Professional Documents
Culture Documents
1
أستاذ محاضر قسم أ ،جامعة لونيسي عمي البميدة ،2الجزائرl.mohamed-issaad@univ-blida2.dz ،
2
أستاذ محاضر قسم أ ،جامعة لونيسي عمي البميدة ،2الجزائرmadouinadj32@gmail.com ،
3استاذة محاضرة قسم أ ،جامعة الجزائر ،3الجزائرbelaghemas.berka@univ-alger3.dz ،
ممخص:
تشكل البطالة عائقا تنمويا تعاني منو معظم دول العالم بما فييا الدول المتقدمة ،وذلك بالنظر إلى إف ارزاتيا السمبية
التي تمس جميع نواحي الحياة االجتماعية واالقتصادية وحتى السياسية .كما تعتبر الجامعة من أىم المؤسسات في
المجتمع ،فيي المصدر األساسي لتحقيق التوافق بين تنمية الموارد البشرية من جية وتفعيل التنمية االقتصادية من جية
اخرى ،اضافة الى انتشار البطالة الذي ساىم في عرقمة العممية التنموية ،مما استوجب عمى الدولة الجزائرية االستجابة
لمتطمبات سوق العمل ،ليشيد التعميم العالي إصالحات متعاقبة ،حيث مست العديد من الجوانب أىميا عالقة الجامعة بعالم
الشغل الذي يركز عمى ربط التكوين الجامعي بالتشغيل ،بغية تحقيق مستوى مقبول من اجل الموازنة بين مخرجات الجامعة
ومتطمبات سوق العمل انطالقا من جودة التكوين واالخذ بعين االعتبار تحضير الطمبة إلى عالم الشغل ،قصد االستجابة
لحاجات سوق العمل الذي يشيد تحوال جذريا في مناصب العمل التي أصبحت متغيرة باستمرار وتتطمب كفاءات جديدة
أىميا القدرة عمى التكيف معيا.
كممات مفتاحية :الجامعة؛ الشغل؛ البطالة؛ مخرجات؛ التكوين؛ التنمية
Abstract:
المرسل:
40
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
.1مقدمة
البطالة تعتبر عائقا تنمويا تعاني منو معظم دول العالم ،والجزائر ليست بمنأى عن ىذا المشكل
ونحن سوف نعرج عمى تداول ىذا الموضوع وىو البطالة التي تمس خريجي الجامعة والتي ظيرت في
منتصف سنوات الثمانينات ،فسعي الجزائر لاللتحاق بركب الدول المتقدمة وتحقيق التنمية التي مقوميا
الموارد البشرية المؤىمة ،إذ شيدت الجامعة تكوين فائض كبير من اإلطارات في مختمف التخصصات،
فزاد بذلك العرض من طالبي العمل في ظل محدودية المناصب المفتوحة بسبب قمة االستثمارات وانكماش
االقتصاد الوطني عموما.
كما يرافق مشكل بطالة الجامعيين في الجزائر وجود صعوبة إدماج ىؤالء الخريجين في سوق العمل
الذي يفرض متطمبات عديدة لعل أبرزىا عامل الخبرة ،وىو الشيء الذي ال يتوفر عند ىؤالء في غالب
األحيان أضف إلى ذلك استمرار الجامعة في تخريج إطارات دون معرفة االحتياجات الحقيقية
والتخصصات المطموبة في مجال التشغيل ،وىو ما يمكن تفسيره بغياب سياسة واضحة تربط بين قطاعي
التعميم العالي والتشغيل في الجزائر.
