام هذه العالقات ،ومن خالل الجدول
نالحظ أن:
-بالنسبة ل طباء هناك تقارب في النسب بين موافق تماما ،موافق ومعارض حيث
يوافق( )%34.10منهم أن التكوين المتواصل يعمل على إقامة وتحسين العالقات بين الزمالء في العمل،
وذلك من خالل اللقاءات وفرق البحث وتبادل اآلراء بحيث يخلق جو من التعاون ،و( )%35.43موافقون
تماما على أن التكوين يحسن العالقات بين الزمالء في العمل ،في حين تعارض نفس النسبة()%34.10
ب ن التكوين المتواصل يحسن العالقات مع الزمالء ،وذلك باعتبار أن (( مدة التكوين ال تكفي لتبادل
اآلراء واألفكار مع المتكونين وانما هي مخصصة لتلقي وفهم موضوع الدورة التكوينية )) _ كما صرح أحد
األطباء _ .
-بالنسبة للشبه طبيين يوافق( )%33.33منهم أن التكوين المتواصل يعمل على تحسين العالقات
بين الزمالء في العمل ،في حين يرفض( )%30.40منهم أن للتكوين دور في إقامة عالقات إيجابية بين
المتكون وزمالئه في العمل.
-ير أ لبية أفراد العينة من اإلداريين أن للتكوين دور في مساعدة المتكون على إقامة عالقات
إيجابية لمصلحة المؤسسة ،عن طريق تحسين العالقات بين الزمالء في العمل من أجل االستفادة وتبادل
الخبرة والتجارب والتعاون المستمر لصال العمل ،إذ يوافق تماما ويوافق( )%33.33و( )%40.11على
التوالي أن التكوين المتواصل يحسن العالقات بين الزمالء في العمل.
جدول رقم ( )15يبين إذا كان التكوين يساعد في التقليل من أخطاء العمل
45.44 12 04.01 03 33.33 31 05 23 موافق تماما
محايد
يمتاز العمل داخل المنظمة الصحية بالدقة المتناهية والحذر الشديد في أداء الخدمة ،حيث إن األمر
ي تعلق ب ثمن ما في الوجود وهو صحة اإلنسان ،وأي خط قد يؤدي بحياة المريض أو يؤدي إلى عجز
دائم ،وأ لب حوادث العمل يكون سببها عدم كفاءة األفراد فالتكوين يؤدي إلى تخفيض معدل تكرار
الحادث ،نتيجة فهم الفرد لطبيعة العمل وسيره ،وخاصة في مجال الصحة الذي ال يحتمل ورود أخطاء
والتي من المؤكد ستنعكس على المريض بالسلب بدل عالجه ،وبالتالي يجب التكوين الجيد للفرد من أجل
المعرفة ب نواع األمراض وخصائص بعض األدوية وتداخالتها وطرق العالج من أجل تكفل صحي
أفضل.
نجاح طاقمها الطبي واإلداري ومد ف نجاح المؤسسة الصحية في أداء وظيفتها يعتمد على مد
وقوعه في األخطاء الطبية.
)%05(-من األطباء موافقون تماما أن التكوين المتواصل يساعد في التقليل من أخطاء العمل و
( )%20.21موافقون أن التكوين ساعدهم في التقليل من أخطاء العمل في حين يرفض 05أطباء بنسبة
( )%20.13أن التكوين ساعدهم في التقليل من أخطاء العمل وعند استفسارنا عن السبب صرح بعضهم
أن هناك الدورات التكوينية التي شاركو فيها تعتبر شكلية يغلب عليها الجانب النظري وهي مفروضة على
المتكونين.
-بالنسبة للشبه طبيين يوافق( )%43.00أن التكوين المتواصل ساعدهم في التقليل من أخطاء
العمل و( )%33.33موافقون تماما أن للتكوين المتواصل دور كبير في التقليل من األخطاء في العمل،
في حين يرفض( )%01.11و( )%1.40فقط رافض تماما أن التكوين المتواصل يقلل من أخطاء العمل،
ويرجع السبب في أن بعض برامج التكوين المتواصل كان هدفها تزويد المكونين بمعارف جديدة في مجال
عملهم وليست لهدف تعديل السلوكات الغير الصحيحة.
-أما بالنسبة لإلداريين يوافق تماما( )%04.01منهم على أن التكوين المتواصل ساعدهم في التقليل
من أخطاء العمل ،من خالل المعرفة الصحيحة الستخدام أجهزة الكمبيوتر وأنظمة اإلدارة واعداد التقارير،
كما يوافق( )%20.01أن للتكوين دور في التقليل من أخطاء العمل.
بينما نجد ( )54إداريين فقط بنسبة( )%01.11يرفضون أن التكوين المتواصل يساعد في التقليل
من أخطاء العمل.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد في التغلب على صعوبات العمل
00.11 30 01.11 54 00.44 20 20.13 05 رافض تماما
-بالنسبة ل طباء يرفض األ لبية بنسبة( )%40.10أن التكوين يساعد في التغلب على صعوبات
العمل ،اذ أن هناك عومل أخر كالخبرة وتوفر المؤسسة اإلستشفائية على الوسائل والمواد الطبية تتدخل
في التغلب على الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء ت ديتهم لمهامهم -حسب رأيهم ،-في حين نجد
( (%21.50موافقون أن التكوين يساعد الفرد على معالجة مشاكل العمل اليومية والطارئة بشكل سليم
وموضوعي.
-بالنسبة للشبه طبين يوافق( )%33.33على أن التكوين المتواصل ساعدهم على التغلب على
صعوبات العمل -خاصة مع المستو التعليمي المتوسط والثانوي – وذلك من خالل عرض نماذج
للمشاكل التي واجهتهم واألساليب والطرق المتخذة لمعالجتها.
-أ لبية أفراد العينة من اإلدارين راضين عن عملية التكوين المتواصل في مؤسساتهم من حيث ان
هذه البرامج ساعدتهم على التغلب على صعوبات العمل ،خاصة عند إستخدام أجهزة أو أنظمة جديدة في
مجال اإلدارة.
جدول رقم ( )17يبين إذا كان التكوين يساعد في تطبيق أسس السالمة المعتمدة في العمل
23.53 40 20 51 24.51 21 00.01 09 موافق تماما
( )%40.50من أفراد العينة موافقون على أن التكوين المتواصل ساعدهم على تطبيق أسس
السالمة المعتمد في العمل ،والتقيد بالطرق السليمة المحددة عند أدائهم ألعمالهم من خالل االخذ
بالتوجيهات واإلستجابة لها ،والتعامل معها بإيجابية.
في حين يرفض( )%21.4منهم ان التكوين المتواصل ساعدهم على تطبيق أسس السالمة المعتمدة
في العمل ،وهذا يعود الى طبيعة ومحتو البرامج التكوينية التي تهدف في األساس لتنمية معارف
ومهارات الفرد حول تخصصات معينة.
جدول رقم ( )11يبين إذا كان التكوين يساعد على تحمل مسؤوليات أعلى
1.3 03 4.01 50 0.00 51 13.04 51 موافق تماما
24.10 44 01.11 54 21.11 35 20.13 05 رافض تماما
يتض من هذا الجدول والمتعلق بالعبارة ( )31يساعد التكوين المتواصل على تحمل مسؤوليات أعلى
أن:
)%43.41( -من األطباء رافضون أن التكوين المتواصل يساعد على تحمل مسؤوليات أعلى،
و( )%20.13رافضون تماما ،بينما اجاب ( )%20.13بالموافقة على هذه العبارة .
-بالنسبة للشبه طبيين يرفض ويرفض تماما( (%05.02و) )% 27.77على التوالي أن التكوين
يمكن العامل من تحمل مسؤوليات أعلى في حين أجاب ( )% 15.74على العبارة بـ موافق.
-يرفض( (%05من اإلداريين على أن التكوين المتواصل يمكن الفرد من تحمل مسؤوليات أعلى
وأنه يهدف فقط إلى تمكين الفرد من التحكم في الوظيفة الحالية ،في حين يوافق( )%20منهم على أن
التكوين يساعد على تحمل مسؤوليات أعلى.
ومنه نستنتج أن التكوين المتواصل ،يهدف الى تمكين الفرد من التحكم في منصبه الحالي
واالطالع على مستجداته ،وال يهدف في الغالب إلى زيادة إمكانية تكليف الفرد ب عمال ومهام تفوق ما
يقوم به في وظيفته الحالية في مستو الصعوبة والمسؤولية ،من خالل زيادة كفاءته فيما يوكل إليه من
مهام ،ويمكن هنا ربط هذا المتغير بمتغير مدة التكوين انظر الجدول رقم( ،)32ولوعدنا للجدول رقم()21
نالحظ أن( (%22.41من افراد العينة تحصلو على منصبهم الحالى عن طريق الترقية ،وبالتالى فهذه
األخيرة –الترقية -تخضع الى جانب التكوين المتواصل في المؤسسة االستشفائية العمومية العتبارات
اخر ،كالكفاءة في االداء والعالقات الشخصية.
جدول رقم ( )12يبين إذا كان التكوين يزيد في الشعور باالنتماء للمؤسسة
00.05 34 31.0 0 01.00 00 03.54 51 موافق تماما
40.03 محايد
يعتبــر اإلنتمــاء مــن األهــداف اإلنســانية التــي تســعى المؤسســات الحديثــة إلــى تحقيقــه لمــا لــه مــن آثــار
إيجابيــة فــي الفــرد والمؤسســة فــي الوقــت نفســه ،حيــث يســاعد علــى اســتقرار العمــل فضــال عــن تنميــة الــدوافع
اإليجابي ــة ل ــد األفـ ـراد وزي ــادة رض ــاهم ،بحي ــث يس ــلك الف ــرد س ــلوكا يف ــوق الس ــلوك الرس ــمي المتوق ــع من ــه
والمر ــوب فيــه مــن جانــب المؤسســة ،ور بتــه ببــذل مجهــود أكبــر مــن أجــل اإلســهام فــي نجــاح واســتم اررية
المؤسسة.
والج ــدول أع ــاله يب ــين أن أ لبي ــة أفـ ـراد العين ــة( (%40.43يوافق ــون أن التك ــوين المتواص ــل يزي ــد م ــن
شــعورهم باالنتمــاء للمؤسســة ،والتــي تســعى بــدورها إلــى تطــوير األف ـراد وتحســين أدائهــم مــن أجــل مس ــايرة
التطــورات مــن خــالل التكــوين ،ولــو عــدنا إلــى التعريــف اإلج ارئــي للتكــوين المتواصــل نجــد أنــه يهــدف إلــى
إكســاب الفــرد مجموعــة مــن المعــارف والســلوكات التــي تســاعده علــى أداء عملــه لتحقيــق أهــداف المؤسســة
)(1
وبالتالي اإلهتمام ب هداف الفرد وتطـوير قد ارتـه مـن بـين أهـم العوامـل المسـاعدة علـى وأهدافه الشخصية،
اســتقرار العامــل وارتباطــه بالمؤسســة ،وقــد أثبتــت الد ارســات أن الســبب الرئيســي فــي تطــور بلــدان نمـور أســيا
يتمثل في الشعور باالستقرار عند العمال نتيجة اإلرتباط بالمؤسسة.
