You are on page 1of 18

‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬

‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫حاضر التشغيل عند الشباب خريجي الجامعات الجدد في سوق العمل الجزائري‬
‫‪ -‬مقاربة سوسيولوجية ‪-‬‬
‫‪Current employment of young university graduates in the Algerian labor market‬‬
‫‪- Sociological approach -‬‬

‫قاسي سمير‪ ،‬مشري راضية‬


‫دكتوراه في عمـ االجتماع المنظمات والموارد البشرية – جامعة الجزائر‪ 2‬أبو القاسـ سعد اهلل‪ ،‬الجزائر‬
‫‪samir.gaci@univ-alger2.dz‬‬
‫دكتوراه في عمـ االجتماع المنظمات والموارد البشرية – جامعة الجزائر‪ 2‬أبو القاسـ سعد اهلل‪ ،‬الجزائر‬
‫‪radia.mecheri@univ-alger2.dz‬‬

‫تاريخ النشر‪2022/04/24 :‬‬ ‫‪2021/07/06‬‬ ‫تاريخ القبول‪:‬‬ ‫تاريخ اإلستقبال‪2021/03/11 :‬‬

‫ممخص‪:‬‬
‫ييدؼ ىذا البحث الميداني إلى معرفة توجيات الشباب خريجي الجامعات الجدد‪ ،‬بعد االنتعاش الذي شيده االقتصاد‬
‫الوطني انطالقا مف بداية األلفية الجديدة‪ .‬وتوفر األالؼ مف مناصب الشغؿ في إطار أجيزة التشغيؿ المستحدثة‪ ،‬سواء‬
‫تعمؽ األمر باألجيزة المسيرة مف طرؼ الو ازرة المكمفة بالعمؿ أو األجيزة المسيرة مف طرؼ و ازرة التضامف الوطني واألسرة‪.‬‬
‫وقد بيف البحث الميداني أف النسبة األكبر مف خريجي الجامعات الجدد يتجيوف إلى العمؿ في المناصب التي توفرىا‬
‫المؤسسات العمومية التابعة لمدولة أو االستفادة مف أجيزة التشغيؿ )‪ (A.N.G.E.M) (A.N.S.E.J‬ومف برامج اإلدماج‬
‫)‪ .(C.P.E‬وىذا يبيف سيطرت مؤسسات الدولة الجزائرية منذ االستقالؿ عمى سوؽ العمؿ في الجزائر‪ ،‬سواء المتعمؽ منيا‬
‫بالمؤسسات االقتصادية أو تمؾ الخاصة بالمؤسسات الخدماتية‪ ،‬برغـ مف أف الدولة شجعت االتجاه نحو العمؿ المقاوالتي‪.‬‬
‫لمخروج مف البطالة التي بمغت مستويات قياسية تجاوزت ‪ ،٪30‬وقمت فييا فرص العمؿ المنظـ بشكؿ غير مسبوؽ‪.‬‬
‫كممات مفتاحية‪ :‬سوؽ العمؿ؛ سياسات سوؽ العمؿ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This field research aims to find out the orientations of young university graduates after the‬‬
‫‪recovery of the national economy from the beginning of the new millennium. Thousands of‬‬
‫‪jobs are provided under the employment apparatus, whether they are devices managed by the‬‬
‫‪ministry in charge of labor or devices managed by the Ministry of National Solidarity and‬‬
‫‪family.‬‬
‫‪this field research has shown that the largest percentage of young university graduates tend‬‬
‫‪to occupy positions provided by state-owned public institutions or to benefit from operating‬‬
‫‪arrangements (ANSEJ) (ANGEM) and development programs, integration (CPE). This shows‬‬
‫‪the control of Algerian state institutions since independence in the labor market in Algeria,‬‬
‫‪despite the fact that the state has encouraged the tendency towards Entrepreneurial work. To‬‬
‫‪get out of unemployment, and unprecedented reduced opportunities for organized work.‬‬
‫‪Keywords: Labor Market, Labor market policies.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‬
‫عممت الجزائر عمى استحداث عدة برامج وأجيزة تشغيؿ لمعالجة ظاىرة البطالة‪ ،‬التي استفحمت في‬
‫أوساط الشباب خرجي الجامعات انطالقا مف األلفية الجديدة إلى اليوـ‪ ،‬وىو ما أدى إلى انخفاض معدالت‬
‫البطالة بشكؿ كبير حسب احصائيات الديواف الوطني لإلحصائيات ‪ ONS‬مف خالؿ خمؽ ما بيف ‪350‬‬
‫‪1‬‬
‫وىي البرامج التي تتيح لمشاب الجامعي البطاؿ الحصوؿ عمى‬ ‫ألؼ و ‪450‬ألؼ منصب عمؿ كؿ سنة‬
‫نشاط منظـ يكسبو مكانة سوسيو‪-‬اقتصادية‪ ،‬تمكنو مف التأسيس ألسرة واعالتيا بكرامة في سياؽ مجتمع‬
‫تزداد فيو متطمبات الحياة صعوبة مف يوـ آلخر‪ .‬فاستحدثت منذ ‪ 1998‬لفئة الجامعييف جياز عقود ما‬
‫قبؿ التشغيؿ كآلية لدعـ إدماجيـ مينيا‪ ،‬وتطورت ىذه اآللية انطالقا مف القرف ‪ 21‬نتيجة عولمة‬
‫االقتصاد‪ ،‬ليتـ صياغة جياز آخر إلدماج حاممي الشيادات بربط مسألة تسيير بطالة الجامعييف بالقطاع‬
‫االقتصادي وتكوينيـ وتحسيف معارفيـ أثناء فترة اإلدماج‪.‬‬
‫إف استراتيجية التشغيؿ المعتمدة مف قبؿ الحكومات المتعاقبة وضعت في أولوياتيا تشغيؿ حاممي‬
‫الشيادات الجامعية كموارد بشرية مؤىمة يجب أف يستفيد منيا االقتصاد الوطني‪ ،‬غير أف الشباب خريجي‬
‫الجامعات بشيادات في مختمؼ التخصصات ينظروف إلى سوؽ العمؿ بنظرة ضيقة‪ ،‬ويحمموف الدولة التي‬
‫كونتيـ طواؿ سنوات توفير مناصب شغؿ قارة‪ .‬بما أنيا أخذت عمى عاتقيا دعـ المستخدميف مف خالؿ‬
‫المساىمة في دفع أجر الشاب الجامعي واشراؾ الوكالة الوطنية لمتشغيؿ في شؤوف الجامعييف‪ ،‬بتوظيفيـ‬
‫والتفاوض مع المستخدـ بشأف عقود العمؿ المدعمة‪ ،‬التي تمكف مف تحويؿ منصب العمؿ بعقد إدماج‬
‫عمى نفقة الدولة إلى عقد عمؿ مدعـ عمى نفقة المستخدـ بمساىمة مف الدولة‪ .‬واستمرت ىذه التبعية‬
‫والسيطرة في توظيؼ خريجي الجامعات لمدولة إلى اليوـ‪ ،‬بعكس كؿ االفتراضات النظرية المعاصرة‪ .‬رغـ‬
‫أف التشغيؿ أصبح في غالب األحياف يضفي عميو الطابع المؤقت‪ ،‬حيث أف االستقرار في مناصب الشغؿ‬
‫بدأ يتقمص تدريجيا مف سنة إلى أخرى‪.‬‬
‫تساؤل االشكالية‬
‫‪ -‬ماىو حاضر اتجاىات الشباب خريجي الجامعات الجدد اتجاه ما يوفره سوؽ العمؿ في الجزائر‪،‬‬
‫في ظؿ تراجع فرص التشغيؿ المنظـ المستقر؟‬
‫الفرضية‪ :‬افترضنا بعد استطالع واقع البحث عف منصب عمؿ في سوؽ الشغؿ في الجزائر أف‪:‬‬
‫البحث عف منصب شغؿ قار في المؤسسات االقتصادية والخدماتية التابعة لمدولة‪ ،‬ىي الخيار األوؿ‬
‫لمشباب خريجي الجامعات اليوـ‪.‬‬
‫أىمية الدراسة‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫تكمف أىمية الدراسة في معرفة آخر اىتمامات واتجاىات الشباب خريجي الجامعات الجدد في عالـ‬
‫الشغؿ في ظؿ متغيرات المجتمع الجزائري في سياؽ يتجو أكثر فأكثر نحو العولمة‪ .‬وىذا بغرض رسـ‬
‫سياسات مستقبمية لمتشغيؿ في الجزائر‪.‬‬
‫أىداف الدراسة‪:‬‬
‫الوقوؼ مف خالؿ ىذه الدراسة الميدانية عمى خيارات الشباب خريجي الجامعات اليوـ واتجاىاتيـ نحو‬
‫سوؽ عمؿ شبو مغمؽ في الجزائر وتطمعاتيـ البديمة نحو مستقبؿ أفضؿ‪.‬‬
‫منيجية الدراسة‪:‬‬
‫مف أجؿ دراسة إشكالية موضوع الدراسة‪ ،‬وتحميؿ أبعاده باعتماد مقاربة سوسيولوجية‪ ،‬تـ االعتماد عمى‬
‫المنيج الوصفي التحميمي‪ ،‬بغية استيعاب اإلطار النظري لمموضوع وفيـ عناصره‪ ،‬بما أف البحث الميداني‬
‫ي يدؼ لمحصوؿ عمى البيانات والمعمومات الكيفية والكمية انطالقا مف مؤشراتو المتعمقة باتجاىات الشباب‬
‫خريجي الجامعات اليوـ نحو سوؽ العمؿ في الجزائر‪ ،‬في ظؿ الواقع االقتصادي الصعب الذي تمر بو‪.‬‬
‫المجال المكاني والزماني‪:‬‬
‫تـ البحث الميداني عمى مستوى الشباب خريجي الجامعات الجزائرية الجدد مف واليتي البويرة وتبسة‪.‬‬
‫في الفترة الزمنية ما بيف‪ 07‬نوفمبر ‪ 2019‬إلى ‪ 16‬نوفمبر ‪.2019‬‬
‫مجتمع الدراسة‪ :‬مف العوامؿ األساسية التي يجب عمى أي باحث تحديدىا قبؿ البدء في دراستو ىي‬
‫حصر مجتمع البحث‪ ،‬ففي بحثنا ىذه مجتمع البحث يتكوف مف شباب جزائري‪ ،‬جريجي الجامعات الجدد‪.‬‬
‫وتشمؿ دراستا عينة عشوائية تبمغ ‪ 100‬شاب‪ .‬منيا ‪ 50‬شاب متخرج مف جامعة والية البويرة‪ ،‬و‪ 50‬شاب‬
‫متخرج مف جامعة والية تبسة فرضتيا طبيعة الدراسة‪.‬‬
‫أدوات الدراسة‪:‬‬
‫تـ االعتماد عمى استمارة استبياف (ممحقة في نياية المداخمة)‪ ،‬تسمح لنا ىذه التقنية بمعرفة مؤشرات ىذه‬
‫الدراسة التي تتعمؽ باتجاىات الشباب خريجي الجامعات اليوـ‪ .‬طرحت بشكؿ أسئمة مباشرة مع تحديد‬
‫الخيارات الخاص بكؿ سؤاؿ‪.‬‬
‫‪ .2‬تجربة تشغيل الشباب خرجي الجامعات في سوق العمل الجزائري‪ ،‬في األلفية الثالثة‪:‬‬
‫‪ 1.2‬تحديد المفاىيم‬
‫مفيوم سوق العمل‪:‬‬
‫رغـ عدد التعاريؼ الكثيرة لمفيوـ سوؽ العمؿ‪ ،‬المختمؼ حوليا بحسب االتجاه األيديولوجي الذي‬
‫ينتمي إليو المنظر‪ .‬إال أننا اخترنا مف بينيا التعريفيف التالييف‪:‬‬
‫" المكاف لذي يجتمع فيو كؿ مف المشتريف و البائعيف لخدمات العمؿ‪ ،‬و البائع في ىذه الحالة ىو‬
‫‪2‬‬
‫العامؿ الذي يرغب في تأجير خدماتو‪ ،‬و المشتري ىو الذي يرغب في الحصوؿ عمى خدمات العامؿ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫" المؤسسة التنظيمية االقتصادية التي يتفاعؿ فييا عرض العمؿ والطمب عميو‪ ،‬بمعنى أنو يتـ فييا بيع‬
‫‪3‬‬
‫خدمات العمؿ وشراؤىا‪ ،‬وبالتالي تسعير خدمات العمؿ‪".‬‬
‫نالحظ مف خالؿ ىذيف التعريفيف أف سوؽ العمؿ ىو سوؽ ككؿ األسواؽ التي تعرض فييا السمع التي‬
‫يتـ الطمب عمييا‪ .‬إال أف العرض والطمب ىو العمؿ‪ ،‬واألجر وفائض القيمة ىو نقطة الخالؼ بيف البائع‬
‫والشاري‪ .‬وقد تطورت ىذه العالقة لتأخذ حاليا البعد التنظيمي أكثر فأكثر‪ ،‬الذي تسطر لو البرامج التي‬
‫تدخؿ ضمف السياسات االقتصادية التنموية العامة لمدوؿ والحكومات‪.‬‬
‫سياسات سوق العمل‪:‬‬
‫أصبح لسياسات سوؽ العمؿ مكانا ميما في ميزانيات الدولة‪ ،‬لما ليا مف أىمية كػ " وسيط بيف‬
‫العرض (الباحثيف عف الوظائؼ) والطمب (الوظائؼ المعروضة) في سوؽ العمؿ‪ ،‬و يمكف أف يتخذ‬
‫تدخميا أشكاال عديدة‪ :‬فيناؾ سياسات تسيـ بصورة مباشرة في المواءمة بيف العماؿ والوظائؼ أو العكس‬
‫بالعكس (إدارات االستخداـ العامة و الخاصة‪ ،‬المساعدة في البحث عف الوظائؼ‪ ،‬استكشاؼ الشواغر و‬
‫تسجيميا‪ ،‬إعداد النبذات الشخصية وتوفير المعمومات عف سوؽ العمؿ) أو في تحسيف ميارات العماؿ‬
‫وقد ارجهم ‪...‬أو الحد مف عرض اليد العاممة (مثؿ التقاعد المبكر ودعـ التعميـ)‪ ،‬أو خمؽ الوظائؼ‪ ،...‬أو‬
‫تغيير ىيكؿ العمالة لصالح الفئات المحرومة مف المزايا ( مثؿ توفير إعانات العمؿ لفئات مستيدفة)‪.‬‬
‫ولسياسات سوؽ العمؿ أيضا مياـ فرعية ىامة ومحددة ليا أثرىا اإليجابي عمى تحقيؽ االندماج‬
‫‪4‬‬
‫(ما بيف‬ ‫االجتماعي وعمى االقتصاد‪ .‬وتشمؿ ىذه السياسات توفير الدخؿ البديؿ أثناء الفترات المواءمة‪.‬‬
‫البطالة والتعييف في الوظيفة)‪ ،‬وبذلؾ فيي تشكؿ الجانب البارز مف نظاـ الحماية االجتماعية‪ .‬التي مف‬
‫أىدافيا احتواء الشباب الباحثيف عف العمؿ وحمايتيـ مف االنحراؼ بكؿ أشكالو‪ .‬ولسياسات سوؽ العمؿ‬
‫اتجاىيف ىما‪:‬‬
‫سياسات سوق العمل النشطة‪:‬‬
‫وىي سياسة انتيجتيا كؿ البمداف المتقدمة‪ ،‬باعتمادىا عمى إنفاؽ مبالغ ىامة مف دخميا الوطني عمى‬
‫ىذه السياسات النشطة‪ ،‬وىي" سياسات التي توفر الدخؿ البديؿ وتدابير االندماج في سوؽ العمؿ‬
‫لمباحثيف عف الوظائؼ‪ ،‬والذيف يكونوف عادة مف العاطميف‪ ...‬فمجاؿ التركيز الرئيسي لسياسات النشطة‬
‫ينصب عمى تقديـ الدعـ الفعاؿ مف أجؿ االندماج في سوؽ العمؿ‪ 5.‬ويتـ مف خالليا الخمؽ الحقيقي‬
‫لمناصب الشغؿ‪ ،‬بتقديـ الحوافز إلنشاء المشروعات الخاصة المتعمقة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫تدعيـ الطمب الكمي‪ ،‬وحؿ مشكمة القوى العاممة‪...‬‬
‫سياسات سوق العمل غير النشطة‪:‬‬
‫السياسات "غير النشطة " ىي التي تعنى بتوفير الدخؿ البديؿ أثناء فترات البطالة أو البحث عف‬
‫وظيفة؛ عكس السياسات النشطة التي تعنى باالندماج في سوؽ العمؿ‪ 6.‬وىذا ىو االختالؼ األساسي بيف‬
‫السياستيف‪ .‬وتتـ ىذه السياسات مف خالؿ مجموعة مف اإلجراءات التي تعمؿ مف خالليا الدولة عمى‬