الجزائر كغيرىا من الدول تسعى الى ربط ومحاولة التوازن بين خريجي الجامعة من جية وسوق
العمل من جية أخرى ،فمقد اعتمدت السياسة الجزائرية عمى مبدأ ديمقراطية التعميم والذي تحقق عن طريق
توسيع الجامعة والزيادة في عدد الطمبة حيث ارتفع عدد مؤسسات التعميم العالي منذ االستقالل إلى يومنا
ىذا بشكل كبير ،إال أن االىتمام بنظام التعميم العالي في الجزائر قد انحصر عمى نسبة اإلنفاق عمى
التعميم دون االىتمام بنوعية التعميم والتكوين اضافة الى سوء دراسة سوق العمل ،والمالحظ في اآلونة
االخيرة تزايد عدد الخريجين من الجامعات الجزائرية مقابل محدودية الوظائف في القطاع الحكومي وحتى
الخاص ،مما أدى إلى خمق مشاكل عديدة منيا اختالل ما بين مخرجات مؤسسات التعميم العالي وطمب
سوق العمل وتفاقم مشكمة البطال.
كما تمثل مشكمة التباعد بين مخرجات التعميم وسوق العمل في االقتصاد الجزائري من اىم القضايا
ذات االنعكاسات االقتصادية واالجتماعية ،ويعود سبب ذلك الى انخفاض الكفاءة والنوعية لمؤسسات
التعميم ،اذ يمثل ذلك في تخريج جيوش من الخريجين في تخصصات ال يحتاجيا سوق العمل مع وجود
عجز وطمب في تخصصات اخرى ،لذا يستمد ىذا البحث اىميتو من حقيقة أن بطالة الخريجين من
اخطر ما يواجو االستقرار االجتماعي واالقتصادي في الجزائر خاصة وأن ىذه الفئة في تزايد مستمر.
ومن ىذا المنطمق يمكن طرح االنشغاالت اآلتية:
-واقع البطالة عند خريجي الجامعة الجزائرية.
-ابرز آليات مكافحة البطالة لدى خريجي الجامعة الجزائرية ودعم تشغيل الشباب.
41
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
1.1الهدف من الدراسة:
تيدف الدراسة الى تشخيص واقع العالقة بين مؤسسات التعميم وسوق العمل وتحديد طبيعة المشاكل التي
تعترض التفاعل بينيما ،والتحديات التي تواجو امكانات تحقيق الموائمة والتوافق بين مخرجات التعميم
واالحتياطات الفعمية لسوق العمل ،اضافة الى التطرق الى جممة من الحمول والتوصيات .
المفاهيم األساسية: 2.1
1.2.1مفهوم سوق العمل:
والمقصود بو ىنا سوق التشغيل وىو العرض والطمب المحكوم بالسعر الذي يحدد بجممة من العناصر
كحجم الطمب وحجم العرض وعنصر الكفاءة المتوفرة لدى طالبي الشغل وما ينجر عن كل ذلك من
منافسة شديدة خاصة في وضع يتسم بندرة العمل وارتفاع سقف الشروط المستوجبة لمتوظيف من قبل
المؤسسات والحجم المرتفع لطالبي الشغل بفعل البطالة ،وكل ىذه العوامل الضاغطة تزيد من المنافسة
1
عمى التشغيل ،ويطمق عمى ىذا الجانب سوق التشغيل المحكوم باألبعاد االقتصادية وبأليات السوق
2.2.1.مفهوم بطالة الجامعيين:
يقصد ببطالة الجامعيين ىم األشخاص الذين يحممون شيادة جامعية ثم وجدوا أنفسيم في حالة عدم عمل
ألسباب خارجة عن إرادتيم كما أنيم صرحوا أنيم يبحثون عن عمل بمختمف الوسائل واإلمكانيات المتوفرة
2
لدييم
.2أسباب بطالة خريجي الجامعة في الجزائر
النمو الديمغرافي لمسكان ،خروج المرأة لمعمل والطمب المستم عمى الوظيفة ،انتشار مستويات التعميم .كما
يوجد عامل آخر ساىم في الزيادة في الطمب عمى العمل وىو عودة المتقاعدين إلى سوق العمل وكذلك