* ( (%43.41مــن األطبــاء موافقــون أن التكــوين يزيــد فــي الشــعور باالنتمــاء للمؤسســة فــي حــين ي ـرفض
( )%43.41ب ن التكوين يزيد في الشعور باالنتماء للمؤسسة الصحية.
* ( )%15.00مــن شــبه طبيــين يوافقــون أن التكــوين المتواصــل يزيــد فــي شــعور الفــرد باالنتمــاء للمؤسســة
الصــحية التــي يعمــل بهــا ،ويمكــن ربــط هــذا العامــل عنــد فئــة شــبه الطبيــين بعامــل المســتو التعليمــي علــى
اعتبار أن أ لبهم له مستو تعليمي ثانوي أو متوسط (انظر جدول رقم(.))23
* بالنسبة لالداريين يرفض( )%40.03أن التكوين يزيد في الشعور باالنتماء للمؤسسة بينما يوافق تماما
( (%31.0على أهمية التكوين في زيادة شعور الفرد باالنتماء للمؤسسة الصحية التي يعملون بها.
)(1
أنظر الصفحة .02
جدول رقم ( )71يبين إذا كان التكوين يزيد من الرضا الوظيفي للفرد
21.01 40 25.03 50 24.51 21 31.00 01 موافق تماما
00.10 20 0.33 52 03.00 00 0.10 54 رافض تماما
يختلف الرضا الوظيفي عن االنتماء في أن الرضا يتغير بتغير خبرات الفرد وخصائص العمل
والجدول التالي يوض :
*( )%30.00من األطباء موافقون تماما و( )%20.21موافقون أن التكوين المتواصل يزيد من
الرضا الوظيفي للفرد من خالل تطوير أدائه وزيادة معارفه ،في حين يرفض ( (%21.50أن التكوين يزيد
من رضاهم الوظيفي.
* يوافق( (%31.01من الشبه طبيين أن التكوين يزيد من الرضا الوظيفي للفرد(%24.51( ،
موافق تماما ،في حين يرفض( (%00.00منهم زيادة رضاهم الوظيفي نتيجة مشاركتهم في برامج
التكوين والتي ينظر إليها البعض أنها لم تعد عليه بالفائدة خاصة من الناحية المادية.
* بالنسبة للداريين يوافق( (% 33.33أن التكوين المتواصل يزيد من الرضا ،الوظيفي للفرد بينما
يرفض( )%20.01منهم أن التكوين زاد من رضاهم الوظيفي.
ومنه يمكن القول أن هناك عدة عوامل تتحكم في رضا الفرد الوظيفي إلى جانب برامج التكوين
المتواصل التي تهدف إلى تحسين أدائه الوظيفي كالزيادة في األجر وربط هذه البرامج بنظام الحوافز.
31.00 10 05 02 20.15 30 41.02 22 موافق تماما
-أ لبي ة األطباء أجابوا برضاهم عن عملية التكوين المتواصل من حيث إكسابهم معارف جديدة
حيث يوافق تماما) )%41.02أن التكوين المتواصل يزيد من معارف الفرد و) (%34.10موافق أن
التكوين يزيد من معارفهم.
-أ لبية شبه طبيين أجابوا برضاهم عن عملية التكوين من حيث إكسابهم معارف جديدة حيث يوافق
( )%41.22و( )%20.15موافق تماما أن التكوين يزيد من معارف الفرد.
-أما اإلداريين يوافق تماما) )%05منهم أن التكوين يزيد من معارف الفرد ويوافق( (%33.33أن
التكوين يزيد من معارف الفرد.
فالعملية التكوينية تهدف إلى مد األفراد بالمعلومات المتعلقة بمجال عملهم بالنسبة للفئات العاملة
بالمؤسسة الصحية ( أطباء – شبه طبيين – إداريين) ،والتي تساهم بدورها في إعداد األفراد الستقبال
وفهم األفكار والمتغيرات الجديدة والتعامل معها.
وتعتبر المعرفة والمهارة المكتسبة من مخرجات العملية التكوينية ومحصلة كفاءة كل من التخطيط
للتكوين ومداخالته وعملية التكوين.
30.30 13 20.01 51 35.00 33 05 23 موافق تماما
)23( -طبيب بنسبة ( )%05يوافقون تماما أن التكوين المتواصل يزيد من مهارات الفرد ،خاصة
مع التطورات التكنولوجية واإلجتماعية بحيث يستطيع الت قلم معها ،من بين هذه المهارات كيفية اعداد
التقارير الطبية ،وكيفية التعامل مع بعض الحاالت المرضية المستعصية.
في حين نجد ( )51أطباء بنسبة( )%00.20يرفضون أن التكوين يزيد من المهارات لد الفرد .
-بالنسبة للشبه طبيين يوافق تماما( )%42.00و( )%35.00موافق ب ن هناك الكثير من المهارات
التي اكتسبوها من خالل التكوين المتواصل.
في حين يرفض تماما( )%02.01ب ن التكوين يزيد من مهاراتهم إذ هناك عدة عوائق كقصر مدة
التكوين.
-أما بالنسبة لإلداريين يوافق( )%04.01منهم أن التكوين زاد من مهاراتهم و( )%20.01موافق
تماما ،وتتمثل هذه المهارات في استخدام تقنيات الحاسوب والمحاسبة وبعض التقنيات في مجال اإلشراف
والقيادة ،في حين نجد( )%01.11منهم رافض ب ن التكوين يزيد من مهارات المتكون.
جدول رقم ( )71يبين إذا كان التكوين يحسن الوضع المادي للفرد
00.10 30 02.0 53 21.00 20 1.02 53 موافق تماما
21.45 41 01.11 54 35.00 33 20.13 05 رافض تماما
من خالل دراستنا السابقة التي قمنا بها حول أسباب سوء األداء الوظيفي للعامل في المؤسسة
االستشفائية وجدنا أن ياب نظم الحوافز المادية من أهم األسباب بعد عامل قلة التكوين وانخفاض
مستو األجور حيث أجاب( )%00.04من أفراد العينة أن السبب يرجع إلى ياب نظم الحوافز المادية
ومنه نر أهمية هذا العامل في تحسين أداء األفراد وقد تطرقنا إلى هذه النقطة في الجانب النظري من
)(1
هذه الدراسة.
ومن خالل الجدول أعاله نالحظ أن أ لب أفراد العينة( )%33.15رافض أن التكوين المتواصل
يحسن من وضعهم المادي ويرفض تماما( )%21.45أن التكوين يحسن من الوضع المادي للفرد.
في حين يوافق تماما( )%00.11فقط منهم أن التكوين المتواصل يحسن الوضع المادي للفرد،
ويمكن ربط هذا العامل بعامل الترقية ،حيث ان تحسين الوضع المادي للفرد يرتبط في المؤسسة بالترقي
في مناصب العمل.
)(1
لمزيد من التفصيل أنظر ( :نية بودوح ،مرجع سابق ،ص ص.)004،000
أوال .عرض النتائج العامة للبحث على ضوء الفرضيات
يمثل تحديد االحتياجات التكوينية كما تطرقنا له في الفصل الثالث من الدراسة عنصر رئيسي
وهيكلي في صناعة التكوين حيث تقوم عليه جميع دعائم العملية التكوينية وتنمية الموارد البشرية في
المنظمة ،إذ أن أي خلل بهذا الهيكل سيطي بجميع الجهود التي تبذلها المنظمة من أجل اإلرتقاء بمستو
مهارات وكفاءات العاملين بها.
للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد شحسب مجموع درجات أفراد العينة علي العبارات المتعلقة بتحديد
احتياجات المؤسسة من التكوين المتواصل ،وهي العبارات:
العبارة رقم العبارة
تهتم بحضور اللقاءات والمؤتمرات المخصصة للتكوين 50 50
عدد الدورات التكوينية يالئم حاجة العمل 51 52
يتم التكوين وفقا لرسالة المؤسسة اإلستشفائية وأهدافها 00 53
يتم اختيار البرامج التكوينية وفق احتياجات ور بات االفراد 01 54
وكذلك شحسب مجموع الدرجات المتعلقة بدور التكوين المتواصل في تحسين األداء ،ثم شحسب معامل
ارتباط بيرسون بين الدرجتين ،حيث بل معامل االرتباط 5.003وهو معامل ارتباط دال عند مستو
،5.50مما يشير إلى وجود عالقة بين الدقة في تحديد احتياجات المؤسسة الصحية من التكوين
المتواصل ،و بين ت ثير التكوين المتواصل في اداء الموارد البشرية ،فكلما تم تحديد احتياجات المؤسسة
الصحية بدقة أكثر كلما كانت الفائدة من التكوين المتواصل أكثر نجاعة.
ف من الصعب تحديد األشخاص الذين يشملهم التكوين وأهداف التكوين ومحتو البرنامج واألسلوب
الذي يمكن أن يقدم به التكوين بدون التحديد الدقيق والموضوعي لالحتياجات التكوينية.
وترجع عملية تحديد االحتياجات التكوينية في األساس إلى الحاجة إلى عالج مشكالت العمل من
خالل التكوين ،كما أنه توجد مشكالت أخر قد ال يفيد فيها التكوين وهو ما قد يظهره التحليل التنظيمي
للمنظمة والذي يسبق عادة تحليل اإلحتياجات التكوينية وعلى هذا يصب تحديد اإلحتياجات التكوينية هو
األداة الرئيسية التي يمكن من خاللها تحديد مجاالت تطوير وتنمية أداء األفراد من خالل العملية التكوينية
و بلوغ األهداف المسطرة من طرف المنظمة.
الفرضية الثانية:
إن غياب الدقة في تحديد أهداف المؤسسة الصحية من التكوين المتواصل يؤثر سـلبا علـى نجاحـ
في المؤسسة الصحية.
مــن خــالل تحليــل بيانــات هــذه الد ارســة ،ومــن خــالل إثبــات الفرضــية األولــى فــإن الفرضــية الثانيــة قــد
تحققت.
وللتحقق من صحة هذه الفرضية فقد شحسب مجموع درجات أفراد العينة علي العبارات المتعلقة بتحديد
أهداف المؤسسة الصحية من التكوين المتواصل ،وهي العبارات:
العبارة رقم العبارة
برامج التكوين المتواصل بمؤسستك متنوعة من حيث أهدافها. 53 50
س ــاعدك التن ــوع ف ــي بـ ـرامج التك ــوين المتواص ــل عل ــى مواكب ــة المتطلب ــات المهني ــة 54 52
الجديدة.
محتو برامج التكوين المتواصل يغطي كل المتطلبات المهنية الجديدة. 51 53
تر ان التكوين المتواصل ضروري. 02 54
كانت أهداف التكوين المتواصل واضحة كفاية لك 03 50
وكذلك شحسب مجموع الدرجات المتعلقة بدور التكوين المتواصل في تحسين األداء ،ثم شحسب معامـل
ارتبــاط بيرســون بــين الــدرجتين ،حيــث بل ـ معامــل االرتبــاط 5.010وهــو معامــل ارتبــاط دال عنــد مســتو
5.50مما يشير إلى وجود عالقة بين الدقة في تحديـد أهـداف المؤسسـة الصـحية مـن التكـوين المتواصـل،
و بــين ت ـ ثير التكــوين المتواصــل فــي اداء الم ـوارد البش ـرية ،فكلمــا كانــت أهــداف التكــوين المتواصــل أكثــر
وضوحا ودقة كلما توصل هذا التكوين إلى تحقيق األهداف التي يسعى لها.