‫‪91‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫التخفيؼ مف حدة األثار السمبية ألزمة البطالة باالتجاه نحو البرامج التقميدية المتمثمة في تقديـ المنح‬
‫لمعاطميف عف العمؿ مثؿ المنح النقدية لتأميف البطالة وبرامج انتظار التشغيؿ وعقود اإلدماج‪ ،‬والتقاعد‬
‫المبكر‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ 2.2‬مقاربة نظرية سوسيولوجية مفسرة لسوق العمل‪:‬‬
‫يعتبر آداـ سميث مف طرؼ مؤرخي االقتصاد أب مفيوـ تقسيـ العمؿ‪ .‬بالنسبة ليذا االقتصادي‪،‬‬
‫ىناؾ بالتحديد سببيف أساسييف يفسراف ثروة األمـ‪ .‬السبب األوؿ ىو العمؿ أو باألحرى تقسيـ العمؿ‪،‬‬
‫السبب الثاني لثروة األمـ ىو رأس الماؿ وتراكمو‪ ...‬و" اليد الخفية " التي ميزت المدرسة الحرة‪ ،‬تميز‬
‫وتمخص سياسة اقتصادية‪ ،‬تعطي دو ار محوريا لمسوؽ وتقود الفرد لمعمؿ لصالح المجتمع‪ 7.‬ىذه النظرة‬
‫المركزية لمعمؿ تؤكد عمى األىمية الجوىرية لمعمؿ كنسؽ اقتصادي‪ ،‬الذي ىو جزء مف الكياف‬
‫االجتماعي‪ .‬وىذا النسؽ لو ميمة التكيؼ‪ ،‬فيصبح التكيؼ في المجتمع ىو" مجموع األنشطة التي تتعمؽ‬
‫بإنتاج وتداوؿ السمع االستيالكية‪ ،‬والعمؿ ىو األسموب الرئيسي الذي عف طريقو‪ ،‬ىذا النمط مف النسؽ‬
‫يوضع في عالقة مع بيئتو‪ ،‬ويسعى إلى استخدامو‪ ،‬واالستفادة منو‪ ،‬والبقاء عمى قيد الحياة‪ .‬وفي إطار‬
‫المجتمع الشامؿ‪ ،‬فإف التكيؼ يتوافؽ إذا مع جميع األنشطة التي تشكؿ االقتصاد أو تحت‪-‬النسؽ‬
‫االقتصادي‪ .‬وبالمعنى الذي يستخدمو" بارسونز ‪ " Talcott Parsons‬فإف الوظيفة االقتصادية تتجاوز‬
‫اليياكؿ والمؤسسات االقتصادية‪ ،‬عمى الرغـ مف أنيا تتركز بيا بشكؿ رئيسي‪ 8.‬وعمى ىذا األساس‬
‫سنتعرؼ عمى المقاربات النظرية التي تناولت الجانب االقتصادي لسوؽ العمؿ بدوف أف نعزليا عف بيئتيا‬
‫أو عف السياؽ العاـ لممجتمع بكؿ تحت‬
‫‪ -‬أنساقة‪ .‬وأىـ المقاربات النظرية االقتصادية وفقا لتسمسميا وتطورىا التاريخي نذكر‪:‬‬
‫المقاربة الكالسيكية لسوق العمل‪ :‬تقوـ عمى عدة افتراضات أساسية أىميا سيادة المنافسة الكاممة‬
‫في كافة األسواؽ‪ ،‬ومرونة األجور واألسعار؛ وبسيادة ظروؼ التوظؼ الكامؿ لعناصر اإلنتاج بما فييا‬
‫العمؿ‪ ،‬ويروف أنو ليس ىناؾ ضرورة لتدخؿ الحكومة باتخاذ سياسات معالجة مشكمة تشغيؿ الشباب‬
‫(البطالة)‪ ،‬واف وجدت البطالة اإلجبارية فيي مؤقتة سرعاف ما يترتب عميو تخفيض في األجور الحقيقية‪،‬‬
‫مما يترتب عميو حدوث التوازف تمقائيا عند مستوى العمالة الكاممة‪.‬‬
‫ويولي الكالسيكيوف أىمية بالغة لمبعديف االجتماعي السياسي في تحميؿ الظاىرة االقتصادية رابطيف‬
‫في تحميميـ مشكمة البطالة بالمشكمة الديموغرافية وبتراكـ رأسماؿ والنمو االقتصادي وبالطاقة اإلنتاجية‬
‫لالقتصاد الوطني وأىـ ما شغؿ تفكير الكالسيكييف ىو مشكؿ التوزيع والربح وتأثيره في تراكـ رأس الماؿ‬
‫حيث يقوؿ" ريكاردو" في رسالتو إلى "مالتس" إف االقتصاد السياسي ليس بحثا في طبيعة الثروة وأسبابيا و‬
‫‪9‬‬
‫إنما ىو بحث في القوانيف التي تعيف عمى تقسيـ ناتج الصناعة بيف الطبقات التي ستشترؾ في تكوينو‪".‬‬
‫وقد ارتكزت دعائـ الفكر االقتصادي الكالسيكي عمى النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬خضوع االقتصاد إلى قوانيف طبيعية موضوعية صارمة مستقمة عف وعي الناس وارادتيـ‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫‪ -‬الحرية االقتصادية (حرية التجارة‪ ،‬حرية العمؿ‪ ،‬حرية التعاقد) مف خالؿ شعارىـ البارز " دعو‬
‫يعمؿ‪ ...‬دعو يمر"؛ وذلؾ لمحد مف تدخؿ الدولة أو أي طرؼ آخر مثؿ النقابات العمالية‪.‬‬
‫‪ -‬رفض االحتكار مف خالؿ اإلعالء مف شأف المنافسة الحرة الكاممة في جياز السوؽ الفعاؿ القادر‬
‫عمى تجاوز أخطائو ومشاكمو بصفة تمقائية وطبيعية‪ .‬فيو الذي يحدد كميات اإلنتاج وأشكاؿ توزيع الناتج‬
‫اإلجمالي وكذلؾ األسعار واألجور‪.‬‬
‫المقاربة النظرية الماركسية لسوق العمل‪ " :‬طور ماركس في أساسيات نقد االقتصاد السياسي فكرة‬
‫ظيور العامؿ‪ ،‬كانحالؿ لمعالقات االجتماعية القديمة وتحريره‪ .‬وفي نفس الوقت إخضاعو لسوؽ العمؿ‪.‬‬
‫أيضا لألمواؿ المتاحة‬
‫فبدوف عامؿ حر‪ ،‬ال رأسمالية‪ ،‬وال رأس ماؿ‪ :‬إف ظيور قوة عاممة في السوؽ يتيح ً‬
‫ماال‪ ،‬ويتـ توظؼ ىذه القوى العاممة الحرة‪ .‬والحصوؿ عمى أدوات اإلنتاج واآلالت‬
‫دائما‪ ،‬أف تصبح رأس ً‬
‫ً‬
‫واألراضي الالزمة لإلنتاج‪ .‬وبالتالي فإف ظيور العامؿ الحر ىو نقطة حاسمة في أصؿ ظيور الرأسمالية‪،‬‬
‫‪10‬‬
‫فأفكار المدرسة‬ ‫والتي يربطيا ماركس بظاىرة التحوؿ مف النظاـ االقطاعي القديـ‪ ،‬والتي يدينيا بقوة‪" .‬‬
‫الماركسية مناقضة ألفكار النظرية الكالسيكية التي تتبنى تمجيد النظاـ الرأسمالي وتمدح مزايا اليد الخفية‪.‬‬
‫فحسب" كارؿ ماركس ال يمكف حؿ مسألة البطالة إال بتجاوز تناقضات النظاـ الرأسمالي وكذا تجاوز‬
‫منطؽ الربح الرأسمالي المبني عمى التنافس‪ .‬وبالتالي فيو يصرح بأف الرأسمالية ما ىي إال فترة مؤقتة مف‬
‫التاريخ التي ال بد مف اختفاءىا بنفسيا‪.‬‬
‫المقاربة النيو‪-‬كالسيكية لسوق العمل‪ :‬بالنسبة لجميع منظري النظريات النيو‪-‬الكالسيكية‪ ،‬فإف سوؽ‬
‫العمؿ ىو سوؽ مثؿ أي سوؽ آخر‪ .‬مف وجية النظر ىذه‪ ،‬ال تقتضي خصوصية السمعة المتبادلة وال‬
‫الترتيبات المؤسسية المحددة التي تُدرج فييا المعامالت‪ ،‬معاممة خاصة‪ .‬لذلؾ‪ ،‬فإف تحديد األجور والعمالة‬
‫خاؿ مف العيوب مف خالؿ "تعظيـ"‬ ‫ينتج عف اجتماع العرض والطمب عمى العمالة‪ ،‬معب اًر عنو في سوؽ ٍ‬
‫الوكالء‪ ،‬أي أف دافعيـ ىو البحث عف مصمحتيـ الفردية‪ .‬والشكؿ الوحيد لمبطالة المسموح بو لمثؿ ىذا‬
‫التقديـ‪ ،‬ناتج عف رفض العماؿ قبوؿ أجر السوؽ‪ ،‬ألنيـ يعتبرونو ضعيفًا لمغاية‪ :‬إذف إذا كاف ىناؾ نقص‬
‫‪11‬‬
‫في العمالة‪ ،‬فيذا األخير إذا يعتبر أنو تـ بشكؿ " إرادي "‬
‫المقاربة الكنزية‪ :‬خرج "جوف كينز ‪ 1946-1883 " John M Keynes‬عف التقاليد الفكرية‬
‫الصارمة لعصره‪ ،‬وىي التقاليد الكالسيكية التي كانت تنكر حدوث البطالة‪ ،‬وتفترض أف تحقيؽ التوظؼ‬
‫‪12‬‬
‫فقد اعتبر" كينز "أنو ليس بالضرورة‬ ‫الكامؿ ىو الوضع الطبيعي والعادي والمألوؼ لمنظاـ الرأسمالي‪.‬‬
‫أف يتحقؽ التوازف في سوؽ العمؿ عند مستوى التوظؼ الكامؿ‪ ،‬واف حدث ذلؾ فيو يمثؿ حالة خاصة‬
‫جدا وىي الحالة المثالية بؿ يمكف أف يتحقؽ التوازف عند مستويات مختمفة تقؿ عف مستوى التوظؼ‬
‫الكامؿ‪ ،‬حيث يتحقؽ التوازف نتيجة لمتوازف في سوؽ السمع والخدمات‪ ،‬وسوؽ النقد في آف واحد؛ إذ أف‬
‫الطمب عمى العمؿ دالة متناقصة بداللة الدخؿ‪ ،‬وأف تعظيـ األرباح يتطمب تساوي اإلنتاجية الحدية لمعمؿ‬