عمالة األطفال في سوق العمل بسبب تطور السوق الغير رسمي لمعمل ،ان ىذه العوامل التي زادت في
الطمب المستمر عمى مناصب الشغل ألزمت عمى الدولة الجزائرية أخذ التدابير الالزمة و محاولة وضع
سياسات و استراتيجيات مناسبة و واضحة لخمق مناصب عمل جديدة و تقميل من نسبة البطالة التي
يعاني منيا خاصة حاممي الشيادات الجامعية و في أوساط الشباب .3كما تختمف أسباب البطالة من
مجتمع آلخر وىناك العديد من األسباب التي ساىمت في تفاقم ىذه المشكمة خاصة في أوساط خريجي
الجامعة ومنيا نجد :
42
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
أما الفترة الممتدة من سنة 1989-1985والتي تزامن مع المخطط الخماسي قد شيد االقتصاد الوطني
ازمة كان ليا االثر البالغ عمى الجانب االقتصادي واالجتماعي اذ حدث انخفاض ىام في استحداث
مناصب عمل حيث لم يتجاوز 75777منصب شغل سنويا ،كما ظير فائض في العمالة في بعض
4
المؤسسات العمومية التي عرفت انخفاضا في النشاط
لقد كان القطاع الريفي في الجزائر يمتص ما يقرب من 73%من اليد العاممة لكن ىذه النسبة تراجعت
بفعل ظاىرة النزوح الريفي واليروب إلى المدن نتيجة ارتفاع األجور فقد بمغت 42%سنة ، 2773ىذه
الظاىرة رفعت في مستوى الطمب عمى العمل في القطاع الرسمي ودفعت إلى بروز القطاع
غير الرسمي .وقد اتجيت الدولة الجزائرية منذ 1997إلى إحداث مجموعة من اإلصالحات االقتصادية
والقطاعية تيدف باإلضافة إلى إرساء قواعد اقتصاد السوق واعادة التوازن لممؤشرات االقتصادية وتوفير
الشروط المالئمة لمتنمية .
وقد شرعت الدولة الجزائرية في إصالحات اقتصادية واسعة بعد انتياء عيد االقتصاد الموجو في نياية
الثمانينات وبداية التسعينات ،ىذه اإلصالحات مست القطاع العام بالدرجة االولى في إطار برنامج
التصحيح الييكمي المفروض من طرف صندوق النقد الدولي ،الذي أدى إلى خوصصة مؤسسات القطاع
العام ونتج عن ىذا البرنامج تسريح عدد كبير من العمال أفقد حوالي 477777عامل لمنصبيم .ىذه
43
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
اإلصالحات أدت النتعاش القطاع الخاص عمى حساب القطاع العام حيث بمغ عدد المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة المنشأة من طرف القطاع الخاص سنة 1999إلى 7384مؤسسة مقابل 14مؤسسة فقط في
القطاع العام أي استحوذ القطاع الخاص عمى %99تقريبا من مجمل المؤسسات عمى المستوى الوطني.
لقد تراجع العرض عمى العمل في القطاع ألفالحي من %21سنة 2771إلى %18سنة .2776أما
الصناعة فمم يعرف فييا العرض عمى العمل أي تحسن بل تراجع في ىذه الفترة ،فقد بمغ
سنة 2772نسبة ،%9.2و بالنسبة لقطاع األشغال العمومية فقد عرف فييا التشغيل ارتفاعا محسوسا
انتقل من 17.44%في 2771إلى 14.2%سنة 2776و يعود ىذا التحسن في القطاع لالستثمارات
الضخمة التي رصدتيا الحكومة لتقوية البنية التحتية و اليياكل القاعدية لالقتصاد الوطني من خالل
برنامج اإلنعاش االقتصادي لسنة 2771و الذي خصص لو 525مميار دينار عمى امتداد أربع سنوات،
أما قطاع التجارة و الخدمات فقد مثل حوالي 54%من الفئة النشيطة في الدولة.5
فيما تعمق بميزانية قطاع التعميم العالي في الجزائر فيي في تطور مستمر ،حيث تضاعفت