يمكن القول بـ ن الهـدف األساسـي مـن التكـوين هـو تحسـين األداء أو إ ازلـة المشـاكل و المعوقـات التـي
تؤدي إلى انخفاض األداء ،وهذا يتطلب تشخيص السبب الرئيسي إلنخفـاض األداء ،إذ أن هنـاك أسـبابا ال
تتعلــق بالقــدرة علــى األداء أو المهــارات الالزمــة ل ـ داء الجديــد ،و فــي هــذه الحالــة قــد ال يفيــد أي برنــامج
تكــويني خــاص بإكســاب المهــارات و القــدرات فــي حــل المشــكلة ،ولــذلك فــإن معيــار نجــاح وفاعليــة البرنــامج
التكــويني هــو توافــق األهــداف التكوينيــة مــع الحاجــة ) اآلنيــة والمســتقبلية) واذا مــا تشــعبت أهــداف التكــوين
لتضم األعداد والتهيئة المستقبلية لمواجهة التكنولوجيا والتغير المرافق لها عنـد ذلـك ال بـد مـن تحليـل البيئـة
وتحديــد األهــداف اإلســتراتيجية ،وعلــى ضــوء هــذه األهــداف يــتم تحديــد األهــداف التكوينيــة ،أي ال بــد مــن
التوافق بين األهداف اإلستراتيجية وأهداف البرنامج التكويني .
من كل ذلك يستخلص أن التوافق بين األهداف اإلستراتيجية من جهة وأهداف التكوين وكذلك التوافق
بين الحاجات واألهداف هو من بين المعايير المهمة لتحديد درجة فاعلية البرنامج التكويني.
ومادامت برامج التكوين المتواصل في المؤسسات اإلستشـفائية العموميـة ميـدان الد ارسـة تخطـط وتقـرر
من قبل اإلدارة العامة فإن األفراد المتكونين يعتبرون ذلك كق اررات مفروضة عليهم ال ير ،حيث أن هناك
بعــض الب ـرامج تختلــف عــن اإلنشــغاالت الحقيقيــة لــبعض األقســام ،وهــذه الب ـرامج مــاهي إال وســيلة لمعالجــة
مشاكل ظرفية.
كمــا ال تؤخــذ بعــين اإلعتبــار فــي بعــض الحــاالت معــايير االختيــار لاللتحــاق بــالبرامج التكوينيــة ويــتم
تكوين األطباء األخصائيون و األطباء العامون مع الصيادلة في برنامج تكويني واحـد وهـذا مـا وجـدناه فـي
المؤسسة اإلستشفائية حكيم سعدان.
ع ـ ـ ــدم التخط ـ ـ ــيط الجي ـ ـ ــد م ـ ـ ــن حي ـ ـ ــث وض ـ ـ ــوح أه ـ ـ ــداف التك ـ ـ ــوين حي ـ ـ ــث أن( )%23.53م ـ ـ ــن أفـ ـ ـ ـراد
العينة(( )%32.1من األطباء (%00.00( ،من الشبه طبين و( )%20من اإلدارين) يرفضون ان أهداف
البرنامج التكويني لم تكن واضحة كفاية لهم.
الفرضية الثالثة:
إن غيــاب اإلســتراتيجية التنظيميــة فــي التكــوين المتواصــل يــؤثر علــي الوصــول بالمؤسســة الصــحية
لتحقيق أهدافها.
للتحق ــق م ــن ص ــحة ه ــذه الفرض ــية فق ــد شحسـ ـب مجم ــوع درج ــات أفـ ـراد العين ــة عل ــي العب ــارات المتعلق ــة
باإلستراتيجية التنظيمية للتكوين المتواصل ،وتشمل العبارات:
العبارة رقم العبارة
تقوم المؤسسة بإطالع كافة االفراد بالبرامج التكوينية المبرمجة. 52 50
مدة التكوين المتواصل كافية الكتساب المتطلبات المهنية الجديدة. 50 52
وسائل التكوين متوفرة 04 53
تتالءم برامج التكوين المتواصل مع ظروف عملك. 50 54
تتالءم برامج التكوين المتواصل مع أوقات عملك. 50 50
تتسم برامج التكوين المتواصل باإلنتظام والجدية. 05 51
هناك حوافز ومكافآت مشجعة أثناء التكوين. 00 51
وكذلك شحسب مجموع الدرجات المتعلقة بدور التكوين المتواصل في تحسين األداء ،ثم شحسب معامـل
ارتبــاط بيرســون بــين الــدرجتين ،حيــث بل ـ معامــل اإلرتبــاط 5.135وهــو معامــل ارتبــاط دال عنــد مســتو
,5.50مما يشير إلى وجود عالقة بين وجود إستراتيجية تنظيمية للتكوين المتواصل ،و بين ت ثيره في اداء
الموارد البشرية بالمؤسسة الصحية.
عمليةةة تحويةةل االحتياجةةات التدريبيةةة إلةةي بةةرامم منظمةةة تشةةمل موعةةوعات وأسةةاليب
تدريب ومدة زمنية بهدف اختيار أفعل طرق للحصول على المهارات المطلوبة.
فغياب طرق وخطط عقالنية يؤدي الى ظهور عواقـب وسـلوكات اعت ارضـية مـن طـرف المتكـونين ممـا
يؤثر سلبا على العملية التكوينية.
ولو نظرنا الى الجداول ادناه
جدول رقم ( )71حصيلة مصاريف المؤسسة اإلستشفائية العمومية حكيم سعدان
كما بلغت نفقات التكوين في المؤسسة اإلستشفائية بشير بن ناصر()%5.02 %5.00 ،%0.2
ونفقات البحث الطبي(.)%5.55
وفي نفس المجال لم تصرف هذه المبال كاملة واستهلك جزء منها فقط ر م قلة نسبتها (أنظر جدول
أدناه رقم( ))11وذلك يعود الي عدم إقامة العدد الالزم من الملتقيات واأليام الدراسية ،والعتبارات اخر .
جدول رقم ( )71نسبة استغالل انفقات التكوين المتواصل في المؤسسات ميدان الدراسة
حكيم سعدان
10.12 055553 55 005555 55 2500
12 154055 55 010555 55 2502
00.13 001011210 0015555 55 2505
بشير بن ناصر
00.13 000004414 0025555 55 2500
00.13 001510205 0010555 55 2502
المجموع
كما توصلنا من خالل الدراسة الميدانية إلي مجموعة من النتائج منها:
*بالنســبة للمكــونين حســب مــدراء خليــة التكــوين المتواصــل بالمؤسســتين مجــال الد ارســة ،فهــم يكونــون
بالنســبة للــدورات القصــيرة مــن داخــل المؤسســة اإلستشــفائية ،أمــا اذا كــان موضــوع الــدورة -وهــذا مايحــدث
نــاد ار مســطر مــن طــرف و ازرة الصــحة – لــيس مــن اختصــاص أحــد االف ـراد العــاملين بالمؤسســة ،فــي هــذه
الحالة يتم االسـتعانة باحـد االفـراد العـاملين بمديريـة الصـحة ،أو احـد المؤسسـات االستشـفائية بالواليـة ،أو
خارجها ان لم يتوفر ذالك ،هنا يتم تدريب الفرد في نفس مكان العمل وفي ظروف واقعية ،وذلك من خالل
الرؤس ــاء المباشـ ـرين ،أو يت ــولى التك ــوين أح ــد الع ــاملين م ــن ذوي وق ــت العم ــل الرس ــمي وتح ــت إشـ ـراف
التخصــص ،أو ممــن لهــم الخبـرة القديمــة فــي العمــل ولــديهم معلومــات ،باإلضــافة لتـوافر القــدرة لــديهم للعمــل
كمعلمين ،ومن مزايا هذا التكوين انه يقوي العالقة بـين المكـون والمتكـون إذا تـم بطريقـة سـليمة ،كمـا يكـون
التركيز على تطبيقات الموضوع في المؤسسة ومشاكلها.
أما عيوبه فهي عدم إعطاء المكون االهتمام الكافي للتكوين بسبب مسئولياته ،أو ليست له خبـرة فـي
مجــال التكــوين ،كمــا ال يســم للمتكــونين باالحتكــاك ب ـ فراد لــديهم خب ـرة اوســع فــي مجــال التكــوين ،واضــافة
افكار جديدة من خارج المؤسسة .
-كما أن أ لبية البرامج التكوينيـة هـي بـرامج قصـيرة المـد ( )%14.54مـن أفـراد العينـة ،حيـث يـر
أ لبيـ ـ ـ ــة أف ـ ـ ـ ـراد العينـ ـ ـ ــة( )%02.0أن هــ ـ ــذه المــ ـ ــدة يـ ـ ـ ــر كافيــ ـ ــة والت ـ ـ ــي تقـ ـ ـ ــام الب ـ ـ ــا داخـ ـ ـ ــل المؤسسـ ـ ـ ــة
اإلستشفائية( )%01.3من أفـراد العينـة كـان تكـوينهم داخـل المؤسسـة ،وبالتـالي فـإن الوسـائل التكوينيـة هـي
وســائل بســيطة ال تعتمــد علــى التكنولوجيــا الحديثــة ،كمــا ي ـرفض( )%34.21مــن أف ـراد عينــة الد ارســة وف ـرة
الوسائل التكوينية أثناء الدورة التكوينة.
-كما ان ا ل بية برامج التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية التتسم دائما بالجدية واالنتظام حيث
يرفض( )%20.20بان برامج التكوين المتواصل بمؤسستهم تتسم بالجدية واالنتظام من حيث التنظيم.
ياب التنظيم في بعـض البـرامج التكوينيـة حيـث نجـد أحيانـا أن عـدد المتكـونين 45أو 15متكونـا -
في برنامج تكويني واحد(انظر ملحق رقم( ،))51وتقام هذه البرامج في مكتبة المؤسسـة االستشـفائية بـالر م
مــن عــدم تــوفر الوســائل الماديــة االزمــة والمكــان الســتيعابهم وبالتــالي عــدم االســتيعاب الجيــد لمحتــو هــذا
البرنامج.
-تدنى نسبة االهتمام برسم سياسات متخصصـة لتحفيـز العـاملين علـى التكـوين المتواصـل بمـا يرفـع
مـن مسـتو أدائهــم أثنـاء العمــل ،ويعـزز قـدرتهم علــى التطـور الــوظيفي بشـكل سـريع ،وكــذلك تحفيـزهم علــى
التفاعل مـع البـرامج التكوينيـة ( المحـدودة ) التـي تقيمهـا المؤسسـة اإلستشـفائية حتـى يتمكنـوا مـن اسـتثمارها
بشكل جيد لرفع كفاءتهم وأداءهم في العمل ،ويرجع هذا ل سباب:
* ضعف ثقافة التحفيز عند اإلدارات العليا بشكل عام وفى مجال الصحة بشكل خاص نتيجة لغيـاب
المنافسة بين العاملين و ياب التشجيع على البحث العلمي وضـعف ثقافـة اإلبـداع واإلبتكـار واإلهتمـام بهـم
وا لتي تتطلب رسم سياسات لتحفيـز العـاملين لتقـديم أفضـل مـا لـديهم ومـن ثـم تتـوافر البيئـة اإلبداعيـة لبـروز
المبدعين واكتشافهم واحتضـانهم وهـو السـبب المـؤدي إلـي هجـرة االدمغـة ،حيـث أن عـدد الكفـاءات الوطنيـة
مــن مختلــف االختصاصــات الطبيــة التــي ــادرت الج ازئــر نحــو كبــر الــدول األوربيــة بلـ 51آالف كفــاءة
()0
هربت من الوضع المتردي لقطاع الصحة.