‫‪93‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫مع معدؿ األجر الحقيقي‪ ،‬أي أف انخفاض معدؿ األجور الحقيقية يمكف أف يتيح ارتفاعا في الطمب عمى‬
‫العمؿ وبالتالي حجـ العمالة‪ ،‬أما عرض العمؿ فإنو مرتبط بمعدؿ األجر اإلسمي‪.‬‬
‫المقاربات المعاصرة‪ :‬ظيرت عدة مقاربات نظريات معاصرة مفسرة لسوؽ العمؿ‪ ،‬تميزت بواقعية أكثر‬
‫لتفسير ميكانزمات سير سوؽ العمؿ‪ ".‬بالنسبة لمجزء األكبر‪ ،‬ىي نظريات " صالبة األجور" أكثر أو أقؿ‪،‬‬
‫في ىذه المخططات النظرية‪ ،‬ىي دائما المرونة الناقصة لألجور التي ينبغي أف تفسر وجود العمالة‬
‫الناقصة‪ .‬أحد مزايا ىذه المقاربات ىو تقديـ سمسمة كاممة مف التفسيرات‪ ،‬المتنافسة أو المكممة ليذه‬
‫الصالبة‪ :‬وىذا بالفعؿ تقدـ ألنو‪ ،‬حتى السبعينيات‪ ،‬كانت ىذه الظاىرة ىي في كثير مف األحياف تعزى‬
‫إلى األسباب المؤسسية‪ ،‬الخارجية‪ ،‬والخارجة عف مجاؿ النظرية االقتصادية‪ .‬كؿ ىذه االختالالت‬
‫(صالبة األجور والبطالة) تجد‪ ،‬في التحميالت المعاصرة‪ ،‬أصميف رئيسييف‪ :‬المنافسة غير الكاممة وعيوب‬
‫‪13‬‬
‫نذكر مف بيف ىذه النظريات‪:‬‬ ‫المعمومات "‬
‫نظرية البحث عن عمل‪ :‬تؤكد ىذه النظرية صعوبة توفر المعمومات الكاممة عف سوؽ العمؿ‪ ،‬مما‬
‫يدفع األفراد إلى السعي لمتعرؼ عمى ىذه المعمومات‪ ،‬وقد بينث الدراسات أن طوؿ مدة بحث األفراد ذو‬
‫المستوى التعميمي العالي راجع لرغبتيا في الحصوؿ عمى أجور أعمى‪ ،‬بعكس األفراد ذو المستوى التعميمي‬
‫األقؿ‪ .‬وتتسـ عممية البحث عف المعمومات بميزتيف وىما‪:‬‬
‫‪ -‬أوال أنيا مكمفة ماديا لكؿ مف العماؿ والمؤسسات؛ حيث تضـ تكاليؼ البحث عف المعمومات حوؿ‬
‫المؤسسة‪ ،‬تكاليؼ النقؿ وغيرىا‪ ،‬باإلضافة إلى تكمفة نفسية بسبب الضغط والقمؽ المفروض عمى الباحث‬
‫عف العمؿ في إيجاد العمؿ الذي يناسبو‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا أنيا تحتاج إلى وقت طويؿ‪ ،‬و إلى تفرغ مف قبؿ األفراد لجمع ىذه المعمومات‪.‬‬
‫ىاتيف الميزتيف تستند إلييما ىذه النظرية لتفسير الكـ اليائؿ مف المتعطميف‪ ،‬مع وجود فرص عمؿ شاغرة؛‬
‫‪14‬‬
‫وتؤكد ىذه النظرية‬ ‫والتي تعود إلى قصور المعمومات‪ ،‬وعدـ توفرىا بدرجة كافية عف سوؽ العمؿ‪.‬‬
‫رغبة األفراد في ترؾ وظائفيـ والتفرغ مف أجؿ البحث وجمع المعمومات المتعمقة بأفضؿ فرص لمعمؿ‬
‫المالئمة‪.‬‬
‫‪ 3.2‬تجربة الجزائر مع تشغيل الشباب خرجي الجامعات انطالق من األلفية الثالثة‪:‬‬
‫سنركز في معرفة تجربة الجزائر في سياسات خمؽ مناصب الشغؿ عمى ثالثة تجارب مف خالؿ ما‬
‫جاء في المراسيـ والقوانيف التي تـ اعتمادىا لتوفير منصب شغؿ ليذه الفئة‪:‬‬
‫التجربة األولى‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر ‪:ANGEM‬‬
‫عقد في ديسمبر ‪2002‬الممتقى الدولي حوؿ موضوع ” تجربة القرض المصغر في الج ازئر وضـ‬
‫عددا‬