بحوالي 7مرات منذ سنة 2777إلى غاية ،2714وىذا ما يوضح اىتمام الدولة بقطاع التعميم العالي
باعتباره منبع الكفاءات المؤىمة لتسيير الدولة ونالحظ كذلك تطور عدد الطمبة المسجمين في ىذا القطاع
وأيضا نصيب كل طالب من االعتمادات المخصصة ،حيث تضاعف نصيب الطالب من حصة
االعتمادات المخصصة ليذا القطاع منذ سنة 2777من 97.777دج ليصل إلى 212.714دج
سنة ، 2714إال أن االىتمام باإلنفاق دون النظر إلى احتياجات المجتمع من التخصصات الفنية األخرى
أدى إلى زيادة أعداد الخريجين من ذوي المؤىالت عن الحد المطموب لممجتمع وارتفاع معدالت البطالة،
فالواقع يؤكد ارتفاع بطالة فئة الخريجين الجامعين ،وذلك لعدم وجود توازن بين مخرجات التعميم و طمب
44
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
سوق العمل ،حيث يالحظ وجود فائض في بعض التخصصات وعجز في بعضيا اآلخر ،حيث توجد
7
فجوة كبيرة بين ما يتمقاه الشباب من التعميم و التدريب وبين احتياجات سوق العمل ومتطمباتو.
وتواجو الجزائر كغيرىا من الدول العربية مجموعة من التحديات يمكن تمخيصيا في اآلتي:
التكوين الكمي عمى حساب التكوين النوعي و ذلك لمتكمفة التي أصبح يتطمبيا التعميم إضافة إلى تغير
منظومة القيم المجتمعية بحيث لم يبقى لمتعميم نفس المكانة المرموقة التي كان يحظى بيا في
السابق.
الطمب المتزايد عمى التعميم العالي وتزايد أعداد الطمبة حيث بمغ عدد الطمبة المسجمين 1.277.777
طالب سنة .2714
ىجرة الكفاءات وعدم بقائيا في الداخل لممساىمة في التأطير والتكوين.
نمطية التكوين المبنية عمى التمقين بحيث ال تفتح المجال لإلبداع.
قمة التأطير حيث قدر عدد األساتذة المؤطرين لمطمبة سنة 2711بـ 47.147أستاذ دائم أغمبيم برتبة
التعميم أساتذة من كبيرة نسبة أن مساعد) كما (أستاذ مساعد 28.782 أستاذ
العالي (بروفسور) عمى أبواب التقاعد.
.5دواعي ربط التعميم بسوق العمل.
ان ربط التعميم بالعمل يحقق تغطية الحتياجات السوق ويطور التعميم ويطور أيضا مستجدات سوق العمل
وعدم التقوقع في أنظمة تعميم قديمة بل ستتطور بتطور سوق العمل وأىم تمك التطورات ىو االىتمام
بإكساب الطالب الميارات وعدم االكتفاء بالمعارف والمعمومات النظرية وربطيا بالواقع التطبيقي .
وليدا سعت الجزائر من خالل مؤسسات التعميم العالي إلى تطبيق معايير ضمان الجودة لمواكبة النظام
العالمي المزمع ترسيمو في سياق العولمة بالرغم من التطور الكمي في شبكة مؤسسات التعميم العالي
والزيادة الكبيرة في أعداد الطمبة وتبني نظام الجودة من خالل القيام بإصالح 2774المتمثل في تطبيق
نظام ل.م.د ،الذي ييدف إلى تحسين نوعية التعميم وضمان الجودة التكوين وتأمين مرافقة بيداغوجية
لمطالب من خالل مده بالمعارف الضرورية واألدوات المنيجية التي تمكنو من اختيار مسمك التكوين الدي
يرغب بما يتناسب وقدراتو ومن ثم بناء مشروعو الميني من موقع الكفاءة والميارة واالقتدار من جية
أخرى إلى انفتاح الجامعة عمى المحيط االقتصادي واالجتماعي وتفعيل عالقاتيا من خالل الشراكة
والتدابير مع الوسط الميني واقحام المينيين بما يمبي احتياجات المحيط االقتصادي.