() 1
http://www.elbilad.net/archives/62123 20:10:2012
-ضعف ثقافة التخطـيط اإلسـتراتيجي بشـكل عـام للتكـوين المتواصـل ،وربـط نظـام التكـوين المتواصـل
بباقي أنشطة إدارة الموارد البشرية كالتوظيف ،التحفيز والترقية.
الفرضية الرابعة:
إن غياب نظام تقييمي للتكوين المتواصل يؤثر سلبا على نجاح في المؤسسة الصحية.
للتحقق من صحة هذه الفرضية فقد شحسب مجموع درجات أفراد العينة علي العبارات المتعلقة ب ساليب
تقييم التكوين المتواصل،وجاءت كما يلي:
العبارة رقم العبارة
تقوم المؤسسة اإلستشفائية بمقارنة أداء األفراد قبل التكوين وبعده. 01 50
يتم تقييم فعالية برنامج التكوين المتواصل عن طريق إختبار تحريري للمتكونين. 00 52
يقدم المتكون تقري ار عند نهاية الدورة التكوينية حول ما اكتسبه من البرنامج التكويني. 00 53
وكذلك شحسب مجموع الدرجات المتعلقة بدور التكوين المتواصل في تحسين األداء ،ثم شحسب معامـل
ارتبــاط بيرســون بــين الــدرجتين ،حيــث بل ـ معامــل االرتبــاط 5.010وهــو معامــل ارتبــاط دال عنــد مســتو
5.50مما يشير إلى وجود عالقة بين تقييم التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية ،وبين ت ثيره في أداء
الموارد البشرية ،وهو ما يثبت صحة الفرضية.
فغيــاب التقيــيم بعــد التكــوين ال يســم بمعرفــة مــد تحقيــق األهــداف ،أي أنــه ال يــتم تشــخيص القــدرات
المحققة مقارنة باألهداف المنتظرة ،وهو ما يسم بظهور مواقف سلبية اتجاه عملية التكوين ،فهناك قاعدة
اساسية يجب االخذ بها اثناء وضع او دراسة استراتيجية التكوين المتواصل في أي مؤسسة وهي:
ما تستطيع تقييم وقياس تستطيع تعديل وتطويره والتحكم في .
فهـو أشـبه مـايكون بـالفحص الطبـي لصـحة هـذا التكـوين ،ومـن خـالل الفحـص والتشـخيص يـتم عـالج
المشكالت التي قد تتعرض لها المؤسسة الصحية.
وم ــن خ ــال ل الد ارس ــة الميداني ــة وج ــدنا أن نظ ــام تقي ــيم التك ــوين المتواص ــل ف ــي المؤسس ــة اإلستش ــفائية
العمومية يعتمد في الغالب على التقييم المعرفي ،والذي يهدف لتقييم ومعرفة ما اكتسـبه الفـرد مـن المعـارف
التي تم طرحها ومناقشتها وان كان هناك بعض القصور في جانب التقييم السـلوكي والمهـاري ،باعتبـار ان
أ ل ــب البـ ـرامج التكويني ــة ته ــدف الكس ــاب الف ــرد المع ــارف واالفك ــار الجدي ــدة ،وكم ــا ص ــرح م ــدير التك ــوين
المتواصــل فــي المؤسســة االستشــفائية العموميــة حكــيم ســعدان أن المكــون هــو الــذي يحــدد طريقــة التكــوين
االنســب لدورتــه التكوينيــة ،وهــو مــا يبــين لنــا عــدم وجــود نظــام تقييمــي موحــد للعمليــة التكوينيــة بالمؤسســة
الصحية.
ثانيا :عرض النتائج العامة للبحث على ضوء التساؤل الرئيسي
جدول رقم ( )77دور التكوين المتواصل في تحسين االداء
الترتيب االنحراف المعياري المتوسط الحسابي المجموع العبارة
2 0.52 3.00 010 25
00 0.20 3.10 010 20
3 0.53 3.01 010 22
0 0.50 3.10 010 23
00 0.33 2.00 010 24
0 0.0 3.03 010 20
0 5.01 4.00 010 21
4 0.00 3.04 154 21
00 0.32 3.40 010 20
05 0.23 3.11 010 20
03 0.31 3.03 004 35
00 0.30 3.01 010 30
01 0.3 3.40 010 32
1 0.22 3.00 010 33
25 0.31 2.00 010 34
02 0.00 3.01 010 30
22 0.24 2.34 010 31
04 0.23 3.0 010 31
01 0.30 3.43 010 30
0 0.20 3.01 010 30
1 0.01 3.00 010 45
20 0.00 2.10 010 40
3.40 المتوسط الحسابي العام
فــي مجــال العالقــات االنســانية وبــالر م مــن أهميتهــا فــي المؤسســة الصــحية ،ومــا لهــا مــن دور فــي
تحسين صورة المؤسسة الصحية ،سواءا العالقـات مـع المرضـي او الـزمالء فـي العمـل او مـع الرؤسـاء اال
اننا نالحـظ قصـور فـي هـذا الجانـب ،خاصـة لـد فئـة الشـبه طبـين – وهـذا مـا الحظنـاه مـن خـالل الد ارسـة
الميدانيـة -الـذي ارجـع مـديري خليـة التكـوين المتواصــل السـبب لشخصـية الفـرد ،والضـغوطات المهنيـة التــي
يعيشها بصفة متكررة ويومية.
االفتقار إلى الكثير من عناصر البنية الت سيسية الالزمة للقيام بعمليات تكوين قوية وفاعلـة خاصـة
فيمــا يتعلــق بعــدم وجــود م اركــز تكــوين متخصصــة فــي مجــال التكــوين الصــحي ،ومصــممي ومعــدي البـرامج
التكوينية المتخصصة .
وجــود فج ــوة كبيـ ـرة ب ــين عملي ــات التك ــوين الت ــى ت ــتم وب ــين اإلحتياج ــات التكويني ــة الحقيقي ــة المطلوب ــة
للعــاملين بالمؤسســات الصــحية ،حيــث ان ا لــب الب ـرامج التكوينيــة تهــدف إلــي ايجــاد حلــول لمشــاكل انيــة
و ياب استراتيجية تكوينية بعيدة المد .
ومن يمكن القول ان استراتيجية التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية لها اثر ايجابي فـي اداء
المـوارد البشــرية وهـي اســتراتيجية اســتجابية تفرضــها الضــروف والمتغي ـرات للبيئــة الداخليــة الخارجيــة
وليس تكوين تنبؤي يخضع إلستراتيجية طويلة المد . للمؤسسة قصير المد في غالب
ثالثا :عرض النتائج العامة للبحث على ضوء الدراسات السابقة
إن اإلعتماد على الدراسات السابقة أمر ضـروري مـن أجـل اإلسـتفادة مـن نتائجهـا فـي البحـث الحـالي،
وعليه قمنا بالبحث عن جوانب اإلستفادة من الدراسات السابقة وربطها بمراحل بحثنا المختلفـة وعلـى أرسـها
النتائج المتوصل إليها بهدف الكشف عن نقاط اإللتقاء بينها ،وهو ما سنوضحه فيما يلي:
-0بالنسبة للدراسة األولى والموسومة ب << :أثر التدريب اثنـاء الخدمـة علـى اداء وسـلوك المـوظفين
المســتفيدين مــن التــدريب بدولــة الكويــت>> توصــلت الــى أهميــة التكــوين مــن أجــل تحســين األداء الــوظيفي
ولتحقيق هذا الهدف يجـب م ارعـاة التخطـيط و التنظـيم الجيـد للعمليـة التكوينيـة وهـو مـا توصـلت لـه د ارسـتنا
الحالية بضرورة تحديد احتياجات المؤسسـة مـن التكـوين بدقـة .يـر أن الد ارسـة السـابقة ركـزت علـى جانـب
اختيار البرامج التكوينية واختيار المتكونين.
-2بالنســبة للد ارســة الثانيــة<< أثــر التــدريب فــي أداء العــاملين بالمؤسســات العامةـ ـ د ارســة ميدانيــة فــي
محافظة جرش >> فتشترك مع د ارسـتنا الحاليـة فـي إبـراز أهميـة التكـوين فـي تحسـين أداء العـاملين ،كـذالك
توصلت الدراستين إلى أن المشكالت التي تعتـرض العمليـة التكوينيـة كعامـل الزمكـان ،وعـدم التحديـد الجيـد
لإلحتياجات التكوينية تؤثر سلبا على عملية التكوين وبالتالي على أداء العاملين.
-3د ارس ــة << قي ــاس اث ــر الت ــدريب ف ــي أداء الع ــاملين-د ارس ــة ميداني ــة عل ــى مديري ــة التربي ــة بمحافظ ــة
البريمي في سلطنة عمان >>-حيث تتفق الدراستان في:
ان نجــاح عمــل مديريــة التربيــة وزيــادة كفــاءة أدائهــا يعتمــد علــي مــد فعاليــة دائ ـرة التــدريب ،وهــو
مــايتفق مــع د ارســتنا الحاليــة فالمؤسســة مهمــا كــان نــوع الخدمــة التــي تقــدمها هــي فــي مجتمــع دائــم التطــور
والتجديد ،ما يستلزم عليها تحسين منظومتها التكوينية من أجل البقاء والمنافسة.
ضرورة اإلرتقاء بمسـتو البـرامج التدريبيـة لمـا لهـا مـن أثـر فعـال فـي ارتقـاء مسـتو أداء العـاملين،
فمهما كان حجم التنظيم وعراقته فإن موظفيه و العاملين بداخله يبقون في حاجة مستمرة إلى التكوين ذلك
أن التغير سمة مالزمة للمجتمع و تنظيماته وعليه فإن هذه العملية تساهم بال شك في تجديد العالقة بـين
العامل والمنصب أو بينه و بين منصب جديد قد يشغله الحقا.
كما تتفق هـذه الد ارسـة مـع د ارسـتنا الحاليـة مـن حيـث النتـائج حيـث توصـلت الـى ان مديريـة التربيـة
محــل الد ارســة تهــتم بتــدريب افرادهــا وفقــا لرســالة المديريــة واهــدافها التــي تســعى لتحقييقهــا بالدرجــة االولــى،
وبعــدها وفقــا الحتياجــات ور بــات العــاملين حيــث يـرفض ويـرفض تمامــا %0.2و%01.4علــى التـوالى ان
التكــوين يــتم وفقــا الحتياجــات ور بــات العــاملين ،فــي حــين نجــد % 2.1يــر موافــق و يــر موافــق بشــدة ان
التكوين يتم وفقالرسالة المديرية ،كما توصلت الدراسة الى وجود عالقة جوهرية بين بين تحديد االحتياجات
التدريبية ،وتاثيرها في اداء العاملين ،وهو ما يتفق مع دراستنا.