‫‪94‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫كبير مف الخبراء في مجاؿ التمويؿ المصغر‪ .‬وعمى إثر توصياتو تـ إنشاء الوكالة الوطنية لتسيير‬
‫القرض‬
‫‪15‬‬
‫والمادة ‪ 5‬تبيف الدور االستراتيجي‬ ‫المصغر سنة ‪ 2004‬بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪.14-04‬‬
‫لموكالة الموضوعة بحسب المادة ‪ :2‬تحت سلطة رئيس الحكومة‪ .‬ويتولى الوزير المكلف بالتشغيل‬
‫المتابعة العملية لمجمل نشاطات الوكالة وفقا ألحكام هذا المرسوم‪ .‬وتضطمع الوكالة باالتصاؿ مع‬
‫المؤسسات والييئات المعنية بالمياـ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬تسير جياز القرض المصغر وفقا لمتشريع والتنظيـ المعموؿ بيما‪ ،‬وتدعـ المستفيديف وتقدـ ليـ‬
‫االستشارة وترافقيـ في تنفيذ أنشطتيـ‪،‬‬
‫‪ -‬تمنح قروض بدوف مكافأة‪ ،‬وتبمغ المستفيديف أصحاب المشاريع المؤىمة لمجياز بمختمؼ اإلعانات‬
‫التي تمنح ليـ‪ ،‬وتضمف متابعة األنشطة التي ينجزىا المستفيدوف مع الحرص عمى احتراـ بنود دفاتر‬
‫الشروط التي تربطيـ بالوكالة ومساعدتيـ عند الحاجة لدى المؤسسات والييئات المعنية بتنفيذ‬
‫مشاريعيـ‪.‬‬
‫وبيذه الصفة‪ ،‬تكمؼ الوكالة عمى الخصوص‪ ،‬بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تنشئ قاعدة لممعطيات حوؿ األنشطة والمستفيديف مف الجياز‪ ،‬وتقدـ االستشارة والمساعدة لممستفيديف‬
‫مف جياز القرض المصغر في مسار التركيب المالي ورصد القروض‪،‬‬
‫‪ -‬تقيـ عالقات متواصمة مع البنوؾ والمؤسسات المالية في إطار التركيب المالي لممشاريع وتنفذ خطة‬
‫التمويؿ ومتابعة إنجاز المشاريع واستغالليا والمشاركة في تحصيؿ الديوف غير المسددة في آجاليا‪،‬‬
‫‪ -‬تبرـ اتفاقيات مع كؿ ىيئة أو مؤسسة أو منظمة يكوف ىدفيا تحقيؽ عمميات اإلعالـ‪ ،‬والتحسس‬
‫ومرافقة المستفيديف مف جياز القرض المصغر في إطار إنجاز أنشطتيـ‪ ،‬وذلؾ لحساب الوكالة‪.‬‬
‫سمحت ىذه التجربة مف توفير اآلالؼ مف مناصب الشغؿ‪ ،‬بغض النظر عف نسبة نجاحيا مف فشميا‬
‫وعف األرقاـ التي يتـ االعالف عنيا في كؿ مرة‪ ،‬الرسمية منيا وغير الرسمية‪ .‬الميـ أنيا حققت األىـ‬
‫بإدماج فئات معينو مف خريجي الجامعات في عالـ سوؽ العمؿ المنظـ‪ ،‬ومتابعتيـ في مشاريعيـ إلى أف‬
‫يتـ اندماجيـ الكمي‪ ،‬واستقالليـ في السياؽ االقتصادي المميز لممجتمع‪.‬‬
‫التجربة الثانية‪ :‬التدابير التشجيعية لدعم وترقية التشغيل‪:‬‬
‫‪16‬‬
‫ييدؼ ىذا القانوف إلى وضع تدابير‬ ‫أقدمت الجزائر في ‪ 2006‬عمى إصدار قانوف رقـ ‪.21-06‬‬
‫تشجيعية لدعـ وترقية التشغيؿ عف طريؽ تخفيؼ األعباء االجتماعية لفائدة المستخدميف‪ ،‬وتحديد طبيعة‬
‫ومختمؼ أشكاؿ المساعدة كما ورد في المادة األولى‪ .‬أما المادة ‪ 22‬تبيف لنا أف الدولة تتحمؿ الفارؽ‬
‫الناجـ عف التخفيضات في االشتراكات‪ ،‬وكذا أعباء اإلعانة لمتشغيؿ الممنوحة بموجب ىذا القانوف عف‬
‫طريؽ الصندوؽ الوطني لمتأميف عمى البطالة‪ .‬وىو ما يؤكد سياسة سوؽ العمؿ غير النشطة (السمبية)‬
‫المنتيجة مف طرؼ الدولة في كؿ البرامج واألجيزة الخاصة باستحداث مناصب الشغؿ بطريقة مباشرة أو‬

