You are on page 1of 12

‫(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬ ‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة

السادس لضمان جودة التعليم العالي‬

‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي عن طريق تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪:‬‬
‫دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫الدكتور سليمان بن سالم الحسيني‬


‫باحث متفرغ‪ ،‬مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات‪ ،‬جامعة نزوى‪ ،‬سلطنة عمان‬
‫‪Salhusseini@unizwa.edu.om‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫الدراسة الميدانية الحالية تهدف إلى رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالاللتعرف إلى إسهام مشاريع التخرج التي يقوم بها الطالب‬
‫الجامعيون الدراسون في درجة البكالوريوس وما يعادلهافي إيجاد التكامل بين التعليم الجامعي وسوق العمل‪ ،‬وما يواجهه األكاديميون والطلبة من‬
‫معوقات وتحديات تحول دون تحقيق ذلك التكامل‪ ،‬وسبل التغلب على الصعوبات وطرق تذليلها‪ .‬ولتحقيق أهدافها تبنت الدراسة ثالث أدوات‪ ،‬هي‬
‫االستبانة والمقابلة وتحليل تقارير مشاريع التخرج التي كتبها الطلبة‪ ،‬وذلك لجمع البيانات من األكاديميين والطلبة المنتمين إلى عشر جامعات وكليات‬
‫جامعية بسلطنة عمان‪ .‬وقد أكدت نتائج الدراسة أن مشاريع التخرج يمكن أن تسهم بشكل فاعل في تكامل مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل‬
‫وتعريف الطالب بوظيفته المستقبلية عندما تربط تلك المشاريع بسوق العمل وتتاح الفرصة للطالب الجامعي للتفاعل في أثناء عمل المشروع مع البيئة‬
‫الحقيقية لوظيفته المستقبلية؛ لذا فإن الدراسة الحالية توصي بتطوير اآللية التي تنفذ بها مشاريع التخرج لتصبح أكثر فاعلية في إيجاد التكامل بين‬
‫مخرجات التعليم العالي وسوق العمل‪ ،‬مع االستمرار في استعمالها أداة من أدوات تقويم أداء الطلبة الجامعيين‪ ،‬واجراء البحوث والدراسات التي تأخذ في‬
‫االعتبار خصوصيات الجامعات وطالبها‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬ضبط الجودة‪ ،‬تكامل مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل‪ ،‬مشاريع التخرج‪ ،‬المهارات الشخصية والمهنية‪.‬‬

‫وسوق العمل‪ ،‬وبوعي تام من الطلبة واألكاديميين أنفسهم باألهداف‬ ‫المقدمــة‪:‬‬


‫الصحيحة لتلك المشاريع واألساليب السليمة لتنفيذها‪ .‬ولكي نتحقق من‬ ‫لقد أصبح ضبط الجودة (‪ )quality assurance‬في مؤسسات‬
‫أن مشاريع التخرج تحقق الجودة المطلوبة‪ ،‬ال بد منإجراء البحوث‬ ‫التعليم العالي من أهم اإلجراءات المعنية بالتأكد من والتأكيد على جودة‬
‫والدراسات المستمرة التي تتصف بالمهنية والشفافية‪ ،‬بحيث ال تركز‬ ‫البرامج الجامعية من حيث المحتوى ومناهج التعليم وأساليب التعلم‬
‫على جوانب الضعف وحسب‪ ،‬وانما توضح جوانب القوة‪ ،‬وتخرج‬ ‫والبيئة التعليمية‪ ،‬واالستجابة لحاجة السوق والمجتمع‪ ،‬والقدرة على‬
‫باستنتاجات تعين المؤسسة األكاديمية على التطوير والتحسين‬ ‫التنافس واثبات الوجود على الساحة العالمية؛ وتهيئة الطالب الجامعي‬
‫(‪.)Kecetep&Özkan, 2013‬‬ ‫للحصول على الوظيفة المستدامة واالنخراط بجدارة في بيئة العمل‬
‫من هذا المنطلق‪ ،‬وبناء على ذلك الواقع وتلك المشكلة‪ ،‬فإن الدراسة‬ ‫والتفاعل معها ( ;‪Kecetep&Özkan, 2013; Prisacariu, 2015‬‬
‫الميدانية الحالية‪ ،‬تسلط الضوء على مشاريع التخرج التي يقوم بها‬ ‫‪ .)Liliy et al, 2014 &Lisievici, 2015‬وتتأثر جودة التعليم‬
‫الطالب الجامعيون في درجة البكالوريوس وما يعادلها‪ ،‬وذلك بهدف‬ ‫العالي سلبا في نظر مؤسسات سوق العمل وفي نظر الخريجين‬
‫التعرف إلى مدى تحقيق التكامل بين التعليم العالي ومتطلبات سوق‬ ‫بعدمتكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪ ،‬وبعدم‬
‫العمل من خالل تلك المشاريع األمر الذي من شأنه توكيد الجودة‬ ‫امتالك خريجيالجامعات والكليات المهارات المطلوبة في بيئة العمل‬
‫وضبطهابمؤسسات التعليم العالي‪.‬ولسبر أغوار تلك المشكلة‪ ،‬فإن‬ ‫(‪ .)Ahmed et al,2011 &Stancio and Banciu, 2012‬وتعد‬
‫الدراسة الحالية تعرض األسئلة البحثية اآلتية‪:‬‬ ‫مشاريع التخرج (‪ )final year projects‬التي يقوم بها طالب التعليم‬
‫‪ ‬ما أبرز سمات مشاريع التخرج التي تتكامل مع متطلبات سوق‬ ‫بوصفها مطلبا لنيل درجة البكالوريوس وما يعادلها‪ ،‬أحد‬ ‫العالي‬
‫العمل‪ ،‬من وجهة نظر األكاديميين والطلبة؟‬ ‫المجاالت التي يتضح من خاللها مدى تحقق التكامل بين مخرجات‬
‫‪ ‬ما المهارات التي تتضمنها تقارير مشاريع التخرج ولها ارتباط بسوق‬ ‫التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل‪ ،‬وتتأكد من خاللها الجودة في‬
‫العمل؟‬ ‫البرامج التي تطرحها الجامعات‪ .‬وال تحقق مشاريع التخرج التكامال‬
‫‪ ‬كيف يمكن تطوير مشاريع التخرج لتصبح أكثر تكامال مع متطلبات‬ ‫لمطلوببين برامج التعليم العالي وسوق العمل ما لم تنفذ تلك المشاريع‬
‫سوق العمل والوظيفة التي يلتحق بها الطالب بعد التخرج؟‬ ‫في ضوء معرفة حقيقية بما يحتاجه الطلبة ومؤسسات سوق العمل من‬
‫المهارات الشخصية والمهنية للخريج‪ ،‬وبالتعاون والشراكة بينالجامعات‬

‫‪٥٣‬‬
‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪:‬دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫ويعود السبب في وجود تلك الهوة بين مؤهالت الخريجين ومتطلبات‬ ‫وتنبع أهمية الدراسة الحالية من محاولتها المساهمة في السعي لرفع‬
‫الوظيفة‪ ،‬وفق وجهة نظر أصحاب األعمال‪ ،‬إلى أن الطلبة الجامعيين‬ ‫الجودة في برامج التعليم العالي‪ ،‬وذلكبسد الهوة بين واقع التعليم العالي‬
‫يعدون ويأهلون بمنأى عن بيئة العمل الواقعية ومؤسسات التوظيف‬ ‫ومتطلبات سوق العمل من خالل التركيز على المهارات التي يكتسبها‬
‫(‪ ،)Kelly & Bridges, 2005‬وي َرَكز على تزويدهم بالمعارف‬ ‫الطلبة من مشاريع التخرج المقررة إلكمال دراستهم األكاديمية‪ .‬فإذا لم‬
‫النظرية واالستراتيجيات االفتراضية غير الواقعية وغير المرتبطة‬ ‫تكن مشاريعالتخرج التي يقوم بها الطلبة تصب في تنمية المهارات‬
‫ببيئةالعمل (‪ .)Alpert et al, 2009‬فعملية التوظيف كما تحدث فعليا‬ ‫المطلوبة في حقل التوظيف وسوق العمل‪ ،‬فإنها ال تخدم الطالب كثي ار‬
‫في سوق العمل ال تعني مجرد الحصول على وظيفة‪ ،‬وانما إثبات‬ ‫في حياته العملية وأدائه الوظيفي‪ .‬وبناء عليه‪ ،‬فإن الدراسة الحالية‬
‫الجدارة عند التقدم للوظيفة‪ ،‬واإللمام بمتطلبات العمل‪ ،‬ومن ثم المقدرة‬ ‫تسعى إلى تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫على االستدامة في األداء السليم للوظيفة ومسؤولياتها( ‪Yorke,‬‬ ‫‪ ‬تحديد السمات والخصائص التي تجعل مشاريع التخرج ملبية‬
‫‪ .)2006‬وقد تدعم هذا الموقف بالنقد الذي وجهه الباحثون األكاديميون‬ ‫للمستقبل الوظيفي للطلبة ومستجيبة لحاجات سوق العمل‪.‬‬
‫أنفسهم إلى البرامج الجامعية‪ .‬فقد أثبت أدلمان وزمالئه (‪ )2008‬أن‬ ‫‪ ‬تحديد التحديات والمعوقات التي تعيق الطلبة واألكاديميين من ربط‬
‫المناهج الجامعية التي أعدت لتدريس إدارة المشاريع ال تقدم سوى القليل‬ ‫مشاريع التخرج بسوق العمل والوظيفة المستقبلية للطالب الجامعي‪.‬‬
‫من الخبرات العملية التي يحتاج لها الطلبة عند بدء المشاريعالتجارية‬ ‫‪ ‬الخروج بإطار عملي تستفيد منه الجامعات واألكاديميون في ضبط‬
‫الجديدة (‪ .)Edelman, Manolova, & Brush, 2008‬ومن وجهة‬ ‫الجودة من خالل التطوير النوعي لمشاريع التخرج‪ ،‬بحيث تكون‬
‫نظر أخرى‪ ،‬يرى خريجو الجامعات أن الصعوبة التي تواجههم عند‬ ‫أكثر استجابة لحاجات الطلبة ومتطلبات سوق العمل‪.‬‬
‫التوظيف سببها افتقارهم إلى المهارات العملياتية ومهارات التواصل‬ ‫ومما تجدر اإلشارة إليه أن الدراسة الحالية محدودة بالبيئة األكاديمية‬
‫اللغوي التي تنص عليها شروط التوظيف‪ .‬ويرى الطلبة أن هيمنة‬ ‫التي أجريت عليها وهي‪( :‬الجامعات والكليات بسلطنة عمان)‪ .‬كما أنها‬
‫الطابع النظري علىالدراسة الجامعية هو الذي يحول بينهم وبين اكتساب‬ ‫محدودة بالتخصصات التي شملتها الدراسة والتي ستذكر في القسم‬
‫المهارات التي يحتاجونها عند التوظيف ‪;Alias, Sidhu&Fook,‬‬ ‫المختص بمنهجية الدارسة‪ ،‬إضافة إلى تركيزها على الطلبة الدارسين‬
‫‪.)Banciu&Stanciu20122013‬‬ ‫بمستوى البكالوريوس وعدم تطرقها إلى الدراسات العليا في درجتي‬
‫ولكي تحقق الجامعات طموحات سوق العمل‪ ،‬وتتجنب النقد الموجه إلى‬ ‫الماجستير والدكتوراه‪ .‬والى جانب ذلك‪ ،‬الدراسة محدودة باقتصارها على‬
‫مخرجاتها‪ ،‬أعادت النظر في برامجها األكاديمية؛ فوضعت مناهج‬ ‫وجهة نظر األساتذة األكاديميين والطلبة الجامعيين ولم تتطرق إلى‬
‫تعليمية تولي أهمية أكبر للمهارات العملية المطلوبة في سوق العمل‪،‬‬ ‫وجهة نظر ممثلي سوق العمل‪.‬‬
‫وتتيح فرصا أفضل للتعليم القائم على الممارسة والتطبيق والمحاكاة لبيئة‬
‫اإلطار النظري‪:‬‬
‫العمل الواقعية (‪.)Burley, 2005 & Lee et al, 2008‬وقد أدى هذا‬
‫يأتي سعي كثير من أنظمة التعليم العالي والجامعات في العالم إلى‬
‫إلى ظهور تصورات مختلفة للمهارات المطلوبة‪ ،‬ونماذج متعددة‬
‫ربط التعليم العالي بسوق العمل‪ ،‬ووضع السياسات والبرامج واألنشطة‬
‫لتحقيقها‪ ،‬وأساليب متنوعة لتدريسها (‪ .)Alpert et al, 2009‬فمن‬
‫التعليمية لتحقيق ذلك والمحافظة عليه؛ نتيجة للنقد الذي توجهه‬
‫حيث المهارات‪ ،‬يرى المختصون أن الطالب الجامعي بحاجة إلى‬
‫مؤسسات سوق العمل إلى الجامعات وبرامجها األكاديمية ومخرجاتها‬
‫صنفين أساسيين وهما‪:‬المهارات الجوهرية )‪ )core skills‬التي يحتاجها‬
‫غير القادرة على تلبية متطلبات سوق العمل بالكوادر المؤهلة لتحمل‬
‫كل الطلبة الجامعيين‪ ،‬ومهارات التخصص أو مهارات المادة األكاديمية‬
‫مسؤولية الوظيفة والثبات بجدارة في ميدان العمل الحقيقي )‪(Alpert et‬‬
‫(‪ ،)content or subject specific skills‬وهي المهارات ذات‬
‫)‪ .)al, 2009‬فمؤسسات السوق متحفظة على مؤهالت مخرجات‬
‫الصلة بالتخصص األكاديمي‪ ،‬وتختلف من تخصص إلى آخر‪.‬‬
‫التعليم العالي ومهاراتها وقدراتها‪ ،‬والمسؤولون عن التوظيف يرون أن‬
‫وفي الوقت الذي يؤكد سوق العمل أن كال الصنفين من المهارات مهم‬
‫خريجي التعليم العالي يفتقرون إلى الكثير من المهارات العملية‬
‫في عالم الوظيفة‪ ،‬يرى البعض أن المهارات الجوهرية أكثر أهمية؛‬
‫األساسية التي تطلبها بيئة العمل‪) Junek, Lockstone&Mair(,‬‬
‫معللين ذلك بأن مهارات التخصص يمكن اكتسابها بعد التخرج عن‬
‫‪ .2009‬وتوجد حاالت كثيرة واجه فيها خريجو الجامعات صعوبات في‬
‫طريق الممارسة أو حضور البرامج التدريبية المقدمة للموظف أثناء‬
‫التوظيف بسبب عدم امتالكهم المهارات المطلوبة مثل مهارة التواصل‬
‫العمل‪ .‬وعلى الخالف من ذلك‪ ،‬توجد دراسات تثبت أن إلمام الشخص‬
‫(‪ .)Alias et al, 2013‬وأكد أصحاب األعمال بأنهم يرفضون توظيف‬
‫بالمهارات ذات الصلة بالتخصص ال تقل أهمية عن نظيراتها من‬
‫بعض خريجي الجامعات؛لقلة امتالكهم المهارات المطلوبة في أماكن‬
‫المهارات الجوهرية‪ ،‬وأن افتقار الشخص إليها يقف عائقا أمام حصوله‬
‫العمل (‪.)Ahmed et al, 2011‬‬