في حين نجد ان هذه الدراسة تتعارض مع النتائج التـي توصـلنا اليهـا فيمـا يخـص الفرضـية الرابعـة
حيث توصلت الدراسة االولى الى عدم وجود فروق جوهريـة بـين تقيـيم البـرامج التدريبيـة وتاثيرهـا علـى اداء
العاملين.
-4د ارس ــة << اس ــتراتيجيات التك ــوين المهن ــي المتواص ــل ف ــي المؤسس ــات اإلقتص ــادية ،وت ثيره ــا عل ــى
فعالية تسيير الموارد البشرية ،دراسة تحليلية وتشخيصية لمؤسسة سيدار>> توصلت الدراسة الى أن:
ياب الدقة والموضوعية في تحديد احتياجات وأهداف التكوين المهني المتواصل يؤثر سلبا على
عملية التكوين في المؤسسة اإلقتصادية ،فبالر م من اختالف نشاط وأهداف المؤسسة االقتصادية
والمؤسسة الخدماتية محل الدراسة الحالية ،األولى هدفها ربحي والثانية تقديم خدمة ألفراد المجتمع ،إال أنه
اليمكن إ فال أهمية التحديد الدقيق لحاجه كل منهما من عملية التكوين المتواصل وأهداف هذا التكوين
ل فراد العاملين بهما بمختلف فئاتهم المهنية ،وتوصلت الدراستين إلى أن المخططات التكوينية ال
تستجيب دائما لر بات المصال المستخدمة ،فهناك نقص في محتو البرامج التكوينية والتي تستجيب
لإلحتياجات األولية للمؤسسة.
ي ــاب اإلس ــتراتيجية التنظيمي ــة المنتهج ــة ف ــي التك ــوين ي ــؤثر س ــلبا عل ــى المؤسس ــة ،فإع ــداد البـ ـرامج
التكوينية ال يتم بناءا على تشخيص القدرات المحققة مقارنة باألهداف المنتظرة.
ومــن بــين المشــاكل المطروحــة أيضــا عــدم االخــذ بمعــايير االلتحــاق ببـرامج التكــوين ،وهــو مــا يتفــق
ونتائج دراستنا الحالية اذ ير بعض االفراد أن برامج التكوين المتواصل حك ار على فئة معينة في المؤسسة
،فاإلص ــالحات والتط ــورات المتس ــارعة الت ــي يش ــهدها المح ــيط ال ــداخلي والخ ــارجي ألي مؤسس ــة يس ــتوجب
تكييف مواردها البشرية مع التغييرات الجديدة التي يفرضها عليها محيطها ،وهذا التكيف لن يكون إال عن
طريق وضع استراتيجية تكوينية.
رابعااا :عاارض النتااائج العامااة للبحااث علااى ضااوء ماادا د اراسااة المااوارا
البشرية
مـن خـالل جملـة المـداخل النظريـة التـي جـاءت فـي ثنايـا الجانـب النظـري سـنحاول فـي هـذا العنصـر
مناقشة النتائج العامة التي توصلت إليها دراستنا و إسقاطها على النظريات التي تفسر ما تم التوصـل إليـه
كمحاولة للربط بين النتائج الميدانية )الكمية و الكيفية ( مع ما تتضمنه هذه النظريات من تفسيرات لتلك
النتائج و التي تمثل بالنسبة لنا دعما نظريا كبي ار.
.0المدخـل اإلداري:
يعتبر التكوين المتواصل من العمليات اإلدارية الهامة التي يجب اإلهتمام بها في المؤسسة ،باعتبارها
وظيفة من وظائف إدارة الموارد البشرية فهي تخضع لعدة اعتبارات إذ يجب أن تتم وفق أسس علمية ،تبدأ
بتحديــد الحاجــة والهــدف مــن هــذه العمليــة إلــي تنظيمهــا ثــم تقييمهــا ،ومــا توصــلنا إليــه مــن خــالل د ارســنا أن
التكوين المتواصل عملية منظمة تتم على أسس ومراحل وأي خلل أو تقصير في أي مرحلة قـد يـؤثر علـى
نجاحه في المؤسسة.
.2مدخـل النظـم
ينظــر إلــى التكــوين المتواصــل علــى أنــه نظــام فرعــي ضــمن النســق الكلــي للمؤسســة ،وهــو وظيفــة مــن
وظائف إدارة الموارد البشرية يؤثر ويت ثر بباقي الوظائف أو األنساق ،وهذا ما توصلنا إليـه مـن خـالل هـذه
الد ارســة حيــث أن نجــاح إســتراتيجية التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة فــي تحقيــق أهــدافها ،تتـ ثر بالوظــائف
األخر إلدارة الموارد البشرية كنظام الحوافر والترقية ،وتتكون هذه اإلستراتيجية من:
مدخالت مادية ،بشرية ومعنويـة وبتحديـد إحتياجـات المؤسسـة مـن التكـوين المتواصـل وأهـدافها يـتم
إختي ــار م ــدخالت التك ــوين المتواص ــل وتتمث ــل ه ــذه الم ــدخالت ف ــي األفـ ـراد المتك ــونين والمك ــونين ،الوس ــائل
المادية من ميزانية التكوين ووسائل التكوين ،والبـرامج التكوينيـة حيـث يـتم تحديـد نوعيتهـا بنـاءا علـى تحديـد
احتياجات المؤسسة واألفراد.
عملية التكـوين وفيهـا يـتم تسـخير المـدخالت وتنظيمهـا مـن خـالل وضـع اسـتراتيجية منظمـة ،حيـث
يــتم تحديــد محتــو البرنــامج التــدريبي بنــاءا علــى احتياجــات الفــرد والمؤسســة ،واختيــار الوقــت المناســب لــه
وتوفير الظروف والوسائل من اجل تحقيق اهداف استراتيجية التكوين.
مخرجات وتتمثل فـي األهـداف التـي تسـعى المؤسسـة لتحقيقهـا مـن خـالل عمليـة التكـوين ،وتتمثـل
هذه المخرجات في أداء الموارد البشرية ،وما ط أر عليها من تغيرات ايجابية لصال الفرد والمؤسسة.
ويــتم التقيــيم لمعرفــة مخرجــات هــذه العمليــة مــا اذا كانــت االهــداف التكوينيــة تحققــت فعــال ،واعطــاء
تغذية راجعة بحيث معرفة النقائص ومحاولة تصحيحها والعمل على تفاديها مستقبال.
وبالتــالي فــان اي خلــل فــي هــذه المكونــات يــنعكس علــى تحقيــق اهــداف هــذه اإلســتراتيجية ،وهــو مــا
توصلنا اليه من خالل الدراسة الميدانية لهذه الدراسة ،حيث ان عدم الدقة في تحديـد االحتياجـات التكوينيـة
وأهــدافها ،و يــاب التنظــيم الجيــد اثنــاء العمليــة التكوينيــة والتقيــيم لمخرجــات العمليــة التكوينيــة يــنعكس ســلبا
على تحقيق اهداف استراتيجية التكوين المتواصل ويؤثر بالتالي سلبا على اداء الموارد البشرية.
.2المدخـل اإلستراتيـجي
يقــوم المــدخل االســتراتيجي إلدارة التكــوين المتواصــل علــى إج ـراء تحليــل للفــرص والتهديــدات فــي بيئــة
المنظمـ ـ ــة الخارجيـ ـ ــة وعواملهـ ـ ــا المختلفـ ـ ــة والمتغي ـ ـ ـرة س ـ ـ ـواء االقتصـ ـ ــادية أو السياسـ ـ ــية أو التكنولوجيـ ـ ــة أو
اإلجتماعية ،وكذلك تحديد نقاط القوة والضعف في بيئة المنظمة الداخلية سـواء العوامـل البشـرية أو الماديـة
أو المعلوماتية.
واســتراتيجية التكــوين المتواصــل تبــدأ بــاإلطالع علــى رســالة المؤسســة الصــحية و اياتهــا ،والتــي تعمــل
علــى تقــديم خدمــة ألفـراد المجتمــع ،وتتمثــل هــذه الخدمــة فــي تقــديم رعايــة صــحية أفضــل ومحاولــة الحــد مــن
اآلفــات واألم ـراض المنتش ـرة ،ومنــه يــتم تحديــد حاجتهــا مــن التكــوين المتواصــل وأهداف ـه اإلســتراتيجية ،بنــاءا
ودرسة كافـة العوامـل الداخليـة والخارجيـة
على دراسة األوضاع اإلجتماعية في بيئتها ،واألمراض المنتشرة ،ا
التي تؤثر فيها كالتطورات التكنلوجية ،وآخر مـا توصـلت إليـه األبحـاث ،ثـم شيعـد المـوارد البشـرية بمـا يسـاير
البديل االستراتيجي الذي وقع االختيار عليه ،وقد توصلنا من خالل هـذه الد ارسـة ان المؤسسـة االستشـفائية
العموميــة تقــوم بدارســة األوضــاع البيئيــة المحيطــة بهــدف تحديــد عالقــة األم ـراض الشــائعة بالبيئــة وتحديــد
الطريقــة فــي اتخــاذ التــدابير واإلحتياطــات الالزمــة ،حيــث جــدنا أن أ لبيــة اف ـراد العينــة ارضــين عــن عمليــة
التكـــوين المتواصـ ــل مـــن حيـــث مسـ ــاعدتهم بـ ــاإلطالع بـ ــاألمراض المنتش ـ ـرة فـــي بيئ ــة العمـ ــل حيـــث اجـ ــاب
( )%42080بموافق و( )%07051بموافـق تمامـا علـى العبـارة ،فـالتكوين المتواصـل مـن منظـور اسـتراتيجي
قبــل تحديــد االحتياجــات التكوينيــة ،يجــب القيــام بد ارســة االوضــاع والتهديــدات فــي البيئــة الداخليــة والخارجيــة
للمؤسسة الصحية ،من أجل تحديد اهداف المؤسسة والمجتمع من التكوين المتواصـل للوصـول إلـى تحقيـق
األهداف التي تعود على الطرفين ،وفي ھذا السياق يمكن اإلشارة إلى أن االستثمار في التكوين المتواصل
يبـدأ مـن خـالل تخطـيط المؤسسـة لتحديـد االحتياجـات التكوينيـة ،وهـذه االحتياجـات يمكـن ترجمتهـا فـي
شقين:
أ -احتياجات تشغيلية لرفع كفاءة العمل مثـل الـدورات المتعلقـة بكيفيـة اسـتخدام نظـام إداري جديـد أو
طريقة عمل جديدة ،والتي لها أهداف إستراتيجة قريبة المد .
ب -احتياجات تطويرية لزيادة فعالية المنظمة ،مثل دورات إعداد كوادر متكاملة لتشـغيل وحـدة فنيـة،
أو تخصيص من لل ار بين في العمل مستقبال في المنظمة أو العاملين حاليـا بهـدف تـ مين الحصـول علـى
كوادر ماهرة مستقبال حسب خطة االحتياجات من الكوادر ،والتي لها أهداف إستراتيجية بعيدة المد .
ويكـون علـى المؤسسـة أن تتعامـل بـاحترام وأن تقـيم المجهـودات التـي يبـذلها العمـال وفـق أسـس
موضوعية ،وأن تفت المجال لهم للتفاعل اإليجابي لتبادل األفكار والمشاركة في اتحاد الق اررات.