ان عممية تحسين جودة مخرجات التعميم العالي تشير إلى النمو المدروس عمى أسس عممية وتشمل تنمية
شاممة ومتكاممة في كل من الميدان العممي األكاديمي واالقتصادي والسياسي واالجتماعي ويمكن القول
إنيا عممية تغيير شاممة مخطط ليا يقوم بيا التعميم العالي لالرتقاء بمخرجاتو التعميمية وبما يتفق مع
45
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
احتياجات سوق العمل فيي عممية انبثاق وتفجير لإلمكانيات الكامنة في الطمبة ودلك من أجل ايجاد
وضع أفضل ليم ولممجتمع بما يكفل العيش الكريم لدا فان عممية تحسين نوعية مخرجات التعميم العالي
تعتمد اعتمادا قويا عمى التخطيط العممي الممنيج لكي تصل البرامج المعدة ليم إلى أىدافيا ولتخريج
ط مبة قادرين عمى مواجية تحديات الحياة والتغيرات التي تحدث حوليم بشكل ايجابي وفعال ومساعدتيم
في التفكير بشكل ايجابي وخالق وتغيير نظرتيم من نظرة سطحية إلى نظرة أكثر عمقا وبشكل مختمف
8
لمحياة من حوليم وبالتالي تمبية حاجة سوق العمل من الخريجين األكفاء
وال شك أن أحد العوامل المساعدة عمى تنمية المجتمع وتحقيق الرخاء والرفاىية ليدا المجتمع ىو وجود
العديد من التخصصات المختمفة والتي من شأنيا أن تغطي احتياجات السوق في شتى المجاالت
فقطاعات العمل بصورة عامة والقطاع الخاص بصورة خاصة أصبح ينظر إلى المتخصص في مجال
العمل بصورة أعمق من السابق لكي يقوم بالعمل بالصورة الصحيحة حيث إنو يعمل في بيئة تنافسية
وتتركز التنافسية في التخصصات التي تقدميا كل جامعة بمعنى أن الجامعة األكثر قبوال ىي التي تقدم
التخصصات التي يحتاجيا المجتمع ويتطمبيا سوق العمل ،لدلك فان توجيو التخصصات الجامعية نحو
احتياجات السوق العمل يعتبر من ضروريات العممية التعميمية في الوقت الراىن إال أن ىدا األمر ال يمقى
القبول واالستحسان من بعض األكاديميين الدين يعتقدون أن الجامعة ليست بالضرورة معنية بأن تقدم
الخريجين المؤىمين لمعمل في القطاع الخاص بقدر ما تقوم بعممية تييئة الطالب إلى القبول واالنخراط في
9
العمل الميداني التطبيقي
46
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
تعد بطالة حاممي الشيادات الجامعية احد أىم التحديات الراىنة باعتبارىا ظاىرة عالمية متفاوتة النسب
تشتت وتضعف حدتيا بحسب درجة تقدم الدول وتأخرىا ،ورغم التطورات االقتصادية واالجتماعية التي
يعرفيا المجتمع الجزائري والمجيودات المبذولة من طرف الحكومات المتعاقبة في إعداد البرامج والوكاالت
بغرض تحقيق اإلدماج الميني لخريجي الجامعة الجزائرية .إن معدل البطالة عند ىذه الفئة في تزايد
مستمر ،فاآلليات التي تتبعيا الدولة تعد بمثابة حمول مؤقتة أو ترقيعية وىذا ما اثر عمى سوق العمل
الجزائري الذي شيد تراجعا كبي ار في توفير مناصب الشغل لدى ىذه الشريحة الميمة من المجتمع فأصبح
العمل المؤقت الوسيمة البديمة لمخروج من ىذه األزمة .وحتى يكون التعميم الجامعي أكثر مواءمة لحاجات
ومتطمبات سوق العمل ال بد من إعادة النظر في البرامج والتخصصات التي تقدميا مع مراعاتيا
لمتطورات االجتماعية واالقتصادية والظروف السياسية المحيطة بسوق العمل.
.8االقتراحات والتوصيات
تطوير البرامج والمناىج التعميمية وتعميم دراسة الحاسوب والمغات في الجامعات وتطويرىا وتحديثيا
وتقويم مؤسسات التعميم العالي لموقوف عمى مدى تطابق مخرجات التعميم مع متطمبات سوق العمل
،والحصول عمى مؤشرات التغذية الراجعة عن كفاءة اداء الخريجين الستثمارىا في تطوير المناىج
وأساليب التعميم والتدريب ،واالستفادة من خبرات سوق العمل في االرتقاء بمستوى الكفاءة الخارجية
لممؤسسات التعميمية .
رسم سياسة عامة لمدولة تتعمق بالتعميم الجامعي وأىدافو ومؤسساتو بما يخدم التنمية االجتماعية
واالقتصادية لمدولة وسوق العمل ،ودراسة مشكالت التعميم الجامعي واعادة ىيكمتو بما يتناسب
والتطورات العممية الحديثة وعدم إنشاء الجامعات بشكل غير مدروس واالىتمام بالكيف واالبتعاد
عن الكم.
التركيز عمى التخصصات وفق متطمبات العرض والطمب والتكوين في التخصصات التي تتعاظم
إلييا الحاجة المستقبمية المتوقعة في برامج ومشاريع االستثمار ومواكبة التطورات المعاصرة في
العممية واإلنسانية األخرى التي يحتاجيا ميادين العموم والتكنولوجيا دون اىمال التخصصات
المجتمع في التنمية..
47
ISSN: 2437-0827
مجمة دراســـــــات في عمم اجتماع المنظمات
DOI:5424/IJO/21547 السداسي األول 2021 العدد00 : المجمد01 :
العمل عمى إيجاد خطة شاممة لحل مشكمة توفير فرص عمل لمخرجات التعميم في جميع
التخصصات المختمفة سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص وان تكون مخرجات التعميم بأعداد
مناسبة متوافقة مع متطمبات السوق المتغيرة.
االبتعاد عن الحمول المؤقتة بيدف العمل عمى تطبيق اصالحات جدية في قطاع التوظيف
التأسيس لقانون أكثر عدال في مجال التوظيف واحترام شروط التوظيف وقواعد التنافسية بين
القطاع العام والخاص مع استحداث ىيئات وطنية لمتشغيل لمراقبة توظيف خريج الجامعة وفق
تخصصات المطموبة وبحسب الشيادة والكفاءة.
.0الهوامش والمراجع
.1صقر احمد صقر ،التنمية االقتصادية ،مؤسسة الكويت لتقدم العممي ،الكويت 2774،
2ناصر قاسيمي ،دليل مصطمحات عمم االجتماع التنظيم والعمل ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة،2711ص37
3دحماني ادريوش ،بوطالب قويدر ،فعالية نظام التعميم والتكوين في الجزائر ،المؤتمر الدولي حول ازمة البطالة في الدول العربية،
القاىرة.2778 ،
4
Ali SOUAG, "L’impact de flexibilité du marché du travail sur la compétitivité des
entreprises au Maghreb Central", mémoire de magistère en économie et statistique
appliquée, Institut National de Planification et de la Statistique, 2006/2007, p 62.
5شيبي عبد الرحيم و شكوري محمد ،البطالة في الجزائر مقاربة تحميمية و قياسية ،المؤتمر الدولي حول أزمة البطالة في
الدول العربية ،القاىرة.1988 ،
6
أحمد الكواز ،السياسات االقتصادية و رأس المال البشري ،دراسة ميدانية مقدمة حول „العالقة بين التعميم و سوق العمل
وقياس عوائد االستثمار البشري ،المعيد العربي لمتخطيط ،الكويت.2772 ،
ميدية ستردون ،إشكالية انتقال رأس المال البشري العربي البيني في ظل إمكانيات التكامل االقتصادي العربي ،مذكرة 7
48