‫‪٥٤‬‬
‫(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬ ‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي‬

‫االستبانة التي وجهت إليهم باللغة اإلنجليزية‪ ،‬وترجم الباحث بعد ذلك ما‬ ‫على الوظيفة ونجاحه في العمل‪)Junek et al, 2009&Rae(,‬‬
‫كتبوه إلى اللغة العربية وادرجه في القسم المعني بتحليل البياناتفي‬ ‫)‪.)2007‬‬
‫الدراسة‪.‬‬ ‫وقد أصبحت مشاريع التخرج من ضمن الوسائل والطرق التي استعملتها‬
‫وهدفت المقابلة التعرف إلى وجهة نظر األكاديميين والطلبة في مدى‬ ‫الجامعات لربط أنظمتها التعليمية بسوق العمل‪ ،‬وتمكين طالبها من‬
‫التوافق بين مشاريع التخرج التي يكلف بها الطلبة واحتياجات سوق‬ ‫اكتساب المهارات التي تعينهم على إثبات الوجود في مرحلة البحث عن‬
‫العمل من مخرجات التعليم العالي‪ .‬وتتكامل المقابالت مع االستبانة؛‬ ‫الوظيفة وبعد االلتحاق بها (‪ .)Ballinger &Lalwani, 2000‬وعلى‬
‫حيث تسعى إلى الحصول على المزيد من البيانات التي لم يكن ممكنا‬ ‫كل حال؛ فإن المكانة التي تحظى بها مشاريع التخرج في النظام‬
‫الحصول عليها عن طريق االستبانة‪ .‬وقد سجلت تلك المقابالت‬ ‫األكاديمي الجامعي والميزات التي تتمتع بها على غيرها من أدوات‬
‫وتفريغها للحصول على البيانات المطلوبة لإلجابة عن األسئلة البحثية‪.‬‬ ‫التعلم الذاتي ال تعني أن هذه الوسيلة التعليمية ال تواجه بالنقد من‬
‫وقد حلل الباحث ‪ 14‬تقري ار كتبها طلبة الهندسة‪ ،‬وعلوم الحاسب‬ ‫الباحثين واألكاديميين والطالب‪ ،‬أو أنها ال تعاني من قصور يستدعي‬
‫اآللي‪ ،‬ونظم المعلومات‪ ،‬وهندسة الحاسب اآللي‪ ،‬والدراسات التجارية‪.‬‬ ‫إعادة النظر فيها وتقييمها بشكل دوري ومنظم‪.‬‬
‫ويتكامل تحليل تقارير مشاريع تخرج الطلبة مع البيانات التي جمعت‬ ‫من هذا المنطلق‪ ،‬فإن عددا من الدراسات السابقة وجهت عنايتها لدراسة‬
‫باالستبانة والمقابالت‪ ،‬وهدف عملية التحليل هذه إلى تحديدالمهارات‬ ‫مشاريع التخرج من حيث قدرتها على إكساب الطلبة‪ ،‬المهارات التي‬
‫البحثية‪ ،‬ومهارات الحاسب اآللي‪ ،‬ومهارات التواصل والعمل الجماعي‪،‬‬ ‫يحتاجون إليها في مستقبلهم الوظيفي (‪ ،)Ahmed et al, 2011‬ومدى‬
‫ومهارات الكتابة األكاديمية التي تضمنتها تلك التقارير ومارسها الطلبة‬ ‫الفاعلية في اآلليات المستعملة لتقويم أداء الطالب‪ ،‬وعالقة مشاريع‬
‫في أثناء عمل المشروع‪ ،‬فالدراسات السابقة المعنية بكتابات الطلبة تؤكد‬ ‫التخرج بسوق العمل‪ ،‬والصعوبات التي تواجه األكاديميين والطلبة في‬
‫أن الفهم الصحيح للخصائص التي تتميز بها الكتابات التي ينتجها‬ ‫مشاريع التخرج ومقترحاتهم لتطوير آلية األداء والتنفيذ ( ‪Din et al,‬‬
‫الطلبة الجامعيون‪ ،‬يأتي من خالل تحليلها وفق الخصائص المعنية‬ ‫‪ .)2010‬ومع ذلك يبقى هذا المجال بحاجة إلى المزيد من الدراسات‬
‫بالدراسة (‪.)Casañ-Pitarch&Calvo-Ferrer, 2015‬‬ ‫والبحوث (‪ )de Sande et al, 2001 & Junek et al, 2009‬ال‬
‫وقد شارك في الدراسة‪ 316‬طالبا وأستاذا جامعيا‪ ،‬اختيروا بطريقة‬ ‫سيما وأن طبيعة مشاريع التخرج تختلف من سياق تعليمي إلى آخر‪،‬‬
‫عشوائية من مؤسسات التعليم العالي بالسلطنة‪ .‬فبلغ عدد الطلبة‬ ‫ومن بيئة إلى أخرى؛ لذا تأتي الدراسة الحالية لتلبي حاجة البيئة العربية‬
‫المشاركين ‪177‬من الجنسين‪ 173( :‬شارك في اإلجابة عن االستبانة‬ ‫إلى مثل هذه الدراسات التي تصب في النهاية في تحقيق التكامل بين‬
‫وشارك في المقابلة‪ 4‬طلبة)‪ ،‬منهم من قد أنهى الدراسة والتحق بسوق‬ ‫مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل‪ ،‬وبالتالي ضبط الجودة في البرامج‬
‫العمل‪ ،‬ومنهم من ما يزال يعمل في مشروع التخرج في أثناء إجراء‬ ‫األكاديمية وأداء الجامعات‪.‬‬
‫الدراسة‪ .‬وشارك ‪ 139‬أستاذا أكاديميا (‪ 133‬شارك في اإلجابة عن‬
‫إجراءات الدراسة ومنهجيتها‪:‬‬
‫االستبانة و ‪ 6‬في المقابلة)‪ .‬وأما من حيث التخصص‪ ،‬فإن المشاركين‬
‫الدراسة الحالية تستعمل االستبانة‪ ،‬والمقابلة‪ ،‬وتحليل تقارير مشاريع‬
‫في الدراسة متخصصون في‪ :‬نظم المعلومات‪(:‬تقنية المعلومات‪،‬‬
‫التخرج التي أعدها الطلبة الجامعيون لجمع البيانات المطلوبة لإلجابة‬
‫والشبكات‪ ،‬وعلوم الحاسب اآللي‪ ،‬واألمن اإللكتروني‪ ،‬وقواعد البيانات‪،‬‬
‫عن األسئلة البحثية وتحقيق أهداف الدراسة‪ .‬وقد صممت االستبانة‬
‫وتقنيات جافا)‪ ،‬والعلوم اإلنسانية‪( :‬اللغة اإلنجليزية وآدابها‪ ،‬والترجمة‪،‬‬
‫نظر ألكاديميين والطلبة في المهارات التي‬
‫ا‬ ‫للتعرف إلى وجهات‬
‫وعلم النفس)‪ ،‬والهندسة (الهندسة الكيميائية‪ ،‬والهندسة المعمارية‪،‬‬
‫تتضمنها مشاريع التخرج ومدى ارتباطها بمتطلبات سوق العمل‪ .‬وتتكون‬
‫والهندسة الميكانيكية‪ ،‬والهندسة الكهربائية‪ ،‬وهندسة الحاسوب‪،‬والهندسة‬
‫االستبانة من قسمين‪ ،‬يهدف القسم األول إلى جمع البيانات العامة‬
‫الصناعية‪ ،‬وهندسة النفط والغاز)‪ ،‬والدراسات التجارية‪( :‬إدارة األعمال‪،‬‬
‫للمشارك؛ لكي يتسنى معرفة عدد المشاركين في االستبانة من الطلبة‬
‫والمحاسبة‪ ،‬والموارد البشرية‪ ،‬والتجارة الدولية‪ ،‬والتسويق)‪ ،‬والعلوم‬
‫واألساتذة‪ ،‬ومعرفة تخصصاتهم والجامعات التي ينتمون إليها‪ .‬وأما‬
‫التطبيقية‪( :‬التصميم الجرافيكي‪ ،‬والرياضيات)‪ .‬وينتمي المشاركون إلى‬
‫القسم الثاني فيشمل عشرعباراتتعنىبعالقة مشروع التخرج ببيئة العمل‬
‫عشر من مؤسسات التعليم العالي‪ ،‬وهي‪ :‬جامعة السلطان قابوس‪،‬‬
‫الواقعية والمهارات التي يكتسبها الطالب من مشروع التخرج‪ .‬وقد طلب‬
‫جامعة نزوى‪ ،‬الكلية التقنية بنزوى‪ ،‬كلية البريمي الجامعية‪ ،‬كلية مزون‬
‫من المشارك أن يحدد موافقته مع محتوى كل عبارة‪ ،‬كما اشتملت‬
‫الجامعية‪ ،‬الجامعة العربية المفتوحة‪ ،‬والجامعة األلمانية للتكنولوجيا‪،‬‬
‫االستبانة سؤاال مفتوحاليكتب المشارك أي أفكار أخرى ذات صلة‬
‫والكلية التقنية بعبري‪ ،‬والكلية التقنية العليا‪ ،‬وكلية الزهراء للبنات‪.‬‬
‫بموضوع االستبانة‪ .‬وبما أن بعض األكاديميين العاملين في الجامعات‬
‫والكليات العمانية من الوافدين الذين ال يتحدثون اللغة العربية فقد كتبت‬