رؤية مستقبلية إلستراتيجية التكوين المتواصل في المؤسسة الصحية
يعد التكوين المتواصل بالمؤسسة الصحية عامال مشجعا من أجل رفع تحديات العولمة واإلنفتاح
الخارجي ،مما يساهم دون شك في حل كثير من المشاكل التي تعاني منها هذه المؤسسة والرفع من
كفاءتها وتحسين أداء أفرادها وتطوير مهاراتهم وقدراتهم (المعرفية والمهنية والتقنية) واإلستفادة من هذه
المهارات للوصول بالمؤسسة إلى درجة عالية من األداء وتسويق خدماتها الصحية في مجال أوسع وتقديم
الرعاية الصحية للمواطنين.
وبالتالي يعد التكوين المتواصل ضرورة قصوا في المؤسسة الصحية تستدعيها الظروف الحالية
التي يشهدها المجتمع و الوسيلة الوحيدة التي تعمل على تحقيق عدد من الفوائد منها تحسين مستو أداء
المؤسسة ،رفع أداء ومعنويات األفراد وزيادة كفاءتهم المهنية والتحكم في التكنولوجيا الحديثة في ظل
التسارع الهائل لها والتقليل من أخطاء العمل ،ومنه تعتمد المؤسسات الجزائرية اليوم على هذه الطريقة
التي أصبحت تحظى ب همية كبيرة مقارنة مع السنوات السابقة إذا نالحظ تفطن بعض المسئولين إلى مد
أهمية العنصر البشري المكون والمؤهل في المؤسسة ،وما يمكن أن نستخلصه كنتيجة من عملية التكوين
في رفعه لمستو أداء المؤسسات وأداء األفراد أن التكوين والتطوير ال يقتصران على إعطاء المعلومات
بل يجب أن يقترن بالممارسة الفعلية وبتحديد استراتيجية واضحة ودقيقة للتكوين المتواصل من حيث
تحديد االحتياجات التكوينية ألقسام المؤسسة الصحية كافة من أجل تحقيق أهدافها وأهداف األفراد
العاملين بها وبما ينسجم ومواكبة المستجدات الحديثة الالزمة لتنمية الموارد البشرية من خالل سعي
المؤسسة لتحسين الخدمات الصحية المقدمة بتعزيز كفاءات أداء العاملين في المجال الصحي مع التركيز
على تنمية المعارف والمهارات لكافة التخصصات الطبية والصحية واإلدارية ،ثم تنظيم هذه العملية من
حيث توفير الوسائل واإلمكانات االزمة من مكان التكوين والوسائل التكوينية والمكونين ،وفي االخير تقييم
هذه العملية بحيث يمكن الحصول على تغذية راجعة والتي تمكن من معرفة النقائص من أجل تفاديها
ومحاولة الحصول على أفضل أداء في المؤسسة الصحية بما يضمن خدمات صحية تلبي احتياج الفرد
والمجتمع.
-تهيئة المناخ المالئم للعملية التكوينية ،وتكوين وتقديم البرامج التكوينية ل فراد حسب تخصصاتهم
وفئاتهم المهنية ،وحسب العدد الذي يسم من استفادة كل المتكونين من البرنامج التكويني.
-إعطاء الجانب اإلنساني أهمية أكبر في المقاييس أو البرامج التموينية خاصة فيما يتعلق بفن
التعامل مع المرضى.
-ربط نظام التكوين المتواصل بنظام المكاف ة والحوافز سواء المادية أو المعنوية من اجل التشجيع
األفراد على هذا التكوين.
وفي نهاية المطاف فان هذه التوصيات تعد مساهمة منا التسليط الضوء على استراتيجية التكوين
المتواصل في المؤسسة الصحة وأثرها على أداء العاملين تاركين المجال لدراسات الحقة تكمل هذا
العمل وتبحث في أسباب سوء األداء في المؤسسات الصحية بالجزائر.
أوال :المراجع باللغة العربية
-0.0المعاجم:
.1أحمد زكي بدوي ،معجم المصطلحات االجتماعية ،مكتبة لبنان.0002 ،
.2حســان محمــد الحســين ،موســـوعة علـــم االجتمـــاع ،الطبعــة ،50الــدار العربيــة للموســوعات ،بي ــروت،
.0000
-2.1الكتب:
.1أحمـد صـقر عاشـور ،إدارة القـو العاملـة األسـس السـلوكية وأدوات البحـث التطبيقـي ،دار النهضـة
العربية ،بيروت.1983،
.1أحمد عادل راشد ،مذكرات في إدارة األفراد ،دار النهضة العربية ،بيروت.0000 ،
.5أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،مصر.2553 ،
.1أحمد مصـطفى خـاطر ،محمـد بهجـت كشـك ،إدارة المنظمـات االجتماعيـة وتقـويم مشـروعات الرعايـة،
المكتب الجامعي الحديث ،مصر.0000 ،
.7أمين الساعاتي ،إدارة الموارد البشرية من النظريةإلى التطبيق القاهرة للنشر والتوزيع ،مصر.2550،
.1بشير العالق ،قحطان العبدلي،سعد الب ياسين إستراتيجيات التسويق ،دار زهران ،عمان.0000،
.2ثابــت عبــد الرحمــان ،جمــال الــدين محمــد المرســي،اإلدارة اإلســتراتيجية مفاهيم ونمــاذج تطبيقيــة ،الــدار
الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.2553،
.11جاري ديسلر ،ترجمة أحمد عبد المتعال إدارة الموارد البشرية ،دار المريخ ،السعودية.2553 ،
.11جــل ب ــروكس ،ترجم ــة عبــد اإلل ــه اس ــماعيل كتب ــي ،قـــدرات التـــدريب والتطـــوير دليـــل علمـــي ،مرك ــز
البحوث ،الرياض.2550 ،
.12جمال أبودولة ،رياض طهمـاز ،واقع عملية الربط والتكامل ما بين استراتيجية المنظمـة واسـتراتيجية
إدارة الموارد البشرية ،أبحاث اليرموك ،مجلد ،25العدد -4أ.2554 ،
.11جمال الدين محمد المرسي ،اإلدارة اإلستراتيجية للمـوارد البشـرية المـدخل لتحقيـق الميـزة التنافسـية
لمنظمة القرن الحادي والعشرين ،الدار الجامعية،اإلسكندرية.2003،
.11جــودت عــزت عبــد الهــادي ،ســعيد حســني العـزة ،التوجيـ المهنــي ونظرياتـ ،الطبعــة ،50مكتبــة دار
الثقافة ،األردن.0000 ،
.15حسن إبراهيم بلوط ،إدارة الموارد البشرية من منظور اسـتراتيجي ،الطبعـة ،50دار النهضــة العربيــة،
بيروت.2552 ،
.11حسن الحلبي ،معاهد اإلدارة العامة في الوطن العربي ،معهد اإلنماء العربي بيروت .0011 ،
.17حسين الدوري ،نظريات التطوير والتنمية اإلدارية المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ،األردن0005،
.11حمد سليمان ،تقنيات ومناهج البحث العلمي ،دار المعرفة الجامعية ،مصر.2552 ،
.12حنا نصر اهلل إدارة الموارد البشرية دار زهران،عمان،األردن.2552،
.21خال ــد عب ــد ال ــرحيم الهيت ــي ،أك ــرم أحم ــد الطوي ــل ،التنظـــيم الصـــناعي :المبـــادئ والعمليـــات المـــدخل
والتجارب ،ط ،2دار الحامد ،األردن.2555 ،
.21خير خليـل الجميلـي ،التنميـة اإلداريـة فـي الخدمـة االجتماعيـة ،المكتـب الجـامعي الحـديث ،مصـر،
.0000
.22رافت عبـد الفتـاح ،سـيكلوجية التـدريب وتنميـة المـوارد البشـرية ،ط ، 0دار الكتـاب الحـديث ،مصـر،
.2550
.21راوية حسن ،إدارة الموارد البشرية رؤية مستقبلية ،كلية التجارة جامعة ،اإلسكندرية.2555 ،
.21راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،مصر.2552 ،
.25راوية حسن ،السلوك التنظيمي المعاصر ،الدار العلمية ،مصر.2553 ،
.21رونالــد ريجيــر ،ترجمــة فــارس حلمــي ،المــدخل إلــى علــم الــنفس الصــناعي والتنظيمــي ،دار الشــروق،
عمان.0000 ،
.27زهير ثابت ،تقييم أداء الشركات واألفراد ،دار قباء ،القاهرة.2550 ،
.21زيدان عبد الباقي ،قواعد البحث االجتماعي ،دار المعارف ،مصر.0014 ،
.22سامي ملحم ،مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،األردن. 2555 ،
.11سلو عثمان الصديقي ،مدخالت في الصحة العامة والرعاية الصحية واالجتماعية ،المكتب الجامع
الحديث ،مصر.0000 ،
.11سعد طه عالم ،التنمية والدولة ،دار طيبة ،السعودية.2553،
.12سعيد ناصف ،محاضرات فـي تصـميم البحـوث االجتماعيـة وتنفيـذها ،مكتبـة وهـران الشـرق ،الج ازئـر،
.0001
.11سهيلة محمد عباس،علي حسن علي ،إدارة الموارد البشرية ،الطبعة ،50دار وائل ،عمان.0000 ،
.11سيد علي شيتا ،المنهج العلمي والعلوم االجتماعية ،مكتبة األشعة الفنية ،مصر.0001 ،
.15ص ــال الشـــنواني ،إدارة األفــــراد والعالقــــات اإلنســــانية مــــدخل األهــــداف ،مؤسس ــة ش ــباب الجامعـــة
اإلسكندرية .0000
.11صال سعيد عودة ،إدارة األفراد الجامعة المفتوحة ،طرابلس ليبيا.0004 ،
.17صبحي العتيبي ،تطور الفكر واألنشطة اإلدارية ،الطبعة األولى ،دار حامد ،األردن.2552 ،
.11صــالح الــدين عبــد البــاقي ،ادراة المـوارد البشــرية مــن الناحيــة العلميــة والعمليــة ،اإلســكندرية ،الــدار
الجامعية.2555 ،
.12صــالح الــدين عبــد البــاقي ،االتجاهــات الحديثــة فــي إدارة الم ـوارد البشــرية ،الــدار الجامعيــة للنشــر،
مصر.2552 ،
.11صالح عبد الباقي و عبد الغفار حنفي ،إدارة األفراد والعالقات اإلنسانية ،المكتب العربي الحديث،
اإلسكندرية ،دون سنة نشر.
.11طارق المجذوب ،اإلدارة العامة ،الدار الجامعية ،مصر.2555 ،
.12طاهري حسين ،الخطم الطبي والخطم العالجي في المستشفيات العامة ،دار هومة ،الجزائر.2552 ،
.11عادل حسن ،مصطفى زهير ،اإلدارة العامة ،دار النهضة العربية ،بيروت ،دون سنة نشر.