‫‪95‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫غير مباشرة‪ .‬وىو ما ورد بوضوح في المادة ‪ 23‬مف نفس القانوف " تتكفؿ ميزانية الدولة سنويا بتغطية‬
‫األعباء المترتبة عمى تطبيؽ ىذا القانوف إذا كانت الموارد المالية السنوية لمصندوؽ الوطني لمتأميف عمى‬
‫‪17‬‬
‫وىذا يبيف توجو الدولة في سياستيا نحو سوؽ العمؿ غير النشطة في توفير‬ ‫البطالة غير كافية؟‬
‫مناصب الشغؿ‪.‬‬
‫أما الرقابة والعقوبات فقد نص عمييا الفصؿ الخامس‪ ،‬فقد ورد في المادة ‪ 28‬مف ىذا القانوف "‬
‫يعاقب‬
‫بالحبس مف شيريف إلى سنتيف وبغرامة مالية مف ‪ 100.000‬إلى ‪ 200.000‬دج عف كؿ تصريح كاذب‬
‫قصد االستفادة بغير وجو حؽ مف االمتيازات المنصوص عمييا في ىذا القانوف"‪ .‬نفس المالحظة توجو‬
‫ليذا القانوف وأىميتو في استحداث مناصب شغؿ مدعمة لمشباب خريجي الجامعات‪ ،‬رغـ سمبياتو التي‬
‫تدخؿ ضمف سياسة سوؽ العمؿ غير النشطة‪ ،‬بأىدافيا الضمنية وىي اإلدماج المؤقت في عالـ سوؽ‬
‫العمؿ‪.‬‬
‫التجربة الثالثة‪ :‬جياز اإلدماج االجتماعي لمشباب حاممي الشيادات )‪:(PID‬‬
‫‪18‬‬
‫في ‪30‬‬ ‫تـ استحداث الجياز المسمى اختصا ار ‪ ،PID‬بموجب المرسوـ التنفيذي رقـ ‪.127-08‬‬
‫عوضا عف الجياز األوؿ المسمى عقود ما قبؿ التشغيؿ "‪ ."CPE‬ييدؼ ىذا الجياز‬
‫ً‬ ‫أبريؿ سنة ‪،2008‬‬
‫كما بينتو المواد ‪ 2‬و‪ 3‬إلى اإلدماج االجتماعي لمشباب خريجي الجامعات و‪ /‬أو الحائزيف شيادة تقني‬
‫سامي مف مؤسسات التكويف العمومية أو الخاصة المعتمدة‪ ،‬ال سيما حاممي الشيادات بدوف نشاط أو ذوي‬
‫إعاقات‪ .‬ويرمي الجياز إلى تحقيؽ األىداؼ اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدماج االجتماعي لمشباب حاممي الشيادات‪ .‬وترقية نشاطات التنمية ذات المصمحة المحمية‪ ،‬ال‬
‫سيما في المناطؽ أو المجاالت ذات التغطية غير الكافية أو غير المستغمة‪.‬‬
‫‪ -‬محاربة الفقر واإلقصاء والتيميش‪ .‬أما األحكاـ المالية فقد نصت المادة ‪ :23‬تسجؿ النفقات المتعمقة‬
‫بتمويؿ الجياز بعنواف ميزانية الو ازرة المكمفة بالتضامف الوطني‪ .‬وتسير وكالة التنمية االجتماعية‬
‫المخصصات المالية الممنوحة لمجياز‪ .‬نفس المالحظة تطرح حوؿ نوع سياسة سوؽ العمؿ غير النشطة‬
‫المنتيجة مف قبؿ الدولة‪ ،‬وىي تجربة سمحت كذلؾ بتوفير اآلالؼ مف مناصب الشغؿ وادماج ىذه الفئة‬
‫في عالـ الشغؿ‪ ،‬وتوفير الحماية االجتماعية ليـ‪.‬‬
‫‪ -‬التحميل السوسيولوجي لسياسة التشغيل المنتيجة من طرف الدولة‪:‬‬
‫ال ينكر أحد أف الدولة الجزائرية عممت عمى إعطاء تشغيؿ الشباب خريجي الجامعات األولوية في‬
‫برامجيا التنموية‪ ،‬بداية مف القرف ‪ 21‬إلى اليوـ‪ ،‬عند استتباب األمف وتحسف المناخ االقتصادي‪-‬‬
‫االجتماعي بعد الخروج مف األزمة المتعددة األبعاد التي عايشتيا الجزائر في التسعينيات‪ .‬إال أف سياساتيا‬
‫في معظميا تصب في االتجاه سوؽ العمؿ غير النشطة‪ ،‬التي تعتمد عمى الدعـ المكثؼ الذي تقدمو‬

‫‪96‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫الدولة عمى حساب سوؽ العمؿ النشطة التي تعبر عف الوضع االقتصادي الحقيقي الذي يتوازف آليا‬
‫بحسب المقاربة النيو‪-‬‬
‫كالسيكية‪ ،‬بيف عرض العمؿ والطمب عميو بدوف التدخؿ المفرط لمدولة‪.‬‬
‫يقوؿ الخبير االقتصادي ومدير المعيد الجزائري لمعموـ االقتصادية إبراىيـ برجي‪ ،‬إف بطالة‬
‫الجامعييف في الجزائر تعتبر ظاىرة متأخرة بالمقارنة مع البطالة الكالسيكية‪ ،‬عمى العكس مما كاف معروفاً‬
‫بأف التعميـ يشكؿ ضماناً اتجاه البطالة‪ .‬حيث ُيعزى ظيورىا إلى تراجع سياسة التعييف المباشر لحاممي‬
‫الشيادات الجامعية والتي كانت مف أىـ مياـ الحكومة الجزائرية‪ ،‬حيث كانت تتكفؿ الدولة بتعيينيـ في‬
‫القطاعات الحكومية والمؤسسات االقتصادية العمومية ضمف سياسة اجتماعية متكاممة‪ ،‬وىذا ما أدى إلى‬
‫‪19‬‬
‫وحسب آخر األرقاـ التي كشؼ عنيا الديواف الجزائري‬ ‫ظيور البطالة المقنعة بيذه األجيزة‪.‬‬
‫لإلحصائيات فإف قرابة ‪ 358‬ألؼ عاطؿ عف العمؿ حامؿ لشيادة عميا وذلؾ إلى نياية سبتمبر ‪.2016‬‬
‫‪20‬‬
‫وىذه األرقاـ تضع الجزائر في صدارة دوؿ شماؿ أفريقيا مف حيث نسبة البطالة في صفوؼ الشباب‬
‫الحاصؿ عمى شيادات جامعية مقارنة بالشباب الذيف ال يممكوف أية شيادات جامعية‪ .‬وىذا الوضع الحالي‬
‫فسرتو النظريات المعاصرة كمقاربة البحث عف العمؿ‪ ،‬ولو بشكؿ جزئي في وضع الجزائر‪ ،‬فالشاب خريج‬
‫الجامعة المتحصؿ عمى شيادة عميا في تخصصو يرفض عقود ما قبؿ التشغيؿ بأجور متدنية ال ترقي‬
‫لقيمة الشيادة التي يحمميا‪ ،‬وعميو يبقى يبحث عف فرص العمؿ في ظؿ الخيارات المتاحة أمامو‪ .‬وىذه‬
‫الدراسة الميدانية عمى عينة منيـ ستكشؼ لنا عف أىـ اتجاىاتيـ في سوؽ عمؿ يبدو شبو مغمؽ لتحقيؽ‬
‫طموحاتيـ السوسيو‪-‬اقتصادية‪.‬‬
‫وليذا فإف التحدي الفعمي ىو كيفية التحوؿ والتغيير كعممية واحدة‪ ،‬تشمؿ مرحمة التشخيص لوضع‬
‫سوؽ العمؿ الفعمي‪ ،‬ثـ مرحمة التصميـ والتخطيط الذي يأخذ الطابع االستراتيجي‪ ،‬وأخي ار االنتقاؿ إلى‬
‫مرحمة التنفيذ لتحقيؽ األىداؼ المسطرة‪ .‬باحتراـ الخطوات الثالثة الضرورية لكؿ تغيير تنظيمي يحدث‪،‬‬
‫كما طرحيا ووصؼ نموذجيا كيرت لويف ‪ ،)1958( Lewin‬و بعدىا كولوريت و آخروف ‪Collerette et al‬‬
‫(‪ .)1997‬وىذا النموذج رغـ أنو كالسيكي إال أنو موجود في معظـ مقاربات إدارة التغيير‪ ،‬فوفقًا لػ‬
‫‪ " )1958(Lewin‬يجب أف تحتوي أي عممية تغيير تنظيمي عمى ثالث فترات‪:‬‬
‫‪ )1‬تذويب العمميات التنظيمية‪ ،‬كعالمة عمى االنفتاح واإلعداد واالستعداد لمتغيير؛‬
‫‪ )2‬تنفيذ التغيير؛‬
‫‪ )3‬توحيد العمميات واليياكؿ و‪/‬أو النظـ الجديدة في المنظمة (التجميد)‪ .‬تضمف ىذه المراحؿ الثالثة‬
‫استعادة‬
‫المنظمة توازنيا بعد التغيير‪ ...‬ويقوده فريؽ التغيير‪ ،‬ويشمؿ ثالث أفعاؿ التي يجب تحقيقيا‪ :‬تحديد‪ ،‬تنفيذ‬
‫وتوطيد التغيير‪ .‬تحديد التغيير تتمثؿ في استكشاؼ‪ ،‬تحميؿ وفيـ وضعية التغيير في سياؽ المنظمة‪ ،‬في‬
‫تحديد وتقييـ الحموؿ الممكنة‪ .‬ويتمثؿ تنفيذ التغيير في زرع التغيير في المنظمة وفقًا الستراتيجية‬