‫‪٥٥‬‬
‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪:‬دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫المشاركين في الدراسة في ارتباط مشاريع التخرج بالوظائف التي‬ ‫تحليل البيانات‪:‬‬


‫مت هذه النتيجة باختيار(‪)%52‬‬
‫سيلتحق بها الطلبة بعد التخرج‪ .‬ودع ّْ‬ ‫يقدم هذا القسم تحليال للبيانات التي جمعت عن طريق االستبانة‬
‫من الطلبة المشاركين(ال أدري)‪ ،‬و(غير موافق‪/‬غير موافق جدا)على‬ ‫والمقابلة‪ ،‬كما يقدم تحليال لتقارير مشاريع التخرج التي يعدها طلبة‬
‫عبارة (بعد االنتهاء من مشروع التخرج أصبحت أكثر مقدرة على‬ ‫الهندسة‪ ،‬ونظم المعلومات والدراسات التجارية‪ .‬وأي عبارة موضوعة بين‬
‫التنافس على وظيفة في سوق العمل)‪-‬إذ اختار (‪ )%35‬من الطلبة(ال‬ ‫قوسين معكوفين [‪ ] ...‬في هذا القسم فهي اقتباس مباشر لما كتبه أو‬
‫أدري)‪ ،‬واختار (‪ )%17‬منهم (غير موافق‪/‬غير موافق جدا)‪،‬‬ ‫قاله المشاركون في الدراسة‪.‬‬
‫في حين اختار(‪ )%48‬فقط (موافق‪ /‬موافق جدا)‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬
‫أولا‪ -‬تحليل الستبانة والمقابالت‪:‬‬
‫اختار (‪ )%55‬من الطلبة (موافق‪ /‬موافق جدا) مقابل عبارة (ساعدني‬
‫أشير في القسم السابق إلى أن االستبانة تتكون من نسختين األولى‬
‫مشروع التخرج على ربط الدراسة النظرية بالوظيفة وبيئة العمل)‪ ،‬في‬
‫موجهة لألكاديميين‪ ،‬إذ شارك في اإلجابة عنها ‪ 133‬أستاذا جامعيا‪،‬‬
‫حين اختار (‪( )%34‬ال أدري)‪ ،‬واختار (‪( )%11‬غير موافق‪/‬غير‬
‫والثانية موجهة للطلبة‪ ،‬وقد شارك في اإلجابة عنها ‪173‬طالبا جامعيا‬
‫موافق جدا)‪ ،‬كما اختار (‪ )%57‬من الطلبة المشاركين في الدراسة‬
‫من الذكور واإلناث‪ .‬ولألغراض التحليلية فقد تمدمج خياري(موافق‬
‫(موافق‪ /‬موافق جدا) مقابل عبارة (مشروع التخرج زاد من معرفتي‬
‫وموافق جدا)‪ ،‬وخياري (غير موافق وغير موافق جدا) عند تحليل‬
‫بمتطلبات العمل والوظيفة)‪ ،‬في حين اختار (‪( )%27‬ال أدري)‪ ،‬واختار‬
‫إجابات المشاركين‪ ،‬وهو أسلوب متبع في البحث اإلجرائي الذي يهدف‬
‫(‪( )%16‬غير موافق‪/‬غير موافق جدا)‪.‬‬
‫التعرف إلى مواقف المشاركين وال يركز على الفروق النسبية في اإلجابة‬
‫ومن وجهة نظر أخرى‪،‬اختار أكثر من (‪ )%64‬من الطلبة و‬
‫إذ إن مدى اإلجابة (موافق أو موافق جدا)‪ ،‬وكذلك (غير موافق أو غير‬
‫(‪ )%84‬من االساتذة (موافق‪/‬موافق جدا) لإلجابة عن العبارات المتعلقة‬
‫موافق جدا) ليست ذات داللة كبيرة للدراسة الحالية‪ .‬وقد استعملت‬
‫بإسهام مشاريع التخرج في رفع المهارات المتعلقة بإدارة الوقت وتنميتها‪،‬‬
‫الدراسة النسبة المئوية بوصفها داللة إحصائية للتعرف على مواقف‬
‫والتفكير المستقل‪ ،‬وكذلك رفع المهارات األكاديمية مثل‪ :‬تقديم العروض‬
‫المشاركين من العبارات التي شملتها اإلستبانة‪.‬‬
‫المرئية‪ ،‬والكتابة األكاديمية وتنميتها‪ .‬كما تتفق آراء غالبية الطلبة‬
‫وتظهر إجابات المشاركين في االستبانة‪ -‬كما هو موضح في الرسم‬
‫المشاركين مع آراء األكاديميين بأن مشاريع التخرج جعلت الطلبة‬
‫البياني رقم (‪ )1‬المعني بتحليل إجابات األكاديميين‪ ،‬والرسم البياني رقم‬
‫يشعرون أكثر بأهمية التخصص األكاديمي في سوق العمل‪ ،‬وعززت‬
‫(‪ )2‬المعني بتحليل إجابات الطلبة‪ -‬أن هناك اختالفا بين وجهتي نظر‬
‫من رغبتهم في االلتحاق بوظيفة ذات صلة بالتخصص األكاديمي‪.‬‬
‫الطلبة واألكاديميين حول عدد من عبارات االستبانة التي هدفت التعرف‬
‫وربما كان األثر اإليجابي الذي تركه مشروع التخرج على الطلبة فيما‬
‫إلى العالقة القائمة بين مشروع التخرج ومتطلبات سوق العمل والوظيفة‬
‫يتعلق بالمهارات األكاديمية والوظيفة هو الذي يجعل غالبية الطلبة‬
‫التي سيلتحق بها الطالب بعد تخرجه من الدراسة الجامعية‪ .‬ففي حين‬
‫المشاركين (‪ )%60‬يرون أن مشروع التخرج ساعدهم على تكوين الفهم‬
‫أجاب األكاديميون عن عبارات االستبانة العشر جميعها بخيار‬
‫السليم لألداء الناجح في بيئة الوظيفة‪ ،‬متفقين في ذلك مع األكاديميين‬
‫(موافق‪/‬موافق جدا) بنسبة مئوية تراوحت بين (‪ ،)%92-78‬أجاب‬
‫الذين اختار (‪ )%90‬منهم (موافق‪/‬موافق جدا) لإلجابة عن تلك العبارة‪.‬‬
‫الطلبة عن ‪ 8‬عبارات (بموافق‪/‬موافق جدا) وبنسبة تراوحت بين (‪-55‬‬
‫‪ .)%63‬ويأتي هذا مع أن غالبية المشاركين من األساتذة (‪)%92‬‬
‫والطلبة (‪ )%63‬يرون أن الهدف العام من مشروع التخرج واضح‬
‫للطلبة‪.‬‬
‫ومن أكثر العبارات التي وقع حولها االختالف بين وجهتي نظر‬
‫األساتذة والطلبة عبارة (العالقة بين مشروع التخرج والوظيفة التي‬
‫سيلتحق بها الطلبة عالقة قوية)‪ ،‬ومع أن غالبية األكاديميين المشاركين‬
‫(‪ )%78‬اختار(موافق‪/‬موافق جدا) لإلجابة عن هذه العبارة‪ ،‬إال‬
‫أن(‪ )%18‬منهم اختار(ال أدري)‪ ،‬و(‪ )%4‬اختار (غير موافق‪/‬غير‬
‫موافق جدا)‪ -‬والنسبتان مع بعض تشكالن(‪ )%22‬وهو رقم جدير‬
‫باالهتمام‪.‬كما اختار(‪ )%40‬من الطلبة (ال أدري) لإلجابة عن العبارة‪،‬‬
‫واختار(‪( )%19‬غير موافق) في حين اختار(‪ )%41‬فقط (موافق‪/‬موافق‬
‫جدا)‪ ،‬وهذه النتيجة تظهر وجود شك لدى األكاديميين والطلبة‬

‫‪٥٦‬‬
‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬

‫الرسم البياني رقم (‪ :)1‬تحليل إجابات األكاديميين عن االستبانة‪.‬‬

‫الرسم البياني رقم (‪ )2‬تحليل إجابات الطلبة عن االستبانة‪.‬‬

‫طالبنا يحبون عمل المشاريع؛ لذا أرى بأنه من األفضل إعطاؤهم‬ ‫ثانيا‪ -‬تحليل وجهة نظر األساتذة في مشروع التخرج كما وردت في‬
‫مشاريع التخرج]‪ ،‬ومن هذا المنطلق يوجد من األكاديميين من يرى أنه‬ ‫المقابلة واألسئلة المفتوحة في الستبانة‪:‬‬
‫[يجب أن تكون مشاريع التخرج والتدريب في بيئة العمل إلزامية]‪[،‬في‬ ‫أ‪ -‬أهمية مشروع التخرج‪:‬‬
‫الهندسة المدنية نحن نركز في مشروع التخرج على األمور العملية‬ ‫أكد األساتذة األكاديميون في اإلجابة عن السؤال المفتوح في‬
‫البحتة‪ ،‬أي على األمور التي سيعملها الطالب المهندس بعد التخرج‪،‬‬ ‫االستبانة وفي المقابلة‪ ،‬على أن أهمية مشروع التخرج تشمل‬
‫لذا تشمل مشاريع التخرج التصميم والتنفيذ واإلشراف على التنفيذ‪،‬‬ ‫التخصص الدراسي للطالب ومستقبله الوظيفي في آن واحد‪ .‬فمن‬
‫ولكي يتمكن الطالب من عمل ذلك عليه أن يخرج إلى الميدان‪ ،‬ففي‬ ‫وجهة نظر األساتذة [مشاريع التخرج خطوة مهمة إلعداد طلبة‬
‫مجال الطرق يخرج الطالب إلى الميدان يجمع عينات من الحجارة‬ ‫الدراسات الدنيا ليتعاملوا مع بيئة العمل وليكونوا خبرات عملية جيدة]‪،‬‬
‫يأتي بها إلى المختبر لفحصها وكتابة التقارير عنها]‪.‬‬ ‫[ومشروع التخرج يعد الطالب نفسيا للوظيفة المستقبلية التي سيلتحق‬
‫بها]‪ ،‬كما أن [مشروع التخرج يعطي الطالب الفرصة إلظهار المهارات‬
‫ب‪ -‬متى تتحقق الفائدة من مشروع التخرج‪:‬‬
‫والمعارف التي اكتسبوها خالل الدراسة]‪ ،‬إضافة إلى ذلك [الطلبة‬
‫الفائدة المرجوة من مشاريع التخرج‪ ،‬وفق الوجهة نظر األساتذة‬
‫قادرون على عمل المشاريع اإلبداعية التي تعينهم على الحصول على‬
‫المشاركين في الدراسة‪ ،‬ال تحقق إال إذا أجريت تلك المشاريع وفق‬
‫فرص أفضل للتوظيف في سوق العمل التنافسية]‪ ،‬كما أن [معظم‬
‫اآلليات وضوابط محددة من أهمها ربط مشاريع التخرج بسوق العمل‬

‫‪٥٧‬‬
‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪ :‬دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫لدراسة الطالب الجامعية ولمستقبله الوظيفي في آن واحد‪ .‬ومما قاله‬ ‫وتخصص الطالب‪ ،‬يقول أحد األساتذة‪[:‬يجب أن يكون موضوع‬
‫الطلبة في هذا الشأن‪[ :‬مشروع التخرج له أهمية كبيرة جدا‪ ،‬فهو يشكل‬ ‫مشروع التخرج مرتبطا بسوق العمل وبتخصص الطالب في آن واحد]؛‬
‫فرصة للطالب للحصول على وظيفة بعد التخرج؛إذ ينمي قدرات‬ ‫ط مشروع التخرج بمؤسسة خارجية‪ ،‬فإن ذلك سيعطي‬
‫و[إذا ما رب َ‬
‫الطالب وأفكاره ومهاراته الوظيفية وقدراته على اتخاذ القرار‪ ،‬وينمي‬ ‫مهارت حل المشكالت]‪ ،‬و[مشاريع‬
‫ا‬ ‫الطالب فرصا أكبر لممارسة‬
‫مهاراته الكتابية‪ ،‬ويجعل لديه خلفية عن سوق العمل الذي سيلتحق‬ ‫التخرج يجب أن تأخذ مجراها أثناء دراسة الطالب لمواد التخصص‪،‬‬
‫به]‪ ،‬كما أن [ مشروع التخرج وسيلة لتقريب الطالب من سوق العمل‪،‬‬ ‫وفي حال كان الطلبة يعملون في مجموعات فيجب أالا يزيد عددهم‬
‫وهو آخر نشاط يقوم به الطالب أثناء الدراسة؛ لذا فإنه يعكس أداء‬ ‫على طالبين]‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ [ ،‬يجب أن تغطي مشاريع التخرج‬
‫الطالب في الدراسة ومدى إلمامه بمتطلبات سوق العمل]‪ .‬و[مشروع‬ ‫المهارات كلها التي تعلمها الطالب أثناء الدراسة‪ ،‬كما يجب أن يكون‬
‫التخرج يساعد الطالب على التعرف المسبق بالوظيفة التي سيلتحق بها‬ ‫قادر على مواجهة التحديات كلها التي تعترضه أثناء عمل‬
‫ا‬ ‫الطالب‬
‫في المستقبل]‪ .‬و[لمشروع التخرج عدد من اإليجابيات‪ :‬ومنها تقوية‬ ‫المشروع]‪ ،‬و[يجب أن تبرز مشاريع التخرج المهارات والقدرات التي‬
‫عالقة الطالب بالتخصص وعالقته بالوظيفة فيصبح لديه رغبة شديدة‬ ‫يمتلكها الطالب ألجل االلتحاق بالوظيفة]‪.‬‬
‫في الدخول إلى سوق العمل واعطاء ما لديه]‪ ،‬و [ لقد وضح لي‬ ‫ت‪-‬التحديات والمعوقات التي تحول دون تحقيق مشروع التخرج‬
‫مشروع التخرج طبيعة العمل بشكل أفضل]‪ ،‬و [مشروع التخرج‬ ‫األهداف المرجوة منه‪:‬‬
‫ساعدني على فهم مقررات البرنامج الدراسي بشكل أكثر وضوحا]‪ ،‬و‬ ‫هناك عدد من التحديات التي تتطلب التذليل كي تحقق مشاريع‬
‫[مشروع التخرج أعطاني الفرصة البتكار أفكار جديدة في مجال‬ ‫التخرج األهداف المرجوة منها‪،‬كما قال األساتذة‪ ،‬وهي‪[ :‬مستوى‬
‫تخصصي‪ ،‬ساعدتني على تسويق نفسي عندما تقدمت للحصول على‬ ‫الطالب في اللغة اإلنجليزية من أهم معوقات إنجاز مشاريع التخرج]‪،‬‬
‫وظيفة]‪ ،‬و[ مشروع التخرج زاد من معرفتي العملية وكذلك من معرفتي‬ ‫و[الطلبة بحاجة إلى وقت أكثر لعمل مشاريع التخرج‪ ،‬فهنا ليس لدينا‬
‫بسوق العمل؛ فقد تواصلت في أثناء مشروع التخرج مع عدد من‬ ‫إال أسبوعان لمشاريع التخرج وهي غير كافية]‪ .‬ويرى المشاركون أنه‬
‫الورش الهندسية التي ساعدتني على صنع أجزاء من القطع التي‬ ‫يمكن التغلب على هذه اإلشكالية بعمل مجموعات صغيرة من الطلبة‬
‫احتجت لها لمشروع التخرج]‪ ،‬و[ مشروع التخرج مهم جدا للطالب وهو‬ ‫تعمل على موضوع بحثي من الحجم المناسب للوقت المتاح‪[ ،‬في‬
‫فرصته الذهبية للحصول على وظيفة‪ ،‬ومعرفة المؤسسات التي لديها‬ ‫مجال النفط والغاز يجب أن تكون مشاريع التخرج مصممة لدراسة‬
‫فرص عمل لي في مجال تخصصي الدقيق]‪ .‬و[ يهدف مشروع‬ ‫مشكالت من الحجم الصغير في بيئة العمل الواقعية لكي يمكن‬
‫تخرجي إلى معرفة دور التكنولوجيا الحديثة في الحياة المعاصرة‪...‬‬ ‫تنفيذها]‪ .‬كما أن [على الطلبة أالا يعتمدوا كثي ار على المشرف]‪.‬‬
‫وهذا يساعدني في معرفة الواقع واالستفادة منه في عمل مشروعي‬ ‫ث‪-‬دور الجامعة في تحقيق مشروع التخرج األهداف المرجوة‪:‬‬
‫التجاري الخاص بعد التخرج]‪[ .‬مشروع التخرج يحدد األهداف‬ ‫يرى األساتذة المشاركون في الدراسة أن [على الجامعة إيجاد خطة‬
‫األساسية لي ويوضح لي أهداف تخصصي ويمكنني من وضع‬ ‫استراتيجية معدة إعدادا جيدا تجعل مشاريع التخرج ذات طبيعة‬
‫أولويات حول أهم المشاريع المتعلقة بالترجمة]‪.‬‬ ‫بحثية]‪[ ،‬فعندما تكون اآللية التي تؤدى بها مشاريع التخرج غير‬
‫ب‪ -‬متى تتحقق الفائدة من مشروع التخرج‪:‬‬ ‫واضحة‪ ،‬ال تؤدي مشاريع التخرج إلى تنمية المهارات النظرية لدى‬
‫يحقق مشروع التخرج أهدافه‪ ،‬كما يرى الطلبة المشاركون في‬ ‫الطالب]‪ ،‬و[سيكون من المفيد التعرف إلى مطالب سوق العمل‬
‫الدراسة عندما[ ينفذ مشروع التخرج بمكان العمل وليس بالجامعة]‪،‬‬ ‫وتحويلها إلى مشاريع بحثية يسند تنفيذها إلى الطالب‪ .‬فهذا سيعطي‬
‫وعندما [يكون مشروع التخرج مصاحبا للتدريب في أي مؤسسة كانت‪،‬‬ ‫طالبنا الفرصة للتعرف على مؤسسات التوظيف وبيئة العمل‪ ،‬وربما‬
‫إذ إن تخصص نظم المعلومات يحتاج للتدريب العملي في بيئة‬ ‫ساعدهم على الحصول على وظيفة في المؤسسة التي يقومون فيها‬
‫العمل]‪ .‬ويقول أحد الطلبة‪[ :‬توجد عالقة كبيرة بين مشروع التخرج‬ ‫بمشاريع التخرج]‪ ،‬كما أن [مشاريع التخرج تتطلب إعدادا مسبقا‬
‫والوظيفة‪ ،‬عندما يكتسب الطالب المعرفة المرتبطة مباشرة بالوظيفة‪،‬‬ ‫للطالب في مجال المهارات البحثية]‪.‬‬
‫وتكون لمشروع التخرج أهمية كبيرة في الحصول على الوظيفة عندما‬
‫ثالثا‪ -‬تحليل وجهة نظر الطلبةفي مشروع التخرج كما وردت في‬
‫ي َكون الطالب المعلومات الالزمة للحصول على الوظيفة]‪ .‬ويقول أحد‬
‫المقابلة واألسئلة المفتوحة بالستبانة‪:‬‬
‫الطلبة [مشروع التخرج الذي قمت به كان حول مشكلة قائمة في سوق‬
‫أ‪ -‬أهمية مشروع التخرج‪:‬‬
‫العمل‪ ،‬لذا استفدت في تنفيذه من الشركات التي تعاني من المشكلة‬
‫يؤكد الطلبة المشاركون في الدراسة في إجابتهم عن السؤال المفتوح‬
‫فقد أعطوني البيانات المطلوبة وساعدوني في طرح الحلول]‪.‬‬
‫باالستبانة وفي المقابلة التي أجريت معهم‪ ،‬أن لمشاريع التخرج أهمية‬