.11عب ــد الب ــاري إبـ ـراهيم ال ــدرة ،تكنولوجيـــا األداء البشـــري فـــي المنظمـــات ،ط ،0معه ــد اإلنم ــاء العرب ــي،
الجماهيرية اللبنانية.0000 ،
.15عبد الرحمن محمد عيسوي ،علم النفس واإلنتاج ،دار المعرفة الجامعية ،مصر.2553 ،
.11عبد الرزاق أمين أبو شعر ،العينات وتطبيقها في البحوث االجتماعية ،معهـد اإلدارة العامـة للبحـوث،
الرياض.0001 ،
.17عبد العزيز جميل منصور وآخرون ،النهضة العربية للتنمية اإلدارية وقائع لقاء الخير حول " نظـم
ومهارات استشارات تحسين األداء المؤسسي المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر.2555 ،
.11عبــد العزيــز صــال بــن حبتــور ،اإلدارة العامــة المقارنــة ،الطبعــة ،50الــدار العلميــة الدوليــة ،األردن،
.2555
.12عبــد الغفــار حنفــي ،الســلوك التنظيمــي وادارة المـوارد البشــرية ،دار الجامعيــة الجديــدة للنشــر ،مصــر،
.2552
.51عبد اهلل محمد عبد الرحمن ،علم اجتماع التنظيم ،دار المعرفة الجامعية ،مصر.2553 ،
.51على السلمى،إ دارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ،القاهرة مصر،دار ريب للطباعة والنشر.2001،
.52علي السلمي ،إدارة األفراد والكفاءة اإلنتاجية ،مكتبة ريب ،مصر ،دون سنة نشر.
.51علي عبد الرزاق جلبـي ،علم اجتماع التنظـيم ''مـدخل للتـراث والمشـكالت والموضـوع والمـنهج'' ،دار
المعرفة الجامعية ،مصر ،دون سنة نشر.
.51علي عبد اهلل تحليل المنظمات،مطبعة كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير،الجزائر.2552،
.55علي ربي ،بلقاسم سالطنية ،إسماعيل قيرة ،تنمية الموارد البشرية ،دار الهد ،الجزائر.2552 ،
.51علـــي ربـ ــي ،بلقاسـ ــم ســـالطنية ،إسـ ــماعيل قي ـ ـرة ،المجتمـــــع العـــــربي " التحديـــــات الراهنـــــة وآفـــــاق
المستقبـل" ،منشورات قسنطينة.2555 ،
.57علي محمد عبد الوهـاب ،التدريب والتطوير مدخل علمي لفعاليـة األفـراد و المنظمـات ،معهـد اإلدارة
العامة ،الرياض.0000 ،
.51عمـار بوحـوش ،منـاهج البحـث العلمـي و طـرق إعـداد البحـوث ،ديـوان المطبوعـات الجامعيـة،
الجزائر.2001،
.52عمر وصفي عقيلي ،إدارة الموارد البشرية بعد استراتيجي ،ط ،0دار وائل للنشر ،األردن.2550 ،
.11ازي فرحان ،خدمات اإليواء في المستشفيات ،دار الزهران ،عمان.0000 ،
.11يات بوفلجة ،مبادئ التسيير البشري ،دار الغرب ،الجزائر ،دون سنة نشر.
.12ياث بوفلجة ،التربية والتكوين بالجزائر ،الطبعة ،50دار الغرب ،الجزائر.2552 ،
.11فــاتن أبــو بكــر ،نظــم اإلدارة المفتوحــة " مــنهج حــديث لتحقيــق شــفافية المنظمــات" ،الطبعــة األولــى،
إيتراك للنشر والتوزيع ،القاهرة.2550 ،
.11فاديــة فـؤاد حميــدو محمــد ،البنــاء االجتمــاعي للمؤسســة الطبيــة "دراســة انثروبولوجيــة" ،دار المعرفــة
الجامعية ،مصر.2550 ،
.15فالح حسن عداء الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية ،دار وائل للنشر ،عمان .2555
.11فوزي رايبية وآخرون ،أساليب البحث العلمـي فـي العلـوم االجتماعيـة واإل نسـانية ،الطبعـة ،53دار
وائل ،عمان .2552
.17فيصـل عبـد الـرءوف الدحلـة ،تكنولوجيـا األداء البشـري المفهــوم وأسـاليب الفيـاس والنمـاذج ،عمــان،
.2550
.11قباري إسماعيل ،علم االجتمـاع الصـناعي ومشـكالت اإلدارة والتنميـة االقتصـادية ،منشـ ة المعـارف،
مصر.0011 ،
.12قيس النوري ،المدخل الى علم االنسان ،منشورات و ازرة التعليم ،بغداد.0002 ،
.71مجدي أحمد محمد عبد اهلل ،علم الـنفس الصـناعي بـين النظريـة والتطبيـق ،دار المعرفـة الجامعيـة،
اإلسكندرية.1996،
.71محمد السيد عبد الرحمان ،نظريات النمو " ،علم نفس النمـو المتقـدم" ،مكتبـة زهـراء الشـرق ،القـاهرة،
.2550
.72محمد الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائر ،دار العلوم ،الجزائر.2555 ،
.71محمد جمال برعي ،فن التدريب الحديث في مجاالت التنمية ،مكتبة القاهرة الحديثة ،القاهرة.0015
.71محمد سعيد أنور سلطان ،السلوك التنظيمي ،دار الجامعة ،مصر.2553 ،
.75محمــد عاطف ،يــث ريــب محمــد ،محمــد أحمــد يــومي ،دراســات فــي علــم االجتمــاع التطبيقــي ،دار
المعرفة الجامعية ،دون سنة نشر.
.71محمــد عبــد الفتــاح بــا ي ،التــدريب اإلداري بــين النظريــة و التطبيــق ،جامعــة الملــك ســعود ،الريــاض،
.0003
.77محمد محمد قاسم ،المدخل إلى مناهج البحث العلمي ،دار المعرفة الجامعية ،مصر.2553 ،
.71محمــد مســلم ،منهجيـــة البحـــث العلمـــي ،الطبعــة ،52دار العــرب للنشــر والتوزيــع ،وه ـران ،الج ازئــر،
.2554
.72محمــود ســلطان العميــان الســلوك التنظيمــي فــي منظمــات األعمــال ،الطبعــة ،50دار وائــل للنشــر،
األردن.2550 ،
.11مجدي أحمد محمد عبد اهلل ،علم الـنفس الصـناعي بـين النظريـة والتطبيـق ،دار المعرفـة الجامعيـة،
اإلسكندرية.1996 ،
.11مصطفى نجيب شاويش ،إدارة الموارد البشرية ،دار الشروق عمان ،األردن .0001
.12منصور أحمد منصور ،قراءات في تنمية الموارد البشرية ،وكالة المطبوعات ،الكويت.0011 ،
.11مهدي حسن زويلف ،إدارة األفراد مدخل كمي ،ط ،3دار مجدي الوي ،األردن.0000 ،
.11مؤيد سعيد السالم ،تنظيم المنظمات دراسة في تطور الفكر التنظيمي خالل مئـة عـام ،الطبعـة ،50
عالم الكتب الحديث ،األردن.2552 ،
.15مؤيــد ســعيد ســالم ،عــادل حرحــوش صــال ،إدارة المـوارد البشــرية " مــدخل اســتراتيجي " ،عــالم الكتــب
الحديثة ،األردن.2552 ،
.11موسي اللوزي ،التطوير التنظيمـي أساسـيات ومفـاهيم حديثـة ،الطبعـة ،50دار وائـل للنشـر ،عمـان،
.0000
.17موسـى اللــوزي ،التنميــة اإلداريـة المفــاهيم األســس التطبيقــات ،الطبعــة األولـى ،دار وائــل ،عمــان،
.2555
.11نادر أبو شيخة إدارة الموارد البشرية ،دار الصفاء ،عمان.2555 ،
.12ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،الطبعة الثانية ،دار المحمدية ،الجزائر العاصمة.0000،
.21نظمي شحادة واخرون الموارد البشرية دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2555،
.21هاني عبد الرحمان صال الطويل ،اإلدارة التربوية والسلـوك التنظيمـي ،الطبعـة ،53دار وائل للنشر
األردن.2550 ،
.22وسيلة حمداوي ،إدارة الموارد البشرية ،مديرية النشر لجامعة قالمة ،الجزائر. 2004،
.21وليــام ترســي ،ترجمــة ســعد أحمــد الجبــالي ،نظــم التــدريب والتطــوير ،معهــد اإلدارة العامــة ،السعوديــة،
.0005
.21وهيب سمعان ،دراسات في التربية المقارنة ،مكتبة النهضة ،مصر.0014 ،
.25يحي مصطفى عليان ،عثمان محمد نيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي النظرية والتطبيق ،الطبعة
،50دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان.2555 ،
-2.0االطروحات والرسائل االكاديمية:
.21بــن عكــي محمــد أكلــي ،ديمقراطيــة التعلــيم النظــامي فــي الجزائــر خــالل الفتــرة 0094-0062بــين
التوقع واإلنجاز ،رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في علوم التربية ،جامعة الجزائر1988 -1987 ،
.27ارب ـ العايــب ،اســتراتيجيات التكــوين المهنــي المتواصــل فــي المؤسســات االقتصــادية وتمثيرهــا علــى
فعالية تسيير الموارد البشرية ،أطروحة دكتو ار ير منشورة ،جامعة ،قسنطينة.2552 ،
.21نية بـودوح ،دور التكوين المتواصـل فـي تنميـة المـوارد البشـرية فـي المؤسسـة الصـحية بـالجزائر-
مستشفى بشير بن ناصر انموذجا -رسالة ماجستير ير منشورة ،جامعة بسكرة.2551 ،
.22نبيلــة بــوخيرة ،اإل تصــال االجتمــاعي الصــحي فــي الجزائــر ،رســالة ماجيســتر يــر منشــورة ،معهــد علــم
االجتماع ،جامعة الجزائر.0000 ،
.111نـور الـدين شـنوفي ،تفعيـل نظـام تقـويم أداء العامـل فـي المؤسسـة العموميـة االقتصـادية حالـة
المؤسسة الجزائرية للكهرباء والغاز ،أطروحة لنيل درجـة الـدكتوراه دولـة فـي العلـوم االقتصـادية تخصـص
علوم التسيير ،قسم علوم التسيير جامعة الجزائر.2005،
-4.0الوثائق الرسمية
.111الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد األول0011 ،
.112جبهـة التحريـر الـوطني ،الميثـاق الــوطني ،1271الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشـعبية ،المعهــد
التربوي الوطني ،الجزائر.0011 ،
.111المرسـوم 52-15المتضـمن القـانون األساســي النمـوذجي لعمـال المؤسسـات واإلدارات العموميــة
والجماعـــات المحليـــة ،الجريــدة الرســمية للجمهوريــة الجزائريــة الديمقراطيــة الشــعبية المــؤرخ فــي 23مــارس
.0000
.111المرسوم التنفيذي رقـم ،25-11الجريـدة الرسـمية للجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشـعبية ،العـدد
،51الصادر في 02فيفري .0001
.115المرسوم التنفيذي رقم 96ـ 22المـؤرخ فـي 14شـوال عـام 1416الموافـق 3مـارس سـنة 1996
المتعلق بتكوين الموظفين وتحسين مستواهم وتجديد معلوماتهم.