‫‪97‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫(استراتيجيات) التنفيذ المختارة‪ .‬توطيد التغيير يضمف استيعاب التغيير مف قبؿ المنظمة‪ .‬تشكؿ ىذه‬
‫‪21‬‬
‫بيدؼ الخروج مف وضع غير طبيعي لسوؽ العمؿ‬ ‫األفعاؿ الثالثة دورة حياة عممية التغيير التنظيمي‪".‬‬
‫الجزائري ال يمكه الحأسيس عليه بتدخؿ المفرط لمدولة في تدعيـ مختمؼ البرامج وىياكؿ التشغيؿ‪ ،‬بعكس‬
‫الدوؿ المتقدمة التي تعتمد أساسا عمى سياسات سىق العمل النشطة (اإليجابية)‪ ،‬إلى وضع طبيعي مأموؿ‬
‫مستقبمي يؤسس لمرحمة جديدة لتعامالت اقتصادية حقيقية‪ ،‬ستنعكس عمى الوضع العاـ لممجتمع الجزائري‬
‫بشكؿ إيجابي‪ ،‬وتضطمع الدولة بميمة توفير الوسائؿ والمناخ المناسب لتحقيؽ األىداؼ الفردية‬
‫والجماعية‪.‬‬
‫وىذا ىو االتجاه الذي تسعى الدولة الجزائرية لبموغو بتشجيع المقاوالتية أكثر مف أي وقت مضى‪،‬‬
‫مف خالؿ توفير الوسائؿ الالزمة لمشباب خريجي الجامعات‪ ،‬وترؾ المبادرة ليـ في إنشاء مؤسساتيـ‬
‫الصغيرة وتسييرىا وتحمؿ أخطارىا‪ ،‬ودخوؿ عالـ المنافسة في سوؽ العمؿ التي تبدو واعدة لتحقيؽ ىذه‬
‫األىداؼ‪.‬‬
‫إال أف الكثير مف العراقيؿ و المشاكؿ تقؼ أماـ نجاح ىذه التجارب‪ ،‬نذكر منيا إشكالية الرقابة و‬
‫جياز الرقابة التي تطرح نفسيا بقوة في االستفادة مف ىذه المشاريع و القروض‪ ،‬و متابعة الشاب الذي‬
‫استفادة مف مشروع أو قرض عمى حساب دعـ الخزينة العمومية‪ ،‬ثـ استعممو في غير وجيتو المنصوص‬
‫عمييا قانونا‪ ،‬أو طالب بإعادة جدولة ديونو نظ ار لفشمو في تجسيد مشروعو‪ ،‬أو مسحيا نيائيا‪ ...‬أو استفاد‬
‫مف منح أو أجر بدوف أف يمتحؽ بالعمؿ أو النشاط المنصوص عمييا في العقد ‪ ...‬وحتى ىذه الرقابة‬
‫والعقوبات المنصوص عمييا في ىذا القوانيف ليست بالص ارمة الالزمة‪ ،‬مما يجعؿ المستخدموف و‬
‫المستفيدوف يتحايموف عمى القانوف قصد االستفادة بغير وجو حؽ مف االمتيازات الكبيرة التي يمنحيا‬
‫القانوف‪ ،‬و تُفتح أبواب الفساد الذي ىو قضية أخرى‪ .‬وتتحمؿ ميزانية الدولة األعباء الناتجة عف كؿ‬
‫التجاوزات التي قد تحدث‪ .‬وتدخؿ الجزائر في كؿ مرة في دوامة األزمات المتعمقة بسوؽ العمؿ وتوازناتو‪،‬‬
‫وبتشغيؿ الشباب حاممي الشيادات العميا الذيف يقدروف باآلالؼ وغيرىـ مف العاطميف عف العمؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬عرض نتائج الدراسة الميدانية ومناقشتيا‬
‫‪ 1.3‬حاضر اتجاىات الشباب خريجي الجامعات الجدد وخياراتيم نحو سوق العمل‪:‬‬
‫بعد االنتياء مف جمع استمارات االستبياف المئة (‪ )100‬التي وزعناىا عمى العينة العشوائية‪ ،‬استطعنا‬
‫استرجاع ‪ 90‬استمارة فقط مف بيف المئة التي وزعت‪ ،‬وىذا بسبب المناخ المتوتر والضغوطات التي‬
‫يعايشيا الشاب الحديث التخرج مف الجامعة حوؿ مستقبمو المبيـ‪ ،‬في ىذه الظروؼ الحالية غير المستقرة‬
‫التي يعيشيا المجتمع الجزائري‪ ،‬وليذا الكثير منيـ يرفض المشاركة في اإلجابة عف أسئمة االستمارة‪،‬‬
‫باإلضافة لضيؽ الوقت بسبب الرزنامة الزمنية المحددة ليذا الممتقى العممي‪ .‬وىي أىـ الصعوبات التي‬
‫اعترضتنا في انجاز ىذا البحث الميداني‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫تمت عممية الفرز المسطح لالستمارات‪ ،‬التي سنتعرؼ مف خالؿ المؤشرات التي تحمميا‪ ،‬اتجاىات‬
‫الشباب خريجي الجامعات اليوـ وخياراتيـ‪ .‬ثـ نعطييا القراءة السوسيولوجية بحسب السياؽ الحالي الذي‬
‫يميز الجزائر بمؤسساتيا الرسمية وغير الرسمية‪.‬‬
‫خصائص عينة الدراسة حسب المتغيرات الديمغرافية‪:‬‬
‫مف خالؿ مالحظة احصائيات المتغيرات الديمغرافية لعينة الدراسة الميدانية يظير أوال أف العنصر‬
‫األنثوي يطغى عمى العنصر الذكري بنسبة ‪ %66.66‬مقابل ‪ %33.33‬فقط لمذكور مف بيف المتخرجات‬
‫الجامعيات الجدد الالئي يبحثف عف منصب شغؿ في سوؽ العمؿ الجزائري‪ .‬وىو ما يطرح التساؤؿ حوؿ‬
‫ىذا الفارؽ الكبير بيف الجنسيف؟ ومف بيف األسباب التي تفسر ىذا الفارؽ بحسب الدراسات التي أجريت‪،‬‬
‫التفوؽ الدراسي لإلناث عمى حساب الذكور سواء الدراسة الثانوية أو نتائج شيادة البكالوريا‪ ،‬وكذا الدراسة‬
‫الجامعية‪ .‬وىذا ما كشفت عنو التقارير التي أصدرتيا منظمة اليونيسيؼ الخاصة بالعالـ العربي‪ ،‬أف‬
‫اإلناث‬
‫تفوقف عمى الذكور خالؿ العقد الماضي في جميع المياديف األكاديمية تقريباً‪ " .‬حيث لـ تكتؼ البنات‬
‫بحصد ثمثي العدد اإلجمالي لمناجحيف بنسبة قاربت ‪( ،%65‬وىي نسبة توافؽ الواقع بشكؿ واضح) وانما‬
‫حصدف المراكز األولى بالمعدالت جيدة التي كانت لمطالبات بعد أف كانت المقدمة والرتب األولى دائما‬
‫لمطالب‪...‬‬

‫الجدول ‪ :1‬يبيف خصائص عينة الدراسة حسب المتغيرات الديمغرافية‬

‫‪99‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫الجدول ‪ :1‬يبيف خصائص عينة الدراسة حسب المتغيرات الديمغرافية‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫المتغير‬


‫الجنـــس‬
‫‪%33.33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ذكر‬ ‫‪1‬‬
‫‪%66.66‬‬ ‫‪60‬‬ ‫أنثى‬ ‫‪2‬‬
‫العمـــــر‬
‫‪%38.88‬‬ ‫‪35‬‬ ‫مف ‪ 20‬سنة إلى ‪ 25‬سنة‬ ‫‪1‬‬
‫‪%33.33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫مف ‪25‬سنة إلى ‪ 30‬سنة‬ ‫‪2‬‬
‫‪%16.66‬‬ ‫‪15‬‬ ‫مف ‪ 30‬سنة إلى ‪ 35‬سنة‬ ‫‪3‬‬
‫‪%11.11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مف ‪ 35‬سنة فأكثر‬ ‫‪4‬‬
‫المستوى التعميمي‬
‫‪%66.66‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ليسانس‬ ‫‪1‬‬
‫‪%27.77‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ماستر‬ ‫‪2‬‬
‫‪%5.55‬‬ ‫‪05‬‬ ‫دكتوراه‬ ‫‪3‬‬
‫المستوى المعيشي‬
‫‪%17.77‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ضعيؼ‬ ‫‪1‬‬
‫‪%71.11‬‬ ‫‪64‬‬ ‫متوسط‬ ‫‪2‬‬
‫‪%11.11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫مرتفع‬ ‫‪3‬‬

‫المصدر‪ :‬مف انجاز فريؽ البحث وفقا لمعطيات الفرز المسطح لمعطيات استمارات االستبياف‪.‬‬

‫يشارؾ في ىذه الدراسة في كؿ والية نفسانيوف ومختصوف في عمـ االجتماع واإلحصاء ومف أصحاب‬
‫وحوؿ أسباب ذلؾ يؤكد المختصوف " بأف نسبة كبيرة مف الفتيات تغمبف عمى أزمة‬ ‫‪22‬‬
‫الخبرة الطويمة‪"...‬‬
‫المراىقة التي تتزامف مرحمتيا المتوسطة واألخيرة مع الطور الثانوي والبكالوريا‪ ،‬بكؿ ما ترمز لو مف‬
‫أعراض القمؽ والتوتر والحيرة واالنفعاالت القوية والرغبة في إثبات الذات والتمرد عمى كؿ رموز السمطة‪،‬‬
‫حتى واف تعمؽ األمر بالمنظومة التعميمية‪ ،‬باالنيماؾ أكثر في رسـ األىداؼ المستقبمية و تفجير‬
‫الطموحات و القدرات والمواىب وتكريسيا لمدراسة وطمب العمـ‪ ،‬ما يفسر تفوقيف في الدراسة‪ ،‬في حيف‬
‫يعاني العديد مف الذكور مف ضعؼ القدرة عمى التركيز في الدراسة وتشتت الذىف و االنغماس في المعب‬
‫و اليوايات المختمفة‪ ،‬خاصة في عصر طغياف التكنولوجيا وسمطة النت‪ ،‬كما أف الترويج عمى نطاؽ واسع‬
‫بأف البطالة ىي مصير عدد كبير مف خريجي الجامعات يثبط ىمميـ و يكبح إرادتيـ في السعي لمنجاح‬
‫‪23‬‬
‫كما نالحظ ارتفاع سف خريجي الجامعات الجدد الذيف يفوؽ سنيـ ‪ 25‬سنة بنسبة‬ ‫والتفوؽ "‬
‫‪ ،%33.33‬و‪ % 16.66‬يفوق سنهم ‪ 30‬سنة و‪ %11.11‬يفوؽ سنيـ ‪ 35‬سنة؟ وىو ما يؤكد قمة‬

‫‪100‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫مناصب الشغؿ المتوفرة مقارنة بالعدد اليائؿ مف طالبي العمؿ خريجي الجامعة مف جية‪ ،‬واستمرار الطمبة‬
‫في الدراسة في تخصصات أخرى لعميـ‬
‫يحضوف بمنصب شغؿ مف جية أخرى بحسب احتياجات سوؽ العمؿ‪.‬‬
‫أما المستوى الدراسي لخريجي الجامعات فيـ في أغمبيـ يحمموف شيادة ليسانس بنسبة ‪،% 66.66‬‬
‫الذيف ال يترددوف في التخمي عف الدراسة في ىذا المستوى‪ ،‬محاولة منيـ لمحصوؿ عمى منصب عمؿ‬
‫يوصميـ لتحقيؽ طموحاتيـ في أقرب وقت‪ .‬ونسبة قليلة هم من محلة شهادة الدكتوراه بنسبة ‪ ،%5.55‬وىذا مبرر‬
‫عمى اعتبار أف نسبة قميمة جدا يتـ تخصيصيا في كؿ سنة إلكماؿ الدراسة في طور الدكتوراه (‪3‬‬
‫مناصب في كؿ جامعة) مقابؿ عدد كبير يتـ قبوليـ لمتنافس عمى ىذه المناصب عف طريؽ المسابقة عمى‬
‫أساس االمتحاف الكتابي‪ ،‬وىو ما يثير سخط المتخرجيف لعدـ قدرتيـ عمى مواصمة الدراسات العميا‪.‬‬
‫ومعظـ خريجي الجامعات ىـ مف الطبقة المتوسطة بنسبة ‪ ،%71.11‬وهو ما يؤكد أىمية حصوليـ‬
‫عمى منصب عمؿ يغنييـ عف التبعية ألىميـ مف جية‪ ،‬وتحقيؽ طموحاتيـ‪ .‬وحاجياتيـ أثناء العمؿ‬
‫‪24‬‬
‫السوسيو‪-‬مينية مف جية أخرى كما طرحيا "ماسمو ‪ " Maslow‬في ىرمو‪.‬‬
‫‪ 2.3‬االتجاىات نحو سوق العمل بعد الحصول عمى الشيادة الجامعية‪:‬‬
‫الجدول ‪ :2‬يبيف االتجاه نحو سوؽ العمؿ بعد الحصوؿ عمى الشيادة الجامعية‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫االتجاه نحو سوق العمل‬
‫‪%21.21‬‬ ‫‪35‬‬ ‫العمؿ في المناصب التي توفرىا المؤسسات العمومية التابعة لمدولة‬
‫‪%12.12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫العمؿ في المناصب التي توفرىا المؤسسات الخاصة‬
‫‪%24.24‬‬ ‫‪40‬‬ ‫االستفادة مف أجيزة التشغيؿ )‪(A.N.G.E.M) (A.N.S.E.J‬‬
‫‪%15.15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫االستفادة مف برامج االدماج )‪(C.P.E‬‬
‫‪%15.15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫العمؿ الحر (التجارة مثال)‬
‫‪%0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫العمؿ الحرفي‬
‫‪%0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫االستثمار في المجاؿ الفالحي‬
‫‪%9.09‬‬ ‫‪15‬‬ ‫اليجرة المنظمة نحو الخارج لمعمؿ فيما توفره مكاتب العمؿ الدولية‬
‫‪%3.03‬‬ ‫‪05‬‬ ‫اكماؿ الدراسة ما بعد التدرج لمظفر بمنصب عمؿ أفضؿ‬
‫‪%100‬‬ ‫‪165‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مف انجاز فريؽ البحث وفقا لمعطيات الفرز المسطح لمعطيات استمارات االستبياف‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬مجموع اإلجابات أكبر مف العينة‪ ،‬ألف ىناؾ مف أجاب عمى أكثر مف خيار واحد‪.‬‬
‫البحث الميدانية تركز عمى التساؤؿ‪ :‬حاضر اتجاىات الشباب خريجي الجامعات الجدد اتجاه ما يوفره‬
‫سوؽ العمؿ في الجزائر‪ ،‬في ظؿ تراجع فرص التشغيؿ المنظـ المستقر؟‬
‫انطمقنا مف فرضية أف البحث عف منصب شغؿ قار في المؤسسات الخدماتية التابعة لمدولة‪ ،‬ىي الخيار‬
‫األوؿ لمشباب خريجي الجامعات اليوـ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫‪ .4‬تحميل النتائج‬
‫أوؿ مالحظة تظير مف اإلحصائيات ىي أف نسبة اتجاىات خريجي الجامعة نحو العمؿ المنظـ في‬
‫المناصب التي توفرىا المؤسسات العمومية تقدر بػ ‪ ،%19.44‬وىي ليست ببعيدة عف نسبة اتجاىيـ في‬
‫العمؿ في المناصب التي توفرىا المؤسسات الخاصة بنسبة ‪ %11.11‬وىو ما يبيف اتجاه الدولة نحو‬
‫اقتصاد السوؽ‪ ،‬بخمؽ عدد كبير مف المؤسسات خاصة‪ ،‬وفقداف مركزية مؤسساتيا وسيطرتيا في توفير‬
‫مناصب الشغؿ‪ .‬ثـ تأتي النسبة األكثر مف اتجاىات خريجي الجامعة لمعمؿ بعكس الفرضية‪ ،‬نحو‬
‫االستفادة مف أجيزة التشغيؿ بمختمؼ أنواعيا‪ ،‬بنسبة ‪ .%22.22‬وىذا يؤكد اتجاه الدولة لمعمؿ المقاوالتي‬
‫المستقؿ‪ ،‬كسياسة نحو سوؽ العمؿ النشطة التي تعبر عف االقتصاد الحقيقي الذي يمثؿ حاليا االتجاه‬
‫العالمي لمدوؿ المتقدمة‪ .‬ولنا في النموذج النرويجي قدوة‪ ،‬فيي رغـ أنيا دولة بترولية إال أنيا ليست ريعية؟‬
‫ألف سياستيا مبنية عمى سوؽ العمؿ النشطة‪ ،‬أما مداخيميا مف بتروؿ بحر الشماؿ فيي توجو نحو توفير‬
‫المناخ االقتصادي النشط‪ .‬فإذا االتجاه الحالي لخريجي الجامعات في الحصوؿ عمى العمؿ أسيؿ بالنسبة‬
‫ليـ نحو ىذه اليياكؿ والبرامج كسياسة توجو جديدة لمدولة الجزائرية‪ ،‬تؤسس لسوؽ عمؿ جديدة تميز‬
‫حاضر التشغيؿ في الجزائر‪.‬‬
‫أما الشيء السمبي الذي تظيره ىذه اإلحصائيات فيو أف االتجاه نحو العمؿ الحرفي وخاصة االستثمار‬
‫في المجاؿ الفالحي منعدـ تماما‪ ،‬وىذا مؤشر غير صحي لألفكار والوعي الذي يحممو خريجي الجامعات‬
‫اليوـ اتجاه أقدـ الميف في تاريخ اإلنسانية الذي ميز الفترتيف السابقتيف البدائية ثـ اإلقطاعية‪ .‬ومؤشر‬
‫أيضا عمى أف الشباب خريجي الجامعة الحالييف يتجيوف في أغمبيـ نحو العمؿ السيؿ في اإلدارات وفي‬
‫النشاط الخدماتي والنشاط االقتصادي المربح‪ ،‬عمى حساب العمؿ ذات الطبيعة الحرفية أو الفالحية‪.‬‬
‫ويظير أيضا مف االحصائيات أف اتجاىاتيـ نحو اليجرة المنظمة نحو الخارج لمعمؿ فيما توفره‬
‫مكاتب العمؿ الدولية مرتفع بنسبة ‪ .%8.33‬وىو مؤشر عمى أف العمؿ فيما يوفره سوؽ العمؿ ليس حك ار‬
‫عمى السوؽ الجزائرية‪ ،‬فنحف نتجو أكثر فأكثر نحو سوؽ العمؿ العالمية‪ ،‬وىو مفتوح خاصة لفئة معينة‬
‫نوعية مسايرة لمتطور التكنولوجي غير المسبوؽ الذي نعيشو اآلف‪ .‬وظاىرة ىجرة األدمغة الجزائرية خير‬
‫دليؿ عمى ذلؾ‪ ،‬إلثبات ذاتيـ وتحقيؽ طموحيـ والمكانة الالئقة بيـ‪ .‬وليذا فإنو غير مفاجئ أف‬
‫اإلحصائيات تظير أف سوؽ العمؿ الجزائرية ال تحقؽ طموح الشباب خريجي الجامعات الجدد‪ ،‬بنسبة‬
‫كبيرة كما تظيره أرقاـ إحصائيات ىذه الدراسة في الجدوؿ التالي‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫جدول ‪ :3‬يبيف تحقيؽ سوؽ العمؿ لطموحات الشباب خريجي الجامعة اليوـ‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫سوؽ العمؿ الجزائرية ىؿ تحقؽ طموحؾ‬
‫‪%66.66‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ال‬

‫‪%33.33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫نعـ‬


‫‪%100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مف انجاز فريؽ البحث وفقا لمعطيات الفرز المسطح لمعطيات استمارات االستبياف‪.‬‬

‫البدائل التي يتجو ليا الشباب في حالة عدم حصوليم عمى منصب عمل قار‪:‬‬
‫جدول ‪ :4‬يبيف البدائؿ التي يختارىا الشاب في حالة عدـ حصولو عمى عمؿ قار‬

‫النسبة المئوية‬ ‫التك اررات‬ ‫بدائل الشباب في حالة عدم الحصول عمى منصب عمل‬
‫‪%16.66‬‬ ‫‪15‬‬ ‫االنتظار حتى يتوفر منصب شغؿ مالئـ‬
‫‪%38.88‬‬ ‫‪35‬‬ ‫اليجرة غير الشرعية نحو دوؿ الجوار‬
‫‪%44.44‬‬ ‫‪40‬‬ ‫االتجاه نحو العمؿ غير الرسمي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪90‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬مف انجاز فريؽ البحث وفقا لمعطيات الفرز المسطح لمعطيات استمارات االستبياف‪.‬‬

‫أخي ار تبيف اإلحصائيات أف بدائؿ الشباب خريجي الجامعات الجدد في حالة عدـ حصوليـ عمى‬
‫منصب عمؿ قار‪ ،‬ىو االتجاه نحو العمؿ غير الرسمي بنسبة كبيرة ‪ % 44.44‬وىو خيار منطقي فالعمؿ‬
‫ظاىرة اجتماعية تميز الوجود اإلنساني منذ بدايتو‪ .‬ويمي ىذا الخيار االتجاه نحو اليجرة غير الشرعية‬
‫بنسبة كبيرة تقدر بػ‪ ،%38.88 :‬وىي ظاىرة خطيرة جدا ما فتئت تتطور مف سنة إلى أخرى‪ ،‬وحيرت‬
‫خبراء دوؿ الغرب التي أصبحت تنشئ المراكز والمحتشدات الخاصة بيـ‪ ،‬وتعتبرىـ خارجيف عف القانوف‬
‫الذي يجرميـ‪ .‬كيؼ يمكف أف يحدث ىذا في دولة ىي مف أغنى الدوؿ في العالـ؟ ىؿ ىي الحاجة التي‬
‫تدفعيـ لذلؾ؟ أـ أنيا انبيار بحياة الغرب المادية‪ ،‬والتحرر مف قيود العادات والتقاليد التي بحسبيـ تحد‬
‫مف حريتيـ؟‬
‫‪ .5‬خاتمة‬
‫سياسة تشغيؿ الشباب خريجي الجامعات الذيف يقدر عددىـ اآلف بمئات اآلالؼ‪ ،‬أصبح الشغؿ‬
‫الشاغؿ‬
‫لمدولة والحكومة الجزائرية‪ .‬كيؼ يمكف احتواء ىذا العدد الضخـ في سوؽ عمؿ غير نشطة؟ بمغت حد‬
‫التشبع وتعتمد بالدرجة األولى عمى ما تجود بو الدولة مف مناصب مالية مستقرة‪ ،‬تناقصت بشكؿ كبير‬
‫جدا وأصبح يعمف عنيا دوريا وتستقطب اآلالؼ مف طالبي العمؿ لمتسابؽ عمى مناصب تعد عمى‬
‫األصابع‪ ،‬في ظؿ التوجو الجديد نحو سوؽ العمؿ النشطة‪ .‬والتحرر مف تحمؿ األعباء الناتجة عف‬
‫التشغيؿ‪ ،‬واالضطالع بميمة أكبر وىي توفير المناخ المناسب لنجاح التحوؿ نحو اقتصاد حقيقي باعتماد‬

‫‪103‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫سياسات سوؽ العمؿ النشطة‪ ،‬بدال عف سياسات سوؽ العمؿ غير النشطة‪ .‬وميمة الحوكمة لتحقيؽ‬
‫التوازف االستراتيجي بيف العرض والطمب في سوؽ العمؿ‪ ،‬لتطور الدولة وبقائيا بالتأسيس لوضع اقتصادي‬
‫جديد في ظؿ منافسة عالمية شرسة‪ .‬ويمكف حصر أبرز النتائج فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تبايف اتجاىات الشباب خريجي الجامعات الجدد نحو ما يوفره سوؽ العمؿ في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ االىتماـ التاـ لمشباب خريجي الجامعات الجدد بالميف الحرفية التقميدية واالستثمار في المجاؿ‬
‫الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعؼ عروض سوؽ العمؿ في الجزائر حاليا‪ ،‬لتمبية طموحات الشباب خريجي الجامعات الجدد‪.‬‬
‫‪ -‬بدائؿ عالـ الشغؿ غير الرسمي وخارج الجزائر تسيطر عمى اتجاىات الشباب خريجي الجامعات‪ ،‬ولو‬
‫بطرؽ غير شرعية (السوؽ السوداء‪ ،‬اليجرة غير الشرعية)‪.‬‬
‫‪ .6‬قائمة المراجع‬
‫(‪ )1‬الديواف الوطني لإلحصاء‪ ، http://www.ons.dz/،‬تاريخ االطالع‪.2019-11-02 :‬‬
‫(‪ )2‬مدحت القريشي‪ ،‬اقتصاديات العمؿ‪ ،‬دار وائؿ لمنشر‪ ،‬األردف‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2007‬ص‪. 2‬‬
‫(‪ )3‬مركز رياض نجد لإلشراؼ والتدريب التربوي‪ ،‬التييئة لسوؽ العمؿ‪ ،‬دار المؤلؼ لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫لبناف‪ ،2006 ،‬ص‪. 16‬‬
‫(‪ )4‬مكتب العمؿ الدولي‪ ،‬لجنة العمالة والسياسة االجتماعية‪ ،‬سياسات سوؽ العمؿ النشطة‪ ،‬جنيؼ‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )5‬مكتب العمؿ الدولي‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫(‪ )6‬مكتب العمؿ الدولي‪ ،‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪(7) . Roger AÏm, l’essentiel de la théorie des organisations, Gualino éditeur EJA – Paris-‬‬
‫‪2006, p 79.‬‬
‫‪(8) . Guy Rocher, Talcott Parsons et la sociologie américaine (1988), Paris : Les Presses‬‬
‫‪universitaires de France, 1972, P 69.‬‬
‫(‪ )9‬خطابات ريكاردو إلى مالتيس (‪ ( 1833 /1810‬أشرؼ عمى نشرىا ج‪ .‬بونار ) ‪ 1887‬بالمغة‬
‫اإلنجميزية ص‪ )157‬عف رمزي ـ س‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪(10) Sébastien Groyer. Capitalisme et économie de marché. Philosophie. Université‬‬
‫‪Panthéon-Sorbonne -Paris I, 2015. p 35.‬‬
‫‪(11) Anne Perrot, les nouvelles théories du marché du travail, Éditions La Découverte1,‬‬
‫‪place Paul-Painlevé, Paris Ve 1992, p 06.‬‬
‫(‪ )12‬زكي رمزي‪ ،‬االقتصاد السياسي لمبطالة‪ ،‬المجمس الوطني لمثقافة والفنوف واآلداب‪ ،‬العدد ‪،226‬‬
‫الكويت‪ ،1997 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪(13) Anne Perrot, ibid., p 118.‬‬
‫(‪ )14‬بف جيمة عمر‪ " ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التخفيؼ مف حدة البطالة بمنطقة بشار"‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير (‪ ،(2011/2010‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ISSN: 2437-0827‬‬ ‫مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات‬
‫‪DOI:5424/IJO/21547‬‬ ‫السداسي الثاني ‪2021‬‬ ‫العدد‪02 :‬‬ ‫المجمد‪90 :‬‬

‫(‪ )15‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 14-04‬مؤرخ في ‪ 29‬ذي القعدة عاـ ‪ 1424‬الموافؽ ‪ 22‬يناير سنة ‪،2004‬‬
‫يتضمف إنشاء الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر وتحديد قانونيا األساسي ‪.‬‬
‫(‪ )16‬قانوف رقـ ‪ 21-06‬مؤرخ في ‪ 20‬ذي القعدة عاـ ‪ 1427‬الموافؽ ‪ 11‬ديسمبر سنة ‪ ،2006‬يتعمؽ‬
‫بالتدابير التشجيعية لدعـ وترقية التشغيؿ‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )17‬قانوف رقـ ‪ ،21-06‬نفس المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫(‪ )18‬مرسوـ تنفيذي رقـ ‪ 127-08‬مؤرخ في ‪ 24‬ربيع الثاني الموافؽ ‪ 30‬أبريؿ سنة ‪ ،2008‬يتعمؽ‬
‫بجياز اإلدماج االجتماعي لمشباب حاممي الشيادات‪.‬‬
‫(‪ )19‬حمزة الكحاؿ‪ ،‬الجزائر‪ 385 :‬ألؼ خريج جامعي ينتظروف فرصة عمؿ‪ ،‬العربي الجديد‪ 15 ،‬أبريؿ‬
‫‪. www.alaraby.co.uk .2017‬‬
‫(‪ )20‬الديواف الوطني لإلحصائيات ‪ ، www.ons.dz،‬تاريخ االطالع ‪.2019/11/08‬‬
‫‪(21) Selmin Nurcan, et al, "Une méthode pour la définition de l’impact organisationnel du‬‬
‫– ‪changement", Centre de Recherche en Informatique, Université Paris 1 - Panthéon‬‬
‫‪Sorbonne 90, rue de Tolbiac 75634 Paris Cedex 13{nurcan, rolland}, p p 4-6.‬‬
‫(‪ )22‬موقع مؤسسة الشروؽ لإلعالـ عمى شبكة األنترنت‬
‫‪،http://www.echoroukonline.com‬‬
‫تاريخ االطالع‪.2012/11/13 :‬‬
‫(‪ )23‬البكالوريا‪ ..‬شهادة تحرّ ر اإلناث من قيود المجتمع!‪https://www.annasronline.com ،‬‬
‫تاريخ االطالع‪.2012/11/13 :‬‬
‫‪(24) . Roger AÏm, ibid, P 43.‬‬

‫‪105‬‬

You might also like