‫‪٥٨‬‬
‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬

‫[المقدرة على تقديم العرض المرئي تساعدنا في تعريف اآلخرين مثل‬ ‫وأرى بعض الطلبة أنه [ال توجد عالقة وطيدة بين مشروع التخرج‬
‫الشركات ووسائل اإلعالم بمشروع التخرج الذي قمنا به]‪ ،‬ويضيف‬ ‫وسوق العمل وذلك بسبب اختالف طبيعة سوق العمل عن الدراسة‬
‫طالب آخر‪[ :‬عندما تدربت في الشركة‪ ...‬وجدت أن برنامجهم التدريبي‬ ‫الجامعية‪ ،‬وانما ساعدني المشروع على معرفة بعض المهارات التي‬
‫مكثف ويتطلب تقديم تقرير عن البرنامج التدريبي كل أسبوعين‪ ،‬وهذا‬ ‫نأمل أن تتعلق ولو بنسبة بسيطة بسوق العمل]‪ .‬كما أنه يمكن أالا‬
‫التقرير هو عبارة عن عرضمرئي يتحدث فيه الطالب المتدرب عن‬ ‫تكون لمشروع التخرج عالقة بالوظيفة المستقبلية للطالب إذا ما التحق‬
‫تفاصيل دقيقة مرتبطة بما تدرب عليه‪ ،‬و يناقش في كثير من‬ ‫الطالب بوظيفة غير مرتبطة بتخصصه‪ .‬يقول أحد الطلبة‪[ :‬مشروع‬
‫التفاصيل‪ ،‬وان أثبت جدارته ومقدرته فيمكن أن يحصل على وظيفة‬ ‫التخرج له عالقة بالتخصص وليس بالوظيفة؛ ألن الطالب يمكن أن‬
‫في الشركة]‪.‬‬ ‫يلتحق بعمل في غير تخصصه]‪.‬‬
‫ث‪ -‬ما على الجامعة القيام به ليحقق مشروع التخرج األهداف‬ ‫ت‪-‬المهارات التي يكتسبها الطلبة من مشروع التخرج‪:‬‬
‫المرجوة‪:‬‬ ‫ذكر الطلبة المشاركون في المقابلة عددا من المهارات الشخصية‬
‫طرح الطلبة المشاركون في الدراسة عددا من األفكار التي يرون‬ ‫التي يكتسبونها من خالل العمل في مشروع التخرج‪ ،‬ومن ضمن‬
‫أنها تساعد على تحقيق االستفادة القصوى من مشاريع التخرج‪ ،‬فقد‬ ‫المهارات التي ذكرها الطلبة مهارة حل المشكالت‪ ،‬يقول أحد الطلبة‪:‬‬
‫قال أحد الطلبة [أرجو أن يفاعل مشروع التخرج بشكل أفضل لكي‬ ‫[‪ ...‬مجرد إعطائنا مشكلة لحلها فإن هذه مهارة‪ ...‬أوجدنا حال لمشكلة‬
‫يتمكن الطالب من اكتساب المعارف والمهارات كلها المتعلقة‬ ‫معينة‪ .‬وهذا ما نحن نطمح إليه بعد التخرج من الجامعة بأن تكون‬
‫بالتخصص]‪ .‬ومما اقترحه الطلبة‪[ :‬أن يكون مشروع التخرج له عالقة‬ ‫لدينا مقدرة على حل أي مشكلة تواجهنا‪ ،]...‬ويعد الطلبة أن زيارة‬
‫قوية بالوظيفة]‪ ،‬وأن [تعرض مشاريع التخرج على مؤسسات سوق‬ ‫الشركات والمؤسسات للحصول على المعلومات والبيانات مهارة‬
‫العمل]‪ .‬وقال أحد الطلبة‪[:‬أقترح إيجاد ورشة عمل تشارك فيها‬ ‫تكسبهم إياها مشاريع التخرج‪ ،‬يقول أحد الطلبة‪ ...[ :‬أن تقوم بمراجعة‬
‫المؤسسات والشركات تطرح فيها مشاريع ومشكالت تواجهها‬ ‫الشركات وتبحث كيف يمكنهم أن يفيدوك في مشروعك ثم تعود إلى‬
‫المؤسسات المشاركة‪ ،‬وأفكار ومقترحات للطلبة لكي يختاروا من بينها‬ ‫الجامعة فتقوم بعمل المشروع‪ ،‬تلك مهارة اكتسبتها‪ ،]...‬وااللتزام‬
‫ويطوروها لتصبح مشروع تخرج]‪.‬‬ ‫واالنضباط مهارة أخرى يكتسبها الطلبة من مشروع التخرج‪ ،‬يقول‬
‫ثالثا‪ -‬تحليل تقارير مشاريع التخرج التي كتبها الطلبة‪:‬‬ ‫طالب‪[ :‬تعلمت أن أكون أكثر التزاما‪ ،‬فلدي وقت محدد ألسلم فيه‬
‫أشير سابقا في القسم المعني بمنهجية الدراسة؛ أن تحليل التقارير التي‬ ‫عملي فهذا يجعلني ملتزما بالوقت‪ .]...‬كما يقول أحد الطلبة‪...[ :‬‬
‫كتبها الطلبة لمشاريع التخرج يهدف إلى تحديد المهارات البحثية‪،‬‬ ‫مشروع التخرج يعمل على صقل الشخصية‪ ،‬فهو يعودنا على التعامل‬
‫ومهارات الحاسب اآللي‪ ،‬ومهارات التواصل والعمل الجماعي‪،‬‬ ‫مع الناس خاصة عندما نقف نقدم العرض المرئي أمام األساتذة‬
‫ومهارات الكتابة األكاديمية التي تضمنتها تلك التقارير ومارسها الطلبة‬ ‫وزمالئنا الطلبة‪.]...‬‬
‫في أثناء عمل المشروع‪ ،‬فتحديد تلك المهارات يساعد في معرفة مدى‬ ‫وذكر الطلبة كذلك أن مشروع التخرج يكسبهم عددا من المهارات‬
‫اشتمال تلك التقارير على المهارات المطلوبة في سوق العمل‬ ‫المرتبطة باستعمال اإلنترنت بفاعلية‪ ،‬يقول أحد الطلبة‪ ...[:‬معظم‬
‫والوظائف التي يلتحق بها الطلبة بعد التخرج والتي ذكرها األساتذة‬ ‫الكتب التي احتاج إليها في مجال تخصصي غير متوفرة؛ لذا فإنني‬
‫والطلبة في االستبانة والمقابلة‪ .‬وقد حددت المهارات اآلتية‪:‬‬ ‫بحاجة إلى استعمال الحاسب اآللي والبحث عنها في اإلنترنت]‪.‬‬
‫أ‪ -‬المهارات البحثية‪:‬‬ ‫ويميز الطلبة بين استعمال الحاسب اآللي لألغراض العامة واستعماله‬
‫جميع التقارير التي عنيت الدراسة الحالية بتحليلها تتخذ شكل‬ ‫لألغراض التخصصية‪ ،‬ويقول أحد الطلبة‪[ :‬استعمال برامج الحاسب‬
‫التقارير التي تكتب للبحوث األكاديمية‪ ،‬وذلك من حيث تقسيمها إلى‬ ‫اآللي التخصصية يعتمد على الوظيفة التي يعمل بها الطالب بعد‬
‫فصول أو أقسام كل منها معني بمناقشة أحد جوانب المشروع‪ .‬وهناك‬ ‫التخصص‪ ،‬ونفضل أن يكون عند التحاقنا بالعمل أن يكون لدينا خلفية‬
‫أوجه لالختالف والتشابه بين محتويات تلك التقارير‪ ،‬وتنظيم المحتوى‪،‬‬ ‫بمثل هذه البرامج‪ ،‬واآلن يوجد نقص في الجامعة في برامج الحاسب‬
‫وتسلسل فصوله وأقسامه‪ ،‬وهذا التشابه واالختالف ال يوجد على‬ ‫اآللي التخصصية التي على كل مهندس أن يكون ملما بها لكي يتمكن‬
‫مستوى الجامعات أو التخصصات فحسب‪ ،‬وانما يوجد على مستوى‬ ‫أداء عمله بجداره‪ ...‬نحن لم نتعلم استعمال هذه البرامج‪.]...‬‬
‫التخصص الواحد والمؤسسة التعليمية الواحدة‪ ،‬مما يظهر أن بعض‬ ‫وتتعدد وجهات نظر الطلبة حول أهمية تقديم العروض المرئية‬
‫الجامعات والتخصصات ال تتبع نموذجا موحدا في كتابة تقارير‬ ‫المرتبطة بمشروع التخرج وعالقتها بسوق العمل والوظيفة التي سيلتحق‬
‫مشاريع التخرج‪ .‬ومن حيث التشابه‪ ،‬تحتوي التقارير كلها التي شملتها‬ ‫بها الطالب‪ ،‬فمن وجهة نظر أحد الطلبة‪[ :‬العرض المرئي مهم عندما‬
‫الدراسة على صفحة العنوان‪ ،‬وملخص للبحث‪ ،‬وقائمة المحتويات‪،‬‬ ‫نشارك في فعاليات خارج العمل مثل المؤتمرات]‪ ،‬ويقول أحدهم‪:‬‬

‫‪٥٩‬‬
‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪ :‬دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫وعلى كل حال‪ ،‬فال يجب أن يفهم من هذا أن بعض التخصصات‬ ‫وصفحة المراجع والمصادر وقسم المالحق‪ ،‬إضافة إلى المحتوى‬
‫ال يوجد بها مجال لممارسة المشاريع القائمة على حل المشكالت‪ ،‬فإن‬ ‫األساس الذي قسم إلى فصول‪ ،‬وتختلف تلك التقارير من حيث عدد‬
‫حل المشكالت يتكون أساسا من القدرة على تحليل البيانات‪ ،‬وتحديد‬ ‫الفصول التي احتوتها ومحتوى كل فصل‪ ،‬ففي حين أن بعض التقارير‬
‫المشكلة البحثية‪ ،‬واقتراح الحلول‪ ،‬وتبرير المقترحات التي يخرج بها‬ ‫تحتوي ثالثة فصول‪ ،‬توجد تقارير تحتوي أربعة فصول أو خمسة‪.‬‬
‫البحث (‪ .)Zhu, 2004‬وهذه المكونات تمارس في بيئة العمل‬ ‫ويشمل الفصل األول فيبعض التقارير على مقدمة بها تعريف‬
‫الواقعية ( ‪ ،)Ahmed et al, 2011‬وعدم إلمام الطالب الجامعي بها‬ ‫بالموضوع‪ ،‬وأهداف المشروع‪ ،‬ومحدداته‪ ،‬ومصطلحاته‪ .‬وفي حين‬
‫يعد انتقاصا من كفاءة مخرجات التعليم العالي ( ‪Junek et al,‬‬ ‫أنبعض التقارير تخصص الفصل الثاني للدارسات السابقة‪ ،‬هناك‬
‫‪)2009‬؛ لذا على الطلبة اإللمام بها وممارستها في أثناء الدراسة‪.‬‬ ‫تقارير تخصص الفصل الثاني لمناقشةالسياق المكاني والزماني الذي‬
‫وتشكل مشاريع التخرج الفرصة المناسبة ليقوم الطالب بالبرهنة على‬ ‫يجري فيه المشروع‪.‬ويعرض الفصل الثالث المنهجية التي اتبعها‬
‫قدرته على ممارسة هذا النوع من النشاط التعليمي ال سيما وأنه يتم‬ ‫الربع تحليالللبيانات‪ ،‬في حين أن الفصل‬
‫الطالب‪ .‬ويقدم الفصل ا‬
‫تحت عناية مشرفه األكاديمي وتوجيهه‪.‬‬ ‫الخامس يعرض فيه مناقشة النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫ب‪ -‬مهارات الحاسب اآللي‪:‬‬ ‫وتظهر التقارير التي حللت‪ :‬أن الطلبة اطلعوا على الدراسات‬
‫جميع التقارير التي حللت‪ ،‬كتبت بالحاسب اآللي وتشمل على‬ ‫السابقة لجمع المعلومات المرتبطة بموضوع المشروع ولتكوين الخلفية‬
‫الجداول‪ ،‬والرسومات البيانية والتوضيحية‪ ،‬واألشكال‪ ،‬والصور؛ مما‬ ‫النظرية عنه‪ ،‬وتختلف مصادر المعلومات التي اعتمد عليها الطلبة‬
‫يظهر أن الطلبة قد اكتسبوا مهارات الحاسب اآللي وطبقوها في كتابة‬ ‫فمنها الكتب والدوريات ومواقع اإلنترنت‪ .‬كما يختلف نوع المصادر‬
‫التقارير واعدادها‪ ،‬وترتبط بمهارات استعمال الحاسب اآللي‪ ،‬مهارة‬ ‫وعددها التي رجع إليها الطلبة باختالف التخصصات وموضوع‬
‫الدرسة‬
‫استعمال الشبكة العالمية للمعلومات؛ فتوجد بالتقارير موضع ا‬ ‫الدراسة‪ .‬كما يوجد اختالف من تقرير إلى آخر في حجم المادة التي‬
‫عدد من المصادر اإللكترونية والصور والرسومات التوضيحية التي‬ ‫قدمها الطلبة عن الدراسات السابقة‪ ،‬ففي حين خصص بعض الطلبة‬
‫استعارها الطلبة من مواقع اإلنترنت‪ ،‬وهذه النتيجة تتفق مع ما ذكره‬ ‫الفصل الثاني كامال لمناقشة الدارسات السابقة وتحليلها‪ ،‬اكتفى آخرون‬
‫الطلبة في المقابلة بأن مشروع التخرج يتطلب منهم استعمال الحاسب‬ ‫بوضع قسم بالفصل األول لإلطار النظري والدراسات السابقة‪ .‬واضافة‬
‫اآللي‪ .‬قال أحد الطلبة‪[ :‬الحاسب اآللي اآلن موجود في المجاالت‬ ‫إلى الدراسات السابقة‪ ،‬توجد تقارير تثبت أن الطلبة قد قاموا بجمع‬
‫الوظيفية وجميعها؛ لذا فإنه علينا اإللمام بمهارات استعمال الحاسب‬ ‫البيانات من مصادرها األولية مستعملين المقابلة أو االستبانة‪ ،‬مما‬
‫اآللي ]‪.‬‬ ‫يؤكد أن بعض مشاريع التخرج تتطلب جمع البيانات من مصادر أولية‬
‫ت‪ -‬مهارات التواصل والعمل الجماعي‪:‬‬ ‫وثانوية في الوقت نفسه‪.‬‬
‫يظهر التحليل أن مشاريع التخرج تتطلب من الطلبة مستويات‬ ‫وفي حين أن بعض التقارير تحتوي على صياغة للمشكلة البحثية‬
‫متفاوتة من العمل الجماعي والتواصل مع اآلخرين من الزمالء‬ ‫التي عني بها المشروع‪ ،‬اقتصرت تقارير أخرى على كتابة أهداف‬
‫واألكاديميين والمسؤولين ببعض الشركات والمؤسسات‪ ،‬فبعض تلك‬ ‫الدارسة بدون التعبير عن مشكلة البحث بصيغة تعبيرية مستقلة‪ ،‬وهذا‬
‫التقارير كتبت بوساطة فريق بحثي يتراوح عددهم من اثنين إلى خمسة‬ ‫االختالف قد يكون نابعا من هدف البحث نفسه‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬
‫باحثين وهو ما من شأنه أن ينمي لدى الطلبة روح االنتماء إلى الفريق‬ ‫كان مشروع طلبة نظم المعلومات عبارة عن تصميم برامج حاسب آلي‬
‫ومهارات العمل الجماعي‪ ،‬إضافة إلى ذلك تطلب أداء بعض المشاريع‬ ‫لحل مشكلة يعاني منهاقسم الشؤون اإلدارية بالجامعة التي يدرس بها‬
‫تواصل الطالبمع أشخاص من خارج بيئته األكاديمية لجمع البيانات‬ ‫الطالب‪ .‬صيغت هذه المشكلة في التقرير على النحو اآلتي [ال يوجد‬
‫وتعريفهم بفكرة المشروع وتطبيقه في أرض الواقع‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫حاليا برنامج حاسب آلي لتسجيل محتويات مستودع الكتب بالجامعة؛‬
‫تطلب أحد مشاريع التخرج تواصل الطالب مع مستشفى نزوى‪ ،‬فقد‬ ‫لذلك يعاني الموظفون بالمستودع مشكلة كبيرة في ضبط المشتريات‬
‫كان مشروع التخرج عبارة عن تصميم برنامج إلكتروني لقسم الموارد‬ ‫ورصد حركة االستعارة واإلرجاع‪ ،‬لذا فإننا قمنا بتصميم برنامج يساعد‬
‫البشرية بالمستشفى‪ ،‬كما أن مشاريع التخرج في تخصص الدراسات‬ ‫على تسهيل هذه العملية وضبطها]‪ ،‬وبخالف ذلك‪ ،‬فإن األجهزة‬
‫التجارية تطلبت أن يجري الطلبة مقابالت مع رجال األعمال‬ ‫واألدوات الكهربائية التي صممها طالب الهندسة الكهربائية لم تكن‬
‫والموظفين المديرين في مؤسسات تجارية معينة‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة‬ ‫بهدف حل مشكلة قائمة‪ ،‬وانما مجرد برهنة على مقدرتهم على التطبيق‬
‫مع ما توصلت إليه الدراسات السابقة من أن مشاريع التخرج التعاونية‬ ‫العملي لما تعلموه في برنامجهم الدراسي‪ ،‬وقد كتب الطلبة في مقدمة‬
‫التي يشترك في أدائها مجموعة من الطلبة تنمي لديهم روح الفريق‪،‬‬ ‫البحث [أن الغرض األساس من المشروع يكمن في عملية التصميم]‪.‬‬
‫كما تنمي مشاريع التخرجالقدرة على التعامل مع أفراد من داخل‬

‫‪٦٠‬‬
‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬

‫نظريا قابل للتطبيق]‪ .‬وفي اإلطار نفسه يقول أحد الطلبة‪[ :‬ال توجد‬ ‫المؤسسة األكاديمية وخارجها (‪Canseco & Byrd, &Zhu, 2004‬‬
‫عالقة وطيدة بين مشروع التخرج وسوق العمل وذلك بسبب اختالف‬ ‫‪.)1989‬‬
‫طبيعة سوق العمل عن الدراسة الجامعية‪ ،‬وانما ساعدني المشروع على‬ ‫ث‪ -‬مهارات الكتابة األكاديمية‪:‬‬
‫معرفة بعض المهارات التي آمل أن تتعلق ولو بنسبة بسيطة بسوق‬ ‫تظهر التقارير التي حللت أن الطلبة مارسوا أسلوب الكتابة‬
‫العمل]‪.‬‬ ‫األكاديمية في إعداد التقارير وصياغتها‪ ،‬فإلى جانب ترتيب مواضيع‬
‫ومن حيث أهمية مشروع التخرج ودوره في ربط الدراسة الجامعية‬ ‫التقرير إلى فصول وأقسام‪ ،‬وتدعيم المحتوى بالصور والرسومات‬
‫ببيئة العمل‪،‬يشير الطلبة الذين شملتهم الدراسة أن مشروع التخرج‬ ‫والجداول‪ -‬كما أشرنا سابقا عند تحليل المهارات البحثية ومهارات‬
‫يعرف الطالب بعالقة دراسته األكاديمية ببيئة العمل ويهيئه لالنخراط‬ ‫الحاسب اآللي‪ -‬تحتوي التقارير عددا من األغراض اللغوية مثل‬
‫في الوظيفة‪ ،‬بل أكد بعض الطلبة الخريجين الذين شملتهم الدراسة أن‬ ‫(تعريف) األجهزة واآلالت والمفاهيم‪ ،‬والعمليات الحسابية‪ ،‬وتحليل‬
‫الفضل يعود لمشروع التخرج في حصولهم على الوظيفة؛فقدقال أحد‬ ‫األفكار ومناقشتها‪ ،‬ووصف الظواهر واألشياء‪ ،‬وسرد األحداث‪ ،‬ووضع‬
‫الطلبة الخريجين‪[ :‬لقد كان لمشروع التخرج األثر الكبير في حصولي‬ ‫القوائم‪ ،‬وترتيب األفكار‪ ،‬وتسلسل الخطوات‪ ،‬وكتابة األمثلة‪ .‬فقد جاء‬
‫على فرصة العمل التي أنا فيها اآلن‪ ،‬فقد قييم أدائي في مشروع‬ ‫في مقدمة أحد التقارير لطالب الهندسة‪ ،‬التي عنيت الدارسة الحالية‬
‫التخرج من خالل مقابلتين منفصلتينقام بهما المسؤولون في المؤسسة‬ ‫بتحليها‪[ :‬القرية المستدامة هي المدينة التي تصمم بحيث يكون لها‬
‫التي تدربت فيها وعلى إثرهما تقرر توظيفي في الشركة]‪ .‬وفق وجهة‬ ‫أدنى مستويات التأثير على البيئة‪ ،‬ويقطنها سكان مصممون على‬
‫نظر أحداألساتذة‪[ :‬إن أعد لمشروع التخرج إعدادا جيدا فإن الطالب‬ ‫الحفاظ على أدنى حد ممكن من استهالك الموارد الطبيعية من الطاقة‬
‫يمكن أن يجني من ورائه الكثير من المعارف النظرية والعملية التي‬ ‫والمياه وانتاج أدنى مستوى من التلوث والطاقة‪ .‬ويقدم هذا التقرير أمثلة‬
‫ستسمتد إلى مستقبله الوظيفي]‪ .‬وأشار بعض األكاديميين أن‪[:‬بعض‬ ‫على مجموعة من القرى المستدامة‪ .‬كما يقدم التقرير دراسة تشمل‬
‫مشاريع التخرج طورت وحسنت ونشرت في دوريات علمية محلية‬ ‫التخطيط والتصميم‪ ،‬وادارة مصادر الطاقة والمياه‪ ،‬وادارة المخلفات‪،‬‬
‫ودولية]‪.‬‬ ‫والمواصالت وسلسلة التموين]‪.‬‬
‫وقد اثبت تحليل التقارير التي كتبها الطلبة لمشاريع تخرجهم أن‬
‫النتائج‪:‬‬
‫الطلبة قد مارسوا عددا من المهارات المرتبطة بسوق العمل ال سيما‬
‫تؤكد نتائج الدراسة الحالية أن األكاديميين والطلبة المشاركين في‬
‫مهارات استعمال الحاسب اآللي‪ ،‬ومهارات حل المشكالت‪ ،‬ومهارات‬
‫الدراسة يرون أن لمشاريع التخرج التي يقوم بها الطلبة الجامعيون‬
‫جمع البيانات والمعلومات من مصادرها األولية والثانوية وتحليلها‬
‫دورفي إيجاد التكامل بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق‬
‫ا‬
‫ومناقشتها‪ ،‬كما مارس الطلبة مهارات التواصل والعمل الجماعي وال‬
‫العمل‪ .‬وتؤكد نتائج الدراسة كذلك أن ذلك الدور ال تحققه كثير من‬
‫سيما في المشاريع التي نفذها مجموعة من الطلبة‪ .‬وأشار بعض‬
‫مشاريع التخرج التي تحدد مواضيعها بدون الرجوع إلى سوق العمل‪،‬‬
‫الطلبة إلى أن تقييم المشاريع التي قاموا بها يتطلب تقديم العروض‬
‫وبدون ربطها بوظيفة الطالب المستقبلية‪ ،‬وانما تنفذ داخل الجامعة‪.‬‬
‫المرئية‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه كايا وزمالئه ( ‪Kaya,‬‬
‫وهذه النتيجة تتوافق مع الرأي القائل بوجود فجوة بين مخرجات التعليم‬
‫‪ )Senyufa, Isik & Bodur, 2014‬من أن مشاريع التخرج تكسب‬
‫العالي وسوق العمل الذي تشير إليه عدد من الدراسات السابقة‬
‫الطلبة المهارات البحثية والكتابية‪ ،‬وبكل تأكيد فإن ممارسة مثل هذه‬
‫منهاالعبيدي (‪ ،)2009‬و)‪ ،Alpert et al (2009‬و( ‪Alias et al‬‬
‫المهارات على أرض الواقع يختلف من مهنة إلى أخرى ومن سياق إلى‬
‫‪ .(2013‬ولتأكيد هذا االستنتاج فقد حصلت عبارة (العالقة بين مشروع‬
‫آخر )‪ ،(Schied, 2014‬إال أن إلمام الطالب بها يمكنه من أداء‬
‫التخرج والوظيفة التي سيلتحق بها الطلبة عالقة قوية) بموافقة (‪)%41‬‬
‫الواجبات والمسؤوليات المنطوية على استعمال تلك المهارات في عالم‬
‫فقط من الطلبة المشاركين في االجابة عن االستبانة‪ ،‬واختار (‪)%22‬‬
‫الوظيفة‪ ،‬كما تؤهله الجتيازاختبارات التوظيف عندما تشتمل علىقياس‬
‫من األساتذة (الأدري)‪ ،‬و(غير موافق‪ /‬غير موافق جدا) لإلجابة عنها‪.‬‬
‫مثل تلك المهارات‪".‬فأصحاب األعمال ال يوظفون الشخص لمجردأنه‬
‫وقد فسر أحد األكاديميين الفجوة القائمة بين الجامعة وسوق العمل‬
‫حامل للشهادة الجامعية‪ ،‬وانما يبحثون عن الخريج الجامعي الذي‬
‫قائال‪[ :‬النظام التعليمي لدينا نظري بحت لم يربط نفسه بسوق العمل‪،‬‬
‫يملك المهارات‪ ،‬ويفضلون من لديهم مهارات التواصل‪ ،‬لذا فإن الباحث‬
‫فنجد أن كثي ار من الطلبة مجيدون في الجانب النظري ولكن عندما‬
‫عن العمل الذي يمتلك المهارات المطلوبة لديه فرصة حقيقية للحصول‬
‫يذهبون إلى سوق العمل ال يستطيعون أن يثبتوا وجدوهم‪ ،‬ولتطوير‬
‫على وظيفة" (‪Musa, Mufti, Abdul Latiff & Amin, 2012‬‬
‫الجانب العملي التطبيقي في الدراسة الجامعية يجب أن يعطىالطالب‬
‫‪ ،‬ص ‪.)570‬‬
‫اإلحساس من خالل مشروع التخرج وغيره من المشاريع بأن ما تعلمه‬

‫‪٦١‬‬
‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‪ :‬دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬

‫يعبر عنها هؤالء الطلبة تتدعم بما توصلت إليه الدراسات السابقة‬ ‫ويتحقق التكامل بين التعليم الجامعي وسوق العمل‪ ،‬كما تشير‬
‫من أن "الطلبة يرغبون في ممارسة المشاريع األكثر ارتباطا بالعالم‬ ‫نتائج الدراسة الحالية‪ ،‬من خالل ربطمشاريع التخرج ببيئة العمل‬
‫الواقعي للعمل والتي تعطيهم فرصا أكثر للتطبيق العملي لما تعلموه‬ ‫الحقيقية‪ ،‬واتاحة الفرصة للطالب في أثناء المشروع لممارسة‬
‫نظريا في فصول الدراسة" (‪ ،Kapusuz & Can, 2014‬ص‬ ‫المهارات المتصلة بميدان الوظيفة واكتساب المعارف العملية‬
‫‪. )41191‬‬ ‫والتطبيقية التي تجري في أرض الواقع‪ ،‬وأما مشاريع التخرج التي‬
‫ويوجه بعض األكاديميين الذين شملتهم الدراسة النظر إلى نقطتين‬ ‫ال ترتبط ببيئة العمل ووظيفة الطالب المستقبلية فإنها ال تمكن‬
‫جوهريتين تتعلقان بالهدف من ربط فكرة مشروع التخرج بسوق العمل‪.‬‬ ‫الطالب من التعرف إلى المهارات الممارسة بسوق العمل‪ ،‬كما ال‬
‫أوال‪ ،‬ليس من الضرورة أن تقوم جهة العمل التي تعاونت معالطالب‬ ‫تكسبه الخبرة الميدانية والتفاعل البناء مع جو الوظيفة‪ ،‬بل قد تكون‬
‫في عمل مشروعه بتطبيق مقترحات الطالب أو تتبنى فكرته‪ ،‬وليس‬ ‫تصور خاطئا عن‬
‫ا‬ ‫ذا أثر سلبي على الطالب وتجعله يكوين‬
‫من العدالة مطالبتها بذلك‪ .‬فللمؤسسات والشركات سياساتها وخططها‬ ‫متطلبات الوظيفة وطرق إنجاز المهام والمسؤوليات في بيئة العمل‪.‬‬
‫وظروفها التي قدال تتفق مع تصورات الطالب وتوجيهات مشرفه‬ ‫وقد عبر أحد األساتذة عن نتائج المشاريع غير المبنية على سوق‬
‫األكاديمي‪ ،‬وفي النهاية للشركة الحق والحرية المطلقة في االستفادة‬ ‫العمل بقوله‪[ :‬يعتمد الطلبة على األساتذة ليعطوهم فكرة أو موضوع‬
‫مشروع التخرج هو تعليمي محض وليس تقديم خدمات استشارية‪.‬‬ ‫لمشروع التخرج‪ ،‬ليس دائما المشرف لديه علم بسوق العمل‪،‬‬
‫فالهدف من المشروع أن يتعلم الطالب الخطوات األساسية لعمل‬ ‫وخاصة إن كان المشرف وافدا وغير ملم بالبلد‪ ،‬أو أن المشرف‬
‫المشاريع في البيئة الواقعية ليصبح مؤهال للتعامل مع مثل تلك‬ ‫غير محتك بسوق العمل ولم يخرج إلى المؤسسات ولم يلتق برجال‬
‫األوضاع بعد تخرجه من الجامعة والتحاقه بسوق العمل‪ ،‬يقول أحد‬ ‫األعمال‪ ...‬واألفكار النابعة من المشرف في مثل هذا الحال غير‬
‫األكاديميين‪[:‬عادة ليست كل األفكار يمكن أن تطبق في السوق‪ ،‬في‬ ‫مبنية على حاجة سوق العمل وهي في العادة أفكار مكررة‬
‫الواقع تطرح أفكار كثيرة للتطوير والتحسين وحل المشكالت‪ ،‬ومن بين‬ ‫ومستهلكة ليس فيها تجديد حتى وان تغيرت شكال من فصل إلى‬
‫األفكار الكثيرة الموجودة في العالم نسبة قليلة جدا تجد طريقها‬ ‫آخر ومن سنة إلى أخرى‪.‬واألخطر من ذلك أن الخطوات التي تنفذ‬
‫للتطبيق‪ ،‬هذا هو الواقع‪ .‬الفكرة األساس التي نريد أن نزرعها في‬ ‫بها مثل هذه المشاريع غير صحيحة‪ ...‬وذلك ألن برنامج الحاسب‬
‫أذهان طالبنا عندما نطلب منهم أن يذهبوا إلى سوق العمل للبحث‬ ‫اآللي أسس على تصورات الطالب وأفكاره وغاب في مرحلة‬
‫عن موضوع لمشروع التخرج هو أن يدركوا أنه ليس كل ما يتعلمونه‬ ‫التصميم المستعمل النهائي للبرنامج‪ ،‬ألن برامج الحاسب اآللي‬
‫في الجامعة قابال للتطبيق كما هو في بيئة العمل‪ ،‬ففي بيئة العمل‬ ‫تصمم ليستعملها شخص ما في بيئة معينة كأن تكون مدرسة أو‬
‫سيجدون أشياء مختلفة كليا عن الدراسة‪ ...‬دور مشروع التخرج تجسير‬ ‫روضة أو بنكا‪ ،‬وما لم يتم منذ المراحل األولى لتصميم البرنامج‬
‫هذه الهوة في ذهن الطالب]‪.‬‬ ‫التعرف من المستعمل نفسه‪ :‬ما هي حاجاته؟ وأغراضه؟ وأهدافه؟‬
‫وال يتوانى بعض األكاديميين في التعبير عن قلقهم من الصعوبات‬ ‫فال يمكن أن يكون البرنامج ناجحا وسليما‪ ...‬فالفلسفة المعاصرة‬
‫التي تواجههم في إيجاد مؤسسات بسوق العمل تتبنى مشاريع الطلبة‬ ‫في تصميم برامج الحاسب اآللي مبنية على التصميم المتمركز‬
‫وتساعدهم على تنفيذ تلك المشاريع في البيئة الواقعية للعمل والوظيفة‪.‬‬ ‫حول المستعمل )‪ .])user-centred design‬وهذه النظرة يشترك‬
‫وبعض الصعوبات في هذا الشأن نابعة من انشغال األساتذة بعملهم‬ ‫فيها بعض الطلبة أنفسهم‪،‬الذين عبروا عن قلقهم من أن بعض‬
‫األكاديمي وعدم تفرغهم لمتابعة سوق العمل‪ ،‬إضافة إلى ضيق وقت‬ ‫مشاريع التخرج التي يطرحها األساتذة خالية من التجديد وال تعرف‬
‫الطلبة‪ ،‬واألساتذة في الوقت نفسه‪ ،‬ومثل هذه التحديات شائعة االنتشار‬ ‫الطالب ببيئة العمل الحقيقية‪ .‬يقول أحد الطلبة في هذا الشأن‪[ :‬في‬
‫ضرورة‬ ‫في الوسط األكاديمي وناقشتها الدارسات السابقة وأكدت‬ ‫كليتنا يطرح بعض األساتذة كل سنة مواضيع مكررة‪ ،‬فتجد الطلبة‬
‫التغلب عليها (‪ .)Efstratia, 2014‬ولمواجهة مثل هذه المعوقات‪،‬‬ ‫في كل عام يقومون بالمشروع نفسه بدون تجديد‪ ،‬ما عدا بعض‬
‫يرى بعض األكاديميين الذين شملتهم الدراسة أنه يجب أن ينتقل جزء‬ ‫التغيرات الطفيفة التي ال تضيف جديدا‪ ...‬فأنا ال أرى أن هذه‬
‫من العبء في إيجاد موضوع المشروع من المشرف إلى الطالب‪ ،‬يقول‬ ‫المواضيع مبنية على حاجة السوق وال مرتبطة بالوظيفة التي‬
‫أحد األساتذة‪ [:‬يجب أن يقوم الطالب بدور محوري في ذلك‪ ،‬فعلى‬ ‫سألتحق بها في المستقبل‪ ،‬تلك األفكار والمواضيع تخدم المشرف‬
‫الطالب أن يذهب بنفسه إلى سوق العمل ليحصل على فكرة مرتبطة‬ ‫أكثر من كونها تخدم الطالب ألن ليس للطالب رأي في تحديدها‪،‬‬
‫بسوق العمل ونابعة منه‪ ،‬ويكون دور المشرف حينئذ التحقق من‬ ‫ولم يضع المشرف في الحسبان إلى أي مدى يمكن أن تخدم تلك‬
‫إمكان تطبيق تلك الفكرة في الوقت والظروف المتاحة‪ ،‬وأن تلك الفكرة‬ ‫المشاريع الطالب بعد تخرجه من الدارسة سواء في الوظيفة التي‬
‫جديدة وتعود بالفائدة على الطالب]‪ .‬ومن وجهة نظر أكاديمية يرى‬ ‫سيلتحق بها أو في مشواره الدراسي بعد ذلك]‪ .‬ووجهة النظر التي‬

‫‪٦٢‬‬
‫المؤتمر العربي الدولي السادس لضمان جودة التعليم العالي(‪(IACQA'2016The Sixth International Arab Conference on Quality Assurance in Higher Education‬‬

‫‪ ‬االستمرار في استعمال مشاريع التخرج بوصفها أداة من أدوات‬ ‫األساتذة [إن تحميل الطالب عبء البحث عن المشروع المناسب له‬
‫تقويم أداء الطلبة الجامعيين؛ وذلك ألن مشاريع التخرج‪ ،‬حسبما‬ ‫سيعطيه الدافعية والمقدرة على المبادرة عندما يلتحق بسوق العمل]‪.‬‬
‫أكدت الدراسة الحالية‪ ،‬تنمي لدى الطالب مجموعة من المعارف‬ ‫الطلبة من جانبهم قادرون على استعمال طرقهم الخاصة في التواصل‬
‫والمهارات العملية المرتبطة بتخصصه األكاديمي ومستقبله‬ ‫مع مؤسسات سوق العمل للحصول على الدعم والتعاون المطلوب‬
‫الوظيفي منها مهارات حل المشكالت‪ ،‬والتعرف إلى بيئة العمل‬ ‫الختيار المواضيع المرتبطة بحاجة السوق وتنفيذها بوصفها مشاريع‬
‫الواقعية‪ ،‬ومهارات التواصل‪ ،‬واستعمال الحاسب اآللي‪ ،‬وكتابة‬ ‫تخرج‪ ،‬كل ما يحتاجون إليه هو التوجيه والدعم من الجامعة ومشرفهم‬
‫التقارير‪ ،‬وجمع البيانات والمعلومات وتحليلها ومناقشتها والخروج‬ ‫األكاديمي‪ .‬يقول أحد الطلبة‪[ :‬بطريقتي الخاصة ومن خالل بعض‬
‫بالتوصيات والمقترحات‪ ،‬واالعتماد على الذات‪ .‬وتنمية مثل تلك‬ ‫األشخاص الذين أعرفهم بالشركة تمكنت من الحصول على التعاون‬
‫المهارات يقوي لدى الطالب الدافعية للتعلم وروح المبادرة‬ ‫المطلوب وموافقة الشركة على إعطائي البيانات المطلوبة]‪.‬‬
‫(‪.)Efstratia, 2014 & Kaya et al, 2014‬‬ ‫الخالصة‪ ،‬مشاريع التخرج تساعد في تنمية مهارات الطالب‬
‫‪ ‬ضرورة إيجاد اآلليات التي تعين األكاديميين على التغلب على‬ ‫ومعارفه على مستوى الدراسة األكاديمية والعمل الوظيفي الذي سيلتحق‬
‫الصعوبات التي تواجههم في ربط مشاريع التخرج بسوق العمل‬ ‫به بعد التخصص‪ ،‬وتهيئته لألداء الجيد في اختبارات الحصول على‬
‫مثلضيق الوقت المتاح لتنفيذ المشاريع الطالبية‪ ،‬وعدم إلمام‬ ‫وظيفة‪ ،‬إال أن ذلك ال يتحقق بالنأي بمشاريع التخرج عن سوق العمل‬
‫المشرف نفسه بسوق العمل‪ ،‬وكثرة المهام والمسؤوليات األكاديمية‬ ‫وابعاد الطالب عند أدائه لمشروع تخرجه عن بيئة الوظيفة والتفاعل مع‬
‫التي يضطلع بها المشرف‪.‬‬ ‫المعنيين بمكان العمل‪ ،‬النتائج المتوخاة من مشاريع التخرج بشكلها‬
‫‪ ‬إعطاء الطالب نفسه الفرصة واإلحساس بالمسؤولية في البحث عن‬ ‫المتكامل والنهائي ال تتحقق بحصر أداء الطالب داخل مختبرات‬
‫جهة العمل التي يمكن أن تتشارك معه في تنفيذ مشروعه‪ .‬فالطلبة‬ ‫الجامعة وفصولها الدراسية‪ ،‬بل ال بد من ربط تلك المشاريع بسوق‬
‫يحبون االعتماد على الذات‪ ،‬ويمكنهم أن يقوموا بذلك بنجاح ما أن‬ ‫العمل وتأثر الطالب بالبيئة الخارجية الحاضنة للتطبيق الفعلي‬
‫يوفر لهم الدعم واإلشراف والتوجيه من الجامعة‪.‬‬ ‫لألعمال والمهام والمسؤوليات حتى يكتسب المهارات الواقعية من‬
‫خالل االحتكاك والتفاعل الحقيقي‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بآفاق البحث المستقبلية فإن الدراسة الحالية تقترح‪:‬‬
‫‪ ‬لكي يمكن االستفادة من نتائج الدراسة الحالية على صعيد العالم‬ ‫الخاتمــة‪:‬‬
‫العربي‪ ،‬قد تحتاج الجامعات الشقيقة إجراء الدراسات والبحوث في‬ ‫يت الدراسة الحالية في ضوء فلسفة ضبط الجودة في مؤسسات‬
‫أجر ّْ‬
‫الموضوع نفسه بما يتفق مع طبيعة واقعها‪ ،‬وخصوصيات طالبها‬ ‫التعليم العالي التي تنص على ضرورة إجراء الدراسات الموضوعية‬
‫واساتذتها‪ ،‬وظروف سوق العمل المحيط بها‪.‬‬ ‫والشفافية التي ال تقف عند توضيح نقاط الضعف فحسب‪ ،‬وانما تقترح‬
‫‪ ‬وبما أن الدراسة الحالية اقتصرت على وجهة نظر الطلبة‬ ‫الحلول لمعالجتهاوتوضح جوانب القوة وكيفية دعمها وتطويرها للرقي‬
‫واألكاديميين فإن هناك مجال اإلجراء بحوث مشابهة تشمل وجهة‬ ‫بمستوى الجودة وتحقيق أهدافها(‪.)Kecetep & Özkan, 2013‬وفي‬
‫نظر مؤسسات سوق العمل في مجال التعاون بينها وبين الجامعات‬ ‫ضوء النتائج التي توصلت إليها ونوقشت في القسم السابق‪ ،‬توصي‬
‫في تنفيذ مشاريع الطلبة‪.‬‬ ‫الدراسة الحالية بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬كما أن هناك فرصا بحثية للتعرف إلى كيفية الربط بين مشاريع‬ ‫‪ ‬تطوير اآلليات التي تنفذ بها مشاريع التخرج لتصبح أكثر فاعلية‬
‫التخرج وسوق العمل على مستوى كل تخصص أكاديمي‪ ،‬فال شك‬ ‫في إيجاد التكامل بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل؛ وذلك‬
‫أن كل تخصص له ظروفه وعوامله المؤثرة‪.‬‬ ‫بأن تربط مواضيعها بسوق العمل‪ ،‬وأن تنفيذ بالتعاون مع مؤسساته‪،‬‬
‫وتنفذ في بيئة العمل الحقيقية‪ .‬فمشاريع التخرج التي ال تتيح للطالب‬
‫المــراجــع‪:‬‬
‫االحتكاك بسوق العمل تحرمه من اكتساب المهارات الوظيفية‬
‫‪ .1‬العبيدي‪ ،‬سيالن جبران (‪ .)2009‬ضمان جودة مخرجات التعليم‬
‫كالتواصل مع العمالء والمسؤولين متخذي القرار وحالل مشكالت‬
‫العالي في إطار حاجات المجتمع‪ .‬ورقة عمل مقدمة للمؤتمر‬
‫الواقعية ‪ ،‬وفي الوقت نفسه تعيق الجامعة من تخريج كفاءات قادرة‬
‫الثاني عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫على االستجابة لمتطلبات سوق العمل واجتيا از اختبارات التوظيف‬
‫في الوطن العربي‪" :‬المواءمة بين مخرجات التعليم العالي وحاجات‬
‫( ‪Junek et al, 2009; Burley, 2005 & Lee et al,‬‬
‫المجتمع في الوطن العربي"‪ ،‬بيروت ‪ 10-6‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫‪2. Ahmad, R., Suradi, N., Majid, N., Shahabuddin,‬‬ ‫‪.)2008‬‬
‫‪F., Rambely, A., Din, U. & Ali, Z. (2011). The‬‬
‫‪role of final year project in the school of‬‬

‫‪٦٣‬‬
‫ دراسة ميدانية تحلل مشاريع التخرج وتستطلع آراء األكاديميين والطلبة‬:‫رفع مستوى الجودة في برامج التعليم العالي من خالل تحقيق تكامل مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل‬

15. Lee, K., Lee, M. & Kim, H. (2008). Comparing mathematical sciences in humancapital
perceptions of event management curriculum: a development. Procedia-Social and Behavioral
factor-correspondence analysis. Event Sciences, 18, 450–459.
Management, 12, 67-79. 3. Alpert, F., Heaney, J. & Kuhn, L. (2009).
16. Liliy, S., Julia, K., Elena, K., Oksana, Y & Internships in marketing: goals, structures and
Anastasia, F. (2014). The higher education impact assessment- student, company and academic
on the quality of young people working life. perspectives. Australasian Marketing Journal, 17,
Procedia - Social and Behavioral Sciences, 191, 36–45.
2412 – 2415. 4. Alias, M., Sidhu, G. & Fook, C. (2013).
17. Lisievici, P. (2015). The forgotten side of Unemployed graduates’ perceptions on their
quality: Quality of education construct impact on general communication skills at jobinterviews.
quality assurance system. Procedia - Social and Procedia-Social and Behavioral Sciences, 90, 324-
Behavioral Sciences, 180, 371 – 375. 333.
18. Musa, F., Mufti, N., AbdulLatiff, R. & Amin, 5. Burley, P. (2005). Experiential learning produces
M. (2012). Project-based learning (PjBL): capable event managementgraduates. In J. Allen
inculcating soft skills in 21st century Workplace. (Ed.), Impacts of events: Proceedings of the
Procedia-Social and Behavioral Sciences, 59, 565- International Events Research Conference (pp.
573. 622–633). Sydney, Australia: University of
19. Prisacariu, A. (2015). New Perspectives of Technology Sydney.
Quality Assurance in European HigherEducation. 6. Canseco, G. & Byrd, P. (1989). Writing required
Procedia- Social and Behavioral Sciences, 180, in graduate courses in business administration.
119 – 126. TESOL Quarterly, 23, 305-316.
20. Rae, D. (2007). Connecting enterprise and 7. Casañ-Pitarch, R. & Calvo-Ferrer, J. (2015).
graduate employability: Challenges to the higher Developing writing skills in the classroom: A
education culture and curriculum? Education and corpus-based analysis of multi-genre structures.
Training, 49(8/9), 605–619. Procedia-Social and Behavioral Sciences 198, 74 –
21. Schied, F. (2014). Critical perspectives on the 83.
skills debate:implications for adulteducation. 8. Edelman, L., Manolova, T. & Brush, C. (2008).
Procedia-Social and Behavioral Sciences, 142, Entrepreneurship education: correspondence
553-556. between practices of nascent entrepreneurs and
22. Stanciu, S. &Banciu, V. (2012). Quality of textbook prescriptions for success. The Academy
higher education in Romania: are graduates of Management, Learning and Education, 7(1), 56-
preparedfor the labour market? Procedia-Social 70.
and Behavioral Sciences, 69, 821-827. 9. Efstratia, D. (2014). Experiential education
23. Yorke, M. (2006). Employability in higher through project based learning. Procedia-Social
education: What it is—and what it is not. York, and Behavioral Sciences, 152, 1256–1260.
UK: The Higher Education Academy. 10. Junek, O., Lockstone, L. & Mair, J. (2009). Two
perspectives on event management employment:
Student and employer insights into the skills
required to get the job done! Journal of Hospitality
and Tourism Management, 16, 120-129.
11. Kapusuz K. & Can, S. (2014). A survey on
lifelong learning and project-based learning
among engineering Students. Procedia-Social and
Behavioral Sciences, 116, 4187-4192.
12. Kaya, H., Senyufa, E., Isik, B. &Bodur, G.
(2014). Nursing students' opinions regarding
project based learning. Procedia-Social and
Behavioral Sciences, 152, 379-385.
13. Kecetep, İ., &Özkan, İ. (2014). Quality
assurance in the European Higher Education Area.
Procedia- Social and Behavioral Sciences, 141,
660–664.
14. Kelly, C. & Bridges, C. (2005). Introducing
professional and career development skills in the
marketing curriculum. Journal of Marketing
Education, 27(3), 212-218.

٦٤

You might also like