.111المرســوم التنفيــذي رقــم 111-27المــؤرخ فــي << 12.12.1227الجريــدة الرســمية للجمهوريــة
الجزائرية الديمقراطية الشعبية>> العدد ،00الصادر 05ديسمبر .0001
.117المرسـوم التنفيـذي رقـم140 19 - 07مـاي 2007المتضـمن إنشـاء المؤسسـات العموميـة
اإلستشـفائية ومؤسسـات الصـحة الجواريـة وتنظيمهـا <<الجريـدة الرسـمية الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة
الشعبية>>،العدد 33الصادر 25ماي .2551
.111جريدة الشروق اليومي ،العدد 01 ، 4003نوفمبر .2550
.112مجلــس األمــة ،برنــامج الحكومــة أمــام مجلــس األمــة ،ملحــق الفكــر البرلمــاني ،العــدد الســادس ،جويليــة
.2554
-5.1المقاالت
.111إبراهيم التهـامي أسس المنهجية في العلوم االجتماعية »الدراسـات السـابقة فـي البحـث العلمـي«،
الجزائر.1999، مجلة الباحث ،العدد،3
.111اليــاس بــومعراف ،عمــار عمــاري ،مــن أجــل تنميــة صــحية مســتدامة فــي الجزائــر ،مجلــة الباحــث،
العدد 17جامعة ورقلة ،الجزائر. 2515– 2550 ،
.112بلقاســم ســالطنية <<،العالقـــات اإلنســـانية فـــي المؤسســـة >> مجلــة العلــوم اإلنســانية ،العــدد ،50
جامعة محمـد خيضـر ،بسكرة ،الجزائر ،ديسمبر .2550
.111جم ــال أبودول ــة ،ري ــاض طهم ــاز ،واقـــع عمليـــة الـــربط والتكامـــل مـــا بـــين اســـتراتيجية المنظمـــة
واست ارتيجية إدارة الموارد البشرية ،أبحاث اليرموك ،مجلد ،25العدد -4أ.2554 ،
.111طــالل مســلط الش ـريف <<العوامــل المــؤثرة فــي أداء العامــل>> مجلــة الملــك عبــد العزيــز االقتصــاد
واإلدارة ،مجلد رقم ،0السعودية.0002 ،
.115عرابة الحـاج <<ازدواجية السلطة في المستشـفيات :المفهـوم واإلشـكالية >> مجلـة الباحـث ،العـدد
،51جامعة ورقلة ،الجزائر.2505 – 2550 ،
.111عل ــي سنوس ــي << ،تقــــيم مســــتو الفعاليــــة التنظيميــــة فــــي المستشــــفيات الجزائريــــة>> ،مجل ــة
اقتصاديات شمال افريقيا ،العدد السابع ،جامعة الشلف،الجزائر.2550،
.117علي يونس ميا ،صالشيج ديب ،سـالم ارشـد الشامسـي<< ،قيـاس اثـر التـدريب فـي اداء العـاملين-
دراســة ميدانيــة علــى مديريــة التربيــة فــي ســلطنة عمــان ،>>-مجلــة تشـرين للبحــوث والد ارســات العلميــة،
سلسلة العلوم االقتصادية والقانونية ،مجلد ( ،)30العدد( ، )50سوريا.2550 ،
-5.1المواقع االلكترونية:
A-LES LIVRES
156. Denis Leonard, Rodney McAdam, The Strategic Impact and Application of
the Business Excellence Model: Implications for Quality Training and
Développement, Journal of European Industrial Training, Vol. 26, Issue 1,
2001
ملحق( )12الهيكل التنظيمي للمؤسسة االستشفائية العمومية
المدير
نائب مدير مكلف بصيانة نائب مدير مكلف بالمصالح نائب مدير مكلف بإدارة نائب مدير مكلف بالمالية
التجهيزات الطبية والتجهيزات الصحية الموارد البشرية والوسائل
المرافقة
الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية
إشراف: إعداد:
نرجو من سيادتكم المساهمة في اإلجابة على هذا االستبيان بغرض مساعدتنا على الوصول إلى
نتائج موضوعية وعلمية تسمح لنا مـن اإلجابـة علـي تسـاؤالت البحـث .وأن المعلومـات الـواردة فـي هـذه
االستمارة سرية وليس الغرض منها سو خدمة البحث العلمي.
وشك ار
بيانات شخصية
إداري شبه طيب .1املهنة :طبيب
أكثر من 25سنة
أكثر من 25سنة
-إذا كانت مشاركتك بناءا على طلبك ماهي األسباب اليت دفعتك ؟
أخرى أذكرها...............................................................
أخرى أذكرها..............................................................
رافض موافق
محايد رافض موافق البن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود الرقم
تماما تماما
يقدم املتكون تقريرا عند هناية الدورة التكوينية حول ما 00
اكتسبه من الربنامج التكويين
وشك ار
بيانات شخصية
أنثى .1اجلنس :ذكر
أكثر من 25سنة
أكثر من 25سنة
-إذا كانت مشاركتك بناءا على طلبك ماهي األسباب اليت دفعتك ؟
أخرى أذكرها...............................................................
أخرى أذكرها..............................................................
يقدم املتكون تقريرا عند هناية الدورة التكوينية حول ما 00
اكتسبه من الربنامج التكويين
Les informations figurentes dans ce formulaire sont discretes ,et leur but
n’est que servire la recherche scientifique .
Merci
Notice ; s’il vous plait mettez (x) dans la case qui convient .
Les questions du formulaire :
Données personnelles
1- Profession médecin paramédical administrateure .
2- Sex :masculain féminin.
3- L’age :moinde 26 ans de 26-30 ans de 31-35 ans.
De 36 -40 de 41-45 de46-50ans plus de 50 ans. .
تعد وظيفة التكوين في المؤسسات الحديثة من أهم مقومات التنمية التي تعتمـدها هـذه المؤسسـات فـي
بناء جهاز قادر في الحاضر والمستقبل على مواجهـة الضـغوطات والتحـديات اإلنسـانية ،التقنيـة واإلنتاجيـة
واإلدارية التي ترتبط مباشرة بالفرد كونه إنسان من جهة والمحرك األساسي لكافة عناصر اإلنتاج من جهة
أخر ،وتتوقف على كفاءته كفاءة كافة هذه العناصر وبالتالي كفاءة األداء التنظيمي.
و اإلهتمــام بوضــع منهجيــات محــددة لعمليــة التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة االستشــفائية يهــدف الــى
تحقيـق التوافــق واالنسـجام بــين الطمـوح الفــردي لالنســان وأهـداف العمــل ،األمـر الــذي يقـوي ويعــزز انتمــاء
ووالء الموظف لمؤسسته مما ينعكس ايجاباً على ادائه الفردي والمؤسسي بصفة عامة.
ومنــه جــاءت هــذه الد ارســة لتســلط الضــوء علــى اســتراتيجية التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة الصــحية
واثرها على اداء الموارد البشرية ،حيث تتمحور اشكالية الدراسة حول معرفة إلى أي حد تساهم استراتيجية
التكوين المتواصل بالمؤسسة الصحية في تحسين أداء الموارد البشرية.
ولهــذا الغــرض تــم تقســيم هــذا البحــث إلــى إطــارين ،اطــار نظــر يحتــو علــى ســت فصــول ،جــاء فــي
الفصــل األول عــرض لإلطــار المنهجــي للد ارســة مــن اشــكالية وفرضــيات الد ارســة ،أهميــة وأهــداف الد ارســة
،مفــاهيم الد ارســة ،والد ارســات الســابقة وأهــم المــداخل التــي تناولــت د ارســة الم ـوارد البش ـرية ،الفصــل الثــاني
الموارد البشرية جاء فيه المداخل النظرية لدراسة الموارد البشرية ،اساسيات تفعيل الموارد البشرية والعوامل
المؤثرة فيها وموقع ادارة الموارد البشرية ضمن استراتيجية المؤسسة ،في الفصل الثالث تطرقنـا إلسـتراتيجية
التكــوين المتواصــل فــي المؤسســة ،ليــاتي الفصــل ال اربــع بمقاربــة نظــام التكــوين المتواصــل فــي بعــض الــدول
االجنبيــة والعربيــة مــن اجــل مقارنتــه بــالجزائر ،أمــا الفصــل الخــامس تطرقنــا للمؤسســة الصــحية مــن حيــث
اهميتها ،مراحل تطورها وهياكلها ،لنعرض في الفصل السادس ل داء أهميته وأساليب تقيمه في المؤسسة
أما اإلطار الثاني للبحث فقد احتو على ثالث فصول :اإلجراءات المنهجية للدراسة ،تحليل البيانـات
والنتائج العامة للبحث.
وقــد تــم اج ـراء الد ارســة الميدانيــة فــي المؤسســة االستشــفائية العموميــة بمدينــة بســكرة باســتخدام المــنهج
الوصفي وبتطبيق مجموعة من االدوات المنهجية منها المقابلة المالحظة واالستمارة على عينة مكونـة مـن
010فرد موزعة على ثالث فئات مهنية أطباء شبه طبين وادارين وقد تحصلنا على النتائج التالية:
-إن يــاب الدقــة فــي تحديــد احتياجــات المؤسســة الصــحية مــن التكــوين المتواصــل يــؤثر ســلبا علــى
نجاعته في المؤسسة
-إن ي ــاب الدق ــة ف ــي تحدي ــد أه ــداف المؤسس ــة الص ــحية م ــن التك ــوين المتواص ــل ي ــؤثر س ــلبا عل ــى
نجاعته في المؤسسة
-إن يــاب اإلســتراتيجية التنظيميــة فــي التكــوين المتواصــل يــؤثر علــى الوصــول بالمؤسســة الصــحية
إلي تحقيق أهدافها
-إن ياب نظام تقييمي للبرامج التكوينية يؤثر على نجاعته بالمؤسسة الصحية.
-أن التكوين المتواصل يساعد األفراد على التحكم في منصبهم الحالي ومعرفة التطـورات فـي مجـال
عملهم في الغالب وناد ار ما يعمل على تهيئة األفراد ألجل تقلد مناصب أعلى.
-بــالر م مــن وجــود بعــض المشــاكل فــي إســتراتيجية التكــوين المتواصــل بالمؤسســة الصــحية فــالتكوين
المتواصل له دور كبير في تحسين أداء مواردها البشرية.
الكلمات المفتاحية :إستراتيجية التكوين المتواصل ،المؤسسة الصحية ،األداء ،الموارد البشرية.
Summary
The function of continued formation (training) in modern institutions is
most important elements of development adopted by these institutions in
building a device capable in the present and the future to face the pressures
and challenges of humanitarian the technical, production and administrative,
which directly related to the individual as a human being on the one side, and
the main engine for all elements of the production on the other side. It is the
main driver for all elements Alginate, depends on the efficiency of continued
formation is the efficiency of all the items and therefore the efficiency of
organizational performance.
And from this it came this study to shed light on the ongoing training
strategy in the health institution in improving the performance of human
resources
For this purposes, this search has been divided to two frames (part) :a
theoretical framework contains six chapters . in the first quarter view of the
systematic study of the problem, and the premise of the study. The importance
and objectives of the study .the concepts of the study, and previous studies
and the most important entries that dealt with the study of human resources.
Chapter II : Human Resources stating entrances theory to study the human
resources .basics of activating human resources ,and factors affecting it. and
the location of human resources management within the strategy of the
institution.
The second frame of the search was contained on three chapters; the
procedures of the study methodology. Analysis of the data and results of the
search
And it has been conducting the field study in the institution of public
hospitals in Biskra ,using the ;descriptive approach and the application of a set
of methodological tools, including observation and interview form on a sample
of 178 people divided in three physicians semi-professional groups and medical
administrators and we got the following results: